بسم الله الرحمن الرحیم

اختلاف مصاحف عثماني

فهرست مباحث علوم قرآنی
خطأ الکاتب في المصحف
قول عثمان إن في القرآن لحنا ستقیمه العرب بألسنتها
مصحف اهل حمص
رسم المصحف
تعدد قرائات رایج همگی حرف واحد است-سبعة احرف،مرادف گویی اختیاری و تلاوت به معنا است-سفیان بن عیینة-ابن وهب-ابن أشتة-طبری
قراءة العامة-الناس-المسلمین-الجمهور-المشهور-اهل الحرمین-اهل المدینة-المدنیون-العراقیون-الکوفیون-البصریون



فضائل القرآن للقاسم بن سلام (ص: 328)
حروف القرآن التي اختلفت فيها مصاحف أهل الحجاز وأهل العراق، وهي اثنا عشر حرفا
حدثنا إسماعيل بن جعفر المديني، أن أهل الحجاز، وأهل العراق اختلفت مصاحفهم في هذه الحروف.

قال: كتب أهل المدينة في سورة البقرة (وأوصى بها إبراهيم بنيه) بالألف، وكتب أهل العراق {ووصى} [البقرة: 132] بغير ألف.

وفي آل عمران، كتب أهل المدينة (سارعوا إلى مغفرة من ربكم) بغير واو، وأهل العراق: {وسارعوا} [آل عمران: 133] بالواو.

وفي المائدة (يقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم) بغير واو، وأهل العراق: {ويقول} [المائدة: 53] بالواو.

وفيها أيضا أهل المدينة (يا أيها الذين آمنوا من يرتدد منكم عن دينه) بدالين، وأهل العراق {من يرتد} [المائدة: 54] بدال واحدة.

وفي سورة براءة، أهل المدينة (الذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا) بغير واو، وأهل العراق: {والذين اتخذوا} [التوبة: 107] بالواو.

وفي الكهف أهل المدينة (لأجدن خيرا منهما منقلبا) على اثنين، وأهل العراق: {خيرا منها منقلبا} [الكهف: 36] على واحدة.

وفي الشعراء، أهل المدينة (فتوكل على العزيز الرحيم) بالفاء، وأهل العراق: {وتوكل} [الشعراء: 217] بالواو.

وفي المؤمن، أهل المدينة (وأن يظهر في الأرض الفساد) بغير ألف، وأهل العراق {أو أن} [هود: 87] بألف.

وفي عسق، أهل المدينة: (بما كسبت أيديكم) بغير فاء. وأهل العراق {فبما كسبت} [الشورى: 30] بالفاء.

وفي الزخرف أهل المدينة: {تشتهيه الأنفس} [الزخرف: 71] بالهاء، وأهل العراق (تشتهي الأنفس) بغير هاء.

وفي الحديد أهل المدينة (إن الله الغني الحميد) بغير هو، وأهل العراق: {هو الغني الحميد} [الحديد: 24] .

وفي الشمس وضحاها أهل المدينة: (فلا يخاف عقباها) بالفاء، وأهل العراق: {ولا يخاف عقباها} [الشمس: 15] بالواو


باب وهذه الحروف التي اختلفت فيها مصاحف أهل الشام وأهل العراق وقد وافقت أهل الحجاز في بعض وفارقت بعضا
حدثنا هشام بن عمار، عن أيوب بن تميم، عن يحيى بن الحارث الذماري، عن عبد الله بن عامر اليحصبي، قال هشام: وحدثناه سويد بن عبد العزيز، أيضا، عن الحسن بن عمران، عن عطية بن قيس، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، أن هذه الحروف في مصاحف الشام، وقد دخل حديث أحدهما في حديث الآخر،

وهي ثمان وعشرون حرفا في مصاحف أهل الشام:

في سورة البقرة: (قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه) بغير واو.

وفي سورة آل عمران: (سارعوا إلى مغفرة من ربكم) بغير واو.

وفيها أيضا: (جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب) كلهن بالباء.

وفي النساء: (ما فعلوه إلا قليلا منهم) بالنصب.

وفي المائدة: (يقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا) بغير واو.

وفيها أيضا: (يا أيها الذين آمنوا من يرتدد منكم) بدالين.

وفي الأنعام: (ولدار الآخرة خير) بلام واحدة.

وفيها أيضا: (وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم) بنصب الأولاد وخفض الشركاء، ويتأولونه قتل شركائهم أولادهم.

وفي الأعراف: (قليلا ما تتذكرون) بتاءين.

وفيها أيضا: (الحمد لله الذي هدانا لهذا ما كنا لنهتدي) بغير واو.

وفيها أيضا: في قصة صالح: (قال الملأ الذين استكبروا) بغير واو.

وفيها أيضا: في قصة شعيب: (وقال الملأ) بالواو.

وفيها أيضا: (وإذا أنجاكم من آل فرعون) بغير نون.

وفي براءة: (الذين اتخذوا مسجدا ضرارا) بغير واو.

وفي يونس: (هو الذي ينشركم في البر والبحر) بالنون والشين.

وفيها: (إن الذين حقت عليهم كلمات ربك) على الجماع.

وفي بني إسرائيل: (قال سبحان ربي هل كنت) بالألف على الخبر.

وفي الكهف: (خيرا منهما منقلبا) على اثنين.

وفي سورة المؤمنين: (سيقولون لله لله لله) ثلاثتهن بغير ألف.

وفي الشعراء: (فتوكل على العزيز الرحيم) بالفاء.

وفي النمل: (إننا لمخرجون) على نونين بغير استفهام.

وفي المؤمن: (كانوا هم أشد منكم قوة) بالكاف.

وفيها أيضا: (وأن يظهر في الأرض الفساد) بغير ألف.

وفي عسق: (ما أصابكم من مصيبة بما كسبت أيديكم) بغير فاء.

وفي الرحمن: (والحب ذا العصف والريحان) بالنصب. وفيها أيضا: (تبارك اسم ربك ذو الجلال والإكرام) بالرفع.

وفي الحديد: (إن الله الغني الحميد) بغير هو.

وفي الشمس وضحاها (فلا يخاف عقباها) بالفاء.


قال أبو عبيد: قد ذكرنا ما خالفت فيه مصاحف أهل الحجاز وأهل الشام مصاحف أهل العراق،

فأما العراق نفسها فلم تختلف مصاحفها فيما بينها إلا خمسة أحرف بين مصاحف الكوفة والبصرة.

كتب الكوفيون في سورة الأنعام: {لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين} [الأنعام: 63] بغير تاء.

وفي سورة الأنبياء: {قال ربي يعلم القول} [الأنبياء: 4] بالألف على الخبر.

وفي سورة المؤمنين: (قل كم لبثتم في الأرض) على الأمر بغير ألف،

وكذلك التي تليها: (قل إن لبثتم إلا قليلا) مثل الأولى.

وفي الأحقاف: {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا} [الأحقاف: 15] .


وكتبها البصريون: لئن أنجيتنا بالتاء.

وكتبوا: (قل ربي يعلم القول) على الأمر، بغير ألف.

وكتبوا: {قال كم لبثتم في الأرض} [المؤمنون: 112] بالألف على الخبر.

وكذلك التي تليها: {قال إن لبثتم} [المؤمنون: 114] مثل الأولى.

وكتبوا: (بوالديه حسنا) بغير ألف.


