بسم الله الرحمن الرحیم

ارتباط روز و شب-شب سابق-شب لاحق

فهرست علوم
فهرست فقه
كتاب الصوم
مباحث رؤیت هلال-كتاب الصوم
زوال-نصف النهار-نصف اللیل-نصف النهار مکانی و زمانی و شرعی و کذا نصف اللیل
الفاظ زوال شمس و مرتبط با اوقات نماز ظهرين
روایت طالع الدنیا سرطان-الشمس في شرفها-حمل-فضل بن سهل در محضر امام رضا علیه السلام
علم هیئت و نجوم
هلال جمادی الاولی 1446-اشتراک افق-ایجاد شده توسط: حسن خ
نکات ارسال شده در مورد بحث رؤیت هلال در انجمن گفتگوی علمی توسط نام کاربری هلال
خط غروب در کره زمین-سایه‌مرز-خط الغلس-Terminator
ارتباط روز و شب-شب سابق-شب لاحق
زوال-نصف النهار-نصف اللیل-نصف النهار مکانی و زمانی و شرعی و کذا نصف اللیل
مباحث مربوط به ليلة القدر‌
صبیحة لیلة القدر کلیلة القدر-یومها مثل لیلتها
مباحث اشتراک افق
روایت محمد بن عیسی بن عبید یقطینی-رؤیت هلال در افریقیة و اندلس
رسالتان الی السید السیستانی من الشیخ سند
هلال ماه رمضان، ماه شوال، ماه ذی القعده 1445-مورد اتفاق بین قائلین به رویت با چشم مسلح و مخالفین-ایجاد شده توسط: حسن خ
خط بین المللی زمان
نصف النهار
نصف النهار مبدأ
کرویت زمین در هیئت قدیم
کرویت زمین در حدیث و فقه
ربع مسکون-ایجاد شده توسط: حسن خ
وسط الارض-وسط الدنیا-ایجاد شده توسط: حسن خ
خط بین المللی زمان
نصف النهار مکه-نصف النهار دحو الارض
شب جمعه-روز جمعه-ایام هفته-کرویت زمین
اول سال-سنة-شهر رمضان-محرم


روایت فضل بن سهل-طالع الدنیا
تبیین روایت
فوائد جلیلة للعلامة المجلسی
اقسام ساعات و اطلاقات آن در کلام علامه مجلسی



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏80، ص: 74
باب 10 تحقيق منتصف الليل و منتهاه و مفتتح النهار شرعا و عرفا و لغة و معناه‏
اعلم أن بعض أصحابنا في زماننا جددوا النزاع القديم الذي كان في بعض الأزمان السابقة و اضمحل لوضوح الحق فيه و اتفق الخاص و العام فيه على أمر واحد و هو الخلاف في معنى الليل و النهار شرعا و عرفا بل لغة هل ابتداء النهار من طلوع الفجر أو طلوع الشمس و عندنا أنه لا يفهم في عرف الشرع و لا في العرف العام و لا بحسب اللغة من اليوم أو النهار إلا ما هو من ابتداء طلوع الفجر و لم يخالف في ذلك إلا شرذمة قليلة قد انقرضوا.

....... الی ۷۰ صفحه

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏80، ص: 145
و هذا ما حضر لي و خطر ببالي في تحقيق الحق في هذا المقام و الله تعالى يعلم حقائق الأحكام و حججه الكرام عليهم الصلاة و السلام و نسأل الله العفو عن الزلل و الخطل في القول و العمل و الصفح عن الخطاء و التقصير فإنه ولي ذلك و هو على كل شي‏ء قدير.









روايت طالع الدنیا

به آدرس زیر مراجعه شود:
روایت طالع الدنیا سرطان-الشمس في شرفها-حمل-فضل بن سهل در محضر امام رضا علیه السلام






****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Monday - 29/5/2023 - 13:30

فوائد جلیلة علامه مجلسی

اقسام روز: روز حقیقی و وسطی

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏56، ص: 9
فوائد جليلة
الأولى اعلم أن اليوم نوعان حقيقي و وسطي

فالحقيقي عند بعض المنجمين من زوال الشمس من دائرة نصف النهار فوق الأرض إلى وصولها إليها و عند بعضهم من زوال مركز الشمس من دائرة نصف النهار تحت الأرض إلى وصولها إليها و على التقديرين يكون اليوم بليلته بمقدار دورة من المعدل مع المطالع الإستوائية لقوس يقطعه الشمس من فلك البروج بحركتها الخاصة من نصف اليوم إلى نصف اليوم أو من نصف الليل إلى نصف الليل

