بسم الله الرحمن الرحیم

شناسنامه حدیث-ملاحم-مغول-چنگیز-هولاکو

فهرست مباحث حدیث
فهرست شناسنامه حدیث
شناسنامه حدیث-ملاحم-مغول-چنگیز-هولاکو
شرح حال هولاكو بن تولي‌قان بن جنكزخان(615 - 663 هـ = 1218 - 1265 م)
شرح حملات مغول از ابن ابی الحدید
ذکر تطبیق سید بن طاوس قده روایت حاکم عدل را بر خودشان
إلا أن يعطي الله عبدا فهما في كتابه
کلمات فراء در باره قراءات-وبها كان علي بن أبي طالب يعلم الفتن
الحروف المقطعة
فهرست علم الجفر


لا یقال که شاید این حدیث را علمای حله جعل کردند تا از شر مغول نجات پیدا کنند و از هلاکو امان بگیرند.

لانه یقال:
اولا: اصل این در تهج البلاغة آمده، و ابن ابی الحدید میگوید: «و اعلم أن هذا الغيب الذي أخبر ع عنه قد رأيناه نحن عيانا و وقع في زماننا و كان الناس ينتظرونه من أول الإسلام حتى ساقه القضاء و القدر إلى عصرنا و هم التتار الذين خرجوا من أقاصي المشرق» (شرح حملات مغول از ابن ابی الحدید) و امروزه یکی از رفرنسهای جهانی برای تاریخ مغول، شرح نهج البلاغة ابن ابی الحدید است، چون خودش شاهد آن زمان بوده، و نکته مهم آنکه چون شرح حال حمله اول مغول را تا سال ۶۴۳ به تفصیل آورده، میگوید: «مسلمین بر مغول پیروز شدند، و گرنه نزدیک بود ملت اسلامی ار بین برود (لانقرضت ملة الإسلام) و بعدا هم مغلوب نخواهند شد چون باید اسلام بماند» حال توجه کنید که وقتی سابقه پیروزی بغداد بر مغول و شکست سنگین مغول از بغداد بوده است، چگونه ممکن است با فاصله حدود ۱۲ سال، یک عاقلی ریسک کند و برود یک حدیث جعل کند و از هلاکو امان بگیرد، که اگر برعکس شد و بغداد پیروز شد، تمام شیعه را خلیفه عباسی و اهل بغداد قتل عام میکنند، و همین نکته را خود هلاکو هم به والد علامة و سید ابن طاوس قدهما گفت، و حتی تذکر داد که شاید امر ما با بغداد به مصالحه ختم شد و شما از کجا میدانید؟ پس اخبار امیر المؤمنین صلوات الله علیه هم در نهج البلاغه بیش از ۲۰۰ سال قبل آمده بوده، و هم خلاف واضح عقل است که حدیثی را جعل کنند که احتمال قوی دارد که تمام صغیر و کبیر شیعه را بر باد دهد.

ثانیا: بر فرض اینکه حتی سابقه شکست مغول از بغداد هم اگر نبود، هیچ عاقلی چنین ریسک بزرگی نمیکند که برود بر علیه خلافت ۵۰۰ ساله مقتدر عباسی، حدیثی را جعل کند و تمام شیعه را در معرض انتقام دستگاه خلافت عباسی در آورد، و آن هم در همراهی با کافر بر علیه مسلمین.

ثالثا: این حدیث را علامه حلی قده نقل کرده است، و سن خود ایشان در آن واقعه حدود هفت سال بوده، و اگر چنین حدیثی جعل میشد هر چند در آن واقعه اثر داشت اما نشر آن سالها بعد توسط علامه حلی در کتب کلامی به عنوان معجزه امیر المؤمنین علیه السلام، کذب آشکار، و مستلزم تحریک سایرین برای اعلان عدم وجود حدیث در کتب سابق، و تقبیح جعل آن بود، کما اینکه ابن تیمیه همین تکذیب را نسبت به همین حدیث در منهاج السنة کرده و عبارتش در ذیل همین صفحه خواهد آمد: «فالخبر الذي ذكره عن ملك الترك كذب على علي فإنه لم يدفع ظفره إلى رجل من العترة، وهذا مما وضعه متأخروهم» و برعکس او جناب سید ابن طاوس قده در دو موضع از اقبال این نقل را تایید کرده و میفرماید که منظور همان است که هلاکو به من اعطاء کرد که عبارت ایشان در همین صفحه خواهد آمد: سید بن طاوس قده .



