بسم الله الرحمن الرحیم

رسالتان الی السید السیستانی من الشیخ سند

مباحث رؤیت هلال-كتاب الصوم
توضیح دفتر آية الله سیستانی راجع به رؤیت هلال با تلسکوپ

رؤيت هلال؛ ج‌5، ص: 3791

رؤيت هلال، ج‌5، ص: 3791‌

خاتمه استدراك و تصحيح

الف) استدراك ب) تصحيح‌

رؤيت هلال، ج‌5، ص: 3793‌

الف) استدراك

در فاصله بين نشر اين مجلّد و مجلّدات پيشين به نواقص و خطاهايى در آنها وقوف يافتم و چون سزاوار است هر چه بيشتر از عيوب و نواقص اين مجموعه كاسته شود نكته‌هاى اصلاحى و توضيحى و تكميلى آن را در اين خاتمه ياد مى‌كنم. همچنين دو رساله سودمند در باب رؤيت هلال به دست آمد كه متن كامل آنها در اين خاتمه درج مى‌شود: يكى از مرحوم آية الله علامه شعرانى (م 1393)، و ديگرى از مرحوم آية الله سيد عبد الله شيرازى (م 1405) كه در نقد نظر مرحوم آية الله خويى و تأييد نظر مشهور يعنى اشتراط اتّحاد آفاق نوشته است. علاوه بر اين دو رساله، در خاتمه، رساله و استدراكى است از حجة الاسلام و المسلمين حاج شيخ محمّد سند (دامت إفاضاته) كه رساله‌اى از ايشان در جلد دوم رؤيت هلال در نقد نظر مرحوم آية الله خويى يعنى عدم اشتراط اتّحاد آفاق چاپ شد. اين رساله متضمّن استدراك رساله قبل و نيز مشتمل بر دو نامه خطاب به حضرت آية الله سيستانى (دام ظلّه العالى) و يك پاسخ از ايشان و مباحثى در زمينه فتواى معظّم له در باب رؤيت هلال است.

رؤيت هلال، ج‌5، ص: 3794‌

1 رؤيت هلال*

آية الله ابو الحسن شعرانى (م 1393)

.....
.....

رؤيت هلال، ج‌5، ص: 3834‌

3 و جيزة استدراكية في الهلال


.............3 و جيزة استدراكية في الهلال ؛ ج 5، ص : 3834
....................الرسالة الأولى إلى السيد السيستاني(دام ظله) ؛ ج 5، ص : 3841
..........................جواب السيد السيستاني(دام ظله) للرسالة الأولى ؛ ج 5، ص : 3842
....................الرسالة الثانية إلى السيد السيستاني(دام ظله) ؛ ج 5، ص : 3844
....................تفاصيل رؤية هلال شهر رمضان المبارك 1426 حول العالم ؛ ج 5، ص : 3847
....................تفاصيل رؤية هلال شهر شوال 1426 حول العالم ؛ ج 5، ص : 3847
......ب) تصحيح ؛ ج 5، ص : 3849


حجة الإسلام و المسلمين الشيخ محمّد سند بسم الله الرحمن الرحيم الحمد للّه ربّ العالمين، و صلّى الله على سيّدنا و نبيّنا محمّد و آله الطاهرين.

على ضوء ما جرى تداوله مع فتوى السيّد السيستاني (دام ظلّه) من تفرقته في الآفاق ليس بحسب اختلاف خطّ الطول أو الخطّ الفاصل بين الليل و النهار بل بحسب اختلاف خطّ العرض و إن لم يوجب اختلافا في وقت الطلوع و الغروب للشمس. تبيّن لدينا أنّه لا يشترط وحدة الأفق في ثبوت الهلال و ابتداء الشهر القمري و أنّه يكفي رؤية واحدة لتحقّق دخول الشهر لكلّ الأرض؛ لما بنينا عليه من ذكر ملاحظات أهمّها:

أوّلا: أنّ التمسّك بإطلاق أو عموم الرؤية أو نوع الإطلاق و العموم فضلا عن توابع الرؤية من البيّنة و شرائطها و كيفيّاتها لاستكشاف حدّ الشهر الهلالي و حقيقة ماهيته، غير نافع للتوصّل بنحو يقيني إلى حدود الماهيّة للشهر، بل هو من الاستكشاف الإنّي الظنّي و هو لا ينضبط، إذ لو عثر على قرينة أو قرائن ثبوتية على حدّ الماهيّة فإنّها ستكون حاكمة على نمط العموم و الإطلاق في الرؤية و البيّنة لا العكس، فالمتعيّن تحرّي و تنقيح البحث حول الحدّ الثبوتي أوّلا من حقيقة ماهيّة الشهر في الاعتبار العرفي المرسوم على الحدّ الكوني. و على ذلك فما بنينا عليه سابقا من استكشاف كون حدّ الشهر الهلالي يبدأ من بلد الرؤية دون ما قبلها ممّا يشترك معها في الليل الحسابي التقويمي، مبنيّا على ما ورد في طوائف من الروايات في الرؤية و البيّنة و حالات الهلال غير سديد، و كان الذي دفعنا إلى الاعتماد سابقا عليه هو استدلال السيّد الخوئي قدّس سرّه على قوله ثمّ الردّ على ذلك الاستدلال بما يتلاءم مع القول‌

رؤيت هلال، ج‌5، ص: 3835‌

المنسوب إلى المشهور، فكلّ من الاستدلالين لا يخلوان عن الملاحظة المشار إليها.

ثانيا: التطابق و الانطباق بين الشهر الهلالي و اليوم و الليل الشمسي فإنّ هذا أمر لا بدّ منه في التقويم و الحساب الفلكي و العرفي و هو غاية ما ينقسم إلى يوم سابق و يوم لاحق على مدار الأرض، و هو لا ينقسم إلى تقسيمات باعتبارات أخرى كالتقسيم بلحاظ الشمال و الجنوب أو ما قبل أوّل بلد رئي فيه الهلال و ما بعده، و الحاصل أنّ تحقّق مسمّى الرؤية أو تحقّق تكوّن الهلال و انعكاس نوره إلى بقعة من بقاع الأرض يوجب بدأ الشهر الهلالي لكلّ الأرض، و غاية ما استثني من ذلك التحقّق بحسب الروايات هي البقاع المزامن الوقت لديها بعد الزوال.

