بسم الله الرحمن الرحیم

تحدي قرآن کریم-رمز تحدي-محور تحدي-تدوین تکوین
القرائة-2|1|الم
فهرست مباحث علوم قرآنی
الحروف المقطعة
جميع علوم در قرآن
علم نشانه‌شناسي
إلا أن يعطي الله عبدا فهما في كتابه
حديث ابن عباس در گم شدن عقال شتر

بسم الله الرحمن الرحیم

جامعیت قرآن کریم؛ «تبیاناً لکلِّ شیءٍ»

فصل اول) بررسی شواهد دیدگاه

در مورد محتوای قرآن و دامنه شمول آن نسبت به علوم و مسائل مختلف،‌ دیدگاه‌های مختلفی وجود دارد. در میان همه این نظرات،‌ دیدگاه جامعیت صددرصدی قرآن در ابتدای امر سنگین و غیرقابل باور جلوه می‌کند. اما باید توجه داشت که ما در مورد کتابی سخن می‌گوییم که به فرموده رسول مکرم اسلام صلی الله علیه و آله: لا تحصی عجائبه و لا تبلی غرائبه … ظاهره انیق و باطنه عمیق… لذاست که نمی‌توان با قیاس به معلومات خود و کتبی که به‌صورت معمولی با آن‌ها سرو کار داریم در مورد کتاب الهی و معجزه ابدی پیامبر او قضاوت کرد.

آیات قرآن کریم

بهترین معرّف قرآن،‌ خود قرآن است و اوست که می‌تواند مجموعه اطلاعات درونی خود را برای ما بازگو کند. به این آیات توجه بفرمایید:

لَقَدْ كانَ في‏ قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ ما كانَ حَديثاً يُفْتَرى‏ وَ لكِنْ تَصْديقَ الَّذي بَيْنَ يَدَيْهِ وَ تَفْصيلَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ وَ هُدىً وَ رَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُون(يوسف : 111)

وَ يَوْمَ نَبْعَثُ في‏ كُلِّ أُمَّةٍ شَهيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ جِئْنا بِكَ شَهيداً عَلى‏ هؤُلاءِ وَ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ وَ هُدىً وَ رَحْمَةً وَ بُشْرى‏ لِلْمُسْلِمين(النحل:8٩)

وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلاَّ هُوَ وَ يَعْلَمُ ما فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ ما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُها وَ لا حَبَّةٍ في‏ ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَ لا رَطْبٍ وَ لا يابِسٍ إِلاَّ في‏ كِتابٍ مُبين‏( الأنعام : 59)

وَ ما تَكُونُ في‏ شَأْنٍ وَ ما تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَ لا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفيضُونَ فيهِ وَ ما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا فِي السَّماءِ وَ لا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَ لا أَكْبَرَ إِلاَّ في‏ كِتابٍ مُبين(يونس : 61)

وَ ما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِلاَّ في‏ كِتابٍ مُبين(النمل : 75)

کتاب مبین در ابتدای سوره نمل معرفی شده است:

طس تِلْكَ آياتُ الْقُرْآنِ وَ كِتابٍ مُبين(النمل : 1)

در ادامه و با بررسی روایات، خواهیم دید که حضرات در مقام القاء جامعیت قرآن به تک‌تک این آیات استناد کرده‌اند.

 روایات اهل‌بیت علیهم‌السلام

در این فضا با چندین دسته روایات مواجهیم:

الف) بیان کل شیئ/ تبیان کل شیء

و سلوني عن القرآن، فإن في القرآن بيان‏ كل‏ شي‏ء و فيه علم الأولين و الآخرين، و إن القرآن لم يدع لقائل مقالا.( كتاب سليم بن قيس الهلالي، ج‏2، ص: 941-٩۴٢ و تفسیر فرات،‌ ص ۶٨)

إن الله عز و جل أنزل في القرآن تبيانا لكل شي‏ء حتى و الله ما ترك شيئا يحتاج إليه العبد حتى و الله ما يستطيع عبد أن يقول لو كان في القرآن هذا إلا و قد أنزله الله فيه ‏( المحاسن، ج ١، ص ٢۶٧)

فليس من شي‏ء إلا و في كتاب الله تبيانه‏‏‏ ( المحاسن، ج ١، ص ٢۶٧)

فی کتابه الذی فیه تبیان کل شیء(توحید المفضل،‌ ص ٩٢ )

فورثنا هذا الذي فيه تبيان كل شي‏ء (بصائر الدرجات، ج ١، ص ۴٨)

الرحمن علم القرآن‏ قال ع: الله علم محمدا القرآن، قلت‏ خلق الإنسان‏ قال ذلك أمير المؤمنين ع قلت‏ علمه البيان‏ قال علمه‏ تبيان‏ كل شي‏ء يحتاج الناس إليه،( تفسير القمي ؛ ج‏2 ؛ ص343)

قال الله لموسى: «و كتبنا له في الألواح من كل شي‏ء» فعلمنا أنه لم يكتب لموسى الشي‏ء كله- و قال الله لعيسى «ليبين لهم الذي يختلفون فيه‏» و قال الله لمحمد عليه و آله السلام: «و جئنا بك شهيدا على هؤلاء- و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل‏ شي‏ء»(تفسیر العیاشی، ج ٢، ص ٢۶۶ و بحارالانوار، ج ٨٩،‌ص ١٠٢)

قد ولدني رسول الله ص و علمت كتاب الله و فيه تبيان‏ كل‏ شي‏ء بدء الخلق و أمر السماء و أمر الأرض و أمر الأولين و أمر الآخرين و أمر ما كان و أمر ما يكون كأني أنظر إلى ذلك نصب عيني(الکافی، ج ٢،‌ص ٢٢٣)

فيه تبيان كل شي‏ء و شفاء للعالمين(الکافی،‌ج ١،‌ص ۴٧٨)

و ختم بكتابكم‏ الكتب‏ فلا كتاب بعده أبدا و أنزل فيه تبيان كل شي‏ء و خلقكم و خلق السماوات و الأرض و نبأ ما قبلكم و فصل ما بينكم و خبر ما بعدكم و أمر الجنة و النار و ما أنتم صائرون إليه(الکافی،‌ج ١،‌ص ٢۶٩)

قد أنزل الله القرآن و جعل فيه تبيان‏ كل‏ شي‏ء و جعل للقرآن و لتعلم القرآن أهلا(الکافی،‌ج ٨،‌ ص ۵)

و أن يعتمد كتاب الله عند الشبهات فإن فيه تبيان‏ كل‏ شي‏ء(تحف العقول،‌ ص ١٢۶)

و أنزل عليه القرآن فيه تبيان‏ كل‏ شي‏ء و بين فيه الحلال و الحرام و الحدود و الأحكام و جميع ما يحتاج إليه الناس كملا فقال‏ ما فرطنا في الكتاب من شيء(الکافی،‌ ج ١،‌ ص ١٩٩)

أم أنزل الله سبحانه دينا تاما فقصر الرسول ص عن تبليغه و أدائه و الله سبحانه يقول‏ ما فرطنا في الكتاب من شي‏ء و فيه [تبيان كل‏] تبيان‏ لكل‏ شي‏ء(نهج البلاغة (للصبحي صالح)، ص: 61)

ب) اعلم ذلک من کتاب الله

إني لأعلم ما في السماوات و ما في الأرض و ما في الجنة و ما في النار و ما كان و ما يكون إلى أن تقوم الساعة ثم قال أعلمه من كتاب [الله‏] أنظر إليه هكذا ثم بسط كفيه ثم قال إن الله يقول إنا أنزلنا إليك الكتاب فيه تبيان كل شي‏ء

إني لأعلم ما في السماء و أعلم ما في الأرض و أعلم ما في الجنة و أعلم ما في النار و أعلم ما كان و أعلم ما يكون علمت ذلك‏ من‏ كتاب‏ الله‏ إن الله تعالى يقول فيه تبيان كل شي‏ء.

نحن و الله نعلم ما في السماوات و ما في الأرض و ما في الجنة و ما في النار و ما بين ذلك قال فنبهت‏ [فبهت‏] أنظر إليه قال فقال يا حماد إن ذلك‏ من‏ كتاب‏ الله‏ إن ذلك في كتاب الله‏ إن ذلك في كتاب الله‏ثم تلا هذه الآية و يوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم و جئنا بك شهيدا على هؤلاء و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي‏ء و هدى و رحمة و بشرى للمسلمين‏ إنه من كتاب الله فيه تبيان كل شي‏ء فيه تبيان كل شي‏ء.

إني لأعلم ما في السماوات و أعلم ما في الأرضين و أعلم ما في الجنة و أعلم ما في النار و أعلم ما كان و ما يكون ثم مكث هنيئة فرأى أن ذلك كبر على من سمعه فقال علمت من كتاب الله إن الله يقول فيه تبيان كل شي‏ء.( بصائر الدرجات في فضائل آل محمد صلى الله عليهم ؛ ج‏1 ؛ ص47-۴٨ و بحار الانوار، ج 89،ص 84-85)

ج) فیه خبرکم و خبر ما قبلکم و خبر ما بعدکم

عنه عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران قال سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ إن الله أنزل عليكم كتابه الصادق النازل فيه خبركم و خبر ما قبلكم و خبر ما بعدكم و خبر السماء و خبر الأرض فلو أتاكم من يخبركم عن ذلك لعجبتم‏‏( المحاسن، ج ١، ص ٢۶٧)

ثم جاء بالقرآن الذي فيه قصص الأنبياء ع و أخبارهم حرفا حرفا و أخبار من مضى و من بقي إلى يوم القيامة (التوحید، ص ۴٢٩-۴٣٠ و عیون اخبار الرضا علیه‌السلام،‌ ج ١،‌ ص ١۶٧)

و ذلك القرآن فاستنطقوه فلن ينطق لكم، أخبركم عنه أن فيه علم ما مضى و علم ما يأتي إلى يوم القيامة و حكم‏ ما بينكم و بيان ما أصبحتم فيه مختلفون [تختلفون‏] فلو سألتموني عنه لأخبرتكم عنه لأني أعلمكم(تفسير القمي ؛ ج‏1 ؛ ص2-٣ و بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج‏89 ؛ ص81-٨٢)

د) فیه ما کان و ما یکون

فقال أبي: إن الله (جل ذكره) أنزل على نبيه كتابا بين فيه ما كان و ما يكون إلى يوم القيامة، في قوله: و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي‏ء و هدى و رحمة و بشرى للمسلمين ».

و في قوله: كل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين ».

و في قوله: ما فرطنا في الكتاب من شي‏ء ».

و في قوله: و ما من غائبة في السماء و الأرض إلا في كتاب مبين‏

و أوحى الله (تعالى) إلى نبيه (عليه السلام) أن لا يبقي في غيبه و سره و مكنون علمه شيئا إلا يناجي به عليا، فأمره أن يؤلف القرآن

ما نزلت آية إلا و أنا عالم متى نزلت، و فيمن أنزلت، و لو سألتموني عما بين‏ اللوحين‏ لحدثتكم(دلائل الامامة، ص ٢٣۶)

هـ) یحتمل کل شیء

و كتاب الله يحتمل‏ كل‏ شي‏ء(تفسیر العیاشی،‌ ج ١،‌ ص ١۶)

و)کل ما یحتاج الیه

أن الله عز و جل أرسل رسولا و أنزل عليه كتابا و أنزل في الكتاب كل ما يحتاج إليه و جعل له دليلا يدل عليه و جعل لكل شي‏ء حدا و لمن جاوز الحد حدا(الکافی، ج ٧، ص ١٧۵)

ز) فیه تفصیل کل شیء

نحن حزب الله الغالبون و عترة رسوله الأقربون و أهل بيته الطيبون الطاهرون و أحد الثقلين اللذين خلفهما رسول الله ص في أمته و التالي كتاب الله فيه تفصيل‏ كل‏ شي‏ء-(الامالی للمفید،‌ص ٣۴٩)

ح)ما من شیء الا و له اصل فی کتاب الله

ما من أمر يختلف فيه اثنان إلا و له أصل في كتاب الله و لكن لا تبلغه عقول الرجال‏‏‏( المحاسن، ج ١، ص ٢۶٨ و الکافی،‌ج ١،‌ص ۶٠ )

ثم قال و أي قضية أعدل من قضية تجال عليها السهام يقول الله تعالى- فساهم فكان من المدحضين‏ قال و ما من أمر يختلف فيه اثنان إلا و له‏ أصل‏ في كتاب الله و لكن لا تبلغه عقول الرجال.(الکافی، ج ٧، ص ١۵٧)

ما عال ولي الله و لا طاش سهم من فرائض الله و لا اختلف اثنان في حكم الله‏و لا تنازعت الأمة في شي‏ء من أمر الله إلا علم ذلك عندنا من كتاب الله(الکافی،‌ ج ٧،‌ ص ٧٨)

ط) فاسألونی من کتاب الله

قال أبو جعفر ع‏ إذا حدثتكم بشي‏ء فسألوني عنه من كتاب الله‏‏‏ (المحاسن، ج ١، ص ٢۶٨)

ما نزلت آية في كتاب الله في ليل أو نهار إلا و قد علمت فيمن أنزلت و لا ممن مر على رأسه المواسي من قريش إلا و قد نزلت فيه آية من كتاب الله تسوقه إلى الجنة أو إلى النار(بصائر الدرجات، ج ١، ص ١٣٣)

ی) حروف مقطعه

يا با لبيد إن في حروف القرآن المقطعة لعلما جما(تفسیر العیاشی، ج ٢،‌ص ٣)

ما من شیء تطلبونه الا و هو فی القرآن

ما من شي‏ء تطلبونه‏ من حرز من حرق أو غرق أو سرق أو إفلات دابة من صاحبهاأو ضالة أو آبق إلا و هو في القرآن فمن أراد ذلك فليسألني عنه(الکافی، ج ٢، ص ۶٣۴)

ک)رابطه امام و کتاب

حدیث ثقلین: با توجه به این‌که هیچ‌یک از کتاب و عترت، از هم جدایی ندارند و از سوی دیگر بنا بر واضحات نزد امامیه،‌ ائمه معصومین علیهم‌السلام عالم بر ما کان و ما یکون هستند و بر تمامی مسائل اشراف و اطلاع دارند،‌ قطعاً‌ در کتاب نیز باید چنین علمی موجود باشد تا مقدمه اول مخدوش نشود.

شاهد بر این مطلب آیه شریفه سوره یس است که و کل شیء احصیناه فی امام مبین که هم بر کتاب مبین و هم بر امیرالمؤمنین علیه‌السلام تطبیق شده است:

و قال علي بن إبراهيم في قوله: و سواء عليهم أ أنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون‏ إلى قوله‏ و كل شي‏ء أحصيناه في‏ إمام‏ مبين‏ أي في كتاب مبين و هو محكم

و ذكر ابن عباس عن أمير المؤمنين ع أنه قال أنا و الله الإمام المبين أبين للحق من الباطل- و ورثته من رسول الله ص‏

و هو محكم-( تفسير القمي ؛ ج‏2 ؛ ص212)

جالب اینجاست که در روایت ذیل، امام برای اثبات علم مطلق امیرالمؤمنین صلوات الله علیه به عکس روند بالا استناد می‌کنند و می‌فرمایند:

عن محمد بن أبي عمير الكوفي  عن عبد الله بن الوليد السمان  قال قال أبو عبد الله ع: ما يقول الناس في أولي العزم و صاحبكم أمير المؤمنين ع قال قلت ما يقدمون على أولي العزم أحدا قال فقال أبو عبد الله ع إن الله تبارك و تعالى قال لموسى و كتبنا له في الألواح من كل شي‏ء موعظة  و لم يقل كل شي‏ء موعظة و قال لعيسى و لأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه و لم يقل كل شي‏ء و قال لصاحبكم أمير المؤمنين ع قل كفى بالله شهيدا بيني و بينكم و من عنده علم الكتاب  و قال الله عز و جل و لا رطب و لا يابس إلا في كتاب مبين و علم هذا الكتاب عنده(الاحتجاج، ج ٢،‌ص ٣٧۵)

معاشر الناس ما من علم إلا و قد أحصاه الله فيَّ و كل علم علمت فقد أحصيته في إمام المتقين و ما من علم إلا علمته عليا و هو الإمام المبين…   تدبروا القرآن و افهموا آياته و انظروا إلى محكماته و لا تتبعوا متشابهه فو الله لن يبين لكم زواجره و لا يوضح لكم تفسيره إلا الذي أنا آخذ بيده و مصعده إلي و شائل بعضده و معلمكم أن من كنت مولاه فهذا علي مولاه و هو علي بن أبي طالب ع أخي و وصيي و موالاته من الله عز و جل أنزلها علي معاشر الناس إن عليا و الطيبين من ولدي هم الثقل الأصغر و القرآن الثقل الأكبر فكل واحد منبئ عن صاحبه و موافق له(روضة الواعظین، ج ١، ص ٩٣)

ل) استشهاد حضرات به آیات قرآن کریم:

این از امور واضح در سیره حضرات است که هم خود در مقام بیان مسائل مختلف به آیات قرآن استناد می‌کردند،‌استنادی که از چشمان ظاهر بین مردم مخفی بود لکن پس از بیان امام نکته آن را به روشنی دریافت می‌کردند و هم به اصحاب خود تعلیم می‌دادند که إذا حدثتكم بشي‏ء فسألوني عنه من كتاب الله‏‏‏( المحاسن، ج ١، ص ٢۶٨)

از جمله این موارد، روایتی است در دلائل الامة جناب طبری. در این روایت امام می‌فرمایند: من تعداد کرم‌های موجود در این کوه را می‌دانم. تا اینجای کار برای کسی که با مقامات حضرات آشناست غریب نیست. اما امام در ادامه می‌فرمایند: نعلم ذلک من کتاب الله. اهمیت این روایت ازاین‌جهت است که امام در مقام فهم یک قضیه شخصیه به قرآن استناد کردند:

و عنه: عن أحمد، عن أبيه، عن الحسن بن علي، عمن ذكره، عن حذيفة بن منصور، عن يونس، قال: سمعته يقول و قد مررنا بجبل فيه دود، فقال: أعرف من يعلم إناث هذا الدود من ذكرانه، و كم عدده. ثم قال: نعلم ذلك من كتاب الله، فإن في كتاب الله تبيان كل شي‏ء(دلائل الإمامة (ط - الحديثة)، ص: 273)

از دیگر روایات در این فضا:

تفسیر کلمه الصمد در سوره توحید: الصمد خمسة أحرف فالألف دليل على إنيته … و اللام دليل على إلهيته بأنه هو الله و الألف و اللام مدغمان لا يظهران على اللسان‏و لا يقعان في السمع و يظهران في الكتابة دليلان على أن إلهيته بلطفه خافية لا تدرك بالحواس و لا تقع في لسان واصف و لا أذن سامع …و أما الصاد فدليل على أنه عز و جل صادق و قوله صدق و كلامه صدق و دعا عباده إلى اتباع الصدق بالصدق و وعد بالصدق دار الصدق و أما الميم فدليل على ملكه و أنه الملك الحق لم يزل و لا يزال و لا يزول ملكه و أما الدال فدليل على دوام ملكه و أنه عز و جل دائم تعالى عن الكون و الزوال بل هو عز و جل يكون الكائنات الذي كان بتكوينه كل كائن ثم قال ع لو وجدت لعلمي الذي آتاني الله عز و جل حملة لنشرت التوحيد و الإسلام و الإيمان و الدين و الشرائع من الصمد(التوحيد (للصدوق) ؛ ص92)

قال علي ع لو شئت لأوقرت سبعين بعيرا من تفسير فاتحة الكتاب(مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب)، ج‏2، ص: 43 و بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏89، ص: 103)

تعیین مال کثیر: تفسیر العیاشی،ج 2، ص 84

بیان تاریخ انقضاء بنی امیه و سایر وقایع: عن أبي جمعة رحمة بن صدقة قال أتى رجل من بني أمية و كان زنديقا- إلى جعفر بن محمد ع فقال له: قول الله في كتابه المص‏ أي شي‏ء أراد بهذا و أي شي‏ء فيه من الحلال و الحرام و أي شي‏ء في ذا مما ينتفع به الناس قال: فأغلظ ذلك جعفر بن محمد ع فقال: أمسك ويحك الألف واحد، و اللام ثلاثون، و الميم أربعون، و الصاد تسعون، كم معك فقال الرجل: مائة و إحدى و ستون، فقال له جعفر بن محمد ع: إذا انقضت سنة إحدى و ستين و مائة ينقضي ملك أصحابك، قال: فنظرنا فلما انقضت‏ إحدى و ستون و مائة يوم عاشوراء دخل المسودة  الكوفة و ذهب ملكهم

خيثمة الجعفي عن أبي لبيد المخزومي قال: قال أبو جعفر ع يا با لبيد إنه يملك من ولد العباس اثنا عشر، يقتل بعد الثامن منهم أربعة فتصيب أحدهم الذبحة فتذبحه، هم فئة قصيرة أعمارهم، قليلة مدتهم، خبيثة سيرتهم منهم الفوبسق الملقب بالهادي، و الناطق و الغاوي، يا با لبيد إن في حروف القرآن المقطعة لعلما جما، إن الله تبارك و تعالى أنزل «الم ذلك الكتاب، فقام محمد ع حتى ظهر نوره و ثبتت كلمته، و ولد يوم ولد، و قد مضى من الألف السابع مائة سنة و ثلاث سنين، ثم قال:و تبيانه في كتاب الله [في‏] الحروف المقطعة- إذا عددتها من غير تكرار، و ليس من حروف مقطعة حرف ينقضي أيام [الأيام‏] إلا و قائم من بني هاشم عند انقضائه، ثم قال: الألف واحد، و اللام ثلاثون، و الميم أربعون، و الصاد تسعون، فذلك مائة و إحدى و ستون، ثم كان بدو خروج الحسين بن علي ع الم الله، فلما بلغت مدته قام قائم ولد العباس عند «المص»، و يقوم قائمنا عند انقضائها ب الر فافهم ذلك و عه و اكتمه(تفسیر العیاشی،ج 2، ص 2-3)

علاوه‌بر موارد بالا: تفسیر القمی،ج 2، ص 342 و تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، ص:461-462 و الكافي (ط - الإسلامية)، ج‏8، ص:317-318

روایات اهل‌سنت

کتب فی الذکر کل شیء(كتاب الشريعة للآجري ، ص ٧۶۴ و كتاب صحيح البخاري ط السلطانية ، ص ١٢۴ و كتاب السنن الكبرى النسائي ط الرسالة، ص ١٢۶ و كتاب صحيح ابن حبان التقاسيم والأنواع، ص456و كتاب المستدرك على الصحيحين للحاكم ط العلمية، ص ٣٧١ و كتاب السنن الكبرى البيهقي ط العلمية، ص ۴)

 أما إني قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ألا إنها ستكون فتنة». فقلت: ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم(كتاب سنن الترمذي ت بشار، ص ٢٩ و كتاب مسند البزار البحر الزخار ، ص ٧١  و كتاب مسند الدارمي ت حسين أسد، ص ٢٠٩٨ و  مختصر قيام الليل وقيام رمضان وكتاب الوتر ، ص ١٧٣ و كتاب جزء الحسن بن رشيق العسكري ، ص ٩۵ و كتاب فضائل القرآن للفريابي ، ص ١٨١-١٨۶ و كتاب المعجم الكبير للطبراني ، ص ١٣۶)

كتاب فيه بيان لكل شيء كان قبلكم، وما هو كائن بعدكمفكتب لكم هذا تبيانا لكل شيء(كتاب المعجم الكبير للطبراني، ص ٨٩)

کلمات صحابه و تابعین

ابن مسعود:

من أراد العلم فليثور القرآن، فإن فيه علم الأولين والآخرين(كتاب المعجم الكبير للطبراني ، ص ١٣۶ و كتاب الزهد لأحمد بن حنبل ، ص ١٢٩ و كتاب المصنف ابن أبي شيبة ت الحوت ، ص ١٢۶)

إن الله عز وجل أنزل هذا القرآن تبيانا لكل شيء، ولكن علمنا يقصر عما بين لنا في القرآن، ثم قرأ {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء} [النحل: ٨٩] (كتاب الإبانة الكبرى ابن بطة ، ص ١۴٨)

أنزل في هذا القرآن كل علم و كل شي‏ء قد بين لنا في القرآن(جامع البيان فى تفسير القرآن، ج‏14، ص 108)

ابن عباس:

لو ضاع لأحدكم عقال بعير لوجده في القرآن(ينابيع المودة لذوي القربى، ج 3 ،  ص 218 و روح المعاني في تفسير القرآن العظيم، ج‏3، ص: 357  و ج ۴،‌ص ١٣٧ و ج ١۴،‌ص ٩٨)

مسروق:

من سره أن يعلم علم الأولين وعلم الآخرين وعلم الدنيا والآخرة فليقرأ سورة الواقعة(كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ط السعادة ، ص ٩۵)

 

فصل دوم) بررسی کلمات علماء امامیه

با بررسی‌های میدانی در کلمات علماء به این نتیجه می‌رسیم که باور به جامعیت قرآن به تبع فرهنگ‌سازی حضرات معصومین سابقه‌ای تاریخی در کلمات و فکر علمای شیعه داشته است:

١.احمد بن محمد بن خالد برقی

ایشان در کتاب شریف محاسن بابی با این عنوان باز کرده است که باب إنزال الله في القرآن تبيانا لكل شي‏ء(المحاسن، ج ١، ص ٢۶٧-٢٧٠)

٢. مرحوم کلینی

ایشان نیز در کتاب خود،‌ عنوانی نزدیک به‌عنوان محاسن دارد:

باب الرد إلى الكتاب و السنة و أنه ليس شي‏ء من الحلال و الحرام و جميع ما يحتاج الناس إليه إلا و قد جاء فيه كتاب أو سنة

این عنوان وقتی در کنار روایات زیرمجموعه باب قرار می‌گیرد، شاهدی روشن بر باور کلینی به این مطلب می‌شود:

محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن حديد عن مرازم عن أبي عبد الله ع قال: إن الله تبارك و تعالى أنزل في القرآن تبيان كل شي‏ء حتى و الله ما ترك الله شيئا يحتاج إليه العباد حتى لا يستطيع عبد يقول لو كان هذا أنزل في القرآن- إلا و قد أنزله الله فيه.

7- محمد بن يحيى عن بعض أصحابه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع أيها الناس إن الله تبارك و تعالى أرسل إليكم الرسول ص و أنزل إليه الكتاب بالحق و أنتم أميون عن الكتاب و من أنزله و عن الرسول و من أرسله على حين فترة من الرسل ... فجاءهم بنسخة ما في الصحف الأولى  و تصديق الذي بين يديه و تفصيل الحلال من ريب الحرام ذلك القرآن فاستنطقوه و لن ينطق لكم أخبركم عنه إن فيه علم ما مضى و علم ما يأتي إلى يوم القيامة و حكم ما بينكم و بيان ما أصبحتم فيه تختلفون فلو سألتموني عنه لعلمتكم.( الکافی، ج ١،‌ص ۵٩-۶٢)

و روایات متعدد دیگری که در ادامه قابل مشاهده است.

٣. طبری شیعی

از اموری که با بررسی کلام ایشان و کلام شیخ صدوق روشن می‌شود،‌ این است که مسئله جامعیت در همان زمان نه تنها اختصاصی شیعه نبوده است،‌ بلکه در میان اهل‌سنت نیز این باور وجود داشته است. تا جایی که از این باور به‌عنوان شبهه بر عقاید شیعه استفاده می شده است. مرحوم طبری می فرماید:

فإن قالوا: إن النبي (ص) لم يوص إلى أحد، و خلاهم و الكتاب الذي فيه تبيان‏ كل‏ شي‏ء، و السنة التي جعلها أصلا.

جالب اینجاست که ایشان این ادعا را رد نمی‌کند که کجا در قرآن همه مطالب آمده است،‌ بلکه با قبول کلام مخالفین،‌ پاسخ به شبهه می‌دهد که قرآن جامع،‌ نیاز به شارح دارد: فالحجة عليهم أنه قد أوصاهم بالتمسك به و برجل من عترته يبينه لهم، فإن في القرآن المحكم و المتشابه، و الناسخ و المنسوخ، و اختلفت الأمة في التأويل و التفسير، و احتاجت إلى من يقيمه، و يشرح ما فيه من الحلال و الحرام، و المحكم و المتشابه، فاختلفوا، لأن القرآن لا يشرح ما فيه(المسترشد في إمامة علي بن أبي طالب عليه السلام ؛ ص566-۵۶٧)

۴. شیخ صدوق

بیان ایشان نیز نزدیک به بیان طبری است:

فإن احتج محتج من أهل الإلحاد و العناد بالكتاب و أنه الحجة التي يستغنى بها عن الأئمة الهداة لأن فيه تبيانا لكل شي‏ء و لقول الله عز و جل‏ ما فرطنا في الكتاب من شي‏ء

 قلنا له أما الكتاب فهو على ما وصفت فيه تبيان‏ كل‏ شي‏ء منه منصوص مبين و منه ما هو مختلف فيه فلا بد لنا من مبين يبين لنا ما قد اختلفنا فيه(كمال الدين و تمام النعمة ؛ ج‏2 ؛ ص663)

۵. ابن شهرآشوب

ایشان در تعلیل بر اعلمیت امیرالمؤمنین می‌فرماید: قال ابن المسيب ما كان في أصحاب رسول الله ع أحد يقول سلوني غير علي بن أبي طالب و قال ابن شبرمة ما أحد قال على المنبر سلوني غير علي و قال الله تعالى تبيانا لكل شي‏ء و قال و كل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين و قال و لا رطب و لا يابس إلا في كتاب مبين(المناقب، ج 2، ص 39)

همچنین در فضای مقایسه قرآن و حضرت چنین می‌نویسد:

و في القرآن و إنه لذكر لك و له أ فمن يهدي إلى الحق و في القرآن فلله الحجة البالغة و له قال أمير المؤمنين أنا حجة الله أنا خليفة الله. … و في القرآن تفصيل كل شي‏ء و له إنه لقول فصل … و في القرآن عل سبيل التوسع ثم قال للقرآن أ فنضرب عنكم الذكر و له فسئلوا أهل الذكر و في القرآن و لا رطب و لا يابس إلا في كتاب مبين‏ و علم هذا الكتاب عنده لقوله و من عنده علم الكتاب(المناقب، ج 3، ص 240-241)

۶. حافظ برسی

و سر الله مودع في كتبه، و سر الكتب في القرآن، لأنه الجامع المانع، و فيه تبيان كل شي‏ء، و سر القرآن في الحروف المقطعة في أوائل السور، و علم الحروف في لام ألف، و هو الألف المعطوف المحتوي على سر الظاهر و الباطن، و علم اللام ألف في الألف، و علم الألف في النقطة، و علم النقطة في المعرفة الأصلية، و سر القرآن في الفاتحة، و سر الفاتحة في مفتاحها، و هي بسم الله، و سر البسملة في الباء، و سر الباء في النقطة(مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين عليه السلام، ص: 35)

٧.عاملی نباطی

و أسند ابن أبي عمير إلى الصادق ع أن الله قال لموسى ع و كتبنا له في الألواح من كل شي‏ء  و لم يقل كل شي‏ء و في عيسى و لأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه  و قال في علي بن أبي طالب و من عنده علم الكتاب  و قال و لا رطب و لا يابس إلا في كتاب مبين‏  فعند علي علم كل رطب و يابس.

إن قلت عند علي علم الكتاب و لا رطب و لا يابس إلا في كتاب هذا من الشكل الثاني و عقيم و هو هنا لإيجاب مقدمتيه.
قلت فلنرده إلى الأول فنقول كل رطب و يابس علمه في كتاب مبين و علم ذلك الكتاب كله عند علي بطريق أبي نعيم و في تفسير الثعلبي.( الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم، ج‏1، ص: 211 و ص ٢١٨)

٨. سید شرف الدین استرآبادی

و من هاهنا بان أن‏أمير المؤمنين ع هو الإمام الذي أحصى الله فيه علم كل شي‏ء لكونه يعلم علم الكتاب الذي فيه تبيان‏ كل‏ شي‏ء(تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، ص:481)

٩. ملاصدرا

ایشان بیانی تفصیلی در مورد جامعیت قرآن دارند(شرح أصول الكافي (صدرا)، ج‏2، ص:324-٣٢٨) در بخشی از این مبحث می‌فرمایند:

يعنى ان القرآن مجتمع علوم الاولين و الآخرين، و قد انزل فيه تبيان كل شي‏ء و برهان كل علم و نور كل هدى و سبيل كل غاية و شاهد كل غائب و مهيمن كل كتاب و جامع كل خطاب، ما من علم الا و فيه اصله و دليله و ما من حكم الا و منه بيانه و سبيله، حتى و الله ما فات القرآن الامور الجزئية و ما ترك الله منه شيئا يحتاج إليه العباد من الوقائع النادرة الواقعة فى شي‏ء من الازمنة و الاوقات فضلا عن معظمات الامور و الكليات من القواعد و الاعتقادات، حتى انه لا يسع لاحد و لا يستطيع عبد ان يقول متمنيا:لو كان هذا الحكم الجزئى و المسألة الفرعية فى القرآن، اذ لا يعزب عن علم القرآن شي‏ء
فى الارض و لا فى السماء الا و قد انزله الله فيه.

١٠. مولی صالح مازندرانی

(إن الله تعالى يقول: فيه تبيان كل شي‏ء) دليل على ما أشار إليه من أن في القرآن خبر كل شي‏ء مما كان و ما يكون و ما هو كائن و برهان له (شرح الكافي-الأصول و الروضة (للمولى صالح المازندراني)، ج‏2، ص: 367)

قوله (قال الله تعالى فيه تبيان كل شي‏ء) أي كشفه و إيضاحه و هو دليل على ما ذكره من أن في القرآن خبر كل شي‏ء لكسر(شرح الكافي-الأصول و الروضة (للمولى صالح المازندراني)، ج‏5، ص: 363)

١١. فیض کاشانی

ایشان یکی از مقدمات تفسیر شریف خود‌، الصافی را به این مطلب اختصاص داده است و برای جامعیت قرآن تحلیل ارائه می‌کند:

المقدمة السابعة في نبذ مما جاء في أن القرآن تبيان كل شي‏ء و تحقيق معناه(تفسير الصافي، ج‏1، ص: 56-۵٨)

١٢. سید هاشم بحرانی

ایشان نیز در مقدمه تفسیر البرهان بابی با عنوان باب في أن ما من شي‏ء يحتاج إليه العباد إلا و هو في القرآن، و فيه تبيان كل شي‏ء دارد و به بیان روایاتی می‌پردازد که به‌صورت کامل در فصل چهارم گزارش داده شده است.( البرهان في تفسير القرآن، ج‏1، ص: 30)

١٣. علامه مجلسی

ایشان نیز در بحارالانوار بابی با این عنوان دارد: أن للقرآن ظهرا و بطنا و أن علم كل شي‏ء في القرآن و أن علم ذلك كله عند الأئمة عليهم السلام و لا يعلمه غيرهم إلا بتعليمهم‏( بحار الانوار، ج 89، ص 78)

١۴. سید حسین بروجردی صاحب تفسیر

ایشان در مقدمه تفسیر خود ،الصراط المستقیم، فصلی را به این مطلب اختصاص داده است. به نظر می‌رسد که کلام ایشان در این مسئله،‌ نقطه عطفی در پیشبرد بحث و سر رساندن آن نزد باحثین است. وسعت اطلاع ایشان بر روایات موجود در این زمینه و مباحث معارفی و قرآنی از سوی دیگر، بیان ایشان را در صدر بیانات قرار می‌دهد.

ایشان در ابتدای مقدمات و در مقام بیان فضل و شرف قرآن، آن را نسخه تدوینی عالم تکوین می‌داند: و النسخة التدوينية المطابقة لعالم التكوين، و لذا قال سبحانه: و كل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين  و لا رطب و لا يابس إلا في كتاب مبين(تفسير الصراط المستقيم، ج‏1، ص: 223)

سپس در باب بیان حقیقت قرآن(الباب الثالث‏ في بيان حقيقة القرآن و مراتبه في الكون و ظهوره عند التنزل في الحروف و الكلمات و تقسيم الكتاب إلى الصامت و الناطق الذين هما الثقلان اللذان لا يفترقان ) به شرح این مطلب می‌پردازد،‌ ایشان عالم تدوین و تکوین را در عرض هم می‌داند. در عالم تکوین اولین تجلی صادر اول را مشیة فعلیه عنوان می‌کند، اما در  عالم تدوین اولین ظهور و تجلی از آن حروف علمیه نورانیه است. این حروف،‌ نه تنها اصل قرآن بلکه اصل جمیع اشیاء هستند؛ البته در عالم تدوین:

إذا عرفت هذا فاعلم أن من جملة العوالم المتطابقة المتساوية في جهة العرض المتفقة في مراتب الطول عالمي التكوين و التدوين، فإنهما واقعان في عرض واحد لا بفصل أحدهما عن الآخر بشي‏ء أصلا إلا أن الثاني ظل الأول و مرآته، و هو مشتمل على جميع المراتب الكلية و الحقائق الإلهية، و اللوامع النورانية المطوية في كينونة الأول.