كشف اليقين في فضائل أمير المومنين ع، ص: 80
و من ذلك إخباره بعمارة بغداد و ملك بني العباس و ذكر أحوالهم و أخذ المغول الملك منهم رواه والدي رحمه الله تعالى و كان ذلك سبب سلامة أهل الحلة و الكوفة و المشهدين الشريفين من القتل لأنه لما وصل السلطان هولاكو إلى بغداد و قبل أن يفتحها هرب أكثر أهل الحلة إلى البطائح إلا القليل فكان من جملة القليل والدي رحمه الله و السيد مجد الدين بن طاوس و الفقيه ابن أبي العز فأجمع رأيهم على مكاتبة السلطان بأنهم مطيعون داخلون تحت الإيلية و أنفذوا به شخصا أعجميا فأنفذ السلطان إليهم فرمانا مع شخصين أحدهما يقال له تكلم و الآخر يقال له علاء الدين و قال لهما إن كانت قلوبهم كما وردت به كتبهم فيحضرون إلينا فجاء الأميران فخافوا لعدم معرفتهم بما ينتهي الحال إليه.
فقال والدي رحمه الله إن جئت وحدي كفى فقالا نعم فأصعد معهما فلما حضر بين يديه و كان ذلك قبل فتح بغداد و قبل قتل الخليفة قال له كيف أقدمتم على مكاتبتي و الحضور عندي قبل أن تعلموا ما ينتهي إليه أمري و أمر صاحبكم و كيف تأمنون أن صالحني و رحلت عنه فقال له والدي إنما أقدمنا على ذلك لأنا رُوِّينَا عَنْ إِمَامِنَا عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنَّهُ قَالَ فِي بَعْضِ خُطَبِهِ: الزَّوْرَاءُ وَ مَا أَدْرَاكَ مَا الزَّوْرَاءُ أَرْضٌ ذَاتُ أَثْلٍ يَشْتَدُّ فِيهَا الْبُنْيَانُ وَ يَكْثُرُ فِيهَا السُّكَّانُ وَ يَكُونُ فِيهَا قهازم [قَهَارِمُ‏] وَ خُزَّانٌ يَتَّخِذُهَا وُلْدُ الْعَبَّاسِ مَوْطِناً وَ لِزُخْرُفِهِمْ مَسْكَناًتَكُونُ لَهُمْ دَارُ لَهْوٍ وَ لَعِبٍ يَكُونُ بِهَا الْجَوْرُ الْجَائِرُ وَ الْخَوْفُ الْمَخِيفُ وَ الْأَئِمَّةُ الْفَجَرَةُ وَ الْقُرَّاءُ الْفَسَقَةُ وَ الْوُزَرَاءُ الْخَوَنَةُ يَخْدُمُهُمْ أَبْنَاءُ فَارِسَ وَ الرُّومِ لَا يَأْتَمِرُونَ بِمَعْرُوفٍ إِذَا عَرَفُوهُ وَ لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ إِذَا أَنْكَرُوهُ يَكْتَفِي الرِّجَالُ مِنْهُمْ بِالرِّجَالِ وَ النِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ فَعِنْدَ ذَلِكَ الْغَمُّ الْغَمِيمُ وَ الْبُكَاءُ الطَّوِيلُ وَ الْوَيْلُ وَ الْعَوِيلُ لِأَهْلِ الزَّوْرَاءِ مِنْ سَطَوَاتِ التُّرْكِ وَ مَا هُمْ التُّرْكُ قَوْمٌ صِغَارُ الْحَدَقِ وُجُوهُهُمْ كَالْمَجَانِّ الْمُطْرَقَةِ لِبَاسُهُمُ الْحَدِيدُ جُرْدٌ مُرْدٌ يَقْدُمُهُمْ مَلِكٌ يَأْتِي مِنْ حَيْثُ بَدَا مُلْكُهُمْ جَهْوَرِيُّ الصَّوْتِ قَوِيُّ الصَّوْلَةِ عَالِي الْهِمَّةِ لَا يَمُرُّ بِمَدِينَةٍ إِلَّا فَتَحَهَا وَ لَا تُرْفَعُ لَهُ رَايَةٌ إِلَّا نَكَسَهَا الْوَيْلُ الْوَيْلُ لِمَنْ نَاوَاهُ فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَظْفَرَ فلما وصف لنا ذلك و وجدنا الصفات فيكم رجوناك فقصدناك. فطيب قلوبهم و كتب لهم فرمانا باسم والدي رحمه الله يطيب فيه قلوب أهل الحلة و أعمالها و الأخبار الواردة في ذلك كثيرة



نهج الحق و كشف الصدق، ص: 243
و أخبر بعمارة بغداد «5». و ملك بني عباس و أحوالهم. و أخذ المغول الملك منهم «6» و بواسطة هذا الخبر سلمت الحلة و الكوفة و المشهدان من القتل في وقعة هلاكو لأنه لما ورد بغداد كاتبه والدي و السيد بن طاوس و الفقيه ابن أبي المعز و سألوا الأمان قبل فتح بغداد فطلبهم فخافوا فمضى والدي إليه خاصة فقال كيف أقدمت قبل الظفر فقال له والدي‏ لِأَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع أَخْبَرَ بِكَ وَ قَالَ: إِنَّهُ يَرِدُ التُّرْكُ عَلَى الْأَخِيرِ مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ يَقْدَمُهُمْ مَلِكٌ يَأْتِي مِنْ حَيْثُ بَدَأَ مُلْكُهُمْ جَهْوَرِيُّ الصَّوْتِ لَا يَمُرُّ بِمَدِينَةٍ إِلَّا فَتَحَهَا وَ لَا تُرْفَعُ لَهُ رَايَةٌ إِلَّا نَكَّسَهَا الْوَيْلُ الْوَيْلُ لِمَنْ نَاوَاهُ فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَظْفَرَ و الأخبار بذلك كثيرة
__________________________________________________
(5) مناقب آل أبي طالب لابن شهر اشوب، كما في بحار الأنوار ج 41 ص 125
(6) شرح النهج ج 2 ص 125 و 241، و تهذيب التهذيب ج 7 ص 358



