بسم الله الرحمن الرحیم

رسم المصحف

فهرست مباحث علوم قرآنی
فهرست آیات رسم المصحف
فهرست القرائات
اختلاف مصاحف عثماني
خطأ الکاتب في المصحف
زبانشناسی-زبان-الفبا-خط
نقط المصحف
قواعد رسم المصحف
قاعدة ما فیه قراءتان فی رسم المصحف


نکته مهم اینکه در بسیاری موارد در تبیان و مجمع و سایر تفاسیر با اینکه تصریح میکنند اختلاف قرائت از اختلاف مصاحف است اما به قاعده برای هر یک احتجاج میکنند مثل سایر موارد گویا مصحف نباشد، و این کلیدی است برای فهم فضای احتجاجات تبیان و مجمع و...
تفاوت در رسم چند وجه دارد:
۱- اضافه یک کلمه-هو و واو عطف و فاء عطف
۲- اضافه یک حرف-اوصی-اذا ادبر در مصحف حمص
۳- بدل کلمه یا حرف-واو عطف و فاء عطف
۴- جابجایی حرف مثل یسیرکم و ینشرکم
۴-
تفاوت ضبط چند وجه دارد:
۱- اضافه حرف غیر مکتوب
۲- حذف حرف مکتوب
۳- نقط حرف مثل ننشزها
۴- تشکیل و حرکت و اعراب

فهرست آیات رسم المصحف

بسم الله الرحمن الرحیم
ملك-مالك يوم الدين(4)-تبیان

بقرة:
نغفر لكم خطاياكم(بقرة58)-خطیئاتکم-تبیان-مجمع-
اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم(بقرة61)-تبیان-مجمع-
وقالوا اتخذ الله-قالوا اتخذ الله(بقرة116)شام
ووصى بها إبراهيم بنيه-وأوصی بها(بقرة132)مدینه و عراق
والله يقبض ويبسط-والله يقبض ويبصط(بقرة245)
لم يتسنه(بقرة259)

آل‌عمران:
وسارعوا إلى مغفرة-سارعوا الی مغفرة(آل‌عمران133)مدینه و عراق-شام--تبیان-مجمع-
جاؤا بالبينات والزبر-جاؤا بالبينات وبالزبر-وبالكتاب(آل‌عمران184)شام--تبیان-مجمع-

نساء:
ما فعلوه إلا قليل منهم-ما فعلوه إلا قليلا منهم(نساء66)شام--تبیان-مجمع-
فمال هؤلاء القوم(نساء78)بالاتفاق

مائدة:
ويقول الذين آمنوا-يقول الذين آمنوا(مائدة53)مدینه و عراق-شام
من يرتد منكم-من يرتدد منكم(مائدة54)مدینه و عراق-شام--تبیان
يحكم به ذوا عدل منكم(مائدة95)روایت أخطأت به الكتاب

انعام:
وللدار الآخرة-ولدار الآخرة(انعام32)شام
لئن أنجانا من هذه-لئن أنجيتنا من هذه(انعام63)کوفه و بصرة--تبیان-مجمع-
قتل أولادهم شركاؤهم-قتل أولادهم شركائهم(انعام137)شام-ابن سلام آورده ولی سجستانی نیاورده--تبیان

اعراف:
قليلا ما تذكرون-قليلا ما يتذكرون-تتذكرون(اعراف3)شام
وما كنا لنهتدي-ما كنا لنهتدي(اعراف43)شام--تبیان-مجمع-
قال الملأ الذين استكبروا-وقال الملأ الذين استكبروا(اعراف75)شام--تبیان-مجمع-
قال الملأ الذين استكبروا-وقال الملأ الذين استكبروا(اعراف88)شام
وإذ أنجيناكم من آل فرعون-وإذ أنجاكم من آل فرعون(اعراف141)شام
سأوريكم دار الفاسقين(اعراف145)

البرائة:
ولا أوضعوا خلالكم(البرائة47)بالاتفاق
جنات تجري تحتها الانهار-جنات تجري من تحتها الانهار(البرائة100)مکة-خاص مصحف اهل مکه که ابن سلام و ابن ابی داود و طبری نیاوردند--تبیان-مجمع-
والذين اتخذوا مسجدا ضرارا-الذين اتخذوا مسجدا ضرارا(البرائة107)مدینه و عراق

یونس:
هو الذي يسيركم-هو الذي ينشركم(یونس22)

یوسف:
و لیکونا من الصاغرین(یوسف32)-تبیان-مجمع
فنجي من نشاء(یوسف110)-تبیان

کهف:
ولا تقولن لشايء إني فاعل(کهف23)
لأجدن خيرا منها منقلبا-لأجدن خيرا منهما منقلبا(کهف36)مصاحف عراق در قبال تمام مصاحف حجاز و شام-مدینه و عراق---مجمع-

مریم:
أنا رسول ربك لاهب لك(مریم19)-ليهب لك-تبیان

انبیاء:
قال ربي يعلم القول-قل ربي يعلم القول(انبیاء4)مدینه و عراق-کوفه و بصرة
أولم ير الذين كفروا-ألم ير الذين كفروا(انبیاء30)مکة---مجمع-
سأوريكم آياتي فلا تستعجلون(انبیاء37)
وكذلك ننجي المؤمنين(انبیاء88)-تبیان

مؤمنون:
سيقولون لله-سيقولون الله(مؤمنون85)-تبیان
قال كم لبثتم-قل كم لبثتم(مؤمنون112)کوفه و بصرة

نور:
وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون(نور31)-تبیان

شعراء:
وتوكل على العزيز الرحيم-فتوكل على العزيز الرحيم(شعراء217)مدینه و عراق--تبیان-مجمع-

نمل:
أو لا أذبحنه(نمل21)بالاتفاق

قصص:
وقال موسى ربي-قال موسى ربي(قصص37)مکة--تبیان-مجمع-

فاطر:
فهم على بينت منه(فاطر40)-تبیان

يس:
وما عملته أيديهم-وما عملت أيديهم(يس35)مدینه و عراق--تبیان

صافات:
سلام على إل ياسين-سلام على آل ياسين(صافات130)مدینه و عراق---مجمع-

غافر:
كانوا هم أشد منهم قوة-كانوا هم أشد منكم قوة(غافر21)شام
أو أن يظهر في الأرض-وأن يظهر في الأرض(غافر26) مدینه و عراق

شوری:
فبما كسبت أيديكم-بما كسبت أيديكم(شوری30) مدینه و عراق--تبیان

زخرف:
الذين هم عباد الرحمن-الذين هم عند الرحمن(زخرف19)مدینه و عراق--تبیان
وفيها ما تشتهيه الأنفس-وفيها ما تشتهي الأنفس(زخرف71)مدینه و عراق

احقاف:
ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا-ووصينا الإنسان بوالديه حسنا(احقاف15)کوفه و بصرة

ذاریات:
والسماء بنيناها بأييد(ذاریات47)بالاتفاق

الرحمن:
والحب ذو العصف-والحب ذا العصف(الرحمن12)شام
تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام-تبارك اسم ربك ذو الجلال والإكرام(الرحمن78)شام

حدید:
وكلا وعد الله الحسنى-وكل وعد الله الحسنى(حدید10)شام-تبیان
ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد-ومن يتول فإن الله الغني الحميد(حدید24)مدینه و عراق-شام--تبیان-مجمع-

حشر:
أو من وراء جدر-أو من وراء جدار(حشر14)مکة

منافقون:
فأصدق وأكن من الصالحين(منافقون10)-تبیان

معارج:
فمال الذين كفروا قبلك مهطعين(معارج36)بالاتفاق

مدثر:
والليل إذ أدبر(مدثر33)-والليل إذا أدبرمصحف حمص

تکویر:
وما هو على الغيب بضنين(تکویر24)-تبیان

شمس:
ولا يخاف عقباها-فلا يخاف عقباها(شمس15)مدینه و عراق--تبیان-مجمع-

علق:
لنسفعا بالناصية(علق15)-مجمع

بالای صفحه

***************
تعاضد الرسم و القراءات
روایات مرتبط با خط و کتابت
ارتباط مس مصحف بدون طهارت با انواع رسم و ضبط مصحف
سخن مالک بن انس-اکتبوا علی الکتبة الاولی
نقط المصحف
متن عقيلة أتراب القصائد-للشاطبي
96|4|الذي علم بالقلم
2|255|الله لا إله إلا هو الح

متن کتاب المقنع في رسم مصاحف الأمصار-للداني
متن کتاب المحكم في نقط المصاحف-للداني
متن کتاب النقط-مطبوع مع كتاب المقنع فى رسم مصاحف الأمصار-للداني
متن کتاب الأحرف السبعة للقرآن-للداني
متن کتاب البيان في عدّ آي القرآن-للداني
متن کتاب المكتفى في الوقف والابتدا-للداني
متن کتاب التيسير في القراءات السبع-للداني
متن عقيلة أتراب القصائد-للشاطبي

کلمات کسانی که نگاه تقدس توقیفی به رسم المصحف دارند
کلمات کسانی که نگاه احترام وجوبی به رسم المصحف دارند
کلمات کسانی که نگاه تخطئة و تضعیف به رسم المصحف دارند
موارد عدم اختلاف در قرائت با امکان آن
مصحف جمع شده توسط ابوبكر و عمر، جامع احرف سبعة
مقاله خط قرآن در روزگار پیامبر صلی الله علیه وآله وسلم-عبد الصبور شاهین-ترجمه سید حسین سیدي

مصاحف قرائات مختلف که به طبع رسیده است
آیا عثمان در مصحف خود یک قرائت را اراده کرده است؟
مصحف المشهد الرضوی
بانک پاسخ های کوتاه و قاطع در مبحث قرائات

رسم المصحف
مصاحف
اختلاف مصاحف عثماني
رسم المصحف و ضبطه
كتابة المصحف-مجلة البحوث الإسلامية-الرئيس بن باز-بحث مفصل
علامات ضبط المصحف الشریف
كتاب الرد على من خالف مصحف عثمان العامة
روش کتابت مسلمین در صدر اسلام
سر کتابة السین صاداً فی القرآن الکریم
المصحف المرتل-الجامع الصوتي-لبيب السعيد
قرائت ابوعمرو از قراء سبعة هذین لساحران مخالف رسم مصحف است
اختلاف رسم مصاحف، پشتوانه تعدد قراءات
آیا رسم مصحف، توقیفي است؟
مصحف منسوب به امیرالمؤمنین ع در عتبة رضویة ع-مرکز نشر قرآن کریم
مصحف المشهد الرضوي-مصحف منسوب به امیرالمؤمنین ع در عتبة رضویة ع-کریمي‌نیا
مصحف امیري
مصحف مدینة
قول عثمان-لو كان المملى من هذيل و الكاتب من ثقيف
التمهید-بررسی اعتبار رسم المصحف
یک دلیل برای تعدد قراءات!!
روح و کالبد تلاوت و رسم، زنده به دو رکن اداء و نص
مصحف ملون به قرائت حفص
مصحف ملون به قرائت ورش
تعدد قرائات رایج همگی حرف واحد است-سبعة احرف،مرادف گویی اختیاری و تلاوت به معنا است-سفیان بن عیینة-ابن وهب-ابن أشتة-طبری
قراءة العامة-الناس-المسلمین-الجمهور-المشهور-اهل الحرمین-اهل المدینة-المدنیون-العراقیون-الکوفیون-البصریون
شرح حال حفني-محمد حفني بن إسماعيل ابن خليل بن ناصف(1272 - 1338 هـ = 1856 - 1919 م)
شرح حال محمد بن محمد بن إبراهيم الشريشي الخراز(000 - 718 هـ = 000 - 1318 م)
شرح حال عبد الواحد بن عاشر الأنصاري الأندلسي الفاسي(990 - 1040 هـ = 1582 - 1631 م)
شرح حال محمد بن عبد الله بن عبد الجليل التنسي(000 - 899 هـ = 000 - 1494 م)
شرح حال رضوان بن محمد بن سليمان أبو عيد المخللاتي(1250 - 1311 هـ = 1835 - 1894 م)
شرح حال غازي بن قيس الأندلسي(000 - 199 هـ = 000 - 814 م)
شرح حال محمد بن طيفور الغزنوي السجاوندي(000 - 560 هـ = 000 - 1165 م)
شرح حال علي بن محمد بن سالم الصفاقسي(1053 - 1118 هـ = 1643 - 1706 م)
شرح حال سليمان بن نجاح بن أبي القاسم الأندلسي أبو داود(413 - 496 هـ = 1022 - 1103 م)
شرح حال محمد بن الحسن بن مقسم العطار أبو بكر(265 - 354 هـ = 878 - 965 م)
شرح حال عاصم بن أبي الصباح الجحدري البصري(000 - 128 هـ = 000 - 745 م)
شرح حال محمد بن علي بن الحسين بن مقلة(272 - 328 هـ = 866 - 940 م)
شرح حال علي بن هلال أبو الحسن-ابن البواب(000 - 413 هـ = 000 - 1022 م)
شرح حال ياقوت بن عبد الله المستعصمي الرومي(000 - 698 هـ = 000 - 1299 م)
شرح حال میرعماد محمد بن حسين حسنی قزوینی(961 - 1024 هـ = 1554 - 1615 م)
شرح حال احمد بن شمس‌الدین محمد نیریزی(1087 - 1155 هـ = 1677 - 1743 م)
شرح حال حافظ عثمان بن علي افندي(1052 - 1110 هـ = 1643 - 1699 م)
تاریخ طبع مصحف


رسم المصحف در فقه عامه
وجوب اصلاح خطا در کتابت مصحف



فضائل القرآن للقاسم بن سلام (ص: 328)
حروف القرآن التي اختلفت فيها مصاحف أهل الحجاز وأهل العراق، وهي اثنا عشر حرفا
حدثنا إسماعيل بن جعفر المديني، أن أهل الحجاز، وأهل العراق اختلفت مصاحفهم في هذه الحروف.
قال: كتب أهل المدينة في سورة البقرة ....
... باب وهذه الحروف التي اختلفت فيها مصاحف أهل الشام وأهل العراق وقد وافقت أهل الحجاز في بعض وفارقت بعضا
قال أبو عبيد: قد ذكرنا ما خالفت فيه مصاحف أهل الحجاز وأهل الشام مصاحف أهل العراق،
فأما العراق نفسها فلم تختلف مصاحفها فيما بينها إلا خمسة أحرف بين مصاحف الكوفة والبصرة.
كتب الكوفيون في سورة الأنعام: ....
وكتبها البصريون: لئن أنجيتنا بالتاء.
.... قال أبو عبيد: هذه الحروف التي اختلفت في مصاحف الأمصار، ... وهي كلها عندنا كلام الله، والصلاة بها تامة إذ كانت هذه حالها








باب مفصل کتاب دانی:

المقنع في رسم مصاحف الأمصار (ص: 106)
باب ذكر ما اختلفت فيه مصاحف أهل الحجاز والعراق والشام المنتسخة من الإمام بالزيادة والنقصان
وهذا الباب سمعناه من غير واحد من شيوخنا من ذلك في البقرة في مصاحف أهل الشام " قالوا اتخّذ الله ولداً " بغير واو قبل " قالوا " وفي سائر المصاحف " وقالوا " بالواو، وفي مصاحف أهل المدينة والشام " واوصي بها " بألف بين الواوين قال أبو عبيد وكذلك رأيتها في الإمام مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه وفي سائر المصاحف " ووصّى " بغير واو قبل السين وفي سائر المصاحف " وسارعوا " باواو وفيها في مصاحف أهل الشام " وبالزبر وبالكتب " بزيادة باء في الكلمتين كذا رواه لي خلف بن إبراهيم عن احمد بن محمد عن علي أبي عبيد هشام بن عمار عن ايوب ابن تميم عن يحيى بن الحارث عن ابن عامر، وعن هشام عن سويد بن عبد العزيز عن الحسن بن عمران عن عطية بن قيس عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن مصاحف أهل الشام وكذلك حكى أو حاتم انهما مرسومان بالباء في مصحف أهل حمص الذي بعث عثمان إلى الشام وقال هارون بن موسى الاخفش الدمشقي إن الباء زيدت في الإمام يعني الذي وُجّه به إلى الشام في " وبالزبر " وحدها وروى الكسائي عن أبي حيوه شريح بن يزيد إن ذلك كذلك في المصحف الذي بعث عثمان إلى الشام والأول أعلى إسنادا وهما في سائر المصاحف بغير باء


النشر في القراءات العشر ج‏1 468 تنبيهات ..... ص : 463
(الخامس) إنما يكون اتباع الرسم فيما يتعلق بالهمزة خاصة دون غيره فلا تحذف الألف التى قبل الهمزة فى العلمواء و يَشاءُ و جَزاءُ و لا تثبت الألف بعد الواو بعدها. و هذا بالاجماع ممن رأى التخفيف الرسمى، و كذلك لا تثبت الألف من نحو مِائَةَ. و لشاى‏ فى الكهف و نحو ذلك مما كتب زائدا إذ لا فرق لفظا بين وجودها و عدمها



