بسم الله الرحمن الرحیم

فنجي من نشاء(یوسف110)

فهرست مباحث علوم قرآنی
فهرست القرائات
رسم المصحف
وكذلك ننجي المؤمنين(انبیاء88)


************
التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (6/ 203)
قوله تعالى: (حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاء هم نصرنا فنجي من نشاء ولايرد بأسنا عن القوم المجرمين(110))
قرأ " كذبوا " خفيفة بضم الكاف أهل الكوفة. الباقون مشددة بضم الكاف.
وقرأعاصم وابن عامر " فنجي من نشاء " بنون واحدة وتشديد الجيم وفتح الياء.
الباقون بنونين على الاستقبال، وهي في المصحف بنون واحدة.





تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (16/ 310)
وأما قوله: (فنجي من نشاء) فإن القرأة اختلفت في قراءته.
فقرأه عامة قرأة أهل المدينة ومكة والعراق:"فننجى من نشاء"، مخففة بنونين، (3)
بمعنى: فننجي نحن من نشاء من رسلنا والمؤمنين بنا، دون الكافرين الذين كذبوا رسلنا، إذا جاء الرسل نصرنا.
* * *
واعتل الذين قرءوا ذلك كذلك، أنه إنما كتب في المصحف بنون واحدة، وحكمه أن يكون بنونين، لأن إحدى النونين حرف من أصل الكلمة، من:"أنجى ينجي"، والأخرى"النون" التي تأتي لمعنى الدلالة على الاستقبال، من فعل جماعة مخبرة عن أنفسها، لأنهما حرفان، أعني النونين، من جنس واحد يخفى الثاني منهما عن الإظهار في الكلام، فحذفت من الخط، واجتزئ بالمثبتة من المحذوفة، كما يفعل ذلك في الحرفين اللذين يدغم أحدهما في صاحبه.
* * *
وقرأ ذلك بعض الكوفيين على هذا المعنى، غير أنه أدغم النون الثانية وشدد الجيم.
* * *
وقرأه آخر منهم بتشديد الجيم ونصب الياء، على معنى فعل ذلك به من:"نجيته أنجيه".
* * *
وقرأ ذلك بعض المكيين:"فنجا من نشاء" بفتح النون والتخفيف، من:"نجا ينجو". (1)
* * *
قال أبو جعفر: والصواب من القراءة في ذلك عندنا، قراءة من قرأه:"فننجى من نشاء" بنونين، لأن ذلك هو القراءة التي عليها القرأة في الأمصار، وما خالفه ممن قرأ ذلك ببعض الوجوه التي ذكرناها، فمنفرد بقراءته عما عليه الحجة مجمعة من القرأة. وغير جائز خلاف ما كان مستفيضا بالقراءة في قرأة الأمصار.




تفسير مجمع البيان - الطبرسي (5/ 412)
قرأ أهل الكوفة و أبو جعفر « كذبوا » بالتخفيف و هي قراءة علي و زين العابدين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و زيد بن علي و ابن عباس و ابن مسعود و سعيد بن جبير و عكرمة و الضحاك و الأعمش و غيرهم و قرأ الباقون كذبوا بالتشديد و هي قراءة عائشة و الحسن و عطا و الزهري و قتادة و روي عن ابن عباس بخلاف و مجاهد بخلاف كذبوا بالتخفيف و فتح الذال و الكاف و قرأ عاصم و ابن عامر و يعقوب و سهل « فنجي من نشاء » بنون واحدة و تشديد الجيم و فتح الياء و قرأ الباقون فننجي من نشاء بنونين و تخفيف الجيم و سكون الياء و في الشواذ عن ابن محيصن فنجا بفتح النون و الجيم و التخفيف و عن عيسى الثقفي و لكن تصديق الذي بين يديه و تفصيل كل شيء و هدى و رحمة برفع الأحرف الثلاثة و القراءة بنصبها .
الحجة
... و أما قوله « فنجي من نشاء » فإن ننجي حكاية للحال لأن القصة مما قد مضى و إنما حكي فعل الحال كما كانت عليه كما أن قوله « و إن ربك ليحكم بينهم » حكاية للحال الكائنة و كما أن قوله « ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين » جاء على الحكاية للحال الكائنة و من ذلك قوله « و كلبهم باسط ذراعيه بالوصيد » فلو لا حكاية الحال لم يعمل اسم الفاعل لأنه إذا مضى اختص و صار معهودا فخرج بذلك من شبه الفعل أ لا ترى أن الفعل لا يكون معهودا فكما أن اسم الفاعل إذا وصف أو حقر لم يعمل عمل الفعل لزوال شبه الفعل عنه بالاختصاص الذي يحدثه فيه التحقير و الوصف كذلك إذا كان ماضيا و أما النون الثانية من ننجي فهي مخفاة مع الجيم و كذلك النون مع سائر حروف الفم لا تكون إلا مخفاة
قال أبو عثمان تبيينها معها لحن و للنون مع الحروف ثلاث أحوال الإدغام و الإخفاء و البيان و إنما تدغم إذا كانت مع مقاربها كما يدغم سائر المقاربة فيما يقاربه و الإخفاء فيها مع حروف الفم التي لا تقاربها و البيان فيها مع حروف الحلق فأما حذف النون الثانية من الخط فيشبه أن يكون لكراهة اجتماع المثلين فيه أ لا ترى أنهم كتبوا مثل العليا و الدنيا و يحيا و نحو ذلك بالألف فلو لا اجتماعها مع الياء لكتبت بالياء كما كتبت حبلى و يخشى و ما لم يكن فيه ياء من هذا النحو بالياء فكأنهم لما كرهوا اجتماع المثلين في الخط حذفوا النون و قوي ذلك أنه لا يجوز فيها إلا الإخفاء و لا يجوز فيها البيان فأشبه بذلك الإدغام لأن الإخفاء لا يبين فيه الحرف المخفي كما أن الإدغام لا يبين فيه الحرف المدغم بيانه في غير الإدغام فلما وافق النون المدغم في هذا الوجه أستجيز حذفه من الخط
و من ذهب إلى أن النون الثانية مدغمة في الجيم فقد غلط لأنها ليست مثل الجيم و لا مقاربة لها و إذا خلا الحرف من هذين الوجهين لم يدغم فيما اجتمع معه
و من قرأ فنجي فإنه أتى على لفظ الماضي لأن القصة ماضية و يقوي ذلك أنه عطف عليه فعل مسند إلى المفعول به و هو قوله « و لا يرد بأسنا عن القوم المجرمين » و لو كان ننجي مسندا إلى الفاعل كقول من خالفه لكان لا نرد بأسنا أشبه ليكون مثل المعطوف عليه و من قرأ « تصديق الذي بين يديه » و ما بعده بالرفع فيكون التقدير لكن هو تصديق الذي بين يديه و تفصيل كل شيء فحذف المبتدأ و بقي الخبر .











بالای صفحه