در مسند احمد

مسند أحمد ط الرسالة [5 /351]

3336 - حدثنا وكيع، حدثنا مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: يوم الخميس، وما يوم الخميس ثم نظرت إلى دموعه على خديه تحدر كأنها نظام اللؤلؤ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ائتوني باللوح، والدواة - أو الكتف - أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا " فقالوا: رسول الله صلى الله عليه وسلم يهجر! (1)

--------

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1637) (21) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 2/243 من طريق مالك بن مغول، به. وانظر (1935) .

يهجر، أي: تغير كلامه واختلط لأجل ما به من المرض.

^^^^^^^

مسند أحمد ط الرسالة [5 /134]

2990 - حدثنى وهب بن جرير، حدثنا أبي، قال: سمعت يونس، يحدث، عنالزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، قال: لما حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم الوفاة قال: " هلم أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده " وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، فقال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلبه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله. قال: فاختلف أهل البيت، فاختصموا، فمنهم من يقول: يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو قال: قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغط والاختلاف، وغم (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " قوموا عني ". فكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية، ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب، من اختلافهم ولغطهم (2)

--------------

(1) في (ظ9) : وغمر، وفي (ظ14) : وعمق، وأشير في هامشها إلى أنه في نسخة أخرى: وغمر.

(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن يزيد الأيلي.

وأخرجه البخاري (114) من طريق عبد الله بن وهب، عن يونس، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (3111) ، وانظر (1935) .

قوله: "قد غلبه الوجع"، قال السندي: أي: فإحضار الكتاب فيه يؤدي إلى تعبه، فلا يناسب.

واللغط: الصوت والجلبة.

وغم: من الاغتمام، وهو احتباس النفس عن الخروج، من الغم: التغطية والستر.

والرزية: هي المصيبة.

وقوله: "هلم أكتب لكم كتابا..."، قال القرطبي وغيره: هو أمر وكان حق المأمور أن يبادر للامتثال، لكن ظهر لعمر رضي الله عنه مع طائفة أنه ليس على الوجوب، وأنه== من باب الإرشاد إلى الأصلح، فكرهوا أن يكلفوه من ذلك ما يشق عليه في تلك الحالة مع استحضارهم قوله تعالى: (ما فرطنا في الكتاب من شيء) وقوله تعالى: (تبيانا لكل شيء) ، ولهذا قال عمر: حسبنا كتاب الله، وظهر لطائفة أخرى أن الأولى أن يكتب لما فيه من امتثال أمره، وما يتضمنه من زيادة الإيضاح، ودل أمره لهم بالقيام على أن أمره الأول كان على الاختيار، ولهذا عاش صلى الله عليه وسلم بعد ذلك أياما ولم يعاود أمرهم بذلك، ولو كان واجبا لم يتركه لاختلافهم، لأنه لم يترك التبليغ لمخالفة من خالف، وقد كان الصحابة يراجعونه في بعض الأمور ما لم يجزم بالأمر، فإذا عزم، امتثلوا.

واختلف في المراد بالكتاب، فقيل: كان أراد أن يكتب كتابا ينمص فيه على الأحكام ليرتفع الاختلاف، وقيل: بل أراد أن ينص على أسامي الخلفاء بعده حتى لا يقع بينهم الاختلاف، قاله سفيان بن عيينة، ويؤيده أنه صلى الله عليه وسلم قال في أوائل مرضه وهو عند عائشة: "ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب كتابا، فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر"، أخرجه مسلم وللبخاري معناه، ومع ذلك فلم يكتب، والأول أظهر لقول عمر: حسبنا كتاب الله، أي: كافينا، مع أنه يشمل الوجه الثاني، لأنه بعض أفراده، والله أعلم. وانظر "شرح مسلم" للنووي 11/89-92، و"فتح الباري" لابن حجر 7/133-134.

^^^^^^^^^^^

مسند أحمد ط الرسالة [5 /222]

3111 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، قال: لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي البيت رجال وفيهم عمر بن الخطاب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " هلم أكتب لكم كتابا (1) لا تضلوا بعده أبدا " فقال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع، وعندكم (2) القرآن، حسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البيت، فاختصموا، فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده، وفيهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قوموا " قال عبيد الله: وكان ابن عباس، يقول: " إن الرزية، كل الرزية، ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب، مناختلافهم ولغطهم " (1)

------------

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (9757) .

ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (4432) و (5669) ، ومسلم (1637) (22) ، والنسائي في "الكبرى" (5852) و (8516) ، وابن حبان (6597) .

^^^^^^^^

مسند أحمد ط الرسالة [23 /68]

14726 - حدثنا موسى بن داود، حدثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر، " أن النبي صلى الله عليه وسلم " دعا عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتابا لا يضلون بعده "، قال: " فخالف عليها عمر بن الخطاب حتى رفضها " (1)

------------

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، وقد توبع، تابعه قرة بن خالد عند أبي يعلى، لكن تبقى فيه عنعنة أبي الزبير.

وأخرجه أبو يعلى (1869) و (1871) من طريق قرة بن خالد، عن أبي الزبير، بهذا الإسناد.

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2990) ، وهو في "الصحيح".

وأخرجه البخاري (5669) و (7366) من طريق هشام بن يوسف الصنعاني، عن معمر، به. وانظر (2990) .

^^^^^^^^

مسند أحمد ط الرسالة [3 /408]

1935 - حدثنا سفيان، عن سليمان بن أبي مسلم، خال ابن أبي نجيح، سمع سعيد بن جبير، يقول: قال ابن عباس: يوم الخميس، وما يوم الخميس؟، ثم بكى حتى بل دمعه - وقال مرة: دموعه - الحصى، قلنا: يا أبا العباس: وما يوم الخميس؟ قال: اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه، فقال: " ائتوني أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا، فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع " فقالوا: ما شأنه أهجر - قال سفيان: يعني هذى - استفهموه، فذهبوا يعيدون عليه، فقال: " دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه "، وأمر بثلاث - وقال سفيان مرة: أوصى بثلاث - قال: " أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم " وسكت سعيد عن الثالثة، فلا أدري أسكت عنها عمدا - وقال مرة: أو نسيها - وقال سفيان مرة: وإما أن يكون تركها، أو نسيها (1)

-----------

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه عبد الرزاق (9992) ، والحميدي (526) ، وابن سعد 2/242، والبخاري (3053) و (3168) و (4431) ، ومسلم (1637) (20) ، وأبو داود (3029) ، والنسائي في "الكبرى" (5854) ، وأبو يعلى (2409) ، والبيهقي في "السنن" 9/207، وفي "الدلائل" 7/181، والبغوي (2755) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإشاد.

وأخرجه ابن سعد 2/242، والطبراني (12261) من طريق الأعمش، عن عبد الله بن عبد الله الرازي، عن سعيد بن جبير، به. وسيأتي برقم (3336) ، وانظر (2676) و (2990) .

قوله: "لا تضلوا"، قال الحافظ في"الفتح" 1/208: هو نفي، وحذفت النون في الروايات التي اتصلت لنا لأنه بدل من جواب الأمر، وتعدد جواب الأمر من غير حرف العطف جائز.

وقوله: "أهجر" قال في "النهاية": أي: اختلف كلامه بسبب المرض على سبيل الاستفهام، أي: هل تغير كلامه واختلط لأجل ما به من المرض.==قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: والوصية الثالثة التي سكت عنها سعيد بن جبير، إما الوصية بالقرآن، وإما تجهيز جيش أسامة، وإما قوله: "لا تتخذوا قبري وثنا"، وإما قوله:"الصلاة وما ملكت أيمانكم" فقد أوصى بذلك كله في أحاديث صحيحة. انظر "فتح الباري" 8/135.

^^^^^^^

مسند أحمد ط الرسالة [4 /415]

2676 - حدثنا حسن، حدثنا شيبان، عن ليث، عن طاوس، عن ابن عباس، أنه قال: لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " ائتوني بكتف أكتب لكم فيه كتابا، لا يختلف منكم رجلان بعدي " قال: " فأقبل القوم في لغطهم، فقالت المرأة: ويحكم، عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم " (2)

------------

(2) حسن دون قصة المرأة، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث -وهو ابن أبي سليم-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي.

وأخرجه الطبراني (10961) من طريق أبي حمزة، و (10962) من طريق هلال بن مقلاص، كلاهما عن ليث، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (1935) .

اللغط -بفتحتين-: الأصوات المختلفة.