بسم الله الرحمن الرحیم

کلمات شیخ طوسي قده در باره قراءات

فهرست مباحث علوم قرآنی
آیا شیخ طوسي قده تواتر قراءات را انکار کرده است؟-بررسی مقدمه تبیان و مجمع
قبول تعدد قراءات عند اصحابنا در کلام قطب راوندی در قرن ششم-عدم قبول تعدد عند اصحابنا در کلام وحید در قرن دوازده
قطب راوندی-فقه القرآن-علی مذهبنا-نعمل بالقراءتين
التبیان-الشیخ الطوسی-وجوه القرئات-کلهاحق-کلهاصواب
شواذ السبعة و العشرة
کلمات امین الاسلام طبرسي قده صاحب مجمع در باره قراءات
کلمات سید رضي قده در باره قراءات
کلمات سید مرتضی قده در باره قراءات
المهر-الصداق-تعیین الحرف-لقنها الجائز
تعارض بین نحو و قرائات
اختلاف رسم مصاحف، پشتوانه تعدد قراءات
تحریر بسیار عالی طبرسی در مقدمه مجمع از کلام شیخ در مقدمه تبیان
مقاله بررسی کلام شیخ الطائفه ره در تبیان در مورد تعدد قرائات
فصل الکلام من السید المرتضی-الطرابلسیات الاولی-وجوب احداث خداوند تمام قراءات را دفعة یا تدریجا
هماهنگی کلام سید مرتضی که احداث همه قراءات دفعة واحدة بوده با کلام شیخ و طبرسی که همه قراء‌ات حق و صواب است با ارجاع صریح طبرسی به طرابلسیات



عنایت زیاد امامیة قدیما و حدیثا به علم قراءات در کلام شیخ الطائفة در طلیعه تفسیر تبیان:
التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (1/ 2)
وسمعت جماعة من اصحابنا قديما وحديثا، يرغبون في كتاب مقتصد يجتمع على جميع فنون علم القرآن، من القراءة، والمعاني والاعراب، والكلام على ....



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (1/ 6،)
واعلموا ان العرف من مذهب اصحابنا والشائع من اخبارهم ورواياتهم ان القرآن نزل بحرف واحد، على نبي واحد، غير انهم اجمعوا على جواز القراءة بما يتداوله الفراء وأن الانسان مخير باي قراءة شاء قرا، وكرهوا تجويد قراءة بعينها بل اجازوا القراءة بالمجاز الذي يجوز بين القراء ولم يبلغوا بذلك حد التحريم والحظر وروى المخالفون لنا عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال: (نزل القرآن على سبعة احرف كلها شاف كاف) وفي بعضها: (على سبعة ابواب) وكثرت في ذلك رواياتهم. لامعنى للتشاغل بايرادها واختلفوا في تأويل الخبر، فاختار قوم ان معناه على سبعة معان: أمر، ونهى، ووعد، ووعيد، وجدل، وقصص، وأمثال وروى ابن مسعود عن النبى " ص " انه قال: " نزل القرآن على سبعة أحرف: زجر، وأمر، وحلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وامثال.
" وروى ابوقلامة عن النبى [ ص ] انه قال: [ نزل القرآن على سبعة أحرف: أمر، وزجر، وترغيب، وترهيب، وجدل، وقصص، وأمثال. ]
وقال آخرون: [ نزل القرآن على سبعة أحرف ] أي سبع لغات مختلفة، مما لا يغير حكما في تحليل وتحريم، ومثل. هلم. ويقال من لغات مختلفة، ومعانيها مؤتلفة. وكانوا مخيرين في أول الاسلام في أن يقرأوا بما شاءوا منها. ثم اجمعوا على حدها، فصار ما اجمعوا عليه مانعا مما اعرضوا عنه.
وقال آخرون: [ نزل على سبع لغات من اللغات الفصيحة، لان القبائل بعضها افصح من بعض ] وهو الذى اختاره الطبرى.
وقال بعضهم: [ هي على سبعة اوجه من اللغات، متفرقة في القرآن، لانه لايوجد حرف قرئ على سبعة اوجه. ]
تفسير التبيان ج1
وقال بعضهم: [ وجه الاختلاف في القراءات سبعة: أولها - اختلاف اعراب الكلمة او حركة بنائها فلا يزيلها عن صورتها في الكتاب ولا يغير معناها نحو قوله: هؤلاء بناتي هن اطهر لكم(1) بالرفع والنصب وهل نجازي إلا الكفور؟(2 بالنصب والنون وهل يجازى إلا الكفور؟ بالياء والرفع وبالبخل والبخل والبخل برفع الباء ونصبها. وميسرة وميسرة بنصب السين ورفعها.
والثاني - الاختلاف في اعراب الكلمة وحركات بنائها مما يغير معناها ولا يزيلها عن صورتها في الكتابة مثل قوله: ربنا باعد بين اسفارنا(5) على الخبر ربنا باعد على الدعاء. واذ تلقونه بالسنتكم(6) بالتشديد وتلقونه بكسر اللام والتخفيف.
والوجه الثالث - الاختلاف في حروف الكلمة دون اعرابها، ومما يغير معناها ولا يزيل صورتها نحو قوله تعالى: كيف ننشزها(7) بالزاء المعجمة وبالراء الغير معجمة.
والرابع - الاختلاف في الكلمة مما يغير صورتها ولا يغير معناها نحو قوله: ان كانت إلا صيحة واحدة(8) والازقية. وكالصوف المنفوش وكالعهن المنفوش(9).
والخامس - الاختلاف في الكلمة مما يزيل صورتها ومعناها نحو: وطلح منضود(10) وطلع.
السادس - الاختلاف بالتقديم والتأخير نحو قوله: وجاءت سكرة الموت بالحق(1) وجاءت سكرة الحق بالموت.
السابع - الاختلاف بالزيادة والنقصان نحو قوله: وما عملت ايديهم وما عملته(2) باسقاط الهاء واثباتها.
ونحو قوله: فان الله هو الغني الحميد وان الله الغني الحميد. في سورة الحديد(3).
وهذا الخبر عندنا وان كان خبرا واحدا لا يجب العمل به فالوجه الاخير أصلح الوجوه على ما روي عنهم عليه السلام من جواز القراءة بما اختلف القراء فيه.
واما القول الاول فهو على ما تضمنته لان تأويل القرآن لا يخرج عن احد الاقسام السبعة: إما أمر. او نهي. اووعد. او وعيد. اوخبر اوقصص اومثل وهو الذي ذكره اصحابنا في اقسام تفسير القرآن فاما ماروي...


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (1/ 32)
القراءة: قرأ عاصم والكسائي وخلف ويعقوب: ومالك بالالف. الباقون ملك بغير الف، ولم يمل أحد الف مالك


التبيان في تفسير القرآن، ج‏3، ص: 109
و قوله: «وَ آتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً» فصدقاتهن:
جمع صدقة، يقال: هو صداق المرأة، و صدقة المرأة، و صُدقة، المرأة، و صداق المرأة، و الفتح أقلها. و من قال: صُدقة المرأة قال: صدقاتهن، كما تقول: غرفة و غرفات، و يجوز صدقاتهن، بضم الصاد و فتح الدال، و صدقاتهن، ذكره الزجاج. و لا يقرأ من هذه إلا بما قرئ به صدقاته، لأن القراءة سنة متبعة. و قوله: «نحلة» نصب على المصدر، و معناه، ..



التبيان في تفسير القرآن، ج‏6، ص: 23
قال: و عاداً و ثموداً، و قال «أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ» و قال «و أتينا ثمود الناقة» فإذا استوى في ثمود ان يكون مرة للقبيلة و مرة للحي و لم يكن لحمله على احد الوجهين مزية في الكثرة:
فمن صرف في جميع المواضع كان حسناً، و من لم يصرف ايضاً كذلك، و كذلك ان صرف في موضع و لم يصرف في موضع آخر إلا انه لا ينبغي ان يخرج عما قرأت به القراء لان القراءة سنة، فلا يجوز ان تحمل على ما يجوز في العربية حتى تنضم اليه الرواية.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (3/ 269)
وقيل في معنى الاختلاف ههنا ثلاثة أقوال: أحدها - قال أبوعلي من جهة بليغ، ومرذول.
وقال الزجاج: الاختلاف في الاخبار بما يسرون.
الثالث - قال قتادة، وابن زيد: اختلاف تناقض من جهة حق، وباطل.
والاختلاف على ثلاثة اضرب: اختلاف تناقض، واختلاف تفاوت، واختلاف تلاوة. وليس في القرآن اختلاف تناقض، ولااختلاف تفاوت، لان اختلاف التفاوت هو في الحسن والقبح، واخطأ والصواب، ونحو ذلك مما تدعو إليه الحكمة أويصرف عنه. وأما اختلاف التلاوة، فهو ماتلاء م في الحسن، فكله صواب، وكله حق. وهو اختلاف وجوه القراء ات واختلاف مقادير الآيات والسور واختلاف الاحكام في الناسخ والمنسوخ. ومن اختلاف التناقض ما يدعو فيه أحد الشيئين إلى فساد الآخر. وكلاهما باطل. نحو مقدارين وصف أحدهما بأنه أكبر من الآخر ووصف الآخر بأنه أصغر منه، فكلاهما باطل إذ هو مساو له.
وفي الناس من قال: انتفاء التناقض عن القرآن إنما يعلم انه دلالة على أنه من فعل الله، لما أخبرنا الله تعالى بذلك. ولو لاأنه تعالى أخبر بذلك كان لقائل أن يقول(1): إنه يمكن أن يتفحظ متحفظ في كلامه ويهذبه تهذيبا، لايوجد فيه شئ من التناقض وعلى هذا لايمكن أن يجعل ذلك جهة اعجاز القرآن قبل أن يعلم صحة السمع، وصدق النبي صلى الله عليه وآله.



خیلی تفاوت میکند که حدیث حرف واحد در قبال حدیث سبعة احر قرار داده شود، و اینکه به وسیله حدیث حرف واحد، تعدد قراءات مردود دانسته شود، شیخ طوسی و طبرسی قدهما در مقدمه تبیان و مجمع، دو حدیث را به ظاهر متهافت دیدند اما نگفتند پس تعدد قراءات متواتره رایجه مردود است، بلکه در ذیل آیه شریفه لوجدوا فیه اختلافا کثیرا تضریح میکنند که وجوه قراءات همگی صواب و حق است، و ظاهرا اول بار در قرن یازدهم است که این تعارض بین حدیث حرف واحد و تعدد قراءات مطرح می‌شود و امثال مرحوم فیض کاشانی و سید نعمت الله جزائری از چنین تنافی‌ای سخن گفته‌اند؛ و خوشبختانه در کلام هر دو نفر شاهد آمده بر تعدد قراءات، در صافی روایت کلتا القرائتین حق با پاورقی توضیحی از خود فیض قده آمده، و در منبع الحیاة اعتراف به نظر جمهور المجتهدین من اصحابنا شده.

شیخ قده در تهذیب برای رد قرائت نصب، از حدیث حرف واحد اسم نمیبرند بلکه با یک حدیث خاص میگویند چون امام ع قرائت جر را تعیین فرمودند پس جر، قرائت منزلة است: قلنا أول ما في ذلك أن القراءة بالجر مجمع عليها و القراءة بالنصب مختلف فيها لأنا نقول إن القراءة بالنصب غير جائزة و إنما القراءة المنزلة هي القراءة بالجر و الذي يدل على ذلك‏: ما أخبرني به «...على الخفض هي أم على النصب قال بل هي على الخفض»، و هذا يسقط أصل السؤال ثم لو سلمنا أن القراءة بالجر مساوية للقراءة بالنصب ... لكانت أيضا مقتضية للمسح.

علامه مجلسی قده در ملاذ در حمل کلام شیخ قده که میگویند قرائت نصب جایز نیست میگویند که این خلاف اتفاق است، و نمیشود با این روایت ضعیف قرائت نصب را کنار گذاشت: نعم اتفقت الإمامية و تظافرت أخبارهم بوجوب تلاوة هذا القرآن، و العمل به بقراءاته المشهورة إلى أن يظهر الحق، فلا يمكن ردها لمحض رواية ضعيفة، فلا بد من توجيه لقراءة النصب، فالمعول على سائر الوجوه...



الخلاف؛ ج‌1، ص: 345
فصار الخلاف في ثلاث مسائل «1»، احداها: هل يتعين الحمد أم لا، و قد مضت هذه المسألة «2».و الثانية: إذا قرأ بالفارسية هل يكون قرآنا، أم لا، فعندنا لا يكون قرآنا، و عنده يكون قرآنا.و الثالثة: إذا فعل هل تجزيه صلاته أم لا، فعندنا لا تجزيه و عنده تجزي «3»........
و أيضا فإن القرآن لا يثبت قرآنا الا بالنقل المتواتر المستفيض، و لم ينقل لا متواترا و لا آحادا، ان معناه يكون قرآنا.



المبسوط في فقه الإمامية، ج‌4، ص: 273‌
و تعليم القرآن يجوز أن يكون صداقا فالكلام في التفريع عليه: و جملته أنه إذا أصدقها تعليم قرآن فلا يجوز حتى يكون القرآن معلوما: إن أصدقها تعليم سورة عين عليها، و إن كان تعليم آيات عينها، لأن ذلك يختلف، و هل يجب تعيين القراءة و هي الحرف الذي يعلمها إياه على وجهين، أحدهما لا يجب، و هو الأقوى، لأن النبي صلى الله عليه و آله لم يعين على الرجل و الوجه الآخر لا بد من تعيين الحروف لأن بعضها أصعب من بعض.فمن قال إنه شرط فان ذكره، و إلا كان فاسدا و لها مهر مثلها، و من قال ليس بشرط لقنها أي حرف شاء «إن شاء بالجائز و هو الصحيح عندنا، لأن التعيين يحتاج إلى دليل فإذا ثبت أنه يصح كان لها المطالبة بأي موضع شاءت، فإن أصدقها تعليم سورة بعينها و هو لا يحفظها، بأن قال على أن أحصل ذلك لك، صح لأنه أوجبها على نفسه في ذمته.و إن قال: على أن ألقنك أنا إياها، قيل فيه وجهان: أحدهما يصح لأن الحق وجب في ذمته فلا يلزم أن يكون مالكا له، و الثاني لا يصح لأنه لا يصح أن‌






تهذيب الأحكام (تحقيق خرسان)، ج‏1، ص: 57
.... و يؤكد أن إلى في الآية ليست بمعنى الغاية.
«159»- 8- ما أخبرني به الشيخ أيده الله تعالى عن أبي القاسم جعفر بن محمد عن محمد بن يعقوب عن محمد بن الحسين و غيره عن سهل بن زياد عن علي بن الحكم عن الهيثم بن عروة التميمي قال: سألت أبا عبد الله ع عن قوله تعالى- فاغسلوا وجوهكم و أيديكم إلى المرافق فقال ليس هكذا تنزيلها إنما هي فاغسلوا وجوهكم و أيديكم من المرافق ثم أمر يده من مرفقه إلى أصابعه.
و على هذه القراءة يسقط السؤال من أصله.



تهذيب الأحكام (تحقيق خرسان) ؛ ج‏1 ؛ ص70
فإن قيل فأين أنتم عن القراءة بنصب الأرجل و عليها أكثر القراء و هي موجبة للغسل و لا يحتمل سواه قلنا أول ما في ذلك أن القراءة بالجر مجمع عليها و القراءة بالنصب مختلف فيها لأنا نقول إن القراءة بالنصب غير جائزة و إنما القراءة المنزلة هي القراءة بالجر و الذي يدل على ذلك‏
188- 37- ما أخبرني به الشيخ أيده الله تعالى قال أخبرني أحمد بن محمد عن أبيه عن أحمد بن إدريس و سعد بن عبد الله عن محمد بن أحمد بن يحيى عن أبي عبد الله عن حماد عن محمد بن النعمان عن غالب بن الهذيل قال: سألت أبا جعفر ع عن قول الله عز و جل- و امسحوا برؤسكم و أرجلكم إلى الكعبين‏ على الخفض هي أم على النصب قال بل هي على الخفض.
و هذا يسقط أصل السؤال ثم لو سلمنا أن القراءة بالجر مساوية للقراءة بالنصب من حيث قرأ بالجر من السبعة- ابن كثير و أبو عمرو و حمزة و في رواية أبي بكر عن عاصم و النصب قرأ به نافع و ابن عامر و الكسائي و في رواية حفص عن عاصم لكانت أيضا مقتضية للمسح لأن موضع الرءوس موضع نصب بوقوع الفعل الذي هو المسح عليه‏






ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار ؛ ج‏1 ؛ ص298
فإن قيل ما أنكرتم أن يكون القراءة بالجر تقتضي المسح إلا أنه متعلق بالخفين لا بالرجلين و إن كانت القراءة بالنصب توجب الغسل المتعلق بالرجلين على الحقيقة و يكون الآية بالقراءتين مفيدة لكلا الأمرين قلنا الخف لا يسمى رجلا في لغة و لا شرع كما أن العمامة لا تسمى رأسا و لا البرقع وجها فلو ساغ حمل ما ذكر في الآية من الأرجل على أن المراد به الخفاف لساغ في جميع ما ذكرناه فإن قيل فأين أنتم عن القراءة بنصب الأرجل و عليها أكثر القراء و هي موجبة للغسل و لا يحتمل سواه قلنا أول ما في ذلك أن القراءة بالجر مجمع عليها و القراءة بالنصب مختلف فيها لأنا نقول إن القراءة بالنصب غير جائزة و إنما القراءة المنزلة هي القراءة بالجر و الذي يدل على ذلك‏
37 ما أخبرني به الشيخ أيده الله تعالى قال أخبرني أحمد بن محمد عن أبيه عن أحمد بن إدريس و سعد بن عبد الله عن محمد بن أحمد بن يحيى عن أبي عبد الله عن حماد عن محمد بن النعمان عن غالب بن الهذيل قال‏ سألت أبا جعفر ع عن قول الله عز و جل- و امسحوا برؤسكم و أرجلكم إلى الكعبين‏ على الخفض هي أم على النصب قال بل هي على الخفض.
و هذا يسقط أصل السؤال ثم لو سلمنا أن القراءة بالجر مساوية للقراءة بالنصب من حيث قرأ بالجر من السبعة- ابن كثير و أبو عمرو و حمزة و في رواية أبي بكر عن عاصم و النصب قرأ به نافع و ابن عامر و الكسائي و في رواية حفص عن عاصم لكانت أيضا مقتضية للمسح لأن موضع الرءوس موضع نصب بوقوع الفعل الذي هو المسح عليه و إنما جر الرءوس بالباء و على هذا لا ينكر أن تعطف الأرجل ...
______________________________
قوله رحمه الله: غير جائزة.
أقول: هذا مبني على عدم تواتر القراءات عن النبي صلى الله عليه و آله، فإنه لو سلم تواترها فإنما هي متواترة عن أصحاب القراءات كعاصم مثلا، و هذا بين لمن تتبع كتب التفسير و القراءة و عرف كيفية ظهور تلك القراءات، مع أن الأخبار الكثيرة دالة على نقص القرآن و تغييره، و أن القرآن المنزل عند الأئمة عليهم السلام، و يظهر عند ظهور القائم عليه السلام و قد نزل بحرف واحد، و عليه جماعة من علمائنا كالسيد و المفيد و غيرهما.
نعم اتفقت الإمامية و تظافرت أخبارهم بوجوب تلاوة هذا القرآن، و العمل به بقراءاته المشهورة إلى أن يظهر الحق، فلا يمكن ردها لمحض رواية ضعيفة، فلا بد من توجيه لقراءة النصب، فالمعول على سائر الوجوه، و إنما ذكر هذا الوجه تقوية للمنع و استظهارا في الحجة، و الله يعلم.



تهذيب الأحكام (تحقيق خرسان) ؛ ج‏1 ؛ ص68
قلنا أول ما يبطل هذا الكلام أنه ليس جميع القراء على جر- حور عين‏ بل أكثر قراء السبعة على الرفع و هم نافع و ابن كثير و عاصم في رواية و أبو عمرو و ابن عامر و الذي جر حمزة و الكسائي و في رواية المفضل عن عاصم و قد حكي أنه كان ينصب و حورا عينا و للجر وجه غير المجاورة و هو أنه لما تقدم قوله تعالى- أولئك المقربون. في جنات النعيم‏ «2» عطف ب حور عين‏ على‏ جنات النعيم‏ فكأنه قال هم في جنات النعيم و في مقارنة أو معاشرة حور العين و حذف المضاف و هذا وجه حسن ذكره أبو علي الفارسي في كتاب الحجة في القراءة



تعارض بین نحو و قرائات
التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (6/ 203)
وقرأعاصم وابن عامر " فنجي من نشاء " بنون واحدة وتشديد الجيم وفتح الياء.
الباقون بنونين على الاستقبال، وهي في المصحف بنون واحدة.

التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (6/ 204)
ومن قرأ " فننجي " بنونين، فعلى انه حكاية حال، لان القصة كانت فيما مضى، فانما حكى فعل الحال على ماكانت، كماقال " وإن ربك ليحكم بينهم "(2) حكاية الحال الكائنة، ومثله " وكلبهم باسط ذراعيه "(3) فلو لم يكن على الحال لم يعمل اسم الفاعل، لانه إذا مضى اختص، وصار معهودا، فخرج بذلك من شبه الفعل.
واما النون الثانية من (ننجي) فهم مخفاة مع الجيم، وكذلك النون مع جميع حروف الفم، لاتكون الا مخفاة، قال ابوعثمان المازني وتبيينها معها لحن.
قال وللنون مع الحروف ثلاثة احوال: الادغام، والاخفاء، والبيان، فهي تدغم مع ما يقارنها كما تدغم سائر المتقارنة.
والاخفاء فيها مع حروف الفم التي لاتقارنها والبيان منها مع حروف الحلق، وحذف النون الثانية من الخط يشبه ان يكون لكراهة اجتماع المثلين فيه.
ومن ذهب إلى ان الثانية مدغمة في الجيم، فقد غلط، لانها ليست بمثل للجيم، ولامقارنة له.
ووجه قراءة عاصم انه اتى به على لفط الماضي، لان القصة ما ضية.
وما رواه هبيرة عن عاصم بنونين، وفتح الياء، فهو غلط من الراوي، كما قال ابن مجاهد، وروى نصر بن علي عن أبيه عن ابي عمرو " فنجي " بنون واحدة ساكنة الياء خفيفة الجيم، فهذا غلط، لانا قد بينا ان النون، لا تدغم في الجيم، لما بيناه.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (7/ 268)
وقد قرأ ابوبكر عن عاصم " نجى المؤمنين " بنون واحدة مشددة الجيم. الباقون بنونين.
وهي في المصحف بنون واحدة حذف الثانية كراهة الجمع بين المثلين في الخط، ولان النون الثانية تخفى مع الجيم، ومع حروف الفم، ولا تظهر، ولذلك ظن قوم أنها ادغمت في الجيم، فقرؤها مدغما، وليس بمدغم. ولا وجه لقراء ة عاصم هذه ولا لقول أبي عبيدة حاكيا عن أبي عمرو: ان النون مدغمة، لانها لا تدغم في الجيم.
وقال الزجاج: هذا لحن، ولا وجه لمن تأوله: نجى النجا المؤمنين، كما لايجوز ضرب زيدا بمعنى ضرب الضرب زيدا.
وقال الفراء: هو لحن.
وقال قوم - محتجين لابي بكر - انه أراد فعلا ماضيا، على ما لم يسم فاعله، فاسكن الياء، كما قرأ الحسن " وذروا ما بقي من الربا "(1) أقام المصدر مقام المعفول الذي لايذكر فاعله، فكذلك نجى النجا المؤمنين، واحتجوا بأن أبا جعفر قرأ " لنجزى قوما "(2) في الجاثية على تقدير لنجزي الجراء قوما قال الشاعر.
ولو ولدت قفيرة جر وكلب
لسب بذلك الجر والكلابا(3)



تفسير مجمع البيان - الطبرسي (5/ 413)
و قرأ عاصم و ابن عامر و يعقوب و سهل « فنجي من نشاء » بنون واحدة و تشديد الجيم و فتح الياء و قرأ الباقون فننجي من نشاء بنونين و تخفيف الجيم و سكون الياء و في الشواذ عن ابن محيصن فنجا بفتح النون و الجيم و التخفيف

تفسير مجمع البيان - الطبرسي (5/ 414)
و أما النون الثانية من ننجي فهي مخفاة مع الجيم و كذلك النون مع سائر حروف الفم لا تكون إلا مخفاة قال أبو عثمان تبيينها معها لحن و للنون مع الحروف ثلاث أحوال الإدغام و الإخفاء و البيان و إنما تدغم إذا كانت مع مقاربها كما يدغم سائر المقاربة فيما يقاربه و الإخفاء فيها مع حروف الفم التي لا تقاربها و البيان فيها مع حروف الحلق فأما حذف النون الثانية من الخط فيشبه أن يكون لكراهة اجتماع المثلين فيه أ لا ترى أنهم كتبوا مثل العليا و الدنيا و يحيا و نحو ذلك بالألف فلو لا اجتماعها مع الياء لكتبت بالياء كما كتبت حبلى و يخشى و ما لم يكن فيه ياء من هذا النحو بالياء فكأنهم لما كرهوا اجتماع المثلين في الخط حذفوا النون و قوي ذلك أنه لا يجوز فيها إلا الإخفاء و لا يجوز فيها البيان فأشبه بذلك الإدغام لأن الإخفاء لا يبين فيه الحرف المخفي كما أن الإدغام لا يبين فيه الحرف المدغم بيانه في غير الإدغام فلما وافق النون المدغم في هذا الوجه أستجيز حذفه من الخط و من ذهب إلى أن النون الثانية مدغمة في الجيم فقد غلط لأنها ليست مثل الجيم و لا مقاربة لها و إذا خلا الحرف من هذين الوجهين لم يدغم فيما اجتمع معه و من قرأ فنجي فإنه أتى على لفظ الماضي لأن القصة ماضية و يقوي ذلك أنه عطف عليه فعل مسند إلى المفعول به و هو قوله « و لا يرد بأسنا عن القوم المجرمين » و لو كان ننجي مسندا إلى الفاعل كقول من خالفه لكان لا نرد بأسنا أشبه ليكون مثل المعطوف عليه


تفسير مجمع البيان - الطبرسي (7/ 94، بترقيم الشاملة آليا)
و قرأ ابن عامر و أبو بكر نجي بنون واحدة و تشديد الجيم و الباقون « ننجي » بالنونين ... و من قرأ نجي المؤمنين بنون واحدة قال أبو بكر السراج هو وهم لأن النون لا تدغم في الجيم و إنما خفيت لأنها ساكنة تخرج من الخياشيم فحذفت في الكتابة و هي في اللفظ ثابتة قال أبو علي و القول في ذلك إن عاصما ينبغي أن يكون قرأ بنونين و أخفى الثانية فظن السامع أنه مدغم و كذلك غيره.






التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (3/ 571)
ويجوز على هذا رفع الدال على تقدير، وهم عبد الطاغوت لكن لم يقرأ به أحد.
قال: ولو قرأ قارئ وعبد الطاغوت كان صوابا يريد به عبدة الطاغوت ...
قال الطبري هي قراء ة أبي جعفر المدني.
وحكى البلخي (عابد الطاغوت، وعبد الطاغوت) مثل شاهد وشهد.
وحكى ايضا (عباد الطاغوت) مثل كافر وكفار، ولايقرأبشئ من ذلك.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (3/ 572)
وقال الطبري عن يريدة الاسلمي انه قرأ (عابد الطاغوت) فهذه ثمانية أوجه، لكن لايقرأ إلا بقرائتين أو ثلاثة، لان القراء ة متبوعة يؤخذ بالمجموع عليه، قال الفراء (عبد) على ما قرأ حمزة إن كانت لغة فهومثل حذر وحذر، وعجل وعجل فهو وجه والا





*****************
التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (1/ 295)
القراءة: القراء كلهم على تخفيف الشين مفتوحة الهاء.
وقرأ الحسن: بتشديد الشين، وضم الهاء، وقرأ الاعمش إن البقر متشابه.
وكذا هو في مصحف ابن مسعود والمعمول على ما عليه القراء وما هو في المصحف المعروف.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (1/ 444)
قوله تعالى: واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن قال اني جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين(124)
....وكتب في بعض المصاحف " ابراهم " بغير ياء وفي اكثرها بالياء.
قال بعض الجرهميين: نحن ورثنا على احد (ابراهم)(1).
وقرأ ابن عامر ابراهام في خمسة وثلاثين موضعا في القرآن كله: في البقرة خمسة عشرة موضعا.
وهو جميع ما فيها. تقدير الآية واذكرو إذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (1/ 448)
وكان يجوز ان يقول في العربية: لا ينال عهدي الظالمون، لان ما نالك فقد نلته.
وروي ذلك في قراءة ابن مسعود إلا أنه في المصحف (بالياء).


*************
التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (2/ 144)
القراء ة: قرأ حمزة، والكسائي، " ولاتقتلوهم " " حتى يقتلوكم " " فان قتلوكم " كله بغير ألف. الباقون بألف في جميع ذلك.
.... وإنما كتبت بغير ألف - في الثلاث والكلام(1) في المصحف للايجاز، كما كتبوا الرحمن بلا ألف. وكذلك صالح وخالد، وما أشبهها، من حروف المد واللين، لقوتها على التغيير.


تفسير مجمع البيان - الطبرسي (2/ 23)
قرأ حمزة و الكسائي و لا تقتلوهم حتى يقتلوكم فإن قتلوكم كل بغير ألف و الباقون بألف في جميع ذلك.
من قرأها بغير ألف فإنما اتبع المصحف لأنه كتب في المصاحف بغير الألف و من قرأ بالألف فقال إنما تحذف الألف في الخط كما في الرحمن .