و إن شئت فتح الباب و كشف الحجاب فاعلم، أن للصادر الأول تجليا و ظهورا في عالم التكوين، و هو المعبر عنه بالمشية الفعلية التي خلق الله تعالى بها جميع الكينونات و هو الوجود المطلق و وجه الحق و أن له تجليا و ظهورا في عالم التدوين، و أول ظهوره فيه هو الحروف النورانية العلمية السارية في جميع الحقائق في عالم الأنوار، ثم في عالم العقول، ثم في عالم العقول، ثم في عالم الأرواح، ثم في عالم النفوس، ثم في عالم المعاني الكلية، ثم في عالم المعاني الجزئية، ثم في عالم الحروف النفسية، ثم في عالم الحروف اللفظية، ثم في عالم الحروف النقشية، و هذه الحروف أصل القرآن و حقيقته و بسائطه، بل أصل الأشياء كلها في صقع التدوين،

و لذا قال مولينا الرضا عليه السلام عليه و التحية و الثناء في خبر عمران الصابي : اعلم أن الإبداع و المشية و الإرادة معناها واحد و أسمائها ثلاثة و كان أول إبداعه و إرادته و مشيته الحروف التي جعلها أصلا لكل شي‏ء و دليلا على كل مدرك، و فاصلا لكل مشكل، و بتلك الحروف تفريق كل شي‏ء من اسم حق أو باطل، أو فعل أو مفعول، أو معنى أو غير معنى، و عليها اجتمعت الأمور كلها و لم يجعل للحروف في إبداعه لها معنى غير أنفسها يتناهى و لا وجود لها لأنها مبدعة بالإبداع و النور في هذا الموضع أول فعل الله تعالى الذي هو نور السموات و الأرض و الحروف هو المفعول بذلك الفعل و هي الحروف التي عليها الكلام

و قد روي عن أبي ذر الغفاري عن رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) قال: قلت: يا رسول الله كل نبي مرسل بم يرسل؟ قال عليه السلام: بكتاب منزل، قلت: يا رسول الله أي كتاب أنزل الله على آدم (عليه السلام)؟ قال (عليه السلام):
كتاب المعجم، قلت: أي كتاب المعجم؟ قال عليه السلام: أ ب ت ث، و عدها إلى آخرها.

فالحروف البسيطة إشارة إلى بسائط العوالم و مجرداتها و المركبة إشارة إلى كلياتها و مركباتها، و الحقائق، و الروابط و الإضافات و النسب المتصلة أو المعتبرة بينها، فهذه الحروف المعدودة مع قلتها و تناهيها أو عية لجميع الحقائق النورية و شبكة و مصيدة لاصطياد المعارف و الحقائق و العلوم الكلية و الجزئية و لذا ليس مطلب من المطالب و لا حقيقة من الحقائق و لا شي‏ء مما في صقع الإمكان أو في عرصة الأكوان الا و يمكن التعبير عنه بجملة من تلك الحروف المؤلفة على نسبة من التأليف المستعدة بحسب الاستعداد أو الشخصي لاقتناص تلك المعاني، و افاضتها عليها حيث إن نسبتها منها كنسبة الأرواح إلى الأجساد.

و لذا ورد عن الإمام عليه السلام إن المعنى من اللفظ كالروح في الجسد.

و عن آصف بن برخيا على نبينا و آله عليه السلام أن الاشكال مقناطيس الأرواح، بناء على شمول كل الاشكال و الأرواح للقسمين التكوينية و التدوينية بل يشمل القسم الثالث الذي هو التشريعية أيضا فالقرآن و ان كان متنزلا في هذا العالم الناسوتي الظلماني بصورة الحروف و الكلمات الملفوظة أو المنقوشة أو المتصورة الملحوظة لكنه في أصله و في بدو خلقته و عظيم جبروته نور إلهي و تجلي شعشعاني قد تنزل من عوالم كثيرة إلى أن تنزل إلى هذا العالم و حيث إن كتاب كل نبي من الأنبياء مبين لعلوم شريعته، موضح لرسوم طريقته، كافل لمراتب حقيقته، كان مساوقا لرتبة وجوده، و مقام شهوده فاعتبر الفضل بين الأنبياء و لذا كان القرآن مهيمنا على جميع الكتب السماوية كما أن نبينا (صلى الله عليه و آله و سلم) خاتم النبيين لما سبق و فاتح لما انفلق و مهيمن على ذلك كله.

و حيث إن وجود نبينا (صلى الله عليه و آله و سلم) مبدأ التكوين فكتابه ديباجة التدوين بل تمامه و كماله لاشتماله على تمام حقايق الكون و بسائطه و مركباته لأنه قد اعتبر في تأليفه من تلك الحروف المحصورة كما أن الاتفاق و جميع وجوه الدلالات بكلماته و حروفه على المعاني التي لا تكاد تتناهى.

و لذا

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في تفسير باء البسملة: لو شئت لأوقرت سبعين بعيرا من تفسير باء بسم الله الرحمن الرحيم»

و
قال الباقر عليه السلام: لو وجدت لعلمي الذي آتاني الله- عز و جل- حملة لنشرت التوحيد و الإسلام و الإيمان و الشرائع من الصمد الخبر

فاتضح أن رتبة القرآن مساوق لرتبة نبينا (صلى الله عليه و آله و سلم) إلا ان الاختلاف من جهة التكوين و التدوين فهما في عرضين من طول واحد فالاختلاف عرضي لا طولي.(تفسیر الصراط المستقیم، ج ١،‌ص ٢۵۴-٢۵٧)

ایشان در باب دیگری از کتاب خود به‌صورت اختصاصی به بررسی جامعیت قرآن می‌پردازد:

في أن في القرآن تبيان كل شي‏ء و جامعيته للعلوم و الحقائق و كيفية انشعابها منه‏

ایشان در گام اول بین علم تفصیلی به این مطلب و علم اجمالی و ایمانی به آن تمییز قائل می‌شود و می‌فرماید:

اعلم أن العلم التفصيلي بهذا الباب لا يحصل إلا لمن آتاه الله علم الكتاب، و فصل الخطاب، و ميز القشر من اللباب، و كان واقفا مقيما في الكون الكبير على باب الأبواب، لإطاعه على حقائق الملك و الملكوت، و إفاضته على سرادق سلطان الجبروت، و دوام فقره و عبوديته و انقطاعه الى الحي الذي لا يموت، كي يطلع بعد ذلك بما هنالك من أسرار التشريع و التكوين، و ينطبق عنده إشارات التدوين،

پس بیان جامعیت قرآن امری است و اشراف بر کیفیت جامعیت امر دیگر و این‌که ما از تفصیل مطالب موجود در قرآن،‌ مطلع باشیم امر ثالثی است:

 و أما نحن و من هو في درجتنا فإنما آمنا بذلك من جهة الإيمان بالغيب الذي هو من مراتب الإيمان و درجات التقوى و ذلك لما تقرر عندنا من مساوقة التدوين للتكوين بعد ما استفاضت به الأخبار من‏ أن نبينا صلى الله عليه و آله قد أشهده الله خلق خلقه، و ولاه ما شاء من أمره و انه صلى الله عليه و آله و آله يعلمون جميع ما في السماوات و الأرض و ما فيهن و ما بينهن و ما فوقهن و ما تحتهن، كل ذلك علم إحاطة، كما ورد في بعض الأخبار. و يشهد له الإعتبار، أو علم اخبار كما هو القدر المعلوم من الشريعة.(تفسیر الصراط المستقیم،‌ج ٢،‌ص ٩)

ایشان در گام دوم به بررسی تفصیلی روایات این باب پرداخته است و در مقام جمع‌بندی می‌فرماید:

إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة التي ربما مر و يمر عليك ذكر بعضها في طي المقدمات، و في تضاعيف تفاسير بعض الآيات، و هي كما ترى ما بين ظاهرة و صريحة في ذلك، و العموم في بعضها كالمشتملة على ما تحتاج إليه الأمة، و حد كل شي‏ء حتى أرش الخدش، و غيرها و إن من كان جهة الأحكام الشرعية، و الأمور التعبدية، إلا أنه لا منافاة فيها لما يدل عليه غيرها ظهورا أو صراحة من الشمول للحوادث، و الكينونات الدنيوية، و الأخروية، و لذا صرحوا عليهم السلام بأن فيه علم ما في السماوات و ما في الأرض، و ما في الجنة، و ما في النار إلى غير ذلك مما يؤيد به الآيات المتقدمة، و إلا فالإنصاف أنها أيضا مستقلة في الدلالة على ذلك بعمومها الذي ينبغي صرفه إلى الحقيقة.(همان، ص ١٨-١٩)

در پایان،‌نوبت به بررسی اشکالات می‌رسد.

اشکال اول: چگونه الفاظ معدود و متناهی قرآن بر امور غیر متناهی دلالت کند؟ دلالت هم که از سه دستۀ مطابقت و تضمّن و التزام خارج نیست:

و توهم أنه مشتمل على آيات و ألفاظ معدودة متناهية دالة بوجوه الدلالات العرفية المنحصرة في الثلاث  فكيف يكون المدلول بها تلك المعاني الكثيرة المشتملة على جميع ما مضى و ما يأتي إلى يوم القيامة، بل و بعد القيامة من الأحوال، و الأطوار، و الأفعال الكثيرة المتجددة الغير المتناهية الدائمة بدوامه سبحانه.

پاسخ: قلت الفاظ،‌ ملازمه ای با قلّت معانی ندارد کما این‌که حروف عربی ٢٨ عدد بیشتر نیست و حال آن‌که تمامی معانی که بشر در صدد القاء آن است به وسیله همین حروف و تراکیب آن انجام می‌پذیرد:

مدفوع بأن قلة الألفاظ و تناهيها لا تمنع من كثرة المعاني و لا تناهيها إذا كانت هناك سعة من جهة الدلالة، أ لا ترى أن الحروف المقطعة منحصرة في ثمانية و عشرين حرفا و بها يعبر من حيث وجوه التركيب و فنون الترتيب عن جميع المعاني و المقاصد التي يقع التعبير عنها بين أهل العالم في محاوراتهم، و مكاتباتهم، و تصانيفهم، فالمعاني لا ريب في لا تناهيها مع أنه يعبر عنها بالألفاظ و إن لم يحط التعبير إلا بالمحدود منها.

اشکال دوم: وجوه دلالت همه نزد اهل زبان روشن است،‌اگر قرآن چنین قابلیتی داشت باید مردم آشنا به زبان عربی و یا لااقل مفسّرین قرآن این معانی کثیره را از قرآن دریافت می‌کردند.

فإن قلت: إن وجوه الدلالة محصورة معروفة عند أهل المعرفة باللسان‏ فلو دل القرآن على جميع المعاني و المفاهيم و الحقائق و الوقايع و الحوادث اليومية الجزئية حتى خصوص الحركات الصادرة عن خصوص أفراد الإنسان في جميع الأزمان بل ساير الشؤون و الأحوال و الأطوار و الحركات، و الخطرات، و الإرادات، و الاقتضاءات الواقعة في جميع العوالم من الغيب، و الشهادة في الفلكيات و العنصريات، و المركبات المعدنية، و النباتية، و الحيوانية لفهمها أهل اللسان الذين قد أنزل الله تعالى بلسانهم الرسول و القرآن كما قال: و ما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ، و قال: نزل به الروح الأمين* على قلبك لتكون من المنذرين* بلسان عربي مبين  و قال: و لقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر  و قال: إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون الى غير ذلك من الآيات و الأخبار الدالة على ذلك على أن المفسرين من الخاصة العامة قد تصدوا لتفسيره و تنقيره، و تشمروا للفحص عن تنزيله و تأويله فلم يزيدوا على ما دونوه من تفاسيرهم مع أنهم ذكروا كل ما قيل من حق أو باطل، و أين هذا من كل الأحكام التي ذكروا أن القرآن لا يستفاد منه إلا أقل قليل من مجملاتها، و لذا فزعوا إلى العمل بأخبار الآحاد، بل إلى ساير الطرق الظنية في استنباط الأحكام الشرعية، بل أين هذا من جميع الحقائق التكوينية و الحوادث الكونية المتعلقة بجميع ذرات العالم مما كان أو يكون إلى يوم القيامة.

پاسخ: این مطلب اجتهاد است در مقابل این همه روایتی که به صراحت قرآن را جامع تمامی معانی می‌شمارد.

قلت: هذا كله اجتهاد في مقابل النصوص، و جرأة في الرد على أهل الخصوص، و قد قال سبحانه: بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه و لما يأتهم تأويله  و ذلك أنك قد سمعت منا أولا أن التصديق التفصيلي في هذا الباب غير ممكن لنا، كيف و هو موقوف على تمام العلم و الإحاطة بظاهر القرآن و باطنه، و باطن باطنه، و هكذا إلى سبعة بطون أو سبعين بطنا أو أزيد من ذلك، بل قد ورد أن الكلمة من آل محمد عليهم السلام لتنصرف على سبعين وجها فما ظنك بالقرآن الذي لا يعلمه إلا الله و الراسخون في العلم.

و لذا قال مولانا الباقر عليه السلام لقتادة  على ما رواه في «الكافي» في الصحيح و يحك يا قتادة إن كنت قد فسرته من الرجال فقد هلكت و أهلكت، و يحك يا قتادة إنما يعرف القرآن من خوطب به

و قال مولانا الصادق عليه السلام لابن الصباح: إن الله علم نبيه التنزيل و التأويل، فعلمه رسول الله صلى الله عليه و آله أنه خطب خطبة ذكر فيها: أن عليا هو أخي، و وزيري، و هو خليفتي و هو المبلغ عني، إن استرشدتموه أرشدكم، و إن خالفتموه ظللتم، إن الله أنزل علي القرآن و هو الذي من خالفه ضل، و من يبتغي علمه عند غير علي هلك

وقال مولانا الرضا عليه السلام لابن الجهم  اتق الله، تأول كتاب الله برأيك، فإن الله‏ يقول: و ما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم

و قال عليه السلام فيما كتبه للمأمون: إن الأئمة عليهم السلام هم المعبرون عن القرآن و الناطقون عن الرسول بالبيان

و قال مولانا الصادق عليه السلام بعد ذكر كلام طويل في تفسير القرآن إلى أقسام و فنون و وجوه تزيد على مائة و عشر إلى أن قال: و هذا دليل واضح على أن كلام الباري سبحانه لا يشبه كلام الخلق كما لا تشبه أفعاله أفعالهم و لهذه العلة و أشباهها لا يبلغ أحد كنه حقيقة تفسير كتاب الله تعالى إلا نبيه و أوصيائه

ثم اعلم أن ما ذكر في السؤال من حصر وجوه الدلالة فيما هو المعروف عند أهل العرف ممنوع جدا فإن التفاهم بالدلالات الثلاث إنما هو للعامة و للخواص و الخصيصين طرق أخرى لا يجري بها القلم، و لا يحتوي عليها الرقم، و ناهيك في ذلك أن جواب كل سؤال مطوي فيه مستفاد منه بالقواعد التكسيرية التي ليست من الدلالات اللفظية، بل يشهد به أيضا ملاحظة العلوم المستنبطة من الحروف المقطعة في فواتح السور. و قول أبي جعفر عليه السلام لأبي لبيد: إن لي فيها لعلما جما، و استخراج قيام الأئمة و الخلفاء منها.

و ما ذكره عليه السلام في جواب وفد  فلسطين حيث سألوا عن الصمد من العلوم الغريبة التي يشتمل على جملة منها الخبر إلى أن قال عليه السلام: لو وجدت لعلمي الذي آتاني الله عز و جل‏ حملة لنشرت التوحيد، و الإسلام، و الإيمان و الدين، و الشرائع من الصمد، و كيف لي بذلك و لم يجد جدي أمير المؤمنين عليه السلام حملة لعلمه، حتى كان يتنفس الصعداء و يقول على المنبر: سلوني قبل أن تفقدوني، فإن بين الجوانح مني لعلما جما هأه هآه ألا لا أجد من يحمله الخبر

و ما يأتي نقله عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام من طرق الخاصة و العامة من تفسير بسم الله لابن عباس ليلة تامة، و أنه قال: لو شئت لأوقرت سبعين بعيرا من تفسير بسم الله.

إلى غير ذلك مما لا يخفى على من جاس خلال ديارهم، و له أنس بأخبارهم، و استنار قلبه بتجلي أشعة أنوارهم.

و أما كون القرآن عربيا أنزله الله تعالى تفهيما و تبيانا للناس فلا ينافي ما ذكرناه، لأنا لا نمنع دلالة ظاهرة كسائر الألفاظ و العبارات،

لجريانه على طريقة العرف و اللغة، إنما الكلام في أن فيه وجوها من الإشارة و الدلالة، يستنبط منها الأمور التكوينية، و الأحكام الشرعية بأسرها، و إنما يعلمها النبي صلى الله عليه و آله و آله الطيبون الذين يستنبطونه منه. و لذا قال مولانا الصادق عليه السلام على ما رواه في الغوالي: القرآن على أربعة أشياء: على العبارة، و الإشارة، و اللطائف، و الحقائق، فالعبارة للعوام و الإشارة للخواص، و اللطائف للأولياء، و الحقائق للأنبياء

و من جميع ما مر يظهر الجواب عن اقتصار المفسرين على الظاهر، بل و عن الاستبعاد الذي في السؤال حسبما قد ينسبق الى بعض الأذهان و إن لم ينطق به اللسان بعد تظافر الأخبار، و تكاثر الآثار، بل قد ظهر مما مر و من التأمل في وجوه التأويلات، و البطون المأثورة في الأخبار أن وجوه الدلالة فيها غير منحصرة في جهة واحدة، بل منها من جهة الحمل على الحقيقة الأولية، و الحقيقة بعد الحقيقة و اعتبارها في ساير المجالي التي ينبغي التعبير عنها بالمصاديق و الأفراد حسبما تأتي اليه الاشارة في تحقيق البطون، و منها من جملة الاستنباطات العددية، و القواعد التكسيرية، و الاعتبارات الوفقية، و غير ذلك مما يطول شرحها، و منها من جهات أخرى لا يحيط بأكثرها الأفهام، و لا يجري عليها الأقلام بل لعله لا يدرك نوع سنخيته بوجه من الوجوه فضلا عن إدراك حقيقته، و الاطلاع على كلية قاعدته(تفسیر الصراط المستقیم، ج ١، ص ١٩-٢٣)

١۵. شیخ محمدحسین اصفهانی صاحب تفسیر

ایشان نیز یکی از مقدمات تفسیر شریف خود،‌ مجدالبیان را به این مطلب اختصاص داده است:

المقدمة السادسة في نبذة مما جاء في أن القرآن تبيان كل شي‏ء و بيان ذلك‏

و پس از بیان روایات و توضیحاتی در مورد کیفیت جامعیت قرآن،‌ می‌فرماید: فالقرآن واف ببيان جميع الاشياء لمن يعرفه حق معرفته.( مجد البيان فى تفسير القرآن، النص، ص: 99-١٠٣)

فصل سوم) بررسی کلام علماء اهل سنّت

با بررسی کلمات علماء اهل‌سنت، روشن می‌شود که از همان ابتدا در میان آن‌ها این نظریه بوده است که قرآن جامع جمیع معانی است. یکی از شواهد این مطلب،‌ کلام طبری امامی و شیخ صدوق است که در مقام بررسی کلمات علماء شیعه به آن پرداختیم.

از دیگر شواهد،‌ ردّیّه علماء اهل سنّت بر این نظریه است؛ مطلبی که نشان از وجود این قول در میان عامه است:

١٥٩٥ - أخبرنا أبو ذر عبد بن أحمد الهروي، فيما أذن لنا أن نرويه عنه إجازة قال: أنا أبو العباس أحمد بن موسى الباغندي بجرجان قراءة عليه ثنا أبو نعيم عبد الملك بن محمد الفقيه، ثنا داود بن علي بن خلف قال: حدثنا قبيصة قال: نا سفيان، عن الشيباني، عن الشعبي، عن شريح، أن عمر، كتب إليه: «إذا أتاك أمر فاقض فيه بما في كتاب الله فإن أتاك ما ليس في كتاب الله فاقض بما سن فيه رسول الله، فإن أتاك ما ليس في كتاب ولم يسن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقض بما اجتمع عليه الناس، وإن أتاك ما ليس في كتاب الله ولم يسنه رسول الله ولم يتكلم فيه أحد فأي الأمرين شئت فخذ به» قال أبو عمر هكذا روي عن داود هذا الحديث، ألفاظه مخالفة لما رواه الثقات الحفاظ، وفيه رد على من قال: إن كل نازلة تنزل بالناس ففي كتاب الله؛ لقوله {ما فرطنا في الكتاب من شيء} [الأنعام: ٣٨] ، و {تبيانا لكل شيء}( كتاب جامع بيان العلم وفضله ، ص ٨۴۶)

كما حدثنا يزيد بن سنان، حدثنا مؤمل بن إسماعيل، حدثنا سفيان الثوري، عن جامع بن شداد، عن صفوان بن محرز، عن عمران بن حصين، أن وفد بني تميم، قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " أبشروا يا بني تميم "، فقالوا: بشرتنا فأعطنا، فتغير رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أتاه وفد أهل اليمن، فقال: " أبشروا يا أهل اليمن، اقبلوا البشرى إذ لم يقبلها بنو تميم "، فقالوا: قبلنا يا رسول الله، ثم حدث، فقال لي رجل: قد ذهب بعيرك , فليته كان ذهب ولم أقم…. وأما اللغويون: فكانوا يذهبون إلى أن الذكر المراد في هذه الآية هو الفرقان، ويحتجون في ذلك بقوله: {ص والقرآن ذي الذكر} [ص: ١] ، وبقوله عز وجل: {فاسألوا أهل الذكر} [النحل: ٤٣] ، وبقوله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الحجر: ٩] ، وبقوله تعالى: {إن هو إلا ذكر وقرآن مبين} [يس: ٦٩] ، فكان في هذه الآيات ما قد دل: أن الذكر المذكور فيها هو القرآن(كتاب شرح مشكل الآثار، ص ٣٠٣)

ابن الفضل مرسی

جمع القرآن علوم الأولين والآخرين بحيث لم يحط بها علما حقيقة إلا المتكلم به، ثم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، خلا ما استأثر به سبحانه، ثم ورث عنه معظم ذلك سادات الصحابة وأعلامهم مثل الخلفاء الأربعة، ومثل ابن مسعود وابن عباس حتى قال: لو ضاع لي عقال بعير لوجدته في كتاب الله، ثم ورث عنهم التابعون بإحسان، ثم تقاصرت الهمم وفترت العزائم وتضائل أهل العلم وضعفوا عن حمل ما حمله الصحابة والتابعون من علومه وسائر فنونه، فنوعوا علومه وقامت كل طائفة، بفن من فنونه فاعتنى قوم بضبط لغاته، وتحرير كلماته، ومعرفة مخارج حروفه وعددها وعدد كلماته وآياته وسوره وأحزابه(الاتقان فی علوم القرآن، ج ٢،‌ص  ٢۶٠)

سیوطی

سیوطی در الاتقان باب مبسوطی در این‌باره دارد (النوع الخامس والستون: في العلوم المستنبطة من القرآن)

و نظرات بسیاری از علماء عامه از جمله کلمات مرسی در این کتاب منعکس شده است(كتاب الإتقان في علوم القرآن، ص ٢٨-۴٠  و همین طور: كتاب الإكليل في استنباط التنزيل للسیوطی، ص ١٣ و الحاوی للفتاوی‌،‌ ص ١٩٣)

از جمله مطالبی که در این فصل نقل می‌کند عبارت است از :

وحكى ابن سراقة في كتاب الإعجاز عن أبي بكر بن مجاهد أنه قال يوما: ما شيء في العالم إلا وهو في كتاب الله فقيل له فأين ذكر الخانات فيه؟ فقال في قوله: {ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم} فهي الخانات.(الاتقان فی علوم القرآن، ج ٢، ص ٢۶٠)

علاوه‌براین ها، كتاب أبجد العلوم، ص ص345-347 و كتاب الإعجاز العلمي في القرآن الكريم جامعة المدينة ، ص ٩-١٨ در این‌باره مطالب نافعی دارند که مراجعه به آن‌ها خالی از لطف نیست.

 

 

فصل چهارم) بیان تفصیلی شواهد و کلمات علماء

بخش اول: آیات

وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا طائِرٍ يَطيرُ بِجَناحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْ‏ءٍ ثُمَّ إِلى‏ رَبِّهِمْ يُحْشَرُون[1]

وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلاَّ هُوَ وَ يَعْلَمُ ما فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ ما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُها وَ لا حَبَّةٍ في‏ ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَ لا رَطْبٍ وَ لا يابِسٍ إِلاَّ في‏ كِتابٍ مُبين[2]

وَ ما تَكُونُ في‏ شَأْنٍ وَ ما تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَ لا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفيضُونَ فيهِ وَ ما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا فِي السَّماءِ وَ لا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَ لا أَكْبَرَ إِلاَّ في‏ كِتابٍ مُبين[3]

وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُها وَ يَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَ مُسْتَوْدَعَها كُلٌّ في‏ كِتابٍ مُبين[4]

لَقَدْ كانَ في‏ قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ ما كانَ حَديثاً يُفْتَرى‏ وَ لكِنْ تَصْديقَ الَّذي بَيْنَ يَدَيْهِ وَ تَفْصيلَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ وَ هُدىً وَ رَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُون‏[5]

وَ يَوْمَ نَبْعَثُ في‏ كُلِّ أُمَّةٍ شَهيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ جِئْنا بِكَ شَهيداً عَلى‏ هؤُلاءِ وَ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ وَ هُدىً وَ رَحْمَةً وَ بُشْرى‏ لِلْمُسْلِمين‏[6]

طس تِلْكَ آياتُ الْقُرْآنِ وَ كِتابٍ مُبين[7]

وَ ما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِلاَّ في‏ كِتابٍ مُبين[8]

إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى‏ وَ نَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَ آثارَهُمْ وَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ أَحْصَيْناهُ في‏ إِمامٍ مُبين[9]

 

بخش دوم: روایات

کتاب سلیم

الحديث الثامن و السبعون

فرات قال: حدثني علي بن محمد بن عمر الزهري، قال: حدثني القاسم بن إسماعيل الأنباري، قال: حدثني حفص بن عاصم و نصر بن مزاحم و عبد الله بن المغيرة عن محمد بن هارون السندي، قال: حدثني أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس، قال‏ خرج أمير المؤمنين، علي بن أبي طالب عليه السلام و نحن قعود في المسجد بعد رجوعه من صفين و قبل يوم النهروان- فقعد علي عليه السلام و احتوشناه، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين، أخبرنا عن أصحابك. قال: سل.

فذكر قصة طويلة فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول في كلام طويل له: إن الله أمرني بحب أربعة رجال من أصحابي- و أخبرني أنه يحبهم‏و أن الجنة تشتاق إليهم. فقيل: من هم يا رسول الله فقال: «علي بن أبي طالب» ثم سكت. فقالوا: من هم يا رسول الله فقال: «علي» ثم سكت. فقالوا: من هم يا رسول الله فقال: «علي و ثلاثة معه، هو إمامهم و دليلهم و هاديهم، لا ينثنون و لا يضلون و لا يرجعون و لا يطول عليهم الأمد فتقسو قلوبهم، سلمان و أبو ذر و المقداد».

فذكر قصة طويلة، ثم قال: «ادعوا لي عليا» فأكببت عليه فأسرني‏ ألف باب من العلم يفتح كل باب ألف باب.

ثم أقبل عليناأمير المؤمنين عليه السلام و قال: سلوني قبل أن تفقدوني فو الذي فلق الحبة و برأ النسمة، إني لأعلم بالتوراة من أهل التوراة، و إني لأعلم بالإنجيل من أهل الإنجيل، و إني لأعلم بالقرآن من أهل القرآن.

و الذي فلق الحبة و برأ النسمة، ما من فئة تبلغ مائة رجل إلى يوم القيامة إلا و أنا عارف بقائدها و سائقها.

و سلوني عن القرآن، فإن في القرآن بيان‏ كل‏ شي‏ء و فيه علم الأولين و الآخرين، و إن القرآن لم يدع لقائل مقالا. و ما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم‏ ليسوا بواحد، رسول الله منهم، أعلمه الله إياه فعلمنيه رسول الله صلى الله عليه و آله، ثم لا يزال في عقبنا إلى يوم القيامة. ثم قرأ أمير المؤمنين عليه السلام: بقية مما ترك آل موسى و آل هارون‏، و أنا من رسول الله صلى الله عليه و آله بمنزلة هارون من موسى، و العلم في عقبنا إلى أن تقوم الساعة[10]

 

توحید مفضّل

المجلس الثاني‏

قال المفضل‏ فلما كان اليوم الثاني بكرت إلى مولاي فاستؤذن لي فدخلت فأمرني بالجلوس فجلست فقال الحمد لله مدبر الأدوار و معيد الأكوار طبقا عن طبق و عالما بعد عالم- ليجزي الذين أساؤا بما عملوا و يجزي الذين أحسنوا بالحسنى‏ عدلا منه تقدست أسماؤه و جلت آلاؤه- لا يظلم الناس شيئا و لكن الناس أنفسهم يظلمون‏ يشهد بذلك قوله جل قدسه- فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. و من يعمل مثقال ذرة شرا يره‏ في نظائرلها في كتابه الذي فيه تبيان‏ كل‏ شي‏ء و لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد[11]

 

تفسیر قمی

و قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه و آله‏ أيها الناس- إن الله عز و جل بعث نبيه محمدا ص بالهدى و أنزل عليه الكتاب بالحق و أنتم أميون عن الكتاب- و من أنزله و عن الرسول و من أرسله، أرسله على حين فترة من الرسل و طول هجعة  من الأمم- و انبساط من‏ الجهل و اعتراض من الفتنة- و انتقاص من البرم و عمى عن الحق- و انتشار من الخوف و اعتساف من الجور- و امتحاق من الدين و تلظي [تلظ] من الحروب- و على حين اصفرار من رياض جنات الدنيا- و يبوس من أغصانها و انتشار من ورقها- و يأس من ثمرتها و اغورار من مائها، فقد درست أعلام الهدى و ظهرت أعلام الردى و الدنيا متهجمةفي وجوه أهلها- متكفهرة [مكفهرة] مدبرة غير مقبلة ثمرتها الفتنة و طعامها الجيفة و شعارها الخوف- و دثارها السيف قد مزقهم كل ممزق- فقد أعمت عيون أهلها و أظلمت عليهم أيامها- قد قطعوا أرحامهم و سفكوا دماءهم- و دفنوا في التراب الموءودة بينهم من أولادهم- يجتاز دونهم طيب العيش و رفاهته، خوط لا يرجون من الله ثوابا و لا يخافون الله عقابا- حيهم أعمى نجس ميتهم في النار مبلس- فجاءهم النبي ص بنسخة ما في الصحف الأولى- و تصديق الذي بين يديه و تفصيل الحلال و بيان الحرام- و ذلك القرآن فاستنطقوه فلن ينطق لكم، أخبركم عنه أن فيه علم ما مضى و علم ما يأتي إلى يوم القيامة و حكم‏ ما بينكم و بيان ما أصبحتم فيه مختلفون [تختلفون‏] فلو سألتموني عنه لأخبرتكم عنه لأني أعلمكم‏[12]

11- فس، تفسير القمي قال أمير المؤمنين ع... فجاءهم نبيه ص بنسخة ما في الصحف الأولى و تصديق الذي بين يديه و تفصيل الحلال من ريب الحرام ذلك القرآن فاستنطقوه و لن ينطق لكم أخبركم فيه علم ما مضى و علم ما يأتي إلى يوم القيامة و حكم ما بينكم و بيان ما أصبحتم فيه تختلفون فلو سألتموني عنه لأخبرتكم عنه لأني أعلمكم[13]‏ .

قال حدثني أبي عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا ع‏ في قوله: الرحمن علم القرآن‏ قال ع: الله علم محمدا القرآن، قلت‏ خلق الإنسان‏ قال ذلك أمير المؤمنين ع قلت‏ علمه البيان‏ قال علمه‏ تبيان‏ كل شي‏ء يحتاج الناس إليه، قلت‏ الشمس و القمر بحسبان‏ قال هما يعذبان، قلت الشمس و القمر يعذبان قال سألت عن شي‏ء فأتقنه، إن الشمس و القمر آيتان من آيات الله- يجريان بأمره مطيعان له، ضوؤهما من نور عرشه و حرهما من جهنم فإذا كانت القيامة عاد إلى العرش نورهما- و عاد إلى النار حرهما فلا يكون شمس و لا قمر، و إنما عناهما لعنهما الله- أ و ليس قد روى الناس أن رسول الله ص قال: إن الشمس و القمر نوران في النار قلت بلى- قال أ ما سمعت قول الناس فلان و فلان شمسا هذه الأمة- و نورها فهما في النار و الله ما عنى غيرهما-.[14]

 

المحاسن

36 باب إنزال الله في القرآن تبيانا لكل شي‏ء

352 عنه عن علي بن حديد عن مرازم عن أبي عبد الله ع قال: إن الله عز و جل أنزل في القرآن تبيانا لكل شي‏ء حتى و الله ما ترك شيئا يحتاج إليه العبد حتى و الله ما يستطيع عبد أن يقول لو كان في القرآن هذا إلا و قد أنزله الله فيه‏

353 عنه عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران قال سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ إن الله أنزل عليكم كتابه الصادق النازل فيه خبركم و خبر ما قبلكم و خبر ما بعدكم و خبر السماء و خبر الأرض فلو أتاكم من يخبركم عن ذلك لعجبتم‏

354 عنه عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن محمد بن حمران عن أبي عبد الله ع قال: أتاني الفضل بن عبد الملك النوفلي و معه مولى له يقال له شبيب معتزلي المذهب و نحن بمنى فخرجت إلى باب الفسطاط في ليلة مقمرة فأنشأ المعتزلي يتكلم فقلت ما أدري ما كلامك هذا الموصل الذي قد وصلته إن الله خلق الخلق فرقتين فجعل خيرته في إحدى الفرقتين ثم جعلهم أثلاثا فجعل خيرته في أحد الأثلاث ثم لم يزل يختار حتى اختار عبد مناف ثم اختار من عبد مناف هاشما ثم اختار من هاشم عبد المطلب ثم اختار من عبد المطلب عبد الله ثم اختار من عبد الله محمدا رسول الله ص فكان أطيب الناس ولادة فبعثه الله بالحق و أنزل عليه الكتاب فليس من شي‏ء إلا و في كتاب الله تبيانه‏

355 عنه عن الحسن بن علي بن فضال عن ثعلبة بن ميمون عمن حدثه‏ عن معلى بن خنيس قال قال أبو عبد الله ع‏ ما من أمر يختلف فيه اثنان إلا و له أصل في كتاب الله و لكن لا تبلغه عقول الرجال‏

358 عنه عن أحمد بن محمد عن أبيه عن يونس بن عبد الرحمن عن عبد الله بن سنان عن أبي الجارود قال قال أبو جعفر ع‏ إذا حدثتكم بشي‏ء فسألوني عنه من كتاب الله ثم قال في بعض حديثه إن رسول الله ص نهى عن القيل و القال و فساد المال و فساد الأرض و كثرة السؤال قالوا يا ابن رسول الله ص و أين هذا من كتاب الله قال إن الله يقول في كتابه‏ لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس‏ و قال‏ و لا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما و لا تسئلوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم‏

358 عنه عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران قال: قلت لأبي عبد الله ع قول الله‏ فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل‏ فقال نوح و إبراهيم و موسى و عيسى و محمد صلى الله عليه و آله و على جميع أنبيائه و رسله قلت كيف صاروا أولي العزم قال لأن نوحا بعث بكتاب و شريعة فكل من جاء بعد نوح ع أخذ بكتابه و شريعته و منهاجه حتى جاء إبراهيم ع بالصحف و بعزيمة ترك كتاب نوح لا كفرا به و كل نبي جاء بعد إبراهيم جاء بشريعة إبراهيم و منهاجه و بالصحف حتى جاء موسى ع بالتوراة و شريعته و منهاجه و بعزيمة ترك الصحف فكل نبي جاء بعد موسى أخذ بالتوراة و شريعته و منهاجه حتى جاء المسيح ع بالإنجيل و بعزيمة ترك شريعة موسى و منهاجه حتى جاء محمد ص فجاء بالقرآن و شريعته و منهاجه فحلاله حلال إلى يوم القيامة و حرامه حرام إلى يوم القيامة فهؤلاء أولوا العزم من الرسل‏

‏360 عنه عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن أبي إسماعيل السراج عن خثيمة بن عبد الرحمن الجعفي قال حدثني أبو لبيد البحراني المراء الهجرين قال: جاء رجل إلى أبي جعفر ع بمكة فسأله عن مسائل فأجابه فيها ثم قال له الرجل أنت الذي تزعم أنه ليس شي‏ء من كتاب الله إلا معروف قال ليس هكذا قلت و لكن ليس شي‏ء من كتاب الله إلا عليه دليل ناطق عن الله في كتابه مما لا يعلمه الناس قال فأنت الذي تزعم أنه ليس من كتاب الله إلا و الناس يحتاجون إليه قال نعم و لا حرف واحد فقال له فما المص‏ قال أبو لبيد فأجابه بجواب نسيته فخرج الرجل فقال لي أبو جعفر ع هذا تفسيرها في ظهر القرآن أ فلا أخبرك بتفسيرها في بطن القرآن قلت و للقرآن بطن و ظهر فقال نعم إن لكتاب الله ظاهرا و باطنا و معاينا و ناسخا و منسوخا و محكما و متشابها و سننا و أمثالا و فصلا و وصلا و أحرفا و تصريفا فمن زعم أن كتاب الله مبهم فقد هلك و أهلك ثم قال أمسك الألف واحد و اللام ثلاثون و الميم أربعون و الصاد تسعون فقلت فهذه مائة و إحدى و ستون فقال يا لبيد إذا دخلت سنة إحدى و ستين و مائة سلب الله قوما سلطانهم[15]

 

بصائر الدرجات

32- حدثنا أحمد بن محمد عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن يونس بن يعقوب عن الحسن بن المغيرة عن عبد الأعلى و عبيدة بن بشير قال قال أبو عبد الله ع‏ ابتداء منه و الله إني لأعلم ما في السماوات و ما في الأرض و ما في الجنة و ما في النار و ما كان و ما يكون إلى أن تقوم الساعة ثم قال أعلمه من كتاب [الله‏] أنظر إليه هكذا ثم بسط كفيه ثم قال إن الله يقول إنا أنزلنا إليك الكتاب فيه تبيان كل شي‏ء

- حدثنا علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن يونس عن عبد الأعلى‏ بن أعين قال سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ إني لأعلم ما في السماء و أعلم ما في الأرض و أعلم ما في الجنة و أعلم ما في النار و أعلم ما كان و أعلم ما يكون علمت ذلك‏ من‏ كتاب‏ الله‏ إن الله تعالى يقول فيه تبيان كل شي‏ء.

