حديث قرطاس





الأمالي في آثار الصحابة لعبد الرزاق الصنعاني (ص: 38)
24 - أخبرنا أبو علي إسماعيل، ثنا أحمد، ثنا عبد الرزاق، أنا ابن عيينة، عن سليمان الأحول، عن سعيد بن جبير، قال: قال ابن عباس: يوم الخميس وما أدراك ما يوم الخميس، ثم بكى حتى خضب دمعه الحصا، قال: فقلت: ابن عباس، ما يوم الخميس؟ قال: لما احتضر النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قربوا أكتب إليكم كتابا لا تضلوا بعده» قال: فتنازعوا، ولا ينبغي عند نبي الله تنازع، فقالوا: ما شأنه [ص:39] أهجر؟ استفهموه. فقال: «دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه» قال: فأوصى بثلاث عند موته قال: «أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفود بنحو مما كنت أجيزهم» قال: فإما أن يكون سعيد سكت عن الثالثة وإما أن يكون قد نسيتها





المستدرك على الصحيحين للحاكم (3/ 542)
6016 - أخبرني أحمد بن عبد الله المزني بنيسابور، ومحمد بن العدل، ثنا إبراهيم بن شريك الأسدي، بالكوفة، ثنا أحمد بن يونس، ثنا أبو شهاب، عن عمرو بن قيس، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الرحمن بن أبي بكر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ائتني بدواة وكتف أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا» ، ثم ولانا قفاه، ثم أقبل علينا، فقال: «يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر»
[التعليق - من تلخيص الذهبي]
6016 - إسناده صحيح







 
مسند البزار = البحر الزخار (11/ 266)
5055- حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن عبد الله بن عبد الله، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: لما كان يوم الخميس وما يوم الخميس، ثم بكى ابن عباس في مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قبض فيه قال: ائتوني بصحيفة ودواة حتى أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا.
وهذا الحديث قد روي نحوه، عن ابن عباس من وجوه صحاح وزاد عبد الله بن عبد الله عليهم كلمة أنكرت عليه فصار الحديث منكرا من أجل الكلمة ولم نذكر الكلمة إجلالا لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
عبد الله بن بد الله كان بالكوفة، وكان قاضي الري وعنده مناكير لم يتابع عليها، وعن غير ابن عباس، وعبد الله بن عبد الله ليس بالقوي في الحديث لأنه قد حدث بأحاديث لم يتابع عليها.
 
 
معجم ابن الأعرابي (1/ 287)
528 - نا محمد بن سعد العوفي، نا إسماعيل بن عبد الكريم قال: حدثني إبراهيم بن عقيل، عن أبيه، عن وهب بن منبه، عن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا عند موته بصحيفة لنا ليكتب فيها كتابا لا تضلوا قال: فحلف عليهم عمر حتى نقضها النبي صلى الله عليه وسلم
 
 
 
 
أمالي ابن بشران - الجزء الثاني (ص: 130)
1201 - أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، ثنا إسحاق بن الحسن الحربي، ثنا أبو حذيفة، ثنا معرف بن واصل، عن الأعمش، عن عبد الله بن عبد الله الرازي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: لما كان يوم الخميس، قال: يوم الخميس، وما يوم الخميس؟ ثم بكى، فقال: أغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم إغماءة، فأفاق، فقال: «ائتوني بكتف ودواة، أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعدي أبدا» ، ثم أغمي عليه إغماءة، فقال بعض القوم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يهجر، فلما أفاق.
قالوا: ألا نأتيك بكتف ودواة؟ قال: «بعد مه، بعد مه»
 
 
جزء ابن فيل (ص: 156)
135- حدثنا الحسن، ثنا محمد بن العلاء أبو كريب، ثنا يونس بن بكير، عن قرة بن خالد، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا بصحيفة عند موته يكتب فيها لأمته كتابا قال: ((لا تضلوا بعدي)) ، وكان في البيت لغط فتكلم عمر بن الخطاب فرفض رسول الله صلى الله عليه وسلم.
 
 
 
الثاني من أجزاء أبي علي بن شاذان (ص: 21)
20 - أخبرنا محمد، قال: ثنا عبد الملك بن محمد، ثنا أبو عاصم، ثنا مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: يوم الخميس وما يوم الخميس؟ فبكى حتى بل دمعه الحصى، فقلنا: يا أبا عباس وما يوم الخميس؟ قال: ابتدأ برسول الله وجعه، فقال «ائتوني بكتاب ودواة، أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده» .
قال: إنما يهجر رسول الله صلى الله عليه وسلم
 
 
 
حديث شعبة لمحمد بن العباس بن نجيح البغدادي - مخطوط (ن) (ص: 6)
25- أخبرنا محمد قال ثنا عبد الملك بن محمد ثنا أبو عاصم ثنا مالك بن مغول عن طلحة بن مطرف، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: يوم الخميس وما يوم الخميس، فبكى حتى بل دمعه الحصا فقلنا يا أبا العباس وما يوم الخميس قال ابتدأ برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فقال: ائتوني بكتاب ودواة أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده. قال إنما (غير واضح بالأصل) رسول الله صلى الله عليه وسلم هـ.
 