*************
التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (2/ 189)
قوله تعالى: سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاء ته فان الله شديد العقاب(211)
القراء ة: أهل الحجاز يقولون: سل بغير همز. وبعض بني تميم يقولون: اسأل بالهمز، وبعضهم يقولون: اسل بالالف وطرح الهمز - والاولى أحسنها لانها خط المصحف.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (2/ 210)
.... وكتبت " رحمة الله " بالتاء في المصحف على الوصل، والاقيس بالهاء على الوقف، كما كتب " يدع الداع "(1) و " يقضي بالحق "(2) " واضرب لهم مثلا "(3) كل ذلك على الوقف.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (2/ 346)
قوله تعالى: الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم(268)
وقوله: (والله واسع عليم) حكى البلخي أنه بغير واو في مصاحف أهل الشام ولم يقرأ به أحد فان صح فهو دلالة على نقصان الحروف من كثير من القرآن على ما اختلفوا فيه.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (2/ 379)
وقال أبوعبيدة: واحده رهن نحو سقف وسقف. وقيل لا يعرف في الاسماء فعل وفعل غير هذين. وزاد بعضهم قلب النخلة وقلب. فأما (رهان) فهو جمع رهن، وهو على القياس نحو حبل وحبال، وفعل وفعال، وكبش وكباش، وإنما اختار أبوعمرو: فرهن لانه موافق لخط المصحف، ولغلبة الاستعمال في الرهان في الخيل، واختاره الزجاج أيضا.
ومن اختار (رهان) فلا طراده في باب الجمع. وكل حسن.
وارتفع (فرهن) بأنه خبر ابتداء محذوف تقديره فالوثيقة رهن ويجوز فعليه ورهن.
ولو قرئ " فرهنا " بالنصب بمعنى فارتهنوا رهنا جاز في العربية، ولكن لم يقرأ به أحد.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (2/ 421)
قوله تعالى: إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم(21)
القراء ة: قرأ حمزة ونصير " ويقاتلون الذين يأمرون " بالف لان في مصحف عبدالله " وقاتلوا " والاجود ما عليه الجماعة.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (3/ 328)
قوله تعالى: (إن يدعون من دونه إلا اناثا وان يدعون الا شيطانا مريدا(117))
...الرابع - قال مجاهد: الاناث هي الاوثان. وروي عن عروة عن أبيه أن في مصحف عائشة الاأوثانا وروي عن ابن عباس أنه كان يقرأها إلا وثنا جمع وثن كأنه جمع وثنا، وثنا، ثم قلب الواو همزة مضمومة مثل وجوه وأوجه وقتت واقتت، وقرأ بعضهم أنثا جمع أناث مثل ثمار وثمر والقراء ة المشهورة أناثا، وعليه القراء من أهل الامصار.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (3/ 368)
" وسوف يؤت الله " كتبت في المصحف بلاياء تخفيفا ومثله " يوم يأت لا تكلم " وقوله: " ماكنا نبغ " وغير ذلك. وكان الكسائي يثبت الياء في الوصل دون الوقف، ثم رجع عنه. وابوعمرو يثبتها في الوصل واهل المدينة يثبتونها في الحالين.


****************
التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (3/ 389)
... وفي مصحف ابن مسعود (والمقيمون الصلوة) ... وقال آخرون المقيمون الصلاة هم الملائكة. واقامتهم للصلاة تسبيحهم ربهم، واستغفارهم لمن في الارض. ومعنى الكلام والمؤمنون يؤمنون بما انزل اليك وما انزله من قبلك، وبالملائكة. واختاره الطبري. قال لانه في قراء ة أبي كذلك، وكذلك هو في مصحفه. فلما وافق مصحفه لمصحفنا ذلك على انه ليس بغلط.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (4/ 143)
قوله تعالى: ولاتطرد الذين يدعون ربهم بالغدوة والعشي يريدون وجهه ماعليك من حسابهم من شئ ومامن حسابك عليهم من شئ فتطردهم فتكون من الظالمين(52)
قرأ ابن عامر " بالغدوة " هنا وفى الكهف - بضم الغين واسكانا الدال واثبات واوبعدها. الباقون بفتح الغين والدال واثبات الف بعد الدال.
....وقال البلخي: قراء ة ابن عامر غلط، لان العرب اذا ادخلت الالف واللام قالوا: الغداة يقولون: رأيتك بالغداة، ولايقولون بالغدوة، فاذا نزعوا الالف واللام قالوا رأيتك غدوة. وانما كتبت واو في المصحف، كما كتبوا الصلاة والزكاة والحياة كذلك.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (4/ 157)
كلهم قرأ " توفته رسلنا " بالتاء الا حمزة فانه قرأ " توفاه ".
وحجة من قرأ بالتاء قوله " كذبت رسل من قبلك "(1) وقوله " اذجاء تهم الرسل من بين أيديهم "(2) و " جاء تهم رسلهم بالبينات(3) و " قالت رسلهم "(4) وحجة حمزة انه فعل متقدم مسند إلى مؤنث غير حقيقي. وانما التأنيث للجمع، فهومثل قوله " وقال نسوة في المدينة "(5) وماأشبه ذلك مما يأتيه تأنيث الجمع، قال وليس ذلك خلافا للمصحف، لان الالف الممالة تكتب ياء.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (4/ 227)
قرأابن كثير وابوعمرو (دارست) بألف وفتح التاء. الباقون بلا الف " درست " بفتح التاء، الا ابن عامر فانه قرأ " درست " بسكون " التاء وفتح السين بمعنى (انمحت) وذكر الاخفش (درست) وهوأشد مبالغة في الامحاء وقيل (درست) على مالم يسم فاعله. والمعاني متقاربة غير ان هذين لم يقرأ بهما أحد من المعروفين.
وفي قراء ة عبدالله (درس) أي ليقولوا درس محمد.
قال أبوزيد: درست أدرس دراسة وهي القراء ة. وانما يقال ذلك اذا قرأت على غيرك.
.... وقال ابوعلي النحوي: من قرأ " دارست " معناه أهل الكتاب وذاكرتهم، قال وقد يحذف الالف في مثل هذا في المصحف.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (5/ 488)
وروي عن علي عليه السلام أنه قرأ ونادى نوح ابنها فنسبه إلى المرأة، وأنه كان يربيه.
وروي عن محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام وعروة بن الزبير أنهما قرء ا " ونادى نوح ابنه " بفتح الهاء وترك الالف كراهة ما يخالف المصحف، وأرادا أن ينسباه إلى المرأة، وأنه لم يكن ابنه لصلبه.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (6/ 41)
ومن رفع (امراتك) جعله بدلا من قوله " ولايلتفت منكم أحد " ومن نصبه جعله استثناء من قوله " فأسر بأهلك " كأنه قلا فأسر بأهلك إلا امرأتك، وزعموا ان في مصحف عبدالله وأبي " فاسر باهلك بقطع من الليل إلا امرأتك "، وليس فيه " ولايلتفت منكم احد " وجاز النصب على ضعفه. والرفع الوجه.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (6/ 145)
وحكي عن الحسن أنه قرأ " أنا اجبكم بتأويله " وهو خلاف المصحف.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (7/ 280)
وقرأ حفص وحده (قال رب أحكم) على الخبر. الباقون على الامر، وضم الباء ابوجعفر اتباعا لضم الكاف. الباقون بكسرها على أصل حركة إلتقاء الساكين.
وقوله (وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون) أي على ما تذكرون، مما ينافي التوحيد. وحكي عن الضحاك انه قرأ (قال ربي أحكم) باثبات الياء، وهو خلاف ما في المصاحف، ويكون على هذا (ربي) مبتدأ و (أحكم) خبره، كقوله (الله احسن الخالقين)(1).


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (7/ 299)
قرأ نافع وأبوبكر " ولؤلؤا " بالنصب. الباقون بالجر.
...وفى قراء ة عبدالله " أساوير " واحدها إسوار أيضا، وسوار وأساور، مثل كراع وأكارع، وجمع الاسورة سورا " ولؤلؤا " فمن جره عطفه على " من ذهب " وتقديره: يحلون أساور من ذهب ولؤلئ، ومن نصبه عطفه على الموضع، لان (من) وما بعدها في موضع نصب، فعطف " ولؤلؤا " على الموضع، وتقديره: ويحلون لؤلوا. وقد روي عن عاصم همز الاولى وتليين الثانية. وروي ضده، وهو تليين الاولى وهمز الثانية. الباقون يهمزونهما. وكل ذلك جائز في العربية. واللؤلؤ الكبار، والمرجان الصغار.
ويجوز أن يكون اللؤلؤ مرصعا في الذهب، فلذلك قال: يحلون لؤلؤا وقوى القراء ة بالنصب أنه في المصاحف مكتوبا بالالف، قال ابوعمرو: كتب كذلك، كما كتبوا كفروا بالالف.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (7/ 400)
وقال الحسن: رجم النبي صلى الله عليه وآله الثيب(1) وأراد عمر ان يكتبه في آخر المصحف ثم تركه، لئلا يتوهم انه من القرآن.
وقال قوم: إن ذلك منسوخ التلاوة دون الحكم. وروي عن علي (ع) ان المحصن يجلد مئة بالقرآن، ثم يرجم بالسنة. وانه امر بذلك.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (8/ 52)
قوله تعالى: (كذب أصحاب الايكة المرسلين(176) إذ قال لهم شعيب ألا تتقون(177) إني لكم رسول أمين(178) فاتقوا الله وأطعون(179) وما أسئلكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين(180) أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين(181) وزنوا بالقسطاس المستقيم(182) ولا تبخسوا الناس أشياء هم ولا تعثوا في الارض مفسدين(183) واتقوا الذي خلقكم والجبلة الاولين(184) قالوا إنما أنت من المسحرين(185) وما أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين(186) فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين(187) قال ربي أعلم بما تعملون(188) فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم(189) إن في ذلك لاية وما كان أكثرهم مؤمنين(190) وإن ربك لهو العزيز الرحيم(191))
ست عشرة آية بلا خلاف.
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر " أصحاب اليكة " على انه اسم المدينة معرفة لا ينصرف.
قال ابوعلي الفارسي: الاجود أن يكون ذلك على تخفيف الهمزة، مثل لحمر ونصبه يضعف، لانه يكون نصب حرف الاعراب في موضع الجر، مع لام التعريف، وذلك لا يجوز. وحجة من قرأ بذلك أنه في المصحف بلا ألف.
وقالوا هو اسم المدينة بعينها. الباقون " أصحاب الايكة " بالالف واللام مطلقا مضافا.
ومثله الخلاف في ص.
وقرأ ابوا حفص " كفا " بفتح السين - ههنا - وفى (سبأ). الباقون باسكانها.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (8/ 171)
قوله تعالى: (فخسفنا به وبداره الارض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين(81) وأصبح الذين تمنوا مكانه بالامس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون(82) تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين(83) من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيآت إلا ما كانوا يعملون(84) إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد قل ربي أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين(85) وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك فلا تكونن ظهيرا للكافرين(86) ولا يصدنك عن آيات الله بعد إذ أنزلت إليك وادع إلى ربك ولا تكونن من المشركين(87) ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شئ هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون(88))
ثمان آيات بلا خلاف.
روي عن الكسائي الوقف على " وي " من قوله تعالى " وي كان الله " ومن قوله " وي كأنه " وروي عن ابن عمر الوقف على الكاف منهما قال ابوطاهر: الاختيار اتباع المصحف، وهما فيه كلمة واحدة، وقرأ حفص ويعقوب " لخسف بنا " بفتح الخاء والسين. الباقون بضم الخاء وكسر السين على ما لم يسم فاعله.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (8/ 304)
قرأ بن كثير والكسائي وحفص عن عاصم " الظنونا " بألف في الوقف دون الوصل. وقرأ نافع وابوجعفر وابوبكر عن عاصم وابن عامر - بالالف - فيهما وقرأ ابوعمرو ويعقوب وحمزة - بغير الف - فيهما وفي المصحف بألف. من أثبت الالف أثبته لاجل الفواصل التي يطلب بها تشاكل المقاطع، ولان الالف ثابتة في المصاحف، فاتبعوا المصحف، ومن حذف قال: لان هذا الالف يكون بدلا من التنوين في حال الوقف، فاذا دخلت الالف واللام اسقطت التنوين، فقط ايضا ما هو بدل منه، ولان مثل ذلك إنما يجوز في القوافي وذلك لا يليق بالقرآن، قال الشاعر:


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (8/ 318)
ثم اخبر تعالى أنه رد المشركين من الاحزاب عن قتال النبي صلى الله عليه واله بغيظهم الذي جاؤا به وخيبهم لم ينالوا خيرا أملوه من الظفر بالنبي صلى الله عليه واله وبالمؤمنين " وكفى الله المؤمنين القتال " عند رجوعهم، وقيل وكفى الله المؤمنين القتال بالريح والملائكة.
وقيل: وكفى الله المؤمنين القتال بعلي عليه السلام وهي قراء ة ابن مسعود، وكذلك هو في مصحفه، في قتله عمرو بن عبد ود، وكان ذلك سبب هزيمة القوم.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (8/ 502)
...وفي قراء ة عبدالله * (فلما جهزهم بجهازهم وجعل السقاية) *(3) وفي المصاحف (جعل) بلا واو


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (8/ 527)
في نية الحركة. ومن زعم انه (لا تحين) موصوله، فقد غلط، لانها في المصحف وتأويل العلماء مفصولة.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (9/ 130)
قوله تعالى: (من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد(46) إليه يرد علم الساعة وما تخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ويوم يناديهم أين شركائي قالوا آذناك ما منا من شهيد(47) وضل عنهم ما كانوا يدعون من قبل وظنوا ما لهم من محيص(48) لا يسئم الانسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيؤس قنوط(49) ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي وما أظن الساعة قائمة ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ(50))
خمس آيات بلا خلاف.
قرأ اهل المدينة وابن عار وحفص " ثمرات " على الجمع. الباقون " ثمرة " على التوحيد من قرأ على الجمع فلا ختلاف أجناس الثمار، ولانه في المصاحف مكتوبا بتاء ممدودة.
ومن وحده قال: الثمرة تفيد الجمع والتوحيد فلا يحتاج إلى الجمع، لانه في مصحف عبدالله مكتوب بالهاء، و " الاكمام " جمع (كم) في قول الفراء، و (كمة) في قول ابي عبيدة. وهي الكفرى.
قال ابن خالويه: يجوز أن يكون (الاكمام) جمع (كم) و (كم) جمع كمة، فيكون جمع الجمع.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (9/ 136)
واما الحجة من جهة التخفي، فان النون تدغم في الميم وتخفى عند القاف والمخفي بمنزلة المظهر، فلما كره التشديد في (طسم) اظهروا لما كان المخفي بمنزلة الظاهر ولم يحتج إلى اظهار القاف، قال الفراء: ذكر عن ابن عباس انه قال (حمسق) بلا عين. وقال السين كل فرقة تكون. والقاف كل جماعة كانت، قال الفراء وكانت في بعض مصاحف عبدالله مثل ذلك.
وقرأ ابن كثير وحده (يوحى اليك) بفتح الحاء على مالم يسم فاعله، فعلى هذا يكون اسم الله مرتفعا بمحذوف يدل عليه المذكور قال الشاعر:


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (9/ 154)
وقوله " ويمحوا الله الباطل " رفع إلا أنه حذف الواو من المصاحف كما حذف من قوله " سندع الزبانية "(2) على اللفظ وذهابه لا لتقاء


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (9/ 159)
قوله تعالى: (وما أنتم بمعجزين في الارض ومالكم من دون الله من ولي ولا نصير(31) ومن آياته الجوار في البحر كالاعلام(32) إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن في ذلك لا يات لكل صبار شكور(33) أو يوبقهن بما كسبوا ويعف عن كثير(34) ويعلم الذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيص(35))
خمس آيات كوفي وأربع في ما عداه عد الكوفيون (كالاعلام) ولم يعد، الباقون.
قرأ ابوعمرو، ونافع (الجواري في البحر) بياء في الوصل، ووقف / ابن كثير بياء ايضا. الباقون بغير ياء في الوصل والوقف.
وقرأ نافع وابوجعفر وابن عامر (ويعلم الذين) رفعا على الاستئناف، لان الشرط والجزاء قدتم، فجاز الابتداء بما بعده. الباقون بالنصب.
.... ومن اثبت الياء في الحالين في قوله (الجواري) فلا أنها الاصل، لكن خالف المصحف، ومن اثبتها وصلا دون الوقف استعمل الاصل وتبع المصحف، ومن حذفها في الحالين يتبع المصحف، واجتزأ بالكسوة الدالة على الياء. وواحد الجواري جارية، وهي السفينة، وحكي عن ابن مسعود انه قرأ بضم الراء كأنه قلب، كما قالوا (شاك) في (شائك) فأراد الجوائر فقلب.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (9/ 324)
وقال مجاهد: هي كلمة الاخلاص " وكانوا أحق بها وأهلها " يعني المؤمنين كانوا أهلها واحق بها.
قال الفراء: ورأيتها في مصحف الحارث بن سويد التميمي من أصحاب عبدالله (وكانوا أهلها واحق بها) وهو تقديم وتأخير، وكان مصحفه دفن أيام الحجاج.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (9/ 337)
قرا اهل البصرة (لا يألتكم) بالهمزة. الباقون (لا يلتكم) بلا همزة، وهما لغتان، يقال: ألت يألت إذا أنقص، ولات يليت مثل ذلك.
وفى المصحف بلا الف وقال الشاعر:


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (10/ 8)
وقيل: تقديره وإذا رأوا لهوا او تجارة انفضوا اليها، فرد الضمير إلى اقرب المذكورين، لانه كان أهم اليهم، وكذلك قرأ ابن مسعود في مصحفه.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (10/ 46)
وقوله (وإن تظاهرا عليه) معناه وإن تعاونا على خلافه (فان الله هو مولاه) يعني الله الذي يتولى حفظه وحياطته ونصرته (وجبريل) ايضا معين له وناصره (وصالح المؤمنين) قال الضحاك: يعنى خيار المؤمنين. وقال قتادة: يعني أتقياء المؤمنين.
وقال الزجاج: (صالح المؤمنين) واحد في موضع الجمع، وقال أبومسلم محمد بن بحر الاصفهاني: هو صالحوا المؤمنين على الجمع، غير انه حذفت الواو للاضافة، وهذا غلط، لان النون سقطت للاضافة، فكان يجب ان يثبت الواو في الحظ، وفي المصاحف بلا واو، وروت الخاصة والعامة أن المراد بصالح المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وذلك يدل على انه أفضلهم، لان القائل إذا قال: فلان فارس قومه او شجاع قبيلته او صالحهم، فانه يفهم من جميع ذلك انه افرسهم واشجعهم واصلحهم.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (10/ 100)
وقال قوم: معناه هلك عني تسلطي وأمري ونهيي في دار الدنيا على ما كنت مسلطا عليه لا أمر لي ولا نهي، فالهلاك ذهاب الشئ بحيث لايقع عليه احساس، هلك يهلك هلوكا، فهو هلك، قال الزجاج: والوجه أن يوقف على هذه الهاآت، ولا توصل، لانها ادخلت للوقف، وقد حذفها قوم. وفي ذلك مخالفة المصحف، فلا احب حذفها.
قال: ولا احب ان اصل وأثبت الهاء، فان هذه رؤس الاي فالوجه الوقف عندها، وكذلك قوله (وما ادراك ماهيه) وقد وصل بلاهاء الكسائي. الباقون بالهاء في الحالين.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (10/ 196)
قرأ (سلاسلا) منونا نافع والكسائي وابوبكر عن عاصم اتباعا للمصحف ولتشاكل ما جاوره من رأس الاية. الباقون بغير تنوين، لان مثل هذا الجمع لا ينصرف في معرفة ولا في نكرة، لانه على (فعائل) بعد الفه حرفان.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (10/ 204)
قرأ نافع والكسائي وابوبكر عن عاصم (قواريرا قواريرا) بالتنوين فيهما.
وقرأ بغير تنوين ولا الف في الوقف حمزة وابن عامر، وقرأ الاولى بالتنوين والثانية بغير تنوين ابن كثير.
وقرأ ابوعمرو فيهما بغير تنوين إلا انه يقف عليه بالالف.
من نون الاولى اتبع المصحف، ولانه رأس آية، ثم كرهوا أن يخالفوا بينهما فنونوا الثانية، وكذلك قرأ الكسائي (ألا ان ثمودا كفروا ربهم ألا بعدا لثمود)(1) صرفهما لئلا بخالف بينهما مع قربهما، ومن لم يصرفهما فعلى موجب العربية، لانه جمع على (فواعيل) بعد ألفه حرفان.
ومن صرف الاولى فلانها رأس آية ولم يصرف الثانية على أصل العربية.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (10/ 356)
روى اصحابنا ان ألم نشرح من الضحى سورة واحدة لتعلق بعضها ببعض ولم يفصلوا بينهما ب (بسم الله الرحمن الرحيم) وأوجبوا قراء تهما في الفرائض في ركعة وألا يفصل بينهما. ومثله قالوا في سورة (ألم ترك كيف) و (الايلاف) وفى المصحف هما سورتان فصل بينهما ببسم الله.






التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (1/ 387، بترقيم الشاملة آليا)
القراءة: وروي عن الحسن انه كان يقرأ " راعنا " بالتنوين بمعنى لاتقولوا: قولا راعنا يعني من الرعونة، وهي الحمق، والجهل، وهذا شاذ لا يؤخذ به، وفي قراءة ابن مسعود " راعنا " خطاب من جماعة لجماعة بمراعاتهم وهذا ايضا شاذ.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (9/ 68، بترقيم الشاملة آليا)
وروي رواية شاذة عن أبي عمرو: انه قرأ " وقال رجل " باسكان الجيم.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (1/ 49، بترقيم الشاملة آليا)
وحكي عن عاصم في الشواذ وغيره آلم الله بقطع الهمزة الباقون بفتح الميم وقالوا فتح الميم لا لتقاء الساكنين وقال قوم: لانه نقل حركة الهمزة اليه واختار ابوعلي الاول لان همزة الوصل تسقط في الوصل فلا يبقى هناك حركة تنقل وانشد في نقل حركة همزة الوصل قول الشاعر



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (1/ 62، بترقيم الشاملة آليا)
القراءة: أجمع القراء السبعة على كسر الغين وضم التاء وروي عن بعض القراء فتح الغين وعن الحسن ضم الغين وحكي عن عاصم في الشواذ: غشاوة بنصب التاء ولايقرأ بجميع ذلك.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (4/ 367، بترقيم الشاملة آليا)
حكي عن عاصم في الشواذ " لمن تبعك " بكسر اللام، ويكون خبره محذوفا وتقديره لمن تبعك النار، وليس بمعروف.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (1/ 81، بترقيم الشاملة آليا)
القراءة: ضم جميع القراء الواو من (اشتروا الضلالة) وروى السوخردي عن زيد ابن اسماعيل بتخفيف ضمة الواو وكذلك نظائره نحو: (لنبلون) (فتمنوا الموت) وروى عن يحيى بن يعمر في الشواذ أنه كسرها شبهها بواو: (لو) في قوله: (لو استطعنا لخرجنا)(1) ضم يحيى بن وثاب واو (لووا) وفيما ذكرناه شبهها بواو الجمع والصحيح ما عليه القراء لان الواو في الآية ونظائرها واو الجمع فحركت بالحركة التي من جنسها لا لتقاء الساكنين.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (1/ 295، بترقيم الشاملة آليا)
قوله تعالى: قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ماهي ان البقر تشابه علينا وانا إن شاء الله لمهتدون(70)
آية واحدة.
القراءة: القراء كلهم على تخفيف الشين مفتوحة الهاء.
وقرأ الحسن: بتشديد الشين، وضم الهاء، وقرأ الاعمش إن البقر متشابه.
وكذا هو في مصحف ابن مسعود والمعمول على ما عليه القراء وما هو في المصحف المعروف.





التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (1/ 164، بترقيم الشاملة آليا)
والاختيار قراءة الاكثر،





التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (1/ 230، بترقيم الشاملة آليا)
القراءاة: قرأ " واعدنا " بغير الف أهل البصرة، وابوجعفر هنا وفي الاعراف، وطه. وقرأ الباقون بالف قبل العين،....
والقراءتان جميعا صحيحتان قويتان





التبيان في تفسير القرآن، ج‏4، ص: 160
قوله تعالى: [سورة الأنعام (6): الآيات 63 الى 64]
قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَ خُفْيَةً لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (63) قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْها وَ مِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (64)
آيتان بلا خلاف.
قرأ يعقوب «قل من ينجيكم» مخففا. الباقون بالتشديد. و قرأ ابو بكر «و خفية» بكسر الخاء- ها هنا-، و في الاعراف. و قرأ اهل الكوفة الا ابن شاهي «أنجانا» على لفظ الاخبار عن الواحد الغائب، و أماله حمزة و الكسائي و خلف. الباقون «أنجيتنا» على وجه الخطاب.
و قرأ اهل الكوفة الا العبسي و هشام و أبو جعفر «قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ» بالتشديد. الباقون بالتخفيف. يقال: نجا زيد ينجو، قال الشاعر: نجا سالم و النفس منه لشدقه
فإذا نقلت الفعل حسن أن تنقله بالهمزة فتقول أنجيته، و يجوز أن ننقله بتضعيف العين، فتقول نجيته، و مثله فرحته و أفرحته و عرضَّته و أعرضته، قال اللَّه تعالى «فَأَنْجاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ» «2» «فَأَنْجَيْناهُ وَ الَّذِينَ مَعَهُ» «3» و قال «وَ نَجَّيْنَا الَّذِينَ» «4» فلما استوت اللغتان و جاء التنزيل بهما تساوت القراءتان.

مقصود از و جاء التنزیل بهما در عبارت بالا این نیست که در آیه مورد بحث هر دو در تنزیل آمده بلکه منظور این است که هم فانجاه و هم ونجینا هر دو در دو آیه در دو موضع دیگر آمده و لذا در این هم هر دو قرائت متساوی است. فتبصر.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (2/ 198، بترقيم الشاملة آليا)
ومعنى الغاية في الاية أظهر، لان النص جاء عند قول الرسول، فلذلك كان الاختيار في القراء ة النصب.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (2/ 220، بترقيم الشاملة آليا)
والفرق بين (طهرت) و (طهرت) أن فعل لا يتعدى، لان ما كان على هذا البناء لا يتعدى، وليس كذلك فعل.
ومن قرأ بالتشديد قال: كان أصله " يتطهرن " فأدغمت التاء في الطاء وعندنا يجوز وطئ المرأة إذا انقطع دمها، وطهرت وإن لم تغتسل إذا غسلت فرجها.
وفيه خلاف، فمن قال: لا يجوز وطؤها إلا بعد الطهر من الدم، والاغتسال: تعلق بالقراء ة بالتشديد، فانها تفيد الاغتسال، ومن قال: يجوز، تعلق بالقراء ة بالتخفيف وأنها لاتفيد الاغتسال. وهو الصحيح. ويمكن في قراء ة التشديد أن تحمل على أن المراد به توضأن على ما حكيناه عن طاووس، وغيره.
ومن استعمل قراء ة التشديد يحتاج أن يحذف القراء ة بالتخفيف أو يقدر محذوفا تقديره حتى يطهرن ويتطهرن، وعلى ما قلناه لا يحتاج اليه.
وقوله: " فاذا تطهرن " معناه: اغتسلنا، وعلى ما قلناه: حتى يتوضأن.




التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (2/ 373، بترقيم الشاملة آليا)
وأنكر بعضهم قراء ة حمزة " إن تضل " - بكسر الهمزة - وقال الرماني: لامعنى لهذا الانكار، لان عليها إجماع الامة وتسليم القراء ة بها ولها وجه صحيح في العربية.




التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (3/ 108، بترقيم الشاملة آليا)
وقوله: " وآتوا النساء صدقاتهن نحلة " فصدقاتهن: جمع صدقة، يقال: هو صداق المرأة، وصدقة المرأة، وصدقة المرأة، وصداق المرأة، والفتح اقلها.
ومن قال: صدقة المرأة قال: صدقاتهن، كما تقول: غرفة وغرفات، ويجوز صدقاتهن، بضم الصاد وفتح الدال، وصدقاتهن، ذكره الزجاج. ولايقرأ من هذه إلا بما قرئ به صدقاتهن، لان القراء ة سنة متبعة.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (9/ 475، بترقيم الشاملة آليا)
والقراء: كلهم على رفع خافضة بتقدير هي خافضة رافعة. وقرأه الترمذى في اختياره بالنصب على الحال، وتقديره إذا وقعت الواقعة تقع خافضة رافعة على الحال.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (9/ 67، بترقيم الشاملة آليا)
من نصب (الفساد) أشركه مع التبديل، وتقديره إني أخاف ان يبدل دينكم واخاف ان يظهر الفساد، ومن رفع لم يشركه، وقال تقديره إني اخاف ان يبدل دينكم، فاذا بدل ظهر في الارض الفساد.
وكلتا القراء تين حسنة



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (1/ 382، بترقيم الشاملة آليا)
و " لكن " مشددة، ومخففة معناهما واحد.
قال الكسائي: والذي أختارته العرب اذا كانت (ولكن) بالواو مشددة، واذا كانت بلا واو اختاروا التخفيف - وكل صواب - وقرئ بغير ما اختاروه اتباعا للاخبار في القراءة.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (1/ 433، بترقيم الشاملة آليا)
وروي عن ابن إسحاق انه قرأ " تشابهت " - بتشديد الشين - خطأ، لان ذلك انما يجوز في المضارع.
بمعنى تتشابه - فتدغم احدى التاءين في الشين - هكذا قال الفراء، وغيره من أهل العلم.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (3/ 371، بترقيم الشاملة آليا)
والقراء ة المعروفة أولى بالصواب، لان هذه شاذة.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (3/ 569، بترقيم الشاملة آليا)
وقوله " وإن اكثركم فاسقون " في موضع نصب، لانه مصدر في تقدير بان اكثركم، ولو أستأنفه كان صوابا لكن لم يقرأ به.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (3/ 571، بترقيم الشاملة آليا)
وأما من فتح فانه عطفه على مثال الماضي الذي في الصلة، وهوقوله " لعنه الله وغضب عليه " وأفرد الضمير في (عبد) وان كان المعنى فيه كثرة لان الكلام محمول على لفظ (من) دون معناه، ولوحمل الكلام أو البعض على المعنى لكان صوابا قال الفراء: وقرأأبي وعبدالله " وعبد الطاغوت " على الجمع، والمعنى والذين عبد الطاغوت - بضم العين والباء - مثل ثمار وثمر، وعبيد وعبد، على أنه جمع جمع، ويكون المعنى وجعل منهم عبد الطاغوت كما تقول: جعلت زيدا أخاك أي نسبته اليك ويجوز على هذا رفع الدال على تقدير، وهم عبد الطاغوت لكن لم يقرأ به أحد.
قال: ولو قرأ قارئ وعبد الطاغوت كان صوابا يريد به عبدة الطاغوت ويحذف الهاء للاضافة كما قال الشاعر: قام ولاها فسقوه صر خدا(1) يريد ولاتها وحكي في الشواذ و (عبد الطاغوت) على مالم يمسي فاعله، ذكره الرماني.
قال الطبري هي قراء ة أبي جعفر المدني.
وحكى البلخي (عابد الطاغوت، وعبد الطاغوت) مثل شاهد وشهد.
وحكى ايضا (عباد الطاغوت) مثل كافر وكفار، ولايقرأبشئ من ذلك.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (5/ 110، بترقيم الشاملة آليا)
روى الحسين العجفي عن ابي بكر " صلاتهم " نصبا " إلا مكاء وتصدية " رفع فيها. والصواب ما عليه القراء، لان " صلاتهم " معرفة و " مكاء وتصدية " نكرة ولايجوز ان يجعل اسم كان نكرة وخبره معرفة. ومن قرأ كذلك فلان الصلاة لما كانت مؤنثة ولم يكن في كان علامة التأنيث اضاف الفعل إلى المذكور وهو " مكاء ". وهذا ليس بصحيح، لان " صلاتهم " لما كان مضافا إلى المذكر جاز ان يذكر كما ان المذكر إذا اضيف إلى المؤنث جاز ان يؤنث، نحو قولهم: ذهبت بعض اصابعه.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (6/ 285، بترقيم الشاملة آليا)
قرأ حمزة وحده " بمصرخي " بكسر الياء. الباقون بفتحها.
قال ابوعلي: قال الفراء - في كتابه في التصريف: قرأ به الاعمش، ويحيى ابن وثاب، قال وزعم القاسم بن معن أنه صواب، وكان ثقة بصيرا، وزعم قطرب أنه لغة في بني يربوع، يزيدون على ياء الاضافة ياء وانشد:
ماض اذا ما هم بالمضي
قال لها هل لك يامامي
وانشد ذلك الفراء، وقال الزجاج: هذا الشعر لايلتفت اليه، ولاهومما يعرف قائله، قال الرماني: الكسر لايجوز عند اكثر النحويين، واجازه الفراء على ضعف، قال ابوعلي: وجه جوازه من القياس أن الياء ليست تخلو: أن تكون في موضع نصب او جر، فالياء في النصب والجر كالهاء في (هما) وكالكاف في اكرمتك وهذا لك، فكما ان (الهاء) قد لحقتها الزيادة في هداكه وضربه، ولحق الكاف الزيادة في قولهم اعطيتكه او اعطيتكاه فيما حكاه سيبويه، وهما اختا الياء كذلك ألحقوا الياء الزيادة، فقالوا: في، ثم حذفت الياء الزيادة على الياء، كما حذفت الياء من (الهاء) في قول من قال: له أرقان.
قال ابوالحسن هي لغة، فكما حذفث الزيادة من الكاف، فقال في (اعطيتكيه، اعطيتكه) كذلك حذفت الياء اللاحقة الياء، كما حذفت من اختيها، وأقرت لكسرة التي كانت تلي الياء المحذوفة فبقيت الياء على ماكانت عليه من الكسرة، وكما لحقت الكاف والهاء الزيادة، كذلك لحقت الياء الزيادة، فلحاق الياء الزيادة نحوما أنشد من قول الشاعر: رميتيه فأصميت وماأخطأت الرمية فاذا كانت هذه الكسرة في الياء على هذه اللغة.
وإن كان غيرها أفشى منها. وعضده من القياس ماذكرنا لم يجز لقائل ان يقول: إن قراءة القراء بذلك لحن يجوز، لاستقامة ذلك سماعا وقياسا.







التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (1/ 471، بترقيم الشاملة آليا)
القراءة: قرأ أهل المدينة، وابن عامر " واوصى " بهمزة مفتوحة بين الواوين، وتخفيف الصاد. الباقون ووصى مشددة الصاد. ومن قرأ وصى ذهب إلى قوله: " فلا يستطيعون توصية(3) ومصدر وصى مثل قطع تقطعة ولم يجيئوا به على تفعيل كراهية اجتماع الياءات مع الكسرة.
ومن قرأ أوصى فلقوله: " من بعد وصية يوصي بها "(4) وكلاهما جيدان.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (3/ 58، بترقيم الشاملة آليا)
وقال الفراء: يجوز أن يكون عمل فيه (يحسبن) مقدرة تدل عليها الاولى.
وتقديره: ولاتحسبن الذين كفروا يحسبون انما نملي لهم وهكذا في قوله: (هل ينظرون) ويجوز كسر (انما) مع التاء في (يحسبن) وهو وجه الكلام، لتكون الجملة في موضع الخبر: نحو حسبت زيدا انه كريم. غير انه لم يقرأبه أحد من السبعة.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (3/ 283، بترقيم الشاملة آليا)
وقرأالحسن، ويعقوب " حصرة صدورهم " منصوبا على الحال. وأجاز يعقوب الوقف بالهاء. وهو صحيح في المعنى وقراء ة القراء بخلافه.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (6/ 146، بترقيم الشاملة آليا)
والدأب استمرار الشئ على عادة، يقال هو دأب بفعل كذا إذا استمر في فعله، وقد دأب يدأب دأبا. وسكن القراء كلهم الهمزة، إلا حفصا فانه فتحها، وهي لغة مثل سمع، وسمع، ونهر ونهر. ونصب (دأبا) على المصدر أي تدأبون دأبا، وكلهم همز إلا من مذهبه ترك الهمزة وأبوعمرو اذا أدرج.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (6/ 357، بترقيم الشاملة آليا)
وفيه لغتان، فتح الشين وكسرها، فالكسر عليه القراء السبعة.
وبالفتح قرأ أبوجعفر المدني. والشق أيضا أحد قسمي الشئ الذي في احدى جهتيه،، وقال قتادة: معناه بجهد الانفس، وكسرت الشين من شق الانفس مع أن المصدر بفتح الشين لامرين: احدهما - قال قوم: هما لغتان في المصدر، قال الشاعر:


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (1/ 267، بترقيم الشاملة آليا)
والشين ساكنة في اثنتا عشرة عند جميع القراء. وكان يجوز كسرها في اللغة ولم يقرأ به احد.
والكسر لغة ربيعة، وتميم والاسكان: لغة اهل الحجاز واسد فاذا صغرت اثنتا عشرة قلت ثني عشرة واذا صغرت ثنى قلت ثنتي عشرة.
وروى فتحها محمد عن الاعمش. وهو غلط إلا إذا قيل عشرة مفرد فانه بفتح الشين.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (1/ 338، بترقيم الشاملة آليا)
القراءة: القراء المعرفون على تسكين اللام من قوله غلف.
وقال ابن محيص غلف بضم اللام


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (2/ 421، بترقيم الشاملة آليا)
القراء ة: قرأ حمزة ونصير " ويقاتلون الذين يأمرون " بالف لان في مصحف عبدالله " وقاتلوا " والاجود ما عليه الجماعة.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (3/ 149، بترقيم الشاملة آليا)
المعنى: وقوله: (إلا أن يأتين بفاحشة مبينة) قيل فيه قولان: أحدهما - قال الحسن، وأبوقلابه، والسدي: يعني الزنا، وقالوا إذا أطلع منها على زنية فله أخذ الفدية.
والثاني - قال ابن عباس، والضحاك، وقتادة: هو النشوز، والاولى حمل الآية على كل معصية، لان العموم يقتضي ذلك، وهو المروي عن أبي جعفر (ع) واختاره الطبري.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (4/ 10، بترقيم الشاملة آليا)
قرأ " عاقدتم " بالالف ابن عامر، و " عقدتم " بلا ألف مع تخفيف القاف حمزة والكسائي وأبوبكر عن عاصم. والباقون بالتشديد. ومنع من القراء ة بالتشديد الطبري، قال: لانه لا يكون إلا مع تكرير اليمين والمؤاخذة تلزم من غير تكرير بلا خلاف. وهذا ليس بصحيح لان تعقيد اليمين إن يعقدها بقلبه ولفظه ولو عقد عليها في أحدهما دون الاخر لم يكن تعقيدا، وهو كالتعظيم الذي يكون تارة بالمضاعفة وتارة بعظم المنزلة.
وقال أبوعلى الفارسي من شدد احتمل أمرين: أحدهما - أن يكون لتكثير الفعل القوله " ولكن يؤاخذكم " مخاطبا الكثرة، فهو مثل " وغلقت الابواب "(1). والاخر أن يكون (عقد) مثل (ضعف) لا يراد به التكثير، كما أن (ضاعف) لايراد به فعل من اثنين.
وقال الحسين بن علي المغربي: في التشديد فائدة، وهو أنه اذا كرر اليسين على محلوف واحد فاذا حنث لم يلزمه إلا كفارة واحدة. وفي ذلك خلاف بين الفقهاء. والذي ذكره قوي.
ومن قرأ بالتخفيف جاز أن يريد به الكثير من الفعلل والقليل إلا ان فعل يختص بالكثير كما أن الركبة تختص بالحال التي يكون عليها الركوب، وقالوا: عقدت الحبل والعهد واليمين عقدا ألا ترى أنها تتلقى بما يتلقى به القسم، قال الشاعر: قوم اذا عقدوا عقدا لجارهم(2) ويقال: أعقدت العسل فهو معقد وعقيد.
وحكى أبواسحاق عقدت العسل. والاول أكثر.
فأما قراء ة ابن عامر فيحتمل أمرين: أحدهما - ان يكون عاقدتم يراد به عقدتم كما أن (عافاه الله) و (عاقبت) (اللص) و (طارقت النعل) بمنزلة فعلت. ويحتمل أن يكون أراد فاعلت الذي يقتضي فاعلين فصاعدا، كأنه قال يؤاخذكم بما عاقدتم عليه اليمين، ولما كان عاقد في المعنى قريبا من عاهد؟؟ ب (على) كما يعدى عاهد بها.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (8/ 387، بترقيم الشاملة آليا)
ويجوز في اعراب (جزاء) أربعة أوجه: الرفع والنصب بالتنوين وتركه. وفي (الضعف) ثلاثة أوجه: الجر والنصب والرفع إلا أن القراء ة بوجه واحد وهو رفع (جزاء) على الاضافة بلا تنوين، وجر " الضعف " بالاضافة اليه.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (9/ 482، بترقيم الشاملة آليا)
قرأ اسماعيل وحمزة وخلف ويحيى " عربا " مخففة. الباقون مثقلة، وهما لغتان. وروي عن علي عليه السلام انه قرأ " وطلع منضود " بالعين.
والقراء على الحاء وقال علي عليه السلام: هو كقوله " ونخل طلعها هضيم "(1) وقال كالمتعجب: وما هو شأن الطلع؟ ! فقيل: له ألا تغيره؟ قال: القرآن لا يهاج اليوم ولا يحول.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (10/ 369، بترقيم الشاملة آليا)
وقيل: إن نزولها بالسلامة والخير والبركة إلى تلك الساعة (باذن ربهم من كل أمر) أي ما ينزلون به كله بأمر الله، ويكون الوقف - ههنا - تاما على ما قرأ به القراء المشهورون، وعلى ما حكيناه عن ابن عباس وهو قول عكرمة والضحاك: لا يكون تاما.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (2/ 346، بترقيم الشاملة آليا)
وقوله: (والله واسع عليم) حكى البلخي أنه بغير واو في مصاحف أهل الشام ولم يقرأ به أحد فان صح فهو دلالة على نقصان الحروف من كثير من القرآن على ما اختلفوا فيه.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (7/ 106، بترقيم الشاملة آليا)
وفى حرف أبي " وقد بلغت من الكبر عسيا " يقال للشيخ إذا كبر عسى يعسو، وعتا يعتو إذا يبس.
وقرأ حمزة والكسائي " وقد خلقناك " على الجمع. الباقون - بالتاء - على التوحيد







التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (2/ 342، بترقيم الشاملة آليا)
وقوله: (فاحترقت) فالاحتراق: افتراق الاجزاء بالنار والبيان: هو الدلالة على ما بيناه - في ما مضى - وقال الرماني: البيان اظهار المعنى بما يتميز به من غيره على جهة الصواب.
ولايقال للحن من الكلام بيان وإن فهم به المراد، لان البيان على الاطلاق ممدوح. واللحن عيب لكن يقال قد أبان عن مراده مجازا.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (9/ 296، بترقيم الشاملة آليا)
ثم قال " ولتعرفنهم في لحن القول " أي في فحوى أقوالهم ومتضمنها.
ومنه قوله صلى الله عليه واله (ولعل بعضكم ألحن بحجنه) أي أذهب بها في الجهات لقوته على تصريف الكلام، واللحن الذهاب عن الصواب في الاعراب، واللحن ذهاب الكلام إلى خلاف جهته.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (1/ 56، بترقيم الشاملة آليا)
قوله تعالى: والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون(4)
آية
القراءة: لا يمد القراء الالف من ما إلا حمزة فانه مدها وقد لحن في ذلك وكان يقف قبل الهمزة فيقرأ: وبالاخرة تسكينا على اللام شيئا ثم يبتدئ بالهمزة وكذلك الارض وشئ يقطع عند الياء من شئ كأنه يقف ثم يهمز وموضع (ما) خفض بالباء ويكره الوقف على (ما) لان الالف حرف منقوص.


النشر في القراءات العشر (1/ 420)
فورد السكت على ذلك عن جماعة من أئمة القراء، وجاء من هذه الطرق عن حمزة، وابن ذكوان، وحفص، ورويس، وإدريس. فأما حمزة فهو أكثر القراء به عناية، واختلفت الطرق فيه عنه وعن أصحابه اختلافا كثيرا. فروى جماعة من أهل الأداء السكت عنه، ومن ...

النشر في القراءات العشر (1/ 422)
فهذا الذي علمته ورد عن حمزة في ذلك من الطرق المذكورة، وبكل ذلك قرأت من طريق من ذكرت، واختياري عنه السكت في غير حرف المد جمعا بين النص والأداء والقياس، فقد روينا عن خلف وخلاد وغيرهما، عن سليم، عن حمزة، قال: إذا مددت الحرف فالمد يجزي من السكت قبل الهمزة، قال: وكان إذا مد، ثم أتى بالهمز بعد المد لا يقف قبل الهمز. انتهى.
قال الحافظ أبو عمرو الداني، وهذا الذي قاله حمزة من أن المد يجزي من السكت معنى حسن لطيف دال على وفور معرفته ونفاذ بصيرته، وذلك أن زيادة التمكين لحرف المد مع الهمزة إنما هو بيان لها؛ لخفائها وبعد مخرجها، فيقوى به على النطق بها محققة، وكذا السكوت على الساكن قبلها إنما هو بيان لها أيضا. فإذا بينت بزيادة التمكين لحرف المد قبلها لم تحتج أن تبين بالسكت عليه، وكفى المد من ذلك وأغنى عنه.
(قلت) : وهذا ظاهر واضح وعليه العمل اليوم، والله أعلم.




التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (5/ 156، بترقيم الشاملة آليا)
من ولايتهم من شئ حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير(72)
آية.
قرأ حمزة " ولايتهم " بكسر الواو.
الباقون بفتحها.
قال الزجاج: إنما جاز الكسر لانه يشبه الصناعة كالخياطة والقصارة والحياكة، وقال الشاعر في الفتح: دعيهم فهم ألب علي ولاية * وحفرهم ان يعلموا ذاك دائب(1) قال ابوعبيدة: بفتح الواو مصدر المولى تقول: مولى بين الولاية وإذا كسرت فهو من وليت الشئ.
قال ابوالحسن: يفتح الواو من الولاية إلا الولاية في السلطان بكسر الواو، وكسر الواو في الاخرى لغة.
وقرأ الاعمش بكسر الواو من الولاية في الدين هنا.
قال ابوعلي الفارسي: الولاية هاهنا في الدين والفتح أجود.
قال ابوالحسن. وهي قراء ة الناس.
وعن الاعمش أنه كسر الواو، وهي لغة. وليست بذلك.
قال المبرد عن الاصمعي: ان الاعمش لحن في كسره لذلك.
قال ابوعلي: إذا كان ذلك لغة لايكون لحنا.
قال الفراء: والكسر أحب الي، لانها ولاية المواريث.
وقال الازهري: في النصرة والنسب بفتح الواو. وفي الامارة بكسرها.




التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (6/ 204، بترقيم الشاملة آليا)
واما النون الثانية من (ننجي) فهم مخفاة مع الجيم، وكذلك النون مع جميع حروف الفم، لاتكون الا مخفاة، قال ابوعثمان المازني وتبيينها معها لحن.
قال وللنون مع الحروف ثلاثة احوال: الادغام، والاخفاء، والبيان، فهي تدغم مع ما يقارنها كما تدغم سائر المتقارنة.
والاخفاء فيها مع حروف الفم التي لاتقارنها والبيان منها مع حروف الحلق، وحذف النون الثانية من الخط يشبه ان يكون لكراهة اجتماع المثلين فيه.
ومن ذهب إلى ان الثانية مدغمة في الجيم، فقد غلط، لانها ليست بمثل للجيم، ولامقارنة له.
ووجه قراءة عاصم انه اتى به على لفط الماضي، لان القصة ما ضية.
وما رواه هبيرة عن عاصم بنونين، وفتح الياء، فهو غلط من الراوي، كما قال ابن مجاهد، وروى نصر بن علي عن أبيه عن ابي عمرو " فنجي " بنون واحدة ساكنة الياء خفيفة الجيم، فهذا غلط، لانا قد بينا ان النون، لا تدغم في الجيم، لما بيناه.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (7/ 100، بترقيم الشاملة آليا)
لم يمل فعلى مذهب أهل الحجاز، وكلهم أخفى (نون، عين) إلا حفصا عن عاصم فانه بينها.
وقال ابوعثمان بيان النون مع حروف الفم لحن إلا أن هذه الحروف تجري على الوقف عليها، والقطع لها مما بعدها، فحكمها البيان، وإن لا تخفى، فقول عاصم هو القياس فيها، وكذلك اسماء العدد حكمها على الوقف، وعلى انها منفصلة عما بعدها.
وقال ابوالحسن تبيين النون أجود في العربية، لان حروف العدد والهجاء منفصل بعضها عن بعض. وروي عن أبي عمرو واليزيدي - في رواية أبي عمرو - عنه كسر الهاء والياء.
وقال قلت له لم كسرت الهاء؟ قال: لئلا تلتبس بهاء التنبيه، فقلت لم كسرت اليا؟.
قال: لئلا تلتبس ب (يا) التي للنداء إذا قلت: ها زيد ويا رجل. ومن أدغم الدال في الذل، فلقرب مخرجهما، ومن اظهر، فلانهما ليسا من جنس واحد. وليسا اختين.
وقرأ الحسن بضم الهاء، حكى سيبويه أن في العرب من يقول في الصلاة بما ينحو نحو الصلوة الضم، وحكى (هايا) باشمام الضم.
قال الزجاج من حكى ضم الياء، فهو شاذ لانه اجتمعت الرواة على ان الحسن ضم الهاء لاغير وقد بينا في أول سورة البقرة اخلاف العلماء في أوائل امثال هذه السور وشرحنا أقوالهم، وبينا أن أقوى ما قيل فيه انها اسماء السور، وهو قول الحسن وجماعة، وقيل ان كل حرف منها حرف من اسم من




التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (6/ 285، بترقيم الشاملة آليا)
قرأ حمزة وحده " بمصرخي " بكسر الياء. الباقون بفتحها.
قال ابوعلي: قال الفراء - في كتابه في التصريف: قرأ به الاعمش، ويحيى ابن وثاب، قال وزعم القاسم بن معن أنه صواب، وكان ثقة بصيرا، وزعم قطرب أنه لغة في بني يربوع، يزيدون على ياء الاضافة ياء وانشد:
ماض اذا ما هم بالمضي
قال لها هل لك يامامي
وانشد ذلك الفراء، وقال الزجاج: هذا الشعر لايلتفت اليه، ولاهومما يعرف قائله، قال الرماني: الكسر لايجوز عند اكثر النحويين، واجازه الفراء على ضعف، قال ابوعلي: وجه جوازه من القياس أن الياء ليست تخلو: أن تكون في موضع نصب او جر، فالياء في النصب والجر كالهاء في (هما) وكالكاف في اكرمتك وهذا لك، فكما ان (الهاء) قد لحقتها الزيادة في هداكه وضربه، ولحق الكاف الزيادة في قولهم اعطيتكه او اعطيتكاه فيما حكاه سيبويه، وهما اختا الياء كذلك ألحقوا الياء الزيادة، فقالوا: في، ثم حذفت الياء الزيادة على الياء، كما حذفت الياء من (الهاء) في قول من قال: له أرقان.
قال ابوالحسن هي لغة، فكما حذفث الزيادة من الكاف، فقال في (اعطيتكيه، اعطيتكه) كذلك حذفت الياء اللاحقة الياء، كما حذفت من اختيها، وأقرت لكسرة التي كانت تلي الياء المحذوفة فبقيت الياء على ماكانت عليه من الكسرة، وكما لحقت الكاف والهاء الزيادة، كذلك لحقت الياء الزيادة، فلحاق الياء الزيادة نحوما أنشد من قول الشاعر: رميتيه فأصميت وماأخطأت الرمية فاذا كانت هذه الكسرة في الياء على هذه اللغة.
وإن كان غيرها أفشى منها. وعضده من القياس ماذكرنا لم يجز لقائل ان يقول: إن قراءة القراء بذلك لحن يجوز، لاستقامة ذلك سماعا وقياسا.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (7/ 403، بترقيم الشاملة آليا)
قرأ اهل الكوفة الا أبا بكر " فشهادة احدهم اربع شهادات " برفع العين. الباقون بفتحها.
وقرأ نافع ويعقوب " ان لعنة الله.... وان غضب الله عليها " بتخفيف النون فيهما، وسكونها، ورفع " لعنة الله " وقرأ نافع " غضب الله " - بكسر الضاد وفتح الباء، ورفع الهاء - من اسم الله.
وقرأ يعقوب - بفتح الضاد ورفع الباء وخفض الهاء - من اسم الله. الباقون بفتح الضاد ونصب الباء وخفض الهاء.
وقرأ حفص " الخامسة ان غضب الله " بالنصب. الباقون بالرفع.
من رفع قوله " اربع " جعله خبر الابتداء، والابتداء " فشهادة احدهم " قال أبو حاتم: من رفع فقد لحن، لان الشهادة واحدة، وقد أخبر عنها بجمع، فلا يجوز ذلك، كما لايجوز (زيد أخوتك) وهذا خطأ، لان الشهادة، وإن كانت بلفظ الوحدة فمعناها الجمع، كقولك صلاتي خمس، وصومي شهر.
وقال الزجاج: تقديره " فشهادة أحدهم " التي تدرؤ العذاب " أربع شهادات " ومن قرأ بالنصب جعله مفعولا به أي يشهد أربع شهادات.
وقال ابوعلي الفارسي: ينبغي أن يكون قوله " فشهادة احدهم " مبنيا على ما يكون مبتدأ، وتقديره: فالحكم أو فالفرض ان يشهد أحدهم أربع شهادات، أو فعليهم أن يشهدوا، ويكون قوله " انه لمن الكاذبين " على هذا من صلة (شهادة أحدهم)، وتكون الجملة التي هي قوله " انه لمن الصادقين " في موضع نصب، لان الشهادة كالعلم، والجملة في موضع نصب، بأنه مفعول به " واربع شهادات تنتصب انتصاب المصادر.
ومن رفع " أربع شهادات " لم يكن قوله " انه لمن الصادقين " إلا من صلة " شهادات " دون " شهادة " كما أن قوله " بالله " من صلة (شهادات) دون صلة (شهادة) لانك لو جعلته من صلة (شهادة) فصلت بين الصلة والموصول.
ومن نصب " أربع شهادات " فقياسه ان ينصب " والخامسة " لانها شهادة، وإذا رفع " أربع شهادات " ونصب " الخامسة " قدر له فعلا ينصبها به، وتقديره ويشهد الخامسة.
ومن رفع " أربع شهادات " ورفع " الخامسة " جعلها معطوفة عليه، وإذا نصب الخامسة، لم يجعلها معطوفة عليه وجعلها مفعولا، وقدر فعلا ينصبها به.
وقال: ابوعلي: قراء ة نافع في تخفيف (ان) الوجه فيها أنها المخففة من الثقيلة، ولا تخفف في الكلام أبدا وبعدها اسم إلا ويراد إضمار القصة، ومثله قوله " وآخر دعواهم أن الحمد لله "(1). وانما خففت الثقيلة المفتوحة على اضمار القصة والحديث، ولم تكن المكسورة كذلك، لان الثقيلة المفتوحة موصولة.
ويستقبح النحويون قراء ة نافع في قوله " ان غضب الله " لان من شأن المخففة من الثقيلة ألا تلي فعلا إلا وفي الكلام عوض، كقوله " ألا يرجع "(2) وقوله " علم ان سيكون "(1) فان (لا) و (السين) عوض من الثقيلة.
ووجه قراء ة نافع انه قد جاء في الدعاء ولفظه لفظ الخبر، وقد يجئ في الشعر وإن لم يفصل بين (ان) وبين ما يدخل عليها من الفعل، فعلى قول نافع (لعنة الله) رفع بالابتداء و (غضب) فعل ماض، واسم الله رفع بفعله.




التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (8/ 61، بترقيم الشاملة آليا)
وقرا الحسن و " ما تنزلت به الشياطون " بالواو، ظنا منه أنه مثل (المسلمين). وهذا لحن بلا خلاف، لانه جمع تكسير شيطان وشياطين. والاستطاعة هي القدرة التي ينطاع بها الفعل للجارحة.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (8/ 424، بترقيم الشاملة آليا)
وفي قراء ة عبدالله بن مسعود " ومكرا سيئا " وقد سكن حمزة وحده الهمزة. الباقون جروها بالاضافة. والتسكين لحن عندهم اعني البصريين، لا يجوز ان يقرأ به.
وقيل الوجه في تسكين حمزة كثرة الحركات في الكلام، كما قال الشاعر: إذا اعوججن قلت صاحب قوم فسكن الباء لكترة الحركات، والصحيح الاول، لان مثل هذا إنما يجوز في ضرورة الشعر، قال ابوعلي النحوي: يجوز أن يكون أجراه في الوصل مجرى الوقف، وتقدير ومكررا المكر السئ، فأضيف المصدر إلى صفة المصدر، وتقديره ومكروا المكر السئ بدلالة قوله " ولا يحيق المكر السئ إلا بأهله " ومعناه لا ينزل باحد جزاء المكر السئ إلا بمن فعله " فهل ينظرون



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (10/ 152، بترقيم الشاملة آليا)
عنه (فان له نار جهنم) جزاء على ذلك (خالدين فيها ابدا) أي مقيمين فيها على وجه التأبيد والقراء على كسر (فان) على الابتداء.
وروي عن طلحة بن مصروف انه فتح على تقدير فجزاء ه أن له.
وقال ابن خالويه: سألت ابن مجاهد عن ذلك، فقال: هو لحن.
وقال بعض أهل النظر: زعم ابوعبيدة: ان ما كان من قول الجن فهو مكسور نسقا على قوله (إنا سمعنا) ومن فتح فعلى قوله (قل اوحي) الي، وهو اختيار ابن خالويه.