4- حدثنا محمد بن عبد الجبار عن منصور بن يونس عن حماد اللحام قال قال أبو عبد الله ع‏ نحن و الله نعلم ما في السماوات و ما في الأرض و ما في الجنة و ما في النار و ما بين ذلك قال فنبهت‏ [فبهت‏] أنظر إليه قال فقال يا حماد إن ذلك‏ من‏ كتاب‏ الله‏ إن ذلك في كتاب الله‏ إن ذلك في كتاب الله‏ثم تلا هذه الآية و يوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم و جئنا بك شهيدا على هؤلاء و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي‏ء و هدى و رحمة و بشرى للمسلمين‏ إنه من كتاب الله فيه تبيان كل شي‏ء فيه تبيان كل شي‏ء.

5- حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن يونس عن الحرث بن المغيرة و عدة من أصحابنا فيهم عبد الأعلى و عبيدة بن عبد الله [بن‏] بشر الخثعمي و عبد الله بن بشير سمعوا أبا عبد الله ع يقول‏ إني لأعلم ما في السماوات و أعلم ما في الأرضين و أعلم ما في الجنة و أعلم ما في النار و أعلم ما كان و ما يكون ثم مكث هنيئة فرأى أن ذلك كبر على من سمعه فقال علمت من كتاب الله إن الله يقول فيه تبيان كل شي‏ء.

6- حدثنا عبد الله بن عامر عن محمد بن سنان عن يونس بن يعقوب عن الحرث بن المغيرة و عبيدة بن عبد الله بن بشر الخثعمي سمعوا أبا عبد الله ع يقول‏ إني لأعلم ما في السماوات أو ما في الأرضين و أعلم ما في الجنة و أعلم ما في النار و أعلم ما كان و ما يكون ثم مكث هنيئة فرأى أن ذلك كبر على من سمعه فقال له علمت ذلك من كتاب الله إن الله يقول فيه تبيان كل شي‏ء.[16]

2- حدثنا محمد بن الحسين عن عبد الله بن حماد عن أبي الجارود عن الأصبغ بن نباتة قال قال أمير المؤمنين ع لو كسرت لي وسادة فقعدت عليها لقضيت بين أهل‏ التوراة بتوراتهم و أهل الإنجيل بإنجيلهم و أهل الزبور بزبورهم و أهل الفرقان بفرقانهم بقضاء يصعد إلى الله يزهر و الله ما نزلت آية في كتاب الله في ليل أو نهار إلا و قد علمت فيمن أنزلت و لا ممن مر على رأسه المواسي من قريش إلا و قد نزلت فيه آية من كتاب الله تسوقه إلى الجنة أو إلى النار فقام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين ما الآية التي نزلت فيك قال له أ ما سمعت الله يقول أ فمن كان على بينة من ربه و يتلوه شاهد منه  قال رسول الله ص على بينة من ربه و أنا شاهد له فيه و أتلوه معه[17].

1- رواه محمد بن حماد عن أخيه أحمد بن حماد عن إبراهيم عن أبيه عن أبي الحسن الأول ع قال: قلت له جعلت فداك أخبرني عن النبي ص ورث من النبيين كلهم قال لي نعم قلت من لدن آدم إلى أن انتهت‏ إلى نفسه قال ما بعث الله نبيا إلا و كان محمد ص أعلم منه قال قلت إن عيسى ابن مريم كان يحيي الموتى بإذن الله قال صدقت قلت و سليمان بن داود كان يفهم منطق الطير هل كان رسول الله ص يقدر على هذه المنازل قال فقال إن سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده و شك في أمره فقال‏ ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين‏ و غضب عليه فقال‏ لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين‏ و إنما غضب عليه لأنه كان يدله على الماء فهذا و هو طير فقد أعطي ما لم يعط سليمان و قد كانت الريح و النمل و الجن و الإنس و الشياطين المردة له طائعين و لم يكن له يعرف الماء تحت‏ الهواء فكان الطير يعرفه إن الله تبارك و تعالى يقول في كتابه‏ و لو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا و قد ورثنا هذا القرآن ففيه ما يقطع به الجبال و يقطع المدائن‏ به و يحيا به الموتى و نحن نعرف الماء تحت‏ الهواء و إن في كتاب الله لآيات ما يراد بها أمر إلى أن يأذن الله‏ به مع ما فيه‏إذن الله فما كتبه للماضين جعله الله في أم الكتاب إن الله يقول في كتابه‏ ما من غائبة في السماء و الأرض إلا في كتاب مبين‏ثم قال‏ ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فنحن الذين اصطفانا الله فورثنا هذا الذي فيه تبيان كل شي‏ء.[18]

 

تفسیر عیاشی

7- عن بشير الدهان قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ إن الله فرض طاعتنا في كتابه فلا يسع الناس جهلا، لنا صفو المال و لنا الأنفال و لنا كرائم القرآن، و لا أقول لكم إنا أصحاب الغيب، و نعلم كتاب الله و كتاب الله يحتمل‏ كل‏ شي‏ء، إن الله أعلمنا علما لا يعلمه أحد غيره، و علما قد أعلمه ملائكته و رسله، فما علمته ملائكته و رسله فنحن نعلمه‏[19]

55 شي، تفسير العياشي عن بشير الدهان قال سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ إن الله فرض طاعتنا في كتابه فلا يسع الناس جهلا لنا صفو المال و لنا الأنفال و لنا كرائم القرآن و لا أقول لكم إنا أصحاب الغيب و نعلم كتاب الله و كتاب الله يحتمل كل شي‏ء إن الله أعلمنا علما لا يعلمه أحد غيره و علما قد أعلمه ملائكته و رسله فما علمته ملائكته و رسله فنحن نعلمه‏ [20].

58- عن عبد الله بن الوليد قال: قال أبو عبد الله ع‏ قال الله لموسى: «و كتبنا له في الألواح من كل شي‏ء» فعلمنا أنه لم يكتب لموسى الشي‏ء كله- و قال الله لعيسى «ليبين لهم الذي يختلفون فيه‏» و قال الله لمحمد عليه و آله السلام: «و جئنا بك شهيدا على هؤلاء- و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل‏ شي‏ء»[21]

3 خيثمة الجعفي عن أبي لبيد المخزومي قال: قال أبو جعفر ع يا با لبيد إنه يملك من ولد العباس اثنا عشر، يقتل بعد الثامن منهم أربعة فتصيب أحدهم الذبحة فتذبحه، هم فئة قصيرة أعمارهم، قليلة مدتهم، خبيثة سيرتهم منهم الفوبسق الملقب بالهادي، و الناطق و الغاوي، يا با لبيد إن في حروف القرآن المقطعة لعلما جما، إن الله تبارك و تعالى أنزل «الم ذلك الكتاب، فقام محمد ع حتى ظهر نوره و ثبتت كلمته، و ولد يوم ولد، و قد مضى من الألف السابع مائة سنة و ثلاث سنين، ثم قال:
و تبيانه في كتاب الله [في‏] الحروف المقطعة- إذا عددتها من غير تكرار، و ليس من حروف مقطعة حرف ينقضي أيام [الأيام‏] إلا و قائم من بني هاشم عند انقضائه، ثم قال: الألف واحد، و اللام ثلاثون، و الميم أربعون، و الصاد تسعون، فذلك مائة و إحدى و ستون، ثم كان بدو خروج الحسين بن علي ع الم الله، فلما بلغت مدته قام قائم ولد العباس عند «المص»، و يقوم قائمنا عند انقضائها ب الر فافهم ذلك و عه و اكتمه[22]

 

الکافی

5- علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن عيسى عن يونس عن حماد عن عبد الله بن سنان عن أبي الجارود قال قال أبو جعفر ع‏ إذا حدثتكم بشي‏ء فاسألوني من كتاب الله ثم قال في بعض حديثه إن رسول الله ص نهى عن القيل و القال و فساد المال و كثرة السؤال فقيل له يا ابن رسول الله أين هذا من كتاب الله قال إن الله عز و جل يقول- لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس‏  و قال‏ و لا تؤتوا السفهاء أموالكم‏ التي جعل الله لكم قياما  و قال‏ لا تسئلوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم .

 6- محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عمن حدثه عن المعلى بن خنيس قال قال أبو عبد الله ع‏ ما من أمر يختلف فيه اثنان إلا و له أصل في كتاب الله عز و جل و لكن لا تبلغه عقول الرجال[23]

5- عنه عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن عبد الأعلى قال سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ إنه ليس من احتمال أمرنا التصديق له و القبول فقط من احتمال أمرنا ستره و صيانته من غير أهله فأقرئهم السلام و قل لهم رحم الله عبدا اجتر مودة الناس إلى نفسه‏  حدثوهم بما يعرفون و استروا عنهم ما ينكرون ثم قال و الله ما الناصب لنا حربا بأشد علينا مئونة من الناطق علينا بما نكره فإذا عرفتم من عبد إذاعة فامشوا إليه و ردوه عنها فإن قبل منكم و إلا فتحملوا عليه بمن يثقل عليه و يسمع منه فإن الرجل منكم يطلب الحاجة فيلطف فيها حتى تقضى له فالطفوا في حاجتي كما تلطفون في حوائجكم فإن هو قبل منكم و إلا فادفنوا كلامه تحت أقدامكم و لا تقولوا إنه يقول و يقول فإن ذلك يحمل علي و عليكم أما و الله لو كنتم تقولون ما أقول لأقررت أنكم أصحابي هذا أبو حنيفة له أصحاب و هذا الحسن البصري له أصحاب و أنا امرؤ من قريش قد ولدني رسول الله ص و علمت كتاب الله و فيه تبيان‏ كل‏ شي‏ء بدء الخلق و أمر السماء و أمر الأرض و أمر الأولين و أمر الآخرين و أمر ما كان و أمر ما يكون كأني أنظر إلى ذلك نصب عيني[24].

7- أبو علي الأشعري عن محمد بن حسان عن محمد بن علي عن أبي جميلة عن ابن دبيس الكوفي عن عمرو بن قيس قال قال أبو عبد الله ع‏ يا عمرو بن قيس أ شعرت أن الله عز و جل أرسل رسولا و أنزل عليه كتابا و أنزل في الكتاب كل ما يحتاج إليه و جعل له دليلا يدل عليه و جعل لكل شي‏ء حدا و لمن جاوز الحد حدا قال قلت أرسل رسولا و أنزل عليه كتابا و أنزل في الكتاب كل ما يحتاج إليه و جعل عليه دليلا و جعل لكل شي‏ء حدا قال نعم قلت و كيف جعل لمن جاوز الحد حدا قال قال إن الله عز و جل حد في الأموال أن لا تؤخذ إلا من حلها فمن أخذها من غير حلها قطعت يده حدا لمجاوزة الحد و إن الله عز و جل حد أن لا ينكح النكاح إلا من حله و من فعل غير ذلك إن كان عزبا حد و إن كان محصنا رجم لمجاوزته الحد.[25]

1- أبو علي الأشعري و الحسين بن محمد عن أحمد بن إسحاق عن سعدان بن مسلم عن غير واحد من أصحابنا قال: أتى أمير المؤمنين ع رجل بالبصرة بصحيفة فقال يا أمير المؤمنين انظر إلى هذه الصحيفة فإن فيها نصيحة فنظر فيها ثم نظر إلى وجه الرجل فقال إن كنت صادقا كافيناك و إن كنت كاذبا عاقبناك و إن شئت أن نقيلك أقلناك فقال بل تقيلني يا أمير المؤمنين فلما أدبر الرجل قال أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها أما إنكم لو قدمتم من قدم الله و أخرتم من أخر الله و جعلتم الولاية و الوراثة حيث جعلها الله ما عال ولي الله  و لا طاش سهم من فرائض الله و لا اختلف اثنان في حكم الله و لا تنازعت الأمة في شي‏ء من أمر الله إلا علم ذلك عندنا من كتاب الله فذوقوا وبال ما قدمت أيديكم و ما الله بظلام للعبيد و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
2- أحمد بن محمد عن علي بن الحسن التيمي عن محمد بن الوليد عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه الحمد لله الذي لا مقدم لما أخر و لا مؤخر لما قدم ثم ضرب بإحدى يديه على الأخرى ثم قال يا أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها لو كنتم قدمتم من قدم الله و أخرتم من أخر الله و جعلتم الولاية و الوراثة حيث جعلها الله ما عال ولي الله و لا عال سهم من فرائض الله و لا اختلف اثنان في حكم الله و لا تنازعت الأمة في شي‏ء من أمر الله إلا و عندنا علمه من كتاب الله فذوقوا وبال أمركم و ما فرطتم في ما قدمت أيديكم و ما الله بظلام للعبيد و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون[26].

4- أحمد بن مهران و علي بن إبراهيم جميعا عن محمد بن علي عن الحسن بن راشد عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم قال: كنت عند أبي الحسن موسى ع إذ أتاه رجل نصراني و نحن معه بالعريض فقال له النصراني أتيتك من بلد بعيد و سفر شاق و سألت ربي منذ ثلاثين سنة أن يرشدني إلى خير الأديان و إلى خير العباد و أعلمهم و أتاني آت في النوم فوصف لي رجلا بعليا دمشق فانطلقت حتى أتيته فكلمته فقال أنا أعلم أهل ديني و غيري أعلم مني فقلت أرشدني إلى من هو أعلم منك فإني لا أستعظم السفر و لا تبعد علي الشقة و لقد قرأت الإنجيل كلها و مزامير داود و قرأت أربعة أسفار من التوراة و قرأت ظاهر القرآن حتى استوعبته كله فقال لي العالم إن كنت تريد علم النصرانية فأنا أعلم العرب و العجم بها و إن كنت تريد علم اليهود- فباطي بن شرحبيل السامري أعلم الناس بها اليوم و إن كنت تريد علم الإسلام و علم التوراة و علم الإنجيل و علم الزبور و كتاب هود و كل ما أنزل على نبي من الأنبياء في دهرك و دهر غيرك و ما أنزل من السماء من خبر فعلمه أحد أو لم يعلم به أحد فيه تبيان كل شي‏ء و شفاء للعالمين و روح لمن استروح إليه و بصيرة لمن أراد الله به خيرا و أنس إلى الحق فأرشدك إليه فأته و لو مشيا على رجليك فإن لم تقدر فحبوا على ركبتيك فإن لم تقدر فزحفا على استك فإن لم تقدر فعلى وجهك فقلت لا بل أنا أقدر على المسير في البدن و المال قال فانطلق من فورك حتى تأتي يثرب فقلت لا أعرف يثرب قال فانطلق حتى تأتي مدينة النبي ص الذي بعث في العرب و هو النبي العربي الهاشمي فإذا دخلتها فسل عن بني غنم بن مالك بن النجار و هو عند باب مسجدها و أظهر بزةالنصرانية و حليتها فإن واليها يتشدد عليهم و الخليفة أشد ثم تسأل عن بني عمرو بن مبذول و هو ببقيع الزبير ثم تسأل عن موسى بن جعفر و أين منزله و أين هو مسافر أم حاضر فإن كان مسافرا فالحقه فإن سفره أقرب مما ضربت إليه- ثم أعلمه أن مطران عليا الغوطة- غوطة دمشق هو الذي أرشدني إليك و هو يقرئك السلام كثيرا و يقول لك إني لأكثر مناجاة ربي أن يجعل إسلامي على يديك فقص هذه القصة و هو قائم معتمد على عصاه‏[27]

3- محمد بن يحيى الأشعري عن أحمد بن محمد عن البرقي عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي عن أيوب بن الحر قال سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ إن الله عز ذكره ختم بنبيكم النبيين فلا نبي بعده أبدا و ختم بكتابكم‏ الكتب‏ فلا كتاب بعده أبدا و أنزل فيه تبيان كل شي‏ء و خلقكم و خلق السماوات و الأرض و نبأ ما قبلكم و فصل ما بينكم و خبر ما بعدكم و أمر الجنة و النار و ما أنتم صائرون إليه.[28]

21- محمد بن يحيى عن عبد الله بن جعفر عن السياري عن محمد بن بكر عن أبي الجارود عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين ص أنه قال: و الذي بعث محمدا ص بالحق و أكرم أهل بيته ما من شي‏ء تطلبونه‏ من حرز من حرق أو غرق أو سرق أو إفلات دابة من صاحبهاأو ضالة أو آبق إلا و هو في القرآن فمن أراد ذلك فليسألني عنه قال فقام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين أخبرني عما يؤمن من الحرق و الغرق فقال اقرأ هذه الآيات- الله الذي‏ نزل الكتاب و هو يتولى الصالحين‏ و ما قدروا الله حق قدره‏ إلى قوله‏ سبحانه و تعالى عما يشركون  ‏فمن قرأها فقد أمن الحرق و الغرق قال فقرأها رجل و اضطرمت النار في بيوت جيرانه و بيته وسطها فلم يصبه شي‏ء ثم قام إليه رجل آخر فقال يا أمير المؤمنين إن دابتي استصعبت علي و أنا منها على وجل- فقال اقرأ في أذنها اليمنى- و له أسلم من في السماوات و الأرض طوعا و كرها و إليه يرجعون‏ فقرأها فذلت له دابته و قام إليه رجل آخر فقال يا أمير المؤمنين إن أرضي أرض مسبعة و إن السباع تغشى منزلي و لا تجوز حتى تأخذ فريستها فقال اقرأ لقد جاءكم رسول‏ من أنفسكم‏ عزيز عليه ما عنتم‏ حريص عليكم‏ بالمؤمنين‏ رؤف رحيم‏ فإن تولوا فقل حسبي الله‏ لا إله إلا هو عليه توكلت‏ و هو رب العرش العظيم‏فقرأهما الرجل فاجتنبته السباع ثم قام إليه آخر فقال يا أمير المؤمنين إن في بطني ماء أصفر فهل من شفاء فقال نعم بلا درهم و لا دينار و لكن اكتب على بطنك- آية الكرسي و تغسلها و تشربها و تجعلها ذخيرة في بطنك فتبرأ بإذن الله عز و جل ففعل الرجل فبرأ بإذن الله ثم قام إليه آخر فقال يا أمير المؤمنين أخبرني عن الضالة فقال اقرأ يس في ركعتين و قل يا هادي الضالة رد علي ضالتي ففعل فرد الله عز و جل عليه ضالته ثم قام إليه آخر فقال يا أمير المؤمنين أخبرني عن الآبق فقال اقرأ أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج‏ إلى قوله‏ و من لم يجعل الله له نورا فما له من نورفقالها الرجل فرجع إليه الآبق ثم قام إليه آخر فقال يا أمير المؤمنين أخبرني عن السرق فإنه لا يزال قد يسرق لي الشي‏ء بعد الشي‏ء ليلا فقال له اقرأ إذا أويت إلى فراشك- قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا إلى قوله‏ و كبره تكبيرا ثم قال أمير المؤمنين ع من بات بأرض قفر فقرأ هذه الآية- إن ربكم الله الذي خلق السماوات و الأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش‏ إلى قوله- تبارك الله رب العالمين‏ حرسته الملائكة و تباعدت عنه الشياطين قال‏ فمضى الرجل فإذا هو بقرية خراب فبات فيها و لم يقرأ هذه الآية فتغشاه الشيطان و إذا هو آخذ بخطمه‏ فقال له صاحبه أنظره و استيقظ الرجل فقرأ الآية فقال الشيطان لصاحبه أرغم الله أنفك احرسه الآن حتى يصبح فلما أصبح رجع إلى أمير المؤمنين ع فأخبره و قال له رأيت في كلامك الشفاء و الصدق و مضى بعد طلوع الشمس فإذا هو بأثر شعر الشيطان مجتمعا في الأرض‏.[29]

در وسائل الشیعه:

33551- 20- و عنه عن عبد الله بن جعفر عن السياري عن محمد بن بكر عن أبي الجارود عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين ع في حديث أنه قال: ما من شي‏ء تطلبونه‏ إلا و هو في القرآن- فمن أراد ذلك فليسألني عنه.[30]

1- محمد بن يعقوب الكليني قال حدثني علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن فضال عن حفص المؤذن عن أبي عبد الله ع و عن محمد بن إسماعيل بن بزيع‏ عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله ع‏ أنه كتب بهذه الرسالة إلى أصحابه و أمرهم بمدارستها و النظر فيها و تعاهدها و العمل بها فكانوا يضعونها في مساجد بيوتهم فإذا فرغوا من الصلاة نظروا فيها قال و حدثني الحسن بن محمد عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي عن القاسم بن الربيع الصحاف عن إسماعيل بن مخلد السراج عن أبي عبد الله ع قال خرجت هذه الرسالة من أبي عبد الله ع إلى أصحابه‏ بسم الله الرحمن الرحيم* أما بعد فاسألوا ربكم العافية و عليكم بالدعة و الوقار و السكينة و عليكم بالحياء و التنزه عما تنزه عنه الصالحون قبلكم و عليكم بمجاملة أهل الباطل تحملوا الضيم منهم و إياكم و مماظتهم‏ دينوا فيما بينكم و بينهم إذا أنتم جالستموهم و خالطتموهم و نازعتموهم الكلام فإنه لا بد لكم من مجالستهم و مخالطتهم و منازعتهم الكلام بالتقية التي أمركم الله أن تأخذوا بها فيما بينكم و بينهم...

و اعلموا أنه ليس من علم الله و لا من أمره أن يأخذ أحد من خلق الله في دينه بهوى و لا رأي و لا مقاييس قد أنزل الله القرآن و جعل فيه تبيان‏ كل‏ شي‏ء و جعل للقرآن و لتعلم القرآن أهلا لا يسع أهل علم القرآن الذين آتاهم الله علمه أن يأخذوا فيه بهوى و لا رأي و لا مقاييس أغناهم الله عن ذلك بما آتاهم من علمه و خصهم به و وضعه عندهم كرامة من الله أكرمهم‏ بها[31]

 

تحف العقول

عهده ع إلى الأشتر حين ولاه مصر و أعمالها

بسم الله الرحمن الرحيم‏ هذا ما أمر به عبد الله علي أمير المؤمنين مالك بن الحارث الأشتر في عهده إليه حين ولاه مصر جباية خراجها و مجاهدة عدوها و استصلاح أهلها و عمارة بلادها أمره بتقوى الله و إيثار طاعته و اتباع ما أمر الله به في كتابه من فرائضه و سننه التي لا يسعد أحد إلا باتباعها و لا يشقى إلا مع جحودها و إضاعتها و أن ينصر الله بيده و قلبه و لسانه فإنه قد تكفل بنصر من نصره إنه قوي عزيز و أمره أن يكسر من نفسه عند الشهوات فإن النفس أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم‏ و أن يعتمد كتاب الله عند الشبهات فإن فيه تبيان‏ كل‏ شي‏ء و هدى و رحمة لقوم يؤمنون‏ و أن يتحرى رضا الله و لا يتعرض لسخطه[32]

 

وصفه ع الإمامة و الإمام و منزلته‏

قال عبد العزيز بن مسلم كنا مع الرضا ع بمرو فاجتمعنا في المسجد الجامع بها فأدار الناس بينهم أمر الإمامة فذكروا كثرة الاختلاف فيها فدخلت على سيدي و مولاي الرضا ع فأعلمته بما خاض الناس فيه فتبسم ع ثم قال ع يا عبد العزيز جهل القوم و خدعوا عن أديانهم إن الله جل و عز لم‏ يقبض نبيه ص حتى أكمل له الدين و أنزل عليه القرآن فيه تبيان‏ كل‏ شي‏ء و بين فيه الحلال و الحرام و الحدود و الأحكام و جميع ما يحتاج إليه الناس كملا فقال‏ ما فرطنا في الكتاب من شي‏ء[33]

 

الغیبه للنعمانی

6- أخبرنا محمد بن يعقوب قال حدثنا أبو القاسم بن العلاء الهمداني رفعه‏ عن عبد العزيز بن مسلم قال: كنا مع مولانا الرضا ع بمرو فاجتمعنا و أصحابنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا فأداروا أمر الإمامة و ذكروا كثرة الاختلاف فيها فدخلت على سيدي الرضا ع فأعلمته- خوض الناس في ذلك فتبسم ع ثم قال يا عبد العزيز جهل القوم و خدعوا عن آرائهم إن الله تبارك اسمه لم يقبض رسوله ص‏ حتى أكمل له الدين فأنزل عليه القرآن فيه تفصيل كل شي‏ءبين فيه الحلال و الحرام و الحدود و الأحكام و جميع ما يحتاج الناس إليه‏ كملا فقال عز و جل- ما فرطنا في الكتاب من شي‏ءو أنزل عليه في حجة الوداع و هي آخر عمره- اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام ديناو أمر الإمامة من تمام الدين لم يمض ص حتى بين لأمته معالم دينهم و أوضح لهم سبيلهم و تركهم على قول الحق‏ و أقام لهم عليا ع علما و إماما و ما ترك شيئا يحتاج إليه الأمة إلا بينه فمن زعم أن الله لم يكمل دينه فقد رد كتاب الله و هو كافر به‏[34]

در  الفصول المهمه:

عن الرضا عليه السلام في حديث طويل قال: إن الله لم يقبض نبيه حتى أكمل له الدين و أنزل عليه القرآن، فيه تبيان كل شي‏ء، بين فيه الحلال و الحرام و الحدود و الأحكام و جميع ما يحتاج الناس إليه كملا، فقال عز و جل: ما فرطنا في الكتاب من شي‏ء و أنزل عليه في حجة الوداع و هي آخر عمره صلى الله عليه و آله: اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا و أمر الإمامة من تمام الدين، إلى أن قالو ما ترك شيئا يحتاج إليه الأمة إلا بينه، فمن زعم أن الله لم يكمل دينه فقد رد كتاب الله و من رد كتاب الله فهو كافر به[35].

 

عیون اخبار الرضا

قال الرضا ع و كذلك أمر محمد ص و ما جاء به و أمر كل نبي‏  بعثه الله و من آياته أنه كان يتيما فقيرا راعيا أجيرا لم يتعلم كتابا و لم يختلف إلى معلم ثم جاء بالقرآن الذي فيه قصص الأنبياء ع و أخبارهم حرفا حرفا و أخبار من مضى و من بقي إلى يوم القيامة ثم كان يخبرهم بأسرارهم و ما يعملون في بيوتهم و جاء بآيات كثيرة لا تحصى‏[36]   

 

نهج البلاغه

أم أنزل الله سبحانه دينا ناقصا فاستعان بهم على إتمامه أم كانوا شركاء له فلهم أن يقولوا و عليه أن يرضى أم أنزل الله سبحانه دينا تاما فقصر الرسول ص عن تبليغه و أدائه و الله سبحانه يقول‏ ما فرطنا في الكتاب من شي‏ء و فيه [تبيان كل‏] تبيان‏ لكل‏ شي‏ء و ذكر أن الكتاب يصدق بعضه بعضا و أنه لا اختلاف فيه فقال سبحانه‏ و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا و إن القرآن ظاهره أنيق‏ و باطنه عميق لا تفنى عجائبه و لا تنقضي غرائبه و لا تكشف الظلمات إلا به‏[37]

 

امالی مفید

قال حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد الأنباري الكاتب قال حدثنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد الأزدي قال حدثنا شعيب بن أيوب قال حدثنا معاوية بن هشام‏ عن سفيان عن هشام بن حسان ‏قال‏ سمعت أبا محمد الحسن بن علي ع يخطب الناس بعد البيعة له بالأمر فقال نحن حزب الله الغالبون و عترة رسوله الأقربون و أهل بيته الطيبون الطاهرون و أحد الثقلين اللذين خلفهما رسول الله ص في أمته و التالي كتاب الله فيه تفصيل‏ كل‏ شي‏ء- لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه‏ فالمعول علينا في تفسيره لا نتظنى تأويله بل نتيقن حقائقه فأطيعونا فإن طاعتنا مفروضة إذ كانت بطاعة الله عز و جل و رسوله مقرونة قال الله عز و جل‏ يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شي‏ء فردوه إلى الله و الرسول‏و لو ردوه إلى الرسول و إلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم‏و أحذركم الإصغاء لهتاف الشيطان بكم ف إنه لكم عدو مبين‏ فتكونوا كأوليائه الذين قال لهم- لا غالب لكم اليوم من الناس و إني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه و قال إني بري‏ء منكم إني أرى ما لا ترون‏ فتلقون إلى الرماح وزرا و إلى السيوف جزرا و للعمد حطما و للسهام غرضا ثم‏ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا[38]

 

دلائل الامامه                      

162/ 26- و روى الحسن بن معاذ الرضوي، قال: حدثنا لوط بن يحيى الأزدي، عن عمارة بن زيد الواقدي، قال: حج هشام بن عبد الملك بن مروان سنة من السنين، و كان قد حج في تلك السنة محمد بن علي الباقر و ابنه جعفر (عليهم السلام)، فقال جعفر في بعض كلامه‏:

الحمد لله الذي بعث محمدا بالحق نبيا، و أكرمنا به، فنحن صفوة الله على خلقه، و خيرته من عباده، فالسعيد من اتبعنا، و الشقي من عادانا و خالفنا، و من الناس من يقول إنه يتولانا و هو يوالي أعداءنا و من يليهم من جلسائهم و أصحابهم، فهو لم يسمع كلام ربنا و لم يعمل به.

قال أبو عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) فأخبر مسيلمة أخاه بما سمع‏، فلم يعرض لنا حتى انصرف إلى دمشق، و انصرفنا إلى المدينة، فأنفذ بريدا إلى عامل المدينة بإشخاص أبي و إشخاصي معه، فأشخصنا، فلما وردنا دمشق حجبنا ثلاثة أيام، ثم أذن لنا في اليوم الرابع، فدخلنا و إذا هو قد قعد على سرير الملك، و جنده و خاصته وقوف على أرجلهم سماطين متسلحين، و قد نصب البرجاس حذاءه، و أشياخ قومه يرمون.

فلما دخل أبي و أنا خلفه ما زال يستدنينا منه حتى حاذيناه و جلسنا قليلا، فقال لأبي: يا أبا جعفر، لو رميت‏مع أشياخ قومك الغرض. و إنما أراد أن يهتك‏ بأبي‏...

فلما طال وقوفنا بين يديه غضب أبي فهم به، و كان أبي إذا غضب نظر إلى السماء نظر غضبان يتبين للناظر الغضب في وجهه، فلما نظر هشام ذلك من أبي قال له: يا محمد، اصعد، فصعد أبي إلى سريره و أنا أتبعه، فلما دنا من هشام قام إليه فاعتنقه و أقعده عن يمينه، ثم اعتنقني و أقعدني عن يمين أبي، ثم أقبل على أبي بوجهه فقال له: يا محمد، لا تزال العرب و العجم تسودها قريش ما دام فيهم مثلك، و لله درك، من علمك هذا الرمي؟ و في كم تعلمته؟

فقال له أبي: قد علمت أن أهل المدينة يتعاطونه، فتعاطيته أيام حداثتي، ثم تركته، فلما أراد أمير المؤمنين مني ذلك عدت إليه‏

فقال له: ما رأيت مثل هذا الرمي قط مذ عقلت، و ما ظننت أن في الأرض أحدا يرمي مثل هذا الرمي، أين رمي جعفر من رميك؟

فقال: إنا نحن نتوارث الكمال و التمام اللذين أنزلهما الله على نبيه (عليه السلام) في قوله: اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام ديناو الأرض لا تخلو ممن يكمل‏ هذه الأمور التي يقصر عنها غيرنا.

قال: فلما سمع ذلك من أبي انقلبت عينه اليمنى فاحولت و احمر وجهه، و كان ذلك علامة غضبه إذا غضب، ثم أطرق هنيئة، ثم رفع رأسه فقال لأبي: أ لسنا بنو عبد مناف نسبنا و نسبكم واحد؟ فقال أبي: نحن كذلك، و لكن الله (جل ثناؤه) اختصنا من مكنون سره و خالص علمه، بما لم يختص أحدا به غيرنا.

قال: أ ليس الله (جل ثناؤه) بعث محمدا (صلى الله عليه و آله) من شجرة عبد مناف إلى الناس كافة، أبيضها و أسودها و أحمرها، من أين ورثتم ما ليس لغيركم؟ و رسول الله مبعوث إلى الناس كافة، و ذلك قول الله (تبارك و تعالى): و لله ميراث السماوات و الأرض إلى آخر الآية، فمن أين ورثتم هذا العلم و ليس بعد محمد نبي و لا أنتم أنبياء؟

فقال: من قوله (تعالى) لنبيه (عليه السلام): لا تحرك به لسانك لتعجل به فالذي أبداه فهو للناس كافة، و الذي لم يحرك به لسانه، أمر الله (تعالى) أن يخصنا به من دون غيرنا.

فلذلك كان يناجي أخاه عليا من دون أصحابه، و أنزل الله بذلك قرآنا في قوله (تعالى): و تعيها أذن واعية  فقال رسول الله لأصحابه: سألت الله (تعالى) أن يجعلها أذنك يا علي، فلذلك قال علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) بالكوفة: علمني رسول الله (صلى الله عليه و آله) ألف باب من العلم يفتح من كل باب ألف باب، خصه به رسول‏ الله (صلى الله عليه و آله) من مكنون علمه ما خصه الله به، فصار إلينا و توارثناه من دون قومنا.

فقال له هشام: إن عليا كان يدعي علم الغيب، و الله لم يطلع على غيبه أحدا فمن أين ادعى ذلك؟

فقال أبي: إن الله (جل ذكره) أنزل على نبيه كتابا بين فيه ما كان و ما يكون إلى يوم القيامة، في قوله: و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي‏ء و هدى و رحمة و بشرى للمسلمين ».

و في قوله: كل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين ».

و في قوله: ما فرطنا في الكتاب من شي‏ء ».

و في قوله: و ما من غائبة في السماء و الأرض إلا في كتاب مبين‏

و أوحى الله (تعالى) إلى نبيه (عليه السلام) أن لا يبقي في غيبه و سره و مكنون علمه شيئا إلا يناجي به عليا، فأمره أن يؤلف القرآن

من بعده، و يتولى غسله و تكفينه و تحنيطه من دون قومه، و قال لأصحابه: حرام على أصحابي و أهلي أن ينظروا إلى عورتي غير أخي علي، فإنه مني و أنا منه، له ما لي و عليه ما علي، و هو قاضي ديني و منجز موعدي.

ثم قال لأصحابه: علي بن أبي طالب يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله.

و لم يكن عند أحد تأويل القرآن بكماله و تمامه إلا عند علي (عليه السلام)، و لذلك قال رسول الله لأصحابه: أقضاكم علي، أي هو قاضيكم[39].

 207/ 43- و عنه: عن أحمد، عن أبيه، عن الحسن بن علي، عمن ذكره، عن حذيفة بن منصور، عن يونس، قال: سمعته يقول و قد مررنا بجبل فيه دود، فقال: أعرف من يعلم إناث هذا الدود من ذكرانه، و كم عدده.

ثم قال: نعلم ذلك من كتاب الله، فإن في كتاب الله تبيان كل شي‏ء[40]                

 

در مدینة‌ المعاجز نیز آمده است:

الثلاثون و مائة غزارة علمه- عليه السلام-

1780/ 210- و عنه: عن أبي الحسين محمد بن هارون بن موسى قال: حدثنا أبي، عن أحمد بن الحسين، عن أبيه، عن الحسن بن علي، عمن ذكره، عن حذيفة بن منصور، عن يونس قال: سمعته (يقول) و قد مررنا بجبل فيه دود، فقال: اعرف من يعلم إناث هذا الدود من ذكرانه و كم عدده [ثم‏]  قال: نعلم [ذلك‏]  من كتاب الله، و في  كتاب الله تبيان كل شي‏ء[41]

 

امالی شیخ طوسی

286- 38- أخبرنا محمد بن محمد، قال: أخبرني‏القاضي أبو بكر محمد بن عمر الجعابي، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا الحسن بن القاسم، عن علي بن إبراهيم بن يعلى التيمي، قال: حدثني علي بن سيف بن عميرة، عن أبيه، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام)، قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): ما نزلت آية إلا و أنا عالم متى نزلت، و فيمن أنزلت، و لو سألتموني عما بين‏ اللوحين‏ لحدثتكم[42].

 

 الاحتجاج

عن محمد بن أبي عمير الكوفي  عن عبد الله بن الوليد السمان  قال قال أبو عبد الله ع: ما يقول الناس في أولي العزم و صاحبكم أمير المؤمنين ع قال قلت ما يقدمون على أولي العزم أحدا قال فقال أبو عبد الله ع إن الله تبارك و تعالى قال لموسى و كتبنا له في الألواح من كل شي‏ء موعظة  و لم يقل كل شي‏ء موعظة و قال لعيسى و لأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه و لم يقل كل شي‏ء و قال لصاحبكم أمير المؤمنين ع قل كفى بالله شهيدا بيني و بينكم و من عنده علم الكتاب  و قال الله عز و جل و لا رطب و لا يابس إلا في كتاب مبين و علم هذا الكتاب عنده[43]

 

احتجاج النبي ص يوم الغدير على الخلق كلهم و في غيره من الأيام بولاية علي بن أبي طالب ع و من بعده من ولده من الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين‏

حدثني السيد العالم العابد أبو جعفر مهدي بن أبي حرب الحسيني المرعشي رضي الله عنه‏ قال أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن الشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي‏رضي الله عنه قال أخبرني الشيخ السعيد الوالد أبو جعفرقدس الله روحه قال أخبرني جماعة عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري‏ قال أخبرنا أبو علي محمد بن همامقال أخبرنا علي السوريقال أخبرنا أبو محمد العلوي‏ من ولد الأفطس و كان من عباد الله الصالحين قال حدثنا محمد بن موسى الهمداني‏قال حدثنا محمد بن خالد الطيالسي‏قال حدثنا سيف بن عميرةو صالح بن عقبةجميعا عن قيس بن سمعان‏عن علقمة بن محمد الحضرمي‏عن أبي جعفر محمد بن علي ع أنه قال[44]:...