قال أبو عبيد: هذه الحروف التي اختلفت في مصاحف الأمصار، ليست كتلك الزوائد التي ذكرناها في البابين الأولين؛ لأن هذه مثبتة بين اللوحين، وهي كلها منسوخة من الإمام الذي كتبه عثمان رضي الله عنه، ثم بعث إلى كل أفق مما نسخ بمصحف،

ومع هذا إنها لم تختلف في كلمة تامة، ولا في شطرها. إنما كان اختلافها في الحرف الواحد من حروف المعجم كالواو والفاء والألف وما أشبه ذلك، إلا الحرف الذي في الحديد وحده: قوله (فإن الله الغني الحميد) فإن أهل العراق زادوا على ذينك المصرين (هو) . وأما سائرها فعلى ما أعلمتك ليس لأحد إنكار شيء منها ولا جحده.

وهي كلها عندنا كلام الله، والصلاة بها تامة إذ كانت هذه حالها




فضائل القرآن للقاسم بن سلام (ص: 305)
حدثنا حجاج، عن هارون، قال: وفي مصحف أبي بن كعب (قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله. . . . . . . . . لله) ، كلهن بغير ألف حدثنا حجاج، عن هارون، قال: حدثني عاصم الجحدري، قال: كانت في الإمام مصحف عثمان الذي كتبه للناس (لله. . . لله) كلهن بغير [ص:306] ألف. فقال: قال عاصم: وأول من ألحق هاتين الألفين في المصحف نصر بن عاصم الليثي. قال أبو عبيد: وقرأت أنا في مصحف بالثغر قديم، بعث به إليهم، فيما أخبروني به قبل خلافة عمر بن عبد العزيز، فإذا كلهن (لله لله) بغير ألف





تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (9/ 397)
قال أبو جعفر: وهذا الوجه والذي قبله، منكر عند العرب، ولا تكاد العرب تعطف بظاهر على مكني في حال الخفض، (1) وإن كان ذلك قد جاء في بعض أشعارها. (2)
قال أبو جعفر: وأولى الأقوال عندي بالصواب، أن يكون"المقيمين" في موضع خفض، نسقا على"ما"، التي في قوله:"بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك"= وأن يوجه معنى"المقيمين الصلاة"، إلى الملائكة.
فيكون تأويل الكلام:"والمؤمنون منهم يؤمنون بما أنزل إليك"، يا محمد، من الكتاب="وبما أنزل من قبلك"، من كتبي، وبالملائكة الذين يقيمون الصلاة. ثم يرجع إلى صفة"الراسخين في العلم"، فيقول: لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون بالكتب والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر.
وإنما اخترنا هذا على غيره، لأنه قد ذكر أن ذلك في قراءة أبي بن كعب (والمقيمين الصلاة) ، وكذلك هو في مصحفه، فيما ذكروا. فلو كان ذلك خطأ من الكاتب، لكان الواجب أن يكون في كل المصاحف= غير مصحفنا الذي كتبه لنا الكاتب الذي أخطأ في كتابه= بخلاف ما هو في مصحفنا. وفي اتفاق مصحفنا ومصحف أبي في ذلك، ما يدل على أن الذي في مصحفنا من ذلك صواب غير خطأ. مع أن ذلك لو كان خطأ من جهة الخط، لم يكن الذين أخذ عنهم القرآن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمون من علموا ذلك من المسلمين على وجه اللحن، ولأصلحوه بألسنتهم، ولقنوه الأمة تعليما على وجه الصواب. (1)
وفي نقل المسلمين جميعا ذلك قراءة، على ما هو به في الخط مرسوما، أدل الدليل على صحة ذلك وصوابه، وأن لا صنع في ذلك للكاتب. (2)
وأما من وجه ذلك إلى النصب على وجه المدح لـ"الراسخين في العلم"، = وإن كان ذلك قد يحتمل على بعد من كلام العرب، لما قد ذكرت قبل من العلة، (3) وهو أن العرب لا تعدل عن إعراب الاسم المنعوت بنعت في نعته إلا بعد تمام خبره. وكلام الله جل ثناؤه أفصح الكلام، فغير جائز توجيهه إلا إلى الذي هو [أولى] به من الفصاحة. (4)
وأما توجيه من وجه ذلك إلى العطف به على"الهاء" و"الميم" في قوله:"لكن الراسخون في العلم منهم"= أو: إلى العطف به على"الكاف" من قوله:"بما أنزل إليك"= أو: إلى"الكاف" من قوله:"وما أنزل من قبلك"، فإنه أبعد من الفصاحة من نصبه على المدح، لما قد ذكرت قبل من قبح رد الظاهر على المكني في الخفض.
....وأما قوله:"والمؤتون الزكاة"، فإنه معطوف به على قوله:"والمؤمنون يؤمنون"، وهو من صفتهم.
__________
(1) في المطبوعة: "ولقنوه للأمة" باللام، وهو تغيير سيء قبيح.
(2) هذه الحجة التي ساقها إمامنا أبو جعفر رضي الله عنه، هي حجة فقيه بمعاني الكلام، ووجوه الرأي. وهي حجة رجل عالم محيط بأساليب العلم، عارف بما توجبه شواهد النقل، وأدلة العقل. وقد تناول ذلك جمهور من أئمتنا، ولكن لا تزال حجة أبي جعفر أقوم حجة في رد هذه الرواية التي نسبت إلى عائشة أم المؤمنين.
(3) في المطبوعة: "لما قد ذكرنا ... "؛ وأثبت ما في المخطوطة.
(4) الزيادة بين القوسين، يستوجبها السياق.





