بسم الله الرحمن الرحیم

مقدمه کتاب دراسات لاسلوب القرآن الکریم-ابن عضیمة!

فهرست مباحث علوم قرآنی
شرح حال محمد بن عبد الخالق بن علي بن عضيمة-دراسات لأسلوب القرآن الكريم(1328 - 1404 هـ = 1910 - 1984 م)
تعارض بین نحو و قرائات
كلمات سيبويه در باره قراءات
کلمات زمخشري در باره قراءات
کلمات شیخ رضی الدین نجم الأئمة قده در باره قراءات
عرض قرائت حمزة الزیات محضر امام صادق ع و موارد مخالفت حضرت با او
قول ابوبکر ابن عیاش قراءة حمزة بدعة-ابن حنبل یکره
إن ورشا لما تعمق في النحو اتخذ لنفسه مقرأ يسمى مقرأ ورش
دفاع بی نظیر صاحب مجمع البیان از ابوعمرو بصری و اینکه به هیچ وجه اجتهاد در قرائت نمیکند
کلمات فراء در باره قراءات-لست أشتهی-لست أجترئ أن اخالف الکتاب
اعتراضات به قراء



الكتاب: دراسات لأسلوب القرآن الكريم
المؤلف: محمد عبد الخالق عضيمة (ت 1404 هـ)
تصدير: محمود محمد شاكر
الناشر: دار الحديث، القاهرة
الطبعة: بدون
عدد الأجزاء: 11
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]


فهرست المقدمة:
-تصدير بقلم الأستاذ: محمود محمد شاكر
مقدمة المصنف

هل كان للنحويين استقراء للقرآن في جميع رواياته؟

تلحين القراء
-علام اعتمد النحويون في تحلين القراء؟
-الرد على النحويين وغيرهم

القراء السبعة ونصيب كل منهم في تلحين قراءته
-ابن عامر (ت ١١٨)
-ابن كثير (ت ١٢٠)
-أبو عمرو بن العلاء (ت ١٥٤)
-نافع (ت ١٦٩)
-عاصم (ت ١٢٧)
-الكسائي (ت ١٨٠)
-حمزة (ت ١٥٠)

الطوائف التي لحنت القراءات
أ - من الصحابة والتابعين
-عبد الله بن عباس
-السيدة عائشة
-شرح القاضي

ب- ومن النحويين القراء
-أبو عمرو بن العلاء
-الكسائي

ج- ومن النحويين
-سيبويه
-أبو الحسن الأخفش
-الفراء
-أبو عثمان المازني
-أبو العباس المبرد
-أبو إسحاق الزجاج
-أبو جعفر النحاس
-أبو علي الفارسي
-أبو الفتح بن جنى
-الزمخشري
-كمال الدين الأنباري
-أبو البقاء العكبري

(د) ومن اللغويين
-الأصمعي
-أبو عبيد القاسم بن سلام
-أبو حاتم السجستاني
-ابن قتيبة
-ابن خالويه
-الجوهري، صاحب الصحاح

(هـ) ومن المفسرين
-ابن جرير الطبري
-ابن عطية

(و) ومن مصنفي القراءات والقراء
-أبو بكر بن مجاهد
-عاصم الجحدري
-هارون


هل كان للنحويين استقراء للقرآن في جميع رواياته؟

لو رجعنا إلى كتب النحو لوجدنا فيها رجوعا إلى القرآن في بعض المسائل من ذلك:
1 - قال سيبويه عن الاستثناء المنقطع: هو كثير في القرآن 1: 366.
2 - أوجب الزجاج تكيد المضارع بعد (إن) الشرطية المدغمة في (ما)، أي (إما) لأنه لم يقع في القرآن إلا مؤكدا.
3 - قال ابن مالك في شرح «الكافية الشافية» 2: 44: وإلغاؤها (إذن) أجود وهي لغة القرآن التي قرأ بها السبعة في قوله تعالى: {وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا}.
4 - قال الرضى في شرح الكافية 2: 242: «لم يأت في الكتاب العزيز أن يكون الشرط مضارعا، والجواب ماضيا».
5 - لم يقع بعد (سواء) إلا الجملة الفعلية التي فعلها ماضي، ولذلك استهجن الأخفش وقوع الإسمية، والفعلية التي فعلها مضارع بعدها.
قال أبو علي في «الحجة»: «ومما يدل على ما قال الأخفش أن ما جاء في التنزيل من هذا النحو جاء على مثال الماضي». الرضى 2: 349.
6 - قال ابن هشام عن واو المفعول معه: «لم تأت واو المعية في القرآن
(1/5)



************

بيقين» المغني 2: 34.
7 - ليس في التنزيل بداء بعير (يا) المغني 1: 10.
8 - جر (لدن) بمن أكثر من نصبها، حتى إنها لم ترد في التنزيل منصوبة. المغني 1: 136.
كذلك نرى سيبويه يستشهد بالقرآن وببعض القراءات ما تواتر منها وما لم يتواتر. ولو قيس استشهاده بالقرآن باستشهاده بالشعر لوجدنا الشعر قد غلب عليه واستبد بجهده، فشواهده الشعرية كما ذكر أبو جعفر النحاس في شرحه للشواهد (1050)، وهي في النسخة المطبوعة بمصر (1061) على حين أن استشهاده بالقرآن لم يتجاوز (373)، وذلك كإحصاء الأستاذ النجدي في كتابه عن سيبويه ص 235.
وكذلك صنع المبرد في «المقتضب».
وللنحويين قوانين كثيرة لم يحتكموا فيها لأسلوب القرآن، فمنعوا أساليب كثيرة جاء نظيرها في القرآن، من ذلك:
1 - ذكر سيبويه قبح (كل) المضافة إلى نكرة في أن تلي العوامل، فقال 1: 274: «أكلت شاة كل شاة حسن، وأكلت كل شاة ضعيف».
جاءت (كل) المضافة إلى نكرة مفعولا به في 36 موضعا في القرآن، كما تصرفت في وجوه كثيرة من الإعراب، انظر بحث (كل).
(1/6)



************

2 - منع السهيلي أن تلي (كل) المقطوعة عن الإضافة العوامل؛ نحو: ضربت كلا، ومررت بكل. نتائج الفكر ص 227.
جاءت (كل) المقطوعة عن الإضافة مفعولا به، ومجرورة بالحرف متأخرة عن فعلها في آيات من القرآن.
3 - اشترط الزمخشري في خبر (أن) الواقعة بعد (لو) أن يكون خبرها فعلا. المفصل 2: 216.
جاء خبرها في القرآن اسما جامدا، واسما مشتقا.
4 - منع ابن الطراوة أن يقع المصدر المؤول من (أن) والفعل مضافا إليه. الهمع 2: 3.
جاء المصدر المؤول من (أن) والفعل مضافا إليه في ثلاثة وثلاثين موضعا من القرآن.
5 - منع النحويون وقوع الاستثناء المفرغ بعد الإيجاب، وعللوا ذلك بأن وقوعه بعد الإيجاب يتضمن المحال أو الكذب.
وفي القرآن ثماني عشرة آية وقع فيها الاستثناء المفرغ بعد الإيجاب، وفي بعضها كان الإيجاب مؤكدا مما يبعد تأويله بالنفي، كقوله تعالى:
1 - {وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} 2: 45.
2 - {وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله} 2: 143.
3 - {لتأتنني به إلا أن يحاط بكم} 12: 66.
كذلك منع النحويون أن يجيء الاستثناء المفرغ بعد (ما زال) وأخواتها وجعله ابن الحاجب والرضى من المحال وعللا ذلك.
(1/7)



************

وهذا المحال في نظر ابن الحاجب والرضى جاء في قوله تعالى:
{لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم} 9: 110.
والعجيب أن المفسرين والمعربين اعتصموا بالصمت، فلم يتحدث واحد منهم عن الاستثناء في هذه الآية.
6 - اشترط الرضى لوقوع الفعل الماضي بعد (إلا) شرطين:
أ- أن يتقدم (إلا) فعل ماضي. ب- أن يقترن الماضي بقد.
جاء الفعل بعد (إلا) وليس فيه أحد الشرطين في ثمانية عشر موضعا انظر ص 188 من الجزء الأول.
7 - منع ابن عصفور أن تقع الجملة الطلبية خبرا لإن، وقد جاء ذلك في مواضع من القرآن.
8 - زعم السهيلي في الروض الأنف 1: 286، ونتائج الفكر ص 79 أن السين وسوف لهما صدر الكلام؛ فلا يتقدم عليهما معمول ما بعدهما، وتابعه على ذلك ابن القيم في بدائع الفوائد 1: 89 - 90.
وفي القرآن: {وهم من بعد غلبهم سيغلبون} 30: 3.
وقد زعما ذلك أيضا في (قد). انظر بحث (قد).
9 - جاء جواب (إذا) الشرطية مقترنا باللام في قوله تعالى: {أئذا ما مت لسوف أخرج حيا} 19: 66 كما جاء في شعر المرار بن منقذ.
وقال الأستاذان محققا المفضليات طبع دار المعارف ص 92: «لم نجد
(1/8)



************

هذا الاستعمال فيما بين أيدينا».
ولبعض النحويين جرأة عجيبة: يجزم بأن القرآن خلا من بعض الأساليب من غير أن ينظر في القرآن ويستقرى أساليبه من ذلك:
1 - ذكر السهيلي أنه يقبح أن تدخل السين في جملة خبر المبتدأ، فإذا أدخلت (إن) على المبتدأ جاز دخول السين، وقال: إن هذا مذهب شيخه أبي الحسين بن الطراوة، ثم ذكر أنه قال له كالمحتج عليه: أليس قد قال الله تعالى:
{والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار} 4: 57.
فجاء بالسين في خبر المبتدأ، فقال لي: اقرأ ما قبل الآية فقرأت: {إن الذين كفروا ...} 4: 56 فضحك وقال: قد كنت أفزعتني أليست هذه (إن) في الجملة المتقدمة ... فسلمت له وسكت. نتائج الفكر ص 80.
وقد نقل حديث السهيلي بنصه ابن القيم في بدائع الفوائد 1: 90، وما خطر له أن يحتكم في ذلك إلى أسلوب القرآن، ولو رجع إلى سورة النساء وحدها لوجد فيها آيات وقعت فيها الجملة المصدرة بالسين أو بسوف خبرا للمبتدأ، وليس قبلها (إن) من ذلك قوله تعالى:
1 - {والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار} 4: 122.
(1/9)



************

2 - {والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما} 4: 162.
3 - {فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل} 4: 175.
هذا ما في سورة النساء وحدها، وفي غيرها كثير. انظر بحث السين وسوف.
4 - قال السيوطي في كتابه «الإتقان» 1: 170: «وترد (كم) استفهامية، ولم تقع في القرآن».
جاءت (كم) متعينة للاستفهام في ثلاث آيات، ومحتملة للاستفهامية والخبرية في خمس آيات. انظر بحث (كم).
5 - قال أحمد بن فارس في كتابه «الصاحبي» ص 172، عن القلب المكاني: «وليس من هذا - فيما أظن - من كتاب الله جل ثناؤه شيء».
في القرآن (الطاغوت) وفيها قلب مكاني، وهناك قراءات سبعية متعينة للقلب المكاني، وأخرى محتملة للقلب ولغيره. انظر كتابي «المغني في تصريف الأفعال» ص 51 - 55.
كذلك رأينا بعض النحويين يخطئ في حصر ما جاء في القرآن حينما يتعرض لذلك:
(1/10)



************

1 - قال السهيلي في نتائج الفكر ص 225 - 226: (كل) المقطوعة عن الإضافة حقها أن يكون خبرها جمعا، وقد ورد موضعان أفرد فيهما الخبر عن (كل).
وتبعه ابن القيم في بدائع الفوائد 11: 213 - 214.
وفي القرآن آيات كثيرة، لا موضعان كما زعم السهيلي وابن القيم. انظر بحث (كل).
2 - منع الصفار من دخول (أم) على (هل) وعلى غيرها من أدوات الاستفهام، وزعم أنه لم يقع في القرآن إلا في آيتين ... قال أبو حيان: وهذا منه دليل على الجسارة وعدم حفظ كتاب الله. الهمع 2: 133.
3 - قال الشيخ تاج الدين بن مكتوم في «تذكرته»: لم تقع (ما) في القرآن إلا على لغة أهل الحجاز، ما خلا حرفا واحدا، وهو: {وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم} على قراءة حمزة (تهدى) فإنها على لغة تميم. الأشباه والنظائر 2: 58.
جاء الخبر بعد (ما) جملة فعلية في ثلاثة آيات غير قراءة حمزة. انظر بحث (ما) النافية.
4 - مراعاة لفظ (من) ثم معناها، ثم لفظها قال عنها أبو حيان: «لا نعلمه جاء في القرآن إلا في آيتين ...» ثم ذكرهما. البحر 7: 184.
ثم نراه جعل من ذلك قوله تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرحمن} 43: 36 - 37 البحر 8: 16. كما جعل منه قوله تعالى: {من لعنه الله وغضب عليه} 5: 60 النهر 3: 517.
(1/11)



************

ونرى في كتب النحو ذكر بعض المسائل من غير استشهاد لها بكلام العرب، أو القرآن على حين أن شواهدها في القرآن كثيرة جدا في شرح الشافية للرضى 1: 46: «يحكى عن الأخفش أن كل (فعل) في الكلام فتثقيله جائز، إلا ما كان صفة أو معتل العين كحمر وسوق فإنهما لا يثقلان إلا في ضرورة الشعر، وكذا قال عيسى بن عمر: إن كل (فعل) كان فمن العرب من يخففه، ومنهم من يثقله؛ نحو: عسر ويسر».
كل ما كان على (فعل) في القرآن فقد قرئ فيه بالتثقيل في القراءات المتواترة (العسر، اليسر، عسرة، العسرى، جزء، الرعب، رعبا، نكرا، رحما، سحقا، عذرا).
انظر النشر 2: 216 - 217؛ 226:
شرح الشاطبية 165، 177، 276 - ؛
غيث النفع 55، 70، 112، 145.
الإتحاف: 138، 141، 154، 161، 165، 238، 262، 275، 289.
أضف إلى هذا أن النحويين كثر منهم تلحين القراء الأئمة، يستوى عندهم في ذلك القراءات المتواترة وغيرها، وسنعرض لذلك بتفصيل واف، إن شاء الله.
لقد سجلت كثيرا مما فات النحويين، وليس من غرضي أن أتصيد أخطاءهم وأرد عليها.
ولست أقول بأن القرآن قد تضمن كل الأحكام النحوية، فالأساليب
(1/12)



************

التي لم يرد نظيرها في القرآن لا يلتفت إليها، ولا يعمل بها، وإنما أقول: ما جاء في القرآن كان حجة قاطعة، وما لم يقع في القرآن نلتمسه في كلام العرب ونظير هذا: الأحكام الشرعية، إذا جاء الحكم في القرآن عمل به، وإن لم يرد به نص في القرآن نلتمسه في السنة وفي غيرها.
وقد أوقفتني دراستي للقرآن على أن القرآن خلا مما يأتي:
1 - توكيد فعل الأمر بالنون مع كثرته في القرآن، والمضارع المجزوم بلام الأمر، والمضارع بعد التمني والترجي، والعرض، والتحضيض.
وقع المضارع المثبت كثيرا بعد أدوات الاستفهام وخلا من التوكيد إلا في آية واحدة {فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ}.
2 - لم يقع خبر (لا) النافية للجنس اسما صريحا مفردا، وإنما جاء ظرفا وجارا ومجرورا.
3 - عطف (ثم) للاسم المفرد لم يقع في القرآن، وإنما جاءت عاطفة للجملة.
الناظر في كتب إعراب القرآن وكتب التفسير يلحظ كثرة اختلاف النحويين في إعراب القرآن. ومرجع هذا - فيما أظن - إلى أمرين:
1 - أسلوب القرآن معجز، لا يستطيع أحد أن يحيط بكل مراميه ومقاصده؛ فاحتمل كثيرا من المعاني، وكثيرا من الوجوه.
(1/13)



************

2 - يحتفظ النحويون لأنفسهم بحرية الرأي وانطلاق الفكر، فلا يعرفون الحجر على الآراء، ولا تقديس رأي الفرد مهما علت منزلته.
قال أبو الفتح: «اعلم أن إجماع أهل البلدين إنما يكون حجة إذا أعطاك خصمك يده ألا يخالف المنصوص، والمقيص على المنصوص، فأما إن لم يعط يده بذلك فلا يكون إجماعهم حجة عليه. وذلك أنه لم يرد ممن يطاع أمره في قرآن ولا سنة أنهم لا يجتمعون على الخطأ، كما جاء النص عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من قوله: «أمتي لا تجتمع على ضلالة» وإنما هو علم منتزع من استقراء هذه اللغة، فكل من فرق له عن علة صحيحة، وطريق نهجه كان خليل نفسه، وأبا عمرو فكره» الخصائص 1: 189 - 190.
ويقول أبو حيان: لسنا متعبدين بمذهب البصريين.
سيببويه إمام البصريين غير منازع ولا مدافع تعرض كتابه لنقد من نحاة البصرة: الأخفش، المازني، المبرد، وما أكثر ما استعمل المبرد الأسلوب اللاذع في نقد سيبويه، حتى ابن القيم وهو ليس معدودا في النحاة - يقول في البدائع 3: 28: «فسيبويه - رحمه الله - ممن يؤخذ من قوله ويترك، وأما أن يعتقد صحة قوله في كل شيء فكلا». ولم يكن هذا صادرا عن صلف وكبرياء، فللنحويين تواضع عجيب: سيبويه الذي أثار إعجاب الناس بكتابه، وظفر بتقديرهم لم يبدأه بخطبة يكشف فيها عن جهوده، وإنما بدأه بالبسملة ثم دخل إلى الموضوع وكذلك فعل المبرد في «المقتضب».
نظر الخليل في فقه لأبي حنيفة، فقيل له: كيف تراه؟
(1/14)



************

فقال: أرى جدا وطريق جد، ونحن في هزل وطريق هزل. مراتب النحويين ص 64 - 65.
وقال ثعلب: اشتغل أهل القرآن بالقرآن ففازوا، واشتغل أهل الحديث بالحديث ففازوا، واشتغل أهل الفقه بالفقه ففازوا، واشتغلت أنا بزيد وعمرو، فيا ليت شعري ماذا تكون حالي في الآخرة؟
طريقة العرض: رأيت أن أقدم أمام دراسة كل حرف صورة واضحة موجزة لعناصر الدراسة التفصيلية، واخترت لها عنوان: «لمحات عن دراسة ...» وهذه اللمحات أشبه بما تفعله الإذاعات في صدر نشراتها الإخبارية من تقديم موجز الأنباء، وآثرت هذا المنهج لأمرين:
1 - تقريب هذه الدراسة إلى نفوس القراء على اختلاف درجاتهم الثقافية، وتيسيرها لهم، فمن شاء اكتفى بهذا القدر ومن شاء رجع إلى الدراسة التفصيلية.
2 - كفل هذا المنهج لي حرية نقل النصوص في الدراسة التفصيلية، وفي اعتقادي أن البحوث النحوية إن لم ترتكز على النصوص كانت كلاما إنشائيا أجوف لا غناء فيه، والوقوف على النصوص في كتب النحو يحتاج إلى بذل الجهد، وقد جعلت كتابي قائما برأسه، مستغنيا بنفسه، لا يحتاج الناظر فيه إلى الرجوع إلى شيء من كتب النحو، كما حشدت له المراجع الكثيرة، وسيرى القارئ كتب النحو والإعراب والتفسير في كل مسألة، ولا يعني هذا أتفاقها في كل التفصيلات، وإنما كنت أتخير أوضح ما فيها، ثم أشير إلى بقية المراجع ليسهل الرجوع إليها.
ولما كان البحر المحيط لأبي حيان أهم كتب الإعراب، وأجمعها فائدة
(1/15)



************

وأكثرها تفصيلا فقد كان لي معه مناقشات، إذ رأيته حريصا على تخطئة الزمخشري في الكشاف فيدعوه ذلك إلى تخطئته والرد عليه، ثم يعود فيما بعد إلى قول الزمخشري ناسيا أنه خطأه وضعف رأيه، لذلك كان تصوير مذهب أبي حيان متوقفا على متابعة أحاديثه في البحر المحيط.
قد يقول قائل: إن ابن هشام قد أغنى القراء في دراسة الحروف والأدوات بكتابه «مغني اللبيب عن كتب الأعاريب» فما الذي جاء به كتابك بعده؟
وأكتفي في الجواب بهذه الموازنة: تكلم ابن هشام عن (إلا) الاستثنائية في القرآن وفي كلام العرب، فلم يتجاوز حديثه (50 - 60) سطرا على اختلاف طبعات المغني، واستغرق حديثي عن (إلا) الاستثنائية في القرآن وحده (153) صفحة، تزيد عن ثلاثة آلاف سطر.
وابن هشام يقول في المغني 2: 177: «لأني وضعت كتابي لإفادة متعاطي التفسير والعربية جميعا».
وقيل له: هلا فسرت القرآن أو أعربته؟، فقال: أغناني المغني.
(1/16)



