بسم الله الرحمن الرحیم

قال كم لبثتم-قل كم لبثتم(مؤمنون112)

فهرست مباحث علوم قرآنی
فهرست القرائات
رسم المصحف


فضائل القرآن للقاسم بن سلام (ص: 328)
.... قال أبو عبيد: قد ذكرنا ما خالفت فيه مصاحف أهل الحجاز وأهل الشام مصاحف أهل العراق،
فأما العراق نفسها فلم تختلف مصاحفها فيما بينها إلا خمسة أحرف بين مصاحف الكوفة والبصرة.
كتب الكوفيون ..... وفي سورة المؤمنين: (قل كم لبثتم في الأرض) على الأمر بغير ألف،
وكذلك التي تليها: (قل إن لبثتم إلا قليلا) مثل الأولى.

... وكتبها البصريون: وكتبوا: {قال كم لبثتم في الأرض} [المؤمنون: 112] بالألف على الخبر.
وكذلك التي تليها: {قال إن لبثتم} [المؤمنون: 114] مثل الأولى.





تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (19/ 82)
اختلفت القراء في قراءة قوله: (كم لبثتم في الأرض عدد سنين) وفي قوله: (لبثنا يوما أو بعض يوم) فقرأ ذلك عامة قراء المدينة والبصرة وبعض أهل الكوفة على وجه الخبر: (قال كم لبثتم) ، وكذلك قوله: (قال إن لبثتم) . ووجه هؤلاء تأويل الكلام إلى أن الله قال لهؤلاء الأشقياء من أهل النار وهم في النار: (كم لبثتم في الأرض عدد سنين) ؟ وأنهم أجابوا الله فقالوا: (لبثنا يوما أو بعض يوم) ، فنسي الأشقياء؛ لعظيم ما هم فيه من البلاء والعذاب مدة مكثهم التي كانت في الدنيا، وقصر عندهم أمد مكثهم الذي كان فيها؛ لما حل بهم من نقمة الله، حتى حسبوا أنهم لم يكونوا مكثوا فيها إلا يوما أو بعض يوم. ولعل بعضهم كان قد مكث فيها الزمان الطويل، والسنين الكثيرة.
وقرأ ذلك عامة قراء أهل الكوفة على وجه الأمر لهم بالقول، كأنه قال لهم: قولوا كم لبثتم في الأرض؟ وأخرج الكلام مخرج الأمر للواحد، والمعني به الجماعة، إذ كان مفهوما معناه، وإنما اختار هذه القراءة من اختارها من أهل الكوفة؛ لأن ذلك في مصاحفهم: "قل" بغير ألف، وفي غير مصاحفهم بالألف.
وأولى القراءتين في ذلك بالصواب قراءة من قرأ ذلك: (قال كم لبثتم) على وجه الخبر، لأن وجه الكلام لو كان ذلك أمرا، أن يكون قولوا على وجه الخطاب للجمع; لأن الخطاب فيما قبل ذلك وبعده، جرى لجماعة أهل النار، فالذي هو أولى أن يكون كذلك قوله قولوا لو كان الكلام جاء على وجه الأمر، وإن كان الآخر جائزا، أعني التوحيد، لما بينت من العلة لقارئ ذلك كذلك، وجاء الكلام بالتوحيد في قراءة جميع القراء، كان معلوما أن قراءة ذلك على وجه الخبر عن الواحد أشبه، إذ كان ذلك هو الفصيح المعروف من كلام العرب، فإذا كان ذلك ذلك، فتأويل الكلام: قال الله كم لبثتم في الدنيا من عدد سنين؟ قالوا مجيبين له: لبثنا فيها يوما أو بعض يوم، فاسأل العادين، لأنا لا ندري، قد نسينا ذلك.
واختلف أهل التأويل في المعني بالعادين، فقال بعضهم: هم الملائكة الذين يحفظون أعمال بني آدم، ويحصون عليهم ساعاتهم.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (7/ 393)
قوله تعالى: (إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون(111) قال كم لبثتم في الارض عدد سنين(112) قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فسئل العادين(113) قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون(114) أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون(115) فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم(116) ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون(117) وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين(118))
ثمان آيات بلا خلاف.
قرأ حمزة والكسائي وخارجة عن نافع " انهم هم الفائزون " بكسر الهمزة. الباقون بفتحها.
وقرأ ابن كثير " قل كم لبثتم " على الامر. الباقون " قال كم لبثتم " على الخبر.
وقرأ حمزة والكسائي " قل " فيهما على الامر. الباقون " قال " فيهما على الخبر.
وقرأ " ترجعون " بفتح التاء وكسر الجيم حمزة والكسائي. الباقون بضم التاء وفتح الجيم.
..... قوله " قال كم لبثتم في الارض عدد سنين " فمن قرأ " قال " فمعناه قال الله لهم كم لبثتم. ومن قرأ " قل " معناه قل لهم يامحمد، واللبث هو المكث وهو حصول الشئ على الحال اكثر من وقت واحد، والابث هو الكائن على الصفة، على مرور الاوقات.
والعدد عقد يظهر به مقدار المعدود، يقال: عده يعده عدا وعددا، فهو عاد.



تفسير مجمع البيان - الطبرسي (7/ 190)
القراءة
قرأ حمزة و الكسائي إنهم بكسر الألف و قل كم لبثتم و قل إن لبثتم على الأمر و قرأ ابن كثير « قال كم لبثتم » فقط و قرأ الباقون « أنهم » بفتح الألف و « قال » في الموضعين و قرأ أهل الكوفة غير عاصم و يعقوب لا ترجعون بفتح التاء و الباقون بضم التاء و فتح الجيم .
الحجة
قال أبو علي من فتح أن فالمعنى لأنهم هم الفائزون و يجوز أن يكون إنهم في موضع المفعول الثاني لأن جزيت يتعدى إلى مفعولين قال سبحانه و جزاهم بما صبروا جنة و حريرا و تقديره جزيتهم اليوم بصبرهم الفوز و فاز الرجل إذا نال ما أراد و قالوا فوز الرجل إذا مات و يشبه أن يكون ذلك على التفاؤل له أي صار إلى ما أحب و المفازة المهلكة على وجه التفاؤل أيضا و من كسر إن استأنف فقطعه عما قبله و مثله لبيك إن الحمد و النعمة لك و إن الحمد بالكسر و الفتح و من قرأ قل كم لبثتم كان على قل أيها السائل عن لبثهم و قال على الإخبار عنه و زعموا أن في مصاحف أهل الكوفة قل في الموضعين و حجة من قال ترجعون إنا إليه راجعون و قد تقدم ذكر هذا النحو .
















بالای صفحه