المصاحف لابن أبي داود (ص: 144)
باب اختلاف مصاحف الأمصار التي نسخت من الإمام
حدثنا عبد الله قال حدثنا محمد بن يحيى الخنيسي، حدثنا خلاد بن خالد المقرئ، عن علي بن حمزة الكسائي قال: " اختلاف أهل المدينة، وأهل الكوفة، وأهل البصرة، فأما أهل المدينة فقرءوا في البقرة: (وأوصى بها إبراهيم) ، وأهل الكوفة وأهل البصرة: {ووصى بها} [البقرة: 132] بغير ألف، وأهل المدينة في آل عمران: (سارعوا إلى مغفرة من ربكم) بغير واو، وأهل الكوفة وأهل البصرة {وسارعوا} [آل عمران: 133] بواو، ويقول أهل المدينة في المائدة: (من يرتدد) بدالين، ويقول أهل الكوفة وأهل [ص:145] البصرة: {من يرتد} [المائدة: 54] بدال واحدة، الأنعام أهل المدينة وأهل البصرة (لئن أنجيتنا) وأهل الكوفة: {لئن أنجانا} [الأنعام: 63] ، براءة أهل المدينة (الذين اتخذوا مسجدا ضرارا) بغير واو، وأهل الكوفة وأهل البصرة: {والذين اتخذوا مسجدا} [التوبة: 107] بواو، وأهل المدينة في الكهف (خيرا منهما) وأهل الكوفة وأهل البصرة: {خيرا منها منقلبا} [الكهف: 36] ، الشعراء أهل المدينة (فتوكل) وأهل الكوفة وأهل البصرة: {وتوكل} [الشعراء: 217] بالواو، وأهل المدينة (وأن يظهر في الأرض) بغير ألف، وأهل البصرة وأهل الكوفة: {أو أن يظهر} [غافر: 26] بألف، وفي عسق أهل المدينة (وما أصابكم من مصيبة بما كسبت) ، وأهل الكوفة وأهل البصرة: {فبما} [آل عمران: 159] بفاء، والزخرف أهل المدينة {فيها ما تشتهيه الأنفس} [الزخرف: 71] بهاءين، وأهل الكوفة وأهل البصرة: (ما تشتهي الأنفس) بهاء واحدة، والحديد أهل المدينة (ومن يتول فإن الله الغني الحميد) بغير هو، وأهل الكوفة وأهل البصرة: {فإن الله هو الغني الحميد} [الحديد: 24] ، بهو والشمس وضحاها أهل المدينة (فلا يخاف) بالفاء، وأهل الكوفة وأهل البصرة: {ولا يخاف عقباها} [الشمس: 15] بالواو، وفي الأنبياء أهل المدينة وأهل البصرة: (قل ربي يعلم) ، أهل الكوفة: {قال ربي يعلم} [الأنبياء: 4] ، وفي سورة الجن اختلفوا كلهم فيها (قال إنما أدعو ربي) ، يقولون: (قال) و {قل} [الجن: 20] ، وفي بني إسرائيل: (قال سبحان ربي) و {قل سبحان ربي} [الإسراء: 93] ، وفي المؤمنون: {قال كم لبثتم} [المؤمنون: 112] و (قل كم لبثتم) ، أهل المدينة وأهل الكوفة (لله لله لله) ثلاثتهن، وأهل البصرة واحد {لله} [المؤمنون: 85] واثنان «الله الله» بالألف، والأحقاف أهل الكوفة: {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا} [الأحقاف: 15] ، وأهل المدينة وأهل البصرة: (حسنا) بغير ألف، ويس [ص:146] أهل الكوفة: (وما عملت) بغير هاء، وأهل المدينة وأهل البصرة {عملته أيديهم} [يس: 35] بالهاء، الذين كفروا (فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتهم بغتة) ، أهل مكة وفي مصاحفهم، وأهل الكوفة كمثل، ولم أسمع أحدا من أهل الكوفة يقرؤها هكذا، وأهل المدينة وأهل البصرة {أن تأتيهم} [الأنعام: 158] ، وفي النساء في مصاحف أهل الكوفة (والجار ذا القربى والجار الجنب) ، وكان بعضهم يقرؤها كذلك، ولست أعرف واحدا يقرؤها اليوم إلا {ذي القربى} [النساء: 36] ، وفي هل أتى أهل المدينة وأهل الكوفة: (قواريرا قواريرا) ، كلاهما بالألف وأهل البصرة الأولى بالألف والأخرى بغير ألف، الحج أهل البصرة (ولؤلؤا) يثبتون الألف فيها ويطرحونها في سورة الملائكة (ولؤلؤ) ، وأهل الكوفة وأهل المدينة يثبتون الألف فيهما. هذا اختلاف أهل المدينة وأهل الكوفة وأهل البصرة كله "

حدثنا عبد الله قال حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثني خلاد بن خالد، عن خالد بن إسماعيل بن مهاجر قال: " قرأت على حمزة الزيات {والجار ذي القربى} [النساء: 36] ، ثم قلت، إن في مصاحفنا (ذا) أفأقرءوها؟ قال: لا تقرأها إلا (ذي) "

حدثنا عبد الله قال حدثنا أحمد بن إبراهيم بن المهاجر، حدثنا سليمان بن داود، حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن خالد بن إياس بن صخر بن أبي الجهم العدوي، وسليمان بن مسلم بن جماز، " أن أهل المدينة، يخالفون الاثني عشر حرفا التي هي مكتوبة في مصحف عثمان [ص:147] بن عفان، فيقرءون بعضها بزيادة وبعضها بنقصان؟ في سورة البقرة: (وأوصى بها) يزيدون في {وصى} [البقرة: 132] ألفا، وفي آل عمران: (سارعوا إلى) يطرحون الواو من {وسارعوا} [آل عمران: 133] ، وفي المائدة (يقول الذين آمنوا) يقرءونها بغير واو، وفي المائدة أيضا (يا أيها الذين آمنوا من يرتدد) بدالين على التضعيف، وفي سورة براءة (الذين اتخذوا) ليس في الذين واو، وفي الكهف (خيرا منهما) على معنى الجنتين، وفي الشعراء (فتوكل على العزيز الرحيم) يقرءونها بالفاء، وفي حم المؤمن (وأن يظهر في الأرض الفساد) يطرحون الألف من أو، وفي حم الشورى (مصيبة بما كسبت) يلقون الفاء من {فبما} [الشورى: 30] ، وفي حم الزخرف {ما تشتهيه الأنفس} [الزخرف: 71] يزيدون فيها هاء، وفي سورة الحديد (فإن الله الغني الحميد) لا يجعلون فيها هو، وفي الشمس وضحاها (فلا يخاف عقباها) يقرءون مكان الواو فاء " [قال ابن أبي داود: فقال خالد بن أبي إياس: هو في الحديث ضعيف، وفي القراءة له موضع]

حدثنا عبد الله قال حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار، حدثنا أبي قال: " سألت قارئين لأهل المدينة فلم ألوه عما اختلفا فيه من الإعراب من أهل الشام وأهل المدينة وأهل العراق، فزعما أن قراءتهما على قراءة أهل العراق غير أن اثني عشر حرفا وافقونا فيها وخالفوهم: {ووصى} [البقرة: 132] في البقرة، {وسارعوا} [آل عمران: 133] في آل عمران، وفي المائدة {ويقول الذين آمنوا} [المائدة: 53] ، {من يرتد} [المائدة: 54] أيضا في المائدة، وفي براءة {والذين اتخذوا مسجدا} [التوبة: 107] ، وفي الكهف {خيرا منها منقلبا} [الكهف: 36] ، وفي الشعراء {وتوكل} [الشعراء: 217] وفي الطول {أو أن يظهر} [غافر: 26] ، وفي عسق {فبما كسبت} [الشورى: 30] وفي حم الزخرف (تشتهي الأنفس) ، وفي الحديد {إن الله هو الغني الحميد} [الحديد: 24] ، وفي الشمس وضحاها {ولا يخاف عقباها} [الشمس: 15] "

....








التحرير والتنوير (4/ 187)
وقرأ الجمهور والزبر بعطف الزبر بدون إعادة باء الجر.
وقرأه ابن عامر: وبالزبر- بإعادة باء الجر بعد واو العطف- وكذلك هو مرسوم في المصحف الشامي.
وقرأ الجمهور: والكتاب- بدون إعادة باء الجر- وقرأه هشام عن ابن عامر- وبالكتاب- بإعادة باء الجر- وهذا انفرد به هشام، وقد قيل: إنه كتب كذلك في بعض مصاحف الشام العتيقة، وليست في المصحف الإمام. ويوشك أن تكون هذه الرواية لهشام عن ابن عامر شاذة في هذه الآية، وأن المصاحف التي كتبت بإثبات الباء في قوله:
وبالكتاب [فاطر: 25] كانت مملاة من حفاظ هذه الرواية الشاذة.



تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (7/ 451)
وهذا الحرف في مصاحف أهل الحجاز والعراق:"والزبر" بغير"باء"، وهو في مصاحف أهل الشام:"وبالزبر" بالباء، مثل الذي في"سورة فاطر". [25] .




