بسم الله الرحمن الرحیم

ويقول الذين آمنوا-يقول الذين آمنوا(مائدة53)

فهرست مباحث علوم قرآنی
فهرست القرائات
رسم المصحف



فضائل القرآن للقاسم بن سلام (ص: 328)
حروف القرآن التي اختلفت فيها مصاحف أهل الحجاز وأهل العراق، وهي اثنا عشر حرفا
حدثنا إسماعيل بن جعفر المديني، أن أهل الحجاز، وأهل العراق اختلفت مصاحفهم في هذه الحروف. قال: كتب أهل المدينة في سورة البقرة .... وفي المائدة (يقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم) بغير واو، وأهل العراق: {ويقول} [المائدة: 53] بالواو.



تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (10/ 407)
القول في تأويل قوله: {ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين (53) }
قال أبو جعفر: اختلفت القرأة في قراءة قوله:"ويقول الذين آمنوا". فقرأتها قرأة أهل المدينة: (فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين يقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله) بغير"واو".
* * *
وتأويل الكلام على هذه القراءة: فيصبح المنافقون، إذا أتى الله بالفتح أو أمر من عنده، على ما أسروا في أنفسهم نادمين، يقول المؤمنون تعجبا منهم ومن نفاقهم وكذبهم واجترائهم على الله في أيمانهم الكاذبة بالله: أهؤلاء الذين أقسموا لنا بالله إنهم لمعنا، وهم كاذبون في أيمانهم لنا؟ وهذا المعنى قصد مجاهد في تأويله ذلك، الذي:-
12176 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد:"فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده"، حينئذ،"يقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد إيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين".
وكذلك ذلك في مصاحف أهل المدينة بغير"واو". (1)
وقرأ ذلك بعض البصريين: (ويقول الذين آمنوا) بالواو، ونصب"يقول" عطفا به على"فعسى الله أن يأتي بالفتح". وذكر قارئ ذلك أنه كان يقول: إنما أريد بذلك: فعسى الله أن يأتي بالفتح، وعسى أن يقول الذين آمنوا= ومحال غير ذلك، لأنه لا يجوز أن يقال:"وعسى الله أن يقول الذين آمنوا"، وكان يقول: ذلك نحو قولهم:"أكلت خبزا ولبنا"، كقول الشاعر:
ورأيت زوجك في الوغى ... متقلدا سيفا ورمحا (2)
* * *
فتأويل الكلام على هذه القراءة: فعسى الله أن يأتي بالفتح المؤمنين، أو أمر من عنده يديلهم به على أهل الكفر من أعدائهم، فيصبح المنافقون على ما أسروا في أنفسهم نادمين= وعسى أن يقول الذين آمنوا حينئذ: أهؤلاء الذين أقسموا بالله كذبا جهد أيمانهم إنهم لمعكم؟
* * *
وهي في مصاحف أهل العراق بالواو: (ويقول الذين آمنوا)
* * *
وقرأ ذلك قرأة الكوفيين (ويقول الذين آمنوا) بالواو، ورفع"يقول"، بالاستقبال والسلامة من الجوازم والنواصب.
* * *
وتأويل من قرأ ذلك كذلك: فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم يندمون، ويقول الذين آمنوا= فيبتدئ"يقول" فيرفعها.
* * *
قال أبو جعفر: وقراءتنا التي نحن عليها"ويقول" بإثبات"الواو" في "ويقول"، لأنها كذلك هي في مصاحفنا مصاحف أهل المشرق، بالواو، وبرفع"يقول" على الابتداء.
* * *
فتأويل الكلام= إذ كانت القراءة عندنا على ما وصفنا (1) =: فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين، ويقول المؤمنون: أهؤلاء الذين حلفوا لنا بالله جهد أيمانهم كذبا إنهم لمعنا؟



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (3/ 550)
قوله تعالى: ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين(53))
آية
قرأ ابن كثير، وعامر، ونافع " يقول " بلاواو.
الباقون بالواو، وكلهم قرأ بضم اللام إلا أباعمرو، فانه فتحها.
من نصب اللام فالمعنى عسى أن يقول، ومن رفعه فعلى الاستئناف.
فان قيل كيف يجوز النصب ولايجوزأن يقول الذين آمنوا؟ قيل: قال أبوعلي الفارسي يحتمل ذلك أمرين غير هذا: أحدهما - أن يحمل على المعنى، لانه إذا قال عسى الله أن يأتي بالفتح وكأنه قال عسى أن يأتي الله بالفتح، " ويقول الذين آمنوا " كما قال " فاصدق وأكن " كأنه قال: أصدق وأكن، وقد جاء مثله نحو قوله " عسى أن تكرهوا شيئا وهوخير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهوشر لكم(1) وقال " عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا "(2).
ووجه آخر وهو: أن يبدل (أن يأتي) من اسم الله اسم كما أبدلت (أن) من الضمير الذي في قوله " وما أنسانية إلا الشيطان أن أذكره "(3) فاذا أبدلته فكأنك قلت عسى أن يأتي الله بالفتح، ويقول الذين آمنوا. وأما من رفع فلانه عطف جملة على جملة، ولم يجعلها عاطفة على مفرد. ويقوى الرفع قراء ة من قرأ بلاواو وأما إسقاط الواو وإثباتها فجميعا حسنان: أما الحذف فلان في الجملة المعطوفة ذكرا في المعطوف عليها وذلك أن من وصف بقوله " يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصينا دائرة " إلى قوله " نادمين " هم الذين قال فيهم " أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم انهم لمعكم حبطت أعمالهم " فلما صار في كل واحدة من الجملتين ذكرفيما تقدم من الاخرى حسن عطفها بالواو وبغير الواو، كما أن قوله " سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم "(1) لما كان في كل واحدة من الجملتين ذكرما تقدم اكتفى بذلك عن الواو. ويدل على حسن اثبات الواو قوله " ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم ".



تفسير مجمع البيان - الطبرسي (3/ 316)
القراءة
قرأ ابن عامر و ابن كثير و نافع يقول بلا واو و الباقون بالواو و كلهم قرأ بضم اللام إلا أبا عمرو فإنه فتحها .
الحجة
من حذف الواو من قوله « و يقول الذين آمنوا » فلأن في الجملة المعطوفة ذكرا من المعطوف عليها و ذلك إن من وصف بقوله « يسارعون » إلى قوله « نادمين » هم الذين قال فيهم « الذين آمنوا أ هؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم » فلما صار في كل واحدة من الجملتين ذكر من الأخرى حسن عطفها بالواو و بغير الواو كما أن قوله « سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم و يقولون خمسة سادسهم كلبهم » لما كان في كل واحدة من الجملتين ذكر مما تقدم اكتفي بذلك عن الواو لأنهما بالذكر و ملابسة بعضهما ببعض قد ترتبط إحداهما بالأخرى كما ترتبط بحرف العطف و يدلك على حسن دخول الواو قوله تعالى « و ثامنهم كلبهم » فحذف الواو من « و يقول » كحذفها في هذه الآية و إلحاقها كإلحاقها فيها و الوجه في قراءة أبي عمرو و يقول بالنصب أن يحمله على أن تكون « أن يأتي » بدلا من اسم الله كما كان أن أذكره بدلا من الهاء في أنسانيه من قوله « و ما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره » ثم يكون « و يقول » منصوبا عطفا على ذلك فكأنه قال عسى أن يأتي الله بالفتح « و يقول الذين آمنوا » و من رفع فحجته أن يعطف جملة على جملة لا مفردا على مفرد .








بالای صفحه