بسم الله الرحمن الرحیم

الم (۱)

فهرست مباحث علوم قرآنی
تحدي قرآن کریم-رمز تحدي-محور تحدي-تدوین تکوین
الحروف المقطعة


عسق
معاني القرآن للفراء (3/ 21)
المؤلف: أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلمي الفراء (المتوفى: 207هـ)
(حم عسق) يقال: إنها أوحيت إلى كل نبي، كما أوحيت إلى محمد صلى الله عليه.
قال ابن عباس: وبها كان علي بن أبي طالب يعلم الفتن.





جميع علوم در قرآن

فهرست علم الجفر
تحدي قرآن کریم-رمز تحدي-محور تحدي-تدوین تکوین
جامعیت قرآن کریم؛ تبیاناً لکل شیء
ارتباط سبع مثاني با سبعة احرف
قول ابوفاخته در تفسير محكمات و ام الكتاب و فواتح سور
حدیث من اراد العلم فلیثور القرآن-فأثیروا-فآثروا-فیه علم الاولین و الآخرین-تثویر القرآن
نوادر

کلام مجلسی والد در لوامع صاحبقرانی


بصائر الدرجات في فضائل آل محمد صلى الله عليهم، ج‏1، ص: 127
6 باب في علم الأئمة بما في السماوات و الأرض و الجنة و النار و ما كان و ما هو كائن إلى يوم القيامة
1- حدثنا العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن حريز عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال: سئل علي ع عن علم النبي ص فقال علم النبي علم جميع النبيين و علم ما كان و علم ما هو كائن إلى قيام الساعة ثم قال و الذي نفسي بيده إني لأعلم علم النبي ص و علم ما كان و ما هو كائن فيما بيني و بين قيام الساعة.
2- حدثنا أحمد بن محمد عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن يونس بن يعقوب عن الحسن بن المغيرة عن عبد الأعلى و عبيدة بن بشير قال قال أبو عبد الله ع ابتداء منه و الله إني لأعلم ما في السماوات و ما في الأرض و ما في الجنة و ما في النار و ما كان و ما يكون إلى أن تقوم الساعة ثم قال أعلمه من كتاب [الله‏] أنظر إليه هكذا ثم بسط كفيه ثم قال إن الله يقول إنا «1» أنزلنا إليك الكتاب فيه تبيان كل شي‏ء «2».
3- حدثنا علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن يونس عن عبد الأعلى‏ بن أعين قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إني لأعلم ما في السماء و أعلم ما في الأرض و أعلم ما في الجنة و أعلم ما في النار و أعلم ما كان و أعلم ما يكون علمت ذلك من كتاب الله إن الله تعالى يقول فيه تبيان كل شي‏ء.
4- حدثنا محمد بن عبد الجبار عن منصور بن يونس عن حماد اللحام قال قال أبو عبد الله ع نحن و الله نعلم ما في السماوات و ما في الأرض و ما في الجنة و ما في النار و ما بين ذلك قال فنبهت «1» [فبهت‏] أنظر إليه قال فقال يا حماد إن ذلك من كتاب الله إن ذلك في كتاب الله «2» إن ذلك في كتاب الله «3» ثم تلا هذه الآية و يوم نبعث في كل أمة شهيدا «4» عليهم من أنفسهم و جئنا بك شهيدا على هؤلاء و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي‏ء و هدى و رحمة و بشرى للمسلمين إنه من كتاب الله فيه تبيان كل شي‏ء فيه تبيان كل شي‏ء.
5- حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن يونس عن الحرث بن المغيرة و عدة من أصحابنا فيهم عبد الأعلى و عبيدة بن عبد الله [بن‏] بشر الخثعمي و عبد الله بن بشير سمعوا أبا عبد الله ع يقول إني لأعلم ما في السماوات و أعلم ما في الأرضين و أعلم ما في الجنة و أعلم ما في النار و أعلم ما كان و ما يكون ثم مكث هنيئة فرأى أن ذلك كبر على من سمعه فقال علمت من كتاب الله إن الله يقول فيه تبيان كل شي‏ء.
6- حدثنا عبد الله بن عامر عن محمد بن سنان عن يونس بن يعقوب عن الحرث بن المغيرة و عبيدة بن عبد الله بن بشر الخثعمي سمعوا أبا عبد الله ع يقول إني لأعلم ما في السماوات أو ما في الأرضين و أعلم ما في الجنة و أعلم ما في النار و أعلم ما كان و ما يكون ثم مكث هنيئة فرأى أن ذلك كبر على من سمعه فقال له علمت ذلك من كتاب الله إن الله يقول فيه تبيان كل شي‏ء.







الكافي (ط - الإسلامية)، ج‏1، ص: 261
2- عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن يونس بن يعقوب عن الحارث بن المغيرة و عدة من أصحابنا منهم عبد الأعلى و أبو عبيدة و عبد الله بن بشر الخثعمي سمعوا أبا عبد الله ع يقول إني لأعلم ما في السماوات و ما في الأرض و أعلم ما في الجنة و أعلم ما في النار و أعلم ما كان و ما يكون قال ثم مكث هنيئة فرأى أن ذلك كبر على من سمعه منه فقال علمت ذلك من كتاب الله عز و جل إن الله عز و جل يقول فيه تبيان كل شي‏ء «1».





الموسوعة القرآنية (9/ 27)
وورد عن أبى الدرداء أنه قال: لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يجعل للقرآن وجوها.
وقال ابن مسعود: من أراد علم الأولين والآخرين فليثوّر القرآن.
وقال بعض العلماء: لكل آية ستون ألف فهم.








و اما لسان قرآن راجع به این موضوع که خیلی جالب است:


ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم (حجر ۸۷) --> الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني (زمر ۲۳)

ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين (انعام ۵۹) --> الر تلك آيات الكتاب المبين (۱)- طسم تلك آيات الكتاب المبين.

ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين (نحل ۸۹)

وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين (یونس ۳۷)

لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون (یوسف ۱۱۱)







الإتقان في علوم القرآن (4/ 28)
النوع الخامس والستون: في العلوم المستنبطة من القرآن
قال تعالى: {ما فرطنا في الكتاب من شيء} وقال: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء}
وقال صلى الله عليه وسلم: "ستكون فتن" قيل: وما المخرج منها؟ قال: "كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم" أخرجه الترمذي وغيره.
وأخرج سعيد بن منصور عن ابن مسعود قال: "من أراد العلم فعليه بالقرآن فإن فيه خبر الأولين والآخرين" قال: البيهقي: يعني أصول العلم.
.....
وقال ابن برجان: ما قال النبي صلى الله عليه وسلم من شيء فهو في القرآن به أو فيه أصله قرب أو بعد فهمه من فهمه وعمه عنه من عمه وكذا كل ما حكم به أو قضى وإنما يدرك الطالب من ذلك بقدر اجتهاده وبذل وسعه ومقدار فهمه.
وقال غيره: ما من شيء إلا يمكن استخراجه من القرآن لمن فهمه الله حتى إن بعضهم استنبط عمر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا وستين سنة من قوله في سورة المنافقين: {ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها} فإنها رأس ثلاث وستين سورة وعقبها بالتغابن ليظهر التغابن في فقده.
وقال ابن الفضل المرسي في تفسيره: جمع القرآن علوم الأولين والآخرين بحيث لم يحط بها علما حقيقة إلا المتكلم بها ثم رسول الله صلى الله عليه وسلم خلا ما استأثر به سبحانه وتعالى ثم ورث ذلك عنه معظم سادات الصحابة وأعلامهم مثل الخلفاء الأربعة وابن مسعود وابن عباس حتى قال: لو ضاع لي عقال بعير لوجدته في كتاب الله تعالى







أرشيف ملتقى أهل التفسير (ص: 0)
أما محمد ابن أبي الفضل المرسي، فقد كان موقفه أن الله تبارك وتعالى جمع علوم الأولين والآخرين في القرآن الكريم، ولم يحط بها علماً حقيقة إلا الله سبحانه وتعالى ثم رسول الله صلى الله عليه وسلم تعالى به، ثم ورث عنه سادات الصحابة وأعلامهم حتى قال ابن عباس t : لو ضاع لي عقال بعير لوجدته في كتاب الله تعالى.
وهذا المنهج الذي انتهجه ابن أبي الفضل المرسي في بيان اشتمال القرآن الكريم على هذه العلوم والفنون، غريب وبعيد عن مقصد القرآن الكريم وهدايته.

ثم جاء جلال الدين السيوطي فتابع من قبله من العلماء القائلين بأن القرآن يشتمل على علوم الأولين والآخرين، فيسوق في كتابه: (معترك الأقران في إعجاز القرآن) الآيات والأحاديث والآثار وأقوال العلماء التي تدل على أن القرآن مشتمل على كل العلوم.

وكذلك بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي الذي يرى أنه يمكن استخراج كل شيء من القرآن، ولذلك نجده ينقل في كتابه (البرهان في علوم القرآن) أقوال بعض الصحابة في هذا الشأن، كما ينقل قول الإمام الغزالي الذي ذكره في كتابه (إحياء علوم الدين) حيث يعقد فصلاً خاصاً في حاجة المفسر إلى الفهم والتبحر في العلوم، يقول فيه:
» كتاب الله بحره عميق، وفهمه دقيق، لا يصل إلى فهمه إلا من تبحر في العلوم، وعامل الله بتقواه في السر والعلانية، وأجلَّه عند مواقف الشبهات «.


عبارات فضل القرآن کافی:

القرآن عهد الله إلى خلقه فقد ينبغي للمرء المسلم أن ينظر في عهده و أن يقرأ منه في كل يوم خمسين آية

آيات القرآن خزائن فكلما فتحت خزانة ينبغي لك أن تنظر ما فيها

من استكفى بآية من القرآن من الشرق إلى الغرب كفي إذا كان بيقين‏















حدیث ابن عباس در گم شدن عقال شتر



الإتقان في علوم القرآن (4/ 30)
وابن عباس حتى قال: لو ضاع لي عقال بعير لوجدته في كتاب الله تعالى




معترك الأقران في إعجاز القرآن للسیوطی (1/ 14)
وقال أبن أبي الفضل المرسي: جمع القرآن علوم الأولين والآخرين بحيث لم
يحط بها علماً حقيقة إلا واهبها والمتكلم بها، ثم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما خلا ما استأثر به سبحانه، ثم ورث عنه معظم ذلك سادات الصحابة وأعلامهم، مثل الخلفاء
الأربعة، وابن مسعود، وابن عباس، حتى قال: لو ضاع لي عِقَال بعير لوجدته في كتاب الله.





حجة التفاسير و بلاغ الإكسير، جلداول‏تعليقه، ص: 270
فهرس كتب ديگر مربوط به تعاليق
....
2- كتاب ينابيع المودة [لذى القربى من أهل العباء] بزبان عربى از شيخ سليمان حسينى بلخى حنفى مذهب، نقشبندى مشرب است كه در سال 1291 ق ه براى سلطان عبد العزيز خان پادشاه عثمانى نوشته و در سال 1308 ق ه بقطع وزيرى مشتمل بر دو جزء (: ج 1 طى 202 صفحه و ج 2 طى 253 صفحه) بچاپ سنگى رسيده است.
.......
از جمله: در ج 2 ص 160 مى‏نويسد: امام على (رض) فرموده: «ما من شى‏ء الا و علمه فى القرآن و لكن عقول الرجال تعجز عنه»: علم هر چيزى در قرآن است و ليكن عقلهاى مردم از دريافت آن عاجز است. و ابن عباس (رض) گفته: اگر زانوبند شتر يكى از شما گم شود آنرا در قرآن مى‏يابد.




كتابخانه اهل بيت (ع) - نسخه دوم
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ينابيع المودة لذوي القربى - القندوزي - ج 3 - ص 218
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
قال الإمام علي ( ض ) : ما من شئ إلا وعلمه في القرآن ولكن عقول الرجال
تعجز عنه .
قال أيضا : إن لكل كتاب صفوة وصفوة هذا كتاب حروف التهجي .
وقال ابن عباس ( رضي الله عنهما ) : لو ضاع لأحدكم عقال بعير لوجده في القرآن .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
شناسنامه
رديف : 5482
كتاب : ينابيع المودة لذوي القربى
نويسنده : القندوزي
جلد : 3
وفات : 1294
رده‌ : مصادر سيره پيامبر وائمه (ع)
خطى : خير
تحقيق : سيد علي جمال أشرف الحسيني
چاپ : الأولى
سال چاپ : 1416
چاپخانه : أسوه
ناشر : دار الأسوة للطباعة والنشر
شابك :
توضيحات :








روح المعاني في تفسير القرآن العظيم، ج‏3، ص: 357
و ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما، حتى قال: لو ضاع لي عقال بعير لوجدته في كتاب اللّه تعالى،


روح المعاني في تفسير القرآن العظيم، ج‏4، ص: 137
و قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: لو ضاع لي عقال بعير لوجدته في كتاب الله تعالى، و قال المرسي: جمع القرآن علوم الأولين و الآخرين بحيث لم يحط بها علما حقيقة إلا






روح المعاني في تفسير القرآن العظيم، ج‏14، ص: 98
و أخرج ابن جرير و ابن أبي حاتم عن ابن مسعود أنزل في هذا القرآن علم كل شي‏ء و بين لنا فيه كل شي‏ء و لكن علمنا يقصّر عما بين لنا في القرآن، و قال ابن عباس: لو ضاع لي عقال بعير لوجدته في كتاب اللّه تعالى: و قال المرسي: جمع القرآن علوم الأولين و الآخرين بحيث لم يحط بها علما حقيقة إلا المتكلم به، ثم رسول اللّه صلى اللّه تعالى عليه و سلم خلا ما استأثر به سبحانه






أرشيف ملتقى أهل التفسير (ص: 0)
أما استدلال هذا الاتجاه بقول ابن عباس (لو ضاع مني عقال بعير لوجدته في القرآن) ففيه نظر للآتي:-
- رغم شيوع هذه المقولة إلا أن الباحث لم يجد لها أصلاً في كتب الحديث ولا رويت بسند سليم أو غير سليم، وإن كان قد ذكرها السيوطي وابن عجيبة، وذكرها من المتأخرين الألوسي والشنقيطي.
- كل الذي أوردوا هذه المقولة إنما أخذوها من تفسير ابن أبي الفضل المرسي، وهو قد ذكر ذلك ضمن كلام كثير عن القرآن في تفسيره، والمرسي من علماء القرن السابع 655هـ.
- لم يرد عن السلف أنهم بحثوا في القرآن بتلك الطريقة التفصيلية عن كل شئ، وإنما ربطوا أحياناً جزئياتهم بكليات القرآن.






أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (2/ 429)
وقال المرسي: جمع القرآن علوم الأولين والآخرين، بحيث لم يحط بها علما حقيقة إلا المتكلم به، ثم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، خلا ما استأثر الله به سبحانه، ثم ورث عنه معظم ذلك سادات الصحابة وأعلامهم ; مثل الخلفاء الأربعة، ومثل ابن مسعود، وابن عباس حتى قال: لو ضاع لي عقال بعير لوجدته في كتاب الله. ثم ورث عنهم التابعون لهم بإحسان، ثم تقاصرت الهمم، وفترت العزائم، وتضاءل أهل العلم، وضعفوا عن حمل ما حمله الصحابة والتابعون من علومه وسائر فنونه ; فنوعوا علومه، وقامت كل طائفة بفن من فنونه.



التفسير الحديث (1/ 242)
المؤلف: دروزة محمد عزت
ثم اتسع القول فقال قائل إنه ما من شيء إلا يمكن استخراجه من القرآن، وإنه لو ضاع عقال بعير لوجدته في كتاب الله، واستنبط بعضهم عمر النبي ثلاثا وستين سنة من سورة المنافقون لأنها الثالثة والستون من السور وفق ترتيب المصحف وقد جاء فيها آية وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها [11] وقال قائل إن نصوص القرآن ليست على ظاهرها، وإن لها معاني باطنة محجوبة عن غير الواصلين والمعلمين، وقال قائل إن علوم القرآن خمسون علما وأربعمائة علم وسبعة آلاف علم أو سبعون ألف علم على عدد كلم القرآن مضروبة في أربعة إذ لكل كلمة ظهر وبطن وحدّ ومطلع وقال قائل



التفسير الوسيط - مجمع البحوث (9/ 1201)
وقال ابن عباس: لو ضاع لي عقال بعير لوجدته في كتاب الله - تعالى -.

















سوزنچی
Thursday - 30/4/2020 - 18:10
این روایت هم از مواردی است که هم اینکه قرآن علم الاولین و الاخرین را دارد اشاره می‌کند و هم جالبتر اینکه روایت اینکه پیامبر هزارهزار باب علم را بر امیرالمومنین ع باز کرد ظاهرا مرتبط با همین فهم قرآن می‌داند:
كتاب سليم بن قيس الهلالي، ج‏2، ص: 941
الحديث الثامن و السبعون [1]
فُرَاتٌ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَنْبَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ عَاصِمٍ وَ نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ السِّنْدِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ خَرَجَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ نَحْنُ قُعُودٌ فِي الْمَسْجِدِ بَعْدَ رُجُوعِهِ مِنْ صِفِّينَ وَ قَبْلَ يَوْمِ النَّهْرَوَانِ- فَقَعَدَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ احْتَوَشْنَاهُ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَخْبِرْنَا عَنْ أَصْحَابِكَ. قَالَ: سَلْ.
فَذَكَرَ قِصَّةً طَوِيلَةً فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَقُولُ فِي كَلَامٍ طَوِيلٍ لَهُ: إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي بِحُبِّ أَرْبَعَةِ رِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِي- وَ أَخْبَرَنِي أَنَّهُ يُحِبُّهُمْ «1» وَ أَنَّ الْجَنَّةَ تَشْتَاقُ إِلَيْهِمْ. فَقِيلَ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: «عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ» ثُمَّ سَكَتَ. فَقَالُوا: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: «عَلِيٌّ» ثُمَّ سَكَتَ. فَقَالُوا: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: «عَلِيٌّ وَ ثَلَاثَةٌ مَعَهُ، هُوَ إِمَامُهُمْ وَ دَلِيلُهُمْ وَ هَادِيهِمْ، لَا يَنْثَنُونَ وَ لَا يَضِلُّونَ وَ لَا يَرْجِعُونَ وَ لَا يَطُولُ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَتَقْسُوَ قُلُوبُهُمْ، سَلْمَانُ وَ أَبُو ذَرٍّ وَ الْمِقْدَادُ».
فَذَكَرَ قِصَّةً طَوِيلَةً، ثُمَّ قَالَ: «ادْعُوا لِي عَلِيّاً» فَأَكْبَبْتُ عَلَيْهِ فَأَسَرَّنِي «2» أَلْفَ بَابٍ مِنَ الْعِلْمِ يَفْتَحُ كُلُّ بَابٍ أَلْفَ بَابٍ.
__________________________________________________ [1] في هذا الحديث: إن اللّه أمر رسوله بحب أربعة من أصحابه، ألف باب من العلم عند عليّ عليه السلام، عليّ عليه السلام أعلم الناس بالتوراة و الإنجيل و القرآن، علمه عليه السلام بالملاحم، القرآن لم يدع لقائل مقالا، العلم في نسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إلى يوم القيامة. رواه عن سليم: فرات الكوفيّ في تفسيره و محمّد بن العباس في تفسيره. راجع التخريج (78).
__________________________________________________ (1) في البحار: و أمرني أن احبّهم.
(2) في البحار: فأكبّ عليّ فأسرّ إليّ.
كتاب سليم بن قيس الهلالي، ج‏2، ص: 942
ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا «3» أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ قَالَ: سَلُونِي قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِي فَوَ الَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ، إِنِّي لَأَعْلَمُ بِالتَّوْرَاةِ مِنْ أَهْلِ التَّوْرَاةِ، وَ إِنِّي لَأَعْلَمُ بِالْإِنْجِيلِ مِنْ أَهْلِ الْإِنْجِيلِ، وَ إِنِّي لَأَعْلَمُ بِالْقُرْآنِ مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ.
وَ الَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ، مَا مِنْ فِئَةٍ تَبْلُغُ مِائَةَ رَجُلٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلَّا وَ أَنَا عَارِفٌ بِقَائِدِهَا وَ سَائِقِهَا.
وَ سَلُونِي عَنِ الْقُرْآنِ، فَإِنَّ فِي الْقُرْآنِ بَيَانَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ وَ فِيهِ عِلْمُ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ، وَ إِنَّ الْقُرْآنَ لَمْ يَدَعْ لِقَائِلٍ مَقَالًا. وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ «4» لَيْسُوا «5» بِوَاحِدٍ، رَسُولُ اللَّهِ مِنْهُمْ، أَعْلَمَهُ اللَّهُ إِيَّاهُ فَعَلَّمَنِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، ثُمَّ لَا يَزَالُ فِي عَقِبِنَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. ثُمَّ قَرَأَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: بَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى‏ وَ آلُ هارُونَ «6»، وَ أَنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، وَ الْعِلْمُ فِي عَقِبِنَا إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ «7»





****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Tuesday - 15/6/2021 - 8:9

الكافي (ط - الإسلامية) ؛ ج‏1 ؛ ص60
5- علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن عيسى عن يونس عن حماد عن عبد الله بن سنان عن أبي الجارود قال قال أبو جعفر ع‏ إذا حدثتكم بشي‏ء فاسألوني من كتاب الله ثم قال في بعض حديثه إن رسول الله ص نهى عن القيل و القال و فساد المال و كثرة السؤال فقيل له يا ابن رسول الله أين هذا من كتاب الله قال إن الله عز و جل يقول- لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس‏  و قال‏ و لا تؤتوا السفهاء أموالكم‏ التي جعل الله لكم قياما  و قال‏ لا تسئلوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم‏ .

