بسم الله الرحمن الرحیم

خطأ الکاتب في المصحف

فهرست مباحث علوم قرآنی
خطأ الکاتب في المصحف
ارتباط مس مصحف بدون طهارت با انواع رسم و ضبط مصحف
یحکم به ذوا عدل منکم-هذا مما أخطأت به الکتاب
افلم ييأس-ابن عباس-الكاتب ناعس
حتی تستانسوا-حتی تستاذنوا-من خطأ الکاتب
میثاق النبيين-میثاق امم النبیین-میثاق الذین اوتوا الکتاب-من خطأ الکاتب
والمقیمین الصلاة-من خطأ الکاتب
والصابئون-من خطأ الکاتب
إن هذان لساحران-من خطأ الکاتب
مثل نوره کمشکاة-نور المؤمن-من خطأ الکاتب
القرائة-6|137|وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ
اختلاف رسم مصاحف، پشتوانه تعدد قراءات
آیا رسم مصحف، توقیفي است؟
قرائت ابوعمرو از قراء سبعة هذین لساحران مخالف رسم مصحف است

قول عثمان إن في القرآن لحنا ستقیمه العرب بألسنتها
اختلاف مصاحف عثماني
رسم المصحف



وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين (81)

لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما (162)


دسته‌بندي خطوط
حمزه اصفهانی در کتاب التبیه حروف را به چهل رسانده

اصلاح نجعة به نعجة


جالب است که در مثل المقیمین و الصابئون اصلا اختلاف قرائت نیست، و این از شواهد این است که قراءات مبنی بر سماع بوده است نه اجتهاد.


در مناهل العرفان زرقانی یک فصل مفصل راجع به خطأ کاتب آمده فراجع:

مناهل العرفان في علوم القرآن (1/ 386)
ج - الشبهات التي أثيرت حول كتابة القرآن ورسمه
الشبهة الأولى:



****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Wednesday - 17/4/2024 - 9:50

مناهل العرفان، ج 1، ص 379-390

ج‍ - الشبهات التى أثيرت حول كتابة القرآن و رسمه الشبهة الأولى: يقولون: روى عن عثمان أنه حين عرض عليه المصحف قال: «أحسنتم و أجملتم، إن فى القرآن لحنا ستقيمه العرب بألسنتها». و يقولون: روى عن عكرمة أنه قال: «لما كتبت المصاحف عرضت على عثمان فوجد فيها حروفا من اللحن فقال: لا تغيروها فإن العرب ستغيرها أو قال: ستعربها بألسنتها. لو كان الكاتب من ثقيف و المملى من هذيل لم توجد فيه هذه الحروف. أورد أعداء الإسلام هاتين الروايتين و قالوا: إنهما طعنان صريحان في رسم المصحف، فكيف يكون مصحف عثمان و جمعه للقرآن، موضع ثقة، و إجماع من الصحابة‌؟ و كيف يكون توقيفيا؟ و هذا عثمان نفسه يقول بملء فيه: «إن فيه لحنا». و نحيب على هذه الشبهة أولا: بأن ما جاء في هاتين الروايتين ضعيف الإسناد، و أن فيهما اضطرابا و انقطاعا.. قال العلامة الألوسي في تفسيره: «إن ذلك لم يصح عن عثمان أصلا» ا ه‍ و لعلك تلمح معى دليل سقوط هاتين الروايتين ماثلا فيهما من جراء هذا التناقض الظاهر بين وصفهما نسّاخ المصحف بأنهم أحسنوا و أجملوا، و وصفهما المصحف الذى نسخوه بأن فيه لحنا. و هل يقال للذين لحنوا في المصحف: أحسنتم و أجملتم‌؟. اللهم إلا إذا كان المراد معنى آخر ثانيا: أن المعروف عن عثمان في دقته و كمال ضبطه و تحرّيه يجعل صدور أمثال هاتين الروايتين من المستحيل عليه. انظر إلى ما سبق من دستوره في جمع القرآن. ثم انظر إلى ما أخرجه أبو عبيد عن عبد الرحمن بن هانئ مولى عثمان قال: كنت عند عثمان و هم يعرضون المصاحف فأرسلنى بكتف شاة إلى أبىّ بن كعب فيها «لم يتسنّ» و فيها «لا تبديل للخلق» و فيها «فأمهل الكافرين» فدعا بدواة فمحا أحد اللامين و كتب «لخلق اللّه» و محا «فأمهل» و كتب «فمهل» و كتب «لم يتسنه» فألحق فيها الهاء. قال ابن الأنبارى: فكيف يدعى عليه أنه رأى فسادا فأمضاه‌؟ و هو يوقف على ما يكتب و يرفع الخلاف الواقع من الناسخين فيه، فيحكم بالحق و يلزمهم إثبات الصواب و تخليده ا ه‍. ثالثا على فرض صحة ما ذكر يمكن أن نؤوله بما يتفق و الصحيح المتواتر عن عثمان في نسخ المصاحف و جمع القرآن، و من نهاية التثبت و الدقة و الضبط. و ذلك بأن يراد بكلمة «لحنا» فى الروايتين المذكورتين قراءة و لغة. و المعنى أن في القرآن و رسم مصحفه وجها في القراءة لا تلين به ألسنة العرب جميعا، و لكنها لا تلبث أن تلين به ألسنتهم جميعا بالمران و كثرة تلاوة القرآن بهذا الوجه. و قد ضرب بعض أجلاء العلماء لذلك مثلا كلمة (الصراط) بالصاد المبدلة من السين فتقرأ العرب بالصاد عملا بالرسم، و بالسين عملا بالأصل.

الشبهة الثانية: يقولون: روى عن سعيد بن جبير أنه كان يقرأ «و المقيمين الصّلاة» و يقول «هو من لحن الكتّاب». و الجواب: على غرار ما سبق، أى أن ابن جبير لا يريد بكلمة «لحن» الخطأ. إنما يريد بها اللغة و الوجه في القراءة على حد قوله تعالى: «وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ» . و الدليل على هذا التوجيه أن سعيد بن جبير نفسه كان يقرأ: «و المقيمين الصلاة»، فلو كان يريد باللحن الخطأ ما رضى لنفسه هذه القراءة. و كيف يرضى ما يعتقد أنه خطأ؟ و هذه الكلمة في آية من سورة النساء و نصها: «لٰكِنِ الرّٰاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَ الْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمٰا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَ مٰا أُنْزِلَ، مِنْ قَبْلِكَ، وَ الْمُقِيمِينَ الصَّلاٰةَ، وَ الْمُؤْتُونَ الزَّكٰاةَ، وَ الْمُؤْمِنُونَ بِاللّٰهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ. أُولٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً» فكلمة «و المقيمين الصلاة» قرأها الجمهور بالياء منصوبا كما ترى. و قرأها جماعة بالواو، منهم أبو عمرو في رواية يونس و هارون عنه. و لكل من القراءتين وجه صحيح فصيح فى اللغة العربية، فالنصب مخرّج على المدح، و التقدير «و أمدح المقيمين الصلاة». و الرفع مخرّج على العطف، و المعطوف عليه مرفوع كما ترى.

الشبهة الثالثة: يقولون: أ لا يكفى في الطعن على جمع القرآن و رسمه ما روى عن ابن عباس في قوله تعالى: «حَتّٰى تَسْتَأْنِسُوا وَ تُسَلِّمُوا» أنه قال: إن الكاتب أخطأ و الصواب: «حتى تستأذنوا». و نجيب (أولا) بما أجاب به أبو حيان إذ يقول ما نصه: إن من روى عن ابن عباس أنه قال ذلك. فهو طاعن في الإسلام ملحد في الدين، و ابن عباس برىء من ذلك القول ا ه‍. (ثانيا) بما أخرجه ابن أبى حاتم و ابن الأنبارى في المصاحف و ابن جرير و ابن مردويه عن ابن عباس أنه فسّر «تستأنسوا» فقال: أى تستأذنوا من يملك الإذن من من أصحابها يعنى أصحاب البيوت. (ثالثا) أن القراء لم يرووا غير قراءة «تستأنسوا» فلو كان ذاك النقل صحيحا عن ابن عباس لنقلوا عنه أنه قرأ «تستأذنوا». (رابعا) إذا سلمنا للحاكم أن هذا الخبر صحيح عن ابن عباس، فإننا نرده برغم دعوى هذه الصحة، لأنه معارض للقاطع المتواتر و هو قراءة «تستأنسوا» و القاعدة أن معارض القاطع ساقط، و أن الرواية متى خالفت رسم المصحف فهى شاذّة لا يلتفت إليها و لا يعوّل عليها.

