بسم الله الرحمن الرحیم

الذين هم عباد الرحمن-الذين هم عند الرحمن(زخرف19)

فهرست مباحث علوم قرآنی
فهرست القرائات
رسم المصحف




تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (21/ 581)
واختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قراء المدينة"الذين هم عند الرحمن" بالنون، فكأنهم تأولوا في ذلك قول الله جل ثناؤه: (إن الذين عند ربك لا يستكبرون) فتأويل الكلام على هذه القراءة: وجعلوا ملائكة الله الذين هم عنده يسبحونه ويقدسونه إناثا، فقالوا: هم بنات الله جهلا منهم بحق الله، وجرأة منهم على قيل الكذب والباطل.
وقرأ ذلك عامة قراء الكوفة والبصرة (وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا) بمعنى: جمع عبد. فمعنى الكلام على قراءة هؤلاء: وجعلوا ملائكة الله الذين هم خلقه وعباده بنات الله، فأنثوهم بوصفهم إياهم بأنهم إناث.
والصواب من القول في ذلك عندي أنهما قراءتان معروفتان في قراءة الأمصار صحيحتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب، وذلك أن الملائكة عباد الله وعنده.
واختلفوا أيضا في قراءة قوله: (أشهدوا خلقهم) فقرأ ذلك بعض قراء المدينة"أشهدوا خلقهم" بضم الألف، على وجه ما لم يسم فاعله، بمعنى: أأشهد الله هؤلاء المشركين الجاعلين ملائكة الله إناثا، خلق ملائكته الذين هم عنده، فعلموا ما هم، وأنهم إناث، فوصفوهم بذلك، لعلمهم بهم، وبرؤيتهم إياهم، ثم رد ذلك إلى ما لم يسم فاعله.
وقرئ بفتح الألف، بمعنى: أشهدوا هم ذلك فعلموه؟ والصواب من القول في ذلك عندي أنهما قراءتان معروفتان، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.



تفسير ابن أبي حاتم - محققا (10/ 3281)
أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر التميمي، الحنظلي، الرازي ابن أبي حاتم (المتوفى: 327هـ)
قوله تعالى: وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا
18498 - عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: كنت أقرأ هذا الحرف الذين هم عباد الرحمن إناثا فسألت ابن عباس فقال: عباد الرحمن قلت: فإنها في مصحفي «عند الرحمن» قال: فامحها واكتبها عباد الرحمن بالألف والباء.
وقال: أتاني رجل اليوم وددت أنه لم يأتني فقال: كيف تقرأ هذا الحرف وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا قال: إن أناسا يقرءون «الذين هم عند الرحمن» فسكت عنه، فقلت: اذهب إلى أهلك! «1» .



إعراب القرآن للنحاس (4/ 69)
المؤلف: أبو جعفر النَّحَّاس أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يونس المرادي النحوي (المتوفى: 338هـ)
[سورة الزخرف (43) : الآيات 19 الى 21]
وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسئلون (19) وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون (20) أم آتيناهم كتابا من قبله فهم به مستمسكون (21)
وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا مفعولان أي وصفوا أنه هكذا، وحكموا أنه كذا. واختلف في قراءة هذا أيضا فقرأ عبد الله بن عباس والكوفيون وأبو عمرو عباد الرحمن «1» وقرأ أهل الحرمين والحسن وأبو رجاء عند الرحمن «2» واحتج أبو عبيد لقراءة من قرأ عباد الرحمن بأن الإسناد فيها أعلى وأنها رد لقولهم:
الملائكة بنات الله فقال: ليسوا بنات هم عباد. قال أبو جعفر: وهما قراءتان مشهورتان معروفتان إلا أن أولاهما «عند» من غير جهة والذي احتج به أبو عبيد لا يلزم لأنه احتج بأن الإسناد في القراءة بعباد أعلى. ولعمري أنها صحيحة عن ابن عباس ولكن إذا تدبرت ما في الحديث رأيت الحديث نفسه قد أوجب أن يقرأ (عند) لأن سعيد بن جبير احتج على ابن عباس بالمصحف، فقال: في مصحفي «عند» . وهذه حجة قاطعة لأن جماع الحجة من كتب المصاحف مما نقلته الجماعة على أنه «عند» . ولو كان «عباد» لوجب أن يكتب بالألف، كما كتب بل عباد مكرمون [الأنبياء: 26] . واحتجاجه بأنه رد لقولهم بنات لا يلزم لأن عبادا إنما هو نفي لمن قال: ولد لأنه يقع للمذكر والمؤنث. والأشبه بنسق الآية قراءة من قرأ (عند) لأن المعنى فيه وجعلوا الملائكة الذين هم عند الرحمن أي لم يروهم إناثا فكيف قالوا هذا وهم عند الرحمن وليسوا عندهم؟



