فهرست عامالسورةفهرست قرآن كريم

بسم الله الرحمن الرحیم

آية بعدآية [494] در مصحف از مجموع [6236]آية قبل

القرائة-4|1|وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ

4|1|بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
شرح حال حمزة بن حبيب الزيات القراء السبعة(80 - 156 هـ = 700 - 773 م)
عرض قرائت حمزة الزیات محضر امام صادق ع و موارد مخالفت حضرت با او
تعارض بین نحو و قرائات
اعتراضات به قراء
کلمات زمخشري در باره قراءات
کلمات شیخ رضی الدین نجم الأئمة قده در باره قراءات
عرض قرائت حمزة الزیات محضر امام صادق ع و موارد مخالفت حضرت با او
نقد بسیار تند ابن جزری سخن ابوشامه در المرشد الوجیز-عدول زرقانی از همراهی ابوشامه




تفسير مقاتل بن سليمان (1/ 355)
المؤلف: أبو الحسن مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي البلخى (المتوفى: 150هـ)
واتقوا الله الذي تسائلون به والأرحام يقول تسألون بالله بعضكم ببعض الحقوق والحوائج واتقوا الأرحام أن تقطعوها وصلوها إن الله كان ...


تفسير سفيان الثوري (ص: 85)
المؤلف: أبو عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي (المتوفى: 161هـ)
176: 2: 49 سفيان عن بن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله تعالى الذي تساءلون به والأرحام اسئلك بالله وبالرحم (الآيه 1) .
177: 3: 50 سفيان عن منصور عن إبراهيم مثله 178: 4: 51 سفيان عن خصيف عن عكرمة الذي تساءلون به والأرحام يقول اتقوا الله واتقوا الأرحام أن تقطعوها (الآية 1) .



تفسير عبد الرزاق (1/ 432)
المؤلف: أبو بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري اليماني الصنعاني (المتوفى: 211هـ)
عبد الرزاق قال:
501 - أنا معمر , عن الحسن , في قوله تعالى: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} [النساء: 1] قال: هو قول الرجل: «أنشدك الله , والرحم»


معانى القرآن للأخفش (1/ 243)
المؤلف: أبو الحسن المجاشعي بالولاء، البلخي ثم البصري، المعروف بالأخفش الأوسط (المتوفى: 215هـ)
قال تعالى {تَسَآءَلُونَ بِهِ} خفيفة لأنها من تساؤلهم فانههم "يَتَساءَلُونَ" فحذف التاء الأخيرة، وذلك كثير في كلام العرب نحو {تَكَلَّمُونَ} وان شئت ثقلّت فادغمت.
قال الله تعالى {وَالأَرْحَامَ} منصوبة أي: اتقوا الأَرْحام. وقال بعضهم {والأَرْحامِ} جرّ. والأوَّلُ أحسن لأنك لا تجري الظاهر المجرور على المضمر المجرور.




إيضاح الوقف والابتداء (2/ 592)
المؤلف: محمد بن القاسم بن محمد بن بشار، أبو بكر الأنباري (المتوفى: 328هـ)
السورة التي يذكر فيها النساء
(رجالاً كثيرًا ونساء) [1] وقف حسن. (واتقوا الله الذي تساءلون به) الوقف على (به) غير تام لأن (الأرحام) منسوقة على (الله) تعالى. وكذلك من قرأها: (والأرحام) خفضها على النسق على الهاء كأنه قال «به والأرحام»، كما تقول: «أسألك بالله والرحم» الوقف على (الأرحام) حسن.


معاني القرآن للفراء (1/ 252)
المؤلف: أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلمي الفراء (المتوفى: 207هـ)
وقوله: الذي تسائلون به والأرحام فنصب الأرحام يريد واتقوا الأرحام أن تقطعوها. قال: حدثنا الفراء قال: حدثني شريك بن عبد الله عن الأعمش عن إبراهيم «4» أنه خفض الأرحام، قال: هو كقولهم: بالله «5» والرحم وفيه قبح لأن العرب لا ترد مخفوضا على مخفوض وقد كنى عنه، وقد قال الشاعر «6» فى جوازه «7» :
نعلق في مثل السواري سيوفنا ... وما بينها والكعب غوط نفانف «1»
وإنما يجوز هذا في الشعر لضيقه.
وقرأ بعضهم «2» تسائلون به يريد: تتساءلون به، فأدغم التاء عند السين.



مجاز القرآن (1/ 113)
المؤلف: أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمى البصري (المتوفى: 209هـ)
[ «وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي] تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ» (1) : «1» اتّقوا الله والأرحام نصب، ومن جرها فإنما يجرها بالباء.