إنه آخر مقام أقومه في هذا المشهد فاسمعوا و أطيعوا و انقادوا لأمر ربكم فإن الله عز و جل هو مولاكم و إلهكم ثم من دونه محمد ص وليكم القائم المخاطب لكم ثم من بعدي علي وليكم و إمامكم بأمر ربكم ثم الإمامة في ذريتي من ولده إلى يوم تلقون الله و رسوله لا حلال إلا ما أحله الله و لا حرام إلا ما حرمه الله عرفني الحلال و الحرام و أنا أفضيت لما علمني ربي من كتابه و حلاله و حرامه إليه معاشر الناس ما من علم إلا و قد أحصاه الله فيَّ و كل علم علمت فقد أحصيته في إمام المتقين و ما من علم إلا علمته عليا و هو الإمام المبين معاشر الناس لا تضلوا عنه و لا تنفروا منه و لا تستكبروا [و لا تستنكفوا] من ولايته فهو الذي‏ يهدي إلى الحق‏ و يعمل به و يزهق الباطل و ينهى عنه و لا تأخذه في الله لومة لائم ثم إنه أول من آمن بالله و رسوله و هو الذي فدى رسوله بنفسه- و هو الذي كان مع رسول الله و لا أحد يعبد الله مع رسوله من الرجال غيره معاشر الناس فضلوه فقد فضله الله و اقبلوه فقد نصبه الله معاشر الناس إنه إمام من الله و لن يتوب الله على أحد أنكر ولايته و لن يغفر الله له حتما على الله أن يفعل ذلك بمن خالف أمره فيه و أن يعذبه عذابا شديدا نكرا أبد الآباد و دهر الدهور فاحذروا أن تخالفوه فتصلوا نارا وقودها الناس و الحجارة أعدت للكافرين‏ أيها الناس بي و الله بشر الأولون من النبيين و المرسلين و أنا خاتم الأنبياء و المرسلين و الحجة على جميع المخلوقين من أهل السماوات و الأرضين فمن شك في ذلك فهو كافر كفر [الجاهلية] الأولى و من شك في شي‏ء من قولي هذا فقد شك في الكل منه و الشاك في ذلك فله النار معاشر الناس حباني الله بهذه الفضيلة منا منه علي و إحسانا منه إلي و لا إله إلا هو له الحمد مني أبد الآبدين و دهر الداهرين على كل حال معاشر الناس فضلوا عليا فإنه أفضل الناس بعدي من ذكر و أنثى بنا أنزل الله الرزق و بقي الخلق ملعون ملعون مغضوب مغضوب من رد علي قولي هذا و لم يوافقه ألا إن جبرئيل خبرني عن الله تعالى بذلك و يقول من عادى عليا و لم يتوله فعليه لعنتي و غضبي- ف لتنظر نفس ما قدمت لغد و اتقوا الله‏ أن تخالفوه‏ فتزل قدم بعد ثبوتها إن الله خبير بما تعملون‏ معاشر الناس إنه جنب الله الذي ذكر في كتابه فقال تعالى- أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله‏ معاشر الناس تدبروا القرآن و افهموا آياته و انظروا إلى محكماته و لا تتبعوا متشابهه فو الله لن يبين لكم زواجره و لا يوضح لكم تفسيره إلا الذي أنا آخذ بيده و مصعده إلي و شائل بعضده و معلمكم أن من كنت مولاه فهذا علي مولاه و هو علي بن أبي طالب ع أخي و وصيي و موالاته من الله عز و جل أنزلها علي معاشر الناس إن عليا و الطيبين من ولدي هم الثقل الأصغر و القرآن الثقل الأكبر فكل واحد منبئ عن صاحبه و موافق له لن يفترقا حتى يردا علي الحوض هم أمناء الله في خلقه و حكماؤه في أرضه ألا و قد أديت ألا و قد بلغت ألا و قد أسمعت ألا و قد أوضحت ألا و إن الله عز و جل قال و أنا قلت عن الله عز و جل ألا إنه ليس أمير المؤمنين غير أخي هذا و لا تحل إمرة المؤمنين بعدي لأحد غيره ثم ضرب بيده إلى عضده فرفعه و كان منذ أول ما صعد رسول الله ص شال عليا حتى صارت رجله مع ركبة رسول الله ص ثم قال معاشر الناس هذا علي أخي و وصيي و واعي علمي و خليفتي على أمتي و على تفسير كتاب‏ الله‏ عز و جل و الداعي إليه و العامل بما يرضاه و المحارب لأعدائه و الموالي على طاعته و الناهي عن معصيته خليفة رسول الله و أمير المؤمنين و الإمام الهادي و قاتل الناكثين و القاسطين و المارقين بأمر الله أقول و ما يبدل القول لدي‏ بأمر ربي[45]

 

روي عن أمير المؤمنين ع أنه قال: ترد على أحدهم القضية في حكم من الأحكام فيحكم فيها برأيه ثم ترد تلك القضية بعينها على غيره فيحكم فيها بخلاف قوله ثم يجتمع القضاة بذلك عند الإمام الذي استقضاهم فيصوب آراءهم جميعا و إلههم واحد و نبيهم واحد و كتابهم واحد أ فأمرهم الله سبحانه بالاختلاف فأطاعوه أم نهاهم عنه فعصوه- أم أنزل الله دينا ناقصا فاستعان بهم على إتمامه أم‏  كانوا شركاء له فلهم أن يقولوا و عليه أن يرضى أم أنزل الله سبحانه دينا تاما فقصر الرسول ص عن تبليغه و أدائه و الله سبحانه يقول‏ ما فرطنا في الكتاب من شي‏ء و فيه تبيان‏ كل‏ شي‏ء و ذكر أن الكتاب يصدق بعضه بعضا و أنه لا اختلاف فيه فقال سبحانه- و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا و أن القرآن ظاهره أنيق و باطنه عميق لا تفنى عجائبه و لا تنقضي غرائبه و لا تكشف الظلمات إلا به.[46]

 

احتجاجه ص بإمامته على معاوية و غيره و ذكر طرف من مفاخراته و مشاجراته التي جرت له مع معاوية و أصحابه‏

عن موسى بن عقبة أنه قال: لقد قيل لمعاوية إن الناس قد رموا أبصارهم إلى الحسين ع‏ فلو قد أمرته يصعد المنبر و يخطب فإن فيه حصرا أو في لسانه كلالة فقال لهم معاوية قد ظننا ذلك بالحسن فلم يزل حتى عظم في أعين الناس و فضحنا فلم يزالوا به- حتى قال للحسين يا أبا عبد الله لو صعدت المنبر فخطبت فصعد الحسين ع المنبر فحمد الله و أثنى عليه و صلى على النبي ص فسمع رجلا يقول من هذا الذي يخطب؟ فقال الحسين ع نحن حزب الله الغالبون و عترة رسول الله ص الأقربون و أهل بيته الطيبون و أحد الثقلين اللذين جعلنا رسول الله ص ثاني كتاب الله تبارك و تعالى الذي فيه تفصيل‏ كل‏ شي‏ء لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه‏ و المعول علينا في تفسيره لا يبطئنا تأويله بل نتبع حقائقه فأطيعونا فإن طاعتنا مفروضة- أن كانت بطاعة الله و رسوله مقرونة قال الله عز و جل‏ أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شي‏ء فردوه إلى الله و الرسول‏ و قال‏ و لو ردوه إلى الرسول و إلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم و لو لا فضل الله عليكم و رحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا و أحذركم الإصغاء إلى هتوف الشيطان بكم ف إنه لكم عدو مبين* فتكونوا كأوليائه الذين قال لهم‏ لا غالب لكم اليوم من الناس و إني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه و قال إني بري‏ء منكم‏ فتلقون للسيوف ضربا و للرماح وردا و للعمد حطما و للسهام غرضا ثم لا يقبل من نفس‏ إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قال معاوية حسبك يا أبا عبد الله قد بلغت[47].

 

مناقب آل ابی طالب

بكير بن أعين قال: قبض أبو عبد الله ع على ذراع نفسه و قال يا بكير هذا و الله جلد رسول‏ الله‏ و هذه و الله عروق رسول الله و هذا و الله لحمه و هذا عظمه و إني لأعلم ما في السماوات و أعلم ما في الأرض و أعلم ما في الدنيا و أعلم ما في الآخرة فرأى تغير جماعة فقال يا بكير إني لأعلم ذلك من كتاب الله تعالى إذ يقول‏ و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي‏ء[48].

العلاء بن سيابة عن الصادق ع قال: إنا لنعلم ما في الليل و النهار و في رواية إني لأعلم ما في السماوات و ما في الأرض و ما في الجنة و ما في النار و ما كان و ما يكون إلى أن تقوم الساعة ثم سكت ثم قال و علمه في كتاب الله أنظر إليه هكذا ثم بسط كفه و قال إن الله يقول فيه تبيان‏ كل‏ شي‏ء[49].

 

تأویل الآیات الظاهره 

و يؤيد هذا التأويل ما رواه الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي رحمه الله في كتابه مصباح الأنوار بإسناده عن رجاله مرفوعا إلى المفضل بن عمر قال: دخلت على الصادق ع ذات يوم فقال لي يا مفضل هل عرفت محمدا و عليا و فاطمة و الحسن و الحسين ع كنه معرفتهم قلت يا سيدي و ما كنه معرفتهم قال يا مفضل تعلم أنهم في طرفعن الخلائق بجنب الروضة الخضرة فمن عرفهم كنه معرفتهم كان مؤمنا في السنام الأعلى قال قلت عرفني ذلك يا سيدي قال يا مفضل تعلم أنهم علموا ما خلق الله عز و جل و ذرأه و برأه و أنهم كلمة التقوى و خزناء السماوات و الأرضين و الجبال و الرمال و البحار و عرفوا كم في السماء نجم و ملك و وزن الجبال و كيل ماء البحار و أنهارها و عيونها و ما تسقط من ورقة إلا علموها و لا حبة في ظلمات الأرض و لا رطب و لا يابس إلا في كتاب مبين‏ و هو في علمهم و قد علموا ذلك فقلت يا سيدي قد علمت ذلك و أقررت به و آمنت قال نعم‏ يا مفضل‏ نعم يا مكرم نعم يا محبور نعم يا طيب طبت و طابت لك الجنة و لكل مؤمن بها.[50]

 

 

استشهاد حضرات به  آیات قرآن کریم

 207/ 43- و عنه: عن أحمد، عن أبيه، عن الحسن بن علي، عمن ذكره، عن حذيفة بن منصور، عن يونس، قال: سمعته يقول و قد مررنا بجبل فيه دود، فقال: أعرف من يعلم إناث هذا الدود من ذكرانه، و كم عدده. ثم قال: نعلم ذلك من كتاب الله، فإن في كتاب الله تبيان كل شي‏ء[51]                

82 قوت القلوب، قال علي ع لو شئت لأوقرت سبعين بعيرا من تفسير فاتحة الكتاب[52].                       

82 أسرار الصلاة، قال علي ع لو شئت لأوقرت سبعين بعيرا من تفسير فاتحة الكتاب[53]

37 يوسف بن السخت قال اشتكى المتوكل شكاة شديدة- فنذر لله إن شفاه الله يتصدق بمال كثير، فعوفي من علته فسأل أصحابه عن ذلك فأعلموه- أن أباه تصدق بثمانمائة  ألف ألف درهم- و إن أراه تصدق بخمسة ألف ألف درهم- فاستكثر ذلك، فقال أبو يحيى بن أبي منصور المنجم لو كتبت إلى ابن عمك يعني أبا الحسن ع فأمر أن يكتب له فيسأله- فكتب إليه، فكتب أبو الحسن: تصدق بثمانين درهم، فقالوا: هذا غلط سلوه من أين قال: هذا  من كتاب الله  قال الله لرسوله: «لقد نصركم الله في مواطن كثيرة» و المواطن التي نصر الله رسوله عليه و آله السلام فيها ثمانون موطنا، فثمانين درهما من حله مال كثير[54]»

 حدثنا محمد بن أبي عبد الله قال حدثنا موسى بن عمران عن الحسين بن يزيد عن إسماعيل بن مسلم قال قال أبو عبد الله ع وجدت لأهل القدر اسما في كتاب الله قوله: «إن المجرمين في ضلال و سعر إلى قوله خلقناه بقدر» فهم المجرمون‏[55]

 فهو ما رواه محمد بن العباس رحمه الله عن الحسين بن علي بن زكريا البصري عن الهيثم بن عبد الله الرماني قال حدثني علي بن موسى قال حدثني أبي موسى عن أبيه جعفر ع قال: دخل على أبي بعض من يفسر القرآن فقال له أنت فلان و سماه باسمه قال نعم قال أنت الذي تفسر القرآن قال نعم قال فكيف تفسر هذه الآية و جعلنا بينهم و بين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة و قدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي و أياما آمنين قال هذه بين مكة و منى فقال له أبو عبد الله ع أ يكون في هذا الموضع خوف و قطيع قال نعم قال فموضع يقول الله أمن يكون فيه خوف و قطيع قال فما هو قال ذاك نحن أهل البيت قد سماكم الله ناسا و سمانا قرى قال جعلت فداك أ وجدت هذا في كتاب الله أن القرى رجال فقال أبو عبد الله ع أ ليس الله تعالى‏ يقول و سئل القرية التي كنا فيها و العير التي أقبلنا فيها فللجدران  و الحيطان السؤال أم للناس و قال تعالى و إن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا فمن المعذب الرجال أم الجدران و الحيطان[56]

 2- عن أبي جمعة رحمة بن صدقة قال أتى رجل من بني أمية و كان زنديقا- إلى جعفر بن محمد ع فقال له: قول الله في كتابه المص‏
أي شي‏ء أراد بهذا و أي شي‏ء فيه من الحلال و الحرام و أي شي‏ء في ذا مما ينتفع به الناس قال: فأغلظ ذلك جعفر بن محمد ع فقال: أمسك ويحك الألف واحد، و اللام ثلاثون، و الميم أربعون، و الصاد تسعون، كم معك فقال الرجل: مائة و إحدى و ستون، فقال له جعفر بن محمد ع: إذا انقضت سنة إحدى و ستين و مائة ينقضي ملك أصحابك، قال: فنظرنا فلما انقضت‏ إحدى و ستون و مائة يوم عاشوراء دخل المسودة  الكوفة و ذهب ملكهم

 3 خيثمة الجعفي عن أبي لبيد المخزومي قال: قال أبو جعفر ع يا با لبيد إنه يملك من ولد العباس اثنا عشر، يقتل بعد الثامن منهم أربعة فتصيب أحدهم الذبحة فتذبحه، هم فئة قصيرة أعمارهم، قليلة مدتهم، خبيثة سيرتهم منهم الفوبسق الملقب بالهادي، و الناطق و الغاوي، يا با لبيد إن في حروف القرآن المقطعة لعلما جما، إن الله تبارك و تعالى أنزل «الم ذلك الكتاب، فقام محمد ع حتى ظهر نوره و ثبتت كلمته، و ولد يوم ولد، و قد مضى من الألف السابع مائة سنة و ثلاث سنين، ثم قال:و تبيانه في كتاب الله [في‏] الحروف المقطعة- إذا عددتها من غير تكرار، و ليس من حروف مقطعة حرف ينقضي أيام [الأيام‏] إلا و قائم من بني هاشم عند انقضائه، ثم قال: الألف واحد، و اللام ثلاثون، و الميم أربعون، و الصاد تسعون، فذلك مائة و إحدى و ستون، ثم كان بدو خروج الحسين بن علي ع الم الله، فلما بلغت مدته قام قائم ولد العباس عند «المص»، و يقوم قائمنا عند انقضائها ب الر فافهم ذلك و عه و اكتمه [57]

501- عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن الحسن بن ظريف عن عبد الصمد بن بشير عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال: قال [لي‏] أبو جعفر ع يا أبا الجارود ما يقولون لكم في الحسن و الحسين ع قلت ينكرون علينا أنهما ابنا رسول الله ص قال فأي شي‏ء احتججتم عليهم قلت احتججنا عليهم بقول الله عز و جل في عيسى ابن مريم ع- و من ذريته داود و سليمان و أيوب و يوسف و موسى و هارون و كذلك نجزي المحسنين و زكريا و يحيى و عيسى فجعل عيسى ابن مريم من ذرية نوح ع قال فأي شي‏ء قالوا لكم قلت قالوا قد يكون ولد الابنة من الولد و لا يكون من الصلب قال فأي شي‏ء احتججتم عليهم قلت احتججنا عليهم بقول الله تعالى لرسوله ص- فقل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم و نساءنا و نساءكم و أنفسنا و أنفسكم قال فأي شي‏ء قالوا قلت قالوا قد يكون في كلام العرب أبناء رجل و آخر يقول أبناؤنا قال فقال أبو جعفر ع يا أبا الجارود لأعطينكها من كتاب الله جل و تعالى أنهما من صلب رسول الله ص لا يردها إلا الكافر قلت و أين ذلك جعلت فداك قال من حيث قال الله تعالى- حرمت عليكم أمهاتكم و بناتكم و أخواتكم الآية إلى أن انتهى إلى قوله تبارك و تعالى- و حلائل أبنائكم الذين من أصلابكم  فسلهم يا أبا الجارود هل كان يحل لرسول الله ص نكاح حليلتيهما فإن قالوا نعم كذبوا و فجروا و إن قالوا لا فهما ابناه لصلبه[58]

 

 قال وهب بن وهب القرشي سمعت الصادق ع يقول‏ قدم وفد من أهل فلسطين‏ على الباقر ع فسألوه عن مسائل فأجابهم ثم سألوه عن الصمد فقال تفسيره فيه‏ الصمد خمسة أحرف فالألف دليل على إنيته و هو قوله عز و جل‏ شهد الله أنه لا إله إلا هو و ذلك تنبيه و إشارة إلى الغائب عن درك الحواس و اللام دليل على إلهيته بأنه هو الله و الألف و اللام مدغمان لا يظهران على اللسان‏و لا يقعان في السمع و يظهران في الكتابة دليلان على أن إلهيته بلطفه خافية لا تدرك بالحواس و لا تقع في لسان واصف و لا أذن سامع لأن تفسير الإله هو الذي أله الخلق عن درك ماهيته و كيفيته بحس أو بوهم لا بل هو مبدع الأوهام و خالق الحواس و إنما يظهر ذلك عند الكتابة دليل على أن الله سبحانه أظهر ربوبيته في إبداع الخلق و تركيب أرواحهم اللطيفة في أجسادهم الكثيفة فإذا نظر عبد إلى نفسه لم ير روحه كما أن لام الصمد لا تتبين و لا تدخل في حاسة من الحواس الخمس فإذا نظر إلى الكتابة ظهر له ما خفي و لطف فمتى تفكر العبد في ماهية البارئ و كيفيته أله فيه و تحير و لم تحط فكرته بشي‏ء يتصور له لأنه عز و جل خالق الصور فإذا نظر إلى خلقه ثبت له أنه عز و جل خالقهم و مركب أرواحهم في أجسادهم و أما الصاد فدليل على أنه عز و جل صادق و قوله صدق و كلامه صدق و دعا عباده إلى اتباع الصدق بالصدق و وعد بالصدق دار الصدق و أما الميم فدليل على ملكه و أنه الملك الحق لم يزل و لا يزال و لا يزول ملكه و أما الدال فدليل على دوام ملكه و أنه عز و جل دائم تعالى عن الكون و الزوال بل هو عز و جل يكون الكائنات الذي كان بتكوينه كل كائن ثم قال ع لو وجدت لعلمي الذي آتاني الله عز و جل حملة لنشرت التوحيد و الإسلام و الإيمان و الدين و الشرائع من الصمد و كيف لي بذلك و لم يجد جدي أمير المؤمنين ع حملة لعلمه حتى كان يتنفس الصعداء و يقول على المنبر سلوني قبل أن تفقدوني- فإن بين الجوانح مني علما جما هاه هاه ألا لا أجد من يحمله ألا و إني عليكم من الله الحجة البالغة ف لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور ثم قال الباقر ع الحمد لله الذي من علينا و وفقنا لعبادته الأحد الصمد الذي‏ لم يلد و لم يولد. و لم يكن له كفوا أحد و جنبنا عبادة الأوثان حمدا سرمدا و شكرا واصبا و قوله عز و جل‏ لم يلد و لم يولد يقول‏ لم يلد عز و جل فيكون له ولد يرثه‏ و لم يولد فيكون له والد يشركه في ربوبيته و ملكه- و لم يكن له كفوا أحد فيعاونه في سلطانه‏[59]

 

برخی از روایات اهل سنت

«کتب فی الذکر کل شیء»

٣٤٤ - وأخبرنا الفريابي قال: نا أبو مروان عبد الملك بن حبيب قال: حدثنا أبو إسحاق الفزاري، عن الأعمش، عن جامع بن شداد، عن صفوان بن محرز، عن عمران بن حصين قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه نفر من أهل اليمن فقالوا: أتيناك يا رسول الله لنتفقه في الدين، نسألك عن أول هذا الأمر كيف كان؟ فقال: «كان الله تعالى، ولم يكن شيء، وكان عرشه على الماء، ثم كتب في الذكر كل شيء قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة[60]»

 

٧٤١٨ - حدثنا ‌عبدان، عن ‌أبي حمزة، عن ‌الأعمش، عن ‌جامع بن شداد، عن ‌صفوان بن محرز، عن ‌عمران بن حصين قال: «إني عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه قوم من بني تميم، فقال: اقبلوا البشرى يا بني تميم. قالوا: بشرتنا فأعطنا، فدخل ناس من أهل اليمن، فقال: اقبلوا البشرى يا أهل اليمن، إذ لم يقبلها بنو تميم قالوا: قبلنا، جئناك لنتفقه في الدين، ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان، قال: كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، ثم خلق السموات والأرض، وكتب في الذكر كل شيء ثم أتاني رجل فقال: يا عمران أدرك ناقتك فقد ذهبت، فانطلقت أطلبها، فإذا السراب ينقطع دونها، وايم الله لوددت أنها قد ذهبت ولم أقم[61]

 

١١١٧٦ - أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، حدثنا خالد يعني ابن الحارث، حدثنا عبد الرحمن، قال: أنبأني جامع بن شداد، عن صفوان بن محرز، عن ابن حصين، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كان الله ولا شيء غيره، وكان عرشه على الماء، فكتب في الذكر كل شيء، ثم خلق سبع سموات[62]»

 

٤٧٤٠ - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، حدثنا محمد بن إشكاب، حدثنا محمد بن أبي عبيدة بن معن، حدثنا أبي، عن الأعمش، عن جامع بن شداد، عن صفوان بن محرز، عن عمران بن حصين، قال: كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وناقتي معقولة بالباب، إذ دخل عليه نفر من بني تميم، فقالوا: يا رسول الله، جئناك لنتفقه في الدين، ونسألك عن أول هذا الأمر ما كان. قال صلى الله عليه وسلم: "كان الله وليس شيء غيره، وكان عرشه على الماء، ثم كتب في الذكر كل شيء، ثم خلق السماوات والأرض". قال: فجاء رجل، فقال: يا عمران، أدرك ناقتك، فقد انفلتت، فإذا السراب ينقطع دونها، وايم الله لوددت أنى كنت تركتها[63].

 

٣٣٠٧ - أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق ببغداد، ثنا محمد بن عبيد الله بن أبي داود المنادي، ثنا روح بن عبادة، ثنا المسعودي، عن أبي صخرة جامع بن شداد، عن صفوان بن محرز، عن بريدة الأسلمي، قال: دخل قوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلوا يسألونه يقولون: أعطنا. حتى ساءه ذلك، ودخل عليه آخرون، فقالوا: جئنا نسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونتفقه في الدين، ونسأله عن بدء هذا الأمر. فقال: «كان الله ولا شيء غيره وكان العرش على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، ثم خلق سبع سماوات» قال: ثم أتاه آت، فقال: إن ناقتك قد ذهبت. قال: فوددت أني كنت تركتها «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه»

[التعليق - من تلخيص الذهبي]٣٣٠٧ - صحيح[64]

 

١٧٧٠٢ - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنبأ عبد الله بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان، ثنا عمر بن حفص، ثنا أبي، ثنا الأعمش، ثنا جامع بن شداد، عن صفوان بن محرز أنه حدثه، عن عمران بن حصين، قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث، قال فيه: قالوا: جئناك نسألك عن هذا الأمر، قال: " كان الله ولم يكن شيء غيره، وعرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، وخلق السماوات والأرض ". رواه البخاري في الصحيح عن عمر بن حفص بن غياث، والمراد به والله أعلم، ثم خلق الماء، وخلق العرش على الماء، وخلق القلم، وأمره فكتب في الذكر كل شيء[65]

 

٤٢٥ - رواه محمد بن عبيد، عن الأعمش، عن جامع بن شداد، عن صفوان بن محرز، عن عمران بن الحصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كان الله قبل أن يخلق الذكر، ثم خلق الذكر، فكتب فيه كل شيء» فقالت الجهمية: إن القرآن هو الذكر، والله خلق الذكر[66]

 

حدیث حارث اعور

٢٩٠٦ - حدثنا ‌عبد بن حميد، قال: حدثنا ‌حسين بن علي الجعفي قال: سمعت ‌حمزة الزيات ، عن ‌أبي المختار الطائي ، عن ‌ابن أخي الحارث الأعور ، عن ‌الحارث قال: «مررت في المسجد، فإذا الناس يخوضون في الأحاديث، فدخلت على ‌علي ، فقلت: يا أمير المؤمنين، ألا ترى أن الناس قد خاضوا في الأحاديث؟ قال: أوقد فعلوها؟ قلت: نعم. قال: أما إني قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ألا إنها ستكون فتنة». فقلت: ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: {إنا سمعنا قرآنا عجبا * يهدي إلى الرشد[67]}

 

٨٣٦ - وحدثناه محمد بن معمر، قال: نا مالك بن سعير، قال: نا حمزة الزيات، عن أبي المختار، قال: نا ابن أخي الحارث الأعور، عن الحارث الأعور، عن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه ، يتقاربان في حديثهما واللفظ لفظ ابن أخي الحارث، عن الحارث الأعور، عن علي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إنها ستكون فتنة قال: قلت فما المخرج منها رسول الله؟ قال: " كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل من يرده من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله هو حبل الله المتين والذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تشبع منه العلماء ولا يخلق عن رد، ولا تنقضي عجائبه، وهو الذي لم تنته الجن حين سمعته أن قالوا: إنا سمعنا قرآنا عجبا، من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعي إليه هدي إلى صراط مستقيم ومن اعتصم به هدي إلى صراط مستقيم وهذا الحديث لا نعلمه يروى إلا عن علي، ولا نعلم رواه عن علي، إلا الحارث[68]

 

٣٣٧٤ - أخبرنا محمد بن يزيد الرفاعي، حدثنا الحسين الجعفي، عن حمزة الزيات، عن أبي المختار الطائي، عن ابن أخي الحارث، عن الحارث، قال: دخلت المسجد، فإذا أناس يخوضون في أحاديث، فدخلت على علي، فقلت: ألا ترى أن أناسا يخوضون في الأحاديث في المسجد؟ فقال: قد فعلوها؟ قلت: نعم، قال: أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ستكون فتن». قلت: وما المخرج منها؟ قال: " كتاب الله، كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، هو الذي من تركه من جبار، قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره، أضله الله، فهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، وهو الذي لم ينته الجن إذ سمعته أن قالوا: {إنا سمعنا قرآنا عجبا} [الجن: ١] هو الذي من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أجر، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم " خذها إليك يا أعور

[تعليق المحقق] في إسناده مجهولان: أبو المختار سعد الطائي وابن أخي الحارث[69]

 

حدثني إسحاق، أخبرنا يحيى بن آدم، ثنا حمزة الزيات، ثنا أبو مختار الطائي، عن ابن أخي الحارث الأعور، عن الحارث الأعور، عن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ألا إنها ستكون فتنة»، قلت: فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: " كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ له الأهواء ولا تلتبس به الألسنة، ولا تشبع منه العلماء، ولا يخلق عن رد، ولا تنقضي عجائبه، وهو الذي لم تتناه الجن إن سمعته حتى قالوا {إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد} [الجن: ٢]، من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم " خذها إليك يا أعور وعن عبد الرحمن بن أبزى رحمه الله قال: لما وقع الناس في أمر عثمان رضي الله عنه، قلت لأبي بن كعب رضي الله عنه: أبا المنذر ما المخرج؟ قال: «كتاب الله، ما استبان لك فاعمل به وانتفع، وما اشتبه عليك فكله إلى عالمه»، وقال جندب: «أوصيكم بتقوى الله، وأوصيكم بالقرآن، نور الليل المظلم، وهدى النهار، فاعملوا به على ما كان فيه من جهد وفاقة، فإن عرض بلاء فقدم مالك دون نفسك، فإن تجاوزهما البلاء فقدم نفسك ومالك دون دينك، واعلم أن المحروب من حرب دينه، وأن المسلوب من سلب دينه، وأنه لا فقر بعد الجنة، ولا غنى بعد النار، وأن النار لا يفك أسيرها، ولا يستغني فقيرها»، وقال ابن مسعود رضي الله عنه: «من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن، فإن فيه علم الأولين والآخرين» وفي لفظ: «إذا أردتم العلم فأثيروا القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين» وعنه: إن هذا القرآن مأدبة الله، فمن دخل فيه فهو آمن "، وعن ابن عباس رضي الله عنه: " ضمن الله لمن قرأ القرآن واتبع ما فيه أن لا يضل ولا يشقى، ثم تلا: {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى} [طه: ١٢٣] " وفي رواية: " من قرأ القرآن واتبع بما فيه هداه الله من الضلالة، ووقاه سوء الحساب يوم القيامة، ذلك بأن الله تعالى يقول: {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى، ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا} [طه: ١٢٣] "، وقال سفيان، عن منصور، قلت: يا أبا الحجاج، ما قول الله {والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون} [الزمر: ٣٣]؟ قال: " هم الذين جاءوا بالقرآن، فقالوا: هذا أعطيتمونا فقد عملنا بما فيه "، وقال سفيان: قال إسماعيل بن أبي خالد {وهدوا إلى الطيب من القول} [الحج: ٢٤]: القرآن {وهدوا إلى صراط الحميد} [الحج: ٢٤]: الإسلام، قال سفيان: وأنا أشهد أنه هكذا "، وعن ابن مسعود رضي الله عنه: «أن هذا القرآن شافع مشفع، وماحل مصدق، فمن جعل القرآن خلف ظهره ساقه القرآن إلى النار، ومن جعل القرآن بين يديه قاده القرآن إلى الجنة»، وقال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: «إن هذا القرآن كائن لكم ذخرا، وكائن لكم أجرا، وكائن عليكم وزرا، فاتبعوا القرآن ولا يتبعنكم القرآن، فإنه من يتبع القرآن يهبط به في رياض الجنة، ومن يتبعه القرآن يزخ في قفاه حتى يقذفه في جهنم»، وعن ميمون بن مهران: «القرآن قائد وسائق، فمن اتبع القرآن قاده إلى الجنة ومن نبذه وراء ظهره ساقه إلى النار»، وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه: «القرآن حجيج يوم القيامة فلكم أو عليكم[70]»

 

٩٣- حدثنا علي بن سعيد الرازي حدثنا محمد بن حميد حدثنا هارون بن المغيرة حدثنا عمرو بن أبي قيس عن شعيب بن خالد عن سلمة بن كهيل عن بكير الطائي عن أبي البختري الطائي عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن جبريل عليه السلام أتاني فقال إنه سيكون في أمتي فتنة فقلت فما المخرج منها يا جبريل فقال كتاب الله عز وجل فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم من ولي هذا الأمر من جبار فيقضي بغيره يقصمه الله ومن يبتغي الهدى في غيره يضله الله[71].

 

٧٩ - حدثنا أبو جعفر عبد الله بن محمد النفيلي قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي سيار، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن الحارث، عن علي قال: قيل لنبي صلى الله عليه وسلم: إن أمتك ستفتتن بعدك، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أو سئل: فما المخرج من ذلك؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كتاب الله عز وجل العزيز، لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد. من ابتغى العلم في غيره أضله الله، ومن ولي هذا الأمر من جبار فحكم بغيره قصمه الله تعالى، وهو النور المبين، والذكر الحكيم، والصراط المستقيم فيه خبر ما قبلكم، ونبأ ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، وهو الذي سمعته الجن فلم يتناهوا أن قالوا: {إنا سمعنا قرآنا عجبا، يهدي إلى الرشد} [الجن: ٢] ، لا يخلق على طول الرد، ولا تنقضي  عبره، ولا تفنى عجائبه "، ثم قال عليه السلام للحارث: «خذها يا أعور»

٨٠ - حدثنا محمد قال: ثنا الحكم بن بشير بن سلمان قال: حدثنا عمرو بن القيس الملائي،. . .،عن عمرو بن مرة الجميلي، عن أبي البختري، عن ابن أخي الحارث، عن الحارث، عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال جبريل: سيكون في أمتك فتنة، قلت: ما المخرج منها يا جبريل؟ قال: كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم من ولي هذا الأمر من جبار فقضى فيه بغيره قصمه الله، ومن ابتغى الهدي في غيره أضله الله عز وجل، وهو النور المبين، والذكر الحكيم، والصراط المستقيم، هو الفصل ليس بالهزل هو الذي سمعته الجن فلم يتناهوا أن قالوا: {إنا سمعنا قرآنا عجبا} [الجن: ١] ، هو الذي لا يخلق على طول الرد، ولا تنقضي عجائبه "، ثم قال للحارث: «خذها يا أعور»

٨١ - حدثنا أبو بكر، وعثمان قالا: حدثنا حسين بن علي، عن حمزة الزيات،  عن أبي المختار الطائي، عن ابن أخي الحارث، عن الحارث قال: دخلت المسجد، فإذا الناس يخوضون في الأحاديث قال: فدخلت على علي عليه السلام، فقلت: يا أمير المؤمنين أما ترى الناس يخوضون في الأحاديث؟ قال: فقال: فقد فعلوها؟ قلت: نعم قال: أما أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنها ستكون فتن» قال: قلت: فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: «كتاب الله تعالى فيه خبر ما قبلكم، ونبأ ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل»

٨٢ - حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران، عن علي بن أبي طالب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ستكون فتنة» فقلت: ما المخرج منها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كتاب الله عز وجل فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل» فذكر مثل حديث الحارث غير أن الحروف مقدم، ومؤخر[72]

 

نامه حضرت به بحرین

١٦٥ - حدثنا عبدان بن أحمد، ثنا محمد بن يحيى الأزدي، ثنا داود بن المحبر بن فخذم بن سليمان، مولى أبي بكرة، قال: ثنا أبي المحبر بن فخذم، عن المسور بن عبد الله الباهلي، عن بعض ولد الجارود، عن الجارود أنه أخذ هذه النسخة من نسخة عهد العلاء الذي كتب له النبي صلى الله عليه وسلم حين بعثه إلى البحرين: " بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد رسول الله النبي الأمي القرشي الهاشمي، رسول الله ونبيه إلى خلقه كافة، للعلاء بن الحضرمي ومن معه من المسلمين، عهدا أعهده إليهم: اتقوا الله أيها المسلمون ما استطعتم، فإني قد بعثت عليكم العلاء بن الحضرمي وأمرته أن يتقي الله وحده لا شريك له، وأن يلين فيكم الجناح، ويحسن فيكم السيرة، ويحكم بينكم وبين من لقيه من الناس بما أمر الله في كتابه من العدل، وأمرتكم بطاعته إذا فعل ذلك، فإن حكم فعدل وقسم فأقسط، واسترحم فرحم، فاسمعوا له وأطيعوا وأحسنوا مؤازرته ومعاونته… من لقيتم من الناس فادعوهم إلى كتاب الله المنزل وسنة رسوله وإحلال ما أحل الله لهم في كتابه، وتحريم ما حرم الله عليهم في كتابه، وأن يخلعوا الأنداد ويبرأوا من الشرك والكفر والنفاق، وأن يكفروا بعبادة الطواغيت واللات والعزى، وأن يتركوا عبادة عيسى ابن مريم وعزير بن مروة والملائكة والشمس والقمر والنيران وكل شيء متخذ نصبا من دون الله، وأن يتبرأوا مما برئ الله ورسوله، فإذا فعلوا ذلك فأقروا به فقد دخلوا في الولاية سموهم عند ذلك بما في كتاب الله الذي تدعونهم إليه كتاب الله المنزل مع الروح الأمين على صفيه من العالمين محمد بن عبد الله رسول الله ونبيه أرسله رحمة للعالمين عامة، الأبيض منهم والأسود، والإنس والجن، كتاب فيه بيان لكل شيء كان قبلكم، وما هو كائن بعدكم ليكون حاجزا بين الناس حجز الله به بعضهم عن بعض وهو كتاب الله مهيمنا على الكتب مصدقا لما فيه من التوراة والإنجيل والزبور، يخبركم الله فيه بما قد كان قبلكم مما قد فاتكم دركه في آبائكم الأولين الذين أتتهم رسل الله وأنبياؤه، وكيف كان جوابهم لرسله، وكيف كان تصديقهم بآيات الله، وكيف كان تكذيبهم بآيات الله، فأخبركم الله في كتابه شأنهم وأعمالهم وأعمال من هلك منهم بذنبه ليجتنبوا مثل ذلك، أن يعملوا مثله كي لا تحل عليهم من سخطه ونقمته مثل الذي حل عليهم من سوء أعمالهم وتهاونهم بأمر الله، وأخبركم الله عز وجل في كتابه هذا بإنجاء من نجا ممن كان قبلكم لكي تعملوا مثل أعمالهم فكتب لكم هذا تبيانا لكل شيء، ذلك كله برحمة منه لكم وشفقة من ربكم عليكم، وهو هدى من الله من الضلالة وتبيان من العمى، وإقالة من العثرة، ونجاة من الفتنة، ونور من الظلمة، وشفاء من الأحداث، وعصمة من الهلكة، ورشد من الغواية، وتبيان ما بين الدنيا والآخرة، وفيه كمال دينكم، فإذا عرضتم هذا فأقروا لكم فقد استكملوا الولاية فاعرضوا عليهم عند ذلك الإسلام[73]،

 

کلمات صحابه و تابعین

ابن مسعود

٨٦٦٦ - حدثنا أبو خليفة، ثنا محمد بن كثير، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن مرة، عن عبد الله، قال: «من أراد العلم فليثور القرآن، فإن فيه علم الأولين والآخرين[74]»

 

٨٥٦ - حدثنا عبد الله، حدثنا عبيد الله بن عمر، قال يحيى بن سعيد، عن شعبة، حدثني أبو إسحاق، عن مرة قال: قال عبد الله بن مسعود: من أراد العلم فليثور القرآن؛ فإن فيه علم الأولين والآخرين[75]

 

٣٠٠١٨ - حدثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن مرة، عن عبد الله قال: «من أراد العلم فليقرأ القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين[76]»

 

٤٢٤ - حدثنا أبو جعفر محمد بن عبيد الله الديناري، ومحمد بن مجالد، قالا: نا علي بن حرب، قال: نا محمد بن فضيل، عن أشعث، عن  أبي صفوان، عن ابن مسعود، قال: " إن الله عز وجل أنزل هذا القرآن تبيانا لكل شيء، ولكن علمنا يقصر عما بين لنا في القرآن، ثم قرأ {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء[77]} [النحل: ٨٩] "

 

 

و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي‏ء يقول: نزل عليك يا محمد هذا القرآن بيانا لكل ما بالناس إليه الحاجة من معرفة الحلال و الحرام و الثواب و العقاب. و هدى‏ من الضلالة و رحمة لمن صدق به، و عمل بما فيه من حدود الله و أمره و نهيه، فأحل حلاله و حرم حرامه. و بشرى للمسلمين‏ يقول: و بشارة لمن أطاع الله و خضع له بالتوحيد و أذعن له بالطاعة، يبشره بجزيل ثوابه في الآخرة و عظيم كرامته.

و بنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثني المثنى، قال:ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله بن الزبير، عن ابن عيينة، قال: ثنا أبان بن تغلب، عن الحكم، عن مجاهد: تبيانا لكل شي‏ء قال: مما أحل و حرم. حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن ابن عيينة، عن أبان بن تغلب، عن مجاهد، في قوله: تبيانا لكل شي‏ء مما أحل لهم و حرم عليهم. حدثنا ابن بشار، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا سفيان، عن الأعمش، عن مجاهد، قوله: تبيانا لكل شي‏ء قال: ما أمر به، و ما نهى عنه. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج‏، في قوله: و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي‏ء قال: ما أمروا به، و نهوا عنه. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا محمد بن فضيل، عن أشعث، عن رجل، قال: قال ابن مسعود:أنزل في هذا القرآن كل علم و كل شي‏ء قد بين لنا في القرآن. ثم تلا هذه الآية[78]

 

ابن عباس

وقال ابن عباس ( رضي الله عنهما ) : لو ضاع لأحدكم عقال بعير لوجده في القرآن[79]

و ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما، حتى قال: لو ضاع لي عقال بعير لوجدته في كتاب اللّه تعالى[80]

مسروق

حدثنا عبد الله بن محمد بن حميد، ثنا محمد بن شبل، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا عبيدة بن حميد، عن منصور، عن هلال بن يساف قال: قال مسروق: «من سره أن يعلم علم الأولين وعلم الآخرين وعلم الدنيا والآخرة فليقرأ سورة الواقعة[81]»

 

بخش سوم: کلمات علماء شیعه

احمد بن محمد بن خالد برقی

36 باب إنزال الله في القرآن تبيانا لكل شي‏ء[82]

که به روایات آن در فصل  اول اشاره شده است.

 

ثقه الاسلام کلینی

باب الرد إلى الكتاب و السنة و أنه ليس شي‏ء من الحلال و الحرام و جميع ما يحتاج الناس إليه إلا و قد جاء فيه كتاب أو سنة

١-محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن حديد عن مرازم عن أبي عبد الله ع قال: إن الله تبارك و تعالى أنزل في القرآن تبيان كل شي‏ء حتى و الله ما ترك الله شيئا يحتاج إليه العباد حتى لا يستطيع عبد يقول لو كان هذا أنزل في القرآن- إلا و قد أنزله الله فيه.

2- علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن حسين بن المنذر عن عمر بن قيس عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول إن الله تبارك و تعالى لم يدع شيئا يحتاج إليه الأمة إلا أنزله في كتابه و بينه لرسوله ص و جعل لكل شي‏ء حدا و جعل عليه دليلا يدل عليه

 و جعل على من تعدى ذلك الحد حدا....

6- محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عمن حدثه عن المعلى بن خنيس قال قال أبو عبد الله ع ما من أمر يختلف فيه اثنان إلا و له أصل في كتاب الله عز و جل و لكن لا تبلغه عقول الرجال.

7- محمد بن يحيى عن بعض أصحابه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع أيها الناس إن الله تبارك و تعالى أرسل إليكم الرسول ص و أنزل إليه الكتاب بالحق و أنتم أميون عن الكتاب و من أنزله و عن الرسول و من أرسله على حين فترة من الرسل ... فجاءهم بنسخة ما في الصحف الأولى  و تصديق الذي بين يديه و تفصيل الحلال من ريب الحرام ذلك القرآن فاستنطقوه و لن ينطق لكم أخبركم عنه إن فيه علم ما مضى و علم ما يأتي إلى يوم القيامة و حكم ما بينكم و بيان ما أصبحتم فيه تختلفون فلو سألتموني عنه لعلمتكم.

8- محمد بن يحيى عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن حماد بن عثمان عن عبد الأعلى بن أعين قال سمعت أبا عبد الله ع يقول قد ولدني رسول الله ص و أنا أعلم كتاب الله و فيه بدء الخلق و ما هو كائن إلى يوم القيامة و فيه خبر السماء و خبر الأرض و خبر الجنة و خبر النار و خبر ما كان و خبر ما هو كائن أعلم ذلك كما أنظر إلى كفي إن الله يقول فيه تبيان كل شي‏ء.

9- عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن النعمان عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله ع قال: كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم و خبر ما بعدكم و فصل ما بينكم و نحن نعلمه.

10- عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن أبي المغراء  عن سماعة عن أبي الحسن موسى ع قال: قلت له أ كل شي‏ء في كتاب الله و سنة نبيه ص أو تقولون فيه قال بل كل شي‏ء في كتاب الله و سنة نبيه ص[83].

 

طبری

فإن قالوا: إن النبي (ص) لم يوص إلى أحد، و خلاهم و الكتاب الذي فيه تبيان‏ كل‏ شي‏ء، و السنة التي جعلها أصلا.

فالحجة عليهم أنه قد أوصاهم بالتمسك به و برجل من عترته يبينه لهم، فإن في القرآن المحكم و المتشابه، و الناسخ و المنسوخ، و اختلفت الأمة في التأويل و التفسير، و احتاجت إلى من يقيمه، و يشرح ما فيه من الحلال و الحرام، و المحكم و المتشابه، فاختلفوا، لأن القرآن لا يشرح ما فيه، و كيف يأمر (ص) بالوصية، و يدعها و يهمل أمر أمته، و أمر أزواجه و ولده، و قد كان قول الله تعالى‏ لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة موجبا للتأسي، فكيف نتأسى بمن يأمر بالشي‏ء و لا يأتيه؟![84]

 

شیخ صدوق

فإن احتج محتج من أهل الإلحاد و العناد بالكتاب و أنه الحجة التي يستغنى بها عن الأئمة الهداة لأن فيه تبيانا لكل شي‏ء و لقول الله عز و جل‏ ما فرطنا في الكتاب من شي‏ء

 قلنا له أما الكتاب فهو على ما وصفت فيه تبيان‏ كل‏ شي‏ء منه منصوص مبين و منه ما هو مختلف فيه فلا بد لنا من مبين يبين لنا ما قد اختلفنا فيه إذ لا يجوز فيه الاختلاف لقوله عز و جل‏ و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا و لا بد للمكلفين من مبين يبين ببراهين واضحة تبهر العقول و تلزم بها الحجة كما لم يكن فيما مضى بد من مبين لكل أمة ما اختلف فيه من كتابها بعد نبيها و لم يكن ذلك لاستغناء أهل التوراة بالتوراة و أهل الزبور بالزبور و أهل الإنجيل بالإنجيل و قد أخبرنا الله عز و جل عن هذه الكتب أن فيها هدى و نورا يحكم بها النبيون و أن فيها حكم ما يحتاجون إليه.[85]

 

ابن شهرآشوب

 [در تعلیل بر اعلمیت امیرالمومنین علیه السلام] قال ابن المسيب ما كان في أصحاب رسول الله ع أحد يقول سلوني غير علي بن أبي طالب و قال ابن شبرمة ما أحد قال على المنبر سلوني غير علي و قال الله تعالى تبيانا لكل شي‏ء و قال و كل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين و قال و لا رطب و لا يابس إلا في كتاب مبين‏

 فإذا كان ذلك لا يوجد في ظاهره فهل يكون موجودا إلا في تأويله كما قال و ما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم و هو الذي عنى ع سلوني قبل أن تفقدوني و لو كان إنما عنى به في ظاهره فكان في الأمة كثير يعلم ذلك و لا يخطئ فيه حرفا و لم يكن ع ليقول من ذلك على رءوس الأشهاد ما يعلم أنه لا يصح من قوله و أن غيره يساويه فيه أو يدعي على شي‏ء منه معه فإذا ثبت أنه لا نظير له في العلم صح أنه أولى بالإمامة[86].

  

 و في القرآن و إنه لذكر لك و له أ فمن يهدي إلى الحق و في القرآن فلله الحجة البالغة و له قال أمير المؤمنين أنا حجة الله أنا خليفة الله. و في القرآن إنا نحن نزلنا الذكر و له و أنزلنا إليك الذكر و في القرآن و لا تكتموا الشهادة و له قل كفى بالله شهيدا بيني و بينكم و من عنده علم الكتاب و في القرآن و الذي جاء بالصدق و له كونوا مع الصادقين و في القرآن تفصيل كل شي‏ء و له إنه لقول فصل و في القرآن و لم يجعل له عوجا قيما و له ذلك الدين القيم و في القرآن الله نزل أحسن الحديث و له من جاء بالحسنة و في القرآن قالوا خيرا و له أولئك هم خير البرية و في القرآن ما نفدت كلمات الله و له و جعلها كلمة باقية و في القرآن هدى للمتقين و له و قالوا إن نتبع الهدى و في القرآن يس و القرآن الحكيم و له و إنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم أي عال في البلاغة و علا على كل كتاب لكونه‏  جزا و ناسخا و منسوخا و كذلك علي بن أبي طالب ع ثم قال حكيم أي مظهر للحكمة البالغة بمنزلة حكيم ينطق بالصواب و هكذا في علي بن أبي طالب و هاتان الصفتان له خليقة لأنهما من صفات الحي و في القرآن عل سبيل التوسع ثم قال للقرآن أ فنضرب عنكم الذكر و له فسئلوا أهل الذكر و في القرآن و لا رطب و لا يابس إلا في كتاب مبين‏ و علم هذا الكتاب عنده لقوله و من عنده علم الكتاب‏[87]

 

حافظ برسی

       فصل‏
و سر الله مودع في كتبه، و سر الكتب في القرآن، لأنه الجامع المانع، و فيه تبيان كل شي‏ء، و سر القرآن في الحروف المقطعة في أوائل السور، و علم الحروف في لام ألف، و هو الألف المعطوف المحتوي على سر الظاهر و الباطن، و علم اللام ألف في الألف، و علم الألف في النقطة، و علم النقطة في المعرفة الأصلية، و سر القرآن في الفاتحة، و سر الفاتحة في مفتاحها، و هي بسم الله، و سر البسملة في الباء، و سر الباء في النقطة[88] 

 

عاملی نباطی(متوفای ٨٧٧)

     و قد أسند الأعمش إلى جابر الأنصاري قول النبي ص له أي الإخوان أفضل قلت النبيون فقال أنا أفضلهم و أحب الإخوة إلي علي بن أبي طالب فهو عندي أفضل من الأنبياء فمن قال إنهم خير منه فقد جعلني أقلهم لأني اتخذته أخا لما علمت من فضله و أمرني ربي به.

و أسند ابن أبي عمير إلى الصادق ع أن الله قال لموسى ع و كتبنا له في الألواح من كل شي‏ء  و لم يقل كل شي‏ء و في عيسى و لأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه  و قال في علي بن أبي طالب و من عنده علم الكتاب  و قال و لا رطب و لا يابس إلا في كتاب مبين‏  فعند علي علم كل رطب و يابس.

إن قلت عند علي علم الكتاب و لا رطب و لا يابس إلا في كتاب هذا من الشكل الثاني و عقيم و هو هنا لإيجاب مقدمتيه.
قلت فلنرده إلى الأول فنقول كل رطب و يابس علمه في كتاب مبين و علم ذلك الكتاب كله عند علي بطريق أبي نعيم و في تفسير الثعلبي.
و في هذا أيضا نظر من عدم اتحاد أوسطه فإن الكتاب الذي فيه الرطب و اليابس هو اللوح المحفوظ و الكتاب الذي علمه عند علي هو القرآن إلا أن يقال نذكر ذلك إلزاما للخصم لأنه يقول كل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين هو القرآن و علم القرآن عند علي ع.
على أنه لا مانع من حمل الكتاب الذي عند علي على اللوح لإطلاق اللفظ.

إن قلت المانع امتناع إحاطة علي بعلم الله قلت ليس في تلك دليل على حصر علم الله فيها على أنه يجوز أن يريد بالعلم باللوح علم بعضه إطلاقا للعام و إرادة الخاص[89].

 

 تنبيه‏
إذا كان الرب القديم جعل كل شي‏ء في القرآن العظيم فقال و لا رطب و لا يابس إلا في كتاب مبين‏ و من المعلوم أن ذلك ليس في ظاهره فهو في باطنه فقد ذكر أمير المؤمنين ع قوله سلوني و نحوها و لم يرد عليه أحد من الصحابة و التابعين فهو الذي عنى الله بقوله و كل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين  فهو أولى من الله بإمامته لقبح تقديم المفضول في حكمته و العلماء و الحكماء و أهل الزواجر بفضله يعترفون و من لجج بحاره الزواخر يغترفون[90].

 

 سید شرف الدین استرآبادی

و مما ورد في علم أهل البيت‏

ما روى الشيخ محمد بن يعقوب رحمه الله عن محمد بن يحيى عن أحمد بن أبي زاهر [أ] و غيره عن محمد بن حماد عن أخيه أحمد بن حماد عن إبراهيم عن أبيه عن أبي الحسن الأول ع قال: قلت له جعلت فداك أخبرني النبي ص ورث النبيين كلهم قال نعم قلت من لدن آدم حتى انتهى إلى نفسه قال ما بعث الله نبيا إلا و محمد ص أعلم منه قال قلت إن عيسى ابن مريم كان يحيي الموتى قال صدقت و سليمان بن داود كان يفهم منطق الطير و كان رسول الله ص يقدر على هذه المنازل قال فقال إن سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده و شك في أمره‏ فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبينحين فقده فغضب عليه و قال‏ لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين‏ و إنما غضب لأنه كان يدله على الماء فهذا و هو طائر قد أعطي ما لم يعط سليمان و قد كانت الريح و النمل و الجن و الإنس و الشياطين المردة له طائعين و لم يكن يعرف الماء تحت الهواء و كان الطير يعرفه و إن الله سبحانه يقول‏ و لو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى‏ و قد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسير به الجبال و تقطع‏ به البلدان و تحيى به الموتى و نحن نعرف الماء تحت الهواء و إن في كتاب الله لآيات ما يراد بها أمر إلا يأذن الله به مع ما قد يأذن به مما كتبه الماضون جعله الله لنا في أم الكتاب إن الله يقول‏ و ما من غائبة في السماء و الأرض إلا في كتاب مبين‏ و قال سبحانه‏ ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنافنحن الذين اصطفانا الله عز و جل و أورثنا هذا الذي فيه تبيان كل شي‏ء

و من هاهنا بان أن‏أمير المؤمنين ع هو الإمام الذي أحصى الله فيه علم كل شي‏ء لكونه يعلم علم الكتاب الذي فيه تبيان‏ كل‏ شي‏ء و بالله التوفيق [91]

 

ملاصدرا

باب الرد الى الكتاب و السنة و انه ليس شي‏ء من الحلال و الحرام، و جميع ما يحتاج الناس إليه الا و قد جاء فيه كتاب او سنة

و هو الباب العشرون من كتاب العقل و العلم و فيه عشرة احاديث‏

الحديث الاول و هو التاسع و السبعون و المائة

...«عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان الله تبارك و تعالى انزل فى القرآن تبيان كل شي‏ء، حتى و الله ما ترك الله شيئا يحتاج إليه العباد حتى لا يستطيع عبد يقول: لو كان هذا انزل فى القرآن الا و قد انزله الله فيه».

يعنى ان القرآن مجتمع علوم الاولين و الآخرين، و قد انزل فيه تبيان كل شي‏ء و برهان كل علم و نور كل هدى و سبيل كل غاية و شاهد كل غائب و مهيمن كل كتاب و جامع كل خطاب، ما من علم الا و فيه اصله و دليله و ما من حكم الا و منه بيانه و سبيله، حتى و الله ما فات القرآن الامور الجزئية و ما ترك الله منه شيئا يحتاج إليه العباد من الوقائع النادرة الواقعة فى شي‏ء من الازمنة و الاوقات فضلا عن معظمات الامور و الكليات من القواعد و الاعتقادات، حتى انه لا يسع لاحد و لا يستطيع عبد ان يقول متمنيا:لو كان هذا الحكم الجزئى و المسألة الفرعية فى القرآن، اذ لا يعزب عن علم القرآن شي‏ء
فى الارض و لا فى السماء الا و قد انزله الله فيه.

و قوله عليه السلام: الا و قد انزله الله فيه، يحتمل ان يكون استثناء منقطعا او استينافا لتأكيد ما سبق، و على الاول يكون «الا» حرف الاستثناء مشدده اللام مكسورة الهمزة بمعنى لكن و على الثانى يكون حرف التنبيه مفتوحة الهمزة مخففة اللام.
نقل كلام لتوضيح مرام‏

قال بعض المفسرين : اعلم انه مر على لسانى فى بعض الاوقات: ان هذه السورة يعنى فاتحة الكتاب يمكن ان يستنبط من فوائدها و نفائسها عشرة آلاف مسألة، فاستبعد هذا بعض من الحساد و قوم من اهل الجهل و العناد و جعلوا ذلك على ما الفوه من الكلمات الفارغة عن المعانى و الاقوال الخالية عن تحقيق المعاقد و المبانى، فلما شرعت فى تصنيف هذا الكتاب قدمت بهذه المقدمة ليصير كالتنبيه على ان ما ذكرناه امر ممكن الحصول قريب الوصول.

و لا شك ان قولنا: اعوذ بالله، يتناول الاستعاذة به عن جميع تلك الانواع، و الاستعاذة عن الشي‏ء لا يكون الا بعد معرفة المستعاذ منه و معرفة كونه قبيحا باطلا ، فظهر بهذا الطريق قولنا «اعوذ بالله، مشتمل على الالوف من المسائل الحقيقية اليقينية.
و اما الاعمال الباطلة فهى عبارة عن كل ما ورد النهى عنه اما فى القرآن او الاخبار المتواترة او فى اخبار الآحاد او فى اجماع الامة او فى القياسات، و لا شك ان تلك المنهيات تزيد على الالوف و قولنا: اعوذ بالله، متناول لجميعها و جملتها، فثبت بهذا الطريق ان قولنا: اعوذ بالله، مشتمل على عشرة آلاف مسألة او ازيد او اقل من المسائل المعتبرة المهمة. انتهى كلامه.
اقول: ان جميع ما اشار إليه هذا الرجل الفاضل المشهور بالامامة و العلم عند الجمهور ليس من علم القرآن فى شي‏ء و لا هو بمعرفتها قد صار من اهل القرآن و خاصة الله كما ورد: اهل القرآن اهل الله و خاصته، بل كل ما ذكره و اشار إليه من المسائل الجمة الكثيرة التى شحن بها كتب الكلامية و الفقهية.

اما مأخوذة من السماع من افواه الرجال.

و اما تقليدات صرفة كاكثر مسائل المعاد و بعض مسائل المبدأ.

و اما آراء كلامية و قواعد متزلزلة لا تعويل عليها فى تحصيل اليقين، و انما يتدرع بها طالب المباهاة و انما يحسن استعمالها عند الخصومات و المجادلات و لهذا وضعت اول وضعها فى الاسلام.

او مسائل اجتهادية اخذها كما ذكر بعضها من الاخبار و بعضها من القياسات التى نحن الآن فى ذمها و ابطالها.

و بالجملة ليس شي‏ء من هذه المسائل الكثيرة التى تبجح بها من علوم اهل القرآن و اهل الله فى شي‏ء، و انما ذلك شي‏ء ألهمه الله و نور عقلى اجمالى افاضه الله على قلب من يشاء من عباده به يرى الاشياء كما هى، و تلك الملكة النورانية المعبر عنها عند جماعة بالعقل البسيط او الاجمالى او العقل بالفعل و على لسان القرآن بالهدى و النور و الحكمة و الفضل و غير ذلك و انما تحصل بالمواظبة على تدبر الآيات و طول الرياضة و المجاهدة مع النفس و الهوى و العمل بما علم، فان من عمل بما يعلم افاده الله علم ما لم يعلم، و هكذا الى ان ينكشف له العلم بحقائق الاشياء و كلياتها من العلم بذات الاول تعالى و صفاته العليا و اسمائه الحسنى و افعاله الكبرى، ثم يعرف من الكليات الجزئيات و من الحقائق دقائقها و من الاسماء مظاهرها و مجاليها، و هكذا يعرف من الاوائل الثوانى و من البدايات النهايات و من العلل المعلولات و من الاسباب المسببات كما هو طريقة الصديقين على عكس طريقة النظار المستدلين بالآثار على المؤثرات، و عند ذلك يظهر ان ما من شي‏ء من العلوم الكلية و الجزئية و الاصول و الفروع الا و يوجد فى القرآن اصله و فرعه و مأخذه و غايته.

ثم ان الذي ذكره ان قولنا: نعوذ بالله، متوقف على العلم بجميع المذاهب و- الآراء الفاسدة و الاعمال القبيحة، ليس كذلك، فان من عرف طريق الحق يعلم بالاجمال ان غيره طريق الباطل و من علم بالخير يعلم ان ما سواه شر، فله ان يستعيذ بالله من كل شر و آفة و ضر و ان لم يعلم جميع الشرور و الافات على التفصيل.

و هل هذا الذي ذكره الا مثل ان يقول احد: لا يمكن لى طلب الصحة من الله كما فى الادعية المأثورة الا بعد ان اعرف جميع الامراض و العلل و اسبابها، فجعل يشتغل طول عمره بمطالعة كتب الطب و يتصفح كل مرض مرض و آفة آفة حتى يجوز له‏
طلب الصحة منها فى الدعاء من الله؟ فربما مات فى اثناء المطالعة و تتبع الامراض و لم يدع ربه.
و أيضا ان الذي ذكره من تلك المسائل لم يستفده من قول اعوذ بالله بل استفادها من الخارج، و كان الكلام منه أولا فى استنباط العلوم الكثيرة كعشرة آلاف و نحوها من فاتحة الكتاب و مثل الذي ذكره لو كان هو بمعنى الاستنباط لامكن ذلك النحو منه فى غير كلام الله بل من كلام اكثر الناس، و بالجملة ليس معنى كون القرآن تبيان كل شي‏ء ما تصوره و فصله، بل شي‏ء اجل و ارفع من ذلك- كما مرت الاشارة إليه-[92].

 

مولی صالح مازندرانی

(إن الله تعالى يقول: فيه تبيان كل شي‏ء) دليل على ما أشار إليه من أن في القرآن خبر كل شي‏ء مما كان و ما يكون و ما هو كائن و برهان له لكسر أوهام العوام التي تتبادر إلى إنكار ذلك و عده من المبالغة في الوصف  و إذ كان حال القرآن الكريم و شأنه عليه السلام ذلك فلا يجوز لأحد أن يتكلم في الأحكام و غيرها برأيه و قياسه بل يجب عليه الرجوع إليهما و التمسك بذيل إرشادهم[93]

 

قوله (قال الله تعالى فيه تبيان كل شي‏ء) أي كشفه و إيضاحه و هو دليل على ما ذكره من أن في القرآن خبر كل شي‏ء لكسر أوهام من يتبادر أذهانهم من العوام إلى إنكار ذلك و عدهم من الاطراء في الوصف و إذا كان حال القرآن و حاله عليه السلام ذلك فلا يجوز لأحد القول في أمر بالرأي و لا الرجوع إلى غيره من أئمة الضلال[94]

 

فیض کاشانی

                      

المقدمة السابعة في نبذ مما جاء في أن القرآن تبيان كل شي‏ء و تحقيق معناه‏

روي في الكافي بإسناده عن مرازم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تعالى أنزل في القرآن تبيان كل شي‏ء حتى و الله ما ترك الله شيئا يحتاج إليه العباد حتى لا يستطيع عبد يقول لو كان هذا أنزل في القرآن الا و قد أنزله الله فيه.
و بإسناده عن عمرو بن قيس عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول إن الله تعالى لم يدع شيئا تحتاج إليه الامة الا أنزله في كتابه و بينه لرسوله صلى الله عليه و آله و سلم و جعل لكل شي‏ء حدا و جعل عليه دليلا يدل عليه و جعل على من تعدى ذلك حدا.
و بإسناده عن المعلى بن خنيس قال قال: أبو عبد الله عليه السلام ما من أمر يختلف فيه اثنان الا و له أصل في كتاب الله و لكن لا تبلغه عقول الرجال.

و بإسناده عن حماد (عمار خ ل) عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول ما من شي‏ء الا و فيه كتاب أو سنة. و بإسناده عن سماعة عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: قلت له أكل شي‏ء في كتاب الله و سنة نبيه أو تقولون فيه، قال: بل كل شي‏ء في كتاب الله و سنة نبيه.

و بإسناده عن أبي الجارود قال قال أبو جعفر عليه السلام: إذا حدثتكم بشي‏ء فاسألوني أين هو من كتاب الله تعالى. ثم قال في بعض حديثه إن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أنهى عن القيل و القال و فساد المال و كثرة السؤال فقيل له يا بن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أين هذا من كتاب الله؟ قال:

إن الله تعالى يقول لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس. و قال: لا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما.

و قال: لا تسئلوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم. قال بعض أهل المعرفة ما ملخصه: إن العلم بالشي‏ء اما يستفاد من الحس برؤية أو تجربة أو سماع خبر أو شهادة او اجتهاد او نحو ذلك و مثل هذا العلم لا يكون الا متغيرا فاسدا محصورا متناهيا غير محيط لأنه إنما يتعلق بالشي‏ء في زمان وجوده علم و قبل وجوده علم آخر و بعد وجوده علم ثالث و هكذا كعلوم أكثر الناس و أما ما يستفاد من مبادئه و أسبابه و غاياته علما واحدا كليا بسيطا على وجه عقلي غير متغير فانه ما من شي‏ء الا و له سبب و لسببه سبب. و هذا إلى أن ينتهي إلى مسبب الأسباب و كل ما عرف سببه من حيث يقتضيه و يوجبه فلا بد أن يعرف ذلك الشي‏ء علما ضروريا دائما فمن عرف الله تعالى بأوصافه الكمالية و نعوته الجلالية و عرف أنه مبدأ كل وجود و فاعل كل فيض وجود و عرف ملائكته المقربين ثم ملائكته المدبرين المسخرين للأغراض الكلية العقلية بالعبادات الدائمة و النسك المستمرة من غير فتور و لغوب الموجبة لأن يترشح عنها صور الكائنات كل ذلك على الترتيب السببي و المسببي.

فيحيط علمه بكل الأمور و أحوالها و لواحقها علما بريا (بريئا خ ل) من التغيير و الشك و الغلط فيعلم من الأوائل الثواني و من الكليات الجزئيات المترتبة عليها و من البسائط المركبات، و يعلم حقيقة الإنسان و أحواله و ما يكملها و يزكيها و يسعدها و يصعدها إلى عالم القدس و ما يدنسها و يرديها و يشقيها و يهويها إلى أسفل السافلين علما ثابتا غير قابل للتغيير و لا محتمل لتطرق الريب فيعلم الأمور الجزئية من حيث هي دائمة كلية و من حيث لا كثرة فيه و لا تغيير و إن كانت هي كثيرة متغيرة في أنفسها و بقياس بعضها إلى بعض و هذا كعلم الله سبحانه بالأشياء و علم ملائكته المقربين و علوم الأنبياء و الأوصياء عليهم السلام بأحوال الموجودات الماضية و المستقبلة و علم ما كان و علم ما سيكون (يكون خ ل) إلى يوم القيامة من هذا القبيل فانه علم كلي ثابت غير متجدد بتجدد المعلومات و لا متكثر بتكثرها، و من عرف كيفية هذا العلم عرف معنى قوله تعالى: و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي‏ء. و يصدق بأن جميع العلوم و المعاني في القرآن الكريم عرفانا حقيقيا و تصديقا يقينيا على بصيرة لا على وجه التقليد و السماع و نحوهما إذ ما من أمر من الأمور الا و هو مذكور في القرآن إما بنفسه أو بمقوماته و أسبابه و مبادئه و غاياته و لا يتمكن من فهم آيات القرآن و عجائب أسراره و ما يلزمها من الأحكام و العلوم التي لا تتناهى الا من كان علمه بالأشياء من هذا القبيل. انتهى كلامه أعلى الله مقامه، و ينبه عليه لفظة الأصل في رواية المعلى[95].

                   

سیدهاشم بحرانی

 ۴-باب في أن ما من شي‏ء يحتاج إليه العباد إلا و هو في القرآن، و فيه تبيان كل شي‏ء[96]

...

 در برگیرنده هشت روایت که ‌همه آن ها در فصل مربوط به روایات، ذکر شده اند.

 

علامه مجلسی

باب 8 أن للقرآن ظهرا و بطنا و أن علم كل شي‏ء في القرآن و أن علم ذلك كله عند الأئمة عليهم السلام و لا يعلمه غيرهم إلا بتعليمهم‏
أقول: قد مضى كثير من تلك الأخبار في أبواب كتاب الإمامة و نورد هنا مختصرا من بعضها و قد مضى مفصل ذلك في باب احتجاج أمير المؤمنين صلوات الله عليه على الزنديق المدعي للتناقض في القرآن  و كذا في الأخبار التي ذكرت بأسانيد في باب سلوني قبل أن تفقدوني

فإنه قد قال أمير المؤمنين ع أما و الله لو ثنيت لي الوسادة فجلست عليها لأفتيت أهل التوراة بتوراتهم حتى تنطق التوراة فتقول صدق علي ما كذب لقد أفتاكم بما أنزل الله في و أفتيت أهل الإنجيل بإنجيلهم حتى ينطق الإنجيل فيقول صدق علي ما كذب لقد أفتاكم بما أنزل الله في و أفتيت أهل القرآن بقرآنهم حتى ينطق القرآن فيقول صدق علي ما كذب لقد أفتاكم بما أنزل الله في و أنتم تتلون القرآن ليلا و نهارا فهل فيكم أحد يعلم ما نزل فيه و لو لا آية في كتاب الله عز و جل لأخبرتكم بما كان و بما هو كائن إلى يوم القيامة و هي هذه الآية يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب[97]

برخی از روایات این فصل-بدون احتساب موارد تکرار شده در فصل اول پیوست و موارد غیرمرتبط- عبارتند از :

 1- ج، الإحتجاج عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي صلوات الله عليهم قال: سلوني عن كتاب الله فو الله ما نزلت آية من كتاب الله في ليل و لا نهار و لا مسير و لا مقام إلا و قد أقرأنيها رسول الله ص و علمني تأويلها فقام ابن الكواء فقال يا أمير المؤمنين فما كان ينزل عليه و أنت غائب عنه قال كان يحفظ علي رسول الله ص ما كان ينزل عليه من القرآن و أنا غائب عنه حتى أقدم عليه فيقرئنيه و يقول يا علي أنزل الله بعدك كذا و كذا و تأويله كذا و كذا فعلمني تأويله و تنزيله‏[98]...

5- ما، الأمالي للشيخ الطوسي جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن جعفر الرزاز عن محمد بن عيسى القيسي عن إسحاق بن يزيد الطائي عن هاشم بن البريد عن أبي سعيد التيمي عن أبي ثابت مولى أبي ذر عن أم سلمة رضي الله عنها قالت‏ سمعت رسول الله ص في مرضه الذي قبض فيه يقول و قد امتلأت الحجرة من أصحابه أيها الناس يوشك أن أقبض قبضا سريعا فينطلق بي و قد قدمت إليكم القول معذرة إليكم ألا إني مخلف فيكم كتاب ربي عز و جل و عترتي أهل بيتي ثم أخذ بيد علي ع فرفعها فقال هذا علي مع القرآن و القرآن مع علي خليفتان بصيران لا يفترقان حتى يردا علي الحوض فأسألهما ما ذا خلفت فيهما[99]...

22- ير، بصائر الدرجات عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن إسماعيل بن سهل عن إبراهيم بن عبد الحميد عن زرارة عن أبي عبد الله ع‏ في قوله‏ هذا ذكر من معي و ذكر من قبلي‏[100] فقال ذكر من معي ما هو كائن و ذكر من قبلي ما قد كان‏.[101]

37- سن، المحاسن أبي عن علي بن الحكم عن محمد بن الفضيل عن بشر الوابشي عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سألت أبا جعفر ع عن شي‏ء من التفسير فأجابني ثم سألته عنه ثانية فأجابني بجواب آخر فقلت جعلت فداك كنت أجبتني في هذه المسألة بجواب غير هذا قبل اليوم فقال يا جابر إن للقرآن بطنا و للبطن بطن و له ظهر و للظهر ظهر يا جابر ليس شي‏ء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن إن الآية يكون أولها في شي‏ء و آخرها في شي‏ء و هو كلام متصل متصرف على وجوه‏.[102]

47- شي، تفسير العياشي عن الفضيل بن يسار قال: سألت أبا جعفر ع عن هذه الرواية ما في القرآن آية إلا و لها ظهر و بطن و ما فيه حرف إلا و له حد و لكل حد مطلع ما يعني بقوله لها ظهر و بطن قال ظهره و بطنه تأويله منه ما مضى و منه ما لم يكن بعد يجري كما تجري الشمس و القمر كلما جاء منه شي‏ء وقع قال الله تعالى‏ و ما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم‏ نحن نعلمه‏.[103]

49- شي، تفسير العياشي عن أبي عبد الرحمن السلمي‏ أن عليا ع مر على قاض فقال هل تعرف الناسخ من المنسوخ فقال لا فقال هلكت و أهلكت تأويل كل حرف من القرآن على وجوه‏.

50- شي، تفسير العياشي عن إبراهيم بن عمر قال قال أبو عبد الله ع‏ إن في القرآن ما مضى و ما يحدث و ما هو كائن كانت فيه أسماء الرجال فألقيت و إنما الاسم الواحد منه في وجوه لا يحصى يعرف ذلك الوصاة[104]

55 شي، تفسير العياشي عن بشير الدهان قال سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ إن الله فرض طاعتنا في كتابه فلا يسع الناس جهلا لنا صفو المال و لنا الأنفال و لنا كرائم القرآن و لا أقول لكم إنا أصحاب الغيب و نعلم كتاب الله و كتاب الله يحتمل كل شي‏ء إن الله أعلمنا علما لا يعلمه أحد غيره و علما قد أعلمه ملائكته و رسله فما علمته ملائكته و رسله فنحن نعلمه[105]

59 شي، تفسير العياشي عن ثوير بن أبي فاختة عن أبيه قال قال علي ع‏ ما بين اللوحين شي‏ء إلا و أنا أعلمه[106]

62 ير، بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن البرقي عن المرزبان بن عمران عن إسحاق بن عمار قال سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ إن للقرآن تأويلا فمنه ما قد جاء و منه ما لم يجئ فإذا وقع التأويل في زمان إمام من الأئمة عرفه إمام ذلك الزمان[107]

65 ير، بصائر الدرجات الفضل عن موسى بن القاسم عن ابن أبي عمير أو غيره عن جميل بن دراج عن زرارة عن أبي جعفر ع قال: تفسير القرآن على سبعة أحرف منه ما كان و منه ما لم يكن بعد ذلك تعرفه الأئمة.[108]

72 سن، المحاسن أبي عمن ذكره عن أبي عبد الله ع في رسالة و أما ما سألت من القرآن فذلك أيضا من خطراتك المتفاوتة المختلفة لأن القرآن ليس على ما ذكرت و كل ما سمعت فمعناه غير ما ذهبت إليه و إنما القرآن أمثال لقوم يعلمون دون غيرهم و لقوم‏ يتلونه حق تلاوته‏ و هم الذين‏ يؤمنون به‏ و يعرفونه‏ فأما غيرهم فما أشد إشكاله عليهم و أبعده من مذاهب قلوبهم و لذلك قال رسول الله ص إنه ليس شي‏ء بأبعد من قلوب الرجال من تفسير القرآن و في ذلك تحير الخلائق أجمعون إلا ما شاء الله و إنما أراد الله بتعميته في ذلك أن ينتهوا إلى بابه و صراطه و أن يعبدوه و ينتهوا في قوله إلى طاعة القوام بكتابه و الناطقين عن أمره و أن يستنبطوا ما احتاجوا إليه من ذلك عنهم لا عن أنفسهم ثم قال‏ و لو ردوه إلى الرسول و إلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم‏ فأما غيرهم فليس يعلم ذلك أبدا و لا يوجد و قد علمت أنه لا يستقيم أن يكون الخلق كلهم ولاة الأمر إذا لا يجدون من يأتمرون عليه و لا من يبلغونه أمر الله و نهيه فجعل الله الولاة خواص ليقتدي بهم من لم يخصصهم بذلك فافهم ذلك إن شاء الله و إياك و تلاوة القرآن‏برأيك فإن الناس غير مشتركين في علمه كاشتراكهم فيما سواه من الأمور و لا قادرين عليه و لا على تأويله إلا من حده و بابه الذي جعله الله له فافهم إن شاء الله و اطلب الأمر من مكانه تجده إن شاء الله[109]

81 الدرة الباهرة، قال الصادق ع‏ كتاب الله عز و جل على أربعة أشياء على العبارة و الإشارة و اللطائف و الحقائق فالعبارة للعوام و الإشارة للخواص و اللطائف للأولياء و الحقائق للأنبياء.

