بسم الله الرحمن الرحیم

قول عثمان إن في القرآن لحنا ستقیمه العرب بألسنتها

فهرست مباحث علوم قرآنی
خطأ الکاتب في المصحف
اختلاف مصاحف عثماني


المصاحف لابن أبي داود (ص: 120)
حدثنا عبد الله قال حدثنا المؤمل بن هشام، حدثنا إسماعيل، عن الحارث بن عبد الرحمن، عن عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر القرشي قال: لما فرغ من المصحف أتي به عثمان فنظر فيه فقال: «قد أحسنتم، وأجملتم، أرى فيه شيئا من لحن ستقيمه العرب بألسنتها» [ص:122] حدثنا عبد الله قال حدثنا شعيب بن أيوب، حدثنا يحيى [يعني ابن آدم] ، حدثنا إسماعيل بهذا، وقال: «ستقيمه العرب بألسنتها» [قال أبو بكر بن أبي داود: هذا عندي يعني بلغتها، وإلا لو كان فيه لحن لا يجوز في كلام العرب جميعا لما استجاز أن يبعث به إلى قوم يقرءونه]

حدثنا عبد الله قال حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا بكر [يعني ابن بكار] قال: حدثنا أصحابنا، عن أبي عمرو، عن قتادة، أن عثمان رضي الله عنه لما رفع إليه المصحف قال: " إن فيه لحنا، وستقيمه العرب بألسنتها

حدثنا عبد الله قال حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا عمران بن داود القطان، عن قتادة، عن نصر بن عاصم الليثي، عن عبد الله بن فطيمة، عن يحيى بن يعمر قال: قال عثمان رضي الله عنه: «في القرآن لحن وستقيمه العرب بألسنتها» حدثنا عبد الله قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا أبو داود، حدثنا عمران بن داود القطان، عن قتادة، عن نصر بن عاصم الليثي، عن عبد الله بن فطيمة، عن يحيى بن يعمر قال: قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: «إن في القرآن لحنا وستقيمه العرب بألسنتها» [قال أبو بكر: هذا عبد الله بن [ص:123] فطيمة أحد كتاب المصاحف]


المصاحف لابن أبي داود (ص: 128)
حدثنا عبد الله قال حدثنا الفضل بن حماد الخيري، حدثنا خلاد يعني ابن خالد، حدثنا زيد بن الحباب، عن أشعث، عن سعيد بن جبير قال: " في القرآن أربعة أحرف لحن: {الصابئون} ، {والمقيمين} [النساء: 162] ، {فأصدق وأكن من الصالحين} [المنافقون: 10] ، و {إن هذان لساحران} [طه: 63] "





تاريخ المدينة لابن شبة (3/ 1013)
حدثنا عمرو بن مرزوق، قال: حدثنا عمران القطان، عن قتادة، عن نصر بن عاصم، عن عبد الله بن فطيم، عن يحيى بن يعمر، قال: قال عثمان رضي الله عنه: «إن في القرآن لحنا ستقيمه العرب بألسنتها»



تاريخ المدينة لابن شبة (3/ 1013)
حدثنا علي بن أبي هاشم، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن الحارث بن عبد الرحمن، عن عبد الأعلى بن عبيد الله بن عامر، قال: " لما فرغ من المصحف أتي به عثمان رضي الله عنه فقال: «قد أحسنتم وأجملتم، أرى شيئا من لحن سنقيمه بألسنتنا»



تاريخ المدينة لابن شبة (3/ 1013)
حدثنا أحمد بن إبراهيم، قال: حدثنا علي بن مسهر، عن [ص:1014] هشام بن عروة، عن أبيه، قال: سألت عائشة رضي الله عنها عن لحن القرآن: إن هذان لساحران، وقوله: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى} ، {والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة} [النساء: 162] ، وأشباه ذلك فقالت: «أي بني إن الكتاب يخطئون»



