فهرست مطالب رزیّة يوم الخميس
حسبنا-حسبكم كتاب الله

نقل از جابر بن عبد الله:
توجيه ابن تيميه براي رزيه خميس كه هنگامه است!


كتف دوات قرطاس يهجر عمر
دو ثواب يا يك ثواب
صحیح البخاری
شرح فتح الباری -ابن حجر
سایر شروح بخاری
صحیح مسلم
شرح نووي صحیح مسلم
حديث قرطاس
حديث قرطاس در سايت سنت:
نقل از ابن عباس:
نقل از جابر بن عبد الله:
نقل از امام علي (ع) :
نقل از عمر بن الخطاب:
نقل از عايشه:
نقل از عبد الحمن بن ابي بكر
يهجر عرف فأمسك
سابقه نوشتن حضرت (ص) :
صحيفه بعدا نوشته شد
كلمات راجع به نسبت هجر
كساني كه نقل كرده اند از صحابه
پست سایت سنت- در بخاري
در مسلم
در مسند احمد
مسند تخريجي ابن عباس
استفهموه دال بر صحت معناي سفيان به هذيان
ليهجر
تنها مخالف عمر بود
توجيه ابن تيميه براي رزيه خميس كه هنگامه است!
ملك خواندن عمر رسول الله ص را و زير پا گذاشتن نوشته حضرت
وما وجدتها في كتاب الله
امر عمر به اخذ به سنت در شبهات قرآن
كل الناس افقه




كتف دوات قرطاس يهجر عمر


أبوبكر عبدالله بن عثمان(51 ق هـ - 13 هـ = 573 - 634 م)
شرح حال عمر بن الخطاب
شرح حال عثمان







مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (4/ 215)
7109 - وعن ابن عباس قال: «دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكتف فقال: " ائتوني بكتف أكتب لكم كتابا لا تختلفون بعدي أبدا ".
فأخذ من عنده من الناس في لغط، فقالت امرأة ممن حضر: ويحكم عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليكم! فقال بعض القوم: اسكتي، فإنه لا عقل لك. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم: " أنتم لا أحلام لكم».
قلت: في الصحيح طرف من أوله.
رواه الطبراني، وفيه ليث بن أبي سليم، وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات.






السنن الكبرى للنسائي (5/ 368)
أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي الخراساني، النسائي (المتوفى: 303هـ)
كتابة العلم في الألواح والأكتاف
5826 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، عن وكيع، عن مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: يوم الخميس وما يوم الخميس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ائتوني باللوح، والدواة، أو الكتف، والدواة لأكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا» قالوا: رسول الله صلى الله عليه وسلم يهجر









رد شبهات حول عصمة النبى صلى الله عليه وسلم (ص: 360، بترقيم الشاملة آليا)
المؤلف: عماد السيد محمد إسماعيل الشربينى
المطلب الخامس: شبهة الطاعنين فى حديث "أَهَجَرَ"
والرد عليها"
... روى البخارى ومسلم وغيرهما من حديث ابن عباس رضى الله عنهما قال: "لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفى البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: "هلم أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده" فقال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البيت فاختصموا، فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول: ما قال عمر. فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عليه الصلاة والسلام: قوموا، وكان ابن عباس يقول: إنا الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب، من اختلافهم ولغطهم" (1)
__________
(1) أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب الوصية، باب ترك الوصية لمن ليس له شئ يوص فيه 6/100 رقم 1637، والبخارى (بشرح فتح البارى) فى عدة أماكن هى: كتاب العلم، باب كتابة العلم 1/251 رقم 114، وكتاب الجهاد، باب جوائز الوفد 6/196 رقم 3053، وكتاب الجزية، باب إخراج اليهود من جزيرة العرب 6/312 رقم 3168، وكتاب المغازى باب مرض النبى صلى الله عليه وسلم ووفاته 7/738 رقمى 4431، 4432، وكتاب المرضى، باب قول المريض: قوموا عنى 10/131 رقم 5669، وكتاب الاعتصام، باب كراهية الاختلاف 13/347 رقم 7366، وأحمد فى مسنده 1/293، 324، 355، والبيهقى فى دلائل النبوة 7/181 - 183، والطبرانى وفيه ليث بن أبى سليم وهو مدلس وبقية رجاله ثقات كما قال الهيثمى فى مجمع الزوائد 4/215، وللحديث شاهد من رواية جابر بن عبد الله رضى الله عنه، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتاباً لا يضلون بعده، ولا يضلون، وكان فى البيت لغط، فتكلم عمر بن الخطاب، فرفضها رسول الله صلى الله عليه وسلم" أخرجه أبو يعلى فى مسنده، ورجاله رجال الصحيح، كما قال الهيثمى فى مجمع الزوائد 4/214، 215، وأخرجه أحمد فى مسنده 3/336.


