بسم الله الرحمن الرحیم

السبط الشهیدعلیه السلام


آية التطهير

زیارت عاشورا-زاد المعاد


زیارت عاشورا-نسخه کامل الزیارات
زیارت عاشورا-نسخه مصباح المتهجد
زیارت عاشورا-مزار ابن المشهدي
زیارت عاشورا-مزار شهید
زیارت عاشورا-مصباح الزائر
زیارت عاشورا-مصباح کفعمی و بلد الامین
زیارت عاشورا-زاد المعاد
زیارت عاشورا-بحار و سایر کتب
زیارت عاشورا-فقره اخیره-خص اول ظالم
زیارت عاشورا-فقره اخیره-خص اول ظالم-مقاله آقای عندلیب-از سایت هم اندیشی آقای احمد نباتی
زیارت عاشورا-کیفیت و محل نماز زیارت
زیارت عاشورا-ویکی شیعه













زاد المعاد - مفتاح الجنان، ص: 233
الفصل الثاني في زيارة الإمام الحسين عليه السلام المشهورة في يوم عاشوراء و فضل زيارته في ليلة عاشوراء و يومها
بسند معتبر عن الإمام الصادق عليه السلام روي أنه من بات عند قبر الإمام الحسين عليه السلام ليلة عاشوراء و زاره حشر يوم القيامة مضرجا بدمه و على هيئة الشهداء الذين صرعوا في كربلاء، و معهم، و من زاره ليلة و يوم عاشوراء فكمن استشهد بين يديه عليه السلام.
و روي بسند صحيح أن من زار الحسين عليه السلام يوم عاشوراء وجبت له الجنة.
و أما زيارته المشهورة فقد روى الشيخ الطوسي و ابن قولويه و غيرهم رحمهم الله:
عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن صالح بن عقبة عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام قال: من زار الحسين بن علي عليهما السلام في يوم عاشوراء من المحرم حتى يظل عنده باكيا لقي الله عز و جل يوم يلقاه بثواب ألفي حجة و ألفي عمرة و ألفي غزوة، ثواب كل غزوة و حجة و عمرة كثواب من حج و اعتمر و غزا مع رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و مع الأئمة الراشدين. قال: قلت: جعلت فداك فما لمن كان في بعيد البلاد و أقاصيه و لم يمكنه المصير إليه في ذلك اليوم؟ قال: إذا كان كذلك برز إلى الصحراء أو صعد سطحا مرتفعا في داره و أومأ إليه بالسلام و اجتهد في الدعاء على قاتله و صلى من بعده ركعتين، و ليكن ذلك في صدر النهار قبل أن تزول الشمس، ثم ليندب الحسين عليه السلام و يبكيه و يأمر من في داره ممن لا يتقيه بالبكاء عليه و يقيم في داره المصيبة بإظهار الجزع عليه و ليعز بعضهم بعضا بمصابهم بالحسين عليه السلام و أنا الضامن لهم إذا فعلوا ذلك على الله تعالى جميع ذلك، قلت: جعلت فداك أنت الضامن ذلك لهم و الزعيم؟ قال: أنا الضامن و أنا الزعيم لمن فعل ذلك. قلت: فكيف يعزي بعضنا بعضا؟ قال: تقولون: عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام و جعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام.
زاد المعاد - مفتاح الجنان، ص: 234
و إن استطعت أن لا تنتشر يومك في حاجة فافعل فإنه يوم نحس لا تقضى فيه حاجة مؤمن، فإن قضيت لم يبارك له فيها و لم ير فيها رشدا، و لا يدخرن أحدكم لمنزله فيه شيئا، فمن ادخر في ذلك اليوم شيئا لم يبارك له فيما ادخره و لم يبارك له في أهله، فإذا فعلوا ذلك كتب الله تعالى لهم ثواب ألف حجة و ألف عمرة و ألف غزوة كلها مع رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، و كان له أجر و ثواب مصيبة كل نبي و رسول و وصي و صديق و شهيد مات أو قتل منذ خلق الله الدنيا إلى أن تقوم الساعة.