النشر في القراءات العشر (1/ 11)
قلنا: ونعني بموافقة أحد المصاحف ما كان ثابتا في بعضها دون بعض كقراءة ابن عامر (قالوا اتخذ الله ولدا) في البقرة بغير واو، وبالزبر وبالكتاب المنير بزيادة الباء في الاسمين ونحو ذلك، فإن ذلك ثابت في المصحف الشامي، وكقراءة ابن كثير جنات تجري من تحتها الأنهار في الموضع الأخير من سورة براءة بزيادة (من) ، فإن ذلك ثابت في المصحف المكي، وكذلك فإن الله هو الغني الحميد.
في سورة الحديد بحذف (هو) ، وكذا (سارعوا) بحذف الواو، وكذا (منهما منقلبا) بالتثنية في الكهف، إلى غير ذلك من مواضع كثيرة في القرآن اختلفت المصاحف فيها فوردت القراءة عن أئمة تلك الأمصار على موافقة مصحفهم، فلو لم يكن ذلك كذلك في شيء من المصاحف العثمانية لكانت القراءة بذلك شاذة لمخالفتها الرسم المجمع عليه،
(وقولنا) بعد ذلك ولو احتمالا نعني به ما يوافق الرسم ولو تقديرا، إذ موافقة الرسم قد تكون تحقيقا وهو الموافقة الصريحة، وقد تكون تقديرا وهو الموافقة احتمالا، فإنه قد خولف صريح الرسم في مواضع إجماعا نحو: (السموات والصلحت واليل والصلوة والزكوة والربوا) ونحو (لنظر كيف تعملون) (وجيء) في الموضعين حيث كتب بنون واحدة وبألف بعد الجيم في بعض المصاحف،
وقد توافق بعض القراءات الرسم تحقيقا، ويوافقه بعضها تقديرا، نحو (ملك يوم الدين) فإنه كتب بغير ألف في جميع المصاحف، فقراءة الحذف تحتمله تخفيفا كما كتب ملك الناس، وقراءة الألف محتملة تقديرا كما كتب مالك الملك، فتكون الألف حذفت اختصارا، وكذلك (النشاة) حيث كتبت بالألف وافقت قراءة المد تحقيقا ووافقت قراءة القصر تقديرا، إذ يحتمل أن تكون الألف صورة الهمزة على غير القياس كما كتب موئلا،
وقد توافق اختلافات القراءات الرسم تحقيقا نحو أنصار الله، ونادته الملائكة، ويغفر لكم ويعملون وهيت لك ونحو ذلك مما يدل تجرده عن النقط والشكل وحذفه وإثباته على فضل عظيم للصحابة - رضي الله عنهم - في علم الهجاء خاصة، وفهم ثاقب في تحقيق كل علم، فسبحان من أعطاهم وفضلهم على سائر هذه الأمة.
(ولله در الإمام الشافعي - رضي الله عنه -) حيث يقول في وصفهم في رسالته التي رواها عنه الزعفراني ما هذا نصه: وقد أثنى الله - تبارك وتعالى - على أصحاب رسول الله - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - في القرآن والتوراة والإنجيل، وسبق لهم على لسان رسول الله - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - من الفضل ما ليس لأحد بعدهم، فرحمهم الله وهنأهم بما أثابهم من ذلك ببلوغ أعلى منازل الصديقين والشهداء والصالحين، أدوا إلينا سنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشاهدوه والوحي ينزل عليه، فعلموا ما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عاما وخاصا وعزما وإرشادا وعرفوا من سننه ما عرفنا وجهلنا وهم فوقنا في كل علم واجتهاد وورع وعقل وأمر استدرك به علم واستنبط به، وآراؤهم لنا أحمد وأولى بنا من رأينا عند أنفسنا.
(قلت) : فانظر كيف كتبوا الصراط والمصيطرون بالصاد المبدلة من السين، وعدلوا عن السين التي هي الأصل لتكون قراءة السين وإن خالفت الرسم من وجه قد أتت على الأصل فيعتدلان، وتكون قراءة الإشمام محتملة، ولو كتب ذلك بالسين على الأصل لفات ذلك وعدت قراءة غير السين مخالفة للرسم والأصل، ولذلك كان الخلاف في المشهور في بسطة الأعراف دون بسطة البقرة ; لكون حرف البقرة كتب بالسين وحرف الأعراف بالصاد،
على أن مخالف صريح الرسم في حرف مدغم أو مبدل أو ثابت أو محذوف أو نحو ذلك لا يعد مخالفا إذا ثبتت القراءة به ووردت مشهورة مستفاضة، ألا ترى أنهم لم يعدوا إثبات ياءات الزوائد وحذف ياء تسئلني في الكهف، وقراءة (وأكون من الصالحين) والظاء من بضنين ونحو ذلك من مخالفة الرسم المردود، فإن الخلاف في ذلك يغتفر، إذ هو قريب يرجع إلى معنى واحد وتمشيه صحة القراءة وشهرتها وتلقيها بالقبول،
وذلك بخلاف زيادة كلمة ونقصانها وتقديمها وتأخيرها حتى ولو كانت حرفا واحدا من حروف المعاني، فإن حكمه في حكم الكلمة لا يسوغ مخالفة الرسم فيه، وهذا هو الحد الفاصل في حقيقة اتباع الرسم ومخالفته،




رسم المصحف 597 المبحث الخامس الكلمات التي اختلف رسمها في المصاحف العثمانية ..... ص : 586
و قد أشير من قبل أكثر من مرة إلى أن الراجح هو أن تكون المصاحف العثمانية قد رسمت على قراءة واحدة، و من ثم فإن دعوى إثبات هذه الحروف هو محافظة على ما لا يحتمله رسمها من وجوه القراءات المختلفة التي تشملها رخصة الأحرف السبعة من الضياع تصبح موضع نظر، فالقصد من توحيد المصاحف كان إثبات وجه واحد و أن الوجوه المخالفة للرسم أكثر من هذه الحروف المعدودة التي اختلف رسمها في المصاحف الأئمة،
و يبدو أن القول بأن الوجهين اللذين يروى عليهما الحرف الواحد قد صارا من الشهرة و الذيوع بحيث استوى إثبات أي منهما عند الصحابة الذين تولوا نسخ المصاحف، فأثبتوا أحدهما في مصحف و أثبتوا الآخر في مصحف ثان، و كأنهم لم يكتبوا إلا حرفا واحدا- هو القول الأقرب إلى الواقع في تفسير هذه الظاهرة.
فما كتب في المصاحف الأئمة هو حرف واحد أي قراءة واحدة إلا هذه الحروف المعدودة التي استوى فيها الوجهان فأثبت أحدهما في بعض المصاحف و الآخر في المصاحف الأخرى، سواء كان ذلك عن قصد من الصحابة- رضوان اللّه عليهم- أم أن علو كلا الوجهين و تقاربهما قد جعلهم يكتبونهما في المصاحف و كأنهما وجه واحد.



رسم المصحف، ص: 136
و قد ظهر في كل مصر من الأمصار إمام روى ما ورد في مصحف بلده، إذ إن أئمة القراءة كانوا يروون كيفية رسم الكلمات، إلى جانب روايتهم للقراءة. و كما كانت مدينة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دارا للسنة كانت قبل ذلك و معه دارا للقرآن قراءاته و رسمه. فكان ممن روي عنهم الرسم من أهل المدينة عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، (ت 117 أو 119 ه) نزيل الاسكندرية «1»، إلا أن إمام المدينة في الرسم هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم، أبو رويم، (ت 169 ه) أحد القراء السبعة الأعلام، قرأ على سبعين من التابعين «2»، فكان أهم من اعتمد عليه في نقل الرسم «3». و ذلك لأنه ولد بالمدينة، و أقرأ الناس بها بكثير من القراءات، و عاش عمرا طويلا، و كان المصحف الذي أعطى عثمان- رضي اللّه عنه- لأهل المدينة لا يزال عنده، فبكثرة مطالعته له و مواظبته إياه تصوّره في خلده، فلم تؤخذ حقيقة الرسم إلا عن نافع «4».
و كان نافع قد قرأ عليه و روى عنه خلق كثير «5»، إذ إنه أقرأ الناس دهرا طويلا، نيفا عن سبعين سنة، و انتهت إليه رئاسة القراءة بالمدينة، و ذكر له ابن الجزري نحوا من ستة
__________________________________________________
(1) انظر الداني: المقنع، ص 40.
(2) انظر الذهبي: معرفة القراء، ج 1، ص 89. و ابن الجزري: غاية النهاية، ج 2، ص 330.
(3) انظر العقيلي: لوحة 9.
(4) اللبيب (أبو بكر بن أبي محمد عبد اللّه المشهور باللبيب): الدرة الصقيلة في شرح العقيلة، مخلوط في مكتبة الجامع الأزهر، ورقة 19/ أ.
(5) الذهبي: معرفة القراء، ج 1، ص 90.



رسم المصحف، ص: 137
و أربعين ممن قرءوا عليه من مختلف الأمصار «1». فنقل عنه تلامذته ما رواه في رسم المصحف، فكانوا أئمة في ذلك برواية أستاذهم الأول، إضافة إلى نقلهم هم أنفسهم عن مصاحف المدينة، فمنهم: سليمان بن مسلم بن جمّاز «2»، (ت بعد 170 ه).
و إسماعيل بن جعفر المدني «3»، (ت 180 ه). و عبد اللّه بن وهب «4»، (ت 197 ه).
و الغازي بن قيس الأندلسي «5»، (ت 199 ه). و عيسى بن مينا قالون «6»، (ت 220 ه).
و كان بالبصرة عاصم بن أبي الصباح الجحدري «7»، (ت 128 ه)، الذي روى عنه معلّى بن عيسى البصري الوراق «8». و كان ممن روى عنهما الرسم من أهل البصرة أيضا إمام القراءة فيها أبو عمرو بن العلاء «9»، (ت 154 ه). و ممن وردت عنه رواية في الرسم من أهلها أيضا، أيوب بن المتوكل «10» (ت 200 ه)، و يحيى بن المبارك اليزيدي «11»، (ت 202 ه)، و خالد بن خداش «12»، (ت 224 ه)، و بعض هؤلاء رحل من البصرة إلى بغداد.
و كان في الكوفة من أئمة رواية الرسم قارئها الإمام أبو عمارة حمزة بن حبيب‏
__________________________________________________
(1) غاية النهاية، ج 2، ص (330- 331).
(2) انظر: ابن أبي داود: ص 37 و 41.
(3) انظر: أبو عبيد: فضائل القرآن، لوحة 44. و الداني: المقنع، ص 108.
(4) الداني: المقنع، ص 10.
(5) الداني: نفس المصدر، ص 21 و 37 و 44 و 47 و 50 و غيرها. و انظر أبو بكر الزبيدي (محمد بن الحسن): طبقات النحويين و اللغويين، ط 1، القاهرة، الخانجي، 1954، ص 276. و روى ابن الجزري أن الغازي صحح مصحفه على مصحف نافع ثلاث عشر مرة، (انظر: غاية النهاية، ج 2، ص 2).
(6) الداني: المقنع، ص 10.
(7) انظر المهدوي: هجاء مصاحف الأمصار، ص 89. و سنكتفي حين الاعتماد على هذا المصدر بالذات بالإشارة إلى المؤلف فقط. و انظر الداني: المقنع حيث ذكره في أكثر من موضع.
(8) الداني: المقنع، ص 75. و ابن الجزري: غاية النهاية، ج 2، ص 304.
(9) الداني: المقنع، ص 34 و 40 و 107.
(10) نفس المصدر، ص 39 و 99.
(11) نفس المصدر أيضا، ص 16 و 34 و 41 و 44 و غيرها.
(12) الداني: المقنع، ص 35.



رسم المصحف، ص: 138
الزيات «1»، (ت 156 ه)، ثم أجلّ أصحابه علي بن حمزة الكسائي «2»، (ت 189 ه) الذي انتهت إليه رئاسة الإقراء بالكوفة بعد حمزة، و في بغداد بعد ذلك، و كان من أهل الكوفة أيضا عبد اللّه بن إدريس الأودي «3»، (ت 192 ه)، و علي بن زيد بن كيسة «4»، (ت 202 ه)، و يحيى بن زياد الفراء الكوفي «5» (ت 207 ه)، و خلف بن هشام أبو محمد البزار «6»، (ت 229 ه)، و أبو جعفر محمد بن سعدان الضرير «7»، (ت 231 ه).
و كان الصحابي الجليل أبو الدرداء عويمر بن زيد الأنصاري (ت 32 ه) قد ولي قضاء دمشق و أقرأ فيها، و لا شك أنه تلقى المصحف الذي أرسله عثمان إلى الشام، و قد وردت عنه في الرسم روايات عن مصحف أهل الشام «8»، و كان عبد اللّه بن عامر (ت 118 ه) قد أخذ القراءة عن أبي الدرداء فكان إمكان أهل الشام في القراءة، إضافة إلى ما روي عنه من روايات في رسم مصحف بلده «9». و أخذ عن ابن عامر يحيى بن الحارث الذماري (ت 145 ه) فوردت عنه الرواية في ذلك «10». و ممن روي عنه في الرسم من أهل الشام أيضا هشام بن عمار (ت 245 ه)، إمام أهل دمشق في زمانه «11».
فهؤلاء الأئمة هم عماد الرواية في رسم المصحف كانوا ينقلون طريقة رسم الكلمات في مصاحف أمصارهم، لكن هناك ملاحظة هامة في هذا الصدد، هي أنهم كثيرا ما ينصون على حروف من الرسم في غير مصاحفهم، فقد كانت الرحلة في طلب العلم أو الحج تتيح لهم الاطلاع على مصاحف الأمصار الأخرى، و هكذا فقد روى أبو عمرو بن‏
__________________________________________________
(1) نفس المصدر، ص 48 و 68 و 70 و 73 و 82.
(2) انظر ابن أبي داود: ص 39 و 48. و الداني: المقنع، ص 21 و 40 و 64 و 66 و 73 و غيرها.
(3) انظر المهدوي: ص 96. و الداني: المقنع، ص 39.
(4) الداني: المقنع، ص 47 و 56 و 69.
(5) المهدوي، ص 118. و الداني: المقنع، ص 35 و 41 و 103.
(6) المهدوي، ص 96. و الداني: المقنع، ص 38 و 39 و 64 و 65 و 107.
(7) الداني: المقنع، ص 74.
(8) أبو عبيد: فضائل القرآن، لوحة 45. و الداني: المقنع، ص 79 و 102.
(9) انظر الداني: المقنع، ص 88 و 102 و 110.
(10) نفس المصدر، ص 90.
(11) نفس المصدر أيضا، ص 52.



رسم المصحف، ص: 139
العلاء، و أيوب بن المتوكل، و اليزيدي، و أبو عبيد، و أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني (ت 250 أو 255 ه)، و ابن مجاهد (ت 324 ه)، و هم من أهل العراق، عن مصاحف أهل مكة و غيرها «1».
و قد توفرت روايات رسوم مصاحف الأمصار لدى العلماء في وقت مبكر، فظهر التأليف في اختلاف رسوم مصاحف أهل الأمصار، و ينسب إلى كل من ابن عامر و الكسائي و الفراء و خلف كتاب في ذلك- مما سنشير إليه بعد قليل-.
و قد ظلت المصاحف- إلى جانب روايات الأئمة- مصدرا لدراسة الرسم العثماني، فكان المؤلفون يروون الروايات المتقدمة ثم إنهم كثيرا ما يعقبون على ذلك بقولهم أنهم رأوا ذلك كذلك في مصاحف بلدهم «2» أو ربما صححوا بعض الروايات على ضوء ما يجدونه في المصاحف التي عندهم «3».
__________________________________________________
(1) انظر: نفس المصدر، ص 16 و 34 و 38 و 41 و 66 و 105 و 110.
(2) انظر مثلا الداني: المقنع، ص 14.
(3) انظر نفس المصدر: ص 35 و 76 و 103.







الفهرست (ص: 55)
الكتب المؤلفة في اختلاف المصاحف:
كتاب اختلاف مصاحف أهل المدينة وأهل الكوفة وأهل البصرة عن الكسائي كتاب اختلاف المصاحف لخلف كتاب اختلاف أهل الكوفة والبصرة والشام في المصاحف للفراء كتاب اختلاف المصاحف لأبي داود السجستاني كتاب اختلاف المصاحف وجميع القراءات للمدائني كتاب اختلاف مصاحف الشام والحجاز والعراق لابن عامر اليحصبي كتاب محمد بن عبد الرحمن الأصفهاني في اختلاف المصاحف.


الفهرست (ص: 56)
الكتب المؤلفة في مقطوع القرآن وموصوله:
كتاب الكسائي كتاب حمزة بن حبيب كتاب عبد الله بن عامر اليحصبي.


الفهرست (ص: 56)
الكتب المؤلفة في هجاء المصاحف:
كتاب يحيى بن الحارث كتاب بن شبيب كتاب أحمد بن إبراهيم الوراق.


الفهرست (ص: 82)
أخبار أبي حاتم السجستاني: ... كتاب اختلاف المصاحف



الذريعة إلى ‏تصانيف‏ الشيعة، ج‏2، ص: 353
1421: إنارة الحالك في قراءة (ملك و مالك‏
في سورة الفاتحة، و ترجيح الأول منهما باثني عشر وجها بعد طي عشر مقدمات لشيخنا الأستاد ميرزا فتح الله بن محمد جواد الشيرازي النمازي الشهير بشيخ الشريعة الأصفهاني النجفي المتوفى بها سنة 1339، كتاب مبسوط جليل يقرب من ألفين و ثلاث مائة بيت أوله (الحمد لله الذي أرانا أظهر بينات و أبهر حجج و أودع فينا قرآنا عربيا غير ذي عوج) فرغ منه عاشر صفر سنة 1324 و جعل له خاتمة ذكر فيها ما أخرجه أهل السنة في كتبهم من أحاديث التحريف أي التنقيص عن الآيات النازلة قرآنا
و جعل للخاتمة ذيلا مشتملا على خمس فوائد كل منها ذات فوائد علمية مفيدة و غالبها مبتكرات،
و قد بين في هذا الكتاب حال القراءات الغير المشهورة في ست و عشرين آية من آيات القرآن الشريف و فصل بينها بأن تلك القرآن تسعة منها مخالفة لرسم المصحف و البقية موافقة،
ثم إن ثلاث عشرة من تلك القراءات الموافقة للرسم ثابتة عن القراء السبعة أو العشرة أيضا و أربعة عن غيرهم ثم رجح القراءة الغير المشهورة في اثني عشر موضعا من الثلاثة عشر المذكور إنها موافقة للرسم و ثابتة أيضا عن القراء المدعى تواتر قراءتهم،
و المواضع هذه (1) ملك بحذف الألف (2) سراط بالسين (3) عليهم بالضم فيهما (4) كفوء بالهمزة (5) أرجلكم بالخفض (6) رجلك بسكون الجيم (7) المجلس بحذف الألف (8) من تحتها بزيادة من (9) سالما بزيادة الألف (10) تستطيع في المائدة بالتاء و نصب‏ ربك (11) أ فحسب في الكهف بسكون السين (12) عرف بعضه بالتخفيف‏



الذريعةإلى‏تصانيف‏الشيعة، ج‏18، ص: 18
(465: كشف الأسرار في مصاحف الأمصار)
للحافظ محمد بن محمود بن محمد الشريف، السمرقندي المحتد، الهمداني المولد، أحال إليه في كتابه عين الترتيل بيان أن الهمزة لا صورة لها وصفا، بل يكتب واوا و ياء و ألفا، و رأيت قطعة من كشف الأسرار عن رسم مصاحف الأمصار المرتب على خمس و عشرين بابا، و هي إلى الباب السادس في مجموعة كتابتها في 931 كتب عليها أنه لأبي يحيى محمد بن محمود بن محمد الشيرازي القاري الشافعي. فراجعه.