و يمكن أن يقرّب بعبارة أخرى أنّ أوّل بلد تحقّقت فيه الرؤية غروب ليلة الثلاثاء مثلا هي ليلة شخصيّة تشترك بقيّة البلدان التي تقع شرقي بلد الرؤية مع بلد الرؤية في شخص تلك الظلمة الليلية و لا تتبعّض تلك الليلة تقويما في الحساب.

ثالثا: أنّ لازم الالتزام بتعدّد الرؤية بحسب البقاع هو ما ذكرنا في الرسالة الثانية من عدم دخول الشهر الهلالي في البلاد الغربية رغم تأخّر الأفق لعدم إمكان الرؤية بحسب عدم ارتفاع الهلال فوق الأفق عندهم في العرض الكبير الشمالي، و قد يتأخّر ذلك إلى يومين لاحقين كما أثبتت ذلك الإرصادات الفلكيّة، و بالتالي قد يرتسم خط حلزوني لبداية الشهر الهلالي لو اشترط تحقّق الرؤية بنحو استغراقي لكلّ بلد في حقيقة ماهيّة الشهر الهلالى. كما أنّه قد يحدث تقدّم دخول الشهر في يوم واحد في البلدان الشرقيّة كالشرق الأوسط و بلدان أقصى الغرب كأميركا ذات العرض الشمالي المتوسّط دون بلدان أدني الغرب كشمال أوروبا الغربية ذات العرض 50 درجة فما فوق، فيكون الأفق المتقدّم الشرقي و القاصي الغربي داخلا في الشهر دون الأفق المتوسّط و غيرها من اللوازم التي ذكرنا في الرسالة الثانية؛ فإنّها لا ترد على ما التزم به السيّد السيستاني (دام ظلّه) فحسب بل على القول المنسوب للمشهور أيضا، حيث يشتركان في الالتزام بضرورة استغراق الرؤية و عدم الاكتفاء بمسمّى الرؤية الواحدة، فيلزم تعدّد بقاع ابتداء الشهر بحسب الاختلاف في إمكان الرؤية.

رابعا: ما في الآفاق القطبية؛ فإنّ رؤية الهلال تمتنع لموانع طبيعية لا تنفكّ بحسب فصل الشتاء و فصل الصيف من الظلمة المستديمة أو النهار المطبق مدّة طويلة بحسب خطوط العرض و بحسب الشهور الفصلية، مع أنّه لا يمكن أن يصار بعدم دخول الشهر الهلالي لهم، بل‌

رؤيت هلال، ج‌5، ص: 3836‌

الحساب لهم بحسب المناطق المستوية توسّط في التقويم كما هو الحال في تقويم أوقات اليوم و الليل الشمسيين.

خامسا: التأييد بما ورد من ثبوت الهلال و الشهر برؤيته نهارا قبل الزوال للّيلة السابقة بخلاف ما إذا رئي بعد الزوال فإنّه للّيلة اللاحقة المستقبلة كما في صحيح حمّاد بن عثمان عن أبي عبد الله عليه السّلام قال: «إذا رأوا الهلال قبل الزوال فهو للّيلة الماضية، و إذا رأوه بعد الزوال فهو للّيلة المستقبلة» «1» و مثلها موثّق عبد الله بن بكير «2» و رواية محمّد بن قيس «3» و هي تقيّد المطلقات النافية لاعتبار الهلال إذا رئي في النهار. و مقتضاها اشتراك الرؤية النهارية قبل الزوال في دخول الشهر مع بلد الرؤية المغربيّة مع كون الأفق مختلف بمقدار ليل كامل و نصف نهار، و الوجه في استثناء ما بعد الزوال هو اختلاف هذا المقدار مع التقويم الشمسي، فإنّ الهلال حيث هو مبدأ دخول الشهر القمري اختلف مع الشهر الشمسي في البدء الليلي بخلافه و إن اعتيد في المتعارف الدولي حاليا بدأ اليوم الشمسي من منتصف الليل. فهذه الروايات تجعل الخطّ الفاصل بين الشهر القديم السابق و الشهر الجديد اللاحق بالزوال الشمسي.

و أمّا معارضة رواية المدائني «4» و محمّد بن عيسى «5» فمضافا إلى عدم التكافؤ سندا و عددا، أنّ الرواية الأولى مطلقة قابلة للتقييد في الروايات المفصّلة، و الثانية مكاتبة محتملة للتقيّة؛ لئلّا يقع السائل في مخالفة حكم العامة أو لاحتمال اشتباه رؤيته قبل الدخول تحت الشعاع مع رؤيته بعد الخروج.

سادسا: التأييد بمبدإ الشهر القمري الآخر و هو الحركة عن المحاق و هي الولادة الجديدة للدورة الجديدة لحركة دوران القمر حول الأرض؛ فإنّه منذ القديم قد اتّخذ عند البشر في بعض البلدان المحاق نقطة نهاية للشهر السابق و هي مبدأ للشهر اللاحق، بينما اتّخذ عند آخرين الهلال نهاية و نقطة فاصل بداية بين الشهرين كما هو مفاد قوله تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ

______________________________
(1). وسائل الشيعة، ج 10، ص 280، أبواب أحكام شهر رمضان، الباب 8، ح 6.

(2). وسائل الشيعة، ج 10، ص 279، أبواب أحكام شهر رمضان، الباب 8، ح 5.

(3). وسائل الشيعة، ج 10، ص 278، أبواب أحكام شهر رمضان، الباب 8، ح 1.

