بسم الله الرحمن الرحیم

قرائت ابوعمرو از قراء سبعة هذین لساحران مخالف رسم مصحف است

فهرست مباحث علوم قرآنی
إن هذان لساحران-من خطأ الکاتب
خطأ الکاتب في المصحف
شواهد اعتماد قراءات بر سماع-عدم اختلاف در مواضع امکان اجتهاد
دفاع بی نظیر صاحب مجمع البیان از ابوعمرو بصری و اینکه به هیچ وجه اجتهاد در قرائت نمیکند
القرائة-20|63|قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى
قول أبي‌عمرو در قرائت متواتر سبعة-لو سمعت الرجل الذي قال سمعت النبي ص ما أخذته عنه-لأني أتهم الواحد الشاذ إذا كان على خلاف ما جاءت به العامة
شرح حال ابوعمرو بن العلاء البصري قراء سبعة(70 - 154 هـ = 690 - 771 م)
اختلاف رسم مصاحف، پشتوانه تعدد قراءات
آیا رسم مصحف، توقیفي است؟


به دفاع صاحب مجمع البیان از ابوعمرو در ذیل مراجعه شود که: فإن أبا عمرو و من ذهب من القراء مذهبه لا يقرأ إلا بما أخذه من الثقات من السلف و لا يظن به مع علو رتبته أن يتصرف في كتاب الله من قبل نفسه فيغيره
دفاع بی نظیر صاحب مجمع البیان از ابوعمرو بصری و اینکه به هیچ وجه اجتهاد در قرائت نمیکند

جالب است که در مثل المقیمین و الصابئون اصلا اختلاف قرائت نیست، و این از شواهد این است که قراءات مبنی بر سماع بوده است نه اجتهاد.

و نیز قرائت ابوعمرو «انا رسول ربک لیهب لک غلاما زکیا» خلاف مصحف است: قرأ ابوعمرو ونافع في رواية ورش وقالون عنه (ليهب لك) بالياء....وضعف ابوعبيدة قراء ة أبي عمرو، لانها خلاف المصحف.التبيان(7/111)
عبارتش در ذیل همین صفحه آمده فراجع


تفسير القرطبي (1/ 82)
وادعى أن عثمان رضى اله عنه لما أسند جمع القرآن إلى زيد بن ثابت لم يصب، لأن عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب كانا أولى بذلك من زيد لقول النبي صلى الله عليه وسلم:" أقرأ أمتي أبي بن كعب" ولقوله عليه السلام:" من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه بقراءة ابن أم عبد". وقال هذا القائل: لي أن أخالف مصحف عثمان كما خالفه أبو عمرو بن العلاء، فقرأ:" إن هذين «2» "،" فأصدق وأكون"، وبشر عبادي الذين" بفتح الياء،" فما أتاني الله" بفتح الياء. والذي في المصحف:" إن هذان «3» " بالألف، "فأصدق وأكن" بغير واو،" فبشر عباد"،" فما آتان الله" بغير ياءين في الموضعين .. كما خالف ابن كثير ونافع وحمزة والكسائي مصحف عثمان فقرءوا:" كذلك حقا علينا ننج المؤمنين" بإثبات نونين، يفتح الثانية بعضهم ويسكنها بعضهم، وفي المصحف نون واحدة «1»، وكما خالف حمزة المصحف فقرأ:" أتمدون بمال" بنون واحدة ووقف على الياء، وفي المصحف نونان ولا ياء بعدهما، وكما خالف حمزة أيضا المصحف فقرأ:" ألا إن ثمودا كفروا ربهم" بغير تنوين، وإثبات الألف يوجب التنوين، وكل هذا الذي شنع به على القراء ما يلزمهم به خلاف للمصحف. قلت: قد أشرنا إلى العد فيما تقدم مما اختلف فيه المصاحف، وسيأتي بيان هذه المواضع في مواضعها من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.


تفسير القرطبي (1/ 54)
ونسخ منها عثمان نسخا. قال غيره: قيل سبعة، وقيل أربعة وهو الأكثر، ووجه بها إلى الآفاق، فوجه للعراق والشام ومصر بأمهات، فاتخذها قراء الأمصار معتمد اختياراتهم، ولم يخالف أحد منهم مصحفه على النحو الذي بلغه، وما وجد بين هؤلاء القراء السبعة من الاختلاف في حروف يزيدها بعضهم وينقصها بعضهم فذلك لأن كلا منهم اعتمد على ما بلغه في مصحفه ورواه، إذ قد كان عثمان كتب تلك المواضع في بعض النسخ ولم يكتبها في بعض إشعارا بأن كل ذلك صحيح، وان القراء بكل منها جائزة.


تفسير القرطبي (13/ 201)
و" آتان" وقعت في كل المصاحف بغير ياء. وقرأ أبو عمرو ونافع وحفص:" آتاني الله" بياء مفتوحة، فإذا وقفوا حذفوا. وأما يعقوب فإنه يثبتها في الوقف ويحذف في الوصل لالتقاء الساكنين. الباقون بغير ياء في الحالين.


معاني القرآن للفراء (2/ 183)
المؤلف: أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلمي الفراء (المتوفى: 207هـ)
وقوله: إن هذان لساحران [83] قد اختلف فيه القراء فقال بعضهم: هو لحن ولكنا نمضي عليه لئلا نخالف الكتاب. حدثنا أبو العباس قال حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال حدثني أبو معاوية الضرير «2» عن هاشم بن عروة بن الزبير عن أبيه عن عائشة أنها سئلت عن قوله في النساء (لكن «3» الراسخون في العلم منهم.... والمقيمين الصلاة) وعن قوله في المائدة (إن الذين «4» آمنوا والذين هادوا والصابئون) وعن قوله ( «5» إن هذان لساحران) فقالت: يا ابن أخي هذا كان «6» خطأ من الكاتب. وقرأ أبو عمرو (إن هذين لساحران) واحتج أنه بلغه عن «7» بعض أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن في المصحف لحنا وستقيمه العرب.
قال الفراء: ولست أشتهي على (أن أخالف «8» الكتاب وقرأ بعضهم «9» (إن هذان لساحران) خفيفة «1» وفي قراءة عبد الله: (وأسروا النجوى أن هذان ساحران) وفي قراءة أبي (إن ذان إلا ساحران) فقراءتنا «2» بتشديد (إن) وبالألف على جهتين.
إحداهما على لغة بني الحارث بن كعب: يجعلون الاثنين في رفعهما ونصبهما وخفضهما بالألف.