************

كتب التفسير كثيرة، ولا يغني كتاب منها عن آخر. وفي اعتقادي أن مما يفيد المفسر أن يجد دراسات تتناول أسلوب القرآن من جوانب متعددة، على أن تكون هذه الدراسات مرتكزة على الاستقراء والاستقصاء.
الحديث عن الحروف والأدوات شغل ثلاثة أجزاء تجاوزت الآيات فيها والقراءات (28700) وحجمه في أرواقي يزيد كثيرا عما نشر، وقد خطر لي أن أكتفي بالقول بأنه هذا النوع كثير في القرآن أو كثير جدا، ثم رأيت أن مثل هذه الألفاظ لا تقدم صورة واضحة القسمات لما في القرآن، لذلك رأيت أن أكتفي بذكر أرقام السور والآيات فيما يكثر وروده في القرآن، ومن السهل الوقوف على هذه الآيات، إذ كل مصاحفنا مرقمة الآيات والسور، وبهذا جمعت بين الفائدة والاختصار.
وسيتلو هذه الأجزاء الثلاثة - إن شاء الله - الحديث عن الجانب الصرفي، ثم الحديث عما بقى من الجانب النحوي، نسأل الله العون والتوفيق والسداد.
محمد عبد الخالق عضيمة
حلوان
20 من جمادى الآخرة سنة 1392
31 من يوليو سنة 1973.
(1/17)



************

تلحين القراء
هذه الجملة الآثمة استفتح بابها، وحمل لواءها نحاة البصرة المتقدمون، ثم تابعهم غيرهم من اللغويين، والمفسرين، ومصنفي القراءات.
وفي البخاري حديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها في رد قراءة (كذبوا) بالتخفيف من قوله تعالى: {حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا} 12: 110.
في البخاري 6: 77 - 78 «عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها - قالت وهو يسألها عن قول الله تعالى: {حتى إذا استيئس الرسل} قال: قالت: (أكذبوا) أم (كذبوا) قالت عائشة: كذبوا».
عن الزهري قال: أخبرني عروة فقلت: لعلها (كذبوا) مخففة قالت: معاذ الله.
ويؤسفني أن أقول: إن كتب النحو واللغة والتفسير وغيرها قد تضمنت نصوصا كثيرة في الطعن على الأئمة القراء الذين تواترت قراءاتهم في السبع، والذين ارتضت الأمة الإسلامية قراءاتهم فركنوا إليها، وعولوا عليها.
1 - في مراتب النحويين لأبي الطيب اللغوي ص 26 - 27 «وحدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا إبراهيم بن حميد قال: أخبرنا أبو حاتم قال: سألت عن حمزة أبا زيد، والأصمعي، ويعقوب الحضرمي، وغيرهم من العلماء، فأجمعوا على أنه لم يكن شيئا، ولم يكن يعرف كلام العرب، ولا النحو، ولا كان يدعي ذلك، وكان يلحن في القرآن، ولا يعقله يقول: {وما أنتم بصرخي} بكسر الياء المشددة، وليس ذلك من كلام العرب، ونحو هذا من القراءة. قال أبو حاتم: وإنما أهل الكوفة يكابرون فيه ويباهتون، فقد صيره الجهال من الناس شيئا عظيما بالمكابرة والبهت».
(1/19)



************

ب- وقال أبو عثمان المازني في تصريفه: «فأما قراءة من قرأ من أهل المدينة (معائش) بالهمز، فهي خطأ؛ فلا يلتفت إليها. وإنما أخذت عن نافع بن أبي نعيم، ولم يكن يدري ما العربية، وله أحرف يقرها لحنا نحوا من هذا»، المنصف 1: 307.
وقد ردد هذا الكلام المبرد في «المقتضب» 1: 123.
ج- قال ابن قتيبة في كتابه «تأويل مشكل القرآن» ص 40 - 42 «وإن كانت خطأ في الكتاب فليس على الله، ولا على رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم جناية الكاتب في الخط.
ولو كان هذا عيبا يرجع على القرآن لرجع عليه كل خطأ وقع في كتابه المصحف من طريق التهجي ... ، وكذلك لحن اللاحنين من القراء المتأخرين لا يجعل حجة على الكتاب. وقد كان الناس قديما يقرءون بلغاتهم كما أعلمتك، ثم خلف قوم بعد قوم من أهل الأمصار، وأبناء العجم ليس لهم طبع اللغة، ولا علم التكلف، فهفوا في كثير من الحروف وزلوا، وقرأوا بالشاذ وأخلوا.
منهم رجل ستر الله عليه عند العوام بالصلاح وقربه من القلوب بالدين، لم أر فيمن تتبعت وجوه قراءته أكثر تخليطا، ولا أشد اضطرابا منه».
من هذا الذي يتحدث عنه ابن قتيبة؟
قال ابن مطرف الكناني في القرطين 2: 15 «باقي البال لم أكتبه لما فيه من الطعن على حمزة، وكان أورع أهل زمانه».
ابن قتيبة ترجم لحمة في كتابه «المعارف» ص 230 في أصحاب القراءات، ولم يلصق به عيبا.
وفي البرهان 1320 «وعن الإمام أحمد بن حنبل أ، هـ كره قراءة حمزة لما فيها من طول المد، وغيره، فقال: لا تعجبني، ولو كانت متواترة لما كرهها».
د- في معاني القرآن للفراء 2: 75 «عن قراءة حمزة (بمصرخي»: قال الفراء: ولعلها من وهم القراء طبقة يحييى؛ فإنه قل من يسلم منهم من الوهم، ولعله
(1/20)



************

ظن أن الباء في (بمصرخي) خافضة للحرف كله، والياء من المتكلم خارجة من ذلك وأعاد هذا الكلام أبو عبيد القاسم بن سلام. البحر 5: 419.
هـ- قال أبو الفتح في الخصائص 1: 73: عن القراء عامة «ولم يؤت القوم في ذلك من ضعف أمانة، ولكن أتوا من ضعف دراية».
وقال في المنصف 1: 311 «وإنما يجوز مثل هذا الغلط عندهم لما يستهويهم من الشبه؛ لأنهم ليست لهم قياسات يستعصمون بها، وإنما يخلدون إلى طبائعهم».
ز- قال المازني في ختام كتابه «التصريف»: «وأكثر من يسأل عن الإدغام والإمالة القراء للقرآن، فيصعب عليهم؛ لأنهم لم يعملوا أنفسهم فيما هو دونه من العربية، فربما سأل الرجل منهم عن المسألة قد سأل عنها بعض العلماء، فكتب لفظه، فإن أجابه غير ذلك العالم بمعناه، وخالف لفظه كان عنده مخطئا؛ فلا يلتفت إلى قوله: أخطأت، فإنما يحمله على ذلك جهله بالمعاني، وتعلقه بالألفاظ».
وعلق أبو الفتح على كلام المازني بقوله: «وهذا الذي حكاه أبو عثمان عن هؤلاء القوم مستفيض مشهور ... وهم عندي كالمعذورين فيه؛ لصعوبة هذا الشأن، وحكى لي عن بعض مشايخهم ممن كان له اسم فيهم وصيت أنه قال: الأصل في قوة: قوية، كأنه لما رأى اللام في (قويت) ياء توهمها أصلا في الكلمة ... ولو توقف عن الفتيا بما لا يعلم به لكان أشبه به وأليق» المنصف 2: 431.
يزعم النحويون أنهم أدرى بضبط القراءة من القراء:
في الخصائص 1: 72 - 73 «والذي رواه صاحب الكتاب اختلاس هذه الحركة في (بارئكم) لا حذفها البتة، وهو أضبط لهذا الأمر من غيره من القراء الذين رووه ساكنا».
وفي الكشاف 1: 171 «والسبب في نحو هذه الروايات قلة ضبط الراوي، والسبب في قلة الضبط قلة الدراية، ولا يضبط نحو هذا إلا أهل النحو».
(1/21)



************

علام اعتمد النحويون في تحلين القراء؟
1 - كانوا يحتكمون إلى ما وضعوه من قواعد، وسنوه من قوانين:
منع البصريون من جواز هذه الأمور، فلحنوا ما جاء عليها من قراءات:
الفصل بين المضاف والمضاف إليه، العطف على الضمير المجرور من غير إعادة الخافض، العطف على معمولي عاملين مختلفين، إضافة مائة إلى الجمع، تسكين لام الأمر مع (ثم) إدغام الراء في اللام، والفاء في الياء، تسكين الحركة الإعرابية، اجتماع الساكنين على غير حده.
2 - وأحيانا يخفى توجيه القراءة على بعض النحويين فيسارع إلى تلحينها.
أ- قراءة (هئت لك) بفتح التاء وكسر الهاء لم يعرف الفارسي لها وجها. فقال في كتابه «الحجة»: إنها وهم من القارئ.
ب- تشديد (لما) في قوله تعالى: {وإن كلا لما} لم يعرف لها المبرد توجيها، فلحنها. البحر 5: 267.
ج- قراءة حمزة {إلا أن يخافا} بالبناء للمفعول قال عنها الفراء: «ولا يعجبني ذلك» معاني القرآن 1: 145، البحر 8: 198.
د- قراءة سعيد بن جبير {إن الذين تدعون من دون الله عبادا أمثالكم} لحنها أبو جعفر النحاس، القربي 4: 2778 - 2779.
هـ- قراءة معاذ بن جبل {وما أهديكم إلا سبيل الرشاد} قال عنها أبو جعفر النحاس: هي لحن، المحتسب 2: 141، البحر 7: 462.
و- قراءة ابن كثير {إن قتلهم كان خطاء كبيرا} قال النحاس: لا أعرف لهذه القراءة وجها، وجعلها أبو حاتم غلطا. البحر 6: 32.
ز- قراءة ابن عامر {فبهداهم اقتده} بكسر الهاء ظنها ابن مجاهد هاء السكت، فغلط القراءة. البحر 4: 176.
(1/22)



************

ح- {ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا أنهم لا يعجزون} 8: 59. قرأ ابن عامر (أنهم) بفتح الهمزة. فاستبعدها أبو عبيد وأبو حاتم. البحر 4: 510 وبالغيب قال في الكشاف 2: 132 «ليست بنيرة».
333 - وأحيانا ينظر بعضهم إلى الشائع من اللغات، ويغفل عن غيره. ومن أمثلة ذلك:
أ- في (غدوة) لغتان ذكرهما سيويه 2: 48: اللغة الأولى: استعمالها معرفة، علم جنس؛ فلا تدخل عليها (أل)، واللغة الثانية: استعمالها نكرة، فيجوز تعريفها، جاء على هذه اللغة قراءة ابن عامر: {يدعون ربهم بالغدوة} 6: 52، 18: 28. النشر 2: 258.
جهل أبو عبيد اللغة الثانية، فأساء الظن بابن عامر وقال: إنما قرأ تلك القراءة اتباعا لخط المصحف، وليس في إثبات الواو في الكتاب دليل على القراءة بها؛ لأنهم كتبوا الصلاة والزكاة بالواو، ولفظهما على تركها. البحر 4: 136.

ب- قراءة حمزة {وما أنتم بمصرخي} بكسر الياء المشددة قال عنها الأخفش وأبو حاتم: ليس ذلك من كلام العرب.
وهي لغة بني يربوع كما ذكرها الفراء في معاني القرآن.
ج- {يؤده إليك} تسكين هاء الغائب، واختلاس حركتها لغتان وجعل ذلك الفراء وهما من القراء. معاني القرآن 2: 57 - 76.
وجعله سيبويه والمبرد من الضرائر الشعرية.
د- {قالوا أرجه وأخاه} قرأ ابن عامر (أرجئه) بالهمز وكسر الهاء. الإتحاف: 227 - 228. فقال الفارسي: هذا غلط، وقال ابن مجاهد: هذا لا يجوز. البحر 4: 360.
هـ- {حملته أمه كرها ورضعته كرها} 15: 16 قرأ (كرها) بفتح الكاف نافع وابن كثير وأبو عمرو، لغتان. الإتحاف: 391.
(1/23)



************

قال أبو حاتم: القراءة بفتح الكاف لا تحسن. البحر 8: 60.
و- {لم يظهروا على عورات النساء} 24: 31 قرأ الأعمش وابن أبي إسحاق (عورات) بفتح الواو على لغة هذيل، فقال ابن مجاهد: هي لحن. ابن خالويه 103، البحر 4: 449.
444 - وفي بعض الأحيان يزعم بعضهم أنه أحصى أوزان العربية، فوجدها تخلو من بعض الأوزان، فيلحن ما جاء عليها من قراءات:
أ- أنكر الأخفش قراءة {فنظرة إلى ميسرة} 2: 280 لأنه ليس في الكلام (مفعل) بضم العين. المحتسب 1: 144، 145، المخصص 14: 196.
ب- {ولا يجرمكم شنآن قوم} 5: 2 أنكر أبو عبيد وأبو حاتم قراءة (شنآن) بتسكين النون؛ لأن المصادر إنما تأتي في مثل هذا متحركة، وهي قراءة ابن عامر. النشر 2: 23، القرطبي 3: 2043.
ج- {أن تأتيهم بغتة} 47: 18 قرأ أبو عمرو (بغتة) مثل جربة. وفي الكشاف 3: 456: «وهي غريبة لم ترد في المصادر أختها، وهي مروية عن أبي عمرو، وما أخوفني أن تكون غلطة من الراوي على أبي عمرو».
د- {إذ أنتم بالعداوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى} 8: 42. قال الأخفش: لم يسمع من العرب إلا كسر عين (بالعدوة). البحر 4: 499.
5 - وهذا لون آخر من التلحين {ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام} 5: 2.
قطع أبو جعفر النحاس بأن هذه الآية نزلت عام الفتح سنة ثمان، والصد كان زمن الحديبية سنة ست. فخطأ قراءة ابن كثير وأبي عمرو (إن صدوكم) بكسر الهمزة. النشر 2: 254، القرطبي 3: 2043، البحر 3: 422.
6 - لم يكتف النحويون بتلحين ما خالف قواعدهم، وإنما كان منهم تلحين لبعض القراءات المتواترة مع موافقتها لأقيستهم:
(1/24)



************

أ - {فقاتلوا أئمة الكفر} 9: 12.
قرئ في المتواتر (أيمة) بإبدال الهمزة الثانية ياء. غيث النفع 114 - 115، الإتحاف: 240 وهذه القراءة موافقة للقياس الصرفي.
في الكشاف 2: 142: «فأما التصريح بالياء فليس بقراءة، ولا يجوز أن تكون قراءة، ومنص رح بها فهو لاحن محرف».
وفي البحر 5: 15: «وكيف يكون ذلك لحنا، وقد قرأ به رأس البصريين النحاة أبو عمرو، وقارئ مكة ابن كثير، وقارئ مدينة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم نافع».
ب- {لله الأمر من قبل ومن بعد} 30: 40.
حذف المضاف مع مراعاة لفه جائز وقرى به في (من قبل) وحكى الفراء أن ذلك لغة، معاني القرآن 2: 320.
وأنكر ذلك أبو جعفر النحاس وقال: للفراء في كتابه في القرآن أشياء كثيرة من الغلط. البحر 7: 162.
ج- {أمن هو قانت آناء الليل} 39: 9 قرأ ابن كثير ونافع وحمزة (أمن) بتخفيف الميم. النشر 2: 362، وضعفها الأخفش وأبو حاتم، البحر 7: 418.

الرد على النحويين وغيرهم
1 - إنكار ابن عباس والسيدة عائشة لبعض القراءات، إنما يكون ذلك قبل أن يبلغهما التواتر. البحر 8: 25، فتح الباري 8: 256.
وليس كل صحابي كان حافظا لجميع روايات القرآن، وإليك حديث البخاري 6: 185: «عن ابن شهاب قال: حدثني عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة، وعبد الرحمن بن عبد القادر حدثاه أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول: سمعت
(1/25)



************

هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فكدت أساوره في الصلاة فتصبرت حتى سلم، فلبيته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقلت: كذبت؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقلت: إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «أرسله، اقرأ يا هشام»، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «كذلك أنزلت»، ثم قال: «اقرأ يا عمر»، فقرأت القراءة التي أقراني فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «كذلك أنزلت». «إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا ما تيسر منه».
وحديث السيدة عائشة مع عروة بن الزبير عن وقوع اللحن في القرآن رد عليه الطبري في تفسيره 66: 18 - 19، كما عرض له السيوطي في الإتقان: 182 - 183، والاقتراح: 15 - 16.
وفي الكشاف 1: 313: «والمقيمين الصلاة» 4: 162، ولا يلتفت إلى ما زعموا من وقوعه لحنا في خط المصحف، وربما التفت إليه من لم ينظر في الكتاب، ولم يعرف مذاهب العرب وما لهم في النصب على الاختصاص من الافتنان، وغبى عليه أن السابقين الأولين الذين مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كانوا أبعد همة في الغيرة على الإسلام، وذب المطاعن عنه من أن يتركوا في كتاب الله ثلمة ليسدها من بعدهم، وخرقا يرفوه من لحق بهم».
وفي الكشاف 2: 288 - 289: قال ابن عباس: إنما كتبها الكاتب وهو ناعس. وهذا ونحوه مما لا يصدق في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وكيف يخفى مثل هذا حتى يبقى ثابتا بين دفتي الإمام، وكان
(1/26)



************

متقلبا في أيدي أولئك الأعلام المحتاطين في دين الله، المهيمنين عليه، لا يغفلون عن جلائله ودقائقه، خصوصا عن القانون الذي إليه المرجع، والقاعدة التي عليها البناء، وهذه - والله - فرية ما فيها فرية».
وللسيدة عائشة - رضي الله عنها - حديث آخر رواه مالك ولم يأخذ به.
روى مالك بسنده عن عائشة أنها قالت: «كان فيما أنزل الله عشر رضعات معلومات يحرمن، ثم نسخن بخمس معلومات، فتوفى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهو مما يقرأ من القرآن».
وقد تكلم على هذا الحديث كتاب «مقدمتان في علوم القرآن: 110».
2 - وللرد على النحويين في تحكيم أقيستهم نسوق أقوال العلماء في ذلك:
في غيث النفع: 49: 50: «القراءة لا تتبع العربية، بل العربية تتبع القراءة؛ لأنها مسموعة من أفصح العرب بإجماع، وهو نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ومن أصحابه، ومن بعدهم».
وقال ابن الحاجب في شرح المصل: «والأولى الرد على النحويين ... فليس قولهم بحجة عند الإجماع، ومن القراء جماعة من النحويين، فلا يكون إجماع النحويين حجة في مخالفة القراء لهم، ولو قدر أن القراء ليس فيهم نحوى فإنهم ناقلون لهذه اللغة، وهم مشاركون النحويين في نقل اللغة، فلا يكون إجماع النحويين حجة دونهم، وإذا ثبت ذلك كان المصير إلى قول القراء أولى: لأنهم ناقلون عمن ثبتت عصمته عن الغلط في مثله، ولأن القراءة ثبتت متواترة، وما نقله النحويون آحاد، ثم لو سلم أنه ليس بمتواتر فالقراء أعدل وأثبت؛ فكان الرجوع إليهم أولى. (لطائف الإشارات، للقسطلاني).
وقال الفخر: أنا شديد العجب من هؤلاء النحويين، إذا وجد أحدهم بيتا من الشعر ولو كان قائله مجهولا يجعله دليلا على صحة القراءة، وفرح به، ولو جعل ورود القراءة دليلا على صحته كان أولى.
(1/27)