(4). وسائل الشيعة، ج 10، ص 278، أبواب أحكام شهر رمضان، الباب 8، ح 2.

(5). وسائل الشيعة، ج 10، ص 279، أبواب أحكام شهر رمضان، الباب 8، ح 4.

رؤيت هلال، ج‌5، ص: 3837‌

الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوٰاقِيتُ لِلنّٰاسِ. فإنّ هذا المبدأ و هو المحاق في الحساب الآخر للشهر القمري حركة آنية دفعية لكلّ مناطق الأرض.

سابعا: التأييد بصحيحة محمّد بن عيسى قال: كتب إليه أبو عمر: أخبرني يا مولاي، إنّه ربّما أشكل علينا هلال شهر رمضان فلا نراه و نرى السماء ليست فيها علّة و يفطر الناس و نفطر معهم، و يقول قوم من الحسّاب قبلنا: إنّه يرى في تلك الليلة بعينها بمصر، و إفريقية، و الأندلس، هل يجوز- يا مولاي- ما قال الحسّاب في هذا الباب حتّى يختلف الفرض على أهل الأمصار فيكون صومهم خلاف صومنا، و فطرهم خلاف فطرنا؟ فوقّع: «لا تصومنّ الشكّ، أفطر لرؤيته و صم لرؤيته» «1». فإنّ ما ذكرناه سابقا في مفاد الرواية و إن كان متّجها إلى حدّ ما مع سؤال السائل إلّا أنّ تسميته عليه السّلام لليوم بيوم الشكّ شاهد على كفاية الرؤية في بلد ما لبقية البلدان و إن اختلفت الآفاق، و ذلك لفرض السائل عدم الرؤية مع صحو الجوّ و رتّب عليه سؤاله الآخر و هو اختلاف الحكم في دخول الشهر بين البلدان لعدم تحقّق الرؤية في بلد و تحقّقها في آخر، ففرضه عليه السّلام يوم شكّ دالّ على تلازم الحكم بمجرّد حصول رؤية في مصر و إن لم تحصل في العراق؛ فإنّ قول المنجّمين حيث إنّه حدسي غير معتبر فغايته أنّه يتولّد منه الشكّ. و من ثمّ استفاد المشهور من الرواية عدم الاعتداد بقول المنجّمين، إذ لو لم يكن لرؤية الهلال في مصر أثر مع عدم رؤيته في العراق، لما كان لنفي اعتبار قول المنجّمين معنى؛ فإنّ نفي الاعتبار هو بلحاظ مورد و مفاد ذلك القول من وقوع رؤيته في مصر، و الأثر إنّما يتمّ بلحاظ دخول الشهر لكلّ البلدان برؤيته في بلد ما، و إلّا لكان قولهم حول الرؤية في مصر أجنبية عن الحكم في العراق.

و يؤيّد مفاد هذا الصحيح موثّقة أبي حمزة الثمالي- على الأظهر- قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السّلام فقال له أبو بصير: جعلت فداك، الليلة التي يرجى فيها ما يرجى؟ فقال: «في ليلة إحدى و عشرين، أو ثلاث و عشرين، قال: فإن لم أقو على كلتيهما؟ فقال: «ما أيسر ليلتين فيما تطلب!» قال: قلت: فربّما رأينا الهلال عندنا و جاءنا من يخبرنا بخلاف ذلك من أرض أخرى؟ فقال: «ما أيسر أربع ليال تطلبها فيها» «2».

فإنّه و إن أشكلنا عليها سابقا بأنّه تمسّك بالإطلاق الأحوالي لبعض أفراد العام أو المطلق‌

______________________________
(1). وسائل الشيعة، ج 10، ص 297، أبواب أحكام شهر رمضان، الباب 15، ح 1.

(2). وسائل الشيعة، ج 10، ص 354- 355، أبواب أحكام شهر رمضان، الباب 32، ح 3.

رؤيت هلال، ج‌5، ص: 3838‌

و هو ليس بحجّة، لكن الصحيح هو ظهور التعبير «في أرض أخرى» على تغاير البلدين في الأفق لا سيّما و أنّ المسافر الذي جاء بالخبر هو بلحاظ ليالي القدر أي يتأتّى مضيّ نصف الشهر، و هو كاف في طيّ مسافة بين بلدان مختلفة الآفاق.

و يؤيّد أيضا بصحيحة هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليه السّلام أنّه قال فيمن صام تسعة و عشرين قال: «إن كانت له بيّنة عادلة على أهل مصر أنّهم صاموا ثلاثين على رؤيته قضى يوما» «1».

و مثلها صحيحة عبد الرحمن بن أبي عبد الله «2» و معتبرة إسحاق بن عمّار «3» و صحيحة أبي بصير «4». و هذه الروايات و إن حملناها على الاستغراق أو المجموع و اتّحاد عدد أيّام الشهر و الشهور في الآفاق المختلفة و التثبّت و التشدّد في تثبيت الهلال إلّا أنّ هذا المفاد يتلاءم مع كفاية الرؤية الواحدة في بلد لثبوت الهلال في بقيّة البلدان، بل لا ينسجم مع القول الذي ينسب إلى المشهور، و هذا المفاد مؤشّر ظاهر أنّه من ناحية الإثبات و إن اختلفت البلدان في الحكم بالهلال و مبدإ الشهور و انتهائها إلّا أنّه من ناحية الثبوت الشهر متّحد عدّة مبدأ و منتهى بين الآفاق. و ما قد يرى في لسان روايات من التأكيد على رؤية البلد و المكلّف فإنّه لعلاج الحيرة في مقام الإثبات لا بيان التعدّد في الثبوت و الواقع لا سيّما و إنّ في عصر النصّ لم تكن وسائل الاتّصال موجودة كما هي اليوم إلّا بعد فترة من دخول الشهر، و من ثمّ رتّب الأثر على وصول الخبر بعد ذلك من ناحية العدد و قضاء ما فات من الصوم.