معاني القرآن للفراء (2/ 293)
وقوله: (فما آتان الله) ولم يقل «4» (فما آتاني الله) لأنها محذوفة الياء من الكتاب. فمن كان ممن يستجيز الزيادة في القرآن من الياء والواو اللاتي يحذفن مثل قوله (ويدع الإنسان «5» بالشر) فيثبت الواو وليست في المصحف، أو يقول المنادى للمناد «6» جاز له أن يقول فى (أتمدونن) بإثبات الياء، وجاز له أن يحركها إلى 137 االنصب كما قيل (وما لي «7» لا أعبد) فكذلك يجوز (فما آتاني الله) ولست أشتهي ذلك ولا آخذ به. اتباع المصحف إذا وجدت له وجها من كلام العرب وقراءة القراء أحب إلي من خلافه. وقد كان أبو عمرو يقرأ (إن هذين «8» لساحران) ولست أجترئ على ذلك وقرأ (فأصدق «1» وأكون) فزاد واوا في الكتاب. ولست أستحب ذلك.



مجاز القرآن (2/ 21)
المؤلف: أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمى البصري (المتوفى: 209هـ)
«إِنْ هذانِ لَساحِرانِ» (63) قال أبو عمرو وعيسى ويونس «إنّ هذين لساحران» فى اللفظ وكتب «هذان» كما يزيدون وينقصون فى الكتاب واللفظ صواب.



معاني القرآن وإعرابه للزجاج (3/ 364)
المؤلف: إبراهيم بن السري بن سهل، أبو إسحاق الزجاج (المتوفى: 311هـ)
فأما قراءة عيسى بن عمر وأبي ععرو بن العلاء فلا أجيزها لأنها خلاف المصحف، وكل ما وجدته إلى موافقة المصحف أقرب لم أجز مخالفته، لأن اتباعه سنة.



تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (18/ 328)
وقد اختلفت القراء في قراءة قوله (إن هذان لساحران) فقرأته عامة قراء الأمصار (إن هذان) بتشديد إن وبالألف في هذان، وقالوا: قرأنا ذلك كذلك، وكان بعض أهل العربية من أهل البصرة يقول: "إن" خفيفة في معنى ثقيلة، وهي لغة لقوم يرفعون بها، ويدخلون .... وحدثت عن أبي عبيدة معمر بن المثنى، قال: قال أبو عمرو وعيسى بن عمر ويونس: إن هذين لساحران في اللفظ، وكتب هذان كما يريدون الكتاب، واللفظ صواب، .... قال أبو جعفر: والصواب من القراءة في ذلك عندنا (إن) بتشديد نونها، وهذان بالألف لإجماع الحجة من القراء عليه، وأنه كذلك هو في خط المصحف، ووجهه إذا قرئ كذلك مشابهته الذين إذ زادوا على الذي النون، وأقر في جميع الأحوال الإعراب على حالة واحدة، فكذلك (إن هذان) زيدت على هذا نون وأقر في جميع أحوال الإعراب على حال واحدة، وهي لغة...



السبعة في القراءات (ص: 419)
10 - واختلفوا فى قوله {إن هذان لساحران} 63 فى تشديد النونين وتخفيفهما وفى الألف والياء
فقرأ نافع وابن عامر وحمزة والكسائى {إن} مشددة النون / هذن / بألف خفيفة النون
وقرأ ابن كثير / إن هذن / بتشديد نون / هذن / وتخفيف نون {إن}
واختلف عن عاصم فروى أبو بكر / إن هذن / نون {إن} مشددة / هذن / مثل حمزة وروى حفص عن عاصم {إن} ساكنة النون وهى قراءة ابن كثير و / هذن / خفيفة
وقرأ أبو عمرو وحده {إن} مشددة النون / هذين / بالياء



إعراب القرآن للنحاس (3/ 30)
المؤلف: أبو جعفر النَّحَّاس أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يونس المرادي النحوي (المتوفى: 338هـ)
قالوا إن هذان لساحران فيه ست قراءات «5» قرأ المدنيون والكوفيون إن هذان لساحران وقرأ أبو عمرو إن هذين لساحران وهذه القراءة مروية عن الحسن وسعيد بن جبير وإبراهيم النخعي وعيسى بن عمر وعاصم الجحدري، وقرأ الزهري وإسماعيل بن قسطنطين والخليل بن أحمد وعاصم في إحدى الروايتين إن هذان لساحران بتخفيف إن.
فهذه ثلاث قراءات، قد رواها الجماعة عن الأئمة. وروي عن عبد الله بن مسعود إن هذان إلا ساحران وقال الكسائي: في قراءة عبد الله إن هذان ساحران بغير لام، وقال الفراء «1» : في حرف أبي إن ذان إلا ساحران فهذه ثلاث قراءات أخرى، تحمل على التفسير، إلا أنها جائز أن يقرأ بها لمخالفتها المصحف. قال أبو جعفر: القراءة الأولى للعلماء فيها ستة أقوال: منها أن يكون إن بمعنى نعم، كما حكى الكسائي عن عاصم قال العرب:
تأتي بإن بمعنى نعم، وحكى سيبويه: أن «إن» تأتي بمعنى أجل. وإلى هذا القول كان محمد بن يزيد وإسماعيل بن إسحاق يذهبان. قال أبو جعفر: ورأيت أبا إسحاق وأبا الحسن علي بن سليمان يذهبان إليه. وحدثنا علي بن سليمان قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن عبد السلام النيسابوري، ثم لقيت عبد الله بن أحمد هذا فحدثني قال: حدثنا عمير بن المتوكل قال: حدثنا محمد بن موسى النوفلي من ولد حارث بن عبد المطلب قال: حدثنا عمرو بن جميع الكوفي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي وهو علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه. قال: لا أحصي كم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على منبره يقول: «إن الحمد لله نحمده ونستعينه ثم يقول: أنا أفصح قريش كلها وأفصحها بعدي أبان بن سعيد بن العاص» «2» قال أبو محمد: قال عمير: إعرابه عند أهل العربية في النحو إن الحمد لله بالنصب إلا أن العرب تجعل «إن» في معنى نعم كأنه أراد: نعم الحمد لله، وذلك أن خطباء الجاهلية كانت تفتتح في خطبتها بنعم، وقال الشاعر في معنى نعم: [الكامل] 292-
قالوا: غدرت فقلت إن وربما ... نال العلى وشفى الغليل الغادر «3»
وقال ابن قيس الرقيات «4» : [مجزوء الكامل] 293-
بكر العواذل في الصبوح ... يلمنني وألومهنه
ويقلن شيب قد علاك ... وقد كبرت، فقلت: إنه
فعلى هذا جائز أن يكون قول الله عز وجل: إن هذان لساحران بمعنى نعم.