تاريخ المدينة لابن شبة (3/ 1014)
حدثنا عمرو بن عاصم، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن الزبير: أن خاله، قال: قلت لأبان بن عثمان وكان ممن حضر كتاب المصحف: " كيف كتبتم {والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة} [النساء: 162] ، فقال: كان الكاتب يكتب والمملي يملي، فقال: أكتب، قال: ما أكتب قال: اكتب {والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة} [النساء: 162] "





الدر المنثور في تفسير المأثور، ج‏2، ص: 246
قوله تعالى لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ الآية
أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن قتادة في قوله لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ قال استثنى الله منهم فكان منهم من يؤمن بالله و ما أنزل عليهم و ما أنزل على نبى الله يؤمنون به و يصدقون به و يعلمون أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ‏

و أخرج ابن اسحق و البيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ الآية قال نزلت في عبد الله بن سلام و أسيد بن سعية و ثعلبة بن سعية حين فارقوا يهود و أسلموا
و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير و ابن أبى داود في المصاحف و ابن المنذر عن الزبير بن خالد قال قلت لابان بن عثمان بن عفان ما شأنها كتبت لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَ الْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَ الْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَ الْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ ما بين يديها و ما خلفها رفع و هي نصب قال ان الكاتب لما كتب لكِنِ الرَّاسِخُونَ حتى إذا بلغ قال ما أكتب قيل له اكتب وَ الْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ فكتب ما قيل له
و أخرج أبو عبيد في فضائله و سعيد بن منصور و ابن أبى شيبة و ابن جرير و ابن أبى داود و ابن المنذر عن عروة قال سألت عائشة عن لحن القرآن إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ الَّذِينَ هادُوا وَ الصَّابِئُونَ وَ الْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَ الْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ و إِنْ هذانِ لَساحِرانِ فقالت يا ابن أختي هذا عمل الكتاب اخطوا في الكتاب
و أخرج ابن أبى داود عن سعيد بن جبير قال في القرآن أربعة أحرف الصَّابِئُونَ و الْمُقِيمِينَ فَأَصَّدَّقَ وَ أَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ و إِنْ هذانِ لَساحِرانِ‏

و أخرج ابن أبى داود عن عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر القرشي قال لما فرغ من المصحف أتى به عثمان فنظر فيه فقال قد أحسنتم و أجملتم أرى شيأ من لحن ستقيمه العرب بألسنتها قال ابن أبى داود هذا عندي يعنى بلغتها فينا و الا فلو كان فيه لحن لا يجوز في كلام العرب جميعا لما استجاز أن يبعث إلى قوم يقرونه
و أخرج ابن أبى داود عن عكرمة قال لما أتى عثمان بالمصحف رأى فيه شيأ من لحن فقال لو كان المملى من هذيل و الكاتب من ثقيف لم يوجد فيه هذا
و أخرج ابن أبى داود عن قتادة ان عثمان لما رفع اليه المصحف قال ان فيه لحنا و ستقيمه العرب بألسنتها
و أخرج ابن أبى داود عن يحيى بن يعمر قال قال عثمان ان في القرآن لحنا و ستقيمه العرب بألسنتها