منهاج الكرامة في معرفة الإمامة (168)
الخامس:
إخباره بالغائب والكائن قبل كونه.
فأخبر بأن طلحة والزبير لما استأذناه في الخروج إلى العمرة: " لا والله ما يريدان العمرة وأخبر بقتل ذي الثدية، وكان كذلك(4) وأخبره شخص بعبور القوم في قضية النهروان، فقال " لم يعبروا " ثم أخبره آخر بذلك، فقال: " لم يعبروه، وإنه - الله - لمصرعهم " فكان كذلك(5) وأخبر بقتل نفسه الشريفة(6)، وأخبر جويرية بن مسهر بأن اللعين يقطع يديه ورجليه ويصلبه، ففعل به معاوية ذلك(7)، وأخبر ميثم التمار بأنه يصلب على باب عمرو بن حريث عاشر عشرة، وهو أقصرهم خشبة، وأراه النخلة التي يصلب عليها.
فوقع كذلك(8).
وأخبر رشيد الهجري بقطع يديه ورجليه وصلبه وقطع لسانه، فوقع(9)، وأخبر كميل بن زياد بأن الحجاج يقتله، فوقع(10)، وإن قنبرا يذبحه الحجاج، فوقع(11) وقال للبراء بن عازب: " إن ابني الحسين يقتل ولا تنصره " فكان كما قال وأخبر بموضع قتله(1).
وأخبر بملك بني العباس وأخذ الترك الملك منهم، فقال: " ملك بني العباس يسر لا عسر فيه، لو اجتمع عليهم الترك والديلم والسند والهند والبربر والطيلسان على أن يزيلوا ملكهم لما قدروا أن يزيلوه، حتى يشد عنهم مواليهم وأرباب دولتهم، ويسلط عليهم ملك من الترك يأتي عليهم من حيث بدأ ملكهم، لا يمر بمدينة إلا فتحها، ولا ترفع له راية إلا نكسها، الويل الويل لمن ناواه، فلا يزال كذلك حتى يظفر، ثم يدفع بظفره إلى رجل من عترتي يقول بالحق ويعمل به " وكان الأمر كذلك حيث ظهر هولاكو من ناحية خراسان، ومنه ابتدأ ملك بني العباس، حيث بايع لهم أبو مسلم الخراساني.
السادس: أنه كان مستجاب الدعاء.
____________
(4) الإرشاد: 167، وإعلام الورى: 170.
(5) الإرشاد: 167 - 168، وإعلام الورى: 171، ومناقب ابن شهرآشوب 2: 268 - 269.
(6) الإرشاد: 168، وتذكرة الخواص: 172 - 175، والفصول المهمة لابن الصباغ: 131، ومناقب ابن شهرآشوب 3: 310 - 311.
(7) الإرشاد: 170، وإعلام الورى: 172، وشرح النهج 1: 209، في إخباره بالمغيبات.
(8) الإرشاد للمفيد: 170، وإعلام الورى: 172 - 173، وشرح النهج 1: 210.
(9) الإرشاد للمفيد: 171 - 172، وإعلام الورى: 174، ومناقب ابن شهرآشوب 2: 269.
(10) الإرشاد للمفيد: 172 - 173، ومناقب ابن شهرآشوب 2: 271 - 272.
(11) الارشاد للمفيد: 173، ومناقب ابن شهرآشوب 2: 271 - 272.
____________
(1) الإرشاد للمفيد: 174، وإعلام الورى: 175، ومناقب ابن شهرآشوب 2: 270.



منهاج السنة النبوية (8/ 134)
وأخبر بملك بني العباس، وأخذ الترك الملك منهم، فقال: ملك بني العباس يسير (2) لا عسر فيه، لو اجتمع عليهم الترك والديلم والهند (3) والبربر والطيلسان على أن يزيلوا ملكهم ما قدروا أن يزيلوه، حتى يشذ عنهم (4) مواليهم وأرباب دولتهم، ويسلط (5) . عليهم ملك من الترك يأتي عليهم من حيث بدأ (6) . ملكهم، لا يمر بمدينة إلا فتحها، ولا يرفع له راية إلا نكسها، الويل ثم (7) الويل لمن ناوأه، فلا يزال كذلك حتى يظفر بهم (8) ، ثم يدفع ظفره إلى رجل من عترتي، يقول بالحق ويعمل به (9) .، ألا وإن الأمر (10) كذلك ; حيث ظهر هولاكو من ناحية (11) . خراسان.
ومنه ابتدأ (1) ملك بني العباس حتى بايع لهم (2) . أبو مسلم الخراساني ". (3) .


منهاج السنة النبوية (8/ 136)
وهذه الحكايات التي ذكرها عن علي لم يذكر لشيء منها إسنادا، وفيها ما يعرف صحته ، وفيها ما يعرف كذبه، وفيها ما لا يعرف: هل هو صدق أم كذب؟ فالخبر الذي ذكره عن ملك الترك كذب على علي ; فإنه لم يدفع ظفره إلى رجل من العترة، وهذا مما وضعه متأخروهم.