البحر المحيط في التفسير (3/ 459)
وقرأ الجمهور: والزبر. وقرأ ابن عامر:
وبالزبر، وكذا هي في مصاحف أهل الشأم. وقرأ هشام بخلاف عنه وبالكتاب. وقرأ الجمهور: والكتاب. وإعادة حرف الجر في العطف هو على سبيل التأكيد. وكان ذكر الكتاب مفردا وإن كان مجموعا من حيث المعنى لتناسب الفواصل، ولم يلحظ فيه أن يجمع كالمعطوف عليهما لذلك.




النشر في القراءات العشر (1/ 11)
قلنا: ونعني بموافقة أحد المصاحف ما كان ثابتا في بعضها دون بعض كقراءة ابن عامر (قالوا اتخذ الله ولدا) في البقرة بغير واو، وبالزبر وبالكتاب المنير بزيادة الباء في الاسمين ونحو ذلك، فإن ذلك ثابت في المصحف الشامي، وكقراءة ابن كثير جنات تجري من تحتها الأنهار في الموضع الأخير من سورة براءة بزيادة (من) ، فإن ذلك ثابت في المصحف المكي، وكذلك فإن الله هو الغني الحميد.
في سورة الحديد بحذف (هو) ، وكذا (سارعوا) بحذف الواو، وكذا (منهما منقلبا) بالتثنية في الكهف، إلى غير ذلك من مواضع كثيرة في القرآن اختلفت المصاحف فيها فوردت القراءة عن أئمة تلك الأمصار على موافقة مصحفهم، فلو لم يكن ذلك كذلك في شيء من المصاحف العثمانية لكانت القراءة بذلك شاذة لمخالفتها الرسم المجمع عليه،
(وقولنا) بعد ذلك ولو احتمالا نعني به ما يوافق الرسم ولو تقديرا، إذ موافقة الرسم قد تكون تحقيقا وهو الموافقة الصريحة، وقد تكون تقديرا وهو الموافقة احتمالا، فإنه قد خولف صريح الرسم في مواضع إجماعا نحو: (السموات والصلحت واليل والصلوة والزكوة والربوا) ونحو (لنظر كيف تعملون) (وجيء) في الموضعين حيث كتب بنون واحدة وبألف بعد الجيم في بعض المصاحف،
وقد توافق بعض القراءات الرسم تحقيقا، ويوافقه بعضها تقديرا، نحو (ملك يوم الدين) فإنه كتب بغير ألف في جميع المصاحف، فقراءة الحذف تحتمله تخفيفا كما كتب ملك الناس، وقراءة الألف محتملة تقديرا كما كتب مالك الملك، فتكون الألف حذفت اختصارا، وكذلك (النشاة) حيث كتبت بالألف وافقت قراءة المد تحقيقا ووافقت قراءة القصر تقديرا، إذ يحتمل أن تكون الألف صورة الهمزة على غير القياس كما كتب موئلا،
وقد توافق اختلافات القراءات الرسم تحقيقا نحو أنصار الله، ونادته الملائكة، ويغفر لكم ويعملون وهيت لك ونحو ذلك مما يدل تجرده عن النقط والشكل وحذفه وإثباته على فضل عظيم للصحابة - رضي الله عنهم - في علم الهجاء خاصة، وفهم ثاقب في تحقيق كل علم، فسبحان من أعطاهم وفضلهم على سائر هذه الأمة.
(ولله در الإمام الشافعي - رضي الله عنه -) حيث يقول في وصفهم في رسالته التي رواها عنه الزعفراني ما هذا نصه: وقد أثنى الله - تبارك وتعالى - على أصحاب رسول الله - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - في القرآن والتوراة والإنجيل، وسبق لهم على لسان رسول الله - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - من الفضل ما ليس لأحد بعدهم، فرحمهم الله وهنأهم بما أثابهم من ذلك ببلوغ أعلى منازل الصديقين والشهداء والصالحين، أدوا إلينا سنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشاهدوه والوحي ينزل عليه، فعلموا ما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عاما وخاصا وعزما وإرشادا وعرفوا من سننه ما عرفنا وجهلنا وهم فوقنا في كل علم واجتهاد وورع وعقل وأمر استدرك به علم واستنبط به، وآراؤهم لنا أحمد وأولى بنا من رأينا عند أنفسنا.
(قلت) : فانظر كيف كتبوا الصراط والمصيطرون بالصاد المبدلة من السين، وعدلوا عن السين التي هي الأصل لتكون قراءة السين وإن خالفت الرسم من وجه قد أتت على الأصل فيعتدلان، وتكون قراءة الإشمام محتملة، ولو كتب ذلك بالسين على الأصل لفات ذلك وعدت قراءة غير السين مخالفة للرسم والأصل، ولذلك كان الخلاف في المشهور في بسطة الأعراف دون بسطة البقرة ; لكون حرف البقرة كتب بالسين وحرف الأعراف بالصاد،
على أن مخالف صريح الرسم في حرف مدغم أو مبدل أو ثابت أو محذوف أو نحو ذلك لا يعد مخالفا إذا ثبتت القراءة به ووردت مشهورة مستفاضة، ألا ترى أنهم لم يعدوا إثبات ياءات الزوائد وحذف ياء تسئلني في الكهف، وقراءة (وأكون من الصالحين) والظاء من بضنين ونحو ذلك من مخالفة الرسم المردود، فإن الخلاف في ذلك يغتفر، إذ هو قريب يرجع إلى معنى واحد وتمشيه صحة القراءة وشهرتها وتلقيها بالقبول،
وذلك بخلاف زيادة كلمة ونقصانها وتقديمها وتأخيرها حتى ولو كانت حرفا واحدا من حروف المعاني، فإن حكمه في حكم الكلمة لا يسوغ مخالفة الرسم فيه، وهذا هو الحد الفاصل في حقيقة اتباع الرسم ومخالفته،