التمهيد في علوم القرآن ج‏1 7 المقدمة ..... ص : 5
أمّا عهد التدوين فيرجع الى مؤخّر القرن الأوّل، فكان أوّل من صنّف في القراءة هو يحيى بن يعمر (توفي سنة 89 ه) أحد تلاميذ أبي الأسود الدؤلي.
ألّف كتابه في «القراءة» في قرية واسط، و يضمّ الاختلافات التي لوحظت في نسخ القرآن المشهورة. كما في «تأريخ التراث العربيّ» لفؤاد سزكين.
* و في القرن الثاني، صنّف الحسن بن أبي الحسن يسار البصري (ت 110) كتابه في «عدد آي القرآن».
و عبد اللّه بن عامر اليحصبي (ت 118) كتابه في «اختلاف مصاحف الشام و الحجاز و العراق» و «المقطوع و الموصول» في الوقف و الوصل.
و شيبة بن نصاح المدني (ت 130): «كتاب الوقوف».
و أبان بن تغلب (ت 141) صاحب الإمام علي بن الحسين السجّاد (عليه السلام) هو أوّل من صنّف في «القراءات» بعد ابن يعمر. و له كتاب «معاني القرآن» أيضا.
و محمد بن السائب الكلبي (ت 146). أوّل من صنّف في «أحكام القرآن».
و مقاتل بن سليمان المفسّر (ت 150). له كتاب «الآيات المتشابهات».
و أبو عمرو بن العلا زبان بن عمار التميمي (ت 154): «الوقف و الابتداء» و كتاب «القراءات».
و حمزة بن حبيب، أحد القرّاء السبعة (ت 156) صاحب الإمام جعفر بن‏



التمهيد في علوم القرآن، ج‏1، ص: 8
محمد الصادق (عليه السلام) له كتاب في «القراءة».
و يحيى بن زياد الفرّاء (ت 207): «معاني القرآن» و «اختلاف أهل الكوفة و البصرة و الشام في المصاحف» و «الجمع و التثنية في القرآن».
و محمد بن عمر الواقدي، الكاتب العلّامة و المؤرّخ الشهير (ت 207). له كتاب «الرغيب» في علوم القرآن و غلط الرجال.
و أبو عبيدة معمّر بن المثنى (ت 209): «إعجاز القرآن» في جزءين و «معاني القرآن».
* و في القرن الثالث، صنّف أبو عبيد القاسم بن سلام (ت 224) «فضائل القرآن» و «المقصور و الممدود» في القراءات، و «غريب القرآن»، و «الناسخ و المنسوخ» و «إعجاز القرآن». و هو من أوّليات الكتب المدوّنة في الموضوع.
و علي بن المديني (ت 234) صنّف في أسباب النزول.
و أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري شيخ القمّيين و وجههم (توفي حدود 250) له كتاب «الناسخ و المنسوخ».
و الإمام أبو زرعة العراقي (ت 264) نظّم ألفيّته في تفسير غريب القرآن.
و أبو محمد عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة (ت 276): «تأويل مشكل القرآن» و «تفسير غريب القرآن» و «إعراب القرآن». و كتابه في القراءات.
و أبو العباس محمد بن يزيد المبرّد النحوي (ت 286): «إعراب القرآن».
و أبو عبد اللّه محمد بن أيّوب بن ضريس (ت 294) كتب فيما نزل بمكة و ما نزل بالمدينة، و كتاب «فضائل القرآن».
و أبو القاسم سعد بن عبد اللّه الأشعري القمّي (ت 299) صنّف رسالة جامعة في صنوف آيات القرآن، عثر عليها العلّامة المجلسي، و نقلها متقطّعة في موسوعته الكبرى‏ .
______________________________
(1) راجع بحار الأنوار: ج 93 ص 97.



التمهيد في علوم القرآن، ج‏1، ص: 9
و محمد بن خلف بن المرزبان (ت 309) «الحاوي في علوم القرآن» 27 جزء.
و أبو محمد الحسن بن موسى النوبختي (ت ح 310). له كتاب «التنزيه و ذكر متشابه القرآن».
و أبو بكر بن أبي داود، عبد اللّه بن سليمان السجستاني (230- 316). له كتاب «المصاحف» و «الناسخ و المنسوخ». و رسالة في القراءات.
* و في القرن الرابع، صنف أبو بكر محمد بن الحسن الأزديّ- المعروف بابن دريد- (ت 321) كتابه في غريب القرآن. و هو من كبار أدباء الشيعة الإماميّة، نحويّ لغويّ معروف.
و أبو البركات عبد الرحمن بن أبي سعيد الأنباري (ت 328): «البيان في إعراب القرآن» و «عجائب علوم القرآن».
و ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني (ت 329): «فضائل القرآن».
و أبو بكر محمد بن العزيز السجستاني (ت 330) الذي اشتهر بكتابه «غريب القرآن» رتبه على حروف المعجم، و أكمله في 15 عاما.
و أبو جعفر أحمد بن محمد النحّاس (ت 338): «إعراب القرآن» و «الناسخ و المنسوخ» و «معاني القرآن».
و أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم- المعروف بابن أبي زينب- الكاتب النعماني (ت ح 350) صنّف رسالة جامعة في صنوف آيات القرآن. نقلها برمّتها العلامة المجلسي‏ . كان خصّيصا بالكليني، يكتب له كتاب الكافي.
و أبو محمد القصاب محمد بن علي الكرخي (ت ح 360). له «نكت القرآن».
و أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن سيّار (ت 368) كاتب آل طاهر و صاحب‏
______________________________
(1) بحار الأنوار: ج 93.



التمهيد في علوم القرآن، ج‏1، ص: 10
الإمامين الهادي و العسكري (عليهما السلام). له كتاب «ثواب القرآن» و «التنزيل و التحريف».
و أبو بكر أحمد بن علي الرازي الجصّاص (ت 370) صنّف في أحكام القرآن، و هو كتاب كبير طبع في ثلاث مجلّدات.
«الحجّة في القراءات» لأبي علي الفارسي. علم من أعلام الإماميّة ممّن ازدهر به القرن الرابع في علمه و فضله و أدبه، و قد أجاز للصاحب بن عبّاد.
و كتابه هذا من أحسن الكتب في موضوع القراءات و توجيهها و فنّ القواعد العربيّة (توفي عام 377).
و أبو الحسن عبّاد بن عباس الطالقاني (ت 385)- أيضا- صنّف في أحكام القرآن. و هو والد الوزير الصاحب بن عبّاد.




التمهيد في علوم القرآن ج‏2 14 عوامل نشوء الاختلاف ..... ص : 14
التمهيد في علوم القرآن، ج‏2، ص: 14
عوامل نشوء الاختلاف‏
لا شك ان اختلاف مصاحف الامصار كان اهم عوامل نشوء الاختلاف القرائى، كان اهل كل مصر ملتزمين بالقراءة وفق مصحفهم، و على اقراء مقرئهم الخاص. و هكذا قرأ ابن عامر- و هو مقرئ الشام-:
جاءوا بالبينات و بالزبر (آل عمران: 184)- بالباء- لان مصحف الشام كان كذلك. و قرأ الباقون بغير باء .
و قرأ نافع و ابن عامر: سارعوا الى مغفرة من ربكم (آل عمران:
133)- بلا واو- لان مصحف المدينة و مصحف الشام كانا خلوا عنها.
و نافع مدنى، و ابن عامر شامى. و قرأ الباقون بالواو، لان مصاحفهم كانت مشتملة عليها .
و هناك- ايضا- عوامل اخرى ساعدت على هذا الاختلاف، نذكر منها ما يلي:-
1- بداءة الخط
كان الخط عند العرب آنذاك فى مرحلة بدائية، و من ثم لم تستحكم اصوله و لم تتعرف العرب الى فنونه و الاتقان من رسمه و كتابته‏




رسم المصحف 598 المبحث الخامس الكلمات التي اختلف رسمها في المصاحف العثمانية ..... ص : 586
غانم قدوری
أما علاقة الأداء بهذه الكلمات المرسومة على أكثر من وجه في المصاحف فإن تأمل اتجاهات القراءة في أول نشأتها تظهر- كما سبق- أن قراء كل مصر من الأمصار الإسلامية قد نقلوا من القراءات التي أخذوها من الصحابة ما يوافق خط مصحفهم لذلك‏ فإنّ الغالب أن توافق قراءة كل إمام مصحف أهل بلده، و قد قال ابن الجزري: إذا اختلفت المصاحف في رسم حرف فينبغي أن تتبع في تلك المصاحف مذاهب أئمة أمصار تلك المصاحف، فينبغي إذا كان مكتوبا مثلا في مصاحف المدينة أن يجري ذلك في قراءة نافع و أبي جعفر، و إذا كان في المصحف المكي فقراءة ابن كثير، و المصحف الشامي فقراءة ابن عامر، و البصري فقراءة أبي عمرو و يعقوب، و الكوفي فقراءة الكوفيين؛ هذا هو الأليق بمذاهبهم و الأصوب بأصولهم‏ . و لكن ربما قرأ بعض القراء بعض هذه الحروف على خلاف مصحفه، على نحو ما يرويه عمّن أخذ قراءته عنه‏ .
و لذلك قال الإمام أبو عمرو الداني: و القطع عندنا على كيفية ذلك في مصاحف أهل الأمصار على قراءة أئمتهم غير جائز إلّا برواية صحيحة عن مصاحفهم بذلك؛ إذ قراءتهم في كثير من ذلك قد تكون على غير مرسوم مصحفهم، ثم يضرب الداني مثلا لذلك بقراءة أبي عمرو بن العلاء قوله تعالى (الزخرف 43/ 68): يا عبادي لا خوف عليكم بالياء و هو في مصاحف أهل البصرة بغير ياء، و قراءته (و أكون من الصالحين) (المنافقون 63/ 10) بالواو و النصب. و هو في كل المصاحف بغير واو مع الجزم.
و قراءته في و المرسلات (77/ 11) (و إذا الرّسل وقّتت) بالواو من الوقت و هو في كل المصاحف بالألف ثم يذكر أمثلة أخرى من هذا الباب و يقول: و إنما بينت هذا الفصل و نبّهت عليه لأني رأيت بعض من أشار إلى جمع شي‏ء من هجاء المصاحف من منتحلي القراءة من أهل عصرنا قد قصد هذا المعنى و جعله أصلا فأضاف بذلك ما قرأ به كل واحد من الأئمة من الزيادة و النقصان في الحروف المتقدمة و غيرها إلى مصاحف أهل بلده، و ذلك من الخطأ الذي يقود إليه إهمال الرواية و إفراط الغباوة و قلة التحصيل إذ من غير الجائز القطع على كيفية ذلك إلا بخبر منقول عن الأئمة السالفين و رواية صحيحة عن العلماء المختصين بعلم ذلك، المؤتمنين على نقله و إيراده لما بيّناه من الدلالة .
و ما ذكره الداني- هاهنا- إنما يؤكد أن كلا من هجاء الكلمات في المصاحف‏
______________________________
(1) النشر، ج 2، ص 158.
(2) انظر: المهدوي، ص 121.
(3) المقنع، ص (113- 114).



رسم المصحف، ص: 600
و قراءة قراء الأمصار ينبني على الرواية و النقل و ليس أحدهما تبعا للآخر و إن كان الرسم قد صار أحد أركان القراءة الصحيحة، و لكن لما كان أئمة القراءة في الأمصار قد ثبتوا على قراءة ما يوافق خط مصحف بلدهم فمن المتوقع أن تأتي قراءتهم موافقة لما فيه، و لكن قد لا توافق روايات أولئك القراء ما في مصاحف بلدانهم فيعتمدون على الرواية و يتركون الرسم على ما خط عليه.
و قد ظهر من تتبع مواضع الاختلاف السابقة في كل من كتاب السبعة لابن مجاهد و التيسير للداني و النشر لابن الجزري أن قراء الأمصار يوافقون مصاحفهم في الحروف التي اختلفت في الرسم غالبا، و لما كانت القراءة رواية و تلقيا فقد ظهرت أمثلة متعددة لمخالفة بعض القراء لمصاحف بلدانهم في ما اختلفت فيه المصاحف من حروف، و هو شاهد أكيد على أن المعتمد في القراءة هو الرواية و المشافهة أولا ثم موافقة الرسم مما صح نقله من قراءات ثانيا، فإن لم تتحقق الموافقة فيما يرويه القارئ من قراءات ثبت على روايته و إن خالفت الرسم. و قد قال أبو طاهر العقيلي «و مرسوم المصحف لم يكن وضع على قراءة أهل البلد الذي سير إليه كل مصحف حتى يكون تابعا لهم، و إنما مرجع ما أضيف إلى مصحف كل قطر العنعنة أيضا، فربما وافق قراءتهم مصحفهم و هو الغالب، و ربما اختلفا و لا غرة» .
و من الأمثلة التي توضح ذلك أن في سورة يونس (10/ 22) رسم في مصاحف الشام (ينشركم) و في بقية المصاحف‏ يُسَيِّرُكُمْ‏ . و قد قرأ ابن عامر و أبو جعفر المدني (ينشركم) ، فابن عامر موافق لمصحف بلده، و أبو جعفر غير موافق لمصحف بلده.





رسم المصحف 600 المبحث الخامس الكلمات التي اختلف رسمها في المصاحف العثمانية ..... ص : 586
و رسم في مصحف الكوفة في سورة يس (36/ 35) و ما عملت أيديهم بغير هاء بعد التاء، و في سائر المصاحف‏ وَ ما عَمِلَتْهُ‏ بالهاء . و قد قرأ حمزة و الكسائي و خلف و أبو بكر عن عاصم (عملت)، و قرأ حفص عن عاصم‏ (وَ ما عَمِلَتْهُ) بالهاء مثل‏ باقي القراء . و يكون عاصم من طريق أبي بكر- بذلك- موافقا لمصحف بلده و غير موافق من طريق حفص.
و رسم في مصحف الكوفة في سورة المؤمن (40/ 26) أو يظهر في الأرض الفساد بألف قبل الواو. و في سائر المصاحف (و أن يظهر) . و قد قرأ الكوفيون و يعقوب البصري‏ أَوْ أَنْ* . فيكون يعقوب بذلك مخالفا لمصحف أهل البصرة.
و رسم في سورة الزخرف (43/ 71) في مصاحف أهل العراق و مكة (و فيها ما تشتهي الأنفس) بغير هاء في تشتهي. و في مصاحف المدينة و الشام‏ تَشْتَهِيهِ‏ بإثبات الهاء .
و قد قرأ المدنيان و ابن عامر و حفص عن عاصم‏ تَشْتَهِيهِ‏ بهاء بعد الياء . و يكون عاصم بذلك مخالفا لمصحف الكوفة من طريق حفص.
و يبدو أن هذه المواضع التي اختلف هجاؤها بين مصاحف الأمصار أخذت ترسم في فترات متأخرة وفق قراءة القارئ التي يضبط بها المصحف. و نجد هذا في المصحف الذي خط و طبع بمصر سنة (1923 م 1342 ه) تحت إشراف لجنة من العلماء و الذي أشرنا إليه من قبل، فقد جاء في التعريف بالمصحف ما نصه «أما الأحرف اليسيرة التي اختلفت فيها أهجية تلك المصاحف فاتبع فيها الهجاء الغالب مع مراعاة قراءة القارئ الذي يكتب المصحف لبيان قراءته» . و لذلك فقد رسم فيه‏ وَ ما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ‏ (يس 36/ 35) بالهاء، و هي في مصاحف الكوفة بدونها، و كذلك رسم‏ وَ فِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ‏ (الزخرف 43/ 71) بالهاء عكس ما عليه مصاحف الكوفة أيضا، حتى توافق رواية حفص هذه الحروف، و هو يوافق بذلك المصاحف غير الكوفية.
______________________________
(1) ابن مجاهد: ص 540. و الداني: التيسير، ص 184. و ابن الجزري: النشر، ج 2، ص 353.
(2) الداني: المقنع، ص 106.
(3) ابن الجزري: النشر، ج 2، ص 365.
(4) انظر أبو عبيد: فضائل القرآن، لوحة 45. و ابن أبي داود: ص 47. و المهدوي: ص 120.
و الداني: المقنع، ص 107. و ابن الجزري: النشر، ج 2، ص 370.
(5) ابن مجاهد: ص 588. الداني: التيسير، ص 197. و ابن الجزري: النشر، ج 2، ص 370.
(6) انظر: ص (ج- د) من التعريف بالمصحف في خاتمته.





تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (9/ 397)
قال أبو جعفر: وهذا الوجه والذي قبله، منكر عند العرب، ولا تكاد العرب تعطف بظاهر على مكني في حال الخفض، (1) وإن كان ذلك قد جاء في بعض أشعارها. (2)
قال أبو جعفر: وأولى الأقوال عندي بالصواب، أن يكون"المقيمين" في موضع خفض، نسقا على"ما"، التي في قوله:"بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك"= وأن يوجه معنى"المقيمين الصلاة"، إلى الملائكة.
فيكون تأويل الكلام:"والمؤمنون منهم يؤمنون بما أنزل إليك"، يا محمد، من الكتاب="وبما أنزل من قبلك"، من كتبي، وبالملائكة الذين يقيمون الصلاة. ثم يرجع إلى صفة"الراسخين في العلم"، فيقول: لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون بالكتب والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر.
وإنما اخترنا هذا على غيره، لأنه قد ذكر أن ذلك في قراءة أبي بن كعب (والمقيمين الصلاة) ، وكذلك هو في مصحفه، فيما ذكروا. فلو كان ذلك خطأ من الكاتب، لكان الواجب أن يكون في كل المصاحف= غير مصحفنا الذي كتبه لنا الكاتب الذي أخطأ في كتابه= بخلاف ما هو في مصحفنا. وفي اتفاق مصحفنا ومصحف أبي في ذلك، ما يدل على أن الذي في مصحفنا من ذلك صواب غير خطأ. مع أن ذلك لو كان خطأ من جهة الخط، لم يكن الذين أخذ عنهم القرآن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمون من علموا ذلك من المسلمين على وجه اللحن، ولأصلحوه بألسنتهم، ولقنوه الأمة تعليما على وجه الصواب. (1)
وفي نقل المسلمين جميعا ذلك قراءة، على ما هو به في الخط مرسوما، أدل الدليل على صحة ذلك وصوابه، وأن لا صنع في ذلك للكاتب. (2)
وأما من وجه ذلك إلى النصب على وجه المدح لـ"الراسخين في العلم"، = وإن كان ذلك قد يحتمل على بعد من كلام العرب، لما قد ذكرت قبل من العلة، (3) وهو أن العرب لا تعدل عن إعراب الاسم المنعوت بنعت في نعته إلا بعد تمام خبره. وكلام الله جل ثناؤه أفصح الكلام، فغير جائز توجيهه إلا إلى الذي هو [أولى] به من الفصاحة. (4)
وأما توجيه من وجه ذلك إلى العطف به على"الهاء" و"الميم" في قوله:"لكن الراسخون في العلم منهم"= أو: إلى العطف به على"الكاف" من قوله:"بما أنزل إليك"= أو: إلى"الكاف" من قوله:"وما أنزل من قبلك"، فإنه أبعد من الفصاحة من نصبه على المدح، لما قد ذكرت قبل من قبح رد الظاهر على المكني في الخفض.
....وأما قوله:"والمؤتون الزكاة"، فإنه معطوف به على قوله:"والمؤمنون يؤمنون"، وهو من صفتهم.
__________
(1) في المطبوعة: "ولقنوه للأمة" باللام، وهو تغيير سيء قبيح.
(2) هذه الحجة التي ساقها إمامنا أبو جعفر رضي الله عنه، هي حجة فقيه بمعاني الكلام، ووجوه الرأي. وهي حجة رجل عالم محيط بأساليب العلم، عارف بما توجبه شواهد النقل، وأدلة العقل. وقد تناول ذلك جمهور من أئمتنا، ولكن لا تزال حجة أبي جعفر أقوم حجة في رد هذه الرواية التي نسبت إلى عائشة أم المؤمنين.
(3) في المطبوعة: "لما قد ذكرنا ... "؛ وأثبت ما في المخطوطة.
(4) الزيادة بين القوسين، يستوجبها السياق.




تفسير الزمخشري = الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل (3/ 265)
[سورة الفرقان (25) : الآيات 7 الى 8] وَقالُوا مالِ هذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً (7) أَوْ يُلْقى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْها وَقالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَسْحُوراً (8)
وقعت اللام في المصحف مفصولة عن هذا خارجة عن أوضاع الخط العربي. وخط المصحف سنة لا تغير.






رسم المصحف در فقه عامه

الموسوعة الفقهية الكويتية (38/ 12)
اتباع رسم المصحف الإمام:
16 - ذهب جمهور فقهاء الأمة إلى وجوب الاقتداء في رسم المصاحف برسم مصحف عثمان رضي الله عنه، لكونه قد أجمع الصحابة عليه (2) .
سئل الإمام مالك: أرأيت من استكتب مصحفا اليوم، أترى أن يكتب على ما أحدث الناس من الهجاء اليوم؟ فقال: لا أرى ذلك، ولكن يكتب على الكتبة الأولى، وروي أنه سئل عن الحروف التي تكون في القرآن مثل الواو والألف، أترى أن تغير من المصحف إذا وجدت فيه كذلك؟ فقال: لا، قال الداني: يعني
__________
(1) التبيان في آداب حملة القرآن ص 55، والفتاوى الهندية 5 / 317.
(2) المقنع في معرفة مرسوم مصاحف أهل الأمصار للداني، دمشق 1940م، البرهان في علوم القرآن للزركشي 1 / 379، ط عيسى البابي الحلبي، والإتقان في علوم القرآن للسيوطي 2 / 166 وما بعدها.


الموسوعة الفقهية الكويتية (38/ 13)
الواو والألف الزائدتين في الرسم المعدومتين في اللفظ قال: ولا مخالف لمالك في ذلك من علماء الأمة، وقال أحمد: تحرم مخالفة مصحف الإمام في واو أو ياء أو ألف أو غير ذلك (1) .
وقال البيهقي في شعب الإيمان: من كتب مصحفا فينبغي أن يحافظ على الهجاء الذي كتبوا به هذه المصاحف ولا يخالفهم فيه، ولا يغير مما كتبوا شيئا، فإنهم كانوا أكثر علما وأصدق لسانا وأعظم أمانة منا، فلا ينبغي أن نظن بأنفسنا استدراكا عليهم (2) .
ومن هنا صرح الحنابلة وغيرهم أنه لا ينبغي أن يقرأ في الصلاة بما يخرج عن مصحف عثمان كقراءة ابن مسعود رضي الله عنه وغيرها، لأن القرآن ثبت بالتواتر، وهذه لم يثبت التواتر بها، فلا يثبت كونها قرآنا، واختلفوا في صحة صلاته إذا قرأ بشيء منها مما صحت به الرواية، كبعض ما روي من قراءة ابن مسعود رضي الله عنه (3) .
وصحح المحققون من أئمة القراءة بأن
__________
(1) المقنع في معرفة مرسوم المصاحف للداني ص 9 - 10 وعنه نقله السيوطي في الإتقان 2 / 167، وشرح المنتهى 1 / 74.
(2) الإتقان للسيوطي 2 / 167.
(3) المغني 1 / 492.


الموسوعة الفقهية الكويتية (38/ 13)
القراءة الصحيحة لا بد أن توافق رسم مصحف عثمان رضي الله عنه ولو احتمالا (1) .
والخلاف في هذه المسألة منقول عن عز الدين ابن عبد السلام فقد نقل عنه الزركشي قوله: لا تجوز كتابة المصحف الآن على الرسوم الأولى باصطلاح الأئمة لئلا يوقع في تغيير الجهال. وتعقبه الزركشي بقوله: لا ينبغي إجراء هذا على إطلاقه لئلا يؤدي إلى دروس العلم، وشيء أحكمته القدماء لا يترك مراعاة لجهل الجاهلين، ولن تخلو الأرض من قائم لله بالحجة (2) .
ونقل عن أبي بكر الباقلاني مثل قول ابن عبد السلام (3) .

آداب كتابة المصحف
17 - استحب العلماء كتابة المصاحف، وتحسين كتابتها وتجويدها، والتأنق فيها.
واستحبوا تبيين الحروف وإيضاحها وتفخيمها، والتفريج بين السطور، وتحقيق
__________
(1) النشر في القراءات العشر لابن الجزري 1 / 9 بيروت، دار الكتاب العربي، مصور عن طبعة القاهرة.
(2) البرهان في علوم القرآن 1 / 379، القاهرة، دار إحياء الكتب العربية، 1376هـ.
(3) مناهل العرفان في علوم القرآن للشيخ عبد العظيم الزرقاني 1 / 373 - 374.



الموسوعة الفقهية الكويتية (38/ 14)
الخط وكان ابن سيرين يكره أن تمد الباء من بسم الله الرحمن الرحيم إلى الميم حتى تكتب السين، قال: لأن في ذلك نقصا.
ونقلت: كراهة كتابة المصحف بخط دقيق، وتصغير حجم المصحف عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
ويحرم أن يكتب المصحف بمداد نجس أو في ورق أو شيء نجس.
ونقل أبو عبيد بسنده عن ابن عباس وأبي ذر وأبي الدرداء رضي الله عنهم أنهم كرهوا كتابته بالذهب، ونقل السيوطي عن الغزالي أنه استحسن كتابته بالذهب، وأجاز البرزلي والعدوي والأجهوري من المالكية ذلك، والمشهور عند المالكية كراهة ذلك لأنه يشغل القارئ عن التدبر (1) .

وجوب اصلاح خطا در کتاب مصحف

إصلاح ما قد يقع في كتابة بعض المصاحف من الخطأ
18 - ينص الحنفية والشافعية على أن إصلاح ما قد يقع في بعض المصاحف من الخطأ في
__________
(1) الإتقان للسيوطي 2 / 170، والفتاوى الهندية 5 / 322، وحاشية ابن عابدين 5 / 247، والدسوقي على الشرح الكبير 1 / 63، والتبيان في آداب حملة القرآن ص 113.



الموسوعة الفقهية الكويتية (38/ 14)
كتابتها واجب، وإن ترك إصلاحه أثم، حتى لو كان المصحف ليس له بل كان عارية عنده، فعليه إصلاحه ولو لم يعلم رضا صاحبه بذلك، وقال ابن حجر: لا يجوز ذلك إلا برضا مالكه، وقال القليوبي: محل الجواز إذا كان بخط مناسب وإلا فلا (1) .

النقط والشكل ونحو ذلك في المصاحف
19 - نقل عن بعض السلف من الصحابة والتابعين كراهة إدخال شيء من النقط ونحوه، وأمروا بتجريد المصحف من ذلك، فعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: جردوا المصحف ولا تخلطوه بشيء، وكره النخعي نقط المصاحف، وكره ابن سيرين النقط والفواتح والخواتم.
وكان المصحف العثماني خاليا من النقط حتى إن الباء والتاء والثاء مثلا كانت بصورة واحدة لا تتميز في الكتابة، وإنما يعرفها القارئ بالمعنى.
والنقط كان أولا لبيان إعراب الحروف، أي حركاتها، وهو الذي عمله
__________
(1) الدر المختار بهامش حاشية ابن عابدين 4 / 507، وشرح المنهاج وحاشية القليوبي عليه 3 / 19.



الموسوعة الفقهية الكويتية (38/ 15)
أبو الأسود الدؤلي، ثم استعملت علامات الشكل التي اخترعها الخليل بن أحمد، واستخدم النقط لتمييز الحروف المتشابهة بعضها عن بعض كالباء والتاء والثاء.
وورد عن بعض التابعين وتابعيهم الترخيص في ذلك، قال ربيعة بن أبي عبد الرحمن: لا بأس بشكله وقال مالك: لا بأس بالنقط في المصاحف التي تتعلم فيها العلماء، أما الأمهات فلا.
وقال ابن مجاهد والداني: لا يشكل إلا ما يشكل.
وقال النووي: نقط المصحف وشكله مستحب لأنه صيانة له من اللحن والتحريف، قال: وأما كراهة الشعبي والنخعي النقط فإنما كرهاه في ذلك الزمان خوفا من التغيير فيه، وقد أمن من ذلك اليوم فلا منع (1) .
وعلى هذا استقر العمل منذ أمد طويل في المصاحف، وأما في غيرها فالعمل على قول ابن مجاهد والداني.
__________
(1) المحكم في نقط المصاحف للداني ص 2 وما بعدها، ط1 دمشق، وزارة الثقافة والإرشاد، 1960م، وتفسير القرطبي 1 / 63، 59، والفتاوى الهندية 5 / 323، وابن عابدين 5 / 247، والإتقان في علوم القرآن 2 / 171، والتبيان في آداب حملة القرآن ص 113.




****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Wednesday - 17/4/2024 - 13:32

الموسوعة الفقهية الكويتية:

https://shamela.ws/book/11430/24293#p5

 

قال شيخنا: والذي يتجه أن المملوك غير المصحف لا يصلح فيه شيء إلا إن ظن رضا مالكه به.
وأنه يجب إصلاح المصحف لكن إن لم ينقصه خطه لرداءته وأن الوقف يجب إصلاحه إن تيقن الخطأ فيه.
--------
ص388 - كتاب فتح المعين بشرح قرة العين بمهمات الدين - باب في العارية - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/11327/366#p7

 

 

 















***********
الفهرست (ص: 216)
وحكى أبو حسين بن الراوندي قال: مررت بشيخ جالس وبيده مصحف وهو يقرأ: ولله ميزاب السموات والأرض فقلت: وما معنى ميزاب السموات والأرض؟ قال: هذا المطر الذي ترى. فقلت: ما يكون التصحيف إلا إذا كان مثلك يقرأ: يا هذا: إنما هو {وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} 1 فقال: اللهم غفرا، أنا من أربعين سنة أقراها وهي في مصحفي هكذا.




فضائل القرآن للقاسم بن سلام (ص: 398)
حدثنا عبد الغفار بن داود الحراني، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، أن عمر بن الخطاب، وجد مع رجل مصحفا قد كتبه بقلم دقيق، فقال: ما هذا؟ قال: القرآن كله فكره ذلك، وضربه، وقال: عظموا كتاب الله. قال: وكان عمر إذا رأى مصحفا عظيما سر به


فضائل القرآن للقاسم بن سلام (ص: 393)
حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد بن زيد، عن خالد الحذاء، قال: كنت أمسك على ابن سيرين في مصحف منقوط


أرشيف ملتقى أهل التفسير (ص: 0)
توجيه رسم المصحف

ـ[سامح سالم عبد الحميد]•---------------------------------•[10 Aug 2007, 03:48 م]ـ
توجيه رسم المصحف
جمع وترتيب
سامح سالم عبد الحميد

الحمد لله على ما أنعم , والشكر له على ما ألهم , وصلى الله على محمد وسلم .......
وبعد فهذا بحث فى (القواعد العامة لتوجيه رسم المصحف) يتتبع فى الغالب القواعد العامة وعلى القاريء اللبيب أن يقيس عليها والله أسأل القبول.

فائدة البحث
قد يسأل سائل: ما هى فائدة البحث وقد كتب القدامى فيه كثيرا؟



أرشيف ملتقى أهل التفسير (ص: 0)
هل تؤيّد وجود إعجاز عددي في القرآن الكريم؟

ـ[حسان بوبشيش]•---------------------------------•[17 Oct 2009, 06:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أود أن اطرح في هذه المشاركة استطلاعا للرأي عن موضوع الإعجاز العددي في القرآن الكريم نظرا لما لاحظته من تضارب للآراء حول هذا الموضوع فالبعض يؤيد وجود الإعجاز العددي بقناعة تامة، وبنفس القناعة نجد من ينفي وجوده، ولكلٍ أدلته التي يستدل بها، فنشأ بينهما آخرون فمنهم من لم يقتنع بأدلة هؤلاء ولا أولائك ومنهم من لم يستبعد الأمر ويطلب أدلة أكثر وضوحا وإقناعا، كما نجد الكثير ممن لا يريد الخوض في الموضوع أصلا.



أرشيف ملتقى أهل التفسير (ص: 0)
أحتاج إلى كتب في الإعجاز الرسمي والعددي للقرآن الكريم

ـ[نور]•---------------------------------•[11 Dec 2010, 10:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخوة الكرام في هذا الملتقى المبارك أحتاج في بحثي إلى كتب تتناول موضوع الإعجاز الرسمي , وكذا الإعجاز العددي من هذه الكتب التي بحثت عنها ولم أجدها:
1. إعجاز رسم القرآن وإعجاز التلاوة لمحمد شملول
2. الاعجاز القرآني في الرسم العثماني لعبد المنعم شعير
3. رسم القرآن معجز كلفظه لمحمد سامر النص
4. إرهاصات الإعجاز العددي في القرآن لبسام جرار

أرجو ممن لديه معرفة أين أجد هذه الكتب أن يتكرم بإرشادي

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى




كتاب العين ؛ ج‏3 ؛ ص211
و كل كلمة تقرأ على وجوه من القرآن تسمى‏ حَرْفا، يقال: يقرأ هذا الحَرْف‏ في‏ حَرْف‏ ابن مسعود أي في قراءته.

كتاب العين ؛ ج‏8 ؛ ص174
و الظَّاءُ عربية لم تعط أحدا من العجم، و سائر الحروف اشتركوا فيها، و هي في الهجاء من ظييت بناؤها من‏ ظ ي ي‏. و كلمة مُظَيَّأَة: فيها ظاء. و من‏ الظَّيَّانِ‏ عطر مظيى. و تصغيرها ظُيَيَّانَةٌ و ظُوَيَّانَةٌ من ظويت.

كتاب العين ؛ ج‏8 ؛ ص199
الذَّالُ‏: تصغيرها ذُوَيْلَةٌ، و كل حرف من حروف الهجاء يتبعه ألف بعد حرف صحيح فإنها ترجع إلى الواو و إن كانت بعد الألف مدة مثل الحاء و الباء فإنها ترجع إلى الياء، تقول في طاء: طيية و في حاء: حيية.