معاني القراءات للأزهري (2/ 151)
المؤلف: محمد بن أحمد بن الأزهري الهروي، أبو منصور (المتوفى: 370هـ)
وقال أبو إسحاق الزجاج: أجود ما سمعت في هذا: أن (إن) وقعت موقع (نَعْم) ، وأن اللام وقعت موقعها، والمعنى: نعم هذانِ لهُما سَاحِران.
قال: والذي سلى هذا في الجودة مذهب بني كِنَانة في ترك ألف التثنية على هيئة واحد.
قال: وأما قراءة أبي عمرو فإني لا أجيزُهَا لمخالفتها المصحف، قال: ولما وجدت سَبيلاً إلى موافقة المصحف لم أَجِز مخالفتَه؛ لأن اتباعه سُنَّة، سِيمَا وأكثر القراء على اتباعه، ولكني أَسْتَحْسِنُ (إنْ هَذانِ لَسَاحِرَان) وفيه إمَامَانِ: عاصم، والخليل. وموافقة أُبيٍّ - رضي الله عنه.



جامع البيان في القراءات السبع (3/ 1356)
المؤلف: عثمان بن سعيد بن عثمان بن عمر أبو عمرو الداني (المتوفى: 444هـ)
حرف:
قرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص والمفضل «8»: قالوا إن [63] بإسكان النون. وروى أبو عمر عن أبي عمارة وابن شاهي «9» عن حفص بتشديد النون. وخالف أبا عمر في ذلك أبو الحارث، فروى عن أبي عمارة عن حفص إن بالجزم فوافق ما روته الجماعة عنه «1». واختلف عن أبي بكر، فحدثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا محمد بن يونس وأبو بكر شيخنا، قالا: نا ابن صدقة، قال: نا أحمد بن جبير، قال: نا أبو بكر عن عاصم أنه قرأ إن هذان [63] خفيف، كذا قال ابن يونس. وقال ابن مجاهد إن موقوفة.
وروى حسين عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأها بالوجهين ساكنة النون ومشددة.
وروى سائر الرواة عن أبي بكر بتشديد النون. «2» وكذلك روى حماد عن عاصم، وبذلك قرأ الباقون.

حرف:
قرأ أبو عمرو إن هذين [63] بالياء وتخفيف النون.
وقرأ ابن كثير بالألف وتشديد النون. وقرأ الباقون بالألف وتخفيف النون «3».
__________
(9) وهي رواية غير مشهورة عنه. انظر: (الاختيار) 2/ 542.
(1) وبما روته الجماعة عنه قراءته السبعية. انظر: (التيسير) 123، وبقية المصادر.
(2) وبما رواه سائر الرواة عنه قراءته السبعية. انظر: المصادر السابقة.
(3) فبعد تركيب الأوجه تصبح قراءة الأئمة على النحو التالي:
نافع وابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي إن هذان لسحران بتشديد إن وألف في هذان. وابن كثير وحده إن هذان لساحران بسكون إن، وتشديد هذان، ومد الألف مشبعا. وأبو عمرو وحده إن هذان لساحران بتشديد إن، وبالياء في هذين.
وحفص وحده إن هذان لساحران بسكون إن، وبالألف في هذان والله أعلم.
انظر: رسالة إن هذان لساحران ص 27، و (مجلة البحث العلمي) 2/ 267 وما بعدها.
قال الإمام الشاطبي: وتخفيف إن عالمة دلا .. وهذين في هذان حج وثقله دنا.


التيسير في القراءات السبع (ص: 151)
ابن كثير وحفص {قالوا إن} باسكان النون والباقون بتشديدها ابو عمرو / هذين / بالياء والباقون بالالف وابن كثير يشدد النون والباقون يخففونها



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (7/ 179)
وقرأ ابو عمرو " إن هذين " بتشديد (إن) ونصب (هذين).
وقرأ نافع وحمزة والكسائي وابوبكر عن عاصم - بتشديد (ان) والالف في (هذان).
وقرأ ابن كثير (ان) مخففة (هذان) مشددة النون.
وقرأ ابن عامر بتخفيف نون (إن) وتخفيف نون (هذان).



