بسم الله الرحمن الرحیم

متن عقيلة أتراب القصائد-للشاطبي

فهرست مباحث علوم قرآنی
فهرست القرائات
رسم المصحف
متن کتاب المحكم في نقط المصاحف-للداني
متن کتاب النقط-مطبوع مع كتاب المقنع فى رسم مصاحف الأمصار-للداني
شرح حال القاسم بن فِيرُّه بن خلف الشاطبي(538 - 590 هـ = 1144 - 1194 م)





أرشيف ملتقى أهل الحديث - 1 (10/ 241)
عقيلة أتراب القصائد في رسم القرآن
ـ[أبو الجود]
هذه قصيدة عقيلة أتراب القصائد*
في رسم القرآن
للإمام أبى محمد قاسم بن فيرُّه بن خلف بن أحمد الشاطبى
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
1) الحمدُ للهِ مَوْصُولاً كما أمَرَا مباركاً طيباً يَسْتَنْزِلُ الدِّرَرَا
2) ذو الفضلِ والمنِّ والإحْسَانِ خَالِقُنَا ربُّ العبادِ هو اللهُ الذى قَهَرَا
3) حىٌ عليمٌ قديرٌ والكلامُ لهُ فردٌ سميعٌ بصيرٌ ما أرادَ جَرَى
4) أحمدُهُ وهُوَ أهْلُ الحمدِ مُعتَمِداً عليهِ مُعْتَصِماً بهِ ومُنْتَصِرا
5) ثمَّ الصلاةُ على مُحَمَّدٍ وعلى أشياعِهِ أبداً تَنْدَى نَداً عَطِرا
6) وبعدُ فالمستعانُ اللهُ فى سَبَبٍ يهدِى إِلى سَنَنِ المَرْسُومِ مُخْتَصَرا
7) عِلْقٌ عَلائِقُهُ أَوْلَى العلائِقِ إِذْ خيرُ القرونِ أقاموا أصْلَهُ وَزَرَا
8) وكلُ مافيهِ مشهورٌ بسُنَّتِهِ ولَمْ يُصِبْ مَنْ أضافَ الوَهْمَ والغِيَرَا
9) ومنْ روَى سَتُقيمُ العُرْبُ أَلْسُنُهَا لَحْناً بهِ قولَ عُثْمانٍ فمَا شُهِرَا
10) لوْ صَحَّ لاحْتَمَلَ الإيماءَ فى صُوَرٍ فيهِ كَلَحْنِ حديثٍ ينْثُرُ الدُّرَرَا
11) وقيلَ معْناهُ فى أشياءَ لو قُرِئَتْ بظاهرِ الخطِّ لا تَخْفى عَلَى الكُبَرَا
12) لاَ أوْضَعُوا وجَزَاؤُا الظَّالمينَ لاَ أَذْ بَحَنَّهُ وَبِأَيْدٍ فَافْهَمِ الخَبَرَا
13) واعلم بأن كتاب الله خص بما تاه البرية عن إتيانه ظهرا
14) منْ قالَ صَرْفَتُهُمْ مَعْ حَثِّ نُصْرَتِهِمْ وَفْرُ الدَّوَاعِى فَلَمْ يَسْتَنْصِرِ النُّصَرَا
15) كمْ مِنْ بدائِعَ لمْ تُوْجَدْ بَلاغَتُهَا إِلا لدَيْه وكمْ طُولَ الزَّمانِ تُرَى
16) ومن يقُلْ بعُلومِ الغيبِ مُعْجِزُهُ فلمْ تَرَى عينُهُ عيْناً ولاَ أَثَرَا
17) إنَّ الغُيُوبَ بإذنِ اللهِ جاريةٌ مدَى الزَّمانِ على سُبُلٍ جَلَتْ سُوَرَا
18) ومنْ يقُلْ بكلامِ اللهِ طَالَبَهُمْ لم يَحْلُ فى العِلْمِ وِرْداً لاَ ولاَ صَدَرَا
19) ما لاَ يُطاقُ ففى تعيينِ كُلْفَتِهِ وجائزٍ ووقوعٍ عُضْلَةُ البُصَرَا
20) للهِ دَرُّ الَّذى تأليفُ مُعْجِزِهِ والانتصارِ لهُ قدْ أوْضَحَا الغُرَرَا
21) وَلَمْ يَزَلْ حِفْظُهُ فى الصَّحابَةِ فى عُلاَ حَياةِ رسُولِ اللهِ مُبْتَدِرَا
22) وكُلَّ عامٍ على جبريلَ يَعْرِضُهُ وقيلَ آخرَ عامٍ عرْضَتَيْنِ قَرَا
23) إنَّ اليمامةَ أهْوَاها مُسَيْلِمَةُ الْكذَّابُ فى زَمَنِ الصِّديقِ إذْخَسِرَا
24) وبعدَ بأْسٍ شديدٍ حانَ مصْرَعُهُ وكان بأْساً على القُرَّاءِ مُسْتَعِرَا
25) نادى أبا بكرٍ الفاروقُ خِفْتُ على الْـ قُرَّاءِ فادَّرِكِ القُرْآنَ مُسْتَطِرَا
26) فأجمعوا جَمْعَهُ فى الصُّحْفِ واعتَمَدُوا زيدَ بن ثابتٍ العدْلَ الرِّضَى نَظَرَا
27) فقام فيه بعونِ اللهِ يجْمَعُهُ بالنُّصْحِ والجِدِّ والحَزْمِ الَّذِى بَهَرَا
28) مِنْ كُلِّ أوجُهِهِ حتى استتمَّ له بِالأَحْرُفِ السَّبْعَةِ العلْيا كَما اشْتَهَرا
29) فأمسكَ الصُّحُفَ الصِّديقُ ثم إلى الفاروقِ أسْلَمَها لما قضى العُمُرَا
30) وعند حفصةَ كانت بعدُ فاختلف الْ قرَّاءُ فاعتزلوا فى أحرُفٍ زُمَرَا
31) وكان فى بعضِ مغْزاهم مُشاهِدَهم حذيفةُ فرأى فى خُلْفِهِمْ عِبَرا
32) فجاءَ عثمانَ مذْعوراً فقالَ لهُ أخافُ أنْ يخلِطُوا فأدْرِكِ البَشَرا
33) فاستحضرَ الصُّحُفَ الاولَى التى جُمِعت وخَصَّ زيداً ومِنْ قُرَيْشِه نَفَرا
34) على لسانِ قريشٍ فاكتُبوه كما على الرسولِ به إِنْزالُه انْتَشَرا
35) فجرَّدُوه كما يَهْوَى كتَابَتَهُ ما فيهِ شكلٌ ولا نَقْطٌ فَيَحْتَجِرَا
36) وسارَ فى نُسَخٍ منها المدَنِى كوفٍ وشامٍ وبصرٍ تملأُ البَصَرا
37) وقيل مكةَ والبحرينِ معْ يمنٍ ضاعتْ بها نُسخٌ فى نشْرِها قُطَرا
38) وقال مالكٌ القرآنُ يُكْتَبُ بالْكتابِ الاوَّلِ لا مُسْتَحْدثاٍ سُطِرا
39) وقال مُصْحفُ عثمانٍ تغيَّبَ لم نجدْ لهُ بين أشياخِ الهُدى خَبَرا
40) أبوعُبَيْدٍ أولوا بعضِ الخزائنِ لى إستخرجُوهُ فأبصرْتُ الدِّمَا أَثَرا
41) وردَّهُ ولدُ النَّحاسِ مُعتَمِداً ما قَبْلَهُ وأباهُ مُنْصِفٌ نَظََرا
42) إذْلم يقُلْ مالِكٌ لاحَتْ مهالِكُهُ ما لا يفوتُ فيُرْجَى طالَ أو قَصُرا
43) وبينَ نافِعِهِم فى رسْمِهِم وأبِى عُبَيدٍ الخلفُ فى بعضِ الذى أَثَرَا
44) ولا تعارُضَ مع حُسْنِ الظُّنُونِ فَطِبْ صَدْراً رحيباً بما عن كُلِّهِم صَدَرَا
45) وهاكَ نَظْمَ الَّذى فى مُقْنِعٍ عَنَ ابِى عَمْرٍو وفيهِ زياداتٌ فَطِبْ عُمُرَا
باب الاثبات والحذف وغيرهما مرتبا على السور من البقرة إلى الاعراف
46) بالصَّادِ كُلُّ صِراطِ والصِّراطِ وقُلْ بِالحَذْفِ مالكِ يومِ الدِّينِ مُقْتَصِرَا
47) واحْذِفْهُمَا بعدُ فى ادَّرأْتُمُ ومسَا كينَ هنا ومعا يُخدِعُونَ جَرَى
48) وقاتِلُوهم وأفعالُ القتالِ بها ثلاثةٌ قبلَه تبدو لمنْ نَظَرا
49) هنا ويبصُطُ معْ مُصْيطِر وكذا المُصيطِرونَ بصادٍ مُبْدَلٍ سُطِرَا
50) وفى الإمامِ اهْبِطُوا مِصْراً به ألِفٌ وقُلْ ومِيكالَ فيها حَذْفُها ظَهَرا
51) ونافعٌ حيثُ واعدنا خطيئَتُهُ والصَّعْقَةُ الرِّيحُ تفدُوهم هنا اعْتُبِرَا
52) معاً دفعُ رهنٌ معْ مُضعفةً وعاهدوا وهنا تشابَهَ اخْتُصِرَا
53) يُضاعِفُ الخُلْفُ فيه كيف جاوكتا بهِ ونافعُ فى التحريمِ ذاكَ أرَى
54) والحذفُ فى ياءِ إبراهيمَ قيل هُنا شامٍ عراق ونِعْمَ العِرْقُ ما انْتَشَرَا
55) أوصَى الإمامُ مع الشَّامِىِّ والمَدَنِى شامٍ وقالوا بحذفِ الواوِ قبلُ يُرَى
56) يُقاتِلُونَ الَّذينَ الحذفُ مُختَلَفٌ فيه معاً طائراً عنْ نافعٍ وقَرَا
57) وقَاتِلُوا وثُلاثَ معْ رُباعَ كِتَا بَ اللهِ مَعْهُ ضِعافاً عاقَدَتْ حَصَرا
58) مراغَماً قاتلوا لامَسْتُمُ بهِما حَرْفَا السَّلامِ رسالتِهْ معاً أَثَرَا
59) وبالِغَ الكعبةِ احفظْهُ وقل قِيَماً والأَوْلَينِ وأكَّالونَ قد ذَكَرَا
60) وقلْ مساكينَ عن خُلْفٍ وهودَ بها وذى ويُونُسَ الاوْلَى ساحِرٌ خُبِرَا
61) وسارعوا الواوُ مَكِىٌّ عراقيةٌ وبا وبالزُّبُرِ الشَّامى فشَا خَبَرا
62) وبالكتابِ وقد جاءَ الخلافُ بهِ ورَسْمُ شامٍ قليلاً منهُمُ كَثُرَا
63) ورسمُ والجارِ ذا القرْبَى بطائِفةٍ من العراقِ عن الفرَّاءِ قد نَدَرَا
64) مع الإمامِ وشامٍ يرتَدِدْ مَدَنِى وقبْلَهُ ويقولُ بالعراقِ يُرَى
65) وبالغداةِ معاً بالواوِ كُلُّهُمُ وقُلْ معاً فارقوا بالحَذْفِ قدْ عُمِرَا
66) وقل ولا طائرٍ بالحذفِ نافِعُهُمْ ومعَ أكابرَ ذُرِّيَاتِهِمْ نَشَرا
67) وفالقُ الحبِّ عن خُلْفٍ وجاعلُ والْكُوفِىُّ أنجيْتَنا فى تائِهِ اخْتَصَرَا
68) لدارُ شامٍ وقلْ أولادَهُم شُرَكَا ئِهِمْ بياءٍ بهِ مَرْسُومُهُ نَصَرا
ومن سورة الأعراف إلى سورة مريم عليها السلام
69) ونافعٌ باطلٌ معاً وطائِرُهُم بالحذفِ معْ كلماتِه متَى ظَهَرا
70) معاً خطيئآتِ واليَا ثابتٌ بهِمَا عنهُ الخبائِثَ حرفاهُ ولا كَدَرَا
71) هُنا وفى يونُسٍ بكلِّ ساحرٍ التْتَأْخيرُ فى ألفٍ به الخلافُ يُرَى
72) ويا وريشاً بخلفٍ بعدَهُ ألِفٌ وطاءُ طَئِفٌ أيضاً فازْكُ مُخْتَبِرَا
73) وبصْطَةً باتِّفاقٍ مفسدينَ وقا لَ الواوُ شامِيَةٌ مَشهورةٌ أَثَرَا
74) وحذفُ واوِ وما كنَّا وما يتذَكْكَرونَ وأنجاكُمْ لهُم زُبِرَا
75) ومعْ قد افْلَحَ فى قصْرٍ أمانةِ مَعْ مساجِدَ اللهِ الاولَى نافعٌ أَثَرَا
76) ومعْ خلافَ وزادَ اللاَّمَ لِفْ ألِفاً لاَ أوْضَعُوا جُلُّهُمْ وأَجْمَعُوا زُمَرَا
77) لا أذْبحنَّ وعن خُلْفٍ معاً لا إلى مِنْ تحتِها آخراً مكيُّهُمْ زَبَرَا
78) ودونَ واوِ الَّذينَ الشامِ والمدَنِى وحرفُ ينشُرُكم بالشامِ قد نُشِرَا
79) وفى لِنَنْظُرَ حذفُ النونِ رُدَّ وفى إنَّا لَنَنْصُرُ عنْ منصُورٍ انْتَصَرَا
80) غَيبَتٌ نافعٌ وآيَتٌ مَعَهُ وعنهُ بَيِّنَتٍ فى فاطرٍ قُصِرَا
81) وفيهِ خُلْفٌ وآياتٌ به ألفُ الْإمامِ حاشا بحذفٍ صحَّ مُشْتَهَرَا
82) ويالدَى غافرٍ عن بعضهِم ألفٌ وها هنا ألِفٌ عن كُلِّهِم بَهَرَا
83) ونونَ نُنْجِى بها والأنبيا حذَفُوا والكافرُ الحذفُ فيه فى الإمامِ جَرَى
84) لا تَايْئَسُوا ومعاً يَايْئَس بها ألِفٌ فى استايْئَسَ استَايْئَسُوا حذفٌ فشَا زُبُرَا
85) والريحُ عن نافعٍ وتحتَها اختلَفُوا ويا بأيامٍ زادَ الخلْفُ مُسْتَطِرَا
86) بالحذفِ طائرُهُ عن نافعٍ وبأَوْ كِلاهما الخلْفُ والْيَا ليْسَ فيهِ يُرَى
87) سبحانَ فاحذِفْ وخُلْفٌ بعدَ قال هنا وقال مكٍّ وشامٍ قبلَه حَبَرا
88) تَزْوَرُّ زاكيةً معْ لتَّخذت بحَذْ فِ نافعٍ كلِماتُ ربِّىَ اعتُمِرَا
89) وفى خَراجاً معاً والرِّيحُ خُلْفُهُمُ وكُلُّهُمْ فخراجُ بالثُّبوتِ قَرَا
90) كُلٌّ بِلاَ ياءٍ اتُونِى ومكَّنَنِى مَكٍّ ومنْها عِراقٍ بعْدَ خَيْراً أَرَى
ومن سورة مريم عليها السلام إلى سورة ص
91) خلقتُ واخترتُ حذفُ الكلِّ واختلفوا بلا تَخَفْ نافعٌ تسَّاقَطِ اقْتَصَرَا
92) يسارعونَ جذاذاً عنه واتَّفقُوا على حرامٍ هنا وليسَ فيه مِرَا
93) وقال الاوَّلُ كُوفىٌّ وفى أوَلمْ لا واوَ فى مُصْحَفِ المكىِّ مُسْتَطَرا
94) مُعاجزين معاً يقاتلونَ لِنا فعٍ يدافعُ عن خُلْفٍ وفى نَفَرَا
95) وسامراً وعظاماً والعظامَ لِنا فعٍ وقلْ كمْ وقلْ إنْ كوفٍ ابْتَدَرَا
96) للهِ فى الآخِرَيْنِ فى الإمامِ وفى الْبَصْرىِّ قُلْ ألفٌ يزيدُها الكُبَرَا
97) سِراجاً اخْتَلفُوا والرِّيحَ مُخْتَلفٌ ذُرِّيَّةَ نافِعٌ معْ كلِّ ما انْحَدَرَا
98) ونُنْزِلُ النُّونُ مكِّىٌّ وحاذِفُ فَا رِهينَ عنْ جُلِّهِمْ معْ حَاذِرُونَ سَرَى
99) والشَّامِ قُل فتوكَّلْ والمَدِيْنِ ويأ تِيَنَّنِى النُّونُ مَكِّىٌّ به جَهَرَا
100) آياتُنا نافعٌ بالحذفِ طائرُكُم وادَّراكَ الشامِ فيها إنَّناسَطَرا
101) معاً بهادى على خلفٍ فناظِرَةٌ سِحْرانِ قل نافعٌ بفارغاً قَصَرا
102) مكِّيُّهُم قال موسى نافِعٌ بِعَلَيْهِ آيتٌ وله فصالُهُ ظَهَرَا
103) تُصَاعِرِ اتَّفقُوا تظَّاهرونَ لهُ ويسْألونَ بخُلْفٍ عالمِ اقْتُصِرَا
104) للكلِّ باعِدْ كذا وفى مسَاكِنِهِمْ عنْ نافعٍ ونُجازِى قادرٍ ذُكِرَا
105) كُوفٍ وما عَمِلَتْ والخُلْفُ فى فَكهِيِـ نَ الكلِّ آثارَهُمْ عَنْ نافعٍ أُثِرَا
ومن سورة ص إلى آخر القرآن
106) عن نافعٍ كاذِبٌ عِبادَهُ بخِلاَ فِ تامُرُونِّى بنُونِ الشَّامِ قد نُصِرَا
107) أشدَّ منكم له أو أنْ لكُوفيةٍ والحذفُ فى كلماتٍ نافعٌ نَشَرا
108) معْ يونُسٍ ومعَ التَّحريمِ واتَّفَقُوا على السَّماواتِ فى حَذْفينِ دُونَ مِرَا
109) لكنْ فى فصِّلت ثَبْتٌ أخِيرُهُمَا والحذْفُ فى ثمراتٍ نافِعٌ شَهَرَا
110) عنهُ أساورةٌ والرِّيحَ والمَدَنِى عنهُ بما كَسَبَتْ وبالشَّآمِ جَرَى
111) وعنهُما تشْتَهِيهِ يا عبادىَ لا وهُمْ عِبادُ بحذفِ الكلِّ قدْ ذُكِرَا
112) إحساناً اعتمَدَ الكوفِى ونافِعُهُمْ بقادرٍ حذفُهُ أثارَةٍ حَصَرا
113) ونافعٌ عاهدَ اذكُر خاشعاً بخِلا فِهِم وذا العَصْفِ شامٍ ذو الجلالِ قَرَا
114) تكذِّبانِ بخلفٍ معْ مَواقِعَ دعْ للشَّامِ والمَدَنى هو ا لمُنيفُ ذُرَا
115) وكلٌّ الشامِ إن تظاهَرا حذفُوا وأنْ تداركَه عن نافعٍ ظَهَرا
116) ثم المشارقِ عنْه والمغاربِ قُلْ عاليهِمُ معْ ولا كِذَاباً اشْتَهَرَا
117) قل إنما اختلفوا جِمالَتٌ وبحذ فِ كلِّهِمْ ألفاً مِن لامِهِ سُطِرَا
118) وجئَ أندلسٌ تزيدُهُ ألفاً معاً وبالمدنى رسْماً عُنُوا سِيَرَا
119) ختامُهُ وتصاحِبْنِى كبائرَ قلْ وفى عبادِى سُكارَى نافِعٌ كَثُرَا
120) فلا يخافُ بفاءِ الشَّامِ والمَدَنِى والضَّادُ فى بضنينٍ تجمعُ البَشَرا
121) وفى أريْتَ الَّذى أريتُمُ اختَلَفُوا وقُل جميعاً مِهاداً نافعٌ حَشَرا
122) معَ الظنونَ الرَّسولَ والسَّبيلَ لدَى الْـ أحزابِ بالألفاتِ فى الإمامِ تُرَى
123) بهودَ والنَّجمِ والفرقانِ كلِّهِمِ والعَنْكبوتِ ثموداً طَيَّبُوا ذَفَرَا
124) سلاسِلاً وقواريراً معاً ولدى البِصْرِىِّ فى الثَّانِ خُلْفٌ سارَ مُشْتَهَرَا
125) ولُؤْلُؤاً كُلُّهُمْ فى الحجِّ واختلَفُوا فى فاطرٍ وبِثَبْتٍ نافعٌ نَصَرا
126) وفى الإمامِ سواهُ قيلَ ذو ألِف وقيلَ فى الحجِّ والإنسانِ بَصْرٍ ارَى
127) للكوفِ والمدَنِى فى فاطرٍ ألِف والحجِّ ليسَ عن الفرَّاءِ فيه مِرَا
128) وزيدَ للفصلِ أو للهمزِ صُورَتُهُ والحذفُ فى نُونِ تأمنَّا وثيقُ عُرَا
باب الحذف فى كلمات تحمل عليها أشباهها
129) وهاكَ فى كلماتٍ حذفُ كُلِّهِمِ واحمِلْ على الشَّكلِ كُلَّ البابِ مُعْتَبِرَا
130) لكنْ أُولئِكَ واللاَّئِى وذلك هَا يَا والسَّلامَ معَ اللاَّتى فَرُدْ غُدُرَا
131) مساجدٌ وإلهٌ معْ ملائكةٍ واذكرْ تباركَ والرحمنَ مُغْتَفَرا
132) ولا خلالَ مساكينَ الضَّلالُ حَلا لُ والكلالةِ والخلاَّقُ لا كَدَرَا
133) سُلالةٍ وغُلامِ والظِّلالُ وفى ما بينَ لامينِ هذا الحذفُ قد عُمِرَا
134) وفى المثنَّى إذا ما لم يكُن طَرَفاً كساحرانِ أضلاَّنا فطِبْ صَدَرَا
135) وبعد نونِ ضميرِ الفاعِلَيْنَ كآ تَيْنَا وزِدْنَا وعلَّمْنَا حَلاً خَضِرَا
136) وعالماً وبلاغٌ والسَّلاسلَ والشْشَيْطانُ إيلافِ سُلطانٌ لِمَنْ نَظَرا
137) واللاَّعِنونَ مع اللاَّتِ القيامةِ أصْحابُ خلائفَ أنهارٌ صفَتْ نُهُرَا
138) أُولى يَتامَى نَصارى فاحذِفُوا وتعا لَى كُلُّها وبغيرِ الجِنِّ الآنَ جَرى
139) حتَّى يُلاقوا مُلاقُوهُ مباركاً احْفَظْهُ مُلاقيهِ بارَكْنا وكُنْ حَذِرَا
140) وكُلُّ ذِى عددٍ نحوُ الثَّلاثِ ثَلا ثَةٍ ثلاثينَ فادْرِ الكُلَّ مُعْتَبِرَا
141) واحفظْ فى الانفالِ فى الميعادِ مُتَّبِعًا تُرابَ رَعْدٍ ونَمْلٍ والنَّبأْ عَطِرَا
142) وأيُّهَ المؤمنونَ أيُّهَ الثَّقلانِ أيُّهُ الساحرُ احضُرْ كالنَّدَى سَحَرَا
143) كِتابٌ الاَّ الَّذى فى الرَّعدِ معْ أجلٍ والحِجْرِ والكهْفِ فى ثانِيْهِما غَبَرَا
144) والنَّملُ الأُولَى وقُل آياتُنا ومعاً بيونُسَ الأَوَّلَيْنِ اسْتَثْنِ مُؤْتَمِرَا
145) فى يُوسُفٍ خُصَّ قُرآناً وزُخْرُفِهِ أُولاهُما وبِإِثْباتِ العراقِ يُرَى
146) وساحرِ غيرُ أَخْرَى الذَّارياتِ بَدَا والكُلُّ ذُو ألِفٍ عن نافعٍ سُطِرَا
147) والأعجمىُّ ذو الاستِعْمالِ خُصَّ وقُلْ طالوتَ جالوتَ بالإثْبَاتِ مُغْتَفِرَا
148) يأجوجَ مأجوجَ فى هاروتَ تثْبُتُ معْ ماروتَ قارونَ معْ هامانَ مُشْتَهَرا
149) داودَ مُثْبَتٌ اذْ واوٌ بهِ حذَفُوا والحذفُ قلَّ بإسرائيلَ مُخْتَبرَا
150) وكُلُّ جمعٍ كثيرِ الدَّوْرِ كالْكَلِمَا تِ البَيِّنَاتِ ونحْوُ الصَّالحينَ ذُرَا
151) سِوَى المُشَدَّدِ والمهْموزِ فاختلفا عندَ العراقِ وفى التأنيثِ قدْ كَثُرَا
152) وما به أَلْفانِ عنهُمُ حُذِفَا كالصَّالحاتِ وعنْ جُلِّ الرُّسومِ سَرَى
153) واكتُبْ تَرَاء وَجاءنا بواحدةٍ تَبَوَّآ مَلْجَأً ماءَ معَ النُّظَرَا
154) نآى رَءا ومعَ أُولَى النَّجمِ ثالِثُهُ بالياءِ معْ ألِفِ السُّوآى كَذا سُطِرَا
155) وكلُّ ما زادَ أُولاهُ على ألِفٍ بواحدٍ فاعتَمِدْ مِنْ بَرْقِهِ المَطَرا
156) الآنَ أتى ءامنتُمْ ءأنْتَ وزِدْ قلْ أتَّخَذْتُمْ ورُدْ مِنْ رَوْضِها خَضِرَا
157) لأملأنَّ اشمأزَّتْ وامْتَلأْتِ لدَى جُلِّ العراقِ اطْمأنُّوا لم تنَلْ صُوَرَا
158) للدارُ وأْتُوا وفَأْتُوا واسْئَلُوا فَسَلُوا فى شَكْلِهِنَّ وبسمِ اللهِ نلْ يُسُرَا
159) وزِدْ بَنُوا ألِفاً فى يُونُسٍ ولَدَى فعلِ الْجَميعِ وواوِ الفَرْدِ كيفَ جَرَى
160) جاؤُ وباؤُ احذِفُوا فاؤُ سَعَوْ بسَبَأَ عَتَوْ عُتُواًّ وقُلْ تَبَوَّؤُ أُخَرَا
161) أنْ يعفُوَ الحذفُ فيها دونَ سَائِرِهَا يعفُو ويبلُوَ معْ لنْ نَدْعُوَ النُّظَرَا
باب من الزيادة
162) في الكهف شِينُ لِشاْئٍ بعده ألفٌ وقولُ في كلِّ شئٍ ليسَ مُعْتَبَرا
163) وزاد في مائتينِ الكلُّ معْ مِائَةٍ وفى ابْنٍ إثباتُهَا وصْفاً وقل خَبَرَا
164) لَنسْعفاً لَيَكوناً معْ إذاً ألفٌ والنونُ في وكأيِّنْ كُلِّهَا زَهَرَا
165) وَلَيْكةُ الألِفانِ الحذفُ نالهُما في صادِ والشُّعراءِ طيِّباً شَجَرَا
باب حذف الياء وثبوتها
166) وتَعرِفُ الياءَ في حال الثُبوتِ إذا حصَّلتَ محذوفَهَا فخُذهُ مُبْتَكَرَا
167) حيثُ ارهَبُونِ اتقونِ تكفرُونِ أطيـ ـعُونِ اسمَعونِ وخافونِ اعبُدونِ طَرَا
168) إلاَّ بياسينَ والدَّاعِىدعانِ وكِيـ ـدُونى سِوَى هُودَ تُخْزُونِي وَعيدِ عَرَا
169) وَاخشَوْنِ لاَ أوَّلاً تُكلِّمونِ يُكَذْ ذِبُونِ أُولَى دُعائي يَقْتُلُونِ مَرَا
170) وقد هدانِ وفى نذيري معَ نُذُرِى تَسَلْنِ في هودَ معْ يأْتِى بها وقَرَا
171) وتَشهدونِ ارجِعُونِ إِن يُرِدْنِ نَكيـ ـرِ يُنْقِذُونِ مَآبِ معْ متَابِ ذُرَى
172) عقابِ تُرْدينِ تُؤْتُونِي تُعلِّمَنىِ والبادِ إنْ تَرَنىِ وكالجَوابِ جَرَى
173) فى الكهف يهديَنى نبغى وفوقُ بِها أخَّرْتَنِ المهْتَدِى قُل فيهِما زَهَرَا
174) يهدينِ يسقينِ يشفيِن ويُؤْتِيَنىِ يُحييِن يستعجلُونى غابَ أو حَضَرا
175) تُفنِّدونِ ونُنَجِّ المؤمنيَنَ وها دِ الحجِّ والرُّومِ وَادِ الوادِ طِبْنَ ثَرَا
176) أشركتُمونى الجوارى كذَّبونِ فَأَرْ سِلُونِ صالِ فما تُغْنى يلى القَمَرَا
177) أهاننى سوف يؤت الله أكْرمنى أن يحضرونَ ويقض الحقَّ إذْ سَبَرَا
178) يسرى ينادى المنادى تفضحون وَتَرْ جُمُونِ تتبعنْ فاعتزِلُونِ سَرَى
179) دين تُمِدونَن لِيعبُدونِ ويطعمونِ والمتعال فاعلُ مُعتمِرَا
180) وخصَّ فى آلِ عمرانٍ من اتبعنْ وخُصَّ فى اتبعونى غيرَها سُوَرَا
181) بشِّر عباد التلاق والتناد وتقـ ـرَبونِ معْ تُنظرُونى غُصنُها نَضِرَا
182) فى النمل آتانِى فى صادٍ عذاب وما لأجل تنويْنِهِ كهادٍ اختُصِرَا
183) وفى المنادى سوى تنْزِيلِ آخرِهَا والعنكبوتِ وخُلفُ الزخرُفِ انتَقَرَا
184) إلاَفِهِم واحذِفُوا إحداهما كوَرَءْياً خاطئين والأُمِّيِّيْنَ مُقْتَفِرَا
185) مَنْ حَىَّ يُحْيِى ويَستحْىِ كذاك سِوَى هيِّئْ يُهيِّئ وعَلِّيِّيَن مُقْتَصَرَا
186) وذي الضميرِ كيُحييكم وسيئةٍ فى الفرد معْ سيئاً والسَّيِّئِ اقتُصِرَا
187) هيأ يهيأ مع السَّيِّأْ بها ألِفٌ معْ يائها رَسَمَ الغازى وقد نُكِرَا
188) بآيةٍ وبآياتِ العراقُ بِها ياآنِ عن بعضهم وليس مَشْتَهِرَا
189) والمُنْشِآتُ بها باليا بِلا ألفٍ وفى الهجاء عن الغازى كذاك يُرَى
باب ما زيدت فيه الياء
190) أَوْمِنْ وَرَاءْى حجابٍ زِيدَ ياهُ وفى تلقاءى نفسى وَمِنْ آناءي لا عُسُرَا
191) وفى وإيتاءى ذي القربى بأيِّيكُمُ بأيْدٍ إن مات معَ إنْ مِتَّ طب عُمَرَا
192) من نبا المرسلين ثمَّ فى ملاَءِ إذا أضيف إلى إضمار من سُتِرَا
193) لقاءِ فى الرُّومِ للغازِي وكُلُّهُمُ بِالْياَ بِلاَ ألفٍ فى اللاّئِ قبلُ تُرَى
باب حذف الواو وزيادتها
194) وَوَاوُ يَدْعُو لَدَى سُبْحانَ وَاقْتَرَبَتْ يمْحُوا بَحاميمَ ندعُو في اقرإِ اختُصِرَا
195) وَهُم نسوا اللَه قل والواوُ زيدَ أُولُوا أُولِى أُولاتِ وفى أُولئِكَ انْتَشَرَا
196) والخلفُ في سَاؤُرِيكُمْ قَلَّ وهْوَ لدَى أُوصَلِّبَنَّكمُ طه معَ الشُّعَرا
197) وحذفُ إحداهما فيما يُزادُ بِهِ بناءً أو صورةً والجمعُ عمَّ سُرَا
198) داود تُؤويهِ مسؤولاً ووُرِىَ قُلْ وفى لِيَسُوؤا وَفى الموْؤدةُ ابتُدِرَا
199) إنِ امرؤٌ والرِّبَوا بِالوَاوِ معْ ألفِ وليسَ خُلفُ رِبًا في الرُّومِ مُحْتَقَرَا
باب حروف من الهمز وقعت في الرسم على غير قياس
200) والهمزُ الاولُ في المرسومِ قُل ألفٌ سِوَى الَّذي بِمُرادِ الوَصلِ قد سُطِرَا
201) فهؤلاءِ بواوٍ يبْنَؤُمَّ بِهِ ويا ابن أمَّ فَصْلِهُ كلَّهُ سُطِرَا
202) أئنكم ياءُ ثَاني العنكبوتِ وفى الْـ أنعامِ معْ فُصِّلَتْ والنَّملِ قَدْ زَهَرَا
203) وَخُصَّ في أئذا مِتنا إذا وقعت وقل أئنَّ لنا يُخَصُّ في الشُّعَرَا
204) وَفوقَ صادٍ أئنا ثانياً رسموا وزِدْ إليه الذي في النمل مُدَّكِرَا
205) أئمةً وأئنْ ذُكِّرْتُمُ وأئفكا بالعراق ولا نصٌّ فَيَحْتَجِرَا
206) ويومَئذْ ولِئلاَّ حينئِذْ ولئِنْ ولامَ لِفْ لأهَبْ بدرُ الإمامِ سَرَي
207) وفي أُنَبِّئُكُمْ واوٌ ويُحْذَفُ في الرْ رُءْيَا ورُءْيا ورِءْيا كُلٌّ الصُّوَرَا
208) والنشأةُ الألفُ المرسومُ همزتُها أوْ مدةٌ وبياءٍ مَوئِلاً نَدَرا
209) وأن تبوَّآ مَعَ السُّوآى تنوأَ بِهَا قد صُوِّرتْ ألفا منه القياسُ يُرَى
210) وصُوِّرَتْ طرَفًا بالواوِ معْ ألفٍ في الرفع في أحرفٍ وقد علتْ خَطَرَا
211) أنبؤُا معْ شُفعؤُا معْ دُعؤُا بغا فرٍ نَشؤُا بهودٍ وحْدَه شُهِرَا
212) جزآؤُا حشرٌ وشُورى والعقودُ معاً في الأَوَّلَيْنِ وَوَالَى خُلفُهُ الزُّمَرَا
213) طه عراقٌ ومعْها كَهْفُهَا نبَؤٌا سِوَى براءةَ قُلْ والْعُلَمؤُا عُرَى
214) ومعْ ثلاثِ الملاَ في النَّملِ أوَّلُ ما في المؤمنينَ فتمَّتْ أربعاً زُهُرَا
215) وتَفْتَأُ معْ يتفيَّا والبلاءُ وقُل تظمأُ معْ أتوكَّا يَبْدَا انْتَشَرَا
216) يدْرأُ معْ علماءُ يعبأُ الضُّعَفَا ءُ وقل بلاءٌ مبينٌ بالغاً وَطَرَا
217) وفيكُمُ شركاءُ أمْ لَهُم شُرَكَا شُورى وأنباءُ فيهِ الخلفُ قد خَطَرَا
218) وفى يُنَبَؤُا الانسانُ الخلافُ يُنَشَّؤُا وفى مقنعٍ بالواوِ وقدْ مُسْتَطَرَا
219) وبعدُ را بُرآؤُا مع ألفٍ ولُؤْلُؤًا قد مضى في الباب مُعْتَصَرَا
220) ومعْ ضميِر جميعٍ أولياءُ بِلا واوٍ ولا ياءَ في مخفوضِهِ كَثُرَا
221) وقيل إنْ أولياؤُهُ وفى ألِفِ الْبِناءِ في الكلِّ حذفٌ ثابتٌ جُدُرَا
باب رسم الألف واواً
222) والواوُ فى ألفاتٍ كالزَّكوةِ ومِشْكوةِ مَنوةٍ النَّجوةِ واضحٌ صُوَرَا
223) وفى الصَّلوةِ الحيوةِ وانجلَى ألفُ الْـ مُضافِ والحذفِ فى خُلفِ العراقِ يُرَى
224) وفى ألِفَاتِ المضافِ و العميمِ بها لدى حيوةٍ زكوةٍ واوُ منْ خَبَرَا
225) وفى ألِفْ صَلواتٍ خُلْفُ بعضهِمْ والواوُ تثبتُ فيها مُجْمَعاً سِيَرَا
باب رسم بنات الياء والواو
226) الياءُ فى ألفٍ عن ياءٍ انقلبتْ معَ الضميرِ ومنْ دونِ الضميِر تُرَى
227) سِوَى عصانِى تولاَّهُ طَغا ومَعاً أقْصَا وَالاَقْصَا وسِيما الفتحِ مُشْتَهَرَا
228) وغيرَ ما بعدَ ياءٍ خوفَ جَمْعِهِما لكنَّ يَحيي وسُقياها بِها حُبِرَا
229) كِلتا وتَتْرا جميعاً فيهما ألفٌ وفى يقولونَ نخشَى الخلفُ قد ذُكِرَا
230) وبعدَ ياءٍ خطايا حذفُهُم ألفاً وقبلُ أكثرُهُم بالحذفِ قد كَثُرَا
231) بالْيَا تُقاةً وفى تُقاتِهِ ألفُ العراقِ واختلفُوا فى حذفِها زُبِرَا
232) يا ويلتى أسفَى حتى على وإلى أنَّى عسى وبَلَى يا حسرتَى زُبِرَا
233) جاءتْهُمُ رُسُلُهُمْ وجاءَ أمرُ وللِرْ رجالِ رَسْمٌ أُبَىٍّ ياءَها شَهَرَا
234) جاؤا وجاءَهُمُ المكىُّ وطِيبَ إِلَى الْـ إمَامِ يُعْزَى وكُلٌّ ليسَ مُقْتَفَرَا
235) كيفَ الضُّحى والقُوَى دحى تلى وطحى سجى زكى واوُها بالياءِ قد سُطِرَا
باب حذف إحدى اللامين
236) لامُ التى اللاَّءِى واللاَّتى وكيف أتى الْـ لذى معَ الَّليلِ فاحذِف واصدُقِ الفِكَرَا
باب المقطوع والموصول
237) وقل على الأصلِ مقطوعُ الحروفِ أتَى والوصلُ فرعٌ فلا تُلفَى به حَصِرَا
باب قطع ان لا وإن ما
238) أنْ لا يقولوا اقطعوا أنْ لا أقولَ وأنْ لا ملجأَ انْ لا إلهَ بهودٍ ابْتُدِرَا
239) والخلفُ فى الأنبيا واقطعْ بهودَ بأنَّ لا تعبُدُوا الثانِ معْ ياسينَ لا حَصَرَا
240) فى الحجِّ معْ نونَ أنْ لا والدُّخَانِ والاِمْـ تِحَانِ فى الرَّعدِ إنْ ما وحدَهُ ظَهَرَا
باب قطع من ما ونحو من مال ووصل ممن وممّ
241) فى الرومِ قل والنِّسا من قبلُ ما مَلَكَتْ وخُلْفُ ممَّا لدَى المنافقينَ سَرَى
242) لا خُلْفَ فى قطعِ مِنْ مَعْ ظاهرٍ ذكَرُوا ممَّن جميعا فَصِلْ ومِمَّ مُؤْتَمِرَا
باب قطع ام من
243) فى فُصِّلتْ والنِّساوفوقَ صادِ وفى براءةٍ قطعُ أمْ منْ عنْ فتىً سَبَرَا
باب قطع عن من ووصل الن
244) فى النُّورِ والنَّجمِ عنْ منْ والقيامةِ صِلْ فيها مع الكهفِ ألَّنْ عنْ ذكاً حَزِرَا
باب قطع عن ما ووصل فان لم واما
245) بالقطعِ عن ما نُهُوا عنه وبعدُ فإنْ لم يَستجيبوا لكمْ فَصِلْ وكُنْ حَذِرَا
246) واقطعْ سواهُ وما المفتوحُ همزَتُهُ فاقطعْ وأمَّا فَصِلْ بالفتحِ قدْ نُبِرَا
باب فى ما وإنّ ما
247) فى ما فعلْنَ اقطَعُوا الثانى ليبلُوَكُمْ فى ما معاً ثمَّ فى ما أُوحىَ اقتُفِرَا
248) فى النورِ والأنبيا وتحتَ صادِ معاً وفى إذا وقعتْ والرُّومِ والشُّعَرَا
249) وفى سِوَى الشُّعرا بالوصلِ بعضُهُمُ وإنَّ ما توعدونَ الأوَّلُ اعتُمِرَا
باب ان ما ولبئس وبئس ما
250) واقطع معاً أنَّ ما يدعُونَ عندَهُمُ والوصلُ أُثْبِتَ فى الأنْفالِ مُخْتَبَرَا
251) وأنَّ ما عندَ حرفُ النحلِ جاءَ كذا لبئسَ ما قطْعُهُ فيما حَكَى الكُبَرَا
252) قل بئسَ ما بخلافٍ ثمَّ يُوْصَلُ مَعْ خَلَفْتُونِى ومِنْ قبلُ اشتَرَوْا نُشُرَا
باب قطع كل ما
253) وقلْ أتاكُمُ منْ كلِّ ما قَطَعُوا والخلفُ فى كلَّما رُدُّوا فشا خَبَرَا
254) وكلَّ ماَ أُلْقِىَ اسمعْ كلَّ ما دَخَلَتْ وكلَّ ما جاءَ عنْ خُلْفٍ يَلىِ وُقُرَا
باب قطع حيث ما ووصل اينما
255) وحيثُ ما فاقْطَعُوا فأينما فصِلُوا ومثلُهُ أيْنَما فى النَّحلِ مُشْتَهِرَا
256) والخلفُ فى سورةِ الأحزابِ والشُّعَرا وفى النِّسا يَقِلُّ الوَصْلُ مُعْتَمِرَا
باب لكيلا
257) فى آلِ عمرانَ والأحزابِ ثانِيَهَا والحجِّ وصْلاً لكَيْلا والحديدِ جَرَى
باب يوم هم وويكان
258) فى الطَّوْلِ والذَّارياتِ القطعُ يوم هُمُ وَوَيْكَأَنَّ معاً وصْلٌ كَسَا حِبَرَا
باب مال
259) ومالِ هذا فقُلْ مالِ الَّذينَ فمَا لِ هؤلاءِ بقطعِ اللاَّمِ مدَّكِرَا
باب ولات
260) أبو عبيدٍ ولا تحينَ واصِلُهُ الْإمامِ والكلُّ فيهِ أعظَمَ النُّكُرَا
باب هاء التانيث التى كتبت تاء
261) ودونكَ الهاءَ للتانيثِ قدْ رُسِمَتْ تاءً لتَقْضِىَ منْ أنْفاسِهَا الوَطَرَا
262) فابدأْ مُضَافاتِهَا لِظاهرٍ تُرَعًا وَثَنِّ فى مُفْردَاتٍ سَلْسَلاً خَضِرَا
باب المضافات إلى الأسماء الظاهرة والمفردات
263) فى هودَ والرُّومِ والأعرافِ والبقرَةْ ومريمٍ رَحْمَتٌ وزُخرُفٍ سُبَرَا
264) معاً ونِعْمَتُ فى لقمانَ والبقرةْ والطُّورِ والنَّحلِ فى ثلاثةٍ أُخَرَا
265) وفاطرٍ مَعَهَا الثانى بمائدةٍ وآخرانِ بإبراهيمَ إذ حُزِرَا
266) وآلِ عمرانَ وامرأتٌ بها ومعاً بيوسُفٍ واهْدِ تحتَ النَّمْلِ مُؤْتَجِرَا
267) معها ثلاثٌ لدى التحريِمِ سُنَّتَ فى الْأنفالِ معْ فاطرٍ ثَلاَثِهَا أُخَرَا
268) وغافرٍ آخراً وفِطْرَتَ شَجَرَتْ لدى الدُّخَانِ بَقِيَّتْ مَعْصِيَتْ ذُكِرَا
269) معاً وقُرَّتُ عينٍ وابنتٌ كَلِمَتْ فى وَسْطِ أعرافِهَا وجَنَّتُ البُصَرَا
270) لدى إذا وقعتْ والنُّورِ لعْنَتَ قُلْ فيها وقبلُ فنَجْعَلْ لعْنَتَ ابْتُدِرَا
باب المفردات والمضافات المختلف فى جمعها
271) وهاكَ من مُفْرَدٍ ومِنْ إضافةِ ما فى جمعِهِ اختلفوا وليس مُنْكَدِرَا
272) فى يوسفٍ آيتٌ معاً غيابَتِ قُلْ فى العنكبوتِ عليْهِ آيَتٌ أُثِرَا
273) جمالتٌ بيناتِ فاطرٍ ثَمَرَتْ فى الغُرْفَتِ اللاَّتَ هيهاتَ العِذابُ صَرَا
274) فى غافرٍ كلماتُ الخلْفُ فيه وفى الثانى بيونُسَ هاءً بالعراقِ تُرَى
275) والتاءُ شامٍ مَدينىٌ وأسقَطَهُ نصيُرُهم وابْنُ الانْبارِىْ فَجُدْ نَظَرَا
276) وفيهِما التاءُ أَوْلَى ثَّم كُلُّهُمُ بالتَّا بيُونُسَ فى الاُولَى ذَكَا عَطِرَا
277) والتَّا فى الأنعامِ عنْ كُلٍّ ولاَ أَلِفٌ فيهِنَّ والتاءُ فى مرضاتِ قد جُبِرَا
278) وذاتِ معْ يا أبَتْ ولاتَ حيَن وقُلْ بِالْهَا مناةَ نصيرٌ عنهُمُ نَصَرَا
279) تَمَّتْ عقيلةُ أترابِ القصائدِ فى أسْنَى المقاصِدِ للرَّسْمِ الذَّى بَهَرَا
280) تِسعونَ معْ مائتينِ معْ ثمانيةٍ أبياتُها ينتظمْنَ الدُّرَّ والدِّرَرَا
281) ومالهَا غيُر عونِ اللِه فاخرةً وحمدِهِ أبداً وشُكرِهِ ذِكَرَا
282) ترجُو بأرجاءِ رُحماهُ ونعمَتِهِ ونَشْرِ إفضالِهِ وَجُودِهِ وََزَرَا
283) ما شان شانٌ مَراميها مسدَّدةٌ فِقْدانَ ناظِمِها فى عَصْرِهِ عَصَرَا
284) غريبةٌ مالها مِرآةُ مَنْبَهَةٍ فلا يلُمْ ناظرٌ منْ بدرِها سَرَرَا
285) فقيرةٌ حينَ لمْ تُغنى مُطالَعةً إلى طلائعَ للإغضاءِ مُعْتَذِرَا
286) كالوصلِ بيَن صِلاتِ المحسنيَن بها ظنًّا وكالهجرِ بينَ المُهْجِرينَ سَرَا
287) من عابَ عيباً لهُ عُذْرٌ فلا وَزَرَا يُنْجِيْهِ منْ عزَماتِ اللَّومِ مُتَّئِرَا
288) وإنما هِىَ أعمالٌ بِنِيَّتِهَا خذ ما صفا واحْتمِلْ بالعفوِ ما كَدَرَا
289) إن لا تُقَذِّى فلا تُقْذِى مَشَارِبَهَا لا تُنْزِرَنَّ نَزُوراً أو تَرَى غُزُرَا
290) واللهُ أكرمُ مأمولٍ ومُعْتَمَدٍ ومُسْتَغَاثٍ بهِ فى كُلِّ ما حُذِرَا
291) يا ملجأَ الفُقَرَا والأغنياءِ ومَنْ ألطافُهُ تكشِفُ الأسْواءَ والضَّرَرَا
292) أنتَ الكريمُ وغفَّارُ الذنوبِ ومَنْ يرجو سِواكَ فقدْ أوْدَى وقَدْ خَسِرَا
293) هبْ لى بُجودِكَ ما يُرْضِيكَ مُتَّبِعاً ومِنك مُبْتَغِياً وفِيكَ مُصْطَبِرَا
294) والحمدُ للهِ منشُوراً بشائِرُهُ مباركاً أوَّلاً ودائماً أُخَرَا
295) ثم الصلاةُ على المختارِ سيِّدِنَا مُحَمَّدٍ عَلَمِ الهادينَ والسُّفَرَا
296) تَنْدَى عبيراً ومسكاً سُحْبُها دِيَماً تُمْنَى بها لِلْمُنَى غَاياتُها شُكُرَا
297) وتَنْثَنِى فتَعُمُّ الآلَ والشِّيَعَ الْمُهاجرِينَ ومَنْ آوَى ومَنْ نَصَرَا
298) تُضَاحِكُ الزَّهْرَ مَسْروراً أسِرَّتُهَا مُعَرَّفاً عَرْفُها الآصالَ والْبُكَرَا
b
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات وتقضى الحاجات