نكت النهاية، ج‌1، ص: 101‌
دور الحلة في الحد من هجوم التتار:
كان سقوط بغداد أمرا حتميا لا مفر منه و كان رجال المسلمين في العراق ينظرون الى هذه الحقيقة المأساوية بأسى و أسف بالغين، فلم يكن للخليفة العباسي المستعصم قدرة على صد الهجوم و إحباطه، و لم يكن لديه استعداد على امتصاص ضراوة التتار ببعض الهدايا و التنازلات، كما اقترح عليه وزيره مؤيد الدين بن العلقمي، و بقيت بغداد بين ضعف الخليفة العباسي و غروره و اعتداده بنفسه مهددة بالخطر الحقيقي من قبل هولاكو، و ظل المسلمون ينظرون الى هذا الخطر المقبل على قلب العالم الإسلامي بجزع.
و تمت محاصرة بغداد من قبل التتار فكان لا بد من عمل سريع من قبل رجال المسلمين بعد عجز الخليفة عن درء الخطر عن نفسه و عن مركز سلطانه بغداد للحد من الخسائر و تقليلها مهما أمكن، و إنقاذ ما يمكن إنقاذه من دماء المسلمين و أعراضهم و أموالهم و تراثهم و أفكارهم من الغزو المغولي الذي يطوق بغداد.
و كانت مدينة الحلة يومذاك من أهم المراكز العلمية في العراق، و كانت هذه المدينة مركزا معروفا للشيعة يسكنها في أوان هذه المحنة علماء بارزون من الشيعة من أمثال المحقق الحلي و الإمام سديد الدين يوسف بن علي بن مطهر- والد العلامة- و الامام رضي الدين بن طاوس و السيد مجد الدين محمد بن الحسن بن طاوس و الفقيه ابن أبي العز، و غيرهم من رجال الشيعة و زعمائها و أصحاب الشأن منهم.


نكت النهاية، ج‌1، ص: 102‌
فأدرك هؤلاء ضرورة التحرك السريع لدرء الخطر المقبل، و امتصاص ضراوة التتار و نقمتهم، و العمل على دفع هجوم التتار من سائر بقاع العراق، و لا سيما المراكز الدينية منها.
و كان الناس من بعد ما سمعوا فروا من المدينة إلى المناطق النائية ليسلموا بأنفسهم و ما يمكن نقله من أموالهم.
فاستقر رأي علماء الشيعة و علماؤها في الحلة على أن يكتبوا إلى هولاكو كتابا يطلبون منه الأمان للحلة و ما والاها من المناطق.

الوفد الأول:
يقول العلامة الحلي- رحمه الله- في كتابه «كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين»:
لما وصل السلطان هولاكو إلى بغداد قبل أن يفتحها هرب أكثر الحلة إلى البطائح إلا القليل، فكان من جملة القليل والدي- رحمه الله- و السيد مجد الدين بن طاوس و الفقيه ابن ابي العرفاء، اجتمع رأيهم على مكاتبة السلطان بأنهم مطيعون داخلون تحت الإيلية، و أنفذوا به شخصا أعجميا، فأنفذ السلطان إليهم فرمانا مع شخصين أحدهما يقال له: نكلة، و الآخر يقال له: علاء الدين، و قال لهما: قولا لهم: إن كانت قلوبكم كما وردت به كتبكم تحضرون إلينا، فجاء الأميران فخافوا لعدم معرفتهم بما ينتهي الحال إليه. فقال والدي- رحمه الله-: إن جئت وحد? ك‍ في؟ فقالا: نعم، فاصعد معهما.
فلما حضر بين يديه و كان ذلك قبل فتح بغداد و قبل قتل الخليفة قال له: كيف قدمتم على مكاتبتي و الحضور عندي قبل أن تعلموا بما ينتهي اليه أمري و أمر صاحبكم؟ و كيف تأمنون أن يصالحني و رحلت عنه؟ فقال والدي: انما أقدمنا على ذلك لأنا روينا عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال في خطبته:
الزوراء، و ما أدراك ما الزوراء، أرض ذات أثل يشيد فيها البنيان، و تكثر فيها‌


نكت النهاية، ج‌1، ص: 103‌
السكان، و يكون فيها مهادم و خزان، يتخذها ولد العباس موطنا، و لزخرفهم مسكنا، تكون لهم دار لهو و لعب، يكون بها الجور و الجائر و الخوف المخيف و الأئمة الفجرة و الأمراء الفسقة و الوزراء الخونة، تخدمهم أبناء فارس و الروم، لا يأمرون بمعروف إذا عرفوه، و لا يتناهون عن منكر إذ أنكروه، تكتفي الرجال منهم بالرجال و النساء بالنساء، فعند ذلك الغم العميم و البكاء الطويل و الويل و العويل لأهل الزوراء من سطوات الترك، و هم قوم صغار الحدق، وجوههم كالمجال المطوقة، لباسهم الحديد، جرد مرد، يقدمهم ملك يأتي من حيث بدا ملكهم، جهور? الصوت، قوي الصولة، عالي الهمة، لا يمر بمدينة إلا فتحها، و لا ترفع عليه رأيه إلا يكشفها، الويل الويل لمن ناواه، فلا يزال كذلك حتى يظفر.
فلما وصف لنا ذلك و وجدنا الصفات فيكم رجوناك فقصدناك، فطيب قلوبهم، و كتب لهم فرمانا لهم باسم والدي- رحمه الله- يطيب فيه قلوب أهل الحلة و أعمالها «1».

الوفد الثاني:
و هناك رواية أخرى بشأن الوفد الذي التقى هولاكو من مدينة الحلة، و بناء على هذه الرواية يتكون الوفد من جمع من وجهاء العلويين بصحبة السيد مجد الدين ابن طاوس الذي ألف فيما بعد كتاب «البشارة» و أهداه إلى السلطان المغولي درء لشره و أذاه عن المسلمين. و هذه الرواية يرويها المؤرخ المعروف بن الفوطي في «الحوادث الجامعة».
و لما كانت الرواية الاولى من رواية العلامة الحلي و هو شاهد و حاضر في هذه القصة، و كان الأمر يتعلق بوالده الامام سديد الدين بن المطهر، و ليس لدينا من سبب للتشكيك في إسناد كتاب «كشف اليقين» إلى العلامة الحلي و الكتاب‌
______________________________
(1) روضات الجنات: 8- 200 و 201.