************

وقال صاحب الانتصاف: ليس القصد تصحيح القراءة بالعربية، بل تصحيح العربية بالقراءة.
وقال النضر بن شميل: إن جاز أن يحتج بقول العجاج ورؤية فهلا جاز أن يحتج بقول الحسن وصاحبه. البحر 7 - 46.
وقال أبو حيان في البحر 7: 216: «القراءة سنة متبعة ويوجد فيها الفصيح والأفصح؛ وكل ذلك من تيسره تعالى القرآن للذكر»، وقال أيضا:
أ- ليس العلم مقصورا على ما نقله وقال البصريون، البحر 2: 318.
ب- فإن لسان العرب ليس محصورا فيما نقله البصريون فقط، والقراءات لا تجيء على ما علمه البصريون، ونقلوه، بل القراء من الكوفيين يكادون يكونون مثل قراء البصرة. البحر: 2: 362 - 363.
ج- ولسنا متعبدين بأقوال نحاة البصرة. البحر 4: 271.
د- ولا مبالاة بمخالفة نحاة البصرة في مثل هذا. البحر 4: 471.
ولما رجح ابن عطية نقل أبي الفتح على نقل أبي عمرو الداني رد عليه أبو حيان فقال:
«قال ابن عطية: وأبو الفتح أثبت، أي من أبي عمرو الداني وهذا الذي قاله من أن أبا الفتح أثبت كلام لا يصح، إذ رتبة أبي عمرو الداني في القراءات ومعرفتها، وضبط رواياتها، واختصاصه بذلك بالمكان الذي لا يدانيه أحد من أئمة القراءات، فضلا عن النحاة الذين ليسوا بمقرئين، ولا رووا القرآن عن أحد، ولا روى عنهم القرآن أحد، هذا مع الديانة الزائدة، والتثبت في النقل، وعدم التجاسر، ووفور الحظ من العربية، فقد رأيت له كتابا في (كلا، وكلتا) وكتابا في إدغام أبي عمرو الكبير دل على إطلاعه على ما لا يكاد يطلع عليه أئمة النحاة ولا المعربين، إلى سائر تصانيفه رحمه الله، البحر 4: 309 والنهر أيضا ص 308.
ذكرت أن أبا عبيد القاسم بن سلام جهل ما في كتاب سيبويه من ذكره للغتين في (غدوة) فسارع إلى تخطئة ابن عامر في قراءته (بالغدوة).
(1/28)



************

ولقد وقع من ابن قتيبة ما هو أشنع من هذا.
أخطأ ابن قتيبة في الأعراب، ففسد المعنى نتيجة هذا الإعراب الخاطئ، ثم جعل القراءة كفرا ولحنا لا تصح به الصلاة، ولو استقام له الإعراب ما فسد المعنى ولا رتب عليه هذه النتائج.
أعرب ابن قتيبة المصدر المؤول في قوله تعالى:
1 - {ولا يحزنك قولهم إن العزة لله جميعا} [10: 65].
2 - {فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون} [36: 76].
على قراءة فتح همزة (إن) مفعولا للقول على تأويله بالظن، ففسد المعنى، فجعل ذلك لحنا، ولو أعرب المصدر المؤول على حذف لام العلة ما فسد المعنى.
ثم لو اتبع إعراب قتيبة في قراءة كسر الهمزة بأن تجعل الجملة مفعولا للقول لكان المعنى فاسدا أيضا.
في تأويل مشكل القرآن: 12 «لو أن قارئا قرأ {فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون} وترك طريق الابتداء بأنا، وأعمل القول فيها بالنصب على مذهب من ينص (أن) بالقول؛ كما ينصبها بالظن - لقلب المعنى عن جهته، وأزاله عن طريقه، وجعل النبي عليه السلام محزونا لقولهم: {إن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون} وهذا كفر ممن تعمده، وضرب من اللحن لا تجوز الصلاة به ولا يجوز للمأموين أن يتجوزوا فيه».
وفي ابن خالويه: 57: {فلا يحزنك قولهم إن العزة لله جميعا}، بفتح الهمزة أبو حيوة. قال ابن قتيبة: من فتح همزة (أن) هاهنا فقد كفر.
قال ابن خالويه: وله وجه عندي ذهب عن ابن قتيبة بنصب (أن) بتقدير فعل غير القول. والتأويل: ولا يحزنك قولهم إنكارهم أن العزة لله».
وفي البحر 5: 176: «وقرأ أبو حيوة بفتح الهمزة، وليس معمولا لقولهم؛
(1/29)



************

لأن ذلك لا يحزن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ إذ هو قول حق، وخرجت هذه القراءة على التعليل».
ولابن مجاهد خطأ يشاكل خطأ ابن قتيبة: غبى عليه أن (إن) يجوز فتح همزتها وكسرها بعد فاء جواب الشرط؛ فلحن قراءة فتح الهمزة في قوله تعالى:
{ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم} [72: 23].
في ابن خالويه: 161: {فإن له نار جهنم} بالفتح طلحة «وسمعت ابن مجاهد يقول: ما قرأ بذلك أحد، وهو لحن؛ لأنه بعد فاء الشرط».
وفي البحر 8: 354: «وكان ابن مجاهد إماما في القراءات، ولم يكن متسع القول فيها كابن شنبوذ، وكان ضعيفا في النحو، وكيف يقول: ما قرأ به أحد، وهذا طلحة بن مصرف قرأ به، وكيف يقول: وهو لحن والنحويون قد نصوا على أن ما بعد فاء الشرط يجوز فيها الفتح والكسر».
تبين لي مما جمعته من تلحين القراء أن أكثر القراء الذين لحنهم النحويون هو ابن عامر وحمزة.
قال أبو حيان عن ابن عامر:
أ- «فابن عامر عربي صريح، كان موجودا قبل أن يوجد اللحن؛ لأنه قرأ القرآن على عثمان بن عفان، ونصر بن عاصم أحد الأئمة في النحو، وهو ممن أخذ علم النحو عن أبي الأسود الدؤلي مستنبط علم النحو» البحر 4: 136 وكرر ذلك في 4: 271، 229.
ب- في البحر 1: 366: «ثم هي قراءة ابن عامر، وهو رجل لم يكن ليلحن. فالقول بأنها لحن من أكبر الخطأ المؤثم الذي يجر قائله إلى الكفر إذ هو طعن على ما علم نقله بالتواتر من كتاب الله تعالى».
(1/30)



************

وقال ابن الجزري في النشر 1: 144 عن ابن عامر «وكان إماما كبيرا، وتابعيا جليلا، وعالما شهيرا، أم المسلمين بالجامع الأموي في أيام عمر بن عبد العزيز، وناهيك بذلك منقبة، وجمع له بين الإمامة، والقضاء، ومشيخة الإقراء بدمشق، ودمشق إذ ذاك دار الخلافة، ومحط رجال العلماء والتابعين، فأجمع الناس على قراءته، وعلى تلقيها بالقبول، وهم الصدر الأول الذين هم أفاضل المسلمين».
وقال عنه أيضا في النشر 2: 264 «ولقد بلغنا عن هذا الإمام أنه كان في حلقته أربعمائة عريف يقومون عنه بالقراءة. ولم يبلغنا من أحد من السلف رضي الله عنهم على اختلاف مذاهبهم وتباين لغاتهم، وشدة ورعهم أنه أنكر على ابن عامر شيئا من قراءته، ولا طعن فيها، ولا أشار إليها بضعف، ولقد كان الناس بدمشق وسائر بلاد الشام، حتى الجزيرة الفراتية وأعمالها لا يأخذون إلا بقراءة ابن عامر، ولا زال الأمر كذلك إلى حدود الخمسمائة».
وقال عنه في طبقات القراء 1: 425: «وقال أبو علي الأهوازي: كان عبد الله بن عامر إماما عالما، ثقة فيما أتاه، حافظا لما رواه. متقنا لما وعاه، عارفا فهما قيما فيما جاء به، صادقا فيما نقله، من أفضال المسلمين، وخيار التابعين، وأجلة الراوين، لا يتهم في دينه، ولا يشك في يقينه، ولا يرتاب في أمانته، ولا يطعن عليه في روايته، صحيح نقله، فصحيح قوله، عاليا في قدره، مصيبا في أمره، مشهورا في علمه، مرجوعا إلى فهمه، لم يتعد فيما ذهب إليه الأثر، ولم يقل قولا يخالف فيه الخبر، توفى بدمشق سنة 118».
وقال ابن الجزري في النشر 1: 166 عن حمزة: «وكان إمام الناس في القراءة بالكوفة بعد عاصم، والأعمش، وكان ثقة كبيرا، حجة راضيا، قيما بكتاب الله، مجودا عارفا بالفرائض والعربية، حافظا للحديث، ورعا عابدا، خاشعا ناسكا، زاهدا قانتا لله، لم يكن له نظير».
وقال عنه في طبقات القراء: 1: 263: «قال أبو حنيفة لحمزة: شيئان غلبتنا
(1/31)



************

عليهما لسنا ننازعك فيهما: القرآن والفرائض.
وقال سفيان الثوري: غلب حمزة الناس على القرآن والفرائض.
وقال عنه أيضا: «ما قرأ حمزة حرفا من كتاب الله إلا بأثر».
قال عبد الله بن موسى: كان حمزة يقرأ القرآن حتى يتفرق الناس، ثم ينهض، فيصلي أربع ركعات، ثم يصلي ما بين الظهر إلى العصر، وما بين المغرب والعشاء، وكان شيخه الأعمش إذا رآه قد أقبل يقول: هذا حبر القرآن.
وأما ما ذكره عن عبد الله بن إدريس، وأحمد بن حنبل من كراهة قراءة حمزة فإن ذلك محمول على قراءة من سمع منه ناقلا عن حمزة، وما آفة الأخبار إلا رواتها.
قال ابن مجاهد: قال محمد بن الهيثم: والسبب في ذلك أن رجلا ممن قرأ على سليم حضر مجلس ابن إدريس فقرأ فسمع ابن إدريس ألفاظا فيها إفراط في المد والهمز، وغير ذلك من التكلف، فكره بذلك ابن إدريس، وطعن فيه. قال محمد بن الهيثم: وقد كان حمزة يكره هذا، وينهى عنه.
قلت: أما كراهته الإفراط في ذلك فقد روينا عنه من طرق أنه كان يقول لمن يفرط عليه في المد والهمز: لا تفعل؛ أما علمت أن ما فوق البياض فهو برص، وما كن فوق الجعودة فهو قطط، وما كان فوق القراءة فليس بقراءة.
قال يحيى بن معين: سمعت محمد بن فضيل يقول: ما أحسن أن الله يدفع البلاء عن أهل الكوفة إلا بحمزة».
توفى سنة سبع وأربعين ومائة.
ومن المفارقات العجيبة أن ابن جنى وصف القراء عامة في الخصائص بضعف الدراية؛ كما وصفهم في المنصف بالسهو والغلط، إذ ليس لهم قياس يرجعون إليه. ولكنه في المحتسب يدافع عن القراء ويرد على من يخطئهم في القراءات الشواذ.
في المحتسب 1: 210 - 211: «وقول ابن مجاهد: خطأ فيه سرف، ولكن وجه
(1/32)



************

غيره أقوى منه».
وفي المحتسب 1: 236: «ليس ينبغي أن يطلق على شيء له وجه من العربية قائم، وإن كان غيره أقوى منه - أنه غلط».
ويدافع عن قراءة شاذة لأبي عمرو فيقول في المحتسب 2: 372: «ولابد من إحسان الظن بأبي عمرو، ولا سيما وهو القرآن، وما أبعده عن الزيغ والبهتان».
كذلك تبين لي أن أكثر النحويين ردا للقراءات هو أبو حاتم السجستاني.
قال عنه تلميذه المبرد: «كان أبو حاتم دون أصحابه في النحو، ولم يحلق بهم». البحر 7: 69.
وقال عنه أبو حيان: «كان أبو حاتم يطعن في بعض القراءات بما لا علم له به جسارة منه. عفا الله عنه» البحر 8: 61.
(1/33)



************

القراء السبعة
ونصيب كل منهم في تلحين قراءته
ابن عامر (ت 118)
1 - {إذا قومك منه يصدون} [43: 57]. بضم الصاد سبعية. النشر 2: 369. أنكرها ابن عباس. البحر 8: 25.
2 - {إذا أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى} [8: 42]. قرأ ابن عامر (بالعدوة) بضم العين. النشر 2: 276. لحنها أبو عمرو. البحر 4: 499.
3 - {إن هاذان لساحران} [20: 63]، بتشديد (إن). قال أبو عمرو: غلط من الكاتب. تأويل مشكل القرآن: 26.
4 - {زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم} [6: 137] بنصب (أولادهم) وجر (شركائهم). ردها الفراء. معاني القرآن 1: 358. وقال أبو علي في «الحجة»: ولو عدل عنها إلى غيرها كان أولى، وأنكرها الطبري في تفسيره والكشاف 2: 42.
5 - {كذب أصحاب الأيكة المرسلين} [26: 176] قرأ ابن عامر (ليكة). النشر 2: 336. طعن فيها ابن قتيبة، والمبرد والزجاج والفارسي وأبو عبيد. البحر 7: 37.
6 - {وكذلك نجى المؤمنين} [21: 88] قرأ ابن عامر وأبو بكر بحذف إحدى النونين وتشديد الجيم. الإتحاف: 311 لحنها الزجاج والفارسي. البحر 6: 335.
(1/34)



************

7 - {وقالت هيت لك} [12: 23] قرأ ابن عامر: هئت لك بالهمزة وكسر الهاء وفتح التاء. غيث النفع: 134 - 135، النشر 2: 193 - 195.
قال الفارسي في «الحجة»: وهم من الراوي.
8 - {قالوا أرجه وأخاه} [7: 111].
قرأ ابن عامر (أرجئه) بالهمزة وكسر الهاء. الإتحاف 227 - 228.
قال الفارسي: هي غلط وتبعه ابن مجاهد، والحوفي. البحر 4: 360.
999 - {السفاء ألا} [2: 13]. {ويمسك السماء أن} [22: 65].
{هؤلاء إن كنتم} [2: 31].
قال أبو الفتح: تحقيق الهمزتين ضعيف عندنا. الخصائص 3: 143. هو قراءة ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي. غيث النفع: 27.
10 - {ولا تحسبن الذين كفروا سبقوا} [8: 59].
قرأ ابن عامر (يحسبن) بالياء. النشر 2: 227.
في الكشاف 2: 132 «ليست بنيرة».
11 - {كن فيكون} [2: 117].
قرأ ابن عامر بنصب (فيكون) الإتحفا: 146.
لحنها ابن عطية. البحر 1: 366.
12 - {يدعون ربهم بالغداة والعشي} [6: 52، 18: 28].
قرأ ابن عامر (بالغدوة) فيهما. النشر 2: 258، سيبويه 2: 48، المقتضب 3: 371.
خطأها أبو عبيد. البحر: 136.
13 - {سبقوا إنهم لا يعجزون} [8: 59].
قرأ ابن عامر بفتح همزة (إنهم). النشر 2: 277.
استبعدها أبو عبيد وأبو حاتم. البحر 4: 510.
(1/35)



************

14 - {ولا يجرمنكم شنآن قوم} [5: 2].
قرأ ابن عامر (شنآن) بتسكين النون. النشر 2: 253.
أنكرها أبو عبيد وأبو حاتم. القرطبي 3: 2043.
15 - {حملته أمه كرها ووضعته كرها} [46: 15].
قرأ (كرها) بفتح الكاف نافع وابن كثير وأبو عمرو وهشام. النشر 2: 373، الإتحاف: 391.
أنكر الفتح أبو حاتم. البرح 8: 60.
16 - {وإن تلووا أو تعرضوا} [4: 135].
قرأ ابن عامر وحمزة (تلوا) وخطأها ابن قتيبة. تأويل مشكل القرآن: 44.
17 - {وتظنون بالله الظنونا هنالك} [33: 10 - 11].
و (الرسولا * وقالوا). و (السبيلا * ربنا).
قرأ ابن عامر ونافع وعاصم بألف في الثلاثة، وقفا ووصلا. النشر 2: 347 - 348.
ضعفها الطبري. تفسيره 21: 84.
18 - {فبهداهم اقتده} [6: 90].
رواية هشام (اقتده) بكسر الهاء مع القصر، ورواية ابن ذكوان مع الإشباع كلاهما عن ابن عامر. غيث النفع: 93.
غلط قراءة الكسر ابن مجاهد لظنه أنها هاء السكت. البحر 4: 176.

ابن كثير (ت 120)
1 - {قسد مع الله قول التي تجادلك} [58: 1].
ابن كثير مع الجمهور في تبيين دال (قد سمع). الإتحاف 411.
قال الكسائي: من بين الدال فلسانه أعجمي. البحر 8: 232.
(1/36)



************

2 - {أمن هو قانت آناء الليل} [39: 9].
قرأ ابن كثير بتخفيف الميم في (أمن). النشر 2: 365.
لحنها الأخفش وأبو حاتم. البحر 7: 418.
3 - {من كان عدوا لجبريل} [2: 97].
قرأ ابن كثير (جبريل) بفتح الجيم. النشر 2: 219. قال الفراء: لا أحبها لأنه ليس في الكلام (فعليل). البحر 1: 318.
4 - {ثم ليقطع} [22: 15].
بتسكين اللام قراءة ابن كثير وعاصم. غيث النفع: 173.
لحنها المبرد. المقتضب 2: 134.
5 - {ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم} [5: 2]
ابن كثير وأبو عمرو (إن) بكسر الهمزة، النشر 2: 254.
أنكرها النحاس. البحر 3: 422، القرطبي 3: 2043.
6 - {إن قتلهم كان خطأ كبير} [17: 31]
قرأ ابن كثير (خطاء) مصدر خاطأ. النشر 2: 307.
قال أبو حاتم: غلط. البحر 6: 32، القرطبي 5: 3869.
7 - {حملته أمه كرها ووضعته كرها} [46: 15]
قرأ (كرها) بفتح الكاف أبو عمرو، ونافع، وابن كثير. الإتحاف: 391.
أنكرها أبو حاتم. البحر 8: 60.
8 - (ضياء). روى قنبل (ضئاء) بالهمز. النشر 1: 406، غيث النفع: 118. زعم ابن مجاهد أنها غلط. النشر 1: 406.
9 - (أئمة). أبدل أبو عمرو، وابن كثير، ونافع الهمزة الثانية ياء. الإتحاف: 240، البحر 5: 15.
أنكرها الزمخشري. الكشاف 2: 142.
(1/37)



************

أبو عمرو بن العلاء (ت 154)
1 - {نوله ما تولى ونصله جهنم} [4: 115].
سكن الهاء أبو عمرو. الإتحاف: 194 التسكين من وهم القراء. معاني القرآن 2: 75 - 76.
2 - {يؤده إليك} [3: 75]
تسكين الهاء لأبي عمرو. غيث النفع: 66 لحن المبرد قراءة التسكين والزجاج أيضا. البحر 2: 499، نزهة الألبا: 365.
3 - {يغفر لكم من ذنوبكم} [71: 4].
{فيغفر لمن يشاء} [2: 284]
في الكشاف 1: 171 «ومدغم الراء في اللام مخطئ خطأ فاحشا، وراويه عن أبي عمرو مخطئ مرتين»، البرهان 1: 322.
4 - (ائمة) أبدل أبو عمرو، وابن كثير، ونافع الهمزة الثانية ياء، الإتحاف: 240، البحر 5: 15 أنكرها الزمخشري. الكشاف 2: 142.
5 - {عادا الأولى} [53: 50]
قرأ أبو عمرو عاد لؤلى. لحنها المبرد. نزهة الألبا: 365، المنصف 1: 311.
6 - {حملته أمه كرها ووضعته كرها} [46: 15]
قرأ (كرها) بفتح الكاف أبو عمرو، وابن كثير، ونافع وهشام. الإتحاف: 391 أنكر الفتح أبو حاتم. البحر 8: 60.
7 - {ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام} [5: 2]
قرأ ابن كثير وأبو عمرو بكسر همزة (إن)، وأنكرها النحاس: النشر 2: 254 القرطبي 3: 2043، البحر 3: 422.
(1/38)



************

نافع (ت 169)
1 - {إذا قومك منه يصدون} [43: 57].
قرأ نافع (يصدون) بضم الصاد. النشر 2: 369 أنكرها ابن عباس. البحر 8: 25.
2 - {إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى} [8: 42]
قرأ نافع مع عاصم (بالعدوة) بضم العين. النشر 2: 276، لحنها أبو عمرو. البحر 4: 499.
3 - {قد سمع الله} [58: 1].
الجمهور بتبيين الدال. الإتحاف: 411 قال الكسائي: من بين الدال فلسانه أعجمي. البحر 8: 232.
4 - نبى النبى. النبيون همز نافع النبيين معرفة ونكرة ومفردا وجمعا في جميع القرآن. قال سيبويه عن الهمز: قليل رديء.
5 - {أمن هو قانت آناء الليل} [39: 9].
قرأ نافع وغيره بتخفيف الميم من (أمن). النشر 2: 362 لحنها الأخفش وأبو حاتم. البحر 7: 418.
6 - {معايش}. همزها نافع، قال المازني عنه: لم يكن يدري ما العربية. المنصف 1: 307، المقتضب.
7 - {كذب أصحاب الأيكة المرسلين} [26: 176].
قرأ نافع (ليكة). النشر 2: 336 طعن فيها ابن قتيبة، والمبرد، والزجاج، والفارسي، والزمخشري. البحر 7: 37.
8 - {سواء عليهم أأنذرتهم} [2: 6].
أبدل الهمزة الثانية ألفا نافع. غيث النفع: 26، الإتحاف: 128. أنكرها الزمخشري. الكشاف 1: 26.
9 - {فبم تبشرون} [15: 54].
(1/39)



************

قرأ نافع (نبشرون) بنون واحدة مكسورة. الإتحاف: 275.
خطأها ابن قتيبة. تأويل مشكل القرآن: 45.
10 - {أفغير الله تأمروني} [39: 64].
قرأ نافع بنون واحدة. النشر 2: 363. استشكلها ابن عطية. البحر 7: 439.
11 - (أئمة) أبدل نافع وابن كثير وأبو عمرو الهمزة الثانية ياء، وأنكرها الزمخشري. الكشاف 2: 142، البحر 5: 15.
12 - {حملته أمه كرها ووضعته كرها} [46: 15].
قرأ أبو عمرو، وابن كثير، ونافع (كرها) بفتح الكاف. الإتحاف: 391. أنكرها أبو حاتم. البحر 8: 60.