بين يدي إصدار جديد
مركز الإمام أبي عمرو الداني للدراسات والبحوث القرائية المتخصصةشذور
بين يدي إصدار جديد
د.أشرف محمد فؤاد طلعت 2022-12-12

قصيدة عقيلة أتراب القصائد في أسنى المقاصد في رسم المصاحف. من نظم الإمام المقرئ الشيخ أبي محمد القاسم بن فيره الشاطبي، رحمه الله (ت٥٩٠ ه.). ضبط وتحقيق خادم القرءان الشريف د. أشرف محمد فؤاد طلعت

أهلت ميادين التأليف بميلاد إصدار مونق بهيج، ابتغى سبيل التحقيق والتقديم لـ«عقيلة أتراب القصائد في أسنى المقاصد» للولي الشاطبي (ت 590 ه‍)، في نضارة عرض و رشاقة إدلاء، ومعلوم أن هذه القصيدة نعتت في بعض مدونات الكَتب المتخصصة بالشاطبية الصغرى؛ لما أن هذه شاطبية الهجاء، والكبرى شاطبية الأداء، وارتداف هجاء المرسوم على أداء المروي الموصول متعارف مسنون، وكلاهما مما ينتهض به كيان الإقراء وتتساند لمطلوبه أركانه.

وليس يخفى على المهتمين أن «العقيلة» : عنوان لمتن قيّم شهير اعتنى بـ«علق علاقته أولى العلائق»؛ موضوعه: توصيف وتصوير لهجاءات المرسوم، وتفهيم لأقاويل مصنفي الرسوم، وذلك من خلال عقله لشوارد «مقنع» الحافظ أبي عمرو الداني، وبسط دلائل إقناعه، في نظيم رائق بديع، وأسلوب معجب متيع.

احتفل فضيلة الشيخ المحقق الأستاذ الدكتور أشرف محمد فؤاد طلعت بهذا المتن أيما احتفاء ـ على عادته ومعهود صنعته ـ وانتهضت لإقامة منصوصه وتحبير مرصوصه عزمات جده وحزمه ونصحه؛ فمثُل ـ بحمد الله ـ نجيزا مسربلا بأفضال الإجادة والإحكام، غدِقا بفرائد الإتقان وخلائق الإحسان، مبتغيا من الوسيلة في ارتياد هذا الشأو والارتقاء إلى ذاك البأو ما عرف عنه ـ حفظه الله ـ من تسخير «التقطيع العروضي» والتفنن في استعمال «التلوين الوظيفي» لتيسير قراءة النظم على القارئين، وتقريب مضمنه للطالبين، فضلا عما يتأيد به ذلك من نباهة التصحيح والتوجيه ، ووجاهة الترشيد و التنبيه، شيء ربما اعتبر من طرائف مقتفرات الرجل، وأنف مقترفاته، وهو مما أثمره عكوفه الملي في محراب النظر في أوضاع المدونات في علوم القراءات، وتهممه الصادق بإيصال المعرفة القرءانية للراغبين، على وفق مستويات المتلقين ومدارك أفهامهم.

جزاه الله خيرا على اجتهاده، ووفقه إلى مزيد إفضاله.

وإن المركز اليوم ـ مركز الإمام أبي عمرو الداني للدارسات والبحوث القرائية المتخصصة بمراكش ـ ليمتلئ ابتهاجا؛ إذ يبتدر هذا الإصدار المشرق المتميز بالنشرعلى صفحات موقعه العلمي، احتفالا بـ«عقيلة» الولي الشاطبي، واستلهاما لـ«مقنع» الحافظ الداني، أصل العقيلة، الذي يأتي استذكاره في هذه السنة استدعاء ممتدحا لذكرى ألفيته، واستحضارا بالغ الدلالة على سمو مقامه ورسوخ إمامته…وإن اهتمام الأمة بكتب هذين الإمامين الجليلين ليس إلا دليلا جاهرا على جميل الاعتراف بما لهما من فواضل الإفادة وأيادي النفع في محافل الدرس القرءاني، وهي شهادة صدق في أرجاء الأرض يرجى أن يكون لها في علياء السماء كريم الاستجابة ولاحب الرضوان.

رضي الله عن الإمامين، وأثاب كل من اهتبل بإخراج تراثهما على الوجه السديد والوضع المرضي، وأسهم في ذلك وأعان عليه.

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.

د. توفيق العبقري

لتحميل النظم المرجو الضغط هنا








بالای صفحه

https://journals.openedition.org/mideo/1502?lang=ar

المقدّمة

1إنّ علم رسم المصحف وهجائه الذي كانت مصادرُهُ الأولـى المصاحفَ العثمانيّةَ ثـمّ المنقولةَ منها من العلوم القرآنيّة التي حظيت بعنايةٍ مبكّرةٍ واهتمامٍ بالغٍ من قبل علماء القرآن من التابعين تدوينًا ودراسةً لظواهره وخصائصه؛ فظهرت فـي مختلف الأمصار حركة التأليف فـي هذا العلم أثناء القرن الثانـي الهجريّ، ككتابِ ٱختلافِ مصاحفِ الشام والحجاز والعراق لابنِ عامرٍ (ت118ھ)، والمقطوع والموصول فـي القرآن له أيضًا، وكتاب فـي هِجَاءِ المصاحف ليحيـى بن الحارث الذﱢمَاريّ (ت145ھ)، كلاهما من أهل الشام، وكتاب مرسوم المصاحف لأبـي عَمْرٍو (ت154ھ)، والمقطوع والموصول فـي القرآن لحمزة الزَّيَّات (ت156ھ)، وكتاب مقطوع القرآن وموصوله للكسائيّ (ت189ھ) وكتاب ﭐختلاف مصاحف أهل المدينة وأهل الكوفة وأهل البصرة عنه، وكتاب هِجَاءِ السُّنَّـةِ للغازِي بنِ قَيْسٍ الأندلسيّ (ت199ھ).

2بالمقابل نقف هنا أمام إشكال حضاريّ كبير، هو أنّ المصاحف العثمانيّة التي تشكّل أساس الرسم لَـمْ يُكتَبْ لها البقاءُ من جهةٍ وأنّ المدوَّناتِ الأولـى فـي علم الرسم قد فُقدت أصولُها الخطّيّةُ من جهةٍ أخرى، فلَـمْ يَصِلْ حتّـى نهاية القرن الرابع الهجريّ مـمّا أورده ابنُ النديـم (ت380ھ) فـي الفهرست من الكتب المؤلَّفة فـي ﭐختلاف المصاحف – وهي سبعة1– والكتب المؤلَّفة فـي هجاء المصاحف – وهي ثلاثة2– إلّا كتاب المصاحف (ط) لابنِ أبـي داود السِّجِسْتَانـيّ (ت316ھ). وهذا غيرُ مقصورٍ على هذا العلم، بل يتعدّاه إلـى علوم أخرى ذات صلة برسم المصحف، كعلم القراءات الذي لَـمْ يَصِلْ مـمّا ذكره ابنُ النديـم من تصانيف فيه – وهي 23 مؤلَّفًا3- إلّا كتاب القراءات الصغير لابن مجاهد (ت324ھ)، وهو كتاب السبعة فـي القراءات (ط)، وعلم الوقف والابتداء الذي لَـمْ يَصِلْ من تواليفه التي ذكرها ابنُ النديـم والبالغ عددها 12 تصنيفًا4 إلّا الوقف والابتداء فـي كتاب ﷲ عزّ وجلّ (ط) لابن سعدان (ت231ھ) وكتاب إيضاح الوقف والابتداء فـي كتاب ﷲ عزّ وجلّ (ط) لابن الأنباريّ (ت328ھ)5. وليس مِنَ الإنصافِ ألّا يُقَالَ: إنّ هذا الإشكالَ لَيَنْسَحِبُ بنِسَبٍ متفاوتةٍ على عموم العلوم فـي التراث العربـيّ والإسلاميّ.