 
 
 
 
نهاية الأرب في فنون الأدب (18/ 375)
فقالت زينب زوج النبىّ صلّى الله عليه وسلّم: ألا تسمعون للنبىّ صلّى الله عليه وسلّم يعهد إليكم؟ فلغطوا فقال: «قوموا» فلما قاموا قبض النبىّ صلّى الله عليه وسلّم مكانه. وعن جابر بن عبد الله الأنصارى قال: لما كان فى مرض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الذى توفّى فيه، دعا بصحيفة ليكتب فيها لأمته كتابا لا يضلون ولا يضلّون، فكان فى البيت لغط وكلام، وتكلم عمر بن الخطاب، قال: فرفضه النبىّ صلّى الله عليه وسلّم.
وعن محمد بن عمر الواقدىّ عن هشام بن سعيد عن زيد بن أسلم عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه، قال: كنا عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وبيننا وبين النساء حجاب، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
«اغسلونى بسبع قرب وأتونى بصحيفة ودواة أكتب لكم كتابا لن تضلّوا بعده أبدا» فقال النسوة: ايتوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بحاجته. قال عمر فقلت:
اسكتن فإنكن صواحبه إذا مرض عصرتنّ أعينكنّ، وإذا صح أخذتن بعنقه.
فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «هنّ خير منكم» .
هذا ما وقفنا عليه من الروايات المسندة فى هذا الحديث، وقد تذرّعت به طائفة من الروافض، وتكلموا فيه وطعنوا على من لغط عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتى امتنع من الكتابة.
وقد تكلم القاضى أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض رحمه الله على هذا الحديث، وذكر أقوال العلماء وما أبدوه من الاعتذار عن عمر رضى الله عنه فيما قال، فقال رحمه الله تعالى، قال أتمنا فى هذا الحديث: النبىّ صلّى الله عليه وسلّم غير معصوم من الأمراض، وما يكون من عوارضها من شدّة وجع وغشى ونحوه، مما يطرأ على جسمه، معصوم أن يكون منه من القول أثناء ذلك ما يطعن فى معجزته، ويؤدّى إلى فساد فى شريعته، من هذيان أو اختلال فى كلام، وعلى هذا لا يصح ظاهر رواية من روى فى الحديث «هجر» إذ معناه هذى يقال:
هجر هجر إذا أفحش، وأهجر تعدية هجر، وإنما الأصح والأولى «أهجر» ؟ على طريق الإنكار على من قال لا نكتب، قال: وهكذا روايتنا فيه فى صحيح البخارى من رواية جميع الرواة فى حديث الزهرى ومحمد بن سلّام عن ابن عيينة، قال: وكذا ضبطه الأصيلى بخطه فى كتابه وغيره من هذه الطرق، وكذا رويناه عن مسلم فى حديث سفيان وعن غيره، قال: وقد تحمل عليه رواية من رواه هجر على حذف ألف الاستفهام، والتقدير: أهجر؟ أو أن يحمل قول القائل: «هجر» أو أهجر دهشة من قائل ذلك وحيرة؛ لعظيم ما شاهد من حال الرسول صلّى الله عليه وسلّم وشدّة وجعه، وهول المقام الذى اختلفت فيه عليه، والأمر الذى همّ بالكتاب فيه، حتى لم يضبط هذا القائل لفظه وأجرى الهجر مجرى شدّة الوجع؛ لأنه اعتقد أنه يجوز عليه الهجر، كما حملهم الإشفاق على حراسته، والله تعالى يقول: وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ
ونحو هذا. وأما على رواية: «أهجرا» ، وهى رواية أبى إسحاق المستملى فى الصحيح، فى حديث ابن جبير، عن ابن عباس من رواية قتيبة، فقد يكون هذا راجعا إلى المختلفين عنده صلّى الله عليه وسلّم، ومخاطبة لهم من بعضهم، أى جئتم باختلافكم على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وبين يديه هجرا ومنكرا من القول! والهجر بضم الهاء الفحش فى المنطق.
وقد اختلف العلماء فى معنى هذا الحديث، وكيف اختلفوا بعد أمره لهم عليه السلام أن يأتوه بالكتاب، فقال بعضهم: أوامر النبىّ صلّى الله عليه وسلّم يفهم إيجابها من ندبها من إباحتها بقرائن، فلعل قد ظهر من قرائن قوله صلّى الله عليه وسلّم لبعضهم ما فهموا أنه لم يكن منه عزمة، بل أمر ردّه إلى اختيارهم، وبعضهم لم يفهم ذلك، فقال: استفهموه، فلما اختلفوا كفّ عنه إذ لم تكن عزمة، ولما رأوه من صواب رأى عمر رضى الله عنه. ثم هؤلاء قالوا: ويكون امتناع عمر إمّا إشفاقا على النبىّ صلّى الله عليه وسلّم من تكليفه فى تلك الحال، وإما إملاء الكتاب، وأن يدخل عليه مشقة من ذلك كما قال: إنّ النبىّ اشتدّ به الوجع.
وقيل: خشى عمر أن يكتب أمورا يعجزون عنها فيحصلون «1» في الحرج بالمخالفة، ورأى أن الأرفق بالأمة فى تلك الأمور سعة الاجتهاد، وحكم النّظر، وطلب الصواب، فيكون المصيب والمخطئ مأجورا، وقد علم عمر تقرر الشرع وتأسيس الملّة، وأن الله تعالى قال: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ
 