0
... هذا الحديث طعن فيه الرافضة، بما جاء فى بعض رواياته من قول بعض الحاضرين "أهجر" وزعموا كذباً نسبة هذه اللفظة إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وأنه بقوله "أهجر" ورفعه شعار "حسبنا كتاب الله" تجاوز حد الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطعن فى شخصه الكريم، واتهامه بالتخريف والهذيان، كما زعموا أن تبرير الفقهاء لموقف عمر تشويه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وحط من قدره وشخصه، ومكانته العالية، ومساس بعصمته ورسالته (1) .
__________
(1) ينظر: دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين لصالح الوردانى ص235، 236، 45.



.. يقول: أحمد حسين يعقوب (1) : "أول من اتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجر، ورفع بوجهه شعار "حسبنا كتاب الله" هو عمر بن الخطاب، حيث حضر هو وثلة من حزبه ليطمئنوا على الوضع الصحى لرسول الله، ومن المؤكد أن شخصاً ما أخبر عمر بأن الرسول سوف يكتب وصية تلك الليلة، فأحضر عمر عدداً كبيراً من حزبه ليحول بين الرسول، وبين كتابة وصيته كما أقر عمر بذلك. وما أن قال الرسول: "قربوا كتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً" حتى تصدى له عمر بن الخطاب، فقال فوراً دون أن يسأل عن مضمون الكتاب: "حسبنا كتاب الله، إن رسول الله قد هجر" وبدون تروى صاح الحاضرون من حزب عمر فقالوا: القول ما قاله عمر!! إن رسول الله يهجر، واستغرب الحاضرون من غير حزب عمر، وصعقوا من هول ما سمعوا، فقال عفوياً: قربوا يكتب لكم رسول الله، وكان الحاضرون من حزب عمر يشكلون الأكثرية، لأنهم أعدوا للأمر عدته فصاح عمر وأعوانه: "حسبنا كتاب الله إن الرسول يهجر" واختلف الفريقان وتنازعوا، وصدم عمر وحزبه خاطر النبى، فقال النبى للجميع: "قوموا عنى، ولا ينبغى عندى التنازع، وما أنا فيه خير مما تدعونى إليه" ولقد أصاب ابن عباس عندما سمى ذلك اليوم بيوم الرزية!!! " (2)
__________
(1) كاتب أردنى معاصر، يعمل فى مهنة المحاماة، انتقل من المذهب السنى إلى المذهب الشيعى، الذى يطعن أصحابه فى السنة النبوية، وأهلها، من مؤلفاته: نظرية عدالة الصحابة، والنظام السياسى فى الإسلام، والمواجهة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله.
(2) المواجهة مع رسول الله وآله ص261، وينظر: نظرية عدالة الصحابة ص287، كلاهما لأحمد حسين يعقوب، والمرجعات لعبد الحسين شرف الدين ص331، وحوار ومناقشة كتاب عائشة لهشام آل قطيط ص91، والصحيح من سيرة النبى الأعظم لجعفر مرتضى العاملى 1/57، 58، ومنع تدوين الحديث أسباب ونتائج لعلى الشهرستانى ص300، وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم لهاشم معروف الحسينى ص696، 702، وشرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد 3/114، 12/79.