3فالحاصل أنّ المؤلَّفات الأولـى فـي علم مرسوم المصاحف قد ٱندرست أصولُها مع مرور الوقت، لكن ليس بالشيء القليل ما نُقِلَ من موادﱢها وبقي محفوظًا فـي مؤلَّفات العصور اللاحقة والمتأخّرة.

المبحث الأوّل: المصادر الأوّليّة عن المصاحف العثمانيّة

4فرغم الحقيقة التاريخيّة أنّ المصاحف العثمانية لَـمْ يُكتَبْ لها البقاءُ، فكثيرًا ما يصرّح علماء الرسم القدامى بمشاهدتهم بعض هذه المصاحف، فمنهم مَنْ دوّن ما عايَنَهُ فيها من مواضع خاصّة فـي الرسم وما لاحَظَه من ظواهر كتابيّة فيه، وبعضهم أَدْلَـى بِـمَا ٱطّلع عليه وطالعه روايةً، فرُويت عنهم أقوالٌ بهذا الصدد. من أشهر هؤلاء العلماء عاصمٌ الجحدريُّ (ت128ھ) الذي ٱطّلع على مصحف الإمام الخاصّ بالخليفة عثمان بن عفّان (ت35ھ) ونافعٌ المدنـيُّ (ت169ھ) الذي كان لا ينقطع عن معاينة مصحف أهل المدينة طوال مدّة إمامته بالمسجد النبويّ وأبو عُبيدٍ (ت224ھ) الذي تصفّح مصحف الإمام الذي يُقال له مصحف عثمان (على حدّ تعبيره) ورقةً ورقةً.

5(1) يتقدّم هؤلاءِ وفاةً عبدُ ﷲ بن عامر اليَحْصُبـيُّ (ت118ھ)6: أحد القرّاء السبعة. كان إمام أهل الشام فـي القراءة. قد ﭐنتهت إليه مشيخة الإقراء بها. كما تقدّم ذكرُه، له كتابان فـي الرسم: (كتاب ٱختلاف مصاحف الشام والحجاز والعراق) و (المقطوع والموصول فـي القرآن). أمّا الأوّل، فلعلّه الكتاب الذي رَوَاهُ عنه تليمذُهُ يـحيـى بنُ الحارثِ الذﱢمَارِيُّ (ت145ھ)؛ وكان ابنُ عامرٍ قد ٱستخرجه من هجاءِ مصحفِ عثمانَ الذي وَضَعَهُ للعامّة، أيْ لأهل الشام7. من هذا الكتاب نقلٌ نادر نفيس، يعكس قدم مرسوم ﴿شاى﴾ بألف بعد الشين، كالآتـي: «وكلُّ (شَيء) فـي القرآن فهو بألفٍ: ﴿شاى﴾»8؛ وهو كذلك مرسوم فـي جميع مصحف عبد ﷲ بن مسعود على ما قاله محمّد بن عيسى الأصبهانـيّ (ت253ھ)9. وقد أشار السخاويّ (ت643ھ) إلـى قدم هذا النمط من الكتابة بقوله: «وﭐعلمْ أنّ هذه الزيادةَ قد وقعت فـي مصاحفِ الصحابةِ بغيرِ شكﱟ. ورأيتُ فـي المصحف الشاميّ مواضعَ بألفٍ ومواضعَ بغير ألفٍ»10. من جهته أكّد غانـم الحمد على حضور هذا النمط وقدمه بقوله: «فبالرغم من أنّ هذه الظاهرة لَـمْ تَأْتِ فـي المصحفِ إلّا فـي مكانٍ واحدٍ [23:18] حسب رواية أئـمّة الرسم، ولكن نجد أنّ ذلك الهجاء للكلمة يكادُ أن يكونَ رسـمًا شائعًا لها فـي القرن الأوّل حسب ما تدلُّ عليه النصوصُ والرواياتُ»11. لكن هذا النمط تَلَاشَى فـي مصاحف القرون اللاحقة إلـى حدّ العدم. يشهد لذلك قولُ الدانـيّ (ت444ھ): «لَـمْ أَجِدْ شَيْئًا من ذلك فـي مصاحفِ العراقِ وغيرِها بألفٍ»12. بالطبع يُستَثْنَـى من ذلك موضع سورة الكهف، كما تقدّم؛ وهو المعتمد فـي الطبعة الرسـميّة للقرآن الكريـم.

6(2) عاصم الجحدريّ: هو أبو الْمُجَشِّر عاصم بن أبـي الصَّبَّاح الجحدريّ، من قرّاء أهل البصرة13. يظهر دوره فـي مشاركته فـي مشروع المصاحف الثانـي المنعقد فـي مدينة واسط بين 84-85ھ بِـمُبَادَرَةٍ من الحجّاج بن يوسف الثقفيّ (ت95ھ)، والـي العراقَيْنِ آنذاك، وبدعمٍ وتبريكٍ من الخليفة الأمويّ عبد الملك بن مروان (ت86ھ) وبإشراف الإمام الحسن البصريّ (ت110ھ) الذي رَأَسَ فيه لجنةَ العملِ14؛ فقد كان أحد أعضاء اللجنة التي شكّلها الحجّاجُ لمباشرة أعمال هذا المشروع15. لقد تـمكّن من الاطّلاع على مصحف الإمام الخاصّ بالخليفة عثمان بن عفّان (ت35ھ)، لأنّ مشروعَ المصاحفِ الثانـيَ ٱعْتَمَدَ عليه فـي أعمالِهِ، إذ جُلِبَ خصّيصًا لهذا الغرضِ وهو حينئذٍ عند آلِ عثمان16.

7ما يـمكن الوقوف عليه مِـمّا عاينه وشاهده فـي المصحف الإمام يَصِلُ إلـى سبع عشرة روايةً ذاتَ علاقةٍ بـمرسوم مصحف الإمام، رواها عنه هارونُ بنُ موسى الأَعْوَرُ (ت حوالـي170ھ) والمعلَّى بنُ عيسى (ت148ھ)17. كان الأخيرُ وَرَّاقًا ناقطًا للمصاحف، مِنْ أثبتِ الناسِ فـي روايَـتِهِ عن عاصمٍ الجحدريﱢ. رَوَى عنه عَدَدَ الآيِ والأَجْزَاءِ حسبَ أهلِ البصرة18.

8(3) نافع المدنـيّ: هو نافع بن عبد الرحمن المدنـيّ، أحد القرّاء السبعة. وُلد بالمدينة ومات بها سنة 169ھ. كان أَقْرَأَ الناسَ بـها بجميع القراءات، منها ٱختياره، دهرًا طويلًا. ذكر تلميذه قالون (120-205ھ) أنّه صلّى فـي المسجدِ النبويﱢ ستّين سَنَةً19. قد ﭐنتهت إليه رئاسةُ القراءةِ بالمدينةِ وصار الناسُ إليها. قال أبو عبيد (ت224ھ): «إلـى نافعٍ صارَتْ قراءةُ أهلِ المدينة وبها تَـمَسَّكُوا إلـى اليوم»20. مِثْلُهُ قَوْلُ ابنِ مجاهدٍ (ت324ھ): «كان الإمامَ الذي قام بالقراءة بعد التابعين بـمدينة رسول ﷲ، ﷺ، نافعٌ. وقال: وكان عالِمًا بوُجُوهِ القراآتِ، مُتَّبِعًا لآثارِ الأئمّةِ الماضِينَ ببلدِهِ»21.

9عَزَا له ابنُ النديـم (ت380ھ) بعض المؤلَّفات، ككتابه فـي وَقْفِ التَّمَام وكتابه فـي مُتَشَابِهِ القرآنِ وكتاب عَدَدِ المدنـيﱢ الأوّلِ له وكتاب العَدَدِ الثانـي عنه وكتابه فـي عَوَاشِرِ القرآن22؛ فالأوّلُ فـي علم الوقف والابتداء، والثانـي فـي علمِ مُتَشَابِهِ الكتاب23، والثالث والرابع، كلاهما فـي علمِ العَدَدِ، والأخير فـي تَجْزِئَةِ القرآن على نظامِ التَّعْشِير.

10أمّا المصحف الذي ٱطَّلَعَ عليه وطالَعَهُ، فكان الذي خصّصه الخليفة عثمانُ (ت35ھ) لأهل المدينة. قال اللبيبُ: «فكان المصحفُ الذي أَعْطَى عثمانُ لأهلِ المدينةِ لا يزالُ عِنْدَهُ؛ فَبِكَثْرَةِ مُطَالَعَتِهِ له ومُوَاظَبَتِهِ إيّاه تصوّر فـي خلده؛ فلَـمْ تُؤْخَذْ حقيقةُ الرَّسْمِ إلّا عن نافعٍ»24. وعنه أَخَذَ الغازِي بنُ قَيْسٍ الأندلسيّ (ت199ھ) القراءة عرضًا وسـماعًا وضبط عنه اختياره25. «وصحّح مصحفه على مصحفِ نافعٍ ثَلَاثَ عَشْرَةَ مرّةً»26.

11(4) الكسائيّ (ت189ھ): هو أبو الحسن عليّ بن حمزة بن عبد ﷲ الكوفـيّ النحويّ، أحد الأئمّة القرّاء السبعة. يُعْرَفُ بالكسائيّ الكبير. قال الأندرابـيّ (ت بعد470ھ) بحقّه: «كان قارئَ أهلِ الكوفة ومقرئهم بها وإمامَهم الذي تـمسّكوا بقراءته وٱقتدوا به فيها بعد حمزة من وَقْتِهِمْ إلـى وقتنا. وكان كثيرَ الروايةِ للحديثِ والعلم، عالِمًا بِـمَا مَضَى عليه السلفُ من القراءة. وكانت العربيّةُ علمَه وصناعتَهُ»27. لقد ألّف من الكتبِ كتاب الهجاء وكتاب مقطوع القرآن وموصوله، كلاهما فـي علم الرسم28. إنّ أقوال الكسائيّ فـي موضوع الرسم، سواء كانت بالأصالة مدوّنةً أو مرويّةً عنه شفاهةً، مبثوثة فـي مصادر الرسم اللاحقة. منها ما نقله الدانـيّ فـي المقنع: «قال الكسائيُّ: رأيتُ فـي مصحفِ أبـيﱢ بن كعبٍ ﴿وَلِلرﱢجَالِ﴾ [228:2] كتابها ﴿وللرحىل﴾، ﴿وَجَاءَتۡـهُمۡ رُسُلُهُمۡ﴾ [13:10]: ﴿وحىاىهم﴾، ﴿وَجَاءَ أَمۡرُ رَبِّكَ﴾ [76:11]: ﴿وحىا﴾»29.

12إنّ أهمّيّة هذا النقل تكمن فـي عكسه نَـمَطَيْنِ قديـمَيْنِ فـي كتابة المصاحف الحجازيّة. الأوّل رسم حرف المدّ (الألف) ياءً من أجلِ الكتابةِ العربيّة الْمُثْلَى التي رُسم عليها الرسم العثمانـيّ وتتجلّى بأصلين، أصل الحدّ الأدنـى الممكن من عَدَدِ وِحْدَاتِ الرسم فـي الكلمة الواحدة، يكمّله أصل الحدّ الأدنـى الممكن من عددِ أحرفِ وحدةِ الرسمِ الواحدةِ؛30 فالتاء تـمتاز بقابليّةِ الاتّصالِ يَـمْنَةً ويَسْرَةً فـي الكتابة، مـمّا يـمنع ٱزْدِيَادَ وِحْدَةِ رسمٍ فـي الكلمةِ؛ فالكلمة ﴿وَلِلرﱢجَالِ﴾ مكوّنة من اربع وحداتِ رسمٍ، بينما ﴿وللرحىل﴾ أقلّ وِحْدَةً.

13أمّا النمط الآخر، فهو رسمُ صورةِ الهمزةِ المتطرّفةِ ألفًا، كما فـي المثالين المذكورين: ﴿وَجَاءَتۡـهُمۡ﴾ مقابل ﴿وحىاىهم﴾ على عدم ٱعتبار اللاحقة، ﴿وَجَاءَ﴾ مقابل ﴿وحىا﴾، أيْ كتابتها بألفٍ بصرف النظر عن حركة ما قبلها، كما تُكتَب الهمزةُ بألفٍ دائمًا فـي الابتداء؛ وهو الأصل. تطرّق إلـى ذلك الفَرَّاءُ (ت207ھ) قائلًا: «قوله: ﴿هَيِّئۡ﴾ [10:18] كُتبت الهمزةُ بالألفِ ﴿هَيِّأۡ﴾ بِـهِجَائِهِ. وأكثرُ ما يكتبُ الهمزُ على ما قبله؛ فإنْ كان ما قبله مفتوحًا، كُتبت بالألفِ؛ وإن كان مضمومًا، كُتبت بالواو؛ وإنْ كان مكسورًا، كُتبت بالياء. وربّـما كَتَبَتْهَا العربُ بالألفِ على كلﱢ حالٍ، لأنّ أَصْلَها أَلِفٌ. قالوا: نراها، إذا ابْتُدِئَتْ، تُكتَبُ بالألفِ فـي نصبِها وكسرِها وضمِّها، مثل قولِكَ: أُمِرُوا وأَمَرت وقد جِئتَ شَيئًا إِمْرًا؛ فذهبوا هذا المذهبَ. قال: ورأيتُها فـي مصحف عبد ﷲ ﴿شَيۡأ﴾ فـي رفعِهِ وخفضِهِ بالألفِ. ورأيتُ ﴿يَسۡتَهۡزِءُونَ﴾: ﴿ يَسۡتَهۡزِأُونَ﴾ بالألف؛ وهو القياسُ. والأوّلُ أكثرُ فـي الكتبِ»31.

14خلاصة كلام الفرّاء أنّ كتابةَ همزةِ الابتداءِ بالألفِ هو الأصلُ. كذلك الهمزة المتطرّفة قياسًا على ذلك. هذا نـمط كتابة قديـم، أصبح حضورُهُ فـي الكتابة ضعيفًا فـي عصره، أيْ فـي حالةٍ من التراجع والتلاشي، يقابله ويوازيه نـمط كتابة أحدث من الأوّل، له حضور فـي الكتابة قويّ ومهيمن، يعتبر حركةَ ما قبل الهمزة المتطرّفة وحسبها تُكْتَبُ صورتُها؛ فبالإضافة لما ذَكَرَهُ، ثـمّة حال رابعة للهمزة المتطرّفة: إن كان ما قبلها ساكنًا، فلا صورةَ لها، مثل مَرْءٍ ومِلْءٍ ودِفْءٍ وعِبْءٍ. قد يُفهَم من كلامه أنّه يتحدّث كذلك عن الهمزة المتوسّطة، كما يوحي الموضع الأخير، أيْ بالإجمال عن أنواع الهمزة الثلاثة: الابتدائيّة والمتوسّطة والمتطرّفة. وليس الأمر كذلك، بل كلامه عن المتطرّفة قياسًا على الابتدائيّة، لأنّ المتوسّطة لها قاعدة مختلفة عن أُخْتَيْهَا، وذلك بالمقارنة بين حركتِها وحركةِ ما قبلها، حيث تكون النتيجة لصالـح الحركة الأقوى حسب السلّم التالـي: (الكسرة، دونها الضمّة، دونهما الفتحة ثـمّ السكون)؛ فالمثال الأوّل الذي أَوْرَدَهُ هنا ﴿هَيِّئۡ﴾ من ذوات الهمزة المتطرّفة. كذلك ﴿يَسۡتَهۡزِءُونَ﴾، لأنّ اللاحقةَ (ون) غيرُ معتبرة، وإلّا لصُوﱢرَتِ الهمزةُ ياءً فـي (يَسۡتَهۡزِئُونَ) على ٱعتبار اللاحقة التي تجعلها متوسّطةً، لأنّ حركةَ ما قبلها (الكسرة) حالتئذٍ أقوى من حركتها (الضمّة) حسب سلّم الدرجات المذكور آنفًا.

15لقد ﭐستشهد الفرّاءُ (ت207ھ) هنا بـمصحف عبد ﷲ بن مسعود (ت32ھ) المدوَّن بالخطّ الحجازيّ، تحديدًا بالخطّ المكّيّ، لأنّ صاحِبَهُ بالأصالة من أهل مكّة. هذا يعنـي أنّ هذا النمط القديـم من خصائص خطّ المصاحف المكّيّة القديـمة. للغرض ذاته تحدّث الفرّاءُ عن هذا النمط فـي مواضع أخرى وٱستشهد مجدَّدًا بـمصحفِهِ ومصاحفِ أصحابه. قال فـي رسم موضِعَيِ الحجّ وفاطر: ﴿وَلُؤۡلُؤًا﴾ [23:22؛33:35]: «ورأيتُها [33:35] فـي مصاحفِ عبد ﷲ والتي فـي الحجّ خاصّةً ﴿وَلُؤۡلُأً﴾ [33:35]، ﴿وَلُؤۡلُأً﴾ [23:22] بِـهِجَائِهِ32، وذلك أنّ مصاحِفَهُ قد أجرى الهمز فيها بالألفِ فـي كلﱢ حالٍ، إنْ كان ما قبلها مكسورًا أو مفتوحًا أو غير ذلك»33. ثـمّ قال فـي موضع الحديد [26:57]: «والهمزة فـي كتابِهِ تُثْبَتُ بالألفِ فـي كلّ نوع»34. يجب التوكيد مرّة أخرى أنّ الفرّاء لا يتحدّث عن الهمزة المتوسّطة، لأنّ الحالات التي ذكرها تخصّ المتطرّفة، وإلّا لكان من المتوقّع أن يُكْتَبَ الموضعُ المذكورُ على نحو (لُألُأً) بألف متوسّطة وأخرى متطرّفة. يعضد ذلك ما نقله الدانـيّ من أمثلة قرآنيّة من كتاب هِجَاءِ السُّنَّةِ للغازي بن قيس الأندلسيّ (ت199ھ) فـي مرسوم قوله: ﴿وَهَيِّئۡ لَنَا﴾ [10:18]، ﴿وَيُهَيِّئۡ لَكُمۡ﴾ [16:18]، ﴿وَمَكۡرُ ﭐلسَّيِّئُ﴾ [43:35] ثـمّ ﴿ﭐلۡمَكۡرُ ﭐلسَّيِّئُ﴾ [43:35]: «رأيتُ هذه المواضعَ فـي كتاب هجاء السنّة بألفٍ بعد الياءِ. وحكى أبو حاتـم أنّ فـي بعضِ المصاحفِ ﴿وَهَيِّأۡ لَنَا﴾ [10:18]، ﴿وَيُهَيِّئۡ لَكُمۡ﴾ [16:18] بألفٍ صورةً للهمزةِ»35. قال السخاويّ (ت643ھ): «وقد رأيتُ هذه المواضعَ فـي المصحفِ الشاميﱢ، كما ذكَرَ الغازِي بنُ قَيْسٍ، رحمه ﷲ: ﴿هَيِّأۡ لَنَا﴾ [10:18]، ﴿يُهَيِّأۡ﴾ [16:18]، ﴿وَمَكۡرُ ﭐلسَّيِّأِ﴾ [43:35] و ﴿ﭐلۡمَكۡرُ ﭐلسَّيِّأُ﴾ [43:35]، كلُّ ذلك بأَلِفٍ بعد الياءِ. جعلها صورةً للهمزة»36. أمّا تفسير هذه الظاهرة، فيحتمل وجهَيْنِ. الأوّل هو كراهة ﭐجتماع المثلين فـي الخطّ، كٱجتماع الياء بأختها التي هي صورةٌ للهمزة المتطرّفة فـي هذه المواضع، مـمّا دفع إلـى إبدال الثانية ألفًا، نحو عُلْيَا ودُنْيَا على وزنِ فُعْلَى؛ بذلك بقي عددُ وحدات الرسم وعددُ الأحرفِ بلا تغيير فيهما. أمّا الثانـي، فهو ٱعتماد كتابة الهمزة المتطرّفة بألف على كلﱢ حالٍ، كأختها الابتدائيّة؛ وهو الأرجح عندي، إذ كتابة كلمة (شيأ) بألفٍ فـي الرفع والخفض، كما هي مرسومة فـي مصحف ابن مسعود، يقوّيه ويعضده، إذ لا ٱجتماع لمثلين فيها. وهذا النمط من الكتابة يتوافق مع الكتابة العربيّة المثلى المعتمدة فـي الرسم العثمانـيّ فـي أصلها الأوّل (الحدّ الأدنـى الممكن من عدد وحدات الرسم فـي الكلمة الواحدة)، لكنّه يخالفها فـي أصلها الثانـي (الحدّ الأدنـى الممكن من عدد الأحرف فـي وِحْدَةِ الرسم الواحدة)، إذ يزيدُ هذه الكلمةَ ذاتَ الوِحْدَةِ الواحدةِ حرفًا، فيصبح عددُ أحرفِها ثلاثةً (شيأ) [رسـمًا (سـىا)] مقابل حرفين (شيء) [رسـمًا (سى)]، إذ الهمزة معدومة الصورة ليست جزءًا من الرسم.

16عودٌ على أقوال الكسائيّ: نقل عنه أبو عبيد (ت224ھ) فـي كتاب القراءات له خُلُوَّ الألفِ فـي مواضع ﴿ﭐلۡمُؤۡمِنُونَ﴾ الثلاثة: ﴿للهِ﴾، ﴿للهِ﴾، ﴿للهِ﴾ [85:23/87/89]، كالآتـي: «وذكر الكسائيُّ أنّها فـي مصحفِ أبـيّ بن كعبٍ كذلك أيضًا». ثـمّ قال: «وكان الكسائيُّ يحكي عن العربِ أنّه يُقَالُ: مَنْ رَبُّ هذه الدارِ؟ فيقولون: لِفُلَانٍ، بـمَعْنَـى هِيَ لِفُلَانٍ»37.

17يُستفاد من هذا النقل، كما فـي النقل الأوّل المتقدّم ذكره، أنّ الكسائيّ يعرف جيّدًا مصحف أبـيّ بن كعب، إذ صحّت نسبتُهُ إليه؛ فبالتالـي كان يحيل عليه ويعتمده فـي مباحثه؛ فعُرف بهذا المصحف أكثر من غيره، كما عُرف نافعٌ بـمصحفِ أهلِ المدينةِ وعاصمٌ الجحدريُّ بـمصحفِ الإمام.

18كذلك يستفاد من هذا النقل أنّ الكسائيَّ يعلّل مظاهِرَ الرسمِ ويحتجّ لها بلغةِ العرب38، مـمّا يشكّل نَقْلَةً نَوْعِيَّةً وتطوُّرًا جديدًا فـي مباحثة الرسم دون الاقتصار على جمع المواضع والاكتفاء بوصفها. وقد نقل السخاويّ (ت643ھ) فـي شرحه (الوسيلة فـي كشف العقيلة) أقوالًا كثيرة للكسائيّ من هذ القبيل، يذكرها عنه مباشرةً أبو عبيد (ت224ھ)39 وخلفُ بنُ هشام القارئ (150-229ھ)40 ونُصيرُ بنُ يوسف (ت ح240ھ)41. أمّا ثعلب (ت291ھ)، فيذكر أقوالَ الكسائيﱢ ذاتَ الطابعِ اللغويﱢ بواسطةٍ، أيْ عن طريقِ أصحابِ الكسائيﱢ42.

19أمّا ما رواه عن مصاحف الأمصار، فينحصر فـي ٱختلاف مصاحف الكوفة والبصرة والمدينة. يروي ذلك عنه تلميذاه خلّاد بن خالد الكوفـيّ (ت220ھ) ومحمّد بن سفيان الكوفـيّ؛ فالأوّل رَوَى عنه مثلًا موضع آل عمران [133:3]: «قال: ٱختلفت أهل المدينة وأهل الكوفة وأهل البصرة؛ فأهل المدينة فـي آلِ عمران ﴿سَارِعُواْ إِلَـى مَغۡفِرَةٍ مِّن رﱢبِّكُمۡ﴾ بغيرِ واوٍ، وأهلُ الكوفةِ وأهلُ البصرةِ ﴿وَسَارِعُواْ﴾ بواوٍ»43، وموضع النساء [36:4]: «قال: فـي مصاحف أهل الكوفة ﴿وَﭐلۡجَارِ ذا ﭐلۡقُرۡبَـى﴾. وكان بعضُهم يقرؤها كذلك. ولستُ أعرفُ أحدًا يقرؤُها اليومَ إلّا (ذِى)»44، وموضع الكهف [36:18]: «قال: أهلُ المدينةِ ﴿خَيۡرًا مِنهُمَا﴾ وأهلُ الكوفة وأهلُ البصرة ﴿مِنهَا﴾»45. أمّا الآخر، فرَوَى عنه مثلًا موضع يس [35:36]: «قال: فـي مصاحفِ أهلِ الكوفةِ: ﴿وَمَا عَمِلَتۡ﴾ بغيرِ هاءٍ، وأهل البصرة وأهل المدينة: ﴿وَمَا عَمِلَتۡهُ أَيۡدِيهِمۡ﴾»46.

20(5) أبو عبيد: هو القاسم بن سلّام الهرويّ (157-224ھ). عرّفه الأندرابـيّ (ت بعد470ھ) كالآتـي: «كان أبو عبيد إمامَ المسلمين فـي زمانه فـي علم القراءات والحديث والفقه والعربيّة. وله فـي كلﱢ نوعٍ من ذلك كتبٌ مصنَّفةٌ مشهورةٌ، مرضيّةٌ عند العلماء. وكان ذا دِينٍ وصدقٍ وورعٍ وٱتّباعٍ. قد عرف وجوهَ القراءات منها، فٱختار منها للعامّة قراءةً، أكثرُها من الأئمّة أَهْلًا47 وأعربُها فـي كلام العرب لغةً وأصحُّها فـي التأويل مذهبًا عنده من غيرِ أَنْ يُخَالفَ فـي شيءٍ من ذلك الأئمّةَ الذين تقدّم ذكرُهُمْ فـي الكتاب. وٱجتمع على ذلك لاختيارِه كثيرٌ مِنَ العَوَامﱢ48 فـي كثيرٍ من أمصارِ المسلمينَ من وقتِه إلى وقتِنا»49.

21له مجموعة من التواليف فـي فُنُونٍ شتّـى، منها ما وصلنا، وبعضها فـي عداد الكتب المفقودة. أمّا ما يتعلّق بـمَرْسُومِ مصاحفِ الأمصار، فتحدّث عن هذا الموضوع بـمزيدٍ من التفصيل والبيان مع نُقُولٍ وشَوَاهِدَ فـي كتاب القراءات له، وهو مفقود، وتطرّق إليه فـي أبواب معيّنة50 من كتاب فضائل القرآن (ط) له أيضًا، خاصّة ما أجراه من مقارنات بين مرسوم مصاحف الأمصار51.

22صنّف أبو عبيد كتابه فـي القراءات مقيّدًا بالمعانـي والإعراب على وَصْفِ الدانـيّ (ت444ھ)52. من جهته قال ابن الجزريّ (ت833ھ): «كان أَوَّلَ إمامٍ مُعْتَبَرٍ جَمَعَ القراآت فـي كتابٍ أبو عُبيدٍ القاسمُ بنُ سَلَّامٍ»53. قد جمع فيه سبع عشرة قراءةً مع قراءات الأئمّة السبعة. يُعَدُّ من أوائل الكتب الجامعة للقراءات54.

23أمّا المصحف الذي رآه وعاينه، فهو مصحف الخليفة عثمان الخاصّ به على قوله55؛ وهو المصحف الأوّل الذي نسخه زيد بن ثابت وأصحابه ويُعرَف بالإمام، لأنّ المصاحف التي خُصّصت للأمصار قد نُسخت بناءً عليه، كما أمرهم عثمانُ56. وقد ٱستُخرِج له من بعض خزائن الأمراء، كما قال «فـي كتابه فـي القراءات: رأيتُ المصحف الذي يُقال له الإمام، مصحف عثمان بن عفّان، رضي ﷲ عنه، استُخرج لـي من بعض آثارِ خزائنِ الأمراء، وهو المصحف الذي كان فـي حِجْرِهِ، حين أُصِيبَ، ورأيتُ دَمَهُ فـي مواضع منه»57.