 
 
نهاية الأرب في فنون الأدب (18/ 377)
«2» وقوله صلّى الله عليه وسلّم:
«أوصيكم بكتاب الله وعترتى» . وقول عمر: حسبنا كتاب الله، ردّ على من نازعه، لا على أمر النبى صلّى الله عليه وسلّم. وقد قيل: إن عمر خشى تطرّق المنافقين، ومن فى قلبه مرض لما كتب فى ذلك الكتاب فى الخلوة، وأن يتقوّلوا فى ذلك الأقاويل كادّعاء الرافضة الوصية وغير ذلك. وقيل: إنه كان من النبى صلّى الله عليه وسلّم على طريق المشورة والاختبار، هل يتفقون على ذلك أم يختلفون، فلما اختلفوا تركه. وقالت طائفة أخرى: إن معنى الحديث أن النبى صلّى الله عليه وسلّم كان مجيبا فى هذا الكتاب لما طلب منه لا أنه ابتداء بالأمر به، بل اقتضاه منه بعض أصحابه، فأجاب رغبتهم وكره ذلك غيرهم للعلل التى ذكرناها، واستدل فى مثل هذه القضية بقول العباس لعلىّ: انطلق بنا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فإذا كان الأمر فينا علمناه، وكراهة علىّ هذا وقوله: «والله لا أفعل» الحديث.
واستدل بقوله: «دعونى فإن الذى أنا فيه «3» خير» أى الذى أنا فيه خير من إرسال الأمر وترككم، وكتاب الله «1» . وأن تدعونى مما طلبتم. وذكر أن الذى طلب كتابه «2» فى أمر الخلافة بعده وتعيين ذلك. هذا ما أورده فى معنى هذا الحديث.
والله تعالى أعلم.
 
 
 
 
 
 
                        كتاب سليم بن قيس الهلالي، ج‏2، ص: 794
الحديث السابع و العشرون [1]
أَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْ سُلَيْمٍ قَالَ إِنِّي كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ «1» فِي بَيْتِهِ وَ عِنْدَهُ رَهْطٌ مِنَ الشِّيعَةِ [قَالَ‏] «2» فَذَكَرُوا رَسُولَ اللَّهِ ص وَ مَوْتَهُ فَبَكَى ابْنُ عَبَّاسٍ وَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَوْمُ الْإِثْنَيْنِ وَ هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ وَ حَوْلَهُ أَهْلُ بَيْتِهِ وَ ثَلَاثُونَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ ايتُونِي «3» بِكَتِفٍ أَكْتُبْ لَكُمْ [فِيهِ‏] «4» كِتَاباً لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي وَ لَنْ تَخْتَلِفُوا [بَعْدِي‏] «5» فَمَنَعَهُمْ فِرْعَوْنُ هَذِهِ الْأُمَّةِ فَقَالَ «6» إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ يَهْجُرُ فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ قَالَ إِنِّي أَرَاكُمْ تُخَالِفُونِّي «7» وَ أَنَا حَيٌّ [فَكَيْفَ بَعْدَ مَوْتِي‏] «8» فَتَرَكَ الْكَتِفَ قَالَ سُلَيْمٌ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ يَا سُلَيْمُ لَوْ لَا مَا قَالَ ذَلِكَ الرَّجُلُ‏ لَكَتَبَ لَنَا كِتَاباً لَا يَضِلُّ أَحَدٌ وَ لَا يَخْتَلِفُ «9» فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ «10» وَ مَنْ ذَلِكَ الرَّجُلُ فَقَالَ لَيْسَ «11» إِلَى ذَلِكَ سَبِيلٌ فَخَلَوْتُ بِابْنِ عَبَّاسٍ بَعْدَ مَا قَامَ الْقَوْمُ فَقَالَ هُوَ عُمَرُ فَقُلْتُ صَدَقْتَ قَدْ سَمِعْتُ عَلِيّاً ع وَ سَلْمَانَ وَ أَبَا ذَرٍّ وَ الْمِقْدَادَ يَقُولُونَ إِنَّهُ عُمَرُ فَقَالَ يَا سُلَيْمُ اكْتُمْ «12» إِلَّا مِمَّنْ تَثِقُ بِهِمْ «13» مِنْ إِخْوَانِكَ فَإِنَّ قُلُوبَ هَذِهِ الْأُمَّةِ أُشْرِبَتْ «14» حُبَّ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ كَمَا أُشْرِبَتْ قُلُوبُ بَنِي إِسْرَائِيلَ حُبَّ الْعِجْلِ وَ السَّامِرِيِ‏
 
 
 