المستدرك على الصحيحين للحاكم (2/ 485)
أبو عبد الله الحاكم محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نُعيم بن الحكم الضبي الطهماني النيسابوري المعروف بابن البيع (المتوفى: 405هـ)
3670 - حدثنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ إملاء في شوال سنة أربع مائة أنبأ أبو عون محمد بن أحمد الخزاز بمكة، ثنا محمد بن علي بن زيد، ثنا سعيد بن منصور، ثنا أبو عوانة عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس رضي الله عنهما: وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن أو عبد الرحمن؟ فقال: عباد الرحمن. قلت: هو في مصحفي عبد الرحمن قال: «فامحها واكتب عباد الرحمن» هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه "
[التعليق - من تلخيص الذهبي]
3670 - على شرط البخاري ومسلم



تفسير الثعلبي = الكشف والبيان عن تفسير القرآن (8/ 331)
المؤلف: أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، أبو إسحاق (المتوفى: 427هـ)
وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا قرأ أبو عمرو وأهل الكوفة عباد الرحمن بالألف والياء!، وأختاره أبو عبيد قال: لأن الإسناد فيها أعلى ولأن الله تعالى إنما كذبهم في قوله: «بنات الله» فأخبر إنهم عبيده وليسوا بناته، وهي قراءة ابن عباس.
أخبرنا محمد بن نعيم، أخبرنا الحسين بن أيوب، أخبرنا علي بن عبد العزيز، أخبرنا القاسم بن سلام، حدثنا هيثم عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، إنه قرأها عباد الرحمن.
قال سعيد: فقلت لابن عباس: إن في مصحفي عبد الرحمن. فقال: امسحها واكتبها عباد الرحمن، وتصديق هذه القراءة، قوله بل عباد مكرمون «1» ، وقرأ الآخرون عند الرحمن بالنون واختاره أبو حاتم، قال: لأن هذا مدح، وإذا قلت: عباد الرحمن وتصديقها قوله تعالى: إن الذين عند ربك «2» .



المحكم في نقط المصاحف (ص: 20)
المؤلف: عثمان بن سعيد بن عثمان بن عمر أبو عمرو الداني (المتوفى: 444هـ)
فأما نقاط أهل العراق فيستعملون للحركات وغيرها وللهمزات الحمرة وحدها وبذلك تعرف مصاحفهم وتميز من غيرها
وطوائف من أهل الكوفة والبصرة قد يدخلون الحروف الشواذ في المصاحف وينقطونها بالخضرة وربما جعلوا الخضرة للقراءة المشهورة الصحيحة وجعلوا الحمرة للقراءة الشاذة المتروكة وذلك تخليط وتغيير وقد كره ذلك جماعة من العلماء
أخبرني الخاقاني أن محمد بن عبد الله الأصبهاني حدثهم بإسناده عن احمد بن جبير الانطاكي قال إياك والخضرة التي تكون في المصاحف فإنه يكون فيها لحن وخلاف للتأويل وحروف لم يقرأ بها أحد
قال أبو عمرو وأكره من ذلك واقبح منه ما استعمله ناس من القراء وجهلة من النقاط من جمع قراءات شتى وحروف مختلفة في مصحف واحد وجعلهم لكل قراءة وحرف لونا من الألوان المخالفة للسواد كالحمرة والخضرة والصفرة واللازورد وتنبيههم على ذلك في أول المصحف ودلالتهم عليه هناك لكي تعرف القراءات وتميز الحروف إذ ذلك من اعظم التخليط وأشد التغيير للمرسوم
ومن الدلالة على كراهة ذلك والمنع منه سوى ما قدمناه من الأخبار عن ابن مسعود والحسن وغيرهما ما حدثناه خلف بن إبراهيم بن محمد قال نا احمد بن محمد قال نا علي بن عبد العزيز قال نا القاسم بن سلام قال نا هشيم عن ابي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس انه قرأ {عباد الرحمن} قال سعيد فقلت لابن عباس إن في مصحفي عند الرحمن فقال امحها واكتبها عباد الرحمن ألا ترى ابن عباس رحمه الله قد آمر سعيد بن جبير بمحو إحدى القراءتين وإثبات الثانية مع علمه بصحة القراءتين في ذلك وأنهما منزلتان من عند الله تعالى وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بهما جميعا وأقرأ بهما أصحابه غير أن التي أمره بإثباتها منهما كانت اختياره إما لكثرة القارئين بها من الصحابة وإما لشيء صح عنده عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أمر شاهده من عليه الصحابة
فلو كان جمع القراءات وإثبات الروايات والوجوه واللغات في مصحف واحد جائزا لامر ابن عباس سعيدا بإثباتهما معا في مصحفه بنقطة يجعلها فوق الحرف الذي بعد العين وضمه امام الدال دون ألف مرسومة بينهما إذ قد تسقط من الرسم في نحو ذلك كثيرا لخفتها وتترك النقطة التي فوق ذلك الحرف والفتحة التي على الدال فتجتمع بذلك القراءتان في الكلمة المتقدمة ولم يأمره بتغيير إحداهما ومحوها وإثبات الثانية خاصة فبان بذلك صحة ما قلناه وما ذهب إليه العلماء من كراهة ذلك لأجل التخليط على القارئين والتغيير للمرسوم