عاصم (ت 127)
1 - {وظنوا أنهم قد كذبوا} [12: 110].
حديث البخاري 6: 77 - 78.
2 - {إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى} [8: 42].
(بالعدوة) بضم العين. لحنها أبو عمرو. البحر 4: 499.
3 - {قد سمع الله} [58: 1].
قال الكسائي من أظهر الدال فلسانه أعجمي. البحر 8: 223.
4 - {ثم ليقطع} [22: 15].
لحنها المبرد. المقتضب 2: 134
5 - {وكذلك نجي المؤمنين} [21: 88].
لحنها الزجاج والفارسي. البحر 6: 335.
6 - {وقيل من راق} [75: 27].
بيان النون معيب في الإعراب، معيب في الأسماع. الخصائص 1: 94، الإتحاف: 428.
(1/40)



************

7 - {السفهاء ألا} [2: 13] {ويمسك السماء أن} [22: 65]
{هؤلاء إن} [2: 31].
تحقيق الهمزتين جائز على ضعف عندنا، الخصائص 3: 143. هو قراءة ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي. غيث النفع: 27.

الكسائي (ت 180)
1 - {إذا قومك منه يصدون} [43: 57]
قرأ الكسائي (يصدون) بضم الصاد. النشر 2: 369.
أنكرها ابن عباس. البحر 8: 25.
2 - {وظنوا أ، هم قد كذبوا} [12: 110]. مع عاصم.
3 - {هنالك الولاية} [18: 44].
(الولاية) بكسر الواو حمزة والكسائي. النشر 2: 277.
لحنها أبو عمرو والأصمعي، والأخفش. البحر 6: 130.
4 - {فيؤمئذ لا يعذب عذابه أحد * ولا يوثق وثاقه أحد} [89: 25 - 26].
الكسائي بفتح الذال من (يعذب) والثاء من (يوثق). النشر 2: 400 أنكرها أبو عمرو لأنها لم تبلغه على وجه التواتر. منجد القارئين: 68.
5 - {إن هذان لساحران} [20: 63]
قال أبو عمرو: غلط من الكاتب: تأويل مشكل القرآن: 36.
6 - {ثم ليقطع} [15: 22]. مع عاصم.
7 - {ثلثمائة سنين} [18: 25].
قرأ الكسائي بالإضافة. غيث النفع: 115، النشر 2: 310.
خطأ أبو حاتم والمبرد الإضافة. المقتضب 12: 171، البحر 6: 117.
(1/41)



************

8 - {إن نشأ نخسف بهم الأرض} [4: 9].
أدغم الكسائي الفاء في الباء النشر 2: 349.
قال أبو علي: وذلك لا يجوز. البحر 7: 260 - 261، الكشاف 3: 253.
9 - {السفهاء ألا} [2: 13]. {ويمسك السماء أن} [22: 65].
{هؤلاء إن} [2: 13]. مع عاصم.
10 - {كن فيكون} [2: 117] مع ابن عامر (فيكون) بفتح النون.
11 - {بل عجبت ويسخرون} [37: 12].
قرأ حمزة والكسائي (بل عجبت) بتاء المتكلم. النشر 2: 356.
أنكرها شريح القاضي وقال: إن الله لا يعجب. البحر 7: 354.

حمزة (ت 150)
1 - {وظنوا أنهم قد كذبوا} [12: 10]
مع عاصم بتخفيف الذال من (كذبوا).
2 - {هنالك الولاية} [18: 44].
مع الكسائي بكسر الواو من (ولاية)
3 - {إن هذان لساحارن} [20: 63 ي.
مع الكسائي بتشديد (إن) وهذان.
4 - {أمن هو قانت آناء الليل} [39: 9].
مع نافع بتخفيف الميم من (أمن).
5 - {وما أنتم بمصرخي} [14: 22].
بكسر الياء المشددة من (بمصرخي) النشر 2: 298.
من وهم القراء عند الفراء. معاني القرآن 2: 75 - 76، البحر 5: 419.
6 - {إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله} [2: 229].
بالبناء للمجهول في (يخافا) الإتحاف 158.
(1/42)



************

قال الفراء: ولا يعجبني ذلك. معاني القرآن 1: 145، البحر 2: 198.
7 - {ثم ليقطع} [22: 15].
مع عاصم في تسكين م الأمر. غيث النفع: 173.
8 - {ثلثمائة سنين} [18: 25].
مع الكسائي بالإضافة.
9 - {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} [4: 1].
قرأ حمزة بخفض الأرحام النشر 2: 298 - 299، غيث النفع: 143، خطأها المبرد. القرطبي 5: 2، البحر 5: 195.
10 - {يؤده إليك} [3: 75].
بتسكين الهاء مع أبي عمرو.
11 - {ومكر السيء} [35: 43].
بالتسكين في (السيء) وصلا. الشنر 2: 352، ردها المبرد والزجاج والزمخشري، الكشاف 3: 278، البحر 7: 319.
12 - {فما اسطاعوا أن يظهروه} [18: 97].
قرأ حمزة (فما اسطاعوا) بتشديد الطاء. النشر 2: 316. طعن فيها الزجاج والفارسي. لسان العرب (طوع).
13 - {السفهاء ألا} [2: 13] {ويمسك السماء أن} [22: 65]
{هؤلاء إن} [2: 31].
مع عاصم.
14 - {ولا تحسبن الذين كفروا سبقوا} [8: 59].
قرأ بالياء مع ابن عامر.
15 - {بل عجبت ويسخرون} [37: 12].
(عجبت) بتاء المتكلم مع الكسائي.
(1/43)



************

الطوائف التي لحنت القراءات
أ - من الصحابة والتابعين:
عبد الله بن عباس
1 - {إذا قومك منه يصدون} [43: 75].
في النشر 2: 369: «واختلفوا في (يصدون): فقرأ ابن كثير والبصريان، وعاصم، وحمزة بكسر الصاد، وقرأ الباقون بضمها».
وفي البحر 8: 25: «وروى ضم الصاد عن علي، وأنكرها ابن عباس، ولا يكون إنكارها إلا قبل أن يبلغه تواترها. وقال الكسائي والفراء: هما لغتان».
2 - {أفلم ييأس الذين آمنوا} [13: 31].
في ابن خالويه: 67: {أفلم يتبين الذين آمنوا} علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وجعفر بن محمد، وابن مسعود، وابن عباس، قال ابن عباس: إنما كتبها الكاتب، وهو ناعس. انظر لسان العرب 6: 260.
وفي الكشاف 2: 288 - 289: «وقيل: إنما كتبه الكاتب، وهو ناعس مستوى السينات. وهذا ونحوه مما لا يصدق في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ...» وانظر البحر 5: 393.

السيدة عائشة
1 - {وظنوا أنهم قد كذبوا} [12: 110].
حديث البخاري السابق.
وانظر النشر 2: 296، والبحر 5: 354.
2 - {عندها جنة المأوى} [53: 15].
(1/44)



************

في المحتسب 2: 293: «قال أبو حاتم: روى عن ابن عباس وعائشة وابن الزبير قالوا: من قرأها (جنة المأوى) بالهاء فجنة الله. وروى أبو حاتم أيضا عن عبد الله بن قيس قال: سمعت عبد الله بن الزبير يقرؤها (جنه المأوى) بالهاء البينة».
وفي البحر 8: 159 - 160: «وقرأ علي وأبو الدرداء، وأبو هريرة، وابن الزبير، وأنس، وزر محمد بن كعب، وقتادة (جنه) بهاء الضمير، و (جن) فعل ماض، والهاء ضمير النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أي عندها ستره إيواء الله تعالى، وجميل صنعه ...».
وروت عائشة وصحابة معها هذه القراءة وقالوا: أجن الله من قرأها.
وإذا كانت قراءة قرأها أكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فليس لأحد ردها.
وفي الاقتراح: 15: «فإن قلت: فقد روى عن عثمان أنه لما عرضت عليه المصاحف قال: إن فيها لحنا ستقيمه العرب بألسنتها وعن عروة قال: سألت عائشة عن لحن القرآن عن قوله: {إن هذان لساحران}، وعن قوله: {والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة}، وعن قوله: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون} فقالت: يا ابن أختي، هذا عمل الكتاب أخطؤا في الكتاب» ثم أخذ يرد على هذا ...

شرح القاضي
1 - {بل عجبت ويسخرون} [37: 12].
في النشر 2: 356 «واختلفوا في (بل عجبت): فقرأ حمزة والكسائي وخلف بضم التاء. وقرأ الباقون بفتحها».
وفي البحر 7: 354: «وقرأ حمزة والكسائي ... بتاء المتكلم، وأنكر شريح
(1/45)



************

القاضي هذه القراءة، وقال: الله لا يعجب، فقال إبراهيم: كان شريح معجبا بعلمه وعبد الله أعلم منه، يعني عبد الله بن مسعود».

ب- ومن النحويين القراء:
أبو عمرو بن العلاء
1 - {هؤلاء بناتي هن أطهر لكم} [11: 78].
قرأ ابن مسعود بنصب (أطهر)، وابن مروان.
وفي كتاب سيبويه 1: 397: «وزعم يونس أن أبا عمرو رآه لحنا، وقال: احتبى ابن مروان في هذه في اللحن».
2 - {هنالك الولاية لله الحق} [18: 44].
{ما لكم من ولايتهم من شيء} [8: 72].
في النشر 2: 277: «واختلفوا في (ولايتهم) هنا وفي (الكهف): فقرأ حمزة بكسر الواو فيهما، وافقه الكسائي وخلف في الكهف. وقرأ الباقون بفتح الواو في الموضعين».
وفي البحر 6: 130: «وحكى عن أبي عمرو، والأصمعي أن كسر الواو هنا لحن لأن فعالة إنما مجيء فيما كان صنعة، أو معنى متقلدا، وليس هنالك تولي أمور».
3 - {إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى} [8: 42].
في النشر 2: 276 «واختلفوا في «بالعدوة» في الموضعين: فقرأ ابن كثير والبصريان بكسر العين فيهما. وقرأ الباقون بالضم فيهما».
(1/46)



************

وفي البحر 4: 499 «وأكر أبو عمرو الضم فيهما، وقال الأخفش: لم نسمع من العرب إلا الكسر. وقال أبو عبيد: الضم أكثرهما».
4 - {ولا قربا هذه الشجرة} [2: 35].
في المحتسب 1: 73: «ومن ذلك قال عباس: سألت أبا عمرو عن (الشجرة) فكرهها وقال: يقرأ بها برابرة مكة وسودانها»
وف يالبحر 1: 158: «وقرئ (الشجرة) بكسر الشين، حكاها هارون الأعور عن بعض القراء. وقرئ أيضا (الشيرة) بكسر الشين والياء المفتوحة بعدها، وكره أبو عمرو هذه القراءة وقال: يقرأ بها برابرة مكة وسودانها. وينبغي ألا يكرهها؛ لأنها لغة منقولة».
5 - {فيؤمئذ لا يعذب عذابه أحد * ولا يوثق وثاقه أحد} [89: 25 - 26].
في النشر 2: 400 «واختلفوا في (لا يعذب، ولا يوثق): فقرأ يعقوب والكسائي بفتح الذال والثاء. وقرأ الباقون بكسرهما».
وفي منجد القارئين لابن الجزري: 68 «وقال محمد بن صالح: سمعت رجلا يقول لأبي عمرو: كيف تقرأ {لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد} فقال: لا يعذب بالكسر، فقال له الرجل: كيف وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (لا يعذب) بالفتح؟
فقال له أبو عمرو: لو سمعت الرجل الذي قال: سمعت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما أخذته عنه، وتدري ما ذاك؟ لأني أتهم الواحد الشاذ، إذا كان على خلاف ما جاءت به العامة. قال الشيخ أو الحسن السخاوي: وقراءة الفتح أيضا ثابتة بالتواتر.
قلت: صدق؛ لأنها قراءة الكسائي. قال السخاوي: وإنما تواتر الخبر عند قوم دون قوم، وإنما أنكرها أبو عمرو: لأنها لم تبلغه على وجه التواتر».
(1/47)



************

6 - {قلن حاش لله} [12: 31].
في الإنصاف: 181 «قراءة (حاش لله) قد أنكرها أبو عمرو بن العلاء سيد القراء، وقال: العرب لا تقول: حاش لك، ولا حاشك، وإنما تقول: حاشا لك، وحاشاك، وكان يقرؤها (حاشا لله) بالألف في الوصل، ويقف بغير ألف في الوقف، متابعة للمحصف؛ لأن الكتابة على الوقف، لا على الوصل، وكذلك قال عيسى بن عمر الثقفي، وكان من الموثوق بعلمهم في العربية».
7 - {إن هذان لساحران} [20: 63]
قرأ أبو عمرو بن العلاء، وعيسى بن عمر: {إن هذين لساحران} وذهبا إلى أنه غلط من الكاتب؛ كما قالت عائشة. تأويل مشكل القرآن: 36.
8 - كان أبو عمرو يقرأ: {فأصدق وأكون} بالنصب، ويذهب إلى أن الكاتب أسقط الواو؛ كما تسقط حروف المد واللين من (كلمون) وأشباه ذلك. تأويل مشكل القرآن: 40.

الكسائي
1 - {قد سمع الله قول التي تجادلك} [58: 1]
في الإتحاف: 411 «أدغم دال (قد سمع) أبو عمرو وهشام، وحمزة، والكسائي، وخلف».
وفي البحر 8: 323 «قرأ الجمهور (قد سمع) بالبيان ... قال خلف بن هشام البزار: سمعت الكسائي يقول: من قرأ (قد سمع) فبين الدال عند السين فلسانه أعجمي، ليس بعربي.
ولا يلتفت إلى هذا القول؛ فالجمهور على البيان».
2 - {حتى يلج الجمل في سم الخياط} [7: 40]
في المحتسب 1: 249 «ومن ذلك قراءة ابن عباس، وسعيد بن جبير ... {حتى يلج الجمل} بتشديد الميم.
(1/48)



************

وفي البحر 4: 297 «وعن الكسائي أن الذي روى (الجمل عن ابن عباس كان أعجميا، فشدد الميم لعجمته». قال ابن عطية: وهذا ضعيف لكثرة أصحاب ابن عباس على القراءة بها، ولكثرة القراء بها غير ابن عباس».

ج- ومن النحويين:
سيبويه
قال في كتابه 1: 74 «القراءة لا تخالف لأنها السنة».
ولم يمنعه هذا من رد بعض القراءات: قال عن همز «نبي، والنبي ...».
1 - «وقد بلغنا أن قوما من أهل الحجاز من أهل التحقيق يحققون (نبي، وبريئة) وذلك قليل رديء» 2: 170.
وقال الرضى في شرح الشافية 3: 35 «مذهب سيبويه أن ذلك رديء، مع أنه قرئ به، ولعل القراءات السبع عنده ليست متواترة، وإلا لم يحكم برداءة ما ثبت أنه من القرآن الكريم، تعالى عنها».
2 - {فيغفر لمن يشاء} [2: 284].
أدغم أبو عمرو الراء في اللام، وهي سبعية. النشر 2: 237، غيث النفع: 58.
ومنع سيبويه هذا الإدغام فقال في كتابه 2: 412 «والراء لا تدغم في اللام».
3 - جعل سيبويه اختلاس حركة هاء الغائب، وتسكينها من الضرائر الشعرية وقد قرء بهما في السبع. انظر المقتضب 1: 39 - 40.
4 - نقل في كتابه تلحين أبي عمر لابن مروان 1: 397.
(1/49)



************

أبو الحسن الأخفش
1 - {فنظرة إلى ميسرة} [2: 280]
أنكر الأخفش قراءة (ميسره) لأنه ليس في الكلام (مفعل) بضم العين، المخصص 14: 196 وانظر المحتسب 1: 144 - 145.
2 - {يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار} [24: 43].
في النشر 2: 332 «واختلفوا في (يذهب بالأبصار): فقرأ أبو جعفر بضم الياء، وكسر الهاء. فقيل إن باء (بالأبصار) زائدة ... والظاهر أنها تكون بمعنى (من). وقرأ الباقون بفتح الياء والهاء».
وفي البحر 6: 465 «وذهب الأخفش وأبو حاتم إلى تخطئة أبي جعفر في هذه القراءة، قالا: لأن الباء تعاقب الهمزة. وليس بصواب؛ لأنه لم يكن ليقرأ إلا بما روى، وقد أخذ القراءة عن سادات التابعين، الآخين عن جلة الصحابة أبي وغيره ...» وانظر المحتسب 2: 114 - 115.
3 - {أم من هو قانت آناء الليل} [39: 9].
في النشر 2: 362: «واختلفوا في {أم من هو قانت}: فقرأ ابن كثير ونافع، وحمزة بتخفيف الميم. وقرأ الباقون بتشديدها».
وفي البحر 7: 418: «ولا التفات لتضعيف الأخفش وأبي حاتم هذه القراءة (قراءة التخفيف)».
4 - {إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى} [8: 42].
قراءة ضم العين من (بالعدوة) سبعية، لحنها أبو عمرو. وقال الأخفش: لم يسمع من العرب إلا الكسر. البحر 4: 499.
5 - {ما لكم من ولايتهم من شيء} [8: 72].
{هنالك الولاية لله الحق} [18: 44].
(1/50)



************

لحن الأصمعي والأخفش قراءة كسر الواو من (ولايتهم ...) مع أبي عمرو، وهي سبعية. النشر 2: 277.
6 - {وما أنتم بمصرخي} [14: 22].
قال الأفخش عن قراءة حمزة بكسر الياء المشددة من (بمصرخي): ما سمعت هذا من أحد من العرب. البحر 5: 419.