 
سليم بن قيس الهلالي [13 /12] 
ما كتب في الكتف بإملاء رسول الله صلى الله عليه وآله
يا طلحة، ألست قد شهدت رسول الله صلى الله عليه وآله حين دعا بالكتف ليكتب فيها ما لا تضل الأمة ولا تختلف، فقال صاحبك ما قال: (إن نبي الله يهجر) فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله ثم تركها؟ قال: بلى، قد شهدت ذاك.
قال: فإنكم لما خرجتم أخبرني بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وبالذي أراد أن يكتب فيها وأن يشهد عليها العامة. فأخبره جبرائيل: (أن الله عز وجل قد علم من الأمة الاختلاف والفرقة) ، ثم دعا بصحيفة فأملى علي ما أراد أن يكتب في الكتف وأشهد على ذلك ثلاثة رهط: سلمان وأبا ذر والمقداد، وسمى من يكون من أئمة الهدى الذين أمر الله بطاعتهم إلى يوم القيامة. فسماني أولهم ثم ابني هذا - وأدنى بيده إلى الحسن - ثم الحسين ثم تسعة من ولد ابني هذا - يعني الحسين -. كذلك كان يا أبا ذر وأنت يا مقداد؟ 
فقاموا وقالوا: نشهد بذلك على رسول الله صلى الله عليه وآله.
فقال طلحة: والله لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لأبي ذر: (ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر ولا أبر عند الله) ، وأنا أشهد أنهما
---... الصفحة 212... ---
لم يشهدا إلا على حق، ولأنت أصدق وآثر عندي منهما.
 
 
 
                        الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، ج‏1، ص: 184
رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَخْرُجْ لِأَنَّنِي لَمْ أُحِبَّ أَنْ أَسْأَلَ عَنْكَ الرَّكْبَ فَقَالَ النَّبِيُّ ص فَانْفُذُوا جَيْشَ أُسَامَةَ فَانْفُذُوا جَيْشَ أُسَامَةَ يُكَرِّرُهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ مِنَ التَّعَبِ الَّذِي لَحِقَهُ وَ الْأَسَفِ فَمَكَثَ هُنَيْهَةً مُغْمًى عَلَيْهِ وَ بَكَى الْمُسْلِمُونَ وَ ارْتَفَعَ النَّحِيبُ مِنْ أَزْوَاجِهِ وَ وُلْدِهِ وَ النِّسَاءِ الْمُسْلِمَاتِ وَ مَنْ حَضَرَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ «1».
فَأَفَاقَ ع فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ ثُمَّ قَالَ ائْتُونِي بِدَوَاةٍ وَ كَتِفٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَاباً لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَداً ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ فَقَامَ بَعْضُ مَنْ حَضَرَ يَلْتَمِسُ دَوَاةً وَ كَتِفاً فَقَالَ لَهُ عُمَرُ ارْجِعْ فَإِنَّهُ يَهْجُرُ فَرَجَعَ وَ نَدِمَ مَنْ حَضَرَهُ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُمْ مِنَ التَّضْجِيعِ «2» فِي إِحْضَارِ الدَّوَاةِ وَ الْكَتِفِ فَتَلَاوَمُوا بَيْنَهُمْ فَقَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ لَقَدْ أَشْفَقْنَا مِنْ خِلَافِ رَسُولِ اللَّهِ.
فَلَمَّا أَفَاقَ ص قَالَ بَعْضُهُمْ أَ لَا نَأْتِيكَ بِكَتِفٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ دَوَاةٍ فَقَالَ أَ بَعْدَ الَّذِي قُلْتُمْ لَا وَ لَكِنَّنِي أُوصِيكُمْ بِأَهْلِ بَيْتِي خَيْراً ثُمَّ أَعْرَضَ بِوَجْهِهِ عَنْ الْقَوْمِ فَنَهَضُوا وَ بَقِيَ عِنْدَهُ الْعَبَّاسُ وَ الْفَضْلُ وَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَ أَهْلُ بَيْتِهِ خَاصَّةً.
 
 
 
 
 
 
                        المسترشد في إمامة علي بن أبي طالب عليه السلام، ص: 681
وَ صَحِيفَةٍ أَكْتُبْ لَكُمْ مَا لَا تَضِلُّونَ مَعَهُ بَعْدِي.
فَقَالَ الثَّانِي «1»: هَجَرَ رَسُولُ اللَّهِ!! ثُمَّ قَالَ: حَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ!.
، و في هذا القول كفر باللّه العظيم! لأنّ اللّه جلّ ذكره يقول: وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا «2» فزعم عمر أنّه لا حاجة له فيما دعاهم إليه الرّسول (ص)، لعلمه أنّ الرّسول يريد تأكيد الأمر لعليّ (ع)، و لو علم أنّ الأمر له أو لصاحبه لبادر بالدّواة و الصّحيفة «3».
رَوَى ذَلِكَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ «4» عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [بْنِ عُتْبَةَ]، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ رَسُولَ اللَّهِ (ص) الْوَفَاةُ، قَالَ: هَلُمَّ «5» بِالدَّوَاةِ وَ الصَّحِيفَةِ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَاباً لَا تَضِلُّونَ بَعْدَهُ أَبَداً، فَقَالَ الثَّانِي عُمَرُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ الْوَجَعُ وَ عِنْدَكُمُ الْقُرْآنُ حَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ!، فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ:
قَرِّبُوا يَكْتُبْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ كِتَاباً لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ، فَلَمَّا أَكْثَرَ اللَّغَطُ وَ الِاخْتِلَافُ عِنْدَهُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): قُومُوا.
 