زاد المسير في علم التفسير، ج‏1، ص: 114
ابن جوزى ابوالفرج عبدالرحمن بن على- 597
[سورة البقرة (2): الآيات 130 الى 132]
وَ مَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَ لَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا وَ إِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ (131) وَ وَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَ يَعْقُوبُ يا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى‏ لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132)
قوله تعالى: وَ مَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ. سبب نزولها: أن عبد اللّه بن سلّام دعا ابني أخيه مهاجرا و سلمة إلى الإسلام، فأسلم سلمة، و رغب عن الإسلام مهاجر، فنزلت هذه الآية «1»، قاله مقاتل. قال الزّجّاج: و «من» لفظها لفظ الاستفهام، و معناها التّقرير و التّوبيخ. و المعنى: ما يرغب عن ملّة إبراهيم إلّا من سفه نفسه. و يقال: رغبت في الشي‏ء: إذا أردته. و رغبت عنه: إذا تركته. و ملّة إبراهيم: دينه.
قوله تعالى: إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ فيه أربعة أقوال: أحدها: أنّ معناها: إلّا من سفّه نفسه، قاله الأخفش و يونس. قال يونس: و لذلك تعدّى إلى النّفي فنصبها، و قال الأخفش: نصبت النّفس لإسقاط حرف الجرّ، لأنّ المعنى: إلّا من سفه في نفسه. قال الشاعر:
نغالي اللحم للأضياف نيئا و نرخصه إذا نضج القدور
و الثاني: إلّا من أهلك نفسه، قاله أبو عبيدة. و الثالث: إلّا من سفهت نفسه، كما يقال: غبن فلان رأيه، و هذا مذهب الفرّاء و ابن قتيبة. قال الفرّاء: نقل الفعل عن النّفس إلى ضمير «من»، و نصبت النّفس على التّشبيه بالتّفسير، كما يقال: ضقت بالأمر ذرعا، يريدون: ضاق ذرعي به، و مثله:
وَ اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً «2». و الرابع: إلّا من جهل نفسه، فلم يفكّر فيها، و هو اختيار الزجّاج.
قوله تعالى: وَ إِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ، قال ابن الأنباريّ: لمن الصّالحي الحال عند اللّه تعالى. و قال الزّجّاج: الصّالح في الآخرة: الفائز.
قوله تعالى: إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ، و ذلك حين وقوع الاصطفاء، قال ابن عباس: لمّا رأى الكوكب و القمر و الشمس، قال له ربّه: أسلم، أي: أخلص. قوله تعالى: وَ وَصَّى، قرأ ابن عامر و أهل المدينة: «و أوصى» بألف، مع تخفيف الصاد، و الباقون بغير ألف مشددة الصاد، و هذا لاختلاف المصاحف. أخبرنا ابن ناصر، قال: أخبرنا ثابت، قال: أخبرنا ابن قشيش، قال: أخبرنا ابن حيّويه، قال: حدثنا ابن الأنباريّ، قال: أخبرنا ثعلب، قال: أملى عليّ خلف بن هشام البزّاز، قال: اختلف مصحفا أهل المدينة و أهل العراق في اثني عشر حرفا:
كتب أهل المدينة: «و أوصى»، و أهل العراق: «و وصّى».
و كتب أهل المدينة: «سارعوا إلى مغفرة» بغير واو، و أهل العراق: «و سارعوا» «3».
و كتب أهل المدينة: «يقول الذين آمنوا»، و أهل العراق: «و يقول» «4».
و كتب أهل المدينة: «من يرتدد»، و أهل العراق: «من يرتدّ» «1».
و كتب أهل المدينة: «الذين اتّخذوا مسجدا»، و أهل العراق: «و الذين» «2».
و كتب أهل المدينة: «خيرا منهما منقلبا»، و أهل العراق: «منها» «3».
و كتب أهل المدينة: «فتوكّل على العزيز»، و أهل العراق: «و توكّل» «4».
و كتب أهل المدينة: «و أن يظهر في الأرض الفساد»، و أهل العراق: «أو أن يظهر» «5».
و كتب أهل المدينة في «حم عسق»: «بما كسبت أيديكم» بغير فاء، و أهل العراق: «فبما» «6».
و كتب أهل المدينة: «ما تشتهيه الأنفس» «7» بالهاء، و أهل العراق: «ما تشتهي».
و كتب أهل المدينة: «فإن اللّه الغني الحميد» في سورة الحديد، و أهل العراق: «فإن اللّه هو الغني» «8».
و كتب أهل المدينة: «فلا يخاف عقباها» بالفاء، و أهل العراق: «و لا يخاف» «9».
و وصّى أبلغ من أوصى، لأنّها تكون لمرّات كثيرة، و هاء «بها» تعود على الملّة، قاله عكرمة و الزجّاج. قال مقاتل: و بنوه أربعة: إسماعيل، و إسحاق، و مدين، و مدائن. و ذكر غير مقاتل أنهم ثمانية. قوله تعالى: فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، يريد: الزموا الإسلام، فإذا أدرككم الموت صادفكم عليه.








البحر المحيط في التفسير، ج‏1، ص: 635
بن حيّان نفزى غرناطى اندلسى( متولد شوال 654- 745 ق
وَ وَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَ يَعْقُوبُ يا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى‏ لَكُمُ الدِّينَ‏
: قرأ نافع و ابن عامر: و أوصى، و قرأ الباقون: و وصى. قال ثعلب: أملى عليّ خلف بن هشام البزاز، قال:
اختلف مصحف أهل المدينة و أهل العراق في اثني عشر حرفا. كتب أهل المدينة:
و أوصى، و سارعوا، يقول، الذين آمنوا من يرتدد، الذين اتخذوا، مسجدا خيرا منهما، فتوكل، و أن يظهر، بما كسبت أيديكم، ما تشتهيه الأنفس، فإن اللّه الغني، و لا يخاف عقباها. و كتب أهل العراق: و وصى، سارعوا، و يقول، من يرتد، و الذين اتخذوا، خيرا منها، و توكل، أن يظهر، فيما كسبت أيديكم، ما تشتهي، فإن اللّه هو، فلا يخاف.




رسم المصحف وضبطه بين التوقيف والاصطلاحات الحديثة (ص: 28)
النوع الثالث:
الكلمات التي تشتمل على الزيادة أو النقص، ولا يمكن أن تكتب في المصحف الواحد مرتين أو أكثر، لما في ذلك من الخلط والتغيير.
وهذا النوع كتب في كل مصحف على حسب ما يقرأ أهل الذي سيرسل إليه المصحف، وبذلك تكون المصاحف -في مجموعها- مشتملة على ما صح نقله، ولم تنسخ تلاوته، لا أن كل مصحف كان مشتملا على جميع هذه الأحرف.
قال الإمام أبو عمرو الداني:
"فإن سأل سائل عن السبب الموجب لاختلاف مرسوم هذه الحروف الزوائد في المصاحف.
قلت: السبب عندنا أن أمير المؤمنين "عثمان بن عفان" -رضي الله عنه- لما جمع القرآن في المصاحف ونسخها على صورة واحدة، وآثر في رسمها لغة قريش دون غيرها، مما لا يصح ولا يثبت، نظرا للأمة، واحتياطا على أهل الملة، وثبت عنده أن هذه الحروف من عند الله -عز وجل- كذلك منزلة، ومن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسموعة، وعلم أن جميعها في مصحف واحد على تلك الحال غير متمكن إلا بإعادة الكلمة مرتين، وفي رسم ذلك كذلك من التخليط والتغيير ما لا خفاء به، ففرقها من المصاحف، لذلك جاءت مثبتة في بعضها، ومحذوفة من بعضها، لكن تحفظها الأمة كما نزلت من عند الله -عز وجل- وعلى ما سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهذا سبب مرسومها في المصاحف أهل الأمصار"1.
ومن أمثلة ما اختلفت فيه المصاحف:
1- قوله تعالى: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} 2.
قرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر "وأوصى"، وقرأ الباقون: {وَوَصَّى} ولذلك رسمت في مصحف أهل المدينة ومصحف أهل الشام: "وأوصى"






رسم المصحف وضبطه بين التوقيف والاصطلاحات الحديثة (ص: 34)
وقد حصر بعض العلماء هذه الكلمات التي اختلفت فيها المصاحف فبلغت نحوا من ثمانية وخمسين كلمة بدون تكرار2.
والخلاصة:
أن المصاحف العثمانية اشتملت على احتمله رسمها بالكيفية السابقة:
- ما يصح أن يقرأ بوجهين أو عدة وجوه والرسم يحتمل ذلك رسم في جميع المصاحف برسم واحد بدون نقط ولا شكل.
- ما لا يحتمله الرسم من خلاف بالزيادة أو النقص، رسم في مصحف كل قطر بما يوافق قراءتهم غالبا.
وبذلك تكون المصاحف العثمانية مشتملة على جميع ما صح نقله عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم تنسخ تلاوته، واستقر في العرضة الأخيرة، وليست مشتملة على جميع الأحرف السبعة ولا قاصرة على حرف واحدة -كما تقدم.