روح المعاني في تفسير القرآن العظيم، ج‏1، ص: 32
و أما قول عثمان إن في القرآن لحنا إلخ فهو مشكل جدا إذ كيف يظن بالصحابة أولا اللحن في الكلام فضلا عن القرآن و هم هم ثم كيف يظن بهم ثانيا اجتماعهم على الخطأ و كتابته ثم كيف يظن بهم ثالثا عدم التنبه و الرجوع ثم كيف يظن بعثمان عدم تغييره و كيف يتركه لتقيمه العرب و إذا كان الذين تولوا جمعه لم يقيموه و هم الخيار فكيف يقيمه غيرهم فلعمري إن هذا مما يستحيل عقلا و شرعا و عادة.
فالحق إن ذلك لا يصح عن عثمان و الخبر ضعيف مضطرب منقطع. و قد أجابوا عنه بأجوبة لا أراها تقابل مؤنة نقلها و الذي أراه أن رواة هذا الخبر سمعوا شيئا و لم يتقنوه فحرفوه فلزم الإشكال و حل الداء العضال و هو ما روي بالسند عن عبد اللّه بن عبد الأعلى قال: لما فرغ من المصحف أتى به عثمان فنظر فيه فقال أحسنتم و أجملتم أرى شيئا سنقيمه بألسنتنا، و هذا لا إشكال فيه لأنه عرض عليه عقيب الفراغ من كتابته فرأى فيه ما كتب على غير لسان قريش ثم وفى بذلك عند العرض و التقويم و لم يترك فيه شيئا و لا أحسبك في مرية من ذلك. نعم يبقى ما روي بسند صحيح على شرط الشيخين عن هشام بن عروة عن أبيه قال سألت عائشة رضي اللّه تعالى عنها عن لحن القرآن عن قوله تعالى: إِنْ هذانِ لَساحِرانِ [طه: 63] و عن قوله: وَ الْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَ الْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ [النساء: 162] و عن قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ الَّذِينَ هادُوا وَ الصَّابِئُونَ [المائدة: 69]؟ فقالت يا ابن أخي هذا عمل الكتاب أخطؤوا في الكتاب، و كذا ما روي عن سعيد بن جبير كان يقرأ وَ الْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ و يقول هو لحن من الكاتب و يجاب عن الأول بأن معنى قولها أخطؤوا أي في اختيار الأولى من الأحرف السبعة لجمع الناس عليه لا أن الذي كتبوه من ذلك خطأ لا يجوز فإن ما لا يجوز مردود و إن طالت مدة وقوعه، و هذا الذي رأته عائشة و كم لها من رأي رضي اللّه تعالى عنها. و عن الثاني بأن معنى قوله لحن من الكاتب لغة و قراءة له و في الآية قراءة أخرى و للنحويين في توجيه هذه القراءات كلام طويل ستسمعه فيما بعد إن شاء اللّه تعالى.






معاني القرآن للفراء (1/ 106)
ونرى أن قوله: «لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة» «2» أن نصب «المقيمين» على أنه نعت للراسخين، فطال نعته ونصب على ما فسرت لك.
وفي قراءة عبد الله «والمقيمون والمؤتون» وفي قراءة أبي «والمقيمين» ولم يجتمع في قراءتنا وفي قراءة أبي إلا على صواب. والله أعلم.
حدثنا الفراء: قال: وقد حدثنى أبو معاوية «3» الصرير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها سئلت عن قوله: «إن هذان لساحران» «4» وعن قوله:
«إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون» «5» وعن قوله: «والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة» فقالت: يا بن أخى «6» هذا كان خطأ من الكاتب.
وقال فيه الكسائي «والمقيمين» موضعه خفض يرد على قوله: «بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك» : ويؤمنون بالمقيمين الصلاة هم والمؤتون الزكاة.
قال: وهو بمنزلة قوله: «يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين» «1» وكان النحويون يقولون «المقيمين» مردودة على «بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك- إلى المقيمين» وبعضهم «لكن الراسخون في العلم منهم» ومن «المقيمين» وبعضهم «من قبلك» ومن قبل «المقيمين» .
وإنما امتنع من مذهب المدح- يعني الكسائي- الذي فسرت لك، لأنه قال: لا ينصب الممدوح إلا عند تمام الكلام، ولم «2» يتمم الكلام فى سورة النساء.
ألا ترى أنك حين قلت «لكن الراسخون في العلم منهم- إلى قوله «والمقيمين- والمؤتون» كأنك منتظر لخبره «3» ، وخبره في قوله «أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما» والكلام أكثره على ما وصف الكسائي. ولكن العرب إذا تطاولت الصفة جعلوا الكلام في الناقص وفي التام كالواحد ألا ترى أنهم قالوا في الشعر:




معاني القرآن للفراء (2/ 183)
وقوله: إن هذان لساحران [83] قد اختلف فيه القراء فقال بعضهم: هو لحن ولكنا نمضي عليه لئلا نخالف الكتاب. حدثنا أبو العباس قال حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال حدثني أبو معاوية الضرير «2» عن هاشم بن عروة بن الزبير عن أبيه عن عائشة أنها سئلت عن قوله في النساء (لكن «3» الراسخون في العلم منهم.... والمقيمين الصلاة) وعن قوله في المائدة (إن الذين «4» آمنوا والذين هادوا والصابئون) وعن قوله ( «5» إن هذان لساحران) فقالت: يا ابن أخي هذا كان «6» خطأ من الكاتب. وقرأ أبو عمرو (إن هذين لساحران) واحتج أنه بلغه عن «7» بعض أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن في المصحف لحنا وستقيمه العرب.
قال الفراء: ولست أشتهي على (أن أخالف «8» الكتاب وقرأ بعضهم «9» (إن هذان لساحران)
خفيفة «1» وفي قراءة عبد الله: (وأسروا النجوى أن هذان ساحران) وفي قراءة أبي (إن ذان إلا ساحران) فقراءتنا «2» بتشديد (إن) وبالألف على جهتين.
إحداهما على لغة بني الحارث بن كعب: يجعلون الاثنين في رفعهما ونصبهما وخفضهما بالألف.
وأنشدني رجل من الأسد عنهم. يريد بني الحارث:
فأطرق إطراق الشجاع ولو يرى ... مساغا لناباه الشجاع لصمما «3»
قال: وما رأيت أفصح من هذا الأسدي وحكى هذا الرجل عنهم: هذا خط يدا أخي بعينه.
وذلك- وإن كان قليلا- أقيس لأن العرب قالوا: مسلمون فجعلوا الواو تابعة للضمة (لأن الواو «4» لا تعرب) ثم قالوا: رأيت المسلمين فجعلوا الياء تابعة لكسرة الميم. فلما رأوا أن «5» الياء من الاثنين لا يمكنهم كسر ما قبلها، وثبت مفتوحا: تركوا الألف تتبعه، فقالوا: رجلان في كل حال.
وقد اجتمعت العرب على إثبات الألف في كلا الرجلين في الرفع والنصب والخفض وهما اثنان، إلا بنى كنانة فإنهم يقولون: رأيت كلى الرجلين ومررت بكلي الرجلين. وهي قبيحة قليلة، مضوا على القياس.
والوجه الآخر أن تقول: وجدت الألف (من «6» هذا دعامة وليست بلام فعل، فلما ثنيت زدت عليها نونا ثم تركت الألف) ثابتة على حالها لا تزول على «7» كل حال كما قالت العرب (الذي) ثم زادوا نونا تدل على الجماع، فقالوا: الذين في رفعهم ونصبهم وخفضهم كما تركوا (هذان) في رفعه ونصبه وخفضه. وكنانة يقولون (اللذون) .






مجاز القرآن (1/ 142)
«لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله» (161) : العرب تخرج من الرفع إلى النصب إذا كثر الكلام، ثم تعود بعد إلى الرفع. قالت خرنق:
لا يبعدن قومى الذين هم ... سم العداة وآفة الجزر (81)
النازلين بكل معترك ... والطيبون معاقد الأزر





فضائل القرآن للقاسم بن سلام (ص: 287)
حدثنا أبو عبيد حدثنا حجاج، عن هارون، قال: [ص:288] " في قراءة أبي بن كعب مكان قوله {إن الذين آمنوا} [البقرة: 62] : يا أيها الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون ". قال أبو عبيد: ويروى عن حماد بن سلمة، عن الزبير أبي عبد السلام قال: قلت لأبان بن عثمان: ما شأنها كتبت {والمقيمين} [النساء: 162] ؟ قال: إن الكاتب لما كتب قال: ما أكتب؟ فقيل له: اكتب {والمقيمين الصلاة} [النساء: 162]





تأويل مشكل القرآن (ص: 37)
المؤلف: أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى: 276هـ)
على أن القراء قد اختلفوا في قراءة هذا الحرف: فقرأه أبو عمرو بن العلاء «1» ، وعيسى بن عمر «2» : «إنّ هذين لساحران» وذهبا إلى أنه غلط من الكاتب كما قالت عائشة.
