نكت النهاية، ج‌1، ص: 104‌
مطبوع أكثر من مرة، و يذكره العلامة في كتابه «نهج الحق» و توجد منه نسخ مخطوطة متعددة «1» كما توجد منه طبعات متعددة، و عليه فلا سبيل للتشكيك في هذه الرواية.
كما لا سبيل للتشكيك في رواية ابن الفوطي، فإن الشيخ كمال الدين عبد الرزاق ابن الفوطي عاصر هذه الكارثة (646- 700 ه‍) و هو راوية ثقة و ليس من سبيل للتشكيك في صحة روايته. و عليه فنحن نتصور أن الحلة أوفدت الى هولاكو وفدين، و ليس وفدا واحدا: الوفد الأول برئاسة الامام سديد الدين بن المطهر والد العلامة- رحمهما الله- (أو الإمام سديد الدين وحده كما يظهر من رواية العلامة). و الوفد الثاني برئاسة السيد مجد الدين بن طاوس صاحب كتاب «البشارة».
و كان الوفد الثاني وفدا كبيرا يتكون من جمع من وجهاء العلويين، يترأسهم السيد مجد الدين بن طاوس، و يبدو أن هذا الوفد التقى هولاكو بعد أن اطمأنوا الى هولاكو، و مهما يكن من أمر فسوف نستعرض قصة الوفد الثاني برواية ابن الفوطي.
يروي ابن الفوطي أنه في سنة ست و خمسين و ستمائة سار السلطان هولاكو خان من بلاده نحو بغداد، و كان أهالي الحلة و الكوفة قد انتزحوا الى البطائح بأولادهم و ما قدروا عليهم من أموالهم، و حضر أكابر من العلويين و الفقهاء مع مجد الدين بن طاوس العلوي إلى حضرة السلطان و سألوه حقن دماءهم، فأجاب سؤالهم و عين لهم شحنة، فعادوا الى بلادهم، و أرسلوا الى من في البطائح من الناس يعرفونهم ذلك، فحضروا بأهليهم و أموالهم و جمعوا مالا عظيما و حملوه الى السلطان «2».
و يقول النسابة الشهير السيد جمال الدين أحمد بن علي بن الحسين المعروف بابن عنبة المتوفى سنة 828 في ترجمة مجد الدين بن طاوس: خرج الى السلطان هولاكو خان‌
______________________________
(1) الذريعة الى تصانيف الشيعة: 18- 69.
(2) الحوادث الجامعة لابن الفوطي: ص 223.


نكت النهاية، ج‌1، ص: 105‌
و صنف له كتاب «البشارة» و سلم الحلة و النيل و المشهدين الشريفين من القتل و النهب، ورد اليه حكم النقابة بالبلاد الفراتية، فحكم في ذلك قليلا ثمَّ مات [1].

الوفد الثالث:
و هناك وفد ثالث أعظم منهما ترأسه الإمام الزاهد رضي الدين بن طاوس- رحمه الله- و قد صحبه في هذا الوفد نحو ألف من الناس. و يظهر من الرواية أن السيد رضي الدين التقى هولاكو هنا المرة برغبة من هولاكو نفسه، و قد أولاه هولاكو في هذه المقابلة نقابة العلويين، و لنذكر الحديث برواية رضي الدين بن طاوس- رحمه الله- نفسه في كتابه الكبير «الإقبال»: فصل فيما نذكره عن يوم الثامن و العشرين من محرم، و كان يوم الاثنين سنة ست و خمسين و ستمائة فتح ملك الأرض بغداد، و كنت مقيما بها في داري بالمقيدية، و بتنا في ليلة هائلة من المخاوف?الدنيوية، فسلمنا الله جل جلاله من تلك الأهوال، و لم نزل في حمى السلامة الإلهية و تصديق ما عرفناه من الوعود النبوية. الى أن استدعاني ملك الأرض إلى دركاته في صفر و ولاني على العلويين و العلماء و الزهاد، و صحبت معي نحو ألف نفس و معنا من جانبه من حمانا، إلى أن وصلت الحلة ظافرين بالآمال، و قد قررت مع نفسي أنني أصلي في كل يوم من مثل اليوم المذكور ركعتي الشكر للسلامة من ذلك المحذور «1».
و مهما كان من أمر فقد نجحت خطة علماء الشيعة في الحد من غزو التتار، و إيقاف الهجوم المغولي عند سقوط بغداد، و إنقاذ ما أمكن إنقاذه من دماء المسلمين و أعراضهم و تراثهم و أموالهم. و لو كان يقدر للجيش المغولي أن يعمل في الإبادة‌
______________________________
[1] عمدة الطالب: ص 190 و 191 و أشار عمر رضا كحاله في معجم المؤلفين: 9- 224 الى كتاب «البشارة» الذي أهداه السيد مجد الدين الى هولاكو.
______________________________
(1) الإقبال للسيد ابن طاوس: ص 586.