المصاحف

مصحف اهل حمص

تفسير القرآن العظيم - ابن كثير (1/ 35):

والغرض أن الكتابة لما كانت في ذلك الزمان لم تحكم جيدا، وقع في كتابة المصاحف اختلاف في وضع الكلمات من حيث صناعة الكتابة لا من حيث المعنى، وصنف الناس في ذلك، واعتنى بذلك الإمام الكبير أبو عبيد القاسم بن سلام، رحمه الله، في كتابه فضائل القرآن (1) والحافظ أبو بكر بن أبي داود، رحمه الله، فبوبا على ذلك (2) وذكر قطعة صالحة هي من صناعة القرآن، ليست مقصدنا هاهنا؛ ولهذا نص الإمام مالك، رحمه الله، على أنه لا توضع المصاحف إلا على وضع كتابة الإمام، ورخص في ذلك غيره، واختلفوا في الشكل والنقط فمن مرخص ومن مانع، فأما كتابة السور وآياتها والتعشير والأجزاء والأحزاب فكثير (3) في مصاحف زماننا، والأولى اتباع السلف الصالح.

إبراز المعاني من حرز الأماني (2/ 407):

وَفِي تَشْتَهِيهِ تَشْتَهِي (حَقُّ صُحْبَةٍ) وَفِي تُرْجَعُونَ الْغَيْبُ (شَـ) ـايَعَ (دُ) خْلُلاَ

اختلف المصاحف الأئمة في هذه الكلمة فكتبت الهاء في مصاحف المدينة والشام وحذفت من غيرها ووجه القراءتين ظاهر لأن الجملة صلة ما وحذف العائد من الصلة إلى الموصول جائز

فضائل القرآن لابن كثير (ص: 39):

ثم إن عثمان رضى الله عنه رد الصحف إلى حفصة رضى الله عنها فلم تزل عندها حتى أرسل إليها مروان بن الحكم يطلبها فلم تعطه حتى ماتت فأخذها من عبدالله بن عمر فحرقها لئلا يكون فيها شىء يخالف المصاحف الأئمة التى نفذها عثمان إلى الآفاق مصحفا إلى مكة ومصحفا إلى البصرة وآخرإلى الكوفة وآخر إلى الشام وآخر إلى اليمن وآخر إلى البحرين وترك عند أهل المدينة مصحفا رواه أبو بكر بن أبى داود عن أبى حاتم السجستانى سمعه يقوله وصحح القرطبى أنه إنما نفذ إلى الآفاق أربعة مصاحف - وهذا غريب - وأمر بما عدا ذلك من مصاحف الناس أن يحرق لئلا تختلف قراءات الناس فى الآفاق وقد وافقه الصحابة فى عصره على ذلك ولم ينكره أحد منهم وإنما نقم عليه ذلك الرهط الذين تمالؤا عليه وقتلوه - قاتلهم الله - وذلك فى جملة ما أنكروا ممالا أصل له وأما سادات المسلمين من الصحابة ومن نشأ فى عصرهم ذلك من التابعين فكلهم وافقوه








وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى (2/ 198)
المؤلف: علي بن عبد الله بن أحمد الحسني الشافعي، نور الدين أبو الحسن السمهودي (المتوفى: 911هـ)
القراءة في المصحف بالمسجد
وقال مالك: لم تكن القراءة في المصحف بالمسجد من أمر الناس القديم، وأول من أحدثه الحجاج بن يوسف. وقال أيضا: أكره أن يقرأ في المصحف في المسجد، وأرى أن يقاموا من المساجد إذا اجتمعوا للقراءة.
قلت: الذي عليه السلف والخلف استحباب ذلك، وفي الصحيح «إنما بنيت- يعني المساجد- لذكر الله والصلاة وقراءة القرآن» وهو عام في المصاحف وغيرها، وقد روى ابن شبة عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: إن أول من جمع القرآن في مصحف وكتبه عثمان بن عفان رضي الله عنه، ثم وضعه في المسجد، فأمر به يقرأ كل غداة. وعن محرز ابن ثابت مولى سلمة بن عبد الملك عن أبيه قال: كنت في حرس الحجاج بن يوسف، فكتب الحجاج المصاحف، ثم بعث بها إلى الأمصار، وبعث بمصحف إلى المدينة، فكره ذلك آل عثمان، فقيل لهم: أخرجوا مصحف عثمان يقرأ، فقالوا: أصيب المصحف يوم مقتل عثمان. قال محرز: وبلغني أن مصحف عثمان صار إلى خالد بن عمرو بن عثمان، قال:
فلما استخلف المهديّ بعث بمصحف إلى المدينة؛ فهو الذي يقرأ فيه اليوم، وعزل مصحف الحجاج فهو في الصندوق الذي دون المنبر، انتهى.

بعث المصاحف إلى المساجد
وقال ابن زبالة: حدثني مالك بن أنس قال: أرسل الحجاج بن يوسف إلى أمهات القرى بمصاحف، فأرسل إلى المدينة بمصحف منها كبير، وهو أول من أرسل بالمصاحف إلى القرى، وكان هذا المصحف في صندوق عن يمين الأسطوانة التي عملت علما لمقام النبي صلّى الله عليه وسلّم، وكان يفتح في يوم الجمعة والخميس، ويقرأ فيه إذا صليت الصبح، فبعث المهدي بمصاحف لها أثمان فجعلت في صندوق ونحى عنها مصحف الحجاج، فوضعت عن يسار السارية، ووضعت منابر لها كانت تقرأ عليها، وحمل مصحف الحجاج في صندوقه فجعل عند الأسطوانة التي عن يمين المنبر، انتهى.
قلت: ولا ذكر لهذا المصحف الموجود اليوم بالقبة التي بوسط المسجد المنسوب لعثمان رضي الله تعالى عنه في كلام أحد من متقدمي المؤرخين، بل فيما قدمناه ما يقتضي أنه لم يكن بالمسجد حينئذ، بل ولا ذكر له في كلام ابن النجار، وهو أول من أرّخ من المتأخرين، وقد ترجم لذكر المصاحف التي كانت في المسجد، ثم ذكر ما قدمناه عن ابن زبالة ثم قال:
وأكثر ذلك دثر على طول الزمان، وتفرقت أوراقه، قال: وهو مجموع في يومنا هذا في جلال في المقصورة أي المحترقة إلى جانب باب مروان. ثم ذكر أن بالمسجد عدة مصاحف بخطوط ملاح موقوفة مخزونة في خزائن ساج بين يدي المقصورة خلف مقام النبي صلّى الله عليه وسلّم.
قال: وهناك كرسي كبير فيه مصحف مقفل عليه نفذ به من مصر، وهو عند الأسطوانة التي في صف مقام النبي صلّى الله عليه وسلّم، وإلى جانبه مصحفان على كرسيين يقرأ الناس فيهما، وليس في المسجد ظاهر سواهما، انتهى. ولم أر نسبة المصحف الموجود اليوم لعثمان رضي الله عنه إلا في كلام المطري ومن بعده عند ذكر سلامة القبة التي بوسط المسجد من الحريق كما قدمناه.
نعم ذكر ابن جبير في رحلته ما حاصله أن أمام مقام النبي صلّى الله عليه وسلّم- وقد عبر عنه بالروضة الصغيرة- صندوقا، وأن بين المقام وبين الحجرة- أي بجانب المقام من جهة المشرق- محمل كبير عليه مصحف كبير في غشاء مقفل عليه هو أحد المصاحف الأربعة التي وجّه بها عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى البلاد، انتهى.
وهذا المصحف الذي أشار إليه ينطبق في الوصف على المصحف الذي ذكر ابن النجار أنه نفذ به من مصر، ولم يصفه بما ذكره ابن جبير من نسبته لعثمان، مع أن ابن جبير مصرّح بأنه من المصاحف التي بعث بها عثمان إلى الآفاق، لا أنه الذي قتل وهو في حجره، وقد قال ابن قتيبة: كان مصحف عثمان الذي قتل وهو في حجره عند ابنه خالد، ثم صار مع أولاده وقد درجوا. قال: وقال لي بعض مشايخ أهل الشام: إنه بأرض طوس، انتهى.
وقال الشاطبي ما حاصله: إن مالكا رحمه الله قال: إنما يكتب المصحف على الكتابة الأولى، لا على ما استحدثه الناس. قال: وقال: إن مصحف عثمان رضي الله عنه تغيب فلم يجد له خبرا بين الأشياخ. وقال أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه في القراآت: رأيت المصحف الذي يقال له الإمام مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه، استخرج لي من بعض خزائن الأمراء، وهو المصحف الذي كان في حجره حين أصيب، ورأيت آثار دمه في مواضع منه. ورده أبو جعفر النحاس بما تقدم من كلام مالك. قال الشاطبي: وأباه المنصفون لأنه ليس في قول مالك «تغيّب» ما يدل على عدم المصحف بالكلية بحيث لا يوجد؛ لأن ما تغيب يرجى ظهوره.
قلت: فيحتمل أنه بعد ظهوره نقل إلى المدينة، وجعل بالمسجد النبوي. لكن يوهن هذا الاحتمال أن بالقاهرة مصحفا عليه أثر الدم عند قوله تعالى: فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ [البقرة:
137] الآية كما هو بالمصحف الشريف الموجود اليوم بالمدينة، ويذكرون أنه المصحف العثماني، وكذلك بمكة، والمصحف الإمام الذي قتل عثمان رضي الله عنه وهو بين يديه لم يكن إلا واحد، والذي يظهر أن بعضهم وضع خلوقا على تلك الآية تشبيها بالمصحف الإمام، ولعل هذه المصاحف التي قدمنا ذكرها مما بعث به عثمان رضي الله عنه إلى الآفاق، كما هو مقتضى كلام ابن جبير في المصحف الموجود بالمدينة، وفي الصحيح من حديث أنس في قصة كتابة عثمان رضي الله عنه للقرآن من الصحف التي كانت عند حفصة «وأنه أمر بذلك زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فنسخوها في المصاحف، وأنه أرسل إلى كل أفق بمصحف كما نسخوا» .