 
 
 
 
 
                        الأمالي (للمفيد)، النص، ص: 36
فَقُلْتُ اسْتَخْلِفْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ قُلْتُ عُمَرَ فَسَكَتَ ثُمَّ مَشَى سَاعَةً وَ تَنَفَّسَ وَ قَالَ نُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي يَا ابْنَ مَسْعُودٍ فَقُلْتُ اسْتَخْلِفْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ قُلْتُ عُثْمَانَ فَسَكَتَ ثُمَّ مَشَى سَاعَةً فَقَالَ نُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي يَا ابْنَ مَسْعُودٍ فَقُلْتُ اسْتَخْلِفْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ قُلْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَتَنَفَّسَ ثُمَّ قَالَ وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَئِنْ أَطَاعُوهُ لَيَدْخُلُنَّ الْجَنَّةَ أَجْمَعِينَ أَكْتَعِينَ «1»
 
3 قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَبَّاسُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ «2» قَالَ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ قَالَ لَمَّا حَضَرَتِ النَّبِيَّ ص الْوَفَاةُ وَ فِي الْبَيْتِ رِجَالٌ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص هَلُمُّوا أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَاباً لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَداً فَقَالَ عُمَرُ لَا تَأْتُوهُ بِشَيْ‏ءٍ فَإِنَّهُ قَدْ غَلَبَهُ الْوَجَعُ وَ عِنْدَكُمُ الْقُرْآنُ حَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ «3»
 
__________________________________________________
 
 
 
 
 
 
                        إعلام الورى بأعلام الهدى (ط - الحديثة)، ج‏1، ص: 265
فأذن لها، فانتقل إلى البيت الذي أسكنته عائشة فاستمر المرض به فيه أيّاما و ثقل عليه السلام، فجاء بلال عند صلاة الصبح و رسول اللّه مغمور بالمرض فنادى الصلاة رحمكم اللّه، فقال عليه السلام: «يصلّي بالناس بعضهم»، فقالت عائشة: مروا أبا بكر فليصل بالناس، و قالت حفصة: مروا عمر.
فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «اكففن، فإنّكنّ صويحبات يوسف».
ثمّ قال و هو لا يستقلّ على الأرض من الضعف، و قد كان عنده أنّهما خرجا إلى اسامة، فأخذ بيد عليّ بن أبي طالب و الفضل بن عبّاس فاعتمد هما و رجلاه تخطّان الأرض من الضعف، فلمّا خرج إلى المسجد وجد أبا بكر قد سبق إلى المحراب، فأوما إليه بيده، فتأخّر أبو بكر، و قام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و كبّر و ابتدأ بالصلاة، فلمّا سلّم و انصرف إلى منزله استدعى أبا بكر و عمر و جماعة من حضر المسجد ثمّ قال: «أ لم آمركم أن تنفذوا جيش اسامة؟» فقال أبو بكر: إنّي كنت خرجت ثمّ عدت لاحدث بك عهدا، و قال عمر: إنّي لم أخرج لأني لم احبّ أن أسأل عنك الركب.
فقال عليه السلام: «نفّذوا جيش اسامة»- يكرّرها ثلاث مرّات- ثمّ اغمي عليه صلوات اللّه عليه و آله من التعب الذي لحقه، فمكث هنيئة و بكى المسلمون و ارتفع النحيب من أزواجه و ولده و من حضر، فأفاق عليه السلام و قال: «ائتوني بدواة و كتف أكتب لكم كتابا لا تضلّوا بعده أبدا» ثمّ اغمي عليه.
فقام بعض من حضر من أصحابه يلتمس دواة و كتفا، فقال له عمر:
ارجع فإنّه يهجر!! فرجع.
فلمّا أفاق [صلّى اللّه عليه و آله و سلّم‏] قال بعضهم: أ لا نأتيك يا رسول اللّه بكتف و دواة؟ فقال: «أبعد الذي قلتم!! لا، و لكن احفظوني في أهل‏
                        
 
 
 
 
 
 