82 أسرار الصلاة، قال علي ع‏ لو شئت لأوقرت سبعين بعيرا من تفسير فاتحة الكتاب.

83 قال السيد بن طاوس رحمه الله في كتاب سعد السعود، روى يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر في كتاب الإستيعاب عن معمر وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل قال: شهدت عليا ع يخطب و هو يقول سلوني فو الله لا تسألوني عن شي‏ء إلا أخبرتكم و اسألوني عن كتاب الله فو الله ما من آية إلا و أنا أعلم‏ بليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل‏

أقول: و قال أبو حامد الغزالي في كتاب بيان العلم اللدني في وصف مولانا علي بن أبي طالب ع ما هذا لفظه‏

و قال أمير المؤمنين علي ع‏ إن رسول الله ص دخل [أدخل‏] لسانه في فمي فانفتح في قلبي ألف باب من العلم مع كل باب ألف باب.

و قال صلوات الله عليه لو ثنيت لي وسادة و جلست عليها لحكمت لأهل التوراة بتوراتهم و لأهل الإنجيل بإنجيلهم و لأهل القرآن بقرآنهم.

و هذه المرتبة لا تنال بمجرد العلم بل يتمكن المرء في هذه الرتبة بقوة العلم اللدني.

و قال علي ع لما حكى عهد موسى ع أن شرح كتابه كان أربعين جملا لو أذن الله و رسوله لي لأتسرع بي شرح معاني ألف الفاتحة حتى يبلغ مثل ذلك يعني أربعين وقرا أو جملا و هذه الكثرة في السعة و الافتتاح في العلم لا يكون إلا لدنيا سماويا إلهيا هذا آخر لفظ محمد بن محمد الغزالي.

أقول‏

و ذكر أبو عمر الزاهد و اسمه محمد بن عبد الواحد في كتابه بإسناده أن علي بن أبي طالب ع قال: يا با عباس إذا صليت العشاء الآخرة فالحقني إلى الجبان قال فصليت و لحقته و كانت ليلة مقمرة قال فقال لي ما تفسير الألف من الحمد قال فما علمت حرفا أجيبه قال فتكلم في تفسيرها ساعة تامة قال ثم قال لي فما تفسير اللام من الحمد قال فقلت لا أعلم فتكلم في تفسيرها ساعة تامة قال ثم قال فما تفسير الميم من الحمد فقلت لا أعلم قال فتكلم فيها ساعة تامة قال ثم قال ما تفسير الدال من الحمد قال قلت لا أدري قال فتكلم فيها إلى أن برق عمود الفجر قال فقال لي قم أبا عباس إلى منزلك و تأهب لفرضك قال أبو العباس عبد الله بن العباس فقمت و قد وعيت كل ما قال ثم تفكرت فإذا علمي بالقرآن في علم علي كالقرارة في المثعنجر.

و قال أبو عمر الزاهد قال لنا عبد الله بن مسعود ذات يوم لو علمت أن أحدا هو أعلم مني بكتاب الله عز و جل لضربت إليه آباط الإبل قال علقمة فقال رجل من الحلقة أ لقيت عليا ع قال نعم قد لقيته و أخذت عنه و استفدت منه و قرأت عليه و كان خير الناس و أعلمهم بعد رسول الله ص و لقد رأيته ثبج بحر يسيل سيلا.

يقول علي بن موسى بن طاوس و ذكر محمد بن الحسن بن زياد المعروف بالنقاش في المجلد الأول من تفسير القرآن الذي سماه شفاء الصدور ما هذا لفظه و قال ابن عباس جل ما تعلمت من التفسير من علي بن أبي طالب ع.

و قال النقاش أيضا في تعظيم ابن عباس مولانا علي ع ما هذا لفظه أخبرنا أبو بكر قال حدثنا أحمد بن غالب الفقيه بطالقان قال حدثنا محمد بن علي قال حدثنا سويد قال حدثنا علي بن الحسين بن واقد عن أبيه عن الكلبي قال ابن عياش و مما وجدت في أصله و ذهب بصر ابن عباس من كثرة بكائه على علي بن أبي طالب ع.

و ذكر النقاش ما هذا لفظه و قال ابن عباس علي ع علم علما علمه رسول الله ص و رسول الله ص علمه الله فعلم النبي ص من علم الله و علم علي من علم النبي ص و علمي من علم علي ع و ما علمي و علم أصحاب محمد ص في علي إلا كقطرة في سبعة أبحر.

فصل‏

و روى النقاش أيضا حديث تفسير لفظة الحمد فقال بعد إسناده عن ابن عباس قال: قال لي علي ع يا أبا عباس إذا صليت العشاء الآخرة فالحقني إلى الجبان قال فصليت و لحقته و كانت ليلة مقمرة قال فقال لي ما تفسير الألف من الحمد و الحمد جميعا قال فما علمت حرفا منها أجيبه قال فتكلم في تفسيرها ساعة تامة ثم قال لي فما تفسير اللام من الحمد قال فقلت لا أعلم قال فتكلم في تفسيرها ساعة تامة ثم قال فما تفسير الحاء من الحمد قال فقلت لا أعلم قال فتكلم في تفسيرها ساعة تامة ثم قال لي فما تفسير الميم من الحمد قال فقلت لا أعلم قال فتكلم في تفسيرها ساعة تامة ثم قال فما تفسير الدال من الحمد قال قلت لا أدري فتكلم فيها إلى أن برق عمود الثعنجر [الفجر] قال فقال لي قم يا أبا عباس إلى منزلك فتأهب لفرضك فقمت و قد وعيت كل ما قال قال ثم تفكرت فإذا علمي بالقرآن في علم علي ع- كالقرارة في المثعنجر قال القرارة الغدير المثعنجر البحر.

84 العلل، لمحمد بن علي بن إبراهيم العلة في قوله ص لن يفترقا حتى يردا علي الحوض إن القرآن معهم في قلوبهم في الدنيا فإذا صاروا إلى عند الله عز و جل كان معهم و يوم القيامة يردون الحوض و هو معهم.[110]

 

سید حسین بروجردی[111]

 الفصل الاول‏

في شرفه و فضله و تمثله يوم القيامة و شفاعته لأهله الشواهد العقلية و النقلية من الكتاب و السنة على ذلك كثيرة فإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه، و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، و قد نزل به الروح الأمين على قلب خاتم النبيين (صلى الله عليه و آله أجمعين)، و هو الحبل المتين، و الكتاب المبين، و النسخة التدوينية المطابقة لعالم التكوين، و لذا قال سبحانه: و كل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين  و لا رطب و لا يابس إلا في كتاب مبين[112]»

 

 

الباب الثالث‏

في بيان حقيقة القرآن و مراتبه في الكون و ظهوره عند التنزل في الحروف و الكلمات و تقسيم الكتاب إلى الصامت و الناطق الذين هما الثقلان اللذان لا يفترقان

اعلم أن الله سبحانه و تعالى كان في أزليته و دوام سرمديته و لم يكن معه شي‏ء من الأشياء لا من المجردات و لا من الماديات و لا من الحقائق و الطبائع و الوجود و الماهية و غيرها مما يطلق عليه اسم الشي‏ء فأول ما خلقه هو المشية الإمكانية ثم الكونية حسبما تأتي إليهما الإشارة و هذه المشية هي التي يقال لها: الإبداع و الارادة و الفعل، و العقل، و القلم، و الصنع و الوجود المطلق، و عالم المحبة، و غيرها من الألقاب الشريفة التي ربما أشير إليها في آثار الأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين، بل في بعضها بالنسبة إلى بعض هذه الألقاب إنه أول ما خلق الله

وفي النبوي أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر

و في معناه أخبار كثيرة تدل على كونهم عليهم السلام أول ما خلق الله و أن من سواهم حتى الأنبياء و الملائكة و الجنة و غيرها، إنما خلقوا من أشعة أنوارهم،

بل يستفاد من‏ قوله عليه السلام: خلق الله المشية بنفسها ثم خلق الأشياء بالمشية منضما إلى‏ العلوي نحن صنائع الله و الخلق بعد صنائع لنا كما في «نهج البلاغة»  أو صنائعنا كما في «الاحتجاج» عن الحجة- عجل الله فرجه- أنهم نفس المشية بناء على أن نورهم عليهم السلام في أصل الخلقة ان كان هو المشية فهو المطلوب و الا يلزم ارتكاب التخصيص في أحد الخبرين، إلا أن فيه بعد الغض عن ضعف الدليل سندا  و دلالة أن إثبات تلك المقاصد بمثله مشكل جدا، سيما بعد ظهور أنهم أيضا عباد مخلوقون مربوبون، لا بد في خلقهم من تعلق المشية بخلقهم، و سبقها عليهم،

و على كل حال فالنبي و الأئمة عليهم السلام و إن اشتركوا جميعهم- صلوات الله عليهم- في عالم الأنوار لاتحاد حقائقهم و نورانيتهم إلا أنه‏ روي في النبوي: أول ما خلق الله نوري ثم فتق منه نور علي عليه السلام فلم نزل نتردد في النور حتى وصلنا إلى حجاب العظمة في ثمانين ألف سنة ثم خلق الخلايق من نورنا فنحن صنائع الله و الخلق بعد صنائع لنا


روى عن جابر بن عبد الله في تفسير قوله تعالى: كنتم خير أمة أخرجت للناس  قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم): أول ما خلق الله نوري ابتدعه من نوره و اشتقه من جلال عظمته، فاقبل يطوف بالقدرة حتى وصل إلى جلال العظمة في ثمانين ألف سنة، ثم سجد لله تعظيما، ففتق منه نور علي عليه السلام فكان نوري محيطا بالعظمة و نور علي محيطا بالقدرة، ثم خلق العرش و اللوح و الشمس و القمر و النجوم و ضوء النهار، و ضوء الأبصار و العقل، و المعرفة، و أبصار العباد، و أسماعهم، و قلوبهم من نوري، و نوري مشتق من نوره

و لا يخفى أن قضية الجمع بين الخبرين تقدم نور النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) على نور علي عليه السلام، بثمانين ألف سنة، و تقدم نورهما معا على سائر الخلق بتلك المدة أيضا، فيكون تقدم النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) بضعفها.
و عن ابن بابويه عن مولينا أمير المؤمنين عليه السلام: إن الله خلق نور محمد صلى الله عليه و آله قبل خلق المخلوقات كلها بأربعماة ألف سنة و أربعة و عشرين ألف سنة و خلق منه اثنى عشر حجابا  و المراد بالسنين مراتب تقدمه عليه السلام على الأنبياء و بالحجب الأئمة عليهم السلام فيستفاد منه و من غيره مما مر تقدم نوره (صلى الله عليه و آله و سلم) على غيره حتى أنوار الأئمة عليهم السلام في عالم الأنوار، مع اتحادهم حقيقة في النورانية، فإن أنوارهم مشتقة من نوره (صلى الله عليه و آله و سلم) بعد وصوله إلى جلال العظمة في مدة ثمانين ألف سنة كما في الخبر المتقدم.

إذا عرفت هذا فاعلم أن من جملة العوالم المتطابقة المتساوية في جهة العرض المتفقة في مراتب الطول عالمي التكوين و التدوين، فإنهما واقعان في عرض واحد لا بفصل أحدهما عن الآخر بشي‏ء أصلا إلا أن الثاني ظل الأول و مرآته، و هو مشتمل على جميع المراتب الكلية و الحقائق الإلهية، و اللوامع النورانية المطوية في كينونة الأول.

و إن شئت فتح الباب و كشف الحجاب فاعلم، أن للصادر الأول تجليا و ظهورا في عالم التكوين، و هو المعبر عنه بالمشية الفعلية التي خلق الله تعالى بها جميع الكينونات و هو الوجود المطلق و وجه الحق و أن له تجليا و ظهورا في عالم التدوين، و أول ظهوره فيه هو الحروف النورانية العلمية السارية في جميع الحقائق في عالم الأنوار، ثم في عالم العقول، ثم في عالم العقول، ثم في عالم الأرواح، ثم في عالم النفوس، ثم في عالم المعاني الكلية، ثم في عالم المعاني الجزئية، ثم في عالم الحروف النفسية، ثم في عالم الحروف اللفظية، ثم في عالم الحروف النقشية، و هذه الحروف أصل القرآن و حقيقته و بسائطه، بل أصل الأشياء كلها في صقع التدوين،

و لذا قال مولينا الرضا عليه السلام عليه و التحية و الثناء في خبر عمران الصابي : اعلم أن الإبداع و المشية و الإرادة معناها واحد و أسمائها ثلاثة و كان أول إبداعه و إرادته و مشيته الحروف التي جعلها أصلا لكل شي‏ء و دليلا على كل مدرك، و فاصلا لكل مشكل، و بتلك الحروف تفريق كل شي‏ء من اسم حق أو باطل، أو فعل أو مفعول، أو معنى أو غير معنى، و عليها اجتمعت الأمور كلها و لم يجعل للحروف في إبداعه لها معنى غير أنفسها يتناهى و لا وجود لها لأنها مبدعة بالإبداع و النور في هذا الموضع أول فعل الله تعالى الذي هو نور السموات و الأرض و الحروف هو المفعول بذلك الفعل و هي الحروف التي عليها الكلام

و قد روي عن أبي ذر الغفاري عن رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) قال: قلت: يا رسول الله كل نبي مرسل بم يرسل؟ قال عليه السلام: بكتاب منزل، قلت: يا رسول الله أي كتاب أنزل الله على آدم (عليه السلام)؟ قال (عليه السلام):
كتاب المعجم، قلت: أي كتاب المعجم؟ قال عليه السلام: أ ب ت ث، و عدها إلى آخرها.

فالحروف البسيطة إشارة إلى بسائط العوالم و مجرداتها و المركبة إشارة إلى كلياتها و مركباتها، و الحقائق، و الروابط و الإضافات و النسب المتصلة أو المعتبرة بينها، فهذه الحروف المعدودة مع قلتها و تناهيها أو عية لجميع الحقائق النورية و شبكة و مصيدة لاصطياد المعارف و الحقائق و العلوم الكلية و الجزئية و لذا ليس مطلب من المطالب و لا حقيقة من الحقائق و لا شي‏ء مما في صقع الإمكان أو في عرصة الأكوان الا و يمكن التعبير عنه بجملة من تلك الحروف المؤلفة على نسبة من التأليف المستعدة بحسب الاستعداد أو الشخصي لاقتناص تلك المعاني، و افاضتها عليها حيث إن نسبتها منها كنسبة الأرواح إلى الأجساد.

و لذا ورد عن الإمام عليه السلام إن المعنى من اللفظ كالروح في الجسد.

و عن آصف بن برخيا على نبينا و آله عليه السلام أن الاشكال مقناطيس الأرواح، بناء على شمول كل الاشكال و الأرواح للقسمين التكوينية و التدوينية بل يشمل القسم الثالث الذي هو التشريعية أيضا فالقرآن و ان كان متنزلا في هذا العالم الناسوتي الظلماني بصورة الحروف و الكلمات الملفوظة أو المنقوشة أو المتصورة الملحوظة لكنه في أصله و في بدو خلقته و عظيم جبروته نور إلهي و تجلي شعشعاني قد تنزل من عوالم كثيرة إلى أن تنزل إلى هذا العالم و حيث إن كتاب كل نبي من الأنبياء مبين لعلوم شريعته، موضح لرسوم طريقته، كافل لمراتب حقيقته، كان مساوقا لرتبة وجوده، و مقام شهوده فاعتبر الفضل بين الأنبياء و لذا كان القرآن مهيمنا على جميع الكتب السماوية كما أن نبينا (صلى الله عليه و آله و سلم) خاتم النبيين لما سبق و فاتح لما انفلق و مهيمن على ذلك كله.

و حيث إن وجود نبينا (صلى الله عليه و آله و سلم) مبدأ التكوين فكتابه ديباجة التدوين بل تمامه و كماله لاشتماله على تمام حقايق الكون و بسائطه و مركباته لأنه قد اعتبر في تأليفه من تلك الحروف المحصورة كما أن الاتفاق و جميع وجوه الدلالات بكلماته و حروفه على المعاني التي لا تكاد تتناهى.

و لذا

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في تفسير باء البسملة: لو شئت لأوقرت سبعين بعيرا من تفسير باء بسم الله الرحمن الرحيم»

و
قال الباقر عليه السلام: لو وجدت لعلمي الذي آتاني الله- عز و جل- حملة لنشرت التوحيد و الإسلام و الإيمان و الشرائع من الصمد الخبر

فاتضح أن رتبة القرآن مساوق لرتبة نبينا (صلى الله عليه و آله و سلم) إلا ان الاختلاف من جهة التكوين و التدوين فهما في عرضين من طول واحد فالاختلاف عرضي لا طولي.

و أما مولينا أمير المؤمنين عليه السلام، فهو و إن ساوق رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) في السلسلة الطولية التكوينية إلا أنه متأخر عنه في هذه السلسلة بحرف واحد طولها ثمانون ألف سنة حسبما سمعت فالقرآن جامع لجميع علوم النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) مساوق معه في التدوين و إنما كان (صلى الله عليه و آله و سلم) مأمورا بتعليم علوم القرآن و تبليغ شرائعه و آدابه و احكامه و سننه و لطائفه و إشاراته و حقائقه.

و لما كان الناس يومئذ غير مستعدين و لا متأهلين لا لاستماع ذلك كله لجمود طبائعهم على الجاهلية الجهلاء، و خمود فطرتهم الأصلية بالانحراف و الشفاء فبعثه الله و ليس أحد من العرب يقرء كتابا و لا يعرف علما حين فترة من الرسل و طول هجعة من الأمم و اغترام من الفتن، و انتشار من الأمور، و تلظ من الحروب، و الدنياكاسفة النور ظاهرة و الغرور على حين اصفرار من ورقها و إياس من ثمرها، و اغوار من مائها، قد درست أعلام الهدى، و ظهرت أعلام الردى، فقام هاديا مهديا ليخرج عباده من عبادة الأوثان إلى عبادة الله سبحانه و من طاعة الشيطان إلى طاعته بقرآن قد بينه و أحكمه ليعرف العباد ربهم إذ جهلوه و ليقروا به بعد إذ جحدوه و ليثبتوه بعد إذ أنكروا، فتجلى سبحانه لهم في كتابه من غير أن يكونوا رأوه بما أراهم من قدرته و خوفهم من سطوته فبلغ إليهم أصول الشريعة و الأحكام في مدة ثلاثة و عشرين سنة، و بقي من علوم القرآن كثير من الحقائق و الشرائع و الأحكام مما يحتاج اليه الناس في أحكامهم الظاهرية و الباطنة من لدن قبضه (عليه السلام) إلى يوم القيامة فاستودعه عند بابه و حجابه و أمينه في أمته و المخلوق من طينته مولانا أمير المؤمنين عليه السلام، كي يبلغه بنفسه أو بواسطة ذريته الطيبين و خلفائه الراشدين و شيعته المخلصين إلى كافة المسلمين و المؤمنين ليهلك من هلك عن بينة و يحيى من حي عن بينة فأكمل به الدين و أتم به النعمة و وعده العصمة، و أكد الأمر بتبليغ ذلك حتى خاطبه بقوله: و إن لم تفعل فما بلغت رسالته فيعلم منه أنه المقصود من الرسالة بحيث تنتفي بانتفائه.
و لذا قال (عليه السلام) في احتجاجه يوم الغدير على ما حكاه في «الوسائل» عن «الاحتجاج» للطبرسي: ان عليا تفسير كتاب الله و الداعي اليه ألا و ان الحلال و الحرام أكثر من أن أحصيهما و أعرفهما فأمر بالحلال و أنهى عن الحرام في مقام واحد فأمرت أن آخذ البيعة عليكم الصفقة منكم بقبول ما جئت به عن الله (عز و جل) في علي أمير المؤمنين (عليه السلام) و الأئمة من بعده معاشر الناس تدبروا و افهموا آياته و انظروا في محكماته و لا تتبعوا متشابهه فو الله لن يبين لكم زواجره و لا يوضح لكم عن تفسيره إلا الذي أنا آخذ بيدي

و
في النبوي أنه قال عليه السلام: يا علي أنت اخي، و أنا أخوك و أنا المصطفى للنبوة و أنت المجتبى للامامة، و أنا صاحب التنزيل و أنت صاحب التأويل[113]

 

الباب الخامس‏

في أن في القرآن تبيان كل شي‏ء و جامعيته للعلوم و الحقائق و كيفية انشعابها منه‏

اعلم أن العلم التفصيلي بهذا الباب لا يحصل إلا لمن آتاه الله علم الكتاب، و فصل الخطاب، و ميز القشر من اللباب، و كان واقفا مقيما في الكون الكبير على باب الأبواب، لإطاعه على حقائق الملك و الملكوت، و إفاضته على سرادق سلطان الجبروت، و دوام فقره و عبوديته و انقطاعه الى الحي الذي لا يموت، كي يطلع بعد ذلك بما هنالك من أسرار التشريع و التكوين، و ينطبق عنده إشارات التدوين، و أما نحن و من هو في درجتنا فإنما آمنا بذلك من جهة الإيمان بالغيب الذي هو من مراتب الإيمان و درجات التقوى و ذلك لما تقرر عندنا من مساوقة التدوين للتكوين بعد ما استفاضت به الأخبار من‏ أن نبينا صلى الله عليه و آله قد أشهده الله خلق خلقه، و ولاه ما شاء من أمره و انه صلى الله عليه و آله و آله يعلمون جميع ما في السماوات و الأرض و ما فيهن و ما بينهن و ما فوقهن و ما تحتهن، كل ذلك علم إحاطة، كما ورد في بعض الأخبار. و يشهد له الإعتبار، أو علم اخبار كما هو القدر المعلوم من الشريعة.

هذا مضافا الى الآيات و الأخبار الدالة على اشتماله على كل شي‏ء من التكوينات و التشريعات، كقوله: ما فرطنا في الكتاب من شي‏ء  و قوله: و كل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين  بناء على إرادة الكتاب منه، و قوله: و ما من غائبة في السماء و الأرض إلا في كتاب مبين  و قوله: و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي‏ء  الى غير ذلك من الآيات الظاهرة بنفسها لعمومها في ذلك، سيما بعد ورود البيان و التفسير لها في الأخبار.

فروى العياشي في تفسيره عن مولانا الصادق عليه السلام قال: (نحن و الله نعلم ما في السماوات، و ما في الأرض، و ما في الجنة، و ما في النار، و ما بين ذلك) ثم قال: إن ذلك في كتاب الله، ثم تلا هذه الآية: و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي‏ء و هدى و رحمة و بشرى للمسلمين

و في الكافي عنه عليه السلام: (إن الله أنزل في القرآن تبيان كل شي‏ء حتى و الله ما ترك شيئا يحتاج إليه العباد، حتى لا يستطيع عبد أن يقول: لو كان هذا أنزل في القرآن إلا و قد أنزله الله فيه)

وفيه عنه عليه السلام: (إني لأعلم ما في السموات و ما في الأرض، و أعلم ما في الجنة و أعلم ما في النار، و أعلم ما كان و ما يكون، ثم سكت هنيئة فرأى أن ذلك كبر على من سمعه منه) فقال عليه السلام: (علمت ذلك من كتاب الله عز و جل، إن الله يقول: «فيه تبيان كل شي‏ء»

وفيه عنه عليه السلام: ما من أمر يختلف فيه اثنان إلا و له أصل في كتاب الله، و لكن‏ لا تبلغه عقول الرجال

وعن أبي جعفر عليه السلام: إن الله لم يدع شيئا يحتاج إليه الأمة إلا أنزله في كتابه و بينه لرسوله، و جعل عليه دليلا يدل عليه، و جعل على من تعدى ذلك الحد حدا

وفيه عن أبي الجارود قال: قال أبو جعفر عليه السلام: إذا حدثتكم بشي‏ء فاسئلوني أين هو من كتاب الله عز و جل؟ ثم قال في بعض حديثه: إن رسول الله صلى الله عليه و آله نهى عن القيل و القال، و فساد المال و كثرة السؤال، فقيل له: يا بن رسول الله أين هذا من كتاب الله تعالى؟ قال عليه السلام: إن الله يقول: لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس  و قال: لا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما  و قال: لا تسئلوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم

وفيه عن عبد الأعلى مولى آل سام قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (و الله إني لأعلم كتاب الله من أوله إلى آخره كأنه في كفي، فيه خبر السماء و خبر الأرض، و خبر ما كان، و خبر ما هو كائن، قال الله عز و جل: «فيه تبيان كل شي‏ء»

و في «تأويل الآيات» نقلا عن «مصباح الأنوار» لشيخ الطائفة بالإسناد عن المفضل قال: دخلت على الصادق عليه السلام ذات يوم، فقال لي يا مفضل هل عرفت محمدا و عليا و فاطمة و الحسن و الحسين عليهما السلام كنه معرفتهم؟ قلت: يا سيدي و ما كنه معرفتهم؟ قال عليه السلام: يا مفضل من عرفهم كنه معرفتهم كان مؤمنا في السنام الأعلى ، قال: قلت: يا سيدي عرفني ذلك، قال: يا مفضل تعلم أنهم علموا ما خلق الله عز و جل و ذرأه و برأه، و أنهم كلمة التقوى، و خزان السماوات و الأرضين، و الجبال، و الرمال، و البحار، و علموا كم في السماء من نجم، و ملك، و وزن الجبال، و كيل ماء البحار، و أنهارها، و عيونها، و ما تسقط من ورقة إلا علموها، و لا حبة في ظلمات الأرض، و لا رطب و لا يابس إلا في كتاب مبين  و هو في علمهم و قد علموا ذلك، فقلت يا سيدي و قد علمت ذلك و أقررت به و آمنت قال عليه السلام: نعم يا مفضل يا مكرم، نعم يا محبور، نعم طيب طبت و طابت لك الجنة و لكل مؤمن بها)

و في «البصائر»، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبيه، عن أبي الحسن الأول عليه السلام: قال: قلت له: جعلت فداك، النبي صلى الله عليه و آله ورث علم الأنبياء كلهم؟ قال عليه السلام: نعم، قلت: من لدن آدم إلى انتهى الى نفسه؟ قال: نعم قلت: ورثهم النبوة و ما كان في آبائهم من النبوة و العلم؟ قال عليه السلام: ما بعث الله نبيا إلا و قد كان محمد صلى الله عليه و آله أعلم منه، إلى أن قال عليه السلام و سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده‏ و شك في أمره: ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبينو كان المردة و الريح، و النمل، و الإنس، و الجن، و الشياطين له طائعين، و غضب عليه، فقال: لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبينو إنما غضب عليه لأنه كان يدله على الماء، فهذا و هو طير قد أعطي ما لم يعط سليمان. الى أن قال عليه السلام: إن الله يقول في كتابه: و لو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى  فقد ورثنا نحن هذا القرآن، فعندنا ما تسير به الجبال، و تقطع به البلدان، و يحيى به الموتى بإذن الله، و نحن نعرف ما تحت الهواء، و إن كان في كتاب الله لآيات ما يراد بها أمر من الأمور التي أعطاها الله الماضين النبيين و المرسلين إلا و قد جعله الله تعالى ذلك كله لنا في أم الكتاب، إن الله تبارك و تعالى يقول: و ما من غائبة في السماء و الأرض إلا في كتاب مبين ، ثم قال عز و جل: ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ، فنحن الذين اصطفانا الله فقد ورثنا علم هذا القرآن الذي فيه تبيان كل شي‏ء.

وفي «تفسير القمي» و غيره عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام في خبر طويل و فيه: فجاءهم النبي صلى الله عليه و آله بنسخة ما في الصحف الأولى، و تصديق الذي بين يديه، و تفصيل الحلال من ريب الحرام، و هو ذلك القرآن، فاستنطقوه و لن ينطق لكم أخباره، فيه علم ما مضى، و علم ما يأتي إلى يوم القيامة، و حكم ما بينكم، و بيان ما أصبحتم فيه تختلفون، فلو سألتموني عنه لأخبرتكم عنه لأني أعلمكم الخبر

و في «البصائر» عن الصادق عليه السلام إن في القرآن ما مضى و ما يحدث و ما هو كائن.

و في «الكافي» عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث أنه قال: ما من شي‏ء تطلبونه إلا و هو في القرآن فمن أراد ذلك فليسألني عنه

و عن أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة له مذكورة في نهج البلاغة: ثم أنزل عليه الكتاب نورا لا تطفأ مصابيحه، و سراجا لا يخبو توقده، و بحرا لا يدرك قعره و منهاجا لا يضل نهجه، و شعاعا لا يظلم ضوئه، و فرقانا لا يخمد برهانه، و بيانا لا تهدم أركانه، و شفاء لا تخشى أسقامه، و عزا لا تهزم أنصاره، و حقا لا تخذل أعوانه، فهو معدن الإيمان و بحبوحته  و ينابيع العلم و بحوره، و رياض العدل و غدرانه  و أثافي  الإسلام و بيانه، و أودية الحق و غيطانه ، و بحر لا ينزفه‏ المنتزقون و عيون لا ينضبها الماتحون  و مناهل لا يغيضها الواردون و منازل لا يضل نهجه المسافرون، و أعلام لا يعمى عنها السائرون و آكام لا يجوز عنها القاصدون جعله الله ريا لعطش العلماء ، و ربيعا لقلوب الفقهاء، و محاج لطرق الصلحاء  و دواء ليس بعده داء، و نورا ليس معه ظلمة، و حبلا وثيقا عروته، و معقلا منيعا ذروته، و عزا لمن تولاه، و سلما لمن دخله، و هدى لمن أئتم به، و عذرا لمن انتحله، و برهانا لمن تكلم به، و شاهدا لمن خاصم به، و فلجا لمن حاج به  و حاملا لمن حمله، و مطية لمن أعمله، و آية لمن توسع، و جنة لمن استلأم  و علما لمن وعى، و حديثا لمن روى، و حكما لمن قضى

و في «المناقب» عن بكير بن أعين قال: قبض أبو عبد الله عليه السلام ذراع نفسه و قال: يا بكير هذا و الله جلد رسول الله صلى الله عليه و آله و هذه و الله عروق رسول الله صلى الله عليه و آله، و أعلم ما في الأرض، و أعلم ما في الدنيا، و أعلم ما في الآخرة، فرأى تغير جماعة، فقال: يا بكير إني لأعلم ذلك من كتاب الله إذ يقول: نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي‏

و في تفسير فرات عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: سلوني قبل أن تفقدوني فو الذي فلق الحبة و برى‏ء النسمة إني لأعلم بالتوراة من أهل التوراة، و إني لأعلم بالإنجيل من أهل الإنجيل، و إني لأعلم بالقرآن من أهل القرآن، و الذي فلق الحبة و برى‏ء النسمة ما من فئة تبلغ مائة إلى يوم القيامة إلا و أنا عارف بقائدها و سائقها، سلوني عن القرآن، فإن في القرآن بيان كل شي‏ء، فيه علم الأولين و الآخرين، و إن القرآن لم يدع لقائل مقالا: و ما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم

و عن كتاب سليم بن قيس في خبر طويل أن أمير المؤمنين عليه السلام قال: يا طلحة إن كل آية أنزلها الله تعالى على محمد صلى الله عليه و آله عندي بإملاء رسول الله صلى الله عليه و آله و خطي بيده، و تأويل كل آية أنزلها الله على محمد صلى الله عليه و آله و كل حلال، أو حرام، أو حد، أو حكم، أو شي‏ء تحتاج إليه الأمة الى يوم القيامة عندي مكتوب بإملاء رسول الله صلى الله عليه و آله و خطي بيدي، حتى أرش الخدش الخبر

و عن الحسن بن سليمان في كتاب «المختصر» مما رواه من كتاب نوادر- الحكمة عن أبي الحسن الأول عليه السلام في قوله: و لو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى  فقد أورثنا الله تعالى هذا القرآن، ففيه ما يسير به الجبال و تقطع به الأرض و يكلم به الموتى، إن الله تعالى يقول في كتابه العزيز: و ما من غائبة في السماء و الأرض إلا في كتاب مبين ، و قال تعالى: ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فنحن الذين اصطفانا الله عز و جل فورثنا هذا الكتاب الذي فيه كل شي‏ء

وفي «البصائر» عن عبد الأعلى قال أبو عبد الله عليه السلام ابتداء منه: و الله إني لأعلم ما في السموات و ما في الأرض، و ما في الجنة و ما في النار، و ما كان و ما يكون إلى أن تقوم الساعة، ثم قال: أعلمه من كتاب الله أنظر اليه هكذا ثم بسط كفيه ثم قال عليه السلام إن الله يقول: و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي‏ء

وفيه بأسانيد عديدة عنه عليه السلام: إني لأعلم ما في السموات و أعلم ما في الأرضين و أعلم ما في الجنة، و أعلم ما في النار، و أعلم ما كان و ما يكون، ثم‏ مكث هنيئة فرأى أن ذلك كبر على من سمعه، فقال عليه السلام: علمت ذلك من كتاب الله تعالى إن الله يقول: «فيه تبيان كل شيء»

وفي «الخرائج» عن عبد الله بن الوليد السمان قال: قال الباقر عليه السلام: يا عبد الله ما تقول في علي و موسى و عيسى؟ قلت: ما عسى أن أقول، قال عليه السلام: هو و الله أعلم منهما ثم قال: ألستم تقولون: إن لعلي ما لرسول الله صلى الله عليه و آله من العلم؟ قلنا:نعم، و الناس ينكرون، قال عليه السلام فخاصمهم فيه بقوله تعالى لموسى: و كتبنا له في الألواح من كل شي‏ء ، فعلمنا أنه لم يكتب له الشي‏ء كله، و قال لعيسى: و لأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه  فعلمنا أنه لم يبين له الأمر كله، و قال لمحمد صلى الله عليه و آله: و جئنا بك شهيدا على هؤلاء و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي‏ء

إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة التي ربما مر و يمر عليك ذكر بعضها في طي المقدمات، و في تضاعيف تفاسير بعض الآيات، و هي كما ترى ما بين ظاهرة و صريحة في ذلك، و العموم في بعضها كالمشتملة على ما تحتاج إليه الأمة، و حد كل شي‏ء حتى أرش الخدش، و غيرها و إن من كان جهة الأحكام الشرعية، و الأمور التعبدية، إلا أنه لا منافاة فيها لما يدل عليه غيرها ظهورا أو صراحة من الشمول للحوادث، و الكينونات الدنيوية، و الأخروية، و لذا صرحوا عليهم السلام بأن فيه علم ما في السماوات و ما في الأرض، و ما في الجنة، و ما في النار إلى غير ذلك مما يؤيد به الآيات المتقدمة، و إلا فالإنصاف أنها أيضا مستقلة في الدلالة على ذلك بعمومها الذي ينبغي صرفه إلى الحقيقة.

و توهم أنه مشتمل على آيات و ألفاظ معدودة متناهية دالة بوجوه الدلالات العرفية المنحصرة في الثلاث  فكيف يكون المدلول بها تلك المعاني الكثيرة المشتملة على جميع ما مضى و ما يأتي إلى يوم القيامة، بل و بعد القيامة من الأحوال، و الأطوار، و الأفعال الكثيرة المتجددة الغير المتناهية الدائمة بدوامه سبحانه.

مدفوع بأن قلة الألفاظ و تناهيها لا تمنع من كثرة المعاني و لا تناهيها إذا كانت هناك سعة من جهة الدلالة، أ لا ترى أن الحروف المقطعة منحصرة في ثمانية و عشرين حرفا و بها يعبر من حيث وجوه التركيب و فنون الترتيب عن جميع المعاني و المقاصد التي يقع التعبير عنها بين أهل العالم في محاوراتهم، و مكاتباتهم، و تصانيفهم، فالمعاني لا ريب في لا تناهيها مع أنه يعبر عنها بالألفاظ و إن لم يحط التعبير إلا بالمحدود منها.

فإن قلت: إن وجوه الدلالة محصورة معروفة عند أهل المعرفة باللسان‏ فلو دل القرآن على جميع المعاني و المفاهيم و الحقائق و الوقايع و الحوادث اليومية الجزئية حتى خصوص الحركات الصادرة عن خصوص أفراد الإنسان في جميع الأزمان بل ساير الشؤون و الأحوال و الأطوار و الحركات، و الخطرات، و الإرادات، و الاقتضاءات الواقعة في جميع العوالم من الغيب، و الشهادة في الفلكيات و العنصريات، و المركبات المعدنية، و النباتية، و الحيوانية لفهمها أهل اللسان الذين قد أنزل الله تعالى بلسانهم الرسول و القرآن كما قال: و ما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ، و قال: نزل به الروح الأمين* على قلبك لتكون من المنذرين* بلسان عربي مبين  و قال: و لقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر  و قال: إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون الى غير ذلك من الآيات و الأخبار الدالة على ذلك على أن المفسرين من الخاصة العامة قد تصدوا لتفسيره و تنقيره، و تشمروا للفحص عن تنزيله و تأويله فلم يزيدوا على ما دونوه من تفاسيرهم مع أنهم ذكروا كل ما قيل من حق أو باطل، و أين هذا من كل الأحكام التي ذكروا أن القرآن لا يستفاد منه إلا أقل قليل من مجملاتها، و لذا فزعوا إلى العمل بأخبار الآحاد، بل إلى ساير الطرق الظنية في استنباط الأحكام الشرعية، بل أين هذا من جميع الحقائق التكوينية و الحوادث الكونية المتعلقة بجميع ذرات العالم مما كان أو يكون إلى يوم القيامة.