مصاحف عثمان التي أرسلها إلى الآفاق
واختلف في عدة المصاحف التي ارسل بها عثمان إلى الآفاق؛ فالمشهور كما قال الحافظ ابن حجر أنها خمسة. وأخرج ابن أبي داود في كتاب المصاحف من طريق حمزة الزيات قال:
أرسل عثمان أربعة مصاحف، وبعث منها إلى الكوفة بمصحف، فوقع عند رجل من مراد فبقي حتى كتبت مصحفي عليه. قال ابن أبي داود: وسمعت أبا حاتم السجستاني يقول:
كتب سبعة مصاحف، وأرسلها إلى مكة، وإلى الشام، وإلى اليمن، وإلى البحرين، وإلى البصرة، وإلى الكوفة، وحبس بالمدينة واحدا، انتهى.
وليس معنا في أمر المصحف الموجود اليوم سوى مجرد احتمال، والله أعلم.








تفسير ابن عطية = المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (3/ 27)
وأسند أبو حاتم إلى علباء بن أحمد أنه قال: لما أمر عثمان بكتب المصحف أراد أن ينقص الواو في قوله وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ فأبي ذلك أبي بن كعب وقال لتلحقنها أو لأضعن سيفي على عاتقي فألحقها.
قال القاضي أبو محمد: وعلى إرادة عثمان يجري قول معاوية، إن الآية في أهل الكتاب وخالفه أبو ذر فقال: بل هي فينا، فشكاه إلى عثمان فاستدعاه من الشام ثم خرج إلى الربذة، والذي يظهر من الألفاظ أنه لما ذكر نقص الأحبار والرهبان الآكلين المال بالباطل ذكر بعد ذلك بقول عامر نقص الكافرين المانعين حق المال، وقرأ طلحة بن مصرف «الذين يكنزون» بغير واو،




الدر المنثور في التفسير بالمأثور (4/ 178)
وأخرج ابن الضريس عن علباء بن أحمر أن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: لما أراد أن يكتب المصاحف أرادوا أن يلغوا الواو التي في براءة {والذين يكنزون الذهب والفضة} قال لهم أبي رضي الله عنه: لتلحقنها أو لأضعن سيفي على عاتقي فالحقوها






أرشيف ملتقى أهل التفسير (ص: 0)
مشاهدات أبي عبيد القاسم بن سلام في مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه

ـ[أحمد بن فارس السلوم]•---------------------------------•[25 Apr 2005, 11:45 م]ـ
هذه بعض مشاهدات الامام أبي عبيد القاسم بن سلام رحمه الله في مصحف:
قال أبو عبيد:
رأيتُ في الإمام مصحف عثمان بن عفان، استُخرج لي من بعض خزائن الأمراء، ورأيت فيه أثر دمه:
في سورة البقرة [58] (خطيكم) بحرف واحد، والتي في الأعراف [161] (خطيئتكم) بحرفين.
- أراد بالحرف والحرفين، النبرة والنبرتين تكون بين بعض الحروف -
(وميكيل) بغير ألف.
وفي يوسف [31] (حش لله).
وفي الرعد [42] (وسيعلم الكفر).
وفي طه [63] (إن هذن).
قال: وكذلك رأيت التثنية المرفوعة كلها فيه بغير ألف.
وفي المؤمنون [72] (أم تسألهم خرجا).
وفيها [85، 87، 89] (سيقولون لله لله لله).

قال أبو عبيد: حدثنا حجاج عن هارون قال حدثني عاصم الجحدري قال: كانت في الإمام مصحف عثمان الذي كتبه للناس (لله لله) كلهن بغير ألف - يعني قوله في المؤمنون (سيقولون لله) - قال عاصم: وأول من زاد هاتين الألفين في المصحف نصر بن عاصم الليثي.

قال أبو عبيد: (ثم تأملتها في الإمام فوجدتها على ما رواه الجحدري)، وكذلك رأيتها في مصحف قديم بالثغر، بُعث به إليهم - فيما أخبروني به - قبل خلافة عمر بن عبد العزيز، فإذا كلهن لله لله بغير ألف (وكذلك هي في مصاحف المدينة وفي مصاحف الكوفة جميعا، وأحسب مصاحف الشام عليها).
(قلت أنا احمد بن فارس: اتفق القراء في الموضع الأول على قراءته بدون ألف (سيقولون لله قل أفلا تذكرون)، واختلفوا في الموضعين الثاني والثالث، فقرأ أهل البصرة (أبو عمرو ويعقوب) بألف، والباقون قرؤوا بدون ألف، واجتماع البصريين على قراءة الموضعين بألف يشعر أنه كذلك عندهم في مصاحفهم، ونصر بن عاصم المذكور في رواية الجحدري من أئمة إقراء البصرة، أخذ هذه الحروف عن أبي الأسود الدؤلي بإسناده عن أشياخه من الصحابة، والله أعلم).
قال أبو عمرو الداني في سياق مناقشة ما رواه أبو عبيد:
كان الحسن يقول: الفاسق عبيد الله بن زياد زاد فيهما ألفا، قال أبو عمرو: وهذه الأخبار عندنا لا تصح لضعف نقلتها واضطرابها وخروجها عن العادة، إذ غير جائز أن يُقْدم نصر وعبيد الله هذا الإقدام من الزيادة في المصاحف مع علمهما أن الأمة لا تسوغ لهما ذلك، بل تنكره وترده وتحذر منه، ولا تعمل عليه، وإذا كان بطل إضافة زيادة هاتين الألفين إليهما، وصح أن إثباتهما من قِبل عثمان والجماعة رضوان الله عليهم على حسب ما نزل به من عند الله تعالى، وما أقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال أبو عبيد: وفي الإنسان [76] (قوارير) الأولى بالألف، والثانية كانت بالألف فحكت، ورأيت أثرها بينا هناك.
وأما (سلسلا) فرأيتها قد درست.