قال صالح بن عقبة و سيف بن عميرة: قال علقمة بن محمد الحضرمي قلت لأبي جعفر عليه السلام: علمني دعاء أدعو به ذلك اليوم إذا أنا زرته من قرب و دعاء أدعو به إذا لم أزره من قرب و أومأت من بعد البلاد و من داري بالسلام إليه. قال: فقال لي: يا علقمة إذا أنت صليت الركعتين بعد أن تومئ إليه بالسلام فقل بعد الإيماء إليه من بعد التكبير هذا القول فإنك إذا قلت ذلك فقد دعوت بما يدعو به زواره من الملائكة، و كتب الله لك مائة ألف ألف درجة، و كنت كمن استشهد مع الحسين عليه السلام حتى تشاركهم في درجاتهم و لا تعرف إلا في الشهداء الذين استشهدوا معه، و كتب لك ثواب زيارة كل نبي و كل رسول و زيارة كل من زار الحسين عليه السلام منذ يوم قتل عليه السلام و على أهل بيته. و تقول «1»:
زيارة عاشوراء السلام عليك يا أبا عبد الله السلام عليك يا ابن رسول الله السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين و ابن سيد الوصيين السلام عليك يا ابن فاطمة سيدة نساء العالمين السلام عليك يا ثار الله و ابن ثاره و الوتر الموتور السلام عليك و على الأرواح التي حلت بفنائك عليكم مني جميعا سلام الله أبدا ما بقيت و بقي الليل و النهار يا أبا عبد الله لقد عظمت الرزية و جلت المصيبة بك علينا و على جميع أهل الإسلام و جلت و عظمت مصيبتك في السماوات على جميع أهل السماوات فلعن الله أمة أسست‏
__________________________________________________
(1) مصباح المتهجد: ص 536- 539.
زاد المعاد - مفتاح الجنان، ص: 235
أساس الظلم و الجور عليكم أهل البيت و لعن الله أمة دفعتكم عن مقامكم و أزالتكم عن مراتبكم التي رتبكم الله فيها و لعن الله أمة قتلتكم و لعن الله الممهدين لهم بالتمكين من قتالكم برئت إلى الله و إليكم منهم و من أشياعهم و أتباعهم و أوليائهم يا أبا عبد الله إني سلم لمن سالمكم و حرب لمن حاربكم إلى يوم القيامة و لعن الله آل زياد و آل مروان و لعن الله بني أمية قاطبة و لعن الله ابن مرجانة و لعن الله عمر بن سعد و لعن الله شمرا و لعن الله أمة أسرجت و ألجمت و تنقبت و تهيأت لقتالك بأبي أنت و أمي لقد عظم مصابي بك فأسأل الله الذي أكرم مقامك و أكرمني بك أن يرزقني طلب ثارك مع إمام منصور من أهل بيت محمد صلى الله عليه و آله اللهم اجعلني عندك وجيها بالحسين في الدنيا و الآخرة يا أبا عبد الله إني أتقرب إلى الله و إلى رسوله و إلى أمير المؤمنين و إلى فاطمة و إلى الحسن و إليك بموالاتك و بالبراءة ممن قاتلك و نصب لك الحرب و بالبراءة ممن أسس أساس الظلم و الجور عليكم و أبرأ إلى الله و إلى رسوله ممن أسس أساس ذلك و بنى عليه بنيانه و جرى في ظلمه و جوره عليكم و على أشياعكم برئت إلى الله و إليكم منهم و أتقرب إلى الله ثم إليكم بموالاتكم و موالاة وليكم