بسم الله الرحمن الرحیم

السبط الشهیدعلیه السلام


آية التطهير

زیارت عاشورا-مزار ابن المشهدي


زیارت عاشورا-نسخه کامل الزیارات
زیارت عاشورا-نسخه مصباح المتهجد
زیارت عاشورا-مزار ابن المشهدي
زیارت عاشورا-مزار شهید
زیارت عاشورا-مصباح الزائر
زیارت عاشورا-مصباح کفعمی و بلاد الامین
زیارت عاشورا-زاد المعاد
زیارت عاشورا-بحار و سایر کتب
زیارت عاشورا-فقره اخیره-خص اول ظالم
زیارت عاشورا-فقره اخیره-خص اول ظالم-مقاله آقای عندلیب-از سایت هم اندیشی آقای احمد نباتی
زیارت عاشورا-کیفیت و محل نماز زیارت
زیارت عاشورا-ویکی شیعه















المزار الكبير (لابن المشهدي)، ص: 214
5- زيارة اخرى لأمير المؤمنين و الحسين بن علي صلوات الله عليهما
روى محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة قال: خرجت مع صفوان بن مهران الجمال و جماعة من أصحابنا إلى الغري بعد ما ورد أبو عبد الله عليه السلام، فزرنا أمير المؤمنين عليه السلام، فلما فرغنا من الزيارة صرف صفوان وجهه إلى ناحية أبي عبد الله عليه السلام و قال: نزور الحسين بن علي عليهما السلام من هذا المكان من عند رأس أمير المؤمنين عليه السلام، و قال صفوان:
وردت مع سيدي أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد صلوات الله عليه ففعل مثل هذا و دعا بهذا الدعاء، بعد أن صلى و ودع، ثم قال لي: يا صفوان تعاهد هذه الزيارة و ادع بهذا الدعاء و زرهما بهذه الزيارة، فإني ضامن على الله لكل من زارهما بهذه الزيارة و دعا بهذا الدعاء من قرب أو بعد أن زيارته مقبولة، و أن سعيه مشكور، و سلامه واصل غير محجوب، و حاجته مقضية من الله بالغا ما بلغت، و أن الله يجيبه.
يا صفوان وجدت هذه الزيارة مضمونة بهذا الضمان عن أبي، و أبي عن أبيه علي بن الحسين، و علي بن الحسين عن أبيه الحسين، و الحسين عن أخيه الحسن، عن أمير المؤمنين مضمونا بهذا الضمان، و أمير المؤمنين عن رسول الله صلى الله عليه و آله، عن جبرئيل عليه السلام مضمونا بهذا الضمان، قد آلى الله على نفسه عز و جل أن من زار الحسين بن علي عليهما السلام‏


المزار الكبير (لابن المشهدي)، ص: 215
بهذه الزيارة من قرب أو بعد في يوم عاشوراء، و دعا بهذا الدعاء، قبلت زيارته و شفعته في مسألته بالغا ما بلغ و أعطيته سؤله، ثم لا ينقلب عني خائبا و أقلبه مسرورا قريرا عينه، بقضاء حوائجه و الفوز بالجنة و العتق من النار، و شفعته في كل من شفع له ما خلا الناصب لنا أهل البيت، آلى الله تعالى بذلك على نفسه، و أشهد ملائكته على ذلك، و قال جبرئيل: يا محمد إن الله أرسلني إليك مبشرا لك و لعلي و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة من ولدك إلى يوم القيامة، فدام سرورك يا محمد و سرور علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة و شيعتكم إلى يوم البعث.
و قال صفوان: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا صفوان إذا حدث لك إلى الله حاجة فزره بهذه الزيارة من حيث كنت، و ادع بهذا الدعاء و سل ربك حاجتك تأتك من الله، و الله غير مخلف وعده و رسوله صلى الله عليه و آله بمنه، و الحمد لله.
و هذه الزيارة «1»:
السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا صفوة الله، السلام عليك يا أمين الله، السلام على من اصطفاه الله و اختصه و اختاره من‏
__________________________________________________
(1) كذا، ما ذكره من رواية صفوان هو وارد في شأن زيارة عاشوراء المعروفة، لا ما نقله المؤلف بعيد هذا، فتذكر.