 

6- محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عمن حدثه عن المعلى بن خنيس قال قال أبو عبد الله ع‏ ما من أمر يختلف فيه اثنان إلا و له أصل في كتاب الله عز و جل و لكن لا تبلغه عقول الرجال.

 

الكافي (ط - الإسلامية)، ج‏2، ص: 223
أمرنا ستره و صيانته من غير أهله فأقرئهم السلام و قل لهم رحم الله عبدا اجتر مودة الناس إلى نفسه‏  حدثوهم بما يعرفون و استروا عنهم ما ينكرون ثم قال و الله ما الناصب لنا حربا بأشد علينا مئونة من الناطق علينا بما نكره فإذا عرفتم من عبد إذاعة فامشوا إليه و ردوه عنها فإن قبل منكم و إلا فتحملوا عليه بمن يثقل عليه و يسمع منه فإن الرجل منكم يطلب الحاجة فيلطف فيها حتى تقضى له فالطفوا في حاجتي كما تلطفون في حوائجكم فإن هو قبل منكم و إلا فادفنوا كلامه تحت أقدامكم و لا تقولوا إنه يقول و يقول فإن ذلك يحمل علي و عليكم أما و الله لو كنتم تقولون ما أقول لأقررت أنكم أصحابي هذا أبو حنيفة له أصحاب و هذا الحسن البصري له أصحاب و أنا امرؤ من قريش قد ولدني رسول الله ص و علمت كتاب الله و فيه تبيان‏ كل‏ شي‏ء بدء الخلق و أمر السماء و أمر الأرض و أمر الأولين و أمر الآخرين و أمر ما كان و أمر ما يكون كأني أنظر إلى ذلك نصب عيني.

 

المحاسن ؛ ج‏1 ؛ ص267
354 عنه عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن محمد بن حمران عن أبي عبد الله ع قال: أتاني الفضل بن عبد الملك النوفلي و معه مولى له يقال له شبيب معتزلي المذهب و نحن بمنى فخرجت إلى باب الفسطاط في ليلة مقمرة فأنشأ المعتزلي يتكلم فقلت ما أدري ما كلامك هذا الموصل الذي قد وصلته إن الله خلق الخلق فرقتين فجعل خيرته في إحدى الفرقتين ثم جعلهم أثلاثا فجعل خيرته في أحد الأثلاث ثم لم يزل يختار حتى اختار عبد مناف ثم اختار من عبد مناف هاشما ثم اختار من هاشم عبد المطلب ثم اختار من عبد المطلب عبد الله ثم اختار من عبد الله محمدا رسول الله ص فكان أطيب الناس ولادة فبعثه الله بالحق و أنزل عليه الكتاب فليس من شي‏ء إلا و في كتاب الله تبيانه‏ .

 .

المحاسن ؛ ج‏1 ؛ ص270
360 عنه عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن أبي إسماعيل السراج عن خثيمة بن عبد الرحمن الجعفي قال حدثني أبو لبيد البحراني المراء الهجرين قال: جاء رجل إلى أبي جعفر ع بمكة فسأله عن مسائل فأجابه فيها ثم قال له الرجل أنت الذي تزعم أنه ليس شي‏ء من كتاب الله إلا معروف قال ليس هكذا قلت و لكن ليس شي‏ء من كتاب الله إلا عليه دليل ناطق عن الله في كتابه مما لا يعلمه الناس قال فأنت الذي تزعم أنه ليس من كتاب الله إلا و الناس يحتاجون إليه قال نعم و لا حرف واحد فقال له فما المص‏ قال أبو لبيد فأجابه بجواب نسيته فخرج الرجل فقال لي أبو جعفر ع هذا تفسيرها في ظهر القرآن أ فلا أخبرك بتفسيرها في بطن القرآن قلت و للقرآن بطن و ظهر فقال نعم إن لكتاب الله ظاهرا و باطنا و معاينا و ناسخا و منسوخا و محكما و متشابها و سننا و أمثالا و فصلا و وصلا و أحرفا و تصريفا فمن زعم أن كتاب الله مبهم فقد هلك و أهلك ثم قال أمسك الألف واحد و اللام ثلاثون و الميم أربعون و الصاد تسعون فقلت فهذه مائة و إحدى و ستون فقال يا لبيد إذا دخلت سنة إحدى و ستين و مائة سلب الله قوما سلطانهم‏ .
الفصول المهمة في أصول الأئمة (تكملة الوسائل)، ج‏1، ص: 491
عن الرضا عليه السلام في حديث طويل قال: إن الله لم يقبض نبيه حتى أكمل له الدين و أنزل عليه القرآن، فيه تبيان كل شي‏ء، بين فيه الحلال و الحرام و الحدود و الأحكام و جميع ما يحتاج الناس إليه كملا، فقال عز و جل: ما فرطنا في الكتاب من شي‏ء و أنزل عليه في حجة الوداع و هي آخر عمره صلى الله عليه و آله: اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا و أمر الإمامة من تمام الدين، إلى أن قال:
و ما ترك شيئا يحتاج إليه الأمة إلا بينه، فمن زعم أن الله لم يكمل دينه فقد رد كتاب الله و من رد كتاب الله فهو كافر به.
الفصول المهمة في أصول الأئمة (تكملة الوسائل) ؛ ج‏1 ؛ ص496
[703] - و عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن حسان، عن محمد بن علي،

الفصول المهمة في أصول الأئمة (تكملة الوسائل)، ج‏1، ص: 497
عن جميل، عن ابن دبيس الكوفي، عن عمر بن قيس قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا عمر بن قيس، أ شعرت أن الله أرسل رسولا و أنزل عليه كتابا و أنزل في الكتاب كل ما يحتاج إليه و جعل له دليلا يدل عليه و جعل لكل شي‏ء حدا و لمن جاوز الحد حدا؟
قال: قلت: أرسل رسولا و أنزل عليه كتابا و أنزل في الكتاب كل ما يحتاج إليه، و جعل له دليلا يدل عليه و جعل على من تعدى ذلك الحد حدا و لمن جاوز الحد حدا؟
قال: نعم، الحديث.

 

بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج‏89 ؛ ص96
55 شي، تفسير العياشي عن بشير الدهان قال سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ إن الله فرض طاعتنا في كتابه فلا يسع الناس جهلا لنا صفو المال و لنا الأنفال و لنا كرائم القرآن و لا أقول لكم إنا أصحاب الغيب و نعلم كتاب الله و كتاب الله يحتمل كل شي‏ء إن الله أعلمنا علما لا يعلمه أحد غيره و علما قد أعلمه ملائكته و رسله فما علمته ملائكته و رسله فنحن نعلمه‏ .

بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج‏89 ؛ ص81
 .
11- فس، تفسير القمي قال أمير المؤمنين ع‏ إن الله عز و جل بعث نبيه محمدا ص بالهدى و أنزل عليه الكتاب بالحق و أنتم أميون عن الكتاب و من أنزله و عن الرسول و من أرسله أرسله على حين فترة من الرسل و طول هجعة من الأمم و انبساط من الجهل و اعتراض من الفتنة و انتقاض من المبرم و عمى عن الحق و اعتساف من الجور و امتحاق من الدين و تلظ من الحروب و على حين‏

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏89، ص: 82
اصفرار من رياض جنات الدنيا و يبس من أغصانها و انتشار من ورقها و يأس من ثمرتها و اغورار من مائها قد درست أعلام الهدى و ظهرت أعلام الردى و الدنيا متجهمة في وجوه أهلها مكفهرة مدبرة غير مقبلة ثمرتها الفتنة و طعامها الجيفة و شعارها الخوف و دثارها السيف قد مزقهم كل ممزق فقد أعمت عيون أهلها و أظلمت عليهم أيامها قد قطعوا أرحامهم و سفكوا دماءهم و دفنوا في التراب الموءودة بينهم من أولادهم يختار دونهم طيب العيش و رفاهية خفوض الدنيا لا يرجون من الله ثوابا و لا يخافون و الله منه عقابا حيهم أعمى نجس و ميتهم في النار مبلس فجاءهم نبيه ص بنسخة ما في الصحف الأولى و تصديق الذي بين يديه و تفصيل الحلال من ريب الحرام ذلك القرآن فاستنطقوه و لن ينطق لكم أخبركم فيه علم ما مضى و علم ما يأتي إلى يوم القيامة و حكم ما بينكم و بيان ما أصبحتم فيه تختلفون فلو سألتموني عنه لأخبرتكم عنه لأني أعلمكم‏ .

بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج‏89 ؛ ص90
35- سن، المحاسن عثمان عن سماعة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ إن الله أنزل عليكم كتابه الصادق البار فيه خبركم و خبر ما قبلكم و خبر ما بعدكم و خبر السماء و خبر الأرض فلو أتاكم من يخبركم عن ذلك لعجبتم‏ .

بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج‏89 ؛ ص102
78 شي، تفسير العياشي عن عبد الله بن الوليد قال قال أبو عبد الله ع‏ قال الله لموسى‏ و كتبنا له في الألواح من كل شي‏ء  فعلمنا أنه لم يكتبه لموسى الشي‏ء كله و قال الله لعيسى‏ ليبين لهم الذي يختلفون فيه‏  و قال الله لمحمد عليه السلام‏ و جئنا بك شهيدا على هؤلاء و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي‏ء .
عيون أخبار الرضا عليه السلام ؛ ج‏1 ؛ ص167
قال الرضا ع و كذلك أمر محمد ص و ما جاء به و أمر كل نبي‏  بعثه الله و من آياته أنه كان يتيما فقيرا راعيا أجيرا لم يتعلم كتابا و لم يختلف إلى معلم ثم جاء بالقرآن الذي فيه قصص الأنبياء ع و أخبارهم حرفا حرفا و أخبار من مضى و من بقي إلى يوم القيامة ثم كان يخبرهم بأسرارهم و ما يعملون في بيوتهم و جاء بآيات كثيرة لا تحصى‏  

 

 

 






****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Thursday - 16/6/2022 - 6:6

روایات «علم کل شیء فی القرآن»

بصائر الدرجات في فضائل آل محمد صلى الله عليهم، ج‏1، ص: 133

2- حدثنا محمد بن الحسين عن عبد الله بن حماد عن أبي الجارود عن الأصبغ بن نباتة قال قال أمير المؤمنين ع لو كسرت لي وسادة فقعدت عليها لقضيت بين أهل‏

التوراة بتوراتهم و أهل الإنجيل بإنجيلهم و أهل الزبور بزبورهم و أهل الفرقان بفرقانهم بقضاء يصعد إلى الله يزهر و الله ما نزلت آية في كتاب الله في ليل أو نهار إلا و قد علمت فيمن أنزلت و لا ممن مر على رأسه المواسي من قريش إلا و قد نزلت فيه آية من كتاب الله تسوقه إلى الجنة أو إلى النار فقام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين ما الآية التي نزلت فيك قال له أ ما سمعت الله يقول أ فمن كان على بينة من ربه و يتلوه شاهد منه «1» قال رسول الله ص على بينة من ربه و أنا شاهد له فيه و أتلوه معه.

 

کافی، ج1، ص60

الكافي (ط - الإسلامية)، ج‏1، ص: 60
5- علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن عيسى عن يونس عن حماد عن عبد الله بن سنان عن أبي الجارود قال قال أبو جعفر ع إذا حدثتكم بشي‏ء فاسألوني من كتاب الله ثم قال في بعض حديثه إن رسول الله ص نهى عن القيل و القال و فساد المال و كثرة السؤال فقيل له يا ابن رسول الله أين هذا من كتاب الله قال إن الله عز و جل يقول- لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس «1» و قال و لا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما «2» و قال لا تسئلوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم «3».

 

کافی، ج 7، ص 78

1- أبو علي الأشعري و الحسين بن محمد عن أحمد بن إسحاق عن سعدان بن مسلم عن غير واحد من أصحابنا قال: أتى أمير المؤمنين ع رجل بالبصرة بصحيفة فقال يا أمير المؤمنين انظر إلى هذه الصحيفة فإن فيها نصيحة فنظر فيها ثم نظر إلى وجه الرجل فقال إن كنت صادقا كافيناك و إن كنت كاذبا عاقبناك و إن شئت أن نقيلك أقلناك فقال بل تقيلني يا أمير المؤمنين فلما أدبر الرجل قال أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها أما إنكم لو قدمتم من قدم الله و أخرتم من أخر الله و جعلتم الولاية و الوراثة حيث جعلها الله ما عال ولي الله «2» و لا طاش سهم من فرائض الله و لا اختلف اثنان في حكم الله و لا تنازعت الأمة في شي‏ء من أمر الله إلا علم ذلك عندنا من كتاب الله فذوقوا وبال ما قدمت أيديكم و ما الله بظلام للعبيد و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
2- أحمد بن محمد عن علي بن الحسن التيمي عن محمد بن الوليد عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه الحمد لله الذي لا مقدم لما أخر و لا مؤخر لما قدم ثم ضرب بإحدى يديه على الأخرى ثم قال يا أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها لو كنتم قدمتم من قدم الله و أخرتم من أخر الله و جعلتم الولاية و الوراثة حيث جعلها الله ما عال ولي الله و لا عال سهم من فرائض الله و لا اختلف اثنان في حكم الله و لا تنازعت الأمة في شي‏ء من أمر الله إلا و عندنا علمه من كتاب الله فذوقوا وبال أمركم و ما فرطتم في ما قدمت أيديكم و ما الله بظلام للعبيد و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.


.

المحاسن، ج 1، ص 267


354 عنه عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن محمد بن حمران عن أبي عبد الله ع قال: أتاني الفضل بن عبد الملك النوفلي و معه مولى له يقال له شبيب معتزلي المذهب و نحن بمنى فخرجت إلى باب الفسطاط في ليلة مقمرة فأنشأ المعتزلي يتكلم فقلت ما أدري ما كلامك هذا الموصل الذي قد وصلته إن الله خلق الخلق فرقتين فجعل خيرته في إحدى الفرقتين ثم جعلهم أثلاثا فجعل خيرته في أحد الأثلاث ثم لم يزل يختار حتى اختار عبد مناف ثم اختار من عبد مناف هاشما ثم اختار من هاشم عبد المطلب ثم اختار من عبد المطلب عبد الله ثم اختار من عبد الله محمدا رسول الله ص فكان أطيب الناس ولادة فبعثه الله بالحق و أنزل عليه الكتاب فليس من شي‏ء إلا و في كتاب الله تبيانه «5».

 

                        تفسير العياشي، ج‏2، ص: 3

3 خيثمة الجعفي عن أبي لبيد المخزومي قال: قال أبو جعفر ع يا با لبيد إنه يملك من ولد العباس اثنا عشر، يقتل بعد الثامن منهم أربعة فتصيب أحدهم الذبحة فتذبحه، هم فئة قصيرة أعمارهم، قليلة مدتهم، خبيثة سيرتهم منهم الفوبسق الملقب بالهادي، و الناطق و الغاوي، يا با لبيد إن في حروف القرآن المقطعة لعلما جما، إن الله تبارك و تعالى أنزل «الم ذلك الكتاب، فقام محمد ع حتى ظهر نوره و ثبتت كلمته، و ولد يوم ولد، و قد مضى من الألف السابع مائة سنة و ثلاث سنين، ثم قال:
و تبيانه في كتاب الله [في‏] الحروف المقطعة- إذا عددتها من غير تكرار، و ليس من حروف مقطعة حرف ينقضي أيام [الأيام‏] إلا و قائم من بني هاشم عند انقضائه، ثم قال: الألف واحد، و اللام ثلاثون، و الميم أربعون، و الصاد تسعون، فذلك مائة و إحدى و ستون، ثم كان بدو خروج الحسين بن علي ع الم الله، فلما بلغت مدته قام قائم ولد العباس عند «المص»، و يقوم قائمنا عند انقضائها ب الر فافهم ذلك و عه و اكتمه «


.

 


بحار الانوار، ج 89، ص 78

باب 8 أن للقرآن ظهرا و بطنا و أن علم كل شي‏ء في القرآن و أن علم ذلك كله عند الأئمة عليهم السلام و لا يعلمه غيرهم إلا بتعليمهم‏
أقول: قد مضى كثير من تلك الأخبار في أبواب كتاب الإمامة و نورد هنا مختصرا من بعضها و قد مضى مفصل ذلك في باب احتجاج أمير المؤمنين صلوات الله عليه على الزنديق المدعي للتناقض في القرآن «1» و كذا في الأخبار التي ذكرت بأسانيد في باب سلوني قبل أن تفقدوني «2».
فإنه قد قال أمير المؤمنين ع أما و الله لو ثنيت لي الوسادة فجلست عليها لأفتيت أهل التوراة بتوراتهم حتى تنطق التوراة فتقول صدق علي ما كذب لقد أفتاكم بما أنزل الله في و أفتيت أهل الإنجيل بإنجيلهم حتى ينطق الإنجيل فيقول صدق علي ما كذب لقد أفتاكم بما أنزل الله في و أفتيت أهل القرآن بقرآنهم حتى ينطق القرآن فيقول صدق علي ما كذب لقد أفتاكم بما أنزل الله في و أنتم تتلون القرآن ليلا و نهارا فهل فيكم أحد يعلم ما نزل فيه و لو لا آية في كتاب الله عز و جل لأخبرتكم بما كان و بما هو كائن إلى يوم القيامة و هي هذه الآية يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب «3».

 

 

بحار الانوار، ج 89،ص 80
4- ما، الأمالي للشيخ الطوسي المفيد عن الجعابي عن ابن عقدة عن محمد بن الحسن عن علي بن إبراهيم بن يعلى عن علي بن سيف بن عميرة عن أبيه عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال قال أمير المؤمنين ع ما نزلت آية إلا و أنا عالم متى‏
نزلت و فيمن نزلت و لو سألتموني عما بين اللوحين لحدثتكم ».

 

بحار الانوار، ج 89،ص 84-85

17- ير، بصائر الدرجات محمد بن حماد عن أخيه أحمد عن إبراهيم عن أبيه عن أبي الحسن الأول ع قال: قلت له جعلت فداك أخبرني عن النبي ص ورث من النبيين كلهم «4» قال لي نعم من لدن آدم إلى أن انتهت إلى نفسه قال ما بعث الله نبيا إلا و كان محمد أعلم منه قال قلت عيسى ابن مريم كان يحيي الموتى بإذن الله قال صدقت قلت و سليمان بن داود ع كان يفهم منطق الطير هل كان رسول الله ص يقدر على هذه المنازل قال فقال إن سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده و شك في أمره فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين «5» و غضب عليه فقال لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين «6» و إنما غضب عليه لأنه كان يدله على الماء فهذا و هو طير قد أعطي ما لم يعط سليمان و قد كانت الريح و النمل و الجن و الإنس و الشياطين المردة له طائعين و لم يكن يعرف الماء تحت الهواء فكان الطير يعرفه إن الله تبارك و تعالى يقول في كتابه و لو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا فقد ورثنا نحن هذا القرآن ففيه ما يقطع به الجبال و يقطع به البلدان و يحيا به الموتى و نحن نعرف الماء تحت الهوى و إن في كتاب الله لآيات ما يراد بها أمر إلا أن يأذن الله به مع ما قد يأذن الله فما كتبه للماضين جعله الله في أم الكتاب إن الله يقول في كتابه ما من غائبة في السماء و الأرض إلا في كتاب مبين «1» ثم قال ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا- «2» فنحن الذين اصطفانا الله فورثنا هذا الذي فيه كل شي‏ء «3»

 


                        تفسير القمي، ج‏2، ص: 343

بسم الله الرحمن الرحيم- الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان‏
قال حدثني أبي عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا ع في قوله: الرحمن علم القرآن قال ع: الله علم محمدا القرآن، قلت خلق الإنسان قال ذلك أمير المؤمنين ع قلت علمه البيان قال علمه تبيان كل شي‏ء يحتاج الناس إليه، قلت الشمس و القمر بحسبان قال هما يعذبان، قلت الشمس و القمر يعذبان قال سألت عن شي‏ء فأتقنه، إن الشمس و القمر آيتان من آيات الله- يجريان بأمره مطيعان له، ضوؤهما من نور عرشه و حرهما من جهنم فإذا كانت القيامة عاد إلى العرش نورهما- و عاد إلى النار حرهما فلا يكون شمس و لا قمر، و إنما عناهما لعنهما الله- أ و ليس قد روى الناس أن رسول الله ص قال: إن الشمس و القمر نوران في النار قلت بلى- قال أ ما سمعت قول الناس فلان و فلان شمسا هذه الأمة- و نورها فهما في النار و الله ما عنى غيرهما-.
قلت: و النجم و الشجر يسجدان قال النجم رسول الله ص و قد سماه الله في غير موضع فقال: و النجم إذا هوى، و قال: و علامات و بالنجم هم يهتدون فالعلامات الأوصياء و النجم رسول الله، قلت يسجدان قال يعبدان‏

 

 

                        حلية الأبرار في أحوال محمد و آله الأطهار عليهم السلام، ج‏4، ص: 217
الباب الرابع حديثه مع النصرانيين و ما في ذلك من سرائر العلوم‏
1- محمد بن يعقوب، عن أحمد بن مهران «1»، و علي بن إبراهيم جميعا عن محمد بن علي، عن الحسن بن راشد، عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم «2»، قال: كنت عند أبي الحسن موسى عليه السلام إذ أتاه رجل نصراني و نحن معه بالعريض  فقال له النصراني: إني أتيتك من بلد بعيد و سفر شاق، و سألت ربي منذ ثلاثين سنة أن يرشدني إلى خير الأديان و إلى خير العباد و أعلمهم، و أتاني آت في النوم فوصف لي رجلا بعليا دمشق، فإنطلقت حتى أتيته فكلمته.
فقال: أنا أعلم أهل ديني و غيري أعلم مني.
فقلت له: أرشدني إلى من هو أعلم منك، فإني لا أستعظم السفر و لا تبعد علي الشقة، و الله لقد قرأت الإنجيل كلها و مزامير داود، و لقد
قرأت أربعة أسفار من التوراة، و قرأت ظاهر القرآن حتى إستوعبته كله.
فقال لي العالم: إن كنت تريد علم النصرانية فأنا أعلم العرب و العجم بها و إن كنت تريد علم اليهودية فباطى بن شرحبيل السامري أعلم الناس بها أليوم، و إن كنت تريد علم الإسلام و علم التوراة و علم الإنجيل و علم الزبور و كتاب هود و كلما انزل على نبي من الأنبياء في دهرك و ما انزل من السماء من خبر فعلمه أحد أو لم يعلم به أحد، فيه تبيان كل شي‏ء، و شفاء للعالمين، و روح لمن إستروح إليه، و بصيرة لمن أراد الله به خيرا، و انس إلى الحق، فأرشدك إليه فأته و لو مشيا على رجليك فإن لم تقدر فحبوا على ركبتيك، فإن لم تقدر فزحفا على إستك، فإن لم تقدر فعلى وجهك، فقلت: لا بل أنا أقدر على المسير في البدن و المال.