و الوسطى هو مقدار دورة من المعدل مع مطالع قوس تقطعه الشمس بالسير الوسطي و بسبب الاختلاف بين الحركة الوسطية و الحركة التقويمية يختلف اليوم بالمعنى الأول و الثاني اختلافا

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏56، ص: 10
يسيرا يظهر في أيام كثيرة لكن اليوم بالاصطلاحين لا يختلف باختلاف الآفاق و بعضهم يأخذون اليوم من طلوع الشمس إلى طلوعها و بعضهم من غروبها إلى غروبها و ذلك يختلف باختلاف الآفاق كما تقرر في محله.
قال أبو ريحان البيروني إن اليوم بليلته هو عودة الشمس بدوران الكل إلى دائرة فرضت ابتداء لذلك اليوم بليلته أي دائرة كانت إذا وقع عليها الاصطلاح و كانت عظيمة لأن كل واحدة من العظام أفق بالقوة أعنى بالقوة أنه يمكن فيها أن يكون أفقا لمسكن ما و بدوران الكل حركة الفلك بما فيه المرئية من المشرق إلى المغرب على قطبيه.
ثم إن العرب فرضت أول مجموع اليوم و الليلة نقط المغارب على دائرة الأفق فصار اليوم عندهم بليلته من لدن غروب الشمس عن الأفق إلى غروبها من الغد و الذي دعاهم إلى ذلك هو أن شهورهم مبتنية على مسير القمر مستخرجة من حركاته المختلفة مقيدة برؤية الأهلة لا الحساب و هي ترى لدى غروب الشمس و رؤيتها عندهم أول الشهر فصارت الليلة عندهم قبل النهار و على ذلك جرت عادتهم في تقديم الليالي على الأيام إذا نسبوها إلى أسماء الأسابيع و احتج لهم من وافقهم على ذلك بأن الظلمة أقدم في المرتبة من النور و أن النور طار على الظلمة فالأقدم أولى أن يبتدأ به و غلبوا السكون لذلك على الحركة بإضافة الراحة و الدعة و أن الحركة لحاجة و ضرورة و التعب عقيب الضرورة فالتعب نتيجة الحركة و بأن السكون إذا دام في الأسطقسات مدة لم يولد فسادا فإذا دامت الحركة فيها و استحكمت أفسدت و حدثت الزلازل و العواصف و الأمواج و أشباهها فأما عند غيرهم من الروم و الفرس و من وافقهم فإن الاصطلاح واقع بينهم على أن اليوم بليلته هو من لدن طلوعها من أفق المشرق إلى طلوعها منه بالغد إذا كانت شهورهم مستخرجة بالحساب غير متعلقة بأحوال القمر و لا غيره من الكواكب و ابتداؤها من أول النهار فصار النهار عندهم قبل الليل و احتجوا بأن النور وجود و الظلمة عدم و مقدمو النور على الظلمة يقولون بتغليب‏
                     

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏56، ص: 11
الحركة على السكون لأنها وجود لا عدم و حياة لا موت و يعارضونهم بنظائر ما قاله أولئك كقولهم إن السماء أفضل من الأرض و إن العامل و الشاب أصح و الماء الجاري لا يقبل عفونة كالراكد
و أما أصحاب التنجيم فإن اليوم بليلته عند جلهم و الجمهور من علمائهم هو من لدن موافاة الشمس فلك نصف النهار إلى موافاتها إياه في نهار الغد و هو قول بين القولين فصار ابتداء الأيام بلياليها عندهم من النصف الظاهر من فلك نصف النهار و بنوا على ذلك حسابهم و استخرجوا عليها مواضع الكواكب بحركاتها المستوية و مواضعها المقومة في دفاتر السنة و بعضهم آثر النصف الخفي من فلك نصف النهار فابتدءوا به من نصف الليل كصاحب زيج شهرياران و لا بأس بذلك فإن المرجع إلى أصل واحد.
و الذي دعاهم إلى اختيار دائرة نصف النهار دون دائرة الأفق هو أمور كثيرة منها أنهم وجدوا الأيام بلياليها مختلفة المقادير غير متفقة كما يظهر ذلك من اختلافها عند الكسوفات ظهورا بينا للحس و كان ذلك من أجل اختلاف مسير الشمس في فلك البروج و سرعته فيه مرة و بطئه أخرى و اختلاف مرور القطع من فلك البروج على الدوائر فاحتاجوا إلى تعديلها لإزالة ما عرض لها من الاختلاف و كان تعديلها بمطالع فلك البروج على دائرة نصف النهار مطردا في جميع المواضع إذ كانت هذه الدائرة بعض آفاق الكرة المنتصبة و غير متغيرة اللوازم في جميع البقاع من الأرض و لم يجدوا ذلك في دوائر الآفاق لاختلافها في كل موضع و حدوثها لكل واحد من العروض على شكل مخالف لما سواه و تفاوت مرور قطع فلك البروج عليها و العمل بها غير تام و لا جار على نظام.
و منها أنه ليس بين دوائر أنصاف نهار البلاد إلا ما بينهما من دائرة معدل النهار و المدارات المشبهة بها فأما الآفاق فإن ما بينها مركب من ذلك و من انحرافها إلى الشمال و الجنوب و تصحيح أحوال الكواكب و مواضعها إنما هو بالجهة التي يلزم من فلك نصف النهار و تسمى الطول ليس له خط في الجهة الأخرى اللازمة عن الأفق و تسمى العرض فلأجل هذا اختاروا الدائرة التي‏
                       