0
... ويجاب عن الشبهات السابقة بما يلى:
أولاً: نسبة القول بـ "أَهَجَر" إلى الفاروق عمر بن الخطاب، لا دليل عليه، إذ جميع روايات هذا الحديث تنفى هذه الكلمة إلى عمر رضى الله عنه. وإنما الذى جاء على لسان عمر فى جميع الروايات: قال ابن عباس: "فقال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله" (1) .
... أما لفظ "أَهَجَر" فجاءت جميع الروايات بنسبتها إلى بعض الحاضرين فى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دون تحديد لأشخاصهم، قال ابن عباس: "فقالوا ما شأنه؟ أهجر! استفهموه" (2) .
... فأين إذن ما يزعمه الرافضة من نسبة هذه الكلمة إلى سيدنا عمر رضى الله عنه؟.
إنه لا وجود لهذه النسبة إلا فى أذهانهم المريضة، وقلوبهم الممتلئة حقداً على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم!!.
ثانياً: ليس فى كلمة "أهجر" ما يعارض عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى عقله، وفى الوحي وتبليغ الرسالة، حال صحته، وحال مرضه يبين ذلك ضبط الكلمة المبين حقيقة المراد منها وهو سلب الهجر لا إثباته، وحاصل هذا الضبط فيما يلى:
__________
(1) ينظر: تخريج حديث بحثنا، روايات البخارى أرقام 114، 4432، 5669، 7366، وطريق من رواية مسلم رقم 1637، وأحمد فى مسنده 1/324، ودلائل النبوة للبيهقى 7/183.
(2) ينظر: تخريج حديث بحثنا، روايات البخارى أرقام 3053، 3168، 4431، وطريق من رواية مسلم رقم 1637، وأحمد فى مسنده 1/355، والبيهقى فى دلائل النبوة 7/181.



أ- إثبات همزة الاستفهام، وبفتحات عليها، "أَهَجَرَ" على أنه فعل ماض، والكلمة فى هذه الحالة، على سبيل الاستفهام الإنكارى على من توقف فى امتثال أمره صلى الله عليه وسلم، بإحضار الكتف والدواة. فكأن قائلها قال: كيف تتوقف فى امتثال أمره صلى الله عليه وسلم، أتظن أنه صلى الله عليه وسلم كغيره يقول الهذيان فى مرضه، امتثل أمره، وأحضره ما طلب فإنه لا يقول إلا الحق.
... وهذا الضبط والمراد به، هو أحسن الأجوبة، وأرجحها عند الحافظ ابن حجر، والقرطبى فى توجيه هذه الكلمة (1) وهو ما أرجحه أيضاً.
ب- وضبطها بعضهم: "أهُجْراً" بضم الهاء، وسكون الجيم، والتنوين والكلمة فى هذه الحالة راجعة إلى المختلفين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وقائلها خاطبهم بها، والمراد: جئتم باختلافكم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبين يديه هجراً ومنكراً من القول (2) .
... وهذا الضبط الثانى والمراد به، تثبته الروايات، وما جاء فيها من كثرة لغطهم ولغوهم.
__________
(1) فتح البارى7/739رقم 4432، وينظر: فيض البارى على صحيح البخارى للكشميرى 4/146.
(2) ينظر: المصادر السابقة فى الأماكن نفسها، والشفا 2/193، وشرحه للقارى 2/353.