المزار الكبير (لابن المشهدي)، ص: 216
بريته، السلام عليك يا خليل الله ما دجى الليل و غسق «1»، و أضاء النهار و أشرق، السلام عليك ما صمت صامت و نطق ناطق و ذر شارق «2» و رحمة الله و بركاته.
السلام على مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، صاحب السوابق و المناقب، و النجدة «3»، و مبيد الكتائب «4»، الشديد البأس، العظيم المراس «5»، المكين الأساس، ساقي المؤمنين بالكأس من حوض الرسول المكين الأمين.
السلام على صاحب النهى «6» و الفضل و الطوائل «7»، و المكرمات و النوائل «8»، السلام على فارس المؤمنين، و ليث الموحدين، و قاتل المشركين، و وصي رسول رب العالمين و رحمة الله و بركاته.
السلام على من أيده الله بجبرئيل، و أعانه بميكائيل، و أزلفه في الدارين، و حباه بكل ما تقر به العين، صلى الله عليه و على آله الطيبين الطاهرين، و على أولاده المنتجبين، و على الأئمة الراشدين، الذين‏
__________________________________________________
(1) دجى الليل: أظلم، و غسق بمعناه.
(2) ذرت الشمس: إذا طلعت، و الشارق: الشمس حين تشرق.
(3) النجدة: الشجاعة.
(4) الإبادة: الإهلاك، الكتائب جمع الكتيبة و هي الجيش.
(5) المراس: الشدة.
(6) النهى: العقل.
(7) الطول: الفضل و العلو على الأعداء.
(8) المكرمة: فعل الكرم، النائل: العطاء.


المزار الكبير (لابن المشهدي)، ص: 217
أمروا بالمعروف، و نهوا عن المنكر، و فرضوا لنا الصلوات، و أمروا بإيتاء الزكاة، و عرفونا صيام شهر رمضان، و قراءة القرآن.
السلام عليك يا أمير المؤمنين، السلام عليك يا يعسوب الدين و قائد الغر المحجلين، السلام عليك يا باب الله، السلام عليك يا عين الله الناظرة «1»، و يده «2» الباسطة، و أذنه الواعية «3»، و حكمته البالغة «4»، و نعمته السابغة «5»، السلام على قسيم الجنة و النار، السلام على نعمة الله على الأبرار و نقمته على الفجار، السلام على سيد المتقين الأخيار.
السلام على أخي رسول الله و ابن عمه، و زوج ابنته و المخلوق من طينته، السلام على الأصل القديم «6» و الفرع الكريم، السلام على الثمر الجني، السلام على أبي الحسن علي، السلام على شجرة طوبى و سدرة المنتهى «7»

__________________________________________________
(1) أي شاهدة على عباده، فكما أن الرجل ينظر بعينه ليطلع على الأمور كذلك خلقه الله ليكون شاهدا على الخلق ناظرا في أمورهم.
(2) اليد كناية عن النعمة و الرحمة أو القدرة.
(3) وجه الاستعارة لأن الله تعالى- على ما ورد في الروايات في تفسير: «و تعيها أذن واعية»- خلقه ليسمع و يحفظ علوم الأولين و الآخرين.
(4) كلمته (خ ل)، أي مظهرها أو مخزنها.
(5) السابغة: الكاملة.
(6) المراد بالقديم المتقادم في الزمان لا الأزلي، لكون نورهم سابقا في الخلق على سائر المخلوقات.
(7) التشبيه بالثمرة و الشجرة و السدرة لوفور منافعه و عموم فوائده لجميع المخلوقات.


المزار الكبير (لابن المشهدي)، ص: 218
السلام على آدم صفوة الله، و نوح نبي الله، و إبراهيم خليل الله، و موسى كليم الله، و عيسى روح الله، و محمد حبيب الله، و من بينهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا.
السلام على نور الأنوار، و سليل «1» الأطهار، و عناصر «2» الأخيار، السلام على والد الأئمة الأبرار، السلام على حبل الله المتين «3»، و جنبه المكين، و رحمة الله و بركاته.
السلام على أمين الله في أرضه و خليفته في عباده، و الحاكم بأمره، و القيم بدينه، و الناطق بحكمته، و العامل بكتابه، أخي الرسول، و زوج البتول، و سيف الله المسلول، السلام على صاحب الدلالات و الآيات الباهرات و المعجزات القاهرات، المنجي من الهلكات، الذي ذكره الله في محكم الآيات، فقال تعالى «و إنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم» «4» السلام على اسم الله الرضي، و وجهه المضي‏ء، و جنبه العلي و رحمة الله و بركاته، السلام على حجج الله و أوصيائه، و خاصة الله و أصفيائه، و خالصته و أمنائه، و رحمة الله و بركاته.
__________________________________________________
(1) السليل: الولد.
(2) العنصر- بضم الصاد و قد يفتح- الأصل و الحسب، و الجمع للمبالغة، أو المراد أحد العناصر.
(3) المتانة: الشدة.
(4) الزخرف: 4.