تفسير مجمع البيان - الطبرسي (7/ 23)
و قرأ أبو عمرو أن هذين و قرأ ابن كثير و حفص « أن هذان » خفيف و قرأ الباقون أن هذان و ابن كثير وحده يشدد النون من هذان .... و أما قوله إن هذان لساحران فمن قرأ بتشديد النون من إن و الألف من هذان فقد قيل فيه أقوال ( أحدها ) ... ( و سادسها ) و هو أجود ما قيل فيه أن يكون هذان اسم أن بلغة كنانة يقولون أتاني الزيدان و رأيت الزيدان و مررت بالزيدان قال بعض شعرائهم: .... و من قرأ أن هذين لساحران فهو صحيح مستقيم و زيف الزجاج هذه القراءة مخالفتها المصحف و قيل أنه احتج في مخالفته المصحف بما روي أنه من غلط الكاتب و يروون عن عثمان و عائشة أن في هذا القرآن غلطا تستقيمه العرب بالسنتها و هذا غير صحيح عند أهل النظر فإن أبا عمرو و من ذهب من القراء مذهبه لا يقرأ إلا بما أخذه من الثقات من السلف و لا يظن به مع علو رتبته أن يتصرف في كتاب الله من قبل نفسه فيغيره و من قرأ إن هذان بسكون النون من أن و الألف فقد قال الزجاج يقوي هذه القراءة قراءة أبي ما هذان إلا ساحران