 

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏56، ص: 12
تطرد عليها حسباناتهم و أعرضوا عن غيرها على أنهم لو راموا العمل بالآفاق لتهيأ لهم و لأدتهم إلى ما أدتهم إليه دائرة نصف النهار لكن بعد سلوك المسلك البعيد و أعظم الخطاء هو تنكب الطريق المستقيم إلى البعد الأطول على عمد.

اطلاقات یوم

الفائدة الثانية اعلم أن اليوم قد يطلق على مجموع اليوم و الليلة و قد يطلق على ما يقابل الليل و هو يرادف النهار و لا ريب في أن اليوم و النهار الشرعيين مبدؤهما من طلوع الفجر الثاني إلى غيبوبة قرص الشمس عند بعض و إلى ذهاب الحمرة المشرقية عند أكثر الشيعة و عند المنجمين و أهل فارس و الروم من طلوع الشمس إلى غروبها و خلط بعضهم بين الاصطلاحين فتوهم أن اليوم الشرعي أيضا في غير الصوم من الطلوع إلى الغروب و هذا خطاء و قد أوردنا الآيات و الأخبار الكثيرة الدالة على ما اخترناه في كتاب الصلاة و أجبنا عن شبه المخالفين في ذلك.
قال أبو ريحان بعد إيراد ما تقدم منه هذا الحد هو الذي نحد به اليوم على الإطلاق إذا اشترط الليلة في التركيب فأما على التقسيم و التفصيل فإن اليوم بانفراده و النهار بمعنى واحد و هو من طلوع جرم الشمس إلى غروبه و الليل بخلاف ذلك و عكسه بتعارف من الناس قاطبة فيما بينهم و اتفاق من جمهورهم لا يتنازعون فيه إلا أن بعض علماء الفقه في الإسلام حد أول النهار بطلوع الفجر و آخره بغروب الشمس تسوية منه بينه و بين مدة الصوم و احتج بقوله تعالى و كلوا و اشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل «1» فادعى أن هذين الحدين هما طرفا النهار و لا تعلق لمن رأى هذا الرأي بهذه الآية بوجه من الوجوه لأنه لو كان أول الصوم أول النهار لكان تحديده ما هو ظاهر بين للناس بمثل ما حده به جاريا مجرى التكلف لما لا معنى له كما لم يحد آخر النهار و أول الليل بمثل ذلك إذ هو معلوم متعارف لا يجهله أحد و لكنه تعالى لما حد أول الصوم بطلوع الفجر و لم‏
__________________________________________________
 (1) البقرة: 187.
                       