المزار الكبير (لابن المشهدي)، ص: 219
قصدتك يا مولاي يا أمين الله و حجته، زائرا عارفا بحقك، مواليا لأوليائك، معاديا لأعدائك، متقربا إلى الله بزيارتك، فاشفع لي عند الله ربي و ربك في خلاص رقبتي من النار و قضاء حوائجي حوائج الدنيا و الآخرة.
ثم انكب على القبر فقبله و قل:
سلام الله و سلام ملائكته المقربين، و المسلمين لك بقلوبهم يا أمير المؤمنين، و الناطقين بفضلك، و الشاهدين على أنك صادق أمين، و أشهد أنك طهر طاهر مطهر، من طهر طاهر مطهر.
أشهد لك يا ولي الله و ولي رسوله بالبلاغ و الأداء، و أشهد أنك جنب الله و بابه، و حبيب الله و وجهه الذي يؤتى منه، و أنك سبيل الله، و أنك عبد الله و أخو رسوله صلى الله عليه و آله.
أتيتك متقربا إلى الله بزيارتك، راغبا إليك في الشفاعة، أبتغي بشفاعتك خلاص رقبتي من النار، متعوذا بك من النار، هاربا من ذنوبي التي احتطبتها على ظهري، فزعا إليك رجاء رحمة ربي.
أتيتك أستشفع بك يا مولاي، و أتقرب إلى الله ليقضي بك حوائجي، فاشفع لي يا أمير المؤمنين إلى الله، فإني عبد الله و مولاك و زائرك، و لك عند الله المقام المحمود، و الجاه العظيم، و الشأن الكبير، و الشفاعة المقبولة.
اللهم صل على محمد و آل محمد، و صل على أمير المؤمنين‏


المزار الكبير (لابن المشهدي)، ص: 220
عبدك المرتضى، و أمينك الأوفى، و عروتك الوثقى، و يدك العليا، و جنبك «1» الأعلى، و كلمتك الحسنى، و حجتك على الورى، و صديقك الأكبر، و سيد الأوصياء، و ركن الأولياء، و عماد الأصفياء، أمير المؤمنين، و يعسوب الدين، و قدوة الصالحين، و إمام المخلصين، و المعصوم من الخلل، المهذب من الزلل، المطهر من العيب، المنزه من الريب، أخي نبيك و وصي رسولك، البائت على فراشه، و المواسي «2» له بنفسه، و كاشف الكرب عن وجهه.
الذي جعلته سيفا لنبوته، و آية لرسالته، و شاهدا على أمته، و دلالة لحجته، و حاملا لرايته، و وقاية لمهجته، و هاديا لأمته، و يدا لبأسه، و تاجا لرأسه، و بابا لسره، و مفتاحا لظفره، حتى هزم جيوش الشرك بإذنك، و أباد عساكر الكفر بأمرك، و بذل نفسه في مرضاة رسولك، و جعلها وقفا على طاعته، فصل اللهم عليه صلاة دائمة باقية.
ثم قل:
السلام عليك يا ولي الله، و الشهاب الثاقب، و النور العاقب «3»،
__________________________________________________
(1) المراد بالجنب إما القرب، فالمعنى أنت أقرب أفراد الخلق إلى الله، من باب تسمية الحال باسم المحل، و إما الطاعة، فالمراد أن طاعتك طاعة الله.
(2) المواساة: المشاركة و المساهمة في المعاش، أي لم يضن بنفسه بل بذل نفسه في وقايته صلى الله عليه و آله.
(3) العاقب: الذي يخلف من كان قبله في الخير، و المراد الآتي بعد الرسول صلى الله عليه و آله و خليفته.