ثالثاً: اتفق العلماء على أنه لا يصح أن تكون هذه الكلمة "أهجر" إخباراً، لأن الهجر بالضم، ثم السكون، من الفحش أو الهذيان، والمراد به هنا: ما يقع من كلام المريض الذى لا ينتظم، ولا يعتد به لعدم فائدته (1) . ووقوع ذلك من النبى صلى الله عليه وسلم مستحيل فى حقه، لأنه معصوم فى صحته ومرضه، لقوله تعالى: {وما ينطق عن الهوى} (2) ولقوله صلى الله عليه وسلم: "فوالذى نفسى بيده ما يخرج منه (أى من فمه الشريف فى حال غضبه، ورضاه، وكذا صحته ومرضه) ، إلا حق" (3) .
... وعلى هذا لا يصح ظاهر رواية من روى فى الحديث "هجر" أو "يهجر" (4) وهى محمولة عند أهل العلم على وجهين:
الوجه الأول: حذف ألف الاستفهام، والتقدير أهجر؟.
... ويؤيد صحة هذا الحمل، أنه لو احتمل من بعض الصحابة أنه قال تلك الكلمة، إخباراً عن حال رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو عن شك عرض له فى عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حال مرضه، لوجد من ينكره عليه من كبار الصحابة، بل من رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه رداً عن عصمته، ولو ثبت الإنكار من الصحابة أو الرسول، لنقل إلينا، ولا نقل! وهو ما يؤكد صحة هذا المحمل.
__________
(1) النهاية فى غريب الحديث 5/213، وينظر: فتح البارى 7/739 رقم 4432.
(2) الآية 3 النجم.
(3) أخرجه أبو داود فى سننه كتاب العلم، باب فى كتاب العلم 3/318 رقم 3646، وأخرجه أحمد فى مسنده 2/ 162، 192، والحاكم فى المستدرك 1/187 رقم 359 وقال على شرط مسلم، ووافقه الذهى، وسيأتى ذكر قصة الحديث ص277.
(4) ينظر: تخريج حديث بحثنا، رواية البخارى رقم 3053، وطريق من رواية مسلم رقم 1637، وأحمد فى مسنده 1/355.



الوجه الثانى: فى المراد بظاهر رواية "هجر" و"يهجر" هو حملها على ما جاء فى الرواية الثانية من قول الفاروق عمر: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلبه الوجع" ويكون قائل "هجر" أو "يهجر" لم يضبط لفظه، وأجرى الهجر، مجرى شدة الوجع، لأنه ينشأ منه، لا أنه اعتقد أنه صلى الله عليه وسلم يجوز عليه الهجر، وإلا وجد من ينكر عليه كما سبق.
هذا وقيل غير ذلك من الأقوال فى توجيه كلمة "هجر" و"يهجر" فاقتصرت على ما سبق لكونه أرجح عندى من غيره (1) .
... وعلى ما سبق فليس فى قول القائل "أَهَجَر" أياً كان قائلها، كما أنه ليس فى قول عمر رضى الله عنه: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلبه الوجع" ما يتعارض مع عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا ما يشوه شخصيته، ويحط من قدره كما يزعم الرافضة! لأن قائل "أهجر" أو "أهجراً" كان القول منه سلباً للهجر لا إثباته، وإنكاراً منه على من توقف فى امتثال أمره صلى الله عليه وسلم، وإنكاراً أيضاً على المختلفين بين يديه صلى الله عليه وسلم، وما أحدثوه بحضرته من لغط ولغو. ولو حملت الكلمة من قائلها، على الإخبار بحاله عليه الصلاة والسلام لوجد من ينكر على قائلها، وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ينكر ذلك، ولنقل إلينا، ولا نقل! مما يؤكد أن قائل "أهجر" قصد بها سلب الهجر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا إثباته كما يزعم الرافضة!.
رابعاً: اتفق قول العلماء - سوى الرافضة - على أن قول عمر "إن رسول الله، قد غلبه الوجع، عندكم القرآن، حسبنا كتاب الله" رد على من نازعه، لا على أمر النبى صلى الله عليه وسلم.
__________
(1) ينظر: الشفا 2/193، وفتح البارى 7/740 رقم 4432.