 

 

                        مدينة معاجز الأئمة الإثني عشر، ج‏5، ص: 446
الثلاثون و مائة غزارة علمه- عليه السلام-
1780/ 210- و عنه: عن أبي الحسين محمد بن هارون بن موسى قال: حدثنا أبي، عن أحمد بن الحسين، عن أبيه، عن الحسن بن علي، عمن ذكره، عن حذيفة بن منصور، عن يونس قال: سمعته (يقول) «1» و قد مررنا بجبل فيه دود، فقال: اعرف من يعلم إناث هذا الدود من ذكرانه «2» و كم عدده [ثم‏] «3» قال: نعلم [ذلك‏] «4» من كتاب الله، و في «5» كتاب الله تبيان كل شي‏ء «6».

 

 

                        تفسير نور الثقلين، ج‏3، ص: 76

187- محمد بن يحيى الأشعري عن أحمد بن محمد عن البرقي عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي عن أيوب بن الحرقال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان الله عز ذكره ختم بنبيكم النبيين فلا نبي بعده أبدا، و ختم بكتابكم الكتب فلا كتاب بعده أبدا، و انزل فيه تبيان كل شي‏ء، و خلقكم و خلق السموات و الأرض و نبأ ما قبلكم و فصل ما بينكم و خبر ما بعدكم، و أمر الجنة و النار و ما أنتم صائرون اليه.

 

190- في نهج البلاغة في كلام له عليه السلام في ذم اختلاف العلماء في الفتيا: أم أنزل الله دينا ناقصا فاستعان بهم على إتمامه، أم كانوا شركاء له؟ فلهم أن يقولوا و عليه أن يرضى، أم أنزل دينا تاما فقصر الرسول صلى الله عليه و آله عن تبليغه و أدائه و الله سبحانه يقول: «ما فرطنا في الكتاب من شي‏ء و فيه تبيان لكل شي‏ء».

 

المیزان ج 10 ص 187

افمن کان علی بینه من ربه هود/17

و أمر الآية فيما يحتمله مفردات ألفاظها و ضمائرها عجيب فضرب بعضها في بعض يرقى إلى ألوف من المحتملات بعضها صحيح و بعضها خلافه.


                      

 

                        دلائل الإمامة (ط - الحديثة)، ص: 235-236

فقال: أ ليس الله (جل ثناؤه) بعث محمدا (صلى الله عليه و آله) من شجرة عبد مناف إلى الناس كافة، أبيضها و أسودها و أحمرها، من أين ورثتم ما ليس لغيركم؟ و رسول الله مبعوث إلى الناس كافة، و ذلك قول الله (تبارك و تعالى): و لله ميراث السماوات و الأرض* «3» إلى آخر الآية، فمن أين ورثتم هذا العلم و ليس بعد محمد نبي و لا أنتم أنبياء؟
فقال: من قوله (تعالى) لنبيه (عليه السلام): لا تحرك به لسانك لتعجل به «4» فالذي أبداه فهو للناس كافة، و الذي لم يحرك به لسانه، أمر الله (تعالى) أن يخصنا به من دون غيرنا.
فلذلك كان يناجي أخاه عليا من دون أصحابه، و أنزل الله بذلك قرآنا في قوله (تعالى): و تعيها أذن واعية «5» فقال رسول الله لأصحابه: سألت الله (تعالى) أن يجعلها أذنك يا علي، فلذلك قال علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) بالكوفة: علمني رسول الله (صلى الله عليه و آله) ألف باب من العلم يفتح من كل باب ألف باب، خصه به رسول‏ الله (صلى الله عليه و آله) من مكنون علمه ما خصه الله به، فصار إلينا و توارثناه من دون قومنا.
فقال له هشام: إن عليا كان يدعي علم الغيب، و الله لم يطلع على غيبه أحدا فمن أين ادعى ذلك؟
فقال أبي: إن الله (جل ذكره) أنزل على نبيه كتابا بين فيه ما كان و ما يكون إلى يوم القيامة، في قوله: و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي‏ء و هدى و رحمة و بشرى للمسلمين ».
و في قوله: كل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين ».
و في قوله: ما فرطنا في الكتاب من شي‏ء ».
و في قوله: و ما من غائبة في السماء و الأرض إلا في كتاب مبين‏
و أوحى الله (تعالى) إلى نبيه (عليه السلام) أن لا يبقي في غيبه و سره و مكنون علمه شيئا إلا يناجي به عليا، فأمره أن يؤلف القرآن من بعده،
و يتولى غسله و تكفينه و تحنيطه من دون قومه، و قال لأصحابه: حرام على أصحابي و أهلي أن ينظروا إلى عورتي غير أخي علي، فإنه مني و أنا منه، له ما لي و عليه ما علي، و هو قاضي ديني و منجز موعدي.
ثم قال لأصحابه: علي بن أبي طالب يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله.
و لم يكن عند أحد تأويل القرآن بكماله و تمامه إلا عند علي (عليه السلام)، و لذلك قال رسول الله لأصحابه: أقضاكم علي، أي هو قاضيكم.

 

 

الاحتجاج، ج 2، ص 375

عن محمد بن أبي عمير الكوفي «1» عن عبد الله بن الوليد السمان «2» قال قال أبو عبد الله ع: ما يقول الناس في أولي العزم و صاحبكم أمير المؤمنين ع قال قلت ما يقدمون على أولي العزم أحدا قال فقال أبو عبد الله ع إن الله تبارك و تعالى قال لموسى و كتبنا له في الألواح من كل شي‏ء موعظة «3» و لم يقل كل شي‏ء موعظة و قال لعيسى و لأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه «4» و لم يقل كل شي‏ء و قال لصاحبكم أمير المؤمنين ع قل كفى بالله شهيدا بيني و بينكم و من عنده علم الكتاب «5» و قال الله عز و جل و لا رطب و لا يابس إلا في كتاب مبين‏
 «6» و علم هذا الكتاب عنده.

 

استشهادهای موردی حضرات به  آیات قرآن کریم

بحار الانوار، ج 89،ص 100

72 سن، المحاسن أبي عمن ذكره عن أبي عبد الله ع في رسالة و أما ما سألت من القرآن فذلك أيضا من خطراتك المتفاوتة المختلفة لأن القرآن ليس على ما ذكرت و كل ما سمعت فمعناه غير ما ذهبت إليه و إنما القرآن أمثال لقوم يعلمون دون غيرهم و لقوم يتلونه حق تلاوته و هم الذين يؤمنون به و يعرفونه فأما غيرهم فما أشد إشكاله عليهم و أبعده من مذاهب قلوبهم و لذلك قال رسول الله ص إنه ليس شي‏ء بأبعد من قلوب الرجال من تفسير القرآن و في ذلك تحير الخلائق أجمعون إلا ما شاء الله و إنما أراد الله بتعميته في ذلك أن ينتهوا إلى بابه و صراطه و أن يعبدوه و ينتهوا في قوله إلى طاعة القوام بكتابه و الناطقين عن أمره و أن يستنبطوا ما احتاجوا إليه من ذلك عنهم لا عن أنفسهم ثم قال و لو ردوه إلى الرسول و إلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم «5» فأما غيرهم فليس يعلم ذلك أبدا و لا يوجد و قد علمت أنه لا يستقيم أن يكون الخلق كلهم ولاة الأمر إذا لا يجدون من يأتمرون عليه و لا من يبلغونه أمر الله و نهيه فجعل الله الولاة
خواص ليقتدي بهم من لم يخصصهم بذلك فافهم ذلك إن شاء الله و إياك و تلاوة القرآن «1» برأيك فإن الناس غير مشتركين في علمه كاشتراكهم فيما سواه من الأمور و لا قادرين عليه و لا على تأويله إلا من حده و بابه الذي جعله الله له فافهم إن شاء الله و اطلب الأمر من مكانه تجده إن شاء الله «2

 

 

دلائل الإمامة (ط - الحديثة)، ص: 273
207/ 43- و عنه: عن أحمد، عن أبيه، عن الحسن بن علي، عمن ذكره، عن حذيفة بن منصور، عن يونس، قال: سمعته يقول و قد مررنا بجبل فيه دود، فقال: أعرف من يعلم إناث هذا الدود من ذكرانه، و كم عدده.
ثم قال: نعلم ذلك من كتاب الله، فإن في كتاب الله تبيان كل شي‏ء «

 

                        مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب)، ج‏2، ص: 43

82 قوت القلوب، قال علي ع لو شئت لأوقرت سبعين بعيرا من تفسير فاتحة الكتاب.

 

                        بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏89، ص: 103

82 أسرار الصلاة، قال علي ع لو شئت لأوقرت سبعين بعيرا من تفسير فاتحة الكتاب.

 

عیاشی، 2، 84

37 يوسف بن السخت قال اشتكى المتوكل شكاة شديدة- فنذر لله إن شفاه الله يتصدق بمال كثير، فعوفي من علته فسأل أصحابه عن ذلك فأعلموه- أن أباه تصدق بثمانمائة «2» ألف ألف درهم- و إن أراه تصدق بخمسة ألف ألف درهم- فاستكثر ذلك، فقال أبو يحيى بن أبي منصور المنجم لو كتبت إلى ابن عمك يعني أبا الحسن ع فأمر أن يكتب له فيسأله- فكتب إليه، فكتب أبو الحسن: تصدق بثمانين درهم، فقالوا:
هذا غلط سلوه من أين قال: هذا «3» من كتاب الله قال الله لرسوله: «لقد نصركم الله في مواطن كثيرة» و المواطن التي نصر الله رسوله عليه و آله السلام فيها ثمانون موطنا، فثمانين درهما من حله مال كثير «

 

تفسیر القمی،ج 2، ص 342

حدثنا محمد بن أبي عبد الله قال حدثنا موسى بن عمران عن الحسين بن يزيد عن إسماعيل بن مسلم قال قال أبو عبد الله ع وجدت لأهل القدر اسما في كتاب الله قوله:
«إن المجرمين في ضلال و سعر إلى قوله خلقناه بقدر» فهم المجرمون‏

 

تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، ص:461-462

فهو ما رواه محمد بن العباس رحمه الله عن الحسين بن علي بن زكريا البصري عن الهيثم بن عبد الله الرماني قال حدثني علي بن موسى قال حدثني أبي موسى عن أبيه جعفر ع قال: دخل «1» على أبي بعض من يفسر القرآن فقال له أنت فلان و سماه باسمه قال نعم قال أنت الذي تفسر القرآن قال نعم قال فكيف تفسر هذه الآية و جعلنا بينهم و بين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة و قدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي و أياما آمنين قال هذه بين مكة و منى فقال له أبو عبد الله ع أ يكون في هذا الموضع خوف و قطيع قال نعم قال فموضع يقول الله أمن يكون فيه خوف و قطيع قال فما هو قال ذاك نحن أهل البيت قد سماكم الله ناسا و سمانا قرى قال جعلت فداك أ وجدت هذا في كتاب الله أن القرى رجال فقال أبو عبد الله ع أ ليس الله تعالى‏
يقول و سئل القرية التي كنا فيها و العير التي أقبلنا فيها فللجدران «1» و الحيطان السؤال أم للناس و قال تعالى و إن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا «2» فمن المعذب الرجال أم الجدران و الحيطان

 

 

تفسیر العیاشی،ج 2، ص 2-3

2- عن أبي جمعة رحمة بن صدقة قال أتى رجل من بني أمية و كان زنديقا- إلى جعفر بن محمد ع فقال له: قول الله في كتابه المص‏
أي شي‏ء أراد بهذا و أي شي‏ء فيه من الحلال و الحرام و أي شي‏ء في ذا مما ينتفع به الناس قال: فأغلظ ذلك جعفر بن محمد ع فقال: أمسك ويحك الألف واحد، و اللام ثلاثون، و الميم أربعون، و الصاد تسعون، كم معك فقال الرجل: مائة و إحدى و ستون، فقال له جعفر بن محمد ع: إذا انقضت سنة إحدى و ستين و مائة ينقضي ملك أصحابك، قال: فنظرنا فلما انقضت‏ إحدى و ستون و مائة يوم عاشوراء دخل المسودة  الكوفة و ذهب ملكهم

 

3 خيثمة الجعفي عن أبي لبيد المخزومي قال: قال أبو جعفر ع يا با لبيد إنه يملك من ولد العباس اثنا عشر، يقتل بعد الثامن منهم أربعة فتصيب أحدهم الذبحة فتذبحه، هم فئة قصيرة أعمارهم، قليلة مدتهم، خبيثة سيرتهم منهم الفوبسق الملقب بالهادي، و الناطق و الغاوي، يا با لبيد إن في حروف القرآن المقطعة لعلما جما، إن الله تبارك و تعالى أنزل «الم ذلك الكتاب، فقام محمد ع حتى ظهر نوره و ثبتت كلمته، و ولد يوم ولد، و قد مضى من الألف السابع مائة سنة و ثلاث سنين، ثم قال:
و تبيانه في كتاب الله [في‏] الحروف المقطعة- إذا عددتها من غير تكرار، و ليس من حروف مقطعة حرف ينقضي أيام [الأيام‏] إلا و قائم من بني هاشم عند انقضائه، ثم قال: الألف واحد، و اللام ثلاثون، و الميم أربعون، و الصاد تسعون، فذلك مائة و إحدى و ستون، ثم كان بدو خروج الحسين بن علي ع الم الله، فلما بلغت مدته قام قائم ولد العباس عند «المص»، و يقوم قائمنا عند انقضائها ب الر فافهم ذلك و عه و اكتمه «

 

الكافي (ط - الإسلامية)، ج‏8، ص:317-318

501- عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن الحسن بن ظريف عن عبد الصمد بن بشير عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال: قال [لي‏] أبو جعفر ع يا أبا الجارود ما يقولون لكم في الحسن و الحسين ع قلت ينكرون علينا أنهما ابنا رسول الله ص قال فأي شي‏ء احتججتم عليهم قلت احتججنا عليهم بقول الله عز و جل في عيسى ابن مريم ع- و من ذريته داود و سليمان و أيوب و يوسف و موسى و هارون و كذلك نجزي المحسنين و زكريا و يحيى و عيسى «2» فجعل عيسى ابن مريم من ذرية نوح ع قال فأي شي‏ء قالوا لكم قلت قالوا قد يكون ولد الابنة من الولد و لا يكون من الصلب قال فأي شي‏ء احتججتم عليهم قلت احتججنا عليهم بقول الله تعالى لرسوله ص- فقل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم و نساءنا و نساءكم و أنفسنا و أنفسكم قال فأي شي‏ء قالوا قلت قالوا قد يكون في كلام العرب أبناء رجل و آخر يقول أبناؤنا قال فقال أبو جعفر ع يا أبا الجارود لأعطينكها من كتاب الله جل و تعالى أنهما من صلب رسول الله ص لا يردها إلا الكافر قلت و أين ذلك جعلت فداك قال من حيث قال الله تعالى- حرمت عليكم أمهاتكم و بناتكم و أخواتكم الآية إلى أن انتهى إلى قوله تبارك و تعالى- و حلائل أبنائكم الذين من أصلابكم  فسلهم يا أبا الجارود هل كان يحل لرسول الله ص نكاح حليلتيهما فإن قالوا نعم كذبوا و فجروا و إن قالوا لا فهما ابناه لصلبه

 


جمیع علوم در قرآن از دیدگاه علما

احمد بن محمد بن خالد برقی

المحاسن ،ج1، ص 267

36 باب إنزال الله في القرآن تبيانا لكل شي‏ء

 

کلینی

باب الرد إلى الكتاب و السنة و أنه ليس شي‏ء من الحلال و الحرام و جميع ما يحتاج الناس إليه إلا و قد جاء فيه كتاب أو سنة
1- محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن حديد عن مرازم «2» عن أبي عبد الله ع قال: إن الله تبارك و تعالى أنزل في القرآن تبيان كل شي‏ء حتى و الله ما ترك الله شيئا يحتاج إليه العباد حتى لا يستطيع عبد يقول لو كان هذا أنزل في القرآن- إلا و قد أنزله الله فيه.
2- علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن حسين بن المنذر عن عمر بن قيس عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول إن الله تبارك و تعالى لم يدع شيئا يحتاج إليه الأمة إلا أنزله في كتابه و بينه لرسوله ص و جعل لكل شي‏ء حدا و جعل عليه دليلا يدل عليه و جعل على من تعدى ذلك الحد حدا.
3- علي عن محمد عن يونس عن أبان عن سليمان بن هارون قال سمعت أبا عبد الله ع يقول ما خلق الله حلالا و لا حراما إلا و له حد كحد الدار فما كان من الطريق فهو من الطريق و ما كان من الدار فهو من الدار حتى أرش الخدش فما سواه و الجلدة و نصف الجلدة.
4- علي عن محمد بن عيسى عن يونس عن حماد عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول ما من شي‏ء إلا و فيه كتاب أو سنة.
__________________________________________________
 (1) وليجة الرجل بطانته و خاصته و من يعتمد عليه في أموره و المراد هنا المعتمد عليه في أمر الدين، و من اعتمد في أمر الدين و تقرير الشريعة على غير الله يكون متعبدا لغير الله فلا يكون مؤمنا بالله و اليوم الآخر و ذلك لان كل ما لم يثبته القرآن من النسب و القرابة و الوليجة و البدعة منقطع لا تبقى و لا ينتفع بها في الآخرة فلا يجامع الايمان بالله و اليوم الآخر الاعتماد عليها في أمر الدين. (آت)
 (2) بالميم المضمومة و الراء المهملة و الالف و الزاى المكسورة و الميم.
                       

 

 

الكافي (ط - الإسلامية)، ج‏1، ص: 60
5- علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن عيسى عن يونس عن حماد عن عبد الله بن سنان عن أبي الجارود قال قال أبو جعفر ع إذا حدثتكم بشي‏ء فاسألوني من كتاب الله ثم قال في بعض حديثه إن رسول الله ص نهى عن القيل و القال و فساد المال و كثرة السؤال فقيل له يا ابن رسول الله أين هذا من كتاب الله قال إن الله عز و جل يقول- لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس «1» و قال و لا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما «2» و قال لا تسئلوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم «3».
6- محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عمن حدثه عن المعلى بن خنيس قال قال أبو عبد الله ع ما من أمر يختلف فيه اثنان إلا و له أصل في كتاب الله عز و جل و لكن لا تبلغه عقول الرجال.
7- محمد بن يحيى عن بعض أصحابه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع أيها الناس إن الله تبارك و تعالى أرسل إليكم الرسول ص و أنزل إليه الكتاب بالحق و أنتم أميون عن الكتاب و من أنزله و عن الرسول و من أرسله على حين فترة من الرسل و طول هجعة من الأمم «4» و انبساط من الجهل و اعتراض من الفتنة و انتقاض من المبرم «5» و عمى عن الحق و اعتساف من الجور «6» و امتحاق من الدين و تلظ من الحروب «7» على حين اصفرار من رياض جنات الدنيا و يبس من أغصانها و انتثار من ورقها و يأس من ثمرها و اغورار من مائها «8» قد درست أعلام الهدى فظهرت أعلام الردى فالدنيا متهجمة «9»

__________________________________________________
 (1) النساء: 114
 (2) النساء: ه.
 (3) المائدة: 101.
 (4) بالفتح و التسكين نومة خفيفة من أول الليل و هي هنا بمعنى الغفلة و الجهالة. (شح)
 (5) «المبرم» المحكم و أشار بانتقاضه إلى زوال ما كان الناس عليه قبلهم من نظام أحوالهم بسبب الشرائع السابقة. (فى)
 (6) الاعتساف: الاخذ على غير الطريق و الامتحاق البطلان.
 (7) التلظى: اشتعال النار و قوله: «على حين اصفرار» إلى قوله: «أيامها» استعارات و ترشيحات لبيان خلو الدنيا حينئذ عن آثار العلم و الهداية و ما يوجب السعادات الاخروية.
 (8) اغورار الماء ذهابه في باطن الأرض، و الردى الهلاك.
 (9) في بعض النسخ بتقديم الجيم على الهاء يقال فلان يتجهمنى اي يلقانى بغلظة و وجه كريه، و في أكثر النسخ بتقديم الهاء و هو الدخول بغتة و انهدام البيت و لا يخلوان من مناسبة.
                       