24«ذكر ابن عساكر فـي تاريخه أنّ الأمير الذي ﭐسْتَخْرَجَ المصحفَ لأبـي عبيد هو والـي أَنْطَرْسُوس»58. تفيد المصادر التاريخيّة أنّه ثابت بن نصر بن مالك الْـخُزَاعيُّ (ت208ھ). كان يتولَّـى إمارةَ الثُّغُورِ59. أمّا أبو عبيد، فإنّه ٱتّصل به يؤدّب ولده. ثـمّ ولـي ثابتٌ طَرْسُوس ثمانـيَ عشرةَ سنةً، فولـي أبو عبيد القضاءَ بطَرسوس ثـمانـيَ عشرةَ سنةً»60. نقل اللبيبُ (ت قبل736ھ) أنّ أبا عبيدٍ «ذكر فـي كتابه المعروف بفضائل القرآن أنّه تصفّحه كُلَّهُ ورقةً ورقةً»61.

25فالحاصل أنّ نافعًا المدنـيَّ (ت169/170ھ) ينقل من مصحف أهل المدينة، بينما أبو عبيد (157-224ھ) ينقل من الإمام، مصحف الخليفة الخاصّ به62؛ فهما من أقدم المصادر الواصفة مباشرة مرسوم هذين المصحفين اللذين أُنْجِزَا مع غيرهما ضمن مشروع المصاحف الأوّل الذي ﭐنتهت أعمالُهُ فـي أواخرِ سنةِ 24 وأوائلِ سنةِ 25ھ63. أمّا عاصم الجحدريّ (ت128ھ) الذي يقدمهما جيلًا، فمرويّاته عمّا وجده فـي الإمام فـي غاية الأهمّيّة والقيمة، لكنّها قليلة العدد. أمّا ابن عامر الدمشقيّ (ت118ھ) الأقدم جيلًا بين هؤلاء، فقد عرف جيّدًا مصحف أهل الشام الذي بعثه إليهم عثمانُ، لكن ما نُقل ورُوي من أقواله ومرويّاته فـي الرسم فـي غاية الندرة.

26ماذا عن سائر مصاحف الأمصار العثمانيّة، أيْ مصحف أهل الكوفة ومصحف أهل البصرة ومصحف أهل مكّة؟ ما هي المصادر الأوّليّة التي تحدّثت عنها ونقلت منها شَوَاهِدَ على الرسم؟ ليس بالإمكان الإجابة على هذا السؤال بعجالة، بل يستوجب مبحثًا مستقلًّا، لكن يجدر هنا نقل كلام أبـي عليّ الأهوازيّ (ت446ھ)، شيخ القرّاء فـي عصره، بصدد المصاحف العثمانيّة ومَنْ بُعث معها من القرّاء: «أمر عثمانُ، رضي ﷲ عنه، زيدَ بنَ ثابتٍ أَنْ يُقْرِئَ بالمدنـيﱢ. وبَعَثَ عبدَ ﷲ بنَ السائبِ مَعَ المكّيﱢ والمغيرةَ ابنَ شِهَابٍمع الشاميﱢ وأبا عبد الرحمن السُّلَميَّ مع الكوفـيﱢ وعامرَ بنَ عبدِ قَيْسٍ مع البصريﱢ»64. يستفاد من هذا الكلام أنّ تتبُّع مرسوم المصاحف العثمانيّة يجب أن تكون بدايتُهُ عند هؤلاء القرّاء الذين بعثهم الخليفة إلـى هذه الأمصار ومِنْ ثـمّ عِنْدَ مَنْ قرأ عليهم ورَوَى عنهم وصاحَبَهُمْ ولازَمَهُمْ فـي الحلّ والترحال.

المبحث الثانـي: علم الرسم فـي ضوء تصانيفه اللاحقة والمتأخّرة

27بالطبع يجب متابعة هذا الموضوع، موضوع مرسوم مصاحف الأمصار، فـي موارده ومظانّه، أيْ كتب الرسم، لكن أوائلها والمبكّر منها فـي عداد الكتب المفقودة، كما تقدّم بيانه. من هنا يأتـي دور مدوّنات الرسم المتأخّرة، خاصّة تلك التي حَظِيَتْ بشهرةٍ وشيوعٍ، ككتاب المقنع (ط) للدانـيّ (ت444ھ) ومختصر التبيين لهجاء التنزيل (ط) لأبـي داود (ت496ھ) اللذين كانا يحوزان على نُسَخِ كتبٍ حرّرها علماءُ القرن الثانـي الهجريّ، مثل كتاب هجاء السنّة للغازي بن قيس الأندلسيّ (ت199ھ) وكتاب القراءات لأبـي عبيد (ت224ھ) اللذين من الأهمّيّة بـمكان، إذ من خلال أكبر عدد من النقول منهما بالإمكان توصيف المصحف الإمام ومصحف أهل المدينة.

28بالإضافة إلـى ذلك ثـمّة فائدةٌ عُظْمَى من كتب العصور اللاحقة فـي علم الرسم وما يتّصل به (كعلم الضبط) عمومًا، مثل تصانيف أبـي عمرو الدانـيّ (ت444ھ) وتلميذه أبـي داود سليمان بن نجاح (ت496ھ) ومنظومات الشاطبـيّ (ت590ھ)، خصوصًا القصيدة الرائيّة (ط) وشُرُوحها، تتجلّى فيما أخبر أصحابها فيها عن مشاهداتهم الخاصّة لمصاحف عتيقة، وقفوا عليها وعاينوها معاينة دقيقة، وذلك غرض المزيد من التحرّي والتحرير فـي مواضع الاختلاف فـي الرسم ومتابعة أصول الضبط فيها؛ فها هو الدانـيّ فـي مُحْكَمِهِ يخبر عن أحدها بقوله: «وَصَلَ إلـيَّ مصحفُ جامعٍ عتيقٌ كُتِبَ فـي أوّل خلافة هشام بن عبد الملك سنة عشرٍ ومائةٍ. كان تاريخُه فـي آخِرِه. كَتَبَه مُغِيرَةُ بنُ مِينَا فـي رَجَبِ سَنَةِ مائةٍ وعَشْرٍ؛ وفيه الحركاتُ والهمزاتُ والتنوينُ والتشديدُ نُقَطٌ بالحمرة على ما رَوَيْنَاهُ عن السالِفِينَ مِنْ نُقّاطِ أهلِ المشرقِ»65.

29إنّ فيما قاله الدانـيّ ووَصَفَهُ دلالةً واضحةً على نشأةِ علم الضبط وٱستنهاضه فـي مرحلة مبكّرة، هي القرن الأوّل الهجريّ. أرجّح أن يكون هذا الاستنهاض فـي العقود الثلاثة التي تلت مشروع المصاحف الثانـي الذي ٱنتهت أعماله سنة 85ھ، كما تقدّم، وأحدث – فيما أحدث – نظام نُقَطِ الإعجام المخصوص بالحروف الْمُشْتَبِهَةِ رسـمًا، أيْ إثبات نُقَاطِ الإعجام مِنْ فوق ومِنْ تحت أفرادًا وأزواجًا وتثليثًا باللون الأسود توافقًا مع رسم المصحف بالسواد. لذلك يأتـي بالتوافق مع تطويرِ هذا العلمِ ٱستخدامُ نظامِ النَّقْطِ للأشياءِ المذكورة فـي وصف الدانـيّ واستعمال اللون الأحمر للتمييز بينها، أيْ بداية استعمال الألوان فـي مرسوم المصاحف. ثـمّ تبع هذا التطوُّرَ المبدوءَ باللونِ الأحمرِ توسعةٌ فـي ٱستعمال الألوان المختلفة لضَبْطِ ما ذكر آنفًا ولأمورٍ أُخْرَى، كأَلِفَاتِ الوَصْلِ، زيادةً فـي التفريق بينها من الناحية البَصَريّة. يشهد لذلك وصفُ الدانـيّ لمصحفٍ آخَرَ قد رآه، مكتوبٍ سنة 227ھ. قال: «رأيتُ فـي مصحفٍ كَتَبَهُ ونَقَطَهُ حَكَمُ66 ابنُ عِمْرَانَ الناقِطُ، ناقِطُ أهلِ الأندلس، فـي سنةِ سَبْعٍ وعِشْرِينَ ومِائَتَيْنِ الحركاتِ نُقَطًا بالحمرةِ والهمزاتِ بالصفرةِ وألفاتِ الوصلِ المبتدأ بهنّ بالخضرة والصِّلَاتِ والسكونَ والتشديدَ بقلمٍ دقيقٍ بالحمرةِ - على نحوِ ما حَكَيْنَاهُ عن نُقَّاطِ أهلِ بلدنا - والصِّلَةَ فَوْقَ الألفِ، إذا انفتح ما قبلها، وتحتَها، إذا انكسرَ ما قبلها، وفـي وسطِها، إذا ٱنضمَّ ما قبلها، والألفاتِ المحذوفاتِ من الرسم ٱختصارًا مُثْبَتَاتٍ بالحمرةِ، وعلى الحروفِ الزوائدِ والحروفِ المخفَّفةِ [...] دارَةً صُغْرَى بالحمرة على ما رَوَيْنَاهُ عن أهلِ المدينةِ وما جَرَى عليه ٱستعمالُ أهلِ بلدِنَا»67.

30إنّ قيمة هذَيْنِ الوصفَيْنِ تنعكس بوضوحٍ فـي متابعة التطوُّرِ الكبيرِ الحاصِلِ فـي أصولِ الضَّبْطِ وكيفيّـتِهِ خلال قرن من الزمان، هي المدّة بين إنجاز هذَيْنِ المصحفَيْنِ.

31لا شكّ أنّ هناك العديد من المباحث المعالجة فـي هذه الشروح، كالاهتمام بتوجيه ظواهر الرسم العثمانـيّ وخصائصه وإيضاح عللها، وتحقيق أقوال علماء الرسم وآرائهم فـي قضايا ومسائل متعلّقة بالرسم وعرضها على مظانّها ومواردها.

المبحث الثالث: الشاطِبِـيُّ وقصيدتُهُ الرائيّةُ فـي الرسم وشُرُوحُها

32هو القاسم بن فِيرُّه بن خلف الرُّعينـيّ (538-590ھ). وُلد فـي آخر سنة 538ھ بشاطِبَةَ من الأندلس. قرأ بها القراءات وأتقنها، ثـمّ ٱرتحل إلـى بنلسية، قريبة من شاطبة، فدرس بها علوم القرآن والحديث واللغة، ثـمّ رحل للحجّ، فتوقّف بالإسكندريّة، ثـمّ ﭐستوطن قاهرة مصر وتصدّر للإقراء بها، فقصده الخلائق من الأقطار. ثـمّ زار بيت المقدس سنة 589ھ لَمَّا فتحه صلاح الدين الأيّوبـيّ. ثـمّ رجع، فأقام بالمدرسة الفاضليّة (بدرب الملوخيّة داخل القاهرة) يُقْرِئُ حتَّـى تُوُفِّـيَ68.

33لقد ﭐشتُهِرَ الشَّاطِبِـيُّ (ت590ھ) بقصيدتين من قصائده69؛ فالقصيدة الأولـى هي المسمّاة بحِرْز الأَمَانِـي ووَجْه التَّهَانِـي (ط)، نظم فيها كتاب التيسير فـي القراءات السبع (ط) للدانـيّ (ت444ھ). تشتمل على 1173 بيتًا من البحر الطويل. تُعْرَفُ بالشاطبيّة الكبرى وبالقصيدة اللاميّة. «ذكر أنّه ابتدأ أوَّلَها بالأندلس إلـى قوله: (جَعَلْتُ أَبَا جَادٍ) [البيت 45]، ثـمّ أكملها بالقاهرة»70. أمّا القصيدة الثانية، فهي الموسومة بعَقِيلَة أَتْرَابِ القَصَائِدِ فـي أَسْنَـى الْمَقَاصِدِ، نظم فيها كتاب المقنع فـي معرفة مرسوم مصاحف أهل الأمصار (ط) للدانـيّ (ت444ھ) أيضًا، وٱختصره ٱختصارًا حسنًا، وزاد على ما فـي المقنع أشياءَ كثيرةً. قد نبّه على ذلك فـي البيت الخامس والأربعين من قصيدته71. رَوِيُّها الراءُ ثـمّ أَلِفُ الإطلاق. لذا تُعْرَفُ أيضًا بالقصيدة الرائيّة. وتُسَمَّى كذلك بالشاطبيّة الصغرى. عدد أبياتها 298 بيتًا من البحر البسيط.

34قد نالت كلُّ منهما حظوةً وشهرةً بالغتين من زمنه إلـى الآن، إذ شُرِحَتَا شُرُوحًا كثيرةً على مختلف الأعصار72. قال الذهبـيّ (ت748ھ) بحقّهما: «وقد سارَتِ الركبانُ بقصيدتَيْهِ حِرْز الأمانـي وعَقِيلَة أتراب القصائد اللتين فـي السبع والرسم. وحفظهما خلقٌ لا يحصون. وخضع لهما فحولُ الشعراءِ وكبارُ البلغاءِ وحُذَّاقُ القرّاءِ؛ فلقد أبدع وأوجز وسهّل الصعب وأخلص النيّة»73. نظير ذلك ما قاله ابنُ الجزريّ: «ومَنْ وَقَفَ على قصيدتَيْهِ، عَلِمَ مِقْدَارَ ما آتاه ﷲُ من ذلك»74.

35سأكتفـي هنا بتسليط الضوء على العقيلة وشروحها، لأنّها مدار هذا البحث. لا شكّ أنّ العدد الكبير لشروح العقيلة، سواء المطبوع منها أو المخطوط منها، ليدلّ دلالة قاطعة على ما حظيت به من عناية خاصّة وٱهتمام بالغ من البيان والتبيين. أسرد أشهرها على الترتيب الزمنـيّ:75

36(1) شَـرْحُ عَلَمِ الدﱢينِ السـخَّاوِيﱢ (ت643ھ): الوسيلة إلـى كشف العقيلة (ط)

37(2) شرح أبـي شَامَةَ الْمَقْدِسِـيّ (ت665ھ): شرح العقيلة الرائيّة (ط)76

38(3) شرح الجَعْبَرِيّ (ت732ھ): جميلة أرباب المراصد فـي شرح عقيلة أتراب القصائد (ط)77

39(4) شرح اللَّبِيبِ (ت قبل736ھ): الدرّة الصقيلة فـي شرح أبيات العقيلة (ط)78

40(5) شرح ابنِ القاصِحِ (ت801ھ)79: شرح تلخيص الفوائد وتقريب المتباعد على عقيلة أتراب القصائد فـي علم الرسم (ط)80

41(6) شرح مُلَّا عَلِيّ القاري (ت1014ھ): الهبات السنيّة العقليّة على أبيات الشاطبيّة الرائيّة فـي الرسم (ط)81

42لا بدّ من ٱختيار بعضها، يكون أساسًا لهذا البحث، فوقع ٱختياري أوّلًا على الوسيلة إلـى كشف العقيلة للسخاويّ، لأنّه أَوَّلُ شَرْحٍ لها، والشارح تلميذ الشاطبـيّ، ولِمَا كان للوسيلة من كبير الأثر على شروحٍ لاحقةٍ، كما هو ملحوظ فـي شرح اللبيب الذي وقع عليه ٱختيارِي الثانـي.

المبحث الرابع: الوسيلة إلـى كشف العقيلة

43الشارح هو أبو الحسن علم الدين عليّ بن محمّد بن عبد الصمد السخاويّ (558-643ھ)82، شيخ مشايخ الإقراء بدمشق. أقرأ الناس ما يزيد عن أربعين سنة بجامع دمشق ثـمّ بالتربة الصالحيّة. من تلامذة الشاطبـيّ وأجلّ أصحابه. لازمه مدّةً طويلة بالديار المصريّة. وتلا عليه بالسبع وأسند عنه القراءات. عرض عليه قصيدتيه اللاميّة والرائيّة؛ فشرح اللاميّة بشرحه الموسوم بفتح القصيد فـي شرح القصيد (ط). كذلك شرح الرائيّة بشرحه الشهير بكتاب (الوسيلة إلـى كشف العقيلة)؛ وهو أوّل شَرْحٍ لها.

الباب الأوّل

44من مزايا شرح السخاويّ للرائيّة التي كان قد قرأها على ناظمها وسـمعها منه مرارًا83 أنّه عوّل فيه على مصادر مبكّرة84، خصوصًا فـي علم الرسم وعلم القراءات، بعضها فـي عداد الكتب المفقودة، مـمّا مكّنه من التحقُّق من نقول العلماء وعرضها على أصولها ومباحثتها. أبرزها ما يلي:

1) كتاب القراءات85 لأبـي عُبَيْدٍ (ت224ھ)

45هو مِنْ أقدم مصادر السخاويّ فـي شرحِهِ (الوسيلة). كانت بحوزته نُسْخَةٌ منه. قد نقل منه نقولًا فـي جمال القرّاء وكمال الإقراء (ط) له وفـي شرحه (الوسيلة). وهذا الأمر من الأهمّيّة بـمكانٍ، لأنّ هذا الكتاب من بواكير الكتب الجوامع فـي القراءات ومن أهمّ مصادر علم رسم المصحف وهجائه وموارده، إذ يُعْنَـى عناية خاصّة برسم المصحف، فصاحبُه ينقل فيما ينقل من المصحف الذي يُقال له الإمام، مصحف عثمان ابن عفّان (ت35ھ)، على حسب عبارته. "قال أبو عبيد القاسم بن سلّام، رحمه ﷲ، فـي كتابه فـي القراءات: «رأيتُ المصحفَ الذي يُقال له الإمام، مصحف عثمان بن عفّان، رضي ﷲ عنه، ٱستُخْرِجَ لـي من بعض آثارِ خزائنِ الأمراء، وهو المصحف الذي كان فـي حِجْرِهِ، حين أُصِيبَ، ورأيتُ دَمَهُ فـي مواضِعَ منه»"86. بالطبع لَـمْ تؤثّر آثارُ الدم على نظرته العلميّة أن يكون هذا المصحفُ من بابِ الاحتمالِ منسوبًا إلـيه87، بل دَرَجَ على ٱستعمالِ هذهِ العبارة على صيغةِ التمريض، كلَّما نَقَلَ منه نَقْلًا. من ذلك:

46(1) "«ورأيتُها فـي الذي يُقَالُ له الإمام، مصحف عثمان بن عفّان، رضي ﷲ عنه، هكذا أَيْضًا بالأَلِفِ»"88.

47(2) "قال أبو عبيد فـي كتاب القراءات له: «ورأيتُها فـي الذي يُقال له الإمام، مصحف عثمان بن عفّان، رضي ﷲ عنه، هكذا بالأَلِفِ»"89.

48(3) "قال أبو عبيد فـي كتاب القراءات له: «قرأها أهلُ المدينة، نافعٌ وغيرُهُ ﴿يَرتَدِدۡ﴾ [54:5] بِدَالَيْنِ. وكذلك هي فـي مصاحفهم. ووَافَقَهُمْ عليه أَهْلُ الشَّامِ». قال [=أبو عبيد]: «ثُـمَّ رأيتُهُ بَعْدُ فـي الذي يُقَالُ: إنّه الإمام، مصحف عثمان، كذلك بِدَالَيْنِ»"90.

49(4) "قال [=أبو عبيد]: «وقراءةُ عاصِمٍ عِنْدَنَا أَوْلَـى بالاتّباع، لأنّ الكِتَابَ عليها بِنُونٍ وَاحِدَةٍ». قال [=أبو عبيد]: «وكذلك رأيتُها فـي الذي يُقَالُ: إنّه الإمام، مصحف عثمان ﴿فَنجى مَن نَّشَاءُ﴾ [10:12] بنونٍ واحدةٍ. ثـمّ ٱجْتَمَعَتْ عليه المصاحفُ. ولا نَعْلَمُهَا ٱخْتَلَفَتْ»"91.

50(5) "قال أبو عبيد: «هكذا رأيتُها فـي الذي يقال له الإمام، مصحف عثمان، ﴿وَسَيَعۡلَمُ ٱلۡكفرُ﴾ [42:13]: ﴿الكفر﴾»"92.

51(6) "قال أبو عبيد: «وهذه القراءةُ أَحَبُّ إلـيّ، لأنّا لا نَعْلَمُ الْمَصَاحِفَ فـي الأمصار كلّها كتبت إلّا بنُونٍ وَاحِدَةٍ. ثـمّ رأيتُها [88:21] فـي الذي يقال: إنّه الإمام، مصحف عثمان، أيضًا بنونٍ واحدةٍ»"93.

52(7) "قال أبو عبيد فـي كتابه فـي القراءات: «أمّا نـحن، فنَقْرَؤُهَا كلَّها بالألف إلّا التـي فـي المؤمنين، الأُولَـى منهما [72:23]. ولَوْلَا أنّـي رأيتُها فـي الذي يقال: إنّه الإمام، ﴿أَمۡ تَسۡــَٔـلُهُمۡ خرجًا﴾ بغيرِ أَلِفٍ، لقَرَأْتُهُنَّ جميعًا بالأَلِفِ، لأَنَّ الْمَعْنَـى فِيهِنَّ وَاحِدٌ»"94.

53قد يشذّ عن ذلك، لكن فـي النادر، نحو (1) "قال أبو عبيد: «رأيتُ فـي الإمام، مصحف عثمان بن عفّان، ﷺ، فـي البقرة ﴿ٱهۡبِطُواْ مِصۡرا﴾ [61:2] بالألف»"95، (2) "أمّا ﴿مِيكيلَ﴾ [98:2]، فقال أبو عبيد، رحـمه ﷲ: «هو فـي الإمام ﴿مىكىل﴾ بغيرِ أَلِفٍ. يَعْنِـي أنّ الألفَ التـي بعد الكافِ محذوفةٌ. وصورتُه (م ي ك ي ل). وإنَّـما كُتِبَ كذلك، ليحتمل وجوه القراءات»"96؛ فالمقصود بذلك كلِّه مصدرٌ واحدُ على كلﱢ حالٍ، هو هذا المصحف.

54كذلك ٱقتبس السخاويّ فـي شرحِهِ من كتابٍ آخَرَ له، هو (كتاب فَضَائِلِ القرآنِ ومعالِـمِهِ) (ط)، إذ فيه مسائل متعلّقة بالرسم، لكنّه لـم يعتمده، كما اعتمد كتاب القراءات، فكان اقتباسه منه مرّة واحدة97، بينما نقل فـي شرحه من كتاب القراءات ما يزيد عن عشرين نقلًا بخصوص مرسوم المصحف الإمام98. نهج السخاويّ عند نقله أن يصرّح بٱسـمه وكتابه معًا، كما تقدّمت بعض الأمثلة على ذلك99، لكنّه أحيًانا يكتفي بذكر ٱسـمه دون كتابه، نحو:

55(1) "وقد قال أبو عبيد: ثنا يحيـى بنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ: ثنا عَبْدُ الملكِ بنُ جُرَيْجٍ عن عَبْدِ ﷲِ بنِ أبـي مُلَيْكَةَ عَنْ أُمﱢ سَلَمَةَ، زَوْجِ النبـيﱢ، ﷺ، قالت: كان رَسُولُ ﷲ، ﷺ، يَقْطَعُ قِرَاءَتَهُ: ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلّٰهِ رِبﱢ ﭐلۡعَــٰلَمِينَ ◌ ﭐلرَّحۡمَـــٰنِ ﭐلرَّحِيمِ ◌ مَلِكِ يَومِ ﭐلدﱢينَ﴾ [2:1-4]. قال أبو عبيد: «هكذا قال الأُمَوِيُّ فـي حَدِيـثِهِ ﴿مَلِكِ﴾ بِغَيْرِ أَلِفٍ». قال [=أبو عبيد]: «وهو الذي نَـخْـتَارُ100 فـي هذهِ القراءةِ، لأَنَّ الإِسْنَادَ فيها عن النبـيﱢ، ﷺ، أَثْبَتُ»"101.

56(2) "قال أبو عبيد: هي فـي مصاحفِ الْمِصْرَيْنِ: الكوفة والبصرة ﴿ووصى﴾ [132:2]؛ وهي فـي مصاحفِ الحجازِ والشامِ بالأَلِفِ»"102.

57(3) "قال أبو عبيد: «وإنَّـما نَرَى ٱبْنَ عامِرٍ والسُّلَمِيَّ قرآ بذلك ﭐتِّباعًا للخطﱢ». قال [=أبو عبيد]: «وليس فـي إِثْبَاتِـهِم الواوَ فـي كِتَابٍ دَلِيلٌ على القراءةِ بها، لأنّهم قد كَتَبُوا ﴿ٱلصَّلَوٰة﴾ و ﴿ٱلزكَوٰة﴾ بالواوِ، ولَفْظُهُمَا على تَرْكِهَا». قال [=أبو عبيد]: «وكذلك ﴿ٱلۡغدوة﴾. وعلى هذا وَجَدْنَا أَلْفَاظَ العربِ»"103.

58هذه النقول وغيرها المذكورة فـي شرح السخاويّ من مصدر واحد، هو كتاب القراءات لأبـي عبيد. كذلك الجمل المبدوء بفعل (قال)، كالآنف ذكرُها مع إضافةِ كُنْيَتِهِ بين حاصرتين للتوضيح والتمثيل، بعدما صرَّح السخاويُّ بٱسْـمِهِ قبل ذلك.

59يُلْمَسُ فـي بعضِ النقولِ قُوَّةُ النَّظَرِ وشِدَّةُ الْمُلَاحَظَةِ عند أبـي عبيد وقت معاينة المصحف الإمام إلـى حدّ أنّه وصف بعض الأحرف، إذا كان قد حُكّ فيه وهل بقي له أَثَرٌ أَمْ درس تَـمَامًا، نحو "قلتُ: وقال أبو عبيد فـي كتابه: «هي فـي مصاحفِ أهلِ الحجازِ والكوفة بالألفِ. ورأيتُ فـي مصحفِ عثمانَ ﴿قَوَارِيرا﴾. الأُولَـى [15:76] بالألف مُثْبَتَة، والثانية [16:76] كانت بالألفِ، فحُكَّتْ، ورأيتُ أَثَرَهَا هناك بَيِّنًا. وأمّا ﴿سَلَاسِلا﴾ [4:76]، فكانت قد درستْ»"104.

60بهذا الصدد، قوّة النظر وشدّة الملاحظة، تكشف بعض النقول توصيفه الدقيق لمعالـم خطّ المصحف، كالفارق الضئيل بين رسمِ الظاءِ والضادِ، نحو "قلتُ: وقد قال أبو عبيد، رحمه ﷲ، فـي كتابه: «قراءة الظاءِ هي التي تُـخْتَارُ، لأنّهم لـم يبخلوه، فيحتاج أن ينفي عنه البخل، إنَّـما كان المشركون يكذبونه؛ فأخبر ﷲُ، سبحانه وتعالـى، أنّه ليس بِـمُتَّهَمٍ على الغيب». ثـمّ قال بعد ذلك: «مع أنّ هذا – يعنـي الظاءَ – ليس بـخِلَافِ الكتابِ، لأنّ الظاء والضاد لا يختلف خطُّهما إلّا بزيادةِ رأسِ إحداهما على رأسِ الأخرى؛ فهذا قد يَتَشَابَهُ فـي خطﱢ المصاحف ويَتَدَانَـى». وصدق أبو عُبيدٍ، رحمه ﷲ؛ فإنّ الخطَّ القديـمَ على ما وَصَفَ"105.