************
التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (9/ 182)
وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر " عند الرحمن " بالنون. الباقون " عباد " على الجمع وقرأ نافع " أأشهدوا " بضم الالف وفتح الهمزة من (اشهدت) الباقون " اشهدوا " من (شهدت) من قرأ (ينشأ) بالتشديد جعله في موضع مفعول لانه تعالى قال....
ومن قرء عباد فجمع (عبد) فهو كقوله " لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون "(4) فاراد الله أن يكذبهم في قولهم: إن الملائكة بنات الله، وبين انهم عباده.
ومن قرأ " عند " بالنون، فكقوله " إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته "(5) وقال سعيد بن جبير: قلت لابن عباس في مصحفي " عباد " فقال: حكه.



تفسير مجمع البيان - الطبرسي (9/ 63)
القراءة
قرأ أهل الكوفة غير أبي بكر « ينشأ » بضم الياء و فتح النون و تشديد الشين و الباقون ينشأ بفتح الياء و سكون النون و التخفيف و قرأ أهل الكوفة و أبو عمرو « عباد الرحمن » و الباقون عند الرحمن و قرأ أهل المدينة أ أشهدوا على أفعلوا بضم الهمزة و سكون الشين و قبلها همزة الاستفهام مفتوحة ثم تخفف الثانية من غير أن يدخل بينهما ألف و بعضهم يدخل بينهما ألفا و قرأ الباقون « أ شهدوا » بفتح الألف و الشين .
الحجة
... و حجة من قرأ « عباد الرحمن » قوله « بل عباد مكرمون » و حجة من قرأ عند الرحمن قوله « و من عنده لا يستكبرون عن عبادته و لا يستحسرون » و قوله « إن الذين عند ربك لا يستكبرون » و في هذا دلالة على رفع المنزلة و التقريب كما قال « و لا الملائكة المقربون » و ليس من قرب المسافة ...





تفسير القرطبي (16/ 72)
أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي (المتوفى: 671هـ)
وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا" قرأ الكوفيون" عباد" بالجمع. واختاره أبو عبيد، لأن الإسناد فيها أعلى، ولأن الله تعالى إنما كذبهم في قولهم إنهم بنات الله، فأخبرهم أنهم عبيد وأنهم ليسوا ببناته. وعن ابن عباس أنه قرأ" عباد الرحمن"، فقال سعيد بن جبير: إن في مصحفي" عبد الرحمن" فقال: امحها واكتبها" عباد الرحمن". وتصديق هذه القراءة قوله تعالى:" بل عباد مكرمون" «1» [الأنبياء: 26]. وقوله تعالى:" أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء" «2» [الكهف: 102]. وقوله تعالى:" إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم" «3» [الأعراف: 194]. وقرأ الباقون" عند الرحمن" بنون ساكنة، واختاره أبو حاتم. وتصديق هذه القراءة قوله تعالى:" إن الذين عند ربك" «4» وقوله" وله من في السماوات والأرض ومن عنده" «5» [الأنبياء: 19]. والمقصود إيضاح كذبهم وبيان جهلهم في نسبة الأولاد إلى الله سبحانه، ثم في تحكمهم بأن الملائكة إناث وهم بنات الله. وذكر العباد مدح لهم، أي كيف عبدوا من هو في نهاية العبادة، ثم كيف حكموا بأنهم إناث من غير دليل. والجعل هنا بمعنى القول والحكم، تقول: جعلت زيدا أعلم الناس، أي حكمت له بذلك.



الدر المنثور في التفسير بالمأثور (7/ 371)
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: كنت أقرأ هذا الحرف {الذين هم عباد الرحمن إناثا} فسألت ابن عباس فقال: {عباد الرحمن} قلت: فإنها في مصحفي عند الرحمن قال: فامحها واكتبها {عباد الرحمن} بالألف والباء
وقال: أتاني رجل اليوم وددت أنه لم يأتني فقال: كيف تقرأ هذا الحرف {وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا} قال: إن أناسا يقرأون الذين هم عند الرحمن فسكت عنه فقلت: اذهب إلى أهلك
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه أنه قرأها الذين هم عند الرحمن بالنون
وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن مروان وجعلوا الملائكة عند الرحمن إناثا ليس فيه {الذين هم}
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ {عباد الرحمن} بالألف والباء {أشهدوا خلقهم} بنصبهم الألف والشين {ستكتب} بالتاء ورفع التاء



فتح القدير للشوكاني (4/ 631)
فسألت ابن عباس فقال: عباد الرحمن؟ قلت: فإنها في مصحفي «عند الرحمن» قال: فامحها واكتبها عباد الرحمن.





















بالای صفحه