غريب القرآن لابن قتيبة ت أحمد صقر (ص: 118)
{تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ} مَن نَصَب أراد: اتقوا الله الذي تساءلون به واتقوا الأرحام أن تقطعوها.
ومَن خفض أراد: الذي تساءلون به وبالأرحام (1) . وهو مثل قول الرجل: نَشَدْتُكَ بالله وبالرحم (2) .
__________
(1) الذين قرءوا بالجر: حمزة، والنخعي، وقتادة، والأعمش، كما في تفسير القرطبي 5/2 والبحر المحيط 3/157، وقد تكلم فيها النحويون فقال رؤساء البصريين: هو لحن لا تحل القراءة به، وقال الكوفيون: هو قبيح. وممن ردها: المبرد والزجاج، وابن عطية في تفسيره، والزمخشري في الكشاف 1/241 وقد دافع عنها: عبد الرحيم القشيري وأبو حيان الأندلسي كما دافع عن حمزة. وتفصيل ذلك في البحر المحيط وتفسير القرطبي.
(2) في تفسير القرطبي 5/3 "هكذا فسره الحسن والنخعي ومجاهد وهو الصحيح في المسألة.." وفي البحر 3/157 "ويؤيده قراءة عبد الله: "وبالأرحام" وكانوا يتناشدون بذكر الله والرحم".




السبعة في القراءات (ص: 226)
ذكر اختلافهم في سورة النساء
1 - اختلفوا في تشديد السين وتخفيفها من قوله {واتقوا الله الذي تساءلون به} 1
فقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر {تساءلون به} مشددة
وقرأ عاصم وحمزة والكسائي {تساءلون به} خفيفة
واختلف عن أبي عمرو فروى علي بن نصر وهرون بن موسى وعبيد ابن عقيل وعبد الوهاب بن عطاء عنه والواقدي عن عدي بن الفضل وخارجة بن مصعب عنه {تساءلون} مخففة
وروى اليزيدي وعبد الوارث عنه {تساءلون} مشددة
وروى أبو زيد عنه التخفيف والتشديد
وقال عباس عنه إن شئت خففت وإن شئت شددت قال وقرأته بالتخفيف
2 - واختلفوا في نصب الميم وكسرها من قوله {والأرحام} 1
فقرأ حمزة وحده {والأرحام} خفضا
وقرأ الباقون {والأرحام} نصبا





إعراب القرآن للنحاس (1/ 197)
المؤلف: أبو جعفر النَّحَّاس أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يونس المرادي النحوي (المتوفى: 338هـ)
واتقوا الله الذي تسائلون به «1» هذه قراءة أهل المدينة بإدغام التاء في السين، وقراءة أهل الكوفة تسائلون بحذف التاء لاجتماع تاءين ولأن المعنى يعرف ومثله إذ تلقونه بألسنتكم [النور: 15] . والأرحام عطف أي واتقوا الأرحام أن تقطعوها، وقرأ إبراهيم وقتادة وحمزة والأرحام «2» بالخفض وقد تكلم النحويون في ذلك. فأما البصريون فقال رؤساؤهم: هو لحن لا تحل القراءة به، وأما الكوفيون فقالوا: هو قبيح ولم يزيدوا على هذا ولم يذكروا علة قبحه فيما علمته. وقال سيبويه «3» : لم يعطف على المضمر المخفوض لأنه بمنزلة التنوين، وقال أبو عثمان المازني: المعطوف والمعطوف عليه شريكان لا يدخل في أحدهما إلا ما دخل في الآخر فكما لا يجوز مررت بزيد وك وكذا لا يجوز مررت بك وزيد، وقد جاء في الشعر كما قال: [البسيط] 91-
فاليوم قربت تهجونا وتشتمنا ... فاذهب فما بك والأيام من عجب «4»
__________
(1) انظر تيسير الداني 78. [.....]
(2) انظر تيسير الداني 78.
(3) انظر الكتاب 2/ 403.
(4) الشاهد بلا نسبة في الإنصاف 464، وخزانة الأدب 5/ 123، وشرح الأشموني 2/ 430، والدرر 2/ 81، وشرح أبيات سيبويه 2/ 207، وشرح ابن عقيل ص 503، وشرح عمدة الحافظ ص 662، وشرح المفصل 3/ 78، والكتاب 2/ 404، وهمع الهوامع 2/ 139.