 

 

الكافي (ط - الإسلامية)، ج‏1، ص: 61
في وجوه أهلها مكفهرة «1» مدبرة غير مقبلة ثمرتها الفتنة و طعامها الجيفة و شعارها الخوف و دثارها السيف مزقتم كل ممزق و قد أعمت عيون أهلها و أظلمت عليها أيامها قد قطعوا أرحامهم و سفكوا دماءهم و دفنوا في التراب الموءودة بينهم «2» من أولادهم يجتاز دونهم طيب العيش «3» و رفاهية خفوض الدنيا «4» لا يرجون من الله ثوابا و لا يخافون و الله منه عقابا حيهم أعمى نجس «5» و ميتهم في النار مبلس «6» فجاءهم بنسخة ما في الصحف الأولى «7» و تصديق الذي بين يديه و تفصيل الحلال من ريب الحرام ذلك القرآن فاستنطقوه و لن ينطق لكم أخبركم عنه إن فيه علم ما مضى و علم ما يأتي إلى يوم القيامة و حكم ما بينكم و بيان ما أصبحتم فيه تختلفون فلو سألتموني عنه لعلمتكم.
8- محمد بن يحيى عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن حماد بن عثمان عن عبد الأعلى بن أعين قال سمعت أبا عبد الله ع يقول قد ولدني رسول الله ص و أنا أعلم كتاب الله و فيه بدء الخلق و ما هو كائن إلى يوم القيامة و فيه خبر السماء و خبر الأرض و خبر الجنة و خبر النار و خبر ما كان و خبر ما هو كائن أعلم ذلك كما أنظر إلى كفي إن الله يقول فيه تبيان كل شي‏ء.
9- عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن النعمان عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله ع قال: كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم و خبر ما بعدكم و فصل ما بينكم و نحن نعلمه.
__________________________________________________
 (1) المكفهر من الوجوه القليل اللحم الغليظ الذي لا يستحيى و المعتبس. (آت)
 (2) هى البنت المدفونة حية و كانوا يفعلون ذلك في الجاهلية لخوف الاملاق أو العار.
 (3) في أكثر النسخ بالجيم و الزاى من الاجتياز بمعنى المرور و في بعض النسخ بالحاء المهملة و الزاى من الحيازة و في بعضها بالخاء المعجمة و الراء المهملة أي كان من يختار طيب العيش و الرفاهية يجتنبهم و لا يجاورهم و قيل: يعنى أرادوا بدفن البنات طيب العيش و في بعض النسخ [طلب العيش‏] بدل طيب العيش.
 (4) الخفوض جمع الخفض و هو الدعة و الراحة و السكون.
 (5) بالنون و الجيم و في بعض النسخ بالحاء المهملة من النحوسة و ربما يقرأ بالباء الموحدة و الخاء المعجمة المكسورة من البخس بمعنى نقص الحظ و هو تصحيف. (آت)
 (6) الا بلاس الغم و الانكسار و الحزن و الاياس من رحمة الله تعالى. (فى)
 (7) أي: التوراة و الإنجيل و الزبور و غيرها مما نزل على الأنبياء عليهم السلام. (آت)
                       

 

الكافي (ط - الإسلامية)، ج‏1، ص: 62
10- عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن أبي المغراء «1» عن سماعة عن أبي الحسن موسى ع قال: قلت له أ كل شي‏ء في كتاب الله و سنة نبيه ص أو تقولون فيه قال بل كل شي‏ء في كتاب الله و سنة نبيه ص.

 

 

ابن شهرآشوب

المناقب، ج 2، ص 39

[در تعلیل بر اعلمیت امیرالمومنین علیه السلام] قال ابن المسيب ما كان في أصحاب رسول الله ع أحد يقول سلوني غير علي بن أبي طالب و قال ابن شبرمة ما أحد قال على المنبر سلوني غير علي و قال الله تعالى تبيانا لكل شي‏ء و قال و كل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين و قال و لا رطب و لا يابس إلا في كتاب مبين‏
 فإذا كان ذلك لا يوجد في ظاهره فهل يكون موجودا إلا في تأويله كما قال و ما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم و هو الذي عنى ع سلوني قبل أن تفقدوني و لو كان إنما عنى به في ظاهره فكان في الأمة كثير يعلم ذلك و لا يخطئ فيه حرفا و لم يكن ع ليقول من ذلك على رءوس الأشهاد ما يعلم أنه لا يصح من قوله و أن غيره يساويه فيه أو يدعي على شي‏ء منه معه فإذا ثبت أنه لا نظير له في العلم صح أنه أولى بالإمامة.

 

 

ج 3، ص 240-241

 و في القرآن و إنه لذكر لك و له أ فمن يهدي إلى الحق و في القرآن فلله الحجة البالغة و له‏
قال أمير المؤمنين أنا حجة الله أنا خليفة الله.
و في القرآن إنا نحن نزلنا الذكر و له و أنزلنا إليك الذكر و في القرآن و لا تكتموا الشهادة و له قل كفى بالله شهيدا بيني و بينكم و من عنده علم الكتاب و في القرآن و الذي جاء بالصدق و له كونوا مع الصادقين و في القرآن تفصيل كل شي‏ء و له إنه لقول فصل و في القرآن و لم يجعل له عوجا قيما و له ذلك الدين القيم و في القرآن الله نزل أحسن الحديث و له من جاء بالحسنة و في القرآن قالوا خيرا و له أولئك هم خير البرية و في القرآن ما نفدت كلمات الله و له و جعلها كلمة باقية و في القرآن هدى للمتقين و له و قالوا إن نتبع الهدى و في القرآن يس و القرآن الحكيم و له و إنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم أي عال في البلاغة و علا على كل كتاب لكونه‏
   جزا و ناسخا و منسوخا و كذلك علي بن أبي طالب ع ثم قال حكيم أي مظهر للحكمة البالغة بمنزلة حكيم ينطق بالصواب و هكذا في علي بن أبي طالب و هاتان الصفتان له خليقة لأنهما من صفات الحي و في القرآن عل سبيل التوسع ثم قال للقرآن أ فنضرب عنكم الذكر و له فسئلوا أهل الذكر و في القرآن و لا رطب و لا يابس إلا في كتاب مبين‏
و علم هذا الكتاب عنده لقوله و من عنده علم الكتاب

 

حافظ برسی

                        مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين عليه السلام، ص: 35
فصل‏
و سر الله مودع في كتبه، و سر الكتب في القرآن، لأنه الجامع المانع، و فيه تبيان كل شي‏ء، و سر القرآن في الحروف المقطعة في أوائل السور، و علم الحروف في لام ألف، و هو الألف المعطوف المحتوي على سر الظاهر و الباطن، و علم اللام ألف في الألف، و علم الألف في النقطة، و علم النقطة في المعرفة الأصلية، و سر القرآن في الفاتحة، و سر الفاتحة في مفتاحها، و هي بسم الله، و سر البسملة في الباء، و سر الباء في النقطة

 

 

 

عاملی نباطی(متوفای ٨٧٧)

                   الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم، ج‏1، ص: 211

و قد أسند الأعمش إلى جابر الأنصاري قول النبي ص له أي الإخوان أفضل قلت النبيون فقال أنا أفضلهم و أحب الإخوة إلي علي بن أبي طالب فهو عندي أفضل من الأنبياء فمن قال إنهم خير منه فقد جعلني أقلهم لأني اتخذته أخا لما علمت من فضله و أمرني ربي به.
و أسند ابن أبي عمير إلى الصادق ع أن الله قال لموسى ع و كتبنا له في الألواح من كل شي‏ء «1» و لم يقل كل شي‏ء و في عيسى و لأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه «2» و قال في علي بن أبي طالب و من عنده علم الكتاب «3» و قال و لا رطب و لا يابس إلا في كتاب مبين‏
 «4» فعند علي علم كل رطب و يابس.

إن قلت عند علي علم الكتاب و لا رطب و لا يابس إلا في كتاب هذا من الشكل الثاني و عقيم و هو هنا لإيجاب مقدمتيه.
قلت فلنرده إلى الأول فنقول كل رطب و يابس علمه في كتاب مبين و علم ذلك الكتاب كله عند علي بطريق أبي نعيم و في تفسير الثعلبي.
و في هذا أيضا نظر من عدم اتحاد أوسطه فإن الكتاب الذي فيه الرطب و اليابس هو اللوح المحفوظ و الكتاب الذي علمه عند علي هو القرآن إلا أن يقال نذكر ذلك إلزاما للخصم لأنه يقول كل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين هو القرآن و علم القرآن عند علي ع.
على أنه لا مانع من حمل الكتاب الذي عند علي على اللوح لإطلاق اللفظ.
إن قلت المانع امتناع إحاطة علي بعلم الله قلت ليس في تلك دليل على حصر علم الله فيها على أنه يجوز أن يريد بالعلم باللوح علم بعضه إطلاقا للعام و إرادة الخاص.

 

 

ج1،ص 218

تنبيه‏
إذا كان الرب القديم جعل كل شي‏ء في القرآن العظيم فقال و لا رطب و لا يابس إلا في كتاب مبين‏
 «1» و من المعلوم أن ذلك ليس في ظاهره فهو في باطنه فقد ذكر أمير المؤمنين ع قوله سلوني و نحوها و لم يرد عليه أحد من الصحابة و التابعين فهو الذي عنى الله بقوله و كل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين «2» فهو أولى من الله بإمامته لقبح تقديم المفضول في حكمته و العلماء و الحكماء و أهل الزواجر بفضله يعترفون و من لجج بحاره الزواخر يغترفون.

 

 

آخوند ملاصدرا

الشرح‏                        شرح أصول الكافي (صدرا)، ج‏2، ص: -328 324
باب الرد الى الكتاب و السنة و انه ليس شي‏ء من الحلال و الحرام، و جميع ما يحتاج الناس إليه الا و قد جاء فيه كتاب او سنة
و هو الباب العشرون من كتاب العقل و العلم و فيه عشرة احاديث‏
الحديث الاول و هو التاسع و السبعون و المائة
 «محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى، عن على بن حديد عن مرازم».
بضم الميم و الراء قبل الألف و الزاى بعده، ابن حكيم الازدى المدائنى مولى ثقة، و اخوه محمد بن حكيم و حديد بن حكيم يكنى أبا محمد روى عن ابى عبد الله و ابى- الحسن عليهما السلام و مات فى ايام الرضا عليه السلام «صه» قال النجاشى: و هو احد من بلى باستدعاء الرشيد «1» و اخوه، احضرهما الرشيد مع عبد الحميد بن عواض فقتله و سلما، و لهم حديث ليس هذا موضعه، له كتاب روى عنه جماعة منهم على بن حديد. «عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان الله تبارك و تعالى انزل فى القرآن تبيان كل شي‏ء، حتى و الله ما ترك الله شيئا يحتاج إليه العباد حتى لا يستطيع عبد يقول: لو كان هذا انزل فى القرآن الا و قد انزله الله فيه».
يعنى ان القرآن مجتمع علوم الاولين و الآخرين، و قد انزل فيه تبيان كل شي‏ء و برهان كل علم و نور كل هدى و سبيل كل غاية و شاهد كل غائب و مهيمن كل كتاب و جامع كل خطاب، ما من علم الا و فيه اصله و دليله و ما من حكم الا و منه بيانه و سبيله، حتى و الله ما فات القرآن الامور الجزئية و ما ترك الله منه شيئا يحتاج إليه العباد من الوقائع النادرة الواقعة فى شي‏ء من الازمنة و الاوقات فضلا عن معظمات الامور و الكليات من القواعد و الاعتقادات، حتى انه لا يسع لاحد و لا يستطيع عبد ان يقول متمنيا:
لو كان هذا الحكم الجزئى و المسألة الفرعية فى القرآن، اذ لا يعزب عن علم القرآن شي‏ء
فى الارض و لا فى السماء الا و قد انزله الله فيه
.
و قوله عليه السلام: الا و قد انزله الله فيه، يحتمل ان يكون استثناء منقطعا او استينافا لتأكيد ما سبق، و على الاول يكون «الا» حرف الاستثناء مشدده اللام مكسورة الهمزة بمعنى لكن و على الثانى يكون حرف التنبيه مفتوحة الهمزة مخففة اللام.
نقل كلام لتوضيح مرام‏
قال بعض المفسرين «1»: اعلم انه مر على لسانى فى بعض الاوقات: ان هذه السورة يعنى فاتحة الكتاب يمكن ان يستنبط من فوائدها و نفائسها عشرة آلاف مسألة، فاستبعد هذا بعض من الحساد و قوم من اهل الجهل و العناد و جعلوا ذلك على ما الفوه من الكلمات «2» الفارغة عن المعانى و الاقوال الخالية عن تحقيق المعاقد و المبانى، فلما شرعت فى تصنيف هذا الكتاب قدمت بهذه «3» المقدمة ليصير كالتنبيه على ان ما ذكرناه امر ممكن الحصول قريب الوصول.

و لا شك ان قولنا: اعوذ بالله، يتناول الاستعاذة به عن جميع تلك الانواع، و الاستعاذة عن الشي‏ء لا يكون الا بعد معرفة المستعاذ منه و معرفة كونه قبيحا باطلا «2»، فظهر بهذا الطريق قولنا «3»: اعوذ بالله، مشتمل على الالوف من المسائل الحقيقية اليقينية.
و اما الاعمال الباطلة فهى عبارة عن كل ما ورد النهى عنه اما فى القرآن او الاخبار المتواترة او فى اخبار الآحاد او فى اجماع الامة او فى القياسات، و لا شك ان تلك المنهيات تزيد على الالوف و قولنا: اعوذ بالله، متناول لجميعها و جملتها، فثبت بهذا الطريق ان قولنا: اعوذ بالله، مشتمل على عشرة آلاف مسألة او ازيد او اقل من المسائل المعتبرة المهمة. انتهى كلامه.
اقول: ان جميع ما اشار إليه هذا الرجل الفاضل المشهور بالامامة و العلم عند الجمهور ليس من علم القرآن فى شي‏ء و لا هو بمعرفتها قد صار من اهل القرآن و خاصة الله كما ورد: اهل القرآن اهل الله و خاصته، بل كل ما ذكره و اشار إليه من المسائل الجمة الكثيرة التى شحن بها كتب الكلامية و الفقهية.
اما مأخوذة من السماع من افواه الرجال.
و اما تقليدات صرفة كاكثر مسائل المعاد و بعض مسائل المبدأ.
و اما آراء كلامية و قواعد متزلزلة لا تعويل عليها فى تحصيل اليقين، و انما يتدرع بها طالب المباهاة و انما يحسن استعمالها عند الخصومات و المجادلات و لهذا
وضعت اول وضعها فى الاسلام.
او مسائل اجتهادية اخذها كما ذكر بعضها من الاخبار و بعضها من القياسات التى نحن الآن فى ذمها و ابطالها.
و بالجملة ليس شي‏ء من هذه المسائل الكثيرة التى تبجح «1» بها من علوم اهل القرآن و اهل الله فى شي‏ء، و انما ذلك شي‏ء ألهمه الله و نور عقلى اجمالى افاضه الله على قلب من يشاء من عباده به يرى الاشياء كما هى، و تلك الملكة النورانية المعبر عنها عند جماعة بالعقل البسيط او الاجمالى او العقل بالفعل و على لسان القرآن بالهدى و النور و الحكمة و الفضل و غير ذلك و انما تحصل بالمواظبة على تدبر الآيات و طول الرياضة و المجاهدة مع النفس و الهوى و العمل بما علم، فان من عمل بما يعلم افاده الله علم ما لم يعلم، و هكذا الى ان ينكشف له العلم بحقائق الاشياء و كلياتها من العلم بذات الاول تعالى و صفاته العليا و اسمائه الحسنى و افعاله الكبرى، ثم يعرف من الكليات الجزئيات و من الحقائق دقائقها و من الاسماء مظاهرها و مجاليها، و هكذا يعرف من الاوائل الثوانى و من البدايات النهايات و من العلل المعلولات و من الاسباب المسببات كما هو طريقة الصديقين على عكس طريقة النظار المستدلين بالآثار على المؤثرات، و عند ذلك يظهر ان ما من شي‏ء من العلوم الكلية و الجزئية و الاصول و الفروع الا و يوجد فى القرآن اصله و فرعه و مأخذه و غايته.
ثم ان الذي ذكره ان قولنا: نعوذ بالله، متوقف على العلم بجميع المذاهب و- الآراء الفاسدة و الاعمال القبيحة، ليس كذلك، فان من عرف طريق الحق يعلم بالاجمال ان غيره طريق الباطل و من علم بالخير يعلم ان ما سواه شر، فله ان يستعيذ بالله من كل شر و آفة و ضر و ان لم يعلم جميع الشرور و الافات على التفصيل.
و هل هذا الذي ذكره الا مثل ان يقول احد: لا يمكن لى طلب الصحة من الله كما فى الادعية المأثورة الا بعد ان اعرف جميع الامراض و العلل و اسبابها، فجعل يشتغل طول عمره بمطالعة كتب الطب و يتصفح كل مرض مرض و آفة آفة حتى يجوز له‏
طلب الصحة منها فى الدعاء من الله؟ فربما مات فى اثناء المطالعة و تتبع الامراض و لم يدع ربه.
و أيضا ان الذي ذكره من تلك المسائل لم يستفده من قول اعوذ بالله بل استفادها من الخارج، و كان الكلام منه أولا فى استنباط العلوم الكثيرة كعشرة آلاف و نحوها من فاتحة الكتاب و مثل الذي ذكره لو كان هو بمعنى الاستنباط لامكن ذلك النحو منه فى غير كلام الله بل من كلام اكثر الناس، و بالجملة ليس معنى كون القرآن تبيان كل شي‏ء ما تصوره و فصله، بل شي‏ء اجل و ارفع من ذلك- كما مرت الاشارة إليه-.

 

مولی صالح مازندرانی

                        شرح الكافي-الأصول و الروضة (للمولى صالح المازندراني)، ج‏2، ص: 367

(إن الله تعالى يقول: فيه تبيان كل شي‏ء) دليل على ما أشار إليه من أن في القرآن خبر كل شي‏ء مما كان و ما يكون و ما هو كائن و برهان له لكسر أوهام العوام التي تتبادر إلى إنكار ذلك و عده من المبالغة في الوصف «1» و إذ كان حال القرآن الكريم و شأنه عليه السلام ذلك فلا يجوز لأحد أن يتكلم في الأحكام و غيرها برأيه و قياسه بل يجب عليه الرجوع إليهما و التمسك بذيل إرشادهم

 

                        شرح الكافي-الأصول و الروضة (للمولى صالح المازندراني)، ج‏5، ص: 363

قوله (قال الله تعالى فيه تبيان كل شي‏ء) أي كشفه و إيضاحه و هو دليل على ما ذكره من أن في القرآن خبر كل شي‏ء لكسر أوهام من يتبادر أذهانهم من العوام إلى إنكار ذلك و عدهم من الاطراء في الوصف و إذا كان حال القرآن و حاله عليه السلام ذلك فلا يجوز لأحد القول في أمر بالرأي و لا الرجوع إلى غيره من أئمة الضلال

 

فیض کاشانی

                       تفسير الصافي، ج‏1، ص: 56

المقدمة السابعة في نبذ مما جاء في أن القرآن تبيان كل شي‏ء و تحقيق معناه‏
روي في الكافي بإسناده عن مرازم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تعالى أنزل في القرآن تبيان كل شي‏ء حتى و الله ما ترك الله شيئا يحتاج إليه العباد حتى لا يستطيع عبد يقول لو كان هذا أنزل في القرآن الا و قد أنزله الله فيه.
و بإسناده عن عمرو بن قيس عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول إن الله تعالى لم يدع شيئا تحتاج إليه الامة الا أنزله في كتابه و بينه لرسوله صلى الله عليه و آله و سلم و جعل لكل شي‏ء حدا و جعل عليه دليلا يدل عليه و جعل على من تعدى ذلك حدا.
و بإسناده عن المعلى بن خنيس قال قال: أبو عبد الله عليه السلام ما من أمر يختلف فيه اثنان الا و له أصل في كتاب الله و لكن لا تبلغه عقول الرجال.
و بإسناده عن حماد (عمار خ ل) عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول ما من شي‏ء الا و فيه كتاب أو سنة. و بإسناده عن سماعة عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: قلت له أكل شي‏ء في كتاب الله و سنة نبيه أو تقولون فيه، قال: بل كل شي‏ء في كتاب الله و سنة نبيه.
و بإسناده عن أبي الجارود قال قال أبو جعفر عليه السلام: إذا حدثتكم بشي‏ء فاسألوني أين هو من كتاب الله تعالى. ثم قال في بعض حديثه إن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أنهى عن القيل و القال و فساد المال و كثرة السؤال فقيل له يا بن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أين هذا من كتاب الله؟ قال:
                       

 

تفسير الصافي، ج‏1، ص: 57
إن الله تعالى يقول لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس. و قال: لا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما.
و قال: لا تسئلوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم. قال بعض أهل المعرفة ما ملخصه: إن العلم بالشي‏ء اما يستفاد من الحس برؤية أو تجربة أو سماع خبر أو شهادة او اجتهاد او نحو ذلك و مثل هذا العلم لا يكون الا متغيرا فاسدا محصورا متناهيا غير محيط لأنه إنما يتعلق بالشي‏ء في زمان وجوده علم و قبل وجوده علم آخر و بعد وجوده علم ثالث و هكذا كعلوم أكثر الناس و أما ما يستفاد من مبادئه و أسبابه و غاياته علما واحدا كليا بسيطا على وجه عقلي غير متغير فانه ما من شي‏ء الا و له سبب و لسببه سبب. و هذا إلى أن ينتهي إلى مسبب الأسباب و كل ما عرف سببه من حيث يقتضيه و يوجبه فلا بد أن يعرف ذلك الشي‏ء علما ضروريا دائما فمن عرف الله تعالى بأوصافه الكمالية و نعوته الجلالية و عرف أنه مبدأ كل وجود و فاعل كل فيض وجود و عرف ملائكته المقربين ثم ملائكته المدبرين المسخرين للأغراض الكلية العقلية بالعبادات الدائمة و النسك المستمرة من غير فتور و لغوب الموجبة لأن يترشح عنها صور الكائنات كل ذلك على الترتيب السببي و المسببي.
فيحيط علمه بكل الأمور و أحوالها و لواحقها علما بريا (بريئا خ ل) من التغيير و الشك و الغلط فيعلم من الأوائل الثواني و من الكليات الجزئيات المترتبة عليها و من البسائط المركبات، و يعلم حقيقة الإنسان و أحواله و ما يكملها و يزكيها و يسعدها و يصعدها إلى عالم القدس و ما يدنسها و يرديها و يشقيها و يهويها إلى أسفل السافلين علما ثابتا غير قابل للتغيير و لا محتمل لتطرق الريب فيعلم الأمور الجزئية من حيث هي دائمة كلية و من حيث لا كثرة فيه و لا تغيير و إن كانت هي كثيرة متغيرة في أنفسها و بقياس بعضها إلى بعض و هذا كعلم الله سبحانه بالأشياء و علم ملائكته المقربين و علوم الأنبياء و الأوصياء عليهم السلام بأحوال الموجودات الماضية و المستقبلة و علم ما كان و علم ما سيكون (يكون خ ل) إلى يوم القيامة من هذا القبيل فانه علم كلي ثابت غير متجدد بتجدد المعلومات و لا متكثر
                       

 

 

تفسير الصافي، ج‏1، ص: 58
بتكثرها، و من عرف كيفية هذا العلم عرف معنى قوله تعالى: و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي‏ء. و يصدق بأن جميع العلوم و المعاني في القرآن الكريم عرفانا حقيقيا و تصديقا يقينيا على بصيرة لا على وجه التقليد و السماع و نحوهما إذ ما من أمر من الأمور الا و هو مذكور في القرآن إما بنفسه أو بمقوماته و أسبابه و مبادئه و غاياته و لا يتمكن من فهم آيات القرآن و عجائب أسراره و ما يلزمها من الأحكام و العلوم التي لا تتناهى الا من كان علمه بالأشياء من هذا القبيل. انتهى كلامه أعلى الله مقامه، و ينبه عليه لفظة الأصل في رواية المعلى.
                    