قال أبو عبيد: وقوله (سلسلا) وَ (قواريرا قوارير) الثلاثة أحرف في مصاحف أهل الحجاز والكوفة بالألف، وفي مصاحف أهل البصرة (قواريرا) الأولى بالألف، والثانية بغير ألف.

قال أبو عبيد: رأيت في الإمام (أصحب ليكة) في الشعراء [176] وص [13] بلام من غير ألف قبلها ولا بعدها.
وفي الحجر [78] وَ ق [14] (الايكة)، بالألف واللام.

وقال أبو عبيد:رأيت في الإمام مصحف عثمان رضي الله عنه في البقرة [61] (اهبطوا مصرا) بالألف.
وفي يوسف [7] (ءايات للسائلين) بالألف والتاء.
وفي الكهف [38] (لكنا هو الله).
وفي الأحزاب [10] (الظنونا)، وَ [66] (الرسولا)، وَ [67] (السبيلا) ثلاثتهن بالألف.

ـ[عبدالرحمن الشهري]•---------------------------------•[29 Apr 2005, 01:40 ص]ـ
شكر الله لكم يا دكتور أحمد هذه المشاهدات الثمينة، وفي الحق فإن العناية بهذا الجانب العلمي الدقيق من الرسم العثماني وتاريخه تاريخاً يكشف مثل هذه الجوانب غائبة في قاعات الدرس العالي، وتحتاج إلى جهود أمثالكم لنشرها بين طلاب العلم، والعناية بها كما ينبغي. وفقكم الله وسددكم.






















****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Wednesday - 21/9/2022 - 6:42

کلام ابن ابی داود در المصاحف

حدثنا عبد الله قال حدثنا محمد بن يحيى الخنيسي، حدثنا خلاد بن خالد المقرئ، عن علي بن حمزة الكسائي قال: " اختلاف أهل المدينة، وأهل الكوفة، وأهل البصرة، فأما أهل المدينة فقرءوا في البقرة: (وأوصى بها إبراهيم) ، وأهل الكوفة وأهل البصرة: {ووصى بها} [البقرة: ١٣٢] بغير ألف، وأهل المدينة في آل عمران: (سارعوا إلى مغفرة من ربكم) بغير واو، وأهل الكوفة وأهل البصرة {وسارعوا} [آل عمران: ١٣٣] بواو، ويقول أهل المدينة في المائدة: (من يرتدد) بدالين، ويقول أهل الكوفة وأهل ١٤٥ البصرة: {من يرتد} [المائدة: ٥٤] بدال واحدة، الأنعام أهل المدينة وأهل البصرة (لئن أنجيتنا) وأهل الكوفة: {لئن أنجانا} [الأنعام: ٦٣] ، براءة أهل المدينة (الذين اتخذوا مسجدا ضرارا) بغير واو، وأهل الكوفة وأهل البصرة: {والذين اتخذوا مسجدا} [التوبة: ١٠٧] بواو، وأهل المدينة في الكهف (خيرا منهما) وأهل الكوفة وأهل البصرة: {خيرا منها منقلبا} [الكهف: ٣٦] ، الشعراء أهل المدينة (فتوكل) وأهل الكوفة وأهل البصرة: {وتوكل} [الشعراء: ٢١٧] بالواو، وأهل المدينة (وأن يظهر في الأرض) بغير ألف، وأهل البصرة وأهل الكوفة: {أو أن يظهر} [غافر: ٢٦] بألف، وفي عسق أهل المدينة (وما أصابكم من مصيبة بما كسبت) ، وأهل الكوفة وأهل البصرة: {فبما} [آل عمران: ١٥٩] بفاء، والزخرف أهل المدينة {فيها ما تشتهيه الأنفس} [الزخرف: ٧١] بهاءين، وأهل الكوفة وأهل البصرة: (ما تشتهي الأنفس) بهاء واحدة، والحديد أهل المدينة (ومن يتول فإن الله الغني الحميد) بغير هو، وأهل الكوفة وأهل البصرة: {فإن الله هو الغني الحميد} [الحديد: ٢٤] ، بهو والشمس وضحاها أهل المدينة (فلا يخاف) بالفاء، وأهل الكوفة وأهل البصرة: {ولا يخاف عقباها} [الشمس: ١٥] بالواو، وفي الأنبياء أهل المدينة وأهل البصرة: (قل ربي يعلم) ، أهل الكوفة: {قال ربي يعلم} [الأنبياء: ٤] ، وفي سورة الجن اختلفوا كلهم فيها (قال إنما أدعو ربي) ، يقولون: (قال) و {قل} [الجن: ٢٠] ، وفي بني إسرائيل: (قال سبحان ربي) و {قل سبحان ربي} [الإسراء: ٩٣] ، وفي المؤمنون: {قال كم لبثتم} [المؤمنون: ١١٢] و (قل كم لبثتم) ، أهل المدينة وأهل الكوفة (لله لله لله) ثلاثتهن، وأهل البصرة واحد {لله} [المؤمنون: ٨٥] واثنان «الله الله» بالألف، والأحقاف أهل الكوفة: {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا} [الأحقاف: ١٥] ، وأهل المدينة وأهل البصرة: (حسنا) بغير ألف، ويس ١٤٦ أهل الكوفة: (وما عملت) بغير هاء، وأهل المدينة وأهل البصرة {عملته أيديهم} [يس: ٣٥] بالهاء، الذين كفروا (فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتهم بغتة) ، أهل مكة وفي مصاحفهم، وأهل الكوفة كمثل، ولم أسمع أحدا من أهل الكوفة يقرؤها هكذا، وأهل المدينة وأهل البصرة {أن تأتيهم} [الأنعام: ١٥٨] ، وفي النساء في مصاحف أهل الكوفة (والجار ذا القربى والجار الجنب) ، وكان بعضهم يقرؤها كذلك، ولست أعرف واحدا يقرؤها اليوم إلا {ذي القربى} [النساء: ٣٦] ، وفي هل أتى أهل المدينة وأهل الكوفة: (قواريرا قواريرا) ، كلاهما بالألف وأهل البصرة الأولى بالألف والأخرى بغير ألف، الحج أهل البصرة (ولؤلؤا) يثبتون الألف فيها ويطرحونها في سورة الملائكة (ولؤلؤ) ، وأهل الكوفة وأهل المدينة يثبتون الألف فيهما. هذا اختلاف أهل المدينة وأهل الكوفة وأهل البصرة كله "( كتاب المصاحف لابن أبي داود، ص ١۴۴)