و بالبراءة من أعدائكم و الناصبين لكم الحرب و بالبراءة من أشياعهم و أتباعهم إني سلم لمن سالمكم و حرب لمن حاربكم و ولي لمن والاكم و عدو لمن عاداكم فأسأل الله الذي أكرمني بمعرفتكم و معرفة أوليائكم و رزقني البراءة من أعدائكم أن يجعلني معكم في الدنيا و الآخرة و أن يثبت لي عندكم قدم صدق في الدنيا و الآخرة و أسأله أن يبلغني المقام المحمود لكم عند الله و أن يرزقني طلب ثاري مع إمام مهدي ظاهر ناطق منكم و أسأل الله بحقكم و بالشأن الذي لكم عنده أن يعطيني بمصابي بكم أفضل ما يعطي مصابا بمصيبته، مصيبة ما أعظمها و أعظم رزيتها في الإسلام و في جميع أهل السماوات و الأرض اللهم اجعلني في مقامي هذا ممن تناله منك صلوات و رحمة و مغفرة اللهم اجعل محياي محيا محمد
زاد المعاد - مفتاح الجنان، ص: 236
و آل محمد و مماتي ممات محمد و آل محمد اللهم إن هذا يوم تبركت به بنو أمية و ابن آكلة الأكباد اللعين ابن اللعين على لسان نبيك صلى الله عليه و آله في كل موطن و موقف وقف فيه نبيك صلواتك عليه و آله اللهم العن أبا سفيان و معاوية بن أبي سفيان و يزيد بن معاوية عليهم منك اللعنة أبد الآبدين و هذا يوم فرحت به آل زياد و آل مروان بقتلهم الحسين صلوات الله عليه اللهم ضاعف عليهم اللعن منك و العذاب اللهم إني أتقرب إليك في هذا اليوم و في موقفي هذا و أيام حياتي بالبراءة منهم و اللعنة عليهم و بالموالاة لنبيك و آل نبيك عليهم السلام.
ثم قل مائة مرة: اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد و آل محمد و آخر تابع له على ذلك اللهم العن العصابة التي جاهدت الحسين عليه السلام و شايعت و بايعت و تابعت على قتله اللهم العنهم جميعا، ثم تقول مائة مرة و أنت متوجه إلى جهة قبر الحسين عليه السلام: السلام عليك يا أبا عبد الله و على الأرواح التي حلت بفنائك و أناخت برحلك عليك مني سلام الله أبدا ما بقيت و بقي الليل و النهار و لا جعله الله آخر العهد مني لزيارتك السلام على الحسين و على علي بن الحسين و على أولاد الحسين و على أصحاب الحسين، ثم تقول: اللهم خص أنت أول ظالم ظلم آل نبيك باللعن مني و ابدأ به أولا ثم الثاني ثم الثالث ثم الرابع اللهم العن يزيد بن معاوية خامسا و العن عبيد الله بن زياد و ابن مرجانة و عمر بن سعد و شمرا و آل أبي سفيان و زيادا و آل زياد و آل مروان إلى يوم القيامة، ثم تسجد و تقول: اللهم لك الحمد حمد الشاكرين لك على مصابهم الحمد لله على عظيم رزيتي اللهم ارزقني شفاعة الحسين يوم الورود و ثبت لي قدم صدق عندك مع الحسين و أصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام.
قال علقمة: قال الإمام عليه السلام: إن استطعت أن تزور الإمام الحسين عليه السلام بهذه الزيارة كل يوم من دارك فزره، و لك ثواب جميع ذلك.