قلت: هذا كله اجتهاد في مقابل النصوص، و جرأة في الرد على أهل الخصوص، و قد قال سبحانه: بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه و لما يأتهم تأويله  و ذلك أنك قد سمعت منا أولا أن التصديق التفصيلي في هذا الباب غير ممكن لنا، كيف و هو موقوف على تمام العلم و الإحاطة بظاهر القرآن و باطنه، و باطن باطنه، و هكذا إلى سبعة بطون أو سبعين بطنا أو أزيد من ذلك، بل قد ورد أن الكلمة من آل محمد عليهم السلام لتنصرف على سبعين وجها فما ظنك بالقرآن الذي لا يعلمه إلا الله و الراسخون في العلم.

و لذا قال مولانا الباقر عليه السلام لقتادة  على ما رواه في «الكافي» في الصحيح و يحك يا قتادة إن كنت قد فسرته من الرجال فقد هلكت و أهلكت، و يحك يا قتادة إنما يعرف القرآن من خوطب به

و قال مولانا الصادق عليه السلام لابن الصباح: إن الله علم نبيه التنزيل و التأويل، فعلمه رسول الله صلى الله عليه و آله أنه خطب خطبة ذكر فيها: أن عليا هو أخي، و وزيري، و هو خليفتي و هو المبلغ عني، إن استرشدتموه أرشدكم، و إن خالفتموه ظللتم، إن الله أنزل علي القرآن و هو الذي من خالفه ضل، و من يبتغي علمه عند غير علي هلك

وقال مولانا الرضا عليه السلام لابن الجهم  اتق الله، تأول كتاب الله برأيك، فإن الله‏ يقول: و ما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم

و قال عليه السلام فيما كتبه للمأمون: إن الأئمة عليهم السلام هم المعبرون عن القرآن و الناطقون عن الرسول بالبيان

و قال مولانا الصادق عليه السلام بعد ذكر كلام طويل في تفسير القرآن إلى أقسام و فنون و وجوه تزيد على مائة و عشر إلى أن قال: و هذا دليل واضح على أن كلام الباري سبحانه لا يشبه كلام الخلق كما لا تشبه أفعاله أفعالهم و لهذه العلة و أشباهها لا يبلغ أحد كنه حقيقة تفسير كتاب الله تعالى إلا نبيه و أوصيائه

ثم اعلم أن ما ذكر في السؤال من حصر وجوه الدلالة فيما هو المعروف عند أهل العرف ممنوع جدا فإن التفاهم بالدلالات الثلاث إنما هو للعامة و للخواص و الخصيصين طرق أخرى لا يجري بها القلم، و لا يحتوي عليها الرقم، و ناهيك في ذلك أن جواب كل سؤال مطوي فيه مستفاد منه بالقواعد التكسيرية التي ليست من الدلالات اللفظية، بل يشهد به أيضا ملاحظة العلوم المستنبطة من الحروف المقطعة في فواتح السور. و قول أبي جعفر عليه السلام لأبي لبيد: إن لي فيها لعلما جما، و استخراج قيام الأئمة و الخلفاء منها.

و ما ذكره عليه السلام في جواب وفد  فلسطين حيث سألوا عن الصمد من العلوم الغريبة التي يشتمل على جملة منها الخبر إلى أن قال عليه السلام: لو وجدت لعلمي الذي آتاني الله عز و جل‏ حملة لنشرت التوحيد، و الإسلام، و الإيمان و الدين، و الشرائع من الصمد، و كيف لي بذلك و لم يجد جدي أمير المؤمنين عليه السلام حملة لعلمه، حتى كان يتنفس الصعداء و يقول على المنبر: سلوني قبل أن تفقدوني، فإن بين الجوانح مني لعلما جما هأه هآه ألا لا أجد من يحمله الخبر

و ما يأتي نقله عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام من طرق الخاصة و العامة من تفسير بسم الله لابن عباس ليلة تامة، و أنه قال: لو شئت لأوقرت سبعين بعيرا من تفسير بسم الله.

إلى غير ذلك مما لا يخفى على من جاس خلال ديارهم، و له أنس بأخبارهم، و استنار قلبه بتجلي أشعة أنوارهم.

و أما كون القرآن عربيا أنزله الله تعالى تفهيما و تبيانا للناس فلا ينافي ما ذكرناه، لأنا لا نمنع دلالة ظاهرة كسائر الألفاظ و العبارات، لجريانه على طريقة العرف و اللغة، إنما الكلام في أن فيه وجوها من الإشارة و الدلالة، يستنبط منها الأمور التكوينية، و الأحكام الشرعية بأسرها، و إنما يعلمها النبي صلى الله عليه و آله و آله الطيبون الذين يستنبطونه منه. و لذا
قال مولانا الصادق عليه السلام على ما رواه في الغوالي: القرآن على أربعة أشياء: على العبارة، و الإشارة، و اللطائف،
و الحقائق، فالعبارة للعوام و الإشارة للخواص، و اللطائف للأولياء، و الحقائق للأنبياء

و من جميع ما مر يظهر الجواب عن اقتصار المفسرين على الظاهر، بل و عن الاستبعاد الذي في السؤال حسبما قد ينسبق الى بعض الأذهان و إن لم ينطق به اللسان بعد تظافر الأخبار، و تكاثر الآثار، بل قد ظهر مما مر و من التأمل في وجوه التأويلات، و البطون المأثورة في الأخبار أن وجوه الدلالة فيها غير منحصرة في جهة واحدة، بل منها من جهة الحمل على الحقيقة الأولية، و الحقيقة بعد الحقيقة و اعتبارها في ساير المجالي التي ينبغي التعبير عنها بالمصاديق و الأفراد حسبما تأتي اليه الاشارة في تحقيق البطون، و منها من جملة الاستنباطات العددية، و القواعد التكسيرية، و الاعتبارات الوفقية، و غير ذلك مما يطول شرحها، و منها من جهات أخرى لا يحيط بأكثرها الأفهام، و لا يجري عليها الأقلام بل لعله لا يدرك نوع سنخيته بوجه من الوجوه فضلا عن إدراك حقيقته، و الاطلاع على كلية قاعدته.

و أما ما حكاه في «الصافي» ملخصا عن بعض أهل المعرفة من أن العلم بالشي‏ء إما يستفاد من الحس برؤية، أو تجربة، أو سماع خبر، أو شهادة، أو اجتهاد، أو نحو ذلك، و مثل هذا العلم لا يكون إلا متغيرا فاسدا محصورا متناهيا غير محيط، لأنه إنما يتعلق بالشي‏ء في زمان وجوده علم، و قبل وجوده علم آخر، و بعد وجوده علم ثالث، و هكذا كعلوم أكثر الناس.
و إما يستفاد من مباديه، و أسبابه، و غاياته علما واحدا كليا بسيطا محيطا على وجه عقلي غير متغير، فإنه ما من شي‏ء إلا و له سبب، و لسببه سبب، و هكذا الى أن ينتهي الى مسبب الأسباب، و كل ما عرف سببه من حيث يقتضيه و يوجبه فلا بد أن يعرف ذلك الشي‏ء علما ضروريا دائما، فمن عرف الله تعالى بأوصافه الكمالية، و عرف ملائكته المدبرين المسخرين للأغراض الكلية العقلية، بالعبادات الدائمة، و النسك المستمرة من غير فتور و لغوب الموجبة لأن يترشح عنها صور الكائنات كل ذلك على الترتيب السببي و المسببي، فيحيط علمه بكل الأمور و أحوالها و لواحقها علما بريئا من التغير و الشك و الغلط، فيعلم من الأوائل الثواني، و من الكليات الجزئيات المترتبة عليها، و من البسائط المركبات، و يعلم حقيقة الإنسان و أحواله، و ما يكملها و يزكيها و يصعدها الى عالم القدس و ما يدنسها و يرديها و يشقيها و يهويها إلى أسفل السافلين، علما تابعا غير قابل للتغير، و لا محتملا لتطرق الريب، فيعلم الأمور الجزئية من حيث هي دائمة كلية، و من حيث لا كثرة فيه و لا تغير، و إن كانت كثيرة متغيرة في أنفسها، و بقياس بعضها الى بعض، و هذا كعلم الله سبحانه بالأشياء، و علم الملائكة المقربين، و علوم الأنبياء و الأوصياء بأحوال الموجودات الماضية المستقبلة، و علم ما كان و علم ما سيكون الى يوم القيامة من هذا القبيل، فإنه علم كلي ثابت غير متجدد بتجدد المعلومات و لا متكثر بتكثرها، و من عرف كيفية هذا العلم عرف معنى قوله تعالى: و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي‏ء و يصدق بأن جميع العلوم و المعاني في القرآن الكريم عرفانا حقيقيا، و تصديقا يقينيا على بصيرة لا على وجه التقليد و السماع و نحوهما، إذ ما من أمر من الأمور إلا و هو مذكور في القرآن إما بنفسه أو بمقوماته و أسبابه و مباديه و غاياته، و لا يتمكن من فهم آيات القرآن، و عجائب أسراره و ما يلزمها من الأحكام و العلوم التي لا تتناهي إلا من‏ كان علمه بالأشياء من هذا القبيل


ففيه أن سوق هذا الكلام إنما هو في تحقيق علم الباري تعالى حسبما ذهب اليه بعض المحققين و إن كان لا يخلو من نظر، نظرا الى عدم ترتب الحوادث الكونية حتى الأفعال الاختيارية بقاعدة السببية التي هي أشبه بالأمور الطبيعية، و كأنه مبني على القول بفاعلية سبحانه بالعلية و الإيجاب، بل قد يظهر منه الاضطرار في أفعال العباد، و إلا فالمختار قد يختار المرجوح أو الراجح باختياره الذي هو السبب التام، و إن كان مرجحات آخر لغيره.

و جعل الإرادة أيضا من جملة الأسباب المسببة عن كينونة الطبيعة تكوينا جعليا ابتدائيا منه سبحانه أو تبعيا للأعيان الثابتة حسبما توهموه. فاسد من وجوه: كالجبر و انثلام قاعدة السببية المقصودة و بطلان القول بالأعيان، و عدم استحقاق الثواب، و قبح العقاب الى غير ذلك مما تأبى عنه قواعد العدلية المستفادة عن الشريعة الحقة النبوية. و من هنا يظهر فساد ما فرع عليه من اشتمال القرآن على العلوم بالوجه المرسوم، مع أنه لا اختصاص له حينئذ به كل اسم من أسمائه مما يتكلم به كل أحد لدلالته على مسبب الأسباب يدل على تفاصيل المصنوعات المترتبة الى ما لا نهاية لها و هو كما ترى.

هذا مضافا الى ما يظهر منه من التسوية بين علمه سبحانه و علوم ملائكته و أنبيائه، لفقد الجامع فضلا عن الاتحاد بين ما هو ذات الواجب بلا مغايرة حقيقة و اعتبارية و بين صفة الممكن، و إرادة العلم الفعلي مع أنه ليس من مذهب الحاكي و لا المحكي عنه كما يظهر من ساير كتبهما توجب التسوية بين ذات الممكن و وصفه في «الكافي» عن الصادق عليه السلام: إن الله علم نبيه (صلى الله عليه و آله و سلم) التنزيل و التأويل فعلمه رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) عليا ثم قال (عليه السلام): و علمنا و الله، الخبر[114]


 و قد قال أيضا: من وجوه الإعجاز اشتماله على الآداب القويمة و الشرائع المستقيمة، و مكارم الأخلاق، و محاسن الصفات مما فيه نظم إصلاح أحوال العباد و نظم سياسة البلاد، بحيث لو تأمل فيه العالم البصير لعلم أنه ليس إلا تنزيلا من عليم خبير، و من العوارض النفسانية لكثير من الناس عند قراءته و استماعه من المصيبة و الخوف و الخشية، و الشوق و الرقة و التوجه الى المبدء، و التذكر لأمور الآخرة، و دفع الحيرة، و انكشاف العلوم الغيبية و المعارف الربانية، و غير ذلك من الأطوار العجيبة و الأحوال الغريبة المختصة به دون غيره من الكلمات و الخطب و الأشعار و غيرها، و إن اختلفت تلك الأحوال باختلاف الأشخاص و الأزمان و غيرها.

و منها الاستخارات المجربة التى كأنها بقية من الوحي الإلهى و الإلهام حتى انه ربما يستفاد مقصد المستخير و جوابه و عاقبته من الآية تصريحا أو تلويحا، بل كثيرا ما اتفق لهذا العبد المسكين، و غيري من المسلمين الإخبار عن مقصد المستخير بمجرد التأمل في الآية، من دون علم سابق به، و مما يئول الأمر إليه في العاقبة، و هذا واضح لمن جرب ذلك.

و منها اشتمال سوره و آياته و كلماته و حروفه على الأسرار العجيبة و الخواص الغريبة من شفاء الأمراض و الاعراض، و دفع العافات و العاهات و البليات، و استجلاب الخيرات، و أداء الديون و الغرامات، و غير ذلك مما سنشير الى جماعة منها في الباب الرابع عشر.

و منها انطباق كثير من الأسئلة و الأجوبة الواقعة فيه على القواعد الجفرية التي هي من قواعد علم التكسير[115] التى لم يطلع عليها الا الاوحدي من الناس، بل هو من علوم الأنبياء و الأوصياء و خواص الأولياء و لذا ترى أنك إذا علمت في قوله تعالى: من يحي العظام و هي رميم  بالقواعد التكسيرية يخرج الجواب: يحييها الذي أنشأها أول مرة  و كذا إذا سألت بهذه العبارة: من خلق السماوات و الأرض يخرج الجواب: خلقهن العزيز العليم  إلى غير ذلك مما لا يخفى على أهله[116].                       

 

شیخ محمدحسین اصفهانی

المقدمة السادسة في نبذة مما جاء في أن القرآن تبيان كل شي‏ء و بيان ذلك‏

فعن الكافي بسنده عن مرازم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إن الله تعالى أنزل في القرآن تبيان كل شي‏ء، حتى و الله ما ترك الله شيئا يحتاج إليه العباد حتى لا يستطيع عبد يقول: «لو كان هذا في القرآن» إلا و قد أنزله الله فيه.»

و باسناده عن عمرو بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: سمعته يقول: «إن الله تعالى لم يدع شيئا يحتاج إليه الامة إلا أنزله في كتابه، و بينه لرسوله، و جعل لكل شي‏ء حدا، و جعل عليه دليلا يدل عليه، و جعل على من تعدى ذلك الحد حدا.»

و باسناده عن المعلى بن خنيس قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: «ما من أمر يختلف فيه اثنان إلا و له أصل في كتاب الله، و لكن لا تبلغه عقول الرجال.»

و باسناده عن أبي الجارود قال: قال أبو جعفر عليه السلام: «إذا حدثتكم بشي‏ء فاسئلوني أين هو في كتاب الله تعالى».

ثم قال في بعض حديثه: إن  رسول الله صلى الله عليه و آله نهى عن القيل و القال، و فساد المال، و كثرة السؤال. فقيل له: يا ابن رسول الله، أين هذا من كتاب الله؟ قال: إن الله تعالى يقول: «لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس.» و قال: «لا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما.» و قال: «لا تسئلوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم.»

و بأسانيد متعددة، عن الصادق عليه السلام في الرسالة التي كتبها لأصحابه بعد التحذير عن الاخذ في الدين بالهوى و الرأي و المقائيس: «... قد أنزل الله القرآن و جعل فيه تبيان كل شي‏ء، و جعل‏ للقرآن و تعلم القرآن أهلا ...»

و عن الصفار في بصائر الدرجات بسنده عن إبراهيم بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
 «إن في القرآن ما مضى و ما يحدث و ما هو كائن، و كانت فيه أسماء الرجال فألقيت، و إنما الاسم الواحد في وجوه لا تحصى يعرف ذلك الوصاة.»

و عن العياشي، عنه ما يقرب من ألفاظه

و روى غيره عن موسى بن عقبة أن معاوية أمر الحسين عليه السلام أن يصعد المنبر فيخطب، فحمد الله و أثنى عليه، ثم قال:
 «نحن حزب الله الغالبون، و عترة نبيه الأقربون، و أحد الثقلين، الذين جعلنا رسول الله ثاني كتاب الله؛ فيه تفصيل لكل شي‏ء، لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه، و المعول علينا في تفسيره لا نتظنى  تأويله، بل نتبع حقائقه.»

أقول:
اعلم أن الحكيم هو الذي يضع الاشياء مواضعه، و يعطي كل ذي حق حقه، و الجواد المطلق هو الذي يعطي كل محتاج ما يحتاج إليه، و الفياض المطلق من يعطي كل قابل ما له قابليته و استعداده. و لما كان الممكن في نفسه و مرتبة ذاته معدوما محضا، لا يتصف بأمر أصلا، فحصول القابلية و الاحتياج و الاستحقاق و صيرورته ذا شأنية و صلاحية به يكون موضعا واقعيا لأمر ما لا يكون في الممكن إلا باعطاء الحق إياه ذلك، كما أنه لا تمايز بين الاعدام حال العدم المطلق، فالله سبحانه ينشأ ذات الممكن، و يعطيه القابلية و الاستحقاق و الشأنية و الاحتياج، و يهب له ما يقتضيه ذلك العطاء الاول؛ فيخلق الحيوان و يعطيه الحاجة إلى الرزق و يرزقه، و كل شي‏ء موجود فهو بتقدير الله و قضائه و قدره و مشيته و إمضائه، و المتعلقة بتلك الجزئيات، و تلك الجزئيات واقعة تحت أنواع و أصناف هي مناط صيرورتها محال تلك الامور الالهية. فالانواع و قابلياتها المصححة لتلك الامور و الامور المفروضة كلها راجعة إليه، و فعل كل أحد يرجع إلى صفاته؛ لأنها المبادئ للأفعال، فاذا أعطى زيدا أحدا و منع آخر مع استواء قدرته بالنسبة إلى كل منهما، فيعلم كل أحد أن للمعطى خصوصية في قلب المعطي به صار سببا لاعطائه، و هو غير موجود في الآخر من محبة أو صداقة أو فقر أو غيرها.

و أنت إذا تدبرت جميع أفعال الانسان وجدت لها مبادئ في نفسه، لو لم يكن تلك المبادئ لم يصدر عنها تلك الافعال الاختيارية، فاذا رأينا زيدا يصلي أو يدعو أو يضرب أحدا أو يقتله أو يكرمه أو غير ذلك، علم العاقل أن له إرادة متعلقة بذلك، منبعثة عن صفة نفسانية اقتضت ذلك الاختيار. و كذا جميع موجودات العالم يرجع إلى تلك الامور المفروضة، و هي إلى حقائق أسماء الله سبحانه، التي تسمى بها، و صفاته الافعالية، و هي إلى الصفات الذاتية، التي هي عين الذات. و لكل شي‏ء سبب مركب من مقتض و شرط و معد و انتفاء مانع، و لها أيضا أسباب كذلك، إلى أن ينتهي إلى مسبب الاسباب. فمن عرف الله سبحانه بجميع أسمائه فقد عرف جميع المخلوقات لانتقال الذهن من الاسباب إلى المسببات، و من عرف فردا من أفراد كل عنوان بالعناوين التي باعتبارها صار معروضا لأفعال الله سبحانه و أسمائه، فقد عرف الاسماء و الصفات بعد معرفة كيفية الارتباط و مناطه.

و القرآن مبين للأسماء و الصفات و الحوادث و كيفية الارتباط تصريحا و تلويحا، و يشبه أن يكون ذكر كثير من أسماء الله سبحانه عقيب ذكر الحوادث تنبيها على مبدء تلك الحادثة، و أن مصدرها هو ذلك الاسم و الصفة. فالقرآن واف ببيان جميع الاشياء لمن يعرفه حق معرفته.

و قد سبق بعض البيان في ذلك، و ستعرف بعض ما يتضح به ذلك- إن شاء الله تعالى-. و هذا ذكر إجمالي سنح بالبال، فتدبره فلعله يكون الحق في المقال، و الله العالم بحقيقة الحال[117].

 

بخش چهارم: کلمات علماء اهل سنّت

فإن قالوا: إن النبي (ص) لم يوص إلى أحد، و خلاهم و الكتاب الذي فيه تبيان‏ كل‏ شي‏ء، و السنة التي جعلها أصلا.

فالحجة عليهم أنه قد أوصاهم بالتمسك به و برجل من عترته يبينه لهم، فإن في القرآن المحكم و المتشابه، و الناسخ و المنسوخ، و اختلفت الأمة في التأويل و التفسير، و احتاجت إلى من يقيمه، و يشرح ما فيه من الحلال و الحرام، و المحكم و المتشابه، فاختلفوا، لأن القرآن لا يشرح ما فيه، و كيف يأمر (ص) بالوصية، و يدعها و يهمل أمر أمته، و أمر أزواجه و ولده، و قد كان قول الله تعالى‏ لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة موجبا للتأسي، فكيف نتأسى بمن يأمر بالشي‏ء و لا يأتيه؟![118]

 

فإن احتج محتج من أهل الإلحاد و العناد بالكتاب و أنه الحجة التي يستغنى بها عن الأئمة الهداة لأن فيه تبيانا لكل شي‏ء و لقول الله عز و جل‏ ما فرطنا في الكتاب من شي‏ء

 قلنا له أما الكتاب فهو على ما وصفت فيه تبيان‏ كل‏ شي‏ء منه منصوص مبين و منه ما هو مختلف فيه فلا بد لنا من مبين يبين لنا ما قد اختلفنا فيه إذ لا يجوز فيه الاختلاف لقوله عز و جل‏ و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا و لا بد للمكلفين من مبين يبين ببراهين واضحة تبهر العقول و تلزم بها الحجة كما لم يكن فيما مضى بد من مبين لكل أمة ما اختلف فيه من كتابها بعد نبيها و لم يكن ذلك لاستغناء أهل التوراة بالتوراة و أهل الزبور بالزبور و أهل الإنجيل بالإنجيل و قد أخبرنا الله عز و جل عن هذه الكتب أن فيها هدى و نورا يحكم بها النبيون و أن فيها حكم ما يحتاجون إليه.[119]

 

١٥٩٥ - أخبرنا أبو ذر عبد بن أحمد الهروي، فيما أذن لنا أن نرويه عنه إجازة قال: أنا أبو العباس أحمد بن موسى الباغندي بجرجان قراءة عليه ثنا أبو نعيم عبد الملك بن محمد الفقيه، ثنا داود بن علي بن خلف قال: حدثنا قبيصة قال: نا سفيان، عن الشيباني، عن الشعبي، عن شريح، أن عمر، كتب إليه: «إذا أتاك أمر فاقض فيه بما في كتاب الله فإن أتاك ما ليس في كتاب الله فاقض بما سن فيه رسول الله، فإن أتاك ما ليس في كتاب ولم يسن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقض بما اجتمع عليه الناس، وإن أتاك ما ليس في كتاب الله ولم يسنه رسول الله ولم يتكلم فيه أحد فأي الأمرين شئت فخذ به» قال أبو عمر هكذا روي عن داود هذا الحديث، ألفاظه مخالفة لما رواه الثقات الحفاظ، وفيه رد على من قال: إن كل نازلة تنزل بالناس ففي كتاب الله؛ لقوله {ما فرطنا في الكتاب من شيء} [الأنعام: ٣٨] ، و {تبيانا لكل شيء[120]} [النحل: ٨٩]

 

٥٦٣٣ - كما حدثنا يزيد بن سنان، حدثنا مؤمل بن إسماعيل، حدثنا سفيان الثوري، عن جامع بن شداد، عن صفوان بن محرز، عن عمران بن حصين، أن وفد بني تميم، قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " أبشروا يا بني تميم "، فقالوا: بشرتنا فأعطنا، فتغير رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أتاه وفد أهل اليمن، فقال: " أبشروا يا أهل اليمن، اقبلوا البشرى إذ لم يقبلها بنو تميم "، فقالوا: قبلنا يا رسول الله، ثم حدث، فقال لي رجل: قد ذهب بعيرك , فليته كان ذهب ولم أقم

 فكان في هذا الحديث الذي رواه صفوان عمن رواه عنه، عن عمران ممن يريد كتاب الله في الذكر كل شيء قبل خلقه السماوات والأرض، فكان معقولا بما في هذا الحديث: أن الذكر المراد في قوله تعالى: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر} [الأنبياء: ١٠٥] ، أن  ذلك الذكر هو المكتوب قبل خلق السماوات والأرض، وأن الأشياء المذكورة بعده هي ما سواه من التوراة، والإنجيل، والقرآن. وأما اللغويون: فكانوا يذهبون إلى أن الذكر المراد في هذه الآية هو الفرقان، ويحتجون في ذلك بقوله: {ص والقرآن ذي الذكر} [ص: ١] ، وبقوله عز وجل: {فاسألوا أهل الذكر} [النحل: ٤٣] ، وبقوله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الحجر: ٩] ، وبقوله تعالى: {إن هو إلا ذكر وقرآن مبين} [يس: ٦٩] ، فكان في هذه الآيات ما قد دل: أن الذكر المذكور فيها هو القرآن، وكانوا يقولون في ذلك: إنهم وجدوا حروف الخفض يعاقب بعضها بعضا، فيخاطب فيها ببعد لما يراد به: قبل، وبقبل مما يراد به: بعد، وكان ذلك موجودا في كلام العرب، وكان الذي دل عليه ما قد رويناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مما قد ذكرنا أولى بالتأويل لهذه الآية مما قالوا، إذ كان ما قالوا لم تدع إليه ضرورة توجب حمل الأمر على ما حملوه عليه، وبالله التوفيق[121]

 

الاتقان فی علوم القرآن

النوع الخامس والستون: في العلوم المستنبطة من القرآن

قال تعالى: {ما فرطنا في الكتاب من شيء} وقال: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء}

وقال صلى الله عليه وسلم: "ستكون فتن" قيل: وما المخرج منها؟ قال: "كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم" أخرجه الترمذي وغيره.

وأخرج سعيد بن منصور عن ابن مسعود قال: "من أراد العلم فعليه بالقرآن فإن فيه خبر الأولين والآخرين" قال: البيهقي: يعني أصول العلم.

وأخرج البيهقي عن الحسن قال: أنزل الله مائة وأربعة كتب أودع علومها أربعة منها: التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ثم أودع علوم الثلاثة الفرقان.

وقال الإمام الشافعي رضي الله عنه: جميع ما تقوله الأمة شرح للسنة وجميع السنة شرح للقرآن

وقال أيضا: جميع ما حكم به النبي صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه من القرآن

قلت: ويؤيد هذا قوله صلى الله عليه وسلم: "إني لا أحل إلا ما أحل الله ولا أحرم إلا ما حرم الله في كتابه" أخرجه بهذا اللفظ الشافعي في الأم

وقال سعيد بن جبير: ما بلغني حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لى وجهه إلا وجدت مصداقه في كتاب الله.

وقال ابن مسعود: إذا حدثتكم بحديث أنبأتكم بتصديقه من كتاب الله تعالى أخرجهما ابن أبي حاتم. وقال الشافعي أيضا: ليست تنزل بأحد في الدين نازلة إلا في كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها فإن قيل: من الأحكام ما ثبت ابتداء بالسنة قلنا: ذلك مأخوذ من كتاب الله في الحقيقة لأن كتاب الله أوجب علينا اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وفرض علينا الأخذ بقوله.

وقال الشافعي مرة بمكة: سلوني عما شئتم أخبركم عنه في كتاب الله فقيل له: ما تقول في المحرم يقتل الزنبور؟ فقال بسم الله الرحمن الرحيم: {آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}

وحدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "اقتدوا باللذين من بعدي أبو بكر وعمر"

وحدثنا سفيان عن مسعر بن كدام عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن عمر بن الخطاب أنه أمر بقتل المحرم الزنبور

وأخرج البخاري عن ابن مسعود أنه قال: "لعن الله الواشمات والمتوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله تعالى" فبلغ ذلك امرأة من بني أسد فقالت له: إنه بلغني أنك لعنت كيت كيت! فقال: ومالي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في كتاب الله تعالى! فقالت: لقد قرأت ما بين اللوحين فما وجدت فيه كما تقول قال: لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه أما قرأت: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} قالت بلى قال: فإنه قد نهى عنه

وحكى ابن سراقة في كتاب الإعجاز عن أبي بكر بن مجاهد أنه قال يوما: ما شيء في العالم إلا وهو في كتاب الله فقيل له فأين ذكر الخانات فيه؟ فقال في قوله: {ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم} فهي الخانات.

وقال ابن برجان: ما قال النبي صلى الله عليه وسلم من شيء فهو في القرآن به أو فيه أصله قرب أو بعد فهمه من فهمه وعمه عنه من عمه وكذا كل ما حكم به أو قضى وإنما يدرك الطالب من ذلك بقدر اجتهاده وبذل وسعه ومقدار فهمه.

وقال غيره: ما من شيء إلا يمكن استخراجه من القرآن لمن فهمه الله حتى إن بعضهم استنبط عمر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا وستين سنة من قوله في سورة المنافقين: {ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها} فإنها رأس ثلاث وستين سورة وعقبها بالتغابن ليظهر التغابن في فقده.

وقال ابن الفضل المرسي في تفسيره: جمع القرآن علوم الأولين والآخرين بحيث لم يحط بها علما حقيقة إلا المتكلم بها ثم رسول الله صلى الله عليه وسلم خلا ما استأثر به سبحانه وتعالى ثم ورث ذلك عنه معظم سادات الصحابة وأعلامهم مثل الخلفاء الأربعة وابن مسعود وابن عباس حتى قال: لو ضاع لي عقال بعير لوجدته في كتاب الله تعالى ثم ورث عنهم التابعون بإحسان ثم تقاصرت الهمم وفترت العزائم وتضاءل أهل العلم وضعفوا عن حمل ما حمله الصحابة والتابعون من علومه وسائر فنونه فنوعوا علومه وقامت كل طائفة بفن من فنونه فاعتنى قوم بضبط لغاته وتحرير كلماته ومعرفة مخارج حروفه وعددها وعدد كلماته وآياته وسوره وأحزابه وأنصافه وأرباعه وعدد سجداته والتعليم عند كل عشر آيات إلى غير ذلك من حصر الكلمات المتشابهة والآيات المتماثلة من غير تعرض لمعانيه ولا تدبر لما أودع فيه فسموا القراء

واعتنى النحاة بالمعرب منه والمبني من الأسماء والأفعال والحروف العاملة وغيرها وأوسعوا الكلام في الأسماء وتوابعها وضروب الأفعال واللازم والمتعدي ورسوم خط الكلمات وجميع ما يتعلق به حتى إن بعضهم أعرب مشكله وبعضهم أعربه كلمة كلمة

واعتنى المفسرون بألفاظه فوجدوا منه لفظا يدل على معنى واحد ولفظا يدل على معنيين ولفظا يدل على أكثر فأجروا الأول على حكمه وأوضحوا معنى الخفي منه وخاضوا في ترجيح أحد محتملات ذي المعنيين والمعاني وأعمل كل منهم فكره وقال بما اقتضاه نظره

واعتنى الأصوليون بما فيه من الأدلة العقلية والشواهد الأصلية والنظرية مثل قوله تعالى: {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا} إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة فاستنبطوا منه أدلة على وحدانية الله ووجوده وبقائه وقدمه وقدرته وعلمه وتنزيهه عما لا يليق به وسموا هذا العلم بأصول الدين.

وتأملت طائفة منهم معاني خطابه فرأت منها ما يقتضي العموم ومنها ما يقتضي الخصوص إلى غير ذلك فاستنبطوا منه أحكام اللغة من الحقيقة والمجاز وتكلموا في التخصيص والإخبار والنص "الاجتهاد" والظاهر والمجمل والمحكم والمتشابه والأمر والنهي والنسخ إلى غير ذلك من أنواع الأقيسة واستصحاب الحال والاستقراء وسموا هذا الفن أصول الفقه.

وأحكمت طائفة صحيح النظر وصادق الفكر فيما فيه من الحلال والحرام وسائر الأحكام فأسسوا أصوله وفرعوا فروعه وبسطوا القول في ذلك بسطا حسنا وسموه بعلم الفروع وبالفقه أيضا

وتلمحت طائفة ما فيه من قصص القرون السالفة والأمم الخالية ونقلوا أخبارهم ودونوا آثارهم ووقائعهم حتى ذكروا بدء الدنيا وأول الأشياء وسموا ذلك بالتاريخ والقصص.

وتنبه آخرون لما فيه من الحكم والأمثال والمواعظ التي تقلقل قلوب الرجال وتكاد تدكدك الجبال فاستنبطوا مما فيه من الوعد والوعيد والتحذير والتبشير وذكر الموت والمعاد والنشر والحشر والحساب والعقاب والجنة والنار فصولا من المواعظ وأصولا من الزواجر فسموا بذلك الخطباء والوعاظ

واستنبط قوم مما فيه من أصول التعبير مثل ما ورد في قصة يوسف في البقرات السمان وفي منامي صاحبي السجن وفي رؤياه الشمس والقمر والنجوم ساجدة وسموه تعبير الرؤيا واستنبطوا تفسير كل رؤيا من الكتاب فإن عز عليهم إخراجها منه فمن السنة التي هي شارحة للكتاب فإن عسر فمن الحكم والأمثال ثم نظروا إلى اصطلاح العوام في مخاطباتهم وعرف عاداتهم الذي أشار إليه القرآن بقوله" {وأمر بالعرف} وأخذ قوم مما في آية المواريث من ذكر السهام وأربابها وغير ذلك علم الفرائض واستنبطوا منها من ذكر النصف والثلث والربع والسدس والثمن حساب الفرائض ومسائل العول واستخرجوا منه أحكام الوصايا.

ونظر قوم إلى ما فيه من الآيات الدالات على الحكم الباهرة في الليل والنهار والشمس والقمر ومنازله والنجوم والبروج وغير ذلك فاستخرجوا منه علم المواقيت.

ونظر الكتاب والشعراء إلى ما فيه من جزالة اللفظ وبديع النظم وحسن السياق والمبادئ والمقاطع والمخالص والتلوين في الخطاب والإطناب والإيجاز وغير ذلك فاستنبطوا منه المعاني والبيان والبديع.

ونظر فيه أرباب الإشارات وأصحاب الحقيقة فلاح لهم من ألفاظه معان ودقائق جعلوا لها أعلاما اصطلحوا عليها مثل الفناء والبقاء والحضور والخوف والهيبة والأنس والوحشة والقبض والبسط وما أشبه ذلك هذه الفنون التي أخذتها الملة الإسلامية منه

وقد احتوى على علوم أخرى من علوم الأوائل مثل الطب والجدل والهيئة والهندسة والجبر والمقابلة والنجامة وغير ذلك أما الطب فمداره على حفظ نظام الصحة واستحكام القوة وذلك إنما باعتدال المزاج بتفاعل الكيفيات المتضادة وقد جمع ذلك في آية واحدة وهي قوله تعالى: {وكان بين ذلك قواما} وعرفنا فيه بما يعيد نظام الصحة بعد اختلاله وحدوث الشفاء للبدن بعد اعتلاله في قوله تعالى: {شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس} ثم زاد على طب الأجسام بطب القلوب وشفاء الصدور.

وأما الهيئة ففي تضاعيف سوره من الآيات التي ذكر فيها ملكوت السموات والأرض وما بث في العالم العلوي والسفلي من المخلوقات.

وأما الهندسة ففي قوله: {انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب} الآية.

وأما الجدل فقد حوت آياته من البراهين والمقدمات والنتائج والقول بالموجب والمعارضة وغير ذلك شيئا كثيرا ومناظرة إبراهيم نمرود ومحاجته قومه أصل في ذلك عظيم.

وأما الجبر والمقابلة فقد قيل إن أوائل السور فيها ذكر مدد وأعوام وأيام لتواريخ أمم سالفة وإن فيها تاريخ بقاء هذه الأمة وتاريخ مدة أيام الدنيا وما مضى وما بقي مضروب بعضها في بعض

وأما النجامة ففي قوله: {أو أثارة من علم} فقد فسره بذلك ابن عباس.

وفيه أصول الصنائع وأسماء الآلات التي تدعو الضرورة إليها كالخياطة في قوله: {وطفقا يخصفان} والحدادة {آتوني زبر الحديد} ؛ {وألنا له الحديد} الآية

والبناء في آيات

والنجارة {واصنع الفلك بأعيننا}

والغزل {نقضت غزلها}

والنسج {كمثل العنكبوت اتخذت بيتا}

والفلاحة {أفرأيتم ما تحرثون} الآيات

والصيد في آيات

والغوص {كل بناء وغواص} {وتستخرجوا منه حلية}

والصياغة {واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا}

والزجاجة {صرح ممرد من قوارير} {المصباح في زجاجة}

والفخارة {فأوقد لي يا هامان على الطين}

والملاحة {أما السفينة} الآية

والكتابة {علم بالقلم}

والخبز {أحمل فوق رأسي خبزا}

والطبخ {بعجل حنيذ}

والغسل والقصارة {وثيابك فطهر} قال الحواريون: وهم القصار ون

والجزارة {لا ما ذكيتم}

والبيع والشراء في آيات

والصبغ {صبغة الله} ؛ {جدد بيض وحمر}

والحجارة {وتنحتون من الجبال بيوتا} والكيالة والوزن في آيات

والرمي {وما رميت إذ رميت} ، {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة}

وفيه من أسماء الآلات وضروب المأكولات والمشروبات والمنكوحات وجميع ما وقع ويقع في الكائنات ما يحقق معنى قوله: {ما فرطنا في الكتاب من شيء} انتهى كلام المرسي ملخصا.

وقال ابن سراقة: من بعض وجوه إعجاز القرآن ما ذكر الله فيه من أعداد الحساب والجمع والقسمة والضرب والموافقة والتأليف والمناسبة والتنصيف والمضاعفة ليعلم بذلك أهل العلم بالحساب أنه صلى الله عليه وسلم صادق في قوله وأن القرآن ليس من عنده إذ لم يكن ممن خالط الفلاسفة ولا تلقى الحساب وأهل الهندسة.