و أمّا الروايات التي سبق منّا الاستدلال بها على القول المنسوب للمشهور و عمدتها نظير معتبرة أبي أيّوب الخرّاز عن أبي عبد الله عليه السّلام قال: قلت له: كم يجزئ في رؤية الهلال؟ فقال:

«إنّ شهر رمضان فريضة من فرائض الله فلا تؤدّوا بالتظنّي، و ليس رؤية الهلال أن يقوم عدّة فيقول واحد: قد رأيته، و يقول الآخرون: لم نره، إذا رآه واحد رآه مائة و إذا رآه مائة رآه ألف، و لا يجزئ في رؤية الهلال إذا لم تكن في السماء علّة أقلّ من شهادة خمسين، و إذا كانت في السماء علّة قبلت شهادة رجلين يدخلان و يخرجان من مصر» «5» و مثلها رواية الخزاعي «6»؛ فإنّ‌

______________________________
(1). وسائل الشيعة، ج 10، ص 265، أبواب أحكام شهر رمضان، الباب 5، ح 13.

(2). وسائل الشيعة، ج 10، ص 254، أبواب أحكام شهر رمضان، الباب 3، ح 9.

(3). وسائل الشيعة، ج 10، ص 278- 279، أبواب أحكام شهر رمضان، الباب 8، ح 3.

(4). وسائل الشيعة، ج 10، ص 292- 293، أبواب أحكام شهر رمضان، الباب 12، ح 1.

(5). وسائل الشيعة، ج 10، ص 289، أبواب أحكام شهر رمضان، الباب 11، ح 10.

(6). وسائل الشيعة، ج 10، ص 290، أبواب أحكام شهر رمضان، الباب 11، ح 13.

رؤيت هلال، ج‌5، ص: 3839‌

اشتراط العلّة في سماء أفق البلد لاعتبار الشهادة بالرؤية من خارج البلد لا وجه له إلّا بعد البناء على لزوم وحدة الأفق، و إلّا فمع اختلاف الأفق فقد يكون أفق البلد صحوا و لا يرى الهلال و لكنّه يرى في أفق لاحق متأخّر. و نظيرهما ما ورد في حصر استحباب صيام يوم الشكّ في الناشئ من علّة في سماء البلد كمعتبرة هارون بن خارجة، عن الربيع «1» و معتبرته الأخرى «2» و صحيحة معمر بن خلّاد «3»، مع أنّه على القول بكفاية رؤية ما في أفق آخر، فاللازم توسعة منشأ الشكّ.

فيدفع الاستدلال بها: أوّلا: ما ذكرناه عمدة من أنّ التشبّث بأدلّة إثبات الهلال لا تقاوم ما يدلّ على حقيقة الشهر الهلالي بعد تأخّر الظاهر عن الواقع.

ثانيا: ما تقدّم في صحيحة محمّد بن عيسى اليقطيني دالّ على توسعة الشكّ للناشئ من قول المنجّمين بإمكان الرؤية في مصر و إن لم ير في العراق.

ثالثا: إنّ الأظهر في مفاد هذه الروايات هو تعرّضها لشرائط البيّنة و الشهادة على الرؤية بانتفاء الريبة و القرينة المعارضة لها، و ذلك لا يتمّ في البيّنة المدّعية للرؤية مع صحو السماء و عدم الرؤية؛ إذ المفروض في هذه البيّنة أن لا يكون محلّ الاستهلال للرؤية هو من الأفق المختلف، إذ ذلك يبعد مسافة لا يتمكّن الشاهدان من طيّها و الدخول للبلد في أوّل يوم الشهر، فلا محالة يكون فرض محلّ استهلالهما هو من النواحي القريبة المسافة لأفق البلد أي المتّحدة في الأفق معه فلا ينتفي الريب إلّا مع العلّة في سماء أفق البلد ممّا يمكن صحو الأفق نفسه في المناطق القريبة الأخرى، و حمل ما حصر الشكّ الناشئ من علّة في أفق البلد على توفّر وجود المنشإ، لا على مجرّد و محض الشكّ، و من ثمّ اعتبر متوفّرا في قول المنجّمين في إمكان رؤيته في الأفق المغاير كما في صحيح محمّد بن عيسى العبيدي المتقدّم.

و أمّا الوجه العقلي الذي بنينا عليه سابقا من كون دورة القمر حول الأرض هي 29 يوما و 12 ساعة و 44 دقيقة و ذكرنا سابقا على ضوئه عدّة نقوض على القول بكفاية رؤية ما لكلّ‌

______________________________
(1). وسائل الشيعة، ج 10، ص 298، أبواب أحكام شهر رمضان، الباب 16، ح 2.

(2). وسائل الشيعة، ج 10، ص 299، أبواب أحكام شهر رمضان، الباب 16، ح 4.

(3). تهذيب الأحكام، ج 4، ص 166.

رؤيت هلال، ج‌5، ص: 3840‌

الأرض منها: لزوم التمام في كلّ الشهور و كلّ البلدان لعدم نقصان الشهر بعد اتّحاد حكم الآفاق؛ و منها: لزوم توالي النقص في الشهور المتتالية بكثرة في السنة، و نحوها من النقوض فإنّها متعاكسة متدافعة متجاوبة أي أنّ الكسر الناقص في الدوران بنفسه يكون موجبا لاتّحاده مع بلد الرؤية في الليلة فيوجب ثبوت الهلال في آخر الليل للبلد التي تمّت فيه أطول الدورة فلا يكون الشهر ثلاثين يوما، و العكس قد يتحقّق بأن يكون هناك موانع طبيعية عن رؤية الهلال في جملة من البلدان فيوجب استتمام دورة الهلال في ذلك البلد.