61يُلاحَظ بالإضافة إلـى معاينات أبـي عبيد فـي المصحف الإمام غرض المقابلة مع مصاحف الأمصار أنّه ينقل بدوره مشاهدات علماء آخرين سبقوه ويعوّل أيضًا على بعض المصاحف القديـمة فـي بعض الثغور، أيْ خارج دائرة مصاحف الأمصار. خير مثال على ذلك مباحثة الألف حذفًا أو إثباتًا فـي مواضع سورة ﴿ﭐلۡمُؤۡمِنُونَ﴾ الثلاثة [85:23/87/89]، كالآتـي: "أمّا أبو عبيد، فذكر فـي كتاب القراءات له: «حدّثنا حَجَّاجٌ عن هارُونَ: حدّثنـي عاصِمٌ الْجَحْدَرِيُّ، قال: هُنَّ فـي مصحفِ الإمامِ عُثْمَانَ الذي كَتَبَهُ للناسِ كُلّهنّ: ﴿لِلّٰهِ﴾، ﴿لِلّٰهِ﴾، ﴿لِلّٰهِ﴾». قال [=الجحدريّ]: «وأوّل مَنْ زَادَ هذَيْنِ الأَلِفَيْنِ نَصْرُ بنُ عاصِمٍ الليثيُّ». قال أبو عبيد: «وتأمّلتُها أنا فـي الإمام، فوجدتها على رَوَاه الجحدريُّ كلّها ﴿لِلّٰهِ﴾، ﴿لِلّٰهِ﴾، ﴿لِلّٰهِ﴾». وذكر الكسائيُّ أنّها فـي مصحفِ أُبَـيﱢ بنِ كعبٍ كذلك أيضًا. قال أبو عبيد: وكذلك رأيتُها فـي مصحفٍ قديـمٍ بالثغرِ، بُعِثَ به إليهم قَبْلَ خلافةِ عمرَ بنِ عبدِ العزيزِ، رحمه ﷲ. وكذلك هي فـي مصاحفِ أهلِ المدينةِ وفـي مصاحفِ أهلِ الكوفةِ جميعًا. وأَحْسبُ أَهْلَ الشامِ أيضًا عليها. وأمّا مصاحف البصرة، فإنّ الأَلِفَ فيها ساقطةٌ فـي الأُولَـى وَحْدَهَا. وأمّا الأُخْرَيَانِ، فَبِٱلْأَلِفِ». ثـمّ قال: «وكان الكسائيُّ يحكي عن العربِ أنّه يقال: مَنْ رَبُّ هذهِ الدارِ؟ فيقولون: لفلانٍ، بـمَعْنَـى هي لِفُلَانٍ». انتهى كلامُ أبـي عُبيدٍ"106.

62فـي هذا النقل مسائل عدّة. الأولـى أسـماء العلماء من ذوي العناية بالرسم: عاصم الجحدريّ ونصر بن عاصم الليثيّ، كلاهما من البصرة، والكسائيّ (ت189ھ) من الكوفة؛ فالأوّلان مـمّن شارك فـي مشروع المصاحف الثانـي، كما تقدّم. أمّا الكسائيّ، فله بعض التواليف فـي اختلاف المصاحف والمقطوع والموصول فـي الرسم. الثانية: المصاحف المعوّل عليها (غير مصاحف الأمصار) مصحف الإمام عثمان، مصحف أبـيّ بن كعب، مصحف قديـم من القرن الأوّل الهجريّ، لأنّ خلافة عمر بن عبد العزيز بدأت سنة 99ھ. فـي ذلك توسعة دائرة المقابلة، أيْ مقابلة مصاحف الأمصار مع غيرها من المصاحف القديـمة زيادةً فـي التثبُّت والتوكيد. الثالثة: وصف مرسوم المصحف الإمام من أكثر من جهةٍ وتطابق الأوصاف بعضها مع بعضٍ، كما هو الحال هنا عند عاصم الجحدريّ وأبـي عبيد. الرابعة: محاولات توجيه وتعليل لمظاهر الرسم والاحتجاج لها بكلام العرب، كما هو ظاهر فـي كلام الكسائيّ.

2) الكتاب الكبير فـي الرسم لأبـي عبد الله محمّد بن عيسى بن إبراهيم الأصبهانـيّ (ت253ھ)

63لقد وقف عليه السخاويّ وطالعه ونقل منه نقولًا كثيرة فـي 27 موضعًا، لكنّه لـم يصرّح بعنوانه فيها، بل ٱكتفى بإضافة الكتاب إليه، نحو «كذلك هو فـي كتاب محمّد ابن عيسى»107 أو «كذلك هي فـي كتاب محمّد بن عيسى»108 أو «قال محمّد بن عيسى فـي كتابه»109. قد نَسَبَهُ السخاويّ إلـى مدينة أصبهان فـي موضع واحد: «قال محمّد بن عيسى الأصبهانـيّ»110، وكَنَاهُ بكُنْيَتِهِ فـي موضعين: «قال أبو عبد ﷲ محمّد بن عيسى فـي كتابه»111. كلّ ذلك يؤكّد أنّ المؤلِّف هو ذاته فـي جميعها.

64يُستفاد مـمّا ذكره السخاويُّ أنّ محمّد بن عيسى ذكر فـي كتابه هذا ما قرأه على نصير بن يوسف الرازيّ ثـمّ البغداديّ النحويّ (ت فـي حدود 240ھ)112 وما رواه عنه فـي مرسوم المصحف، نحو «كذلك رأيتُه فـي كتاب محمّدِ بنِ عيسى الذي ذكر فيه ما قرأه على نُصَيْرٍ: ﴿يخدعُونَ ٱللهَ﴾ [9:2] بغيرِ ألفٍ» [الوسيلة 98]، «قلتُ: وكذلك ذكر محمّدُ بنُ عيسى فـي كتابِهِ عن نُصَيْرٍ: ﴿ٱلۡمُصَيۡطِرُونَ﴾ [37:52] و ﴿مُصَيۡطِرٍ﴾ [22:88]» [الوسيلة 101]، «كذلك ذكر محمّدُ بنُ عيسى عن نُصَيْرٍ» [الوسيلة 434]، «كذلك قال نُصيرٌ فـي كتاب محمّد بن عيسى عنه» [الوسيلة 462]؛ فنصيرٌ هذا يشكّل محورَ روايةِ محمّدِ بنِ عيسى وﭐعتماده فـي كتابه. لا عجب فـي ذلك، إذ كان خبيرًا فـي رسم المصحف. قال الذهبـيّ: «كان من الأئمّة الحذّاق، لا سيّما فـي رسم المصحف. وله فيه تصنيف». قال ابن الجزريّ: «مصنَّفه هذا رَوَاهُ»113، كذا فـي المطبوع. واضحٌ أنّ قول الأخير غير تامّ، مقطوع. أراد أنْ يَكْشِفَ عن ٱسْـمِ الراوِي. يـمكن القول بناءً على ما تقدّم من نقول السخاويّ أنّ الراوِيَ هو محمّد بن عيسى، يعنـي أنّ كتابَ نُصيرٍ فـي رسم المصحف براويةِ محمّدِ بنِ عيسى الأصبهانـيّ. أمّا كتاب الأخير، فهو يشمل كتابَ نُصيرٍ فـي جملته، كأنّه بَنَـى قولُهُ عليه، لكنّ فحاوِيَهُ أوسعُ وأكبرُ من ذلك. وهذا يتوافق مع وصفِ السخاويﱢ كتابَهُ بالكبير. قال: «كذلك رأيتُه فـي كتابِ محمّدِ بنِ عيسى الكبيرِ»114.

65من الجدير بالإشارة إليه أنّ السخاويّ كان يعاين بالرؤية فـي كتابِ محمّدِ بنِ عيسى غَرَضَ مقابلةِ ما رواه بعضُ علماءِ الرسم عنه، مثل ابنِ أبـي داود (ت316ھ) فـي كتاب المصاحف (ط) له، نحو "قال محمّد بن عيسى الأصبهانـيّ فيما ذكره عبدُ ﷲِ بنُ أبـي داود فيما أخبرنـي الجوهريّ بسَنَدِهِ عنه: «قال نُصَيْرٌ النحويُّ ﴿لَدَى ﭐلۡحَنَاجِرِ﴾ [18:40] بالياء». وعدّ ذلك فيما ﭐتّفق عليه المصاحفُ. وكذلك رأيتُها أنا فـي كتابِ محمّدِ بنِ عيسى"115، وكذلك الدانـيﱢ (ت444ھ) فـي المقنع (ط) له، نحو "قال فـي المقنع فيما رَوَاهُ محمّدُ بنُ عيسى عن نُصَيْرٍ: «﴿قُلۡ أُوحِى إِلَـىَّ﴾ [72]: فـي بعضِ المصاحفِ ﴿قل إِنَّـمَا أَدۡعُواْ﴾ [20:72] بغيرِ ألفٍ وفـي بعضها ﴿قَالَ إِنَّـمَا﴾ [20:72] بالألف»" [الوسيلة 236]، «كذلك رأيتُهُ فـي كتابِ محمّدِ بنِ عيسى على ما حَكَاهُ أبو عمرٍو عنه مِنَ الحذفِ والإثباتِ» [الوسيلة 237]، «هذا الذي ذكره أبو عمرٍو، رحمه ﷲ، هو الذي ذكره محمّدُ بنُ عيسى فـي كتابه» [الوسيلة 246].

3) علم اللطائف فـي هجاء المصاحف
لأبـي بكر محمّد بن الحسن بن يعقوب البغداديّ المعروف بابن مقسم (265-354ھ)

66أحد القرّاء بـمدينة السلام. كان عالِمًا باللغة والشعر. «قال الدانـيّ: مشهور بالضبط والإتقان، عالـم بالعربيّة، حافظ للغة، حسن التصانيف فـي علوم القرآن. وقال الذهبـيّ: كان من أحفظِ أهلِ زمانه لنحو الكوفيّين وأعرفهم بالقراآت، مشهورها وغريبها وشاذّها»116. ترجم له ابنُ النديـم (ت380ھ)، مِنْ أَقْرَانِهِ، ترجمةً، ذكر فيها (حسب المطبوع) 16 كتابًا له، منها (كتاب المصاحف)، لكن ليس فيها كتابه المذكور أعلاه. كذلك ترجم له ياقوت الحمويّ ترجمةً فـي معجمه117، نقل فـي آخرها مجموعةً مِنْ كُتُبِهِ بالتعويل على فهرست محمّد بن إسحاق، أي ابن النديـم، عددها 18 كتابًا، منها (كتاب المصاحف) والمذكور أعلاه بعنوان (كتاب اللطائف فـي جمع هجاء المصاحف)118. من جهته ترجم له إسـماعيل باشا البغداديّ (ت1339ھ) ترجمةً119، ذكر له فيها 20 كتابًا، منها (كتاب المصاحف) والمذكور أعلاه بعنوان (اللطائف فـي جمع همزة المصاحف)120. واضح أنّ كلمة (همزة) مصحّفة عن (هجاء). هذان الكتابان يبحثان فـي علم رسـم المصحف وهجائه، كلاهما فـي عداد الكتب المفقودة. يبدو أنّ الفرق بينهما أنّ كتاب المصاحف له ككتاب المصاحف (ط) لابن أبـي داود (ت316ھ)، بينما (علم اللطائف) أو (اللطائف) يقف على ظواهر الرسم محاولًا تعليلها وتوجيهها. هذا ما يُسْتَظْهَرُ من النقول التي نقلها السخاويُّ فـي شَرْحِهِ؛ ومِنْ هنا تأتـي أهمّيّتُها فـي الكَشْفِ عن طبيعةِ هذا الكتابِ ومباحِثِهِ. هي كالتالـي121:

67أوّلهما: "قال ابنُ مِقْسَمٍ النحويُّ فـي كتابه المسمَّى بكتاب علم اللطائف فـي هجاء المصاحف: «إنَّهم كَتَبُوا ﴿نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ ﭐلَّذِينَ أُوتُواْ ﭐلۡكِتَابَ﴾ [101:2] بأَلِفٍ ﴿كِتَــٰبَ ٱللهِ﴾ [101:2] بغيرِ أَلِفٍ جمعًا بين الوجهَيْنِ»"122.

68ثانيهما: "وقال أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم النحويّ فـي كتابه: «﴿إِنَّ ٱللهَ لَا يَخفَى عَلَيهِ شَاْىۡءٌ﴾ [5:3] بألفٍ قبل الياءِ وكذلك ﴿مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَاْىۡءٌ﴾ [154:3]. و﴿قُلۡ أَىُّ شَىۡءٍ أَكۡبَرُ شَهَــٰدَةً﴾ [19:6] بغيرِ ألفٍ وكذلك ﴿مَا عَلَيۡكَ مِنۡ حِسَابِـهِم مِّن شَىۡءٍ﴾ [52:6]»123.

69ثالثها: "قال ابنُ مِقْسَمٍ: «إنَّـما كُتِبَ بالواوِ بناءً على أَصْلِهِ، لأنّه مِنْ رَبَا يَرْبُو، فهو من ذَوَاتِ الواوِ. وأَصْلُ اللفظِ به (الرﱢبَوُ)، فٱستثقلوا الحركةَ فـي الواوِ، فأَسْكَنُوهَا، فٱنْقَلَبَتْ أَلِفًا لِسُكُونِهَا وٱنْفِتَاحِ ما قبلها، فرَدُّوهَا فـي الخطﱢ إلـى أَصْلِهَا مَعَ أنَّ مِنَ العربِ من يَنْطِقُ بهذا النَّوْعِ على أَصْلِهِ»"124.

70رابعها: "قال ابنُ مِقْسَمٍ: «إنَّـما كتبوا الصلاة بالواوِ رَدًّا إلـى الأصل، لأنّها مأخوذةٌ من الصَّلَوَيْنِ، وهما الجانِبَانِ مِنْ أَصْلِ ذَنَبِ الدَّابَّةِ؛ فإذا جاء الفَرَسُ ورَأْسُهُ بهذا الموضع من الفَرَسِ السابِقِ، سُـمّي مُصَلِّيًا لاتّباعِهِ الصَّلَوَيْنِ. وسُـمّي الإنسانُ لاتّباعِهِ ما نُصِبَ له من القبلة والأئمّة مُصَلِّيًّا. وسُـمّي فِعْلُهُ الصلاة لذلك. فرُدَّتْ فـي الخطﱢ إلـى أَصْلِهَا، لِيَعْلَمُوا به مَعَ عِلْمِهَا ويَدُلُّوا على معرفتِهِ مع معرفتِها ولِيَدُلُّوا أيضًا على أنّهم أرادوا أن لا تتّبع الصور كلَّ الاتّباع وعلى جَوَازِ التصرُّفِ فـي إقامةِ ما يتوجّه فيها من كلامِ العربِ». قال: «وكذلك الزكاة. رُدَّت إلـى أنّها مِنْ زكا يَزكُوْ. ورُدَّتِ الحياةُ إلـى أنّـها من الحيوان والْمِشْكَاةُ إلـى أنّها مِفْعَلَةٌ مِنْ شَكَوْتُ»"125.

71خامسها: "قال ابنُ مِقْسَمٍ: «أمّا كتابتُهُمْ ﴿فَإِن لَّـمۡ﴾ [50:28] و ﴿فَإِلَّـمۡ﴾ [14:11]، فإنّهم أثبتوا النونَ على الأصلِ، لأنّها ﴿إِن﴾ التي تكون للجَزَاءِ، ٱتّصلت بها ﴿لَـمۡ﴾». قال: «وحَذَفُوهَا فـي الوَجْهِ الآخر على اللفظ بإِخْفَائِهَا، يعنـي الإِدْغَامَ». ثـمّ قال: «ومن العرب من يظهرها عند جميع الحروف – يعنـي النون – كراهةً لِتَرْكِ حَرْفٍ من الكلمة». قال: «والمحقّقون يَسْتَثْقِلُونَ إِظْهَارَها». قال: «وهو ضَرْبٌ من الإدغام والتليين»"126.

4) المقنع فـي رسم مصاحف الأمصار (ط) لأبـي عمرو عثمان بن سعيد الدانـيّ (ت444ھ)

72هو مطبوع بعنوان (المقنع فـي معرفة مرسوم المصاحف أهل الأمصار (ط). ذكر الدانـيّ (ت444ھ) فيه ما سَـمِعَهُ من مشيختِهِ ورَوَاهُ عن أئمّتِهِ من مرسوم خطوط مصاحف أهل الأمصار وما ٱنتهى إليه من ذلك وصحّ لديه منه عن المصحف الإمام والنسخ المنتسخة منه الموجّه بها إلـى الأمصار، فٱعتمد فـي المقنع على سبيل المثال كتابَ هِجَاءِ السَّنَّةِ للغازي بن قَيْسٍ الأندلسيّ (ت199ھ) ونَقَلَ منه 16 نَقْلًا وكتابَ القراءات لأبـي عُبَيْدٍ (ت224ھ) الذي ٱستشهد برواياته وأقواله فـي 45 موضعًا، وأحال مرارًا على مصاحف الأمصار (مصاحف أهل الحجاز والعراق والشام) ومصاحف خاصّة، على رأسها مصحف عثمان بن عفّان (ت35ھ)، يليه مصحف مالك بن أبـي عامر الأصبحيّ المدنـيّ (ت74ھ)127. لأهمّيّة كتاب المقنع وقيمة موادّه ومعلوماته لا تكاد صفحة من الوسيلة تخلو من إشارة إليه أو ٱقتباسٍ منه128.

الباب الثانـي: تحقّق السخاويّ مـمّا نقله العلماء من نقولٍ وأقوال

73من أبرز خصائص منهج السخاويّ فـي شرحه أنّه يستعرض أقوالَ أهلِ الدرايةِ فـي المسائلِ المطروحةِ، فيتحقّق منها بـمزيدٍ من التحريرِ والتحقيقِ، فيعضد ما هو صوابٌ وينتقد ما دون ذلك بالتصحيح أو الردّ، كلّ ذلك بـموضوعيّةٍ علميّةٍ مصحوبةٍ بالأدلّة والحجج. والأمثلة على ذلك كثيرة فـي شرحه. منها تصحيح السخاويّ لما نقله أبو عمرٍو الدانـيّ (ت444ھ) عن أبـي عبيد (ت224ھ) من وصفٍ مغلوطٍ بشأنِ قراءةِ الإمام عاصم (ت127ھ) موضعَ الأنبياءِ: ﴿نُجِّى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [88:21] بنونٍ واحدةٍ وتشديدِ الجيمِ بروايةِ أبـي بكرٍ129، وذلك برجوع السخاويّ إلـى مصدرِ أبـي عبيدٍ [=كتاب القراءات] ونَقْلِهِ كَلَامَهُ منه فـي هذا الموضعِ وموضعِ سورة يوسف [110:12] للمقابلة فـي الرسم، كالآتـي: "قال أبو عمرٍو: «وكان أبو عبيدٍ يقول: ﴿نج﴾ [88:21] بغيرِ ياءٍ على قراءةِ عاصمٍ». قلتُ: لَـمْ يَقُلْ أبو عبيد (بغير ياءٍ)، كما ذكر عنه فـي هذه الرواية، إنَّـما قال: «وقرأ عاصمٌ ﴿نُجِّى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [88:21] مثقلةً واحدةً». قال [=أبو عمرٍو]: وإنَّـما قرأها عاصمٌ كذلك ٱتِّبَاعًا للخطﱢ. وما كان بعضُهم يَـحْمِلُهُ من عاصمٍ على اللَّحْنِ. قال أبو عبيد: «وهذه القراءة أَحَبُّ إلـيّ، لأنّا لا نعلم المصاحف فـي الأمصار كلّها كُتِبَتْ إلّا بنونٍ واحدةٍ. ثـمّ رأيتها فـي الذي يقال: إنّه الإمام، مصحف عثمان، أيضًا بنونٍ واحدةٍ». فأمّا فـي سورة يوسف، فقال [=أبو عبيد]: «وقراءةُ عاصمٍ عندنا أَولَـى بالاتّباع، لأنّ الكِتَابَ عليها بنونٍ واحدةٍ». قال [=أبو عبيد]: «وكذلك رأيتُها فـي الذي يقال: إنّه الإمام، مصحف عثمان ﴿فَنُجى مَن نَّشَاءُ﴾ [110:12] بنونٍ واحدةٍ. ثـمّ ٱجْتَمَعَتْ عليه المصاحِفُ. ولا نَعْلَمُهَا ٱخْتَلَفَتْ»"130.

74مثال آخر من هذا القبيل، هو مرسوم موضع سورة الأحقاف [15:46]، يستشهد فيه السخاويّ بكلام أبـي عبيدٍ الذي عبّر فيه فيما قاله بحقّ أهل الشام ومصاحفهم بالظنّ لعدم تأكّده، وهو أمرٌ فـي غاية الموضوعيّة والدقّة والأمانة العلميّة، فجاء السخاويّ، فأكّد على ظَنِّهِ بالمشاهَدَةِ والمعايَنَةِ، كالآتـي: "قال أبو عبيد: «قرأها أهل المدينة وأهل البصرة ﴿حُسۡنًا﴾ [15:46] بضمﱢ الحاءِ من غيرِ ألفٍ. وكذلك مصاحفُ الفريقين جميعًا». قال «ولا أَحْسبُ أهلَ الشام إلّا عليها. وقرأها حمزةُ والكسائيُّ ﴿إِحۡسَــٰـنًا﴾ [15:46] بالألفِ. وكذلك هي فـي مصاحفهم» [...] ورأيتُها أنا فـي المصحفِ الشاميﱢ ﴿حسنا﴾ [15:46]، كما حسب أبو عُبيدٍ"131.

75مثال ثالث، ردّ فيه قول الدانـيّ «وذلك خلاف الإجماع» تعليقًا على مواضع أربعة رأى همزاتها المتطرّفة مصوَّرة بألفٍ فـي كتاب هجاءِ السنّة الغازي بن قيس الأندلسيّ (ت199ھ)132، كالآتـي: «قلتُ: قَوْلُ أبـي عمرٍو هذا لَـمْ يَقُلْهُ عَنْ يَقِينٍ، ولكنّه صَدَرَ عَنْ غَلَبَةِ ظَنﱟ وعَدَمِ ٱطَّلَاعٍ. وقد رأيتُ هذه المواضع فـي المصحفِ الشاميﱢ، كما ذكَرَ الغازي بنُ قَيْسٍ، رحمه ﷲ: ﴿هَيِّأۡ لَنَا﴾ [10:18]، ﴿يُهَيِّأۡ﴾ [16:18]، ﴿وَمَكْرَ ﭐلۡسَّيِّأِ﴾ [43:35] و ﴿ٱلۡمَكۡرُ ﭐلسَّيِّأُ﴾ [43:35]، كلُّ ذلك بأَلِفٍ بعد الياءِ. جعلها صورةً للهمزة»133.

76كذلك تحفَّظ السخاويّ مـمَّا ذكره الدانـيّ أنّهم حَذَفُوا الأَلِفَيْنِ فـي ﴿ٱلسموت﴾ و ﴿سـموت﴾ فـي جميع القرآن [190 موضعًا]134 إلّا موضع فُصّلت: ﴿سَبۡعَ سَـمَوَاتٍ فِـى يَوۡمَيۡنِ﴾ [12:41] بألف بعد الواو، فقال معلّقًا: «وهذا الذي ذَكَرَهُ أبو عمرٍو، رحمه ﷲ، فِيهِ نَظَرٌ؛ فإنّـي كَشَفْتُ المصاحفَ القديـمةَ التي يُوثَقُ برَسْـمِهَا ويَشْهَدُ الحالُ بصَرْفِ العِنَايَةِ إليها، فإذا هُمْ قد حَذَفُوا الأَلِفَيْنِ مِنَ ﴿ٱلسموت﴾ فـي فُصِّلَت [12:41] كسائرِ السُّوَرِ. وكذلك رأيتُها فـي المصحفِ الشاميﱢ الذي قدّمتُ ذِكْرَهُ»135.

77فالمصاحفُ القديـمةُ متّفقةٌ على رسـم هذا اللفظ بلا أَلِفَيْنِ على ما ٱستشهد به؛ بذلك تصبح مجموعة هذا اللفظ موحّدة دون ٱستثناء؛ وهذا يتوافق مع الكتابة العربيّة المثلى، إذ إثبات الألف يزيد فـي عدد وحدات رسم هذا اللفظ وِحْدَةً ويزيد فـي عدد أحرف هذا اللفظ حَرْفًا، والعكس صحيح.

78كذلك يصل السخاويُّ فـي سياقٍ مختلفٍ إلـى نتيجة كهذه، حينما تحفّظ مـمّا رَوَاهُ الدانـيُّ (ت444ھ) عن شيخِهِ خَلَفِ بنِ إبراهيمَ بنِ محمّدٍ الخاقانـيﱢ (ت402ھ) أنّهم حذفوا الألف فـي جميع مواضع ﴿ٱلۡـــَٔــــٰنَ﴾ [9 مواضع]136 إلّا موضع سورة الجنّ [9:73]، فهو بالألف: ﴿ٱلۡآنَ﴾137. قال: «وأمّا ما رَوَاهُ خلفُ بنُ إبراهيمَ فـي سورة الجنﱢ [9:72]، ففيه نَظَرٌ، لأنّـي رأيتُه فـي المصاحفِ القديـمة كنَظَائِرِه محذوفَ الألفِ، ورأيتُه فـي المصحفِ الشاميﱢ بالألفِ دون أخواته موافقًا لهذه الرواية»138؛ فحسب المصاحف القديـمة التي ٱستشهد بها هنا تصبح هذه المجموعةُ العشريّةُ ذاتَ رَسْمٍ وَاحِدٍ، يتوافق بدوره من الكتابة العربيّة المثلى، إذ حَذْفُ الألفِ يقلّص عَدَدَ وِحْدَاتِ رَسْمِ هذا اللفظِ وِحْدَةً (وحدتان بدل ثلاثٍ) ويقلّل عَدَدَ أَحْرُفِ هذا اللفظِ حَرْفًا (ثلاثة أحرفٍ بدل أربعةٍ).

79على هذا النحو تحفّظ السخاويّ مـمّا قاله الدانـيّ عن شيخه هذا: إنّ لفظ (الكتاب) فـي جميع القرآن139 بغير ألفٍ إلّا أربعة مواضع140. قال: «وهذا ذَكَرَهُ أبو عمرٍو فـي الفَصْلِ الذي رَوَاهُ عن خلفِ بنِ خَاقَانَ؛ وفيه نظرٌ. وقد كشفتُهُ فـي المصاحفِ العتيقةِ، فلَـمْ يَخْتَلِفْ فـي حَذْفِ الألفِ من هذه المواضعِ [38:13؛4:15؛ 27:18؛1:27]، بل رأيتُها فيها بغير ألفٍ كغيرِها، ورأيتُها – أعنـي الكلمات الأربعَ – فـي المصحف الشاميّ بغيرِ ألفٍ»141؛ فعلى ما ﭐستشهد به تصبح مجموعة هذا اللفظ الوارد فـي 230 موضعًا فـي القرآن الكريـم ذات رسم واحدٍ على نظام الكتابة العربيّة المثلى. إنّ هذه النتيجة والنتيجتين المتقدّمتين التي تحرّاها السخاويّ فـي غاية الأهمّيّة والخطورة، إذ يترتّب على تحرّيه وتحريره ﭐتّفاق رسـم هذه الألفاظ الثلاثة فـي كلّ مواضعها دون ﭐستثناءات.

80يُلاحَظُ أنّ السخاويّ تمكّن من خلال كشفه مصاحف قديـمة أن يقف على ظواهر قديمة فـي الرسم، كانت قد تقلّصت أحجامها فـي مراحل لاحقة. منها ذات علاقة بالإعراب، نحو الإشارة رسـمًا إلـى الاسم المخفوض بحرف الخفض (الباء)، خاصة فـي لفظ (آية) ومشتقاتها، بزيادة ياءٍ على الياء الموجودة فـي هذا اللفظ. لقد وصف الشاطبـيّ فـي البيت (188) ما قاله أبو عمرٍو: «رأيتُ فـي بعضِها ﴿ىاىىتِهِ﴾ و ﴿ىاىىت﴾ و ﴿ىاىىتِنَا﴾ [39:2 وغيرها]، حيث وقع، إذا كانت الباءُ خاصّةً فـي أوّله، بياءَيْنِ على الأصلِ قبل الاعتلال، وفـي بعضِها بياءٍ واحدةٍ على اللفظِ، وهو الأكثر»142. قال السخاويّ معلّقًا على ذلك: "قلتُ: قد رأيتُهُ فـي المصاحف العراقيّة ﴿بايية﴾، ﴿باييتنا﴾ بياءَيْنِ بعد الألف. ولَـمْ أَرَ فيها غيرَ ذلك. ثـمّ رأيتُهُ فـي المصحفِ الشاميﱢ كذلك بِيَاءَيْنِ. وإنَّـما كُتِبَ ذلك على الإمالةِ؛ فصُوّرت الألفُ الممالةُ ياءً، وحُذفت الألفُ التي بعد الياءِ والثانيةُ فـي ﴿باييت و ﴿باييتنا، كما حُذفت من ﴿ايــٰت. وأمّا قول الشيخ [=الشاطبـيّ]، رحمه ﷲ: (وَلَيْسَ مُشْتَهِرَا)، فلأنّ أبا عمرٍو قال: «وفـي بعضها بياءٍ واحدةٍ؛ وهو الأكثرُ». ولعلّ ذلك كان الأكثرَ فيما كَشَفَهُ أبو عمرٍو، لا فـي المصاحف؛ فإنّـي قد كَشَفْتُ جملةً من المصاحف، فوجدتُهُ فـي جميع ذلك بياءَيْنِ. ولَـمْ أَرَ فـي شَيْءٍ منها بياءٍ واحدةٍ"143.