الفراء
1 - {وما أنتم بمصرخي} [14: 22].
في النشر 2: 298: «واختلفوا في (بمصرخي): فقرأ حمزة بكسر الياء، وهي لغة بني يربوع. نص على ذلك قطرب، وأجازها هو والفراء وإمام اللغة والنحو والقراءة أبو عمرو بن العلاء».
وفي معاني القرآن 2: 75 - 76: وقد خفض الياء من قوله (بمصرخي) الأعمش، ويحيى بن وثاب جميعا ... قال الفراء: ولعلها من وهم القراء طبقة يحيى؛ فإنه قل من يسلم منهم من الوهم، ولعله ظن أن الباء في (بمصرخي) خافضة للحرف كله، والياء من المتكلم خارجة من ذلك.
2 - {ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم} [4: 115].
في الإتحاف: 194: «وقرأ (نوله، ونصله) بإسكان الهاء فيهما أبو عمرو، وأبو بكر، وحمزة، واختلف عن هشام».
وفي معاني القرآن 2: 75 - 76: «ومما نرى أنهم وهموا فيه قوله:
{نوله ما تولى ونصله جهنم} ظنوا - والله أعلم - أن الجزم في الهاء والهاء في موضع نصب، وقد انجزم الفعل قبلها بسقوط الياء منه».
(1/51)



************

3 - {وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم} [6: 137].
قرأ ابن عامر بضم الزاي، وكسر الياء من (زين) ورفع لام (قتل) ونصب دال (أولادهم) وخفض همزة (شركائهم). الإتحاف: 217.
في معاني القرآن 1: 358: «وليس قول من قال: إنما أراد مثل قول الشاعر:
فزججتها متمكنا ... زج القلوص أبي مزاده

بشيء. وهذا مما كان يقوله نحويو أهل الحجاز، ولم نجد مثله في العربية».
4 - {إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله} [2: 229].
قرأ حمزة {إلا أن يخافا} بالبناء للمجهول قال: ولا يعجبني ذلك. معاني القرآن 1: 145.
وفي البحر 2: 198: «وقد طعن في هذه القراءة من لا يحسن توجيه كلام العرب، وهي قراءة صحيحة مستقيمة في اللفظ وفي المعنى ...».
هي قراءة سبعية، الإتحاف: 158.
5 - {قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك} [2: 97]
في النشر 2: 219: «واختلفوا في (جبريل) في الموضعين، وفي التحريم: فقرأ ابن كثير بفتح الجيم وكسر الراء من غير همزة».
وفي البحر 1: 318: «قال الفراء: لا أحبها؛ لأنه ليس في الكلام (فعليل).
وما قاله ليس بشيء؛ لأن ما أدخلته العرب في كلامها على قسمين:
منه ما تلحقه بأبنية كلامها كلجام، ومنه ما لا تحلقه كإبريسم، فجبريل، بفتح الجيم من هذا القبيل».
6 - {وما تنزلت به الشياطين} [26: 210].
(1/52)



************

في معاني القرآن 2: 76: «ومما وهموا فيه قوله: {وما تنزلت به الشياطون}.
وقال في 2: 285: «قال الفراء: وجاء عن الحسن (الشياطون) وكأنه من غلط الشيخ، ظن أنه بمنزلة المسلمين والمسلمون».
وفي المحتسب 2: 133 «ومن ذلك قراءته أيضا {وما تنزلت به الشياطون}.
قال أبو الفتح: هذا مما يعرض مثله للفصيح، لتداخل الجمعين عليه، وتشابههما عنده، ونحوه: قولهم: مسيل فيمن أخذه من السيل، وعليه المعنى ثم قالوا فيه: مسلان وأمسلة».
وفي البحر 7: 46: «فقال النضر بن شميل: إن جاز أن يحتج بقول العجاج ورؤية فهلا جاز أن يحتج بقول الحسن وصاحبه، يريد محمد بن السميفع مع أنا نعلم أنهما لم يقرأ إلا وقد سمعا فيه.
وقال يونس بن حبيب: سمعت أعرابيا يقول: دخلت بساتين من ورائها بساتون ...».

أبو عثمان المازني
1 - فأما قراءة من قرأ من أهل المدينة (معائش) بالهمز فهي خطأ، فلا يلتفت إليها، وإنما أخذت عن نافع بن أبي نعيم، ولم يكن يدري ما العربية وله أحرف يقرؤها لحنا نحو من هذا».
المصنف 1: 307.
وانظر البحر 4: 271.
2 - قال المازني في ختام كتابه «التصريف» 2: 340.
«قال أبو عثمان: والتصريف إنما ينبغي أن ينظر فيه من قد نقب في العربية، فإن فيه إشكالا وصعوبة على من ركبه غير ناظر في غيره من النحو. وإنما هو والإدغام والإمالة فصل من فصول العربية. وأكثر من يسأل عن الإدغام والإمالة القراء للقرآن، فيصعب عليهم. لأنهم لم يعملوا أنفسهم فيما هو دونه من
(1/53)



************

العربية ...».

أبو العباس المبرد
1 - {ثم ليقطع فلينظر} [22: 15].
في المقتضب 2: 134: «وأما من قرأ: {ثم ليقطع فلينظر} فإن الإسكان في لام (فلينظر) جيد، وفي لام (ليقطع) لحن: لأن (ثم) منفصلة من الكلمة وقد قرأ بذلك يعقوب بن إسحاق الحضرمي». هي قراءة أربعة من السبعة غيث النفع: 173، شرح الشاطبية: 251، النشر 2: 326.
2 - {ولبثوا في كهفهم ثلثمائة سنين وازدادا تسعا} [18: 25].
في المقتضب 2: 171: «وقد قرأ بعض القراء بالإضافة فقال: (ثلثمائة سنين) وهذا خطأ في الكلام غير جائز، وإنما يجوز في الشعر للضرورة هي قراءة حمزة والكسائي. شرح الشاطبية: 240، غيث النفع: 155، النشر 2: 310».
3 - {واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون} [45: 5].
في المقتضب 4: 195: «وقد قرأ بعض القراء (واختلاف ... فعطف على (إن) وعلى (في) وهذا عندنا غير جائز». هي راءة سبعية. غيث النفع: 236. الشاطبية: 279، النشر 2: 371.
4 - {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} [4: 1].
في القرطبي 5: 2: «قال أبو العباس المبرد: لو صليت خلف إمام يقرأ: {وما أنتم بمصرخي} و {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} - يخفض الأرحام - لأخذت نعلي ومضيت» انظر الكامل 6: 155.
هما من السبع. النشر 2: 298 - 299، غيث النفع: 143، الشاطبية: 232.
(1/54)



************

5 - في نزهة الألباء: 365: «حكى عن المبرد أنه قال: ما عرفت أو ما علمت أن أبا عمرو لحن في صميم العربية إلا في حرفين: إحداهما: (عاد الؤلى) والأخرى: (يؤده إليك)».
هما من السبع. النشر 1: 240، غيث النفع: 66، الإتحاف: 403.
6 - أما قراءة أهل المدينة {هؤلاء بناتي هن أطهر لكم} 11: 78 فهو لحن فاحش، وإنما هي قراءة ابن مروان، ولم يكن له علم بالعربية. المقتضب 4: 105. هي من الشواذ، ابن خالويه: 60.
7 - همز (معائش) ردد كلام المازني، المقتضب 1: 123.
8 - منع إدغام الراء في اللام وهي قراءة أبي عمرو {فيغفر لمن يشاء} المقتضب 1: 12.
9 - {استكبارا في الأرض ومكر السيئ} [35: 43].
في النشر 2: 352: «واختلفوا في (ومكر السيئ): فقرأ حمزة بإسكان الهمزة في الوصل، لتوالي الحركات تخفيفا؛ كما أسكنها أبو عمرو في (بارئكم) لذلك» وكان إسكانها في الطرف أحسن، لأنه موضع التغيير. وقرأ الباقون بكسرها، وقد أكثر الأستاذ أبو علي الفارسي في الاستشهاد من كلام العرب على الإسكان، ثم قال: فإذا ساغ ما ذكر من التأويل لم يسغ أن يقال: لحن» وفي البحر 7: 319: «وزعم محمد ابن يزيد أن هذا لا يجوز في كلام ولا شعر» لأن حركات الإعراب دخلت للفرق بين المعاني.
10 - {إن تبدوا الصدقات فنعما هي} [2: 271].
في النشر 2: 235: «واختلفوا في (نعما) هنا وفي النساء: فقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي، وخلف بفتح النون في الموضعين، وقرأ الباقون بكسرها وقرأ أبو جعفر بإسكان العين، واختلف عن أبي عمرو».
وفي البحر 2: 324: «وأنكر الإسكان أبو العباس وأبو إسحاق وأبو علي لأن
(1/55)



************

فيه جمعا بين ساكنين على غير حده قال أبو العباس لا يقدر أحد أن ينطق به وإنما يروم الجمع بين ساكنين ويحرك ولا يأته وقال أبو إسحاق لم تضبط الرواة اللفظ في الحديث.
وقال أبو علي: لعل أبا عمرو أخفى، فظنه السامع إسكانا وقد أتى عن أكثر القراء ما أنكروا».
11 - {وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم} [11: 111].
فيها أربع قراءات سبعية: تخفيف (إن) وتشديدها، تخفيف (لما) وتشديدها النشر 2: 291 وفي البحر 5: 267 «وأما تشديد (لما) فقال المبرد: هذا لحن لا تقول العرب: إن زيد لما خارج، وهذه جسارة من المبرد على عادته، وكيف تكون قراءة متواترة لحنا ... ولو سكت أو قال كما قال الكسائي: ما أدري وجه هذه القراءة لكان قد وفق».
12 - {كذب أصحاب الأيكة المرسلين} [26: 176].
في النشر 2: 336 «واختلفوا في (أصحاب الأيكة) في الشعراء وفي (ص) فقرأهما المدنيان وابن كثير وابن عامر بلام مفتوحة من غير ألف وصل قبلها، ولا همزة بعدها، وبفتح تاء التأنيث ... وكذلك رسما في جميع المصاحف وقرأ الباقون بألف الوصل مع إسكان اللام، وهمزة مفتوحة بعدها، وخفض تاء التأنيث في الموضعين».
وفي البحر 7: 37 «قرأ الحرميان وابن عامر (ليكة) بغير لام ممنوع الصرف ... وقد طعن في هذه القراءة المبرد وابن قتيبة والزجاج وأبو علي الفارسي، والزمخشري، ووهموا القراء ... وهذه نزعة اعتزالية، يعتقدون أن بعض القراءة بالرأي، لا بالرواية. وهذه قراءة متواترة لا يمكن الطعن فيها، ويقرب إنكارها من الردة، والعياذ بالله. أما نافع فقرأ على سبعين من التابعين، وهم عرب فصحاء، ثم هي قراءة أهل المدينة قاطبة.
وأما ابن كثير فقرأ على سادة التابعين ممن كان بمكة كمجاهد وغيره وقد قرأ
(1/56)



************

عليه إمام البصرة أبو عمرو بن العلاء ...».

أبو إسحاق الزجاج
1 - {أنلزمكموها وأنتم لها كارهون} [11: 28].
في ابن خالويه: 59 (أنلزمكموها) بجزم الميم عباس عن أبي عمرو.
في البحر 5: 217 «قال الزجاج: أجمع النحويون البصريون على أنه لا يجوز إسكان حركة الإعراب، إلا في ضرورة الشعر، فأما ما روى عن أبي عمرو، فلم يضبطه عنه القراء، وروى عنه سيبويه أنه كان يخفف الحركة ويختلسها، وهذا هو الحق».
2 - {وإذا قلنا للملائكة اسجدوا} [2: 34].
في النشر 2: 210 «واختلفوا في ضم تاء (الملائكة اسجدوا) حيث جاء. وذلك في خمسة مواضع ... فقرأ أبو جعفر بضم التاء حالة الوصل اتباعا».
وفي البحر 1: 152 «قال الزجاج هذا غلط من أبي جعفر. وقال الفارسي: هذا خطأ ... وإذا كان ذلك في لغة ضعيفة، وقد نقل أنها لغة أزدشنوءة، فلا ينبغي أن يخطأ القارئ، ولا يغلط والقارئ بها أبو جعفر أحد القراء المشاهير الذين أخذوا القراءة عرضا عن عبد الله بن عباس وغيره من الصحابة، وهو شيخ نافع بن أبي نعيم، أحد القراء السبعة». انظر المحتسب 1: 71 - 73.
3 - {الم الله} [3: 1].
قرأ بكسر الميم عمرو بن عبيد. قال الأخفش: يجوز كسر الميم لالتقاء الساكنين قال الزجاج: هذا خطأ، ولا تقوله العرب لثقله. البحر 2: 374.
4 - {وكذلك نجى المؤمنين} [21: 88].
في الإتحاف 311 «واختلف في (ننجى المؤمنين) فابن عامر وأبو بكر
(1/57)



************

بحذف إحدى النونين، وتشديد الجيم، واختارها أبو عبيد لموافقتها المصحف».
وفي البحر 6: 335: «وقال الزجاج والفارسي: هي لحن».
5 - {فما استطاعوا أن يظهروه} [18: 97].
في النشر 2: 316: «اختلفوا في (فما استطاعوا) فقرأ حمزة بتشديد الطاء يريد: فما استطاعوا، فأدغم التاء في الطاء، وجمع بين ساكنين وصلا، والجمع بينهما في مثل ذلك جائز مسموع».
وفي الإتحاف 295 «وطعن الزجاج وأبي علي فيها من حيث الجمع بين الساكنين مردود بأنها متواترة» وانظر لسان العرب (طوع).
6 - {إن تبدوا الصدقات فنعما هي} [2: 271] مع المبرد.
7 - {ومكر السيء} [35: 43]. مع المبرد.
8 - {يؤده إليك} [3: 75]. مع المبرد.
9 - {أصحاب الأيكة}. مع المبرد.
10 - {تساءلون به والأرحام} [4: 1]. مع المبرد.
11 - {وما أنتم بمصرخي} مع الفراء.
12 - {همز معائش} مع المازني والمبرد.
13 - {يغفر لكم} منع الإدغام مع سيبويه والمبرد.

أبو جعفر النحاس
1 - {ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون} [8: 59].
في البحر 4: 511: (لا يعجزون) عن ابن محيصن تشديد النون وكسرها أدغم نون الإعراب في نون الوقاية، وعنه أيضا بفتح النون، وتشديد الجيم وكسر النون، قال النحاس: وهذا خطأ من وجهين: أن معنى (عجزه) ضعف وضعف أمره. والآخر: أنه كان يجب أن يكون بنونين.
(1/58)



************

أما كونه بنون واحدة فهو جائز، لا واجب، وقد قرئ به في السبع.
وأما عجزني مشددا فذكر صاحب اللوامح أن معناه بطأ وتبط قال: وقد يكون بمعنى نسبني إلى العجز؛ والتشديد في هذه القراءة من هذا المعنى، فلا تكون القراءة خطأ كما ذكر النحاس. انظر القرطبي 4: 2873 - 2874.
2 - {إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم} [7: 194].
في القرطبي 4: 2778 - 2779 «وقرأ سعيد بن جبير {إن الذين تدعون من دون الله عبادا أمثالكم} بالنصب، المعنى: ما الذين تدعون من دون الله عبادا مثلكم، أي هي حجارة وخشب ...
قال النحاس: وهذه القراءة لا ينبغي أن يقرأ بها من ثلاث جهات:
أحدها: أنها مخالفة للسواد: الثاني: أن سيبويه يختار الرفع في خبر (إن) إذا كانت بمعنى (ما) ... والثالث: أن الكسائي زعم أن (إن) لا تكاد تأتي في كلام العرب معنى (ما)، إلا أن يكون بعدها إيجاب».
وفي البحر 4: 444: «وكلام النحاس هذا هو الذي لا ينبغي «لأنها قراءة مروية عن تابعي جليل، ولها وجه في العربية. وأما الثلاث جهات التي ذكرها فلا يقدح شيء منها في هذه القراءة:
أما كونها مخالفة للسواد فهو خلاف يسير جدا لا يضر، ولعله كتب المنصوب على لغة ربيعة في الوقف، وأما ما حكى عن سيبويه فقد اختلف الفهم في كلام سيبويه في (إن). وأما ما حكاه عن الكسائي فالنقل عن الكسائي. أنه حكى إعمالها، وليس بعدها إيجاب ...» انظر المحتسب 1: 270.
3 - {وما أهديكم إلا سبيل الرشاد} [40: 9].
في البحر 7: 462، «قرأ معاذ بن جبل (الرشاد) بشد الشين. وقال النحاس: هو لحن. توهمه أنه من الفعل الرباعي، فبنى (فعال) من (أفعل) كدراك من أدرك، وسآر من أسأر، وجبار من أجبر، وقصار من أقصر ولكنه ليس بقياس،
(1/59)



************

فلا يحمل عليه ما وجدت عنه مندوحة».
وفي المحتسب 2: 241: «قال أبو الفتح: ينبغي أن يكون هذا من قولهم رشد يرشد كعلام من علم يعلم، أو من رشد يرشد: كعباد من عبد يعبد، ولا ينبغي أن يحمل على أنه من أرشد يرشد، لأن (فعالا) لم يأت إلا في أحرف محفوظة، وهي أجبر ...».
4 - {لله الأمر من قبل ومن بعد} [30: 4].
في معاني القرآن 2: 320: «وسمع الكسائي بعض بني أسد يقرؤها: {لله الأمر من قبل ومن بعد} بخفض (قبل) ورفع (بعد) على ما نوى».
وفي البحر 7: 163: «وقال الفراء: ويجوز ترك التنوين، فيبقى كما هو في الإضافة. وإن حذف المضاف».
وأنكر النحاس ما قاله الفراء ورده، وقال: للفراء في كتابه في القرآن أشياء كثيرة من الغلط، منها: أنه زعم أنه يجوز: (من قبل، ومن بعد) وإنما يجوز: (من قبل، ومن بعد) على أنهما نكرتان. القرطبي 6: 5089.
5 - {ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام} [5: 2]. في النشر 2: 254: «واختلفوا في (أن صدوكم) فقرأ ابن كثير وأبو عمرو بكسر الهمزة، وقرأ الباقون بفتحها».
وفي القرطبي 3: 2043: «وقال النحاس: وأما (إن صدوكم) بكسر (إن) فالعلماء الجلة بالنحو والحديث والنظر يمنعون القراءة بها لأشياء:
منها أن الآية نزلت عام الفتح سنة ثمان، وكان المشركون صدوا المسلمين عام الحديبية سنة ست، فالصد كان قبل الآية، وإذا قرئ بالكسر لم يجز أن يكون إلا بعده، كما تقول: لا تعط فلانا شيئا إن قاتلك، فهذا لا يكون إلا للمستقبل، وإن فتحت كان للماضي «فوجب على هذا ألا يجوز إلا (أن صدوكم) وأيضا فلو
(1/60)



************

لم يصح هذا الحديث لكان الفتح واجبا؛ لأن قوله: {لا تحلوا شعائر الله} إلى آخر الآية يدل على أن مكة كانت في أيديهم، وأنهم لا ينهون عن هذا إلا وهم قادرون على الصد عن البيت الحرام، فوجب من هذا فتح (أن) لأنه لما مضى».
وفي البحر 3: 422: «وأنكر ابن جرير والنحاس؛ وغيرهما قراءة الكسر ...
وهذا الإنكار منهم لهذه الآية صعب جدا، فإنها قراءة متواترة، إذ هي في السبعة، والمعنى معها صحيح، والتقدير: أن وقع الصد في المستقبل مثل ذلك الصد الذي كان زمن الحديبية، وهذا النهي تشريع في المستقبل. وليس نزول هذه الآية عام الفتح مجمعا عليه، بل ذكر اليزيدي أنها نزلت قبل أن يصدوهم، وعلى هذا القول يكون الشرط واضحا».
ابن جرير رجح قراءة فتح همزة (أن) ولم ينكر قراءة كسر الهمزة: تفسير الطبري 6: 43.
6 - {وما أنتم بمصرخي} [14: 22]. مع الفراء.