الوجيز في شرح قراءات القرأة الثمانية أئمة الأمصار الخمسة (ص: 95)
المؤلف: أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد الأَهْوَازي (المتوفى: 446هـ) حمزة وحده: يقف على كلّ ساكن أتى بعده همزة وكانا من كلمتين فقط سواء أكان السّاكن حرفا من أصل الكلمة. وتنوينا، وكذلك على كلّ لام للتعريف إذا أتى بعده همزة سواء أكان السّاكن وقفة من غير قطع نفس، يريد بها التّجويد لا الوقوف، مثل قوله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ* (طه 64 وغيرها)، ومَنْ آمَنَ* (البقرة 62 وغيرها)، وإِنْ أَنَا* (الأعراف 188)، وبِالْآخِرَةِ* (البقرة 4 وغيرها) ونحو ذلك «1». فإن كان الهمزة والسّاكن في كلمة لا يسكت عليه مثل قوله تعالى: يَسْئَلُونَكَ* (البقرة 189 وغيرها)، ويَسْأَمُونَ (فصلت 38)، و (اسأل) (يونس 94 وغيرها)، وفَسْئَلُوا* (النحل 43 الأنبياء 7)، وقُرْآنَهُ* (القيامة 17، 18) وبابه، وأَفْئِدَةُ* (الأنعام 113 وغيرها)، ونحو ذلك حيث كان، إلّا حرفا واحدا: قوله: شَيْءٍ* (البقرة 20 وغيرها) في كلّ إعرابه، فإنّه يقف على الياء منه وقفة قبل الهمزة حيث كان.
وكذلك قرأت عن البلخيّ، عن يونس، عن ورش، عن نافع إلّا أنّ وقفته أقلّ من وقفة حمزة.
وقرأت على بعض الشّيوخ لحمزة بوقفة على السّين في قوله تعالى: يَسْأَمُونَ في حم السجدة (38) فقط لا غير.
الباقون: لا يتركون الهمز في شيء من ذلك، ولا يسكتون على ساكن قبل الهمزة حيث كان ذلك.
وترك ورش عن نافع همز قوله تعالى: لِئَلَّا (الحديد 29) حيث كان. تابعه حمزة إذا وقف.
الباقون: بالهمز في الحالين «2».
وترك البزّي عن ابن كثير همز قوله تعالى: لَأَعْنَتَكُمْ (البقرة 220).
وافقه حمزة إذا وقف في أحد قولي أصحابه، والذي عليه الأكثر- وهو الأشهر عنه-، همزه في الحالين كالباقين «3».





إعراب القرآن للنحاس (4/ 237)
نصبت يوما على الظرف أي وذلك الفوز العظيم في ذلك اليوم، ويجوز أن يكون بدلا من اليوم الذي قبله، انْظُرُونا من نظر ينظر بمعنى النظر. وهذه القراءة البيّنة.
وقرأ يحيى بن وثاب والأعمش وحمزة. وأنظرونا «2» بفتح الهمزة، وزعم أبو حاتم أن هذا خطأ، قال: وإنما يأتينا هذا من شقّ الكوفة. قال أبو جعفر: وسمعت علي بن سليمان يقول: إنما لحن حمزة في هذا لأن الذي لحنه قدّر «أنظرنا» بمعنى أخّرنا وأمهلنا، فلم يجز ذلك هاهنا. وهو عندي يحتمل غير هذا لأنه يقال: أنظرني بمعنى تمهّل عليّ وترفّق، فالمعنى على هذا يصحّ.


تحفة الأقران في ما قرئ بالتثليث من حروف القرآن (ص: 167)
وأما السَّماع فقد ورد نَظماً ونَثراً:
أما النَثر فهذه القراءة وكفى بها دليلاً على ذلك، فإنّها قراءة متواترة.
قرأ بها حمزةُ من الأئمّة السبعة، وهو ثَبَت فيما نقل، لم يقرأ حرفاً من
كتاب الله تعالى إلاّ بأثر صحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد قرأ بها من تَقَدَّمَ ذِكرُه من الصحابة والتابعين. فمن لَحَّنَ حمزةَ أو وهَّمَه فقد كذب، ويُخشى عليه أن يَؤول قولُه إلى الكفر.




التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (2/ 378، بترقيم الشاملة آليا)
القراء ة واللغة: قرأ أبوعمرو وابن كثير " فرهن " على وزن فعل. الباقون " فرهان " على فعال. الرهن مصدر رهنت الشئ أرهنه رهنا وأرهنته إرهانا. والاول أفصح.

التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (2/ 380، بترقيم الشاملة آليا)
وقد روي عن ابن عباس، ومجاهد، وغيرهما (فان لم تجدوا كتابا) يعني ما تكتبون فيه من طرس أو غيره.
والمشهور هو الاول الذي حكيناه عن قرأ أهل الامصار، وحكي عن بعضهم أنه قرأ " فانه آثم قلبه " بالنصب فان صح فهو من قولهم: سفهت نفسك وأثمت قلبك.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (2/ 416، بترقيم الشاملة آليا)
القراء ة، والحجة، والاعراب: وقرأ أبوالمهلب عمر بن محارب بن دثار " شهداء لله " على وزن فعلاء جمع شهيد، نصب على الحال برده على ما قبله من الكلام كأنه قال: الذين يقولون ربنا إننا آمنا شهداء لله أنه لا إله إلا هو، وهي جائزة غير أنها شهادة لم يوافق عليها أحد من قراء الامصار، ذكر ذلك البلخي.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (3/ 328، بترقيم الشاملة آليا)
الرابع - قال مجاهد: الاناث هي الاوثان. وروي عن عروة عن أبيه أن في مصحف عائشة الاأوثانا وروي عن ابن عباس أنه كان يقرأها إلا وثنا جمع وثن كأنه جمع وثنا، وثنا، ثم قلب الواو همزة مضمومة مثل وجوه وأوجه وقتت واقتت، وقرأ بعضهم أنثا جمع أناث مثل ثمار وثمر والقراء ة المشهورة أناثا، وعليه القراء من أهل الامصار.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (7/ 382، بترقيم الشاملة آليا)
فقالوا له: وزير، وذكر أنها في مصاحف أهل الامصار بغير الف، ومصحف أهل البصرة فانها بالف.(2) فأما الاولى فلا خلاف أنها بلا ألف لمطابقة السؤال في قول (قل لمن الارض) والجواب يقتضي أن يقولوا: لله.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (10/ 369، بترقيم الشاملة آليا)
(باذن ربهم من كل أمر) أي ما ينزلون به كله بأمر الله، ويكون الوقف - ههنا - تاما على ما قرأ به القراء المشهورون، وعلى ما حكيناه عن ابن عباس وهو قول عكرمة والضحاك: لا يكون تاما.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (1/ 475، بترقيم الشاملة آليا)
وقد قرئ في الشواذ واله أبيك، فعلى هذا ينجر اسماعيل واسحاق على العطف، وهو غير المعنى الاول، لانه مترجم عن الآباء وفي الثاني عطف غير ترجمة كما تقول رأيت غلام زيد وعمر، أي غلامهما فكانه قال: لهم ولم يذكر بالابوة إلا ابراهيم وحده والقراءة الاولى هي المشهورة وعليها القراء.





التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (1/ 30، بترقيم الشاملة آليا)
وقوله: لله مخفوض بالاضافة ورب العالمين(2) مخفوض لانه نعت ويجوز نصبه على الحال والنداء وما قرئ به والعالمين مخفوض بالاضافة ونونها مفتوحة


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (1/ 267، بترقيم الشاملة آليا)
والشين ساكنة في اثنتا عشرة عند جميع القراء. وكان يجوز كسرها في اللغة ولم يقرأ به احد.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (3/ 432، بترقيم الشاملة آليا)
قال الزجاج: ولوكان بعض هذه المرفوعات نصبا بتقدير وحرم الله الدم ولحم الخنزير، لكان جائزا إلا انه لم يقرأ به احد والقراء ة متبعة، لايجوز خلاف ما قرئ به.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (3/ 572، بترقيم الشاملة آليا)
وقال الطبري عن يريدة الاسلمي انه قرأ (عابد الطاغوت) فهذه ثمانية أوجه، لكن لايقرأ إلا بقرائتين أو ثلاثة، لان القراء ة متبوعة يؤخذ بالمجموع عليه، قال الفراء (عبد) على ما قرأ حمزة إن كانت لغة فهومثل حذر وحذر، وعجل وعجل فهو وجه والا


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (1/ 487، بترقيم الشاملة آليا)
القراءة: قرأ أهل الكوفة إلا أبابكر " أم تقولون " بالتاء. ووافقهم ابن عامر ورويس. الباقون بالياء.
المعنى: من قرأ بالياء جعله متصلا بما قبله من الاستفهام كأنه قال: اتحاجوننا في الله أم تقولون ان الانبياء كانوا على دينكم. والتقدير بأي الحجتين متعلقون في امرنا: أبا لتوحيد، فنحن موحدون، أم باتباع دين الانبياء، فنحن لذلك متبعون. ومن قرأ بالياء، فالوجه فيه انه عدل إلى حجاج آخر عن الحجاج الاول.
كأنه قال: بل أتقولون ان الانبياء من قبل ان تنزل التوراة والانجيل كانوا هودا أو نصارى.
ويكون قد اعرض عن خطابهم استجهالا لهم بما كان منهم، كما يقبل العالم على من بحضرته بعد ارتكاب مخاطبه جهالة شنعة: فيقول: قد قامت عليه الحجة أم يقول بابطال النظر المؤدي إلى المعرفة.
وقد انكر الطبري القراءة بالياء، وقال هي شاذة لا تجوز القراءة بها وليس الامر على ما ظن بل وجهها ما بيناه.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (1/ 290، بترقيم الشاملة آليا)
القراءة: قرأ ابوعمرو ونافع والكسائي وابن عامر: هزوا مثقلا، وكذلك كفوا مثقلة. وقرأ آخر مخففا. وعاصم يثقلهن ويخففهن. وحمزة يخففهن ثلاثهن(1).


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (1/ 382، بترقيم الشاملة آليا)
فقال: " وقال الظالمون ان يتبعون إلا رجلا مسحورا "(4) فنعوذ بالله من الخذلان، ونحمده على التوفيق لما يرضاه. و " لكن " مشددة، ومخففة معناهما واحد.
قال الكسائي: والذي أختارته العرب اذا كانت (ولكن) بالواو مشددة، واذا كانت بلا واو اختاروا التخفيف - وكل صواب - وقرئ بغير ما اختاروه اتباعا للاخبار في القراءة.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (7/ 316، بترقيم الشاملة آليا)
وقرأ عاصم الجحدري " وصلوت " بالتاء - في رواية هارون - وقال غيره: صلوت بالتاء والصاد واللام مضمومتان، وقال: هي مسجاد للنصارى.
وقرأ الضحاك (صلوث) بثلاث نقط، وقال: هي مساجد اليهود. وهذه شواذ لا يقرأ بها، ولايعرف لها في اللغة اصل.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (8/ 10، بترقيم الشاملة آليا)
وقوله " وفعلت فعلتك التي فعلت " يعني قتلك القبطي. وقرأ الشعبي " فعلتك " بكسر الفاء مثل الجلسة والركبة، وهو شاذ لا يقرأ به.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (8/ 314، بترقيم الشاملة آليا)
عاصم الجحدري: يساء لون عن انبائكم بتشديد السين بمعنى يتساء لون، فيسأل بعضهم بعضا، وهو شاذ لا يقرأ به. وقرأ طلحة بن مصرف " يودوا لو انهم بدى في الاعراب " جمع باد، مثل غاز وغزى، وهي أيضا شاذة لا يقرء بها.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (8/ 324، بترقيم الشاملة آليا)
وروي في الشواذ " ومن تقنت " بالتاء حملا على المعنى وذلك جائز في العربية غير انه ليس بمعروف، ولا يقرأ به. وقرأ عاصم ونافع " وقرن " بفتح القاف


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (8/ 376، بترقيم الشاملة آليا)
وقرأ ابوالهجهاج * (إبليس) * بالنصب * (ظنه) * بالرفع جعل الظن الفاعل وإبليس المفعول به، وذلك جائز عند النحويين.
لانهم يقولون: صدقني ظني وكذبني إلا انه شاذ لا يقرأ به،



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (5/ 10، بترقيم الشاملة آليا)
قرأ حفص وحده عن عاصم " معذرة " بالنصب. الباقون بالرفع.

التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (6/ 491، بترقيم الشاملة آليا)
قرأ حفص وحده " ورجلك " بكسر الجيم. الباقون بتسكينها.

التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (7/ 280، بترقيم الشاملة آليا)
وقرأ حفص وحده (قال رب أحكم) على الخبر.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (5/ 295، بترقيم الشاملة آليا)
وقرأ ابوعمرو والكسائي والداحوني عن ابي ذكوان وهبة الله عن حفص من طريق النهرواني والدوري عن سليم من طريق ابن فرج وابوبكر الا الاعشى والبرجمي " هار " بالامالة.
وافقهم على الوقف علي ببن مسلم وابن غالب ومحمد في الوقف من طريق السوسي من طريق ابن جيش.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (10/ 113، بترقيم الشاملة آليا)
قرأ (نزاعة) - بالنصب - حفص عن عاصم على الحال. الباقون بالضم جعلوه بدلا من (لظى)




التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (2/ 346، بترقيم الشاملة آليا)
وقوله: (والله واسع عليم) حكى البلخي أنه بغير واو في مصاحف أهل الشام ولم يقرأ به أحد فان صح فهو دلالة على نقصان الحروف من كثير من القرآن على ما اختلفوا فيه.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (2/ 590، بترقيم الشاملة آليا)
قرأ نافع وابن عامر " سارعوا " بلا واو، والباقون بالواو، وكذلك هي في مصاحف أهل الشام بلا واو.
وفي مصاحف أهل العراق بالواو، والمعنى واحد، وإنما الفرق بينهما استئناف الكلام إذا كان بلا واو، ووصلها بما تقدم إذا قرئ بواو، لانه يكون عطفا على ما تقدم.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (3/ 68، بترقيم الشاملة آليا)
القراء ة، والحجة: قرأ ابن عامر وحده وبالزبر وكذلك هو في مصاحف أهل الشام.
الباقون بحذف الباء، فمن حذف فلان واو العطف أغنت عن تكرار العامل ومن أثبتها فانما كرر العامل تأكيدا، وكلاهما جيدان.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (3/ 244، بترقيم الشاملة آليا)
قوله تعالى: (ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ولو أنهم فعلوا مايوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا(66))
آية بلاخلاف.
القراء ة، والحجة: قرأ ابن عامر وحده " إلا قليلا " بالنصب، وكذلك هو في مصاحف أهل الشام. الباقون بالرفع.
وقيل: إن النصب قراء ة أبي، فمن رفع فعلى البدل من المضر كأنه قال: مافعله إلا قليل منهم. وهذايجوز في النفي دون الاثبات، لانه لايجوز أن يقول فعله إلا قليل منهم، لان الفعل ليس للقليل في الاثبات كما هو لهم في النفي.
وقال الكسائي: ارتفع بالتكرار.
والمعنى مافعلوه ما فعله إلا قليل.
ومن نصب فانه قال: الاستثناء بعدتمام الكلام، لان قوله: " ما فعلوه " كلام تام كما أن قولك فعل القوم كلام تام. فاستثنى بعده، ولم يجعل ما بعد إلا عليه الاعتماد. والوجه الرفع، لان الفعل لهم. فهو أدل على المعنى.
وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر والكسائي " إن اقتلوا " بضم النون وبضم الواوفي قوله: " أو اخرجوا " وقرأ عاصم وحمزة بكسرهما وكسر النون.
وضم الواو أبوعمرو. فمن ضمهما فلان الثالث مضموم أنبع الضمة.
ومن كسرهما فعلى أصل الحركة لالتقاء الساكنين.
وأبوعمرو ضم الواو تشبيها بواو " اشتروا الضلالة "(1). " ولاتنسوا الفضل بينكم "(2).




التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (3/ 552، بترقيم الشاملة آليا)
قرأ نافع وأهل المدينة " يرتدد " بدالين، وبه قرأ ابن عامر، وكذلك هو في مصاحفهم.
الباقون بدال واحدة مشددة، وكذلك هو في مصاحفهم.
من أظهر ولم يدغم قال: لان الحرف المدغم لايكون إلا ساكنا ولايمكن الادغام في الحرف الذي يدغم حتى يسكن، لان اللسان يرتفع عن المدغم والمدغم فيه ارتفاعة واحدة، فاذا لم يسكن لم يرتفع اللسان ارتفاعة واحدة، واذا لم يرتفع كذلك لم يمكن الادغام، فاذاكان كذلك لم يسغ الادغام في الساكن لان المدغم إذا كان ساكنا والمدغم فيه كذلك التقى ساكنان، والتقاء الساكنين في الوصل في هذا النحو ليس من كلامهم فأظهر الحرف الاول في حركة وأسكن الثاني من المثلين، وهذه لغة أهل الحجاز، فلم يلتق الساكنان.
وحجة من أدغم أنه لما اسكن الحرف الاول من المثلين للادغام لم يمكنه أن يدغمه في الثاني والثاني ساكن فحرك المدغم فيه لالتقاء الساكنين وهذه لغة بني تميم. وفي القرآن نظيره قال الله تعالى: " ومن يشاقق الرسول "(1) وقال: " ومن يشاقق الله ورسوله "(2).





التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (8/ 52، بترقيم الشاملة آليا)
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر " أصحاب اليكة " على انه اسم المدينة معرفة لا ينصرف.
قال ابوعلي الفارسي: الاجود أن يكون ذلك على تخفيف الهمزة، مثل لحمر ونصبه يضعف، لانه يكون نصب حرف الاعراب في موضع الجر، مع لام التعريف، وذلك لا يجوز. وحجة من قرأ بذلك أنه في المصحف بلا ألف.
وقالوا هو اسم المدينة بعينها. الباقون " أصحاب الايكة " بالالف واللام مطلقا مضافا.
ومثله الخلاف في ص.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (1/ 24، بترقيم الشاملة آليا)
وحذفت الالف في اللفظ لانه ألف الوصل تسقط في الدرج وحذفت ههنا وحدها في الخط لكثرة الاستعمال ولا تحذف في قوله تعالى " إقرأ باسم ربك "(1) وقوله " فسبح باسم ربك " وما أشبه ذلك لقلة استعمالها هناك



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (1/ 32، بترقيم الشاملة آليا)
قوله: مالك يوم الدين
القراءة: قرأ عاصم والكسائي وخلف ويعقوب: ومالك بالالف.
الباقون ملك بغير الف، ولم يمل أحد الف مالك وكسر جميعهم الكاف وروي عن الاعمش انه فتحها على النداء وربيعة بن نزار يخففون مالك ويسقطون الالف فيقولون: ملك بتسكين اللام وفتح الميم كما قال ابوالنجم تمشي الملك عليه حلله والالف ساقط في الخط في القراءتين والمعول على الاولتين دون النصب وإسكان اللام



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (6/ 204، بترقيم الشاملة آليا)
ومن قرأ " فننجي " بنونين، فعلى انه حكاية حال، لان القصة كانت فيما مضى، فانما حكى فعل الحال على ماكانت، كماقال " وإن ربك ليحكم بينهم "(2) حكاية الحال الكائنة، ومثله " وكلبهم باسط ذراعيه "(3) فلو لم يكن على الحال لم يعمل اسم الفاعل، لانه إذا مضى اختص، وصار معهودا، فخرج بذلك من شبه الفعل.
واما النون الثانية من (ننجي) فهم مخفاة مع الجيم، وكذلك النون مع جميع حروف الفم، لاتكون الا مخفاة، قال ابوعثمان المازني وتبيينها معها لحن.
قال وللنون مع الحروف ثلاثة احوال: الادغام، والاخفاء، والبيان، فهي تدغم مع ما يقارنها كما تدغم سائر المتقارنة.
والاخفاء فيها مع حروف الفم التي لاتقارنها والبيان منها مع حروف الحلق، وحذف النون الثانية من الخط يشبه ان يكون لكراهة اجتماع المثلين فيه.
ومن ذهب إلى ان الثانية مدغمة في الجيم، فقد غلط، لانها ليست بمثل للجيم، ولامقارنة له.
ووجه قراءة عاصم انه اتى به على لفط الماضي، لان القصة ما ضية.
وما رواه هبيرة عن عاصم بنونين، وفتح الياء، فهو غلط من الراوي، كما قال ابن مجاهد، وروى نصر بن علي عن أبيه عن ابي عمرو " فنجي " بنون واحدة ساكنة الياء خفيفة الجيم، فهذا غلط، لانا قد بينا ان النون، لا تدغم في الجيم، لما بيناه.




التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (7/ 268، بترقيم الشاملة آليا)
وقد قرأ ابوبكر عن عاصم " نجى المؤمنين " بنون واحدة مشددة الجيم. الباقون بنونين.
وهي في المصحف بنون واحدة حذف الثانية كراهة الجمع بين المثلين في الخط، ولان النون الثانية تخفى مع الجيم، ومع حروف الفم، ولا تظهر، ولذلك ظن قوم أنها ادغمت في الجيم، فقرؤها مدغما، وليس بمدغم. ولا وجه لقراء ة عاصم هذه ولا لقول أبي عبيدة حاكيا عن أبي عمرو: ان النون مدغمة، لانها لا تدغم في الجيم.
وقال الزجاج: هذا لحن، ولا وجه لمن تأوله: نجى النجا المؤمنين، كما لايجوز ضرب زيدا بمعنى ضرب الضرب زيدا.
وقال الفراء: هو لحن.
وقال قوم - محتجين لابي بكر - انه أراد فعلا ماضيا، على ما لم يسم فاعله، فاسكن الياء، كما قرأ الحسن " وذروا ما بقي من الربا "(1) أقام المصدر مقام المعفول الذي لايذكر فاعله، فكذلك نجى النجا المؤمنين، واحتجوا بأن أبا جعفر قرأ " لنجزى قوما "(2) في الجاثية على تقدير لنجزي الجراء قوما قال الشاعر.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (2/ 189، بترقيم الشاملة آليا)
القراء ة: أهل الحجاز يقولون: سل بغير همز. وبعض بني تميم يقولون: اسأل بالهمز، وبعضهم يقولون: اسل بالالف وطرح الهمز - والاولى أحسنها لانها خط المصحف.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (1/ 23، بترقيم الشاملة آليا)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحجة - عندنا آية من الحمد ومن كل سورة بدلالة إثباتهم لها في المصاحف بالخط الذي كتب به المصحف مع تجنبهم إثبات الاعشار والاخماس كذلك وفي ذلك خلاف ذكرناه في خلاف الفقهاء ولا خلاف أنها بعض سورة النمل.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (1/ 264، بترقيم الشاملة آليا)
القراءة: من اختار النون من القراء، قال: لانه مطابق لما تقدم من قوله: " وظللنا " و " قلنا ". وانما اتفق القراء على خطاياكم هاهنا، واختلفوا في الاعراف وسورة نوح، لان اللتين في الاعراف ونوح كتبتا في المصحف بالياء بعد ألف، والتي في البقرة بألف.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (5/ 6، بترقيم الشاملة آليا)
قرأ اهل المدينة وابن عامر ويعقوب (يغفر) بالياء وضمها، وفتح الفاء الباقون بالنون وكسر الفاء، وقرأ اهل المدينة ويعقوب (خطيئاتكم) على جمع السلامة ورفع التاء، وقرأ ابن عامر على التوحيد ورفع التاء، وقرأ ابوعمرو (خطاياكم) بغير همز على جمع التكسير، الباقون وهم ابن كثير واهل الكوفة (خطيآتكم) على جمع السلامة وكسر التاء.
من قرأ " يغفر " حمله على قوله تعالى " وإذ قيل لهم " ادخلوا.. يغفر، والتي في البقرة (نغفر) بالنون، فالنون هناك احسن لقوله " وإذ قلنا " وجاز ههنا بالنون كأنه قيل لهم ادخلوا.. نغفر. أي إن دخلتم غفرنا.
ومن قرأ تغفر بالتاء المضمومة فلانه اسند اليها خطيئاتكم وهو مؤنث فأنث وبنى الفعل للمفعول اشبه بما قبله، لان قبله واذ قيل.
ومن قرأ بالنون فلقوله " سنزيد المحسنين " وخطايا جمع خطيئة جمع تكسير (وخطياتكم) مسكنا لانه يكثر فيه السكون وسميت القرية قرية لان الماء يقري اليها يقال قريت الماء في الحوض أقريه قريا إذا حمعته. ويجوز ان يكون مشتقا من اجتماع الناس اليها.
وقد مضى تفسير مثل هذه الاية في سورة البقرة(1) فلا معنى لاعادته.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (10/ 135، بترقيم الشاملة آليا)
وقرأ ابوعمرو (خطاياهم) على جمع التكسير. الباقون (خطيئاتهم) على جمع السلامة.





اختلاف رسم مصاحف، پشتوانه تعدد قراءات

التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (1/ 95، بترقيم الشاملة آليا)
القراءة: أفصح اللغات فتح الهاء ب_" أيها " وبعض بني مالك من بني اسد رهط شقيق بن سلمة يقولون: ياأيه الناس ويا أيته المرأة ويا أيه الرجل ولا يقرأ بها ومن رفعها توهمها آخر الحروف وقد حذفت الالف في الكتابة من ثلاثة مواضع: أيه المؤمنون وياأيه الساحر وأيه الثقلان وسنذكر خلاف القراء في التلفظ بها.
النزول: وروي عن علقمة والحسن: أن كلما في القرآن " يا أيها الذين آمنوا " نزل بالمدينه وما فيه " ياايها الناس " نزل بمكة واعلم أن " أيا " اسم مبهم ناقص جعل صلة إلى نداء ما فيه الالف واللام ويلزمه ها التي للتنبيه لابهامه ونقصه واجاز المازني " يا اي الظريف " قباسا على " يازيد الظريف " ولم يجزه غيره لان " ايا " ناقص والنصب عطفا على الموضع بالحمل على المعنى ولايحمل على التأويل إلا بعد التمام وهذا هو الصحيح عندهم.






التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (1/ 274، بترقيم الشاملة آليا)
ومن نون أراد مصرا من الامصار غير معين. ويجوز أيضا أن يريد مصرا بعينه الذي خرجوا منه. وإنما نون إتباعا للمصحف، لان في المصحف بألف: كما قرأ: " قواريرا قواريرا "(2) منونا اتباعا لخط المصحف. ومن لم ينون اراد مصر بعينها لا غير. وكل ذلك محتمل.




التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (1/ 295، بترقيم الشاملة آليا)
القراءة: القراء كلهم على تخفيف الشين مفتوحة الهاء.
وقرأ الحسن: بتشديد الشين، وضم الهاء، وقرأ الاعمش إن البقر متشابه.
وكذا هو في مصحف ابن مسعود والمعمول على ما عليه القراء وما هو في المصحف المعروف.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (1/ 444، بترقيم الشاملة آليا)
القراءة: اسكن الياء من عهدي حمزة وحفص إلا ابن ساهي.
وكتب في بعض المصاحف " ابراهم " بغير ياء وفي اكثرها بالياء.
قال بعض الجرهميين: نحن ورثنا على احد (ابراهم)(1).
وقرأ ابن عامر ابراهام في خمسة وثلاثين موضعا في القرآن كله: في البقرة خمسة عشرة موضعا.
وهو جميع ما فيها. تقدير الآية واذكرو إذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (1/ 448، بترقيم الشاملة آليا)
وكان يجوز ان يقول في العربية: لا ينال عهدي الظالمون، لان ما نالك فقد نلته.
وروي ذلك في قراءة ابن مسعود إلا أنه في المصحف (بالياء).




التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (2/ 144، بترقيم الشاملة آليا)
وإنما كتبت بغير ألف - في الثلاث والكلام(1) في المصحف للايجاز، كما كتبوا الرحمن بلا ألف. وكذلك صالح وخالد، وما أشبهها، من حروف المد واللين، لقوتها على التغيير.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (2/ 210، بترقيم الشاملة آليا)
وكتبت " رحمة الله " بالتاء في المصحف على الوصل، والاقيس بالهاء على الوقف، كما كتب " يدع الداع "(1) و " يقضي بالحق "(2) " واضرب لهم مثلا "(3) كل ذلك على الوقف.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (2/ 346، بترقيم الشاملة آليا)
وقوله: (والله واسع عليم) حكى البلخي أنه بغير واو في مصاحف أهل الشام ولم يقرأ به أحد فان صح فهو دلالة على نقصان الحروف من كثير من القرآن على ما اختلفوا فيه.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (2/ 379، بترقيم الشاملة آليا)
فأما (رهان) فهو جمع رهن، وهو على القياس نحو حبل وحبال، وفعل وفعال، وكبش وكباش، وإنما اختار أبوعمرو: فرهن لانه موافق لخط المصحف، ولغلبة الاستعمال في الرهان في الخيل، واختاره الزجاج أيضا.
ومن اختار (رهان) فلا طراده في باب الجمع. وكل حسن.
وارتفع (فرهن) بأنه خبر ابتداء محذوف تقديره فالوثيقة رهن ويجوز فعليه ورهن.
ولو قرئ " فرهنا " بالنصب بمعنى فارتهنوا رهنا جاز في العربية، ولكن لم يقرأ به أحد.




التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (2/ 421، بترقيم الشاملة آليا)
القراء ة: قرأ حمزة ونصير " ويقاتلون الذين يأمرون " بالف لان في مصحف عبدالله " وقاتلوا " والاجود ما عليه الجماعة.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (2/ 590، بترقيم الشاملة آليا)
قرأ نافع وابن عامر " سارعوا " بلا واو، والباقون بالواو، وكذلك هي في مصاحف أهل الشام بلا واو.
وفي مصاحف أهل العراق بالواو، والمعنى واحد، وإنما الفرق بينهما استئناف الكلام إذا كان بلا واو، ووصلها بما تقدم إذا قرئ بواو، لانه يكون عطفا على ما تقدم.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (3/ 68، بترقيم الشاملة آليا)
القراء ة، والحجة: قرأ ابن عامر وحده وبالزبر وكذلك هو في مصاحف أهل الشام.
الباقون بحذف الباء، فمن حذف فلان واو العطف أغنت عن تكرار العامل ومن أثبتها فانما كرر العامل تأكيدا، وكلاهما جيدان.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (3/ 244، بترقيم الشاملة آليا)
القراء ة، والحجة: قرأ ابن عامر وحده " إلا قليلا " بالنصب، وكذلك هو في مصاحف أهل الشام. الباقون بالرفع.
وقيل: إن النصب قراء ة أبي، فمن رفع فعلى البدل من المضر كأنه قال: مافعله إلا قليل منهم. وهذايجوز في النفي دون الاثبات، لانه لايجوز أن يقول فعله إلا قليل منهم، لان الفعل ليس للقليل في الاثبات كما هو لهم في النفي.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (3/ 328، بترقيم الشاملة آليا)
الرابع - قال مجاهد: الاناث هي الاوثان. وروي عن عروة عن أبيه أن في مصحف عائشة الاأوثانا وروي عن ابن عباس أنه كان يقرأها إلا وثنا جمع وثن كأنه جمع وثنا، وثنا، ثم قلب الواو همزة مضمومة مثل وجوه وأوجه وقتت واقتت، وقرأ بعضهم أنثا جمع أناث مثل ثمار وثمر والقراء ة المشهورة أناثا، وعليه القراء من أهل الامصار.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (3/ 368، بترقيم الشاملة آليا)
" وسوف يؤت الله " كتبت في المصحف بلاياء تخفيفا ومثله " يوم يأت لا تكلم " وقوله: " ماكنا نبغ " وغير ذلك. وكان الكسائي يثبت الياء في الوصل دون الوقف، ثم رجع عنه. وابوعمرو يثبتها في الوصل واهل المدينة يثبتونها في الحالين.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (3/ 389، بترقيم الشاملة آليا)
واختاره الطبري. قال لانه في قراء ة أبي كذلك، وكذلك هو في مصحفه. فلما وافق مصحفه لمصحفنا ذلك على انه ليس بغلط.
وقال اخرون: المعنى المؤمنون يؤمنون بما انزل اليك، وما انزل من قبلك، ويؤمنون بالمقيمين الصلاة، وهم الائمة المعصومون، والمؤتون الزكاة، كما قال: يؤمن بالله، ويؤمن للمؤمنين. وانكروا النصب على المدح.




التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (3/ 552، بترقيم الشاملة آليا)
قرأ نافع وأهل المدينة " يرتدد " بدالين، وبه قرأ ابن عامر، وكذلك هو في مصاحفهم.
الباقون بدال واحدة مشددة، وكذلك هو في مصاحفهم.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (4/ 143، بترقيم الشاملة آليا)
وقال البلخي: قراء ة ابن عامر غلط، لان العرب اذا ادخلت الالف واللام قالوا: الغداة يقولون: رأيتك بالغداة، ولايقولون بالغدوة، فاذا نزعوا الالف واللام قالوا رأيتك غدوة. وانما كتبت واو في المصحف، كما كتبوا الصلاة والزكاة والحياة كذلك.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (4/ 157، بترقيم الشاملة آليا)
كلهم قرأ " توفته رسلنا " بالتاء الاحمزة فانه قرأ " توفاه ".
وحجة من قرأ بالتاء قوله " كذبت رسل من قبلك "(1) وقوله " اذجاء تهم الرسل من بين أيديهم "(2) و " جاء تهم رسلهم بالبينات(3) و " قالت رسلهم "(4) وحجة حمزة انه فعل متقدم مسند إلى مؤنث غير حقيقي. وانما التأنيث للجمع، فهومثل قوله " وقال نسوة في المدينة "(5) وماأشبه ذلك مما يأتيه تأنيث الجمع، قال وليس ذلك خلافا للمصحف، لان الالف الممالة تكتب ياء.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (4/ 227، بترقيم الشاملة آليا)
وقال ابوعلي النحوي: من قرأ " دارست " معناه أهل الكتاب وذاكرتهم، قال وقد يحذف الالف في مثل هذا في المصحف.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (4/ 287، بترقيم الشاملة آليا)
وقيل انما حمل ابن عامر على هذه القراء ة انه وجد (شركائهم) في مصاحف اهل الشام بالياء لا بالواو،


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (4/ 404، بترقيم الشاملة آليا)
قرأ ابن عامر " ماكنا لنهتدي " بلاواو، وكذلك هي في مصاحف أهل الشام. الباقون باثباتها. وجه الاستغناء عن الواو أن الجملة متصلة بماقبلها فأغنى التباسها بها عن حرف العطف.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (4/ 452، بترقيم الشاملة آليا)
قرأ ابن عامر " وقال الملا " بزيادة واو، وكذلك في مصاحف أهل الشام الباقون بلاواو.




التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (5/ 281، بترقيم الشاملة آليا)
قرأ ابن كثير وحده " جنات تجري من تحتها " باثبات (من) وكذلك هو في مصاحف اهل مكة. الباقون بحذف (من) ونصبوا تحتها على الظرف وقرأ يعقوب " والانصار والذين " بضم الراء. الباقون بجرها.
من رفع عطف على قوله " والسابقون الاولون " ورفع على الابتداء والخبر قوله " رضي الله عنهم " ومن جر عطفه على " المهاجرين " كأنه قال: من المهاجرين ومن الانصار.
ومن اثبت (من) فلان في القرآن مواضع لا تحصى " جنات تجري من تحتها " ومن أسقطها تبع مصحف غير أهل مكة. والمعنى واحد.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (5/ 488، بترقيم الشاملة آليا)
وروي عن علي عليه السلام أنه قرأ ونادى نوح ابنها فنسبه إلى المرأة، وأنه كان يربيه.
وروي عن محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام وعروة بن الزبير أنهما قرء ا " ونادى نوح ابنه " بفتح الهاء وترك الالف كراهة ما يخالف المصحف، وأرادا أن ينسباه إلى المرأة، وأنه لم يكن ابنه لصلبه.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (6/ 41، بترقيم الشاملة آليا)
ومن رفع (امراتك) جعله بدلا من قوله " ولايلتفت منكم أحد " ومن نصبه جعله استثناء من قوله " فأسر بأهلك " كأنه قلا فأسر بأهلك إلا امرأتك، وزعموا ان في مصحف عبدالله وأبي " فاسر باهلك بقطع من الليل إلا امرأتك "، وليس فيه " ولايلتفت منكم احد " وجاز النصب على ضعفه. والرفع الوجه



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (6/ 145، بترقيم الشاملة آليا)
وحكي عن الحسن أنه قرأ " أنا اجبكم بتأويله " وهو خلاف المصحف.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (6/ 203، بترقيم الشاملة آليا)
وقرأعاصم وابن عامر " فنجي من نشاء " بنون واحدة وتشديد الجيم وفتح الياء.
الباقون بنونين على الاستقبال، وهي في المصحف بنون واحدة.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (7/ 111، بترقيم الشاملة آليا)
قرأ ابوعمرو ونافع في رواية ورش وقالون عنه (ليهب لك) بالياء (ربك غلاما) الباقون (لاهب) بالهمزة على الحكاية، وتقديره قال ربك لاهب لك.
وقال الحسن: معناه لاهب لك باذن الله (غلاما زكيا) اى صار بالبشارة كأنه وهب لها.
وضعف ابوعبيدة قراء ة أبي عمرو، لانها خلاف المصحف.
قال ابن خالوية: حجة ابي عمرو أن حروف المد واللين وذوات الهمز يحول بعضها إلى بعض، كما قرئ (ليلا) بالياء - والاصل الهمزة: (لئلا) قال ابوعلي النحوي: من قرأ - بالياء - يجوز أن يكون أراد الهمزة، وانما قلبها ياء على مذهب ابي الحسن أو جعلها بين بين قول الخليل.
وفى قراء ة أبي وابن مسعود (ليهب) بالياء، وهو الاجود،



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (7/ 268، بترقيم الشاملة آليا)
وقد قرأ ابوبكر عن عاصم " نجى المؤمنين " بنون واحدة مشددة الجيم. الباقون بنونين.
وهي في المصحف بنون واحدة حذف الثانية كراهة الجمع بين المثلين في الخط، ولان النون الثانية تخفى مع الجيم، ومع حروف الفم، ولا تظهر، ولذلك ظن قوم أنها ادغمت في الجيم، فقرؤها مدغما، وليس بمدغم. ولا وجه لقراء ة عاصم هذه ولا لقول أبي عبيدة حاكيا عن أبي عمرو: ان النون مدغمة، لانها لا تدغم في الجيم.
وقال الزجاج: هذا لحن، ولا وجه لمن تأوله: نجى النجا المؤمنين، كما لايجوز ضرب زيدا بمعنى ضرب الضرب زيدا.
وقال الفراء: هو لحن.
وقال قوم - محتجين لابي بكر - انه أراد فعلا ماضيا، على ما لم يسم فاعله، فاسكن الياء، كما قرأ الحسن " وذروا ما بقي من الربا "(1) أقام المصدر مقام المعفول الذي لايذكر فاعله، فكذلك نجى النجا المؤمنين، واحتجوا بأن أبا جعفر قرأ " لنجزى قوما "(2) في الجاثية على تقدير لنجزي الجراء قوما قال الشاعر.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (7/ 280، بترقيم الشاملة آليا)
وقال قتادة: كان النبي صلى الله عليه وآله اذا شهد قتالا قال (رب احكم بالحق) بيني وبين المشركين بما يظهر به الحق للجميع. وقرأ حفص وحده (قال رب أحكم) على الخبر. الباقون على الامر، وضم الباء ابوجعفر اتباعا لضم الكاف. الباقون بكسرها على أصل حركة إلتقاء الساكين.
وقوله (وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون) أي على ما تذكرون، مما ينافي التوحيد. وحكي عن الضحاك انه قرأ (قال ربي أحكم) باثبات الياء، وهو خلاف ما في المصاحف، ويكون على هذا (ربي) مبتدأ و (أحكم) خبره، كقوله (الله احسن الخالقين)(1).
وقرا ابن ذكران عن ابن عامر (عما يصفون) بالياء يعني على ما يكذب هؤلاء الكفار من انكار البعث. الباقون بالتاء على الخطاب لهم بذلك.




التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (7/ 299، بترقيم الشاملة آليا)
قرأ نافع وأبوبكر " ولؤلؤا " بالنصب. الباقون بالجر......ومن نصبه عطفه على الموضع، لان (من) وما بعدها في موضع نصب، فعطف " ولؤلؤا " على الموضع، وتقديره: ويحلون لؤلوا. وقد روي عن عاصم همز الاولى وتليين الثانية. وروي ضده، وهو تليين الاولى وهمز الثانية. الباقون يهمزونهما. وكل ذلك جائز في العربية. واللؤلؤ الكبار، والمرجان الصغار.
ويجوز أن يكون اللؤلؤ مرصعا في الذهب، فلذلك قال: يحلون لؤلؤا وقوى القراء ة بالنصب أنه في المصاحف مكتوبا بالالف، قال ابوعمرو: كتب كذلك، كما كتبوا كفروا بالالف.




التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (7/ 382، بترقيم الشاملة آليا)
فانهم " سيقولون الله " الذي له .... ومن قرأ (الله) باثبات الالف، فلانه يطابق السؤال في قوله (من رب السموات السبع ورب الارض... ومن بيده ملكوت كل شئ) لان جواب ذلك على اللفظ أن يقولوا (الله).
ومن قرأ " لله " باسقاط الالف، حمله على المعنى دون اللفظ، كقول القائل .... وذكر أنها في مصاحف أهل الامصار بغير الف، ومصحف أهل البصرة فانها بالف.(2) فأما الاولى فلا خلاف أنها بلا ألف لمطابقة السؤال في قول (قل لمن الارض) والجواب يقتضي أن يقولوا: لله.
-------------
(2) وفي المخطوطة (في مصاحف اهل الشام بغير الف وفى مصاحف أهل الامصار بالالف)




التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (7/ 424، بترقيم الشاملة آليا)
ثم أمر الله تعالى المكلفين، فقال " وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون " أي لتفوزوا بثواب الجنة. ومن نصب (غير) يجوز أن يكون على الاستثناء، ويجوز أن يكون على الحال. ومن كسرجعله نعتا ل " التابعين، غير " وإن لم يوصف به المعارف، فانما المراد ب (التابعين) ليس بمعين. وابن عامر انما ضم الهاء ووقف بلا ألف في (أيه) اتباعا للمصحف.
قال ابوعلي: وقراء ته ضعيفة، لان آخر الاسم هو الياء الثانية في أي، فينبغي أن يكون المضموم آخر الاسم ولا يجوز ضم الهاء، كما لا يجوز ضم الميم في قوله " اللهم " ولانه آخر الكلام، وها للتنبيه، فلا يجوز حذف الالف بحال.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (8/ 52، بترقيم الشاملة آليا)
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر " أصحاب اليكة " على انه اسم المدينة معرفة لا ينصرف.
قال ابوعلي الفارسي: الاجود أن يكون ذلك على تخفيف الهمزة، مثل لحمر ونصبه يضعف، لانه يكون نصب حرف الاعراب في موضع الجر، مع لام التعريف، وذلك لا يجوز. وحجة من قرأ بذلك أنه في المصحف بلا ألف.
وقالوا هو اسم المدينة بعينها. الباقون " أصحاب الايكة " بالالف واللام مطلقا مضافا.
ومثله الخلاف في ص.
وقرأ ابوا حفص " كفا " بفتح السين - ههنا - وفى (سبأ). الباقون باسكانها.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (8/ 63، بترقيم الشاملة آليا)
وقرأ ابن عامر ونافع " فتوكل " بالفاء، لانها في مصاحف أهل المدينة والشام كذلك. الباقون بالواو، وكذلك هو في مصاحفهم.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (8/ 142، بترقيم الشاملة آليا)
قرأ ابن كثير " قال موسى " بلا واو، وكذلك هو في مصاحف أهل مكة. الباقون - بالواو - وكذلك هو في المصاحف.
وقرأ اهل الكوفة إلا عاصما " من يكون " بالياء. الباقون بالتاء من قرأ بالياء فلان تأنيث العاقبة ليس بحقيقي.
ومن قرأ بالتاء، فلان لفظه مؤنث. وتقدير الكلام



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (8/ 171، بترقيم الشاملة آليا)
روي عن الكسائي الوقف على " وي " من قوله تعالى " وي كان الله " ومن قوله " وي كأنه " وروي عن ابن عمر الوقف على الكاف منهما قال ابوطاهر: الاختيار اتباع المصحف، وهما فيه كلمة واحدة، وقرأ حفص ويعقوب " لخسف بنا " بفتح الخاء والسين. الباقون بضم الخاء وكسر السين على ما لم يسم فاعله.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (8/ 304، بترقيم الشاملة آليا)
قرأ بن كثير والكسائي وحفص عن عاصم " الظنونا " بألف في الوقف دون الوصل. وقرأ نافع وابوجعفر وابوبكر عن عاصم وابن عامر - بالالف - فيهما وقرأ ابوعمرو ويعقوب وحمزة - بغير الف - فيهما وفي المصحف بألف. من أثبت الالف أثبته لاجل الفواصل التي يطلب بها تشاكل المقاطع، ولان الالف ثابتة في المصاحف، فاتبعوا المصحف، ومن حذف قال: لان هذا الالف يكون بدلا من التنوين في حال الوقف، فاذا دخلت الالف واللام اسقطت التنوين، فقط ايضا ما هو بدل منه، ولان مثل ذلك إنما يجوز في القوافي وذلك لا يليق بالقرآن، قال الشاعر:



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (8/ 318، بترقيم الشاملة آليا)
وقيل: وكفى الله المؤمنين القتال بعلي عليه السلام وهي قراء ة ابن مسعود، وكذلك هو في مصحفه، في قتله عمرو بن عبد ود، وكان ذلك سبب هزيمة القوم.




التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (8/ 419، بترقيم الشاملة آليا)
قرأ ابوعمرو وحده " يجزى " بضم الياء على ما لم يسم فاعله. الباقون. بالنون على وجه الاخبار من الله عن نفسه. وقرأ ابن كثير وابوعمرو وحفص " على بينة " بالتوحيد لقوله " قد جاء كم بينة من ربكم "(1) الباقون " بينات " على الجمع، لانها مكتوبة في المصاحف بالالف والتاء، والبينة والبينات القرآن، وفي قوله " حتى تأتيهم البينة رسول من الله "(2) وهو محمد صلى الله عليه واله.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (8/ 440، بترقيم الشاملة آليا)
اراد على الماء، فحذف لالتقاء المضاعف، وأما (ما) في قوله " وما عملت أيديهم " يحتمل ثلاثة اوجه: ... فمن أثبت الهاء او حذفها تبع المصاحف، لان المصاحف مختلفة.




التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (8/ 502، بترقيم الشاملة آليا)
(وناديناه ان يا ابراهيم) * و (ناديناه) هو جواب (فلما) قال الفراء: العرب تدخل الواو في جواب (فلما) و (حتى) و (إذا) كما قال * (حتى إذا جاؤها فتحت ابوابها) *(1) وفي موضع آخر * (وفتحت) *(2) وفي قراء ة عبدالله * (فلما جهزهم بجهازهم وجعل السقاية) *(3) وفي المصاحف (جعل) بلا واو وموضع ان نصب بوقوع النداء عليه وتقديره وناديناه بأن يا ابراهيم أي



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (8/ 527، بترقيم الشاملة آليا)
ومن زعم انه (لا تحين) موصوله، فقد غلط، لانها في المصحف وتأويل العلماء مفصولة.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (9/ 130، بترقيم الشاملة آليا)
قرأ اهل المدينة وابن عار وحفص " ثمرات " على الجمع. الباقون " ثمرة " على التوحيد من قرأ على الجمع فلا ختلاف أجناس الثمار، ولانه في المصاحف مكتوبا بتاء ممدودة.
ومن وحده قال: الثمرة تفيد الجمع والتوحيد فلا يحتاج إلى الجمع، لانه في مصحف عبدالله مكتوب بالهاء، و " الاكمام " جمع (كم) في قول الفراء، و (كمة) في قول ابي عبيدة. وهي الكفرى.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (9/ 136، بترقيم الشاملة آليا)
واما الحجة من جهة التخفي، فان النون تدغم في الميم وتخفى عند القاف والمخفي بمنزلة المظهر، فلما كره التشديد في (طسم) اظهروا لما كان المخفي بمنزلة الظاهر ولم يحتج إلى اظهار القاف، قال الفراء: ذكر عن ابن عباس انه قال (حمسق) بلا عين. وقال السين كل فرقة تكون. والقاف كل جماعة كانت، قال الفراء وكانت في بعض مصاحف عبدالله مثل ذلك.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (9/ 154، بترقيم الشاملة آليا)
ويمحوا الله الباطل " وقوله " ويمحوا الله الباطل " رفع إلا أنه حذف الواو من المصاحف كما حذف من قوله " سندع الزبانية "(2) على اللفظ وذهابه لا لتقاء الساكنين، وليس بعطف على قوله " يختم " لانه رفع " وبين ذلك بقوله " ويحق الحق بكلماته " أي ويثبت الحق بأقواله التي ينزلها على انبيائه يتبين بها كذب من ادعى على الله كذبا في أنه نبي، ولا يكون كذلك " إنه عليم بذات الصدور " أي بأسرار ما في الصدور، لا يخفى عليه شئ منها.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (9/ 156، بترقيم الشاملة آليا)
قرأ ابن عامر ونافع " بما كسبت " بلا فاء، وكذلك هو في مصاحف اهل المدينة واهل الشام. الباقون بالفاء، وكذلك في مصاحفهم، فعلى هذا يكون جزاء وعلى الاول يكون المعنى الذي أصابكم من مصيبة بما كسبت ايديكم.


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (9/ 160، بترقيم الشاملة آليا)
ومن اثبت الياء في الحالين في قوله (الجواري) فلا أنها الاصل، لكن خالف المصحف، ومن اثبتها وصلا دون الوقف استعمل الاصل وتبع المصحف، ومن حذفها في الحالين يتبع المصحف، واجتزأ بالكسوة الدالة على الياء. وواحد الجواري جارية، وهي السفينة، وحكي عن ابن مسعود انه قرأ بضم الراء كأنه قلب، كما قالوا (شاك) في (شائك) فأراد الجوائر فقلب.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (9/ 181، بترقيم الشاملة آليا)
قرأ اهل الكوفة إلا أبابكر " او من ينشأ " بضم الياء وتشديد الشين.
الباقون بفتح الياء والتخفيف. وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر " عند الرحمن " بالنون. الباقون " عباد " على الجمع وقرأ نافع " أأشهدوا " بضم الالف وفتح الهمزة من (اشهدت) الباقون " اشهدوا " من (شهدت) من قرأ (ينشأ) بالتشديد جعله في موضع مفعول لانه تعالى قال " إنا انشأناهن إنشاء "(1) فانشأت ونشأت بمعنى إذا ربيت.....
ومن قرء عباد فجمع (عبد) فهو كقوله " لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون "(4) فاراد الله أن يكذبهم في قولهم: إن الملائكة بنات الله، وبين انهم عباده.
ومن قرأ " عند " بالنون، فكقوله " إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته "(5) وقال سعيد بن جبير: قلت لابن عباس في مصحفي " عباد " فقال: حكه.
ووجه قراء ة نافع " أأشهدوا " انه جعله من اشهد يشهد جعلهم مفعولين



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (9/ 324، بترقيم الشاملة آليا)
قال الفراء: ورأيتها في مصحف الحارث بن سويد التميمي من أصحاب عبدالله (وكانوا أهلها واحق بها) وهو تقديم وتأخير، وكان مصحفه دفن أيام الحجاج.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (9/ 337، بترقيم الشاملة آليا)
قرا اهل البصرة (لا يألتكم) بالهمزة. الباقون (لا يلتكم) بلا همزة، وهما لغتان، يقال: ألت يألت إذا أنقص، ولات يليت مثل ذلك.
وفى المصحف بلا الف



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (9/ 507، بترقيم الشاملة آليا)
قرأ ابوعمرو وحده (وقد اخذ ميثاقكم) بضم الالف، على ما لم يسم فاعله. الباقون - بالفتح - بمعنى واخذ الله ميثاقكم، وقرأ ابن عامر ووحده (وكل وعد الله الحسنى) بالرفع، وهي في مصاحفهم بلا الف جعله مبتدء ا وخبرا وعدى الفعل إلى ضميره، وتقديره: وكل وعده الله الحسنى،


التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (9/ 518، بترقيم الشاملة آليا)
قرأ ابوعمرو " بما أتاكم " مقصور يعني بما جاء كم.
الباقون بالمد يعني بما اعطاكم وقرأ اهل المدينة واهل الشام " فان الله الغني الحميد " بلا فصل لانهم وجدوا في مصاحفهم كذلك، والباقون بأثبات (هو) وكذلك هو في مصاحفهم فمن اسقط (هو) جعل (الغني) خبر (ان) و (الحميد) نعته ومن زاد (هو) احتمل شيئين: احدهما - ان يجعل (هو) عمادا أو صلة زائدة. والثاني - أن يجعله ابتداء،



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (10/ 8، بترقيم الشاملة آليا)
وقيل: تقديره وإذا رأوا لهوا او تجارة انفضوا اليها، فرد الضمير إلى اقرب المذكورين، لانه كان أهم اليهم، وكذلك قرأ ابن مسعود في مصحفه.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (10/ 12، بترقيم الشاملة آليا)
قرأ ابوعمرو وحده (وأكون) بالواو، الباقون (واكن) وفى المصاحف بلاواو فقيل لابي عمرو: لم سقطت من المصاحف؟. فقال كما كتبوا: (كلهن) وقرأ يحيى عن أبي بكر (يعملون) بالياء. الباقون بالتاء. ومن قرأ بالياء فعلى الخبر، ومن قرأ بالتاء فعلى الخطاب.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (10/ 46، بترقيم الشاملة آليا)
وقال الزجاج: (صالح المؤمنين) واحد في موضع الجمع، وقال أبومسلم محمد بن بحر الاصفهاني: هو صالحوا المؤمنين على الجمع، غير انه حذفت الواو للاضافة، وهذا غلط، لان النون سقطت للاضافة، فكان يجب ان يثبت الواو في الحظ، وفي المصاحف بلا واو، وروت الخاصة والعامة أن المراد بصالح المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وذلك يدل على انه أفضلهم، لان القائل إذا قال:



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (10/ 100، بترقيم الشاملة آليا)
وقال قوم: معناه هلك عني تسلطي وأمري ونهيي في دار الدنيا على ما كنت مسلطا عليه لا أمر لي ولا نهي، فالهلاك ذهاب الشئ بحيث لايقع عليه احساس، هلك يهلك هلوكا، فهو هلك، قال الزجاج: والوجه أن يوقف على هذه الهاآت، ولا توصل، لانها ادخلت للوقف، وقد حذفها قوم. وفي ذلك مخالفة المصحف، فلا احب حذفها.
قال: ولا احب ان اصل وأثبت الهاء، فان هذه رؤس الاي فالوجه الوقف عندها، وكذلك قوله (وما ادراك ماهيه) وقد وصل بلاهاء الكسائي. الباقون بالهاء في الحالين.




التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (10/ 196، بترقيم الشاملة آليا)
قرأ (سلاسلا) منونا نافع والكسائي وابوبكر عن عاصم اتباعا للمصحف ولتشاكل ما جاوره من رأس الاية. الباقون بغير تنوين، لان مثل هذا الجمع لا ينصرف في معرفة ولا في نكرة، لانه على (فعائل) بعد الفه حرفان.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (10/ 204، بترقيم الشاملة آليا)
قرأ نافع والكسائي وابوبكر عن عاصم (قواريرا قواريرا) بالتنوين فيهما.
وقرأ بغير تنوين ولا الف في الوقف حمزة وابن عامر، وقرأ الاولى بالتنوين والثانية بغير تنوين ابن كثير.
وقرأ ابوعمرو فيهما بغير تنوين إلا انه يقف عليه بالالف.
من نون الاولى اتبع المصحف، ولانه رأس آية، ثم كرهوا أن يخالفوا بينهما فنونوا الثانية، وكذلك قرأ الكسائي (ألا ان ثمودا كفروا ربهم ألا بعدا لثمود)(1) صرفهما لئلا بخالف بينهما مع قربهما، ومن لم يصرفهما فعلى موجب العربية، لانه جمع على (فواعيل) بعد ألفه حرفان.
ومن صرف الاولى فلانها رأس آية ولم يصرف الثانية على أصل العربية.



التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (10/ 275، بترقيم الشاملة آليا)
قرأ ابن كثير وابوعمرو والكسائي ورويس (بظنين) بالظاء أي ليس على الغيب، بمتهم، والغيب هو القرآن، وما تضمنه من الاحكام وغير ذلك من اخباره عن الله. الباقون بالضاد - بمعنى انه ليس بخيلا لا يمنع أحدا من تعليمه ولا يكتمه دونه. وفى المصحف بالضاد.




التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (10/ 346، بترقيم الشاملة آليا)
قرأ اهل المدينة وابن عامر (فلا يخاف) بالفاء وكذلك هي في مصاحف أهل المدينة وأهل الشام. الباقون بالواو، وكذلك في مصاحفهم.




التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي (10/ 356، بترقيم الشاملة آليا)
روى اصحابنا ان ألم نشرح من الضحى سورة واحدة لتعلق بعضها ببعض ولم يفصلوا بينهما ب (بسم الله الرحمن الرحيم) وأوجبوا قراء تهما في الفرائض في ركعة وألا يفصل بينهما. ومثله قالوا في سورة (ألم ترك كيف) و (الايلاف) وفى المصحف هما سورتان فصل بينهما ببسم الله.










****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Wednesday - 20/7/2022 - 5:8

ذخیرة المعاد، ص ٢٧٣

ثم لا يخفى أن تواتر القراءات السّبع ممّا قد نوقش فيه حتّى قيل و ليس المراد بتواتر السّبع و العشر أن كلّما ورد من هذه القراءات متواتر بل المراد انحصار التواتر لأن فيما نقل من هذه القراءات فإن بعض ما نقل عن السّبعة شاذ فضلا عن غيرهم لكن الظاهر أنّه لا خلاف في جواز القراءة بها قال الشيخ أبو علي الطّبرسي في تفسيره الكبير الظاهر من مذهب الإمامية أنهم أجمعوا على جواز القراءة بما يتداوله القراء بينهم من القراءات إلا أنهم اختاروا القراءة بما جاز بين القراء و كرهوا تجويد قراءة منفردة و الشائع في أخبارهم أن القرآن نزل بحرف واحد ثم ذكر في تأويل ما روي عن النّبي ص أنزل القرآن على سبعة أحرف تأويلان ثانيهما أن المراد سبعة أوجه من القراءات و ذكر أن الاختلاف في القراءات على سبعة أوجه و فصل تلك الوجوه ثم نقل عن الشيخ السّعيد أبي جعفر الطّوسي قدّس اللّٰه روحه أن هذا الوجه أصلح لما روي عنهم عليهم السّلام من جواز القراءة بما اختلف القراء فيه و قال المصنّف في المنتهى أحبّ‌ القراءات إلي ما قرأه عاصم من طريق أبي بكر بن عبّاس و طريق أبي عمرو بن العلاء فإنها أولى من قراءة حمزة و الكسائي لما فيهما من الإدغام و الإمالة و زيادة المد كلّه تكلف فلو قرأ به صحت صلاته بلا خلاف

 

 

تاریخ القرآن، ص ١١٨-١١٩

و يكاد أن ينعقد إجماع المسلمين على حجية هذه القراءات و تواترها - سواء أ كان تواترها عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أو عن أصحابها - و على جواز القراءة بها في الصلاة و غيرها. فعن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السّلام أنه قال: «اقرءوا كما علّمتم» . و قال الشيخ الطوسي (ت: 460 ه‍) و هو يتحدث عن رأي الإمامية في الموضوع: «و اعلموا أن العرف من مذهب أصحابنا، و الشائع من أخبارهم و رواياتهم أن القرآن نزل بحرف واحد، على نبي واحد، غير أنهم أجمعوا على جواز القراءة بما يتداوله القراء، و أن الإنسان مخير بأي قراءة شاء قرأ، و كرهوا تجريد قراءة بعينها، بل أجازوا القراءة بالمجاز الذي يجوز بين القراء، و لم يبلغوا بذلك حد التحريم و الحظر» . و قد حكى الطبرسي (ت: 548 ه‍) الإجماع عليه فقال: «اعلم أن الظاهر من مذهب الإمامية أنهم أجمعوا على جواز القراءة بما تتداوله القراء بينهم من القراءات، إلا أنهم اختاروا القراءة بما جاز بين القراء، و كرهوا تجريد قراءة مفردة» .