إعراب القرآن للنحاس (1/ 198)
وكما قال: [الطويل] 92-
وما بينها والكعب غوط نفانف «1»
وقال بعضهم والأرحام قسم وهذا خطأ من المعنى والإعراب لأن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدل على النصب روى شعبة عن عون بن أبي جحيفة عن النذر بن جرير عن أبيه قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم حتى جاء قوم من مصر حفاة عراة فرأيت وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتغير لما رأى من فاقتهم ثم صلى الظهر وخطب الناس فقال: «يا أيها الناس اتقوا ربكم والأرحام، ثم قال تصدق رجل بديناره تصدق رجل بدرهمه تصدق رجل بصاع تمره» «2» وذكر الحديث فمعنى هذا على النصب لأنه حضهم على صلة أرحامهم، وأيضا فلو كان قسما كان قد حذف منه لأن المعنى: ويقولون بالأرحام أي ورب الأرحام: ولا يجوز الحذف إلا أن لا يصح الكلام إلا عليه. وأيضا فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم «من كان حالفا فليحلف بالله» «3» فكما لا يجوز أن تحلف إلا بالله كذا لا يجوز أن تستحلف إلا بالله فهذا يرد قول من قال المعنى أسألك بالله وبالرحم، وقد قال أبو إسحاق «4» : معنى تسائلون به تطلبون حقوقكم به ولا معنى للخفض على هذا. والرحم مؤنثة ويقال:
رحم ورحم ورحم ورحم. إن الله كان عليكم رقيبا قال ابن عباس أي حفيظا. قال أبو جعفر: يقال: رقب الرجل وقد رقبته رقبة ورقبانا.



إعراب القرآن للنحاس (2/ 73)
[سورة الأعراف (7) : آية 151]
قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين (151)
قال رب اغفر لي ولأخي فأعاد حرف الجر لأن المضمر المخفوض لا يعطف عليه إلا هكذا إلا في شذوذ كما قرأ حمزة تساءلون به والأرحام «3» [النساء: 1] فيجيء على هذا اغفر لي وأخي.



إعراب القرآن للنحاس (4/ 272)
قال أبو جعفر: وما أحسب هذا عن أبي جعفر إلا غلطا لأنه يروى عن عيسى أنه قرأ بتخفيف الهمزة أنا برأ وأحسب أن أبا جعفر قرأ كذا. ومما تعبدون من دون الله معطوف بإعادة حرف الخفض، كما تقول: أخذته منك ومن زيد، ولا يجوز أخذته منك وزيد. ألا ترى كيف السواد فيه ومما، ولو كان على قراءة من قرأ والأرحام [النساء: 1] لكان: وما تعبدون من دون الله بغير من كفرنا بكم أي أنكرنا كفركم.



معاني القرآن للنحاس (2/ 8)
وقيل (منها) من جنسها 2 ثم قال تعالى (وبث منهما رجالا كثيرا ونساء) يقال بثثت الشئ وأبثثته ثنا إذا نشرته ومنه (كالفراش المبثوث) 3 وقوله عز وجل (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا) قال عكرمة المعنى واتقوا الارحام أن تقطعوها وقال إبراهيم هو من قولهم (أسألك بالله) والرحم قال أبو جعفر وهذا على قراءة من قرأ بالخفض





الحجة في القراءات السبع (ص: 118)
المؤلف: الحسين بن أحمد بن خالويه، أبو عبد الله (المتوفى: 370هـ)
ومن سورة النساء
قوله تعالى: الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ «4». يقرأ بالتشديد والتخفيف. فالحجة لمن خفف: أنه أراد: تتساءلون، فأسقط إحدى التاءين تخفيفا. والحجة لمن شدد: أنه أسكن التاء الثانية، وأدغمها في السين للمقاربة فلزمه التشديد لذلك.
قوله تعالى: وَالْأَرْحامَ «5». يقرأ بالنصب والخفض. فالحجة لمن نصب: أنه عطفه على (الله) تعالى. وأراد: واتقوا الأرحام: لا تقطعوها، فهذا وجه القراءة عند البصريين، لأنهم أنكروا الخفض، ولحّنوا القارئ به. وأبطلوه من وجوه: أحدها: أنه لا يعطف بالظاهر على مضمر المخفوض إلّا بإعادة الخافض، لأنه معه كشيء واحد لا ينفرد منه، ولا يحال بينه وبينه، ولا يعطف عليه إلا بإعادة الخافض. والعلة في ذلك أنه لما كان العطف على المضمر المرفوع قبيحا حتى يؤكد لم يكن بعد القبح إلا الامتناع، وأيضا فإن
النبي صلى الله عليه وسلم نهانا أن تخلف بغير الله فكيف ننهى عن شيء ويؤتى به؟ وإنما يجوز مثل ذلك في نظام الشعر ووزنه اضطرارا كما قال الشاعر:
فاليوم قد بتّ تهجونا وتشتمنا ... فاذهب فما بك والأيّام من عجب
«1» وليس في القرآن- بحمد الله- موضع اضطرار. هذا احتجاج البصريين.
فأمّا الكوفيون فأجازوا الخفض، واحتجّوا للقارئ بأنه أضمر الخافض، واستدلوا بأن (العجاج) «2» كان إذا قيل له: كيف تجدك؟ يقول: خير عافاك الله، يريد: بخير.
وقال بعضهم: معناه. واتقوه في الأرحام أن تقطعوها.
وإذا كان البصريون لم يسمعوا الخفض في مثل هذا ولا عرفوا إضمار الخافض فقد عرفه غيرهم، وأنشد:
رسم دار وقفت في طلله ... كدت أقضي الحياة من خلله
«3» أراد: وربّ رسم دار إلّا أنهم مع إجازتهم ذلك، واحتجاجهم للقارئ به يختارون النصب في القراءة.