الشبهة الرابعة: يقولون: أ لا يكفى في الطعن على جمع القرآن و رسمه، ما روى عن ابن عباس أيضا أنه قرأ: «أ فلم يتبيّن الّذين آمنوا أن لو يشاء اللّه لهدى النّاس جميعا». فقيل له: إنها في المصحف «أ فلم ييأس الّذين آمنوا» فقال: أظن الكاتب كتبها و هو ناعس. و نجيب: بأنه لم يصح ذلك عن ابن عباس. قال أبو حيان: بل هو قول ملحد زنديق. و قال الزمخشرى: و نحن ممن لا يصدق هذا في كتاب اللّه الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه. و كيف يخفى هذا؟ حتى يبقى ثابتا بين دفتى الإمام (أى المصحف الإمام) و هو مصحف عثمان، و كان متقلبا بين أيدى أولئك الأعلام، المحتاطين لدين اللّه المهيمنين عليه، لا يغفلون عن جلائله و دقائقه، خصوصا عن القانون الذى إليه المرجع، و القاعدة التى أقيم عليها البناء؟ هذا و اللّه فرية، ما فيها مرية ا ه‍. و قال الفراء: لا يتلى إلا كما أنزل: «أ فلم ييأس» ا ه‍. و على ذلك تكون رواية ذلك في الدر المنثور و غيره عن ابن عباس رواية غير صحيحة. و معنى «أ فلم ييأس الّذين آمنوا»: أ فلم يعلموا. قال القاسم بن معن: هى لغة هوازن. و جاء بها الشعر العربى في قول القائل: «أقول لهم بالشّعب إذ يأسروننى أ لم تيأسوا أنّى ابن فارس زهدم » أى أ لم تعلموا.

الشبهة الخامسة: يقولون: من وجوه الطعن أيضا ما روى عن ابن عباس أنه كان يقول في قوله تعالى: «وَ قَضىٰ رَبُّكَ أَلاّٰ تَعْبُدُوا إِلاّٰ إِيّٰاهُ» إنما هى «و وصى ربّك» التزقت الواو بالصاد. و كان يقرأ: و وصى ربك، و يقول: أمر ربّك، إنهما واوان التصقت إحداهما بالصاد. و روى عنه أنه قال: أنزل اللّه هذا الحرف على لسان نبيكم. و وصى ربك ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه. فلصقت إحدى الواوين بالصاد، فقرأ الناس: «و قضى ربّك» و لو نزلت على القضاء ما أشرك أحد. و نجيب: عن ذلك كله (أولا) بما أجاب به ابن الأنبارى إذ يقول: «إن هذه الروايات ضعيفة. (ثانيا) أن هذه الروايات معارضة للمتواتر القاطع، و هو قراءة «و قضى» و معارض القاطع ساقط. (ثالثا) أن ابن عباس نفسه، و قد استفاض عنه أنه قرأ: «و قضى» و ذلك دليل على أن ما نسب إليه في تلك الروايات من الدسائس الرخيصة التى لفقها أعداء الإسلام. قال أبو حيان في البحر: و المتواتر هو «و قضى» و هو المستفيض عن ابن عباس و الحسن و قتادة، بمعنى أمر. و قال ابن مسعود و أصحابه بمعنى «وصّى» ا ه‍ إذن رواية «و قضى» هى التى انعقد الإجماع عليها من ابن عباس، و ابن مسعود، و غيرهما فلا يتعلق بأذيال مثل هذه الرواية الساقطة إلا ملحد، و لا يرفع عقيرته بها إلا عدوّ من أعداء الإسلام.

الشبهة السادسة: يقولون: إن ابن عباس روى عنه أيضا أنه كان يقرأ: «وَ لَقَدْ آتَيْنٰا مُوسىٰ وَ هٰارُونَ الْفُرْقٰانَ وَ ضِيٰاءً » و يقول، خذوا هذه الواو، و اجعلوها في «الّذين قال لهم النّاس: إنّ النّاس قد جمعوا لكم.» و روى عنه أيضا أنه قال: انزعوا هذه الواو، و اجعلوها في «اَلَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ». و نجيب (أولا) بأن هذه الروايات ضعيفة‌؟ لم يصح شىء منها عن ابن عباس. (ثانيا) أنها معارضة للقراءة المتواترة المجمع عليها، فهى ساقطة. (ثالثا) أن بلاغة القرآن قاضية بوجود الواو لا بحذفها، لأن ابن عباس نفسه فسر الفرقان في الآية المذكورة بالنصر، و عليه يكون الضياء بمعنى التوراة أو الشريعة. فالمقام للواو لأجل هذا التغاير

الشبهة السابعة يقولون: روى عن ابن عباس في قوله تعالى: «مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكٰاةٍ» أنه قال: هى خطأ من الكاتب. هو أعظم من أن يكون نوره مثل نور المشكاة. إنما هى. «مثل نور المؤمن كمشكاة». و نجيب (أولا) بأنها رواية معارضة للقاطع المتواتر، فهى ساقطة. (ثانيا) أنه لم ينقل عن أحد من القراء أن ابن عباس قرأ. مثل نور المؤمن، فكيف يقرأ رضى اللّه عنه بما يعتقد أنه خطأ، و يترك ما يعتقد أنه صواب‌؟ ألا إنها كذبة مفضوحة! و لو أنهم نسبوها لأبيّ بن كعب، لكان الأمر أهون، لأنه روى في الشواذ أن أبىّ ابن كعب قرأ. مثل نور المؤمن. و الذى ينبغى أن تحمل عليه هذه الروايات أن أبيّا رضى اللّه عنه. أراد تفسير الضمير في القراءة المعروفة المتواترة و هى مثل نوره. فهى روايات عنه في التفسير لا في القراءة، بدليل أنه كان يقرأ: «مثل نوره».

دفع عام عن ابن عباس كل ما روى عن ابن عباس في تلك الشبهات، يمكن دفعه دفعا عاما بأن ابن عباس قد أخذ القرآن عن زيد بن ثابت و أبىّ بن كعب، و هما كانا في جمع المصاحف. و زيد بن ثابت كان في جمع أبى بكر أيضا. و كان كاتب الوحى، و كان يكتب ما يكتب بأمر النبى صلّى اللّه عليه و سلّم و إقراره. و ابن عباس كان يعرف ذلك و يوقن به، فمحال إذن أن ينطق لسانه بكلمة تحمل رائحة اعتراض على جمع القرآن و رسم القرآن! و إلا فكيف يأخذ عن زيد و ابن كعب ثم يعترض على جمعهما و رسمهما؟.

الشبهة الثامنة يقولون: روى عن هشام بن عروة عن أبيه أنه قال: سألت عائشة عن لحن القرآن، عن قوله تعالى: «إِنْ هٰذٰانِ لَسٰاحِرٰانِ» و عن قوله تعالى: «وَ الْمُقِيمِينَ الصَّلاٰةَ وَ الْمُؤْتُونَ الزَّكٰاةَ» و عن قوله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ الَّذِينَ هٰادُوا وَ الصّٰابِئُونَ» . فقالت. يا ابن أخى هذا من عمل الكتّاب، قد أخطئوا في الكتاب. قال السيوطى في هذا الخبر: إسناده صحيح على شرط الشيخين. و يقولون أيضا. روى عن أبى خلف مولى بنى جمح أنه دخل مع عبيد بن عمير على عائشة فقال: جئت أسألك عن آية في كتاب اللّه، كيف كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقرؤها؟ قالت. أيّة آية‌؟ قال: «اَلَّذِينَ يُؤْتُونَ مٰا آتَوْا» أو «الذين يأتون ما أتوا». قالت. أيّهما أحبّ إليك‌؟ قلت و الذى نفسى بيده لإحداهما أحبّ إلىّ من الدّنيا جميعا. قالت. أيّهما؟ قلت «الّذين يأتون ما أتوا». فقالت: أشهد أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كذلك كان يقرؤها، و كذلك أنزلت، و لكن الهجاء حرف. و نجيب (أولا) بأن هذه الروايات مهما يكن سندها صحيحا، فإنها مخالفة للمتواتر القاطع، و معارض القاطع ساقط مردود، فلا يلتفت إليها، و لا يعمل بها. (ثانيا) أنه قد نص في كتاب إتحاف فضلاء البشر، على أن لفظ «هذان» قد رسم في المصحف من غير ألف و لا ياء، ليحتمل وجوه للقراءات الأربع فيها، كما شرحنا ذلك سابقا في فوائد رسم المصحف. و إذن فلا يعقل أن يقال أخطأ الكاتب، فإن الكاتب لم يكتب ألفا و لا ياء. و لو كان هناك خطأ تعتقده عائشة ما كانت تنسبه للكاتب، بل كانت تنسبه لمن يقرأ بتشديد (إن) و بالألف لفظا في (هذان). و لم ينقل عن عائشة و لا عن غيرها تخطئة من قرأ بما ذكر، و كيف تنكر هذه القراءة و هى متواترة مجمع عليها؟، بل هى قراءة الأكثر، و لها وجه فصيح في العربية لا يخفى على مثل عائشة. ذلك هو إلزام المثنى الألف في جميع حالاته. و جاء منه قول الشاعر العربى: - «واها لسلمى ثم واها واها يا ليت عيناها لنا وفاها و موضع الخلخال من رجلاها بثمن يرضى به أباها إنّ أباها و أبا أباها قد بلغا في المجد غايتاها» فبعيد عن عائشة أن تنكر تلك القراءة، و لو جاء بها وحدها رسم المصحف. (ثالثا) أن ما نسب إلى عائشة رضى اللّه عنها من تخطئة رسم المصحف في قوله تعالى «وَ الْمُقِيمِينَ الصَّلاٰةَ» بالياء، مردود بما ذكره أبو حيان في البحر إذ يقول ما نصه: «و ذكر عن عائشة رضى اللّه عنها و عن أبان بن عثمان أن كتبها بالياء من خطأ كاتب المصحف. و لا يصح ذلك عنهما؛ لأنهما عربيان فصيحان، و قطع النعوت مهور في لسان العرب. و هو باب واسع ذكر عليه شواهد سيبويه و غيره. و قال الزمخشرى: لا يلتفت إلى ما زعموا من وقوعه خطأ في خط المصحف. و ربما التفت إليه من لم ينظر في الكتاب «يريد كتاب سيبويه» و لم يعرف مذاهب العرب و ما لهم في النصب على الاختصاص من الافتنان، و خفى عليه أن السابقين الأولين الذين مثلهم في التوراة و مثلهم في الإنجيل كانوا أبعد همة في الغيرة على الإسلام، و ذبّ المطاعن عنه، من أن يتركوا في كتاب اللّه ثلمة يسدوها من بعدهم، و خرقا يرفوه من يلحقهم». (رابعا) أن قراءة «و الصابئون» بالواو، لم ينقل عن عائشة أنها خطّأت من يقرأ بها، و لم ينقل أنها كانت بالياء دون الواو. فلا يعقل أن تكون خطّأت من كتب بالواو. (خامسا) أن كلام عائشة في قوله تعالى: «يُؤْتُونَ مٰا آتَوْا» لا يفيد إنكار هذه القراءة المتواترة المجمع عليها. بل قالت للسائل: أيهما أحبّ إليك‌؟ و لا تحصر المسموع عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فيما قرأت هى به. بل قالت: إنه مسموع و منزل فقط. و هذا لا ينافى أن القراءة الأخرى مسموعة و منزلة كتلك. خصوصا أنها متواترة عن النبى صلّى اللّه عليه و سلّم. أما قولها: و لكن الهجاء حرف، فكلمة حرف مأخوذة من الحرف بمعنى القراءة و اللغة، و المعنى أن هذه القراءة المتواترة التى رسم بها المصحف، لغة و وجه من وجوه الأداء في القرآن الكريم. و لا يصح أن تكون كلمة حرف في حديث عائشة مأخوذة من التحريف الذى هو الخطأ، و إلا كان حديثا معارضا للمتواتر، و معارض القاطع ساقط.