زاد المعاد - مفتاح الجنان، ص: 237
و روى محمد بن خالد الطيالسي عن سيف بن عميرة أنه قال: ذهبت أنا و صفوان الجمال و جماعة إلى الغري بعد ما خرج أبو عبد الله عليه السلام فسرنا من الحيرة إلى المدينة فلما فرغنا من الزيارة صرف صفوان وجهه إلى ناحية أبي عبد الله الحسين عليه السلام فقال لنا: تزورون الحسين عليه السلام من هذا المكان عند رأس أمير المؤمنين عليه السلام من هاهنا و أومأ إليه الصادق عليه السلام و أنا معه، قال: فدعا صفوان بالزيارة التي رواها علقمة بن محمد الحضرمي عن أبي جعفر عليه السلام في يوم عاشوراء، ثم صلى ركعتين عند رأس أمير المؤمنين عليه السلام ودع في دبرها أمير المؤمنين و أومأ إلى الحسين بالسلام منصرفا بوجهه نحوه و ودع. و كان فيما دعا في دبرها هذا الدعاء:
يا الله يا الله يا الله يا مجيب دعوة المضطرين يا كاشف كرب المكروبين يا غياث المستغيثين و يا صريخ المستصرخين و يا من هو أقرب إلي من حبل الوريد و يا من يحول بين المرء و قلبه و يا من هو بالمنظر الأعلى و بالأفق المبين و يا من هو الرحمن الرحيم على العرش استوى و يا من يعلم خائنة الأعين و ما يخفي الصدور و يا من لا تخفى عليه خافية و يا من لا تشتبه عليه الأصوات و يا من لا تغلطه الحاجات و يا من لا يبرمه إلحاح الملحين يا مدرك كل فوت و يا جامع كل شمل و يا بارئ النفوس بعد الموت و يا من هو كل يوم في شأن يا قاضي الحاجات يا منفس الكربات يا معطي السؤلات يا ولي الرغبات يا كافي المهمات يا من يكفي من كل شي‏ء و لا يكفي منه شي‏ء في السماوات و الأرض أسألك بحق محمد و علي و بحق فاطمة بنت نبيك و بحق الحسن و الحسين فإني بهم أتوجه إليك في مقامي هذا و بهم أتوسل و بهم أتشفع إليك و بحقهم أسألك و أقسم و أعزم عليك و بالشأن الذي لهم عندك و بالقدر الذي لهم عندك و بالذي فضلتهم على العالمين و باسمك الذي جعلته عندهم و به خصصتهم دون العالمين و به أبنتهم و أبنت فضلهم من فضل العالمين حتى فاق فضلهم فضل العالمين أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تكشف عني‏
زاد المعاد - مفتاح الجنان، ص: 238
غمي و كربي و تكفيني المهم من أموري و تقضي عني ديني و تجبرني من الفقر، و تجيرني من الفاقة و تغنيني عن المسألة إلى المخلوقين و تكفيني هم من أخاف همه و عسر من أخاف عسره و حزونة من أخاف حزونته و شر من أخاف شره و مكر من أخاف مكره و بغي من أخاف بغيه و جور من أخاف جوره و سلطان من أخاف سلطانه و كيد من أخاف كيده و مقدرة من أخاف بلاء مقدرته علي و ترد عني كيد الكيدة و مكر المكرة اللهم من أرادني فأرده و من كادني فكده و اصرف عني كيده و مكره و بأسه و أمانيه و امنعه عني كيف شئت و أنى شئت اللهم اشغله عني بفقر لا تجبره و ببلاء لا تستره و بفاقة لا تسدها و بسقم لا تعافيه و ذل لا تعزه و بمسكنة لا تجبرها اللهم اضرب بالذل نصب عينيه و أدخل عليه الفقر في منزله و العلة و السقم في بدنه حتى تشغله عني بشغل شاغل لا فراغ له و أنسه ذكري كما أنسيته ذكرك و خذ عني بسمعه و بصره و لسانه و يده و رجله و قلبه و جميع جوارحه و أدخل