بسم الله الرحمن الرحیم

تمثیل عالی شیخ صدوق قده در أکمال-غیبت امام عصر عج شبیه غیبت اسم أعظم بین حروف مقطعة

فهرست مباحث علوم قرآنی
فضيلت قرآن كريم در بيانات ثقلين



كمال الدين و تمام النعمة ؛ ج‏2 ؛ ص638
قال مصنف هذا الكتاب ليس هذا الحديث و ما شاكله من أخبار المعمرين و غيرهم مما أعتمده في أمر الغيبة و وقوعها لأن الغيبة إنما صحت لي بما صح عن النبي ص و الأئمة ع من ذلك بالأخبار التي بمثلها صح الإسلام و شرائعه و أحكامه و لكني أرى الغيبة لكثير من أنبياء الله و رسله ص و لكثير من الحجج بعدهم ع و لكثير من الملوك الصالحين من قبل الله تبارك و تعالى و لا أجد لها منكرا من مخالفينا و جميعها في الصحة من طريق الرواية دون ما قد صح بالأخبار الكثيرة الواردة الصحيحة عن النبي و الأئمة ص في أمر القائم الثاني عشر من الأئمة ع و غيبته حتى يطول الأمد و تقسو القلوب و يقع اليأس من ظهوره ثم يطلعه الله و تشرق الأرض بنوره و يرتفع الظلم و الجور بعدله فليس في التكذيب بذلك مع الإقرار بنظائره إلا القصد إلى إطفاء نور الله و إبطال دينه‏ و يأبى الله إلا أن يتم نوره‏ و يعلي كلمته و يحق الحق‏ و يبطل الباطل‏ و لو كره المخالفون المكذبون بما وعد الله الصالحين على لسان خير النبيين صلوات الله عليه و على آله الطاهرين.
و لإيرادي هذا الحديث و ما يشاكله في هذا الكتاب معنى آخر و هو أن جميع أهل الوفاق و الخلاف يميلون إلى مثله من الأحاديث فإذا ظفروا به من هذا الكتاب حرصوا على الوقوف على سائر ما فيه فهم بالوقوف عليه من بين منكر و ناظر و شاك و مقر فالمقر يزداد به بصيرة و المنكر تتأكد عليه من الله الحجة و الواقف الشاك يدعوه وقوفه بين الإقرار و الإنكار إلى البحث و التنقيب‏ «1» إلى أمر الغائب و غيبته فترجى له الهداية لأن الصحيح من الأمور لا يزيده البحث و التنقيب‏ «1» إلا تأكيدا كالذهب الذي كلما دخل النار ازداد صفاء و جودة.
و قد غيب الله تبارك و تعالى اسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب و إذا سئل به أعطى في أوائل سور من القرآن. فقال عز و جل‏ الم‏ و المر و الر و المص‏ و كهيعص‏ و حم عسق‏ و طسم‏ و طس‏ و يس‏ و ما أشبه ذلك لعلتين
إحداهما أن الكفار و المشركين كانت أعينهم في غطاء عن ذكر الله و هو النبي ص بدليل قوله عز و جل‏ أنزل الله إليكم ذكرا رسولا «1» و كانوا لا يستطيعون للقرآن سمعا فأنزل الله عز و جل أوائل سور منه اسم الأعظم بحروف مقطوعة هي من حروف كلامهم و لغتهم و لم تجر عادتهم بذكرها مقطوعة فلما سمعوها تعجبوا منها و قالوا نسمع ما بعدها تعجبا فاستمعوا إلى ما بعدها فتأكدت الحجة على المنكرين و ازداد أهل الإقرار به بصيرة و توقف الباقون شكاكا لا همة لهم إلا البحث عما شكوا فيه و في البحث الوصول إلى الحق
و العلة الأخرى في إنزال أوائل هذه السور بالحروف المقطوعة ليخص بمعرفتها أهل العصمة و الطهارة فيقيمون بها الدلائل و يظهرون بها المعجزات و لو عم الله تعالى بمعرفتها جميع الناس لكان في ذلك ضد الحكمة و فساد التدبير و كان لا يؤمن من غير المعصوم أن يدعو بها على نبي مرسل أو مؤمن ممتحن ثم لا يجوز أن يقع الإجابة بها مع وعده و اتصافه بأنه‏ لا يخلف الميعاد على أنه يجوز أن يعطي المعرفة ببعضها من يجعله عبرة لخلقه متى تعدى فيها حده كبلعم بن باعوراء حين أراد أن يدعو على كليم الله موسى بن عمران ع فأنسي ما كان أوتي من الاسم فانسلخ منها و ذلك قول الله عز و جل في كتابه‏ و اتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين‏ «2» و إنما فعل عز و جل ذلك ليعلم الناس أنه ما اختص بالفضل إلا من علم أنه مستحق للفضل و أنه لو عم لجاز منهم وقوع ما وقع من بلعم.
و إذا جاز أن يغيب الله عز و جل اسمه الأعظم في الحروف المقطوعة في كتابه الذي هو حجته و كلامه فكذلك جائز أن يغيب حجته في الناس عن عباده المؤمنين و غيرهم لعلمه عز و جل أنه متى أظهره وقع من أكثر الناس التعدي لحدود الله في شأنه فيستحقون بذلك القتل فإن قتلهم لم يجز و في أصلابهم مؤمنون و إن لم يقتلهم لم يجز و قد استحقوا القتل.
فالحكمة للغيبة في مثل هذه الحالة موجبة فإذا تزيلوا و لم يبق في أصلابهم مؤمن أظهره الله عز و جل فخسف بأعدائه و أبادهم‏ «1» أ لا ترى المحصنة إذا زنت و هي حبلى لم ترجم حتى تضع ولدها و ترضعه إلا أن يتكفل برضاعه رجل من المسلمين فهذا سبيل من في صلبه مؤمن إذا وجب عليه القتل لم يقتل حتى يزايله و لا يعلم ذلك إلا من يكون حجة من قبل علام الغيوب و لهذا لا يقيم الحدود إلا هو و هذه هي العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين ع مجاهدة أهل الخلاف خمسا و عشرين سنة بعد رسول الله ص.








تمثیل عالی شیخ صدوق قده در أکمال-غیبت امام عصر عج شبیه غیبت اسم أعظم بین حروف مقطعة