81أمّا ما علّل به هذه الظاهرة كلّ من الدانـيّ (على الأصل قبل الاعتلال) والسخاويّ (على الإمالة)، فأراه قد جانب الصواب، فرسمُ الياءين فـي مثل هذه الالفاظ ليس على الأصل، وليس الأمرُ هنا متعلّقًا بالإمالة، بل الغرض من إقحام هذه الياء الزائدة رسـمًا هو الإشارة بَصَرَيًّا إلـى أنّ هذا اللفظَ مخفوضٌ بباءٍ. والسببُ وَرَاءَ تبنِّـي هذهِ الطريقةِ هو كونُ الأَلِفِ الابتدائيّةِ بالخطﱢ الحجازيﱢ عبارة عن عصًا مائلة معكوفة من الأسفل يـمينًا على شكل سنّ، كسنّ الباء أو الياء، هكذا (ىا)144؛ فإذا دخل على هذا اللفظ حرفُ الجّر (الباء)، سيتولّد عن ذلك سنّان قبل الألف فـي الرسم (ىىا)، مـمّا سيثير حتمًا بلبلةً كبيرة فـي الرسم.

82يجب التوكيد أنّ معظم هذه الظاهرة ينعكس من خلال رسـم هذا اللفظ ومشتقّاته، لكنّها بالأصالة تشـمل ألفاظًا أخرى ذات الحال الإعرابيّة، أعنـي خفض ألفاظ مبدوءة بألف بحرف الباء. ثـمّة مثالان على ذلك بقيا محفوظين على هذا النحو فـي رسـم الطبعة الرسـميّة للقرآن الكريـم. الأوّل فـي قوله: ﴿وَٱلسَّمَاءَ بَنَيۡنَــٰـهَا بِأَيۡيْدٍ﴾ [47:51] وقوله: ﴿بِأَييِّكُمُ ٱلۡمَفۡتُونَ﴾ [6:68] بياءَيْنِ فيهما.

الباب الثالث: مشاهدات ومعاينات فـي مصاحف عتيقة

83نجد السخاويّ (ت643ھ) يحيل على ما رآه بأمّ عينَيْهِ فـي مصحفٍ عتيقٍ لأهل الشام فـي مواضع الاختلاف فـي الرسم، أسـماه بالمصحف الشاميّ. ذكره أوّل مرّة واصفًا له أيضًا، حينما ردَّ رأي أبـي عمرٍو الدانـيّ أنّ موضعَ سورة آلِ عمرانَ ﴿وَبِٱلزُّبُرِ وَبِٱلۡكِتَــٰبِ﴾ [184:3] بزيادة باءٍ فيهما فـي مصاحفِ أهلِ الشامِ محتجًّا بأنّه عن أبـي الدرداء روايةً وأنّه فـي سائر المصاحف بغير باءٍ فـي هذَيْنِ الحرفَيْنِ، وصوّب ما قاله هارونُ بنُ موسى الأخفشُ (ت292ھ) فـي كتابه: إنّ الباءَ زِيدَتْ فـي الإمام الذي وجّه به إلـى الشام فـي ﴿وَبِٱلزُّبُرِ﴾ وَحْدَهَا. ها هو كلامه: «قلتُ: والذي قاله الأخفشُ هو الصحيح، إن شاء ﷲ، لأنـي كذلك رأيتُه فـي مصحفٍ لأهلِ الشامِ عتيقٍ، يَغْلُبُ على الظَّنﱢ أنّه مصحفُ عثمانَ بنِ عَفَّانَ، رضي ﷲ عنه، أو هو منقولٌ منه. وهذا المصحفُ موجودٌ بـمدينةِ دمشق فـي مسجدٍ بنواحي الموضع المعروف بالكشك؛ وهم يزعمون أنّه مصحفُ عليﱟ. وقد كَشَفْتُهُ وتَتَبَّعْتُ الرَّسْمَ الذي ٱختصّ به مصحف الشام، فوجدتُه كلَّه فيه»145.

84لا يكاد مبحثٌ عنده فـي الرسم يَخْلُو من معاينةٍ له فيه. لقد ٱحتكم السخاويّ إليه وأحال عليه مصرّحًا بالرؤية والمعاينة 63 مرّة بالإجمال فـي شرحه146، وذلك غرض الترجيح بين مرويّات علماء الرسم، خاصّة فيما تعلّق بـمرسوم أهل الشام. إنّ هذا العدد الكبير من المعاينات فـي هذا المصحف ليشكّل خلاصةً وإجمالًا لمواضع الرسم الجديرة بالمباحثة والمدارسة، كما فعل السخاويّ. بذلك قدّم لنا موادَّ ومعلوماتٍ وتفاصيلَ فـي غاية الأهمّيّة.

85كذلك يحيل على ما كشفه فـي بعض المصاحف المدنيّة القديـمة والعراقيّة القديـمة المعتبرة الموثوق برسـمها والشاهد حالُها بعنايةٍ فائقةٍ، كلّ ذلك من باب المقابلة وزيادة فـي التحرير والضبط. أحيانًا ينعتها بالمصاحف القديـمة، كما فـي قوله: «فإنّـي كَشَفْتُ المصاحفَ القديـمةَ التي يُوثَقُ برَسْـمِهَا ويَشْهَدُ الحالُ بِصَرْفِ العِنَايَةِ إليها» [الوسيلة 221] وقوله: «لأنّـي رأيتُهُ فـي المصاحفِ القديـمةِ» [الوسيلة 280]، أو يصفها بالمصاحف العتيقة، كما فـي قوله: «وكذلك رأيتُها فـي المصاحفِ العتيقةِ الموثوق بها» [الوسيلة 276] وقوله: «وقد كَشَفْتُهُ فـي المصاحفِ العتيقةِ» [الوسيلة 286] وقوله: «ورأيتُهُ فـي المصاحفِ العتيقةِ» [الوسيلة 287].

86أحيانًا أخرى ينسبها إلـى العراق، كقوله: «وقد كَشَفْتُ المصاحِفَ العراقيّةَ وغيرَها» [الوسيلة 222] وقوله: «رأيتُه فـي المصاحف العراقيّة القديـمة المعتبرة» [الوسيلة 224] وقوله: «رأيتُ فـي المصاحفِ العتيقةِ العراقيّةِ» [الوسيلة 284] وقوله: «فإنّـي كشفتُ ذلك فـي المصاحفِ العتيقةِ العراقيّةِ» [الوسيلة 314]، أو إلـى المدينة، كقوله: «وكذلك رأيتُها أنا فـي بعض المصاحف القديـمة المدنيّة» [الوسيلة 224] وقوله: «قد رأيتُه فـي بعض المصاحف المدنيّة القديـمة» [الوسيلة 225] وقوله: «وكذلك رأيتُ فـي بعض المصاحف المدنيّة العتيقة» [الوسيلة 259].

87كلّ هذه الأوصاف والنعوت تؤكّد غاية التوكيد قدم هذه المصاحف التي ترجع أدراجها على الأرجح إلـى عصر التابعين وتابعيهم، كما وصفها الدانـيّ فـي بعض المواضع بقوله: «وجدتُ فـي المصاحفِ المدنيّة وأكثرِ الكوفيّة والبصريّة التي كتبها التابعون وغيرهم»147.

المبحث الخامس: شَرْحُ اللَّبِيبِ
(الدرّة الصقيلة فـي شرح أبيات العقيلة)

88هذا شَرْحٌ آخَرُ للعقيلة، يُظْهِرُ أيضًا بكثافةٍ مكانةَ المؤلَّفاتِ المتأخّرةِ فـي علم الرسم وقيمتَها العلميّةَ، وذلك بوقوفه على مصادر مبكّرة فـي الفنّ ذاته والإحالة عليها والنقل منها مباشرةً؛ فصاحبُ الشَّرْحِ المقرئُ الحافِظُ أبو بكر عبد الغنـيّ الشهير باللَّبِيبِ (ت قبل736ھ) يذكر فـي مقدّمة شَرْحِهِ مَصَادِرَهُ التي طالعها وعوّل عليها والبالغ عددها 30 تأليفًا، منها فـي علم الرسم عشرةٌ، كالتالـي: الْمُقْنِع (ط) والْمُحْكَم (ط) والتَّحْبِير، ثلاثتها للدانـيّ (ت444ھ)، التَّبْيِين (لهجاء التنزيل) لأبـي داود (ت496ھ) والْمُحَبَّر لابنِ أَشْتَةَ (ت360ھ) وكتاب علم المصاحف له أيضًا وبعض كتابِ هِجَاءِ السُّنَّة للغازِي بنِ قَيْسِ الأندلسيﱢ (ت199ھ) والدُّرّ الْمَنْظُوم فـي معرفة الْمَرْسُومِ لِعَطَاءِ ابنِ يَسَارٍ ودرّة اللَّاقِطِ لِـحَكَمِ بنِ عِمْرَانَ الناقِطِ، صاحب الغازي، والسيل العارف إلـى رسم المصاحف لأبـي محمّدٍ عبدِ ﷲِ بنِ سهلٍ الأندلسيﱢ (ت480ھ)148.149.

89كتابان ٱثنان من مجمل العشرة التي عوّل عليها اللبيبُ فـي شرحه قد وصلانا، وهما مطبوعان، بينما سائرها غيرُ معروفٍ.

90(1) أقدمها كتاب هجاء السنّة للغازي بن قيس الأندلسيّ (ت199ھ) الذي أخذ عن نافع المدنـيّ (ت169ھ) القراءة عرضًا وسـماعًا وضبط عنه ﭐختياره وكذلك الموطّأ عن الإمام مالك بن أنس (73-179ھ). كان أَوَّلَ مَنْ أدخل قراءةَ نافعٍ وموطّأَ مالكٍ إلـى الأندلس. وكان قد صحّح مصحفه على مصحفِ نافعٍ ثلاث عشرة مرّة؛ وهو مصحف أهل المدينة. بذلك اختصّ بالنقل عنهم وحدهم دون غيرهم من أهل الأمصار الأخرى. لقد أقرأ بقراءة نافع، وعليها نَقْطُ مصاحفِ أهلِ الأندلسِ القديـمة150؛ فاعتمدوا فترةً على رواية الغازِي بن قيس عن نافع المدنـيّ، ثـمّ اعتمدوا من وقت محمّد بن وضّاح الأندلسيّ (ت286ھ) على رواية ورشٍ وصارت عندهم مدوُّنةً151.

91من الجدير بالذكر هنا أنّ عامّة أهل المغرب من الأندلسيّين وغيرهم أخذوا نظام النقط عن أهل المدينة الذين أخذوه بدورهم عن أهل البصرة، إذ كانوا المبتدئين به والسابقين إليه، وكان لأهل المدينة نظامُ نقطٍ يخصّهم، فتركوه ونقطوا نقط أهل البصرة، فكانوا يجمعون بين الهمزتين، وذلك بتحقيقهما وإثباتهما معًا بالصفرة المخصّصة لنقط الهمز المحقَّق بخلاف قراءات أئمّتهم من أهل المدينة كأبـي جعفرٍ، ويضمّون ميمات الجمع ويجعلون النبراتِ بالصفرة والحركاتِ نقطًا بالحمرة152. وقد لَمَسَ الدانـيّ (ت444ھ) هذه المظاهر فيما كُتب من مصاحف فـي عهد الغازي الأندلسيّ. قال: «وقد تأمّلتُ مَصَاحِفَنَا القديـمةَ التي كُتبت فـي زمانِ الغازي بنِ قيسٍ، صاحبِ نافعِ بنِ أبـي نُعيم وراويةِ مالكِ بنِ أنسٍ، فوجدتُ جميع ذلك مُثْبَتًا فيها، مُقَيَّدًا على حسبِ ما أُثْبِتَ وهيئةِ ما يُقَيَّدُ فـي مصاحفِ أهلِ المدينةِ»153.

92من اللافت للانتباه أنّ اللبيب، شارح العقيلة، قرأ بَعْضَ كتابِ هجاءِ السنّة، ليس جميعه، مـمّا يُغَلِّبُ الظَّنَّ أنّ كتابَ هجاءِ السنّة قد تلاشَى توافُرُهُ فـي الأوساطِ العلميّةِ إلـى حدﱢ أنّه فـي وَقْتِ اللبيب – وهو من أهل الاختصاص – لَـمْ يَكُنْ مَوْفُورًا بـتَمَامِهِ. وقد سَبَقَهُ كُلٌّ من الدانـيﱢ (ت444ھ) وتلميذِهِ أبـي داود (ت496ھ) وعلمِ الدينِ السخاويﱢ (ت643ھ) بالاطّلاع على هذا الكتابِ والنَّقْلِ منه مباشرةً.

93(2) يليه كتاب «الدُّرُّ الْمَنْظُومُ فـي معرفةِ الْمَرْسُومِ لعَطَاءِ بنِ يَسَار الأندلسيّ»، كما ذكره اللبيبُ154 ضمن مصادره فـي الرسـم وٱستشهد بكلامه فـي شرحه فـي ستّة مواضع155. جاء فـي الموضع الأوّل: «قال عطاء بن يسار فـي كتاب علم المصاحف: مصاحِفُ أهلِ مكّةَ والبحرين واليمن عُدمت؛ فلَـمْ يُوجَدْ لها أَثَرٌ»156. من اللافت للنظر أنّ اللبيب صرّح باسـمه هنا مقرونًا بكتابٍ آخرَ؛ فهل يعنـي ذلك أنّ له كتابًا آخَرَ بهذا العنوان أم أنّ الأمرَ لا يتعدّى كونه بلبلةً أو سَهْوًا فـي النقل؟ كذلك من الغرابة أنّ اللبيب صرّح بالمقطع الأوّل من العنوان على أنّ صاحب الكتاب أبو محمّد عبد ﷲ بن سهل بن يوسف الأندلسيّ (ت480ھ) كالآتـي: «قال أبو محمّد بنُ سَهْلٍ فـي كتابِ الدُّرﱢ المنظوم»157. وهذا أَمْرٌ قَلِقٌ للغاية، لأّن اللبيبَ أَوْرَدَ الأخيرَ مصرّحًا بكتابه فـي آخر مصادره العشرة فـي الرسم، كما سيأتـي الحديث عنه. لحسن الحظّ أنّ اللبيب صرّح فـي موضع لاحق بعنوان هذا الكتاب فيما يلي: «قال صاحب الدرّ المنظوم فـي المرسوم: ٱتّفق كُتَّابُ المصاحِفِ على أنْ كَتَبُوا ﴿ٱلنشأة﴾ فـي العنكبوت [20:29] والنجم [47:53] والواقعة [62:56] بألفٍ بعد الشين. ولا أعلمُ همزةً متوسّطةً، قبلها ساكِنَةٌ158، رُسِـمَتْ ألفًا فـي جميع المصاحف إلّا هذه الكلمة خاصّة. وكذلك هي مرسومة فـي الإمام مصحفِ عثمان بن عفّان، رضي ﷲ عنه. أخبرنـي بذلك أبو عبيد القاسمُ بنُ سَلَّامٍ فـي حَرَمِ مَكَّةَ، شرّفها ﷲ، وذلك لأَجْلِ قراءةِ مَنْ فَتَحَ الشينَ ومَدَّ؛ وهي قراءةُ ابنِ كثيرٍ [495] وأبـي عَمْرٍو»159.

94يُستفاد مـمّا ذكره أنّ المؤلِّفَ – رغم عدمِ ذكرِ ﭐسـمِهِ فـي هذا الموضع – من تلاميذ أبـي عبيد (ت224ھ) وقد ٱلتقى به فـي مكّة، وذلك سنة 224ھ، لأنّ أبا عبيدٍ قد حجّ فيها، فسكن مكّة حتّـى توفّـي فـي السنة ذاتها بها ودفن فيها، كما نصّت المصادر على ذلك160.

95(3) يلي ذلك دُرَّة اللَّاقِطِ161 لـحَكَمِ بنِ عِمْرَانَ القرطبـيّ الناقطِ، ناقِطِ أهلِ الأندلسِ، صاحبِ الغازِي بنِ قَيْسٍ الأندلسيّ (ت199ھ)162. كان يكتبُ المصاحفَ؛ فقد عاين الدانـيُّ فـي مصحفٍ كَتَبَهُ ونَقَطَهُ حكمُ بنُ عِمْرَانَ الناقطُ فـي سنة 227ھ163. يُستفادُ من ذلك أنّه كان حيًّا فـي هذه السنة. ذكره اللبيبُ بهذا العنوان164، ثـم صرّح بالعنوان ذاته فـي موضع آخر ونقل منه: «قال حكم الناقطُ فـي كتاب درّة اللاقط»165. لقد ٱستشهد به إجمالًا فـي ثـمانية مواضع166. ذكر له كتابًا آخَرَ فـي شرحِهِ ونَقَلَ منه فـي موضعين، هو (السَّبِيلُ الأَعْرَفُ إلـى ضَبْطِ المصحف)167.

96هنا يجب الإشارة إلـى أنّ هؤلاء العلماء الثلاثة المتقدّم ذكرهم أقرانٌ من أهل الأندلس وأنّ مَنْهَلَهُمُ الرئيسيّ فـي معرفة الرسم هو الإمام نافع المدنـيّ (ت169ھ). يشهد لذلك ما ذكره اللبيبُ فـي شَرْحِهِ، حين تحدّث عن الأخير قائلًا: «فلم تُؤخَذُ حقيقةُ الرسمِ إلّا عن نافعٍ؛ وعنه أَخَذَ الغازِي بنُ قَيْسٍ وعطاءُ بنُ يَسَارٍ وحَكَمٌ الناقطُ وغيرُهُمْ»168.

97(4/5) أمّا ابن أشتة (ت360ھ)، فهو أبو بكر محمّد بن عبد ﷲ بن محمّد الأصبهانـيّ169، مـمّن ألّف فـي رسم المصاحف. له المحبَّر وكتاب علم المصاحف، كلاهما فـي عداد الكتب المفقودة. قد عوّل عليهما اللبيب فـي شرحه ونقل منهما. لقد ٱستشهد بالمحبَّر فـي موضعين170، بينما استشهد بكتاب علم المصاحف فـي عشرين موضعًا171، منها موضع واحد، فيه قد استشهد بهما172. يُضاف إلـى ذلك مَوْضِعٌ لَـمْ يصرّح فيه بٱسم الكتاب173.

98يُلَاحَظُ أنّ المحبَّر كان معروفًا أكثر من كتاب علم المصاحف، فلـم يَذْكُرِ الأخيرَ أحدٌ من أهل الاختصاص ولا من تَرْجَمَ لصاحبِهِ. وقد ﭐعتبر بعضُهم كتابه المحبَّر فـي القراءات؛174 وهذا أمرٌ غيرُ دقيقٍ. وقد وَصَفَهُ ابنُ الجزريّ دون تحديد موضوعه، فقال: «قلتُ: وكتابه المحبَّر كتابٌ جليلٌ، يَدُلُّ على عظمِ مِقْدَارِهِ. وله كتاب المفيد فـي الشاذّ»175.

99(6/7/8) أمّا أبو عمرو الدانـيّ (ت444ھ)، فمن المؤلِّفين الكبار الذين ساهموا مساهماٍت فـي علم مرسوم المصاحف176، تصل مصنَّفاته فـي هذا العلم إلـى 11 تأليفًا، كما قال اللبيبُ: «رأيتُ لأبـي عمرو الدانـيّ، رحمه ﷲ، فـي برنامجٍ مائةً وعشرين تأليفًا، منها فـي الرسم أحد عشر كتابًا، أصغرُها حَجْمًا كتابُ الْمُقْنِع»177. لقد عوّل اللبيب على ثلاثة من أهمّها، هي: الْمُقْنِع والْمُحْكَم178 والتَّحْبِير؛ فالأوّل مطبوع بعنوان (المقنع فـي معرفة مرسوم مصاحف أهل الأمصار) مع (كتاب النَّقْطِ) له أيضًا179. أمّا الثانـي، فهو مطبوع أيضًا بعنوان (المحكم فـي نقط المصاحف)180. أمّا الثالث (التحبير)، فهو فـي عداد الكتب المفقودة. لقد ضبط عبد الهادي حميتو عنوانه، كالآتـي: (كتاب التحبير لمذاهب القرّاء فـي الوقف على المرسوم)181. ثـمّ قال فـي آخر كلامه عن هذا الكتاب: «مَنْ تَتَبَّعَ النقولَ عنه، يتبيّن أنّه فـي موضوع الوقف على المرسوم خاصّة. وليس فـي القراءات السبع، كما وهم فيه بعضُ الباحثين»182.

100(9) أمّا كتاب التبيين لهجاء التنزيل لأبـي داود سليمان بن نجاح الأمويّ الأندلسيّ (413-496ھ)، تلميذ أبـي عمرو الدانـيّ (ت444ھ)، فكتابٌ فـي الرسم كبيرٌ فـي ستّ مجلّدات183. ضمّنه أبو داود الكلام على هجاء مصحف عثمان بن عفّان ومصاحف الأمصار مع جملة من علوم القرآن، كالتفسير والقراءات، بالتعليل والتوجيه،184لكنّ مؤلِّفَه قد ﭐختصره بعنوان (مختصر التبيين لهجاء التنزيل)، فجرّد منه ما كان فيه من علوم القرآن وﭐسْتَوْفَـى فيه موضوعَ الرسم ﭐستيفاءً مستفيضًا؛ وقد وَصَلَنَا مختصرُهُ هذا؛ وهو مطبوع بهذا العنوان185.

101أمّا الأصل (كتاب التبيين لهجاء التنزيل)، فهو اليوم فـي عداد الكتب المفقودة، لكنّ اللبيب الذي عاش فـي الصنف الأوّل من القرن الثامن الهجريّ قد وقف عليه ونقل منه فـي شرحه نقولًا مباشرة186، مـمّا يشهد على تداوُلِهِ بين العلماءِ فـي هذه الفترة. ولعلّ السببَ فـي تلاشِيهِ وعدمِ تداوُلِهِ لاحقًا يعود إلـى كبرِ حَجْمِهِ مع وجودِ مختصرِه الآنف ذكره.

102(10) أمّا أبو محمّد عبد الله بن سهل الأندلسيّ (ت480ھ)، فضَبَطَ عنوانَ كتابِهِ عبد العليّ زعبُول، محقّق الدرّة الصقيلة، فيما يلي: (السيل العارف إلـى رسم المصاحف)، وذلك بالتعويل على ثلاثِ نُسَخٍ، وأحال لمقابلة المقطع الأوّل من العنوان فـي الحاشية على نُسْخَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ، فيهما (السيل المغازف)187، ثـمّ جاءت الكلمة الأولـى منه مغايرة فـي فهرس مصادر المؤلِّف (من عمل المحقّق): (السبل العارف إلـى رسم المصاحف)188. من جهته ضبطه أحمد شرشال كالآتـي: (كتاب سبل المعارف إلـى معرفة رسم المصاحف)189؛ وهو أصوب من المتقدّم. وأرى أنّ عنوانه (سُبُل ٱلْمَعَارِفِ إلـى رَسْمِ ٱلْمَصَاحِفِ)190 دون لفظ (المعرفة) لعدم ورودها فـي النسخ الخمس المعتمدة فـي تحقيق زعبول ولأنّها على الإفراد تكرارٌ للفظ (المعارف) على الجمع. يجب التنبيه هنا أنّ كُلَّ مَنْ تَرْجَمَ له، كٱبنِ بَشْكُوَال (ت578ھ)191 والذَّهَبِـيﱢ (ت748ھ)192 وابنِ الْـجَزَرِيﱢ (ت833ھ)193، لَـمْ يَذْكُرْ له هذا الكتابَ.

103إنّ مَنْ يطالع الدرّة الصقيلة يَجِدُ أنّ اللبيبَ يذكر فـي شرحِهِ هذا مصادِرَ أُخْرَى فـي موضوع الرسم، قد ﭐطّلع عليها ونقل منها بعض النقول. من ذلك كتاب (الدُّرّ النَّظِيم فـي رَسْمِ القرآنِ العَظِيمِ) الذي رآه عند شيخِهِ أبـي عبد ﷲ محمّد بن عمر ابن محمّد التلمسانـيّ المعروف بابنِ خَمِيسٍ (ت708ھ)194 ونَسَبَ تأليفَه تخمينًا إلـى الطَّلَمَنْكِيﱢ (340-429ھ)195. وقد نقل اللبيبُ فـي شرحه أقوالًا له فـي 27 موضعًا196، منها موضعانِ ٱثنانِ، صرّح فيهما بعنوان كتابه: «قال الطلمنكـيّ فـي كتاب الردّ والانتصار»197 ثـمّ «قول الطلمنكـيّ فـي كتاب الردّ والانتصار»198؛ وهو غير المتقدّمِ ذِكْرُهُ (الدُّرّ النَّظِيم فـي رَسْمِ القرآنِ العَظِيمِ).

104أمّا الطَّلَمَنْكيّ هذا، فهو أحمد بن محمّد بن عبد ﷲ الْمَعَافِريّ الأندلسيّ. كان أحد الأئمّة فـي علوم القرآن، ذا عناية تامّة بالآثار ومعرفة الرجال، حافظًا للسنن، عارفًا بأصول الديانات. أصلُه من طَلَمَنْكَة (من ثغر الأندلس الشرقيّ). سكن قرطبة وأقرأ بها. رحل إلـى المشرق، فحجّ وسـمع بمكّة والمدينة ومصر ودمياط والقيروان. عاد إلـى الأندلس، فسكن المرية، فمرسية، فسرقسطة، ثـمّ قصد طلمنكة بلده فـي آخر عمره، فتوفّـي بها بعد طول تجوال وٱغتراب. له تواليف جليلة، منها (الدليل إلـى معرفة الجليل) مائة جزء، (تفسير القرآن) نحو مئة جزء، (الوصول إلـى معرفة الأصول)، (البيان فـي إعراب القرآن)، (فضائل مالك)، (رجال الموطَّأ)، (الردّ على ٱبْنِ مسرّة)، (رسالة فـي أصولِ الدياناتِ إلـى أهلِ أشَبُونَةَ)199. أمّا فـي علم القراءات، فذَكَرَ له الذهبـيُّ وابنُ الجزريﱢ والسيوطيُّ وحاجي خليفة كتابَ الرَّوْضَةِ؛200 وهو مِنْ أُصُولِ (النَّشْر فـي القراءاتِ العَشْرِ) (ط) لابنِ الجزريﱢ201.

105أمّا فـي علم الرسم، فله كتاب (الدرّ النظيم فـي رسم القرآن للعظيم)، إن صحّتْ نسبةُ اللبيبِ هذا الكتاب إليه تخمينًا، إذ هو من تصانيف هذا الفنّ. أمّا كتاب الردّ والانتصار للطلمنكيّ، فيَظْهَرُ للوَهْلَةِ الأُولَـى من عنوانه أنّه يتبع أدب الردّ على أهلِ الأَهْوَاءِ والبِدَعِ؛ فكما قال ابنُ بَشْكُوَال (ت578ھ) عنه: «كان سَيْفًا مجرَّدًا على أهل الأهواءِ والبدع، قامعًا لهم، غيورًا على الشريعة، شديدًا فـي ذات ﷲ، تعالـى»202. وقد ألّف فـي هذا المجال، مجال الردّ. من ذلك ما ذكره الذهبـيّ أنّه «ألّف كتابًا فـي الردﱢ على الباطنيّة»203، ثـمّ نقل منه النقل الآتـي: «ومنهم قومٌ تَعَبَّدُوا بغير عِلْمٍ، وزَعَمُوا أنَّـهم يَرَوْنَ الجنّةَ كلَّ ليلةٍ ويَأْكُلُونَ من ثِـمَارِها وتَنَزَّلُ عليهم الحورُ العينُ، وأنّهم يلوذُون بالعَرْشِ ويَرَوْنَ ﷲ َ بغير واسطةٍ ويُـجَالِسُونَهُ»204. كذلك ألّف فـي مجال الانتصار، ينتصر لأهل السنّة على غيرهم. قال ابنُ بَشْكُوَال (ت578ھ) عن طبيعةِ تصانِيفِهِ: «جَمَعَ كُتَبًا حِسَانًا، كَثِيرَةَ النَّفْعِ على مذاهبِ أهلِ السنّةِ، ظَهَرَ فيها عِلْمُه وٱسْتَبَانَ فيها فِهْمُهُ»205. نظيرُهُ قَوْلُ الذهبـيّ: «صنّف كتبًا كثيرةً فـي السُّنَّة، يَلُوحُ فيها فَضْلُهُ وحِفْظُهُ وإِمَامَتُهُ وَٱتِّبَاعُهُ لِلْأَثَرِ»206.