أبو علي الفارسي
1 - {وقالت هيت لك} [12: 3].
قرأ هشام (هئت لك) بالهمز، وفتح التاء، وكسر الهاء. قال أبو علي في «الحجة»: يشبه أن يكون الهمز وفتح التاء وهما من الراوي، لأن الخطاب من المرأة ليوسف، ولم يتهيأ لها بدليل قوله (وراودته) وكذا تبعه على هذا القول جماعة. وقال الإمام أبو عبد الله محمد بن محمد الفاسي: والقراءة صحيحة، وراويها غير واهم، ومعناها: تهيأ لي أمرك؛ لأنها ما كانت تقدر على الخلوة به في كل وقت، أو حسنت هيئتك. و (لك) على الوجهين بيان، أي لك أقول. النشر 2: 293 - 295، غيث النفع 134 - 135، الشاطبية 227، البحر 5: 293 - 395.
(1/61)



************

2 - {زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم} [6: 137].
قال في «الحجة» عن قراءة ابن عامر: وهذا قبيح قليل الاستعمال، ولو عدل عنها إلى غيرها كان أولى.
3 - {تساءلون به والأرحام} [4: 1].
قال في «الحجة» عن قراءة حمزة: هذا ضعيف في القياس، وقليل في الاستعمال، وما كان كذلك فترك الأخذ به أحسن.
4 - {قالوا أرجه وأخاه} [7: 111].
في البحر 4: 360 «قال ابن عطية: وقرأ ابن عامر (ارجئه) بكسر الهاء وبهمزة قبلها. قال الفارسي: وهذا غلط. ونسبة ابن عطية هذه القراءة لابن عامر ليس بجيد؛ لأن الذي روى ذلك هو ابن ذكوان. لا هشام، فكان ينبغي أن يقيد، فيقول: وقرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان.
وقال بعضهم: قال أبو علي: ضم الهاء مع الهمز لا يجوز غيره قال: ورواية ابن ذكوان عن ابن عامر غلط. وقال ابن مجاهد بعده: وهذا لا يجوز؛ لأن الهاء لا تكسر إلا إذا وقع قبلها كسرة أو ياء ساكنة.
وقال الحوفي: ومن القراء من يكسر الهمز، وليس بجيد. وقال أبو البقاء: ويقرأ بكسر الهاء مع الهمز، وهو ضعيف؛ لأن الهمزة حرف صحيح ساكن فليس قبل الهاء ما يقتضي الكسر. ووجهه أنه أتبع الهاء كسرة الجيم، والحاجز غير حصين ... وما ذهب إليه الفارسي وغيره من غلط هذه القراءة، وأنها لا تجوز قول فاسد؛ لأنها قراءة ثابتة متواترة روتها الأكابر عن الأئمة، وتلقتها الأمة بالقبول، ولها توجيه في العربية، وليست الهمزة كغيرها من الحروف الصحيحة؛ لأنها قابلة للتغيير بالإبدال، والحذف بالنقل وغيره؛ فلا وجه لإنكار هذه القراءة». وانظر الإتحاف: 227 - 228.
5 - {فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا} [20: 64].
(1/62)



************

في البحر 6: 256: «وقرأ شبل بن عباد، وابن كثير في رواية شبل عنه (ثم ايتوا) بكسر الميم، وإبدال الهمزة ياء تخفيفا. قال أبو علي: وهذا غلط ولا وجه لكسر الميم من (ثم).
وقال صاحب اللوامح: وذلك لا لتقاء الساكنين؛ كما كانت الفتحة في العامة كذلك». انظر شواذ ابن خالويه: 88.
6 - {إن نشأ نخسف بهم الأرض} [34: 9].
في الإتحاف: 357: «وأدغم الكسائي وحده فاء (نخسف بهم) في الباء بعدها».
وفي البحر 7: 260 - 261: «قال أبو علي: وذلك لا يجوز؛ لأن الباء أضعف في الصوت من الفاء؛ فلا تدغم فيها، وإن كانت الباء تدغم في الفاء، نحو: اضرب فلانا، وقال الزمخشري: وقرأ الكسائي (نخسف بهم) بالإدغام وليست بقوية.
والقراءة سنة متبعة، ويوجد فيها الفصيح والأفصح، وكل ذلك من تيسيره تعالى القرآن للذكر؛ فلا التفات لقول أبي علي، ولا الزمخشري».

أبو الفتح بن جنى
1 - {فتوبوا إلى بارئكم} [2: 54]
في الخصائص 1: 72 - 73: «قرأ أبو عمرو مختلسا غير ممكن كسر الهمزة، حتى دعا ذلك من لطف عليه تحصيل اللفظ إلى أن أبا عمرو كان يسكن الهمزة، والذي رواه صاحب الكتاب اختلاس هذه الحركة، لا حذفها البتة، وهو أضبط لهذا الأمر من غيره من القراء الذين رووه ساكنا. ولم يؤت القوم في ذلك من ضعف أمانة، لكن أتوا من ضعف دراية».
2 - {وقيل من راق} [75: 27].
(1/63)



************

في الإتحاف: 428: «وسكت حفص بخلفه من طريقيه على نون {من راق} سكتة لطيفة من غير تنفس، لئلا يتوهم أنها كلمة».
وفي الخصائص 1: 94: «فأما قراءة عاصم: {وقيل من راق} ببيان النون من (من) فمعيب في الإعراب معيف في الأسماع، وذلك أن النون الساكنة لا توقف في وجوب إدماغها في الراء، نحو: من رأيت ومن رآك، فإن كان ارتكب ذلك، ووقف على النون صحيحة غير مدغمة لينبه به عن انفصال المبتدأ من خبره فغير مرضى أيضا».
3 - {ثم ليقطع} [22: 15].
في الخصائص 2: 330: «وأما قراءة أهل الكوفة {ثم ليقطع} فقبيح عندنا: لأن (ثم) منفصلة يمكن الوقوف عليها؛ فلا تخلط بما بعدها، فتصير معه كالجزء الواحد» هو مع المبرد.
4 - في الخصائص 3: 143: «فأما التقاء (الهمزتين) على التحقيق من كلمتين فضعيف عندنا، وليس لحنا، وذلك نحو: قرأ أبوك.
{السفهاء ألا} 2: 13، {ويمسك السماء أن تقع على الأرض} 22: 65، {أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم} 2: 31 فهذا كله جائز عندنا على ضعفه».
التحقيق قراءة ابن عامر، وعاصم، والكسائي، وحمزة. غيث النفع: 27.
5 - {إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا} [25: 10].
وفي البحر 6: 484: «وقرأ عبيد الله بن موسى، وطلحة بن سليمان {ويجعل} بالنصب على إضمار (أن). وقال أبو الفتح: هي على جواب الشرط بالواو، وهي قراءة ضعيفة».
وفي المحتسب 2: 118: «قال أبو الفتح: نصب على أنه جواب للجزاء بالواو:
(1/64)



************

كقولك: إن تأتني آتك وأحسن إليك، وجازت إجابته بالنصب لما لم يكن واجبا إلا بوقوع الشرط من قبله، وليس قويا مع ذلك؛ ألا تراه بمعنى قولك: أفعل كذا إن شاء الله».
6 - وإنما يجوز مثل هذا الغلط عندهم لما يستهويهم من الشبه، لأنهم ليست لهم قياسات يستعصمون بها، وإنما يخلدون إلى طبائعهم، فمن أجل ذلك قرأ الحسن البصري رحمة الله عليه {وما تنزلت به الشياطون} 26: 210.
لأنه توهم أنه جمع تصحيح؛ نحو: الزيدون، وليس منه.
وكذلك قراءته {أدرأتكم به} 10: 16 جاء به كأنه من درأته، أي دفعته وليس منه، وإنما هو من دريت بالشيء، أي علمت به، وكذلك قراءة من قرأ: {عاد للؤلى} 53: 50، فهمز وهو خطأ منه. المنصف 1: 311.
7 - {ويلبسون ثيابا خضرا من سندس واستبرق} [18: 31].
في المحتسب 2: 29: «ومن ذلك قراءة ابن محيصن {من سندس واستبرق} بوصل الألف. قال أبو الفتح: هذا عندنا سهو أو كالسهو» ..
وفي البحر 6: 122: قد أمكن جعله فعلا ماضيا؛ فلا تكون هذه القراءة سهوا.
8 - {وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون} [21: 109].
{وإن أدري لعله فتنة لكم} [21: 111].
في المحتسب 2: 68: «ومن ذلك ما رواه أيوب عن يحيى عن ابن عامر أنه قرأ بفتح الياء فيهما {أدرى}.
قال أبو الفتح: أنكر ابن مجاهد تحريك هاتين الياءين، وظاهر الأمر - لعمري - كذلك لأنها لام الفعل بمنزلة ياء أرمي، وأقضي، إلا أن تحريكها بالفتح في هذين الموضعين لشبهة عرضت هناك، وليس خطأ ساذجا بحتا، للتوهم أنها ياء الإضافة». البحر 6: 344.
(1/65)



************

9 - {والسماء داب الحبك} [51: 7].
في المحتسب 2: 287 «وأما {الحبك} بكسر الحاء وضم الباء فأحسبه سهوا، وذلك لأنه ليس في كلامهم (فعل) أصلا، بكسر الفاء وضم العين ... فإنه ليس في اسم ولا فعل أصلا البتة، أو لعل الذي قرأ به تداخلت عليه القراءتان: بالكسر والضم». انظر شرح الشافية للرضى 1: 38.
10 - قال عن اجتماع الساكنين على غير حده: سهو من القراء، (لطائف الإشارات للقسطلاني).
11 - ومن ذلك قراءة أبي جعفر يزيد {للملائكة اسجدوا}.
قال أبو الفتح: هذا ضعيف عندنا جدا، وذلك أن (الملائكة) في موضع جر، فالتاء إذا مكسورة، ويجب أن ستقط ضمة الهمزة من {اسجدوا} ... المحتسب 1: 71 - 73.

الزمخشري
1 - {إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم} [2: 6].
في الكشاف 1: 26: «فإن قلت: فما تقول فيمن قلب الثانية ألفا؟
قلت: هو لاحن خارج عن كلام العرب خروجين: أحدهما: الإقدام على جمع الساكنين على غير حده. وحده: أن يكون الأول حرف لين، والثاني حرفا مدغما ...
والثاني: إخطاء طريق التخفيف؛ لأن طريق تخفيف الهمزة المتحركة المفتوح ما قبلها أن تخرج بين بين، فأما القلب ألفا فهو تخيف الهمزة الساكنة المفتوحة ما قبلها».
وفي البحر 1: 47 - 48: «وقد أنكر هذه القراءة الزمخشري ... وقد أجاز
(1/66)



************

الكوفيون الجمع بين الساكنين على غير الحد الذي أجازه البصريون وقراءة ورش صحيحة النقل لا تدفع باختيار المذاهب، ولكن عادة هذا الرجل إساءة الأدب على أهل الأداء ونقلة القرآن».
قراءة ورشع سبعية. غيث النفع 26.
2 - {ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا} [8: 59].
في الكشاف. وقيل فيه: الأصل: أن سبقوا، فحذفت (أن) وليست القراءة التي تفرد بها حمزة بنيرة.
وفي النشر 2: 377: «واختلفوا في {ولا تحسبن الذين كفروا} هنا وفي النور: فقرأ ابن عامر وحمزة بالغيب فيهما، ووافقهما أبو جعفر هنا» غيث النفع: 113، والشاطبية: 214.
وفي البحر 4: 510 «ولم ينفرد بها حمزة كما ذكر الزمخشري، بل قرأ بها ابن عامر، وهو من العرب الذي سبقوا اللحن، وقرأ بها علي، وعثمان وحفص عن عاصم وأبو جعفر. فلا التفات إلى قوله: وليست بنيرة».
3 - {فيغفر لمن يشاء} [2: 284].
أدغم الراء في اللام أبو عمرو. النشر 2: 237.
وفي الكشاف 1: 171: «ومدغم الراء في اللام لاحن مخطئ خطأ فاحشا، وراويه عن أبي عمرو مخطئ مرتين: لأنه يلحن، وينسب إلى أعلم الناس بالعربية ما يؤدي بجهل عظيم» انظر البحر 362 - 363.
4 - {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} [4: 1].
في الكشاف 1: 241: «والجر على عطف الظاهر على المضمر وليس بسديد».
5 - {وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم} [6: 137].
(1/67)



************

وفي الكشاف 2: 42: «وأما قراءة ابن عامر {قتل أولادهم شركائهم} برفع القتل، ونصب الأولاد؛ وجر الشركاء، على إضافة القتل إلى الشركاء، والفصل بينهما بغير الظرف فشيء لو كان في مكان الضرورات، وهو الشعر - لكان سمجا مردودا ... فكيف به في الكلام المنثور، فكيف به في القرآن المعجز بحسن نظمه وجزالته. والذي حمله على ذلك أن رأى في بعض المصاحف {شركائهم} مكتوبة بالياء ...».
6 - {أنلزمكموها وأنتم لها كارهون} [11: 28].
في الكشاف 2: 213: «وحكى عن أبي عمرو إسكان الميم، ووجهه أن الحركة لم تكن إلا خلسة خفيفة، فظنها الراوي سكونا، والإسكان الصريح لحن عند الخليل وسيبويه لأن الحركة الإعرابية لا يسوغ طرحها إلا في ضرورة الشعر».
7 - {ومكر السيء} [35: 43].
في الكشاف 3: 278: «وقرأ حمزة بإسكان الهمزة، وذلك لاستثقاله الحركات مع الياء والهمزة. ولعله اختلس، فظن سكونا أو وقف وقفة خفيفة ثم ابتدأ».
8 - {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا} [2: 34].
في الكشاف 1: 62: «وقرأ أبو جعفر {للملائكة اسجدوا} بضم التاء للإتباع. ولا يجوز استهلاك الحركة الإعرابية بحركة الإتباع إلا في لغة ضعيفة، كقولهم، الحمد لله».
9 - {واذكر بعد أمة} [12: 45]
في البحر 5: 324: «وقرأ عكرمة، وأيضا مجاهد، وشبل بن عزرة {بعد أمة} بسكون الميم، مصدر (أمة) على غير قاس. وقال الزمخشري:
من قرأ بسكون الميم فقد أخطأ، وهذا على عادته في نسبة الخطأ إلى القراء» الكشاف 2: 258.
(1/68)



************

10 - {كذب أصحاب الأيكة} [26: 176].
في الكشاف 3: 125: «ومن قرأ بالنصب، وزعم أن {ليكة} بوزن ليلة اسم بلد فتوهم قاد إليه خط المصحف».
11 - {فهل ينظرن إلا الساعة أن تأتيهم بغتة} [47: 18].
في الكشاف 3: 456: وقرئ {بغتة} بوزن جربة، وهي غريبة لم ترد في المصادر أختها، وهي مروية عن أبي عمرو، وما أخوفني أن تكون غلطة من الراوي على أبي عمرو، وأن يكون الصواب {بغتة} بفتح الغين من غير تشديد، كقراءة الحسن.
وفي المحتسب 2: 271 - 272: «قال أبو الفتح: (فعلة) مثال لم يأت في المصادر، ولا في الصفات أيضا، وإنما هو مختص بالاسم، منه الشربة: اسم موضع ... ولابد من إحسان الظن بأبي عمرو، ولا سيما وهو القرآن وما أبعده عن الزيغ والبهتان».
12 - {لا تضار والدة بولدها} [2: 233].
في الكشاف 1: 141: «وقرأ أبو جعفر {لا تضار} بالسكون مع التشديد على نية الوقف، وعن الأعرج {لا تضار} بالسكون والتخفيف، وهو من ضاره يضيره، ونوى الوقف؛ كما نواه أبو جعفر، أو اختلس الضمة، فظنه الراوي سكونا».
وفي البحر 2: 215: «وهذا على عادته في تغليط القراء وتوهيمهم ولا نذهب إلى ذلك».
وفي المحتسب: 1: 123: «إذا صح السكون في {تضار} فينبغي أن يكون أراد: {لا تضارر}، كقراءة أبي عمرو، إلا أنه حذف إحدى الراءين تخفيفا وينبغي أن يكون المحذوفة الثانية».
13 - {الم الله} [3: 1].
(1/69)



************

في الكشاف 1: 173: «فإن قلت: فما وجه قراءة عمرو بن عبيد بالكسر؟ قلت: هذه القراءة على توهم التحريك لالتقاء الساكنين، وما هي بمقولة».
14 - {فقاتلوا أئمة الكفر} [9: 12]
في غيث النفع: 114 - 115: «{أئمة} وأما إبدالها ياء محضة فهو - وإن كان صحيحا متواترا - فلا يقرأ به من طريق الشاطبي، لأنه نسبه للنحويين». الإتحاف: 40.
وفي الكشاف 2: 142: «فإن قلت: كيف لفظ أئمة؟
قلت: همزة بعدها همزة بين بين. أي بين مخرج الهمزة والياء، وتحقيق الهمزتين قراءة مشهورة، وإن لم تكن بمقبولة عند البصريين. وأما التصريح بالياء فليس بقراءة، ولا يجوز أن تكون قراءة. ومن صرح بها فهو لاحن محرف».
وفي البحر 5: 15: «وذلك دأبه في تلحين المقرئين، وكيف يكون ذلك لحنا، وقد قرأ به رأس البصريين النحاة أبو عمرو بن العلاء وقارئ مكة ابن كثير، وقارئ مدينة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم نافع».
15 - {إن نشأ نخسف بهم الأرض} [34: 9].
في الكشاف 3: 253: «وقرأ الكسائي {نخسف بهم} بالإدغام، وليست بقوية».

كمال الدين الأنباري
1 - {زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم} [6: 137].
في الإنصاف المسألة (60) «والبصريون يذهبون إلي وهي هذه القراءة، ووهم القارئ، إذ لو كانت صحيحة لكان ذلك من أفصح الكلام، إنما دعا ابن عامر إلى هذه القراءة أنه رأى في مصاحف أهل الشام {شركائهم} مكتوبا بالياء».
2 - {والمقيمين الصلاة} [4: 162]
(1/70)



************

في الإنصاف المسألة (65) على أنه قد روى عن عائشة رضي الله عنها أنها سئلت عن هذه المواضع فقالت: هذا خطأ من الكاتب ...
3 - {نغفر لكم خطاياكم} [2: 58].
في أسرار العربية ص 125 - 126: «فأما ما روى عن أبي عمرو من إدغام الراء في اللام في قوله عز وجل: {نغفر لكم خطاياكم} فالعلماء ينسبون الغلط في ذلك إلى الراوي. لا إلى أبي عمرو، ولعل أبا عمرو أخفى الراء، فخفى على الراوي، فتوهمه إدغاما».

أبو البقاء العكبري
1 - {إنكم لذائقوا العذاب الأليم} [37: 38].
في العكبري 2: 107: «الوجه الجر بالإضافة، وقرئ شاذا بالنصب، وهو سهو من قارئه، لأن اسم الفاعل تحذف منه النون وينصب إذا كان فيه الألف واللام» انظر البحر 7: 358.
2 - {أصطفى البنات على البنين} [37: 153]
في العكبري 2: 107: «وقرئ بكسر الهمزة على لفظ الخبر، والاستفهام مراد في «اصطفى» وهو شاذ في الاستعمال والقياس. فلا ينبغي أن يقرأ به». انظر البحر 7: 377.
3 - {كن فيكون} [2: 117]
{فيكون} بالنصب ضعيف لوجهين: أحدهما: أن {كن} ليس بأمر على الحقيقة. والثاني: جواب الأمر يخالف الأمر، إما في الفعل أو في الفاعل أو فيهما. العكبري 1: 33 - 34 هي قراءة ابن عامر سبعية - الإتحاف: 146.

(د) ومن اللغويين:
(1/71)



************

الأصمعي
1 - {ما لكم من ولايتهم من شيء} [8: 72]
{هنالك الولاية} [18: 44].
كسر الواو {ولاية} لحن مع أبي عمرو. وهي سبعية. النشر 2: 277.