الشبهة التاسعة: يقولون: روى عن خارجة بن زيد بن ثابت أنه قال: قالوا لزيد يا أبا سعيد «أوهمت» إنما هى «ثمانية أزواج من الضأن اثنين اثنين، و من المعز اثنين اثنين و من الإبل اثنين اثنين، و من البقر اثنين اثنين». فقال: لا. إن اللّه تعالى يقول «فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَ الْأُنْثىٰ» فهما زوجان، كل واحد منهما زوج. الذكر زوج، و الأنثى زوج ا ه‍. قال أعداء الإسلام. فهذه الرواية تدل على تصرّف نساخ المصحف و اختيارهم ما شاءوا في كتابة القرآن و رسمه. و الجواب أن كلام زيد هذا لا يدل على ما زعموا. إنما يدل على أنه بيان لوجه ما كتبه و قرأه سماعا و أخذا عن النبى صلّى اللّه عليه و سلّم لا تصرّفا و تسهّيا من تلقاء نفسه. و كيف يتصور هذا من الصحابة في القرآن و هم مضرب الأمثال في كمال ضبطهم و تثبتهم فى الكتاب و السنة. لا سيما زيد بن ثابت، و قد عرفت فيما سبق من هو زيد في حفظه  و أمانته و دينه و ورعه‌؟! و عرفت دستوره الدقيق الحكيم في كتابة الصحف و المصاحف «فَأَنّٰى يُؤْفَكُونَ» ؟.

الشبهة العاشرة: يقولون: إن مروان هو الذى قرأ «ملك يوم الدين» من سورة الفاتحة بحذف الألف من لفظ «مالك». و يقولون: إنه حذفها من تلقاء نفسه دون أن يرد ذلك عن النبى صلّى اللّه عليه و سلّم، فضلا عن أن يتواتر عنه قراءة و لفظا، أو يصح كتابة و رسما. و الجواب أن هذا كذب فاضح (أولا) لأنه ليس لهم عليه حجة و لا سند. (ثانيا) أن الدليل قام، و التواتر تم، و الإجماع انعقد، على أن النبى صلّى اللّه عليه و سلّم قرأ لفظ «مٰالِكِ يَوْمِ الدِّينِ» بإثبات الألف و حذفها، و أخذ أصحابه عنه ذلك. فممن قرأ بهما علىّ و ابن مسعود و أبىّ بن كعب. و ممن قرأ بالقصر أى حذف الألف أبو الدرداء و ابن عباس و ابن عمر. و ممن قرأ بالمد أى إثبات الألف أبو بكر و عمر و عثمان رضى اللّه عنهم أجمعين. و هؤلاء كلهم كانوا قبل أن يكون مروان، و قبل أن يولد مروان، و قبل أن يقرأ مروان. و قصارى ما في الأمر أن مروان اتفق أن روايته كانت القصر فقط. و ذلك لا يضرنا في شىء. كما اتفق أن رواية عمر بن عبد العزيز كانت المد فقط. (ثالثا) أن كلمة «مالك» رسمت في المصحف العثمانى هكذا «ملك» كما سبق.

خلاصة الدفاع: و الخلاصة أن تلك الشبهة و ما ماثلها، مدفوعة بالنصوص القاطعة، و الأدلة الناصعة، على أن جميع القرآن الذى أنزله اللّه و أمر بإثباته و رسمه؛ و لم ينسخه ناسخ في تلاوته، هو هذا الذى حواه مصحف عثمان بين الدفتين، لم ينقص منه شىء، و لم يزد فيه شىء، بل إن ترتيبه و نظمه كلاهما ثابت على ما نظمه اللّه سبحانه و تعالى و رتبه رسوله صلّى اللّه عليه و سلّم من آى و سور. لم يقدم من ذلك مؤخر، و لم يؤخر منه مقدم. و قد ضبطت الأمة عن النبى صلّى اللّه عليه و سلّم ترتيب آى كل سورة و مواقعها، كما ضبطت منه نفس القراءات و ذات التلاوة. على ما سبق و ما سيجىء في الكلام على القراءات ان شاء اللّه. فليلاحظ دائما في الرد على أمثال تلك الشبهات أمران: (أولهما) تلك القاعدة الذهبية التى وضعها العلماء: و هى أن خبر الآحاد إذا عارض القاطع سقط عن درجة الاعتبار، و ضرب به عرض الحائط، مهما تكن درجة إسناده من الصحة. (ثانيهما) خطّ الدفاع الذى اقمناه في المبحث الثامن حصنا حصينا دون النيل من الصحابة و اتهامهم بسوء الحفظ أو عدم التثبت و التحرى، خصوصا في كتاب اللّه و سنة رسوله صلّى اللّه عليه و سلّم.

 



**************
الدر المنثور في التفسير بالمأثور (8/ 434)
وأخرج الدارقطني في الأفراد والخطيب في تاريخه والحاكم وصححه وابن مردويه عن عاشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرؤءها وما هو على الغيب بظنين بالظاء
وأخرج عبد الرزاق وابن مردويه عن ابن الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرؤها وما هو على الغيب بظنين وفي لفظ {بضنين} بالضاد
وأخرج عبد بن حميد عن هشام بن عروة قال: كان أبي يقرؤها وما هو على الغيب بظنين فقيل له: في ذلك فقال: قالت عائشة: إن الكتاب يخطئون في المصاحف



تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (9/ 397)
قال أبو جعفر: وهذا الوجه والذي قبله، منكر عند العرب، ولا تكاد العرب تعطف بظاهر على مكني في حال الخفض، (1) وإن كان ذلك قد جاء في بعض أشعارها. (2)
قال أبو جعفر: وأولى الأقوال عندي بالصواب، أن يكون"المقيمين" في موضع خفض، نسقا على"ما"، التي في قوله:"بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك"= وأن يوجه معنى"المقيمين الصلاة"، إلى الملائكة.
فيكون تأويل الكلام:"والمؤمنون منهم يؤمنون بما أنزل إليك"، يا محمد، من الكتاب="وبما أنزل من قبلك"، من كتبي، وبالملائكة الذين يقيمون الصلاة. ثم يرجع إلى صفة"الراسخين في العلم"، فيقول: لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون بالكتب والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر.
وإنما اخترنا هذا على غيره، لأنه قد ذكر أن ذلك في قراءة أبي بن كعب (والمقيمين الصلاة) ، وكذلك هو في مصحفه، فيما ذكروا. فلو كان ذلك خطأ من الكاتب، لكان الواجب أن يكون في كل المصاحف= غير مصحفنا الذي كتبه لنا الكاتب الذي أخطأ في كتابه= بخلاف ما هو في مصحفنا. وفي اتفاق مصحفنا ومصحف أبي في ذلك، ما يدل على أن الذي في مصحفنا من ذلك صواب غير خطأ. مع أن ذلك لو كان خطأ من جهة الخط، لم يكن الذين أخذ عنهم القرآن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمون من علموا ذلك من المسلمين على وجه اللحن، ولأصلحوه بألسنتهم، ولقنوه الأمة تعليما على وجه الصواب. (1)
وفي نقل المسلمين جميعا ذلك قراءة، على ما هو به في الخط مرسوما، أدل الدليل على صحة ذلك وصوابه، وأن لا صنع في ذلك للكاتب. (2)
وأما من وجه ذلك إلى النصب على وجه المدح لـ"الراسخين في العلم"، = وإن كان ذلك قد يحتمل على بعد من كلام العرب، لما قد ذكرت قبل من العلة، (3) وهو أن العرب لا تعدل عن إعراب الاسم المنعوت بنعت في نعته إلا بعد تمام خبره. وكلام الله جل ثناؤه أفصح الكلام، فغير جائز توجيهه إلا إلى الذي هو [أولى] به من الفصاحة. (4)
وأما توجيه من وجه ذلك إلى العطف به على"الهاء" و"الميم" في قوله:"لكن الراسخون في العلم منهم"= أو: إلى العطف به على"الكاف" من قوله:"بما أنزل إليك"= أو: إلى"الكاف" من قوله:"وما أنزل من قبلك"، فإنه أبعد من الفصاحة من نصبه على المدح، لما قد ذكرت قبل من قبح رد الظاهر على المكني في الخفض.
....وأما قوله:"والمؤتون الزكاة"، فإنه معطوف به على قوله:"والمؤمنون يؤمنون"، وهو من صفتهم.
__________
(1) في المطبوعة: "ولقنوه للأمة" باللام، وهو تغيير سيء قبيح.
(2) هذه الحجة التي ساقها إمامنا أبو جعفر رضي الله عنه، هي حجة فقيه بمعاني الكلام، ووجوه الرأي. وهي حجة رجل عالم محيط بأساليب العلم، عارف بما توجبه شواهد النقل، وأدلة العقل. وقد تناول ذلك جمهور من أئمتنا، ولكن لا تزال حجة أبي جعفر أقوم حجة في رد هذه الرواية التي نسبت إلى عائشة أم المؤمنين.
(3) في المطبوعة: "لما قد ذكرنا ... "؛ وأثبت ما في المخطوطة.
(4) الزيادة بين القوسين، يستوجبها السياق.



المصاحف لابن أبي داود (ص: 128)
حدثنا عبد الله قال حدثنا الفضل بن حماد الخيري، حدثنا خلاد يعني ابن خالد، حدثنا زيد بن الحباب، عن أشعث، عن سعيد بن جبير قال: " في القرآن أربعة أحرف لحن: {الصابئون} ، {والمقيمين} [النساء: 162] ، {فأصدق وأكن من الصالحين} [المنافقون: 10] ، و {إن هذان لساحران} [طه: 63] "



معانى القرآن للأخفش (1/ 121)
المؤلف: أبو الحسن المجاشعي بالولاء، البلخي ثم البصري، المعروف بالأخفش الأوسط (المتوفى: 215هـ)
وقال بعضهم {إنَّ هذَيْنِ لَساحِران} وذلك خلاف الكتاب.


مجاز القرآن (2/ 21)
المؤلف: أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمى البصري (المتوفى: 209هـ)
«إِنْ هذانِ لَساحِرانِ» (63) قال أبو عمرو وعيسى ويونس «إنّ هذين لساحران» فى اللفظ وكتب «هذان» كما يزيدون وينقصون فى الكتاب واللفظ صواب.


تأويل مشكل القرآن (ص: 37)
على أن القراء قد اختلفوا في قراءة هذا الحرف: فقرأه أبو عمرو بن العلاء «1» ، وعيسى بن عمر «2» : «إنّ هذين لساحران» وذهبا إلى أنه غلط من الكاتب كما قالت عائشة.
وكان عاصم الجحدريّ «3» يكتب هذه الأحرف الثلاثة في مصحفه على مثالها في الإمام، فإذا قرأها، قرأ: «إنّ هذين لساحران» ، وقرأ المقيمون الصلاة [النساء: 162] ، وقرأ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ [الحج: 17] .
وكان يقرأ أيضا في سورة البقرة: والصابرون فى البأساء والضراء [البقرة: 177] ويكتبها: الصابرين.
وإنما فرق بين القراءة والكتاب لقول عثمان رحمة الله: أرى فيه لحنا وستقيمه العرب بألسنتها فأقامه بلسانه، وترك الرسم على حاله.
وكان الحجاج «4» وكّل عاصما «5» وناجية بن رمح وعليّ بن أصمع بتتبّع المصاحف، وأمرهم أن يقطعوا كل مصحف وجدوه مخالفا لمصحف عثمان، ويعطوا صاحبه ستين درهما.
خبّرني بذلك أبو حاتم «6» عن الأصمعي «7» قال: وفي ذلك يقول الشاعر:
وإلا رسوم الدّار قفرا كأنّها ... كتاب محاه الباهليّ بن أصمعا
وقرأ بعضهم: إِنْ هذانِ لَساحِرانِ [طه: 63] اعتبارا بقراءة أبيّ لأنها في مصحفه:
«إن ذان إلا ساحران» وفي مصحف عبد الله: (وأسرّوا النّجوى أن هذان ساحران) منصوبة بالألف يجعل إِنْ هذانِ تبيينا للنجوى.



تأويل مشكل القرآن (ص: 41)
وكان أبو عمرو بن العلاء «4» يقرأ: فأصدق وأكون بالنصب، ويذهب إلى أن الكاتب أسقط الواو، كما تسقط حروف المد واللين في (كلمون) وأشباه ذلك.
وليست تخلو هذه الحروف من أن تكون على مذهب من مذاهب أهل الإعراب فيها، أو أن تكون غلطا من الكاتب، كما ذكرت عائشة رضي الله عنها.
فإن كانت على مذاهب النحويين فليس هاهنا لحن بحمد الله.
وإن كانت خطأ في الكتاب، فليس على رسوله، صلّى الله عليه وآله وسلّم، جناية الكاتب في الخط.
ولو كان هذا عيبا يرجع على القرآن، لرجع عليه كل خطأ وقع في كتابة المصحف من طريق التّهجّي:
فقد كتب في الإمام: إِنْ هذانِ لَساحِرانِ بحذف ألف التثنية.
وكذلك ألف التثنية تحذف في هجاء هذا المصحف في كل مكان، مثل: قال رجلن وفَآخَرانِ يَقُومانِ مَقامَهُما [المائدة: 107] وكتبت كتّاب المصحف: الصلاة والزكوة والحيوة، بالواو، واتّبعناهم في هذه الحروف خاصة على التّيمّن بهم، ونحن لا نكتب: (القطاة والقناة والفلاة) إلا بالألف، ولا فرق بين تلك الحروف وبين هذه.