نكت النهاية، ج‌1، ص: 106‌
و التخريب و النهب و الحرق في سائر مناطق العراق ما صنعه ببغداد لكانت أبعاد الكارثة أعظم مما حصل بكثير، و مما يؤسف له أن الذين أرخوا هذه الفترة لم يعرفوا قيمة الدور الذي نهض به علماء الشيعة في هذه الكارثة من درء الخطر عن وسط و جنوب العراق.
و لا نعدم من المؤرخين من حاول أن يفسر تحرك علماء الشيعة في هذه الفترة بهذا الاتجاه تفسيرا سلبيا مغاليا في السلبية مفرطا في سوء الظن، و ليس يعنينا من أمر هؤلاء شي‌ء، فإن أمثال هؤلاء كثير من الذين يحاولون أن يعكروا الماء ليصيدوا في الماء العكر.
و لكن الحقيقة من وراء هذا أو ذاك أن علماء الشيعة حدوا كثيرا من ضراوة هذا الغزو و أنقذوا الكثير مما كان لا يمكن إنقاذه لو لا هذا التحرك السياسي، فقد استطاع المحقق نصير الدين الطوسي- رحمه الله- مثلا من إنقاذ الكثير من المدن العراقية من الغزو المغولي، كما استطاع أن ينقذ الكثير من علماء بغداد و مدارسها و مكتباتها، و قد سلم بفضل هذا العالم الجليل الكثير من التراث و الكتب و المكتبات من سقوط بغداد.
يقول محمد شاكر الكشي في «فوات الوفيات» في ترجمة نصير الدين الطوسي: كان رأسا في علم الأوائل و لا سيما في الإرصاد و المجسطي فإنه فاق الكبار و قرأ على المعين سالم بن بدران المعتزلي الرافضي و غيره، و كان ذا حرمة وافرة و منزلة عالية عند هولاكو، و كان يطيعه فيما يشير به عليه، و الأموال في تصريفه و ابتنى بمراغة قبة، و رصدا عظيما شرع في تأسيسه سنة 657، و جعل في الرصد دارا واسعة و استنبط آلات عديدة شريفة للارصاد، و اتخذ في ذلك خزانة عظيمة فسيحة الإرجاء و ملأها من الكتب التي نهبت من بغداد و الشام و الجزيرة حتى تجمع ?يها زيادة على أربعمائة ألف مجلد «1».
______________________________
(1) تعليقة السيد محمد صادق بحر العلوم على اللؤلؤة: ص 245 و 246 نقلا عن «فوات الوفيات».


نكت النهاية، ج‌1، ص: 107‌
مدرسة الحلة:
كان واحدا من أبرز نتائج الخطة التي رسمها علماء الشيعة لمواجهة الغزو المغولي أن المغول لم يتمكنوا من القضاء على العلم في بغداد.
فقد كانت بغداد أعظم مراكز العلم في العالم الإسلامي على الإطلاق، و لو كان التخريب الذي أصاب سائر مرافق الحياة في بغداد كان يصيب مراكز العلم في بغداد لعظمت محنة المسلمين في هذه الكارثة أضعافا مضاعفة.
و لكن الذي حدث أن الحلة استطاعت أن تكسب أمان السلطان المغولي، و استطاع علماء الشيعة أن ينقلوا ما تبقى من مراكز العلم و الكتب و العلماء في بغداد إلى الحلة، و كان للمحقق نصير الدين الطوسي- رحمه الله- الذي احتبسه السلطان لنفسه و الذي كان يحظى باحترام كبير من قبل هولاكو الدور الكبير في إنقاذ ما أمكن إنقاذه من العلماء و المكتبات في بغداد.
و قد أصبحت الحلة منذ هذا التاريخ مركزا علميا من كبريات مراكز العلم في العالم الإسلامي، و ازدهرت هذه المدينة بالفقهاء و المحدثين و المفسرين و الحكماء
________________________________________
حلّى، محقق، نجم الدين، جعفر بن حسن، نكت النهاية، 3 جلد، دفتر انتشارات اسلامى وابسته به جامعه مدرسين حوزه علميه قم، قم - ايران، اول، 1412 ه‍ ق



ذکر تطبیق سید بن طاوس قده روایت حاکم عدل را بر خودشان:

ذکر تطبیق سید بن طاوس قده روایت حاکم عدل را بر خودشان

الإقبال بالأعمال الحسنة (ط - الحديثة) ؛ ج‏3 ؛ ص95
فصل فيما نذكره عن يوم ثامن و عشرين من محرم‏
اعلم ان في مثل هذا يوم ثامن و عشرين محرم، و كان يوم الاثنين سنة ست و خمسين و ستمائة فتح ملك الأرض زيدت رحمته و معدلته ببغداد، و كنت مقيما بها في داري بالمقيدية، و ظهر في ذلك تصديق الاخبار النبوية و معجزات باهرة للنبوة المحمدية، و بتنا في ليلة هائلة من المخاوف الدنيوية.
فسلمنا الله جل جلاله من تلك الأهوال و لم نزل في حمى السلامة الإلهية و تصديق ما عرفناه من الوعود النبوية، الى ان استدعاني ملك الأرض إلى دركاته المعظمة، جزاه الله بالمجازاة المكرمة في صفر و ولاني على العلويين و العلماء و الزهاد، و صحبت معي نحو الف نفس، و معنا من جانبه من حمانا، الى ان وصلت الحلة ظافرين بالآمال.
و قد قررت مع نفسي انني أصلي في كل يوم من مثل اليوم المذكور ركعتي الشكر للسلامة من ذلك المحذور و لتصديق جدنا محمد صلوات الله و سلامه عليه و آله فيما كان أخبر به من متجددات الدهور، و أدعو لملك الأرض بالدعاء المبرور، و في ذلك اليوم زالت دولة بني العباس كما وصف مولانا علي عليها السلام زوالها في الاخبار التي شاعت بين الناس.
و ينبغي ان يختم شهر محرم بما قدمناه من خاتمة أمثاله، و نسأل الله تعالى ان لا يخرجنا من حماه عند انفصاله، و هذا الفصل زيادة في هذا الجزء بعد تصنيفه في التاريخ الذي ذكرناه.