 

 

القراءات القرآنیه،‌ص ۶٩-٧٠

و قول أهل البيت - رضوان الله عليهم - الذي يذكره الخوئى فيما بعد: «اقرءوا كما يقرأ الناس، اقرءوا كما علمتم» ، دليل صريح على اعتبارهم القراءات المعروفة في زمنهم قرآنا ، و الا لما أمروا بقراءتها في الصلاة، كما هو نفسه (أعني الخوئي) يصرح بذلك في استفادته مؤدى الحديث المذكور. مع أن هذا الحديث جاء في سنده سالم بن أبي سلمة و هو ضعيف قال الشيخ محمد طه نجف في (اتقان المقال): «سالم بن أبي سلمة الكندي السجستاني حديثه ليس بالنقي، و ان كنا لا نعرف منه الا خيرا، له كتاب... عنه: ابنه محمد (جش).. و في (قد) عن (غض) ضعيف، روايته مختلطة». و الذين احتجوا به من فقهاء الامامية استندوا الى جبر عمل الاصحاب لضعفه، و هذا ليس من منهج السيد الخوئي حسبما يذكره في محاضراته الأصولية.

و الذي أحسبه قويا أن الحديث المذكور جاء لابعاد أتباع أهل البيت من التعصب لقراءة بعينها كما كان شايعا في ظرف صدور أمثال هذا الحديث و يؤيده  فتوى فقهاء الامامية بكراهة تجريد قراءة بعينها المستفادة مما أشرت اليه - كما سيأتي.

و لا أدري كيف يجمع الخوئي بين الحديث و قوله سابقا باسقاط القراءات من الحجية و عدم اعتبارها قرآنا.

يضاف اليه: أن رأي الخوئي - هنا - مخالف لما عرف عن مذهب الامامية من اعتبارهم القراءات المشهورة - كقراءات السبعة - قرآنا. يقول محمد بن الحسن الطوسي (ت 460 ه‍) الملقب ب‍ (شيخ الطائفة): «و اعلموا أن العرف من مذهب أصحابنا و الشائع في أخبارهم و رواياتهم: أن القرآن نزل بحرف واحد على نبي واحد، غير أنهم أجمعوا على جواز القراءة بما يتداوله القراء، و أن الانسان مخير بأي قراءة شاء قرأ، و كرهوا تجريد قراءة بعينها، بل أجازوا القراءة بالمجاز، الذي يجوز بين القراء، و لم يبلغوا بذلك حد التحريم و الحظر ». و يقول الفضل بن الحسن الطبرسي: «فاعلم أن الظاهر - من مذهب الامامية: أنهم أجمعوا على جواز القراءة بما يتداوله القراء بينهم من القراءات، الا أنهم اختاروا القراءة بما جاز بين القراء و كرهوا تجريد قراءة مفردة .

 

 

الامام الباقر علیه السلام و اثره فی التفسیر، ص ٢۵١-٢۵٢

كاد ينعقد إجماع الإمامية كانعقاد إجماع المسلمين على حجية هذه القراءات و تواترها - سواء أ كان التواتر عن النبي (صلى الله عليه و آله) أو عن أصحابها - و على جواز القراءة بها في الصلاة و غيرها، و هذا استعراض لجملة من آراء علمائهم المحققين في هذه المسألة، نبدؤها برواية صحيحة رواها محمد بن يعقوب الكليني بسنده عن الإمام الصادق أنه قال: اقرءوا كما يقرأ الناس و اقرءوا كما علمتم . أي أن الإمام الصادق يوصي أصحابه و أتباعه أن يقرءوا مثل قراءة الناس و ما شاع و اشتهر من القراءة بين ظهرانيهم و أن يقرءوا كما علموا من قبل القراء و غيرهم. و قال الشيخ الطوسي (ت: 460 ه‍) و هو يتحدث عن رأي الإمامية في الموضوع: و اعلموا أن العرف في مذهب أصحابنا و الشائع من أخبارهم و روايتهم أن القرآن نزل بحرف واحد على نبي واحد غير أنهم أجمعوا على جواز القراءة بما يتداوله القراء، و أن الانسان مخير بأي قراءة شاء قرأ، و كرهوا تجريد قراءة بعينها، بل أجازوا القراءة بالمجاز الذي يجوز بين القراء، و لم يبلغوا بذلك حد التحريم و الحضر . و قد حكى الطبرسي (ت: 548 ه‍) الإجماع عليه فقال: أعلم أن الظاهر من مذهب الإمامية أنهم أجمعوا على جواز القراءة بما تداوله القراء بينهم من القراءات، إلا أنهم اختاروا القراءة بما جاز بين القراء و كرهوا تجريد قراءة مفردة .

 

 

مباحث فی علوم القرآن، ج ٢، ص ۴١٧-۴١٨

و يكاد ينعقد إجماع المسلمين على حجيّة هذه القراءات و تواترها، سواء كان تواترها عن النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم أو عن أصحابها و على جواز القراءة بها في الصلاة. يقول الإمام جعفر الصادق (ع): "إقرؤا كما علمتم" . و قال الشيخ الطوسي [ت ك 460 ه‍] و هو يتحدّث عن رأي الإماميّة في الموضوع: " و اعلموا أنّ العرف من مذهب أصحابنا، و الشّائع من أخبارهم و رواياتهم أنّ القرآن نزل بحرف واحد، على نبيّ واحد، غير أنّهم أجمعوا على جواز القراءة بما يتداوله القرّاء، و أنّ الإنسان مخيّر بأيّ قراءة شاء قرأ، و كرهوا تجريد قراءة بعينها، بل أجازوا القراءة بالمجاز الذي يجوز بين القرّاء، و لم يبلغوا بذلك حدّ التحريم و الخطر" . و قد حكى الطّبرسي [ت: 548 ه‍] الإجماع عليه فقال: "إعلم أنّ الظاهر من مذهب الإماميّة أنّهم أجمعوا على جواز القراءة بما يتداوله القرّاء بينهم من القراءات، إلاّ أنّهم اختاروا القراءة بما جاز بين القرّاء، و كرهوا تجريد قراءة مفردة" .

 

منهج الامام الطاهر بن عاشور فی تفسیر التحریر و التنویر، ص ١١٩-١٢١

يرى ابن عاشور - كما جاء فى المقدمة السادسة التى جعلها للقراءات - أن للقراءات حالتين؛ إحداهما لا تعلق لها بالتفسير بحال، و إنما هى تتصل باختلاف القراء فى وجوه النطق بالحروف و الكلمات كمقادير المد و الإمالات و التخفيف و التسهيل و التحقيق و الجهر و الهمس و الغنة، و فى تعدد وجوه الإعراب، و مزية القراءات من هذه الجهة عائدة إلى أنها حفظت على أبناء العربية ما لم يحفظه غيرها، و هو تحديد كيفيات نطق العرب: بالحروف فى مخارجها و صفاتها، و ذلك غرض مهم جدا لكنه لا علاقة له بالتفسير. و بعد ذكره لأمثال مختلفة من شذوذ بعض القراءات و ما حدث حولها من اختلافات، و ما فعله عثمان رضى اللّه عنه فى جمع المسلمين حول المصحف الإمام، يقول: «من أجل ذلك اتفق علماء القراءات و الفقهاء على أن كل قراءة وافقت وجها فى العربية و وافقت خط المصحف - أى مصحف عثمان - و صح سند راويها؛ فهى قراءة صحيحة لا يجوز ردها، قال أبو بكر بن العربى و معنى ذلك عندى أن تواترها تبع لتواتر المصحف ناشئ عن تواتر الألفاظ التى كتبت فيها، قلت: و هذه الشروط الثلاثة، هى شروط فى قبول القراءة إذا كانت غير متواترة عن النبى صلى اللّه عليه و سلم، بأن كانت صحيحة السند إلى النبى و لكنها لم تبلغ حد التواتر فهى بمنزلة الحديث الصحيح، و أما القراءة المتواترة فهى غنية عن هذه الشروط لأن تواترها يجعلها حجة فى العربية، و يغنيها عن الاعتضاد بموافقة المصحف المجمع عليه، أ لا ترى أن جمعا من أهل القراءات المتواترة قرءوا قوله تعالى: وَ مٰا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ بطاء مشالة أى بمتهم، و قد كتبت فى المصاحف كلها بالضاد الساقطة» . و مفاد هذا الكلام أن شروط القراءات التى اتفق عليها العلماء و الفقهاء و هى التى صح سندها و وافقت خط المصحف و العربية و لو من جهة هى قراءة صحيحة لا يجوز ردّها، و أن تواترها تابع لتواتر الألفاظ الذى كتبت فيه كما يقول ابن عربى. و عند ابن عاشور: «هذه الشروط المتفق عليها بين العلماء و الفقهاء و هى شروط للقراءة غير المتواترة عن النبى صلى اللّه عليه و سلم و هى صحيحة السند، و إن لم تبلغ حد التواتر فهى غنية عن هذه الشروط لكون هذا التواتر يجعلها حجة فى الغربية، و من ثم يغنيها عن شرط موافقة رسم المصحف، و ساق ابن عاشور مثلا فيما أجمع عليه بعض أهل القراءات المتواترة عن النبى صلى اللّه عليه و سلم فى قوله تعالى: وَ مٰا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ بطاء مشالة حيث كتبت فى المصاحف كلها بالضاد الساقطة. و مع هذا نستطيع القول إن هذه الشروط الثلاثة التى أجمع عليها علماء القراءات و الفقهاء كان الغرض الأول لهم من ذلك هو جمع المسلمين حول قراءات بعينها فلا يتسع الخلاف بينهم، و قد راعوا فى شروطها التوسعة على الألسن. و ذلك ما سعى إليه عثمان رضى اللّه عنه من كتابة المصاحف و توزيعها على الأمصار، و قد قبل هذا العمل من عثمان صحابة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و منهم على بن أبى طالب رضى اللّه عنه، و قد أجمع الإمامية الاثنى عشرية المعتدلة على هذه القراءات، و كرهوا تجريد قراءة مفردة» .


١)ذكر أبو جعفر الطوسى عن قراءة الإمامية الاثنى عشرية المعتدلة «إنهم أجمعوا على جواز القراءة بما يتداوله القراء، و كرهوا تجريد قراءة بعينها» التبيان فى تفسير القرآن، ج 1، ص 7، تحقيق و تصحيح أحمد حبيب قصير العاملى، مكتبة الأمين.. النجف الأشرف.

 






****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Friday - 22/7/2022 - 13:36

مقاله دیدگاه شیخ طوسی در مورد قرائات قرآن نوشته محمد سلطانی رنانی






****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Friday - 22/7/2022 - 13:42





****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Monday - 25/7/2022 - 4:56

التبيان في تفسير القرآن    ج‏3    97

قوله تعالى: [سورة النساء (4): آية 1]

بسم الله الرحمن الرحيم‏

يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء و اتقوا الله الذي تسائلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا (1)

- آية- بلا خلاف-.

القراءة و الحجة:

قرأ أهل الكوفة (تساءلون به) بتخفيف السين، و الباقون بتشديدها، و قرأ حمزة وحده «و الأرحام» بجر الميم، الباقون بفتحها. فمن قرأ من أهل الكوفة

 

 

التبيان في تفسير القرآن، ج‏3، ص: 98

«تسائلون به» بالتخفيف فوجهه ان أصله تتساءلون، فحذف احدى التاءين و هي الاصلية، لأن الاخرى للمضارعة، و انما حذفوها لاستثقالهم إياها في اللفظ فحذفت لأن الكلام غير ملتبس. و من شدد أدغم احدى التاءين في السين، لقرب مكان هذه من هذه.

المعنى:

و معنى‏ «تسائلون به» تطلبون حقوقكم به «و الأرحام» القراءة المختارة عند النحويين النصب في الأرحام على تقدير: و اتقوا الأرحام. و تكون‏ معطوفة على موضع «به» ذكره أبو علي الفارسي، فأما الخفض فلا يجوز عندهم إلا في ضرورة الشعر كما قال الشاعر أنشده سيبويه:

فاليوم قربت تهجونا و تشتمنا     فاذهب فما بك و الأيام من عجب‏

فجروا الأيام عطفا على موضع الكاف في «بك» و قال آخر:

نعلق في مثل السواري سيوفنا     و ما بينها و الكعب غوط نفانف‏

فعطف الكعب على الهاء و الالف في (بينها) و هو ظاهر على مكنى و قال آخر:

و ان الله يعلمني و وهباو انا سوف نلقاه سوانا

فعطف وهبا على الياء في يعلمني، و مثل ذلك لا يجوز في القرآن و الكلام.

قال المازني: لأن الثاني في العطف شريك للأول، فان كان الأول يصلح أن يكون شريكا للثاني جاز و إن لم يصلح أن يكون الثاني شريكا له لم يجز، قال: فكم الا تقول:

مررت بزيد و ذاك‏[3] لا تقول مررت بك و زيد. و قال أبو علي الفارسي: لأن المخفوض حرف متصل غير منفصل فكأنه كالتنوين في الاسم فقبح أن يعطف باسم‏

 

 

التبيان في تفسير القرآن، ج‏3، ص: 99

يقوم بنفسه على اسم لا يقوم بنفسه. و يفسد من جهة المعنى من حيث ان اليمين بالرحم لا يجوز،

لأن النبي (ص) قال: (لا تحلفوا بآبائكم)

فكيف تساءلون به و بالرحم على هذا و قال إسماعيل بن إسحاق:

الحلف بغير الله أمر عظيم، و ان ذلك خاص الله تعالى، و هو المروي في أخبارنا.

و قال ابراهيم النخعي و غيره: انه من قولهم: نشدتك بالله و بالرحم. و قال ابن عباس، و السدي، و عكرمة، و الحسن، و الربيع، و الضحاك، و ابن جريج، و ابن زيد، و قتادة: المعنى و الأرحام فصلوها..






****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Monday - 25/7/2022 - 5:28

روش شناسی شیخ الطائفه در برخورد با قرائات

منهج الشیخ ابی جعفر الطوسی فی تفسیر القرآن الکریم، ص ١۶٠-١٨٧

1) عناية الطوسي بالقراءات و اللهجات

عني الطوسي بالقراءات و القرآنية و اللهجات العربية عناية واضحة في تفسيره و كان قد اشار في مقدمته له، عند الكلام على منهجه في تحريره، الى عنايته بالقراءات. وعدها من "فنون علم القرآن" .و قدمها على بقية الفنون التي اوردها معها، كالمعانى و الاعراب و الكلام على المتشابه و غيرها. و خصص لها بعد ذلك في جميع التفسير موضوعا سماه "القراءة" . أو" القراءة و الحجة " و جعلها أحيانا مع اللغة بعنوان "القراءة و اللغة" . كما جعل البحث في اللهجات ضمن هذه الموضوعات أو بعنوان "اللغة" ، و طريقته في تحرير الجميع تتلخص في أنه يذكر عقب كل آية أو مجموعة من الآيات يروم تفسيرها، ما يتعلق بها من قراءات، سواء أكانت مشهورة أم شاذة. و يشفع ذلك في الغالب ببيان قراءات الصحابة و التابعين و أهل البيت، الموائمة لتلك القراءات و المباينة لها ايضا. ثم يذكر ما له صلة بالقراءات من اللغات و اللهجات، و ما لا صلة له بها أحيانا.

و عناية الطوسي بالقراءات تتفق و وثوقه بحرفية النص القرآني ، اذ إن علم القراءات يتوخى قبل كل شيء صيانة الكتاب العزيز" من التحريف و التغيير "فضلا عن" ثمرات كثيرة "كما يقول الدمياطي. . و هي بعد تناسب اتجاهه الاصولي و الفقهي، لان القراءات أثرت علمي الاصول و الفقه بالوجوه المتعددة في استنباط الاحكام الشرعية. حتى قال الدمياطي:" لم تزل العلماء تستنبط من كل حرف يقرأ به قارئ معنى لا يوجد في قراءة الآخر "و قال:" و القراءة حجة الفقهاء في الاستناط، و محجتهم في الاهتداء، مع ما فيها من التسهيل على الامة" . و من هنا كانت القراءات من اقدم العلوم المتعلقة بالقرآن، لانها صحبت النص المنزل، كما صحبه علم التفسير. فالاهتمام بها، كما يقول الدكتور مصطفى الصاوي الجويني بحق "من آصل المناهج العملية في الدراسات القرآنية ". و اذا رجعنا الى تفسير الطوسي لنتبين منه رأيه في القراءات، ألفيناه يقول:" اعلموا أن العرف من مذهب اصحابنا و الشائع من أخبارهم و رواياتهم أن القرآن نزل بحرف واحد على نبي واحد. غير أنهم أجمعوا على جواز القراءة بما يتداوله القراء، و أن الانسان مخير بأي قراءة شاء قرأ ". ثم يشير بعد ذلك الى حديث الاحرف السبعة فيبين أن غير الامامية، رووا عن النبي (ص) أنه قال: (نزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف) و في بعضها: (على سبعة أبواب). و بين ان رواياتهم في ذلك قد كثرت. و أورد بعض ما قيل في تفسير هذه الأحرف.

و لا بد لنا بعد هذا أن نتعرف موقف الطوسي العملي من القراءات و المنهج الذي سلكه في ايرادها و توجيهها و الاحتجاج لها و قبولها أوردها.. سواء أكانت من القراءات المشهورة أم الشاذة أم من قراءات الصحابة و التابعين و أهل البيت أم غيرها من القراءات المأثورة. و اذا رجعنا الى القراءات التي أوردها، وجدناه لا يقتصر على السبع منها فحسب، و هي قراءاة نافع بن ابي نعيم المدني و عبد اللّه بن كثير المكّي و ابي عمرو بن العلاء البصري و عبد اللّه بن عامر الشامي و عاصم بن أبي النجود و حمزة بن حبيب الزيات و علي بن حمزة الكسائي الكوفيين، الذين يعرفون بالقراء السبعة. . و انما يذكر معها قراءات للثلاثة الذين هم تتمة العشرة و هم: ابو جعفر يزيد بن القعقاع المدني و يعقوب بن اسحق الحضرمي و خلف بن هشام البزار. كما يورد قراءات، في عدة مواضع، للقراء الاربعة الذين هم بعد العشرة و هم: الحسن البصري و محمد بن عبد الرحمن بن محيصن المكي و سليمان بن مهران الأعمش و يحيى بن المبارك اليزيدي. بل نراه يورد قراءات لقراء الامصار الاخرين المشهورين المعترف لهم بالامامة و الاقراء في أمصارهم، مثل حميد بن قيس الاعرج المكي و يحيى بن وثاب الكوفي و عبد اللّه بن ابي اسحق و عيسى بن عمر و عاصم الجحدري البصريين، و شريح بن يزيد الحضرمي الشامي و غيرهم ممن ذكرهم أبو عبيد القاسم بن سلاّم في أول كتابه في القراءات، و بين أنهم "تجردوا في القراءة فاشتدت بها عنايتهم و لها طلبهم، حتى صاروا بذلك أئمة يأخذها الناس عنهم و يقتدون بهم فيها" .

و قد ذكر الطوسي هؤلاء القراء مع القراء المشهورين في الامصار الاسلامية، الذين عرفوا من بعد بالقراء السبعة او العشرة. اذ لم يكن السبعة أو العشرة هم جميع القراء الذين يوثق بقراءتهم. و كثير ممن تجاوزهم ابن مجاهد، لم تكن قراءته متروكة الى عصر الطوسي، مثل قراءة يعقوب الحضرمي و عاصم الجحدري و ابي جعفر المدني و شيبة امامي نافع. و انما كان أبو بكر بن مجاهد أول من اقتصر على السبعة، ثم تابعه على ذلك من أتى بعده. و على هذا، فإن طائفة من القراءات التي لم تعّد من العشرة بل الاربع عشرة كان يقرأ بها في عصر الطوسي، فلا غرابة إذا أن يورد الطوسي قراءات لغير السبعة أو العشرة، بعد أن رأي أهل عصره يولونها أهمية و يقرأون و التابعين بها في جملة ما يقرأون.

(2) قراءات الصحابة و التابعين و أهل البيت

أورد الطوسي قراءات كثيرة منسوبة لبعض الصحابة و التابعين و أهل البيت دون أن يصفها بالشذوذ، مع انها، على أصله في اعتبار ما خالف المجمع عليه شاذا، تعد شاذة. و هذه القراءات قسمان: منه ما وافق بعض القراءات المشهورة، و منها ما خالفها بخروجه عن خط المصحف في الغالب. و هذا لا يقرأ به عند أهل العلم، لان خط المصحف العثماني نفى ما كان يقرأ به قبل كتابته. قال مكي بن ابي طالب:" هذا يقبل لصحة معناه اذا صحت روايته، و لا يقرأ به لمخالفته المصحف، و لأنه أتى بخبر الآحاد" . و وصف الباقلاني مثل هذه القراءات بأنها "اخبار آحاد غير موثق بصحتها. و أنها لا تجوز القراءة بها لعدم تواترها. . و قد سلك الطوسي في ايراد قراءات الصحابة و التابعين و أهل البيت منهجا لا يخلو من فائدة، اذ قام بعملية تنسيق بينها و بين القراءات المشهورة، فكان يذكرها في غير موضع الى جانب تلك القراءات التي قرأ بها السبعة أو العشرة. من ذلك ما بينه في قراءة قوله تعالى: (وَ لِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهٰا) ، اذ قال:" قرأ ابن عامر و ابو بكر عن عاصم "مولاّها" . و روي ذلك عن ابن عباس و محمد بن علي - يريد الباقر - فجعلا الفعل واقعا عليه، و المعنى واحد. كذلك قال الفراء و نراه يشير في موضع الى القراءات التي وافق فيها أهل البيت واحدا أو أكثر من الصحابة، من ذلك ما أورده في قراءة قوله تعالى (فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنٰاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيٰابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجٰاتٍ بِزِينَةٍ) ، فقال: "و في قراءة أهل البيت:" أن يضعن من ثيابهن "و به قرأ أبّي" . و منه ما أورده في قراءة قوله عز و جل: (وَ جٰاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ)، فبين أن فيه تقديما و تأخيرا، و المعنى: و جاءت سكرة الحق بالموت . ثم قال:" و هي قراءة أهل البيت، و به قرأ أبو بكر من الصحابة". . و في موضع آخر: أبو بكر و ابن مسعود.

و عنى الطوسي بقراءة السيدة عائشة، فأورد عدة قراءات رويت عنها، و تولى توجيه بعضها. كما في قراءة: (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ) ، التي بين فيها أنه. "روي عن عائشة أنها قرأت: "تلقونه" ، من ولق الكذب، و هو الاستمرار على الكذب. و منه: ولق فلان في السّير، اذا استمر به" ثم احتج لهذا المعنى بقول الراجز: إنّ الحصين زلق و زمّلق *** جاءت به عيس من الشام تلق . و الشاهد فيه مجيء الولق بمعنى الاستمرار في السير، اذ أن ذلك من معانيه في اللغة، كما أن من معانيه الاستمرار في الكذب. و لهذا قال الامام علي لرجل: كذبت و اللّه و ولقت. . فكان توجيه الطوسي لقراءة أم المؤمنين قائما على هذا المعنى. و نسب ابن جني هذه القراءة اليها و الى ابن عباس و ابن يعمر و عثمان الثقفي، ثم وجهها على معنى "تسرعون فيه، و تخفّون اليه"  و هو توجيه مبني على اللغة أيضا، اذ من معاني "الولق: السير السهل السريع" ،و من معانيه: الإسراع. . ورد الطوسي بعض القراءات الى مصحف السيدة عائشة ، كقراءة: (إلا أوثانا) ، في قوله تعالى:: (إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاّٰ إِنٰاثاً) . و بين أن ذلك روي عن عروة عن ابيه، و إن ابن عباس كان يقرؤها: (إلا وثنا) ، جمع وثن.. حتى قال: "و القراءة المشهورة (إناثا) و عليه القراء من أهل الامصار" . و اشار في غير موضع الى موافقة قراءتها لقراءة الامام علي بن أبي طالب خاصة. من مثل ما بينه في قراءة الآية 98 من سورة الأنبياء، و هو أنهما قرأ (حطب جهنم) ، و ان الحسن قرأ: حضب" بالضاد، و معناه: ما تهيج به النار و تذكى و القراءة المشهورة: (حصب) بالصاد.

و عناية الطوسي بقراءات أهل البيت ظاهرة في تفسيره، ففيه قراءات كثيرة لعلي بن أبي طالب، و محمد الباقر جعفر الصادق، و أغلبها موافق لقراءة المشهورين، أو قراءة بعض الصحابة و التابعين. و قد تبين فيما أوردناه آنفا شيء من ذلك. كما أن منها ما تفردوا بقراءته، أو قل: روي عنهم كذلك، و كان موافقا للعربية و خط المصحف. مثل القراءة التي نسبها الى جعفر الصادق، و هي (و لا تموتن الا و أنتم مسلّمون) بتشديد اللام، في مقابل تخفيفها لدى بقية القراء. ثم بيّن معناها فقال: "و معناه: الا و أنتم مستلمون لما أتى به النبي، و منقادون له" . و من هذه القراءات التي أوردها الطوسي منسوبة الى أهل البيت، ما يخالف خط المصحف. كالقراءة التي أوردها القمي من قبل، (و اج عل لنا من المتقين إماما) ، بدلا من القراءة المشهورة المجمع عليها: (وَ اجْعَلْنٰا لِلْمُتَّقِينَ إِمٰاماً). فهذه القراءة مخالفة لخط المصحف، و كأنها اجتلبت لتؤكد الامامة التي هي أصل مهم من أصول الدين عند الامامية، و كم كان جميلا و مفيدا لو أن أبا جعفر الطوسي رحمه اللّه أبدى رأيه في هذه القراءة و أمثالها، و لم يكتف بحكايتها، و خاصة أن نسبتها الى الائمة غير مقطوع بها.

(3) القراءات المشهورة و توجيهها

عني الطوسي عناية فائقة بالقراءات المشهورة التي قرأ بها العشر، و هم الذين ذكرناهم سالفا، فانبرى يوجه هذه القراءات و يعللها و يحتج لها، و يوازن بينها فيرجح بعضها على بعض او يرتضي بعضها دون بعض، و يقيم ذلك كله على أسس و قواعد مقبولة. و كأنه عرف لهؤلاء مكانتهم. اذ كان أهل أمصارهم مجمعين على قراءتهم أو كان أكثرهم كذلك. و عنايته بالقراءات السبع خاصة أظهر و أوضح. و يقول ابن مجاهد ان قراءها" خلفوا في القراءة التابعين و أجمعت على قراءتهم العوام من أهل كل مصر من الامصار التي سميت و غيرها من البلدان التي تقرب من هذه الامصار ".و كان قد ذكره قبل ذلك أن هؤلاء السبعة من أهل الحجاز و العراق و الشام. .

و كثيرا ما يورد الطوسي قراءة السبعة و يقابلها بقراءة بعض العشرة، و خاصة اذا اجمع السبعة على حرف واحد، كما في قراءة قوله تعالى: (وَ تَحْمِلُ أَثْقٰالَكُمْ إِلىٰ بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بٰالِغِيهِ إِلاّٰ بِشِقِّ الْأَنْفُسِ) . اذ يقول:" و الشق: المشقة و فيه لغتان: فتح الشين و كسرها. فالكسر عليه القراء السبعة، و بالفتح قرأ أبو جعفر المدني ". و ابو جعفر ثامن القراء العشرة. و قد تقدمت الاشارة اليه فيما مضى. و نراه يسمي السبعة و بقية القراء المشهورين:" قراء أهل الامصار "فيقول في القراءة المشهورة: (وَ إِنْ كُنْتُمْ عَلىٰ سَفَرٍ وَ لَمْ تَجِدُوا كٰاتِباً) :" و قد روي عن ابن عباس و مجاهد و غيرهما (و لم تجدوا كتابا)، يعني ما تكتبون فيه من طرس و غيره. و المشهور هو الاول الذي حكيناه عن قراء أهل الامصار" . هذا اذا اجمعوا على قراءة، فان اختلفوا فله في ذلك - غالبا - أسلوبان بحسب ما تقتضيه القراءة أحدهما: أن ينص على القراء فيذكر أسماءهم دون الإشارة الى أمصارهم. سواء أكانوا من السبعة أم من العشرة، كما في قراءة قوله تعالى: (وَ لاٰ يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسٰارِعُونَ فِي الْكُفْرِ) التي يقول فيها: "قرأنا في جميع القرآن (ي حزنك) بضم الياء، الا قوله: (لاٰ يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ) "  و الباقون بفتح الياء في جميع القرآن. و قرأ أبو جعفر عكس ما قرأ نافع، فأنه فتح في جميع القرآن الا قوله: "لا يحزنهم" فإنه ضم الياء. ثم قال:" و حكى البلخي عن ابن أبي محيصن . الضم في الجميع ". فانظر اليه كيف و ازن بين قراءة نافع المدني و قراءة بقية السبعة. ثم بين قراءته و قراءة استاذه أبي جعفر المدني، و اوضح أن احدهما كان يقرأ، في الحروف التي ذكرها، عكس الآخر. ثم اليه و هو يقابل قراءة الجميع بقراءة ابن محيصن الذي هو من القراء الأربعة عشر. و الاسلوب الثاني: أن ينص على امصار هؤلاء القراء دون اسمائهم، اذا كان أهل المصر الواحد مجمعين على قراءة واحدة لآية من الآيات الكريمة. و ذلك ما يتبين في قراءة قوله تعالى: (مَنْ كٰانَ عَدُوًّا لِلّٰهِ وَ مَلاٰئِكَتِهِ وَ رُسُلِهِ وَ جِبْرِيلَ وَ مِيكٰالَ فَإِنَّ اللّٰهَ عَدُوٌّ لِلْكٰافِرِينَ) ، التي يقول فيها:"...