****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Monday - 28/7/2025 - 6:54

المصاحف، ص 120

[101] و قال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه إنا لنرغب عن كثير من لحن أبي [يعني لغة أبي].

[102] حدثنا عبد اللّه حدثنا المؤمل بن هشام حدثنا إسماعيل عن الحارث بن عبد الرحمن عن عبد الأعلى بن عبد اللّه بن عامر القرشي قال لما فرغ من المصحف أتى به عثمان فنظر فيه فقال: قد أحسنتم و أجملتم أرى فيه شيئا من لحن ستقيمه العرب بألسنتها.

المصاحف، ص 122
حدثنا عبد الله قال حدثنا شعيب بن أيوب، حدثنا يحيى [يعني ابن آدم] ، حدثنا إسماعيل بهذا، وقال: «ستقيمه العرب بألسنتها» [قال أبو بكر بن أبي داود: هذا عندي يعني بلغتها، وإلا لو كان فيه لحن لا يجوز في كلام العرب جميعا لما استجاز أن يبعث به إلى قوم یقرءونه]

 






****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Saturday - 2/8/2025 - 6:33

رسم المصحف، ص 177
مناقشة روايات يفهم منها وقوع الخطأ في الرسم:
و ينقلنا الحديث عن هذا الاتجاه إلى التعرض لجملة أخبار وردت بها الرواية عن بعض الصحابة، قد يفهم منها أنه وقع في الرسم العثماني خطأ في رسم بعض الكلمات، و إن ذلك قد استقر دون أن يحاول أحد من المسلمين تصحيحه، فظل يروى كذلك على مر الأجيال، لكن العلماء لم يتركوا تلك الأخبار دون دراسة و تمحيص، فبينوا ما في أسانيدها من ضعف، و تكلموا في معناها و ما يمكن أن تحمل عليه إن صحت روايتها، و لعل في إيراد تلك الأخبار و ما قاله العلماء في توجيهها ثم النظر فيها نظرة متمهلة و فاحصة ما يعين على إزالة ما قد يكون علق في الأذهان من شبهة وقوع الخطأ في الرسم العثماني كما فهم ذلك البعض من هذه الأخبار.
روى أبو عبيد (ت 224 ه‍) في فضائل القرآن بإسناده عن عكرمة أنه قال : «لما كتبت المصاحف عرضت على عثمان فوجد فيها حروفا من اللحن، فقال: لا تغيروها،

رسم المصحف، ص 178
فإن العرب ستغيرها - أو قال: ستعربها - بألسنتها، لو أن الكاتب من ثقيف و المملي من هذيل لم توجد فيه هذه الحروف».
و أخرج أبو بكر الأنباري (ت 327 ه‍) من طريق عبد الأعلى بن عبد اللّه بن عامر، و أبو بكر بن أشتة (ت 360 ه‍) من طريق يحيى بن يعمر (ت 129 ه‍) نحو ما رواه أبو عبيد . و كذلك أخرج ابن أبي داود (ت 316 ه‍) الخبر من عدة طرق و أورده الفراء (ت 207 ه‍) من غير أن يسنده إلى عثمان - رضي اللّه عنه - فيروى أن أبا عمرو بن العلاء بلغه عن بعض أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال: إن في المصحف لحنا و ستقيمه العرب .
و أخرج الفراء ، و أبو عبيد ، و ابن أبي داود ، و الداني ، عن أبي معاوية الضرير عن هشام بن عروة بن الزبير عن أبيه أنه قال : «سألت عائشة عن لحن القرآن، عن قوله إن هذن لسحرن (63) [طه]، و عن قوله: وَ الْمُقِيمِينَ الصَّلاٰةَ وَ الْمُؤْتُونَ الزَّكٰاةَ (162) [النساء]، و عن قوله: إنّ الّذين آمنوا و الّذين هادوا و الصّابئون (69) [المائدة]. فقالت: يا ابن أختي هذا عمل الكتاب أخطئوا في الكتاب» .
و روى ابن أبي داود عن سعيد بن جبير (45-95 ه‍) نحوا من ذلك ، و روى أبو عبيد ، و ابن أبي داود ، أن الزبير بن أبي خالد قال: قلت لأبان بن عثمان كيف صارت لٰكِنِ الرّٰاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَ الْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمٰا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَ مٰا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَ الْمُقِيمِينَ الصَّلاٰةَ وَ الْمُؤْتُونَ الزَّكٰاةَ (162) [النساء] ما بين