إبراز المعاني من حرز الأماني (ص: 590)
أبو القاسم شهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي الدمشقي المعروف بأبي شامة (المتوفى: 665هـ)
876-
فَيُسْحِتَكمْ ضَمٌّ وَكَسْرٌ "صِحَابُـ"ـهُمْ ... وَتَخْفِيفُ قَالوا إِنَّ "عَـ"ـالِمُهُ "دَ"لا
أي: ذو ضم في الياء وكسر في الحاء وصحابهم فاعل المصدر كأنه قال ضمه وكسره صحابهم: فقراءتهم من أسحت وفتح غيرهم الياء والحاء فقراءتهم من سحت وهما لغتان يقال سحته وأسحته إذا استأصله وخفف حفص وابن كثير إن من قوله سبحانه: {قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} ، وهذه قراءة واضحة جيدة غير محوجة إلى تكلف في تأويل رفع هذان بعدها؛ لأن إن إذا خففت جاز أن لا تعمل النصب في الاسم نحو: {وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ} 1، {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا} 2، ويرتفع ما بعدها على الابتداء والخبر، واللام في الخبر هي الفارقة بين المخففة من الثقيلة وبين النافية؛ هذه عبارة البصريين في كل ما جاء من هذا القبيل نحو: {وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ} 3، {وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} 4. والكوفيون يقولون: إن نافية واللام بمعنى إلا؛ أي: ما هذان إلا ساحران، وكذلك البواقي فعالم هذه القراءة دلا؛ أي: أخرج دلوه ملأى، فاستراح خاطره لحصول غرضه وتمام أمره، قال الزجاج: روي عن الخليل: "إن هذان لساحران" بالتخفيف، قال: والإجماع أنه لم يكن أحد بالنحو أعلم من الخليل: {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} بالتخفيف قال: والإجماع أنه لم يكن أحد بالنحو أعلم من الخليل.
877-
وَهذَيْنِ فِي هذَانِ "حَـ"ـجَّ وَثِقْلُهُ ... "دَ"نا فَاجْمَعُوا صِلْ وَافْتَحِ الْميمَ "حُـ"ـوَّلا
أي: وقرأ أبو عمرو "إن هذين" بنصب "هذين"؛ لأنه اسم "إن" فهذه قراءة جلية أيضا فلهذا قال: حج؛ أي: غلب في حجته لذلك ثم قال: وثقله دنا أي: أن ابن كثير شدد النون من هذان، وهذا قد تقدم ذكره في النساء، وإنما أعاد ذكره؛ تجديدا للعهد به وتذكيرا بما لعله نسي كما قلنا في "سوى وسدى"، أما قراءة غير أبي عمرو وابن كثير وحفص فبتشديد إن وهذان بألف، قال أبو عبيد: ورأيتها أنا في الذي يقال إنه الإمام مصحف عثمان بن عفان بهذا الخط "هذان" ليس فيها ألف، وهكذا رأيت رفع الاثنين في جميع ذلك المصحف بإسقاط الألف، فإذا كتبوا النصب والخفض كتبوهما بالياء ولا يسقطونها.
قلت: فلهذا قرئت بالألف؛ إتباعا للرسم، واختارها أبو عبيد وقال: لا يجوز لأحد مفارقة الكتاب وما اجتمعت عليه الأمة، وقال الزجاج: أما قراءة أبي عمرو فلا أجيزها؛ لأنها خلاف المصحف، وكلما وجدت إلى موافقة المصحف سبيلا لم أجز مخالفته؛ لأن اتباعه سنة وما عليه أكثر القراء، ولكني أستحسن إن هذان بتخفيف إن وفيه إمامان: عاصم والخليل، وموافقة أُبَيٍّ في المعنى، وإن خالفه اللفظ، يروى عنه أنه قرأ: "ما هذان إلا ساحران"، وفي رواية: "إن ذان إلا ساحران" قال ويستحسن أيضا: {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} ؛ لأنه مذهب أكثر القراء وبه يقرأ، قال: وهذا حرف مشكل على أهل اللغة، وقد كثر اختلافهم في تفسيره.
قلتُ: مدار الأقوال المنقولة عنهم في ذلك على وجهين؛ أحدهما: أن يكون هذان اسما؛ لأن، والآخر: أن يكون مبتدأ فإن كان اسما لـ "أن" فلا يتوجه إلا على أنه لغة لبعض العرب يقولون هذان في الرفع والنصب والجر كما يلفظون لسائر الأسماء المقصورة، كعصى وموسى، وكذا ما معناه التثنية نحو كلا إذا أضيف إلى الظاهر اتفاقا من الفصحاء وإلى الضمير في بعض اللغات، قال الزجاج: حكى أبو عبيد عن أبي الخطاب -وهو رأس من رؤساء الرواة- أنها لغة كانة يجعلون ألف الاثنين في الرفع والنصب والخفض على لفظ واحد، يقولون: آتاني الزيدانُ ورأيت الزيدانَ ومررت بالزيدانِ، ويقولون: ضربته من أذناه، ومن يشتري مني الحقان، قال: وكذلك روى أهل الكوفة أنها لغة بني الحارث بن كعب، وقال أبو عبيد: كان الكسائي يحكي هذه اللغة عن بني الحارث بن كعب وخيثم وزبيد وأهل تلك الناحية، وقال الفراء: أنشدني رجل من الأسد عن بعض بني الحارث:
فأطرق إطراق الشجاع ولو ترى ... مساغًا لناباه الشجاع لصمما
قال: وحكي عنه أيضا: هذا خط يدا أخي أعرفه. قال أبو جعفر النحاس: هذا الوجه من أحسن ما حملت عليه الآية؛ إذ كانت هذه اللغة معروفة قد حكاها من يُرتضى علمه وصدقه وأمانته منهم: أبو زيد الأنصاري وهو الذي يقال إذا قال سيبويه حدثني من أثق به فإنما يعنيه، وأبو الخطاب الأخفش وهو رئيس من رؤساء أهل اللغة روى عنه سيبويه وغيره، وقال غيره هي لغة بني العنبر وبني الهجيم، ومراد وعذرة، وبعضهم يفر من الياء مطلقا في التثنية والأسماء الستة وعلى وإلى، قال الراجز:
أي قلوص راكب تراها ... طاروا على هن فَطِرْ علاها
إن أباها وأبا أباها ... قد بلغا في المجد غايتاها
قال هوبز الحارثي أنشده الكسائي:
تزود منا بين أذناه ضربة ... دعته إلى هابي التراب عقيم
معناه وإلى موضع هابئ التراب؛ أي: ترابه مثل الهباء يريد به القبر ثم وصفه بأنه عقيم؛ أي: لا مسكن له بعده وأنشد غيره:
كأن صريف ناباهُ إذا ما ... أمرَّهما ترنَّم أخطبان
وقال أبو حاتم: قال أبو زيد: سمعت من العرب من يقلب كل ياء ينفتح ما قبلها ألفا فيقول: جئت إلاك وسلمت علاك، قلت: فإذا ثبتت هذه اللغة فقد وجهها النحاة بوجوه منها: ما يشمل جميع مواضع التثنية، ومنها ما يختص باسم الإشارة قيل: شبهت ألف التثنية بألف يفعلان فلم تغير، وقيل؛ لأن الألف حرف الإعراب عند سيبويه، وحرف الإعراب لا يتغير وقيل: الألف في هذان هي ألف هذا، وألف التثنية حذفت؛ لالتقاء الساكنين، وقيل: جعلوا هذان لفظا موضوعا للتثنية مبنيا على هذه الصفة كما قالوا في المضمر: أنتما وهما؛ لأن أسماء الإشارة أسماء مبنيات كالمضمرات فلم تعرب تثنيتهما، وقيل: فروا من ثقل الياء إلى خفة الألف لما لم يكن هنا على حقيقة التثنية بدليل أنه لم يقل ذيان كما يقال: رحيان وحبليان، وقال الفراء: الألف من هذا دعامة وليست بلام فعل، فلما ثنيته زدت عليها نونا ثم تركت الألف ثابتة على حالها لا تزول في كل حال كما قالت العرب الذي ثم زادوا نونا تدل على الجمع فقالوا الذين في رفعهم ونصبهم وخفضهم كذا تركوا هذان في رفعه ونصبه وخفضه، قلت: وإنما اكتفوا بالنون في هذين الضربين؛ لأنها لا تحذف لإضافة، ولما كانت النون تحذف من غيرهما للإضافة احتاجوا إلى ألف تبقى دلالة على التثنية، قال: وكنانة تقول ألذون، وقال النحاس: سألت أبا الحسن بن كيسان عنها فقال: سألني عنها إسماعيل بن إسحاق فقلت: لما كان يقال هذا في موضع النصب والخفض والرفع على حال واحد وكانت التثنية يجب أن لا يغير لها الواحد أجريت التثنية مجرى الواحد. قلت: هذه سبع أوجه صالحة لتعليل لغة من لا يقلب ألف هذا وهي مفرقة في كتب جماعة من المصنفين يوردونها على أنها وجوه في الاحتجاج لهذه القراءة وليست الحجة إلا في كونها لغة لبعض العرب؛ إذ لو لم يثبت كونها لغة لما ساغ لأحد برأيه أن يفعل ذلك لأجل هذه المعاني أو بعضها، فترى بعضهم يقول في تعليل هذه القراءة خمسة أقوال وبعضهم يقول ستة وبعضهم بلغ بها تسعة وليس لها عندي إلا ثلاثة أقوال ذكرنا منها قولا واحدا وهو أنها على لغة هؤلاء القوم ووجهنا هذه اللغة بوجوه سبعة وهذان فيها كلها اسم؛ لأن القول الثاني أن تكون أن بمعنى نعم، وقد ثبت ذلك في اللغة كأنهم لما: {تَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى} أفضى بعضهم إلى بعض ذلك فقال المخاطبون: نعم، هو كما تقولون أو قال لهم فرعون وملؤه: {هَذَانِ لَسَاحِرَان} .
فانظروا كيف تصنعون في إبطال ما جاءا به فقالوا: نعم ثم استأنفوا جملة ابتدائية فقالوا:
"هذان إن لساحران" وهذا القول محكي عن جماعة من النحاة المتقدمين، قال النحاس: وإلى هذا القول كان محمد بن يزيد وإسماعيل ابن إسحاق يذهبان، قال: ورأيت أبا إسحاق وأبا الحسن علي بن سليمان يذهبان إليه. قلت: وهذا القول يضعفه دخول اللام في خبر المبتدأ فأنشدوا على ذلك أبياتا وقع فيها مثل ذلك، واستنبط الزجاج لها تقديرا آخر وهو: "لهما ساحران" فتكون داخلة على مبتدأ ثم حذف للعلم به، واتصلت اللام بالخبر دلالة على ذلك قال: وكنت عرضته على عالمنا محمد بن يزيد وعلى إسماعيل بن إسحاق بن حماد بن يزيد؛ يعني: القاضي فقبلاه، وذكرا أنه أجود ما سمعناه في هذا، وقال أبو علي: هذا تأويل غير مرتضًى عندي؛ إذ يقبح أن يذكر التأكيد ويحذف تفسير المؤكد، أو شيء من المؤكد. القول الثالث: قال الزجاج: النحويون القدماء، الهاء ههنا مضمرة، المعنى: "إنه هذان لساحران"؛ يعني "إنه" ضمير الشأن والجملة بعده مبتدأ وخبر وفيه بعد من جهة اللام كما سبق ومن جهة أخرى، وهي حذف ضمير الشأن فذلك ما يجيء إلا في الشعر، ومنهم من قال ضمير الشأن والقصة موجود وهو أنها ذان فيكون اسم الإشارة خاليا من حرف التنبيه ولكن هذا يضعفه مخالفة خط المصحف، فبان لمجموع ذلك ضعف هذه القراءة؛ فإنها إن حملت على تلك اللغة فهي لغة مهجورة غير فصيحة، ولأن لغة القرآن خلافها بدليل قوله تعالى: {إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ} ، وجميع ما فيه من ألفاظ التثنية؛ فإنها إنما جاءت على اللغة الفصيحة التي في الرفع بالألف وبالياء في النصب والجر، وإن حملت على "أن"، "إن": بمعنى نعم فهي أيضا لغة قليلة الاستعمال ويلزم منه شذوذ إدخال لام التوكيد في الخبر كما سبق، وإن حملت على حذف ضمير الشأن فهو أيضا ضعيف ويضعفه أيضا اللام في الخبر وقراءة هذين بالياء ووجهها ظاهر من جهة اللغة الفصيحة لكنها على مخالفة ظاهر الرسم، فليس الأقوى من جهة الرسم واللغة معا إلا القراءة بتخفيف إن ورفع هذان، والله المستعان، وقول الناظم: فأجمعوا صل؛ أي: ائت بهمزة الوصل في قوله تعالى: "فاجمعوا كيدهم" وافتح الميم فهو موافق لقوله: {فَجَمَعَ كَيْدَهُ} المتفق عليه، وقراءة الباقين بهمزة قطع وكسر الميم من أجمع أمره إذا أحكم وعزم عليه وكلاهما متقارب، والذي في يونس بالقطع: {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ} ، وحولا حال وهو العارف بنحو الأمور والله أعلم.