                        قصص الأنبياء عليهم السلام (للراوندي)، ص: 358
لا ينجي إلا عمل مع وجه الله «1» و لو عصيت لهويت. ثم نزل و دخل بيته و كان في بيت أم سلمة فجاءت عائشة تسأله أن ينتقل إليها لتتولى تعليله فأذن لها و انتقل إلى البيت الذي أسكنه عائشة فاستمر المرض به أياما و ثقل فجاء بلال عند صلاة الصبح فنادى الصلاة فقال يصلي بالناس بعضهم فقالت عائشة مروا أبا بكر و قالت حفصة مروا عمر فقال رسول الله ص اكففن فإنكن كصويحبات يوسف ثم قال و هو لا يستقل على الأرض من الضعف و قد كان عنده أنهما خرجا إلى أسامة فأخذ بيد علي بن أبي طالب ع و الفضل فاعتمدهما «2» و رجلاه يخطان الأرض من الضعف فلما خرج إلى المسجد وجد أبا بكر قد سبق إلى المحراب فأومأ بيده إليه فتأخر أبو بكر و قام رسول الله ص و كبر و ابتدأ بالصلاة فلما سلم و انصرف إلى بيته استدعى أبا بكر و عمر و جماعة ممن حضر المسجد قال أ لم آمركم أن تنفذوا جيش أسامة فقال أبو بكر إني كنت خرجت ثم عدت لأحدث «3» بك عهدا و قال عمر إني لم أخرج لأني لم أحب أن أسأل عنك الركب فقال ص نفذوا جيش أسامة يكررها ثلاث مرات ثم أغمي عليه من التعب الذي لحقه ثم أفاق و قال ائتوني بدواة و كتف أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا فقال عمر لمن قام يلتمس الدواة و الكتف ارجع فإنه يهجر فلما أفاق قال بعضهم أ لا نأتيك يا رسول الله بدواة و كتف قال بعد الذي قلتم لا و لكن احفظوني في أهل بيتي «4» و أطعموا المساكين و حافظوا على الصلاة و ما ملكت أيمانكم فلم يزل يردد ذلك ثم أعرض بوجهه عن القوم فنهضوا و بقي عنده علي و العباس و الفضل و أهل بيته فقال العباس يا رسول الله إن يكن هذا الأمر مستمرا فينا من بعدك «5» فبشرنا و إن كن
 
 
 
 
 
 
                        متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏2، ص: 22
وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ و قد أكذب الله تعالى من قال ذلك في قوله وَ قالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُوراً و إن صح الخبر فتأويله أن اليهودي اجتهد في ذلك فلم يقدر عليه فاطلع الله تعالى نبيه على ما فعله حتى استخرج ما فعله و كان دلالة على صدق معجزة له‏
فصل [في النبي الامي‏]
قوله تعالى وَ ما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَ لا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ قال المفسرون إنه لم يكن النبي ص يحسن الكتابة و القراءة و الآية لا تدل على ذلك بل فيها أنه لم يكن يكتب الكتاب و قد لا يكتب من يحسنه كما لا يكتب من لا يحسنه و لو أفاد أنه لم يكن يحسن الكتابة قبل الإيحاء إليه لوجب أنه كان يحسنها بعد الإيحاء إليه ليكون فرقا بين الحالين لأن التطابق في الكلام من الفصاحة ثم إن ظاهر الآية يقتضي نفي القراءة و الكتابة بما قبل النبوة لأنهم إنما يرتابون في كتابته لو كان يحسنها قبل النبوة فأما بعدها فلا تعلق له بالريبة و يجوز أن يتعلمها من جبريل بعد النبوة و يجوز أن لا يتعلم و قد شهر يوم الحديبية أنه كان لا يعرفها لأن سهيل بن عمرو قال امح هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله ص فقال لعلي امحها يا علي ثم قال فضع يدي عليها و قد شهر أيضا في الصحاح و السنن و التواريخ ايتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده و منع عمر.
قوله سبحانه النَّبِيَّ ا
 
 
 
 
 
                        مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب)، ج‏1، ص: 235
ابْنُ بُطَّةَ وَ الطَّبَرِيُّ وَ مُسْلِمٌ وَ الْبُخَارِيُّ وَ اللَّفْظُ لَهُ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ يَوْمُ الْخَمِيسِ وَ مَا يَوْمُ الْخَمِيسِ ثُمَّ بَكَى حَتَّى بَلَّ دَمْعُهُ الْحَصَى فَقَالَ اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ وَجَعُهُ يَوْمَ الْخَمِيسِ فَقَالَ ائْتُونِي بِدَوَاةٍ وَ كَتِفٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَاباً لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَداً فَتَنَازَعُوا وَ لَا يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ فَقَالُوا هَجَرَ رَسُولُ اللَّهِ وَ فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ وَ الطَّبَرِيِّ قَالُوا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ يَهْجُرُ.
                        
                        مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب)، ج‏1، ص: 236
يونس الديلمي‏
          وَصَّى النَّبِيُّ فَقَالَ قَائِلُهُمْ             قَدْ ظَلَّ يَهْجُرُ سَيِّدُ الْبَشَرِ
 
الْبُخَارِيُّ وَ مُسْلِمٌ فِي خَبَرٍ أَنَّهُ قَالَ عُمَرُ النَّبِيُّ ع قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ الْوَجَعُ وَ عِنْدَكُمُ الْقُرْآنُ حَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ فَاخْتَلَفَ أَهْلُ ذَاكَ الْبَيْتِ وَ اخْتَصَمُوا مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ قَرِّبُوا يَكْتُبْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ كِتَاباً لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَداً وَ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ الْقَوْلُ مَا قَالَ عُمَرُ فَلَمَّا كَثُرَ الْلَغَطُ وَ الِاخْتِلَافُ عِنْدَ النَّبِيِّ فَقَالَ قُومُوا فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ إِنَّ الرَّزِيَّةَ كَّلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ بَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ مِنِ اخْتِلَافِهِمْ وَ لَغَطِهِمْ‏
مُسْنَدُ أَبِي يَعْلَى وَ فَضَائِلُ أَحْمَدَ عَنِ أُمِّ سَلَمَةَ فِي خَبَرٍ وَ الَّذِي تَحْلِفُ بِهِ أُمُّ سَلَمَةَ إِنَّهُ كَانَ آخِرَ عَهْدٍ بِرَسُولِ اللَّهِ ص عَلِيٌّ ع وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ بَعَثَهُ فِي حَاجَةٍ غَدَاةَ قُبِضَ فَكَانَ يَقُولُ جَاءَ عَلِيٌّ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَالَ فَجَاءَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ فَخَرَجْنَا مِنْ الْبَيْتِ لِمَا عَرَفْنَا أَنَّ لَهُ إِلَيْهِ حَاجَةً فَأَكَبَّ عَلَيْهِ عَلِيٌّ فَكَانَ آخِرَ النَّاسِ بِهِ عَهْداً وَ جَعَلَ يُسَارُّهُ وَ يُنَاجِيهِ‏
الطَّبَرِيُّ فِي ال
 