عليه في جميع ذلك السقم و لا تشفه حتى تجعل ذلك له شغلا شاغلا به عني و عن ذكري و اكفني يا كافي ما لا يكفي سواك فإنك الكافي لا كافي سواك و مفرج لا مفرج سواك و مغيث لا مغيث سواك و جار لا جار سواك خاب من كان رجاؤه سواك و مغيثه سواك و مفزعه إلى سواك و مهربه و ملجأه إلى غيرك و منجاه من مخلوق غيرك فأنت ثقتي و رجائي و مفزعي و مهربي و ملجئي و منجاي فبك أستفتح و بك أستنجح و بمحمد و آل محمد أتوجه إليك و أتوسل و أتشفع فأسألك يا الله يا الله يا الله فلك الحمد و لك الشكر و إليك المشتكى و أنت المستعان فأسألك يا الله بحق محمد و آل محمد أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تكشف عني غمي و همي و كربي في مقامي هذا كما كشفت عن نبيك همه و غمه و كربه و كفيته هول عدوه فاكشف عني كما كشفت عنه و فرج عني كما فرجت عنه و اكفني كما كفيته و اصرف عني هول ما أخاف هوله و مئونة ما أخاف مئونته و هم ما أخاف همه بلا مئونة على نفسي من ذلك و اصرفني‏
زاد المعاد - مفتاح الجنان، ص: 239
بقضاء حوائجي و كفاية ما أهمني همه من أمر آخرتي و دنياي يا أمير المؤمنين و يا أبا عبد الله عليكما مني سلام الله أبدا ما بقيت و بقي الليل و النهار و لا جعله الله آخر العهد من زيارتكما و لا فرق الله بيني و بينكما اللهم أحيني حياة محمد و ذريته و أمتني مماتهم و توفني على ملتهم و احشرني في زمرتهم و لا تفرق بيني و بينهم طرفة عين أبدا في الدنيا و الآخرة يا أمير المؤمنين و يا أبا عبد الله أتيتكما (و إن كانت الزيارة عن بعد قل: توجهت إلى ضريحكما) زائرا و متوسلا إلى الله ربي و ربكما و متوجها إليه بكما و مستشفعا بكما إلى الله تعالى في حاجتي هذه فاشفعا لي فإن لكما عند الله المقام المحمود و الجاه الوجيه و المنزل الرفيع و الوسيلة إني أنقلب عنكما منتظرا لتنجز الحاجة و قضائها و نجاحها من الله بشفاعتكما إلى الله في ذلك فلا أخيب و لا يكون منقلبي منقلبا خائبا خاسرا بل يكون منقلبي منقلبا راجحا مفلحا منجحا مستجابا لي بقضاء جميع حوائجي و تشفعا لي إلى الله أنقلب على ما شاء الله و لا حول و لا قوة إلا بالله مفوضا أمري إلى الله ملجئا ظهري إلى الله متوكلا على الله و أقول حسبي الله و كفى سمع الله لمن دعا ليس لي وراء الله و وراءكم يا سادتي منتهى ما شاء ربي كان و ما لم يشأ لم يكن و لا حول و لا قوة إلا بالله أستودعكما الله و لا جعله الله آخر العهد مني إليكما انصرفت يا سيدي يا أمير المؤمنين و مولاي و أنت يا أبا عبد الله يا سيدي و سلامي عليكما متصل ما اتصل الليل و النهار واصل ذلك إليكما غير محجوب عنكما سلامي إن شاء الله و أسأله بحقكما أن يشاء ذلك و يفعل فإنه حميد مجيد انقلبت يا سيدي عنكما تائبا حامدا لله شاكرا راجيا للإجابة غير آيس و لا قانط آيبا عائدا راجعا إلى زيارتكما غير راغب عنكما و لا من زيارتكما بل راجع عائد إن شاء الله و لا حول و لا قوة إلا بالله يا سادتي رغبت إليكما و إلى زيارتكما بعد أن زهد فيكما و في زيارتكما أهل الدنيا فلا خيبني الله مما رجوت و ما أملت في زيارتكما إنه قريب مجيب.