 

سیدهاشم بحرانی

                       البرهان في تفسير القرآن، ج‏1، ص: 30
4- باب في أن ما من شي‏ء يحتاج إليه العباد إلا و هو في القرآن، و فيه تبيان كل شي‏ء

...

 

علامه مجلسی

                        بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏89، ص: 78
باب 8 أن للقرآن ظهرا و بطنا و أن علم كل شي‏ء في القرآن و أن علم ذلك كله عند الأئمة عليهم السلام و لا يعلمه غيرهم إلا بتعليمهم‏

 

 

 

سید حسین بروجردی صاحب تفسیر(١٢٧۶)

                        تفسير الصراط المستقيم، ج‏1، ص: 223
الفصل الاول‏
في شرفه و فضله و تمثله يوم القيامة و شفاعته لأهله الشواهد العقلية و النقلية من الكتاب و السنة على ذلك كثيرة فإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه، و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، و قد نزل به الروح الأمين على قلب خاتم النبيين (صلى الله عليه و آله أجمعين)، و هو الحبل المتين، و الكتاب المبين، و النسخة التدوينية المطابقة لعالم التكوين، و لذا قال سبحانه: و كل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين «1»، و لا رطب و لا يابس إلا في كتاب مبين «

 

 

                       تفسير الصراط المستقيم، ج‏1، ص: 259-251

الباب الثالث‏
في بيان حقيقة القرآن و مراتبه في الكون و ظهوره عند التنزل في الحروف و الكلمات و تقسيم الكتاب إلى الصامت و الناطق الذين هما الثقلان اللذان لا يفترقان اعلم أن الله سبحانه و تعالى كان في أزليته و دوام سر مديته و لم يكن معه شي‏ء من الأشياء لا من المجردات و لا من الماديات و لا من الحقائق و الطبائع و الوجود و الماهية و غيرها مما يطلق عليه اسم الشي‏ء فأول ما خلقه هو المشية الإمكانية ثم الكونية حسبما تأتي إليهما الإشارة و هذه المشية هي التي يقال لها: الإبداع و الارادة و الفعل، و العقل، و القلم، و الصنع و الوجود المطلق، و عالم المحبة، و غيرها من الألقاب الشريفة التي ربما أشير إليها في آثار الأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين، بل في بعضها بالنسبة إلى بعض هذه الألقاب إنه أول ما خلق الله «1».
و
في النبوي أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر
و في معناه أخبار كثيرة تدل على كونهم عليهم السلام أول ما خلق الله و أن من سواهم حتى الأنبياء و الملائكة و الجنة و غيرها، إنما خلقوا من أشعة أنوارهم، بل يستفاد من‏
قوله عليه السلام: خلق الله المشية بنفسها ثم خلق الأشياء بالمشية «2»

منضما إلى‏ العلوي نحن صنائع الله
و الخلق بعد صنائع لنا كما في «نهج البلاغة» «1»
 أو صنائعنا كما في «الاحتجاج» عن الحجة- عجل الله فرجه- «2»

أنهم نفس المشية بناء على أن نورهم عليهم السلام في أصل الخلقة ان كان هو المشية فهو المطلوب و الا يلزم ارتكاب التخصيص في أحد الخبرين، إلا أن فيه بعد الغض عن ضعف الدليل سندا «3» و دلالة أن إثبات تلك المقاصد بمثله مشكل جدا، سيما بعد ظهور أنهم أيضا عباد مخلوقون مربوبون، لا بد في خلقهم من تعلق المشية بخلقهم، و سبقها عليهم و على كل حال فالنبي و الأئمة عليهم السلام و إن اشتركوا جميعهم- صلوات الله عليهم- في عالم الأنوار لاتحاد حقائقهم و نورانيتهم إلا أنه‏
روي في النبوي: أول ما خلق الله نوري ثم فتق منه نور علي عليه السلام فلم نزل نتردد في النور حتى وصلنا إلى حجاب العظمة في ثمانين ألف سنة ثم خلق الخلايق من نورنا فنحن صنائع الله و الخلق بعد صنائع لنا
روى عن جابر بن عبد الله في تفسير قوله تعالى: كنتم خير أمة أخرجت للناس «1» قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم): أول ما خلق الله نوري ابتدعه من نوره و اشتقه من جلال عظمته، فاقبل يطوف بالقدرة حتى وصل إلى جلال العظمة في ثمانين ألف سنة، ثم سجد لله تعظيما، ففتق منه نور علي عليه السلام فكان نوري محيطا بالعظمة و نور علي محيطا بالقدرة، ثم خلق العرش و اللوح و الشمس و القمر و النجوم و ضوء النهار، و ضوء الأبصار و العقل، و المعرفة، و أبصار العباد، و أسماعهم، و قلوبهم من نوري، و نوري مشتق من نوره «2».
و لا يخفى أن قضية الجمع بين الخبرين تقدم نور النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) على نور علي عليه السلام، بثمانين ألف سنة، و تقدم نورهما معا على سائر الخلق بتلك المدة أيضا، فيكون تقدم النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) بضعفها.
و
عن ابن بابويه عن مولينا أمير المؤمنين عليه السلام: إن الله خلق نور محمد صلى الله عليه و آله قبل خلق المخلوقات كلها بأربعماة ألف سنة و أربعة و عشرين ألف سنة و خلق منه اثنى عشر حجابا «3».
و المراد بالسنين مراتب تقدمه عليه السلام على الأنبياء و بالحجب الأئمة عليهم السلام فيستفاد منه و من غيره مما مر تقدم نوره (صلى الله عليه و آله و سلم) على غيره حتى أنوار الأئمة عليهم السلام في عالم الأنوار، مع اتحادهم حقيقة في النورانية، فإن أنوارهم مشتقة من نوره (صلى الله عليه و آله و سلم) بعد وصوله إلى جلال العظمة في مدة ثمانين ألف سنة كما في الخبر المتقدم.
إذا عرفت هذا فاعلم أن من جملة العوالم المتطابقة المتساوية في جهة العرض المتفقة في مراتب الطول عالمي التكوين و التدوين، فإنهما واقعان في عرض واحد لا بفصل أحدهما عن الآخر بشي‏ء أصلا إلا أن الثاني ظل الأول و مرآته، و هو مشتمل على جميع المراتب الكلية و الحقائق الإلهية، و اللوامع النورانية المطوية في كينونة الأول.
و إن شئت فتح الباب و كشف الحجاب فاعلم، أن للصادر الأول تجليا و ظهورا في عالم التكوين، و هو المعبر عنه بالمشية الفعلية التي خلق الله تعالى بها جميع الكينونات و هو الوجود المطلق و وجه الحق و أن له تجليا و ظهورا في عالم التدوين، و أول ظهوره فيه هو الحروف النورانية العلمية السارية في جميع الحقائق في عالم الأنوار، ثم في عالم العقول، ثم في عالم العقول، ثم في عالم الأرواح، ثم في عالم النفوس، ثم في عالم المعاني الكلية، ثم في عالم المعاني الجزئية، ثم في عالم الحروف النفسية، ثم في عالم الحروف اللفظية، ثم في عالم الحروف النقشية، و هذه الحروف أصل القرآن و حقيقته و بسائطه، بل أصل الأشياء كلها في صقع التدوين، و لذا
قال مولينا الرضا عليه السلام عليه و التحية و الثناء في خبر عمران الصابي «1»: اعلم أن الإبداع و المشية و الإرادة معناها واحد و أسمائها ثلاثة و كان أول إبداعه و إرادته و مشيته الحروف التي جعلها أصلا لكل شي‏ء و دليلا على كل مدرك، و فاصلا لكل مشكل، و بتلك الحروف تفريق كل شي‏ء من اسم حق أو باطل،
أو فعل أو مفعول، أو معنى أو غير معنى، و عليها اجتمعت الأمور كلها و لم يجعل للحروف في إبداعه لها معنى غير أنفسها يتناهى و لا وجود لها لأنها مبدعة بالإبداع و النور في هذا الموضع أول فعل الله تعالى الذي هو نور السموات و الأرض و الحروف هو المفعول بذلك الفعل و هي الحروف التي عليها الكلام «1».
و قد
روي عن أبي ذر الغفاري عن رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) قال: قلت: يا رسول الله كل نبي مرسل بم يرسل؟ قال عليه السلام: بكتاب منزل، قلت: يا رسول الله أي كتاب أنزل الله على آدم (عليه السلام)؟ قال (عليه السلام):
كتاب المعجم، قلت: أي كتاب المعجم؟ قال عليه السلام: أ ب ت ث، و عدها إلى آخرها.
فالحروف البسيطة إشارة إلى بسائط العوالم و مجرداتها و المركبة إشارة إلى كلياتها و مركباتها، و الحقائق، و الروابط و الإضافات و النسب المتصلة أو المعتبرة بينها، فهذه الحروف المعدودة مع قلتها و تناهيها أو عية لجميع الحقائق النورية و شبكة و مصيدة لاصطياد المعارف و الحقائق و العلوم الكلية و الجزئية و لذا ليس مطلب من المطالب و لا حقيقة من الحقائق و لا شي‏ء مما في صقع الإمكان أو في عرصة الأكوان الا و يمكن التعبير عنه بجملة من تلك الحروف المؤلفة على نسبة من التأليف المستعدة بحسب الاستعداد أو الشخصي لاقتناص تلك المعاني، و افاضتها عليها حيث إن نسبتها منها كنسبة الأرواح إلى الأجساد.
و لذا
ورد عن الإمام عليه السلام إن المعنى من اللفظ كالروح في الجسد «2».
و عن آصف بن برخيا على نبينا و آله عليه السلام أن الاشكال مقناطيس الأرواح، بناء على شمول كل الاشكال و الأرواح للقسمين التكوينية و التدوينية بل يشمل القسم الثالث الذي هو التشريعية أيضا فالقرآن و ان كان متنزلا في هذا العالم الناسوتي الظلماني بصورة الحروف و الكلمات الملفوظة أو المنقوشة أو المتصورة الملحوظة لكنه في أصله و في بدو خلقته و عظيم جبروته نور إلهي و تجلي شعشعاني قد تنزل من عوالم كثيرة إلى أن تنزل إلى هذا العالم و حيث إن كتاب كل نبي من الأنبياء مبين لعلوم شريعته، موضح لرسوم طريقته، كافل لمراتب حقيقته، كان مساوقا لرتبة وجوده، و مقام شهوده فاعتبر الفضل بين الأنبياء و لذا كان القرآن مهيمنا على جميع الكتب السماوية كما أن نبينا (صلى الله عليه و آله و سلم) خاتم النبيين لما سبق و فاتح لما انفلق و مهيمن على ذلك كله.
و حيث إن وجود نبينا (صلى الله عليه و آله و سلم) مبدأ التكوين فكتابه ديباجة التدوين بل تمامه و كماله لاشتماله على تمام حقايق الكون و بسائطه و مركباته لأنه قد اعتبر في تأليفه من تلك الحروف المحصورة كما أن الاتفاق و جميع وجوه الدلالات بكلماته و حروفه على المعاني التي لا تكاد تتناهى.
و لذا
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في تفسير باء البسملة: لو شئت لأوقرت سبعين بعيرا من تفسير باء بسم الله الرحمن الرحيم «
و
قال الباقر عليه السلام: لو وجدت لعلمي الذي آتاني الله- عز و جل- حملة لنشرت التوحيد و الإسلام و الإيمان و الشرائع من الصمد الخبر «1».
فاتضح أن رتبة القرآن مساوق لرتبة نبينا (صلى الله عليه و آله و سلم) إلا ان الاختلاف من جهة التكوين و التدوين فهما في عرضين من طول واحد فالاختلاف عرضي لا طولي.
و أما مولينا أمير المؤمنين عليه السلام، فهو و إن ساوق رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) في السلسلة الطولية التكوينية إلا أنه متأخر عنه في هذه السلسلة بحرف واحد طولها ثمانون ألف سنة حسبما سمعت فالقرآن جامع لجميع علوم النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) مساوق معه في التدوين و إنما كان (صلى الله عليه و آله و سلم) مأمورا بتعليم علوم القرآن و تبليغ شرائعه و آدابه و احكامه و سننه و لطائفه و إشاراته و حقائقه.
و لما كان الناس يومئذ غير مستعدين و لا متأهلين لا لاستماع ذلك كله لجمود طبائعهم على الجاهلية الجهلاء، و خمود فطرتهم الأصلية بالانحراف و الشفاء فبعثه الله و ليس أحد من العرب يقرء كتابا و لا يعرف علما حين فترة من الرسل و طول هجعة من الأمم و اغترام من الفتن، و انتشار من الأمور، و تلظ من الحروب، و الدنياكاسفة النور ظاهرة و الغرور على حين اصفرار من ورقها و إياس من ثمرها، و اغوار من مائها، قد درست أعلام الهدى، و ظهرت أعلام الردى، فقام هاديا مهديا ليخرج عباده من عبادة الأوثان إلى عبادة الله سبحانه و من طاعة الشيطان إلى طاعته بقرآن قد بينه و أحكمه ليعرف العباد ربهم إذ جهلوه و ليقروا به بعد إذ جحدوه و ليثبتوه بعد إذ أنكروا، فتجلى سبحانه لهم في كتابه من غير أن يكونوا رأوه بما أراهم من قدرته و خوفهم من سطوته فبلغ إليهم أصول الشريعة و الأحكام في مدة ثلاثة و عشرين سنة، و بقي من علوم القرآن كثير من الحقائق و الشرائع و الأحكام مما يحتاج اليه الناس في أحكامهم الظاهرية و الباطنة من لدن قبضه (عليه السلام) إلى يوم القيامة فاستودعه عند بابه و حجابه و أمينه في أمته و المخلوق من طينته مولانا أمير المؤمنين عليه السلام، كي يبلغه بنفسه أو بواسطة ذريته الطيبين و خلفائه الراشدين و شيعته المخلصين إلى كافة المسلمين و المؤمنين ليهلك من هلك عن بينة و يحيى من حي عن بينة فأكمل به الدين و أتم به النعمة و وعده العصمة، و أكد الأمر بتبليغ ذلك حتى خاطبه بقوله: و إن لم تفعل فما بلغت رسالته فيعلم منه أنه المقصود من الرسالة بحيث تنتفي بانتفائه.
و لذا
قال (عليه السلام) في احتجاجه يوم الغدير على ما حكاه في «الوسائل» عن «الاحتجاج» للطبرسي: ان عليا تفسير كتاب الله و الداعي اليه ألا و ان الحلال و الحرام أكثر من أن أحصيهما و أعرفهما فأمر بالحلال و أنهى عن الحرام في مقام واحد فأمرت أن آخذ البيعة عليكم الصفقة منكم بقبول ما جئت به عن الله (عز و جل) في علي أمير المؤمنين (عليه السلام) و الأئمة من بعده معاشر الناس تدبروا و افهموا آياته و انظروا في محكماته و لا تتبعوا متشابهه فو الله لن يبين لكم زواجره و لا
يوضح لكم عن تفسيره إلا الذي أنا آخذ بيدي «1».
و
في النبوي أنه قال عليه السلام: يا علي أنت اخي، و أنا أخوك و أنا المصطفى للنبوة و أنت المجتبى للامامة، و أنا صاحب التنزيل و أنت صاحب التأويل «2».

 

 

 

                        تفسير الصراط المستقيم، ج‏2، ص: 7
الباب الخامس‏
في أن في القرآن تبيان كل شي‏ء و جامعيته للعلوم و الحقائق و كيفية انشعابها منه‏

 

 


                        تفسير الصراط المستقيم، ج‏2، ص: 9
اعلم أن العلم التفصيلي بهذا الباب لا يحصل إلا لمن آتاه الله علم الكتاب، و فصل الخطاب، و ميز القشر من اللباب، و كان واقفا مقيما في الكون الكبير على باب الأبواب، لإطاعه على حقائق الملك و الملكوت، و إفاضته على سرادق سلطان الجبروت، و دوام فقره و عبوديته و انقطاعه الى الحي الذي لا يموت، كي يطلع بعد ذلك بما هنالك من أسرار التشريع و التكوين، و ينطبق عنده إشارات التدوين، و أما نحن و من هو في درجتنا فإنما آمنا بذلك من جهة الإيمان بالغيب الذي هو من مراتب الإيمان و درجات التقوى و ذلك لما تقرر عندنا من مساوقة التدوين للتكوين بعد ما استفاضت به الأخبار من‏
أن نبينا صلى الله عليه و آله قد أشهده الله خلق خلقه، و ولاه ما شاء من أمره و انه صلى الله عليه و آله و آله يعلمون جميع ما في السماوات و الأرض و ما فيهن و ما بينهن و ما فوقهن و ما تحتهن، كل ذلك علم إحاطة، كما ورد في بعض الأخبار
. و يشهد له الإعتبار، أو علم اخبار كما هو القدر المعلوم من الشريعة.
هذا مضافا الى الآيات و الأخبار الدالة على اشتماله على كل شي‏ء من التكوينات و التشريعات، كقوله: ما فرطنا في الكتاب من شي‏ء «1»، و قوله:
و كل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين «2»، بناء على إرادة الكتاب منه، و قوله:
__________________________________________________
 (1) الأنعام: 38.
 (2) يس: 12.

 

 

                        تفسير الصراط المستقيم، ج‏2، ص: 10
و ما من غائبة في السماء و الأرض إلا في كتاب مبين «1»، و قوله: و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي‏ء «2»، الى غير ذلك من الآيات الظاهرة بنفسها لعمومها في ذلك، سيما بعد ورود البيان و التفسير لها في الأخبار.
فروى العياشي في تفسيره عن مولانا الصادق عليه السلام قال: (نحن و الله نعلم ما في السماوات، و ما في الأرض، و ما في الجنة، و ما في النار، و ما بين ذلك) ثم قال: إن ذلك في كتاب الله، ثم تلا هذه الآية: و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي‏ء و هدى و رحمة و بشرى للمسلمين «3».
و
في الكافي عنه عليه السلام: (إن الله أنزل في القرآن تبيان كل شي‏ء حتى و الله ما ترك شيئا يحتاج إليه العباد، حتى لا يستطيع عبد أن يقول: لو كان هذا أنزل في القرآن إلا و قد أنزله الله فيه) «4».
و
فيه عنه عليه السلام: (إني لأعلم ما في السموات و ما في الأرض، و أعلم ما في الجنة و أعلم ما في النار، و أعلم ما كان و ما يكون، ثم سكت هنيئة فرأى أن ذلك كبر على من سمعه منه) فقال عليه السلام: (علمت ذلك من كتاب الله عز و جل، إن الله يقول: «فيه تبيان كل شي‏ء» «5».
و
فيه عنه عليه السلام: ما من أمر يختلف فيه اثنان إلا و له أصل في كتاب الله، و لكن‏
__________________________________________________
 (1) النمل: 75.
 (2) النحل: 89.
 (3) تفسير العياشي ... طبع طهران ج 2 ص 266، البرهان ج 2 ص 380.
 (4) الأصول من الكافي ج 1 ص 59.
 (5) الأصول من الكافي ج 1 ص 261، ط. الآخوندي مع تعليقة الغفاري، و لا يخفى أن جملة (فيه تبيان كل شي‏ء) نقل بالمعنى لأنها تكون هكذا تبيانا لكل شي‏ء.