المزار الكبير (لابن المشهدي)، ص: 221
يا سليل الأطائب، يا سر الله، إن بيني و بين الله تعالى ذنوبا قد أثقلت ظهري، و لا يأتي عليه إلا رضاه «1»، فبحق من ائتمنك على سره، و استرعاك أمر خلقه، كن إلى الله لي شفيعا، و من النار مجيرا، و على الدهر ظهيرا، فإني عبد الله و وليك و زائرك صلى الله عليك.
و صل ست ركعات صلاة الزيارة و ادع بما أحببت، ثم قل:
السلام عليك يا أمير المؤمنين، عليك مني سلام الله أبدا ما بقيت و بقي الليل و النهار.
ثم أومئ إلى الحسين عليه السلام و قل:
السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا ابن رسول الله، أتيتكما زائرا، و متوسلا إلى الله ربي و ربكما، و متوجها إليه بكما، و مستشفعا بكما إلى الله في حاجتي هذه، فاشفعا لي، فإن لكما عند الله المقام المحمود و الجاه الوجيه، و المنزل الرفيع و الوسيلة.
إني أنقلب عنكما منتظرا لتنجز الحاجة و قضائها و نجاحها من الله بشفاعتكما لي إلى الله في ذلك، فلا أخيب، و لا يكون منقلبي عنكما منقلبا خاسرا، بل يكون منقلبي منقلبا راجحا مفلحا، منجحا مستجابا لي بقضاء جميع الحوائج، فاشفعا لي.
أنقلب على ما شاء الله، لا حول و لا قوة إلا بالله، مفوضا أمري إلى الله، ملجئا ظهري إلى الله، متوكلا على الله، و أقول حسبي الله و كفى،
__________________________________________________
(1) أتى عليه الدهر: أهلكه و استأصله، و المراد أنه لا يذهبها و لا يفنيها إلا رضاك.


المزار الكبير (لابن المشهدي)، ص: 222
سمع الله لمن دعا، ليس وراء الله و وراءكم يا ساداتي منتهى، ما شاء الله ربي كان، و ما لم يشأ لم يكن.
يا سيدي يا أمير المؤمنين و مولاي، و أنت يا أبا عبد الله، سلامي عليكما متصل ما اتصل الليل و النهار، واصل إليكما غير محجوب عنكما سلامي إن شاء الله، و أسأله بحقكما أن يشاء ذلك و يفعل فإنه حميد مجيد.
أنقلب يا سيدي عنكما تائبا حامدا لله شاكرا راضيا «1»، مستيقنا للإجابة، غير آيس و لا قانط، عائدا راجعا إلى زيارتكما، غير راغب عنكما، بل راجع إن شاء الله تعالى إليكما، يا ساداتي رغبت إليكما بعد أن زهد فيكما و في زيارتكما أهل الدنيا، فلا يخيبني الله فيما رجوت و ما أملت في زيارتكما، إنه قريب مجيب.
ثم انفتل إلى القبلة و قل:
يا الله يا الله، يا مجيب دعوة المضطرين، و يا كاشف كرب المكروبين، و يا غياث المستغيثين، و يا صريخ المستصرخين، و يا من هو أقرب إلي من حبل الوريد.
يا من يحول بين المرء و قلبه، و يا من هو بالمنظر الأعلى و بالأفق المبين، و يا من هو الرحمن الرحيم*، يا من على العرش استوى، يا من يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور، و يا من لا تخفى عليه خافية.
__________________________________________________
(1) راجيا (خ ل).


المزار الكبير (لابن المشهدي)، ص: 223
يا من لا تشتبه عليه الأصوات، يا من لا تغلطه الحاجات، يا من لا يبرمه إلحاح الملحين، يا مدرك كل فوت، يا جامع كل شمل، يا بارئ النفوس بعد الموت، يا من هو كل يوم في شأن.
يا قاضي الحاجات، يا منفس الكربات، يا معطي السؤلات، يا ولي الرغبات، يا كافي المهمات، يا من يكفي من كل شي‏ء و لا يكفي منه شي‏ء في السماوات و الأرض.
أسألك بحق محمد و علي أمير المؤمنين، و بحق فاطمة بنت نبيك، و بحق الحسن و الحسين، فإني بهم أتوجه إليك في مقامي هذا، و بهم أتوسل، و بهم أستشفع إليك، و بحقهم أسألك و أقسم و أعزم عليك، و بالشأن الذي لهم عندك، و بالذي فضلتهم على العالمين، و باسمك الذي جعلته عندهم، و به خصصتهم دون العالمين، و به أبنتهم و أبنت فضلهم من كل فضل، حتى فاق فضلهم فضل العالمين جميعا.
و أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تكشف عني غمي و همي و كربي، و أن تكفيني المهم من أموري، و تقضي عني ديني، و تجيرني من الفقر و الفاقة، و تغنيني عن المسألة إلى المخلوقين، و تكفيني هم من أخاف همه، و عسر من أخاف عسره، و حزونة من أخاف حزونته، و شر من أخاف شره، و مكر من أخاف مكره، و بغي من أخاف بغيه، و جور من أخاف جوره، و سلطان من أخاف سلطانه، و كيد من أخاف كيده، و اصرف عني كيده و مكره، و مقدرة من أخاف مقدرته‏