زاد المعاد - مفتاح الجنان، ص: 240
قال سيف بن عميرة: فسألت صفوان، فقلت له: إن علقمة بن محمد الحضرمي، لم يأتنا بهذا عن أبي جعفر عليه السلام إنما أتانا بدعاء الزيارة، فقال صفوان:
وردت مع سيدي أبي عبد الله عليه السلام إلى هذا المكان، ففعل مثل الذي فعلناه في زيارتنا، و دعا بهذا الدعاء عند الوداع بعد أن صلى كما صلينا، و ودع كما ودعنا، ثم قال لي صفوان: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: تعاهد هذه الزيارة و ادع بهذا الدعاء و زر به فإني ضامن على الله تعالى لكل من زار بهذه الزيارة و دعا بهذا الدعاء من قرب أو بعد أن زيارته مقبولة و سعيه مشكور و سلامه واصل غير محجوب و حاجته مقضية من الله بالغا ما بلغت و لا يخيبه. يا صفوان وجدت هذه الزيارة مضمونة بهذا الضمان عن أبي و أبي عن أبيه علي بن الحسين عليه السلام، مضمونا بهذا الضمان عن الحسين، و الحسين عن أخيه الحسن مضمونا بهذا الضمان، و الحسن عن أبيه أمير المؤمنين مضمونا بهذا الضمان، و أمير المؤمنين عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم مضمونا بهذا الضمان، و رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم عن جبرئيل عليه السلام مضمونا بهذا الضمان، و جبرئيل عن الله عز و جل مضمونا بهذا الضمان قد آلى الله على نفسه عز و جل أن من زار الحسين عليه السلام بهذه الزيارة من قرب أو بعد و دعا بهذا الدعاء، قبلت منه زيارته و شفعته في مسألته بالغا ما بلغ و أعطيته سؤله، ثم لا ينقلب عني خائبا و أقلبه مسرورا قريرا عينه بقضاء حاجته و الفوز بالجنة و العتق من النار، و شفعته في كل من شفع خلا ناصب لنا أهل البيت آلى الله تعالى بذلك على نفسه و أشهدنا بما شهدت به ملائكة ملكوته على ذلك، ثم قال جبرئيل: يا رسول الله أرسلني إليك سرورا و بشرى لك، و سرورا و بشرى لعلي عليه السلام و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام و إلى الأئمة من ولدك إلى يوم القيامة فدام يا محمد سرورك و سرور علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة عليهم السلام و شيعتكم إلى يوم البعث، ثم قال صفوان: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا صفوان إذا حدث لك إلى الله حاجة فزر بهذه الزيارة من حيث كنت، و ادع بهذا الدعاء و سل ربك حاجتك تأتك من الله، و الله غير مخلف وعده و رسوله صلى الله عليه و آله و سلم بمنه و الحمد لله «1».
__________________________________________________
(1) مصباح المتهجد: ص 542.
زاد المعاد - مفتاح الجنان، ص: 241
يقول المؤلف: لما كانت عبارات الحديث مرتبكة و فيها تشويش كبير، و تحتمل احتمالات كثيرة، فلو تقرأ الزيارة أولا من «السلام عليك يا أبا عبد الله» حتى «و آل نبيك عليهم السلام» ثم تؤدي ركعتي الزيارة، ثم تعيد هذه الزيارة نفسها مرة اخرى، فذلك أفضل، و لو تصلي مرة أخرى بعد اللعن مائة مرة و كذلك بعد السلام مائة مرة ثم توصلها بالسجدة ثم تصلي بعد السجدة كذلك، فلعلك تكون قد عملت بالاحتمالات كلها. و لو أتى أولا بواحدة من هذه الزيارات (الزيارات عن بعد) و صلى ثم أتى بهذه الأعمال فالظاهر أنها تكفي. و لو ضم إلى هذه الزيارة زيارة أمير المؤمنين عليه السلام فهو أفضل خاصة إذا زار بهذه الزيارة من عند ضريح أمير المؤمنين عليه السلام. و حيث ورد التجويز بأن يزار بهذه الزيارة في أي وقت، فإذا كان يزور بها في غير يوم عاشوراء فليقل بدلا من «اللهم إن هذا يوم تبركت به بنو أمية»:
«اللهم إن يوم قتل الحسين صلواتك عليه و آله يوم تبركت به بنو أمية».
الفصل الثالث في بيان زيارات هذا الي