 

 

 

                        تفسير الصراط المستقيم، ج‏2، ص: 11
لا تبلغه عقول الرجال «1».
و
عن أبي جعفر عليه السلام: إن الله لم يدع شيئا يحتاج إليه الأمة إلا أنزله في كتابه و بينه لرسوله، و جعل عليه دليلا يدل عليه، و جعل على من تعدى ذلك الحد حدا «2».
و
فيه عن أبي الجارود قال: قال أبو جعفر عليه السلام: إذا حدثتكم بشي‏ء فاسئلوني أين هو من كتاب الله عز و جل؟ ثم قال في بعض حديثه: إن رسول الله صلى الله عليه و آله نهى عن القيل و القال، و فساد المال و كثرة السؤال، فقيل له: يا بن رسول الله أين هذا من كتاب الله تعالى؟ قال عليه السلام: إن الله يقول: لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس «3»، و قال: لا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما «4»، و قال: لا تسئلوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم «5» «6».
و
فيه عن عبد الأعلى مولى آل سام قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (و الله إني لأعلم كتاب الله من أوله إلى آخره كأنه في كفي، فيه خبر السماء و خبر الأرض، و خبر ما كان، و خبر ما هو كائن، قال الله عز و جل: «فيه تبيان كل شي‏ء» «7».
__________________________________________________
 (1) الأصول من الكافي ج 1 ص 60.
 (2) الأصول من الكافي ج 1 ص 59.
 (3) النساء: 114.
 (4) النساء: 5.
 (5) المائدة: 101.
 (6) الأصول من الكافي ج 1 ص 60.
 (7) الأصول من الكافي ج 1 ص 229، قد مر أن جملة «فيه تبيان كل شي‏ء» نقل بالمعنى فإنها في القرآن هكذا: تبيانا لكل شي‏ء.

 

 

 

                        تفسير الصراط المستقيم، ج‏2، ص: 12
و
في «تأويل الآيات» نقلا عن «مصباح الأنوار» لشيخ الطائفة بالإسناد عن المفضل قال: دخلت على الصادق عليه السلام ذات يوم، فقال لي يا مفضل هل عرفت محمدا و عليا و فاطمة و الحسن و الحسين عليهما السلام كنه معرفتهم؟ قلت: يا سيدي و ما كنه معرفتهم؟ قال عليه السلام: يا مفضل من عرفهم كنه معرفتهم كان مؤمنا في السنام الأعلى «1»، قال: قلت: يا سيدي عرفني ذلك، قال: يا مفضل تعلم أنهم علموا ما خلق الله عز و جل و ذرأه و برأه، و أنهم كلمة التقوى، و خزان السماوات و الأرضين، و الجبال، و الرمال، و البحار، و علموا كم في السماء من نجم، و ملك، و وزن الجبال، و كيل ماء البحار، و أنهارها، و عيونها، و ما تسقط من ورقة إلا علموها، و لا حبة في ظلمات الأرض، و لا رطب و لا يابس إلا في كتاب مبين «2» و هو في علمهم و قد علموا ذلك، فقلت يا سيدي و قد علمت ذلك و أقررت به و آمنت قال عليه السلام: نعم يا مفضل يا مكرم، نعم يا محبور، نعم طيب طبت و طابت لك الجنة و لكل مؤمن بها) «3».
و
في «البصائر»، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبيه، عن أبي الحسن الأول عليه السلام: قال: قلت له: جعلت فداك، النبي صلى الله عليه و آله ورث علم الأنبياء كلهم؟
قال عليه السلام: نعم، قلت: من لدن آدم إلى انتهى الى نفسه؟ قال: نعم قلت: ورثهم النبوة و ما كان في آبائهم من النبوة و العلم؟ قال عليه السلام: ما بعث الله نبيا إلا و قد كان محمد صلى الله عليه و آله أعلم منه، إلى أن قال عليه السلام و سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده‏
__________________________________________________
 (1) السنام الأعلى: أي أعلى مدارج الإيمان، و سنام كل شي‏ء أعلاه.
 (2) الأنعام: 59.
 (3) بحار الأنوار ج 7 ص 303 ط القديم عن مصباح الأنوار.

 

 

 

                        تفسير الصراط المستقيم، ج‏2، ص: 13
و شك في أمره: ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين «1» و كان المردة «2» و الريح، و النمل، و الإنس، و الجن، و الشياطين له طائعين، و غضب عليه، فقال:
لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين «3» و إنما غضب عليه لأنه كان يدله على الماء، فهذا و هو طير قد أعطي ما لم يعط سليمان. الى أن قال عليه السلام: إن الله يقول في كتابه: و لو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى «4» فقد ورثنا نحن هذا القرآن، فعندنا ما تسير به الجبال، و تقطع به البلدان، و يحيى به الموتى بإذن الله، و نحن نعرف ما تحت الهواء، و إن كان في كتاب الله لآيات ما يراد بها أمر من الأمور التي أعطاها الله الماضين النبيين و المرسلين إلا و قد جعله الله تعالى ذلك كله لنا في أم الكتاب، إن الله تبارك و تعالى يقول: و ما من غائبة في السماء و الأرض إلا في كتاب مبين «5»، ثم قال عز و جل: ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا «6»، فنحن الذين اصطفانا الله فقد ورثنا علم هذا القرآن الذي فيه تبيان كل شي‏ء. «7»

و
في «تفسير القمي» و غيره عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام في خبر طويل و فيه: فجاءهم النبي صلى الله عليه و آله بنسخة ما في الصحف الأولى، و تصديق الذي بين يديه،
__________________________________________________
 (1) النمل: 20.
 (2) المردة: بفتح الميم و الراء و الدال جمع المارد و هو العاصي و المراد بها الجن.
 (3) النمل: 21.
 (4) الرعد: 31.
 (5) النمل: 75.
 (6) فاطر: 32.
 (7) البحار ج 14 ص 112 ح 4 عن الكافي ج 1 ص 226.

 

 

 

                        تفسير الصراط المستقيم، ج‏2، ص: 14
و تفصيل الحلال من ريب الحرام، و هو ذلك القرآن، فاستنطقوه و لن ينطق لكم أخباره، فيه علم ما مضى، و علم ما يأتي إلى يوم القيامة، و حكم ما بينكم، و بيان ما أصبحتم فيه تختلفون، فلو سألتموني عنه لأخبرتكم عنه لأني أعلمكم الخبر «1».
و
في «البصائر» عن الصادق عليه السلام إن في القرآن ما مضى و ما يحدث و ما هو كائن.
و
في «الكافي» عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث أنه قال: ما من شي‏ء تطلبونه إلا و هو في القرآن فمن أراد ذلك فليسألني عنه «2».
و
عن أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة له مذكورة في نهج البلاغة: ثم أنزل عليه الكتاب نورا لا تطفأ مصابيحه، و سراجا لا يخبو توقده، و بحرا لا يدرك قعره و منهاجا لا يضل نهجه، و شعاعا لا يظلم ضوئه، و فرقانا لا يخمد برهانه، و بيانا لا تهدم أركانه، و شفاء لا تخشى أسقامه، و عزا لا تهزم أنصاره، و حقا لا تخذل أعوانه، فهو معدن الإيمان و بحبوحته «3» و ينابيع العلم و بحوره، و رياض العدل و غدرانه «4» و أثافي «5» الإسلام و بيانه، و أودية الحق و غيطانه «6»، و بحر لا ينزفه‏
__________________________________________________
 (1) بحار الأنوار ج 19 ص 22 ط القديم.
 (2) بحار الأنوار ج 10 ص 26 ط القديم.
 (3) بحبوحة المكان- بضم البائين-: وسطه.
 (4) الرياض: جمع روضة و هي مستنقع الماء في رمل أو عشب، و الغدران بضم الغين: جمع غدير: القطعة من الماء يغادرها السيل، و المراد أن القرآن يجمع العدل تلتقي فيه متفرقاتها.
 (5) الأثافي: جمع أثفية و هو الحجر يوضع عليه القدر، أي: عليه قام الإسلام.
 (6) غيطان: جمع غاط أو غوط، و هو المطمئن من الأرض،
يقول عليه السلام: القرآن منابت الحق يزكو الحق بها و ينمو.

 

 

 

 

                        تفسير الصراط المستقيم، ج‏2، ص: 15
المنتزقون «1» و عيون لا ينضبها الماتحون «2» و مناهل لا يغيضها الواردون «3» و منازل لا يضل نهجه المسافرون، و أعلام لا يعمى عنها السائرون و آكام لا يجوز عنها القاصدون «4» جعله الله ريا لعطش العلماء «5»، و ربيعا لقلوب الفقهاء، و محاج لطرق الصلحاء «6» و دواء ليس بعده داء، و نورا ليس معه ظلمة، و حبلا وثيقا عروته، و معقلا منيعا ذروته، و عزا لمن تولاه، و سلما لمن دخله، و هدى لمن أئتم به، و عذرا لمن انتحله، و برهانا لمن تكلم به، و شاهدا لمن خاصم به، و فلجا لمن حاج به «7» و حاملا لمن حمله، و مطية لمن أعمله، و آية لمن توسع، و جنة لمن استلأم «8»، و علما لمن وعى، و حديثا لمن روى، و حكما لمن قضى «9».
و
في «المناقب» عن بكير بن أعين قال: قبض أبو عبد الله عليه السلام ذراع نفسه و قال: يا بكير هذا و الله جلد رسول الله صلى الله عليه و آله و هذه و الله عروق رسول الله صلى الله عليه و آله، و أعلم ما في الأرض، و أعلم ما في الدنيا، و أعلم ما في الآخرة، فرأى تغير جماعة، فقال: يا بكير إني لأعلم ذلك من كتاب الله إذ يقول:
__________________________________________________
 (1) لا ينزفه: أي لا يفنى مائه و لا يستفرغه المغترفون.
 (2) و لا ينضبها- كيكرمها-: أي لا ينقصها، و الماتحون جمع ماتح: نازع الماء من الحوض.
 (3) المناهل: جمع المنهل: مواضع الشرب من النهر، و لا يغيضها من باب الإفعال: أي لا ينقصها.
 (4) آكام: جمع أكمة: و هو الموضوع المرتفع و هو دون الجبل في غلظ لا يبلغ الحجرية.
 (5) الري- بكسر الراء و فتحها-: مصدر روي يروي من باب علم: روى من الماء: أي شرب و شبع.
 (6) المحاج جمع محجة: و هي الجادة من الطريق.
 (7) الفلج بفتح الفاء، الظفر و الفوز.
 (8) الجنة بضم الجيم: ما به يتقى الضرر، و استلأم: لبس اللامة و هي الدرع أو جميع أدوات الحرب.
 (9) نهج البلاغة تأليف السيد الرضي المتوفي سنة 406 في ذيل خطبة 196.

 

 

 

 

 

                        تفسير الصراط المستقيم، ج‏2، ص: 16
نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي‏ء «1» «2».
و
في تفسير فرات عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: سلوني قبل أن تفقدوني فو الذي فلق الحبة و برى‏ء النسمة إني لأعلم بالتوراة من أهل التوراة، و إني لأعلم بالإنجيل من أهل الإنجيل، و إني لأعلم بالقرآن من أهل القرآن، و الذي فلق الحبة و برى‏ء النسمة ما من فئة تبلغ مائة إلى يوم القيامة إلا و أنا عارف بقائدها و سائقها، سلوني عن القرآن، فإن في القرآن بيان كل شي‏ء، فيه علم الأولين و الآخرين، و إن القرآن لم يدع لقائل مقالا: و ما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم «3».
و
عن كتاب سليم بن قيس في خبر طويل أن أمير المؤمنين عليه السلام قال: يا طلحة إن كل آية أنزلها الله تعالى على محمد صلى الله عليه و آله عندي بإملاء رسول الله صلى الله عليه و آله و خطي بيده، و تأويل كل آية أنزلها الله على محمد صلى الله عليه و آله و كل حلال، أو حرام، أو حد، أو حكم، أو شي‏ء تحتاج إليه الأمة الى يوم القيامة عندي مكتوب بإملاء رسول الله صلى الله عليه و آله و خطي بيدي، حتى أرش الخدش الخبر «4».
__________________________________________________
 (1) النحل: 89.
 (2) بحار الأنوار: ج 7 ص 302 و ج 19 ص 23 ط. القديم.
 (3) بحار الأنوار ج 7 باب جهات علومهم ص 290 ط. القديم عن فرات بن إبراهيم.
 (4) بحار الأنوار ج 7 باب جهات علومهم ص 291 ط القديم كتاب سليم بن قيس. و لا يخفى أن سليم بن قيس كان من كبراء أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام و مصنفيهم و كان هاربا من الحجاج لأنه طلبه ليقتله فلجأ الى أبان بن أبي عياش فآواه فلما حضرته الوفاة قال لأبان: إن لك علي حقا و قد حضرتني الوفاة يا بن أخي أنه كان من أمر رسول الله صلى الله عليه و آله كيت و كيت، و أعطاه كتابا و هو كتاب سليم بن قيس المشهور، رواه عنه ابن أبي عياش لم يروه عنه غيره، و كتابه هذا أقدم كتاب صنف في الإسلام في عصر التابعين بعد كتاب السنن لابن أبي رافع و كان ذلك الكتاب في جميع الأعصار أصلا ترجع الشيعة اليه و تعول عليه حتى‏
روي في حقه عن الصادق عليه السلام أنه قال: و من لم يكن عنده من شيعتنا و محبينا كتاب‏

 

 

 

 

                        تفسير الصراط المستقيم، ج‏2، ص: 17
و
عن الحسن بن سليمان «1» في كتاب «المختصر» مما رواه من كتاب نوادر- الحكمة عن أبي الحسن الأول عليه السلام في قوله: و لو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى «2» فقد أورثنا الله تعالى هذا القرآن، ففيه ما يسير به الجبال و تقطع به الأرض و يكلم به الموتى، إن الله تعالى يقول في كتابه العزيز: و ما من غائبة في السماء و الأرض إلا في كتاب مبين «3»، و قال تعالى: ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا «4» فنحن الذين اصطفانا الله عز و جل فورثنا هذا الكتاب الذي فيه كل شي‏ء «5».
و
في «البصائر» عن عبد الأعلى قال أبو عبد الله عليه السلام ابتداء منه: و الله إني لأعلم ما في السموات و ما في الأرض، و ما في الجنة و ما في النار، و ما كان و ما يكون إلى أن تقوم الساعة، ثم قال: أعلمه من كتاب الله أنظر اليه هكذا ثم بسط كفيه ثم قال عليه السلام إن الله يقول: و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي‏ء «6» «7».
و
فيه بأسانيد عديدة عنه عليه السلام: إني لأعلم ما في السموات و أعلم ما في الأرضين و أعلم ما في الجنة، و أعلم ما في النار، و أعلم ما كان و ما يكون، ثم‏
__________________________________________________
سليم بن قيس فليس عنده من أمرنا شي‏ء.
مقدمة بحار الأنوار للشيخ عبد الرحيم الشيرازي.
 (1) الحسن بن سليمان بن خالد البجلي فاضل، فقيه، تلميذ الشهيد، و يروي عنه، له مصنفات منها مختصر بصائر الدرجات لسعد بن عبد الله الأشعري، و منها المختصر في الرد على الذين أنكروا حضور النبي و الأئمة عليهم السلام عند المحتضر.
 (2) الرعد: 31.
 (3) النمل: 75.
 (4) فاطر: 32.
 (5) بحار الأنوار ج 7 ص 291 باب جهات علومهم و ما عندهم من الكتب ط القديم.
 (6) النحل: 89.
 (7) بحار الأنوار ج 7 ص 302 باب أنهم عليهم السلام لا يحجب عنهم علم السماء و الأرض. ط القديم.

 

 

 

                        تفسير الصراط المستقيم، ج‏2، ص: 18
مكث هنيئة فرأى أن ذلك كبر على من سمعه، فقال عليه السلام: علمت ذلك من كتاب الله تعالى إن الله يقول: «فيه تبيان كل شي‏ء» «1» «2».
و
في «الخرائج» عن عبد الله بن الوليد السمان قال: قال الباقر عليه السلام: يا عبد الله ما تقول في علي و موسى و عيسى؟ قلت: ما عسى أن أقول، قال عليه السلام: هو و الله أعلم منهما ثم قال: ألستم تقولون: إن لعلي ما لرسول الله صلى الله عليه و آله من العلم؟ قلنا:
نعم، و الناس ينكرون، قال عليه السلام فخاصمهم فيه بقوله تعالى لموسى: و كتبنا له في الألواح من كل شي‏ء «3»، فعلمنا أنه لم يكتب له الشي‏ء كله، و قال لعيسى:
و لأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه «4» فعلمنا أنه لم يبين له الأمر كله، و قال لمحمد صلى الله عليه و آله: و جئنا بك شهيدا على هؤلاء و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي‏ء «5» «6».
إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة التي ربما مر و يمر عليك ذكر بعضها في طي المقدمات، و في تضاعيف تفاسير بعض الآيات، و هي كما ترى ما بين ظاهرة و صريحة في ذلك، و العموم في بعضها كالمشتملة على ما تحتاج إليه الأمة، و حد كل شي‏ء حتى أرش الخدش، و غيرها و إن من كان جهة الأحكام الشرعية، و الأمور التعبدية، إلا أنه لا منافاة فيها لما يدل عليه غيرها ظهورا أو صراحة من‏
__________________________________________________
 (1) قد مر سابقا ان هذه الجملة «فيه تبيان كل شي‏ء» ليست من القرآن، بل هي منقولة بالمعنى من آية:
و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي‏ء.
 (2) بحار الأنوار ج 7 ص 302 باب أنهم عليهم السلام لا يحجب عنهم علم السماء و الأرض. ط القديم.
 (3) الأعراف: 145.
 (4) الزخرف: 63.
 (5) النحل: 89.
 (6) بحار الأنوار ج 7 ص 322 باب أنهم عليهم السلام أعلم من الأنبياء. ط. القديم.

 

 

 

                        تفسير الصراط المستقيم، ج‏2، ص: 19
الشمول للحوادث، و الكينونات الدنيوية، و الأخروية، و لذا صرحوا عليهم السلام بأن فيه علم ما في السماوات و ما في الأرض، و ما في الجنة، و ما في النار إلى غير ذلك مما يؤيد به الآيات المتقدمة، و إلا فالإنصاف أنها أيضا مستقلة في الدلالة على ذلك بعمومها الذي ينبغي صرفه إلى الحقيقة.
و توهم أنه مشتمل على آيات و ألفاظ معدودة متناهية دالة بوجوه الدلالات العرفية المنحصرة في الثلاث «1» فكيف يكون المدلول بها تلك المعاني الكثيرة المشتملة على جميع ما مضى و ما يأتي إلى يوم القيامة، بل و بعد القيامة من الأحوال، و الأطوار، و الأفعال الكثيرة المتجددة الغير المتناهية الدائمة بدوامه سبحانه.
مدفوع بأن قلة الألفاظ و تناهيها لا تمنع من كثرة المعاني و لا تناهيها إذا كانت هناك سعة من جهة الدلالة، أ لا ترى أن الحروف المقطعة منحصرة في ثمانية و عشرين حرفا و بها يعبر من حيث وجوه التركيب و فنون الترتيب عن جميع المعاني و المقاصد التي يقع التعبير عنها بين أهل العالم في محاوراتهم، و مكاتباتهم، و تصانيفهم، فالمعاني لا ريب في لا تناهيها مع أنه يعبر عنها بالألفاظ و إن لم يحط التعبير إلا بالمحدود منها.
فإن قلت: إن وجوه الدلالة محصورة معروفة عند أهل المعرفة باللسان‏
__________________________________________________
 (1) الدلالة اللفظية الوضعية تنقسم على ثلاثة أقسام: المطابقة و التضمن و الالتزام كما قال التفتازاني في التهذيب: دلالة اللفظ على تمام ما وضع له مطابقة و على جزئه تضمن و على الخارج التزام. و كما قال المتأله السبزواري في منطقه:
         دلالة اللفظ بدت مطابقة             حيث على تمام معنى وافقه‏


         و ما على الجزء تضمنا و سم             و الخارج المعنى التزام إن لزم‏

 

 

 

                        تفسير الصراط المستقيم، ج‏2، ص: 20
فلو دل القرآن على جميع المعاني و المفاهيم و الحقائق و الوقايع و الحوادث اليومية الجزئية حتى خصوص الحركات الصادرة عن خصوص أفراد الإنسان في جميع الأزمان بل ساير الشؤون و الأحوال و الأطوار و الحركات، و الخطرات، و الإرادات، و الاقتضاءات الواقعة في جميع العوالم من الغيب، و الشهادة في الفلكيات و العنصريات، و المركبات المعدنية، و النباتية، و الحيوانية لفهمها أهل اللسان الذين قد أنزل الله تعالى بلسانهم الرسول و القرآن كما قال: و ما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه «1»، و قال: نزل به الروح الأمين* على قلبك لتكون من المنذرين* بلسان عربي مبين «2» و قال: و لقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر «3» و قال: إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون «4».
إلى غير ذلك من الآيات و الأخبار الدالة على ذلك على أن المفسرين من الخاصة العامة قد تصدوا لتفسيره و تنقيره، و تشمروا للفحص عن تنزيله و تأويله فلم يزيدوا على ما دونوه من تفاسيرهم مع أنهم ذكروا كل ما قيل من حق أو باطل، و أين هذا من كل الأحكام التي ذكروا أن القرآن لا يستفاد منه إلا أقل قليل من مجملاتها، و لذا فزعوا إلى العمل بأخبار الآحاد، بل إلى ساير الطرق الظنية في استنباط الأحكام الشرعية، بل أين هذا من جميع الحقائق التكوينية و الحوادث الكونية المتعلقة بجميع ذرات العالم مما كان أو يكون إلى يوم القيامة.
قلت: هذا كله اجتهاد في مقابل النصوص، و جرأة في الرد على أهل الخصوص، و قد قال سبحانه:
__________________________________________________
 (1) إبراهيم: 4.
 (2) الشعراء: 193- 195.
 (3) القمر: 17.
 (4) الزخرف: 3.