 

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏56، ص: 13
يحد آخره بمثله بل أطلقه بذكر الليل فقط لعلم الناس بأسرهم أنه غروب قرص الشمس علم أن المراد بما ذكر في الأول لم يكن مبدأ النهار و مما يدل على صحة قولنا قوله تعالى أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم إلى قوله تعالى ثم أتموا الصيام إلى الليل «1» فأطلق المباشرة و الأكل و الشرب إلى وقت محدود لا الليل كله كما كان محظورا على المسلمين قبل نزول هذه الآية الأكل و الشرب بعد عشاء الآخرة و ما كانوا يعدون صومهم بيوم و بعض ليلته بل كانوا يذكرونها أياما بإطلاق.
فإن قيل إنه أراد بذلك تعريفهم أول النهار للزم أن يكون الناس قبل ذلك جاهلين بأول الأيام و الليالي و ذلك ظاهر المحال فإن قيل إن النهار الشرعي خلاف النهار الوضعي فما ذلك إلا خلاف في العبارة و تسمية شي‏ء باسم وقع في التعارف على غيره مع تعري الآية عن ذكر النهار و أوله و المشاحة في مثل ذلك مما نعتزلها و نوافق الخصوم في العبارات إذا وافقونا في المعاني و كيف يعتقد أمر ظهر للعيان خلافه فإن الشفق من جهة المغرب هو نظير الفجر من جهة المشرق و هما متساويان في العلة متوازيان في الحالة فلو كان طلوع الفجر أول النهار لكان غروب الشفق آخره و قد اضطر إلى قبول ذلك بعض الشيعة «2» و على أن من خالفنا فيما قدمناه يوافقنا في مساواة الليل و النهار مرتين في السنة إحداهما في الربيع و الأخرى في الخريف و يطابق قوله قولنا في أن النهار ينتهي في طوله عند تناهي قرب الشمس من القطب الشمالي و أنه ينتهي في قصره عند تناهي بعدها منه و أن ليل الصيف الأقصر يساوي نهار الشتاء الأقصر و أن‏
__________________________________________________
 (1) البقرة: 187.
 (2) القول باعتبار غروب الشفق لتحقق الليل غير معهود من الشيعة، و الظاهر أن منشأ الاشتباه المشهور ارتفاع الحمرة المشرقية الى قمة الرأس. و لعله أراد ببعض الشيعة أبا الخطاب العالى، فقد روى في السرائر عن عمار الساباطى عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: إنما أمرت أبا الخطاب أن يصلى المغرب حين تغرب الحمرة من مطلع الشمس عند مغربها فجعله هو الحمرة التي من قبل المغرب، فكان يصلي حين يغيب الشفق.
            

 

            بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏56، ص: 14
معنى قوله يولج الليل في النهار و يولج النهار في الليل «1» و قوله تعالى يكور الليل على النهار و يكور النهار على الليل «2» راجع إلى ذلك فإن جهلوا ذلك كله أو تجاهلوا لم يجدوا بدا من كون النصف النهار الأول ست ساعات و النصف الأخير ست ساعات و لا يمكنهم التعامي عن ذلك لشيوع الخبر المأثور في ذكر فضائل السابقين إلى الجامع يوم الجمعة و تفاضل أجورهم بتفاضل قصورهم في الساعات الست التي هي أول النهار إلى وقت الزوال و ذلك مقول على الساعات الزمانية المعوجة دون المستوية التي تسمى المعتدلة فلو سامحناهم بالتسليم لهم في دعواهم لوجب أن يكون استواء الليل و النهار حين تكون الشمس بجنبتي الانقلاب الشتوي و يكون ذلك في بعض المواضع دون بعض و أن لا يكون الليل الشتوي مساويا للنهار الصيفي و أن لا يكون نصف النهار موافاة الشمس منتصف ما بين الطلوع و الغروب و خلافات هذه اللوازم هي القضايا المقبولة عند من له أدنى بصر و ليس يتحقق لزوم هذه الشناعات إياهم إلا من له درية يسيرة بحركات الأكر «3».
فإن تعلق متعلق بقول الناس عند طلوع الفجر قد أصبحنا و ذهب الليل فأين هو عن قولهم عند تقارب غروب الشمس و اصفرارها قد أمسينا و ذهب النهار و جاء الليل و إنما ذلك إنباء عن دنوه و إقباله و إدبار ما هم فيه و ذلك جار على طريق المجاز و الاستعارة و جائز في اللغة كقول الله تبارك و تعالى أتى أمر الله فلا تستعجلوه «4» و يشهد لصحة قولنا ما روي‏
عن النبي ص أنه قال: صلاة النهار عجماء.
و تسمية الناس صلاة الظهر بالأولى لأنها الأولى من صلاتي النهار و تسمية صلاة العصر بالوسطى لتوسطها بين الصلاة الأولى من صلاتي النهار و بين الصلاة الأولى من صلوات الليل و ليس قصدي فيما أوردته في هذا الموضع إلا نفي‏
__________________________________________________
 (1) الحج: 16.
 (2) الزمر: 5.
 (3) الاكر كصرد جمع الكرة.
 (4) النحل: 1.
     