و الحاصل أنّ هناك عدّة اعتبارات تؤثّر في كيفية الحساب و ليست مطّردة الوقوع. أضف إلى ذلك اعتبار الكسر و الجبر و ترقّص مدار القمر و ارتفاع و هبوط مداره بحسب الفصول السنوية و تذبذب مداره بين سقف أعلى و أدنى، كلّ هذه العوامل مضافا إلى عوامل أخرى ذكرناه في الكتاب توجب عدم انضباط و عدم ثبات الحساب. و يمكن ذكر النقوض بنحو متعاكس على الأقوال بحسب فروض غير ثابتة مستمرّة، و قد ذكرنا من قبل في البحث المطبوع أنّ اختلاف عدد الشهر جار على كلا القولين، لا سيّما و أنّ في قول غير المشهور أيضا هناك تبعّض نسبي يسير أيضا في النصف النهاري و هو ما بعد الزوال عمّا قبله.

ثمّ إنّ جملة من النكات و الأمور التي نقّحناها في السابق هي على حالها، و هي التي مهّدت للالتفات إلى كفاية الرؤية الواحدة لدخول الشهر لكلّ الأرض و أنّ دخول الشهر دخول دفعي لنقاط الأرض و أنّه لو بني على استغراقيّة الرؤية لكلّ بلد للزم تعدّد مبدإ دخول الشهر في أرجاء الأرض إلى ثلاثة أيّام كما هو دائب دائم بلحاظ ما زاد في خطوط العرض شمالا 50 درجة أو جنوبا كذلك فضلا عن منطقتي القطبين الجنوبي و الشمالي.

و الحاصل أنّ اشتراط الاستغراقيّة للرؤية لكلّ بلد يلزم منها لزوم الرؤية للبلاد الغربيّة أيضا لبلد الرؤية، مع أنّها في البلاد التي تقع 50 درجة عرضا فما فوق لا يرى في نفس الليلة مع أنّه يبتعد أكثر عن تحت الشعاع، بل يتأخّر إلى الليلة اللاحقة في جملة من شهور السنة لا سيّما الشتوية و ما قبلها و بعدها، و رفع اليد عن لزوم تعدّد الرؤية بلحاظ البلدان الغربية يتأتّى بنفسه في البلدان التي تقع شرقيّ بلد الرؤية ممّا ينبّه على كفاية رؤية ما لدخول الشهر.

رؤيت هلال، ج‌5، ص: 3841‌

الرسالة الأولى إلى السيّد السيستاني (دام ظلّه)

بسم الله الرحمن الرحيم سماحة آية الله العظمى السيّد علي الحسيني السيستاني (دام ظلّه الوارف) السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد؛ فقد جاء في كتاب الفقه للمغتربين (المسألة 113): «إذا ثبت الهلال في الشرق، فهل يثبت عندنا في الغرب؟» و كان الجواب من سماحتكم: «إذا ثبت الهلال في الشرق فهو ثابت للغرب أيضا مع عدم ابتعاد المكانين في خطوط العرض كثيرا».

و هذا الاستثناء (عدم ابتعاد المكانين في خطوط العرض كثيرا) قد فهم منه عدم التلازم بين ثبوت الهلال في الشرق الأوسط كإيران و العراق و الخليج و ثبوته في بلاد الغرب كبريطانيا و فرنسا، لاختلاف خطوط العرض. و هذا ممّا أوجب بلبلة و إرباكا في ثبوت الهلال لدى أفراد الأسرة الواحدة داخل الجالية الشيعية في هذه البلدان، حيث إنّ السيّد الخوئي قدّس سرّه قد حكى الوفاق بين القائلين بمسلكه في الهلال و مسلك المشهور- سواء اشترطنا أم لم نشترط اتّحاد الأفق في ثبوت الهلال- في تلازم الرؤية و ثبوت الهلال بين بلد الرؤية و البلاد التي تقع على الغرب منه، في حالة فرض تأخّر غروب الشمس في ذلك البلد الغربي عن بلد الرؤية، و إن اختلف خطّ العرض مادام الخطّ الفاصل بين النهار و الليل و هو خط غروب الشمس يمرّ على بلد الرؤية قبل مروره على البلد الغربي، حكى ذلك السيّد الخوئي في مراسلاته مع بعض تلاميذه في مسألة رؤية الهلال، و التي طبعت في رسالة مستقلّة تحت عنوان حول مسألة رؤية الهلال، و قد حكى في ضمن تلك الرسالة كلام كلّ من الشهيد الأوّل و الثاني و النراقي في المستند و دعواهم الوفاق من المشهور على ذلك.

هذا مع أنّ لازم الاستثناء المذكور في جوابكم هو حصول التعدّد في بداية الشهر الهلالي إلى ثلاثة أيّام، كما هو حاصل في عامنا هذا وفق التفصيل الذي ذكر تموه في الجواب بضميمة بيانات علماء الأرصاد الفلكية، حيث قرّروا تولّد الهلال و إمكانيّة الرؤية المجرّدة في مناطق المحيط الهادي ليلة الثلاثاء، و امتناع الرؤية فيما سواها في تلك‌

رؤيت هلال، ج‌5، ص: 3842‌

الليلة، و إمكان الرؤية ليلة الأربعاء في بلاد العراق و إيران و الخليج و حوض المتوسّط دون شمال أوروبا الذي يزيد في خطوط العرض، و الذي يمتنع عندهم الرؤية ليلة الأربعاء، و يمكن لهم الرؤية ليلة الخميس، فيكون مبدأ الشهر الهلالي في بقاع الأرض ثلاثة أيّام و بنحو حلزوني الشكل، و هذا ممّا يقتضي عدم تطابق و عدم إمكان تطبيق اليوم القمري على اليوم الشمسي، فكيف التوفيق بين هذا التسالم المحكي و التفصيل المذكور في جوابكم مع ملاحظة المحذورات المتقدّمة؟