التفسير من سنن سعيد بن منصور - محققا (4/ 1507)
[قوله تعالى: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون} ]
769- حدثنا سعيد، قال: نا أبو معاوية قال: نا هشام بن عروة، عن أبيه، قال: سألت عائشة عن لحن القرآن: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون} (1) ، {والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة} (2) ، و (إن هذان لساحران) (3) ، فقالت: يا ابن أختي، هذا عمل الكتاب، أخطأوا في الكتاب (4) .
__________
= - صلى الله عليه وسلم - حفظه له من أهل مكة وصناديدها وحسادها ومعانديها ومترفيها، مع شدة العداوة والبغضة ونصب المحاربة له ليلا ونهارا، بما يخلقه الله من الأسباب العظيمة بقدرته وحكمته العظيمة، فصانه في ابتداء الرسالة بعمه أبي طالب إذ كان رئيسا مطاعا كبيرا في قريش، وخلق الله في قلبه محبة طبيعية لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لا شرعية، ولو كان أسلم، لاجترأ عليه كفارها وكبارها، ولكن لما كان بينه وبينهم قدر مشترك في الكفر، هابوه واحترموه، فلما مات عمه أبو طالب نال منه المشركون أذى يسيرا، ثم قيض الله له الأنصار، فبايعوه على الإسلام، وعلى أن يتحول إلى دراهم وهي المدينة، فلما صار إليها منعوه من الأحمر والأسود، وكلما هم أحد من المشركين وأهل الكتاب بسوء، كاده الله ورد كيده عليه؛ كما كاده اليهود بالسحر، فحماه الله منهم، وأنزل عليه سورتي المعوذتين دواء لذلك الداء، ولما سمه اليهود في ذراع تلك الشاة بخيبر، أعلمه الله به وحماه منه، ولهذا أشباه كثيرة جدا يطول ذكرها)) . اهـ. والله أعلم.
(1) في الأصل: ((والصابئين)) .
قال القرطبي في "تفسيره" (6 / 246) : قال الفراء: إنما جاز الرفع في {والصابئون} ؛ لأن ((إن)) ضعيفة، فلا تؤثر إلا في الاسم دون الخبر، و ((الذين)) == هنا لا يتبين فيه الأعراب، فجرى على جهة واحدة الأمران؛ فجاز رفع الصابئين رجوعا إلى أصل الكلام. قال الزجاج: وسبيل ما يتبين فيه الإعراب وما لا يتبين فيه الإعراب واحد. وقال الخليل وسيبويه: الرفع محمول على التقديم والتأخير؛ والتقدير: إن الذين آمنوا والذين هادوا من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، والصابئون والنصارى كذلك)) . اهـ.
(2) الآية (162) من سورة النساء.
وهذه الآية مشكلة في إعرابها كالتي قبلها، قال القرطبي في "تفسيره" (6 / 13 - 14) : ((قرأ الحسن ومالك بن دينار وجماعة: {والمقيمون} على العطف، وكذا هو في حرف عبد الله - يعني ابن مسعود -، وأما حرف أبي، فهو فيه: {والمقيمين} كما في المصاحف، واختلف في نصبه على أقوال ستة، أصحها قول سيبويه بأنه نصب على المدح؛ أي: وأعني المقيمين ... )) ، ثم نقل عن النحاس تصحيحه لقول سيبويه هذا، وذكر باقي الأقوال، ثم ختم ذلك بقوله: ((وأصح هذه الأقوال قول سيبويه، وهو قول الخليل)) . اهـ. وانظر ما سيأتي نقله عن ابن جرير الطبري في توجيه هذه القراءة.
(3) الآية (63) من سورة طه.
وقد اختلف القراء في قراءة هذه الآية، وبعض القراءات مشكل في إعرابه، قال القرطبي في "تفسيره" (11 / 216) : (قرأ أبو عمرو: إن هذين لساحران) ، ورويت عن عثمان وعائشة رضي الله عنهما وغيرهما من الصحابة، وكذلك قرأ الحسن وسعيد بن جبير وإبراهيم النخعي وغيرهم من التابعين، ومن القراء: عيسى بن عمر وعاصم الجحدري، فيما ذكر النحاس.
وهذه القراءة موافقة للإعراب مخالفة للمصحف.
وقرأ الزهري والخليل بن أحمد والمفضل وأبان وابن محيصن وابن كثير وعاصم - في رواية حفص عنه -: ((إن هذان - بتخفيف ((إن)) - لساحران)) ، وابن كثير == يشدد نون ((هذان)) ، وهذه القراءة سلمت من مخالفة المصحف ومن فساد الإعراب، ويكون معناها: ما هذان إلا ساحران.
وقرأ المدنيون والكوفيون: (إن هذان - بتشديد ((إن)) - لساحران)) ، فوافقوا المصحف وخالفوا الإعراب. قال النحاس: فهذه ثلاث قراءات قد رواها الجماعة عن الأئمة.
وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قرأ: ((إن هذان إلا ساحران)) ، وقال الكسائي: في قراءة عبد الله: ((إن هذان ساحران)) - بغير لام -.
وقال الفراء: في حرف أبي: (إن ذان إلا ساحران)) .
فهذه ثلاث قراءات أخرى تحمل على التفسير، لا أنها جائز أن يقرأ بها؛ لمخالفتها للمصحف.
قلت - أي القرطبي -: وللعلماء في قراءة أهل المدينة والكوفة ستة أقوال ذكرها ابن الأنباري في آخر كتاب الرد له، والنحاس في إعرابه، والمهدوي في "تفسيره"، وغيرهم أدخل كلام بعضهم في بعض، وقد خطأها قوم، حتى قال أبو عمرو: إني لأستحي من الله تعالى أن أقرأ: ((إن هذان)) ... ) ، ثم ذكر القرطبي من أثر عنه من السلف أنه حكم على هذه القراءة بالخطأ، وأن ذلك من النساخ، ثم شرع في ذكر الأقوال الستة المذكورة في توجيه هذه القراءة، وأحسنها قول من قال: إنها لغة بني الحارث بن كعب وزبيد وخثعم وكنانة بن زيد؛ الذين يلزمون المثنى الألف في جميع أحواله؛ يقولون: جاء الزيدان، و: رأيت الزيدان، و: مررت بالزيدان، ومن ذلك قول الشاعر:
إن أباها وأبا أباها ... ... قد بلغا في المجد غايتاها
والأصل أن يقول: وأبا أبيها و: غايتيها.
قال أبو جعفر بن النحاس: ((وهذا القول من أحسن ما حملت عليه الآية، إذ كانت هذه اللغة معروفة، وقد حكاها من يرتضى بعلمه وأمانته، منهم أبو زيد الأنصاري ... ، وأبو الخطاب الأخفش - وهو رئيس من رؤساء اللغة -، == والكسائي، والفراء، كلهم قالوا: هذا على لغة بني الحارث بن كعب، وحكى أبو عبيدة عن أبي الخطاب: أن هذه لغة بني كنانة)) ، ثم نقل القرطبي عن المهدوي أنه حكى أنها لغة لخثعم، ثم أطال في ذكر باقي الأقوال، فانظره إن شئت.
(4) سيأتي الكلام عن قول عائشة - رضي الله عنها - هذا ومناقشته.
[769] سنده ظاهر الصحة، ومتنه منكر، وليس الخطأ فيه من أبي معاوية؛ لأنه قد توبع، فيحتمل أن يكون الخطأ من هشام بن عروة؛ فإن الذي حدث بهذا الحديث عنه من أهل العراق، وهما: أبو معاوية هنا، وعلي بن مسهر كما سيأتي، وكلاهما كوفي، ورواية العراقيين عن هشام بن عروة فيها كلام سبق ذكره في ترجمة هشام في الحديث رقم [251] ، وقد سأل أبو داود الإمام أحمد فقال: ((كيف حديث أبي معاوية عن هشام بن عروة؟ قال: فيها أحاديث مضطربة، يرفع منها أحاديث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -)) ، انظر "التهذيب" (9 / 139) ، ولو سلمنا بصحة سنده إلى عائشة رضي الله عنها، فإن هذا اجتهاد منها لا يمكن قبوله كما سيأتي، وقد صحح السيوطي سنده، فقال في "الإتقان" (1 / 183) بعد أن ذكره من رواية أبي عبيد الآتية: ((هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين)) ، وفي (ص185) ذكر بعض الآثار التي وردت بهذا المعنى، وذكر ما قيل من الجواب عن كل منها، ومن ذلك تضعيف بعضها، ثم قال: ((وبعد، فهذه الأجوبة لا يصلح منها شيء عن حديث عائشة، أما الجواب بالتضعيف، فلأن إسناده صحيح كما ترى ... )) الخ.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (2 / 774 - 745) وعزاه للمصنف وأبي عبيد في "فضائله" وابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي داود وابن المنذر.
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص229 رقم 556) .
ومن طريقه أبو عمرو الداني في "المقنع" (ص119) .
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره" (9 / 395 رقم 10838) . == وابن أبي داود في "المصاحف" (ص43) .
ثلاثتهم من طريق أبي معاوية، به مثله، إلا أن بعضهم لم يذكر الآيات مثل ترتيب المصنف، وإنما قدم بعضها وأخر بعضها الآخر.
وأخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (3 / 1013 - 1014) ، فقال: حدثنا أحمد بن إبراهيم، قال: حدثنا علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: سألت عائشة رضي الله عنها عن لحن القرآن: {إن هذان لساحران} ، وقوله: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى} ، {والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة} وأشباه ذلك، فقالت: أي بني، إن الكتاب يخطئون.
وهذه متابعة جيدة لأبي معاوية، فعلي بن مسهر تقدم في الحديث [63] أنه حافظ فقيه محدث ثقة.
وشيخ ابن شبة هو:
أحمد بن إبراهيم بن خالد أبو علي الموصلي، نزيل بغداد، روى هنا عن علي بن مسهر، وروى أيضا عن محمد بن ثابت العبدي وفرج بن فضالة وحماد بن زيد وغيرهم، روى عنه عمر بن شبة وأبو داود وأبو زرعة وابن أبي الدنيا وغيرهم، وهو صدوق، كتب عنه الإمام أحمد، وقال ابن معين في رواية: ((ليس به بأس)) ، وفي أخرى قال: ((ثقة صدوق)) ، وذكره ابن حبان وابن شاهين في الثقات، وقال صاحب "تاريخ الموصل": ((كان ظاهر الصلاح والفضل)) ، وكانت وفاته سنة ست وثلاثين ومائتين. اهـ. من "الجرح والتعديل" (2 / 39 رقم 1) ، و"تاريخ أسماء الثقات" لابن شاهين (ص42 رقم 99) ، و"التهذيب" (1 / 9 رقم 1) ، و"التقريب" (ص77 رقم 1) .
وبهذه الطريق يتضح أن أبا معاوية قد توبع على الحديث عن هشام بن عروة، فإما أن يكون الخطأ من هشام - وهو الأقرب -، وإما أن تكون عائشة رضي الله عنها قد أخطأت في اجتهادها؛ لأن هذه الحروف التي ذكر أن الكتاب أخطأوا فيها صحيحة في اللغة، وليس هناك ما يدعو إلى الحكم على الكتاب == بالخطأ، وفي قبول هذه الدعوى فتح لباب الطعن في هذا الكتاب المحفوظ بحفظ الله سبحانه له: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الآية (9) من سورة الحجر] ، بل فيه طعن في سلف الأمة؛ في إهمالهم تقويم هذا الخطأ، وإجماعهم على السكوت عنه، وإقرائهم لتلاميذهم كذلك؛ فإنه مع كونه في المصاحف التي نسخها عثمان - رضي الله عنه - هكذا، فهو في مصحف أبي بن كعب وقراءته كذلك، وقد اختار ابن جرير الطبري - رحمه الله - في "تفسيره" (9 / 397 - 398) قول من قال: إن ((المقيمين)) في موضع خفض نسقا على ((ما)) التي في قوله: ((بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك)) ، وأن يوجه معنى ((المقيمين الصلاة)) إلى الملائكة، فيكون تأويل الكلام: ((والمؤمنون منهم يؤمنون بما أنزل إليك)) يا محمد من الكتاب، (وبما أنزل من قبلك)) من كتبي، وبالملائكة الذين يقيمون الصلاة، ثم يرجع إلى صفة ((الراسخين في العلم)) ، فيقول: لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون بالكتب والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر، ثم قال ابن جرير بعد ذلك: ((وإنما اخترنا هذا على غيره؛ لأنه قد ذكر أن ذلك في قراءة أبي ابن كعب {والمقيمين الصلاة} ، وكذلك هو في مصحفه - فيما ذكروا -، فلو كان ذلك خطأ من الكاتب، لكان الواجب أن يكون في كل المصاحف - غير مصحفنا الذي كتبه لنا الكاتب الذي أخطأ في كتابه - بخلاف ما هو في مصحفنا، وفي اتفاق مصحفنا ومصحف أبي في ذلك ما يدل على أن الذي في مصحفنا من ذلك صواب غير خطأ، مع أن ذلك لو كان خطأ من جهة الخط، لم يكن الذين أخذ عنهم القرآن من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمون من علموا ذلك من المسلمين على وجه اللحن، ولأصلحوه بألسنتهم، ولقنوه الأمة تعليما على وجه الصواب. وفي نقل المسلمين جميعا ذلك قراءة على ما هو به في الخط مرسوما أدل الدليل على صحة ذلك وصوابه، وأن لا صنع في ذلك للكاتب)) . اهـ.
وقد ذهب أبو عمرو الداني في "المقنع" (ص118 - 119) إلى توجيه قول == عائشة رضي الله عنها هذا، فذكره، وأجاب عنه بقوله: ((تأويله ظاهر؛ وذلك أن عروة لم يسأل عائشة فيه عن حروف الرسم تزاد فيها لمعنى وتنقص منها لآخر؛ تأكيدا للبيان، وطلبا للخفة)) .
وإنما سألها فيه عن حروف من القراءة المختلفة الألفاظ، المحتملة الوجوه، على اختلاف اللغات التي أذن الله عز وجل لنبيه عليه السلام ولأمته في القراءة بها، واللزوم على ما شاءت منها؛ تيسيرا لها، وتوسعة عليها. وما هذا سبيله وتلك حاله، فعن اللحن والخطأ والوهم والزلل بمعزل؛ لفشوه في اللغة، ووضوحه في قياس العربية. وإذا كان الأمر في ذلك كذلك، فليس ما قصدته فيه بداخل في معنى المرسوم، ولا هو من سببه في شيء، وإنما سمي عروة ذلك لحنا، وأطلقت عائشة على مرسومه كذلك الخطأ، على جهة الاتساع في الأخبار، وطريق المجاز في العبارة إذ كان ذلك مخالفا لمذهبهما، وخارجا عن اختيارهما، وكان الأوجه والأولى عندهما الأكثر والأفشى لديهما، لا على وجه الحقيقية والتحصيل والقطع لما بيناه قبل من جواز ذلك وفشوه في اللغة، واستعمال مثله في قياس العربية، مع انعقاد الإجماع على تلاوته كذلك دون ما ذهبا إليه، إلا ما كان من شذوذ أبي عمرو بن العلاء في (إن هذين) خاصة. هذا الذي يحمل عليه هذا الخبر، ويتأول فيه، دون أن يقطع به على أن أم المؤمنين رضي الله عنها مع عظيم محلها، وجليل قدرها واتساع علمها، ومعرفتها بلغة قومها، لحنت الصحابة وخطأت الكتبة، وموضعهم من الفصاحة والعلم باللغة موضعهم الذي لا يجهل، ولا ينكر، هذا مالا يسوغ ولا يجوز. وقد تأول بعض علمائنا قول أم المؤمنين: أخطأوا في الكتاب، أي: أخطأوا في اختيار الأولى من الأحرف السبعة بجمع الناس عليه، لا أن الذي كتبوا من ذلك خطأ لا يجوز؛ لأن ما لا يجوز مردود بإجماع، وإن طالت مدة وقوعه، وعظم قدر موقعه، وتأول اللحن: أنه القراءة واللغة؛ كقول عمر رضي الله عنه أبي أقرأنا، وإنا لندع بعض لحنه، أي: قراءته ولغته، فهذا بين وبالله التوفيق)) . اهـ. == وذكره القرطبي في "تفسيره" (6 / 14 - 15) حديث عائشة هذا وما في معناه، ونقل عن القشيري أنه قال: ((وهذا المسلك باطل؛ لأن الذين جمعوا الكتاب كانوا قدوة في اللغة، فلا يظن بهم أنهم يدرجون في القرآن ما لم ينزل)) . اهـ. وانظر في ذلك أيضا "تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة (ص50 - 53) ، و"تفسير البغوي" (1 / 498 - 499) ، و"الإتقان" للسيوطي (1 / 183 - 186) .
وقد ورد عن عثمان - رضي الله عنه - وابنه أبان بن وسعيد بن جبير ما يؤيد معنى حديث عائشة هذا، لكنها ضعيفة، وتجد الكلام عنها في المراجع التي سبقت الإشارة إليها، وانظر معها تعليق محقق "الفضائل" لأبي عبيد (ص226 - 231) ، والله أعلم.