كتاب العين ؛ ج‏8 ؛ ص248
و الثُّبَى‏ أيضا مثل: الثبات، و ما كان من المنقوص مضموما أو مكسورا فإنه لا يجمع بالتمام. و الثُّبَةُ: وسط الحوض يثوب إليه بقية الماء، و من العرب من يصغرها: ثُوَيْبَة، يقول: هو من ثاب يثوب، و العامة يصغرونها على‏ ثُبَيَّة، يتبعون اللفظ. و الثُّبَة من الخيل لا يختلفون في تصغيرها على‏ ثُبَيَّة، و الذين يقولون: ثويبة في تصغير ثبة الحوض لزموا القياس فردوا إليها النقصان في موضعها، كما قالوا في تصغير (رئة) روية، و الذين يلزمون اللفظ يقولون: ريية، على قياس قوة و قوية، و إنما تكتب الهمزة على التليين، لأنها لا حظ لها في الهجاء و الكتابة إنما ترد في ذلك إلى الياء و الواو و الألف اللينة، فإذا جاءت في كلمة
كتاب العين، ج‏8، ص: 249
فلينها، فإن صارت ياء فاكتبها ياء نحو: الريات و إن صارت واوا في التليين فأسقطها من الكتابة نحو: المسالة، و يجرون، أي: يجأرون، و لذلك لا نكتب في الجزء واوا لسكون ما قبلها. و تقول بغير الهمزة: جزو، و من كتب الواو في جزو فإنما ذلك تحويل، و ليس تليينا .. و البصراء من الكتبة يحذفون الواو من جزو، لأنهم يكتبونها على التليين، فإذا قلت: جزء حولت صرفها على الزاي، و سقطت الهمزة، و إذا قلت: جزو حولت الهمزة واوا.
ثيب‏:

كتاب العين ؛ ج‏8 ؛ ص444
يؤيؤ:
اليؤيؤ: طائر شبه الباشق، و الجميع: اليآيئ‏ و اليآئي‏. و اعلم أن العرب يشتقون من هجاء الحروف أفعالا، فيقولون: دال مدولة، و واو مأوية، أي: قد بنيت من الواو، و قد أويتها .. كلمة مأوية أي: في بنائها واو تغلب على تصريفها.

كتاب العين، ج‏8، ص: 445
و فيها قولان: منهم من يقول: واو موياة يجعل الألف التي بين الواوين ياء ليخالف بين الحروف. و منهم من يجعلها واوا كسائر الألفات التي تجي‏ء بين الحرفين في الهجاء، نحو ألف كاف و صاد و قاف و نحو ذلك، كلها واوات ... فمن جعل الألف التي بين الواوين واوا استبدل من الواو الأولى همزة كراهية التقاء الواوات في نحو المأوية، و كذلك في المؤياة إذا كانت فيه الياء تستبدل من الياء الأولى همزة، و من قال في الواو: مؤياة قال من الياء: ميواة يجعل ألف الواو ياء، كما يجعل ألف الياء واوا تفرقة بينهما .. و قال الخليل: وجدت كل ياء و ألف في الهجاء لا يعتمد على شي‏ء بعدها يرجع في التصريف إلى الياء، نحو ألف يا و با و طا و ظا و نحو ذلك.
بهذا تم باب حروف العلة و بتمامه تم بحمد الله و منه كتاب العين، عن أبي عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي رحمه الله.



التحرير والتنوير (29/ 57)
وفي بعض المصاحف سميت سورة القلم وكذلك رأيت تسميتها في مصحف مخطوط بالخط الكوفي في القرن الخامس.



التحرير والتنوير (29/ 152)
سميت هذه السورة في كتب السنة وفي «صحيح البخاري» و «جامع الترمذي» وفي «تفسير الطبري» وابن عطية وابن كثير «سورة سأل سائل» . وكذلك رأيتها في بعض المصاحف المخطوطة بالخط الكوفي بالقيروان في القرن الخامس.
وسميت في معظم المصاحف المشرقية والمغربية وفي معظم التفاسير «سورة المعارج» . وذكر في «الإتقان» أنها تسمى «سورة الواقع» .


التحرير والتنوير (30/ 527)
وكذلك تسميتها في مصاحف كثيرة وفي معظم كتب التفسير وكذلك هي في مصحف عتيق بالخط الكوفي من المصاحف القيروانية في القرن الخامس.
وسميت في بعض كتب التفسير وفي «صحيح البخاري» «سورة والعصر» بإثبات الواو على حكاية أول كلمة فيها، أي سورة هذه الكلمة.



الموسوعة القرآنية (1/ 376)
والجديد الذى نحب أن نسوقه هنا نقلا عمن نظروا فى نشأة الخط العربى «2» : أن العرب كانوا قبيل الإسلام يكتبون بالخط الحيرىّ- نسبة إلى الحيرة- ثم سمى هذا الخط بعد الإسلام بالخط الكوفى.
وهذا الخط الكوفى فرع- كما يقولون- من الخط السّريانى، وأنه على الأخص طور من أطوار قلم للسّريان كانوا يسمونه «السّطر نجيلى» ، وكان السريان يكتبون به الكتاب المقدّس، وعن السريان انتقل إلى العرب قبل الإسلام، ثم كان منه الخط الكوفى، كما سبق القول.
ولقد كان للعرب إلى جانب هذا القلم الكوفى قلم نبطى، انتقل إليهم من حوران مع رحلاتهم إلى الشام، وعاش العرب ولهم هذان القلمان: الكوفى والنّبطىّ، يستخدمون الكوفى لكتابة القرآن، ويستخدمون النّبطىّ فى شئون أخرى.
وبالخط الكوفى كانت كتابة المصاحف، غير أنه كان أشكالا، واستمر ذلك إلى القرن الخامس تقريبا، ثم ظهر الخط الثلث. وعاش من القرن الخامس إلى ما يقرب من القرن التاسع، إلى أن ظهر القلم النسخ، الذى هو أساس الخط العربى إلى اليوم.
فلقد كتب القرآن بالكوفى أيام الخلفاء الراشدين، ثم أيام بنى أمية، وفى أيام بنى أمية صار هذا الخط الكوفى إلى أقلام أربعة. ويعزون هذا التشكّل فى الأقلام إلى كاتب اسمه «قطبة» وكان كاتب أهل زمانه، وكان يكتب لبنى أمية المصاحف.
وفى أوائل الدولة العباسية ظهر «الضّحاك بن عجلان» ومن بعده «إسحاق بن حمّاد» ، فإذا هما يزيدان على «قطبة» ، وإذا الأقلام العربية تبلغ اثنى عشر قلما: قلم الجليل، قلم السجلات، قلم الديباج، قلم اسطور مار الكبير، قلم الثلاثين، قلم الزنبور، قلم المفتتح، قلم الحرم، قلم المؤامرات، قلم العهود، قلم القصص، قلم الحرفاج.
وحين ظهر الهاشميون حدث خط يسمى: العراقى، وهو المحقن. ولم تزل الأقلام تزيد إلى أن انتهى الأمر إلى المأمون فأخذ كتّابه يتجويد خطوطهم، وظهر رجل يعرف «بالأحول المحرر» ، فتكلم على رسوم الخط وقوانينه وجعله أنواعا.
ثم ظهر قلم «المرصع» ، وقلم «النساخ» ، وقلم «الرياس» ، نسبة إلى ذى الرياستين الفضل بن سهل، وقلم الرقاع، وقلم غبار الحلبة.
فزادت الخطوط على عشرين شكلا، ولكنها كلها من الكوفى. حتى إذا ما ظهر ابن مقلة (328 هـ) نقل الخط من صورة القلم الكوفى إلى صورة القلم النسخى، وجعله على قاعدة جميلة كانت أساسا لكتابة المصاحف.
__________
(1) مروج الذهب (2: 20) .
(2) كشف الظنون (1: 710- 714) فهرست ابن النديم (24- 26) الخط العربى لخليل نامى.
تاريخ الخط العربى لمحمد طاهر الكردى. (وانظر: الخط العربى والمصاحف. كلمة تقديم قبل للباب الثالث من هذا المجلد) .



كتابة الحديث النبوي في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بين النهي والإذن (ص: 5)
المبحث الأول: الكتابة عند العرب قبل الإسلام
أثبتت الدراسات الحديثة للنقوش والبرديات الجاهلية أن العرب عرفوا الكتابة وكتبوا بالخط العربي الذي عرف فيما بعد بالخط الكوفي منذ مطلع القرن الرابع الميلادي أي قبل الإسلام بثلاثة قرون تقريباً، كما عرفوا النقط والإعجام (1) .



المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام (15/ 157)
ونستطيع تلخيص وجهات نظرهم في منشأ الخط العربي في الملخصات الآتية:
1- كان منشأ الخط في اليمن, ثم انتقل منه إلى العراق حيث تعلمه أهل الحيرة, ومنهم تعلمه أهل الأنبار, ومنهم تعلمه جماعة نقلوه إلى الحجاز. فالأصل, على رأي هؤلاء, هو القلم المسند وكان كما يقولون بالغًا مبلغ الإتقان والجودة في دول التبابعة, لما بلغت من الحضارة والترف3.



محاضرات في المخطوط العربي (ص: 52)
تطور الخطوط
قد استمر استخدام الصور اليابسة (الجافة) في كتابة المصاحف التي ظلت تكتب بالخط الكوفي ما يقرب من قرون لما فيها من جلال يتناسب مع جلال القرآن الكريم، لذلك ظل الخط الكوفي مفضلاًُ في كتابة المصاحف.
حتى حل محله خط ابتدعه الأتابكة في الموصل وبلاد الشام وكتبوا به المصاحف وهو خط النسخ وقد عنت مدرسة السلاجقة الأتباكية لتجويد هذا الخط فيما بين القرنين الرابع والسابع الهجري.




مصادر الشعر الجاهلي (ص: 34)
المؤلف: ناصر الدين الأسد
النقط والشكل والإعجام:
وهذه النقوش تقودنا إلى الحديث في نقطة أخرى لها خطرها الكبير في تاريخ الكتابة العربية في الجاهلية. ونحن نعرض في هذا الموضوع ما وصلنا إليه في بحثنا؛ وسنكتفي بالعرض المجرد وحده، لا نثبت ولا ننفي، فحسبنا أن نثير هذا الموضوع ونجعله ميدانًا للبحث لعل مُقبل الأيام يتكفل بجلائه ويمدنا بما نستطيع أن نلقي به القول الفصل مطمئنين واثقين.
تلك هي مسألة النقط والإعجام. فهذه النقوش التي عرضناها جميعًا خالية من النقط خلوًّا كاملًا، فليس فيها حرف واحد منقوط، وكذلك كانت الكتابة النبطية -التي يرجح أن الخط العربي مشتق منها ومتطور عنها- لا تعرف النقط والإعجام1. وقد كان من الجائز أن نقف عند هذا الحد الذي أوقفتنا عنده هذه النقوش، وأن نردد مع جميع الباحثين قبلنا رأيهم في أن الكتابة العربية، في أول نشأتها، كانت غير منقوطة، بل إنها استمرت خالية من النقط حتى زمن عبد الملك بن مروان2. ولكن وجهًا آخر استبان لنا في أثناء الدراسة فوجدنا حقًّا علينا أن نعرضه. وخلاصة ذلك أننا عثرنا في خلال بحثنا على قول أورده القاضي أبو بكر بن العربي في كتابه "العواصم من القواصم"، قال3:
"وكان نقل المصحف إلى نسخه على النحو الذي كانوا يكتبونه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكتابة عثمان وزيد وأبي وسواهم من غير نقط ولا ضبط. واعتمدوا هذا النقل ليبقى بعد جمع الناس على ما في المصحف نوع من الرفق في القراءة باختلاف الضبط".
__________
1 خليل يحيى نامى، أصل الخط العربي وتاريخ تطوره إلى ما قبل الإسلام، ص87.
2 انظر كتاب التنبيه على حدوث التصحيف لحمزة الأصفهاني "ورقة 37-40" حيث يذكر أن الحجاج أمر كتابه أن يضعوا للحروف المشتبهة -مثل الباء والتاء والثاء والنون- علامات تميزها.
3 ج2 ص196-197 "ط. الجزائر".



مصادر الشعر الجاهلي (ص: 36)
كانت إذن هذه الأقوال الثلاثة: قول الزمخشري وابن العربي وابن الجزري، أول ما وقفنا عند أمر النقط، فمضينا في أثناء بحثنا نجمع من الروايات والنصوص والأدلة ما قد يدعم هذا الوجه؛ فكان من ذلك:
1- ما رواه الفراء قال1: "حدثني سفيان بن عيينة، رفعه إلى زيد ابن ثابت، قال: كتب في حجر: ننشزها، ولم يتسن، وانظر إلى زيد بن ثابت فنقط على الشين والزاي أربعًا، وكتب "يتسنه" بالهاء".
2- ورُوِي عن ابن عباس قال2: "أول من كتب بالعربية ثلاثة رجال من بولان، وهي قبيلة سكنوا الأنبار، وأنهم اجتمعوا فوضعوا حروفًا مقطعة وموصولة، وهم: مرامر بن مرة، وأسلم بن سدرة، وعامر بن جدرة -ويقال مروة وجدلة- فأما مرامر فوضع الصور، وأما أسلم ففصل ووصل، وأما عامر فوضع الإعجام".
وقد ذكرنا في صدر هذا البحث أن صحة هذه الرواية وأمثالها عن أصل الخط العربي لا تعنينا في شيء، ونحن هنا لا نسوقها إلا لأمر واحد لا نعدوه، وذلك أن في هذا القول لابن عباس -إن كان قاله- دليلًا واضحًا على أن ابن عباس كان يعرف الإعجام، وأن من قبله كانوا يعرفونه؛ وأما إن لم يكن قاله فما زال يحمل من الدلالة ما لا يصح معها أن نغفله، وذلك أن واضع هذا القول وناسبه إلى ابن عباس كان لا بد يعرف أن ابن عباس كان يعرف الإعجام وإلا لما قبل الناس قوله.
3- وقد ذكر السجستاني أن "الحجاج بن يوسف غيَّر في مصحف عثمان أحد عشر حرفًا، قال: ... وكانت في يونس "آية 22" "هو الذي ينشركم" فغيره "يسيركم".
وقد نقبل أن يكون الحجاج هو الذي نقط هذه الكلمة وكانت من قبل غير منقوطة كما يزعمون، ولكن أن يكون غير نقطها فذلك هو ما نقف عنده، ونفهم منه أنها كانت منقوطة قبله، ثم غير هذا النقط، وإلا فالكلمة من غير نقط تحتمل الوجهين ولا سبيل إلى ذكر أن الحجاج قد غير نقطها.


مصادر الشعر الجاهلي (ص: 38)
5- ومن أوضح الأحاديث وأصرحها عن النقط ما أورده ابن السيد البطليوسي وهو يتحدث عن الكتاب، قال3: ".. فإذا نقطته قلت: وشمته وشمًا، ونقطته نقطًا، وأعجمته إعجامًا، ورقمته ترقيمًا". وكان من اليسير علينا أن نمر بهذا القول مرًّا هينًا ثم نتجاوزه من غير أن نقف عنده، معتقدين أنه




الكافي (ط - الإسلامية) ؛ ج‏1 ؛ ص301
و اختارني علي ع بالإمامة و اخترت أنا الحسين ع فقال له محمد بن علي أنت إمام و أنت وسيلتي إلى محمد ص و الله لوددت أن نفسي ذهبت قبل أن أسمع منك هذا الكلام ألا و إن في رأسي كلاما لا تنزفه الدلاء «2» و لا تغيره نغمة الرياح كالكتاب المعجم في الرق المنمنم‏ «2» أهم بإبدائه فأجدني سبقت إليه سبق الكتاب المنزل أو ما جاءت به الرسل و إنه لكلام يكل به‏
________________________________________
كلينى، محمد بن يعقوب بن اسحاق، الكافي (ط - الإسلامية)، 8جلد، دار الكتب الإسلامية - تهران، چاپ: چهارم، 1407 ق.



الوافي ؛ ج‏2 ؛ ص339
بيان‏
محمد بن علي يعني به أخاه ابن الحنفية يحيى به الأموات أي أموات الجهل و يموت به الأحياء أي بالموت الإرادي عن لذات هذه النشأة الذي هو حياة أخروية في دار الدنيا أضوأ من بعض يعني لا تستنكفوا من التعلم و إن كنتم علماء فإن فوق كل ذي علم عليم في الكتاب يعني في أم الكتاب و اللوح المحفوظ أضافها الله الضمير البارز يرجع إلى وراثة النبي لا تنزفه لا تنزحه و لا تفنيه كناية عن كثرته و لا تغيره كناية عن ثباته و عذوبته كالكتاب المعجم إما من الإعجام بمعنى التفعيل أو بمعنى عدم الإفصاح أشار به إلى أنه من الأسرار و الرموز أو من التعجيم بمعنى إزالة العجمة بالنقط أشار به إلى إبانته عن المكنونات في الرق المنهم أي الممتلئ فإن النهمة بلوغ الهمة في الشي‏ء و في بعض النسخ المنمنم أي الملتف المجتمع سبقت إليه أي أنت سبقتني إليه و أخوك سبق القرآن فإن فيه كل شي‏ء خلت مضت و في بعض النسخ جاءت و الحمم كصرد الفحم و في بعض النسخ مكان من هو الرضا من هو بغيره يرضى‏

________________________________________
فيض كاشانى، محمد محسن بن شاه مرتضى، الوافي، 26جلد، كتابخانه امام أمير المؤمنين على عليه السلام - اصفهان، چاپ: اول، 1406 ق.

مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول ؛ ج‏3 ؛ ص311
______________________________
الشكوك‏" كالكتاب المعجم" اسم مفعول من باب الأفعال أي المختوم، كناية عن أنه من الأسرار، في القاموس: باب معجم كمكرم مقفل، أو من قولهم: أعجمت الكتاب فهو معجم أي أزلت عجمته و هي عدم الإفصاح، و التعجيم أيضا بهذا المعنى، أي كالكتاب الذي أزيلت عجمته و عدم إفصاحه بالنقط و الإعراب، بحيث يكون المقصود منه واضحا عكس المعنى الأول، أو من قولهم أعجمه إذا لم يفصحه لا لقصور فيه بل للطف معانيه و قصور أكثر العقول عن إدراكه فيرجع إلى الأول، و الرق‏ بالفتح و يكسر: جلد رقيق يكتب فيه و الصحيفة البيضاء، و يقال: نمنمه أي زخرفه و رقشة، و النبت‏ المنمنم: الملتف المجتمع، أي الرق المزين بولاء الأئمة و سائر المعارف، أو المشتمل على العلوم الجمة، و في بعض النسخ المنهم بالهاء إما بفتح النون و تشديد الهاء المفتوحة من النهمة أي بلوغ الهمة في الشي‏ء كناية عن كونه ممتلئا بحيث لم يبق شي‏ء غير مكتوب، أو سكون النون و فتح الهاء و تشديد الميم من قولهم إنهم البرد و الشحم أي ذابا كناية عن إغلاقه و بعده عن الأفهام كأنه قد ذاب و محي، فلا يمكن قراءته إلا بعسر.

________________________________________
مجلسى، محمد باقر بن محمد تقى، مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، 26جلد، دار الكتب الإسلامية - تهران، چاپ: دوم، 1404 ق.

بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج‏44 ؛ ص178
قوله كالكتاب المعجم من الإعجام بمعنى الإغلاق يقال أعجمت الكتاب خلاف أعربته و باب معجم كمكرم مقفل كناية عن أنه من الرموز و الأسرار أو من التعجيم أو الإعجام بمعنى إزالة العجمة بالنقط و الإعراب أشار به إلى إبانته عن المكنونات و الرق و يكسر جلد رقيق يكتب فيه و الصحيفة البيضاء و يقال نمنمه أي زخرفه و رقشه و النبت المنمنم الملتف المجتمع و في بعض نسخ الكافي المنهم من النهمة بلوغ الهمة في الشي‏ء كناية عن كونه ممتلئا أو من قولهم انهم البرد و الشحم أي ذابا كناية عن إغلاقه كأنه قد ذاب و محي.
قوله فأجدني أي كلما أهم أن أذكر من فضائلك شيئا أجده مذكورا في كتاب الله و كتب الأنبياء و قيل أي سبقتني إليه أنت و أخوك لذكره في القرآن‏
________________________________________
مجلسى، محمد باقر بن محمد تقى، بحار الأنوارالجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار (ط - بيروت)، 111جلد، دار إحياء التراث العربي - بيروت، چاپ: دوم، 1403 ق.





******************
تحریر بسیار عالی طبرسی در مقدمه مجمع از کلام شیخ در مقدمه تبیان

و نتیجه جالب اینکه اختلاف قرائت در اختلاف مصاحف امصار را شیخ و طبرسی هر دو قرائت را با هم مجموعا حرف واحد میدانند:

تبیان:
السابع - الاختلاف بالزيادة والنقصان نحو قوله: وما عملت ايديهم، وما عملته، باسقاط الهاء واثباتها. ونحو قوله: فان الله هو الغني الحميد، وان الله الغني الحميد. في سورة الحديد.

مجمع:
والسابع: الإختلاف بالزيادة والنقصان نحو قوله: (وما عملت أيديهم وما عملته أيديهم).
وما عملته أيديهم-وما عملت أيديهم(يس35)
ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد-ومن يتول فإن الله الغني الحميد(حدید24)
تعاضد الرسم و القراءات





كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (1/ 707)
علم الخط
وهو: معرفة كيفية تصوير اللفظ بحروف هجائه، إلا أسماء الحروف إذا قصد بها المسمى، نحو قولك: اكتب جيم عين فاء راء، فإنما يكتب هذه الصورة جعفر لأنه مسماها خطاً ولفظاً.
ولذلك قال الخليل: لما سألهم كيف تنطقون بالجيم من جعفر، فقالوا: جيم فقال إنما نطقتم بالاسم، ولم تنطقوا بالمسؤول عنه، والجواب: جه لأنه المسمى فإن سمي به (بها) مسمى آخر كتبت كغيرها، نحو: ياسين، وحاميم، يس، -و-حم، هذا ما ذكره في تعريفه والغرض والغاية ظاهر، لكنهم أطنبوا في بيان أحوال الخط، وأنواعه ونحن نذكر خلاصة ما ذكروا في فصول.
فصل
في فضله.
اعلم أن الله سبحانه وتعالى أضاف تعليم الخط إلى نفسه، وامتن به على عباده، في قوله: (علم بالقلم) ، وناهيك بذلك شرفاً.
وقال عبد الله بن عباس: الخط لسان اليد، قيل ما من أمر إلا والكتابة موكل به، مدبر له، ومعبر عنه، وبه ظهرت خاصة النوع الإنساني من القوة إلى الفعل، وامتاز به عن سائر الحيوانات.
وقيل: الخط أفضل من اللفظ؛ لأن اللفظ يفهم الحاضر فقط، والخط يفهم الحاضر والغائب، وفضائله كثيرة معروفة.
فصل
في وجه الحاجة إليه.
واعلم أن فائدة التخاطب لما لم تبين إلا بالألفاظ وأحوالها، وكان ضبط أحوالها مما اعتنى بها العلماء، كان ضبط أحوال ما يدل على الألفاظ أيضاً مما يعتنى بشأنه وهو الخطوط، والنقوش الدالة على الألفاظ، فبحثوا عن أحوال الكتابة الثابتة، نقوشها على وجه كل زمان، وحركاتها، وسكناتها، ونقطها، وشكلها، وضوابطها من شداتها ومداتها، وعن تركيبها وتسطيرها، لينتقل منها الناظرون إلى الألفاظ والحروف، ومنها إلى المعاني الحاصلة في الأذهان.


كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (1/ 708)
فصل
في كيفية وضعه وأنواعه.
قيل: أول من وضع الخط آدم عليه السلام، كتبه في طين وطبخه ليبقى بعد الطوفان.
وقيل: إدريس.
وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أن أول من وضع الخط العربي ثلاثة رجال من بولان، قبيلة من طي، نزلوا مدينة الأنبار.
فأولهم: مرار (مرامر) وهو وضع الصور، وثانيهم: أسلم، فهو وصل وفصل، وثالثهم: عامر، فوضع الإعجام، ثم انتشر.
وقيل: أول من اخترعه ستة أشخاص من طسم أسماؤهم: أبجد، هوز، حطي، كلمن، سعفص، قرشت، فوضعوا الكتابة والخط وما شذ من أسمائهم من الحروف ألحقوها.
ويروى أنها أسماء ملوك مدين.
وفي السيرة لابن هشام أن أول من كتب الخط العربي حمير بن سبأ.
وقال السهيلي في التعريف والأعلام: والأصح ما رويناه من طريق ابن عبد البر برفعه إلى النبي صلى الله تعلى عليه وسلم قال: أول من كتب بالعربية إسماعيل عليه السلام.
قال المولى أبو الخير: واعلم أن جميع كتابات الأمم اثنتا عشرة كتابة، العربية، والحميرية، واليونانية، والفارسية، والسريانية، والعبرانية، والرومية، والقبطية، والبربرية، والأندلسية، والهندية، والصينية.
فخمس منها اضمحلت، وذهب من يعرفها، وهي: الحميرية، واليونانية، والقبطية، والبربرية، والأندلسية.
وثلاث بقي استعمالها في بلادها، وعدم من يعرفها في بلاد الإسلام وهي: الرومية، والهندية، والصينية.
وبقيت أربع هي مستعملات في بلاد الإسلام وهي: العربية، والفارسية، والسريانية، والعبرانية.
أقول في كلامه بحث من وجوه:
أما أولاً: فلأن الحصر في العدد المذكور غير صحيح، إذ الأقلام المتداولة بين الأمم الآن أكثر من ذلك، سوى المنقرضة فإن من نظر في كتب القدماء المدونة باللغة اليونانية، والليطنية.
وكتب أصحاب علم الحرف الذين بينوا فيها أنواع الأقلام والخطوط علم صحة ما قلنا، وهذا الحصر ينبئ عن قلة الإطلاع.
وأما ثانياً: فإن قوله خمس منها اضمحلت ليس بصحيح أيضا؛ لأن اليونانية مستعملة في خواص الملة النصرانية، أعني أهل أقاديميا المشهورة الواقعة في بلاد إسبانيا، وفرانسا، ونمسه، وهي ممالك كثيرة، واليونانية أصل علومهم وكتبهم.
وأما ثالثاً: فلأن قوله وعدم من يعرفها في بلاد الإسلام وهي الرومية كلام سقيم أيضاً، إذ من يعرف الرومية في بلاد الإسلام خصوصاً في بلادنا أكثر من أن يحصى.
وينبغي أن يعلم أن الرومية المستعملة في زماننا منحرفة من اليونانية، بتحريف قليل.
وأما القلم المستعمل بين كفرة الروم فغير القلم اليوناني.
وأما رابعاً: فإن جعله السريانية، والعبرانية، من المستعملات في بلاد الإسلام ليس كما ينبغي؛ لأن السرياني خط قديم بل هو أقدم الخطوط منسوب إلى سوريا، وهي البلاد الشامية وأهلها منقرضون فلم يبق منهم أثر، كما ثبت في التواريخ.
والعبرانية المستعملة فيما بين اليهود، وهي مأخذ اللغة العربية وخطها، والعبراني يشبه العربي في اللفظ، والخط مشابهة قليلة.


كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (1/ 709)
فصل
واعلم أن جميع الأقلام مرتب على ترتيب أبجد، إلا القلم العربي.
وجميعها منفصل إلا العربي، والسرياني، والمغولي، واليونانية، والرومية، والقبطية، من اليسار إلى اليمين.
والعبرانية، والسريانية، والعربية من اليمين إلى اليسار، وكذا التركية، والفارسية.
الخط السرياني
ثلاثة أنواع:
المفتوح المحقق، ويسمى: أسطريحالا، وهو أجلها.
والشكل المدور، ويقال له: الخط الثقيل، ويسمى: اسكولينا، وهو: أحسنها.
والخط الشرطا، وبه يكتبون الترسل.
والسرياني أصل البطي.
الخط العبراني
أول من كتب به عامر بن شالح، وهو مشتق من السرياني.
وإنما لقب بذلك حيث عبر إبراهيم الفرات يريد الشام، وزعمت اليهود والنصارى لا خلاف بينهم أن الكتابة العبرانية في لوحين من حجارة، وأن الله سبحانه وتعالى رفع ذلك إليه.
الخط الرومي
وهو أربعة وعشرون حرفاً، كما ذكرنا في المقدمة.
ولهم قلم يعرف بالساميا، ولا نظير له عندنا، فإن الحرف الواحد منه يدل على معان.
وقد ذكره جالينوس في ثبت كتبه.
الخط الصيني
خط.
لا يمكن تعلمه في زمان قليل.
لأنه يتعب كاتبه الماهر فيه، ولا يمكن للخفيف اليد أن يكتب به في اليوم أكثر من ورقتين، أو ثلاثة.
وبه يكتبون كتب أديانهم، وعلومهم.
ولهم كتابة يقال لها: كتابة المجموع، وهو أن كل كلمة تكتب بثلاثة أحرف أو أكثر، في صورة واحدة، ولكل كلام طويل شكل من الحروف يأتي على المعاني الكثيرة، فإذا أرادوا أن يكتبوا ما يكتب في مائة ورقة، كتبوه في صفحة واحدة بهذا القلم.
الخط المانوي
مستخرج من الفارسي، والسرياني. استخرجه ماني.
كما أن مذهبه مركب من المجوسية، والنصرانية، وحروفه زائدة على حروف العربية.
وهذا القلم يكتب به قدماء أهل ما وراء النهر، كتب شرائعهم.
وللمرقنونية قلم يختصون به.


كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (1/ 711)
الخط الهندي والسندي
وهو أقلام عدة، يقال: أن لهم نحو مائتي قلم، بعضهم يكتب بالأرقام التسعة على معنى أبجد، وينقطون تحته نقطتين وثلاثاً.
الخط الزنجي والحبشي
على ندرة لهم قلم حروفه متصلة كحروف الحميري، يبتدئ من الشمال إلى اليمين.
يفرقون بين كل اسم منها بثلاث نقط.
الخط العربي
قال ابن إسحاق: أول خطوط العربية الخط المكي، وبعده المدني، ثم البصري، ثم الكوفي.
وأما المكي والمدني: ففي ألفاته تعويج إلى يمنة اليد، وفي شكله إنجاع يسير.
قال الكندي: لا أعلم كتابة يحتمل من تحليل حروفها وتدقيقها، ما تحتمل الكتابة العربية، ويمكن فيها من السرعة ما لا يمكن في غيرها من الكتابات.
فصل
في أهل الخط العربي.
قال ابن إسحاق: أول من كتب المصاحف في الصدر الأول يوصف بحسن الخط: خالد بن أبي الهياج، وكان سعد نصبه لكتب المصاحف، والشعر، والأخبار للوليد بن عبد الملك.
وكان الخط العربي حينئذ هو المعروف الآن بالكوفي، ومنه استنبطت الأقلام كما في شرح العقيلة.
ومن كتاب (المصاحف) خشنام البصري، والمهدي الكوفي، وكانا في أيام الرشيد.
ومنهم: أبوحدي وكان يكتب المصاحف في أيام المعتصم؛ من كبار الكوفيين وحذاقهم.
وأول من كتب في أيام بني أمية: قطبة وهو استخرج الأقلام الأربعة، واشتق بعضها من بعض، وكان أكتب الناس.
ثم كان بعده: الضحاك بن عجلان الكاتب في أول خلافة بني العباس، فزاد على قطبة.
ثم كان: إسحاق بن حماد في خلافة المنصور والمهدي، وله عدة تلامذة كتبوا الخطوط الأصلية الموزونة، وهي: اثنا عشر قلماً:
قلم الجليل، قلم السجلات، قلم الديباج، قلم الطومار الكبير، قلم الثلثين، قلم الزنبور، قلم المفتح، قلم الحرم، قلم الموامرات، قلم العهود، قلم القصص، قلم الحرفاج.
فحين ظهر الهاشميون، حدث خط يسمى: العراقي، وهو المحقق، ولم يزل يزيد حتى انتهى الأمر إلى المأمون، فأخذ كتابه بتجويد خطوطهم.
وظهر رجل يعرف بالأحول المحرر، فتكلم على رسومه، وقوانينه، وجعله أنواعاً.
ثم ظهر قلم المرصع، وقلم النساخ، وقلم الرياسي، اختراع ذي الرياستين: الفضل بن سهل، وقلم الرقاع، وقلم غبار الحلية.
ثم كان إسحاق بن إبراهيم التميمي، المكنى: الحسين، معلم المقتدر وأولاده، أكتب زمانه، وله رسالة في الخط، سماها: (تحفة الوامق) .
ومن الوزراء الكتاب: أبو علي: محمد بن علي بن مقلة.
المتوفى: سنة 328، ثمان عشرين وثلاثمائة.
وهو أول من كتب الخط البديع المنسوب، ثم ظهر في سنة: ثلاث عشرة وأربعمائة صاحب الخط البديع: علي بن هلال، المعروف: بابن البواب.
المتوفى: سنة 413، ثلاث عشرة وأربعمائة.
ولم يوجد في المتقدمين من كتب مثله، ولا قاربه، وإن كان ابن مقلة أول من نقل هذه الطريقة من خط الكوفيين، وأبرزها في هذه الصورة، وله بذلك فضيلة السبق، وخطه أيضاً في نهاية الحسن، لكن ابن البواب هذب طريقته، ونقحها، وكساها طلاوة وبهجة.
وكان شيخه في الكتابة: محمد بن أسد الكاتب، ثم ظهر أبو الدر: ياقوت بن عبد الله الموصلي، الملكي.
المتوفى: سنة 618، ثمان عشرة وستمائة.
ثم ظهر أبو الدر: ياقوت بن عبد الله الرومي، الحموي.
المتوفى: سنة 667، سبع وستين وستمائة (626) .
ثم ظهر أبو الدر (أبو المجد) : ياقوت بن عبد الله الرومي، المستعصي.
المتوفى: سنة 698، ثمان وتسعين وستمائة.
وهو الذي سار ذكره في الآفاق، واعترفوا بالعجز عن مداناة رتبته.
ثم اشتهرت الأقلام الستة بين المتأخرين، وهي: الثلث، والنسخ، والتعليق، والريحان، والمحقق، والرقاع.
ومن الماهرين في هذه الأنواع: ابن مقلة، وابن البواب، وياقوت، وعبد الله أرغون، وعبد الله الصيرفي، ويحيى الصوفي، والشيخ: أحمد السهروردي، ومباركشاه السيوفي، ومبارك شاه القطب، وأسد الله الكرماني.
ومن المشهورين في البلاد الرومية: حمد الله ابن الشيخ الأماسي، وابنه دده جلبي، والجلال، والجمال، وأحمد القراحصاري، وتلميذه حسن، وعبد الله الأماسي، وعبد الله القريمي، وغيرهم من الناسخين.
ثم ظهر قلم التعليق، والديواني، والدشتي.
وكان ممن اشتهر بالتعليق: سلطان علي المشهدي، ومير علي، ومير عماد.
وفي الديواني: تاج، وخبرهم مدون في غير هذا المحل مفصلاً.
ولسنا نخوض بذكرهم؛ لأن غرضنا بيان علم الخط.
وأما المولى: أبو الخير، فأورد في الشعبة الأولى من (مفتاح السعادة) علوماً متعلقة بكيفية الصناعة الخطية، فنذكرها إجمالاً في فصل.
فمما ذكره أولاً: علم أدوات الخط من القلم، وطريق بريها، وأحوال الشق والقط، ومن الدواة، والمداد، والكاعد.
فأقول هذه الأمور من أحوال علم الخط، فلا وجه لإفرازه، ولو كان مثل ذلك علماً لكان الأمر عسيراً.
وذكر أن ابن البواب نظم فيه قصيدة رائية بليغة، استقصى فيها أدوات الكتابة.
ولياقوت، رسالة فيه أيضاً.
ومنها: علم قوانين الكتابة، أي: كيفية نقش صور الحروف البسائط، وما ذلك إلا علم الخط.
ومنها: علم تحسين الحروف، وهو أيضاً من قبيل تكثير السواد، قال: ومبنى هذا الفن الاستحسانات الناشئة من مقتضى الطباع السليمة بحسب الإلف، والعادة، والمزاج، بل بحسب كل شخص شخص، وغير ذلك مما يؤثر في استحسان الصور واستقباحها.
ولهذا يتنوع هذا العلم بحسب قوم وقوم، ولهذا لا يكاد يوجد خطان متماثلان من كل الوجوه.
أقول: ما ذكره في الاستحسان مسلم؛ لكن تنوعه ليس بمتفرع عليه، وعدم وجد أن الخطين المتماثلين لا يترتب على الاستحسان، بل هو أمر عادي قريب إلى الجبلي، كسائر أخلاق الكاتب وشمايله، وفيه سر إلهي لا يطلع عليه الأفراد.
ومنها: علم كيفية تولد الخطوط عن أصولها بالاختصار، والزيادة، والتغيير، وهو أيضاً من هذا القبيل.
ومنها: علم ترتيب حروف التهجي بهذا الترتيب المعهود، وإزالة التباسها بالنقط.
ولابن جني، والجنزي، رسالة في هذا الباب.
أما ترتيب الحروف، فهو من أحوال علم الحروف، وإعجامها من أحوال علم الخط.


كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (1/ 713)
ذكر النقط والإعجام، في الإسلام
اعلم أن الصدر الأول أخذ القرآن والحديث من أفواه الرجال بالتلقين، ثم لما كثر أهل الإسلام اضطر إلى وضع النقط والإعجام.
فقيل: إن أول من وضع النقط مرار (مرامر) ، والعجام: عامر، وقيل: الحجاج، وقيل: أبو الأسود الدؤلي بتلقين علي رضي الله تعالى عنه، إلا أن الظاهر أنهما موضوعان مع الحروف، إذ يبعد أن الحروف مع تشابه صورها كانت عرية عن النقط إلى حين نقط الصحف.
وقد روى أن الصحابة جردوا المصحف من كل شيء حتى النقط، ولو لم يوجد في زمانهم لما يصح (لما صح) التجريد منه.
وذكر ابن خلكان في ترجمة الحجاج: أنه حكى أبو أحمد العسكري في كتاب (التصحيف) : أن الناس مكثوا يقرؤون في مصحف عثمان رضي الله تعالى عنه نيفاً وأربعين سنة، إلى أيام عبد الملك بن مروان، ثم كثر التصحيف، وانتشر بالعراق، ففزع الحجاج إلى كتابه، وسألهم أن يضعوا لهذه الحروف المشتبهة علامات.
فيقال: أن نصر بن عاصم، وقيل: يحيى بن يعمر قام بذلك، فوضع النقط، وكان مع ذلك أيضاً يقع التصحيف، فأحدثوا الإعجام. انتهى.
واعلم أن النقط والإعجام في زماننا واجبان في المصحف، وأما في غير المصحف فعند خوف اللبس واجبان البتة؛ لأنهما ما وضعا إلا لإزالته، وأما مع أمن اللبس فتركه (فتركهما) أولى سيما إذا كان المكتوب إليه أهلاً.
وقد حكى أنه عرض على عبد الله بن طاهر خط بعض الكتاب، فقال: ما أحسنه! لولا أكثر شونيزه.
ويقال: كثرة النقط في الكتاب سوء الظن بالمكتوب إليه، وقد يقع بالنقط ضرر.
كما حكى أن جعفر المتوكل كتب إلى بعض عماله: أن أحص من قبلك من الذميين، وعرفنا بمبلغ عددهم، فوقع على الحاء نقطة، فجمع العامل من كان في عمله منهم، وخصاهم، فماتوا غير رجلين، إلا في حروف لا يحتمل غيرها كصورة الياء، والنون، والقاف، والفاء المفردات وفيها أيضا مخير.
ثم أورد في الشعبة الثانية علوماً متعلقة بإملاء الحروف المفردة، وهي أيضاً كالأولى.
فمنها: علم تركيب أشكال بسائط الحروف من حيث حسنها، فكما أن للحروف حسناً حال بساطتها، فكذلك لها حسن مخصوص حال تركيبها من تناسب الشكل.
ومباديها: أمور استحسانية، ترجع إلى رعاية النسبة الطبيعية في الأشكال، وله استمداد من الهندسيات، وذلك الحسن نوعان:
حسن التشكيل في الحروف، يكون بخمسة:
أولها: التوفية، وهي أن يوفي كل حرف من الحروف حظه من التقوس، والانحناء، والانبطاح.
والثاني: الإتمام، وهو أن يعطى كل حرف قسمته من الأقدار في الطول، والقصر، والدقة، والغلظة.
والثالث: الانكباب، والاستلقاء.
والرابع: الأشبع.
والخامس: الإرسال، وهو أن يرسل يده بسرعة.
وحسن الوضع في الكلمات، وهي ستة:
الترصيف: وهو وصل حرف إلى حرف.
والتأليف: وهو جمع حرف غير متصل.
والتسطير: وهو إضافة كلمة إلى كلمة.
والتفصيل: وهو مواقع المدات المستحسنة، ومراعاة فواصل الكلام، وحسن التدبير في قطع كلمة واحدة؛ بوقوعها في آخر السطر، وفصل الكلمة التامة، ووصلها، بأن يكتب بعضها في آخر السطر، وبعضها في أوله.
ومنها: علم إملاء الخط العربي، أي: الأحوال العارضة لنقوش الخطوط العربية لا من حيث حسنها، بل من حيث دلالتها على الألفاظ، وهو أيضاً من قبيل تكثير السواد.
ومنها: علم خط المصحف، على ما اصطلح عليه الصحابة عند جمع القرآن الكريم، على ما اختاره زيد بن ثابت رضي الله تعالى عنه، ويسمى: الاصطلاح السلفي أيضاً.
وفيه (العقيلة الرائية) للشاطبي.
ومنها: علم خط العروض، وهو ما اصطلح عليه أهل العروض، في تقطيع الشعر، واعتمادهم في ذلك على ما يقع في السمع؛ دون المعنى المعتد به في صنعة العروض، إنما هو اللفظ؛ لأنهم يريدون به عدد الحروف التي يقوم بها الوزن متحركاً وساكناً، فيكتبون التنوين نوناً ساكنة، ولا يراعون حذفها في الوقف، ويكتبون الحرف المدغم بحرفين، ويحذفون اللام مما يدغم فيه في الحرف الذي بعده كالرحمن، والذاهب، والضارب، ويعتمدون في الحروف على أجزاء التفعيل، كما في قول الشاعر:
شعر
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً * ويأتيك بالأخبار من لم تزود.
فيكتبون على هذه الصورة ستبدي. لكلاييا. مما كن. تجاهلن. ويأتي. كبلاخبا. رمنلم. تزوودي.
قال في الكاشف: وقد اتفقت في خط المصحف أشياء خارجة عن القياس، ثم ما عاد ذلك بضير، ولا نقصان، لاستقامة اللفظ، وبقاء الحفظ، وكان اتباع خط المصحف سنة لا تخالف.
وقال ابن درستويه: في كتاب الكتاب خطان لا يقاسان، خط المصحف؛ لأنه سنة، وخط العروض؛ لأنه يثبت فيه ما أثبته اللفظ، ويسقط عنه ما أسقط هذا خلاصة ما ذكروه في علم الخط، ومتفرعاته.
وأما الكتب المصنفة فيه، فقد سبق ذكر بعض الرسائل، وما عداها نادراً جداً، سوى أوراق ومختصرات، كأرجوزة عون الدين.










رسم المصحف 567 أولا: وجوه المخالفة الجائزة التي ترجع إلى طبيعة الكتابة: ..... ص : 566
فقد قال الجعبري: إن موافقة المصاحف تكون تحقيقا كقراءة ملك يوم الدّين (4) [الحمد] بالقصر. و تقديرا كقراءة المد، و هذا الاختلاف اختلاف تغاير، و هو في حكم الموافق، أي: لا يلزم من صحة أحدهما بطلان الآخر، و يكون اختلاف تضاد و تناقض، أي يلزم من صحة أحدهما بطلان الآخر، و الواقع هو الأول. و تحقيقه أن الخط تارة يحصر جهة اللفظ، فمخالفه مناقض، و تارة لا يحصرها، بل يرسم على أحد التقادير، فاللافظ به موافق تحقيقا، و بغيره موافق تقديرا لتعدد الجهة إذ البدل في حكم المبدل، و ما زيد في حكم العدم، و ما حذف في حكم الثابت، و ما وصل في حكم الفصل و ما فصل حكم الوصل، و حاصله أن الحرف يبدل في الرسم و يلفظ به اتفاقا مثل‏ وَ اصْطَبِرْ (65)* [مريم‏]، و يرسم و لا يلفظ به اتفاقا مثل (الصلاة)، و يرسم و يختلف في اللفظ به مثل (الغدوة)، و يزاد و يلفظ به اتفاقا مثل‏ حِسابِيَهْ (20)* [الحاقة] و يزاد و لا
رسم المصحف، ص: 568
يلفظ به اتفاقا مثل‏ أُولئِكَ* و (مائة)، و يزداد و يختلف في النطق به، مثل‏ سُلْطانِيَهْ (29) [الحاقة]، و يحذف كذلك نحو بِسْمِ اللَّهِ* و يا رَبِّ* و كذلك‏ الرَّحْمنِ* و كذا الدَّاعِ (186)* [البقرة] و يوصل و يتبعه اللفظ مثل‏ مَناسِكَكُمْ‏ [البقرة: 200] و (عليهم)، و يخالفه نحو كهيعص‏ و يبنؤمّ (94) [طه‏] و يختلف فيه نحو وَيْكَأَنَّ (82) [القصص‏]. و يفصل و يوافق نحو حم عسق‏ و لا يوافق مثل‏ إِسْرائِيلَ*، و يختلف فيه نحو (مال) .
و تحدث ابن الجزري أيضا عن المخالفة الجائزة للرسم فذكر أن من شروط القراءة الصحيحة «موافقة أحد المصاحف العثمانية و لو احتمالا» و بين أنه يعني بقوله و لو احتمالا ما يوافق الرسم و لو تقديرا، و أشار إلى أن موافقة الرسم قد تكون تحقيقا و هي الموافقة الصريحة، و قد تكون تقديرا و هي الموافقة احتمالا، ثم بيّن ما يجوز و ما لا يجوز من وجوه المخالفة، فقال: إن مخالف صريح الرسم في حرف مدغم أو ثابت أو محذوف أو نحو ذلك لا يعد مخالفا إذا ثبتت القراءة به و وردت مشهورة مستفاضة أ لا ترى أنهم لم يعدوا إثبات ياءات الزوائد و قراءة و أكون من الصالحين [المنافقون: 10] و الظاء في (بضنين) (التكوير 81/ 24) و نحو ذلك من مخالفة الرسم المردودة، فإن الخلاف في ذلك يغتفر إذ هو قريب يرجع إلى معنى واحد، و تمشيه صحة القراءة و شهرتها و تلقيها بالقبول، و ذلك بخلاف زيادة كلمة و نقصانها و تقديمها و تأخيرها حتى و لو كانت حرفا واحدا من حروف المعاني فإن حكمه في حكم الكلمة لا تسوغ مخالفة الرسم فيه، و هذا هو الحد الفاصل في حقيقة اتباع الرسم و مخالفته‏ .
و تحدث أبو بكر الأنباري عن الوقف على ما رسم بالتاء أو بالهاء من الأسماء المؤنثة و ذكر اختلاف القراء في ذلك، و هو يظهر هنا جانبا من المخالفة الجائزة للرسم، فقد ذكر أن كل هاء دخلت للتأنيث فالوقف عليها بالهاء، و التاء جائز، أ لا ترى أنهم كتبوا في المصحف بعضها بالتاء و بعضها بالهاء، و اختلف القراء في ذلك، فكان أكثرهم يقولون: الوقف على ما في المصحف لا يتعدى، فما كان في المصحف بالتاء وقفنا عليه بالتاء، و ما كان بالهاء وقفنا عليه بالهاء، و قال آخرون: أنت مخير في ذلك، إن‏
______________________________
(1) خميلة أرباب المراصد، ورقة (6 أ- 7 ب)، و نقل هذا النص القسطلاني، ج 1، ص (284- 285).
(2) انظر: النشر، ج 1، ص (11- 12).


رسم المصحف 231 رابعا: الأحرف المقطعة في الرسم العثماني: ..... ص : 231
رابعا: الأحرف المقطعة في الرسم العثماني:
و نشير قبل أن ننتهي من هذا المبحث الذي بيّنا فيه القاعدة التي سار عليها كتبة المصاحف في تمثيل الأصوات الصامتة برموز مكتوبة- إلى الحروف المقطعة التي جاءت في مطلع تسع و عشرين سورة، منها مات ورد مرة واحدة، و منها ما تكرر و روده في مطلع أكثر من سورة، و هي (الم، المص، الر، المر، كهيعص، طه، طسم، طس، يس، ص، حم، حم عسق، ق، ن). و قد كتبت هذه الحروف بأول حرف من أسمائها لأن المقصود هو مسميات تلك الحروف لا أسماؤها، إذ لو قصد الاسم لكانت الكتابة على نحو الملفوظ، (ألف، لام، ميم) مثلا .
أما كتابتها موصولة في الهجاء فقد تحدث عن ذلك أبو بكر الأنباري، فقال: «إن قال قائل كيف كتبوا في المصحف (الم، و المر، و الر) موصولا، و الهجاء مقطع لا ينبغي‏
______________________________
(1) القلقشندي: ج 3، ص 177- 178. و انظر الزركشي: ج 1، ص 172.
رسم المصحف، ص: 232
أن يتصل بعضه ببعض لأنك لو قال لك قائل: ما هجاء (زيد) لكنت تقول (زاي ياء دال) و تكتبه مقطعا لتفرق بين هجاء الحرف و بين قراءته؟ فيقال: إنما كتبوا (المر) و ما أشبهه موصولا لأنه ليس بهجاء لاسم معروف، و إنما هي حروف اجتمعت يراد بكل حرف منها معنى، و لو قطعت إذ جزمت لكان صوابا، فإن قال قائل: لم كتبوا (حم عسق) بقطع الميم من العين، و لم يقطعوا (المص) و (كهيعص)؟ قيل له: (حم) قد جرت في أوائل سبع سور فصارت كأنها اسم للسور، فقطعت مما قبلها لأنها كالمستأنفة .
______________________________
(1) إيضاح الوقف و الابتداء: ج 1، ص 479- 480. و انظر الزركشي: ج 1، ص 430.
رسم المصحف، ص: 233
المبحث الثالث رموز الحركات في الرّسم العثماني‏

غيث النفع في القراءات السبع 524 تنبيه: ..... ص : 522
1- حم عسق‏ مفصولة في جميع المصاحف. قال البغوي: و سئل الحسن بن الفضل لم قطع حم عسق و لم توصل كهيعص قال لأنها من سور أولها حم فجرت مجرى نظائرها فكان حم مبتدأ و عسق خبر لأنهما آيتين‏
غيث النفع في القراءات السبع، ص: 525
و أخواتها مثل كهيعص و المص و المر بالرعد واحدة انتهى ببعض تصرف و قوله لأنهما الخ أي عند بعض أهل العد لأن حم عده الكوفيون دون غيره و عسق عده الكوفي و الحمصي و لا يجوز الوقف على حم و من وقف عليه من ضرورة أعاده و الوقف على عسق تام، و قيل كاف.

كيف تقرأ القرآن 81 تتمة ..... ص : 81
تتمة
هذه التتمة خاصة بالوقف على حروف التهجي التي افتتحت بها بعض الصور مثل: الم، الر، المص، طس، كهيعص، و ما إلى ذلك من هذه الكلمات سواء كانت مكونة من حرفين أو أكثر فهي تعتبر كلمة بأسرها فلا يجوز فصل حرف من حروفها و لا الوقف عليه هذا ما أجمعت عليه القراء، و إنما يكون الوقف على آخرها تبعا لرسمها موصولة في المصاحف إلا في كلمة (حم عسق) بالشورة فإنها رسمت مفصولة في المصاحف أي حم كلمة و عسق كلمة أخرى. هذا و لا يجوز الوقف اختيارا على حم دون عسق حتى و إن كانت مفصولة في الرسم، كذلك لا يجوز الابتداء ب عسق دون حم و من وقف ضرورة على حم أعاد و وقف على عسق فهو تام و قيل كاف.