 

                   بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏56، ص: 15
ظن من يظن أن الضروريات تشهد بخلاف ما يدل عليه القرآن و يحتج لإثبات ظنه بقول أحد الفقهاء و المفسرين و الله الموفق للصواب انتهى كلامه.
و أقول سيأتي جواب ذلك كله و الدلائل الكثيرة الدالة على خلافه و ما ذكره على تقدير تمامه لا ينافي ما ادعيناه مع أن عرف الشرع بل العرف العام قد استقر على أن ابتداء اليوم و النهار طلوع الفجر الثاني «1» و أكثر ما ذكره يدل على أنه بحسب الحساب و القواعد النجومية أولهما طلوع الشمس و لا مشاحة في ذلك و قوله لو كان أول الصوم أول النهار إلخ فالجواب أنه لما كان أول النهار عند أهل الحساب طلوع الشمس بين سبحانه أن المراد هنا اليوم الشرعي كما أنه لما كانت اليد تطلق على معان قال في آية الوضوء إلى المرافق لتعيين أحد المعاني و لما لم يكن في آخر النهار اختلاف في الاصطلاح لم يتعرض لتعيينه و إنما استقر العرف العام و الخاص على جعل أول النهار الفجر و أول الليل الغروب لما سيأتي أن الناس لما كانوا في الليل فارغين عن أعمالهم الضرورية للظلمة المانعة فاغتنموا شيئا من الضياء لحركتهم و توجههم إلى أعمالهم الدينية و الدنيوية
__________________________________________________
 (1) الظاهر ان المتبادر من الليل و النهار هو ما بين غروب الشمس الى طلوعها و ما بين طلوعها الى غيبوبتها، و أما تحديد بعض العبادات كالصوم بغير هذين الحدين فلا يدل على أن للفظة اليوم او النهار معنى شرعيا مغايرا لمعناه العرفى و اللغوى، و دعوى دلالة آية الصوم على كون مبدإ اليوم الشرعى طلوع الفجر ممنوعة، لان الآية انما تتعرض لوقت الصوم و ليس فيها ذكر من اليوم و النهار و لا دلالة لها على كون مبدأ الصوم هو مبدأ النهار بعينه. نعم يظهر من قوله تعالى:
 «ثم أتموا الصيام إلى الليل» ان منتهاه هو مبدأ الليل فبناء على ما هو المشهور بين الشيعة من اعتبار ذهاب الحمرة المشرقية يقع الكلام في ان مبدأ الليل العرفى هو غروب الشمس فاعتبار امر زائد عليه يدل على ان مبدأه عند الشرع غير ذلك. و لقائل أن يقول: إن استتار القرص لما كان يختلف في الاراضى المتقاربة لاجل حيلولة الجبال الشاهقة بل التلال المرتفعة جعل ارتفاع الحمرة كاشفا عن تحقق الغروب في الاراضى المتفقة الافق. و يؤيد ذلك رواية ابن أبي عمير عن الصادق عليه السلام «فاذا جازت- يعنى الحمرة- قمة الرأس إلى ناحية المغرب فقد وجب الإفطار و سقط القرص» و في رواية اخرى «و الدليل على غروب الشمس ذهاب الحمرة من جانب المشرق».
             

 

           بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏56، ص: 16
و في الليل بالعكس لأنهم لما كلوا و ملوا من حركات النهار و أعماله اغتنموا شيئا من الظلمة لتركهم ذلك فلذا اختلف الأمر في أول النهار و آخره و ما وقع في الشرع من أن الزوال نصف النهار فهو على التقريب و التخمين و ما ذكره من استواء الليل و النهار في الاعتدالين فمعلوم أنه مبني على اصطلاح المنجمين و سيأتي الكلام في جميع ذلك في كتاب الصلاة إن شاء الله تعالى