أبو عبيد القاسم بن سلام
1 - {يدعون ربهم بالغداة والعشي} [6: 52، 18: 28].
في النشر 2: 258: «واختلفوا في {بالغداة} هنا وفي الكهف: فقرأ ابن عامر بالغدوة فيهما، بضم الغين، وإسكان الدال، وواو بعدها، وقرأ الباقون بفتح الغين والدال وألف بعدها في الموضعين».
وفي سيبويه 2: 48: «واعلم أن غدوة وبكرة جعلت كل واحدة منهما اسما للحين؛ كما جعلوا أم حبين اسما لدابة معروفة. وزعم الخليل أنه يجوز أن تقول: آتيك اليوم غدوة وبكرة، تجعلهما بمنزلة ضحوة».
انظر المقتضب 3: 397، الروض الأنف 2: 134، أمالي الشجري 1: 145 - 146، الرضى 1: 171، 173.
وفي البحر 4: 136 «ولما خفيت هذه اللغة على أبي عبيد أساء الظن بمن قرأ هذه القراءة فقال: إنما نرى ابن عامر والسلمي قرآ تلك القراءة اتباعا للخط، وليس في إثبات الواو في الكتاب دليل على القراءة بها؛ لأنهم كتبوا الصلاة والزكاة بالواو، ولفظهما على تركها، وكذلك الغداة، على هذا وجدنا العرب، وهذا من أبي عبيد جهل بهذه اللغة التي حكاها سيبويه والخليل، وقرأ بها هؤلاء الجماعة وكيف يظن بهؤلاء الجماعة أنهم إنما قرءوا بها لأنها مكتوبة في المصحف بالواو، والقراءة إنما هي سنة متبعة، وأيضا فابن عامر عربي صريح كان موجودا قبل أن يوجد اللحن ...».
2 - {قتل أولادهم شركائهم} [6: 137]
(1/72)



************

قال: لا أحب هذه القراءة. لطائف الإشارات.
3 - {ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب} [6: 99].
في البحر 4: 190 «قرأ محمد بن أبي ليلى والأعمش وأبو بكر في رواية عن عاصم {وجنات} بالرفع. وأنكر أبو حاتم وأبو عبيد هذه القراءة ...
ولا يسوغ إنكار هذه القراءة، ولها التوجيه الجيد في العربية. وجهت على أنها مبتدأ محذوف الخبر، فقدره النحاس: ولهم جنات، وقدر ابن عطية: ولكم جنات، وقدر أبو البقاء: من الكرم جنات، قدره الزمخشري: وثم جنات».
4 - {وإذا واعدنا موسى أربعين ليلة} [2: 51].
في البحر 1: 199 «وقد رجح أبو عبيد قراءة من قرأ {وعدنا} بغير ألف، وأنكر قراءة من قرأ {واعدنا} بالألف» القراءتان من السبع. الإتحاف: 135 - 136.
5 - {ولا يجرمنكم شنآن قوم} [5: 2].
في القرطبي 3: 2043 «وأنكر أبو حاتم وأبو عبيد {شنآن} بإسكان النون؛ لأن المصادر إنما تأتي في مثل هذا متحركة».
هي من السبع. النشر 2: 253.
6 - {ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون} [8: 59].
قرأ ابن عامر {أنهم} بفتح الهمزة. النشر 2: 377.
وفي البحر 4: 510 «واستبعد أبو عبيد وأبو حاتم قراءة ابن عامر ... ولا استبعاد فيها؛ لأنها تعليل للنهي».
7 - {وما أنتم بمصرخي} [14: 22]. مع الفراء.
(1/73)



************

أبو حاتم السجستاني
1 - {وإن تشكروا يرضه لكم} [39: 7].
{يرضه} بسكون الهاء سبعية. النشر 2: 212 - 213.
قال أبو حاتم: غلط لا يجوز. وليس بغلط بل هي لغة لبني كلاب وبني عقيل. البحر 7: 417.
2 - {ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون} [8: 59].
قرأ ابن عامر بفتح الهمزة {إنهم}. استبعدها أبو عبيد، وأبو حاتم. البحر 4: 510.
3 - {إن قتلهم كان خطأ كبيرا} [17: 31].
قرأ ابن كثير {خطاء} بكسر الخاء وفتح الطاء، وألف ممدودة بعدها. النشر 2: 307.
قال أبو حاتم: غلط. البحر 6: 32.
4 - {ثلثمائة سنين} [18: 25].
بالإضافة سبعية. غيث النفع: 155، النشر 2: 310.
أنحى أبو حاتم على هذه القراءة. البحر 6: 117.
5 - {حملته أمه كرها ووضعته كرها} [46: 15].
{كرها} بفتح الكاف سبعية. الإتحاف 391 طعن فيها أبو حاتم. البحر 8: 60.
6 - {أتعدانني أن أخرج} [46: 17].
في البحر 8: 62: «قرأ نافع في رواية {أتعدانني} بنون واحدة ...
وقرأ الحسن وشيبة وأبو جعفر ... بفتح النون الأولى، كأنهم فروا من الكسرتين
(1/74)



************

والياء إلى الفتح طلبا للتخفيف ... وقال أبو حاتم: «فتح النون باطل غلط».
7 - {يوم ينظر المرء ما قدمت يداه} [78: 40].
في البحر 8: 416 «{المرء} قرأ ابن أبي إسحاق بضم الميم، وضعفها أبو حاتم. ولا ينبغي أن تضعف؛ لأنها لغة يتبعون الميم لحركة الهمزة، فيقولون: مرؤ، مرأ، مرء على حسب الإعراب».
8 - {وجنات من أعناب} [6: 99]. مع أبي عبيد.
9 - {وإن لك موعدا لن تخلفه} [20: 97].
في البحر 6: 275 - 276 «قرأ أبو نهيك {لن تخلفه} بفتح التاء وضم اللام هكذا بالتاء المنقوطة من فوق عن أبي نهيك في نقل ابن خالويه، وفي اللوامح: أبو نهيك: {لن يخلفه} بفتح الياء وضم اللام ... وقال سهل، يعني أبا حاتم: لا يعرف لقراءة أبي نهيك مذهبا». ابن خالويه: 89.
10 - {وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه} [45: 13].
في البحر 8: 44 - 45 «{منة} ابن عباس، بكسر الميم وشد النون، ونصب التاء على المصدر. قال أبو حاتم: نسبة هذه القراءة إلى ابن عباس ظلم. وحكاها أبو الفتح عن ابن عباس، وعبد الله بن عمر، والجحدري، وعبد الله بن عبيد بن عمير، وحكاها أيضا عن هؤلاء الأربعة صاحب اللوامح، وحكاها ابن خالويه عن ابن عباس، وعبيد بن عمير». المحتسب 2: 262، ابن خالويه: 138.
11 - {يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار} [24: 43].
في النشر 2: 332: «واختلفوا في {يذهب بالأبصار}: فقرأ أبو جعفر بضم الياء وكسر الهاء. فقيل: إن باء {بالأبصار} تكون زائدة. والظاهر أنها بمعنى (من)، ويكون المفعول محذوفا، أي يذهب النور من الأبصار».
وفي البحر 6: 465: «وذهب الأخفش وأبو حاتم إلى تخطئة أبي جعفر في هذه
(1/75)



************

القراءة ..».
12 - {قال هل أنتم مطلعون} [37: 54].
وفي البحر 7: 361: «قرأ أبو عمرو في رواية حسين الجعفي {مطلعون} بإسكان الطاء وفتح النون. وقرأ أبو البرهسيم وعمار بن أبي عمار {مطلعون} بتخفيف الطاء وكسر النون ... «ورد هذه القراءة أبو حاتم، لجمعها بين نون الجمع وياء المتكلم، والوجه: مطلعي ... ووجهها أبو الفتح على تنزيل اسم الفاعل منزلة المضارع».
وفي المحتسب 2: 220: «قال أبو حاتم: لا يجوز إلا فتح النون من {مطلعون} مشدد الطاء كانت أو مخففة. قال: وقد شكلها بعض الجهال بالحضرة مكسورة النون. قال: وهذا خطأ، لو كان كذلك لكان مطلعي ... والأمر على ما ذهب إليه أبو حاتم، إلا أن يكون على لغة ضعيفة، وهو أن يجري اسم الفاعل مجرى الفعل المضارع».
13 - {يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها} [6: 158].
في البحر 4: 259: «قرأ ابن عمرو، وابن سيرين، وأبو العالية {يوم تأتي} مثل {تلتقطه بعض السيارة} وابن سيرين {لا تنفع نفسا} قال أبو حاتم: ذكروا أنها غلط منه».
في المحتسب 1: 236: «ومن ذلك قراءة أبي العالية {لا ينفع نفسا إيمانها} بالتاء فيما يروى عنه: قال ابن مجاهد: وهذا غلط.
قال أبو الفتح: ليس ينبغي أن يطلق على شيء له وجه من العربية قائم، وإن كان غيره أقوى منه - أنه غلط، وعلى الجملة فقد كثر عنهم تأنيث فعل المضاف المذكر، إذا كانت إضافته إلى مؤنث».
14 - {الذين كنتم تشاقون فيهم} [16: 27].
في البحر 5: 486: «قرأ الجمهور {تشاقون} بفتح النون، وقرأ نافع بكسرها، ورويت عن الحسن، ولا يلتفت إلى تضعيف أبي حاتم لهذه القراءة».
15 - {إني آمنت بربكم فاسمعون} [36: 25]
(1/76)



************

قرئ {فاسمعون} بفتح النون قال أبو حاتم: هذا خطأ لا يجوز؛ لأنه أمر، فإما حذف النون «وإما كسرها على البناء».
16 - {يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان} [9: 21].
في البحر 5: 21: «{ورضوان} وقرأ الأعمش بضم الراء والضاد معا، قال أبو حاتم: لا يجوز هذا، وينبغي أن يجوز، فقد قالت العرب: سلطان بضم اللام، وأورده التصريفيون في أبنية الأسماء».
17 - {وجاء المعذرون من الأعراب ليؤذن لهم} [9: 90].
في البحر 5: 84: «وقرأ مسلمة {المعذرون} بتشديد العين والذال من تعذر بمعنى اعتذر. قال أبو حاتم: أراد: المتعذرون، والتاء لا تدغم في العين، لبعد المخارج، وهي غلط منه أو عليه».
18 - {آمن هو قانت آناء الليل} [39: 9]. مع الأخفش.
19 - {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا} [9: 51].
في البحر 5: 51: «وقال عمرو بن شقيق: سمعت أعين قاضي الري يقول: {قل لن يصيبن} بتشديد النون. قال أبو حاتم: ولا يجوز ذلك، لأن النون لا تدخل مع (لن). ووجه هذه القراءة تشبه (لن) بلا ولم». انظر المحتسب 1: 294.
20 - {أينما يوجهه لا يأت بخير} [16: 76].
في البحر 5: 520: «وعن علقمة وطلحة {يوجه} بكسر الجيم، وهاء واحدة مضمومة. وقال أبو حاتم: هذه القراءة ضعيفة؛ لأن الجزم لازم والذي توجه عليه هذه القراءة إن صحت أن {أينما} شرط حملت على (إذا) انظر المحتسب 2: 12، ابن خالويه: 73».
21 - {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا} [17: 36].
(1/77)



************

في البحر 6: 36: «وقرأ الجراح العقيلي {والفواد} بفتح الفاء والواو، قلبت الهمزة واوا بعد الضمة في الفؤاد، ثم استصحب القلب مع الفتح، وهي لغة في الفؤاد وانكرها أبو حاتم وغيره».
وفي المحتسب 2: 21: «ومن ذلك قراءة الجراح {والبصر والفؤاد} بفتح الفاء.
قال أبو الفتح: أنكر أبو حاتم فتح الفاء، ولم يذكر هو ولا ابن مجاهد الهمز ولا تركه وقد يجوز ترك الهمز مع فتح الفاء، في ابن خالويه: 76: «بفتح الفاء والواو».
22 - {وهذا ملح أجاج} [25: 53، 35: 12].
في البحر 6: 507: «وقرأ طلحة، وقتيبة عن الكسائي {ملح} بفتح الميم وكسر اللام، وكذا في فاطر. قال أبو حاتم: وهذا منكر في القراءة. وقال أبو الفتح: أراد ملحا وحذف الألف ... وقال أبو الفضل الرازي في كتاب اللوامح: هي لغة شاذة قليلة.
وفي المحتسب 2: 124: «قال أبو حاتم: وهذا منكر في القراءة، فقوله: هو منكر في القراءة يجوز أن يريد به أنه لم يسمع في اللغة. وإن كان سمع فقليل خبيث، ويجوز أن يكون ذهب فيه إلى أنه أراد: مالح ...».
23 - {ماذا تفقدون} [12: 71]
في البحر 5: 330: «وقرأ السلمي {تفقدون} بضم التاء من (أفقدته)، إذا وجدته فقيدا، نحو: أحمدته، إذا وجدته محمودا، وضعف هذه القراءة أبو حاتم».
24 - {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا} [25: 67].
في البحر 6: 514: «وأنكر أبو حاتم لغة {أقتر} رباعيا هنا، وقال: أقتر،
(1/78)



************

إذا اقتر، ومنه {وعلى المقتر قدره}. عاب عنه ما حكاه الأصمعي، وغيره من أقتر بمعنى ضيق».
25 - {أفتمارونه على ما يرى} [53: 12].
في البحر 8: 159: «وقرأ عبد الله فيما حكى ابن خالويه والشعبي {أفتمرونه} بضم التاء وسكون الميم مضارع (أمريت) قال أبو حاتم: وهو غلط، ابن خالويه: 146».
26 - {لولا أن تداركه نعمة من ربه} [68: 49].
في البحر 8: 317: «قرأ ابن هرمز والحس، والأعمش {تداركه} بشد الدان، قال أبو حاتم: ولا يجوز ذلك».
المنقول عن ابن محيص {واستبرق} بوصل الألف وفتح القاف. وقال أبو حاتم لا يجوز البحر 6: 122، 8: 400، المحتسب 2: 29.
28 - {ولا تنازعوا فتفشلوا} [8: 46].
في البحر 4: 503: «وقرأ الحسن وإبراهيم {فتفشلوا} بكسر الشين. قال أبو حاتم: وهذا غير معروف. وقال غيره: هي لغة».
29 - {الذي يخرج الخبء} [27: 25].
في البحر 7: 69 {الخبء} قرأ عكرمة بألف بدل الهمزة ... طعن فيها أبو حاتم وقال: لا يجوز في العربية.
30 - {فأما الزبد فيذهب جفاء} [13: 17].
في البحر 5: 382: «وقرأ رؤبة {جفالا} وعن أبي حاتم: لا يقرأ بقراءة رؤبة لأنه كان يأكل الفأر، بمعنى أنه كان أعرابيا جافيا، وعن أبي حاتم: لا تعتبر قراءة الأعراب في القرآن» ابن خالويه 66.
(1/79)



************

31 - {وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة} [2: 51]
أنكر أبو عبيد، وأبو حاتم ومكي قراءة {واعدنا} بالألف. البحر 1: 199.
32 - {هذا ذكر من معي وذكر من قبلي} [21: 24].
في البحر 6: 306: «وقرأ يحيى بن يعمر، وطلحة بتنوني {ذكر} فيهما وكسر ميم (من) فيهما، ومعنى (معي) هنا: عندي، والمعنى: هذا ذكر من عندي، ومن قبلي، أي أذكركم بهذا القرآن الذي عندي؛ كما ذكر الأنبياء من قبلي أممهم.
ودخول (من) على (مع) نادر، ولكنه اسم يدل على الصحبة والاجتماع أجرى مجرى الظرف، فدخلت عليه (من)؛ كما دخلت على (قبل، وبعد وعند).
وضعف أبو حاتم هذه القراءة؛ لدخول (من) على (مع) ولم ير لها وجها». ابن خالويه: 91.
وفي المحتسب 2: 61: «قال أبو الفتح: هذا أحد ما يدل على أن (مع) اسم، وهو دخول (من) عليها، حكى صاحب الكتاب وأبو زيد ذلك عنهم: جئت من معهم، أي من عندهم».
33 - {على من تنزل الشياطين} [26: 221] مع أبي جعفر النحاس.
34 - {إن كانت إلا صيحة واحدة} [36: 29].
في البحر 7: 332: «قرأ أبو جعفر وشيبة ... {صيحة} بالرفع في الموضعين على أن (كان) تامة، وكان الأصل ألا تحلق التاء ... فأنكر أبو حاتم وكثير من النحويين هذه القراءة، بسبب لحوق تاء التأنيث».
وفي المحتسب 2: 206 - 207: «قال أبو الفتح: في الرفع ضعف لتأنيث الفعل، وهو قوله: (كانت)، ولا يقوى أن تقول: ما قدمت إلا هند، وإنما المختار من ذلك: ما قام إلا هند، وذلك أن الكلام محمول على معناه، أي ما قام
(1/80)



************

أحد إلا هند، فلما كان هذا هو المراد المعتمد - ذكر لفظ الفعل، إرادة له، وإيذانا به، - ثم إنه لما كان محصول الكلام: قد كان صيحة واحدة جيء بالتأنيث، إخلادا له، وحملا لظاهر اللفظ عليه، ومثل قراءة الحسن: {فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم}».
قراءة (كانت) مع رفع صيحة عشرية. الإتحاف: 364.
35 - {وكل أمر مستقر} [54: 3].
في البحر 8: 174: «وقرأ شيبة {مستقر} بفتح القاف، ورويت عن نافع. وقال أبو حاتم: لا وجه لفتح القاف، وخرجت على حذف مضاف أي ذو استقرار، وزمان استقرار».
36 - {السلام المؤمن} [59: 23].
في البحر 8: 251: «وقرأ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين، وقيل أبو جعفر المدني {المؤمن} بفتح الميم. قال أبو حاتم: لا يجوز ذلك؛ لأنه لو كان كذلك لكان المؤمن به، وكان جائزا. قال الزمخشري: يعني المؤمن به على حذف حرف الجر». ابن خالويه: 154. الكشاف 4: 85.
37 - {ولا يجرمنكم شنآن قوم} [5: 2]. مع أبي عبيد.

ابن قتيبة
عقد في كتابه «تأويل مشكل القرآن» باب ما ادعى على القرآن من اللحن ص 36 قال فيه ص 40 - 41:
«وليست تخلو هذه الحروف من أن تكون على مذهب من مذاهب أهل الإعراب فيها أو تكون غلطا من الكاتب؛ كما ذكرت عائشة رضي الله عنها».
فإن كانت على مذاهب النحويين فليس هاهنا لحن بحمد الله.
(1/81)



************

وإن كانت خطأ في الكتاب فليس على الله ولا على رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم جناية الكاتب في الخط ... وكذلك لحن اللاحنين من القراء المتأخرين لا يجعل حجة على الكتاب ... ثم يطعن في حمزة وإن لم يسمه.
ثم يقول ص 43: «وما أقل من سلم من هذه الطبقة في حرفه من الغلط والوهم، فقد قرأ بعض المتقدمين {ما تلوته عليكم ولا أدرأتكم به} 10: 16 فهمز، وإنما هو من دريت بكذا وكذا، وقرأ {وما تنزلت به الشياطون} 26: 210 توهم أنه جمع بالواو والنون وقرأ آخر: {فلا تشمت بي الأعداء} 7: 150، بفتح التاء، وكسر الميم، ونصب الأعداء، وإنما هو من أشمت الله العدو فهو يشمته، ولا يقال: شمت الله العدو.
وقال الأعمش: قرأت عند إبراهيم، وطلحة بن مصرف {قال لمن حوله ألا تستمعون} 26: 25.
فقال إبراهيم ما تزال تأتينا بحرف أشنع، إنما هو {لمن حوله}، واستشهد طلحة فقال مثل قوله: قال الأعمش: فقلت لهما: لحنتما، لا أقاعدكما اليوم.
وقرأ يحيى بن وثاب: {وإن تلوا أو تعرضوا} 4: 135 من الولاية، ولا وجه للولاية هاهنا ... وقرأ الأعمش: {وما أنتم بمصرخي} 14: 22 بكسر الياء، كأنه ظن أن الباء تخفض الحرف كله. وقرأ حمزة {ومكر السيء ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله} 35: 43 فجزم الحرف الأول، والجزم لا يدخل الأسماء، وأعرب الآخر، وهو مثله، وقرأ نافع {فبم تبشرون} 15: 54 بكسر النون ولو أريد بها الوجه الذي ذهب إليه الكاتب لكانت {فبم تبشرونني} بنونين لأنها في موضع رفع: وقرأ حمزة {ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا} 8: 59 بالياء ... وهذا يكثر» انظر تأويل مشكل القرآن ص 43 - 45.
وتقدم خطؤه في إعراب قوله تعالى: {فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون}، {ولا يحزنك قولهم إن العزة لله} على قراءة فتح همزة (إن).
كما طعن في قراءة {أصحاب ليكة} البحر 7: 37 مع المبرد.
(1/82)



************

ابن خالويه
1 - {قالوا سحران تظاهرا} [28: 47].
في ابن خالويه: 113 {تظاهرا} بالتشديد يحيى الذماري قال ابن خالويه: تشديده لحن، لأنه فعل ماض، وإنما تشدد في المضارع.
وفي البحر 7: 124: «وقال صاحب اللوامح: لا أعرف وجهه. وقال صاحب الكامل في القراءات: ولا معنى له، وله تخريج في اللسان، وذلك أنه مضارع حذفت منه النون، وقد جاء حذفها في قليل من الكلام، وفي الشعر».
2 - {فإما ترين من البشر أحدا فقولي} [19: 26].
في ابن خالويه: 84: «{فإما ترئن} بالههمز، ابن الرومي عن أبي عمرو وروى عنه أيضا {لترؤن} بالهمز 102: 6، وهو عند أكثر النحويين لحن.
وقال الزمخشري: وهذا من لغة من يقول: لبأت بالحج، وحلأت السويق وذلك لتآخ بين الهمزة وحروف اللين في الإبدال. الكشاف 2: 409، البحر 6: 185».
3 - {وله أخ} [4: 12].
في ابن خالويه: 25، {وله أخ} بالتشديد عن بعضهم، قال ابن دريد: التشديد لغة، قال ابن خالويه: وأهل العربية يرونه لحنا، لأن لام الفعل واو.
4 - {أغويناهم كما غوينا} [28: 63].
في ابن خالويه: 113: {كما غوينا} بكسر الواو أبان عن عاصم، وبعض الشاميين.
قال ابن خالويه: وليس ذلك مختارا؛ لأن كلام العرب غويت من الضلالة وغويت من البشم. البحر 7: 128.
(1/83)



************

الجوهري، صاحب الصحاح
1 - {فما اسطاعوا} [18: 97].
خطأ الجوهري قراءة حمزة بسكون السين وشد الطاء لاجتماع الساكنين.
قال القسطلاني: وأما قوله، ولا معتبر بقول القراء فهو جرأة عظيمة على القراء الذين هم العمدة في نقل كلام الله، وكيف يقال بخطئهم فيما رووه متواترا عن أهل الفصاحة والبلاغة من التابعين والصحابة عمن لا ينطق عن الهوى، إنما المخطئ أعجمي ومعتزلي يريان القراءة بالرأي. (لطائف الإشارات).