ثمّ إنّ هاهنا بحث صغروي و تطبيقي [كذا، و الصواب: بحثا صغرويا و تطبيقيا] آخر و هو أنّه مع ثبوت الهلال في الشرق الأوسط كبلاد إيران و العراق و الخليج و عدم إمكان الرؤية في بلاد الغرب كبريطانيا و فرنسا بسبب مانع في الأفق كالضباب، ترى هل يوجب ذلك التعدّد في ثبوت الهلال بحسب الظاهر؟

و هل دعوى الفلكيين بامتناع الرؤية في الغرب و إمكانها في الشرق توجب تعدّد الثبوت؟

(جمع من أهل العلم)

جواب السيّد السيستاني (دام ظلّه) للرسالة الأولى

بسمه تعالى السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و تقبّل الله طاعاتكم في هذا الشهر الفضيل و بعد؛ هنا عدّة أمور:

1. إنّه و إن ذكر جمع من فقهاء الفريقين أنّ رؤية الهلال في أيّ مكان تستلزم رؤيته في الأمكنة الواقعة في غربه «1»، إلّا أنّه لم يثبت كون ذلك مشهورا حتّى بين المتأخّرين فضلا عن التسالم عليه، بل يستفاد من كلام شيخنا الشهيد الأوّل خلاف ذلك حيث ذكر ما نصّه: «و يحتمل ثبوت الهلال في البلاد المغربيّة برؤيته في البلاد المشرقيّة و إن تباعدت، للقطع بالرؤية عند عدم المانع» «2» فيلاحظ أنّه قدّس سرّه لم يتبنّ الملازمة بين الرؤية في البلاد‌

______________________________
(1). الجواهر، ج 16، ص 361؛ التحفة السنية، ص 167؛ المستمسك، ج 8، ص 470.

(2). الدروس، ج 1، ص 285.

رؤيت هلال، ج‌5، ص: 3843‌

المشرقيّة و ثبوت الرؤية في البلاد المغربيّة، و إنّما ذكرها على سبيل الاحتمال بالرغم من التزامه بالملازمة بحسب الضوابط الفلكية. و بعض الفقهاء الآخرين الذين التزموا بالملازمة المذكورة إنّما قالوا بها اعتقادا منهم بالأولية القطعية. قال السيّد الحكيم قدّس سرّه:

«و إذا رئي في البلاد الشرقيّة فإنّه تثبت رؤيته في الغربيّة بطريق أولى» و علّل ذلك بعضهم بأنّ القمر لا يرجع و لا يتوقّف.

و لكن الوجه المذكور لا يقتضي إلّا ازدياد القسم المنار من القمر كلّما اتّجه غربا، فإذا كان عمره عند غروب الشمس في أستراليا 21 ساعة و 36 دقيقة يكون عمره في طهران 27 ساعة و 50 دقيقة و في النجف 28 ساعة و 19 دقيقة و في لندن 30 ساعة و 57 دقيقة، و هكذا و لكن هذا لا يقتضي كونه قابلا للرؤية في جميع تلك البلاد إذ لدرجة ارتفاع الهلال عن الأفق دخل تامّ في إمكانية الرؤية و عدمها، فقد يكون الهلال بعمر 21 ساعة في ارتفاع 8 درجات قابلا للرؤية، و لا يكون بعمر 30 ساعة قابلا لها لكونه في ارتفاع 1 درجة فقط.

إن قيل: إنّ عدم إمكانية الرؤية عند كون الهلال قريبا من الأفق وقت الغروب إنّما هو من المانع الخارجي و هو اجتماعي الغبار و البخار و نحوهما حوالي الأفق و قد ادّعى المحقّق النراقي الإجماع على عدم العبرة بالموانع الخارجية الهوائية و الأرضية «1».

قلت: إنّ ذلك في الموانع الطارئة المتغيّرة كالسحاب و الضباب، و أمّا الموانع الطبيعية التي لا تنفكّ عن المناطق القريبة من الأفق في مختلف الأزمنة و الأمكنة، فليست كذلك؛ لعدم الدليل عليه، بل مقتضى كون الأهلّة مواقيت للناس- كما ورد في الآية الكريمة- عدم العبرة بوجود الهلال في الأفق إلّا إذا كان من حيث الحجم و من حيث الارتفاع عن الأفق و من حيث البعد عن الشمس قابلا للرؤية و بالعين المجرّدة لو لا الغيم و نحوه، فالهلال الذي يكون بارتفاع 3 درجات مثلا حيث إنّه لا يكون قابلا للرؤية عادة لا يصلح أن يكون ميقاتا للناس.

2. المعلومات الفلكية المتوفّرة لدينا لا تشير إلى إمكانيّة حصول التعدّد في بداية الشهر بثلاثة أيّام، ففي [شهر] رمضان الجاري لم يكن الهلال في ليلة الثلاثاء قابلا للرؤية في أيّ من البقاع، لأنّه كان القسم المنار منه دون الحدّ الأدنى المطلوب، و إنّما كان يرى في ليلة الأربعاء في سيدني و نحوه من البلاد.

______________________________
(1). مستند الشيعة، ج 10، ص 423.

رؤيت هلال، ج‌5، ص: 3844‌

3. إنّه قد ظهر ممّا مرّ أنّه مع رؤية الهلال في بلاد الشرق إن كان عدم إمكانيّة الرؤية في بلاد الغرب من جهة الغيم و الضباب و نحوهما يحكم بدخول الشهر فيها أيضا، و أمّا إذا لم يكن الهلال في أفقها بالارتفاع الذي يمكن رؤيته عادة فلا يحكم بدخول الشهر، فتتعدّد بداية الشهر الهلالي، و هذا التعدّد واقعي لا ظاهري.

و دعوى الفلكيين عدم إمكان الرؤية لانخفاض درجة الهلال في الأفق ممّا لا عبرة بها إلّا من حيث عدم حصول الاطمئنان بإمكانية الرؤية عادة. و الله العالم.