.. كما أن العلماء عدو قوله: من قوة فقهه، ودقيق نظره، ومن موافقاته للوحى، قصد منه التخفيف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين رآه قد غلب عليه الوجع، وشدة الكرب، وقامت عنده قرينه بأن الذى أراد كتابته، ليس مما لا يستغنون عنه، إذ لو كان من هذا القبيل، لم يتركه عليه الصلاة والسلام، لأجل اختلافهم ولغطهم، لقوله تعالى: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} (1) .
... كما لم يترك صلى الله عليه وسلم تبليغ غيره بمخالفة من خالفه، ومعاداة من عاداه، وفى تركه عليه الصلاة والسلام، الإنكار على عمر إشارة إلى تصويبه صلى الله عليه وسلم رأيه (2) .
... قلت: وهذا عندى من أقوى ما يتمسك به فى الرد على الرافضة ومن قال بقولهم، لأن ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم الإنكار على عمر، هو إقرار منه صلى الله عليه وسلم بتصويب رأيه، ويأخذ هذا الإقرار حكم المرفوع المسند.
... ويؤيد صحة ما سبق، من صحة رأى عمر، وأن أمره صلى الله عليه وسلم بالكتابة لم يكن على سبيل الوجوب، ما جاء فى نفس الحديث من وصيته عليه الصلاة والسلام بثلاث قال: "اخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم (3) وسكت عن الثالثة أو قال الراوى: فنسيتها" (4) .
__________
(1) الآية 67 المائدة.
(2) ينظر: دلائل النبوة للبيهقى 7/184، 185، وفتح البارى 7/740 رقم 4432.
(3) قال العلماء: هذا أمر منه صلى الله عليه وسلم، بإجازة الوفود، وضيافتهم، وإكرامهم، تطيباً لنفوسهم، وترغيباً لغيرهم من المؤلفة قلوبهم ونحوهم، وإعانة على سفرهم، قال القاضى عياض: قال العلماء: سواء كان الوفد مسلمين أو كفاراً، لأن الكافر إنما يفد غالباً فيما يتعلق بمصالحنا ومصالحهم"أهـ ينظر: المنهاج شرح مسلم 6/105 رقم 1637، وفتح البارى 7/741 رقم 4432.
(4) ينظر: تخريج حديث بحثنا ص235.



.. فهذا يدل على أن الذى أراد أن يكتبه صلى الله عليه وسلم، لم يكن أمراً متحتماً، لأنه لو كان مما أمر بتبليغه، لم يكن يتركه لوقوع اختلافهم، ولعاقب الله عز وجل، من حال بينه وبين تبليغه، ولبلغه لهم لفظاً، كما أوصاهم بإخراج المشركين وغير ذلك.
... وقد عاش عليه الصلاة والسلام بعد هذه المقالة أياماً، وحفظوا عنه أشياء لفظاً، فيحتمل أن مجموعها ما أراد أن يكتبه ويبعد مع كل هذا أن يكون أمره صلى الله عليه وسلم بالكتابة على الوجوب ويتركه!.
كما يبعد كل البعد، بدليل ما سبق، ما يزعمه الرافضة من الوصية لعلى بن أبى طالب رضى الله عنه، بالخلافة من بعده عليه الصلاة والسلام، وزعمهم أن عمر رضى الله عنه، حال بين رسول الله، وبين كتابة تلك الوصية (1) .
__________
(1) ينظر: مصادر الشيعة السابقة ص236.



.. قال الإمام المازرى (1) : "وإنما جاز للصاحبة الاختلاف فى هذا الكتاب، مع صريح أمره صلى الله عليه وسلم لهم بذلك، لأن الأوامر قد يقارنها ما ينقلها من الوجوب، فكأنه ظهرت منه عليه الصلاة والسلام قرينة دلت على أن الأمر ليس على التحتم، بل على الاختيار، فاختلف اجتهادهم، وصمم عمر رضى الله عنه، على الامتناع، لما قام عنده من القرائن، بأنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك من غير قصد جازم، وعزمه صلى الله عليه وسلم على الكتابة كان إما بالوحي، وإما بالاجتهاد، وكذلك تركه صلى الله عليه وسلم الكتابة إن كان بالوحي فبالوحي، وإلا فبالاجتهاد أيضاً، وفيه حجة لمن قال بالرجوع إلى الاجتهاد فى الشرعيات" (2) وهو ما ينكره الرافضة على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم (3) .
__________
(1) هو: محمد بن على بن عمر التميمى المازرى، أبو عبد الله، من فقهاء المالكية، كان محدثاً، فقيهاً، أصولياً، أديباً، وله دراية بالطب، من مصنفاته: المعلم بفوائد شرح مسلم، وإيضاح المحصول من برهان الأصول، وغير ذلك مات سنة 536هـ له ترجمة فى: الديباج المذهب ص374 رقم 508، وشذرات الذهب 4/114، والوافى بالوفيات 4/151، وشجرة النور الزكية 1/127 رقم 371.
(2) فتح البارى 7/740 رقم 4432، وشرح الزرقانى على المواهب 12/106، 107.
(3) ينظر: منع تدوين الحديث أسباب ونتائج لعلى الشهرستانى ص85، ومعالم المدرستين لمرتضى العسكرى المجلد 2/67، وركبت السفينة لمروان خليفات ص233، 295، وتأملات فى الحديث عند السنة والشيعة لزكريا عباس داود ص48 - 62، والشيعة هم أهل السنة للدكتور محمد التيجانى ص27، 28، 31.