الإقبال بالأعمال الحسنة (ط - الحديثة) ؛ ج‏3 ؛ ص98
فصل (3) فيما نذكره في يوم عاشر صفر مما يخصني و يخص ذريتي و انه من أيام سعادتي‏
اعلم ان يوم عاشر صفر سنة ست و خمسين و ستمائة كان يوم حضوري بين يدي ملك الأرض زيدت رحمته و معدلته، و شملتني فيه عنايته و ظفرت فيه بالأمان و الإحسان، و حقنت فيه دماؤنا، و حفظت فيه حرمنا و أطفالنا و نساؤنا، و سلم على أيدينا خلق كثير من الأصدقاء و الأسرة و الاخوان، و دخلوا بطريقنا في الأمان كما أشرنا إليه في أواخر محرم، فهو يوم من أعظم الأعياد.
فيلزمني الشكر فيه و الدعاء على مقتضى رضا سلطان المعاد مدة حياتي بين العباد، و يلزم من يأتي بعدي من الذرية و الأولاد، فإنه يوم كان سبب بقائهم و بقاء من يأتي من أبنائهم و سعادة دار فنائهم و دار بقائهم، فلا يهملوا فضل هذا اليوم و ما يجب فيه، وفقنا الله تعالى و إياهم لمراضيه، و هذا الفصل استدركناه بعد تصنيف الكتاب في التاريخ الذي قدمناه.


الإقبال بالأعمال الحسنة (ط - الحديثة)، ج‏3، ص: 116
فصل (7) فيما نذكره مما يختص باليوم الثالث عشر من شهر ربيع الأول‏
من فضل شملني فيه قبل أن أتوسل «2» ليعلم ذريتي و ذوو مودتي انني كنت قد صمت يوم ثاني عشر ربيع الأول كما ذكرناه من فضله و شرف محله و عزمت على إفطار يوم ثالث عشر، و ذلك في سنة اثنتين و ستين و ستمائة، و قد أمرت بتهيئة الغذاء، فوجدت حديثا في كتاب الملاحم للبطائني عن الصادق عليه السلام يتضمن وجود الرجل من أهل بيت النبوة بعد زوال ملك بني العباس، يحتمل ان يكون «3» الإشارة إلينا و الانعام علينا.
و هذا ما ذكره بلفظه من نسخة عتيقة بخزانة مشهد الكاظم عليه السلام، و هذا ما رويناه و رأينا عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال:
الله أجل و أكرم و أعظم من ان يترك الأرض بلا امام عادل، قال: قلت له: جعلت فداك فأخبرني بما أستريح إليه، قال: يا أبا محمد ليس يرى امة محمد صلى الله عليه‏ و آله فرجا ابدا ما دام لولد بني فلان ملك حتى ينقرض ملكهم، فإذا انقرض ملكهم أتاح الله لامة محمد رجلا «1» منا أهل البيت، يشير بالتقى و يعمل بالهدي و لا يأخذ في حكمه الرشى، و الله اني لا عرفه باسمه و اسم أبيه، ثم يأتينا الغليظ القصرة ذو الخال و الشامتين، القائم العادل الحافظ لما استودع يملأها قسطا و عدلا كما ملأها الفجار جورا و ظلما - ثم ذكر تمام الحديث.
أقول: و من حيث انقرض ملك بني العباس لم أجد و لا أسمع برجل من أهل البيت يشير بالتقي و يعمل بالهدي و لا يأخذ في حكمه الرشا، كما قد تفضل الله به علينا باطنا و ظاهرا، و غلب ظني أو عرفت ان ذلك إشارة إلينا و إنعام، فقلت ما معناه:
يا الله ان كان هذا الرجل المشار إليه أنا فلا تمنعني من صوم هذا يوم ثالث عشر ربيع الأول، على عادتك و رحمتك في المنع مما تريد منعي منه و إطلاقي فيما تريد تمكيني منه، فوجدت إذنا و أمرا بصوم هذا اليوم و قد تضاحى نهاره، فصمته.
و قلت في معناه: يا الله ان كنت انا المشار إليه فلا تمنعني من صلاة الشكر و أدعيتها، فقمت فلم امنع بل وجدت لشي‏ء مأمور فصليتها و دعوت بأدعيتها، و قد رجوت ان يكون الله تعالى برحمته قد شرفني بذكري في الكتب السالفة على لسان الصادق عليه السلام.
فاننا قبل الولاية على العلويين كنا في تلك الصفات مجتهدين، و بعد الولاية على العلويين زدنا في الاجتهاد في هذه الصفات و السيرة فيهم بالتقوى و المشورة بها و العمل معهم بالهدي، و ترك الرشى قديما و حديثا، لا يخفى ذلك على من عرفنا، و لم يتمكن أحد في هذه الدولة القاهرة من العترة الطاهرة، كما تمكنا نحن من صدقاتها المتواترة و استجلاب الأدعية الباهرة و الفرامين المتضمنة لعدلها و رحمتها المتظاهرة.
و قد وعدت ان كل سنة أكون متمكنا على عادتي من عبادتي اعمل فيه ما يهديني الله إليه من الشكر و سعادة دنياي و آخرتي، و كذلك ينبغي ان تعمله ذريتي، فإنهم‏ مشاركون فيما تضمنته كرامتي.
و وجدت بشارتين فيما ذكرته في كتاب البشارات في الملاحم، تصديق ان المراد نحن بهذه المراحم و المكارم.