و قرأ أهل البصرة (ميكال) ، بغير همز و لا ياء. و قرأ أهل المدينة بهمزة مكسورة بعد الألف مثل "ميكاعل" و الباقون باثبات ياء ساكنة بعد الهمزة على وزن (ميكاعيل) . و هذا يعني أن اهل المدينة قرأوا (ميكائل) و ان الباقين الذين أشار اليهم قرأوا: "ميكائيل" مثل (جبرائيل). و المشهور من أهل البصرة أبو عمرو بن العلاء، و من أهل المدينة نافع. و الباقون هم أهل مكة و الكوفة و الشام. و هي الامصار التي اشتهرت بالاقراء و نبغ فيها كبار القراء. فاذا انفرد قارئ أو اكثر في مصر من الامصار بقراءة مخالفة لقراءة مصره بين ذلك الطوسي. كما في قراءة قوله عز و جل: (خُشَّعاً أَبْصٰارُهُمْ) ، التي قال فيها:" قرأ (خشّعا) على الجمع، أهل العراق الا عاصما. و الباقون: (خاشعا) على وزن" فاعل "و نصبوه على الحال" . و كذا الحال حين ينفرد راو من رواة القراء المشهورين بقراءة مخالفة لبقية الرواة. فان الطوسي يبين ذلك كما بينه في قراءة قوله تعالى (وَ أَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خٰالِدِينَ فِيهٰا) . اذ قال:" قرأ أهل الكوفة الا ابا بكر "سعدوا" بضم السين. و الباقون بفتحها ." و أهل الكوفة هم عاصم و حمزة و الكسائي من السبعة، و خلف البزار من العشرة. و ليس المراد بأبي بكر الذي ذكره الطوسي عاصم بن أبي النجود الذي يكنى أبا بكر أيضا بل المراد به شعبة بن عياش احد أشهر روايين عن عاصم، و الآخر حفص المشهور بروايته عنه. . و يدل على ما قلناه أن أبا بكر بن مجاهد قال في هذه القراءة: "و اختلفوا في ضم السين و فتحها من قوله (وَ أَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا) فقرأ ابن كثير و نافع و أبو عمرو و عاصم في رواية أبي بكر (سعدوا) بفتح السين. و قرأ حمزة و الكسائي و حفص عن عاصم: (س عدوا) بضم السين". . و هؤلاء هم الكوفيون الذين اشار اليهم الطوسي بذكر امصارهم دون اسمائهم ايجازا فيما يبدو. و لما كان كتاب الطوسي ليس بكتاب قراءات. بل هو كتاب تفسير، فأنه لم يفرد لأصول القّراء بابا خاصا بها، كما يفعل المصنفون في القراءات. و انما كان يذكر ذلك مع فرش الحروف، فهو كثيرا ما يشير الى أصول القراء و مذاهبهم المتعددة في القراءات، من خلال ايراد القراءات في مواضعها المتباينة في تفسيره. فمثلا نراه يذكر في قراءة قوله تعالى: (قُلْ أَ رَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتٰاكُمْ عَذٰابُ اللّٰهِ) ، أنه" قرأ الكسائي وحده: (أريّتكم) و ما جاء منه اذا كان استفهاما، بحذف الهمزة التي بعد الراء، و الباقون باثباتها و تخفيفها، الا أهل المدينة فإنهم جعلوها بين بين. فان كان غير استفهام اتفقوا على اثبات الهمزة و تخفيفها، الا ما رواه ورش في تحقيقها في ستة مواضع ذكرت في باب الهمزة القراءات" . و ورش هو عثمان بن سعيد المصري الملقب بورش ، احد راويين شهيرين عن قارئ المدينة نافع بن أبي نعيم، و الآخر هو عيسى بن مينا الملقب بقالون. و كلاهما أخذ القراءة فيمن أخذ عن نافع من غير واسطة. فمراد الطوسي بقوله: "الا ما رواه ورش في تحقيقها" يعني عن نافع لأنه كما بينا اشهر الرواة عنه. و قد اختاره مع قالون في رواية قراءة نافع ابو بكر بن مجاهد في كتابه في القراءات السبع، ثم حذا خذوه من تبعه من أئمة الاقراء مثل مكي بن أبي طالب و أبي عمرو الداني و الشاطبي، ثم من بعد ابن الجزري و كثير غيرهم حتى يومنا هذا، و ان لم يقتصر ابن مجاهد على هذين غيرهم حتى يومنا هذا، و ان لم يقتصر ابن مجاهد على هذين الراويين، و انما ذكر روايات لآخرين رووا عن نافع و هم كثير. . و كما يذكر الطوسي القراء المشهورين و رواتهم الذين أخذوا عنهم القراءات يذكر ايضا الطرق التي رويت بها تلك القراءات التي شاعت و ذاعت بين الأمصار الاسلامية، و تلقاها الناس بالقبول. فهؤلاء الرواة متعددون عن القارئ الواحد، و كذلك طرقهم. و لنضرب لذلك مثلا قارئ مكة الكبير عبد اللّه بن كثير ثاني القراء السبعة. فان له راويين مشهورين هما أحمد بن محمد البزي و محمد بن عبد الرحمن الملقب بقنبل ، و لكل راو منهما طرق متعددة. فنرى الطوسي يذكر بعض هذه الطرق عن البزي في بيانه لقراءة قوله تعالى (فَإِذٰا هِيَ تَلْقَفُ مٰا يَأْفِكُونَ) ، اذ يقول: "قرأ حفص عن عاصم (تلقف) خفيفة. و الباقون بتشديد القاف. و قرأ ابن كثير (فاذا هي تّلقّف) بتشديد التاء و القاف في رواية البزي عنه، الا النقاش و ابن فليح" . و نراه في قراءة الآية 44 من سورة ف صّلت، يذكر مع طرق الرواية عن ابن كثير، بعض طرق الرواية عن عبد اللّه بن عامر قاريء الشام، و أحد رواة قرائه هشام بن عمار. فيذكر أن الحلواني قرأ عن هشام (أعجميّ و عربّي) على الخبر.

و عني الطوسي بتوجيه القراءات القرآنية المشهورة و بيان حججها، فكان يذكر في فرش الحروف كل حرف و من قرأبه و علته و حجة كل فريق، ثم يختار في عدة مواضع ما يراه الارجح، و ينبه على علة ذلك الاختيار في أخرى.

و قد بنى توجيهه للقراءات على أسس متنوعة أظهرها قواعد النحو و الصرف و اللغة و أساليب البلاغة و القراءات الاخرى الواردة و خط المصحف. و بنى موازنته بين القراءات و ترجيح بعضها على بعض او تضعيف بعضها دون بعض على أساس من الاجماع و النحو و اللغة و خط المصحف و النزول. و الطوسي حين يبني توجيهه للقراءات المشهورة و بيان حجيتها على قواعد النحو و الصرف، يلحظ أن هذه القواعد لا بد للقراءة المقولة أن توافقها، اذ هي أحد الاركان الثلاثة الرئيسة اللازمة لصحتها و مجافاتها عن الضعف و الشذوذ. فنراه مثلا يوجه قراءة عبد اللّه الملك بن عامر قارئ أهل الشام (و بالزّبر) باثبات الباء، و قراءة الباقين (و الزبر) بحذفها، في قوله تعالى (جٰاؤُ بِالْبَيِّنٰاتِ وَ الزُّبُرِ)، توجيها قائما على احد القواعد النحوية المقررة، و هو أن" من حذف فلأن واو العطف أغنت عن تكرار العامل. و من أثبتها فانما كرر العامل تأكيدا. و لما كان هذان الوجهان متساويين من ناحية القوة و ليس لاحدهما ما يرجح به على الآخر، بين ذلك الطوسي فقال: و كلاهما جيدان ". و في تفسير الآية 173 من البقرة، يذكر أن نافعا و ابن عامر و ابن كثير و الكسائي قرأوا (فمن اضطرّ) بضم النون" و ان الباقين قرأوها بكسرها. ثم يوجه القراءتين توجيها صرفيا فيقول: "من كسر فلالتقاء الساكنين، و من ضمها أتبع الضمة الضمة في الطاء" . و نراه يبني توجيهه لبعض القراءات على قواعد اللغة. و هذا يرجع الى الاصل الذي ذكرناه سالفا، و هو موافقة العربية، كقراءة من قرأ (الريح) بالافراد في قوله عز و جل: (وَ تَصْرِيفِ الرِّيٰاحِ وَ السَّحٰابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمٰاءِ وَ الْأَرْضِ) ، فقد بين بعد ايراد هذه القراءة و الاخرى التي بالجمع، أن "من وحد أراد به الجنس، كما قالوا: أهلك الناس الدينار و الدرهم" .

و نراه أيضا يوجه طائفة من القراءات توجيها لغويا صوتيا، مبنيا على العلاقة الصوتية بين الحروف في العربية. و هي العلاقة التي كان القراء المجيدون يولونها أهمية عند القراءة و الأداء. فهو يذكر في قراءة قوله تعالى (وَ لَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا اَلْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهٰا) ، ان "من كسر الباء من البيوت فلاستثقال الخروج من الضم الى الياء"  و هذا صحيح، لان الضمة و ان كانت تشابه الكسرة من الناحية الصوتية، باعتبارهما من أصوات الّلين الضيقة، حتى ان احداهما تحل محل الاخرى في كثير من الظواهر اللغوية، إلا أن الكسرة تتسم بالرقة و تلائم حرف اللين الياء، و هي أرق من الضمة التي تعد مظهرا من مظاهر الخشونة البدوية. فالانتقال من الكسر الى الياء ايسر من الانتقال من الضم اليها.

و يوجه الطوسي بعض القراءات توجيها مبنيا على أساليب البلاغة العربية كأسلوب الالتفات، و يحتج لذلك بأشعار العرب و نص القرآن و غيرهما من الأدلة المعتبرة، ففي قراءة قوله تعالى (وَ إِذْ أَخَذْنٰا مِيثٰاقَ بَنِي إِسْرٰائِيلَ لاٰ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّٰهَ وَ بِالْوٰالِدَيْنِ إِحْسٰاناً) و ذي القربى و اليتامى و المساكين و قولوا للناس حسنا ، يذكر أن ابن كثير و حمزة و الكسائي قرأوا (لا يعبدون) بالياء، و أن الباقين قرأوا بالتاء، ثم يوجه القراءة الاولى على قاعدة الالتفات البلاغية فيقول: "من قرأ بالياء تقديره أنه أخبر أنه تعالى أخذ ميثاقهم لا يعبدون الا اللّه، و بالوالدين إحسانا. ثم عدل الى خطابهم فقال: (وَ قُولُوا لِلنّٰاسِ حُسْناً). و حتى يدلل على قوة هذا الوجه، يبين ان الالتفات معروف في ألسنة العرب، و أنها" تفعل ذلك كثيرا ".و يحتج له بقول عنترة . شطّت مزار العاشقين فأصبحت عسرا عليّ طلابك ابنة مخرم و يقول:" و التاء من أصبحت كناية عن المرأة، فأخبر عنها ثم خاطبها". . و مثل ذلك ما أورده في قراءة قوله تعالى (تِلْكَ حُدُودُ اللّٰهِ وَ مَنْ يُطِعِ اللّٰهَ وَ رَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنّٰاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهٰارُ خٰالِدِينَ فِيهٰا) ، اذ بين أن نافعا و ابن عامر قرأ، "تدخله" بالنون، و أن الباقين قرأوا بالياء. ثم قال: "فمن قرأ بالياء فلان ما تقدم لفظ الغائب، و من قرأ بالنون عدل عن خطاب الغائب الى الاخبار بنون العظمة "ثم احتج له بقوله تعالى في موضع أخر" بل اللّه مولاكم ":و قوله بعده" سنلقي "،و بين أنه عدل فيه عن الغائب . و مراده بالغائب قوله تعالى:" بل اللّه".

و وجه بعض القراءات توجيها بلاغيا قائما على أساليب المجاز في العربية، كقراءة حمزة و الكسائي (و لا تقتلوهم حتى يقتلوكم) (فان قتلوكم) بغير ألف، بدلا من قراءة الباقين بألف في جميع ذلك. ، فقد بين أن وجه القراءة الاولى" انه جاء في كلام العرب اذا قتل بعضهم قالوا قتلنا. فتقديره: حتى يقتلوا بعضكم " و مراده أن هذه القراءة مبنية على ضرب من المجاز عرفته العرب في كلامها و تحاورها، و هو ذكر الكل و ارادة الجزء، كما قال سبحانه (جَعَلُوا أَصٰابِعَهُمْ فِي آذٰانِهِمْ) ، مع أن المجعول فيها بعض الأصابع و هو أطرافها، لا جميعها. و بين في موضع آخر أن أهل الكوفة قرؤوا قوله تعالى (سِحْرٰانِ تَظٰاهَرٰا) بغير ألف، و أن الباقين قرأوها: (ساحران تظاهر) بألف. ثم قال:" و من اختار "ساحران" فلانه قال: (تظاهرا) ، و ذلك انما يكون بين الساحرين دون السّحرين، و من قرأ (سحران) قال: في ذلك ضرب من المجاز، كما قال: (بِكِتٰابٍ مِنْ عِنْدِ اللّٰهِ هُوَ أَهْدىٰ). و الكتاب يهتدى به و لا يهدي، و انما يقال ذلك مجازا. و كما رد الطوسي آية الى أخرى ليفسرها بها، ردّ بعض القراءات الى بعض ليحتح لها، فالآية تكون عنده قرينة على أخرى في تبين وجوه القراءات و عللها فنراه مثلا في قراءة قوله تعالى (وَ وَصّٰى بِهٰا إِبْرٰاهِيمُ بَنِيهِ وَ يَعْقُوبُ) ، يبين أن أهل مكة و البصرة و الكوفة قرأوا كلمة "وصّى" مشددة الصاد، و أن أهل المدينة و ابن عامر قرأوا (أوصى) . ثم أورد حجة الفريقين و ساوى بينهما في القوة و الدلالة، فقال: "و من قرأ (وصّى) ذهب الى قوله: "فلا يستطيعون توصية" .. و من قرأ (أوصى) فلقوله (مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهٰا) و كلاهما جيدان" . فلم يختر واحدة منهما، على حين اختار مكي القراءة الأولى، لما في التشديد من المبالغة في المعنى، و لاتفاق أكثر القراء عليها. .

و يبين الطوسي أن مصاحف الأمصار المشهورة، كمصحف أهل الشام و أهل البصرة، حجة للقراء و سند لهم في قراءاتهم. اذ وافقوا تلك المصاحف المجمع عليها في أمصارهم، فيما قرأوا من قراءات. ففي قراءة الآية 75 من الاعراف يذكر ان عبد اللّه بن عامر، قارئ الشام الكبير، قرأ (و قال الملأ) ، بزيادة واو. ثم يقول مستمدا من ابن مجاهد: "و كذلك هي في مصاحف أهل الشام" . و في قراءة الاية 88 من سورة" المؤمنون "يذكر أن أبا عمرو - إمام قراء البصرة - قرأ (سيقولون اللّه) بألف، و أن الباقين قرأوا: (لله) بغير ألف. ثم يقول: و ذكر أنها في مصاحف أهل الامصار بغير ألف، و في مصحف أهل البصرة بألف. . و يشعرنا الطوسي في أحد المواضع أن من القراء من يجعل بعض المصاحف الخاصة التي اشتهرت عن عدد من الصحابة حجة له في قراءته، من دون أن يخرج فيها عما يحتمله خط المصحف. فذلك ما يبينه في قراءة قوله عز و جل (وَ يَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ) ، فيقول:" قرأ حمزة و نصير: و يقاتلون الذين يأمرون " بألف، لأن في مصحف عبد اللّه - يريد ابن مسعود - (و قاتلوا) . ثم يرجح قراءة الاكثرين على هذه القراءة فيقول: "و الاجود ما عليه الجماعة" . و يشعرنا في موضع آخر أن من القراء من كان يحتج لقراءته بقراءة بعض الصحابة فيبين في قراءة الآية 35 من سورة "المؤمن" أنه "قرأ أبو عمرو، و الاخفش و الداجوني عن هشام، و قتيبة (على كلّ قلب متكبر) منونا، و الباقون على الاضافة" يريد: على كلّ قلب متكبر ".ثم يوضح وجه القراءتين و حجج الفريقين فيقول:" من نوّن جعله نعتا للقلب، لان القلب اذا تكبر تكبر صاحبه كما قال: (فَظَلَّتْ أَعْنٰاقُهُمْ لَهٰا خٰاضِعِينَ). لان الاعناق اذا خضعت خضع أربابها.. و من أضاف قال: لأن في قراءة ابن مسعود (على قلب كل متكبر جبار). .

[ترجیح بعض القراءات علی بعض]

و لم يقف الطوسي عند توجيه القراءات المشهورة و بيان عللها و حجج القراء فيها فحسب، بل أبدى رأيه في طائفة منها، بترجيح بعضها على بعض و اختيار ما رآه الاقوى منها، و تضعيف البعض الآخر، أو استحسان الجميع، و استبعاد ما عدّ خطأ من القراء بحمله على وهم الراوي، و غير ذلك مما تبدو فيه شخصيته ناقدة ممحصة لا تقف عند حدود جمع الآراء و تدوينها، و كأنه لحظ قول أبي بكر بن مجاهد في أول كتاب السبعة من أن "ما روي من الاثار في حروف القرآن منها المعرب السائر الواضح، و منها المعرب الواضح غير السائر، و منها اللغة الشاذة القليلة، و منها الضعيف المعنى في الاعراب، غير أنه قرئ به و منها ما توهم فيه فغلظ به - فهو لحن غير جائز - عند من لا يبصر من العربية الا اليسير، و منها اللحن الخفي الذي لا يعرفه الا العالم النحرير و بكل قد جاءت الآثار" .

و أهم ما اعتد به الطوسي في ترجيح القراءات عند الموازنة بينها، إجماع القراء على قراءة واحدة، أو اتفاق جمهورهم و الكثرة الكاثرة منهم عليها. و هذا الاصل معتمد عند مكي بن ابي طالب خاصة، و قد أخذ به في مواضع كثيرة من كتابه "الكشف" . و هو بعد قائم على اصول الرواية عند الطوسي، اذ هو يعتد بالمجمع عليه، و بما عليه الاكثرون، كما رأينا ذلك في تعامله مع المنقول في التفسير، و لا يطمئن اطمئنانا كافيا للقول المفرد و الرواية الشاذة. غير أنه، فيما يتعلق بالقراءات المشهورة، لا يعد القراءة المخالفة لجميع القراء أو أكثرهم ضعيفة أو شاذة، اذ صحت عنده و لم يجد فيها ما يضعفها، و انما يرجح ما عليه الاكثرون عليها، أو يختاره دونها. و آية ذلك أنه ذكر في قراءة قوله تعالى (وَ أَرِنٰا مَنٰاسِكَنٰا)، أن الاختيار في" أرنا "كسر الراء، و أنها قراءة الجمهور، و أن ابن كثير سكّنها، و في بعض الروايات عن أبي عمرو، على وجه التشبيه بما يسكّن في مثل كبد و فخذ. و احتج لها بقول أبي النجم العجلي . لو عصر منه المسك و البان انعصر فاختار قراءة الجمهور دون قراءة ابن كثير و أبي عمرو، بعد أن احتج للاخيرة ببعض المأثور من اشعار العرب. و هذا دليل على أن لها وجها في العربية عنده، فهي على هذا مقبولة و ان لم تكن المختارة. و ذكر في قراءة قوله تعالى (وَ لاٰ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمٰا آتٰاهُمُ اللّٰهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ) ، أنّ حمزة قرأ (و لا تحسبن) بالتاء المعجمة من فوق" و أن الباقين قرأوا بالياء، ثم قال: "و هو الأقوى لان عليه أكثر القراء" . فرجح قراءة الاكثرين على قراءة حمزة لانفراده بها دون الباقين.

و على أساس من قواعد النحو رجح الطوسي بعض القراءات على بعض، و ان لم يقل بضعفها، و ضعف أخرى و نصّ على ذلك. فمن الاول قراءة أكثر القراء في قوله تعالى (وَ لاٰ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمٰا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ) بالياء و فتح السين، فقد رآها أقوى من قراءة حمزة (و لا تحسبن) بالتاء و فتح السين. و علة ذلك:" أن حسبت يتعدى الى مفعولين و "أن" على تقدير مفعولين لأن (أَنَّمٰا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ) سد مسدّ المفعولين اللذين يقتضيهما "يحسبن" . و هذا يعني قوة القراءة التي بالياء. و كأنه لم ير لقراءة حمزة وجها نحويا قويا أو مساويا لهذه القراءة. على حين وجد لها مكي ذلك الوجه فجعل" الذين كفروا "مفعولا أولا للفعل" تحسب "و" أنما " و ما بعدها بدلا من المفعول الاول في موضع نصب" فيسد مسد المفعولين كما لو لم يكن بدلا. و قدّر "هاء" محذوفة في "نملي" و جعل معنى الكلام:" و لا تحسبن يا محمد الذين كفروا أن الذي نمليه لهم خير لانفسهم" . و هذا الاعراب ذهب اليه من بعد ابو البركات الأنباري في كتابه "البيان في غريب اعراب القرآن"، عندما عرض لاعراب القراءتين، و بين وجه قراءة الاكثر كما بينه الطوسي، الا أنه لم يرجحها على قراءة حمزة من الوجهة النحوية، بل اكتفى ببيان وجهها النحوي كما أسلفا ، و كذلك كان موقف مكي.

و من الثاني الذي ضعفه على أساس نحوي أيضا، قراءة عبد اللّه بن عامر برفع (ميتة) في قوله عزّ و جل: " قُلْ لاٰ أَجِدُ فِي مٰا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلىٰ طٰاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاّٰ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً.." ، بدلا من قراءة الباقين بنصبها. فقد وجه هذه القراءة بأن (ميتة) فيها، فاعل للفعل "يكون" الذين هو هنا فعل تام، و ليس فعلا ناقصا يدخل على المبتدأ و الخبر. ثم ضفها بعد ذلك بقرينة السياق في الآية نفسها فقال: "و هذه القراءة ضعيفة، لأن ما بعده (أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ) بالعطف عليه" . و مراده أن المعطوف و المعطوف عليه متشاكلان في الحكم الاعرابي، و اذا فلا بد من نصب "ميتة" في الآية الكريمة، لان ما عطف عليها منصوب. و تلمس ابن الانباري وجها لقراءة ابن عامر، فقال: "و كان يلزم من قرأ ميتة بالرفع أن يكون: أو دم مسفوح، بالرفع و كذلك ما بعده الا أنه عطف على " أن "و لم يعطف على" ميتة".

.و بنى الطوسي قوة بعض القراءات على ظواهر صوتية لغوية تتصل بمخارج الحروف و جرسها و صفاتها و نحو ذلك مما عنى به القراء و اللغويون قديما. فبيّن في قراءة قوله تعالى: (وَ مٰا قَتَلُوهُ يَقِيناً بَلْ رَفَعَهُ اللّٰهُ إِلَيْهِ) ، أن من القراء من أدغم اللام في الراء في "بل رفعه" ،و منهم من لم يدغمه. و لم يقف عند بيان صورة القراءتين، بل رجح الاولى منهما على أساس صوتي قائلا، و هو الاقوى لقرب مخرج اللام من مخرج الراء ".ثم وازن بين هذا الادغام و ادغام آخر قريب منه إلا أنه عكسه فقال:" و هو أقوى من ادغام الراء في اللام، لان في الراء تكريرا، فهو يجري مجرى الحرفين ". و علة القرب بين اللام و الراء الذي اشار اليه، أن كليهما من الحروف المذلقة التي تخرج من ذلق اللسان. و امتدت عناية الطوسي بخط المصحف و مراعاته له، الى تحكيمه في أداء القراءات وقفا و وصلا. فرأى أن الوقف على" لات "في قوله تعالى: (فَنٰادَوْا وَ لاٰتَ حِينَ مَنٰاصٍ) يكون" بالتاء على قياس نظيرها من ثمت و ربت، لان ما قبلها ساكن" و بيّن أنه قول الفراء، و أن الكسائي كان يقف عليها بالهاء:" لاه "يجعل الألف في نية الحركة. ثم قال:" و من زعم أنه (لا تحين) موصولة فقد غلط، لأنها في المصحف و تأويل العلماء مفصولة" . و كأن هذا رد على من لا يجيز الوقوف على" لات" وحدها لأنها اذا كانت مفصولة في الخط - و هي كذلك - صح الوقوف عليها، و امتنع اذا اوصلت بالحين، لانهما عندئذ في حكم الكلمة الواحدة. و قد اختار الطوسي الأقوى في الوقف على (لات)، اذ ليس وقف الكسائي هو المختار فيما يبدو. و حكى خلافه كما ترى، عن أقرب تلاميذه اليه و هو الفراء و أيضا بين مكى أن "المعمول عليه بالتاء كما هي في الخط" و قال: "و هو الاختيار" . فكان اختياره طبقا للآشهر مراعاة لخط المصحف. غير أن الطوسي كان اختياره على أساس لغوي و هو القياس على النّظير كما بيناه آنفا، اعتمادا على قول الفراء. مع أن خط المصحف أقوى دلالة من ذلك لانه نص. و قد رسمت فيه بالتاء الطويلة دون المدورة و لم يحكوا خلافا في ذلك، في أي مصحف من مصاحف الامصار.

و مما يذكر للطوسي في هذا المقام، حمله لبعض القراءات المروية عن السبعة على وهم الراوي لاخطأ القارئ. و هذا قائم عنده على الثقة بهؤلاء القراء. فنراه يحمل ما رواه قنبل عن ابن كثير في قراءة قوله تعالى (فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَ الْأَعْنٰاقِ) ، بهمز (السوق) بدلا من تركه في قراءة الباقين، على وهم الراوي فيحكى عن أبى مجاهد أن القراءة الصحيحة عن ابن كثير (بالسّؤوق) على" فعول" ،لان الواو لما ضمت همزها. غير أن الطوسي لم يعدم توجيه القراءة المروية عن ابن كثير: السؤق. بل حاول أن يتلمس لها وجها مقبولا في العربية، اذ ردها الى لغة من لغات العرب فقال: "و من همز (سوق) فعلى لغة من قال: أحبّ المؤقدين إليّ مؤسى، فهمز، أنشده أبو الحسن - يريد الأخفش - لأبي حية النميري" . و اضاف الى هذا الدليل الذي يعتمد على الرواية، دليلا آخر من قبيل الدراية، و هو أن الوار لما لم يكن بينها و بين الضمة التي على السين حاجز، صار كأن الضمة عليها فهمزت.