مدخل في علوم القراءات (ص: 273)
المؤلف: السيد رزق الطويل (المتوفى: 1419هـ)
والحجة الثالثة تنحو منحى صوفيًّا؛ إذا يرى أصحابها أن هذا الرسم توقيف عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو الذي أمر بالكتابة على هذه الهيئة المعروفة؛ وذلك لأسرار لا يعلمها إلا الله، ولا تهتدي إليها عقول البشر، كما أنها في تصورهم تمثل جانبًا من جوانب الإعجاز القرآني، ثم يتساءلون: لماذا زيدت الألف في "مائة" دون "فئة" والياء في "بأييد" و "بأييكم"؟ وما السر في زيادة الألف في "سعوا" في سورة الحج دون "سعو" في سبأ وزيادتها في "عتوا" في جميع مواضعها دون "سعوا" في سبأ وزيادتها في {عَتَوْا} في جميع مواضعها دون "عتو" في الفرقان، وزيادتها في {يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} البقرة، ونقصانها من {يَعْفُوَ عَنْهُم} في النساء؟ ولماذا ثبتت في {سِرَاجًا} في كل مواضعها، وحذفت من موضعها في الفرقان ثم يقولون: "فكل ذلك لأسرار إلهية، وأغراض نبوية، وإنما خفيت على الناس؟ لأنها أسرار باطنية لا تدرك إلا بالفتح الرباني بمنزلة الألفاظ والحروف المقطعة التي في أوائل السور فإنها لها أسرار عظيمة، ومعاني كثيرة1.
__________
1 مناهل العرفان ج1 ص382- 383 وهذا نقل ابن المبارك عن شيخه عبد العزيز الدباغ.



صراط النجاة (للتبريزي)؛ ج‌9، ص: 63
س (152)
هل كتاب اللّٰه المنزل على قلب نبيه المرسل صلى الله عليه و آله و الذي اليوم نشهده بين أيدينا و هو ما بين الدفتين و الذي يطلق عليه لفظ الرسم العثماني أو الخط العثماني معرض لأخطاء إملائية، أم أن هناك موضوعات اخرى لتفسير ما يخالف اللغة كالقراءات- مثلًا- و نحوها؟
توجد في الكتاب الكريم بعض الأخطاء الإملائية، إلّا إن الكتّاب لم يغيّروا فيها خشية أن تمدّ إليه يد التحريف؛ و لذلك أبقوها كما هي، و اللّٰه العالم.



تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (7/ 72)
المسألة الثانية: قرأ حمزة والكسائي الربا بالإمالة لمكان كسرة الراء والباقون بالتفخيم بفتح الباء، وهي في المصاحف مكتوبة بالواو، وأنت مخير في كتابتها بالألف والواو والياء، قال صاحب «الكشاف» : الربا كتبت بالواو على لغة من يفخم كما كتبت الصلاة والزكاة وزيدت الألف بعدها تشبيها بواو الجمع.



تقسيمات قرآنى و سور مكى و مدنى 15 4 - ركوع ..... ص : 15
كتاب: تقسيمات قرآنى و سور مكى و مدنى‏
نويسنده: حميد رضا مستفيد؛ كريم دولتى‏
4- ركوع‏
ركوع در لغت به معناى «خم شدن» است و در اصطلاح تقسيمات قرآنى، به نوع ويژه‏اى از تقسيمات اطلاق مى‏شود كه با علامت «ع» مشخص شده است. تفاوت اين تقسيم با ساير تقسيمات قرآنى اين است كه در اين تقسيم سعى شده كه مفهوم آيات، ملاك تقسيم قرار گيرد و نه شمار حروف يا كلمات.
اين تقسيم، در مصاحف سرزمين‏هاى مشرقى اسلامى مثل مصر، عراق، ايران، هند و پاكستان ديده مى‏شود و در مصاحف كشورهاى مغرب زمين يعنى شمال افريقا به كار نرفته است. در بين مصاحف متداول نزد مشارقه نيز هيچ يك همانند مصاحف شبه قاره هند به موضوع ركوع اهميت نداده‏اند. البته تاريخ پيدايش اين تقسيم به درستى روشن نيست. سخاوى (متوفاى 643 ق.) كه در كتاب جمال القراء و كمال الاقراء به طور مفصل و مستوفى از انواع تقسيمات قرآنى سخن گفته، به ركوع اشاره‏اى نكرده است و همين نكته، اين گمان را تقويت مى‏كند كه در قرن هفتم در مصر و شام (دو منطقه‏اى كه سخاوى سال‏ها در آن‏ها زيسته) اين تقسيم رايج نبوده است.
وجه تسميه آن نيز به درستى روشن نيست. مشهور است كه اين نوع تقسيم‏بندى، از آن‏رو ركوع ناميده شده كه نمازگزار بعد از تلاوت سوره حمد، چند آيه‏اى را كه مضمون واحدى دارد، تلاوت مى‏كند و به ركوع مى‏رود (البته بر اساس فقه اهل سنت و قول غيرمشهور نزد شيعه). هر چند نام ركوع اين گفته را تأييد مى‏كند، دليل و مدرك‏
______________________________
(1)- مختار الصحاح، ص 233: «الركوع: الانحناء»


تقسيمات قرآنى و سور مكى و مدنى، ص: 16
معتبرى براى آن در دست نيست. بعضى ديگر اين تقسيم را با «صلاة تراويح» در نزد اهل سنت بى ارتباط نمى‏دانند و معتقدند هر ركوع، مقدار آياتى است كه مناسب است نمازگزار در صلاة تراويح بخواند و به ركوع رود. البته براى اين قول نيز مدركى يافت نمى‏شود. علاوه بر آن اين كه سوره «حمد» خود يك ركوع محسوب مى‏شود و اين نكته با دو قول پيش گفته جمع شدنى نيست.
تنها گفته سزاوار اطمينان درباره ركوع، گفته «على محمد ضبّاع»- عالم مصرى- است كه در انتهاى مصحفى كه زير نظر او به چاپ رسيده، آمده است: «رمز ركوع، «ع» است و آن (ركوع)، شمار (آيات) روزانه براى كسى است كه مى‏خواهد قرآن را در دو سال حفظ كند.»
طبق اين گفته بايد شمار ركوعات قرآن حدود 730 عدد باشد؛ ولى با مراجعه به مصاحف چاپ شبه قاره هند كه با نهايت دقت به موضوع ركوع پرداخته‏اند، مشخص مى‏شود كه ركوعات 556 عدد است. بدين ترتيب، گفته ضباع نيز مورد شك و ترديد واقع مى‏شود.
همان‏طور كه اشاره شد، در هيچ مصحفى مثل مصاحف شبه قاره هند به موضوع ركوع اهتمام نشده و اين نكته، اين ظن و گمان را در ذهن ايجاد مى‏كند كه شايد موطن اصلى اين نوع تقسيم‏بندى، شبه قاره هند باشد. به هر حال خالى از فايده نيست كه اين علامت را به اختصار بررسى كنيم.
علامت ركوع در مصاحف شبه قاره هند، با سه عدد همراه است. براى مثال، در شكل «ع» در آخر سوره بقره، عدد بالايى، شماره مسلسل ركوع در سوره مورد نظر را نشان مى‏دهد؛ عدد وسطى، شمار آيات ركوع مورد نظر را مشخص مى‏كند و عدد پايينى، شماره مسلسل ركوع در جزء مورد نظر را بيان مى‏كند. بدين ترتيب مشخص مى‏شود كه آيه‏اى كه اين علامت با اين سه عدد در آخر آن قرار گرفته، انتهاى چهلمين‏
______________________________
(1)- ضباع، توضيحات انتهايى قرآن به خط مصطفى نظيف چاپ مصر: «رمز الركوع هكذا «ع» و هو عبارة عن الحصّة اليوميّة لمن يريد حفظ القرآن فى عامين.»


تقسيمات قرآنى و سور مكى و مدنى، ص: 17
ركوع سوره بقره است و اين ركوع داراى سه آيه است و در جزئى كه اين آيه در آن قرار دارد، هشتمين ركوع محسوب مى‏شود.




درسنامه علوم قرآنى 477 هفتاد نكته قرآنى ..... ص : 473
نويسنده: حسين جوان آراسته‏
15. تقسيم درونى و تفصيلى ديگر قرآن، به ركوعات است. ركوعات برخلاف ساير تقسيم‏بندى‏هاى قرآن طول و اندازه مساوى و معين ندارد، بلكه قرآن شناسان خبره هر بخش متشكل از چند آيه را كه، هم موضوع و هم معنا و قابل قراءت در نماز بعد از سوره حمد بوده است، و نمازگزار پس از خواندن آن به ركوع مى‏رود، ركوع/ ركوعات ناميده‏اند. عدد ركوعات قرآن طبق مشهور 540 فقره است.





المصاحف لابن أبي داود (ص: 139)
حدثنا أبو بكر عبد الله بن أبي داود، حدثنا يونس بن حبيب، عن قتيبة بن مهران، حدثنا إسماعيل بن جعفر، وسليمان بن مسلم بن جماز الزهري قالا: سمعنا خالد بن إياس بن صخر بن أبي الجهم، يذكر أنه قرأ مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه، فوجد فيه مما يخالف مصاحف أهل المدينة اثني عشر حرفا، منها في البقرة: {ووصى بها إبراهيم} [البقرة: 132] ، بغير ألف، وفي آل عمران: {وسارعوا إلى مغفرة} [آل عمران: 133] بالواو، وفي المائدة: {ويقول الذين آمنوا} [المائدة: 53] بواو، وفيها أيضا {من يرتد منكم} [المائدة: 54] بدال واحدة، وفي براءة: {والذين اتخذوا مسجدا} [التوبة: 107]
[ص:140] بواو، وفي الكهف: {لأجدن خيرا منها منقلبا} [الكهف: 36] ، واحد، وفي الشعراء: {وتوكل على العزيز} [الشعراء: 217] بالواو، وفي المؤمن: {أو أن يظهر} [غافر: 26] ، وفي الشورى: {فبما كسبت} [الشورى: 30] بالفاء، وفي الزخرف: (وفيها ما تشتهي الأنفس) بغير هاء، وفي الحديد: {فإن الله هو الغني الحميد} [الحديد: 24] بهو، وفي الشمس وضحاها: {ولا يخاف عقباها} [الشمس: 15] ، بالواو "





تاريخ دمشق لابن عساكر (1/ 198)
قال (3) ونا أبو بكر نا زياد بن أيوب نا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال قال رجل من أهل الشام مصحفنا ومصحف أهل البصرة أحفظ من مصحف أهل الكوفة قال قلت لم قال إن عثمان رضي الله عنهـ لما كتب المصاحف بلغه قراءة أهل الكوفة على حرف عبد الله فبعث به إليهم قبل أن يعرض وعرض مصحفنا ومصحف أهل البصرة قبل أن يبعث به
_________
(3) القائل أبو حاتم السجستاني والخبر في كتاب المصاحف ص 35




أرشيف ملتقى أهل التفسير (ص: 0)
أجوبة اللقاء العلمي الثاني مع فضيلة الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ
...
أرشيف ملتقى أهل التفسير (ص: 0)
15 - شبكة تفسير: هل كنتم تنوون في المجمع أن تطبعوا المصحف على أكثر من رواية أو فقط رواية حفص؟
د / عبد العزيز القارئ: لا كان في البال الروايات، لأن العالم الإسلامي ليس موحداً حول رواية حفص في كثير من مناطق أفريقيا وشمال أفريقيا لا يقرؤون برواية حفص.
ولذلك لما أرسل مصحف الملك فيصل قبل مصحفنا هذا كان طبع مصحفاً باسم مكة المكرمة فأرسلت منه نسخ إلى موريتانيا والمغرب فكتبوا إلى السفارة السعودية أن هذا المصحف فيه أخطاء شنيعة وهي ليست أخطاء ولكن خالفت الرواية التي يعتمدونها رواية قالون عند العلماء ورواية ورش عند العامة.
ولم يفهموا أن هذا المصحف المطبوع ليس بهذه الروايات فعندئذٍ الملك فيصل رحمه الله استشار الشيخ محمد الأمين الشنقيطي صاحب " أضواء البيان " وطبعوا نسخة برواية ورش راجعها الشيخ الأمين الشنقيطي وكانت وقعت نسخة من هذا المصحف في يد شيخ الأزهر أو أهديت له لذلك الوقت الدكتور عبد الحليم محمود رحمه الله فأرسلها إلى الشيخ عامر ابن السيد عثمان كان هو أبرز من في الميدان في مصر في مجال القرآن فعكف عليها الشيخ عامر وفلاها حرفاً حرفاً واستدرك على تلك الطبعة خمسة وعشرين ملاحظة غلط فيها الشيخ الأمين الشنقيطي في الرسم والضبط على مذهب المغاربة وأرسلت هذه الملاحظات إلى الملك فيصل.
الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر وقتها أرسلها إلى الملك فيصل رأساً. الملكُ فيصلُ مِنْ أَدَبِه لم يحولها إلى الشيخ الأمين رأساً، ويعرف مكانة الشيخ، فأرسلها إلى الشيخ ابن باز رحمه الله ـ كان رئيس الجامعة وقتها ـ الشيخ الأمين مدرس في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، لعرضها على فضيلته، هكذا كانت عبارته، والشيخ حول الملاحظات على الشيخ الأمين الشنقيطي.
اجتمع الشيخ الأمين رحمه الله مع أركان علمية له هيئة أركان كانت تتكون من ستة علماء أو سبعة أو أكثر أو أقل لا أحفظ كان منهم الدكتور محمد عمر حوية ومنهم محمد سيدي الحبيب الشنقيطي ومنهم عدد آخرون من العلماء الفحول، وفحصوا هذه الملاحظات طوال شهر كامل وأجابوا على أكثرها، أجاب الشيخ على أكثرها مغلطاً الشيخ عامر عثمان ما عدا ملاحظة واحدة صوبه فيها وسمعته يقول هذا المصري عالم وقد أتعبنا.
وأنا ماصلتي بهذه الهيئة الشنقيطية العليا أنهم احتاجوا في مسألة في عد الآي إلى كتاب الداني " البيان في عد آي القرآن " وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي: هذا الكتاب نسمع عنه في كتب الرسم والضبط ولا أظن أنه يوجد عند أحد مخطوطاً ولا مطبوعاً.
فقال له أحد أولئك العلماء: إن كان مثل هذا الكتاب يمكن أن يوجد في هذا العصر فهو عند عبد العزيز القارئ لأن عنده مجموعة كبيرة من كتب الرسم والضبط مخطوطة ومطبوعة وكتب العد.
فأرسله إلي: أن تعالى وأحمل معك كل ماعندك في الرسم والضبط وعد الآي، وحدد لي ساعة في الصباح الباكر، فحملت ماعندي في كرتونين، ودخلت عليه مع الحمالين.
فلما رأى الكرتونين الشيخ ذهل، وقال: ماهذا؟ قلت له: كل ماعندي في الرسم والضبط وعد الآي وضحك حتى بدت أنيابه وهو يقول: ماكنت أظن أن كل هذا عند مخلوق في هذا العصر.
ثم لما عثر على النسخة التي يريدها " البيان في عد آي القرآن " كنت صورتها من المكتبة الأزهرية فرح فرحاً عجيباً وقال: سبحان الله ماكنت أظن أني أرى هذا الكتاب قبل أن أرحل من هذه الدنيا.
فحضرتُ تلك الجلسة وكانوا يستكملون مناقشة ملاحظات الشيخ عامر، وإنها لهيئة عجيبة سار فيها الشيخ الأمين الشنقيطي على منهج الأئمة الكبار كل إمام من الأئمة الكبار يصطفي عدداً من طلابه يكونون هيئة علمية حوله يستشيرهم.
الإمام أبو حنيفة كانت له مثل هذه الهيئة يطرح عليهم المسألة فيتداولونها بالنقاش وهو معهم حتى يتفقوا على رأي فعندئذ يفتي به بهذا الرأي.
وطبعاً من أبرز هؤلاء كان أبو يوسف ومحمد بن الحسن وزفر بن الهذيل وغيرهم، فإذا بالشيخ الأمين الشنقيطي يسير على نفس المنهج له هيئة علمية من كبار أهل العلم ويستشيرهم، حتى " أضواء البيان " كانت مسائله تطرح على هؤلاء وفي النهاية إذا اتفقوا على شيء الشيخ يصوغ العبارة، هذا أنموذج رفيع من أسلوب الشورى في العلم، وليس كما يحصل اليوم من بعض المساكين يجلس في خلوة بين جدران أربعة، ومايخطر على باله يطرحه بين الناس لايشاور أحداً فلذلك نفاجأ بغرائب الآراء والمذاهب والأفهام وأكثرها غلط.
تم اللقاء بتاريخ
29/ 8 / 1431هـ




أرشيف ملتقى أهل التفسير (ص: 0)
3 - شبكة تفسير: شيخنا هناك مصحف يسمى مصحف الشيخ رضوان المخللاتي ماذا تعرفون عنه وما سبب عدم الشهرة؟
د / عبد العزيز القارئ: مصحف الشيخ رضوان المخللاتي، هذا الشيخ كان من علماء القراءات في مصر وكان خطاطاً ذا خط جميل فكتب مصحفاً بخط يده وطبع في المطبعة البهية سنة 1306 هـ، وعندي هذه الطبعة وكتب لها مقدمةً في قواعد الرسم وكان مقصود الشيخ هو التنبيه إلى الالتزام بمرسوم الصحابة عند طباعة المصاحف فقدم هذا الأنموذج للطابعين وهو يعد مرجعاً علمياً حتى في فن الرسم والضبط.

4 - شبكة تفسير: وهو الآن لم يطبع؟
د / عبد العزيز القارئ: ما طبع، لأن طباعته في ذلك التاريخ القديم طبعاً طباعة حجرية لم تكن طباعة واضحة فلذلك لم يكرر أحد تلك الطبعة وإنما اتخذوها مرجعاً فقط.