تفسير القرطبي (11/ 216)
أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي (المتوفى: 671هـ)
قوله تعالى: (إن هذان لساحران) 20: 63 قرأ أبو عمرو" إن هذين لساحران". ورويت عن عثمان وعائشة رضي الله عنهما وغيرهما من الصحابة، وكذلك قرأ الحسن وسعيد بن جبير وإبراهيم النخعي وغيرهم من التابعين، ومن القراء عيسى بن عمر وعاصم الجحدري، فيما ذكر النحاس. وهذه القراءة موافقة للإعراب مخالفة للمصحف ... وقد خطأها قوم حتى قال أبو عمرو: إني لأستحي من الله [تعالى «1»] أن أقرأ" إن هذان 20: 63". وروى عروة عن عائشة...




النشر في القراءات العشر (1/ 11)
قلنا: ونعني بموافقة أحد المصاحف ما كان ثابتا في بعضها دون بعض كقراءة ابن عامر (قالوا اتخذ الله ولدا) في البقرة بغير واو، وبالزبر وبالكتاب المنير بزيادة الباء في الاسمين ونحو ذلك، فإن ذلك ثابت في المصحف الشامي، وكقراءة ابن كثير جنات تجري من تحتها الأنهار في الموضع الأخير من سورة براءة بزيادة (من) ، فإن ذلك ثابت في المصحف المكي، وكذلك فإن الله هو الغني الحميد.
في سورة الحديد بحذف (هو) ، وكذا (سارعوا) بحذف الواو، وكذا (منهما منقلبا) بالتثنية في الكهف، إلى غير ذلك من مواضع كثيرة في القرآن اختلفت المصاحف فيها فوردت القراءة عن أئمة تلك الأمصار على موافقة مصحفهم، فلو لم يكن ذلك كذلك في شيء من المصاحف العثمانية لكانت القراءة بذلك شاذة لمخالفتها الرسم المجمع عليه،
(وقولنا) بعد ذلك ولو احتمالا نعني به ما يوافق الرسم ولو تقديرا، إذ موافقة الرسم قد تكون تحقيقا وهو الموافقة الصريحة، وقد تكون تقديرا وهو الموافقة احتمالا، فإنه قد خولف صريح الرسم في مواضع إجماعا نحو: (السموات والصلحت واليل والصلوة والزكوة والربوا) ونحو (لنظر كيف تعملون) (وجيء) في الموضعين حيث كتب بنون واحدة وبألف بعد الجيم في بعض المصاحف،
وقد توافق بعض القراءات الرسم تحقيقا، ويوافقه بعضها تقديرا، نحو (ملك يوم الدين) فإنه كتب بغير ألف في جميع المصاحف، فقراءة الحذف تحتمله تخفيفا كما كتب ملك الناس، وقراءة الألف محتملة تقديرا كما كتب مالك الملك، فتكون الألف حذفت اختصارا، وكذلك (النشاة) حيث كتبت بالألف وافقت قراءة المد تحقيقا ووافقت قراءة القصر تقديرا، إذ يحتمل أن تكون الألف صورة الهمزة على غير القياس كما كتب موئلا،
وقد توافق اختلافات القراءات الرسم تحقيقا نحو أنصار الله، ونادته الملائكة، ويغفر لكم ويعملون وهيت لك ونحو ذلك مما يدل تجرده عن النقط والشكل وحذفه وإثباته على فضل عظيم للصحابة - رضي الله عنهم - في علم الهجاء خاصة، وفهم ثاقب في تحقيق كل علم، فسبحان من أعطاهم وفضلهم على سائر هذه الأمة.
(ولله در الإمام الشافعي - رضي الله عنه -) حيث يقول في وصفهم في رسالته التي رواها عنه الزعفراني ما هذا نصه: وقد أثنى الله - تبارك وتعالى - على أصحاب رسول الله - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - في القرآن والتوراة والإنجيل، وسبق لهم على لسان رسول الله - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - من الفضل ما ليس لأحد بعدهم، فرحمهم الله وهنأهم بما أثابهم من ذلك ببلوغ أعلى منازل الصديقين والشهداء والصالحين، أدوا إلينا سنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشاهدوه والوحي ينزل عليه، فعلموا ما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عاما وخاصا وعزما وإرشادا وعرفوا من سننه ما عرفنا وجهلنا وهم فوقنا في كل علم واجتهاد وورع وعقل وأمر استدرك به علم واستنبط به، وآراؤهم لنا أحمد وأولى بنا من رأينا عند أنفسنا.
(قلت) : فانظر كيف كتبوا الصراط والمصيطرون بالصاد المبدلة من السين، وعدلوا عن السين التي هي الأصل لتكون قراءة السين وإن خالفت الرسم من وجه قد أتت على الأصل فيعتدلان، وتكون قراءة الإشمام محتملة، ولو كتب ذلك بالسين على الأصل لفات ذلك وعدت قراءة غير السين مخالفة للرسم والأصل، ولذلك كان الخلاف في المشهور في بسطة الأعراف دون بسطة البقرة ; لكون حرف البقرة كتب بالسين وحرف الأعراف بالصاد،
على أن مخالف صريح الرسم في حرف مدغم أو مبدل أو ثابت أو محذوف أو نحو ذلك لا يعد مخالفا إذا ثبتت القراءة به ووردت مشهورة مستفاضة، ألا ترى أنهم لم يعدوا إثبات ياءات الزوائد وحذف ياء تسئلني في الكهف، وقراءة (وأكون من الصالحين) والظاء من بضنين ونحو ذلك من مخالفة الرسم المردود، فإن الخلاف في ذلك يغتفر، إذ هو قريب يرجع إلى معنى واحد وتمشيه صحة القراءة وشهرتها وتلقيها بالقبول،
وذلك بخلاف زيادة كلمة ونقصانها وتقديمها وتأخيرها حتى ولو كانت حرفا واحدا من حروف المعاني، فإن حكمه في حكم الكلمة لا يسوغ مخالفة الرسم فيه، وهذا هو الحد الفاصل في حقيقة اتباع الرسم ومخالفته،