تقدم شب بر روز

الفائدة الثالثة لا ريب في أن الليل بحسب الشرع مقدم على اليوم فما ورد في ليلة الجمعة مثلا إنما هي الليلة المتقدمة لا المتأخرة و ما يعتبره المنجمون و بعض العرب من تأخير الليلة فهو محض اصطلاح منهم و لا يبتني عليه شي‏ء من أحكام الشريعة و مما يدل عليه ما رواه‏
الكليني في الروضة بسند موثق عن عمر بن يزيد قال: قلت لأبي عبد الله ع إن المغيرية يزعمون أن هذا اليوم لهذه الليلة المستقبلة فقال كذبوا هذا اليوم لليلة الماضية إن أهل بطن نخلة حيث رأوا الهلال قالوا قد دخل الشهر الحرام «1».
و توضيحه أن المغيرية هم أتباع المغيرة بن سعد البجلي و هو من المذمومين المطعونين و قد روى الكشي أخبارا كثيرة في أنه كان من الكذابين على أبي جعفر ع و روي أنه كان يدعو الناس إلى محمد بن عبد الله بن الحسن و كان من الزيدية التبرية و في بعض النسخ المغيرة أي الذين غيروا دين الله من المخالفين و قصة بطن نخلة هي ما ذكره المفسرون و المؤرخون أن النبي ص بعث عبد الله بن جحش و معه ثمانية رهط من المهاجرين و قيل اثنا عشر و أمره أن ينزل نخلة بين مكة و الطائف فيرصد قريشا و يعلم أخبارهم فانطلقوا حتى هبطوا نخلة فوجدوا بها عمرو بن الحضرمي في عير تجارة قريش في آخر يوم من جمادى الآخرة و كانوا يرون أنه من جمادى و هو رجب فاختصم المسلمون فقال قائل منهم هذه غرة من عدو و غنم «2» رزقتموه فلا ندري أ من‏
__________________________________________________
 (1) روضة الكافي: 332.
 (2) الغرة: الغفلة، و الغنم كالقفل الغنيمة.
                      

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏56، ص: 17
الشهر الحرام هذا اليوم أم لا فقال قائل منهم لا نعلم هذا اليوم إلا من الشهر الحرام و لا نرى أن تستحلوه لطمع أشفيتم عليه فشدوا على ابن الحضرمي فقتلوه و غنموا عيره فبلغ ذلك كفار قريش فركب وفدهم حتى قدموا على النبي ص فقالوا أ يحل القتال في الشهر الحرام فأنزل الله تعالى يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه الآية «1» و يظهر من هذا الخبر كما ورد في بعض السير أيضا أنهم إنما فعلوا ذلك بعد رؤية هلال رجب و علمهم بكونه منه و استشهاده عليه السلام بأن الصحابة حكموا بعد رؤية الهلال بدخول رجب فالليل سابق على النهار و محسوب مع اليوم الذي بعده يوما و ما سبق من تقدم خلق النهار على الليل لا ينافي ذلك كما لا يخفى.

اقسام ساعات و اطلاقات آن

الفائدة الرابعة اعلم أنهم يقسمون كلا من اليوم الحقيقي و اليوم الوسطي إلى أربعة و عشرين قسما متساوية يسمونها بالساعات المستوية و المعتدلة و أقسام اليوم الحقيقي تسمى بالحقيقية و الوسطي بالوسطية و قد يقسمون كلا من الليل و النهار في أي وقت كان باثنتي عشرة ساعة متساوية و يسمونها بالساعات المعوجة لاختلاف مقاديرها باختلاف الأيام طولا و قصرا بخلاف المستوية فإنها تختلف أعدادها و لا تختلف مقاديرها و المعوجة بعكسها و تسمى المعوجة بالساعات الزمانية أيضا لأنها نصف سدس زمان النهار أو زمان الليل و كثير من الأخبار مبنية على هذا الاصطلاح كما أومأنا إليه و الساعتان تستويان في خط الإستواء أبدا و عند حلول الشمس أحد الاعتدالين في سائر الآفاق و قد تطلق الساعة في الأخبار على مقدار من أجزاء الليل و النهار مختص بحكم معين أو صفة مخصوصة كساعة ما بين طلوع الفجر و الشمس و ساعة الزوال و الساعة بعد العصر و ساعة آخر الليل و أشباه ذلك بل على مقدار من الزمان و إن لم يكن من أجزاء الليل و النهار كالساعة التي تطلق على يوم القيامة كما أن اليوم قد يطلق على مقدار من الزمان مخصوص بواقعة أو حكم كيوم القيامة و يوم حنين و قال‏
__________________________________________________
 (1) البقرة: 217.
                       

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏56، ص: 18
تعالى و ذكرهم بأيام الله «1».





















