بسم الله الرحمن الرحیم

قتل أولادهم شركاؤهم-قتل أولادهم شركائهم(انعام137)

فهرست مباحث علوم قرآنی
فهرست القرائات
رسم المصحف


************
التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (4/ 286)
قوله تعالى: وكذلك زين الكثير من المشركين قتل أولادهم شكركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ولوشاء الله ما فعلوه فذرهم ومايفترون(137)
قرأ ابن عامر وحده " زين لكثير من المشركين قتل اولادهم شركائهم " بضم الزاي، ونصب (الاولاد) وخفض " شركائهم ". الباقون بفتح الزاي، " قتل " مفتوح اللام " أولادهم بجر الدال " شركاؤهم " بالرفع بالتزيين.
فوجه قراء ة ابن عامر انه فرق بين المضاف والمضاف اليه بالمفعول. والتقدير: قتل شركائهم اولادهم، وشركاؤهم فاعل القتل، وانما جربالاضافة ومن اضاف القتل إلى الاولاد في القراء ة الاخرى يكون الاولاد في موضع النصب، وهو مفعول به بالقتل وانشدوا فيه بيتا على الشذوذ أنشده بعض الحجازيين ذكره ابوالحسن: ... وذلك لايجوز عند اكثر النحويين لان القراء ة لايجوز حملها على الشاذ القبيح، ولانه اذا ضعف الفصل بالظرف حتى لم يجز الا في ضرورة الشعر كقول الشاعر: كما خط الكتاب بكف يوما يهودي(2) فان لايجوز في المفعول به أجدر، ولم يكن بعد الضعف الا الامتناع.
وقيل انما حمل ابن عامر على هذه القراء ة انه وجد (شركائهم) في مصاحف اهل الشام بالياء لا بالواو، وهذا يجوز فيه قتل اولادهم شركائهم على ايقاع الشرك للاولاد يعني شركائهم في النعم وفي النسب وفي الاولاد، ولو قيل أيضا زين لكثير من المشركين قتل اولادهم شركاؤهم على ذكر الفاعل بعد ماذكر الفعل على طريقة مالم يسم فاعله جاز كما قال الشاعر:





تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (12/ 137)
واختلفت القرأة في قراءة ذلك.
فقرأته قرأة الحجاز والعراق: (وكذلك زين) ، بفتح الزاي من"زين"، (لكثير من المشركين قتل أولادهم) ، بنصب"القتل"، (شركاؤهم) ، بالرفع = بمعنى أن شركاء هؤلاء المشركين، الذين زينوا لهم قتل أولادهم= فيرفعون"الشركاء" بفعلهم، وينصبون"القتل"، لأنه مفعول به.
* * *
وقرأ ذلك بعض قرأة أهل الشام:"وكذلك زين" بضم الزاي"لكثير من المشركين قتل" بالرفع"أولادهم" بالنصب"شركائهم" بالخفض= بمعنى: وكذلك زين لكثير من المشركين قتل شركائهم أولادهم، ففرقوا بين الخافض والمخفوض بما عمل فيه من الاسم. وذلك في كلام العرب قبيح غير فصيح. وقد روي عن بعض أهل الحجاز بيت من الشعر يؤيد قراءة من قرأ بما ذكرت من قرأة أهل الشام، رأيت رواة الشعر وأهل العلم بالعربية من أهل العراق ينكرونه، وذلك قول قائلهم:
فزججته متمكنا ... زج القلوص أبي مزاده (1)
* * *
قال أبو جعفر: والقراءة التي لا أستجيز غيرها: (وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم) ، بفتح الزاي من"زين"، ونصب"القتل" بوقوع"زين" عليه، وخفض"أولادهم" بإضافة"القتل" إليهم، ورفع"الشركاء" بفعلهم، لأنهم هم الذين زينوا للمشركين قتل أولادهم، على ما ذكرت من التأويل.
وإنما قلت:"لا أستجيز القراءة بغيرها"، لإجماع الحجة من القرأة عليه، وأن تأويل أهل التأويل بذلك ورد، ففي ذلك أوضح البيان على فساد ما خالفها من القراءة.
* * *
ولولا أن تأويل جميع أهل التأويل بذلك ورد، ثم قرأ قارئ:"وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم"، بضم الزاي من"زين"، ورفع"القتل"، وخفض"الأولاد" و"الشركاء"، على أن "الشركاء" مخفوضون بالرد على"الأولاد"، بأن"الأولاد" شركاء آبائهم في النسب والميراث = كان جائزا. (1)
* * *
ولو قرأه كذلك قارئ، غير أنه رفع"الشركاء" وخفض"الأولاد"، كما يقال:"ضرب عبد الله أخوك"، فيظهر الفاعل، بعد أن جرى الخبر بما لم يسم فاعله= كان ذلك صحيحا في العربية جائزا.




تفسير مجمع البيان - الطبرسي (4/ 152)
قرأ ابن عامر وحده زين بضم الزاي قتل بالرفع أولادهم بالنصب شركائهم بالجر و الباقون « زين » بالفتح « قتل » بالنصب « أولادهم » بالجر و « شركاؤهم » بالرفع .
الحجة
شركاؤهم في قراءة الأكثرين فاعل زين و قتل أولادهم مفعوله و لا يجوز أن يكون شركاء فاعل المصدر الذي هو قتل أولادهم لأن زين حينئذ يبقى بلا فاعل و لأن الشركاء ليسوا قاتلين إنما هم مزينون القتل لهم و أضيف المصدر الذي هو قتل إلى المفعولين الذين هم الأولاد و حذف الفاعل و تقديره قتلهم أولادهم كما حذف ضمير الإنسان في قوله لا يسأم الإنسان من دعاء الخير و المعنى من دعائه الخير و أما قراءة ابن عامر و كذلك زين فإنه أسند زين إلى قتل و أعمل المصدر عمل الفعل و أضافه إلى الفاعل و نظير ذلك قوله و لو لا دفع الله الناس بعضهم ببعض فاسم الله هنا فاعل كما أن الشركاء في الآية فاعلون و المصدر مضاف إلى الشركاء الذين هم فاعلون و المعنى قتل شركائهم أولادهم و تقديره أن قتل شركاؤهم أولادهم و فصل بين المضاف و المضاف إليه بمفعول به و المفعول مفعول المصدر و هذا قبيح في الاستعمال قال أبو علي و وجه ذلك على ضعفه أنه قد جاء في الشعر الفصل قال الطرماح :
يطفن بحوزي المراتع لم ترع
بواديه من قرع القسي الكنائن و زعموا أن أبا الحسن أنشد :
زج القلوص أبي مزادة فهو شاذ مثل قراءة ابن عامر و ذكر سيبويه في هذه الآية قراءة أخرى و هو قوله و كذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم و هو قراءة أبي عبد الرحمن السلمي فحمل الشركاء فيها على فعل مضمر غير هذا الظاهر كأنه لما قيل و كذلك زين قيل من زينه فقال زينه شركاؤهم و مثل ذلك قوله :
ليبك يزيد ضارع لخصومة
و مختبط مما تطيح الطوائح كأنه لما قيل ليبك يزيد قبل من يبكيه فقال يبكيه ضارع .










بالای صفحه