.. قلت: وفى كلا الحالتين العزم على الكتابة وتركها، سواء كان بالوحي، أو بالاجتهاد، فيه إقرار من رسول الله صلى الله عليه وسلم لرأى عمر رضى الله عنه، فيأخذ حكم المرفوع المسند، وهو دليل على صحة موقف الصحابة رضى الله عنهم من اختلافهم فى الكتاب، مع صريح أمره صلى الله عليه وسلم.
... قال الإمام القرطبى (1) : "واختلاف الصحابة رضى الله عنهم، فى هذا الكتاب كاختلافهم فى قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يصلين أحد العصر إلا فى بنى قريظة" (2) فتخوف ناس فوات الوقت فصلوا، وتمسك آخرون بظاهر الأمر فلم يصلوا، فما عنف صلى الله عليه وسلم أحد منهم، من أجل الاجتهاد المسوغ، والمقصد الصالح" (3) .
... وعلى ما سبق من اختلاف الصحابة رضى الله عنهم، فى فهم أمره صلى الله عليه وسلم، ثم إقراره صلى الله عليه وسلم لهذا الاختلاف فى فهمهم لأمره، يرد على زعم الرافضة، ومن قال بقولهم، فى أن اختلاف الصحابة، فى أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكتابة، سوء أدب منهم، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم!!.
__________
(1) هو: محمد بن أحمد بن أبى بكر بن فرح الأنصارى، الخزرجى، المالكى، القرطبى، من كبار المفسرين، والمشهورين بالصلاح والتعبد، وله مؤلفات كثيرة عظيمة منها: تفسيره، جامع أحكام القرآن، وغيرها توفى سنة 671هـ له ترجمة فى: طبقات المفسرين للسيوطى ص79 رقم 88، وطبقات المفسرين للداودى 2/69 رقم 434، والديباج المذهب ص406 رقم 549، وشجرة النور الزكية 1/197 رقم 666.
(2) أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب المغازى، باب مرجع النبى صلى الله عليه وسلم من الأحزاب 7/471 رقم 4119، ومسلم (بشرح النووى) كتاب الجهاد والسير، باب المبادرة بالغزو وتقديم أهم الأمرين المتعارضين 6/340 رقم 1770 من حديث ابن عمر رضى الله عنهما.
(3) فتح البارى 1/252، 253 رقم 114.



.. لأنهم رضوان الله عليهم أجمعين، كانوا يراجعونه صلى الله عليه وسلم فى بعض الأمور قبل أن يجزم فيها بتحتيم، كما راجعوه يوم الحديبية، فى كتاب الصلح بينه وبين قريش (1) . فأما إذا أمر عليه الصلاة والسلام بالشئ أمر عزيمة، ولا قرينة تصرفه عن ذلك، فلا يراجع فيه أحد منهم (2) .
خامساً: زعم الرافضة أن فى قول عمر: "حسبنا كتاب الله" دعوى منه للاكتفاء به عن بيان السنة، زعم لا دليل عليه، لأن سيدنا عمر رضى الله عنه لم يرد بقوله هذا، الاكتفاء به عن بيان السنة المطهرة، بل قال ما قاله لما قام عنده من القرينة، على أن الذى أراد صلى الله عليه وسلم كتابته مما يستغنى عنه، بما فى كتاب الله عز وجل، لقوله تعالى: {ما فرطنا فى الكتاب من شئ} (3) حيث لا تقع واقعة إلى يوم القيامة، إلا وفى الكتاب، أو السنة بيانها نصاً أو دلالة.
__________
(1) ينظر: قصة الحديث فى صحيح البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الصلح، باب كيف هذا ما صالح فلان ابن فلان… 5/357 رقم 2698، ومسلم (بشرح النووى) كتاب الجهاد، باب صلح الحديبية 6/376 رقم 1383 من حديث البراء رضى الله عنه.
(2) المنهاج شرح مسلم 6/103 رقم 1637، وفتح البارى 1/252 رقم 114.
(3) جزء من الآية 38 الأنعام.