سراج القارئ المبتدي وتذكار المقرئ المنتهي (ص: 289)
أبو القاسم (أو أبو البقاء) علي بن عثمان بن محمد بن أحمد بن الحسن المعروف بابن القاصح العذري البغدادي ثم المصري الشافعي المقرئ (المتوفى: 801هـ)
فيسحتكم ضم وكسر صحابهم ... وتخفيف قالوا إن عالمه دلا
وهذين في هذان حج وثقله ... دنا فاجمعوا صل وافتح الميم حولا
أخبر أن المشار إليهم بصحاب وهم حمزة والكسائي وحفص قرءوا فيسحتكم بعذاب [طه: 61] بضم الياء وكسر الحاء فتعين للباقين القراءة بفتحها وأن المشار إليهما بالعين والدال في قوله عالمه دلا وهما حفص وابن كثير قرآ قالوا إن بتخفيف النون وإسكانها فتعين للباقين القراءة بفتحها وتشديدها وأن المشار إليه بالحاء من حج وهو أبو عمرو قرأ هذين بالياء في قراءة الباقين هذان بالألف كلفظه بالقراءتين وأن المشار إليه بالدال من دنا وهو ابن كثير شدد النون من هذان وقد ذكر بالنساء فتعين للباقين القراءة بتخفيف النون فصار ابن كثير يقرأ قالوا إن بتخفيف النون هذان بالألف وتشديد النون وحفص قالوا إن بتخفيف النون هذان بالألف وتخفيف النون وأبو عمرو قالوا إن بتشديد النون هذين بالياء وتخفيف النون والباقون قالوا إن بالتشديد هذان بالألف والتخفيف فذلك أربع قراءات.