تفسير القرطبي (6/ 15)
أبان بن عثمان: كان الكاتب يملى عليه فيكتب فكتب" لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون" ثم قال له: ما أكتب؟ فقيل له: اكتب" والمقيمين الصلاة" فمن ثم وقع هذا. قال القشيري: وهذا المسلك باطل، لأن الذين جمعوا الكتاب كانوا قدوة في اللغة، فلا يظن بهم أنهم يدرجون في القرآن ما لم ينزل. وأصح هذه الأقوال قول سيبويه وهو قول الخليل، وقول الكسائي هو اختيار القفال والطبري، [والله أعلم] «1»



تفسیر برهان:
...فقال: «يا حبيب، إن القرآن قد طرح منه آي كثيرة، و لم يزد فيه إلا حروف أخطأت بها الكتبة «1»، و توهمتها الرجال، و هذا وهم، فاقرأها: «و إذ أخذ الله ميثاق- امم- النبيين لما آتيتكم من كتاب و حكمة ثم جاءكم رسول ...



از فایل دکتر ح-م: ۱- قتل اولادهم شرکائهم ۲- ثم ائتوا صفا طه ۶۴ ۳- علی الغیب بضنین ۴- روی ابن مجاهد عن الکسائي أنه قال: «السين في الصرط أسير في كلام العرب ولكني أقرأ بالصاد أتبع الكتاب الكتاب بالصاد ۵- قال ابن غلبون عن اختلاف القراء في «الظنونا» (الأحزاب:10) و «الرسولا» (الأحزاب:66) و «السبیلا» (الأحزاب:67) : «و إنما أثبتها هؤلاء [نافع وابن عامر وأبو بکر]في الوصل اتّباعا لخط المصحف؛ لأنها ثابتة فیه وهناك أمثلة كثيرة لتأثير الرسم على كيفية الوقف؛ منها وقوف حمزة وهشام التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالرسم، وقاعدة الوقف على مرسوم الخط تندرج تحتها أمثلة متعددة لتأثير الخط والرسم على القراءة. فيستفاد من كل ما سبق أن في رأي بعض العلماء أن قلة ضبط الرواة أو الخط والرسم، لهما تأثير على القراءات ـــ في الجملة ـــ. ولا يخفى على القارئ الكريم أن هناك كلمات و أقوالا وآراء من بعض العلماء الأعلام من الأئمة القراء والمفسرين وغيرهم يستفاد منها أن هناك عوامل أخرى غير قلة ضبط الراوي والخط ـــ كقواعد العربية والاجتهاد ــــ قد أثرت في نشوء بعض القراءات في الجملة. واستیفاء البحث في کل واحد من هذه العوامل التي قیل بتأثیرها في القراءات یتطلب بحثا ومقالة علی حدة. وهذا لا ينفي أن من القراءات ما هو نازل من عند الله قد قرأه جبريل الأمين على سيد المرسلين صلى الله عليه وآله.