وقال الراغب: إن الله تعالى كما جعل نبوة النبيين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مختتمة وشرائعهم بشريعته من وجه منتسخة ومن وجه مكملة متممة جعل كتابه المنزل عليه متضمنا لثمرة كتبه التي أولادها أولئك كما نبه عليه بقوله: {يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة} وجعل من معجزة هذا الكتاب أنه مع قلة الحجم متضمن للمعنى الجم بحيث تقصر الألباب البشرية عن إحصائه والآلات الدنيوية عن استيفائه كما نبه عليه بقوله: {ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله} فهو وإن كان لا يخلو للناظر فيه من نور ما يريه ونفع ما يوليه:

كالبدر من حيث التفت رأيته

يهدي إلى عينيك نورا ثاقبا

كالشمس في كبد السماء وضوءها

يغشى البلاد مشارقا ومغاربا

وأخرج أبو نعيم وغيره عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم قال قيل لموسى عليه السلام: يا موسى إنما مثل كتاب أحمد في الكتب بمنزلة وعاء فيه لبن كلما مخضته أخرجت زبدته.

وقال القاضي أبو بكر بن العربي في قانون التأويل: علوم القرآن خمسون علما وأربعمائة علم وسبعة آلاف علم وسبعون ألف علم على عدد كلم القرآن مضروبة في أربعة إذ لكل كلمة ظهر وبطن وحد ومطلع وهذا مطلق دون اعتبار تركيب وما بينها من روابط وهذا ما لا يحصى ولا يعلمه إلا الله قال وأما علوم القرآن فثلاثة توحيد وتذكير وأحكام فالتوحيد يدخل فيه معرفة المخلوقات ومعرفة الخالق بأسمائه وصفاته وأفعاله والتذكير منه الوعد والوعيد والجنة والنار وتصفية الظاهر والباطن والأحكام منها التكاليف كلها وتبيين المنافع والمضار والأمر والنهي والندب ولذلك كانت الفاتحة أم القرآن لأن فيها الأقسام الثلاثة وسورة الإخلاص ثلثه لاشتمالها على أحد الأقسام الثلاثة وهو التوحيد.

وقال ابن جرير: القرآن يشتمل على ثلاثة أشياء التوحيد والأخبار والديانات ولهذا كانت سورة الإخلاص ثلثه لأنها تشمل التوحيد كله.

وقال علي بن عيسى القرآن يشتمل على ثلاثين شيئا: الإعلام والتشبيه والأمر والنهي والوعد والوعيد ووصف الجنة والنار وتعلم الإقراء بسم الله وبصفاته وأفعاله وتعليم الاعتراف بإنعامه والاحتجاج على المخالفين والرد على الملحدين والبيان عن الرغبة والرهبة والخير والشر والحسن والقبيح ونعت الحكمة وفصل المعرفة ومدح الأبرار وذم الفجار والتسليم والتحسين والتوكيد والتقريع والبيان عن ذم الأخلاق وشرف الآداب.

وقال شيذلة: وعلى التحقيق أن تلك الثلاثة التي قالها ابن جرير تشمل هذه كلها بل أضعافها فإن القرآن لا يستدرك ولا تحصى عجائبه

وأنا أقول قد اشتمل كتاب الله العزيز على كل شيء أما أنواع العلوم فليس منها باب ولا مسألة هي أصل إلا وفي القرآن ما يدل عليها وفيه عجائب المخلوقات وملكوت السموات والأرض وما في الأفق الأعلى وتحت الثرى وبدء الخلق وأسماء مشاهير الرسل والملائكة وعيون أخبار الأمم السالفة كقصة آدم مع إبليس في إخراجه من الجنة وفي الولد الذي سماه عبد الحارث ورفع إدريس وغرق قوم نوح وقصة عاد الأولى والثانية وثمود والناقة وقوم يونس وقوم شعيب الأولين والآخرين وقوم لوط وقوم تبع وأصحاب الرس وقصة إبراهيم في مجادلة قومه ومناظرته نمروذ ووضعه إسماعيل مع أمه بمكة وبنائه البيت وقصة الذبيح وقصة يوسف وما أبسطها وقصة موسى في ولادته وإلقائه في اليم وقتل القبطي ومسيره إلى مدين وتزوجه بنت شعيب وكلامه تعالى بجانب الطور ومجيئه إلى فرعون وخروجه وإغراق عدوه وقصة العجل والقوم الذين خرج بهم وأخذتهم الصعقة وقصة القتيل وذبح البقرة وقصته مع الخضر وقصته في قتال الجبارين وقصة القوم الذين ساروا في سرب من الأرض إلى الصين وقصة طالوت وداود مع جالوت وفتنته وقصة سليمان وخبره مع ملكة سبأ وفتنته وقصة القوم الذين خرجوا فرارا من الطاعون فأماتهم الله ثم أحياهم وقصة ذي القرنين ومسيره إلى مغرب الشمس ومطلعها وبنائه السد وقصة أيوب وذي الكفل وإلياس وقصة مريم وولادتها وعيسى وإرساله ورفعه وقصة زكريا وابنه يحيى وقصة أصحاب الكهف وقصة أصحاب الرقيم وقصة بخت نصر وقصة الرجلين اللذين لأحدهما الجنة وقصة أصحاب الجنة وقصة مؤمن آل يس وقصة أصحاب الفيل

وفيه من شأن النبي صلى الله عليه وسلم دعوة إبراهيم به وبشارة عيسى وبعثه وهجرته ومن غزواته سرية ابن الحضرمي في البقرة وغزوة بدر في سورة الأنفال وأحد في آل عمران وبدر الصغرى فيها والخندق في الأحزاب والحديبية في الفتح والنضير في الحشر وحنين وتبوك في براءة وحجة الوداع في المائدة ونكاحه زينب بنت جحش وتحريم سريته وتظاهر أزواجه عليه وقصة الإفك وقصة الإسراء وانشقاق القمر وسحر اليهود إياه

وفيه بدء خلق الإنسان إلى موته وكيفية الموت وقبض الروح وما يفعل بها بعد وصعودها إلى السماء وفتح الباب للمؤمنة وإلقاء الكافرة وعذاب القبر والسؤال فيه ومقر الأرواح وأشراط الساعة الكبرى وهي نزول عيسى وخروج الدجال ويأجوج ومأجوج والدابة والدخان ورفع القرآن والخسف وطلوع الشمس من مغربها وغلق باب التوبة وأحوال البعث من النفخات الثلاث نفخة الفزع ونفخة الصعق ونفخة القيام والحشر والنشر وأهوال الموقف وشدة حر الشمس وظل العرش والميزان والحوض والصراط والحساب لقوم ونجاة آخرين منه وشهادة الأعضاء وإتيان الكتب بالأيمان والشمائل وخلف الظهر والشفاعة والمقام المحمود؛ والجنة وأبوابها وما فيها من الأنهار والأشجار والثمار والحلي والأواني والدرجات ورؤيته تعالى والنار وأبوابها وما فيها من الأودية وأنواع العقاب وألوان العذاب والزقوم والحميم

وفيه جميع أسمائه تعالى الحسنى كما ورد في حديث ومن أسمائه مطلقا ألف اسم ومن أسماء النبي صلى الله عليه وسلم جملة

وفي شعب الإيمان البضع والسبعون وشرائع الإسلام الثلاثمائة وخمسة عشر وفيه أنواع الكبائر وكثير من الصغائر وفيه تصديق كل حديث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم إلى غير ذلك مما يحتاج شرحه إلى مجلدات وقد أفرد الناس كتبا فيما تضمنه القرآن من الأحكام كالقاضي إسماعيل وبكر بن العلاء وأبي بكر الرازي والكيا الهراسي وأبي بكر بن العربي وعبد المنعم بن الفرس وابن خويز منداد وأفرد آخرون كتبا فيما تضمنه من علم الباطن وأفرد ابن برجان كتابا فيما تضمنه من معاضدة الأحاديث وقد ألفت كتابا سميته الإكليل في استنباط التنزيل ذكرت فيه كل ما استنبط منه من مسألة فقهية أو أصلية أو اعتقا دية وبعضا مما سوى ذلك كثير الفائدة جم العائدة يجري مجرى الشرح لما أجملته في هذا النوع فليراجعه من أراد الوقوف عليه[122].

 

ابجد العلوم

فصل
قال الله تعالى: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء} وقال تعالى: {ما فرطنا في الكتاب من شيء} وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ستكون فتن", قيل: وما المخرج منها؟ قال: "كتاب الله: فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم" أخرجه الترمذي وغيره.

وقال أبو مسعود: من أراد العلم فعليه بالقرآن فإن فيه خير الأولين والآخرين أخرجه سعيد بن منصور في سننه قال البيهقي: أراد به أصول العلم.

وقال بعض السلف: ما سمعت حديثا إلا التمست له آية من كتاب الله تعالى

وقال سعيد بن جبير: ما بلغني حديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم وآله وسلم - على وجهه إلا وجدت مصداقه في كتاب الله أخرجه ابن أبي حاتم.

وقال ابن مسعود - رضي الله عنه -: أنزل في هذا القرآن كل علم وميز لنا فيه كل شيء ولكن علمنا يقصر عما بين لنا في القرآن

اخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لو أغفل شيئا لأغفل الذرة والخردلة والبعوضة" أخرجه أبو الشيخ في كتاب: العظمة.

وقال الشافعي: جميع ما حكم به النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو ما فهمه من القرآن قلت: ويؤيد قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إني لا وقال الشافعي أيضا: ليست تنزل بأحد في الدين نازلة إلا وفي كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها لا يقال: إن من الأحكام ما ثبت ابتداء بالسنة لأن ذلك مأخوذ من كتاب الله تعالى في الحقيقة لأن الله تعالى أوجب علينا اتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - في غير موضع من القرآن وفرض علينا الأخذ بقوله دون من عداه ولهذا نهى عن التقليد وجميع السنة شرح للقرآن وتفسير للفرقان.

قال الشافعي مرة بمكة المكرمة: سلوني عما شئتم أخبركم عنه من كتاب الله.

فقيل له: ما تقول في المحرم يقتل الزنبور.

فقال: بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} ثم روى عن حذيفة بن اليمان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بسنده أنه قال: "اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر" ثم روى عن عمر بن الخطاب أنه أمر بقتل المحرم الزنبور ومثل ذلك حكاية ابن مسعود في لعن الواشمات وغيرهن واستدلاله بالآية الكريمة المذكورة وهي معروفة رواها البخاري.
ونحوه حكاية المرأة التي كانت لا تتكلم إلا بالقرآن وهي:

أنها قال عبد الله بن المبارك: خرجت قاصدا بيت الله الحرام وزيارة مسجد النبي - عليه الصلاة والسلام - فبينما أنا سائر في الطريق

 وإذا بسواد فمررت به وإذا هي عجوز عليها درع من صوف وخمار من صوف فقلت: السلام عليك ورحمة الله وبركاته فقالت: {سلام قولا من رب رحيم} فقلت لها يرحمك الله تعالى ما تصنعين في هذا المكان؟

فقالت: {من يضلل الله فلا هادي له} فقلت: أنها ضالة عن الطريق فقلت: أين تريدين؟

فقالت: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى} فعلمت أنها قضت حجها وتريد بيت المقدس فقلت: أنت مذ كم في هذا المكان؟

فقالت: ثلاث ليال سويا فقلت أما أرفعك طعاما.

فقالت: {ثم أتموا الصيام إلى الليل} فقلت لها ليس هذا شهر رمضان.

فقالت: {ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم} فقلت لها قد أبيح لنا الإفطار في السفر.

فقالت: {وأن تصوموا خير لكم} فقلت لها لم لا تكلميني مثل ما أكلمك به فقالت: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} فقلت لها: من أي الناس أنت؟

فقالت: {ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا} فقلت لها: قد أخطأت فاجعلني في حل. فقالت:

 لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم قلت لها: هل لك أن أحملك على ناقتي وتلحقي القافلة؟

قالت: {وما تفعلوا من خير يعلمه الله} فأنخت مطيتي لها.

فقالت: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم} فغضضت بصري عنها فقلت: اركبي فلما أرادت أن تركب نفرت الناقة بها ومزقت ثيابها.

فقال: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم} فقلت لها: اصبري حتى أعقلها.

 لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون} فأخذت بزمام الناقة وجعلت أسعى وأصيح طربا.

فقالت لي: {واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير} فجعلت أمشي وأترنم بالشعر.

فقالت: {فاقرأوا ما تيسر من القرآن} فقلت: ليس هو بحرام.

قالت: {وما يذكر إلا أولو الألباب} فطرقت عنها ساعة فقلت لها: هل لك ربع؟

قالت: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} فسكت عنها ولم أكملها حتى أدركت بها القافلة فقلت: لها هذه القافلة فمن لك فيها؟

فقالت: {المال والبنون زينة الحياة الدنيا} فعلمت أن لها أولادا ومالا فقلت لها: ما شأنهم في الحاج؟

قالت: {وعلامات وبالنجم هم يهتدون} فعلمت أنهم أدلاء الركب فقصدت بي القبابات والعمارات فقلت: من لك فيها؟

فقالت: {واتخذ الله إبراهيم خليلا} {وكلم الله موسى تكليما} {يا يحيى خذ الكتاب بقوة} فناديت: يا إبراهيم يا موسى يا يحيى فجاءوني بالتلبية فإذا هم شبان كأنهم الأقمار قد أقبلوا فلما استقر بهم الجلوس قالت لهم: {فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه وليتلطف} فقام أحدهم فاشترى طعاما فقدموه بين يدي وقالت:{كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية} فقلت لهم: طعامكم هذا علي حرام حتى تخبروني بامرأتكم هذه فقالوا: هذه لها أربعون سنة ما تتكلم إلا بالقرآن مخافة أن تزل في كلامها فيسخط الله عليها - فسبحان الله القادر على كل شيء -. انتهت الحكاية١ وهي تدل على أن القرآن الكريم فيه كل شيء.

قال بعض السلف: ما من شيء إلا ويمكن استخراجه من القرآن لمن فهمه الله حتى أن بعضهم استنبط عمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثا وستين سنة من قوله تعالى في سورة المنافقين: {ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها} فإنها رأس ثلاث وستين وعقبها بالتغابن ليظهر التغابن في فقده.

قال المرسي: جمع القرآن وعلوم الأولين والآخرين بحيث لم يحط بها علما حقيقة إلا المتكلم به ثم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلا ما استأثر به سبحانه ثم ورث عنه معظم ذلك سادة الصحابة وأعلامهم مثل الخلفاء الأربعة وابن مسعود وابن عباس حتى قال: لو ضاع لي عقال بعير لوجدته في كتاب الله ثم ورث عنهم التابعون بإحسان ثم تقاصرت الهمم وفترت العزائم وتقال أهل العلم وضعفوا عن حمل ما حمله الصحابة والتابعون من علومه وسائر فنونه فنوعوا علمه وقامت كل طائفة بفن من فنونه فاعتزم قوم بضبط لغاته وتحرير كلماته ومعرفة مخارج حروفه وعدد كلماته وآياته وسوره وأجزائه وأنصافه وأرباعه وعدد سجداته والتعليم عند كل عشر آيات إلى غير ذلك من حصر الكلمات المتشابهات والآيات المتماثلات من غير تعرض لمعانيه ولا تدبر لما أودع فيه فسموا: القراء[123].


الاعجاز العلمی فی القرآن الکریم

 التوسع في هذا النوع من التفسير وكثرة القائلين به

لقد اتسع القول في احتواء القرآن كل العلوم ما كان منها وما يكون، فالقرآن في نظر أصحاب هذه الطريقة يشمل إلى جانب العلوم الدينية ال اعتقادية، والعملية سائر علوم الدنيا على اختلاف أنواعها، وتعدد ألوانها. وممن توسعوا في التفسير العلمي الإمام الغزالي. الإمام الغزالي كان إلى عهده أكثر من استوفى بيان هذا القول في تفسير القرآن الكريم، وأهم من أيده وعمل على ترويجه في الأوساط العلمية الإسلامية على رغم ما قرر فيها من قواعد فهم عبارات القرآن الكريم.

وكتاب (الإحياء في علوم الدين) ينقل فيه عن بعض العلماء أن القرآن يحوي سبعة وسبعين ألف علم ومائتي علم، إذ كل كلمة علم، ثم يتضاعف ذلك أربعة أضعاف، إذ لكل كلمة ظاهر وباطن وحد ومطلع. ثم يروي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: "من أراد علم الأولين والآخرين فليتدبر القرآن"، ثم يقول بعد ذلك كله: "وبالجملة فالعلوم كلها داخلة في أفعال الله -عز وجل- وصفاته. وفي القرآن شرح ذاته وأفعاله وصفاته، وهذه العلوم لا نهاية لها وفي القرآن إشارة إلى مجامعها، ثم يزيد على ذلك فيقول: بل كل ما أشكل فهمه على النظار، واختلف فيه الخلائق في النظريات والمعقولات في القرآن، إليه رمز ودلالات عليه. يختص أهل الفهم بدركها"، ثم لو تصفحنا كتاب الغزالي (جواهر القرآن)، الذي ألفه بعد (إحياء علوم الدين)، فنجده يزيد هذا الذي قرره في الإحياء بيانا وتفصيلا، فيعقد الفصل الرابع منه لكيفية انشعاب العلوم الدينية كلها، وما يتصل بها من القرآن عن تقسيمات وتفصيلات تولاها.

ونكتفي بأن نقول: إن الغزالي قسم علوم القرآن إلى قسمين: الأول: علم القشر يعني السطحيات، وجعل من مشتملاته علم اللغة وعلم النحو وعلم القراءات وعلم مخارج الحروف وعلم التفسير الظاهر. والقسم الثاني: علم اللباب وجعل من مشتملاته علم قصص الأولين، وعلم الكلام وعلم الفقه وعلم أصول الفقه والعلم بالله واليوم الآخر والعلم بالصراط المستقيم وطريق السنة، ثم بعد ذلك يعقد الفصل الخامس من كتابه (جواهر القرآن) لكيفية انشعاب سائر العلوم من القرآن الكريم. فيذكر علم الطب والنجوم، وهيئة العالم، وهيئة أجسام الحيوان وتشريح أعضائه، وعلم السحر وغير ذلك، ثم يقول: "ووراء ما عددته علوم أخرى يعلم تراجمها ولا يخلو العالم عمن يعرفها. ثم بعد ذلك يقول: ولا حاجة لي إلى ذكرها بل أقول: ظهر لنا بالبصيرة الواضحة، التي لا يتمارى فيها أن في الإمكان والقوة أصنافا من العلوم بعد لم تخرج من الوجود، وإن كان في قوة الآدمي الوصول إليها. وعلوم كانت قد خرجت من الوجود واندرست الآن، فلن يوجد في هذه الأعصار على بسيط الأرض من يعرفها. وعلوم أخر ليس في قوة البشر أصلا إدراكها والإحاطة بها، ويحظى بها بعض الملائكة المقربين، فإن الإمكان في حق الآدمي محدود، والإمكان في حق الملك محدود إلى غاية من النقصان، وإنما الله -سبحانه- هو الذي لا يتناهى العلم في حقه.

ثم يقول بعد ذلك: ثم هذه العلوم ما عددناه وما لم نعدده ليست أوائلها خارجة من القرآن، فإن جميعها مقترفة من بحر واحد من بحار معرفة الله تعالى، وهو بحر الأفعال يقول: وقد ذكرنا أنه بحر لا ساحل له، وأن البحر لو كان مدادا لكلماته لنفد البحر قبل أن تنفد. فمن أفعال الله تعالى وهو بحر الأفعال مثلا الشفاء والمرض، كما قال الله تعالى حكاية عن إبراهيم: {وإذا مرضت فهو يشفين} (الشعراء: ٨٠)، وهذا الفعل الواحد لا يعرفه إلا من عرف الطب بكماله. إذ لا معنى للطب إلا معرفة المرض بكماله وعلاماته، ومعرفة الشفاء وأسبابه، ومن أفعاله تقدير معرفة الشمس والقمر ومنازلهما بحسبان، وقد قال الله تعالى: {الشمس والقمر بحسبان} (الرحمن: ٥). وقال تعالى: {وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب} (يونس: ٥)، وقال تعالى: {وخسف القمر * وجمع الشمس والقمر} (القيامة: ٨، ٩)، وقال تعالى: {يولج الليل في النهار ويولج النهار} (الحج: ٦١). وقال تعالى: {والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم} (يس: ٣٨)، ولا يعرف حقيقة سير الشمس والقمر بحسبان وخسوفهما وولوج الليل في النهار، وكيفية تكور أحدهما على الآخر إلا من عرف هيئات تركيب السموات والأرض.

وهو علم برأسه ولا يعرف كمال معنى قوله تعالى: {يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم * الذي خلقك فسواك فعدلك * في أي صورة ما شاء ركبك} (الانفطار: ٦ - ٨)، إلا من عرف تشريح الأعضاء من الإنسان ظاهرا وباطنا وعددها وأنواعها وحكمتها ومنافعها. وقد أشار في القرآن مجامع علم الأولين والآخرين، وكذلك لا يعرف معنى قوله تعالى: {سويته ونفخت فيه من روحي} (الحجر: ٢٩) ما لم يعلم التسوية والنفخ والروح، ووراءها علوم غامضة يغفل عن طلبها أكثر الخلق، وربما لا يفهمونها إن سمعوها من العالم بها. يقول الغزالي: ولو ذهبت أفصل ما تدل عليه آيات القرآن من تفاصيل الأفعال لطال، ولا يمكن الإشارة إلا إلى مجامعها، فتفكر في القرآن والتمس غرائبه لتصادف فيه مجامع علم الأولين والآخرين". بهذا نعرف أن الغزالي كان من المكثرين في القول بالتفسير العلمي، ومن المؤيدين له.

بعد ذلك نذهب إلى إمام آخر نحى منحى الغزالي في القول بالتفسير العلمي وهو الجلال السيوطي، فنجده يقرر ذلك بوضوح وتوسع في كتابه (الإتقان) في النوع الخامس والستين منه. كما يقرر ذلك أيضا بمثل هذا الوضوح والتوسع في كتابه (الإكليل في استنباط التنزيل)، ونجده يسوق من الآيات والأحاديث والآثار ما يستدل به على أن القرآن مشتمل على كل العلوم.

فمن الآيات نجد قول الله تعالى في الآية ٣٨ من سورة الأنعام: {ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم} (الأنعام: ٣٨) وقوله في الآية ٨٩ من سورة النحل: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي} (النحل: ٨٩). ومن الأحاديث التي ساقها، ويستدل بها على أن القرآن مشتمل على كل العلوم: ما أخرجه الترمذي وغيره أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((ستكون فتن قيل: وما المخرج منها؟ قال: كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم)). وكذلك أيضا ما أخرجه أبو الشيخ عن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن الله لو أغفل شيئا لأغفل الذرة والخردلة والبعوضة)) ومن الآثار ما أخرجه سعيد بن منصور عن ابن مسعود أنه قال: "من أراد العلم فعليه بالقرآن، فإن فيه خبر الأولين والآخرين". وما أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: "أنزل الله في القرآن كل علم وبين لنا فيه كل شيء، لكن علمنا يقصر عما بين لنا في القرآن".

ثم نجد السيوطي بعد أن يسوق هذه الأدلة وغيرها، يذكر لنا عن بعض العلماء أنه استنبط أن عمر النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاث وستون سنة، من قوله تعالى في الآية الحادية عشرة من سورة المنافقون يقول: {ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها} (المنافقون: ١١). فإنها رأس ثلاث وستين سورة وعقبها أي ذكر بعدها سورة التغابن؛ ليظهر التغابن في فقد النبي -صلى الله عليه وسلم-.

بعد أن ذكرنا الجلال السيوطي وكثرته من القول في التفسير العلمي نأتي بعد ذلك إلى عالم آخر يقرر ما قرره السيوطي وما قرره الغزالي، هذا العالم هو أبو الفضل المرسي. لقد ذكر عن أبي الفضل المرسي أنه قال في تفسيره: "جمع القرآن علوم الأولين والآخرين بحيث لم يحط بها علما حقيقة إلا المتكلم به، وهو الله سبحانه، ثم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خلا ما استأثر به -سبحانه وتعالى-. ثم ورث عنه معظم ذلك سادات الصحابة وأعلامهم مثل: الخلفاء الأربعة وابن مسعود وابن عباس حتى قال: لو ضاع لي عقال بعير لوجدته في كتاب الله تعالى، ثم ورث عنه التابعون بإحسان، ثم تقاصرت الهمم، وفترت العزائم. وتضاءل أهل العلم، وضعفوا عن حمل ما حمله الصحابة والتابعون من علومه وسائر فنونه، فنوعوا علومه وقامت كل طائفة بفن من فنونه. فاعتنى قوم بضبط لغاته، وتحرير كلماته، ومعرفة مخارج حروفه وعددها وعدد كلماته وآياته وسوره، وأحزابه وأنصافه وأرباعه، وعدد سجداته والتعليم عند كل عشر آيات إلى غير ذلك من حصر الكلمات المتشابهة، والآيات المتماثلة من غير تعرض لمعانيه. ولا تدبر لما أودع فيه فسموا القراء، واعتنى النحاة بالمعرب منه، والمبني من الأسماء والأفعال والحروف العاملة وغيرها، وأوسعوا الكلام في الأسماء وتوابعها وضروب الأفعال واللازم والمتعدي، ورسوم خط الكلمات وجميع ما يتعلق به....

قال السيوطي: انتهى كلام أبي الفضل المرسي ملخصا مع زيادة". ثم بعد رواية السيوطي لهذه المقالة الطويلة نجده يذكر عن أبي بكر بن العربي أنه قال في كتابه (قانون التأويل): "علوم القرآن خمسون علما، وأربعمائة علم وسبعة آلاف علم وسبعون ألف علم على عدد كلم القرآن مضروبة في أربعة. إذ لكل كلمة ظهر وبطن وحد ومطلع، وهذا مطلق دون اعتبار الترتيب وما بينها من روابط، وهذا ما لا يحصى وما لا يعلمه إلا الله". وأخيرا عقب السيوطي على هذه النقول وغيرها، فقال: "وأنا أقول: قد اشتمل كتاب الله العزيز على كل شيء، أما أنواعه فليس منها باب ولا مسألة هي أصلا وإلا وفي القرآن ما يدل عليها، وفيه عجائب المخلوقات، وملكوت السموات والأرض وما في الأفق الأعلى وما تحت الثرى. وإلى غير ذلك مما يحتاج شرحه إلى مجلدات".

ومن هنا يتبين كيف ظهرت آثار الثقافات العلمية للمسلمين في تفسير القرآن الكريم وكيف حاول هؤلاء العلماء المتقدمون أن يجعلوا القرآن منبع العلوم كلها ما جد، وما يجد إلى يوم القيامة، هذه النزعة التفسيرية العلمية للقرآن الكريم تمتد من عهد النهضة العلمية العباسية إلى يومنا هذا. وفي بداية الأمر كانت عبارة عن محاولات يقصد منها التوفيق بين القرآن، وما جد من العلوم، ثم وجدت الفكرة مركزة وصريحة على لسان الغزالي وابن العربي والمرسي والسيوطي، وهذه الفكرة قد طبقت علميا. وظهرت في مثل محاولات الفخر الرازي ضمن تفسيره للقرآن، ثم وجدت بعد ذلك كتب مستقلة لاستخراج العلوم من القرآن، وتتبع الآيات الخاصة بمختلف العلوم. وراجت هذه الفكرة في العصر المتأخر رواجا كبيرا بين جماعة من أهل العلم، ونتج عن ذلك مؤلفات كثيرة تعالج هذا الموضوع، كما ألفت بعض التفاسير التي تسير على ضوء هذه الفكرة. هؤلاء هم المؤيدون للتفسير العلمي[124].

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

[1] الأنعام: 38

[2] الأنعام : 59

[3] يونس : 61

[4] هود : 6

[5] يوسف : 111

[6] النحل : 89

[7] النمل : 1

[8] النمل : 75

[9] يس : 12

[10] كتاب سليم بن قيس الهلالي، ج‏2، ص: 941-٩۴٢ و تفسیر فرات،‌ ص ۶٨

[11] توحيد المفضل، ص: 92

[12] تفسير القمي ؛ ج‏1 ؛ ص2-٣

[13] بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج‏89 ؛ ص81-٨٢

[14] تفسير القمي ؛ ج‏2 ؛ ص343

[15] المحاسن، ج ١، ص ٢۶٧-٢٧٠

[16] بصائر الدرجات في فضائل آل محمد صلى الله عليهم ؛ ج‏1 ؛ ص127-١٢٨

[17] بصائر الدرجات في فضائل آل محمد صلى الله عليهم، ج‏1، ص: 133

[18] بصائر الدرجات في فضائل آل محمد صلى الله عليهم ؛ ج‏1 ؛ ص47-۴٨ و بحار الانوار، ج 89،ص 84-85

[19] تفسير العياشي ؛ ج‏1 ؛ ص16 و بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج‏89 ؛ ص102

[20] بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج‏89 ؛ ص96

[21] تفسير العياشي ؛ ج‏2 ؛ ص266

[22]  تفسير العياشي، ج‏2، ص: 3

[23] الکافی(ط-الاسلامیه)، ج ١،‌ص ۶٠

[24]  الكافي (ط - الإسلامية)، ج‏2، ص: 223 و مختصر البصائر، ص ٢٨٣-٢٨۴

[25] الكافي (ط - الإسلامية) ؛ ج‏7 ؛ ص175

[26] الکافی، ج 7، ص 78

[27] الكافي (ط - الإسلامية) ؛ ج‏1 ؛ ص478-۴٧٩

[28] الكافي (ط - الإسلامية) ؛ ج‏1 ؛ ص269 و تفسير نور الثقلين، ج‏3، ص: 76

[29] الكافي (ط - الإسلامية) ؛ ج‏2 ؛ ص624-۶٢۶.

[30] وسائل الشيعة ؛ ج‏27 ؛ ص182-١٨٣

[31] الكافي (ط - الإسلامية) ؛ ج‏8 ؛ ص2-۶

[32] تحف العقول ؛ النص ؛ ص126

[33] تحف العقول ؛ النص ؛ ص436-۴٣٧

[34] الغيبة للنعماني ؛ النص ؛ ص216-٢١٧

[35] الفصول المهمة في أصول الأئمة (تكملة الوسائل)، ج‏1، ص: 491

[36] عيون أخبار الرضا عليه السلام ؛ ج‏1 ؛ ص16٧

[37] نهج البلاغة (للصبحي صالح) ؛خطبه ١٨،  ص61

[38] الأمالي (للمفيد) ؛ النص ؛ ص348-٣۵٠ و امالی شیخ طوسی،  ص ١٢١ و ص ۶٩١-۶٩٢ و بشارة المصطفی لشیعة المرتضی،‌ص ١٠۶ و المناقب،‌ ج ۴،‌ص ۶٧

[39] دلائل الإمامة (ط - الحديثة) ؛ ص23٣-٢٣۶

[40] دلائل الإمامة (ط - الحديثة)، ص: 273

[41] مدينة معاجز الأئمة الإثني عشر، ج‏5، ص: 446

[42] الأمالي (للطوسي) ؛ النص ؛ ص170 و بحار الانوار، ج 89،ص 80

[43] الاحتجاج، ج 2، ص 375

[44] الإحتجاج على أهل اللجاج (للطبرسي) ؛ ج‏1 ؛ ص55-۵۶

[45] الإحتجاج على أهل اللجاج (للطبرسي) ؛ ج‏1 ؛ ص59-۶١

[46] الإحتجاج على أهل اللجاج (للطبرسي) ؛ ج‏1 ؛ ص261-٢۶٢

[47] الإحتجاج على أهل اللجاج (للطبرسي) ؛ ج‏2 ؛ ص298-٢٩٩

[48] مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ؛ ج‏4 ؛ ص250

[49] مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ؛ ج‏4 ؛ ص249

[50] تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ؛ ص478

[51] دلائل الإمامة (ط - الحديثة)، ص: 273

[52] مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب)، ج‏2، ص: 43

[53] بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏89، ص: 103

[54] تفسیر العیاشی،ج 2، ص 84

[55] تفسیر القمی،ج 2، ص 342

[56] تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، ص:461-462

[57] تفسیر العیاشی،ج 2، ص 2-3

[58] الكافي (ط - الإسلامية)، ج‏8، ص:317-318

[59] التوحيد (للصدوق) ؛ ص92

[60] كتاب الشريعة للآجري ، ص ٧۶۴

[61] كتاب صحيح البخاري ط السلطانية ، ص ١٢۴

[62] كتاب السنن الكبرى النسائي ط الرسالة، ص ١٢۶

[63] كتاب صحيح ابن حبان التقاسيم والأنواع، ص456

[64] كتاب المستدرك على الصحيحين للحاكم ط العلمية، ص ٣٧١

[65] كتاب السنن الكبرى البيهقي ط العلمية، ص ۴

[66] كتاب الإبانة الكبرى ابن بطة - باب بيان كفر الجهمية الذين أزاغ الله قلوبهم بما تأولوه من متشابه القرآن، ص ١٩٣

[67] كتاب سنن الترمذي ت بشار، ص ٢٩

[68] كتاب مسند البزار البحر الزخار ، ص ٧١

[69] كتاب مسند الدارمي ت حسين أسد، ص ٢٠٩٨

[70] مختصر قيام الليل وقيام رمضان وكتاب الوتر ، ص ١٧٣

[71] كتاب جزء الحسن بن رشيق العسكري ، ص ٩۵

[72] كتاب فضائل القرآن للفريابي ، ص ١٨١-١٨۶

[73] كتاب المعجم الكبير للطبراني، ص ٨٩

[74] كتاب المعجم الكبير للطبراني ، ص ١٣۶

[75] كتاب الزهد لأحمد بن حنبل ، ص ١٢٩

[76] كتاب المصنف ابن أبي شيبة ت الحوت ، ص ١٢۶

[77] كتاب الإبانة الكبرى ابن بطة ، ص ١۴٨

[78] جامع البيان فى تفسير القرآن، ج‏14، ص 108

[79] ينابيع المودة لذوي القربى، ج 3 ،  ص 218

[80] روح المعاني في تفسير القرآن العظيم، ج‏3، ص: 357  و ج ۴،‌ص ١٣٧ و ج ١۴،‌ص ٩٨

[81] كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ط السعادة ، ص ٩۵

[82] المحاسن، ج ١، ص ٢۶٧-٢٧٠

[83] الکافی، ج ١،‌ص ۵٩-۶٢

[84]  المسترشد في إمامة علي بن أبي طالب عليه السلام ؛ ص566-۵۶٧

[85] كمال الدين و تمام النعمة ؛ ج‏2 ؛ ص663

 

[86] المناقب، ج 2، ص 39

[87] المناقب، ج 3، ص 240-241

[88] مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين عليه السلام، ص: 35

[89]  الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم، ج‏1، ص: 211

[90] الصراط المستقیم الی مستحقی التقدیم، ج1،ص 218

[91] تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، ص:۴٨٠-481

[92] شرح أصول الكافي (صدرا)، ج‏2، ص:324-٣٢٨

[93] شرح الكافي-الأصول و الروضة (للمولى صالح المازندراني)، ج‏2، ص: 367

[94] شرح الكافي-الأصول و الروضة (للمولى صالح المازندراني)، ج‏5، ص: 363

[95] تفسير الصافي، ج‏1، ص: 56-۵٨

[96] البرهان في تفسير القرآن، ج‏1، ص: 30

[97] بحار الانوار، ج 89، ص 78

[98]  همان، ص ٧٩

[99] همان، ص ٨٠

[100] ( 4) الأنبياء: 24.

[101] بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج‏89 ؛ ص86

[102] بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج‏89 ؛ ص91

[103] بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج‏89 ؛ ص94

[104] بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج‏89 ؛ ص95

[105] بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج‏89 ؛ ص96

[106] بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج‏89 ؛ ص97

[107] بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج‏89 ؛ ص97

[108] بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج‏89 ؛ ص98

[109] بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج‏89 ؛ ص100-١٠١

[110] بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج‏89 ؛ ص103-١٠۶

[111]صاحب تفسیر الصراط المستقیم متوفای ١٢٧۶

[112] تفسير الصراط المستقيم، ج‏1، ص: 223

[113] تفسير الصراط المستقيم، ج‏1، ص: 259-251

[114] تفسير الصراط المستقيم، ج‏2، ص: 7-٢۶

[115] در تکسیر هر کدام از سه هجای سازنده حرف اصلی به هجاهای مختلف سازنده هجای اولیه تقسیم می‌شود، یعنی هجای الف که خود اولین هجا در تفصیل هجای الف بود، به سه هجای الف، لام، و فا تقسیم می‌گردد، و در بسط، ارزش عددی هر کدام از هشت هجای ا، ل، ف، ل، ا، م، ف، ا، محاسبه می‌شود. هروی معنای کاملاً متفاوتی برای بسط و تکسیر بیان نموده است.(سایت ویکی فقه)

[116] تفسير الصراط المستقيم، ج‏2، ص:٢۶۴-265

[117] مجد البيان فى تفسير القرآن، النص، ص: 99-١٠٣

[118]  المسترشد في إمامة علي بن أبي طالب عليه السلام ؛ ص566-۵۶٧

[119] كمال الدين و تمام النعمة ؛ ج‏2 ؛ ص663

[120] كتاب جامع بيان العلم وفضله ، ص ٨۴۶

[121] كتاب شرح مشكل الآثار، ص ٣٠٣

[122] كتاب الإتقان في علوم القرآن، ص ٢٨-۴٠  و همین طور: كتاب الإكليل في استنباط التنزيل للسیوطی، ص ١٣ و الحاوی للفتاوی‌،‌ ص ١٩٣

[123] كتاب أبجد العلوم، ص ص345-347

[124] كتاب الإعجاز العلمي في القرآن الكريم جامعة المدينة ، ص ٩-١٨









فایل قبلی که این فایل در ارتباط با آن توسط حسن خ ایجاد شده است