 

 

 

                        تفسير الصراط المستقيم، ج‏2، ص: 21
بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه و لما يأتهم تأويله «1» و ذلك أنك قد سمعت منا أولا أن التصديق التفصيلي في هذا الباب غير ممكن لنا، كيف و هو موقوف على تمام العلم و الإحاطة بظاهر القرآن و باطنه، و باطن باطنه، و هكذا إلى سبعة بطون أو سبعين بطنا أو أزيد من ذلك، بل قد ورد أن الكلمة من آل محمد عليهم السلام لتنصرف على سبعين وجها فما ظنك بالقرآن الذي لا يعلمه إلا الله و الراسخون في العلم.
و لذا
قال مولانا الباقر عليه السلام لقتادة «2» على ما رواه في «الكافي» في الصحيح و يحك يا قتادة إن كنت قد فسرته من الرجال فقد هلكت و أهلكت، و يحك يا قتادة إنما يعرف القرآن من خوطب به «3»

و
قال مولانا الصادق عليه السلام لابن الصباح: إن الله علم نبيه التنزيل و التأويل، فعلمه رسول الله صلى الله عليه و آله أنه خطب خطبة ذكر فيها:
أن عليا هو أخي، و وزيري، و هو خليفتي و هو المبلغ عني، إن استرشدتموه أرشدكم، و إن خالفتموه ظللتم، إن الله أنزل علي القرآن و هو الذي من خالفه ضل، و من يبتغي علمه عند غير علي هلك «4».
و
قال مولانا الرضا عليه السلام لابن الجهم «5»
 اتق الله، تأول كتاب الله برأيك، فإن الله‏
__________________________________________________
 (1) يونس: 39.
 (2) قتادة بن دعامة من أكابر محدثي العامة و مفسريهم، و قيل إنه أحفظ أهل البصرة و كان رأسا في العربية و مفردات اللغة و أيام العرب و النسب، و يظهر منه أنه كان محبا لعلي أمير المؤمنين عليه السلام حيث سمع خالد بن عبد الله قوله السي‏ء في علي عليه السلام قام فانصرف قائلا في حق خالد: زنديق و رب الكعبة. ولد قتادة في سنة 61 ه و مات بواسط في الطاعون سنة 118 ه.
 (3) بحار الأنوار ج ص 139 ط القديم باب تأويل قوله تعالى: سيروا فيها ليالي و أياما إلخ.
 (4) بحار الأنوار ج 7 ص 282 ط القديم عن الأمالي للصدوق.
 (5) ابن الجهم هو علي بن محمد بن الجهم هو من المنحرفين عن أهل البيت، و لذا قال الصدوق في العيون بعد ما نقل كلماته مع علي بن موسى الرضا عليهما السلام في مجلس المأمون: هذا الحديث غريب من طريق علي بن محمد بن الجهم مع نصبه، و بغضه، و عداوته لأهل البيت عليهم السلام.

 

 

 

                        تفسير الصراط المستقيم، ج‏2، ص: 22
يقول: و ما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم «1». «2»

و
قال عليه السلام فيما كتبه للمأمون: إن الأئمة عليهم السلام هم المعبرون عن القرآن و الناطقون عن الرسول بالبيان «3».
و
قال مولانا الصادق عليه السلام بعد ذكر كلام طويل في تفسير القرآن إلى أقسام و فنون و وجوه تزيد على مائة و عشر إلى أن قال: و هذا دليل واضح على أن كلام الباري سبحانه لا يشبه كلام الخلق كما لا تشبه أفعاله أفعالهم و لهذه العلة و أشباهها لا يبلغ أحد كنه حقيقة تفسير كتاب الله تعالى إلا نبيه و أوصيائه «4».
ثم اعلم أن ما ذكر في السؤال من حصر وجوه الدلالة فيما هو المعروف عند أهل العرف ممنوع جدا فإن التفاهم بالدلالات الثلاث إنما هو للعامة و للخواص و الخصيصين طرق أخرى لا يجري بها القلم، و لا يحتوي عليها الرقم، و ناهيك في ذلك أن جواب كل سؤال مطوي فيه مستفاد منه بالقواعد التكسيرية التي ليست من الدلالات اللفظية، بل يشهد به أيضا ملاحظة العلوم المستنبطة من الحروف المقطعة في فواتح السور. و
قول أبي جعفر عليه السلام لأبي لبيد: إن لي فيها لعلما جما «5»

، و استخراج قيام الأئمة و الخلفاء منها.
و ما ذكره عليه السلام في جواب وفد «6» فلسطين حيث سألوا عن الصمد من العلوم الغريبة التي يشتمل على جملة منها الخبر إلى أن قال عليه السلام: لو وجدت لعلمي الذي آتاني الله عز و جل‏
__________________________________________________
 (1) آل عمران: 7.
 (2) بحار الأنوار ج 19 ص 28 باب تفسير القرآن بالرأي ط. القديم.
 (3) عيون أخبار الرضا عليه السلام ج 2 ص 122 ط. دار الكتب الإسلامية بطهران.
 (4) وسائل الشيعة ج 18 ص 148 عن المحكم و المتشابه للسيد المرتضى ص 5.
 (5) الصافي للفيض في تفسير سورة البقرة ذيل تفسير (ألم) ص 57 ع العياشي‏
 (6) الوفد بفتح الواو و سكون الفاء: قوم يجتمعون فيردون البلاد.

 

 

 

                        تفسير الصراط المستقيم، ج‏2، ص: 23
حملة لنشرت التوحيد، و الإسلام، و الإيمان و الدين، و الشرائع من الصمد، و كيف لي بذلك و لم يجد جدي أمير المؤمنين عليه السلام حملة لعلمه، حتى كان يتنفس الصعداء و يقول على المنبر: سلوني قبل أن تفقدوني، فإن بين الجوانح مني لعلما جما هأه هآه ألا لا أجد من يحمله الخبر «1».
و ما يأتي نقله عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام من طرق الخاصة و العامة من تفسير بسم الله لابن عباس ليلة تامة، و أنه قال: لو شئت لأوقرت سبعين بعيرا من تفسير بسم الله.
إلى غير ذلك مما لا يخفى على من جاس «2» خلال ديارهم، و له أنس بأخبارهم، و استنار قلبه بتجلي أشعة أنوارهم.
و أما كون القرآن عربيا أنزله الله تعالى تفهيما و تبيانا للناس فلا ينافي ما ذكرناه، لأنا لا نمنع دلالة ظاهرة كسائر الألفاظ و العبارات، لجريانه على طريقة العرف و اللغة، إنما الكلام في أن فيه وجوها من الإشارة و الدلالة، يستنبط منها الأمور التكوينية، و الأحكام الشرعية بأسرها، و إنما يعلمها النبي صلى الله عليه و آله و آله الطيبون الذين يستنبطونه منه. و لذا
قال مولانا الصادق عليه السلام على ما رواه في الغوالي «3»: القرآن على أربعة أشياء: على العبارة، و الإشارة، و اللطائف،
__________________________________________________
 (1) تفسير نور الثقلين ج 5 ص 713، بحار الأنوار ج 3 ص 225 ط. الآخوندي بطهران.
 (2) جاس يجوس جوسا الشي‏ء: طلبه بالحرص و الاستقصاء.
 (3) غوالي اللئالي لابن أبي جمهور الأحساوي في الحديث لم يعتمد العلماء عليه. قال المجلسي قدس سره في الفصل الثاني من مقدمة البحار: كتاب غوالي اللئالي و إن كان مشهورا و مؤلفه في الفضل معروفا لكنه لم يميز القشر من اللباب، و أدخل أخبار المتعصبين بين روايات الأصحاب فلذا اقتصرنا منه على نقل بعضها. و قال صاحب الحدائق بعد نقل مرفوعة زرارة في الأخبار العلاجية: أن الرواية المذكورة لم نقف عليها في غير كتاب الغوالي مع ما هي عليها من الإرسال، و ما عليه الكتاب المذكور من نسبة صاحبه الى التساهل في نقل الأخبار، و لإهمال و خلط غثها بسمينها، و صحيحها بسقيمها كما لا يخفى على من لاحظ الكتاب المذكور. مقدمة البحار ط. الآخوندي بطهران.

 

 

 

                        تفسير الصراط المستقيم، ج‏2، ص: 24
و الحقائق، فالعبارة للعوام و الإشارة للخواص، و اللطائف للأولياء، و الحقائق للأنبياء «1».
و من جميع ما مر يظهر الجواب عن اقتصار المفسرين على الظاهر، بل و عن الاستبعاد الذي في السؤال حسبما قد ينسبق الى بعض الأذهان و إن لم ينطق به اللسان بعد تظافر الأخبار، و تكاثر الآثار، بل قد ظهر مما مر و من التأمل في وجوه التأويلات، و البطون المأثورة في الأخبار أن وجوه الدلالة فيها غير منحصرة في جهة واحدة، بل منها من جهة الحمل على الحقيقة الأولية، و الحقيقة بعد الحقيقة و اعتبارها في ساير المجالي التي ينبغي التعبير عنها بالمصاديق و الأفراد حسبما تأتي اليه الاشارة في تحقيق البطون، و منها من جملة الاستنباطات العددية، و القواعد التكسيرية، و الاعتبارات الوفقية، و غير ذلك مما يطول شرحها، و منها من جهات أخرى لا يحيط بأكثرها الأفهام، و لا يجري عليها الأقلام بل لعله لا يدرك نوع سنخيته بوجه من الوجوه فضلا عن إدراك حقيقته، و الاطلاع على كلية قاعدته.
و أما ما حكاه في «الصافي» ملخصا عن بعض أهل المعرفة من أن العلم بالشي‏ء إما يستفاد من الحس برؤية، أو تجربة، أو سماع خبر، أو شهادة، أو اجتهاد، أو نحو ذلك، و مثل هذا العلم لا يكون إلا متغيرا فاسدا محصورا متناهيا غير محيط، لأنه إنما يتعلق بالشي‏ء في زمان وجوده علم، و قبل وجوده علم آخر، و بعد وجوده علم ثالث، و هكذا كعلوم أكثر الناس.
و إما يستفاد من مباديه، و أسبابه، و غاياته علما واحدا كليا بسيطا محيطا على وجه عقلي غير متغير، فإنه ما من شي‏ء إلا و له سبب، و لسببه سبب، و هكذا
__________________________________________________
 (1) بحار الأنوار ج 19 ص 37 ط. القديم عن الدرة الباهرة.

 

 

 

                        تفسير الصراط المستقيم، ج‏2، ص: 25
الى أن ينتهي الى مسبب الأسباب، و كل ما عرف سببه من حيث يقتضيه و يوجبه فلا بد أن يعرف ذلك الشي‏ء علما ضروريا دائما، فمن عرف الله تعالى بأوصافه الكمالية، و عرف ملائكته المدبرين المسخرين للأغراض الكلية العقلية، بالعبادات الدائمة، و النسك المستمرة من غير فتور و لغوب الموجبة لأن يترشح عنها صور الكائنات كل ذلك على الترتيب السببي و المسببي، فيحيط علمه بكل الأمور و أحوالها و لواحقها علما بريئا من التغير و الشك و الغلط، فيعلم من الأوائل الثواني، و من الكليات الجزئيات المترتبة عليها، و من البسائط المركبات، و يعلم حقيقة الإنسان و أحواله، و ما يكملها و يزكيها و يصعدها الى عالم القدس و ما يدنسها و يرديها و يشقيها و يهويها إلى أسفل السافلين، علما تابعا غير قابل للتغير، و لا محتملا لتطرق الريب، فيعلم الأمور الجزئية من حيث هي دائمة كلية، و من حيث لا كثرة فيه و لا تغير، و إن كانت كثيرة متغيرة في أنفسها، و بقياس بعضها الى بعض، و هذا كعلم الله سبحانه بالأشياء، و علم الملائكة المقربين، و علوم الأنبياء و الأوصياء بأحوال الموجودات الماضية المستقبلة، و علم ما كان و علم ما سيكون الى يوم القيامة من هذا القبيل، فإنه علم كلي ثابت غير متجدد بتجدد المعلومات و لا متكثر بتكثرها، و من عرف كيفية هذا العلم عرف معنى قوله تعالى: و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي‏ء «1» و يصدق بأن جميع العلوم و المعاني في القرآن الكريم عرفانا حقيقيا، و تصديقا يقينيا على بصيرة لا على وجه التقليد و السماع و نحوهما، إذ ما من أمر من الأمور إلا و هو مذكور في القرآن إما بنفسه أو بمقوماته و أسبابه و مباديه و غاياته، و لا يتمكن من فهم آيات القرآن، و عجائب أسراره و ما يلزمها من الأحكام و العلوم التي لا تتناهي إلا من‏
__________________________________________________
 (1) النحل: 89.

 

 

 

                        تفسير الصراط المستقيم، ج‏2، ص: 26
كان علمه بالأشياء من هذا القبيل «1».
ففيه أن سوق هذا الكلام إنما هو في تحقيق علم الباري تعالى حسبما ذهب اليه بعض المحققين و إن كان لا يخلو من نظر، نظرا الى عدم ترتب الحوادث الكونية حتى الأفعال الاختيارية بقاعدة السببية التي هي أشبه بالأمور الطبيعية، و كأنه مبني على القول بفاعلية سبحانه بالعلية و الإيجاب، بل قد يظهر منه الاضطرار في أفعال العباد، و إلا فالمختار قد يختار المرجوح أو الراجح باختياره الذي هو السبب التام، و إن كان مرجحات آخر لغيره.
و جعل الإرادة أيضا من جملة الأسباب المسببة عن كينونة الطبيعة تكوينا جعليا ابتدائيا منه سبحانه أو تبعيا للأعيان الثابتة حسبما توهموه.
فاسد من وجوه: كالجبر و انثلام قاعدة السببية المقصودة و بطلان القول بالأعيان، و عدم استحقاق الثواب، و قبح العقاب الى غير ذلك مما تأبى عنه قواعد العدلية المستفادة عن الشريعة الحقة النبوية. و من هنا يظهر فساد ما فرع عليه من اشتمال القرآن على العلوم بالوجه المرسوم، مع أنه لا اختصاص له حينئذ به كل اسم من أسمائه مما يتكلم به كل أحد لدلالته على مسبب الأسباب يدل على تفاصيل المصنوعات المترتبة الى ما لا نهاية لها و هو كما ترى.
هذا مضافا الى ما يظهر منه من التسوية بين علمه سبحانه و علوم ملائكته و أنبيائه، لفقد الجامع فضلا عن الاتحاد بين ما هو ذات الواجب بلا مغايرة حقيقة و اعتبارية و بين صفة الممكن، و إرادة العلم الفعلي مع أنه ليس من مذهب الحاكي و لا المحكي عنه كما يظهر من ساير كتبهما توجب التسوية بين ذات الممكن و وصفه

في «الكافي» عن الصادق عليه السلام: إن الله علم نبيه (صلى الله عليه و آله و سلم) التنزيل و التأويل فعلمه رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) عليا ثم قال (عليه السلام): و علمنا و الله، الخبر «3».


 

و قد قال أيضا: من وجوه الإعجاز اشتماله على الآداب القويمة و الشرائع المستقيمة، و مكارم الأخلاق، و محاسن الصفات مما فيه نظم إصلاح أحوال العباد و نظم سياسة البلاد، بحيث لو تأمل فيه العالم البصير لعلم أنه ليس إلا تنزيلا من عليم خبير، و من العوارض النفسانية لكثير من الناس عند قراءته و استماعه من المصيبة و الخوف و الخشية، و الشوق و الرقة و التوجه الى المبدء، و التذكر لأمور الآخرة، و دفع الحيرة، و انكشاف العلوم الغيبية و المعارف الربانية، و غير ذلك من الأطوار العجيبة و الأحوال الغريبة المختصة به دون غيره من الكلمات و الخطب و الأشعار و غيرها، و إن اختلفت تلك الأحوال باختلاف الأشخاص و الأزمان و غيرها.
و منها الاستخارات المجربة التى كأنها بقية من الوحي الإلهى و الإلهام حتى انه ربما يستفاد مقصد المستخير و جوابه و عاقبته من الآية تصريحا أو تلويحا، بل كثيرا ما اتفق لهذا العبد المسكين، و غيري من المسلمين الإخبار عن مقصد المستخير بمجرد التأمل في الآية، من دون علم سابق به، و مما يئول الأمر إليه في العاقبة، و هذا واضح لمن جرب ذلك.
و منها اشتمال سوره و آياته و كلماته و حروفه على الأسرار العجيبة و الخواص الغريبة من شفاء الأمراض و الاعراض، و دفع العافات و العاهات و البليات، و استجلاب الخيرات، و أداء الديون و الغرامات، و غير ذلك مما سنشير الى جماعة منها في الباب الرابع عشر.
و منها انطباق كثير من الأسئلة و الأجوبة الواقعة فيه على القواعد الجفرية التي هي من قواعد علم التكسير التى لم يطلع عليها الا الاوحدي من الناس، بل هو من علوم الأنبياء و الأوصياء و خواص الأولياء.
                       

 

تفسير الصراط المستقيم، ج‏2، ص: 265
و لذا ترى أنك إذا علمت في قوله تعالى: من يحي العظام و هي رميم «1» بالقواعد التكسيرية يخرج الجواب: يحييها الذي أنشأها أول مرة «2».
و كذا إذا سألت بهذه العبارة: من خلق السماوات و الأرض يخرج الجواب: خلقهن العزيز العليم «3»، إلى غير ذلك مما لا يخفى على أهله.

 

 

سایت ویکی فقه

در تکسیر هر کدام از سه هجای سازنده حرف اصلی به هجاهای مختلف سازنده هجای اولیه تقسیم می‌شود، یعنی هجای الف که خود اولین هجا در تفصیل هجای الف بود، به سه هجای الف، لام، و فا تقسیم می‌گردد، و در بسط، ارزش عددی هر کدام از هشت هجای ا، ل، ف، ل، ا، م، ف، ا، محاسبه می‌شود.
هروی معنای کاملاً متفاوتی برای بسط و تکسیر بیان نموده است.

                       

 

شیخ محمدحسین اصفهانی صاحب تفسیر

مجد البيان فى تفسير القرآن، النص، ص: 99
المقدمة السادسة في نبذة مما جاء في أن القرآن تبيان كل شي‏ء و بيان ذلك‏
فعن الكافي بسنده عن مرازم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
 «إن الله تعالى أنزل في القرآن تبيان كل شي‏ء، حتى و الله ما ترك الله شيئا يحتاج إليه العباد حتى لا يستطيع عبد يقول: «لو كان هذا في القرآن» إلا و قد أنزله الله فيه.» «1»
و باسناده عن عمرو بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: سمعته يقول:
 «إن الله تعالى لم يدع شيئا يحتاج إليه الامة إلا أنزله في كتابه، و بينه لرسوله، و جعل لكل شي‏ء حدا، و جعل عليه دليلا يدل عليه، و جعل على من تعدى ذلك الحد حدا.» «2»
و باسناده عن المعلى بن خنيس قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:
__________________________________________________
 (1) الكافي، ج 1، باب الرد إلى الكتاب و السنة، ص 59، ح 1؛ و هكذا رواه البرقي (ره) في المحاسن، باب 36 من كتاب مصابيح الظلم، ص 267، ح 352؛ و القمي (ره) في تفسيره، ج 2، ص 451، بهذا الاسناد؛ و أيضا في البحار و الصافي.
 (2) الكافي، ج 1 باب الرد الى الكتاب و السنة، ص 59، ح 1؛ و هكذا رواه الصفار (قده) في البصائر، الجزء الاول، باب 3، ص 6، إلى قوله- عليه السلام-:
 «يدل عليه» بهذا الاسناد بطريقين عن «عبد الله بن جعفر» و «إبراهيم بن هاشم»؛ و العياشي (ره) في تفسيره، ج 1، ص 6، ح 13؛ و نقله الفيض (ره) في الصافي.
                       

 

 

مجد البيان فى تفسير القرآن، النص، ص: 100
 «ما من أمر يختلف فيه اثنان إلا و له أصل في كتاب الله، و لكن لا تبلغه عقول الرجال.» «1»
و باسناده عن أبي الجارود قال: قال أبو جعفر عليه السلام:
 «إذا حدثتكم بشي‏ء فاسئلوني أين هو في كتاب الله تعالى».
ثم قال في بعض حديثه: إن «2» رسول الله صلى الله عليه و آله نهى عن القيل و القال، و فساد المال، و كثرة السؤال. فقيل له: يا ابن رسول الله، أين هذا من كتاب الله؟ قال: إن الله تعالى يقول: «لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس.» «3» و قال: «لا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما.» «4» و قال: «لا تسئلوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم.» «5»
و بأسانيد متعددة، عن الصادق عليه السلام في الرسالة التي كتبها لأصحابه بعد التحذير عن الاخذ في الدين بالهوى و الرأي و المقائيس:
 «... قد أنزل الله القرآن و جعل فيه تبيان كل شي‏ء، و جعل‏
__________________________________________________
 (1) الكافي، ج 1، باب الرد إلى الكتاب و السنة، ص 60، ح 6؛ و رواه في المحاسن، ج 1، باب 36 من كتاب مصابيح الظلم، ص 267، ح 355؛ و هكذا في الصافي و البحار.
 (2) في المخطوطة: «ثم ان».
 (3) النساء/ 114.
 (4) النساء/ 5.
 (5) الآية: المائدة/ 101؛ و الحديث في الكافي، ج 1، باب الرد إلى الكتاب و السنة، ص 60، ح 5؛ و أيضا رواه البرقي (ره) في المحاسن، ج 1، باب 36 من كتاب مصابيح الظلم، ص 269، ح 358 بهذا الاسناد؛ و أورده الطبرسي (رض) في الاحتجاج، ج 2، ص 55، مرسلا عن أبي الجارود.
                       