معاني القراءات للأزهري (1/ 289)
المؤلف: محمد بن أحمد بن الأزهري الهروي، أبو منصور (المتوفى: 370هـ)
سورة النِّسَاءِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قول الله جلَّ وعزَّ: (وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ... (1) .
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب: (تَسَّاءَلُونَ بِهِ) .
وقرأ الكوفيون: (تَسَاءَلُونَ) مخففة بفتح السين،
وروى علي ابن نصر وهارون وعبيد وخارجة وعلي بن الفضل عن أبي عمرو: (تَسَاءَلُونَ) خفيفة، وروى عباس وأبو زيد عنه: إن شئت شددت، وإن شئت خففت.
قال الأزهوي: من قرأ (تَسَّاءَلُونَ) بتشديد السين فالأصل:
تتساءلون، فأدغمت التاء الثانية في السين، وشُددت، ومن قرأ (تَسَاءَلُونَ) فالأصل أيضًا - تتساءلون، فحذفت إحدى التاءين استثقالاً للجمع بينهما، ومعناهما واحد: تطلبون به حقوقكم.
واتفق القراء على نصب (والأرحامَ) إلا حمزة فإنه خفض الميم
نَسقًا على الهاء في (بِه) .
قال أبو منصور: الَقراءة الجيدة (والأرحامَ) بالنصب، المعنى: اتقوا
الأرحامَ أن تقطعوها، وأمَّا خفض الأرحام على قراءة حمزة فهي ضعيفة
عند جميع النحويين، غير جائزة إلا في اضطرار الشعر، لأن العرب
لا تعطف على المكنِيِّ إلا بإعادة الخافض، وقد أنشد الفراء بيتا في
جوازه:
تُعَلَّقُ في مثلِ السَّوارِي سيوفُنا ... وما بينها والأرضِ غَوْطٌ نَفانِفٌ
والكلام وَجهُهُ (وما بينها وبين الكعب) ، فاضطره الشعر إلى
جوازه.
وخفض (الأرحَامِ) خطأ أيضًا وأمر الدين عَظيم، لأن النبي صلى
الله عليه وسلم قال: (لا تحلفوا بآبائكم) .
فلا يجوز أن تتساءلوا بالله وبالرحم على عادة كلام العرب، أي: نهى النبي عن الحلف بغير الله.




الحجة للقراء السبعة (3/ 121)
المؤلف: الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ الأصل، أبو علي (المتوفى: 377هـ)
[النساء: 1]
واختلفوا «1» في نصب الميم وكسرها من قوله [جلّ وعزّ] «2»: والأرحام [النساء/ 1].
فقرأ حمزة وحدة: والأرحام بالخفض.
وقرأ الباقون: والأرحام نصبا «3».
قال أبو علي: من نصب الأرحام احتمل انتصابه وجهين:
أحدهما: أن يكون معطوفا على موضع الجار والمجرور، والآخر:
أن يكون معطوفا على قوله: واتقوا، التقدير: اتقوا الله الذي تساءلون به. واتقوا الأرحام أي اتقوا حقّ الأرحام فصلوها ولا تقطعوها.
وأمّا من جرّ الأرحام فإنّه عطفه على الضمير المجرور بالباء.
وهذا ضعيف في القياس، وقليل في الاستعمال. وما كان كذلك فترك الأخذ به أحسن. فأما ضعفه في القياس: فإن الضمير قد صار عوضا مما كان متصلا باسم نحو غلامه وغلامك، وغلامي، من التنوين فقبح أن يعطف عليه كما لا تعطف الظاهر على التنوين.
ويدلك على أنّه قد جرى عندهم مجرى التنوين حذفهم الياء من «1» المنادى المضاف إليه «2» كحذفهم التنوين، وذلك قولهم: يا غلام، وهو الأكثر من غيره في الاستعمال وجهة «3» الشبه بينهما أنّه على حرف، كما أنّ التنوين كذلك، واجتماعهما في السكون، وأنه لا يوقف على اسم «4» منفصلا منه، كما أنّ التنوين كذلك، فلما اجتمعا في هذه المعاني جعل بمنزلته في الحذف.
فإن قال قائل: فهلا قبح أيضا عطف الظاهر المجرور على الظاهر المجرور «5»، لأنّه أيضا عوض من التنوين وفي محله؟
فالقول في ذلك: أن المضمر أذهب في مشابهة التنوين من المظهر، ألا ترى أنه لا ينفصل من الاسم، كما أنّ التنوين لا ينفصل ولا يوقف عليه، كما لا يوقف على بعض أجزاء الكلم دون تمامها، وليس الظاهر كذلك، ألا ترى أنّه قد يفصل بين المضاف والمضاف إليه إذا كان المضاف إليه ظاهرا بالظروف وبغيرها «6» نحو:





المبسوط في القراءات العشر (ص: 175)
المؤلف: أحمد بن الحسين بن مِهْران النيسابورىّ، أبو بكر (المتوفى: 381هـ)
سورة النساء
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
1 - قرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ} [1] مشددة السين.
وقرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف {تَسَاءَلُونَ بِهِ} خفيفة السين.
2 - قرأ حمزة وحده {وَالْأَرْحَامَ} [1] بالخفض، وقرأ الباقون {وَالْأَرْحَامَ} بالنصب.



المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها (1/ 179)
المؤلف: أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (المتوفى: 392هـ)
سورة النساء:
بسم الله الرحمن الرحيم
من ذلك قراءة أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد1: "الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامُ"2 رفعًا، قراءة ثالثة.
قال أبو الفتح: ينبغي أن يكون رفعه على الابتداء وخبره محذوف؛ أي: والأرحام مما يجب أن تتقوه، وأن تحتاطوا لأنفسكم فيه، وحسن رفعه لأنه أوكد في معناه، ألا ترى أنك إذا قلت: ضربت زيدًا، فزيد فضلة على الجملة، وإنما ذكر فيه مرة واحدة، وإذا قلت: زيد ضربته، فزيد رب الجملة، فلا يمكن حذفه كما يحذف المفعول على أنه نيِّف وفضلة بعد استقلال الجملة؟ نعم، ولزيد فيها ذكران:
أحدهما: اسمه الظاهر، والآخر: ضميره وهو الهاء. ولما كانت الأرحام فيما يُعنى به ويُقَوَّى الأمر في مراعاته؛ جاءت بلفظ المبتدأ الذي هو أقوى من المفعول.
وإذا نُصبت الأرحام أو جُرت فهي فضلة، والفضلة متعرضة للحذف والبِذْلة.
فإن قلت: فقد "41و" حُذف خبر الأرحام أيضًا على قولك، وقيل: أجل؛ ولكنه لم يحذف إلا بعد العلم به، ولو قد حُذفت الأرحام منصوبة أو مجرورة فقلت: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ} لم يكن في الكلام دليل على الأرحام أنها مرادة أو مقدرة، وكلما3 قويت الدلالة على




حجة القراءات (ص: 190)
المؤلف: عبد الرحمن بن محمد، أبو زرعة ابن زنجلة (المتوفى: حوالي 403هـ)
ومن قرأ {والأرحام} فالمعنى تساءلون به وبالأرحام وقال أهل التفسير وهو قوله أسالك بالله والرحم وقد أنكروا هذا وليس بمنكر لأن الأئمة أسندوا قراءتهم إلى النبي صلى الله عليه وأنكروا أيضا أن الظاهر لا يعطف على المضمر المجرور إلا بإظهار الخافض وليس بمنكر وإنما المنكر أن يعطف الظاهر على المضمر الذي لم يجر له ذكر فتقول مررت به وزيد وليس هذا بحسن فأما أن يتقدم للهاء ذكر فهو حسن وذلك عمرو مررت به وزيد فكذلك الهاء في قوله {تساءلون به} وتقدم ذكرها وهو قوله {واتقوا الله} ومثله قول الشاعر ... فاليوم أصبحت تهجونا وتشتمنا ... فاذهب فما بك والأيام من عجب ...



الجزء الثاني من حديث يحيى بن معين الفوائد رواية أبي بكر المروزي (ص: 212)
المؤلف: أبو زكريا يحيى بن معين بن عون بن زياد بن بسطام بن عبد الرحمن (المتوفى: 233هـ)
154 - حَدَّثَنَا عَثَّامٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّهُ كَانَ يَقْرَؤُهَا {اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ} [النساء: 1]
[ص:213] قَالَ: فَكَانَ إِبْرَاهِيمُ يَقْرَؤُهَا «وَالْأَرْحَامِ»






تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (7/ 517)
القول في تأويل قوله جل ثناؤه: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام}
قال أبو جعفر: اختلفت القرأة في قراءة ذلك.
فقرأه عامة قرأة أهل المدينة والبصرة:"تساءلون" بالتشديد، بمعنى: تتساءلون، ثم أدغم إحدى"التاءين" في"السين"، فجعلهما"سينا" مشددة.
* * *
وقرأه بعض قرأة الكوفة:"تساءلون"، بالتخفيف، على مثال"تفاعلون"،
* * *
وهما قراءتان معروفتان، ولغتان فصيحتان= أعني التخفيف والتشديد في قوله:"تساءلون به"= وبأي ذلك قرأ القارئ أصاب الصواب فيه. لأن معنى ذلك، بأي وجهيه قرئ، غير مختلف.
* * *
وأما تأويله: واتقوا الله، أيها الناس، الذي إذا سأل بعضكم بعضا سأل به، فقال السائل للمسئول:"أسألك بالله، وأنشدك بالله، وأعزم عليك بالله"، وما أشبه ذلك. يقول تعالى ذكره: فكما تعظمون، أيها الناس، ربكم بألسنتكم حتى تروا أن من أعطاكم عهده فأخفركموه، (1) فقد أتى عظيما. فكذلك فعظموه بطاعتكم إياه فيما أمركم،


تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (7/ 518)
واجتنابكم ما نهاكم عنه، واحذروا عقابه من مخالفتكم إياه فيما أمركم به أو نهاكم عنه، كما:-
8410 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا أبو زهير، عن جويبر، عن الضحاك في قوله:"واتقوا الله الذي تساءلون به"، قال يقول: اتقوا الله الذي تعاقدون وتعاهدون به.
8411 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع:"واتقوا الله الذي تساءلون به"، يقول: اتقوا الله الذي به تعاقدون وتعاهدون.
8412 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع بن أنس مثله.
8413 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، أخبرنا حجاج، عن ابن جريج قال، قال ابن عباس:"تساءلون به"، قال: تعاطفون به.
* * *
وأما قوله:"والأرحام"، فإن أهل التأويل اختلفوا في تأويله. فقال بعضهم: معناه: واتقوا الله الذي إذا سألتم بينكم قال السائل للمسئول:"أسألك به وبالرحم"
ذكر من قال ذلك:
8414 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا حكام، عن عمرو، عن منصور، عن إبراهيم:"اتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام"، يقول: اتقوا الله الذي تعاطفون به والأرحام. يقول: الرجل يسأل بالله وبالرحم.
8415 - حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا هشيم، عن مغيرة، عن إبراهيم قال: هو كقول الرجل:"أسألك بالله، أسألك بالرحم"، يعني قوله:"واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام".


تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (7/ 519)
8416 - حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا عبد الرحمن قال، حدثنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم:"اتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام"، قال يقول:"أسألك بالله وبالرحم".
8417 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا هشيم، عن مغيرة، عن إبراهيم: هو كقول الرجل:"أسألك بالرحم".
8418 - حدثنا ابن بشار قال، حدثنا عبد الرحمن قال، حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد:" اتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام"، قال يقول:"أسألك بالله وبالرحم".
8419 - حدثني المثنى قال، حدثنا الحماني قال، حدثنا شريك، عن منصور -أو مغيرة- عن إبراهيم في قوله:"واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام"، قال: هو قول الرجل:"أسألك بالله والرحم".
8420 - حدثني المثنى قال، حدثنا سويد قال، أخبرنا ابن المبارك، عن معمر، عن الحسن قال: هو قول الرجل:"أنشدك بالله والرحم".
* * *
قال محمد: (1) وعلى هذا التأويل قول بعض من قرأ قوله:"والأرحام" بالخفض عطفا بـ"الأرحام"، على"الهاء" التي في قوله:"به"، كأنه أراد: واتقوا الله الذي تساءلون به وبالأرحام= فعطف بظاهر على مكني مخفوض. وذلك غير فصيح من الكلام عند العرب، لأنها لا تنسق بظاهر على مكني في الخفض، (2)


تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (7/ 520)
إلا في ضرورة شعر، وذلك لضيق الشعر. (1) وأما الكلام، فلا شيء يضطر المتكلم إلى اختيار المكروه من المنطق، والرديء في الإعراب منه. ومما جاء في الشعر من رد ظاهر على مكني في حال الخفض، قول الشاعر: (2)
نعلق في مثل السواري سيوفنا ... وما بينها والكعب غوط نفانف (3)
فعطف بـ"الكعب" وهو ظاهر، على"الهاء والألف" في قوله:"بينها" وهي مكنية.
* * *
وقال آخرون: تأويل ذلك:"واتقوا الله الذي تساءلون به، واتقوا الأرحام أن تقطعوها.


تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (7/ 521)
* ذكر من قال ذلك:
8421 - حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي في قوله:"واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام"، يقول: اتقوا الله، واتقوا الأرحام لا تقطعوها.
8422 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد عن قتادة:"واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا"، ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: اتقوا الله، وصلوا الأرحام، فإنه أبقى لكم في الدنيا، وخير لكم في الآخرة.
8423 - حدثني علي بن داود قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قول الله:"واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام"، يقول: اتقوا الله الذي تساءلون به، واتقوا الله في الأرحام فصلوها.
8424 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا هشيم، عن منصور، عن الحسن في قوله:"واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام"، قال: اتقوا الذي تساءلون به، واتقوه في الأرحام.
8425 - حدثنا سفيان قال، حدثنا أبي، عن سفيان، عن خصيف، عن عكرمة في قول الله:"الذي تساءلون به والأرحام"، قال: اتقوا الأرحام أن تقطعوها.
8426 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن الحسن في قوله:"واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام"، قال: هو قول الرجل:"أنشدك بالله والرحم".
8427 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اتقوا الله، وصلوا الأرحام.


تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (7/ 522)
8428 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد:"الذي تساءلون به والأرحام"، قال: اتقوا الأرحام أن تقطعوها.
8429 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثني أبو زهير، عن جويبر، عن الضحاك في قوله:"الذي تساءلون به والأرحام"، قال يقول: اتقوا الله في الأرحام فصلوها.
8430 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع:"واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام"، قال يقول: واتقوا الله في الأرحام فصلوها.
8431 - حدثنا المثنى قال، حدثنا إسحاق، عن عبد الرحمن بن أبي حماد، وأخبرنا أبو جعفر الخزاز، عن جويبر، عن الضحاك: أن ابن عباس كان يقرأ:"والأرحام"، يقول: اتقوا الله لا تقطعوها.
8432 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال، قال ابن عباس: اتقوا الأرحام.
8433 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع قال،"واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام"، أن تقطعوها.
8434 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله:"واتقوا الله الذي تساءلون به"، واتقوا الأرحام أن تقطعوها= وقرأ: (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل) [سورة الرعد: 21] .
* * *
قال أبو جعفر: وعلى هذا التأويل قرأ ذلك من قرأه نصبا بمعنى: واتقوا الله الذي تساءلون به، واتقوا الأرحام أن تقطعوها= عطفا بـ"الأرحام"، في إعرابها بالنصب على اسم الله تعالى ذكره.
قال: والقراءة التي لا نستجيز لقارئ أن يقرأ غيرها في ذلك، (1) النصب: (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام) ، بمعنى: واتقوا الأرحام أن تقطعوها، لما قد بينا أن العرب لا تعطف بظاهر من الأسماء على مكني في حال الخفض، إلا في ضرورة شعر، على ما قد وصفت قبل. (2)





جامع البيان في القراءات السبع (3/ 1003)
ذكر اختلافهم في سورة النساء
حرف:
قرأ الكوفيون تساءلون به [1] بتخفيف السين، وقرأ الباقون بتشديدها.
وكذلك روى محمد بن عبد الرحمن الخياط عن عمرو عن حفص عن عاصم أداء، وكذلك روى عبد الحميد بن صالح عن الأعشى عن أبي بكر «1» عنه، لم يروه غيره «2».
حرف:
قرأ حمزة والأرحام إن الله [1] بخفض الميم، وقرأ الباقون بنصبها «3».