****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Sunday - 29/12/2024 - 14:5

اشاره به وجود تمام لحظات روز و شب در کره در روایات

مفتاح الفلاح، ص 303-

[معنى ايلاج الليل في النهار و عكسه] «يولج كلّ‌ واحد منهما في صاحبه و يولج صاحبه فيه» أي: يدخل كلاّ من الليل و النهار في الآخر، بأن ينقص من أحدهما شيئا و يزيده في الآخر، كنقصان نهار الشتاء و زيادة ليله، و زيادة نهار الصيف و نقصان ليله.


قوله: يولج كلّ‌ واحد منهما في صاحبه. ايلاجه تعالى الليل في النهار و بالعكس ادخاله أحدهما في الآخر: إمّا بالتعقيب بأن يأتي به بدلا مكانه و ذلك كلّيّ‌، أو بالزيادة و النقصان، و هذا أكثريّ‌. بيانه: أنّ‌ كلّ‌ ما زاد في النهار نقص من الليل و بالعكس، و أطول ما يكون من النهار يوم سابع عشر حزيران عند حلول الشمس آخر الجوزاء، فيكون النهار حينئذ خمس عشرة ساعة و الليل تسع ساعات، و هو أقصر ما يكون من الليل، ثمّ‌ يأخذ في النقصان و الليل في الزيادة الى ثامن عشر ايلول عند حلول الشمس آخر السنبلة، فيستوي الليل و النهار، و يسمّى الاعتدال الخريفي، فيصير كلّ‌ منهما اثنتا عشرة ساعة. ثمّ‌ ينقص النهار و يزيد الليل الى سابع عشر من كانون الأوّل عند حلول الشمس آخر القوس، فيصير الليل خمس عشرة ساعة و النهار تسع ساعات، فيكون الليل في غاية الطول و النهار في غاية النقصان، ثمّ‌ يأخذ الليل في النقصان و النهار في الزيادة الى سادس عشر آذار عند حلول الشمس آخر الحوت، فيستوي الليل و النهار، و يسمّى الاعتدال الربيعي، ثمّ‌ يستأنف الدور و يرجع الى الأوّل. ثمّ‌ كلّما ازداد البلد عرضا عن خطّ الاستواء ازداد نهاره في الصيف طولا

ص 304

فإن قلت: هذا المعنى يستفاد من قوله عليه السّلام «يولج كلّ‌ واحد منهما في صاحبه» فأيّ‌ فائدة في قوله عليه السّلام «و يولج صاحبه فيه»؟ قلت: مراده عليه السّلام التنبيه على أمر مستغرب، و هو حصول الزيادة و النقصان معا في كلّ‌ من الليل و النهار في وقت واحد، و ذلك بحسب اختلاف البقاع كالشماليّة عن خطّ الاستواء و الجنوبية عنه، سواء كانت مسكونة أو لا، فإنّ‌ صيف الشماليّة شتاء الجنوبية و بالعكس، فزيادة النهار و نقصانه واقعان في وقت واحد لكن في بقعتين و كذلك زيادة الليل و نقصانه، و لو لم يصرح عليه السّلام بقوله «و يولج صاحبه فيه» لم يحصل التنبيه على ذلك، بل كان الظاهر من كلامه عليه السّلام وقوع زيادة النهار في وقت و نقصانه في آخر و كذا الليل، كما هو محسوس معروف للخاصّ‌ و العامّ‌. فالواو في قوله عليه السّلام و في الشتاء قصرا و بالعكس في الليل، و قد يرتقي طول النهار بحسب تزايد ارتفاع القطب إلى حيث يصير اليوم بليلته نهارا كلّه و بازائه الليل، ثمّ‌ أكثر من ذلك إلى حيث يكون نصف السنة نهارا و نصفها الآخر ليلا، فتكون السنة كلّها يوما و ليلة. و ذلك إذا صار قطب الفلك الأعظم محاذيا لسمت الرأس، و لا عمارة هناك و لا فيما يقرب منه، إذ لا يتمّ‌ النضج لشدّة البرد اللازم من انحطاط الشمس، و لا يصلح مسكنا للحيوان، و لا يتهيّأ فيه شيء من أسباب المعيشة. و أمّا البقاع التي هي تحت خطّ الاستواء، فالليل و النهار فيها في جميع السنة متساويان، كلّ‌ منهما اثنتا عشرة ساعة متساوية، فلا يتصوّر فيها ايلاج أحدهما في الآخر الاّ بالتعقيب لا بالزيادة و النقصان. قوله: فالواو في قوله عليه السّلام و يولج صاحبه فيه الى آخره. كون الواو للحال مبنيّ‌ على تقدير المبتدأ كما في «نجوت و أرهنهم مالكا.