7/ [شهر] رمضان 1426 مكتب النجف‌

الرسالة الثانية إلى السيّد السيستاني (دام ظلّه)

بسم الله الرحمن الرحيم سماحة آية الله العظمى السيّد السيستاني (دام ظلّه) السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد؛ تعقيبا على السؤال السابق و ما تفضّلتم من الإجابة حول «ما إذا ثبت الهلال في الشرق فهل هو ثابت للغرب مع ابتعاد المكانين في خطوط العرض كثيرا مع قول الفلكيين بامتناع رؤيته في بعض بلدان الغرب الشمالية؟».

و نودّ أن نضع بين أيديكم جملة من النقاط:

الأولى: أرفقنا مع هذه الرسالة جملة من أقوال مواقع الأرصاد الفلكي و كلّها متّفقة على أنّ شهري رمضان و شوّال تتعدّد رؤية الهلال فيهما بحسب بقاع الأرض إلى ثلاثة أيّام، فتكون البقعة الأولى هي النصف الجنوبي من الأرض في أمريكا الجنوبية أو جزر المحيط الهادي، و في اليوم الثاني البقاع الثانية و هو ما يشكّل بلدان الوسط ذات العرض القليل الشمالي، و في اليوم الثالث البلدان الشمالية ذات العرض الشمالي الكبير.

الثانية: أنّه لم نقف في كلمات الفقهاء على من صرّح بالتفرقة في ثبوت الهلال بين البلاد الغربيّة فيما إذا رئي في البلاد الشرقيّة.

رؤيت هلال، ج‌5، ص: 3845‌

الثالثة: أنّ الرؤية للهلال بما أنّها أمارة لثبوت الهلال فهي طريق إثباتي له و هل بنحو العموم الاستغراقي أو أنّها بنحو صرف الوجود بمجرّد تحقّق مسمّى الرؤية في بقعة من بقاع الأرض كما ذهب إليه السيّد الخوئي رحمه اللّه أو أنّها بنحو آخر من الانحلال؟ و على أيّ تقدير فنحو العموم في الطريق الإثباتي تابع لواقع ثبوت الهلال و الشهر القمري لا العكس، فلا يكون نحو العموم في الطريق الإثباتي قرينة يعوّل عليها في تحديد هوية الشهر الهلالي و حقيقته، مضافا إلى أنّ الشهر الهلالي حقيقة عرفية و كونية لم يتّخذ الشارع اتّجاهها حقيقة شرعية و معنى خاصّ جديد [كذا]. فلا دلالة لعموم دليل الرؤية على تحديد معنى و حقيقة الشهر الهلالي.

الرابعة: أنّه لا بدّ من نحو تطبيق و انطباق للشهر الهلالي على اليوم و الليل الشمسي، و هذا أمر مفروغ منه في التقويم الفلكي و كذلك في الحساب العرفي. و على ضوء ذلك، فإذا رئي الهلال في بقعة من الأرض أي عند الخط الفاصل بين الليل و النهار و هو الغروب، فلا محالة يتحقّق تكوّن الهلال كحركة تكوينية واحدة بالإضافة إلى ما يليها من البقاع في دور حركة الأرض و حركة الليل و حركة ذهاب النهار و امتداد الليل لاحقا؛ فإنّ التنصيف التقويمي للأرض إنّما هو بنصفين ليل و نهار، و أمّا تقسيم بقاع الأرض إلى ليل شمالي و ليل جنوبي و نهار شمالي و نهار جنوبي فهذه لم يعهد إقراره و وضعه في التقويم الزمني القمري لا فلكيّا و لا عرفيا.

الخامسة: أنّ لازم الالتزام بالتفكيك بين الرؤية في البلاد الشرقية و البلاد الغربية التي ذات خط عرض كبير شمالا كالدول الإسكندنافية و شمال كندا أن يكون الفارق بين تقويم اليوم الهلالي في الشرق الأوسط كإيران و العراق و الخليج متقدّم على شمال كندا بيوم و نصف تقريبا، و هذا اضطراب بالتقويم لا يقرّ به في حساب التقويم فلكيا و عرفيا، هذا فضلا عن التفكيك بين أقصى جنوب أمريكا الجنوبية في الشتاء كما في هذه الأيّام و أقصى شمال أمريكا الشمالية مع أنّها على خطّ طول واحد؛ فإنّ الفارق في التقويم الهلالي سيكون ما يقرب من يومين حسب ما ذكرته الأرصاد الفلكية من تعدّد الرؤية خلال ثلاثة أيّام، و هذا ما مرّ التعبير به في السؤال السابق من لزوم اتّخاذ الشهر الهلالي خطا حلزونيا لولبيا مائلا لرسم بداية الشهر و انتهائه، مع أنّه بات أمرا مسلّما فلكيا و عرفيا أنّ التقويم هو بخطّ فاصل بين الليل و النهار الذي يقسم الكرة الأرضية إلى‌

رؤيت هلال، ج‌5، ص: 3846‌

نصفين، فاللازم تنقيح و تحرير حقيقة الشهر الهلالي هل هي ظاهرة نسبية باتّجاه بقاع الأرض أو أنّها حدوث شخصي واحد، ثمّ إنّ النسبية بأيّ نحو من الأنحاء تتّخذ شكلها بحسب عرف التقويم الفلكي و عرف الناس بعد فرض عدم القول بوجود حقيقة شرعية للشهر الهلالي.

السادسة: أنّ في فصلي الصيف و الربيع و لا سيّما الصيف تغيب الشمس في البلاد الشمالية كالدول الإسكندنافية و بريطانيا ما يتعدّى الساعة التاسعة ليلا، و هذا يوجب احتجاب الهلال فوق الأفق بسبب شعاع الشمس لمدّة عدّة أيّام مع أنّه موجود فوق الأفق.

السابعة: أنّ صيرورة القمر بدرا الذي هو علامة على منتصف الدورة الشهرية للقمر يحصل في اليوم الثاني عشر، بل في اليوم الحادي عشر على بعض التقادير في حساب البلاد الشمالية بناء على تأخّر بدء الشهر عندهم بحسب الرؤية عندهم.