. (4) القراءات الشاذة و الاحتجاج لها

هناك خلاف في ماهية القراءات الشواذ، هل هي تتعين بعدد معلوم من القراءات، كالذي تجاوز السبع أو العشر، أو تتعيّن على وفق أصول أخرى لا علاقة لها بالعدد؟ فابن جني يذكر في كتابه" المحتسب "أن أهل زمانه يعدون ما تجاوز القراءات السبع شاذا، و هذا المفهوم أص له من قبل ابن مجاهد، ، ثم أخذ به الناس فيما يبدو، حتى انتهى الى أيام ابن جني فحكاه عنه، و ألف كتابه في القراءات الشواذ على هذا الأساس. و كأنه لم يكن مقتنعا تمام الاقتناع بتسمية هذه القراءات جميعا شاذة حين قال في مقدمة كتابه المذكور: غرضنا منه أن نرى وجه قوة ما يسمى الان شاذا" . و كأنه لحظ أن الناس قد تتوهم أن ما عدا السبع بأجمعه واهن في فصاحته و عربيته، فأراد أن يسد هذا الباب فقال:" إلا أنه مع خروجه عنها - أي عن السبع - نازع بالثقة الى قرائه، محفوف بالروايات من أمامه و ورائه. و لعله او كثير منه مساو في الفصاحة للمجتمع عليه " و هذا يصدق بوجه خاص على القراءات الثلاث المتممة للعشرة، و هي قراءة أبي جعفر المدني و يعقوب الحضرمي و خلف بن هشام البزار، اذ لم تعد هذه القراءات من الشواذ التي استقر في عرف العلماء عدم جواز القراءة بها بل غدت من القراءات المشهورة التي تجوز القراءة بها مع السبع. و قد نقل البغوي في تفسيره الاتفاق على ذلك،، و جزم به تقي الدين السبكي . لان هذه القراءات لم ترد في رأي الجمهور آحادا، بل رويت مستفيضة، بل "في الصحيح المختار المشهور" متواترة كما يذكر الدمياطي، و متفقا على تواتراها كما يذكر القسطلاني . أما القراءات الاربع التي هي بعد العشرة، و هي قراءة ابن محيصن و اليزيدي و الحسن البصري و الاعمش فقد اتفق على شذوذها. . لعدم استفاضتها. و حكى الصفاقسي عن تقي الدين السبكي، أنه قال: "لا تجوز القراءة بالشاذ، و الصحيح أنه ما وراء العشرة" . فحاصل هذه الاقوال ان الشاذ من القراءات ما تجاوز العشر، هذا عند الفقهاء و الأصوليين و المحدثين خاصة. اما عند غيرهم و هم الذين يطلق عليهم اسم المحققين مثل مكي بن ابي طالب و ابن عبد البر و أبي شامة و ابن الجزري و غيرهم ممن تابعهم، فان القراءات لا تعد شاذة الا اذا خالفت الاسس الثلاثة التي اجمعوا عليها، أو خالفت بعضها. و كان ابو بكر بن مجاهد رحمه اللّه قد وضع هذه الاركان الثلاثة الاساسية في قبول القراءة، و هي أن تكون موافقة لخط المصحف العثماني، و ان تكون منقولة عن الرواة الثقات، و لا بد أن تكون موافقة للعربية. " و بذلك درأ عن القراءات مزلات كانت توشك أن تقع فيها، حتى عند قراء مهمين في زمنه مثل: ابن مقسم العطار و ابن شنّبوذ. و درأ عن القراء بجانب ذلك اضطرابهم ازاء أئمة القراءات الكثيرين الذين أخذوا يعدون بالعشرات و تصنف فيهم المصنفات ". و على هذا الاساس المتين وقف علماء القراءات من بعد، قال مكي بن أبي طالب:" ان جميع ما روي من القراءات على ثلاثة أقسام: قسم يقرأ به اليوم، و ذلك اجتمع فيه ثلاث خلال: و هي أن ينقل عن الثقات الى النبي (ص)، و يكون وجهه في العربية التى نزل بها عن الثقات الى النبي (ص)، و يكون وجهه في العربية التي نزل بها القرآن شائعا، و يكون موافقا لخط المصحف. فإذا اجتمعت فيه هذه الخلال الثلاث، قرئ به و قطع بصحته و صدقه. لأنه أخذ عن اجماع من جهة موافقته لخط المصحف.. و القسم الثاني: ما صح نقله في الآحاد و صح وجهه في العربية و خالف خط المصحف، فهذا يقبل و لا يقرأ به لعلتين: احداهما: أنه لم يؤخذ باجماع و انما أخذ بأخبار الاحاد. و لا يثبت قرآن يقرأ به بخبر الواحد. و العلة الثانية: أنه مخالف لما قد أجمع عليه، فلا يقطع على صحته. و ما لم يقطع على صحته لا تجوز القراءة به، و لا يكفر من جحده، و بئس ما صنع اذا جحده. و الثالث: ما نقله غير ثقة أو نقله ثقة و لا وجه له في العربية. فهذا لا يقبل و ان وافق خط المصحف ، و هو نفيس. و قال في موضع آخر من كتابه "الإبانة" : "و انما الاصل الذي يعتمد عليه في هذا أن ما صح سنده و استقام وجهه في العربية و وافق لفظه خط المصحف، فهو من السبعة المنصوص عليها" . و مضى على هذا الرأي من بعد ابن عبد البر يوسف بن عبد اللّه القرطبي، الحافظ الفقيه العالم بالقراءات المتوفى سنة 463 ه‍، المعاصر لمكي و الطوسي، و أبو الخير محمد بن الجزري ، و من تلاهما من القراء مثل الدمياطي و غيره. و لنا بعد هذا الذي أوردناه أن نسأل هذا السؤال: ما حكم القرأءة الشاذة عند الطوسي، و ما الأسس التي اعتمدها في هذا الحكم‌؟ ثم كيف احتج لها و ما أدوات هذا الاحتجاج‌؟. و في الجواب عن هذا نقول: "إن الذي تبين لنا من تتبع القراءات الشاذة في تفسيره، أنه قد يتوقف في الأخذ بها، و قد يضعفها. من ذلك أنه بينّ في قراءة قوله تعالى (وَ قُولُوا لِلنّٰاسِ حُسْناً) اعتمادا على ما حكاه الأخفش أنه قرئ في الشواذ" حسنى ".ثم بين حكم هذه القراءة مصحوبا بالتعليل المناسب، و هو مخالفة العربية، فقال:" و لا يقرأ بها لشذوذها، لأن فعلى و أفعل لا يستعمل الا بالالف و اللام، نحو الأحسن و الحسنى و الأفضل و الفضلى ".و احتج له بقوله تعالى: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنىٰ) و بالمثل وصف قراءة الشعبي (فعلتك) بكسر الفاء في قوله تعالى: (وَ فَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَ أَنْتَ مِنَ الْكٰافِرِينَ) ، بأنها" شاذ لا يقرأ به" . أما الأسس التي اعتمدها في الحكم على القراءة بالشذوذ، فأهمها و أظهرها مخالفتها لقراءة القراء فهذا سبب قوي عنده في خروج القراءة من دائرة القبول الى وصف الشذوذ، و من هذه القراءات ما قرأ به بعض الأربعة الذين بعد العشرة، مثل الحسن البصري الذي يذكر له الطوسي اكثر من قراءة ينعتها بالشذوذ، كقراءة (الملائكة) في قوله تعالى: (أُولٰئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللّٰهِ وَ الْمَلاٰئِكَةِ وَ النّٰاسِ أَجْمَعِينَ) فقد بيّن أنها حكيت عن الحسن بالرفع، و وجهها بالحمل على معنى يلعنهم اللّه و الملائكة و الناس أجمعون، و احتج لها بلغة التخاطب "كما تقول: عجبت من ضرب زيد و عمرو، بالرفع" ثم بيّن رأيه فيها قائلا: و هذه قراءة شاذة لا يعول عليها، لان المعتمد ما عليه الجمهور" . فالمراد بالجمهور هنا جمهور القراء اذ قراءتهم مقبولة من غير ريب. و على الرغم من أن الطوسي يستجيد معاني كثير من القراءات الشاذة و يحتج لها لا يتساهل في حكمها، و حجيتها من حيث القراءة بها، بل يلتزم بالمجمع عليه من عدم جواز القراءة بها. و الأصل الذي اعتمده في هذا لا خلاف فيه بين أهل العلم، و هو أن القراءة سنّة متبعة يأخذها الاخر عن الاول و الجمع عن الجمع. فما لم يكن متبعا منها مجموعا عليه لدى أهل الانصار، لا يقرأ به في رأيه، و أن جاز أن يكون له اعتبار في غير القراءة كاللغة و النحو و غيرهما. فهو يذكر مثلا عدة قراءات في قوله تعالى (وَ عَبَدَ الطّٰاغُوتَ) ، منها قراءة الاكثرين و عبد الطاغوت ) بفتح الباء و الدال و نصب التاء، و منها قراءة حمزة - و هو من السبعة - (و عبد الطاغوت) بضم الباء و خفض التاء "التي وجهها بأنه يريد: خدم الطاغوت، في قول الاعمش و يحيى بن وثاب، و منها قراءة أبيّ بن كعب و عبد اللّه بن مسعود (و عبّد الطاغوت) على الجمع التي نقلها عن الفراء، و بين أن معناها" الذين هم عبد الطاغوت... مثل: ثمار و ثمر، و عبيد و عبد، على أنه جمع جمع "،ثم قال: و حكى في الشواذ (و عبد الطاغوت) على ما لم يسم فاعله، ذكره الرماني.. و حكى البلخي (عابد الطاغوت) ، و (عبد الطاغوت) مثل شاهد و شهدّ و حكى أيضا: عباد الطاغوت " مثل كافر و كفّار. و لا يقرأ الا بقراءتين أو ثلاث لان القراءة متبوعة يؤخذ بالمجموع عليه" . و قد أوصل ابن جني هذه القراءات الى عشر، كما نص على ذلك في أول كلامه عليها ، و فيها قراءتان لم يذكرهما الطوسي هما: (و عباد الطاغوت) التي وصفها بأنها قراءة البصريين و (عبد الطاغوت) كصرد، و قد نسبها لعبد اللّه بن مسعود. . و مراد الطوسي بالمجموع عليه ما أجمع عليه أهل الامصار الاسلامية التي وجهت اليها المصاحف العثمانية، و التي ينسب اليها القراء المشهورون المجمع على قراءتهم في كل مصر. فاجماعهم على قراءة هو المعول عليه عنده، و ما لم يجمعوا عليه مما نسب الى بعض القراء لا يؤخذ به. و كان الطوسي يضع القراءة الشاذة في مقابل القراءة المشهورة المجمع عليها. و هذا أمر طبيعي، لأن القراءة اذا خرجت عن المشهور دخلت في الشاذ. يقول في قراءة قوله عزّ و جل (قٰالُوا نَعْبُدُ إِلٰهَكَ وَ إِلٰهَ آبٰائِكَ) ،" و قد قرئ في الشواذ (و اله أبيك) . ثم يقول: "و القراءة الاولى هي المشهورة و عليها القراء" . و تكون القراءة شاذة غير مقبولة في رأي الطوسي حين تخالف سنن العرب في التعبير أو لا يكون لها اصل في كلامهم، فينهد بهذا الركن الثاني من أركان القراءة المقبولة، و هو موافقة العربية. فمن ذلك قراءة الحسن لكلمة "إنجيل" في قوله تعالى (وَ لْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمٰا أَنْزَلَ اللّٰهُ فِيهِ) بفتح الهمزة بدلا من كسرها في قراءة القراء. فقد عدها الطوسي من الشاذ الضعيف، لانه ليس في كلام العرب شيء على وزن أفعيل" . و مراده أن المعلوم في لغتهم "إفعيل" مثل إزميل و إبريق و إكليل و نحوها. و اذا خالفت القراءة القواعد الصرفية عدها الطوسي شاذة أيضا كقراءة ابن أبي اسحق لقوله تعالى: (تَشٰابَهَتْ قُلُوبُهُمْ) بتشديد الشين، في مقابل تخفيفها في قراءة جميع القراء. فقد بين أن الادغام في هذه القراءة "خطأ لأن ذلك انما يجوز في المضارع بمعنى تتشابه، فتدغم احدى التاءين في الشين " و لم يشر ابن جني و ابن خالويه لهذه القراءة، غير أن الثاني اشار الى ما يشاكلها في قراءة قوله تعالى (إِنَّ الْبَقَرَ تَشٰابَهَ عَلَيْنٰا) ، فبين أن ابن مسعود قرأها بتشديد الشين. و اللغة معيار مهم عند الطوسي في قبول القراءة أو القول بشذوذها، فقد تكون القراءة شاذه، لورودها على لغة شاذة. و هذا لا خلاف فيه بين أهل العلم، لأن القرآن لم ينزل على ما لا يعتد به من كلام العرب، بل نزل على وفق الفصيح المعتد به من كلامهم. و الطوسي يرصد مثل هذه القراءات التي جاءت على وفق ما شذ من اللغات، فيشير الى شذوذها أو شذوذ اللغة التي قرئت بها. يقول في قراءة (المرء من قوله تعالى: (فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمٰا مٰا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَ زَوْجِهِ) ." و قرئ في الشواذ: "ما بين المرء" بضم الميم و هي لغة هذيل" . و هذه القراءة ذكرها ابن خالويه و ابن جني ، و عزواها الى ابن ابي اسحق. و ذكر ابن جني أنها لغة في" المرء "دون أن ينسبها الى هذيل، و وجهها بنقل الضمة التي على الراء، في نحو قولك: هذا امرؤ، الى الميم. لانها متحركة، كما يقول بعض العرب في الوقف: هذا بكر . و لم يوجهها الطوسي، بل اكتفى بحكايتها و نسبتها الى اللسان الذي قرئت به كما بيناه، و منه ما ذكره في قراءة: "الرفد" من قوله تعالى (بِئْسَ الرِّفْدُ اَلْمَرْفُودُ) ، فقال:" رووي بفتح الراء في الآية و هي لغة شاذة" . و مراده أن" الرّفد" التي قرأها القراء بكسر الراء، و روي أنها قرئت بالفتح. و لم يذكر ابن خالويه و ابن جني هذه القراءة في شواذ سورة هود، مع أنها على اصلهما في تمييز الشواذ، تعد شاذة. و كأن الطوسي استقاها من مصدر آخر في القراءات الشواذ.

و كثير مما أورده الطوسي من القراءات الشواذ المنسوبة لبعض السبعة مذكور في كتاب ابن خالويه، و يرجع شذوذ أكثرها عنده الى مخالفته العربية فمن ذلك ما ذكره في قراءة قوله تعالى: (لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ) ، فقال" حكى عن عاصم في الشواذ: (لمن تبعك) بكسر اللام، و يكون خبره محذوفا و تقديره: لمن تبعك النار" .ثم بين عله ضعف هذا الوجه بقوله: "و ليس بمعروف" . و القراءة المشهورة لعاصم و بقية القراء بفتح اللام، على أنه جواب القسم بدليل قوله بعد ذلك:" لأملأن جهنم "و حيث تصدر القسم فالجواب له، كما يقول الطوسي و هذه القراءة الشاذة غير ثابتة، فيما هدانا اليه البحث، عن عاصم، اذ نسبها ابن خالويه الى عصمة عنه. و هو عصمة بن عروة احد الذين رووا القراءة عن عاصم و عن أبي عمرو بن العلاء و غيرهما. و روي عنه الحروف يعقوب الحضرمي غير ان حالة لم تكن معروفة من حيث الجرح أو التعديل، فقد" سئل عنه أبو حاتم فقال: "مجهول" . و المجهول في اصطلاح المحدثين من لم تعرف دالته. و اذا كانت هذه حاله و صفته، فاحتمال وهمه و عدم ضبطه جائز. فهذه القراءة اذا غير ثابتة عن عاصم، و ايراد الطوسي لها بصيغة التضعيف (حكي) يشعر بعدم اطمئنانه الى صدورها عن عاصم، و انما اشار اليها وفقا لمنهجه في ايراد القراءات الشاذة. هذه أظهر الأسس التى اعتمدها الطوسي في عد القراءة شاذة، الا أنه مع قوله بشذوذ طائفة من القراءات و عدم جواز القراءة بها، و لا يغفل ما لها من اعتبارات و قيم معنوية و لغوية و لا يهمل توجيهها و الاحتجاج لها، بما يعضد تلك الاعتبارات المقبولة منها اذ أن شذوذ قراءة ما، لا يعني فقدها لجميع صفات القراءاة المقبولة دائما، بل هي كثيرا ما تحتفظ بأكثر من صفة من تلك الصفات التي جعلت الامة تتلقى القراءات المشهورة بحسبها بالقبول و التصحيح. فهو يرى أن بعض القراءات الشاذة لا يباين القراءات المشهورة في المعنى، و انما يوافقها فيه، و ان اختلف و إياها في صفات أخرى كالتقديم و التأخير و الحركات و السكنات و نحو ذلك. فلا يرى فرقا في المعنى في قراءة قوله تعالى (وَ إِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوٰالِكُمْ لاٰ تَظْلِمُونَ وَ لاٰ تُظْلَمُونَ) ، بين فتح التاء في (تظلمون) ، الأولى و ضمها في الثانية في قراءة المشهورين، و بين ما روي في الشواذ بعكس ذلك: (لاٰ تَظْلِمُونَ وَ لاٰ تُظْلَمُونَ)، بل يرى أن "المعنى واحد و انما فيه تقديم و تأخير" . و هو لا ينكر أن من القراءات الشاذة ما هو جيد المعنى، كقراءة (امّا أنا خير) التي نقلها عن الفراء في قوله تعالى (أَمْ أَنَا خَيْرٌ) . و قراءة (فأم تعه ثم اضطرّه) في قوله تعالى (وَ مَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلىٰ عَذٰابِ النّٰارِ وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ) ، و لكنه يرى ان المشهورة أجود لأنها:" قراءة الجماعة" ، بعد أن يوجه الثانية منهما توجيها بلاغيا سليما، فيبين أن ذلك دعاء بصورة الأمر" على أن يكون ذلك سؤالا من ابراهيم، أن يمتع الكفار قليلا ثم يضطره بعد ذلك الى عذاب النار". . اما موافقة الشواذ للعربية في كثير من الأحيان، فان الطوسي يكشف عنها في اكثر من قراءة، سواء تعلقت بالنحو أم بالصرف أم باللغة. كما أنه يحتج لها بالشواهد المتنوعة. و قد اتضح ذلك فيما أسلفناه، اذ رأيناه يحتج لطائفة منها بكلام العرب. و يذكر نظائرها في العربية، و عدم مجافاتها للقياس فيها. و به نكتفي عن ضرب مزيد من الامثلة.

و مما تجدر الاشارة اليه هنا، ان الطوسي لم يعد القراءات الثلاث بعد السبع شاذة. و قد رأيناه في صدر هذا الفصل يورد قراءة أبي جعفر المدني - ثامن القراء العشرة - في مقابل قراءة السبعة، من غير ان يعدها شاذة. و كذلك فعل في كل ما أورده من قراءات للثلاثة الذين هم تتمة العشرة. و هو موقف سليم يحمد عليه الطوسي، اذ أن قراءة هؤلاء مشهورة أيضا، و يقرأ بها عند جمهور العلماء كما بيناه سالفا. كما أنه لم يصف أية قراءة مجمع عليها من القراءات المشهورة بالشذوذ.






****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Tuesday - 26/7/2022 - 5:15

ردّ قرائات در کلام شیخ طوسی ره؟

بررسی موارد ادّعا شده به عنوان ردّ قرائت در مقاله دیدگاه شیخ طوسی در باره قرائات

عبارت مقاله،ص ١١:

شیخ طوسی در موارد اختلاف قرائت تنها آن قرائتی را می پذیرد که با قواعد و اصول قطعی و مسلّم لغت، صرف و نحو عربی سازگار باشد و قرائتی که با این قواعد مخالفت کند، مردود می شمارد

مصادیق

١. ...شیخ طوسی بر آن است که یأجوج و مأجوج [با همزه] غیرعربی(عجمی ) است و همزه در زبان های غیرعربی یافت نمی شود بنابراین قرائت به همزه یأجوج و مأجوج را نمی پذیرد.[قرائت حفص از عاصم]

بررسی

عبارت شیخ در التبیان، ج ٧، ص ٩١

 و ترك الهمزة في (يأجوج و مأجوج) هو الاختيار، لان الأسماء الاعجمية لا تهمز مثل (طالوت، و جالوت، و هاروت، و ماروت). و من همز قال: لأنه مأخوذ من أجج الثار و من الملح الأجاج، فيكون (مفعولا) منه في قول من جعله عربيا، و ترك صرفه للتعريف و التأنيث، لأنه اسم قبيلة و لو قال: لو كان عربيا لكان هذا اشتقاقه و لكنه أعجمي فلا يشتق لكان أصوب قال رؤبه:
         لو ان يأجوج و مأجوج معا             و عاد عاد و استجاشوا تبعا «1»

فترك الصرف في الشعر، كما هو في التنزيل، و جمع يأجوج يآجيج، مثل يعقوب و يعاقيب لذكر الحجل، و ولد القبج السلك و الأنثى سلكة و من جعل (يأجوج و مأجوج) فاعولا جمعه يواجيج بالواو، مثل طاغوت و طواغيت. و هاروت و هواريت. و اما مأجوج في قول من همز، ف (مفعول) من أج، كما أن يأجوج (يفعول) منه. فالكلمتان على هذا من أصل واحد في الاشتقاق، و من لم يهمز يأجوج، كان عنده (فاعول) من (يج) كما ان مأجوج (فاعول) من (مج) فالكلمتان على هذا من أصلين، و ليسا في أصل واحد، كما كانا كذلك فيمن همزهما، و إن كانا من العجمي فهذه التقديرات لا تصح فيهما. و انما مثل بها على وجه التقدير على ما مضى. و قال الجبائي و البلخي و غيرهما: إن يأجوج و مأجوج قبيلان من ولد آدم.

تفاوت بین اختیار قرائت و ردّ‌ آن نزد اهل فن واضح و آشکار است.

 

٢. و لا تسئل عن اصحاب الجحیم

در این آیه قرائت ابی ما تسئل و قرائت ابن مسعود لن تسأل می باشد.

عبارت مقاله: حروف و ادوات عربی در کاربرد و جایگاه یکسان نیستند.لا و ما و لن هر چند هر سه بر نفی دلالت دارند، ولی جمله حالیه با لن و ما آغاز نمی شود.بر این اساس شیخ طوسی قرائت ابی و ابن مسعود را نادرست می شمارد.

بررسی

عبارت شیخ در التبیان، ج ١،‌ص ۴٣٧

الاعراب:
و موضع (تسأل) يحتمل أمرين:
أحدهما- ان يكون استئنافا و لا موضع له.
و الآخر- ان يكون حالا، فيكون موضعه نصبا. ذكر ذلك الزجاج، لأنه قال: «أرسلناك بالحق بشيرا و نذيرا» غير مسئول عن اصحاب الجحيم. و من فتح التاء على الخبر. تقديره: غير سائل. و أنكر قوم الحال. و اعتلوا ان في قراءة أبي:
 (و ما تسأل) و في قراءة عبد الله: (و لن تسأل) و هذا غير صحيح، لان ليس قياس (لا) قياس لن «3» و ما، لأنه يجوز أرسلناك لا سائلا، و لا يجوز ما سائلا. و لذلك احتمل مع لا الحال، و لن يحتمل مع ما و لن، لان للا «4» تصرفا ليس لهما فيجوز ان يعمل ما قبلها في ما بعدها، و لا يجوز ذلك فيهما. تقول: جئت بلا خبر، و لا يجوز بما خبر

عبارت هذا غیر صحیح در مقاله،‌به دو قرائت عبدالله و ابی نسبت داده شده است در حالی که با کمی دقّت در متن عبارت جناب شیخ روشن می شود که این عبارت ناظر به کلام کسانی است که حالیت جمله را با استناد به این دو قرائت،‌انکار نموده اند؛ چرا که احکام لا با احکام ما  و لن یکسان نیست.

 

3. و اما ثمودَ فهدیناهم

                        التبيان في تفسير القرآن، ج‏9، ص:115-116

ثم قال تعالى (و أما ثمود فهديناهم) فالذي عليه القراء رفع الدال، و قرأ الحسن بالنصب على تقدير هدينا ثمود هديناهم، و الرفع أجود، لأن (اما) لا يقع بعدها إلا الأسماء، فالنصب ضعيف.

و البته صحبت در مورد قرائت حسن  است نه قرائات سبع

 

۴.ارْنا مناسکنا

متن مقاله: شیخ طوسی در آیه ارنا مناسکنا از عبدالله بن کثیر و ابوعمرو قرائت ارْنا مناسکنا را نقل می کند. ..با این که این قرائت از دو تن از قاریان هفتگانه حکایت شده است،‌ولی شیخ طوسی آن را مخالف قواعد علم صرف می شمرد و آن را نمی پذیرد.

بررسی

التبیان، ج ١،‌ص ۴۶۶

القراءة:
و الاختيار في (أرنا) كسر الراء و هي قراءة الجمهور، لأنها كسرة الهمزة حولت الى الراء، لأن أصله كان ارئنا، فنقلت الكسرة الى الراء و سقطت الهمزة، فلا ينبغي أن تسكن، لئلا تجحف بالكلمة و تبطل الدلالة على الهمزة. و قد سكنه ابن كثير. و في بعض الروايات عن أبي عمر و على وجه التشبيه بما يسكن في مثل كبد و فخذ و قال الشاعر:
         لو عصر منه المسك و البان انعصر


و قال آخر:
         قالت سليمى اشتر لنا دقيقا             و اشتر و عجل خادما لبيقا

مشاهده می شود که مجدداً کلمه اختیار به معنای ردّ قرائت گرفته شده است.

 

۵.نجّی المومنین

التبیان، ج ۶، ص ٢٠٧-٢٠٨

 و قرأ عاصم و ابن عامر «فنجي من نشاء» بنون واحدة و تشديد الجيم و فتح الياء. الباقون بنونين على الاستقبال، و هي في المصحف بنون واحدة....

و من قرأ «فننجي» بنونين، فعلى انه حكاية حال، لان القصة كانت فيما مضى، فإنما حكى فعل الحال على ما كانت، كما قال «و إن ربك ليحكم بينهم» «2» حكاية الحال الكائنة، و مثله «و كلبهم باسط ذراعيه» «3» فلو لم يكن على الحال لم يعمل اسم الفاعل، لأنه إذا مضى اختص، و صار معهودا، فخرج بذلك من شبه الفعل. و اما النون الثانية من (ننجي) فهي مخفاة مع الجيم، و كذلك النون مع جميع حروف الفم، لا تكون الا مخفاة، قال ابو عثمان المازني و تبيينها معها لحن. قال و للنون مع الحروف ثلاثة احوال: الإدغام، و الإخفاء، و البيان، فهي تدغم مع ما يقارنها كما تدغم سائر المتقارنة. و الإخفاء فيها مع حروف الفم التي لا تقارنها و البيان منها مع حروف الحلق، و حذف النون الثانية من الخط يشبه ان يكون لكراهة اجتماع المثلين فيه. و من ذهب الى ان الثانية مدغمة في الجيم، فقد غلط، لأنها ليست بمثل للجيم، و لا مقارنة له. و وجه قراءة عاصم انه اتى به على لفظ الماضي، لان القصة ماضية. و ما رواه هبيرة عن عاصم بنونين، و فتح الياء، فهو غلط من الراوي، كما قال ابن مجاهد، و روى نصر بن علي عن أبيه عن أبي عمرو «فنجي» بنون واحدة ساكنة الياء خفيفة الجيم، فهذا غلط، لأنا قد بينا ان النون، لا تدغم في الجيم، لما بيناه.

دراینجا شیخ الطائفه هیچ قرائت متواتره ای را رد نکرده است. بلکه می فرماید: ادغام، وجه این قرائت نمی تواند باشد. بله برخی از روایات از قاریان سبعه را به خاطر مخالفت با قواعد مردود می داند و قد سبقه الی ذلک ابن مجاهد.

 

الحجه للقراء السبعه، ج ۴، ص ۴۴۴

اختلفوا في قوله تعالى: فننجي من نشاء [110] فقرأ ابن كثير و نافع، و أبو عمرو، و حمزة و الكسائي: فننجي من نشاء بنونين: الأولى مضمومة، و الثانية ساكنة. و روى نصر بن علي عن أبيه عن أبي عمرو فَنُجِّيَ مَنْ نَشٰاءُ يدغم. قال أحمد: هذا غلط في قوله: يدغم، ليس هذا موضعا يدغم فيه، إنما أراد أنّها محذوفة النون الثانية في الكتاب و في اللفظ بنونين، الأولى متحركة، و الثانية ساكنة، [و لا يجوز إدغام المتحرك في الساكن، لأن النون الثانية ساكنة، و الساكن لا يدغم فيه متحرك] و [كذلك] النون لا تدغم في الجيم، [فمن قال: يدغم فهو غلط، و لكنها حذفت من الكتاب، أعني النون الثانية لأنها ساكنة تخرج من الأنف، فحذفت من الكتاب، و هي في اللفظ مثبتة]. و قرأ عاصم في رواية أبي بكر و حفص و ابن عامر: فَنُجِّيَ مَنْ نَشٰاءُ مشدّدة الجيم مفتوحة الياء بنون واحدة. و روى ابن اليتيم عن أبي حفص عمرو بن الصباح عن أبي عمر عن عاصم: فَنُجِّيَ بنون واحدة. و روى هبيرة عن حفص عن عاصم بنونين، و فتح الياء، و هذا غلط من قول هبيرة . من قال: فننجي من نشاء كان ننجي * حكاية حال.

 

اعراب القراءات السبع و عللها،‌ج ١، ص ٣١٧

24 - و قوله تعالى: فَنُجِّيَ مَنْ نَشٰاءُ [110]. قرأ عاصم و ابن عامر فَنُجِّيَ مَنْ نَشٰاءُ بنون واحدة على أنه فعل ماض لم يسم فاعله و «من» فى موضع رفع اسم ما لم يسم فاعله/و إنّما حمله على ذلك أن النون خفيت فى اللّفظ للغنة التى فيها فحذفت خطا. و الاختيار ما قرأه الباقون فننجّى من نشاء بنونين الأولى علامة الاستقبال، و الثانية أصليّة مثل وَ مٰا نُنَزِّلُهُ و الياء ساكنة؛ لأنّ الياء تسكن فى الفعل المستقبل و تفتح فى الفعل الماضى مثل قضى يقضى. و روى نصر عن أبيه عن أبى عمرو: فنَّجى منْ نَشاء بإدغام النّون و سكون الياء. قال ابن مجاهد رضى اللّه عنه : و غلط؛ لأنّ النّون لا يجوز إدغامها فى الثّانية هاهنا، لأنّها ساكنة. قال أبو عبد اللّه رضى اللّه عنه: إنما يدغم السّاكن فى المتحرك لا المتحرك فى السّاكن؛ لأنّ المتحرك حىّ، و الساكن ميت، و من شأن العرب أن تدفن ميتا فى الحىّ و لا يدفنون حيّا فى ميت. و فيها قراءة رابعة: قرأ ابن محيصن: فَنَجا منْ نَشاء فعلا ماضيا.

 

دو قرائت دیگر هم که در مقاله ذکر شده است از قرائات سبع نیست .
















******************
تحریر بسیار عالی طبرسی در مقدمه مجمع از کلام شیخ در مقدمه تبیان

و نتیجه جالب اینکه اختلاف قرائت در اختلاف مصاحف امصار را شیخ و طبرسی هر دو قرائت را با هم مجموعا حرف واحد میدانند:

تبیان:
السابع - الاختلاف بالزيادة والنقصان نحو قوله: وما عملت ايديهم، وما عملته، باسقاط الهاء واثباتها. ونحو قوله: فان الله هو الغني الحميد، وان الله الغني الحميد. في سورة الحديد.

مجمع:
والسابع: الإختلاف بالزيادة والنقصان نحو قوله: (وما عملت أيديهم وما عملته أيديهم).
وما عملته أيديهم-وما عملت أيديهم(يس35)
ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد-ومن يتول فإن الله الغني الحميد(حدید24)
تعاضد الرسم و القراءات