الانتصار للقرآن للباقلاني (2/ 531)
المؤلف: محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر بن القاسم، القاضي أبو بكر الباقلاني المالكي (المتوفى: 403هـ)
الكلام عليهم فيما طعنوا على القرآن ونحلوه من اللحن
قالوا: ويدل أيضا على تغيير أبي بكر وعمر وعثمان للمصحف وتحريفهم له، وغلطهم فيه ولحوق الخلل والفساد به، ما نجده فيه من اللحن الفاحش الذي لا يسوغ مثله، ولا يجوز على الله سبحانه، ولا على رسوله التكلم به، والأمر بحفظه وتبقية رسمه ودعوى الإحكام والإعجاز فيه، نحو قوله: (إن هذان لساحران) ، وهو موضع نصب، وقوله: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون) ، وهو موضع نصب لا إشكال فيه على أحد.
وقوله: (لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة) .
وموضع المقيمين رفع واجب في هذا الموضع وجوبا ظاهرا بينا.
وقوله: (والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء) .
وهو الصابرون بغير اختلاف بين أهل الإعراب، وقوله في المنافقين: (فأصدق وأكن من الصالحين (10) .
وهو موضع نصب، وهو في المصحف مجزوم.
قالوا: وقد ثبت وعلم أن الله سبحانه لا يجوز أن يتكلم باللحن ولا يتزل القرآن ملحونا، وأن ذلك إئما هو تخليط ممن جمع القرآن وكتب المصحف، وتحريفهم إما للجهل بذلك وذهابهم عن معرفة الوجه الذي أنزل عليه، أو لقصد العناد والإلباس وإفساد كتاب الله وإيقاع التخليط فيه.



الانتصار للقرآن للباقلاني (2/ 547)
فإن قالوا: على هذا الجواب فقد صرتم إلى أنه قد وقع في خط المصحف ورسمه خطأ، وما ليس بصواب، وما كان غيره أولى منه، وأن القوم أجازوا ذلك وأمضوه وسوغوه، وذلك إجماع منهم على خطأ، وإقرار بما ليس بصواب.

يقال لهم: لا يجب ما قلتم، لأجل أن الله إنما أوجب على القراء والحفظة أن يقرؤوا القرآن ويؤدوه على منهاج محدود، وسبيل ما أنزل عليه، وأن لا يجاوزوا ذلك ولا يؤخروا منه مقدما ولا يقدموا مؤخرا، ولا يزيدوا فيه حرفا ولا ينقصوا منه شيئا، ولا يأتون به على المعنى والتعريب دون لفظ التنزيل على ما بيناه فيما سلف،
ولم يأخذ على كتبة القرآن وحفاظ المصاحف رسما بعينه دون غيره أوجبه عليهم وحظر ما عداه، لأن ذلك لا يجب لو كان واجبا إلا بالسمع والتوقيف، وليس في نص الكتاب ولا في مضمونه ولحنه أن رسم القرآن وخطه لا يجوز إلا على وجه مخصوص وحد محدود، ولا يجوز تجاوزه إلى غيره، ولا في نص السنة أيضا ما يوجب ذلك ويدل عليه، ولا هو مما أجمعت عليه الأمة، ولا دلت عليه المقاييس الشرعية،
بل السنة قد دلت على جواز كتبه بأي رسم سهل وسنح للكاتب، لأن رسول الله صلى الله عليه كان يأمر برسمه وإثباته على ما بيناه سالفا، ولا يأخذ أحدا بخط محدود ورسم محصور ولا يسألهم عن ذلك، ولا يحفط عنه فيه حرف واحد، ولأجل ذلك اختلفت خطوط المصاحف، وكان منهم من يكتب الكلمة على مطابقة مخرج اللفظ، ومنهم من يحذف أو يزيد مما يعلم أنه أولى في القياس بمطابقته وسياقه ومخرجه، غير أنه يستجيز ذلك لعلمه بأنه اصطلاح وأن الناس لا يخفى عليهم،
ولأجل هذا بعنيه جاز أن يكتب بالحروف الكوفية والخط الأول، وأن يجعل اللام على صورة الكاف وأن يعوج الألفات، وأن يكتب أيضا على غير هذه الوجوه، وساغ أن يكتب الكاتب المصحف على الخط والهجاء القديمين، وجاز أن يكتب بالهجاء
والخطوط المحدثة، وجاز أن يكتب بين ذلك.
وإذا علم وثبت أن خطوط المصاحف وكثيرا من حروفها مختلفة متغايرة الصورة، وأن الناس قد أجازوا ذلك أجمع ولم ينكر أحد منهم على غيره مخالفة لرسمه وصورة خطه، بل أجازوا أن يكتب كل واحد بما هو عادته واشتهر عنده، وما هو أسهل وأولى من غير تأثيم ولا تناكر لذلك، علم أنه لم يوجد على الناس في ذلك حد محدود محصور، كما أخذ عليهم في القراءة والأداء، والسبب في ذلك أن الخطوط إنما هي علامات ورسوم تجري مجرى الإشارات والعقود والرموز وكل شيء يدل على اللغظ وينبي عنه، وإذا دك الرسم على الكلمة وطريقها والوجه الذي يجب التكلم عليه بها، وجب صحته وصواب الكاتب له على أي صورة كان وأي سبيل كتب، وإذا كان ذلك كذلك بطل ما توهموه.
وفي الجملة فإن كل من ادعى أنه قد ألزم الناس وأخذ عليهم في كتب المصحف رسما محصورا وصورة محدودة لا يجوز العدول عنها إلى غيرها لزمه إقامة الحجة وإيراد السمع الدال على ذلك وأنى له به، وإن عارضوا بمثل هذا في قراءة القرآن على إيراد معناه أي لفظ كان وعلى أي سبيل تسنح وبوجه، وقد بينا من قبل الحجة على فساد ذلك بغير طريق فأغنى عن إعادته.



الانتصار للقرآن للباقلاني (2/ 549)
فأما قول عائشة في تلك الحروف إنها من غلط الكاتب، فقد قلنا فيه أنه
أيضا من أخبار الآحاد التي لا حجة فيها، وأنه لا يسوغ لذي دين أن يقطع
على أن عائشة لحنت الصحابة وخطأت الكتبة، ومحلهم من الفصاحة والعلم
بالعربية محلهم بمثل هذه الرواية، على أن فيها ما يدل على بطلان الخبر
عنها، لأنها خطأت الكاتب في جميع هذه الحروف ومنها ثلاثة جائزة سائغة
عند سائر أهل العربية وواحد ليس هو من لغة قريش، وهو قوله: "إن هذان
لساحران "، يذكر أنه لغة بالحارث بن كعب، فلو كانت خطأت الكاتب في
هذا الحرف فقط لخروجه عن لغة قريش، لكان الأمر أقرب، فأما أن تخطئه
فيما لا خلاف في جوازه في كل لغة، وإن كان غير ذلك الوجه أشهر وأظهر
فإنها بعيدة فيه لبراعتها وفصاحتها وكونها من العلماء باللسان ووجوه
الخطاب والإعراب.
والأشبه فيما يروى عنها وعن غيرها من الصحابة في هذا الباب إن صح
وسلم مسنده وطريقه، أن يكونوا قالوا: إن الوجه الأشهر الظاهر المعروف
المألوف في هذه الحروف غير ما جاء به المصحف وورد به التنزيل، وإن
استعماله على ذلك الوجه غامض قليل، أو غلط عند كثير من الناس، ولحن
عند من لا يعرف الوجه فيه ونحو هذا الكلام فلم بضبط ذلك الرواة عنهم.
ولم يسمعوا علته ولم يوردوه على وجهه، إما لسهو لحقهم أو لذهابهم عن
سماع تمام الكلام، أو لاقتصارهم على شاهد الحال وإذكارهم بذلك من
كان سمع هذا الكلام من عائشة وعثمان، فأما أن يقطع عثمان وعائشة على
أن في القرآن لحنا وغلطا وقع من الكتبة فذلك باطل لما بيناه سالفا.








صراط النجاة (للتبريزي)؛ ج‌9، ص: 63
س (152)
هل كتاب اللّٰه المنزل على قلب نبيه المرسل صلى الله عليه و آله و الذي اليوم نشهده بين أيدينا و هو ما بين الدفتين و الذي يطلق عليه لفظ الرسم العثماني أو الخط العثماني معرض لأخطاء إملائية، أم أن هناك موضوعات اخرى لتفسير ما يخالف اللغة كالقراءات- مثلًا- و نحوها؟
توجد في الكتاب الكريم بعض الأخطاء الإملائية، إلّا إن الكتّاب لم يغيّروا فيها خشية أن تمدّ إليه يد التحريف؛ و لذلك أبقوها كما هي، و اللّٰه العالم.