106أرى أنّ كتاب الردّ والانتصار للطلمنكيّ يتبع هذا الصنف الأدبـيّ، لكنّ موضوعَهُ فـي علم الرسم، كما يتجلّى بوضوح من الموضعين المنقولين عند اللبيب فـي شرحه. متن الموضع الأوّل: «قال الطلمنكيُّ فـي كتابِ الردﱢ والانتصارِ: ﭐعْلَمْ أنّ الألفاتِ إنَّـما حُذِفْنَ من الرسم لِكَثْرَتِهِنَّ، لأنّ عددَ ألفاتِ القرآنِ العظيمِ على قراءةِ نافعٍ ثـمانيةٌ وأربعونَ ألفًا وسبعُمائةٍ؛ فلو ثبتتْ هذه الألفاتُ كلُّها، لصار المصحفُ كلُّه ألفاتٍ. وكذلك الواواتُ والياءاتُ حُذِفْنَ لكثرتهنَّ ولاستثقالِ حرفَيْنِ متشابهَيْنِ فـي كلمةٍ واحدةٍ، وذلك أنّ فـي القرآنِ العظيمِ خمسةً وعشرينَ ألفَ واوٍ وخـمسَمِائةٍ وستّةً، ومن الياءاتِ خـمسةً وعشرينَ ألفًا وتسعَمِائةٍ وتسعةً»207. أمّا متن الموضع الآخر، فهو بشأن رسـم الأسـماء المؤنَّثة: «قول الطلمنكـيّ فـي كتاب الردّ والانتصار: إنَّـما كَتَبَ الصحابةُ، رضي ﷲ عنهم، بَعْضَ الكلماتِ بالهاءِ وبَعْضَها بالتاءِ، ليروا جَوَازَ الوَجْهَيْنِ»208. يكون هذا الكتابُ بذلك على نحوِ كتابِ (الردّ على الملحدين فـي القرآن) أو (الردّ على أهل الإلحاد فـي القرآن) أو (الردّ على مَنْ خالَفَ مصحفَ عُثْمَانَ)، ثلاثتها كتابٌ واحدٌ لابن الأنباريّ (ت328ھ)209.

الخاتـمة والخلاصة

107إنّ عِلْمَ مرسومِ المصاحفِ المعتمدَ على ثلاثةِ مصادرَ أساسيّةٍ: (1) المصحف الإمام والمصاحف العثمانيّة التي دُفع بها إلـى الأمصار وما نُسخ منها (مصاحف الأمصار) ومصاحف بعض الصحابة والمصاحف العتق المنسوخة فـي القرون الأولـى، (2) روايات علماء الرسم وأقوالهم وأوصافهم المقرونة بالمشاهدات والمعاينات فـي مصاحف أمصارهم وبلدانهم، (3) أدب علم الرسم، أي الكتب المؤلَّفة فيه التي وقفت على معالِمه وخصائصه ودرست ظواهره وعلّلت مظاهره وٱستقرأت أنـماطه، لا يُـمْكِنُ مُعَالَـجَةَ مَبَاحِثِهِ ومُدَارَسَةَ قَضَايَاهُ بالرجوع إلـى هذه المصادر المدوّنة فـي القرون الأولـى، لأنّها مفقودة، فأُصُولُها قد فُقدت ونُسَخُها قد ٱنعدمت مع مرور الوقت، لكنّ تواليف هذا العلم اللاحقة فـي القرنين الرابع والخامس فصاعدًا، ٱبتداءً بالدانـيّ (371-444ھ) ومرورًا بتلميذه أبـي داود (413-496ھ) اللَّذَيْنِ بلغ التصنيفُ فـي هذا الفنّ ذروتَهُ بـما ألّفاه، ثـمّ التآليف المتأخّرة، كالعقيلة للشاطبـيّ (538-590ھ) وشروحها العديدة، ٱبتداءً بالوسيلة لعلم الدين السخاويّ (558-643ھ)، تـمكّن من خلال مساهماتها وتحريراتها من ٱسترجاع موارد القرون الأولـى وموادّها ومعلوماتها بنِسَبٍ متفاوتةٍ، وذلك بوقوفها على أصول مبكّرة ونسخ متقدّمة من هذه الفترة وتعويلها على أقوال أصحابها ومرويّاتهم ونقلها منها نقولًا مباشرةً. وصدق اللبيبُ، حين قال: «وٱعْلَمْ أَنَّ شَرْحَيْنِ أَحْسَنُ مِنْ شَرْحٍ وَاحِدٍ وَثَلَاثَةً أَحْسَنُ مِنِ ٱثْنَيْنِ، فَإِنَّهُ مَتَـى كَثُرَتِ الشَّرُوحَاتُ على شَيْءٍ، نَظْمًا كان أو نَثْرًا، كثُرتِ الفَوَائِدُ فيه، فإنّهُ لا بُدَّ لِكُلﱢ شَرْحٍ أَنْ يَأْتِـيَ بِنَادِرَةٍ تَكُونُ زِيَادَةً»210، أَيْ إضافةً علميّةً ذاتَ مساهمةٍ جديرةٍ.

أعلى الصفحة

بيبليوغرافيا

ابن بَشْكُوَال، أبو القاسم خَلَف بن عبد الملك بن مسعود الخزرجيّ الأنصاريّ (494-578/1101-1183): كتاب الصلة فـي تاريخ علماء الأندلس. قدّم له وضبطه وشرحه ووضع فهارسه: صلاح الدين الهَـوّاري. صيدا/بيروت: المكتبة العصريّة، ط1، 1423/2003، 599ص.

ابن الجزريّ، أبو الخير شـمس الدين محمّد بن محمّد بن محمّد الشافعيّ (٧٥١-٨٣٣/١٣٥٠-١٤٢٩): غاية النهاية فـي طبقات القرّاء. عُنـي بنشره: G. Bergsträsser. القاهرة: مطبعة السعادة، ج١‏:١٣٥١/١٩٣٢، ج٢-٣‏:١٣٥٢/١٩٣٣، ٣ج/٢مج.

ابن الجزريّ، أبو الخير شـمس الدين محمّد بن محمّد بن محمّد الشافعيّ (٧٥١-٨٣٣/١٣٥٠-١٤٢٩): النشر فـي القراءات العشر. أشـرف على تصحيحه ومـراجعته للمرّة الأخيرة: عليّ محمّد الضبّاع. بيروت: دار الفكر، [د. س.]، ٢ج/٢مج.

ابن عسـاكر، أبو القاسم ثقة الدين عليّ بن الحسن بن هبة ﷲ (٤٩٩-٥٧١/١١٠٥-١١٧٦): تاريخ مدينة دمشق. دراسة وتحقيق: عمر بن غرامة العَمْرَوِيّ. بيروت: دار الفكر، ج49: 1417/1997، 509ص.

ابن فَرْحُون، برهان الدين إبراهيم بن عليّ بن محمّد اليعمريّ (799/1397): الدﱢيبَاج الْمُذَهَّب فـي معرفة أعيان علماء الْمَذْهَب. تحقيق: عليّ عمر. القاهرة: مكتبة الثقافة الدينيّة، ط1، 1423/2003، 2مج.

ابن القاصح، أبو البقاء عليّ بن عثمان بن محمّد العذريّ (٧١٦-٨٠١/١٣١٥-١٣٩٩): شرح تلخيص الفوائد وتقريب المتباعد على عقيلة أتراب القصائد فـي علم الرسم. راجعه وعلّق عليه: عبد الفتّاح القاضي. القاهرة: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابـي الحلبـي وأولاده، ط1، 1368/1949، 108ص.

ابنُ كثيرٍ الدمشقيُّ، أبو الفداء عماد الدين إسـماعيل بن عمر بن كثير (701-774/1302-1373): فضائل القرآن. بيروت: دار الأندلس، ط4، [1399]/1979، [95]ص.

ابن مهران، أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران الأصبهانـيّ النيسابوريّ (٢٩٥-٣٨١/ ٩٠٨-٩٩١): المبسوط فـي القراءات العشر. تحقيق: سبيع حمزة حاكمي. دمشق: مجمع اللغة العربيّة، دار المعارف للطباعة، ١٤٠٧/١٩٨٦، ٦١٦ص.

ابن النديـم، أبو الفرج محمّد بن إسحاق بن محمّد (380/990): الفهرست. اعتنـى بها وعلّق عليها: إبراهيم رمضان. بيروت: دار المعرفة، ط١، ١٤١٥/١٩٩٤، ٤٦٤ص.

أبو داود، ســليمان بن نجاح (413-496/1022-1103): مختصر التبيين لهجاء التَّنْزيل. دراسة وتحقيق: أحمد بن أحمد بن معمّر شرشال. المدينة المنوّرة: مجمَّع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، ط1، 1423/2002، 5ج/5مج.

أبو شامة المقدسيّ، شهاب الدين عبد الرحمن بن إسـماعيل بن إبراهيم (٦٦٥/١٢٦٧): كتاب إبراز المعانـي من حِرْز الأمانـي فـي القراءات السبع. تحقيق: إبراهيم عطوة عَوَض. القاهرة: مطبعة مصطفى البابـي الحلبـي، 1402/1982، 762ص.

إسـماعيل باشا البغداديّ، إسـماعيل بن محمّد أمين بن مير سليم البابانـيّ (١٢٥٥-١٣٣٩/١٨٣٩-١٩٢٠): هديّة العارفين: أسـماء المؤلِّفين وآثار المصنِّفين. عُنـي بتصحيحه: Kilisli Rifat Bilge [مج١]، Avni Aktuç [مج٢]، İbnülemin Mahmud Kemal İnal [مج١-٢]. إستانبول: مطبعة وكالة المعارف، مج١: ١٩٥١، مج٢: ١٩٥٥.

الأندرابـيّ، أبـو عبد ﷲ أحمد بن أبـي عمر الخراسانـيّ المقرئ (بعد 470/1077): قراءات القرّاء المعروفين بروايات الرواة المشـهورين. حقّقه وقدّم له: أحمد نصيف الجنـابـي. بيروت: مؤسّسة الرسالة، ط١، ١٤٠٥/١٩٨٥، ١٦٧ص. [الباب الثانـي والثلاثون فـي ذكر الأسانيد التي نقلت إلينا قراءات القرّاء المعروفين بروايات الرُّوَاة المشهورين، ورقات 77ب-94أ من كتاب الإيضاح فـي القراءات (خ)، مخطوط جامعة إستانبول، رقمه 1350، 205 أوراق، تاريخ نسخه 566 ه]

الجَعْبَرِيّ، أبو محمّد برهان الدين إبراهيم بن عمر بن إبراهيم الخليليّ الشافعيّ (٦٤٠-٧٣٢/١٢٤٢-١٣٣٢): جميلة أرباب المراصد فـي شرح عقيلة أتراب القصائد. تحقيق: فرغلي سيّد عرباوي. القاهرة: مكتبة الشيخ فرغلي سيّد عرباوي، ط1، 1436/2015، 1001ص.

حاجي خليفة، مصطفى بن عبد ﷲ كاتب چلبـي (١٠١٧-١٠٦٧/١٦٠٩-١٦٥٧): كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون. عُنـي بتصحيحه: Şerefettin Yaltkaya ،Kilisli Rifat Bilge. [إستانبول]: مطبعة وكالة المعارف، مج١: ١٣٦٠/١٩٤١، مج٢: ١٣٦٢/١٩٤٣.

الحمد، غانـم قدّوري: رسم المصحف - دراسة لغويّة تاريـخيّة. بغداد: اللجنة الوطنيّة للاحتفال بـمطلع القرن الخامس عشر الهجريّ، ط1، 1402/1982، 822ص/5ص.

حمدان، عمر يوسف عبد الغنـيّ: أضواء جديدة على الرسم العثمانـيّ - مظاهر وأنـماط. عمّان/بيروت: المكتب الإسلاميّ/مؤسّسة الريّان، ط1، 1430/2009، 452ص.

حمدان، عمر يوسف عبد الغنـيّ: أضواء جديدة على الرسم العثمانـيّ - مظاهر وأنـماط. عمّان/بيروت: إِعْلَامُ أَهْلِ البَصَائِرِ بـما أَوْرَدُهُ ابنُ الجزريّ مِنَ الكُنُوزِ والذَّخَائِر. مجلّة معهد الإمام الشاطبـيّ للدراسات القرآنيّة 3/5 (1429/2008) 297-454.

حمدان، عمر يوسف عبد الغنـيّ: أضواء جديدة على الرسم العثمانـيّ - مظاهر وأنـماط. عمّان/بيروت: شُـمُولُ التَّعَارِيفِ لِمَا أَوْرَدَهُ الدانـيُّ فـي جامع البيان من نُقُولِ التصانيف. مجلّة البحوث والدراسات القرآنيّة 4/8 (1430/2009) 207-277.

حمدان، عمر يوسف عبد الغنـيّ: أضواء جديدة على الرسم العثمانـيّ - مظاهر وأنـماط. عمّان/بيروت: مشروع المصاحف الثانـي فـي العصر الأمويّ. مجلّة البحوث والدراسات القرآنيّة 2/4 (1428/2007) 63-116.

حميتو، عبد الهادي: معجم مؤلَّفات الحافظ أبـي عمرو الدانـيّ (444ھ) إمام القرّاء بالأندلس والمغرب وبيان الموجود منها والمفقود. آسفي: الجمعيّة المغربيّة لأساتذة التربية الإسلاميّة، 1421/2000، 91ص.

الحُمَيديّ، أبو عبد محمّد بن أبـي نصر فَتُّوح (488/1095): جذوة المقتبس فـي ذكرِ ولاةِ الأندلس وأسماء رواة الحديث وأهل الفقه والأدب وذوي النَّبَاهة والشِّعْرِ. قدّم له وضبطه وشرحه ووضع فهارسه: صلاح الدين الهوّاري. صيدا/بيروت: المكتبة العصريّة، ط1، 1425/2004، 463ص.

الحميري، بشير بن حسن: معجم الرسم العثمانـيّ. الرياض: مركز تفسير للدراسات القرآنيّة، ط1، 1436/2015، 7ج/7مج.

الخطيب البغداديّ، أبو بكر أحمد بن عليّ بن ثابت (٣٩٢-٤٦٣/١٠٠٢-١٠٧٢): تاريخ بغداد. بيروت: دار الكتب العلميّة، [د. س.]، ١٤مج.

الدانـيّ، أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان (371-444/981-1053): الأُرجُوزة المنبِّهة على أسـماء القُرّاء والرُّواة وأصول القراءات وعقد الديانات بالتجويد والدلالات. حقّقه وعلّق عليه: محمّد بن مجقان الجزائري. الرياض: دار المغنـي، ط1، 1420/1999، 346ص.

الدانـيّ، أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان (371-444/981-1053): الْمُحْكَم فـي نَقْطِ المصاحفِ. عُنِـيَ بتحقيقه: عزّة حسن. دمشق: دار الفكر، ط2، 1407/1986، [305]ص.

الدانـيّ، أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان (371-444/981-1053): المقنع فـي معرفة مرسوم مصاحف أهل الأمصار مع كتاب النقط. تحقيق: محمّد أحمد دهمان. دمشق: دار الفكر، ط2، 1403/1983، 179ص.

الداووديّ، شـمس الدين محمّد بن عليّ بن أحـمد المالكيّ (٩٤٥/١٥٣٨): طبـقات المفسّرين. ضبطه ووضع حواشيه: عبد السلام عبد المعين. بيروت: دار الكتب العلميّة، ط1، 1422/2002، 560ص.

الذهبـيّ، أبو عبد ﷲ شـمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان (٦٧٣-٧٤٨/١٢٧٤-١٣٤٨): سِيَر أعلام النبلاء. حقّقه وخرّج أحاديثه وعلّق عليه: شعيب الأرنؤوط [وآخرون]. بيروت: مؤسّسة الرسالة، ط١، ١٤٠١-١٤٠٩/١٩٨١-١٩٨٨، ٢٥مج.

الذهبـيّ، أبو عبد ﷲ شـمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان (٦٧٣-٧٤٨/١٢٧٤-١٣٤٨): معرفة القرّاء الكبار على الطبقات والأعصار. تحقيق: Tayyar Altikulaç. إستانبول: وقف الديانة التركيّ، ط١، ١٤١٦/١٩٩٥، ٤مج.

الزِّرِكْلِـيّ، خير الدين بن محمود بن عليّ (١٣١٠-١٣٩٦/١٨٩٣-١٩٧٦): الأعلام: قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين. بيروت: دار العلم للملايين، ط٩، [1411]/١٩٩٠، ٨مج.

السَّخَاوِيّ، أبو الحسن علم الدين عليّ بن محمّد بن عبد الصمد المصريّ الشافعيّ (558-643/1163-1245): كتاب الوسيلة إلـى كشف العقيلة. تحقيق وتقديـم: محمّد الإدريسي الطاهري. الرياض: مكتبة الرشد، ط2، 1424/2003، 553ص.

السلُّوم، أحمد بن فارس: جهود الإمام أبـي عبيد القاسم بن سَلَّام فـي علوم القراءات وتحقيق ٱختياره فـي القراءة. بيروت: دار ابن حزم، ط1، 1427/2006، 356ص.

عبد الباقي، محمّد فؤاد: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريـم. بيروت: دار إحياء التراث العربـيّ، [د. س.]، ٧٨٢ص.

الفرّاء، أبو زكريّاء يحيـى بن زيـاد بن عبد ﷲ بـن منظور الديلميّ (١٤٤-٢٠٧/٧٦١-٨٢٢): معانـي القرآن. (ج1) تحقيق: أحمد يوسف نجاتـي، محمّد على النجّار. [د. م.]: [د. ن.]، [1376]/ 1955، 509ص. (ج2) تحقيق ومراجعة: محمّد علي النجّار. [القاهرة]: الدار المصريّة للتأليف والترجمة، [د. س.]، 425ص. (ج3) تحقيق: عبد الفتّاح إسـماعيل شلبـي. مراجعة: عليّ النجدي ناصف. [د. م.]: [د. ن.]، [د. س.]، [395]ص.

الفهرس الشامل للتراث العربـيّ الإسلاميّ المخطوط – علوم القرآن – المصاحف المخطوطة ومخطوطات رسم المصاحف. عمّان: المجمع الملكيّ لبحوث الحضارة الإسلاميّة، ط2، 1413/1992، 531ص.

القفطيّ، أبو الحسن جمال الدين عليّ بن يوسف الشَّيْبَانـيّ (٥٦٨-٦٤٦/١١٧٢-١٢٤٨): إِنْبَاهُ الرُّوَاةِ على أَنْبَاهِ النُّحَاة. تحقيق: محمّد أبو الفضل إبراهيم. القاهرة/بيروت: دار الفكر العربـيّ/مؤسّسة الكتب الثقافيّة، ط١، ١٤٠٦/١٩٨٦، ٤ج/٤مج.

اللَّبِيب، أبو بكر عبد الغنـيّ (ت قبل736ھ): الدرّة الصقيلة فـي شرح أبيات العقيلة. تـحقيق: عبد العليّ أيت زعبُول. بيروت: دار المعرفة، ط1، 1432/2011، 666ص.

نويهض، عادل: معجم المفسّرين من صدر الإسلام حتّـى العصر الحاضر. بيروت: مؤسّسة نويهض الثقافيّة، ط1، 1403-4/1893-4، 2مج.

ياقوت الحمويّ، أبو عبد ﷲ شهاب الدين ياقوت بن عبد ﷲ الروميّ (٥٧٤-٦٢٦/١١٧٨-١٢٢٩): معجم الأدباء [= إرشاد الأريب إلـى معرفة الأريب]. تحقيق: إحسان عبّاس. بيروت: دار الغرب الإسلاميّ، ط١، ١٤١٤/١٩٩٣، ٧ج/٧مج.

Hamdan, Omar: Studien zur Kanonisierung des Korantextes. Wiesbaden: Harrassowitz Verlag, 1. Aufl., 2007, XI/334 S.

Hamdan, Omar: “The second Maṣāḥif Project: A Step towards the Canonization of the Qurʾanic Text”. In The Qurʾān in Context: Historical and Literary Investigations into the Qurʾānic Milieu. Leiden: Brill, 2010, pp. 795-835. [Texts and Studies on the Qurʾān; vol. 6]

Hamdan, Omar: “Zur Problematik der vermeintlich vom dritten Kalifen ʿUthmān b. ʿAffān stammenden Aussage «Es befinde sich eine Art von laḥn im Muṣḥaf»: Ein Beitrag zur frühen Orthographie des Korantextes”. In Les origines du Coran, le Coran des origines. Paris: Académie des Inscriptions et Belles-Lettres, 2015, pp. 207-217.

Hamdan, Omar: “Zur Rolle frühislamischer Grammatiktheorien in der Entwicklung der koranischen Orthographie”. In Modern Controversies in Qurʾanic Studies. Hamburg: EB-Verlag, 2009, pp. 45-95. [Bonner Islamstudien; v. 13]

أعلى الصفحة

حواشي

1 الفهرست 55-56.

2 الفهرست 56.

3 الفهرست 54-55.

4 الفهرست 55.

5 فـي هذا الإطار كُنْتُ قد أعددتُ فهرسًا لكتب فـي القراءات وعلوم قرآنيّة أخرى أوردها أبو عمرٍو الدانـيّ (ت444ھ) ونقل منها نقولًا فـي كتابه النفيس (جامع البيان فـي القراءات السبع) (ط) [بالإجمال 118 كتابًا، منها كتابان من القرن الثانـي الهجريّ و 64 كتابًا من القرن الثالث الهجريّ]. يُراجع حمدان: شُـمُولُ التَّعَارِيفِ لِمَا أَوْرَدَهُ الدانـيُّ فـي جامع البيان من نُقُولِ التصانيف 207-277. نظيره ما أعددتُه من دليلٍ مفهرسٍ لكتب علوم القرآن التي ذكرها ابنُ الجزريّ فـي تراجم معجمه القيّم (غاية النهاية فـي طبقات القرّاء) (ط) [بالإجمال 516 كتابًا، منها 17 كتابًا من القرن الثانـي الهجريّ و 52 كتابًا من القرن الثالث الهجريّ]. يُراجَع حمدان: إِعْلَامُ أَهْلِ البَصَائِرِ بِـمَا أَوْرَدُهُ ابنُ الجزريﱢ مِنَ الكُنُوزِ والذَّخَائِر 297-454.

6 عنه معرفة القرّاء الكبار 1/186-197 (36)، غاية النهاية 1/423-425 (1790).

7 الوسيلة إلـى كشف العقيلة (للسخاويّ) 315 (162) [نقلًا عن محمّد بن عيسى الأصبهانـيّ].

8 الوسيلة 315 (باب من الزيادة) [نقلًا عن محمّد بن عيسى الأصبهانـيّ].

9 المقنع 42 (س11-12). كذلك الوسيلة 315 (باب من الزيادة).

10 الوسيلة 316.

11 رسم المصحف 428.

12 المقنع 42 (س13).

13 له ترجمة فـي غاية النهاية 1/349 (1498).

14 للمزيد عن ذلك يُراجَع حمدان: مشروع المصاحف الثانـي فـي العصر الأمويّ 63-116.

15 مشروع المصاحف الثانـي 72 و 73.

16 مشروع المصاحف الثانـي 76 (أيّ مصحف تـمّ ٱعتماده فـي مشروع المصاحف؟).

17 ذكرها جميعًا أبو عمرو الدانـيّ فـي المقنع 15، 34، 40، 41، 45، 48×2، 54، 57×2، 66، 72، 79، 89، 92، 98، 105. فـي الوسيلة نقلًا عن المقنع 258، 405، كالآتـي المقنع (للدانـيّ) 663-5 «قال عاصم الجحدريُّ: رأيتُ فـي مصحفِ عثمان بن عفّان، رضي ﷲ عنه: ﴿مَا طَابَ لَكُم﴾: ﴿طيب﴾» | الوسيلة 404-405 [234] «أيضًا بالياءِ فـي الإمام. [405] قال عاصم الجحدريُّ: رأيتُ فـي مصحفِ عثمان بن عفّان، رضي ﷲ عنه: ﴿مَا طَابَ لَكُم﴾: ﴿طيب﴾».

18 عنه غاية النهاية 2/304 (3630).

19 غاية النهاية 2/333 (س2).

20 غاية النهاية 2/331 (س20-21).

21 غاية النهاية 2/331 (س21-23).

22 الفهرست 56 و 57.

23 هذا التأليف من بواكير هذا العلم الذي يبحث فـيما تشابه بين ألفاظ القرآن وتناظر من كلمات القرآن، كما قال الكسائيّ (ت189ھ) فـي كتابه متشابه القرآن 14-15 (ط) [تحقيق: محمّد بن عيد الشعبانـيّ. طنطا: دار الصحابة، ط1، 1427/2006، 128ص]. كذلك ألّف فيه حمزة الزيّات (ت156ھ) وخلف بن هشام (ت229ھ) وغيرهما. واضح أنّ هؤلاء قد استنهضوا هذا العلم فيما أفردوه، لكنّهم اقتصروا فـي تصنيفاتهم على ذكر الآيات ونظيراتها. أُلّفت بعدهم كتب أخرى، قد سلّطت الضوءَ على ذكر الفروق بين الآيات وأمثالها مع التعليل والتوجيه، كما فعل تاج القرّاء الكرمانـيّ (ت حوالـي505ھ) فـي كتابه (البرهان فـي مشتابه القرآن لِمَا فيه من الحجّة والبيان) [هو مطبوع بعنوان (البرهان فـي توجيه متشابه القرآن الكريـم). تحقيق وتعليق: جمال الدين محمّد شرف. طنطا: دار الصحابة للتراث، ط1، 1428/2007، 160ص]. هنا يجدر التنبيه إليه أنّ ابن النديـم (ت380ھ) أخطأ بجَمْعِهِ بين مصنَّفات هؤلاء الأئمّة القرّاء فـي المتشابه اللفظيّ وبين تصانيف بعض علماء الكلام فـي المتشابه العقديّ، ككتاب أبـي الْـهُذَيْلِ العَلَّاف (ت235ھ) وكتاب جعفر ابن حَرْبٍ المعتزلـيّ (ت236ھ) وكتاب أبـي عليّ الْـجُبَّائيّ (ت303ھ) تحت عنوان مشترك فـي الفهرست 56، هو (الكتب المؤلَّفة فـي متشابه القرآن).

24 الدرّة الصقيلة 219.

25 غاية النهاية 2/2 (س3-4). يُقابَل الدرّة الصقيلة 219.

26 غاية النهاية 2/2 (س6).

27 قراءات القرّاء المعروفين 119. له ترجمة مطوّلة فـي غاية النهاية 1/535-540 (2212).

28 عن كتبه عمومًا يُراجَع غاية النهاية 1/539 (س18-22)، إعلام أهل البصائر 305-307 (7-14).

29 المقنع 66 (س5-7). كذلك الوسيلة 404 (233).

30 يُراجَع عن هذه النظريّةِ أبحاثي الثلاثةُ التاليةُ: أضواء جديدة على الرسم العثمانـيّ: مظاهر وأنـماط [عمّان/بيروت: المكتب الإسلاميّ/مؤسّسة الريّان، ط1، 1430/2009، 452ص].

“Zur Rolle frühislamischer Grammatiktheorien in der Entwicklung der koranischen Orthographie” 45-95 und “Zur Problematik der vermeintlich vom dritten Kalifen ʿUthmān b. ʿAffān stammenden Aussage «Es befinde sich eine Art von laḥn im Muṣḥaf»: Ein Beitrag zur frühen Orthographie des Korantextes” 207-217.

31 معانـي القرآن 3/134-135.

32 ولؤلأ ولؤلأ بهجائه: ولولا ول ولا تهجاه، الأصل المخطوط (نسخة نورعثمانيه رقم 459، ورقة 105أ)؛ ولُؤْلُأ وَلَا تَهَجَّأْه، مطبوع معانـي القرآن. قال محقّقه [هناك 2/220، الحاشية التاسعة]: "أي لا تراعِ فـي النطق هجاء هذه الحروف فتقول: لولا بالألف من غير همز". ضبط غانـم الحمد هذا المقطع فـي رسم المصحف 353، كالآتـي: "(لؤلأ)، ولا تتهجّاه"، ثـمّ علّق على ذلك فـي الحاشية التاسعة [هناك 353]، فنقل أوّلًا تعليق المحقّق وزاد عليه قائلًا: "وكأن قياس وصف الفراء لرسم الهمزة أن ترسم هذه الكلمة هكذا (لألأ)". من جهته ضبطها بشير الحميري فـي معجم الرسم العثمانـيّ 6/2883: "(وَلُؤلأً) وَ(لَا) تَهَجَّأْهُ"، ثـمّ ذكر فـي الحاشية الأولـى [هناك]: "قَالَ محققه إن معناه: النطق من غير همز". تعليقًا على هذه الضبوط: جميعها جانبت الصواب.