 

 

مجد البيان فى تفسير القرآن، النص، ص: 101
للقرآن و تعلم القرآن أهلا ...» «1»
و عن الصفار في بصائر الدرجات بسنده عن إبراهيم بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
 «إن في القرآن ما مضى و ما يحدث و ما هو كائن، و كانت فيه أسماء الرجال فألقيت، و إنما الاسم الواحد في وجوه لا تحصى يعرف ذلك الوصاة.» «2»
و عن العياشي، عنه ما يقرب من ألفاظه «3».
و روى غيره عن موسى بن عقبة أن معاوية أمر الحسين عليه السلام أن يصعد المنبر فيخطب، فحمد الله و أثنى عليه، ثم قال:
 «نحن حزب الله الغالبون، و عترة نبيه الأقربون، و أحد الثقلين، الذين جعلنا رسول الله ثاني كتاب الله؛ فيه تفصيل لكل شي‏ء، لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه،
__________________________________________________
 (1) قد تقدم في المقدمة الثانية، انظر ص 33.
 (2) البصائر، باب 7 من الجزء الرابع، ص 195، ح 6؛ و الصافي، ج 1، المقدمة السادسة، ص 25؛ و البرهان، ج 1، ص 15، ح 7. قال الفيض- نور الله مرقده-: «لعل المراد ب «أسماء الرجال» الملقية أعلامهم، و ب «الاسم الواحد» ما كنى به تارة عنهم و تارة عن غيرهم من الالفاظ التي لها معان متعددة؛ و ذلك ك «الذكر» فانه قد يراد به رسول الله- صلى الله عليه و آله-، و قد يراد به أمير المؤمنين- عليه السلام- و قد يراد به القرآن؛ و ك «الشيطان»، فانه قد يراد به الثاني، و قد يراد به إبليس، و قد يراد به غيرهما. أراد عليه السلام أن الرجال كانوا مذكورين في القرآن تارة بأعلامهم فألقيت، و أخرى بكنايات فألقيت، فهم اليوم مذكورون بالكنايات بألفاظ لها معان آخر يعرف ذلك الاوصياء».
 (3) العياشى، ج 1، ص 12، ح 10.
                       

 

 

مجد البيان فى تفسير القرآن، النص، ص: 102
و المعول علينا في تفسيره لا نتظنى «1» تأويله، بل نتبع حقائقه.» «2»
أقول:
اعلم أن الحكيم هو الذي يضع الاشياء مواضعه، و يعطي كل ذي حق حقه، و الجواد المطلق هو الذي يعطي كل محتاج ما يحتاج إليه، و الفياض المطلق من يعطي كل قابل ما له قابليته و استعداده. و لما كان الممكن في نفسه و مرتبة ذاته معدوما محضا، لا يتصف بأمر أصلا، فحصول القابلية و الاحتياج و الاستحقاق و صيرورته ذا شأنية و صلاحية به يكون موضعا واقعيا لأمر ما لا يكون في الممكن إلا باعطاء الحق إياه ذلك، كما أنه لا تمايز بين الاعدام حال العدم المطلق، فالله سبحانه ينشأ ذات الممكن، و يعطيه القابلية و الاستحقاق و الشأنية و الاحتياج، و يهب له ما يقتضيه ذلك العطاء الاول؛ فيخلق الحيوان و يعطيه الحاجة إلى الرزق و يرزقه، و كل شي‏ء موجود فهو بتقدير الله و قضائه و قدره و مشيته و إمضائه، و المتعلقة بتلك الجزئيات، و تلك الجزئيات واقعة تحت أنواع و أصناف هي مناط صيرورتها محال تلك الامور الالهية. فالانواع و قابلياتها المصححة لتلك الامور و الامور المفروضة كلها راجعة إليه، و فعل كل أحد يرجع إلى صفاته؛ لأنها المبادئ للأفعال، فاذا أعطى زيدا أحدا و منع آخر مع استواء قدرته بالنسبة إلى كل منهما، فيعلم كل أحد أن للمعطى خصوصية في قلب المعطي به صار سببا لاعطائه، و هو غير
__________________________________________________
 (1) في بعض نسخ الاحتجاج: «لا يبطينا»، و في بعض آخر: «لا يبطئنا».
 (2) رواه الطبرسي (ره) في الاحتجاج، ج 2، ص 22؛ و هكذا أورده الطبري (رض) في بشارة المصطفى، عن هشام بن حسان، عن الحسن بن علي- عليهما السلام- نحوه؛ و نقله الحر العاملي (ره) في الوسائل، ج 18، باب 13 من أبواب صفات القاضي ص 144، ح 45، و قد مر في المقدمة الثانية، ص 40.
                       

 

 

مجد البيان فى تفسير القرآن، النص، ص: 103
موجود في الآخر من محبة أو صداقة أو فقر أو غيرها.
و أنت إذا تدبرت جميع أفعال الانسان وجدت لها مبادئ في نفسه، لو لم يكن تلك المبادئ لم يصدر عنها تلك الافعال الاختيارية، فاذا رأينا زيدا يصلي أو يدعو أو يضرب أحدا أو يقتله أو يكرمه أو غير ذلك، علم العاقل أن له إرادة متعلقة بذلك، منبعثة عن صفة نفسانية اقتضت ذلك الاختيار. و كذا جميع موجودات العالم يرجع إلى تلك الامور المفروضة، و هي إلى حقائق أسماء الله سبحانه، التي تسمى بها، و صفاته الافعالية، و هي إلى الصفات الذاتية، التي هي عين الذات. و لكل شي‏ء سبب مركب من مقتض و شرط و معد و انتفاء مانع، و لها أيضا أسباب كذلك، إلى أن ينتهي إلى مسبب الاسباب. فمن عرف الله سبحانه بجميع أسمائه فقد عرف جميع المخلوقات لانتقال الذهن من الاسباب إلى المسببات، و من عرف فردا من أفراد كل عنوان بالعناوين التي باعتبارها صار معروضا لأفعال الله سبحانه و أسمائه، فقد عرف الاسماء و الصفات بعد معرفة كيفية الارتباط و مناطه.
و القرآن مبين للأسماء و الصفات و الحوادث و كيفية الارتباط تصريحا و تلويحا، و يشبه أن يكون ذكر كثير من أسماء الله سبحانه عقيب ذكر الحوادث تنبيها على مبدء تلك الحادثة، و أن مصدرها هو ذلك الاسم و الصفة. فالقرآن واف ببيان جميع الاشياء لمن يعرفه حق معرفته.
و قد سبق بعض البيان في ذلك، و ستعرف بعض ما يتضح به ذلك- إن شاء الله تعالى-. و هذا ذكر إجمالي سنح بالبال، فتدبره فلعله يكون الحق في المقال، و الله العالم بحقيقة الحال.






****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Tuesday - 5/7/2022 - 5:58

وقال المرسي: جمع القرآن علوم الأولين والآخرين بحيث لم يحط بها علما حقيقة إلا المتكلم به، ثم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، خلا ما استأثر به سبحانه، ثم ورث عنه معظم ذلك سادات الصحابة وأعلامهم مثل الخلفاء الأربعة، ومثل ابن مسعود وابن عباس حتى قال: لو ضاع لي عقال بعير لوجدته في كتاب الله، ثم ورث عنهم التابعون بإحسان، ثم تقاصرت الهمم وفترت العزائم وتضائل أهل العلم وضعفوا عن حمل ما حمله الصحابة والتابعون من علومه وسائر فنونه، فنوعوا علومه وقامت كل طائفة، بفن من فنونه فاعتنى قوم بضبط لغاته، وتحرير كلماته، ومعرفة مخارج حروفه وعددها وعدد كلماته وآياته وسوره وأحزابه
--------
ص13 - كتاب الإكليل في استنباط التنزيل للسیوطی- خطبة الكتاب - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/1385/4#p6

 

 

فصل
قال الله تعالى: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء} وقال تعالى: {ما فرطنا في الكتاب من شيء} وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"ستكون فتن", قيل: وما المخرج منها؟ قال: "كتاب الله: فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم" أخرجه الترمذي وغيره.
وقال أبو مسعود: من أراد العلم فعليه بالقرآن فإن فيه خير الأولين والآخرين أخرجه سعيد بن منصور في سننه قال البيهقي: أراد به أصول العلم.
وقال بعض السلف: ما سمعت حديثا إلا التمست له آية من كتاب الله تعالى
وقال سعيد بن جبير: ما بلغني حديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم وآله وسلم - على وجهه إلا وجدت مصداقه في كتاب الله أخرجه ابن أبي حاتم.
وقال ابن مسعود - رضي الله عنه -: أنزل في هذا القرآن كل علم وميز لنا فيه كل شيء ولكن علمنا يقصر عما بين لنا في القرآن أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لو أغفل شيئا لأغفل الذرة والخردلة والبعوضة" أخرجه أبو الشيخ في كتاب: العظمة.
وقال الشافعي: جميع ما حكم به النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو ما فهمه من القرآن قلت: ويؤيد قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إني لا وقال الشافعي أيضا: ليست تنزل بأحد في الدين نازلة إلا وفي كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها لا يقال: إن من الأحكام ما ثبت ابتداء بالسنة لأن ذلك مأخوذ من كتاب الله تعالى في الحقيقة لأن الله تعالى أوجب علينا اتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - في غير موضع من القرآن وفرض علينا الأخذ بقوله دون من عداه ولهذا نهى عن التقليد وجميع السنة شرح للقرآن وتفسير للفرقان.
قال الشافعي مرة بمكة المكرمة: سلوني عما شئتم أخبركم عنه من كتاب الله.
فقيل له: ما تقول في المحرم يقتل الزنبور.
فقال: بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} ثم روى عن حذيفة بن اليمان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بسنده أنه قال: "اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر" ثم روى عن عمر بن الخطاب أنه أمر بقتل المحرم الزنبور ومثل ذلك حكاية ابن مسعود في لعن الواشمات وغيرهن واستدلاله بالآية الكريمة المذكورة وهي معروفة رواها البخاري.
ونحوه حكاية المرأة التي كانت لا تتكلم إلا بالقرآن وهي:
أنها قال عبد الله بن المبارك: خرجت قاصدا بيت الله الحرام وزيارة مسجد النبي - عليه الصلاة والسلام - فبينما أنا سائر في الطريق وإذا بسواد فمررت به وإذا هي عجوز عليها درع من صوف وخمار من صوف فقلت: السلام عليك ورحمة الله وبركاته فقالت: {سلام قولا من رب رحيم} فقلت لها يرحمك الله تعالى ما تصنعين في هذا المكان؟
فقالت: {من يضلل الله فلا هادي له} فقلت: أنها ضالة عن الطريق فقلت: أين تريدين؟
فقالت: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى} فعلمت أنها قضت حجها وتريد بيت المقدس فقلت: أنت مذ كم في هذا المكان؟
فقالت: ثلاث ليال سويا فقلت أما أرفعك طعاما.
فقالت: {ثم أتموا الصيام إلى الليل} فقلت لها ليس هذا شهر رمضان.
فقالت: {ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم} فقلت لها قد أبيح لنا الإفطار في السفر.
فقالت: {وأن تصوموا خير لكم} فقلت لها لم لا تكلميني مثل ما أكلمك به فقالت: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} فقلت لها: من أي الناس أنت؟
فقالت: {ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا} فقلت لها: قد أخطأت فاجعلني في حل. فقالت: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم قلت لها: هل لك أن أحملك على ناقتي وتلحقي القافلة؟
قالت: {وما تفعلوا من خير يعلمه الله} فأنخت مطيتي لها.
فقالت: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم} فغضضت بصري عنها فقلت: اركبي فلما أرادت أن تركب نفرت الناقة بها ومزقت ثيابها.
فقال: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم} فقلت لها: اصبري حتى أعقلها.
 لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون} فأخذت بزمام الناقة وجعلت أسعى وأصيح طربا.
فقالت لي: {واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير} فجعلت أمشي وأترنم بالشعر.
فقالت: {فاقرأوا ما تيسر من القرآن} فقلت: ليس هو بحرام.
قالت: {وما يذكر إلا أولو الألباب} فطرقت عنها ساعة فقلت لها: هل لك ربع؟
قالت: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} فسكت عنها ولم أكملها حتى أدركت بها القافلة فقلت: لها هذه القافلة فمن لك فيها؟
فقالت: {المال والبنون زينة الحياة الدنيا} فعلمت أن لها أولادا ومالا فقلت لها: ما شأنهم في الحاج؟
قالت: {وعلامات وبالنجم هم يهتدون} فعلمت أنهم أدلاء الركب فقصدت بي القبابات والعمارات فقلت: من لك فيها؟
فقالت: {واتخذ الله إبراهيم خليلا} {وكلم الله موسى تكليما} {يا يحيى خذ الكتاب بقوة} فناديت: يا إبراهيم يا موسى يا يحيى فجاءوني بالتلبية فإذا هم شبان كأنهم الأقمار قد أقبلوا فلما استقر بهم الجلوس قالت لهم: {فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه وليتلطف} فقام أحدهم فاشترى طعاما فقدموه بين يدي وقالت:
{كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية} فقلت لهم: طعامكم هذا علي حرام حتى تخبروني بامرأتكم هذه فقالوا: هذه لها أربعون سنة ما تتكلم إلا بالقرآن مخافة أن تزل في كلامها فيسخط الله عليها - فسبحان الله القادر على كل شيء -. انتهت الحكاية١ وهي تدل على أن القرآن الكريم فيه كل شيء.
قال بعض السلف: ما من شيء إلا ويمكن استخراجه من القرآن لمن فهمه الله حتى أن بعضهم استنبط عمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثا وستين سنة من قوله تعالى في سورة المنافقين: {ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها} فإنها رأس ثلاث وستين وعقبها بالتغابن ليظهر التغابن في فقده.
قال المرسي: جمع القرآن وعلوم الأولين والآخرين بحيث لم يحط بها علما حقيقة إلا المتكلم به ثم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلا ما استأثر به سبحانه ثم ورث عنه معظم ذلك سادة الصحابة وأعلامهم مثل الخلفاء الأربعة وابن مسعود وابن عباس حتى قال: لو ضاع لي عقال بعير لوجدته في كتاب الله ثم ورث عنهم التابعون بإحسان ثم تقاصرت الهمم وفترت العزائم وتقال أهل العلم وضعفوا عن حمل ما حمله الصحابة والتابعون من علومه وسائر فنونه فنوعوا علمه وقامت كل طائفة بفن من فنونه فاعتزم قوم بضبط لغاته وتحرير كلماته ومعرفة مخارج حروفه وعدد كلماته وآياته وسوره وأجزائه وأنصافه وأرباعه وعدد سجداته والتعليم عند كل عشر آيات إلى غير ذلك من حصر الكلمات المتشابهات والآيات المتماثلات من غير تعرض لمعانيه ولا تدبر لما أودع فيه فسموا: القراء.
واعتنى النحاة بالمعرب منه والمبني من الأسماء والأفعال والحروف العاملة وغيرها وأوسعوا الكلام في
--------
ص347 - كتاب أبجد العلوم - باب التاء - المكتبة الشاملةفقالت: {ففهمناها سليمان} فشددت لها الناقة وقلت لها: اركبي فلما ركبت قالت: {سبحان الذي سخر
--------
ص345-347 - كتاب أبجد العلوم - باب التاء - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/9579/373#p5

 

 

 

 

الطريق الثاني: أن عيسى صلى الله عليه وسلم يمكن أن ينظر في القرآن فيفهم منه جميع الأحكام

المتعلقة بهذه الشريعة من غير احتياج إلى مراجعة الأحاديث كما فهم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك من القرآن، فإن القرآن العزيز قد انطوى على جميع الأحكام الشرعية، وفهمها النبي صلى الله عليه وسلم بفهمه الذي اختص به، ثم شرحها لأمته في السنة، وأفهام الأمة تقصر عن إدراك ما أدركه صاحب النبوة، وعيسى صلى الله عليه وسلم نبي فلا يبعد أن يفهم من القرآن كفهم النبي صلى الله عليه وسلم، وشاهد ما قلناه من أن جميع الأحكام الشرعية فهمها النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن - قول الإمام الشافعي رضي الله عنه: جميع ما حكم به النبي صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه من القرآن. ويؤيده ما أخرجه الطبراني في " الأوسط " من حديث عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إني لا أحل إلا ما أحل الله في كتابه، ولا أحرم إلا ما حرم الله في كتابه» .
وقال الشافعي أيضا: جميع ما تقوله الأمة شرح للسنة، وجميع السنة شرح للقرآن.
وقال الشافعي أيضا: ليست تنزل بأحد في الدين نازلة إلا في كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها.
وقال ابن برجان: ما قال النبي صلى الله عليه وسلم من شيء فهو في القرآن أو فيه أصله، قرب أو بعد، فهمه من فهمه، وعمه من عمه، وكذا كل ما حكم أو قضى به.
وقال بعضهم: ما من شيء إلا يمكن استخراجه من القرآن لمن فهمه الله حتى إن بعضهم استنبط عمر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا وستين من قوله في سورة المنافقين: {ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها} [المنافقون: ١١] فإنها رأس ثلاث وستين سورة، وعقبها بالتغابن ليظهر التغابن في فقده.
وقال المرسي في تفسيره: جمع القرآن علوم الأولين والآخرين بحيث لم يحط بها علما حقيقة إلا المتكلم به ثم رسول الله صلى الله عليه وسلم خلا ما استأثر به سبحانه، ثم روت عنه معظم ذلك سادات الصحابة وأعلامهم، مثل الخلفاء الأربعة، ومثل ابن مسعود، وابن عباس حتى قال: لو ضاع لي عقال بعير لوجدته في كتاب الله، وقال صلى الله عليه وسلم: «سيكون فتن، قيل: وما المخرج منها؟ قال: كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم» . رواه الترمذي.
--------
-ص193 - كتاب الحاوي للفتاوي - كتاب الإعلام بحكم عيسى عليه السلام - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/21723/664#p7

 

 






****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Thursday - 21/7/2022 - 7:11

بخش موجود از تفسیر ابن الفضل المرسی

https://www.bibliotheque.nat.tn/CATG/search.aspx?SC=Catalogue+G%C3%A9n%C3%A9ral+partout&QUERY=%D8%B1%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D8%B6%D9%85%D8%A2%D9%86+&QUERY_LABEL=#/Detail/(query:(Id:'0_OFFSET_0',Index:1,NBResults:2,PageRange:3,SearchQuery:(FacetFilter:%7B%7D,ForceSearch:!f,InitialSearch:!f,Page:0,PageRange:3,QueryGuid:'49888f89-418b-4d00-bca4-a53a3ab451da',QueryString:'%D8%B1%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D8%B6%D9%85%D8%A2%D9%86%20',ResultSize:50,ScenarioCode:'Catalogue%20G%C3%A9n%C3%A9ral%20partout',ScenarioDisplayMode:display-standard,SearchGridFieldsShownOnResultsDTO:!(),SearchLabel:'',SearchTerms:'%D8%B1%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D8%B6%D9%85%D8%A2%D9%86',SortField:Title_sort,SortOrder:1,TemplateParams:(Scenario:'',Scope:CATG,Size:!n,Source:'',Support:'',UseCompact:!f),UseSpellChecking:!n)))






****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Saturday - 20/4/2024 - 14:2

کلام مجلسی والد در لوامع صاحبقرانی                       

لوامع صاحبقرانى مشهور به شرح فقيه، ج‏1، ص: 122
پنجم: اشتمال قرآنست بر علوم اولين و آخرين‏
و با آن كه زياده از صد هزار تفسير نوشته‏اند و هر كدام بقدر قابليت خود از آن حقايق يافته‏اند صد هزار يك آن را نيافته‏اند و آن چه بر اين حقير واقع شد اين بود كه در اوايل طلب علوم مشغول كتب تفسير بودم و مجمع البيان و كشاف و تفسير قاضى با بسيارى از تفاسير در نظر بود و مطالعه مى‏كردم با رياضات شاقه و مى‏خواستم كه از حقايق قرانى بهره بيابم در آن اثناى شبى سنه دست داد حضرت سيد المرسلين را در واقعه ديدم كه نشسته است تنها و بنده در خدمت اويم بخاطر رسيد كه خوب تفكر نما در كمالات آن حضرت هر چند ملاحظه بيشتر مى‏نمودم انوار آن حضرت در ترقى بود به مرتبه كه عالم را فرو گرفت و من از دهشت آن واقعه بيدار شدم بخاطر رسيد كه چون در اخبار وارد شده است كه‏
 «كان خلقه القرآن»
بايد تفكر در معانى قرآن كنم، شروع نمودم در تدبر آيه كه به آن رسيده بودم شروع شد در كشف حقايق آن آيه و هر چند تفكر
                       

لوامع صاحبقرانى مشهور به شرح فقيه، ج‏1، ص: 123
مى‏نمودم بيشتر ظاهر مى‏شد تا آن كه علوم لا تحصى و لا تعد به يكبار ريخت، كه اگر مدت عمر شرح شمه از آن كنم نتوانم، و هم چنين هر آيه را كه ملاحظه مى‏نمودم فايض مى‏شد علوم بسيار، و به عزت حق سبحانه و تعالى قسم كه اغراق نكرده‏ام، مجملا از اين جهة اعجاز قرآن اوضح من الشمس است با آن كه آن حضرت امى بود، و همين اعجاز كافى است كه حضرت امير المؤمنين و ساير ائمه معصومين نزد كسى تعلم ننمودند بغير از آن حضرت و علوم ايشان را حصر نمى‏توان نمود و همه را واضح مى‏ساختند از قرآن.
و اخبار متواتره وارد است در آن كه قرآن مشتمل است بر علوم اولين و آخرين و علم آن نزد ائمه اهل بيت بود، و سنيان نيز در اين خلافى ندارند مگر خوارج عليهم اللعنه، اگر چه خوارج نيز آن حضرت را اعلم مى‏دانستند.