الانتصار للقرآن للباقلاني (2/ 550)
المؤلف: محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر بن القاسم، القاضي أبو بكر الباقلاني المالكي (المتوفى: 403هـ)
فأما قوله تعالى: (إن هذان لساحران) ، فإنه يجوز قراءته على موافقة
خط المصحف الذي نقلته الجماعة وقامت به الحجة، ويجوز أيضا قراءته
بمخالفة خط المصحف وأن يتلى: "إن هذين لساحران ".
فأما ما يدل على صحة قراءته على موافقة خط المصحف فنقل جماعة
الأمة الذين ببعضهم تقوم الحجة على أن القرآن منزل على وجه موافقة
المصحف، وأنه يجوز أن يقرأ: "إن هذان لساحران "، وأن ما تضمنه
المصحف من هذا الحرف وغيره صحيح سليم من الخطأ، فلا وجه لإنكار
ذلك وتخطئة القاريء به مع النقل والإجماع الذي وصفناه، وقد قال قائلون
من جلة أهل النحو: إن إثبات الألف في الرفع والنصب والخفض في هذان
هو الأصح وهو القياس، قالوا: لأن الألف في ذلك تتبع فتحة ما قبلها كما
أن الواو في مسلمون تابعة لضمة ما قبلها، والياء في مسلمين تابعة للكسرة
ما قبلها، قالوا وغيرهم من سائر الناس والرواة: وهذه اللغة هي لغة
بالحارث بن كعب، وأنهم يقولون: مررت برجلان، وقبضت منه درهمان.
وجلست بين يداه، وركبت بغلاه، وأنشدوا في ذلك:
تزود منا بين أذناه ضربة ... دعته إلى هابي التراب عقيم
يعني موضعا كثير التراب.
وأنشدوا فيه:
فأطرق إطراق الشجاع ولو يرى ... مساغا لناباه الشجاع لصمما
وأنشدوا أيضا قول الآخر:
شالوا علاهن فشل علاها ... وأشد مستاحقت حقواها
وقال الآخر:
أي قلوص راكب تراها ... طارقا علاهن قطر علاها
وإذا كان الأمر في جواز هذا الحرف، وتكلم أهل اللغة من فصحاء
العرب واحتجاج قوم له وقولهم إنه الأصل، وإنه أقيس على ما وصفناه.
ووجدناه مكتوبا في المصحف على ذلك، وجدنا نقله متواترا قد قامت به
الحجة، وعلمنا أن الصحابة والفصحاء الذين كتبوا المصحف مع أمانتهم
وفضل علمهم وشدة احتياطهم وصحة قرائحهم وأذهانهم، وقرب عهدهم
بالوحي، وكون القرآن منزلا عليهم، وثاقب معرفتهم بتصرف الكلام ووجوه الإعراب، لم يكتبوا ذلك في المصحف إلا عن علم واتباع سنة وموافقة لتوقيف على جواز ذلك وصحته، وجب القطع على صحة قراءة هذه الحروف على موافقة خط المصحف وتوثيقه، لأن نقل خط المصحف وشهادة الجماعة
بصحته وسلامته، وأنه لا خطأ فيه، أحد الأدلة على صحة الخط والتلاوة.
وعلى موافقته، فوجب بذلك جواز هذا الحرف وصحته، وتجهيل من أنكره
واستبعده واستوحش من قراءته على هذا الوجه.
فإن كان مخالفا للغة قريش، وكانت قريش لا تكاد تتكلم به على هذا
الوجه، فأما وجه جواز قراءته بخلاف خط المصحف، وأن يقرأ: (إن هذين
لساحران "، فهو: إن الأمة قد اتفقت على جواز ذلك وترك تخطئة من قرأه
بخلاف خط المصحف، والعدول عن تضليله وتأثيمه، وأن ذلك هو لغة
قريش مع اتفاقها على أن القرآن منزل بلغة قريش.
وإذا كان ذلك كذلك، وكان هذا الحرف في لغة قريش فيتكلم به على
خط المصحف، وجب أن يكون منزلا أيضا على مخالفة خط المصحف.
وأن يكون القاريء به على مخالفة خط المصحف مصححا مصيبا إذا كان
ذلك هو لغة قريش، كما أن القاريء له بخلاف لغتهم مصحح لنقل الجماعة
لذلك وشهادتهم بصحة خط المصحف، وأنه منزل على ما ثبت فيه، وأن
الأشهر الواضح هو المعروف في لغة قريش وأكثر العرب، وهو المعروف
الذي لا يشك فيه، يوجب جواز القرائتين وتصحيحهما استدلالا بما ثبت من
خط المصحف، وترك التأثيم والتضليل في ذلك، ولذلك استجاز كثير من
السلف أن يقرؤوا: "إن هذين لساحران".
وروي ذلك عن عائشة وعن عبد الله ابن الزبير، والحسن البصري وسعيد بن جبير وإبراهيم النخعي، وقرأ به جماعة من قراء الأمصار، منهم: أبو عمرو بن العلاء، وعاصئم الجحدري، وعيسى بن عمران، وأبان بن تغلب، ومسلمة بن محارب.
وهذا أشهر وأظهر عند أهل النقل من أن يحتاج فيه إلى إطالة وإكثار، حتى إن في الناس من يقول: لا يجوز قراءته، إلا على مخالفة خط المصحف، وقد علم أن هذه الطبقة لا تقرأ بما تعلم أنه مخالف للتنزيل، وأن الأمة لا تترك تأثيمهم
وتضليلهم مع علمهم بأنهم قد قرؤوا وأقرأوا الناس بخلاف المنزل، وبما لا
يجوز ويسوغ، وإذا كان ذلك كذلك ثبت بهذه الجملة جواز قراءة هذا
الحرف على الوجهين واللحنين جميعآ.









النشر في القراءات العشر (2/ 321)
(واختلفوا) في: هذان فقرأ أبو عمرو هذين بالياء، وقرأ الباقون بالألف، وابن كثير على أصله في تشديد النون.






التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (7/ 111)
قرأ ابوعمرو ونافع في رواية ورش وقالون عنه (ليهب لك) بالياء (ربك غلاما) الباقون (لاهب) بالهمزة على الحكاية، وتقديره قال ربك لاهب لك.
وقال الحسن: معناه لاهب لك باذن الله (غلاما زكيا) اى صار بالبشارة كأنه وهب لها.
وضعف ابوعبيدة قراء ة أبي عمرو، لانها خلاف المصحف.
قال ابن خالوية: حجة ابي عمرو أن حروف المد واللين وذوات الهمز يحول بعضها إلى بعض، كما قرئ (ليلا) بالياء - والاصل الهمزة: (لئلا) قال ابوعلي النحوي: من قرأ - بالياء - يجوز أن يكون أراد الهمزة، وانما قلبها ياء على مذهب ابي الحسن أو جعلها بين بين قول الخليل.
وفى قراء ة أبي وابن مسعود (ليهب) بالياء، وهو الاجود،




تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (18/ 164)
واختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قراء الحجاز والعراق غير أبي عمرو (لأهب لك) بمعنى: إنما أنا رسول ربك: يقول: أرسلني إليك لأهب لك (غلاما زكيا) على الحكاية، وقرأ ذلك أبو عمرو بن العلاء (ليهب لك غلاما زكيا) بمعنى: إنما أنا رسول ربك أرسلني إليك ليهب الله لك غلاما زكيا.
قال أبو جعفر: والصواب من القراءة في ذلك، ما عليه قراء الأمصار، وهو (لأهب لك) بالألف دون الياء، لأن ذلك كذلك في مصاحف المسلمين، وعليه قراءة قديمهم وحديثهم، غير أبي عمرو، وغير جائز خلافهم فيما أجمعوا عليه، ولا سائغ لأحد خلاف مصاحفهم،



تفسير مجمع البيان - الطبرسي (6/ 366)
القراءة
قرأ أبو عمرو و ورش و قالون برواية الحلواني و يعقوب ليهب بالياء و الباقون « لأهب » بالهمزة .
الحجة
قال أبو علي : حجة من قال « لأهب » فأسند الفعل إلى المتكلم و الهبة لله تعالى و منه إن الرسول و الوكيل قد يسند هذا النحو إلى نفسه و إن كان الفعل للموكل أو المرسل للعلم بأنه مترجم عنه و من قال ليهب لك فهو على تصحيح اللفظ في المعنى ففي قوله تعالى ليهب ضمير من قوله « ربك » و هو سبحانه الواهب و زعموا أن في حرفي أبي و ابن مسعود ليهب و لو خففت الهمزة من « لأهب » لكان في قول أبي الحسن ليهب فتقلبها ياء محضة و في قول الخليل « لأهب » يجعلها بين الياء و الهمزة .