 
 
                        السقيفة و فدك، ص: 73
ابنة نبي مرسل، و ماتت و هي غضبى على قوم، فنحن غضاب لغضبها «1».
أخبرنا أبو زيد عمر بن شبة، قال: حدثنا محمد بن حاتم عن رجاله، عن ابن عباس، قال: مرّ عمر بعليّ، و انا معه فناء دار سلمه فسلم عليه، فقال له علي: اين تريد؟ قال؛ البقيع قال: أفلا تصل صاحبك و يقوم معك، قال:
بلى، فقال لي عليّ: قم معه، فقمت فمشيت الى جانبه فشبك أصابعه في أصابعي، و مشينا قليلا، حتى اذا خلفنا البقيع قال لي: يا أبن العباس، أما و اللّه أن صاحبك هذا لأولى الناس بالأمر بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم، الّا أنا خفنا، على اثنين، قال ابن العباس: فجاء بكلام لم أجد بدا من مسألته عنه، فقلت: ما هما يا أمير المؤمنين؟ قال: خفناه على حداثة سنه، و حبه بنى عبد المطلب «2».
و حدثني أبو زيد قال: حدثني محمد بن عباد قال: حدثني أخي سعيد بن عباد، عن الليث بن سعد عن رجاله، عن أبي بكر الصديق انه قال: ليتني لم اكشف بيت فاطمة، و لو أعلن علي الحرب «3».
و حدثنا الحسن بن الربيع «4»، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن علي بن عبد اللّه بن العباس، عن أبيه قال: لما حضرت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله الوفاة، و في البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله، أئتوني بدواة و صحيفة، أكتب لكم كتابا لا تضلّون بعدي، فقال عمر كلمة معناها، أن الوجع قد غلب على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله، ثم قاله: عندنا القرآن حسبنا كتاب اللّه، فاختلف من في البيت و اختصموا، فمن قائل يقول: القول ما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و من قائل يقول:
القول ما قال عمر، فلما اكثروا اللغظ و اللغو و الاختلاف، غضب رسول اللّه‏
__________________________________________________
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
                        كشف المحجة لثمرة المهجة، ص: 117
و هل كان يؤمن من الذين تقدّموا على أبيك علي سلام اللّه عليه إذا تمكنوا بعد جدك محمّد صلّى اللّه عليه و آله من كل ما يقدرون عليه، من استئصال من يقدرون على استئصاله من أهل بيته عليهم السّلام، و محو ما يقدرون على محوه من شريعة الإسلام و قد ذكرت ذلك في كتاب (الطرائف). و من اقدامهم في حياة جدك محمد صلّى اللّه عليه و آله على المعارضة له في فعاله و مقاله و الطعن فيما قدروا على الطعن فيه من أفعاله.
و لمّا كان عند وفاته طلب أن يكتب لهم كتابا لا يضلوا بعده أبدا، فأقدم عمر على جدك صلّى اللّه عليه و آله على أن قال: إنّه ليهجر!! كما نشرحه فيما بعد، و معناها عند أهل اللغة الهذيان «1». و منع عمر جدك محمّدا صلّى اللّه عليه و آله في تلك الحال أن يرفع الضلال من أهل الاسلام و الايمان، حتى هلك من هلك منهم في ذلك الأوان.
 [الفصل الثامن و الثمانون: حديث القرطاس عند وفاة النبيّ (ص)]
 (الفصل الثامن و الثمانون) و اعلم يا ولدي محمد أعزك اللّه جلّ جلاله بعزة السعادتين في الدنيا و الدين التي قال اللّه جلّ جلاله فيها: وَ لِلَّهِ الْعِزَّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ «2»، أن أبا بكر و عمر صنعا أمرين عظيمين كانا سببا لما جرى بين الإسلام و المسلمين، و ضلال من ضلّ منهم إلى يوم الدين، واحدة في حياته، و واحدة بعد وفاته، غير أفعالهما التي هلك بها من هلك من الخلق أجمعين.
أما التي في حياته‏
فَإِنَّ الْبُخَارِيَّ وَ مسلم [مُسْلِماً] فِي صَحِيحَيْهِمَا، وَ كُلَّ مَنْ لَهُ صِدْقٌ وَ أَمَانَةٌ مِنْ رُوَاةِ الْمُسْلِمِينَ ذَكَرُوا بِلَا خِلَافٍ أَنَّ جَدَّكَ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ عِنْدَ وَفَاتِهِ: «ايتُونِي بِدَوَاةٍ وَ قِرْطَاسٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَاباً لَا تَضِلُّوا بَعْدِي أَبَداً» «3».
__________________________________________________
 (1) الصّحاح 2: 851 «هجر».