رسم المصحف، ص 179
يديها و ما خلفها رفع و هي نصب، قال: من قبل الكاتب كتب ما قبلها ثم قال: ما أكتب‌؟ قيل اكتب (المقيمين الصلاة) فكتب ما قيل له.
و قد تحدث العلماء عن هذه الأخبار، و ما قيل في معناها، فضعّف بعضهم روايتها وردها لذلك، و تأول بعضهم ما ورد فيها من معنى الخطأ أو اللحن، يقول السيوطي : «و هذه الآثار مشكلة جدا، و كيف يظن بالصحابة أولا أنهم يلحنون في الكلام فضلا عن القرآن، و هم الفصحاء اللد! ثم كيف يظن بهم ثانيا في القرآن الذي تلقوه من النبي صلى اللّه عليه و سلم كما أنزل، و حفظوه و ضبطوه، و أتقنوه! ثم كيف يظن بهم ثالثا اجتماعهم كلهم على الخطأ و كتابته! ثم كيف يظن بهم رابعا عدم تنبههم و رجوعهم عنه! ثم كيف يظن بعثمان أنه ينهى عن تغييره! ثم كيف يظن أن القراءة استمرت على مقتضى ذلك الخطأ، و هو مروي بالتواتر خلفا عن سلف! هذا مما يستحيل عقلا و شرعا و عادة».
و أشرنا من قبل إلى مذهب ابن قتيبة في تلك الأخبار، و قد لخصه بقوله : «و ليست تخلو هذه الحروف من أن تكون على مذهب من مذاهب أهل الإعراب فيها، أو أن تكون غلطا من الكاتب كما ذكرت عائشة - رضي اللّه عنها - فإن كانت على مذاهب النحويين فلس هاهنا لحن بحمد اللّه، و إن كانت خطأ في الكتاب فليس على اللّه و لا على رسوله صلى اللّه عليه و سلم جناية الكاتب في الخط».
و يذهب ابن أبي داود إلى أن المقصود باللحن إنما هو اللغة، و أن معنى الألحان اللغات، مثل قول عمر بن الخطاب - رضي اللّه عنه - إنا لنرغب عن كثير من لحن أبي يعني: لغة أبي . و قال في الخبر المروي عن عثمان - رضي اللّه عنه - «هذا عندي يعني: بلغتها، و إلا لو كان فيه لحن لا يجوز في كلام العرب جميعا لما استجاز أن يبعث به إلى قوم يقرءونه» و يقول أيضا : «و لا يجوز عندي أن يجتمع أهل الأمصار كلها، و أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم معهم، على الخطأ، و خاصة في كتاب اللّه عز و جل».