 

ص 305

«و يولج صاحبه فيه» واو الحال بإضمار مبتدأ، كما هو المشهور بين النحاة.


كون الواو للحال مبنيّ‌ على تقدير المبتدأ كما في «نجوت و أرهنهم مالكا» و «قمت و أصكّ‌ وجهه» و حاصل الجواب أنّ‌ معنى الجهة الحاليّة و ان كان مفهوما من الاولى فيكون تأكيدا، الاّ أنّها ذكرت للتنبيه. و أنت خبير بأنّ‌ ايلاج كلّ‌ واحد منهما في صاحبه يتضمّن حصول الزيادة و النقصان معا في كلّ‌ واحد منهما بحسب اختلاف البقاع؛ إذ لا يمكن ايلاج الليل في النهار في بقعة الاّ حال ايلاج النهار في الليل في بقعة اخرى و بالعكس، و زيادة النهار يتضمّن نقصانه حال زيادته، و كذلك الليل في بقعتي الشماليّة و الجنوبيّة عن خطّ الاستواء، فالتنبيه حاصل بدون ذكرها، و انّما ذكرت للتصريح بما علم ضمنا، لأنّه لمّا كان أمرا مستغربا لم يكتف في الدلالة عليه بالتضمّنية، بل دلّ‌ عليه بالدلالتين التضمّنية و التصريحيّة ايماءا لطيفا الى شأن الأمر. ثمّ‌ أقول: اختلاف البقاع في العرض الشمالي و الجنوبي و انتقال الشمس عن مدار من المدارات اليوميّة بحركتها الخاصّة، يوجب أن يدخل بعض زمان الليل في زمان النهار و بالعكس في البقاع الشماليّة عن خطّ الاستواء و الجنوبيّة عنه، في كلّ‌ يوم بليلته من أيّام السنة في جميع الآفاق الاّ في المستقيم و الرحوي. و هذا معنى قوله «يولج كلّ‌ واحد منهما في صاحبه». و كذا اختلاف طول البقاع مع الحركة الاولى، ففي حال زيادة زمان النهار و نقصان الليل و بالعكس في البقاع المذكورة بحسب الاختلافات العرضيّة يدخل بعض زمان الليل في النهار و بالعكس في الأماكن الشماليّة عن خطّ «ليكون لهم جماما» بفتح الجيم أي: راحة. الاستواء المختلفة في الطول، و كذا الجنوبيّة عنه المختلفة فيه بحسب هذا الاختلاف، و هذا معنى قوله «و يولج صاحبه فيه» فالحاليّة تأسيس، لأنّها إشارة إلى نوع آخر من الزيادة و النقصان.

و عليه يتفرّع وجوب صوم أحد و ثلاثين يوما في صورة و ثمانية و عشرين في اخرى على المسافر من بلد إلى آخر بعيد عنه بعد رؤية الهلال. و يحتمل عكس ذلك بأن يكون الاولى اشارة الى ما يكون بالاختلافات العرضية مع الحركة الخاصّة الشمسيّة. و يحتمل أن يكون معنى الاولى ادخال كلّ‌ من الليل و النهار مكان الآخر بدلا منه في كلّ‌ البقاع، فعبّر عن احداث النهار مع امتلاء العالم بالليل و بالعكس بالايلاج، و معنى الثانية ادخال بعض زمان كلّ‌ منهما في زمان الآخر في كلّ‌ يوم بليلته في كلّ‌ البقاع بحسب اختلافاتها العرضية و الطولية في حال الادخال الاوّل، و يحتمل العكس، و عليه فالحاليّة تأسيس، و معنى الجملتين أكثر ممّا سبق، و يتحقّق معناهما في كلّ‌ الآفاق حتّى في الرحوي في بعض أيّامه. ثمّ‌ الحكمة في نقصان كلّ‌ منهما و زيادة الآخر على التدريج ظاهرة، إذ لو كان دخول أحدهما على الآخر، و ذلك بحركة الشمس بغتة لأضرّ بالأبدان و الثمار و غيرهما، كما أنّ‌ الخروج من حمّام حارّ الى موضع بارد دفعة يضرّ البدن و يسقمه.