تفسير الزمخشري = الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل (1/ 462)
وهذا المعنى مطابق لمعانى السورة. وقرئ: وخالق منها زوجها. وباث منهما، بلفظ اسم الفاعل، وهو خبر مبتدإ محذوف تقديره: وهو خالق تَسائَلُونَ بِهِ تتساءلون به، فأدغمت التاء في السين. وقرئ (تساءلون) بطرح التاء الثانية، أى يسأل بعضكم بعضا باللَّه وبالرحم. فيقول: باللَّه وبالرحم أفعل كذا على سبيل الاستعطاف.
وأناشدك اللَّه والرحم. أو تسألون غيركم باللَّه والرحم، فقيل «تفاعلون» موضع «تفعلون» للجمع، كقولك: رأيت الهلال وتراءيناه. وتنصره قراءة من قرأ: تسلون به. مهموز أو غير مهموز.
وقرئ (وَالْأَرْحامَ بالحركات الثلاث، فالنصب على وجهين: إما على: واتقوا اللَّه والأرحام، أو أن يعطف على محل الجار والمجرور، كقولك: مررت بزيد وعمراً. وينصره قراءة ابن مسعود:
نسألون به وبالأرحام، والجرّ على عطف الظاهر على المضمر، وليس بسديد لأنّ الضمير المتصل متصل كاسمه، والجار والمجرور كشيء واحد، فكانا في قولك «مررت به وزيد» و «هذا غلامه وزيد» شديدي الاتصال، فلما اشتد الاتصال لتكرره أشبه العطف على بعض الكلمة، فلم يجز ووجب تكرير العامل، كقولك: «مررت به وبزيد» و «هذا غلامه وغلام زيد» ألا ترى إلى صحة قولك «رأيتك وزيدا» و «مررت بزيد وعمرو» لما لم يقو الاتصال، لأنه لم يتكرر، وقد تمحل لصحة هذه القراءة بأنها على تقدير تكرير الجار ونظيرها.
فَمَا بِكَ وَالأَيَّامِ مِنْ عَجَبِ «1»
والرفع على أنه مبتدأ خبره محذوف، كأنه قيل: والأرحام كذلك، على معنى: والأرحام مما يتقى أو والأرحام مما يتساءل به. والمعنى أنهم كانوا يقرون بأن لهم خالقاً، وكانوا يتساءلون بذكر اللَّه والرحم، فقيل لهم: اتقوا اللَّه الذي خلقكم، واتقوا الذي تتناشدون به واتقوا الأرحام فلا تقطعوها. أو واتقوا اللَّه الذي نتعاطفون باذكاره وباذكار الرحم. وقد آذن عز وجل- إذ قرن الأرحام باسمه- أن صلتها منه بمكان، كما قال: (أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) وعن الحسن: إذا سألك باللَّه فأعطه، وإذا سألك بالرحم فأعطه. وللرحم حجنة عند العرش «1» ومعناه ما روى عن ابن عباس رضى اللَّه عنه «الرحم معلقة بالعرش فإذا أتاها الواصل بشت به وكلمته، وإذا أتاها القاطع احتجبت «2» منه» . وسئل ابن عيينة عن قوله عليه الصلاة والسلام «تخيروا لنطفكم» «3» فقال: يقول لأولادكم. وذلك أن يضع ولده في الحلال. ألم تسمع قوله تعالى (وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ) وأول صلته أن يختار له الموضع الحلال، فلا يقطع رحمه ولا نسبه فإنما للعاهر الحجر، ثم يختار الصحة ويجتنب الدعوة «4» ، ولا يضعه موضع سوء يتبع شهوته وهواه بغير هدى من اللَّه.





شرح الرضي على الكافية (ص: 500)
والثاني نحو: مالك وزيدا، وما شأنك.. بجعل الضمير مكان الظاهر المجرور، قال الكوفيون يجوز في السعة العطف على الضمير المجرور بلا اعادة الجار: والبصريون يجوزونه للضرورة، وأما في السعة فيجوزونه بتكلف، وذلك باضمار حرف الجر مع أنه لا يعمل مقدرا لضعفه. فقال المصنف ههنا: إنه يتعين النصب نظرا إلى لزوم التكلف في العطف، وقال الاندلسي يجوز العطف على ضعف ان لم يقصد النص على المصاحبة، وهو أولى، لوروده في القران، كقوله تعالى: " تساءلون به والارحام " (1)، بالجر، في قراءة حمزة، (2) وفي النصب (3) في مثل هذا، أعني: ما شأنك، أو مالك وزيدا، و: ما شان زيد وعمرا، أربعة أوجه: الاكثرون على أنه بالفعل المدلول عليه بما شأنك ومالك، أي ما تصنع، وذلك لان " ما " طالبة للفعل، لكونها استفهامية، وبعدها الجار، أو المصدر، وفيهما معنى الفعل فتظافرا



شرح الرضي على الكافية (ص: 838)
وهذا الذي ذكرنا أعني لزوم إعادة الجار في حال السعة والاختيار: مذهب البصريين، ويجوز عندهم تركها 1 اضطرارا، كقوله: 342 - فاليوم قربت تهجونا وتشتمنا * فاذهب فما بك والأيام من عجب 2 وأجاز الكوفيون ترك الأعادة في حال السعة مستدلين بالأشعار، ولا دليل فيها، إذ الضرورة حاملة عليه، ولا خلاف معها، وبقوله تعالى: (تساءلون به والأرحام 3)، بالجر، في قراءة حمزة 4، وأجيب بأن الباء مقدرة، والجر بها، وهو ضعيف، لأن حرف الجر لأ، يعمل مقدرا في الاختيار إلا في نحو: الله لأفعلن، وأيضا لو ظهر الجار فالعمل للأول، كما ذكرنا، ولا يجوز أن تكون الواو للقسم لأنه يكون، إذن، قسم السؤال، لأن قبله: (واتقوا الله الذي تساءلون به) وقسم السؤال لا يكون إلا مع الباء كما يجئ 5، والظاهر أن حمزة جوز ذلك بناء على مذهب الكوفيين لأنه كوفي، ولا نسلم تواتر القراءات 6، وذهب الجرمي 7 وحده، إلى جواز العطف على المجرور المتصل بلا إدعادة الجار، بعد تأكيده بالضمير المنفصل المرفوع نحو: مررت بك أنت وزيد، قياسا على العطف على الضمير المتصل المرفوع، وليس بشئ لأنه لم يسمع ذلك، مع أن تأكيد المجرور