المزار الكبير (لابن المشهدي)، ص: 224
علي، و ترد عني كيد الكيدة و مكر المكرة.
اللهم من أرادني بسوء فأرده، و من كادني فكده، و اصرف عني كيده و بأسه و أمانيه، و امنعه عني كيف شئت و أنى شئت، اللهم اشغله عني بفقر لا تجبره، و بلاء لا تستره، و بفاقة لا تسدها، و بسقم لا تعافيه، و بذل لا تعزه، و مسكنة لا تجبرها.
اللهم اجعل الذل نصب عينيه، و أدخل عليه الفقر في منزله، و السقم في بدنه، حتى تشغله عني بشغل شاغل لا فراغ له، و أنسه ذكري كما أنسيته ذكرك، و خذ عني بسمعه و بصره و لسانه، و يده و رجله و قلبه و جميع جوارحه، و أدخل عليه في جميع ذلك السقم و لا تشفه، حتى تجعل له ذلك شغلا شاغلا عني و عن ذكري، و اكفني يا كافي ما لا يكفي سواك.
يا مفرج من لا مفرج له سواك، و مغيث من لا مغيث له سواك، و جار من لا جار له سواك، و ملجأ من لا ملجأ له غيرك، أنت ثقتي و رجائي، و مفزعي و مهربي، و ملجئي و منجاي، فبك أستفتح و بك أستنجح، و بمحمد و آل محمد أتوجه إليك و أتوسل و أتشفع.
يا الله يا الله يا الله، و لك الحمد و لك المنة، و إليك المشتكى و أنت المستعان، فأسألك بحق محمد و آل محمد أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تكشف عني غمي و همي و كربي في مقامي هذا، كما كشفت عن نبيك غمه و همه و كربه، و كفيته هول عدوه، فاكشف عني‏


المزار الكبير (لابن المشهدي)، ص: 225
كما كشفت عنه، و فرج عني كما فرجت عنه، و اكفني كما كفيته، و اصرف عني هول ما أخاف هوله، و مئونة من أخاف مئونته، و هم من أخاف همه، بلا مئونة على نفسي من ذلك، و اصرفني بقضاء حاجتي و كفاية ما أهمني همه من أمر دنياي و آخرتي، يا أرحم الراحمين.
ثم تلتفت إلى أمير المؤمنين عليه السلام و تقول:
السلام عليك يا أمير المؤمنين، و السلام على أبي عبد الله الحسين ما بقيت و بقي الليل و النهار، لا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكما، و لا فرق الله بيني و بينكما- ثم تنصرف «1».
6- زيارة أخرى‏







المزار الكبير (لابن المشهدي)، ص: 480
7- زيارة أخرى له عليه السلام في يوم عاشوراء من قريب أو بعيد
تقول:
السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام‏
__________________________________________________
(1) عنه البحار 101: 313.
رواه الشيخ في مصباحه: 726، بإسناده عن عبد الله بن سنان، عن الصادق عليه السلام، عنه البحار 101: 303.
ذكره السيد في مصباح الزائر: 138، عنه البحار 101: 309.
أخرجه السيد في الإقبال 3: 67 مع اختلافات، بإسناده عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن الحسن بن محمد الحضرمي، عن عبد الله بن سنان، عن الصادق عليه السلام، عنه البحار 101: 310.
روى السيد هذه الرواية كما في مصباح المتهجد بعينها في مصباح الزائر، و أوردها في الإقبال بوجه آخر بينهما اختلاف كثير.