رسم المصحف، ص 180
و قد رد أبو بكر الأنباري الأخبار المروية عن عثمان بن عفان في ذلك - كما ينقل السيوطي - و هي عنده «لا تقوم بها حجة، لأنها منقطعة غير متصلة»، كذلك هو ينفي أن يكون معنى قوله «أرى فيه لحنا» أرى في خطه لحنا إذا أقمناه بألسنتنا كان لحن الخط غير مفسد و لا محرّف من جهة تحريف الألفاظ و إفساد الإعراب، لأن الخط منبئ عن النطق، فمن لحن في كتبه فهو لاحن في نطقه، و لم يكن عثمان ليؤخر فسادا في هجاء ألفاظ القرآن من جهة كتب و لا نطق.
و نقل السيوطي أيضا رأي ابن أشتة في الأخبار المروية عن عثمان، و ما يذهب إليه في توجيهها، فيروي أنه قال: «لعل من روى تلك الآثار السابقة عنه حرّفها، و لم يتقن اللفظ الذي صدر عن عثمان، فلزم منه ما لزم من الإشكال، فهذا أقوى ما يجاب عن ذلك» . و يقول السيوطي: إن تلك الأجوبة لا يصلح منها شيء في الإجابة عن حديث عائشة، ثم ينقل ما قاله ابن أشتة في ذلك و تبعه فيه ابن جبارة (أحمد بن محمد المقدسي ت 728 ه‍) في شرح الرائية بأن معنى قولها «أخطئوا» أي في اختيار الأولى من الأحرف السبعة لجمع الناس عليه، لا أن الذي كتبوا من ذلك خطأ لا يجوز .
و تناول أبو عمرو الداني تلك الأخبار بالنقد و التوجيه، فقال عن الخبر الذي يروى عن عثمان : «هذا الخبر عندنا لا تقوم بمثله حجة و لا يصح به دليل من جهتين: إحداهما أنه مع تخليط في إسناده و اضطراب في ألفاظه مرسل لأن ابن يعمر و عكرمة لم يسمعا من عثمان شيئا و لا رأياه. و أيضا فإن ظاهر ألفاظه ينفي وروده عن عثمان - رضي اللّه عنه - لما فيه من الطعن عليه مع محله من الدين و مكانه من الإسلام و شدة اجتهاده في بذل النصيحة و اهتباله بما فيه الصلاح للأمة..» ثم يوجه معنى اللحن في الخبر - لو صح - بأن المراد به التلاوة دون الرسم، إذ كان كثير منه لو تلي على حال رسمه لانقلب بذلك معنى التلاوة و تغيرت ألفاظها من مثل (أو لا أذبحنه) و ما شاكله .

رسم المصحف، ص 181
و يرى الداني في قول عثمان - رضي اللّه عنه - في آخر هذا الخبر: لو كان الكاتب من ثقيف و المملي من هذيل لم توجد فيه هذه الحروف، أن معناه لم توجد فيه مرسومة بتلك الصور المبنية على المعاني دون الألفاظ المخالفة لذلك، إذ كانت قريش و من ولي نسخ المصاحف من غيرها قد استعملوا ذلك في كثير من الكتابة و سلكوا فيها تلك الطريقة، و لم تكن ثقيف و هذيل مع فصاحتهما يستعملان ذلك، فلو أنهما وليتا من أمر المصاحف ما وليه من تقدم من المهاجرين و الأنصار لرسمتا جميع تلك الحروف على حال استقرارها في اللفظ و وجودها في المنطق دون المعاني و الوجوه إذ إن ذلك هو المعهود عندهما و الذي جرى عليه استعمالهما . و توجيه الداني هذا يدفع إلى التأمل في مدى عراقة استخدام الكتابة العربية في تلك الفترة في حواضر الحجاز و بين القبائل العربية، إذ يفهم منه أن الكتابة في مكة و المدينة كانت قد جرت على أصول و قواعد تر سخت بمرور الزمن، و لم يعد رسم الكلمة يخضع لاعتبار اللفظ فحسب، بل إن هناك عوامل أخرى أشار إليها الداني بقوله (المعاني و الوجوه)، و ليست هي سوى الجانب التاريخي للكتابة، حين تتطور اللغة دون أن يصاحب ذلك تغيير في هجاء الكلمات يقابل ذلك التطور، و يفهم منه أيضا أن كتبة ثقيف لم يكونوا قد أتقنوا صور الكلمات حسبما جرى عليه تقليد الكتابة العربية في غير ديارهم، فهم لو و لوا نسخ المصاحف لرسموا الكلمات وفقا للفظها دون زيادة حرف في رسمها أو حذف شيء من رموزها ، كمن تعلم صور حروف الهجاء فحسب، و طلب منه كتابة كلمات جملة ما، فإنه سيكتب ما يسمعه من لفظ دون ما قد يكون لتلك الكلمات من هجاء قد استقر و جرى عليه الاستعمال، على نحو ما يخطئ تلاميذ

