استفهموه دال بر صحت معناي سفيان به هذيان





مسند أحمد ط الرسالة [3 /408]

1935 - حدثنا سفيان، عن سليمان بن أبي مسلم، خال ابن أبي نجيح، سمع سعيد بن جبير، يقول: قال ابن عباس: يوم الخميس، وما يوم الخميس؟، ثم بكى حتى بل دمعه - وقال مرة: دموعه - الحصى، قلنا: يا أبا العباس: وما يوم الخميس؟ قال: اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه، فقال: " ائتوني أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا، فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع " فقالوا: ما شأنه أهجر - قال سفيان: يعني هذى - استفهموه، فذهبوا يعيدون عليه، فقال: " دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه "، وأمر بثلاث - وقال سفيان مرة: أوصى بثلاث - قال: " أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم " وسكت سعيد عن الثالثة، فلا أدري أسكت عنها عمدا - وقال مرة: أو نسيها - وقال سفيان مرة: وإما أن يكون تركها، أو نسيها (1)

-----------

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه عبد الرزاق (9992) ، والحميدي (526) ، وابن سعد 2/242، والبخاري (3053) و (3168) و (4431) ، ومسلم (1637) (20) ، وأبو داود (3029) ، والنسائي في "الكبرى" (5854) ، وأبو يعلى (2409) ، والبيهقي في "السنن" 9/207، وفي "الدلائل" 7/181، والبغوي (2755) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإشاد.

وأخرجه ابن سعد 2/242، والطبراني (12261) من طريق الأعمش، عن عبد الله بن عبد الله الرازي، عن سعيد بن جبير، به. وسيأتي برقم (3336) ، وانظر (2676) و (2990) .

قوله: "لا تضلوا"، قال الحافظ في"الفتح" 1/208: هو نفي، وحذفت النون في الروايات التي اتصلت لنا لأنه بدل من جواب الأمر، وتعدد جواب الأمر من غير حرف العطف جائز.

وقوله: "أهجر" قال في "النهاية": أي: اختلف كلامه بسبب المرض على سبيل الاستفهام، أي: هل تغير كلامه واختلط لأجل ما به من المرض.==قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: والوصية الثالثة التي سكت عنها سعيد بن جبير، إما الوصية بالقرآن، وإما تجهيز جيش أسامة، وإما قوله: "لا تتخذوا قبري وثنا"، وإما قوله:"الصلاة وما ملكت أيمانكم" فقد أوصى بذلك كله في أحاديث صحيحة. انظر "فتح الباري" 8/135.