الثامنة: على هذا التفصيل في كيفية ثبوت الهلال يلزم من ذلك أن يكون الشهر الهلالي قد ابتدأ في إيران أو العراق و التي هي متقدّمة في الأفق و في تقويم الساعة على بريطانيا و كذلك يبتدئ الهلال في كاليفورنيا في أمريكا في نفس اليوم و التي هي متأخّرة في الأفق و في تقويم الساعة عن لندن، بينما يتأخّر ابتداء الهلال في بريطانيا يوما عنهما مع أنّها متوسّطة بينهما، و هذا نحو تدافع في حساب التقويم.

التاسعة: يلزم على هذا القوم تتابع ستّة شهور أو أكثر (أي ما يزيد على الأربعة أشهر) كلّها يكون الشهر فيه كاملا ثلاثون يوما.

العاشرة: أنّ الآفاق الشماليّة القريبة من القطب و كذلك الآفاق الجنوبية القريبة من القطب لا تنطبق طبيعتها على منوال طبيعة الآفاق المتوسّطة التي هي غالبية اليابسة في الأرض، كما هو الحال في أوقات الصلوات اليومية المفروضة، فإنّ في الدول الإسكندنافية لمدّة شهور لا يمكنهم رؤية الهلال، كما و في بعض فصول السنة يكون النهار مطبقا عليهم شهورا، و لا يستطيعون رؤية الهلال أيضا، و من ثمّ يعوّل في حساب التقويم على قوس النهار و الليل بمعنى نصف الدورة المواجه للشمس و نصف الدورة المستدبر للشمس، لا على الضوء و الظلمة، بل على ساعات حركة دورة الأرض حول الشمس.

(جمع من أهل العلم)

رؤيت هلال، ج‌5، ص: 3847‌

تفاصيل رؤية هلال شهر رمضان المبارك 1426 حول العالم

يولد الهلال و القمر في حالة تسارع الإثنين 3/ 10/ 2005، الساعة 28: 10 بتوقيت كرينتش.

يمكث الهلال 3 دقائق في مكة و دقيقة واحدة في النجف و هو غير قابل للرؤية في أيّ بلد حتّى مع مراعاة الاشتراك في الليل، و في الليلة التالية يمكث الهلال 37 دقيقة في مكّة و 35 في المدينة و 30 في القدس و 30 في النجف و 25 في مشهد و 27 في قم و 31 في الكويت و 33 في أبو ظبي و 33 في البحرين و 33 في مسقط و 29 في بيروت و 29 في دمشق و 27 في حلب و 32 في الدار البيضاء. و الرؤية متعذّرة في أوروبا و أغلب بلدان آسيا و في شمال إفريقيا. و الرؤية محتملة في جنوب شبه الجزيرة العربية و في اليمن، و ممكنة في أغلب بلدان قارّة أمريكا الجنوبية و أغلب قارّة أستراليا و الأجزاء الوسطى و الجنوبية من إفريقيا و الأجزاء الجنوبية من قارّة أمريكا الشمالية. و باختصار فالهلال غير قابل للرؤية في بلدان الخليج و العراق و بلاد الشام و بلدان شمال إفريقيا بما فيها مصر، و محتملة في السودان و اليمن و ممكنة في أبيدجان. و في اليوم التالي يكون للهلال مكث كاف للرؤية، و مع ذلك لا يرى في البلاد الإسكندنافية. شكل الهلال قائم بانحراف. أوّل الشهر الأربعاء «1».

تفاصيل رؤية هلال شهر شوّال 1426 حول العالم

يولد الهلال و القمر في حالة تسارع الأربعاء 2/ 11/ 200، الساعة 24: 1 صباحا بتوقيت كرينتش، يمكث الهلال 11 دقيقة في مكة و 10 في المدينة و 6 في القدس و 5 في النجف و يغرب مع الشمس في مشهد و 2 في قم و 6 في الكويت و 8 في أبو ظبي و 7 في البحرين و 8 في مسقط و 4 في بيروت و 4 في دمشق و 2 في حلب و 8 في ديترويت و 6 في تورنتو و 3 في مونتريال، و الرؤية متعذرة في جميع هذه البلدان و يمكث 46 دقيقة في ساوباولو و 56‌

______________________________
(1). هذا ما ورد في تقويم الصائغ لعام 2005 م الموافق لعام 1425- 1426. حسابات و إعداد المهندس محمّد علي الصائغ، باحث في علم الهيئة و المواقيت و الأهلّة.

رؤيت هلال، ج‌5، ص: 3848‌

في بوينس‌آيرس و 58 في سانتياجو و الرؤية ممكنة.

و باختصار، فإنّ رؤية الهلال ليلة الخميس متعذّرة في إفريقيا و أوروبا و آسيا و أمريكا الشمالية و ممكنة في الأجزاء الوسطى و الجنوبية من أمريكا الجنوبية، و هي مناطق مشتركة في الليل مع بلدان الشرق الأوسط.

و في اليوم التالي تتعذّر رؤية الهلال في أوروبا و الأجزاء الوسطى و الشمالية من قارّة آسيا و ممكنة في إفريقيا و أندونوسيا و أستراليا و شبه الجزيرة العربية و العراق و بلاد الشام و أغلب ايران.

شكل الهلال قائم بانحراف يسير.

أوّل الشهر الجمعة حسب أفق أبيدجان، و هي من بلدان العالم القديم (العالم القديم، آسيا، أوروبا إفريقيا) «1».

______________________________
(1). هذا ما ورد في تقويم الصائغ لعام 2005 م، الموافق لعام 1425- 1426 ه‍.

رؤيت هلال، ج‌5، ص: 3849‌

________________________________________
مختارى، رضا و صادقى، محسن، رؤيت هلال، 5 جلد، انتشارات دفتر تبليغات اسلامى حوزه علميه قم، قم - ايران، اول، 1426 ه‍ ق