رسم المصحف، ص 182
المراحل الأولى - و الحق معهم - حين يكتبون كلمة مثل (لكن) هكذا (لاكن) بناء على اللفظ الذي يسمعونه، و ليس من اليسير - الآن - الحكم على وجهة نظر الداني هذه، و مدى انطباقها على واقع الكتابة - آنذاك - الذي لا نملك عنه من الأخبار إلا القليل، لكن ملاحظته - إن صح فهمنا لها - مهمة في معرفة واقع الكتابة و العوامل المؤثرة في رسم الكلمات و تطوره. و تحدث الداني عن الخبر المروي عن أم المؤمنين عائشة، و قال في تأويله: إن عروة لم يسأل عن حروف الرسم التي تزاد و تنقص، و إنما سألها عن حروف القراءة المختلفة الألفاظ المحتملة الوجوه على اختلاف اللغات، مما أذن اللّه عز و جل القراءة به، و من ثم فليس ما جاء في الخبر من الخطأ أو اللحن بداخل في معنى المرسوم و لا هو من سببه في شيء، و إنما سمى عروة ذلك لحنا، و أطلقت عائشة على مرسومه الخطأ على جهة الاتساع في الإخبار و طريق المجاز في العبارة، و ينقل الداني أن بعض العلماء - و كأنه يشير إلى ابن أشتة - قد تأول قول أم المؤمنين (أخطئوا في الكتاب) أي: أخطئوا في اختيار الأولى من الأحرف السبعة بجمع الناس عليه، لا أن الذي كتبوا من ذلك خطأ لا يجوز، لأن ما لا يجوز مردود بإجماع، و إن طالت مدة وقوعه و عظم قدر موقعه. ثم ينقل أن هناك من تأول اللحن بأنه القراءة و اللغة - و كأنه يشير إلى ابن أبي داود - كقول عمر - رضي اللّه عنه - أبيّ أقرؤنا و إنا لندع بعض لحنه، أي قراءته و لغته .
و الملاحظ على تأويلات علماء السلف عامة أنهم فهموا اللحن في تلك الأخبار على أنه مرادف للخطأ النحوي، فراحوا يؤولون و يعللون، و يبدو أن فهم الخبر المروي عن عثمان - رضي اللّه عنه - يتوقف على تحديد معنى اللحن الوارد فيه، و عند الرجوع إلى معاجم اللغة نجدها تقدم عدة معان لمادة (لحن) منها: الخطأ في الإعراب، و اللغة، و الغناء، و الفطنة، و التعريض، و المعنى ، إلا أن استعمال اللحن بمعنى الخطأ في

رسم المصحف، ص 183
الإعراب من المرجح أنه لم يكن شائعا في الفترة التي ترجع إليها تلك الأخبار، و أن استعماله بهذا المعنى مرتبط بنشاط علماء العربية في وضع قواعد اللغة و رصد استعمالات الناس اللغوية الخارجة عن سنن العرب خاصة بعد ازدياد اختلاط العرب بغيرهم من المسلمين .
و إذا صح ذلك فينبغي البحث عن معنى آخر للحن الوارد في الأخبار المذكورة بعيدا عن مفهوم الخطأ في الإعراب، و يبدو أن المعنى المناسب لذلك هو أن اللحن جاء بمعنى اللغة و طريقة الكلام، إذ تشير مجموعة من النصوص المروية من تلك الفترة على أن من بين معاني اللحن اللغة أو القراءة، فمن ذلك الحديث الذي يرويه حذيفة بن اليمان أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: «اقرءوا القرآن بألحان العرب» و في رواية: «بلحون العرب و أصواتها و إياكم و لحون أهل الفسق و أهل الكتابين» و من ذلك - أيضا - ما يرويه البخاري من قول عمر - السابق - «أبيّ أقرؤنا و إنا لندع من لحن أبيّ...» ، أي لغة أبيّ و قراءته. و على ذلك فقد رجح بعض العلماء أن يكون المقصود بقول عثمان رضي اللّه عنه - إن صح - إنما هو تلاوة الحروف المرسومة بزيادة حرف أو نقصانه مما لو قرئ على وجهه لتغير اللفظ و فسد المعنى ، أي أن هناك كلمات على القارئ أن يقيم قراءتها وفقا لما تلقاه و سمعه دون ما يجده مكتوبا في الخط.