تفسير مجمع البيان - الطبرسي (3/ 213)
و أما ما روي عن عروة عن عائشة قال سألتها عن قوله « و المقيمين الصلاة » و عن قوله « و الصابئون » و عن قوله « إن هذان » فقالت يا ابن أختي هذا عمل الكتاب أخطأوا في الكتاب و ما روي عن بعضهم أن في كتاب الله أشياء ستصلحها العرب بالسنتها قالوا و في مصحف ابن مسعود و المقيمون الصلاة فمما لا يلتفت إليه لأنه لو كان كذلك لم يكن لتعلمه الصحابة الناس على الغلط و هم القدوة و الذين أخذوه عن النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم).






الإتقان في علوم القرآن (2/ 322)
وقال ابن الأنباري في كتاب: "الرد على من خالف مصحف عثمان "في الأحاديث المروية عن عثمان في ذلك: لا تقوم بها حجة لأنها منقطعة غير متصلة وما يشهد عقل بأن عثمان وهو إمام الأمة الذي هو إمام الناس في وقته وقدوتهم يجمعهم على المصحف الذي هو الإمام فيتبين فيه خللا ويشاهد في خطه زللا فلا يصلحه! كلا والله ما يتوهم عليه هذا ذو إنصاف وتمييز ولا يعتقد أنه أخر الخطأ في الكتاب ليصلحه من بعده. وسبيل الجائين من بعده البناء على رسمه والوقوف عند حكمه. ومن زعم أن عثمان أراد بقوله: "أرى فيه لحنا "، أرى في خطه لحنا إذا أقمناه بألسنتنا كان لحن الخط غير مفسد ولا محرف من جهة تحريف الألفاظ وإفساد الإعراب فقد أبطل ولم يصب لأن الخط منبئ عن النطق فمن لحن في كتبه فهو لاحن في نطقه ولم يكن عثمان ليؤخر فسادا في هجاء ألفاظ القرآن من جهة كتب ولا نطق ومعلوم أنه كان مواصلا لدرس القرآن متقنا لألفاظه موافقا على ما رسم في المصاحف المنقذة إلى الأمصار والنواحي. ثم أيد ذلك بما أخرجه أبو عبيد قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن عبد الله بن مبارك حدثنا أبو وائل - شيخ من أهل اليمن - عن هانئ البربري مولى عثمان قال: كنت عند عثمان وهم يعرضون المصاحف فأرسلني بكتف شاة إلى أبي بن كعب فيها {لم يتسن} وفيها {لا تبديل للخلق} وفيها {فأمهل الكافرين} قال: فدعا بالدواة فمحا أحد اللامين فكتب: {لخلق الله} ومحى {فأمهل} وكتب {فمهل} وكتب {لم يتسنه} ألحق فيها الهاء. قال ابن الأنباري: فكيف يدعى عليه أنه رأى فسادا فأمضاه وهو يوقف على ما كتب ويرفع الخلاف إليه الواقع من الناسخين ليحكم بالحق ويلزمهم إثبات الصواب وتخليده؟!! انتهى.
قلت: ويؤيد هذا أيضا ما أخرجه ابن أشتة في المصاحف قال: حدثنا الحسن بن عثمان أنبأنا الربيع بن بدر عن سوار بن شبيب قال: سألت ابن الزبير عن المصاحف فقال: قام رجل إلى عمر، فقال: يا أمير المؤمنين إن الناس قد اختلفوا في القرآن فكان عمر قد هم أن يجمع القرآن على قراءة واحدة فطعن طعنته التي مات بها فلما كان في خلافة عثمان قام ذلك الرجل فذكر له فجمع عثمان المصاحف ثم بعثني إلى عائشة فجئت بالصحف فعرضناها عليها حتى قومناها ثم أمر بسائرها فشققت فهذا يدل على أنهم ضبطوها وأتقنوها ولم يتركوا فيها ما يحتاج إلى إصلاح ولا تقويم.
ثم قال ابن أشتة: أنبأنا محمد بن يعقوب أنبأنا أبو داود سليمان بن الأشعث أنبأنا أحمد بن مسعدة أنبأنا إسماعيل أخبرني الحارث بن عبد الرحمن عن عبد الأعلى ابن عبد الله بن عامر قال: لما فرغ من المصحف أتي به عثمان فنظر فيه فقال: أحسنتم وأجملتم! أرى شيئا سنقيمه بألسنتنا فهذا الأثر لا إشكال فيه وبه يتضح معنى ما تقدم فكأنه عرض عليه عقب الفراغ من كتابته فرأى فيه شيئا كتب على غير لسان قريش كما وقع لهم في " التابوة "و " التابوت " فوعد بأنه سيقيمه على لسان قريش ثم وفى بذلك عند العرض والتقويم ولم يترك فيه شيئا. ولعل من روى تلك الآثار السابقة عنه حرفها ولم يتقن اللفظ الذي صدر عن عثمان فلزم منه ما لزم من الإشكال فهذا أقوى ما يجاب عن ذلك. ولله الحمد.
وبعد فهذه الأجوبة لا يصلح منها شيء عن حديث عائشة أما الجواب بالتضعيف فلأن إسناده صحيح كما ترى وأما الجواب بالرمز وما بعده فلأن سؤال عروة عن الأحرف المذكور لا يطابقه فقد أجاب عنه ابن أشتة وتبعه ابن جبارة في شرح الرائية بأن معنى قولها " أخطئوا " أي في اختيار الأولى من الأحرف السبعة لجمع الناس عليه لا أن الذي كتبوا من ذلك خطأ لا يجوز. قال: والدليل على ذلك مالا يجوز مردود بإجماع من كل شيء وإن طالت مدة وقوعه. قال: وأما قول سعيد بن جبير: لحن من الكاتب فيعني باللحن القراءة واللغة يعني أنها لغة الذي كتبها وقراءته وفيها قراءة أخرى.
ثم أخرج عن إبراهيم النخعي أنه قال: {إن هذان لساحران} و " إن هذين لساحران " سواء لعلهم كتبوا الألف مكان الياء والواو في قوله: {والصابئون} مكان الياء قال ابن أشتة: يعني أنه من إبدال حرف في الكتاب بحرف مثل الصلاة والزكاة والحياة.
وأقول: هذا الجواب إنما يحسن لو كانت القراءة بالياء فيها والكتابة بخلافها وأما القراءة على مقتضى الرسم فلا وقد تكلم أهل العربية على هذه الأحرف ووجهوها على أحسن توجيه.








































****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Wednesday - 17/4/2024 - 10:6

اصلاح نجعة به نعجة

فتوح مصر والمغرب (ص: 144)
المؤلف: عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، أبو القاسم المصري (المتوفى: 257هـ)
ومسجد العيثم بناه الحكم بن أبى بكر بن عبد العزيز بن مروان، فهو من الاصطبل، وكان الاصطبل للأزد فاشتراه منهم الحكم فبناه، وكان يجرى على الذي يقرأ فى المصحف الذي وضعوه فى المسجد الذي يقال له مصحف أسماء من كراه فى كل شهر ثلاثة دنانير، فلما حيزت أموالهم وضمّت إلى مال الله وحيز الاصطبل فيما حيز كتب بأمر المصحف إلى أمير المؤمنين أبى العبّاس، فكتب أن أقرّوا مصحفهم فى مسجدهم على حاله، وأجروا على الذي يقرأ فيه ثلاثة دنانير من مال الله فى كل شهر.
وكان سبب المصحف فيما حدثنا يحيى بن بكير وغيره يزيد بعضهم على بعض، أن الحجّاج بن يوسف كتب مصاحف وبعث بها إلى الأمصار، ووجّه بمصحف منها إلى مصر، فغضب عبد العزيز بن مروان من ذلك، وقال: يبعث إلى جند أنا به بمصحف، فأمر فكتب له هذا المصحف الذي فى المسجد الجامع اليوم، فلما فرغ منه قال: من وجد فيه حرف خطإ فله رأس أحمر وثلاثون دينارا، فتداوله القراء فأتى رجل من أهل الحمراء فنظر فيه ثم جاء إلى عبد العزيز فقال: قد وجدت فى المصحف حرف خطإ، قال:
مصحفى! قال: نعم. فنظروا فإذا فيه إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً «1»
فاذا هى مكتوبة نجعة، قد قدّمت الجيم قبل العين، فأمر بالمصحف فأصلح ما كان فيه ثم أمر له بثلاثين دينارا ورأس «2» أحمر.
ثم توفّى عبد العزيز فاشتراه فى ميراثه أبو بكر بن عبد العزيز بألف دينار. ثم توفّى أبو بكر فبيع فى ميراثه فاشترته أسماء ابنة أبى بكر بن عبد العزيز بسبعمائة دينار فأمكنت منه الناس وشهرته فنسب إليها. ثم توفّيت أسماء فاشتراه الحكم بن أبى بكر فجعله فى المسجد، وأجرى على الذي يقرأ فيه ثلاثة دنانير فى كل شهر من كراء الاصطبل، والحكم بن أبى بكر الذي بنى المسجد المعروف اليوم بقبّة سوق وردان.