.. وفى تكلف النبى صلى الله عليه وسلم فى مرضه من شدة وجعه، كتابة ذلك مشقة ومن هنا رأى عمر، الاقتصار على ما سبق بيانه إياه نصاً أو دلالة تخفيفاً عليه صلى الله عليه وسلم، ولئلا ينسد باب الاجتهاد على أهل العلم والاستنباط، وإلحاق الفروع بالأصول، وقد كان سبق قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب، فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ، فله أجر" (1) .
... وهذا دليل على أنه صلى الله عليه وسلم وكل بعض الأحكام إلى اجتهاد العلماء، وجعل لهم الأجر على الاجتهاد، فرأى عمر رضى الله عنه الصواب تركهم على هذه الجملة، لما فيه من فضيلة العلماء بالاجتهاد، مع التخفيف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفى تركه عليه الصلاة والسلام الإنكار على عمر، دليل على استصوابه رضى الله عنه رغم أنف الرافضة (2) .
... ولا يعارض ذلك قول ابن عباس رضى الله عنهما: إن الرزية كل الرزية … الخ لأن عمر كان أفقه منه قطعاً، هذا مع اعترافنا بأنه حبر الأمة، وترجمان القرآن، وأعلم الناس بتفسير كتاب الله وتأويله، ولكنه أسف على ما فاته من البيان بالتنصيص عليه، لكونه أولى من الاستنباط، لاسيما وقد بقى ابن عباس حتى شاهد الفتن (3) . أهـ.
وبعد:
__________
(1) أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ 13/ 330 رقم 7352، ومسلم (بشرح النووى) كتاب الأقضية، باب بيان أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ 6/254 رقم 1716 من حديث عمرو بن العاص رضى الله عنه.
(2) ينظر: المنهاج شرح مسلم 6/103 رقم 1637 بتصرف.
(3) فتح البارى 7/740 رقم 4432، وشرح الزرقانى على المواهب 12/107، 108.



.. فقد استبان لك أيها الناظر بما سبق؛ عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فى بدنه من الصرع (1) وفى عقله وقلبه من الكفر (2) والشرك والضلال والغفلة (3) والشك، والفحش، ومن تسلط الشيطان عليه (4) واستحالة ذلك ونحوه عليه شرعاً وإجماعاً، ونظراً وبرهاناً وعصمته فيما سبق قبل النبوة وبعدها، وفى كل حالاته من رضى وغضب، وجد ومزح.
... وما استدل به أعداء السنة المطهرة، والسيرة العطرة من أحاديث يفيد ظاهرها عدم عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى عقله وبدنه لا تفيدهم فى دعواهم، لأن ما استدلوا به من أحاديث، منها ما هو ضعيف، وموضوع لا يحتج به، ومنهما ما هو صحيح ولكن تضعف دلالته على ما احتجوا به، على ما سبق تفصيله فى المطالب السابقة أهـ.
والله تبارك وتعالى أعلى وأعلم
__________
(1) الطعن فى عصمته فى بدنه، والزعم بأنه كان يصرع سبق الرد على هذه الفرية فى المطلب الأول من هذا المبحث ص184، وسيأتى الرد على وصف حالته صلى الله عليه وسلم، أثناء الوحي بأنها صرع، فى شبهات المستشرقين حول الوحي الإلهى ص289.
(2) حديث استلامه صلى الله عليه وسلم الأصنام سبق الجواب عنه ص62.
(3) حديث "إنه ليغان على قلبى فاستغفر الله…" سبق الجواب عنه ص142.
(4) حديث (فإن هذا منزل حضرنا فيه الشيطان) سبق الجواب عنه ص143.



















مؤمن نجد- نقش حدیث رزیه یوم الخمیس در استبصار جوان وهابی-ایجاد شده توسط: حسن خ