المزار الكبير (لابن المشهدي)، ص: 481
عليك يا ابن أمير المؤمنين و ابن سيد الوصيين، السلام عليكم [عليك‏] يا ابن فاطمة سيدة النساء، السلام عليك يا ثار الله و ابن ثاره و الوتر الموتور «1» السلام عليك و على الأرواح التي حلت بفنائك، و أناخت برحلك، عليكم مني جميعا سلام الله ما بقيت و بقي الليل و النهار.
يا أبا عبد الله لقد عظمت الرزية «2» و جلت و عظمت المصيبة بك علينا و على جميع أهل الإسلام، و جلت و عظمت مصيبتك في السماوات على جميع أهل السماوات.
فلعن الله أمة أسست أساس الظلم و الجور عليكم أهل البيت، و لعن الله أمة دفعتكم عن مقامكم و أزالتكم عن مراتبكم التي رتبكم الله فيها، و لعن الله امة قتلتكم، و لعن الله الممهدين لهم بالتمكين من قتالكم، برئت إلى الله و إليكم منهم و من أشياعهم و أتباعهم و أوليائهم.
يا أبا عبد الله إني سلم لمن سالمكم و حرب لمن حاربكم إلى يوم القيامة، و لعن الله آل زياد و آل مروان، و لعن الله بني أمية قاطبة، و لعن الله ابن مرجانة «3»، و لعن الله عمر بن سعد، و لعن الله شمرا، و لعن الله أمة أسرجت و ألجمت و تهيأت و تنقبت «4» لقتالك.
__________________________________________________
(1) الموتور: من قتل له قتيل فلم يدرك بدمه.
(2) الرزية: المصيبة.
(3) هو ابن زياد، و تخصيصه بالذكر بعد بني أمية لشدة كفره و عناده أو لكونه ولد زنا.
(4) تنقبت: قال في البحار: لعله كان النقاب بينهم متعارفا عند الذهاب إلى الحرب بل إلى مطلق الأسفار حذرا من أعدائهم، لئلا يعرفوهم، فهذا إشارة إلى ذلك.
قال الكفعمي: يمكن أن يكون المعنى مأخوذا من النقاب الذي للمرأة أي اشتملت بآلات الحرب كاشتمال المرأة بنقابها فيكون النقاب هنا استعارة، أو يكون مأخوذا من النقبة، و هو ثوب يشتمل به كالإزار، أو بمعنى سارت في طرق الأرض، و منه قوله تعالى: «فنقبوا في البلاد».


المزار الكبير (لابن المشهدي)، ص: 482
بأبي أنت و أمي لقد عظم مصابي بك، فأسأل الله الذي أكرم مقامك و أكرمني أن يرزقني طلب ثارك مع إمام منصور من أهل بيت محمد صلى الله عليه و آله، اللهم اجعلني عندك وجيها بالحسين في الدنيا و الآخرة.
يا أبا عبد الله إني أتقرب إلى الله و إلى رسوله و إلى أمير المؤمنين و إلى فاطمة و إلى الحسن و إليك بموالاتك، و بالبراءة ممن قاتلك و نصب لك الحرب، و بالبراءة ممن أسس أساس ذلك و بنى عليه بنيانه، و جرى في ظلمه و جوره عليكم و على أشياعكم، برئت إلى الله و إليكم منهم.
و أتقرب إلى الله ثم إليكم بموالاتكم و موالاة وليكم، و بالبراءة من أعدائكم، و الناصبين لكم الحرب، و بالبراءة من أشياعهم و أتباعهم، إني سلم لمن سالمكم، و حرب لمن حاربكم، و ولي لمن والاكم، و عدو لمن عاداكم.
فأسأل الله الذي أكرمني بمعرفتكم و معرفة أوليائكم، و رزقني البراءة من أعدائكم أن يجعلني معكم في الدنيا و الآخرة، و أن يثبت لي عندكم قدم صدق في الدنيا و الآخرة، أسأله أن يبلغني المقام المحمود «1»

__________________________________________________
(1) المقام المحمود: مقام الشفاعة، أي يؤهلني لشفاعتكم أو ظهور إمام الحق و إعلاء الدين و قمع الكافرين.