(هـ) ومن المفسرين:
ابن جرير الطبري
في النشر 2، 264، «وأول من نعلمه أنكر هذه القراءة (قراءة ابن عامر) وغيرها من القراءات الصحيحة، وركب هذا المحظور ابن جرير الطبري بعد الثلمائة، وقد عد ذلك من سقطات ابن جرير، حتى قال السخاوي، قال لي شيخنا أبو القاسم الشاطبي، إياك وطعن ابن جرير على ابن عامر».
قال في تفسيره 8: 23، «وإنما قلت لا أستجيز القراءة بغيرها (قراء الجمهور) لإجماع الحجة من القراء عليه، وإن تأويل أهل التأويل بذلك ورد، ففي ذلك أوضح البيان على فساد ما خالفها من القراءة».
2 - {وتظنون بالله الظنونا * هنالك} [33: 10 - 11]
في تفسير الطبري 21: 84، وأولى القراءات في ذلك عندي بالصواب من قرأ بحذف الألف في الوصل والوقف؛ لأن ذلك هو الكلام المعروف من كلام العرب، مع شهرة القراءة بذلك في قراء المصرين، الكوفة والبصرة.
(1/84)



************

وفي النشر 2، 347 - 3487، «واختلفوا في (الظنونا، هنالك، والرسولا وقالوا. والسبيلا ربنا» فقرأ المدنيان وابن عامر وأبو بكر بألف في الحالين. وقرأ الباقون، وهم ابن كثير والكسائي وخلف وحفص بألف في الوقف دون الوصل.
3 - {وإن إلياس لمن المرسلين} [37: 123].
{سلام على إلياسين} [37: 130].
في تفسير الطبري 23: 61 - 62، «ذكر عن بعض القراء أنه كان يقرأ {وإن الياس} بترك الهمزة، ويجعل الألف واللام داخلتين على {ياسين} للتعريف، ويقول: إنما كان اسمه {ياسين} أدخلت عليه الألف واللام، ثم يقرأ على ذلك {سلام على إلياسين}. والصواب من القراءة في ذلك عندنا قراءة من قرأ {إلياسين} بكسر ألفها على مثال إدراسين». انظر المحتسب 2: 223 - 224.

ابن عطية
1 - {أفغير الله تأمروني أعبد} [39: 64]
في البحر 7: 439 «ونافع {تأمروني} بنون واحدة مكسورة، وفتح الياء.
قال ابن عطية: وهذا على حذف النون الواحدة، وهي الموطئة لياء المتكلم، ولا يجوز حذف النون الأولى، وهو لحن، لأنها علامة رفع الفعل.
وفي المسألة خلاف: منهم من يقول: المحذوفة نون الرفع، ومنهم من يقول: نون الوقاية، وليس بلحن؛ لأن التركيب متفق عليه. والخلاف جرى في أيهما المحذوف، ونختار أنها نون الرفع».
قراءة نافع سبعية. الإتحاف: 376.
2 - {مذبذبين بين ذلك} [4: 143]
في البحر 3: 378 - 379 «وقرأ الحسن {مذبذبين} بفتح الميم والذالين.
قال ابن عطية: وهي قراءة مردودة.
(1/85)



************

الحسن البصري من أفصح الناس يحتج بكلامه؛ فلا ينبغي أن ترد قراءته، ولها وجه في العربية، وهو أنه أتبع حركة الميم بحركة الذال، وإذا كانوا قد أتبعوا حركة الميم بحركة العين في (منتن) وبينهما حاجز فلأن يتبعوا بغير حاجز أولى».
3 - {قد أفلح المؤمنون} [23: 1]
في البحر 6: 395 «قرأ طلحة بفتح الهمزة واللام وضم الحاء من {أفلح} قال عيسى بن عمر: سمعت طلحة بن مصرف يقرأ {قد أفلحوا المؤمنون} فقلت له: أتلحن؟
قال: نعم كما لحن أصحابي، يعني أن مرجوعه في القراءة إلى ما روى، وليس بلحن، لأنه على لغة (أكلوني البراغيت). وقال ابن عطية: وهي قراءة مردودة، ابن خالويه: 97.
4 - {وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه} [16: 66]
في النشر 2: 304 «واختلفوا في {نسقيكم} هنا والمؤمنون: فقرأ أبو جعفر بالتاء مفتوحة في الموضعين. وقرأ الباقون بالنون».
وفي البحر 5: 508 «قال ابن عطية (عن قراءة التاء) وهي ضعيفة وضعفها عنده - والله أعلم - من حيث أنت {تقسيكم} وذكر في قوله {مما في بطونه}.
ولا ضعف في ذلك من هذه الجهة؛ لأن التأنيث والتذكير باعتبار وجهين.
5 - {حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجى من نشاء} [12: 110].
في البحر 5: 355 «قرأت فرقة {فننجى} بنونين وفتح الياء. قال ابن عطية: رواها هبيرة عن حفص عن عاصم، وهي غلط من هبيرة.
وليست غلطا، ولها وجه في العربية، وهو أن الشرط والجزاء يجوز أن يأتي بعدهما
(1/86)



************

المضارع منصوبا بإضمار (أن) بعد الفاء ... ولا فرق في ذلك بين أن تكون أداة الشرط جازمة، أو غير جازمة».
6 - {فإن الله لا يهدي من يضل} [16: 37].
في البحر 5: 490 «وقرأت فرقة {يهدي} بضم الياء وكسر الدال. قال ابن عطية: وهي ضعيفة. وإذا ثبت أن {هدى} لازم بمعنى {اهتدى} لم تكن ضعيفة؛ لأنه أدخل على اللازم همزة التعدية، فالمعنى: لا يجعل مهتديا من أضل».
7 - {ولا يغوث ويعوق ونسرا} [71: 23]
في البحر 8: 342 «وقال ابن عطية: وقرأ الأعمش: {ولا يغوثا ويعوقا} بالصرف، وذلك وهم؛ لأن التعريف لازم ووزن الفعل.
وليس ذلك بوهم، ولم ينفرد الأعمش بذلك، بل وافقه الأشهب العقيلي على ذلك.
وتخريجه على أحد الوجهين: أحدهما: أنه جاء على لغة من يصرف جميع ما لا ينصرف عند عامة العرب، وذلك لغة، وقد حكاها الكسائي وغيره.
والثاني: صرف لمناسب ما قبله وما بعده».
8 - {ألم نشرح لك صدرك} [94: 1]
في البحر 8: 487 - 488 «قرأ أبو جعفر المنصور بفتح الحاء من {نشرح} وخرجها ابن عطية في كتابه على أنه {ألم نشرحن} فأبدل من التنوين ألفا، ثم حذفها تخفيفا ... وقال: هي قراءة مرذولة. وقال الزمخشري: لعله بين الحاء وأشبعها في مخرجها، فظن السامع أنه فتحها. ولهذه القراءة تخريج أحسن من هذا كله، وهو أنه لغة لبعض العرب، حكاها اللحياني في نوادره، وهي الجزم بلن، والنصب بلم». انظر المحتسب 2: 366.
9 - {فما لكم عليهن من عدة تعتدونها} [33: 49].
(1/87)



************

في البحر 7: 244 «وقال ابن عطية: وروى عن أبي برزة عن ابن كثير بتخفيف الدال من العدوان، كأنه قال: فما لكم عدة تلزمونها عدوانا وظلما لهن. والقراءة الأولى أشهر عن ابن كثير، وتخفيف الدال وهم من أبي برزة.
وليس بوهم؛ إذ قد نقلها عن ابن كثير ابن خالويه، وأبو الفضل الرازي في كتاب اللوامح في شواذ القراءات». ابن خالويه: 120.
10 - {كن فيكون} [2: 118]
لحن قراءة ابن عامر مع غيره.
11 - {تساءلون به والأرحام} [4: 1]
لحن قراءة حمزة مع غيره.
12 - {قتل أولادهم شركاؤهم} [6: 137].
ضعف قراءة ابن عامر مع غيره.
ومن المفسرين الزمخشري وقد ذكرناه مع النحاة.

(و) ومن مصنفي القراءات والقراء:
أبو بكر بن مجاهد
1 - {فبهداهم اقتده} [6: 90]
كسر الهاء من {اقتده} في السبع. الشاطبية 198، الإتحاف 213.
وفي البحر 4: 176 «وتغليظ ابن مجاهد قراءة الكسر غلط منه، وتأويلها على أنها هاء السكت ضعيف».
2 - {أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء} [24: 31].
(1/88)



************

في البحر 4: 499 «روى عن ابن عباس تحريك واو {عورات} بالفتح، والمشهور في كتب النحو أن تحريك الواو، والياء في مثل هذا الجمع هو لغة هذيل بن مدركة.
ونقل ابن خالويه في كتاب (شواذ القراءات) أن ابن إسحاق والأعمش قرآ: {عورات} بفتح الواو قال: وسمعنا ابن مجاهد يقول: هو لحن، وإنما جعله لحنا وخطأ من قبل الرواية، وإلا فله مذهب في العربية» ابن خالويه: 103.
3 - {أفحكم الجاهلية يبغون} [5: 50].
في المحتسب 1: 210 - 211: «ومن ذلك قراءة يحييى وإبراهيم والسلمي {أفحكم الجاهلية يبغون} برفع الميم. قال ابن مجاهد: وهو خطأ قال: وقال الأعرج لا أعرف في العربية: {أفحكم}.
قال أبو الفتح: قول ابن مجاهد: إنه خطأ فيه سرف، لكنه وجه غيره أقوى منه، وهو جائز في الشعر ...» البحر 3: 505.
4 - {إن الإنسان ليطغى * أن رآه استغنى} [96: 6 - 7].
في شرح الشاطبية: 297: «ابن مجاهد روى عن قنبل {أنه رأى} استغنى بقصر همزة (رأى) بحذف الألف التي بين الهمزة والهاء، فيصير يوزن (رعه) وابن مجاهد لم يأخذ به قال في كتاب السبعة: قرأت على قنبل (أن رأه) قصرا بغير ألف بعد الهمزة وهو غلط، قال السخاوي ناقلا عن الشاطبي رأيت أشياخنا يأخذون فيه بما ثبت عن قنبل من والقصر خلاف ما اختار ابن مجاهد».
غيث النفع: 286، النشر 2: 401 - 402.
وفي البحر 8: 493: «وينبغي ألا يغلط، بل يتطلب له وجها، وقد حذفت الألف في نحو من هذا ... والقراءات جاءت على لغة العرب قياسها وشاذها ...».
5 - (ضياء) قرئ في السبع ضئاء بهمزتين حيث وقع:
في النشر 1: 406: «وأما (ضئاء) وهو في يونس، والأنبياء، والقصص فرواه
(1/89)



************

قنبل بهمزة مفتوحة بعد الصاد في الثلاثة، وزعم ابن مجاهد أنه غلط مع اعترافه بأنه قرأ كذلك على نقل. وخالف الناس ابن مجاهد في ذلك». غيث النفع: 118.
6 - {وجنودا لم تروها} [33: 9].
في ابن خالويه: 118. (يروها) بالياء نصر عن أبيه عن أبي عمرو. قال ابن مجاهد: وهو غلط.
تقدم:
1 - {ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم} [72: 23].
ابن خالويه: 163، البحر 8: 354.
2 - {وإن أدري لعله فتنة لكم} [21: 111].
المحتسب 2: 86، البحر 6: 344.
3 - {قالوا أرجه وأخاه} [7: 111].
البحر 4: 360.
4 - {يوم لا ينفع نفسا إيمانها} [6: 158].
المحتسب 1: 136 - 137، البحر 4: 260.
5 - {ألم نشرح لك صدرك} [94: 1]
المحتسب 2: 366.

عاصم الجحدري
1 - {ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين} [14: 41]
في البحر 5: 434: «قرأ ابن بعمر والزهري، والنخعي {ولولدي} بغير ألف، وبفتح اللام، يعني إسماعيل وإسحاق، وأنكر عاصم الجحدري هذه القراءة
(1/90)



************

وقال: إن في مصحف أبي بن كعب {ولأبوي}».

هارون
1 - {إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر} [19: 42]
«قرأ ابن عامر والأعرج وأبو جعفر {يا أبت} بفتح التاء، وقد لحن هارون هذه القراءة». البحر 6: 193.
المشهور بهارون هو هارون الأعور وقد ذكر في كتاب سيبويه وترجم له ابن الجزري في الطبقات.
(1/91)




******************

معجم المسائل النحوية والصرفية الواردة في القرآن الكريم (ص: 12)
المؤلف: الدكتور ف. عبد الرحيم (=فانيامبادي عبد الرحيم)
دراسات لأساليب القرآن الكريم:
هو كتاب ضخم يقع في أحد عشر مجلداً، وينقسم إلى ثلاثة أقسام؛ ويحتوي القسم الأول على ثلاثة أجزاء، ويحتوي كل من القسمين الثاني والثالث على أربعة أجزاء. خصص القسم الأول لدراسة حروف المعاني، والقسم الثاني لدراسة مباحث الصرف، والقسم الثالث لدراسة مباحث النحو.
عكف المؤلف على إنجازه خمسة وعشرين عاماً، وهو كتاب كبير في مبناه، وعظيم في معناه. أما كبر مبناه فيظهر من قول المؤلف: إنه» الآيات والقراءات في هذا المبحث، أو أشير إليها (28700) «اهـ؛ وأما عظم معناه فيتضح من قول الشيخ محمود محمد شاكر رحمه الله في تصديره للكتاب إن المؤلف أودعه» معرفة واسعة مستوعبة تامة لدقائق علم النحو، وعلم الصرف، وعلم اختلاف الأساليب «.
يرى المؤلف أن هذا الكتاب معجم نحوي صرفي للقرآن الكريم، ويقول موضحاً هدفه من وضعه:» استهدفت أن أضع للقرآن الكريم معجماً نحوياً صرفياً يكون مرجعاً لدارس النحو، فيستطيع أن يعرف متى أراد: أوقع مثل هذا الأسلوب في القرآن أم لا؟ وإذا كان في القرآن فهل ورد كثيراً أو قليلاً، وفي قراءات متواترة أو شاذّة؟ كما أنه يستطيع أن يحتكم إليه في الموازنة بين الأقوال المختلفة كما كان يفعل الصدر الأول في الاحتكام إلى كلام الفصحاء ومشافهتهم قبل أن يدبَّ اللحن إلى الألسنة « (1) .
__________
(1) دراسات لأسلوب القرآن الكريم 1: 1: 1. (القسم الأول: الجزء الأول: ص 1) .


معجم المسائل النحوية والصرفية الواردة في القرآن الكريم (ص: 13)
غير أنه ليس معجماً بالمعنى المعروف والشكل المألوف، إنما هو كتاب يدرس فيه المؤلف المسائل الصرفية والنحوية الواردة في القرآن الكريم، والآيات المجموعة الواردة في الكتاب إنما جمعها المؤلف خدمة لهذه الدراسة. ولكن الكتاب يحوي نواة للمعجم، ويمكن تحويل المواد الواردة فيه إلى معجم.
منهج الكتاب:
1) يبدأ المؤلف دراسة مسألة ما تحت عنوان» لمحات عن دراسة (1) في القرآن الكريم «يذكر فيه ما يمهد لدراسة المسألة دراسة مفصلة في المبحث الذي يليه. يقول المؤلف موضحاً هدفه من هذا العنوان:» رأيت أن أقدم أمام دراسة كل حرف (2) صورة واضحة موجزة لعناصر الدراسة التفصيلية، واخترت لها عنوان (لمحات عن دراسة) ، وهذه اللمحات أشبه بما تفعله الإذاعات في صدر نشراتها الإخبارية من تقديم موجز الأنباء، وآثرت هذا المنهج لأمرين:
أ) تقريب هذه الدراسة إلى نفوس القرَّاء على اختلاف درجاتهم الثقافية، وتيسيرها لهم، فمن شاء اكتفى بهذا القدر، ومن شاء رجع إلى الدراسة التفصيلية.
ب) كفل هذا المنهج لي حريَّة نقل النصوص في الدراسة التفصيلية «.
2) ثم يعقد فصلاً بعنوان» دراسة في القرآن الكريم «يفصل فيه الكلام على وجوهها مع ذكر شواهد كثيرة من القرآن الكريم.
__________
(1) هنا يذكر المسألة المدروسة.
(2) إنما ذكر الحرف لأنه بدأ مشروعه هذا بدراسة حروف المعاني، ثم أكمله بدراسة المسائل الصرفية والنحوية كلها.


معجم المسائل النحوية والصرفية الواردة في القرآن الكريم (ص: 14)
لقد وجد الشيخ عضيمة باستقراء بعض المسائل النحوية في القرآن الكريم أن ما جاء في القرآن الكريم يخالف بعض القواعد النحوية التي ذكرها النحاة. يقول الشيخ موضحاً هذه النتائج التي توصَّل إليها:
وللنحويين قوانين كثيرة لم يحتكموا فيها لأسلوب القرآن، فمنعوا أساليب كثيرة جاء نظيرها في القرآن، من ذلك:
1) ذكر سيبويه قبح» كلّ «المضافة إلى نكرة في أن يلي العوامل، فقال (1: 274) :» " أكلت شاة كلَّ شاةٍ " حسن، و" أكلت كلَّ شاة " ضعيف «.
جاء» كلّ «المضافة إلى نكرة مفعولاً به في 36 موضعاً في القرآن الكريم، كما تصرّفت في وجوه كثيرة من الإعراب.
2) منع السهيلي أن تلى» كلّ «المقطوعة عن الإضافة العوامل، نحو:» ضربت كلاً «، و» مررت بكلٍّ « (نتائج الفكر ص 227) .
جاءت» كلّ «المقطوعة عن الإضافة مفعولاً به، ومجرورة بالحرف متأخرة عن فعلها في آيات من القرآن.
3) اشترط الزمخشري في خبر» أنَّ «الواقعة بعد» لو «أن يكون خبرها فعلاً (المفصَّل 2: 216) .
جاء خبرها في القرآن اسماً جامداً، واسماً مشتقاً.
4) منع ابن الطراوة أن يقع المصدر المؤوَّل من» أن «والفعل مضافاً إليه (الهمع 2: 3) .
جاء المصدر المؤوَّل من» أن «والفعل مضافاً إليه في ثلاثة وثلاثين موضعاً في القرآن.
5) منع النحويون وقوع الاستثناء المفرَّغ بعد الإيجاب، وعلَّلوا ذلك بأن وقوعه بعد الإيجاب يتضمن المحال أو الكذب.


معجم المسائل النحوية والصرفية الواردة في القرآن الكريم (ص: 15)
وفي القرآن ثماني عشرة آية وقع فيها الاستثناء المفرغ بعد الإيجاب، وفي بعضها كان الإيجاب مؤكداً مما يبعد تأويله بالنفي، كقوله تعالى:
* {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} (2: 45) .
* {وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ} (2: 143) .
* {لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ} (12: 66) .
ذكر المؤلف أمثلة أخرى، ونحن نكتفي بهذا القدر.


معجم المسائل النحوية والصرفية الواردة في القرآن الكريم (ص: 16)
نتائج واقتراحات:
يتضح من هذه الدراسة أنه لم يوضع إلى الآن معجم شامل للمسائل الصرفية والنحوية الواردة في القرآن الكريم، ونقترح أن يصمم برنامج حاسوبي لمثل هذا المعجم، ويضمَّن إمكان إعادة تصنيف الآيات الخاصة بمسألة ما تصنيفات فرعية، ولنشرح هذه الفكرة بمثال. ففي مجال المفعول المطلق - مثلاً - تظهر أولاً جميع الآيات التي تتضمن المفعول المطلق. وبإمكاننا توزيع هذه الشواهد على أساس الغرض من المصدر، فتتوزع على الأصناف الآتية:
(1) ما جاء فيه المصدر مؤكداً لعامله
(2) ما جاء فيه المصدر مبيناً لنوعه
(3) ما جاء فيه المصدر مبيناً لعدده
(4) ما جاء فيه المصدر نائباً عن فعله
وبلمسة أخرى لأحد المفاتيح نستطيع أن نوزعها على أساس العناصر التي نابت عن المصدر.
مما لا شك فيه أن مثل هذا البرنامج سيمنح الباحثين في مجال النحو إمكانات هائلة لدراسة المسائل النحوية والصرفية الواردة في القرآن الكريم، وكذلك سيساعد مؤلفي كتب النحو الدراسية في اختيار الشواهد المناسبة للمسائل النحوية إن شاء الله.
ونذيل البحث بنموذجين لتصنيف الأدوات تصنيفاً يساعد الباحث على دراستها.