33 معانـي القرآن 2/220.

34 معانـي القرآن 3/136.

35 المقنع 51 (س3-5). كذلك الوسيلة 346.

36 الوسيلة 346.

37 الوسيلة 192.

38 من أمثلة التعليل، كما فـي الوسيلة 363 [موضع الحجّ 23:22] «إنَّـما زادوا الألفَ فـي ﴿لؤلؤا﴾ لمكان الهمزة». أمّا الاحتجاج بلغة العرب، فمن الأمثلة على ذلك، كما فـي الوسيلة 105 «قال الكسائيُّ: هي أسـماء لَـمْ تَكُنِ العربُ تعرفها؛ فلمّا جاءَتْ، عَرَّبَتْهَا»، 284 [الآيات 31:24، 49:43، 31:55] «وقد حَكَى الكسائيُّ عن بعض العرب أنَّـهم يقولون: يا أيُّه الرجلُ ويا أيُّه القومُ».

39 الوسيلة 165، 192×2، 260.

40 الوسيلة 299.

41 الوسيلة 166.

42 الوسيلة 319.

43 الوسيلة 128.

44 الوسيلة 133 [نقلًا عن كتاب المصاحف لابن أبـي داود].

45 الوسيلة 182.

46 الوسيلة 209.

47 أَهْلًا: أصلًا، مصحَّف فـي المطبوع.

48 العَوَامّ: العلوم، مصحَّف فـي المطبوع.

49 قراءات القرّاء المعروفين 142.

50 فضائل القرآن 152-195 [أبواب 49-51].

51 فضائل القرآن 196-200.

52 الأرجوزة المنبّهة 151 [الأبيات 379-380] [بتصرُّفٍ نثريّ].

53 النشر فـي القراءات العشر 1/33-34.

54 أمثال جامع يعقوب الحضرميّ (ت205ھ) وجامع خلف بن هشام (ت229ھ) وجامع ابن سعدان (ت231ھ) وجامع أبـي الربيع الزهرانـيّ (ت234ھ) وجامع محمّد بن عيسى الأصبهانـيّ (ت242ھ) وجامع الرفاعيّ (ت248ھ) وجامع أبـي حاتـم السِّجِسْتَانـيّ (ت250ھ) وجامع أحمد بن جُبير الكوفـيّ (ت258ھ) وجامع أحمد بن جُبير الكوفـيّ (ت258ھ) وجامع الطبريّ (ت310ھ) وجامع الداجونـيّ (ت324ھ) وجامع ابن مجاهد (ت324ھ).

55 الدرّة الصقيلة 118.

56 الدرّة الصقيلة 212.

57 الوسيلة 82 (40). يُقابَل الدرّة الصقيلة 217.

58 كما فـي الدرّة الصقيلة 217-218.

59 تاريخ بغداد 7/142-143 (3590).

60 إِنْبَاهُ الرُّوَاة 3/19. كذلك تاريخ مدينة دمشق (لابنِ عساكر) 49/71. يُقابَل تاريخ بغداد 7/143 «وقد كان ولـي الثغورَ سبع عشرة سنة». دون تحديد المدّة يُراجَع أيضًا تاريخ مدينة دمشق 49/60 و 62 و 82 [ترجمة القاسم بن سلّام (5658)].

61 الدرّة الصقيلة 219. أقول: لَـمْ أَجِدْهُ فـي مطبوع فضائل القرآن لأبـي عبيد.

62 الوسيلة 84. كذلك شرح تلخيص الفوائد وتقريب المتباعد 38.

63 على أحدِ القولين. أمّا القول الآخر، فيحدّد تاريخ نسخ المصاحف بسنةِ 30ھ. يُراجَع الحمد: رسم المصحف 136.

64 جميلة أرباب المراصد فـي شرح عقيلة القصائد (للجَعْبَرِيّ) 374. كذلك تلخيص الفوائد وتقريب المتباعد (لابنِ القاصِح) 35. من الجدير ذكره أنّ أبا حاتـم السجستانـيَّ (ت250ھ) تحدّث عن مصحف أهل حمص الذي بعث به عثمان إلـى الشام ونقل منه بعض مواضع الرسم، كما فـي المقنع 102 (س15-17) و 112 (س19)-113 (س3).

65 المحكم فـي نقط المصاحف 87.

66 حكم (كما فـي الأصل المخطوط): حكيم، كما فـي المطبوع.

67 المحكم 87.

68 عنه يُنظَر معرفة القرّاء الكبار 3/1110-1115 (839)، غاية النهاية 2/20-23 (2600).

69 له أيضًا قصيدة ثالثة، تُسَمَّى (ناظِمَة الزُّهْرِ) فـي علم عدد الآي (ط)، عدد أبياتها 297 بيتًا، وقصيدة داليّة من خمسمائة بيت، لخّص فيها كتاب التمهيد لابنِ عَبْدِ البَرﱢ (ت463ھ)؛ وهما دون الأُولَيَيْنِ أعلاه شهرةً. يُراجَع معرفة القرّاء الكبار 3/1114، إعلام أهل البصائر 391-392 (326-327).

70 غاية النهاية 2/22 (س9-10).

71 يُنظَر الدرّة الصقيلة 158.

72 عن اللاميّة وشُرُوحِها يُراجَع كشف الظنون 1/646-649. عن الرائيّة وشروحها يُراجَع كشف الظنون 2/1159. كذلك الفهرس الشامل للتراث العربـيّ الإسلاميّ المخطوط – علوم القرآن – المصاحف المخطوطة ومخطوطات رسم المصاحف 454-455 (3-4، 7-10، 12-15) و 459-464.

73 معرفة القرّاء الكبار 3/1111-1112.

74 غاية النهاية 2/22 (س10-11).

75 ذكر محقّق الوسيلة 63-65 [مقدّمة التحقيق] تسعة شروح لها، وذكر محقّق جميلة أرباب المراصد 98-101 [مقدّمة التحقيق] 19 شرحًا لها.

76 تحقيق: فرغلي سيّد عرباوي. القاهرة: مكتبة الشيخ فرغلي سيّد عرباوي، ط1، 143633/2012، 312ص.

77 تحقيق: فرغلي سيّد عرباوي. القاهرة: مكتبة الشيخ فرغلي سيّد عرباوي، ط1، 1436/2015، 1001ص.

78 تحقيق: عبد العليّ أيت زعبول. بيروت: دار المعرفة، ط1، 1432/2011، 666ص.

79 عنوانه الكامل: شرح تلخيص الفوائد وتقريب المتباعد على عقيلة أتراب القصائد فـي علم الرسم. له أكثر من طبعة: (1) راجعه وعلّق عليه: عبد الفتّاح القاضي. القاهرة: شركة ومكتبة ومطبعة مصطفى البابـي الحلبـي وأولاده، ط1، 1368/1949، 108ص. (2) مراجعة وتصحيح: عامر السيّد عثمان. طنطا: دار الصحابة للتراث، ط1، 1427/2006، 176ص.

80 راجعه وعلّق عليه: عبد الفتّاح القاضي. القاهرة: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابـي الحلبـي وأولاده، ط1، 1368/1949، 108ص.

81 دراسة وتحقيق: عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد ﷲ السديس. رسالة دكتوراه، جامعة أمّ القرى - كلّيّة الدعوة وأصول الدين - قسم الكتاب والسنة، 1422ھ.

82 عنه معرفة القرّاء الكبار 3/1245-1251 (969)، غاية النهاية 1/568-571 (2318).

83 الدرّة الصقيلة 141.

84 بعضها مذكور مرّة واحدة، نحو فضائل القرآن ومعالمه وآدابه (ط) لأبـي عبيد القاسم بن سلّام (ت224ھ) [الوسيلة 199 "كذلك قال أبو عبيد فـي كتاب فضائل القرآن ومعالـمه: «وفـي النمل – يعنـي فـي مصاحف أهل الشام: ﴿إِنَّنَا لَمُخۡرَجُونَ﴾ [67:27] على نونين بغير ٱستفهام»"] والكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها (ط) لأبـي محمّد مكّيّ بن أبـي طالب القيسيّ (ت437ھ) [الوسيلة 130] والهداية إلـى بلوغ النهاية (ط) له أيضًا [الوسيلة 130] وفتح الوصيد فـي شرح القصيد للسخاويّ (ت643ھ) [الوسيلة 285].

85 عن هذا الكتاب يُراجَع جهود الإمام أبـي عبيد القاسم بن سلّام (للسلُّوم) 199-224، إعلام أهل البصائر 310 (29) [مع إحالات الحاشية السادسة هناك].

86 الوسيلة 82 (40).

87 كما نُسِبَتْ مصاحِفُ إلـى قراءات بعض الصحابة. من ذلك ما رَوَاهُ خلفُ بنُ هشام القارئ (ت229ھ)، كما فـي كتاب إيضاح الوقف والابتداء (لابن الأنباريّ)1/371 «قال خَلَفٌ: رأيتُ فـي مصحفٍ يُنْسَبُ إلـى قراءةِ ٱبنِ مسعودٍ» و 1/377 «قال خَلَفٌ: وكذلك رأيتُ فـي مصحفٍ يُنْسَبُ إلـى قراءة أُبَـيﱢ بنِ كعبٍ عند آلِ أنسِ بن مالكٍ». يُراجَع حمدان: مشروع المصاحف الثانـي 107-108.

88 الوسيلة 115 (55).

89 الوسيلة 118 (55).

90 الوسيلة 134 (64).

91 الوسيلة 168.

92 الوسيلة 169.

93 الوسيلة 168.

94 الوسيلة 178.

95 ا الوسيلة 101 (50).

96 ا الوسيلة 103 (50). هنا يتحدّث هنا عن الأخذ بالرسم العثمانـيّ تحقيقًا وتقديرًا.

97 الوسيلة 199 (100).

98 الوسيلة 82، 89، 118، 134، 178، 192، 245، 250، 253، 254، 438.

99 كذلك الوسيلة 89 (46) "قلتُ: وقد رأيتُ فـي كتاب القراءات لأبـي عبيدٍ عند ذكر ﴿ٱلصِّرَاط﴾. قال أبو عبيد: «والقراءةُ عندنا بالصادِ لاجتماع المصاحف فـي الأمصار كلّها على الخطّ بالصاد»" [واضح من كلامه أنّه صاحب ﭐختيار فـي القراءة وأنّ ﭐجتماع مصاحف الأمصار مِعْيَارٌ مُعْتَمَدٌ عنده]، 253 "قال أبو عبيد فـي كتاب القراءات له: «إنَّـما أجروا ﴿ثَـمُودا﴾ - يعنـي مَنْ قرأ بالتنوين - فـي هذه المواضع [68:11؛38:25؛38:29؛51:53] ٱتّباعًا للكتاب من أجلِ أنّ فيها كلِّها الألفَ مثبتةٌ». ثـمّ قال: «والذي نَـخْـتَارُ [فـي المطبوع (يـختار)] من ذلك قراءةُ نافعٍ وابنِ كثيرٍ وأبـي عمرٍو، فنُجْرِيهِ فـي المواضعِ الأربعةِ ٱتّباعًا للكتاب، ونَدَعُ صَرْفَهُ فيما سوى ذلك». قال: «ولولا مخالفةُ الكتابِ، ما كان الوجهُ فيه إلّا تَرْكَ الإجراءِ، لأنّه قبيلةٌ، والتأنيث عليه أغلب»".

100 نختار: يُختار، المطبوع.

101 الوسيلة 91 (46). واضح هنا ﭐعتماده الحديثَ المسندَ معيارًا لصحّة القراءة وﭐختيارها.

102 الوسيلة 115 (55). كذلك المقنع 102 (س6-7).

103 الوسيلة 136 (65).

104 الوسيلة 254.

105 الوسيلة 245 [بشأن الآية 24:81].

106 الوسيلة 192. عن الموضوع المثار فـي هذا النقل يُراجَع حمدان: مشروع المصاحف الثانـي فـي العصر الأمويّ 65-68.

Hamdan: Studien zur Kanonisierung des Korantextes 136-137 & “The second Maṣāḥif Project: A Step towards the Canonization of the Qurʾanic Text” 796-798.

107 الوسيلة 100.

108 الوسيلة 136.

109 الوسيلة 157×2، 158، 198، 200، 202، 226، 256، 386، 387.

110 الوسيلة 166.

111 الوسيلة 162، 198.

112 عنه معرفة القرّاء الكبار 1/427 (148)، غاية النهاية 2/340-341 (3742).

113 غاية النهاية 2/341 (س6).

114 الوسيلة 236.

115 الوسيلة 166-167.

116 غاية النهاية 2/124.

117 معجم الأدباء 6/2503-2505 (1034).

118 معجم الأدباء 6/2505.

119 هديّة العارفين 2/47-48.

120 هديّة العارفين 2/48.

121 الوسيلة 287 و 315-316.

122 الوسيلة 287 (144).

123 الوسيلة 315-316.

124 الوسيلة 364.

125 الوسيلة 395.

126 الوسيلة 419.

127 المقنع 157 [فهرس الأعلام: القاسم بن سلّام]، 166-167 [المصاحف]، 167 [الكتب].

128 الوسيلة 530 [فهرس الكتب الواردة فـي النصّ].

129 المبسوط فـي القراءات العشر (لابنِ مِهْرَانَ) 302-303 (10).

130 الوسيلة 168.

131 الوسيلة 227. عن هاتين القراءتين يُراجَع المبسوط 405 (2).

132 الوسيلة 346 (187).

133 الوسيلة 346.

134 حسب المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريـم 364-366 [سـمو].

135 الوسيلة 221.

136 هي كالتالـي: 71:2/187، 18:4، 66:8، 51:10/91، 51:12، 72:9. يُنظَر المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريـم 109 [أين].

137 كما فـي طبعة القرآن الكريـم الرسـميّة، طبعة القاهرة.

138 الوسيلة 280.

139 جملتها 230 موضعًا.

140 هي 38:13، 4:15، 27:18، 1:27. جميعها مرسومة بالألف، كما فـي طبعة القرآن الكريـم الرسـميّة، طبعة القاهرة والمدينة المنوّرة.

141 الوسيلة 286-287.

142 المقنع 50 (س17-20) [باب ذكرِ ما حُذفت منه إحدى الياءين اختصارًا وما أُثبت فيه على الأصل]. يُقابَل الوسيلة 347.

143 الوسيلة 347.

144 قال ابنُ النديـم (ت380ھ) فـي الفهرست 16: «فأَمَّا ٱلْمَكِّيُّ وٱلْمَدَنِـيُّ، فَفِي أَلِفَاتِهِ تَعْوِيجٌ إِلَـى يَـمْنَةِ ٱلْيَدِ وأَعْلَى ٱلْأَصَابِعِ وَفِـي شَكْلِهِ ٱنْضِجَاعٌ يَسِيرٌ».

145 الوسيلة 131. كذلك تحدّث عن هذا المصحف أبو شامة المقدسيّ (ت665ھ) فـي إبراز المعانـي من حِرْز الأمانـي فـي القراءات السبع 406 مُغَلِّبًا الظَّنَّ أنّه المصحف الذي وجّهه عثمانُ إلـى الشام، بينما عدّه ابنُ كثيرٍ الدمشقـيُّ (ت774ھ) الذي رآه ووصفه فـي فضائل القرآن 26 أَحَدَ المصاحف العثمانيّة الأئمّة.

146 الوسيلة 131، 178، 214، 218، 219، 221، 224، 226×2، 227، 228، 229، 230-231، 233، 246، 247، 252، 257، 262، 276، 280، 283-284، 285، 287×2، 314، 323، 344، 346.

147 المقنع 63 (س17-18).

148 عنه كتاب الصلة 239 (631)، غاية النهاية 1/421-422 (1783).

149 الدرّة الصفيلة 147-148.

150 غاية النهاية 2/296 (س23-24).

151 نقلًا عن الدانـيّ فـي غاية النهاية 2/275 (س12-14).

152 المحكم 7-8.

153 المحكم 8.

154 الدرّة الصقيلة 147.

155 الدرّ الصقيلة 215، 265، 280، 285، 419، 501.

156 الدرّ الصقيلة 215.

157 الدرّة الصقيلة 279.

158 كذا فـي المطبوع، لكن الأَوْلَـى «ساكِنٌ».

159 الدرّة الصقيلة 494-495.

160 يُراجَع تاريخ مدينة دمشق 49/60 و 61 و 63، جهود الإمام أبـي عبيد القاسم بن سلّام (للسلُّوم) 49-51 [سكناه مكّة ووفاة بها].

161 لقد ضبط أحمد شرشال فـي مختصر التبيين 1/178 [الدراسة] عنوانه كالآتـي: (درة اللافظ بحكم الناقط)؛ فوهم فـي ثلاثة أمور. الأوّل (اللافظ) بفاء وظاء بدل (اللاقط) بقاف وطاء ثـمّ حوّل اسم المؤلِّف (لحكم الناقط) باللام إلـى تكملة العنوان (بحكم الناقط) بالباء. أمّا الأمر الثالث، فإنّه نسب هذا الكتاب بناءً على الوهم الثانـي إلـى أبـي عبد ﷲ محمّد بن سهل بن يوسف الأندلسيّ (ت480ھ).

162 المحكم 9 و87.

163 المحكم 87.

164 الدرّة الصقيلة 147.

165 الدرّة الصقيلة 237.

166 الدرّ الصقيلة 237، 245، 398، 503، 527، 528، 540، 559.

167 الدرّة الصقيلة 503 «قال حكم الناقط فـي السبيل الأعرف إلـى ضبط المصحف» و 527 «قال حكم الناقط فـي السبيل الأعرف». لقد نقل أحمد شرشال الموضع الأوّل فقط فـي مختصر التبيين 1/165 [الدراسة]، فبدل «السبيل الأعرف» جاء فيه «سبيل الأعراف» مصحَّفًا.

168 الدرّة الصقيلة 219.

169 عنه معرفة القرّاء الكبار 2/617 (336)، غاية النهاية 2/184 (3177)، الأعلام 6/224.

170 الدرّة الصقيلة 283 «ابن أشتة فـي المحبَّر»، 301 «ذكره ابنُ أشتة فـي كتابه المحبَّر وفـي كتاب علم المصاحف له».

171 الدرّة الصقيلة 237 «ذكره أبو بكر بن أشتة فـي كتاب علم المصاحف»، 244 «قال أبو بكر بن أشتة فـي كتاب علم المصاحف»، 263 «قال أبو بكر بن أشتة فـي كتاب علم المصاحف»، 277 «قال ابن أشتة فـي كتاب علم المصاحف»، 301 «ذكره ابنُ أشتة فـي كتابه المحبَّر وفـي كتاب علم المصاحف له»، 347 «قال ابن أشتة فـي كتاب علم المصاحف»، 398 «قال ابن أشتة فـي كتاب علم المصاحف»، 415 «قال أبو بكر بن أشتة فـي كتاب علم المصاحف»، 457 «قال ابن أشتة فـي كتاب علم المصاحف له»، 489 «قال ابن أشتة فـي كتاب علم المصاحف»، 495 «قال أبو بكر بن أشتة فـي كتاب علم المصاحف»، 498 «قال أبو بكر ابن أشتة فـي كتاب علم المصاحف»، 504 «قال ابن أشتة فـي كتاب علم المصاحف»، 507 «قال أبو بكر بن أشتة فـي كتاب علم المصاحف له»، 511 «قال أبو بكر بن أشتة فـي كتاب علم المصاحف»، 518 «قال ابن أشتة فـي كتاب علم المصاحف»، 525-526 «قال أبو بكر بن أشتة فـي كتاب علم المصاحف»، 540 «قال ابن أشتة فـي كتاب علم المصاحف»، 551 «قال ابن أشتة فـي كتاب علم المصاحف»، 555 «ذكره أبو بكر ابن أشتة فـي كتاب علم المصاحف».

172 الدرّة الصقيلة 301 «ذكره ابنُ أشتة فـي كتابه المحبَّر وفـي كتاب علم المصاحف له».

173 الدرّة الصقيلة 507 «قال أبو بكر بن أشتة».

174 إعلام أهل البصائر 329 [مع إحالات الحاشية السادسة هناك].

175 غاية النهاية 2/184 (س8). كذلك إعلام أهل البصائر 329 (98-99).

176 الحمد: رسم المصحف 174-175، شرشال (محقِّقًا): مختصر التبيين 1/175.

177 الدرّة الصقيلة 158.

178 الدرّة الصقيلة 146 «المقنع والمحكم والتحبير لأبـي عمرو الدانـيّ»، 155 «قال أبو عمرو الدانـيّ فـي كتابه المحكم»، 404 «قال أبو عمرو فـي كتاب المحكم».

179 معجم مؤلَّفات الحافظ 70 (163)، إعلام أهل البصائر 350 (171).

180 معجم مؤلَّفات الحافظ 64 (151)، إعلام أهل البصائر 350 (172).

181 يُراجَع حميتو: معجم مؤلَّفات الحافظ 29 (62).

182 معجم مؤلَّفات الحافظ 30. يُقابَل إعلام أهل البصائر 349 (168) [مع إحالات الحاشية الثانية هناك].

183 معرفة القرّاء الكبار 2/863. كذلك إعلام أهل البصائر 369.

184 يُنظَر مختصر التنزيل 1/108 (4) و 1/255-257 [الدراسة].

185 دراسة وتحقيق: أحمد بن أحمد بن معمّر شرشال. المدينة المنوّرة: مجمّع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، 1421/[2000]، 5ج/5مج.

186 نحو الدرّة الصقيلة 299 «قال أبو داود فـي التبيين».

187 الدرّة الصقيلة 148.

188 الدرّة الصقيلة 641.

189 مختصر التبيين 1/177-178 [الدراسة].

190 يُقابَل الحمد: رسم المصحف 176 «السبل المعارف إلـى رسم المصاحف».

191 كتاب الصلة 239 (631).

192 معرفة القرّاء الكبار 2/830-832 (540).

193 غاية النهاية 1/421-422 (1783).

194 الدرّة الصقيلة 462 «قال صاحب الدرّ النظيم فـي رسم القرآن العظيم»، 463-464 «رأيتُ فـي تلمسان عند شيخي أبـي عبد ﷲ بن [464] خـميس، رحـمه ﷲ، الدرَّ النظيمَ فـي رسم القرآن العظيم، ونَسِيتُ المؤلِّفَ. وأظنُّه الطلمنكيَّ»، 479 «قال صاحب الدرّ النظيم»، 493 «قال صاحب الدرّ النظيم»، 541 «قال صاحب الدرّ النظيم»، 556 «قال صاحب الدرّ النظيم».

195 الدرّ الصقيلة 463-464 «رأيتُ فـي تلمسان عند شيخي أبـي عبد ﷲ بن [464] خميس، رحمه ﷲ، الدرَّ النظيمَ فـي رسم القرآن العظيم، ونسيتُ المؤلِّفَ. وأظنُّه الطلمنكيَّ».

196 الدرّ الصقيلة 175×2 «قال الطلمنكـيّ»، 217 «قال أبو عمرو أحمد بن محمّد الطلمنكـيّ»، 223 «قال الطلمنكـيّ فـي كتاب الردّ والانتصار»، 229 «قال الطلمنكـيّ»، 233 «قال الطلمنكـيّ»، 234 «قال أبو عمرو أحمد بن محمّد الطلمنكـيّ»، 239 «قال الطلمنكـيّ»، 280 «قال الطلمنكـيّ»، 289 «قال الطلمنكـيّ»، 297 «قال أبو عمرو أحمد بن محمّد الطلمنكـيّ»، 300 «كذلك رأيتُها أيضًا فـي كتاب الطلمنكـيّ»، 327 «ذكر الطلمنكـيّ»، 346 «قال الطلمنكـيّ»، 356 «قال الطلمنكـيّ»، 392 «قال الطلمنكـيّ»، 399 «قال الطلمنكـيّ»، 427 «قال الطلمنكـيّ»، 430 «قال الطلمنكـيّ»، 459 «قال الطلمنكـيّ»، 461 «قال الطلمنكـيّ»، 481 «الطلمنكـيّ»، 501 «قال أبو عمرو أحمد بن محمّد الطلمنكـيّ»، 507 «قال الطلمنكـيّ»، 531 «قال أبو عمرو أحمد بن محمّد الطلمنكـيّ»، 573 «قول الطلمنكـيّ فـي كتاب الردّ والانتصار».

197 الدرّ الصقيلة 223.

198 الدرّ الصقيلة 573.

199 عنه جذوة المقتبس (للحُمَيْديّ) 116 (187) [ليس فـي ترجمته ذكر لأيّ من كتبه]، كتاب الصلة (لابن بَشْكُوَال) 52-53 (92) [رغم ترجمته مطوّلة لا ذكر فيها لأيّ كتاب من كتبه. جاءت عبارته عامّة 52 «جمع كتبًا حسانًا، كثيرة النفع على مذاهب أهل السنّة، ظهر فيها علمُه واستبان فيها فهمُه»]، سير أعلام النبلاء 17/566-569 (374) [هناك 569 ذكر كتاب فـي السنّة وكتاب فـي الردّ على الباطنيّة]، الدﱢيبَاج الْمُذَهَّب (لابن فَرْحُون) 1/155-156 (55) [فيها ثـمانية عنوانات]، طبقات المفسّرين (للداووديّ) 58-59 (72) [فيها ثـمانية عنوانات]، الأعلام 1/212-213، معجم المفسّرين (لنويهض) 1/62-63 [هناك (تفسير القرآن) و (البيان فـي إعراب القرآن)].

200 معرفة القرّاء الكبار 3/1319 «كتاب القراءات للطلمنكيّ»، غاية النهاية 1/119 (س21) «الروضة»، 1/120 (س14-15) «ألّف كتاب الروضة»، النشر 1/34 «مؤلِّف الروضة»، كشف الظنون 2/1319 «الروضة للطلمنكيّ». كذلك إعلام أهل البصائر 343 (151) [كتاب الروضة].

201 النشر 1/71.

202 كتاب الصلة 52.

203 سير أعلام النبلاء 17/569.

204 سير أعلام النبلاء 17/569.

205 كتاب الصلة 52.

206 سير أعلام النبلاء 17/567. كذلك المصدر ذاته 17/567 «رأيتُ له كتابًا فـي السنّة. عامَّتُهُ جيّد».

207 الدرّ الصقيلة223-224.

208 الدرّ الصقيلة 573.

209 يُراجَع غانـم قدّوري الحمد: "كتاب الردّ على من خالف مصحف عثمان". مجلّة الحكمة 9 (1417) 223-240. كذلك مُعَادٌ طَبْعُهُ فـي كتابه: أبحاث فـي علوم القرآن 107-127 [عمّان: دار عمّار، ط1، 1426/2006، 353ص].

210 الدرّ الصقيلة 146.

أعلى الصفحة

للإحالة المرجعية إلى هذا المقال

مرجع ورقي

أ.د. عمر حمدان, «المنظومة الرائيّة فـي رسـم المصحف للشاطبـيّ وشروحها»MIDÉO, 32 | 2017, 167-216.

بحث إلكتروني

أ.د. عمر حمدان, «المنظومة الرائيّة فـي رسـم المصحف للشاطبـيّ وشروحها»MIDÉO [‏على الإنترنت‎], 32 | 2017, نشر في الإنترنت 23 avril 2017, تاريخ الاطلاع 15 août 2023. URL: http://journals.openedition.org/mideo/1502

أعلى الصفحة

الكاتب

أ.د. عمر حمدان

أستاذ التفسير وعلوم القرآن وصاحب كرسيّ تدريس العلوم القرآنيّة بمعهد العلوم الشرعيّة الإسلاميّة، جامعة توبنگن، مدينة توبنگن الجامعيّة، جمهوريّة ألمانيا الاتّحاديّة

أعلى الصفحة

حقوق المؤلف

CC-BY-NC-ND-4.0

Creative Commons - Attribution-NonCommercial-NoDerivatives 4.0 International - CC BY-NC-ND 4.0

https://creativecommons.org/licenses/by-nc-nd/4.0/

أعلى الصفحة