المزار الكبير (لابن المشهدي)، ص: 483
لكم عند الله، و أن يرزقني طلب ثاركم مع إمام هدى ظاهر ناطق بالحق منكم.
و أسأل الله بحقكم و بالشأن الذي لكم عنده، أن يعطيني بمصابي بكم أفضل ما يعطي مصابا بمصيبته، مصيبة ما أعظمها و أعظم رزيتها في الإسلام و في جميع أهل السماوات و الأرض.
اللهم اجعلني في مقامي هذا ممن تناله منك صلوات و رحمة و مغفرة، اللهم اجعل محياي محيا محمد و آل محمد، و مماتي ممات محمد و آل محمد.
اللهم إن هذا يوم تبركت به بنو أمية، و ابن آكلة الأكباد، اللعين ابن اللعين، على لسانك و لسان نبيك صلى الله عليه و آله، في كل موطن و موقف وقف فيه نبيك.
اللهم العن أبا سفيان، و معاوية، و يزيد بن معاوية، عليهم منك اللعنة أبد الآبدين، و هذا يوم فرحت به آل زياد و آل مروان بقتلهم الحسين عليه السلام، اللهم فضاعف عليهم اللعن و العذاب.
اللهم إني أتقرب إليك في هذا اليوم، و في موقفي هذا، و أيام حياتي بالبراءة منهم و اللعنة عليهم، و بالموالاة لنبيك و آل نبيك عليهم السلام.
ثم تقول:


المزار الكبير (لابن المشهدي)، ص: 484
اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد و آل محمد، و آخر تابع له على ذلك، اللهم العن العصابة التي جاهدت الحسين، و شايعت و بايعت على قتله، اللهم العنهم جميعا- تقول ذلك مائة مرة.
ثم تقول:
السلام عليك يا أبا عبد الله و على الأرواح التي حلت بفنائك، عليك مني سلام الله أبدا ما بقيت و بقي الليل و النهار، و لا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم، السلام على الحسين، و على علي بن الحسين، و على أصحاب الحسين- تقول ذلك مائة مرة.
ثم تقول:
اللهم خص أنت أول ظالم باللعن مني، و ابدأ به أولا ثم الثاني و الثالث و الرابع، اللهم العن يزيد خامسا، و العن عبيد الله بن زياد و ابن مرجانة و عمر بن سعد و شمرا، و آل أبي سفيان و آل زياد و آل مروان إلى يوم القيامة.
ثم تسجد و تقول:
اللهم لك الحمد حمد الشاكرين لك على مصابهم، الحمد لله على عظيم رزيتي، اللهم ارزقني شفاعة الحسين يوم الورود، و ثبت لي قدم صدق عندك مع الحسين و أصحاب الحسين، الذين بذلوا مهجهم دون‏


المزار الكبير (لابن المشهدي)، ص: 485
الحسين عليه السلام «1».
8- زيارة الشهداء رضوان الله عليهم في يوم عاشوراء.
أخبرني الشريف الجليل العالم أبو الفتح محمد بن محمد الجعفرية أدام الله عزه، قال: أخبرني الشيخ الفقيه عماد الدين محمد بن أبي القاسم الطبري، عن الشيخ أبي علي الحسن بن محمد الطوسي.
و أخبرني عاليا الشيخ الفقيه أبو عبد الله الحسين بن هبة الله بن رطبة رضي الله عنه، قال: أخبرني شيخي المفيد الحسن بن محمد الطوسي، عن الشيخ أبي جعفر محمد الطوسي، قال: حدثنا الشيخ أبو عبد الله‏
__________________________________________________
(1) رواه الشيخ في مصباحه: 772، بإسناده عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن أبيه، عن الباقر عليه السلام، عنه البحار 101: 293.
أورده السيد ابن طاووس في مصباح الزائر: 147، و الكفعمي في مصباحه: 483، البلد الأمين: 269.
أخرجه ابن قولويه في الكامل: 342، بإسناده عن حكيم بن داود، عن محمد بن موسى الهمداني، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة و صالح بن عقبة، جميعا عن علقمة بن محمد الحضرمي و محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن مالك الجهني، عن الباقر عليه السلام، عنه البحار 101: 290.
قال السيد بعد ذكر الرواية و الزيارة و الدعاء في مصباحه: «هذه الرواية نقلناها بإسنادنا من المصباح الكبير، و هو مقابل بخط مصنفه رحمه الله، و لم يكن في ألفاظ الزيارة فصلان اللذان يكرران مائة مرة، و إنما نقلنا الزيارة من المصباح الصغير».