*************************
إثبات الهداة، ج‏3، ص: 525
الفصل الثامن و الثلاثون‏
330- و قال العلامة الحسن بن يوسف بن المطهر في كتاب نهج الحق و كشف الصدق: الإخبار بالغيب قد وقع من علي بن أبي طالب عليه السّلام في عدة مواطن، ثم ذكر منها الإخبار بقتل عمر بن سعد الحسين عليه السّلام، و قتل ذي الثدية من الخوارج، و عدم عبور الخوارج النهر، و قتل نفسه، و قطع يدي جويرية بن مسهر و صلبه، و بصلب ميثم التمار و بقطع يدي رشيد الهجري، و رجليه، و صلبه، و قتل قنبر، و بأفعال الحجاج و بخروج خالد بن عرفطة، و أن حبيب بن حماد صاحب رايته، و أن البراء بن عازب لا ينصر الحسين و بقتل الحسين و أصحابه بكربلاء «2».
ثم قال العلامة: و أخبر عليه السّلام بعمارة بغداد، و ملك بني العباس و أحوالهم، و أخذ المغول الملك منهم، و بواسطة هذا الخبر سلمت الحلة و الكوفة و المشهدان من القتل في وقعة هلاكو، لأنه لما ورد بغداد، كاتبه والدي، و السيد ابن طاوس و الفقيه ابن أبي العز، و سألوا الأمان قبل فتح بغداد فطلبهم، فخافوا فمضى والدي إليه خاصة، فقال له: كيف أقدمت على المكاتبة قبل الظفر؟ قال: لأن أمير المؤمنين عليه السّلام أخبر بك و قال: إن الترك ترد على الأخير من بني العباس يقدمهم ملك يأتي من حيث بدأ ملكهم، جهوري الصوت لا يمر بمدينة إلا فتحها، و لا ترفع له راية إلا نكسها، الويل الويل لمن ناوأه، فلا يزال كذلك حتى يظفر، قال:
و الأخبار في ذلك كثيرة.



إثبات الهداة، ج‏3، ص: 529
الفصل الثالث و الأربعون‏
و روى العلامة الحسن بن يوسف بن المطهر في كتاب كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام جملة من المعجزات السابقة، و الإخبار بالمغيبات، و روى أيضا فيه إخباره بعمارة بغداد، كما رواها في نهج الحق، و قد تقدمت، لكني أذكر هذه الرواية أيضا لما فيها من الزيادات، فإنه قال:
349- و من ذلك إخباره بعمارة بغداد و ملك بني العباس، و ذكر أحوالهم، و أخذ المغول الملك منهم، رواه والدي (ره)، و كان ذلك سبب سلامة أهل الحلة و الكوفة، و المشهدين الشريفين من القتل، لأنه لما وصل السلطان هلاكو إلى بغداد قبل أن يفتحها، هرب أكثر أهل الحلة إلى البطائح إلا القليل، فكان من جملة القليل، والدي و السيد رضيّ الدين بن طاوس، و الفقيه ابن أبي العز، فأجمع رأيهم على مكاتبة السلطان بأنهم مطيعون، و أنفذوا به شخصا أعجميا، فأنفذ السلطان إليهم فرمانا مع شخصين، فقال لهم: إن كانت قلوبهم كما وردت به كتبهم يحضرون إلينا، فجاء الأميران فخافوا فقال والدي: إن جئت أنا كفى؟ قالا: نعم، فاصعد معهما فلما حضر بين يديه و ذلك قبل فتح بغداد، و قبل قتل الخليفة، قال: كيف أقدمتم على مكاتبتي قبل أن تعلموا بما ينتهي إليه أمري، و أمر صاحبكم، و كيف تأمنون إن صالحني و رجعت عنه؟ فقال والدي: إنما أقدمنا على ذلك لأنا روينا عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام أنه قال في خطبته: الزوراء و ما أدراك ما الزوراء أرض ذات أثل يشيد فيها البنيان، و تكثر فيها السكان، و يكون فيها محارم و خزان، يتخذها ولد العباس موطنا، و لزخرفهم مسكنا، تكون لهم دار لهو و لعب، يكون بها الجور الجائر و الخوف المخيف، و الأئمة العجزة، و القواد الفسقة، و الوزراء الخونة! تخدمهم أبناء فارس و الروم، لا يأمرون بمعروف إذا عرفوه، و لا ينهون عن منكر إذا نكروه و تكتفي الرجال منهم بالرجال و النساء بالنساء فعند ذلك الغم الغميم، و البكاء الطويل و الويل و العويل لأهل الزوراء من سطوات الترك و ما هم الترك؟ قوم صغار الحدق، وجوههم كالمجان المطرقة، لباسهم الحديد، جرد مرد، يقدمهم ملك يأتي من حيث بدأ ملكهم جهوري الصوت، قوي الصولة، عالي الهمة، لا يمرّ بمدينة إلا فتحها، و لا ترفع له راية إلا نكسها، الويل الويل لمن ناوأه، فلا يزال كذلك حتى يظفر، فلما وصف لنا ذلك، و وجدنا الصفات فيكم، رجوناك فقصدناك، فطيب قلوبهم، و كتب لهم فرمانا باسم والدي (ره) يطيب فيه قلوب أهل الحلة و أعمالها «1».
__________________________________________________
(1) كشف اليقين: ص 81.
إثبات الهداة، ج‏3، ص: 530
و روى في كتاب منهاج الكرامة جملة من المعجزات السابقة.