 (2) المنافقون: 9.
 (3) صحيح البخاريّ 6: 11 باب مرض النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله، صحيح مسلم 3: 1259 حديث 21، 22.
                        كشف المحجة لثمرة المهجة، ص: 118
وَ أَنَّ عُمَرَ قَالَ فِي وَجْهِ جَدِّكَ الْمُعَظَّمِ وَ اسْتَخَفَّ بِحَقِّهِ الْأَعْظَمِ وَ أَقْدَمَ عَلَى أَنْ قَالَ:
إِنَّهُ لَيَهْجُرُ، أَيْ: لَيَهْذِي.
يَا وَيْلَهُ وَ وَيْلٌ لِمَنْ وَافَقَهُ عَلَى هَذِهِ الْمُصِيبَةِ وَ الرَّزِيَّةِ، هَذَا تَفْسِيرُهَا بِغَيْرِ شُبْهَةٍ عِنْدَ عُلَمَاءِ أَهْلِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ، فَلَمَّا سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَا قَدْ بَلَغَ حَالَ حُرْمَتِهِ إِلَيْهِ وَ أَنَّ الْحُجَّةَ قَدْ صَارَتْ لِلَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ وَ لَهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ السَّلَامُ فِي الْكِتَابِ الَّذِي دَعَا النَّاسَ إِلَيْهِ بِتَرْكِ الْكِتَابِ وَ قَالَ: «قُومُوا عَنِّي لَا يَنْبَغِي عِنْدِي التَّنَازُعُ».
فكل ضلال في الدنيا منذ ذلك اليوم وقع مستورا و شائعا كان بطريق عمر و من وافقه، فما أدري كيف يكون يوم القيامة حال ذلك الاقدام، و قد كان عبد اللّه بن عباس يبكي حتى تبل دموعه الحصى من هول ذلك المقام و ما فسد بذلك من الاسلام، و يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و بين كتابه.
 [الفصل التاسع و الثمانون: سبب قول عمر: انه ليهجر]
 (الفصل التاسع و الثمانون) و اعلم يا ولدي محمّد أن أقصى ما كان يخاف من كتاب جدك محمّد صلّى اللّه عليه و آله زوال الضلال، فهل كره ذلك إلّا من كان يريد بقاء الضلال و أعظم ما في هذه الحال أن جدك محمّدا صلّى اللّه عليه و آله قال اللّه جلّ جلاله عنه أنه ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى‏ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى‏ «1» و خاصة قوله عليه السّلام عن زوال الضلال إلى يوم الحساب، فإن هذا ما يعرفه و يقول إلّا عن ربّ الأرباب، فصار الإستخفاف بقول من قال إنّه ليهجر و إنه هذيان لأعظم من جدك محمّد صلّى اللّه عليه و آله و هدما للاسلام و الايمان.
 (كتاب الوصية.)
__________________________________________________
 (1) النجم: 4، 5.
                        كشف المحجة لثمرة المهجة، ص: 119
 [الفصل التسعون: سبب آخر لقول عمر: إنه ليهجر]
 (الفصل التسعون) و اعلم يا ولدي محمد أودع اللّه جلّ جلاله سرائرك أنوار المكاشفة وديعة مستقرة متضاعفة، أن جماعة من أهل المعرفة بما جرت حال أعداء جدك محمّد صلّى اللّه عليه و آله و أبيك علي عليه السّلام ذكروا أن الذي منع من هذه الصحيفة التي أراد أن يكتبها بزوال الضلال كان سبب منعه من هذه الحال، أنه كان قد عرف أن جدك محمدا صلّى اللّه عليه و آله قد نص على أبيك علي عليه السّلام بالخلافة بعده في مقام بعد مقام، فلما قال: «ائتوني بدواة و قرطاس أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعدي أبدا» «1» فخاف الذي منعه من الكتاب أنه يكتب كتابا ليصرح بأسماء الذين يمنعون أباك عليا عليه السّلام من خلافته، و يأمر بدفعهم عنه إما قتلا أو طردا أو حبسا أو قهرا، و يشهد عليهم في الصحيفة بما يوجب عليهم هلاكا أو حدا، فأقدم على ذلك القول الذي تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَ تَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَ تَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا «2».
فشوش هو و من وافقه مجلسه الشريف، و عرفوا كلامه المقدس المنيف لتتم لهم الحيلة فيما فعلوه من التقدم على أبيك علي عليه السّلام، و هذه عادة كثير من أهل الظلم من الأنام إذا خافوا من ركوب الحجة عليهم أو عكس حيلتهم عليهم، قطعوا الكلام و منعوا من اتمامه و شوّشوا المجلس قبل انتظامه.
 [الفصل الحادي و التسعون: عودة أبي بكر و عمر من جيش اسامة]
 (الفصل‏