+ علي بن موسى بن جعفر بن طاووس(589 - 664 هـ = 1193 - 1266 م)
سال بعدالفهرستسال قبل

بسم الله الرحمن الرحیم

علي بن موسى بن جعفر بن طاووس(589 - 664 هـ = 1193 - 1266 م)

علي بن موسى بن جعفر بن طاووس(589 - 664 هـ = 1193 - 1266 م)
شواهد کبروي و صغروي برای مدل وظیفه در زمان غیبت

ذکر تطبیق سید بن طاوس قده روایت حاکم عدل را بر خودشان


الأعلام للزركلي (5/ 26)
ابن طاوُوس
(589 - 664 هـ = 1193 - 1266 م)
علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني: فاضل إمامي. من كتبه " الأمان من أخطار الأسفار والأزمان - ط " أربعة عشر بابا في آداب السفر، و " سعد السعود - خ " و " زوائد الفوائد - خ " و " فرج المهموم - خ " و " الطرائف خ " و " جمال الأسبوع - خ " و " الملهوف على قتلى الطفوف - ط " (2) .
__________
(1) فوات الوفيات 2: 91 وغاية النهاية 1: 581 وكشف الظنون 1029 وانظر مخطوطات الرباط (الثاني من القسم الثاني) الأرقام 2468 و 2469 و 2470.
(2) منهج المقال 239 هامشه. والذريعة 2: 343 ومجلة الزهراء 2: 635 ومكتبة الحكيم 66 و 103 و " مشاركة العراق في نشر التراث العربيّ " الرقم 58 ففيه أسماء كتب من تصنيفه طبعت في العراق. وكتابخانه دانشكاه تهران: جلد أول 127 واسمه فيه: " علي بن علي بن موسى "؟ ومجلة المجمع العلمي العراقي 12: 192 ومجلة معهد المخطوطات 4: 216.


ابن طاوس رضى الدين على بن موسى روز پنجشنبه پانزدهم ماه محرم سال 589 در شهر «حله» از شهرهاى عراق ديده به جهان گشود







مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏2، ص: 439
[الثامن السيد رضي الدين أبو القاسم (أبو الحسن) علي بن سعد الدين موسى بن جعفر آل طاوس‏]
الثامن «1»: السيد الأجل الأكمل، الأسعد الأورع الأزهد، صاحب الكرامات الباهرة، رضي الدين أبو القاسم و أبو الحسن علي بن سعد الدين موسى بن جعفر آل طاوس، الذي ما اتفقت كلمة الأصحاب- على اختلاف مشاربهم و طريقتهم- على صدور الكرامات عن أحد ممن تقدمه، أو تأخر عنه، غيره.
قال العلامة في إجازته الكبيرة: و من ذلك جميع ما صنفه السيدان الكبيران السعيدان رضي الدين علي، و جمال الدين أحمد، ابنا موسى بن طاوس، الحسنيان قدس الله روحيهما، و هذان السيدان زاهدان عابدان ورعان، و كان رضي الدين علي رحمه الله صاحب كرامات، حكى لي بعضها، و روى لي والدي- رحمه الله عليه- البعض الآخر «2» انتهى.
و لنتبرك بذكر بعض كراماته «3» أداء لبعض حقوقه على الإسلام.
__________________________________________________
(1) من مشايخ العلامة. (منه قدس سره)
(2) انظر بحار الأنوار 107: 63.
(3) جاء في هامش المخطوط:
و أنا أقول لا يخفى على الناظر المتأمل في كتبه أنه قدس سره ممن له طريق إلى لقاء مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه حينما أراد كما قال في معرفة هلال شهر رمضان و معرفة ليلة القدر، و ذكر بعض العلامات الشرعية قال هذا كله لمن لم يوفقه الله تعالى لما وفقنا به من فضله و إنعامه، و أنا أعرف رجلا يعرف أوائل الشهور و ليلة القدر و نحوهما على طبق الواقع من غير هذه الطرق، و لم أر مثله في العلماء في الاحتياط في الدين، و يظهر ذلك منه من جهات:
أحدها: انه قال رحمة الله عليه: إن عثرت على قوله تعالى: و لو تقول علينا بعض الأقاويل.

لأخذنا منه باليمين. ثم لقطعنا منه الوتين [الحاقة 69: 44- 46] لم أتجرأ على فتوى لأحد في الدين.
و ثانيها: ان بعد ذكره الأخبار الواردة في أن شهر رمضان لا ينقص عن ثلاثين أو يصيبه ما يصيب سائر الشهور لاختلاف الأخبار و الآراء فيه.
قال: و يضعف من هذه الأخبار ترجيحا على الآخر تركت ذكره حذرا من اعتبار المرجوح مع إن هذا الترجيح مما أجمع الأصحاب على جوازه و خروجه عن المنهي عنه. إلى غير ذلك من المقامات التي يظهر منها نهاية ورعه و احتياطه في أمور الدين.
لمحرره يحيى بن محمد شفيع الأصفهاني عفى الله عنهما.



مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏2، ص: 440
فمن ذلك ما ذكره في كتاب أمان الأخطار ما لفظه: إن بعض الجوار و العيال جاؤني ليلة و هم منزعجون، و كنت إذ ذاك مجاورا بعيالي لمولانا علي عليه السلام فقالوا: قد رأينا مسلخ الحمام تطوى الحصر الذي كان فيه و تنشر، و ما نبصر من يفعل ذلك، فحضرت عند باب المسلخ، و قلت: سلام عليكم، قد بلغني عنكم ما قد فعلتم، و نحن جيران مولانا علي عليه السلام و أولاده و ضيفانه، و ما أسأنا مجاورتكم، فلا تكدروا علينا مجاورته، و متى فعلتم شيئا من ذلك شكوناكم إليه. فلم نعرف منهم تعرضا لمسلخ الحمام بعد ذلك أبدا.
و من ذلك ما فيه قال: إن ابنتي الحافظة الكاتبة شرف الأشراف، كمل الله تعالى لها تحف الألطاف، عرفتني أنها تسمع سلاما عليها ممن لا تراه، فوقفت في الموضع فقلت: سلام عليكم أيها الروحانيون، فقد عرفتني ابنتي شرف الأشراف بالتعرض لها بالسلام، و هذا الإنعام مكدر علينا، و نحن نخاف منه أن ينفر بعض العيال منه، و نسأل أن لا تتعرضوا لنا بشي‏ء من المكدرات، و تكونوا معنا على جميل العادات. فلم يتعرض لها أحد بعد ذلك بكلام جميل.
و من ذلك ما فيه قال: و كنت مرة قد توجهت من بغداد إلى الحلة على طريق المدائن، فلما حصلنا في موضع بعيد من القرايا جاءت الغيوم و الرعود، و استوى الغمام و المطر، و عجزنا عن احتماله، فألهمني الله جل جلاله أن أقول: يا من يمسك السموات و الأرض أن تزولا، أمسك عنا مطره و خطره و كدره و ضرره بقدرتك القاهرة، و قوتك الباهرة. و كررت ذلك و أمثاله كثيرا، و هو متماسك بالله‏



مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏2، ص: 441
جل جلاله، حتى وصلنا إلى قرية فيها مسجد فدخلته، و جاء الغيث شيئا عظيما في اللحظة التي دخلت فيها المسجد، و سلمنا منه.
و ذكر بعد ذلك قصة أخرى تقرب منها «1».
و من ذلك ما ذكره في مهج الدعوات قال: و كنت أنا بسر من رأى فسمعت سحرا دعاء القائم صلوات الله عليه، فحفظت منه الدعاء لمن ذكره: الأحياء و الأموات، و أبقهم- أو قال: و أحيهم- في عزنا و ملكنا. أو سلطاننا و دولتنا.
و كان ذلك في ليلة الأربعاء ثالث عشر ذي القعدة سنة ثمان و ثلاثين و ستمائة «2». انتهى.
و يظهر من مواضع من كتبه خصوصا كتاب كشف المحجة أن باب لقائه إياه صلوات الله عليه كان له مفتوحا «3»، قد ذكرنا بعض كلماته فيها في رسالتنا جنة المأوى «4».
و من ذلك ما ذكره في رسالة المواسعة و المضايقة، في قصة طويلة، و فيها:
و توجهنا من هناك لزيارة أول رجب بالحلة، فوصلنا ليلة الجمعة سابع و عشرين جمادى الآخرة سنة 641، بحسب الاستخارة، فعرفني حسن بن البقلي يوم الجمعة المذكورة أن شخصا فيه صلاح يقال له (عبد المحسن) من أهل السواد قد حضر بالحلة، و ذكر أنه قد لقيه مولانا المهدي صلوات الله عليه ظاهرا في اليقظة، و أنه أرسله إلى عندي برسالة.
فنفدت قاصدا و هو محفوظ بن قرأ، فحضر ليلة السبت ثامن و عشرين شهر جمادى الآخرة، فخلوت بهذا الشيخ عبد المحسن فعرفته، و هو رجل‏
__________________________________________________
(1) الأمان من إخطار الأسفار و الأزمان: 128.
(2) مهج الدعوات: 296.
(3) كشف المحجة: 151.
(4) جنة المأوى (ضمن بحار الأنوار) 53: 302.



مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏2، ص: 442
صالح لا تشك النفس في حديثه، و مستغن عنا، و سألته فذكر أن أصله من حصن بشر، و أنه انتقل إلى الدولاب الذي بإزاء المحولة المعروفة بالمجاهدية، و يعرف الدولاب بابن أبي الحسن، و أنه مقيم هناك، و ليس له عمل بالدولاب و لا زرع، و لكنه تاجر في شراء غليلات و غيرها، و أنه كان قد ابتاع غلة من ديوان السرائر، و جاء ليقبضها، و بات عند المعيدية في المواضع المعروفة بالمحبر.
فلما كان وقت السحر كره استعمال ماء المعيدية فخرج يقصد النهر، و النهر في جهة المشرق فما أحسن بنفسه إلا و هو في تل السلام في طريق مشهد الحسين عليه السلام في جهة المغرب، و كان ذلك ليلة تاسع عشر «1» من شهر جمادى الآخرة من سنة إحدى و أربعين و ستمائة-، التي تقدم شرح بعض ما تفضل الله علي فيها، و في نهارها في خدمة مولانا أمير المؤمنين عليه السلام- فجلست أريق ماء، و إذا فارس عندي ما سمعت له حسا، و لا وجدت لفرسه حركة و لا صوتا، و كان القمر طالعا، و لكن كان الضباب كثيرا.
فسألته عن الفارس و فرسه، فقال: كان لون فرسه صديا، و عليه ثياب بيض، و هو متحنك بعمامة، و متقلد بسيف.
فقال الفارس لهذا الشيخ عبد المحسن: كيف وقت الناس؟
قال عبد المحسن: فظننت أنه يسأل عن ذلك الوقت، فقلت: الدنيا عليها ضباب و غبرة.
فقال: ما سألتك عن هذا، أنا سألتك عن حال الناس.
قال فقلت: الناس طيبين مرخصين، آمنين في أوطانهم و على أموالهم.
فقال: تمضي إلى ابن طاوس و تقول له كذا و كذا.
و ذكر لي ما قال صلوات الله عليه، ثم قال عنه عليه السلام: فالوقت قد
__________________________________________________
(1) في المخطوطة و الحجرية: تاسع عشرين.



مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏2، ص: 443
دنا، فالوقت قد دنا.
قال عبد المحسن: فوقع في قلبي و عرفت نفسي أنه مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه، فوقعت على وجهي، و بقيت كذلك مغشيا علي إلى أن طلع الصبح.
قلت له: فمن أين عرفت أنه قصد «1» ابن طاوس عني؟
قال: ما أعرف من بني طاوس إلا أنت، و ما [وقع‏] «2» في قلبي إلا أنه قصدني بالرسالة إليك.
قلت: أي شي‏ء فهمت بقوله: فالوقت قد دنا فالوقت قد دنا، هل قصد وفاتي قد دنت، أم قد دنا وقت ظهوره صلوات الله و سلامه عليه؟
فقال: بل قد دنا وقت ظهوره صلوات الله عليه.
قال: فتوجهت ذلك اليوم إلى مشهد الحسين عليه السلام، و عزمت أنني ألزم بيتي مدة حياتي أعبد الله تعالى، و ندمت كيف ما سألته صلوات الله عليه عن أشياء كنت أشتهي أسأله فيها.
قلت له: هل عرفت بذلك أحدا؟
قال: نعم عرفت بعض من كان عرف بخروجي من المعيدية، و توهموا أني قد ضللت و هلكت بتأخري عنهم، و اشتغالي بالغشية التي وجدتها، و لأنهم كانوا يروني طول ذلك النهار يوم الخميس في أثر الغشية التي لقيتها من خوفي منه عليه السلام.
فوصيته أن لا يقول ذلك لأحد أبدا، و عرضت عليه شيئا فقال: أنا مستغن عن الناس، و بخير كثير.
__________________________________________________
(1) قصدني عن ظاهرا (منه قدس سره) هامش الحجرية.
(2) ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر.



مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏2، ص: 444
فقمت أنا و هو، فلما قام عني نفذت له غطاء، و بات عندنا في المجلس على باب الدار التي هي مسكني الآن بالحلة.
فقمت و كنت أنا و هو في الروشن في خلوة، فنزلت لأنام، فسألت الله تعالى زيادة كشف في المنام في تلك الليلة أراه أنا، فرأيت كأن مولانا الصادق عليه السلام قد جائني بهدية عظيمة، و هي عندي، و كأنني ما أعرف قدرها.
فاستيقظت فحمدت الله، و صعدت الروشن لصلاة نافلة الليل، و هي ليلة السبت ثامن و عشرين جمادى الآخرة.
فأصعد فتح «1» الإبريق إلى عندي، فمددت يدي فلزمت عروته لأفرغ على كفي فأمسك ماسك فم الإبريق و إدارة عني، و منعني من استعمال الماء في طهارة الصلاة. فقلت: لعل الماء نجس، فأراد الله جل جلاله أن يصونني عنه، فإن لله عز و جل علي عوائد كثيرة، أحدها مثل هذا، و أعرفها.
فناديت إلى فتح و قلت: من أين ملأت الإبريق؟
قال: من المسببة «2».
فقلت: هذا لعله نجس فاقلبه و طهره «3» و أملاه من الشط.
فمضى و قلبه، و أنا أسمع صوت الإبريق، و شطفه و ملأه من الشط، و جاء به، فلزمت عروته، و شرعت أقلب منه على كفي، فأمسك ماسك فم الإبريق و إدارة عني، و منعني منه، فعدت و صبرت و دعوت بدعوات، و عاودت الإبريق، و جرى مثل ذلك.
فعرفت أن هذا منع لي من صلاة الليل تلك الليلة، و قلت في خاطري:
لعل الله يريد أن يجري علي حكما و ابتلاء غدا، و لا يريد أن أدعو الليل في‏
__________________________________________________
(1) فتح: اسم غلامه. (منه رحمه الله) كما في هامش البحار.
(2) في المصدر: المسيبة.
(3) نسخة بدل: و اشطفه. (منه قدس سره)



مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏2، ص: 445
السلامة من ذلك، و جلست لا يخطر بقلبي غير ذلك، فنمت و أنا جالس، و إذا برجل يقول لي- يعني عبد المحسن- الذي جاء بالرسالة: كان ينبغي أن تمشي بين يديه.
فاستيقظت و وقع في خاطري أنني قد قصرت في احترامه و إكرامه، فتبت إلى الله جل جلاله، و اعتمدت ما يعتمد التائب من مثل ذلك، و شرعت في الطهارة و لم يمسك أحد الإبريق، و تركت على عادتي، فتطهرت و صليت ركعتين فطلع الفجر، فقضيت نافلة الليل.
و فهمت أنني ما قمت بحق هذه الرسالة، فنزلت إلى الشيخ عبد المحسن و تلقيته و أكرمته، و أخذت له من خاصتي ستة «1» دنانير، و من غير خاصتي خمسة عشر دينارا مما كنت أحكم فيه كما لي، و خلوت به في الروشن و عرضت ذلك عليه، و اعتذرت إليه، فامتنع من قبول شي‏ء أصلا، و قال: إن معي نحو مائة دينار ما آخذ شيئا، أعطه لمن هو فقير. و امتنع غاية الامتناع، فقلت: إن رسول مثله صلوات الله عليه يعطى لأجل الإكرام لمن أرسله، لا لأجل فقره و غناه، فامتنع. فقلت له: مبارك، أما الخمسة عشر فهي من غير خاصتي فلا أكرهك على قبولها، و أما هذه الستة دنانير فهي من خاصتي فلا بد أن تقبلها مني، فكاد أن يؤيسني من قبولها، فألزمته فأخذها، و عاد و تركها فألزمته، فأخذها، و تغديت أنا و هو، و مشيت بين يديه كما أمرت في المنام إلى ظاهر الدار، و أوصيته بالكتمان، و الحمد لله، و صلى الله على سيد المرسلين محمد و آله الطاهرين «2».
انتهى.
و كان رحمه الله من عظماء المعظمين لشعائر الله تعالى، لا يذكر في أحد
__________________________________________________
(1) في المخطوط و الحجرية: ستا سير، و ما أثبتناه هو نسخة بدل (منه قدس سره) و من المصدر. و تأتي الإشارة إليه بعد أسطر.
(2) رسالة المواسعة و المضايقة المنشورة ضمن مجلة تراثنا 7- 8: 349.



مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏2، ص: 446
من تصانيفه الاسم المبارك (الله) إلا و يعقبه بقوله: جل جلاله.
و قال العلامة في منهاج الصلاح في مبحث الاستخارة: و رويت عن السيد السند السعيد رضي الدين علي بن موسى بن طاوس، و كان أعبد من رأيناه من أهل زمانه «1». انتهى.
و كان دأبه في زكاة غلاته- كما ذكره في كتاب كشف المحجة- أن يأخذ العشر منها، و يعطي الفقراء الباقي منها «2». و كتابه هذا مغن عن شرح حاله، و علو مقامه، و عظم شأنه، فلنذكر في ترجمته مطالب اخرى نافعة مهمة:
الأول: عد العلامة المجلسي في أول البحار من كتبه، كتاب (ربيع الشيعة) «3» و قال بعد ذلك: و كتب السادة الأعلام أبناء طاوس كلها معروفة، و تركنا منها كتاب ربيع الشيعة، لموافقته لكتاب أعلام الورى في جميع الأبواب و الترتيب، و هذا مما يقضي منه العجب «4».
__________________________________________________
(1) منهاج الصلاح: لم نعثر عليه فيه.
(2) كشف المحجة: 143.
(3) بحار الأنوار 1: 12.
(4) العجب منهم كيف نسبوا إلى مثل السيد الأجل علي بن طاوس هذا الكتاب و نتعوذ في هذه النسبة بمحض الشهرة فإنه رحمه الله عد مصنفاته في مواضع متعددة من تصنيفاته و لم يعد منها كتابا موسوما بربيع الشيعة.
ثانيا: ان دأبه و ديدنه ذكر اسمه أول الكتاب بل أول كل باب بل يسمي نفسه في العلامات المنفصلة عن سابقها و في هذا الكتاب من أوله إلى آخره ليس من اسم علي بن طاوس عين و لا أثر.
و ثالثا: ان عادته ذكر خطب طويلة كثيرة الألفاظ و المعاني في الحمد و الثناء لنعم الله و آلائه و الصلاة و السلام على خير رسله و أنبيائه و أوصيائه. فكيف يسلمون النسبة و يفرضونها صدقا ثم يتعجبون.
و هذا دليل على أن الشهرة و ان كان من العلماء و الخواص أو لداعة.
و أقول لا شك في أن واحدا من الطلاب المتوسطين الفاقدين للأسباب و الكتب وجه كتاب إعلام الورى للطبرسي و سقط عنه الورق الأول فلم يعرف أنه إعلام الورى و سأل عن جماعة مثل نفسه فلم يعرفوه فكتب له خطبة مختصرة متوسطه يعلمها كل طلبة و كتب ظهره هذا هو كتاب ربيع الشيعة لعلي بن طاوس حيث سمع لفظ الربيع في جملة مصنفاته و لا يدري انه ربيع الألباب أو ربيع الشيعة و قد راى كتب الأدعية المشهورة مثل الإقبال و المهج و المجتنى و لم ير ربيع ابن طاوس و لا إعلام الورى. قد رتب هذا الكاتب من العالم كما هو العادة واصل الكتاب على يد من هو أكبر منه علما فرآى كتابا نفيسا كتب ظهره انه ربيع الشيعة لابن طاوس فظنه كذلك و كتب ظهره كذلك ثم أنفذه إلى آخر بعده فرأى شخصين ممن يحسن الظن بهما و يقطع بأنهما لا يكذبان كتبا ظهر كتاب نفيس في مواليد الأئمة و معجزاتهم و لم ير هذا الثالث العالم إعلام الورى و لا ربيع الألباب فظنه لحسن الظن بالشخصين السابقين ربيع الشيعة و انه من ابن طاوس و هكذا الى ان اشتهر و اشتبه الأمر على الأساطين مثل المير الداماد في الرواشح مكررا يقول: قال ابن طاوس في باب كذا من ربيع الشيعة، و الجليل السيد الميرزا محمد الأسترآبادي يقول في رجاله الوسيط في كثير من التراجم انه قال علي بن طاوس في كتاب ربيع الشيعة في الخبر الفلاني كم أيقن فلان ثقة و هكذا إلى أواخره فافهم و لا تحتمل أسانيد ربيع الشيعة إلى السيد قدس سره فإنه إعلام الورى و انه مر كما ذكرنا.
لمحرره يحيى.



مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏2، ص: 447
و قال العالم الجليل المولى عبد النبي الكاظمي في حاشية كتابه تكملة الرجال: قد وقفت على اعلام الورى للطبرسي، و ربيع الشيعة لابن طاوس، و تتبعتهما من أولهما إلى آخرهما، فوجدتهما واحدا من غير زيادة و لا نقصان، و لا تقديم و لا تأخير أبدا إلا الخطبة، و هو عجيب من ابن طاوس على جلالته و قدرته على هذا العمل، و لتعجبي و استغرابي صرت احتمل احتمالات، فتارة أقول: لعل ربيع الشيعة غيره، و نحو هذا. حتى رأيت المجلسي (رحمه الله) في البحار ذكر الكتابين، و نسبهما إليهما، ثم قال: هما واحد «1» و هو عجيب «2».
و قال في حاشية أخرى: كنت أنقل عن ربيع الشيعة، لابن طاوس و اعلام الورى، فرأيتهما من أولهما إلى آخرهما متحدين لا ينقصان شيئا، و لا يتغيران لا عنوانا و لا ترتيبا و لا غير ذلك إلا خطبتهما، فأخذ في العجب‏
__________________________________________________
(1) بحار الأنوار 1: 31.
(2) تكملة الرجال 1: 11 هامش 2.



مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏2، ص: 448
العجاب، و حدست أن لا يكونا كتابين، و احتملت أن يكون اشتباها من الناس تسمية أحدهما ربيع الشيعة، فتتبعت كتب الرجال فلم أجد أحدا ذكر اتحادهما، حتى وقفت على البحار، فوجدت ذكر كتاب ربيع الشيعة أنه هو بعينه اعلام الورى، و تعجب هو من اتحادهما «1». انتهى.
قلت: هذا الكتاب غير مذكور في فهرست كتبه في كتاب إجازاته، و لا في كشف المحجة، و ما عثرت على محل أشار إليه و أحال عليه كما هو دأبه غالبا في مؤلفاته بالنسبة إليها، و هذان الجليلان مع عثورهما على الاتحاد و استغرابهما لم يذكرا له وجها، و قد ذاكرت في ذلك مع شيخنا الأستاذ «2» طاب ثراه، فقال- و أصاب في حدسه-: إن الظاهر أن السيد عثر على نسخة من الاعلام لم يكن لها خطبة فأعجبه فكتبه بخطه، و لم يعرفه، و بعد موته وجدوه في كتبه بخطه،
__________________________________________________
(1) و الله الخالق جل جلاله شاهد اني لما رأيت المجلسي رحمه الله في أول البحار يقول ما معناه ان كتاب ربيع الشيعة و كتاب إعلام الورى قريبان فتصفحتهما و تتبعتهما و رأيت أنهما واحد سوى الخطبة فرجعت إلى كلمات السيد الأجل ابن طاوس في تعداد مصنفاته فلم أجده يسمي ربيع الشيعة، نعم قال: ربيع الألباب، و هو مشتمل على أربعة أجزاء كل واحد مخصوص بخطبة و ظن أنه في احوالات العلماء و بعض المواعظ فحصل لي القطع بأن ربيع الشيعة لم يكن من علي ابن طاوس، و خطبته غير سياق خطب ابن طاوس في خطبه و لم يسم نفسه في أوله كما هو عادته في عامة كتبه فظننت انه وجد بعض الطلاب هذا الكتاب بلا أول و هو إعلام الورى فظنه كتاب الربيع لابن طاوس فظنه ربيع الشيعة بدل ربيع الألباب، و ألحق به خطبة مختصرة فنسخ الناسخون عنه و اشتهر بين العلماء يستعين من مثل المير الداماد في الرواشح و غيره و كتبت ذلك في حواشي نسختي من البحار و غيره، و ذكرته للأصحاب مرارا و ما كنت عثرت على كلام الشيخ عبد النبي هذا كما نقله في المتن و الحاصل ان ربيع الشيعة لم يكن من مصنفات علي بن طاوس و لم يعده من مصنفاته نفسه و هذا المشهور هو بعينه إعلام الورى سوى الخطبة المختصرة و الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله. لمحرره يحيى بن محمد شفيع عفي عنهما في الدارين.
(2) الشيخ عبد الحسين. (هامش المخطوط)



مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏2، ص: 449
و لم يكن له «1» علم بإعلام الورى، فحسبوا أنه من مؤلفاته فجعلوا له خطبة على طريقة السيد في مؤلفاته، و نسبوه إليه. و لقد أجاد فيما أفاد.
الثاني: أغرب السيد الفاضل المعاصر (رحمه الله) في الروضات في ترجمة هذا السيد الجليل، فأراد مدحه و تبجيله فقدحه، و أخرج كتابه الشريف مصباح الزائر عن الاعتبار، و أخرج جملة من الأدعية و الزيارات عن حريم ساحة الأخبار، لمجرد الخرص و التخمين، و متابعة ما دار في أفواه القاصرين.
فقال- في مقام ذكر مناقب السيد و فضائله-: و منها كونه في فصاحة المنطق، و بلاغة الكلام، بحيث تشتبه كثيرا ما عبارات دعواته الملهمة، و زياراته الملقمة بعبارات أهل بيت العصمة عليهم السلام، بل أراه في كتاب مصباح الزائر- و أمثاله- كأنه يرى نفسه مأذونا في «2» جعل وظائف مقررة لمواضع مكرمة و مواقف صالحة، كما ترى أنه يذكر أعمالا من عند نفسه ظاهرا لمسجد الكوفة و أمثالها غير مأثورة في شي‏ء من كتب أصحابنا المستوفين لوظائف الشريعة في مؤلفاتهم، و لا منسوبة في كلمات نفسه إلى أحد من المعصومين عليهم السلام، مع أن ديدنه المعروف ذكر السند المتصل إليهم في كل ما يجده من الجليل و الحقير، و لا ينبئك مثل خبير «3»، انتهى.
__________________________________________________
(1) في الحجرية: لهم، و كلاهما يصح.
(2) جاء في هامش المخطوط:
إنه كذلك و ذكر مستنده من الأخبار المعتبرة في إنشاء دعاء يدعو به ربه بكل ما القي في روعة، كما أنشأ أدعية لأول بعض الشهور و ذكره في كتابه الإقبال و صرح بأنه من نفسه، و أما جمل الكتاب التي مختصة بالشارع بأنه يفعل كذا و يصلي ركعتين بسورتين مخصوصتين أو يرفع يده في الموضع الفلاني مثلا عند رأس الحسين عليه السلام عند القول الحاصل و نحوه فلا يجوز ذلك، و لم يفعله أبدا، بل هو بدعة محرمة بالإجماع و ما ظنه لولا ظن- كذا- (منه عفى الله عنه)
(3) روضات الجنات 4: 330/ 405.



مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏2، ص: 450
و فيه أولا: أن ديدن السيد في بعض مؤلفاته كالأمان «1» و المهج «2» و الدروع «3»، أنه إذا أراد ذكر دعاء أنشأه بنفسه التصريح به، فلا حظ حتى يظهر لك صدق ما ادعيناه، و لولا خوف الإطالة لأشرت إلى مواضعه.
و ثانيا: أنه صرح في كتاب مصباح الزائر بأن كلما فيه مما رواه أو رآه، قال- بعد ذكر الزيارة المختصة بأبي عبد الله عليه السلام في أول رجب، و زيارة الشهداء بأساميهم بعدها ما لفظه-: قد تقدم عدد الشهداء في زيارة عاشوراء برواية تخالف ما سطرناه في هذا المكان، و تختلف في أسمائهم أيضا، و في الزيادة و النقصان، و ينبغي أن تعرف- أيدك الله جل جلاله- بتقواه إننا تبعنا في ذلك ما رأيناه أو رويناه، و نقلنا في كل موضع كما وجدناه «4».
و قال في آخر الكتاب: هذا آخر ما وقع اختيارنا عليه، و انصرفت الهمة إليه، قد وصل على الوجه الذي استحسناه و اعتمدنا فيه على ما رويناه، أو نظرناه «5». انتهى.
فكيف ينسب إليه مع ذلك أنه أنشأ بنفسه تلك الدعوات الكثيرة؟!.
و ثالثا: أن السيد ذكر في جملة من تلك المواضع و المواقف- غير الدعاء- آدابا مخصوصة، و وظائف معينة، و لو لا أنها واردة مأثورة لكان ذكرها و الأمر بالعمل بها غير مشروع، فإنها بدعة محرمة، و تشريع غير جائز، و نسبته إلى مثل هذا السيد الجليل قبيح في الغاية.
و رابعا: إن ما ذكره السيد من الآداب و الأعمال المتعلقة بالمسجد، ذكره‏
__________________________________________________
(1) الأمان من الاخطار: 20، 99، 117.
(2) مهج الدعوات: 336، 337.
(3) الدروع الواقية: 3، 57، 60 و غيرها.
(4) مصباح الزائر: 109 ب.
(5) مصباح الزائر: آخر النسخة المخطوطة.



مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏2، ص: 451
قبله الشيخ محمد بن المشهدي في مزاره «1»، و ذكره قبله الشيخ الجليل المفيد (رحمه الله) في مزاره «2»، و العجب من قوله: في شي‏ء من كتب أصحابنا. إلى آخره. فهب أنه ما عثر على المزارين، فهلا نظر إلى مزار البحار؟
و قوله فيه: و لما استوفينا الأخبار التي وصلت إلينا في أعمال هذا المسجد، فلنذكر ما أورده الشيخ المفيد، و السيد ابن طاوس، و مؤلف المزار الكبير، و الشيخ الشهيد رضي الله عنه، في كتبهم مرتبا، و إن لم يصل في بعضها إلينا الخبر، و اللفظ للسيد (رحمه الله) قال «3»:. إلى آخره.
و أورد تلك الأعمال- أيضا- قبل السيد مؤلف المزار القديم، الذي أشرنا إليه في ضمن حال مزار المشهدي، في الفائدة السابقة، و كأنه للقطب الراوندي، أو صاحب الاحتجاج.
و خامسا: إن السيد و من قبله و بعده، و إن لم يصرحوا عند إيراد تلك الأعمال بكونها مأثورة مروية عن الحجج عليهم السلام، و لذا لم يذكرها العلامة المجلسي في كتاب تحفته، لبنائه فيه على إيراد ما وقف على كونه مرويا، إلا أن هنا قرائن و شواهد تدل على أنها مأثورة.
منها: قول الشيخ الجليل محمد بن المشهدي في أول مزاره ما لفظه: فإني قد جمعت في كتابي هذا من فنون الزيارات للمشاهد، و ما ورد في الترغيب في المساجد المباركات، و الأدعية المختارات، و ما يدعى به عقيب الصلوات، و ما يناجي به القديم تعالى من لذيذ الدعوات في الخلوات، و ما يلجأ إليه من الأدعية عند المهمات، مما اتصلت به من ثقات الرواة إلى السادات عليهم‏
__________________________________________________
(1) مزار المشهدي: 201، 232.
(2) مزار المفيد: 23/ 1- 2.
(3) بحار الأنوار 100: 407.



مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏2، ص: 452
السلام «1». إلى آخره.
و منها: ما في المزار القديم، فإنه أورد أولا أعمالا مرتبة، و أدعية طويلة، للمواقف الشريفة من المسجد، غير الشائعة الدائرة، و بعد الفراغ منها، قال:
أعمال الكوفة برواية أخرى «2»، ثم ساق الأعمال على ما هو الموجود في تلك الكتب، فيظهر منه أن كليهما مرويان مأثوران.
و منها: ما أشرنا إليه سابقا أن هذه الأعمال بهذا الترتيب و الآداب كيف يجوز نسبة جعلها إلى مثل الشيخ المفيد في عصر زينه الله تعالى بوجود أعلام للدين في بلد مملوء من الرواة و المحدثين؟ ثم يتلقاها الأصحاب مثل الشهيد بالقبول، و يوردونها في زبرهم كسائر المنقول، و هذا واضح بحمد الله تعالى لمن عد من ذوي النهي و العقول.
و سادسا: قوله: مع أن ديدنه. إلى آخره.
صحيح في غير هذا الكتاب و كتابه اللهوف، فإنه ما أسند فيهما شيئا من الأخبار و القصص، و الأعمال و الأدعية و الزيارات إلى مأخذ، و فيها ما هو مأثور بسند أو أسانيد متعددة، ألفهما في عنفوان عمره- كما يأتي «3»- ثم غير طريقته في سائر مؤلفاته، و بنى على ذكر المأخذ و لو لدعاء صغير، و عمل حقير.
و سابعا: ما في قوله: و زياراته الملقمة، فإنه ظن- كبعض من أهل العلم الغير الباحثين عن مآخذ السنن- أن هذه الزيارات المخصوصة بالأيام الشريفة، كأول الرجب و نصفه و نصف شعبان و ليالي القدر و العيدين و عرفة، المختصة بأبي عبد الله عليه السلام، غير مأثورة، و إن كان في المصباح زيارات مطلقة غير مسندة، إلا أن المهم في بيان أنها مأثورة، لكثرة الحاجة إليها.
__________________________________________________
(1) مزار المشهدي: 3.
(2) المزار القديم: لم نعثر عليه فيه.
(3) يأتي في صفحة: 456.



مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏2، ص: 453
فنقول: إن هنا أيضا شواهد تدل على أنها مأثورة عن الحجج عليهم السلام، بعضها يتعلق بجميعها، و اخرى ببعضها.
منها: أنه قال السيد في المصباح في شرح زيارة أبي عبد الله عليه السلام في أول يوم من رجب، بعد ذكر ثوابه ما لفظه: شرح زيارته في ذلك اليوم، و يزار بها ليلة النصف من شعبان أيضا، إذا أردت ذلك فاغتسل «1». إلى آخره.
ثم قال في فضل زيارته ليلة النصف من شعبان ما لفظه: و أما الزيارة في هذه الليلة، فقد روي أنه يزار فيها بالزيارة التي قدمناها في أول رجب، فتؤخذ من هناك «2».
و منها: قوله في زيارة النصف من رجب بعد ذكر فضلها: فأما كيفية زيارته عليه السلام في هذا الوقت، فينبغي أن يزار بالزيارة الجامعة في أيام رجب، أو بما تقدم من الزيارات المنقولة لسائر الشهور، فإني لم أقف على زيارة مختصة بهذا الوقت المذكور «3». انتهى.
و قال في الإقبال- بعد ذكر فضل زيارته عليه السلام في النصف من رجب- أقول: و أما ما يزار به الحسين صلوات الله عليه في هذا النصف من رجب المشار إليه، فإني لم أقف على لفظ متعين له إلى الآن، فيزار بالزيارة المختصة بشهر رجب «4»،. إلى آخره.
و الظاهر أنه لم يكن عنده مزار المفيد (رحمه الله)، كما ستعرف.
و منها: قوله (رحمه الله)- في زيارة ليلة القدر-: شرح الزيارة، و هي مختصة
__________________________________________________
(1) مصباح الزائر: 107- أ-.
(2) مصباح الزائر: 114- أ-.
(3) مصباح الزائر: 111- أ-.
(4) الإقبال: 657.



مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏2، ص: 454
بهذه الليلة، و يزار بها في العيدين إذا أردت ذلك «1». إلى آخره.
و قال محمد بن المشهدي في مزاره: زيارة الحسين بن علي عليهما السلام أيضا مختصرة، يزار بها في ليلة القدر، و في العيدين، و بالإسناد عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: إذا أردت «2». و ساق الزيارة كما ساقها السيد، و الشيخ المفيد «3».
و قال السيد في الإقبال: و منها زيارة الحسين عليه السلام في ليلة عيد الفطر، و قد ذكرنا في الجزء الثاني من كتاب مصباح الزائر و جناح المسافر بعض فضلها، و ما اخترناه من الرواية ألفاظ الزيارة المختصة، فإن لم يكن كتابنا عنده موجودا في مثل هذا الميقات فليزر الحسين عليه أفضل الصلوات بغير تلك الزيارة من الزيارات المرويات «4».
و قال في ذكر أعمال يوم الأضحى: و أما لفظ ما نذكره في هذا اليوم في زيارته عليه السلام، فقد كنا ذكرنا في كتاب مصباح الزائر و جناح المسافر زيارتين تختص بهذا الميقات، و ليس هذا الكتاب مما نقصد به ذكر الزيارات، فإن وجد تلك الزيارتين، و إلا فزر الحسين عليه السلام، ليلة الأضحى و يوم الأضحى، بما ذكرناه في هذا الكتاب من الزيارة ليوم عرفة «5».
و قال في الإقبال أيضا: فصل فيما نذكره من لفظ الزيارة المختصة بالحسين عليه السلام يوم عرفة. اعلم أنه سيأتي في بعض ما نذكره من الدعوات يوم عرفة زيارة النبي و الأئمة عليهم أفضل الصلوات، و إنما نذكر في‏
__________________________________________________
(1) مصباح الزائر: 120- أ-.
(2) مزار المشهدي: 590.
(3) مزار المفيد: 61، و فيه: فضل زيارته عليه السلام ليلة القدر فقط.
(4) الإقبال: 274.
(5) الإقبال: 422.



مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏2، ص: 455
هذا الفصل زيارة تختص بهذا اليوم غير داخلة في دعواته. و ذكر هذه الزيارة «1»، و ساق ما ساقه في مصباحه «2»، و قبله الشيخ المفيد في مزاره «3»، و الشيخ المشهدي في مزاره «4»، باختلاف يسير.
و قال فيه أيضا: فصل فيما نذكره من لفظ زيارة الحسين عليه السلام في نصف شعبان. أقول: إن هذه الزيارة مما يزار بها الحسين عليه السلام في أول رجب أيضا، و إنما أخرنا ذكرها في هذه الليلة لأنها أعظم «5»، فذكرناها في الأشرف من المكان. و ساق ما ساقه في المصباح في زيارة أول رجب.
و منها ما تقدم «6» ذكره من عبارة خطبة مزار المشهدي، من التصريح بأن كلما فيه من الدعوات و الزيارات مما رواها عن الثقات متصلة إلى الأئمة الهداة عليهم السلام.
و منها: أن الشيخ الكفعمي (رحمه الله) ذكر في كتابه البلد الأمين في أعمال شهر ربيع الأول بعض ما ورد في ثواب زيارة أبي عبد الله عليه السلام في كل شهر، ثم قال: قلت: فلهذين الحديثين أوردنا في كتابنا هذا للحسين عليه السلام في أول كل شهر زيارة مفردة، إلا أن يكون في الشهر زيارة موظفة، فنكتفي بذكرها «7». انتهى.
و ذكر في الأيام المتقدمة الزيارات المعروفة المختصة بها التي صرح بأنها موظفة، و كأن عنده عدة مزارات من الأقدمين لم تصل إلينا. و لعل المنصف إذا
__________________________________________________
(1) الإقبال: 332.
(2) مصباح الزائر: 260.
(3) مزار المفيد: لم نعثر عليه فيه.
(4) مزار المشهدي: لم نعثر عليه فيه.
(5) الإقبال: 712.
(6) تقدم في صفحة: 451.
(7) البلد الأمين: 275.



مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏2، ص: 456
تأمل في هذه القرائن تطمئن نفسه بكونها مأثورة، و تستبعد أن يكون مثل الشيخ المفيد أو من قبله يخترع زيارة بكيفية مخصوصة، و يصرح باختصاصها بيوم مخصوص من دون ورود أثر، ثم يتلقاها العلماء مصرحين باختصاصها به، هذا مما لا يناسب نسبته إلى أصاغر أهل العلم فضلا عن إعلامهم.
و من الغريب- بعد ذلك كله- ما ذكره المحقق المحدث البحراني في الدرة الرابعة و الثلاثين من كتابه الدرة النجفية، حيث قال: و منها: ما ذكره في مزار البحار- أيضا- عن السيد الزاهد العابد المجاهد رضي الدين ابن طاوس رضي الله عنه، في كتاب مصباح الزائر في زيارة طويلة حيث قال فيها: ثم أعدل إلى موضع الرأس، و استقبل القبلة، وصل ركعتين صلاة الزيارة، تقرأ في الأولى: الحمد و سورة الأنبياء، و في الثانية: الحمد و سورة الحشر، أو ما تهيأ لك. إلى آخره.
أقول: و هذه الزيارة إما أن تكون من مرويات السيد قدس سره فيكون سبيلها سبيل الروايات المتقدمة، أو تكون من إنشائه كما يقع منه كثيرا، فيكون فيه تأييد لما ذكرناه لدلالته على كون ذلك هو المختار عنده، و الأفضل لديه، أو المتيقن «1» انتهى.
و قد عرفت تصريح السيد في المصباح بأن كل ما فيه مما رواه أو رآه، و ليس فيه من منشآته شي‏ء فضلا عن الكثرة، و ليس له كتاب مزار غيره، و هذا من إتقان المحدث المذكور و تثبته عجيب بأن يذكر ما لا أصل له أصلا.
و ثامنا: إن السيد ألف المصباح في أول تكليفه، قال (رحمه الله) في كتاب الإجازات: فصل: مما ألفته في بداية التكليف من غير ذكر الأسرار
__________________________________________________
(1) الدرة النجفية: 159.



مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏2، ص: 457
و التكشيف: كتاب مصباح الزائر و جناح المسافر، ثلاث مجلدات «1»، انتهى.
و إنشاؤه في هذا السن هذه الأدعية يعد من خوارق العادة، و منه يظهر وجه عدم مشابهته- كاللهوف- لسائر مؤلفاته من ذكر الأسانيد و بيان الأسرار.
الثالث: قال في اللؤلؤة: و أمهما- أي السيد رضي الدين علي و جمال الدين أحمد- على ما ذكره بعض علمائنا- بنت الشيخ المسعود الورام بن أبي الفوارس ابن فراس بن حمدان. و أم أمهما بنت الشيخ الطوسي، و أجاز لها و لأختها أم الشيخ محمد بن إدريس جميع مصنفاته، و مصنفات الأصحاب «2»، و نقله صاحب الروضات أيضا معتمدا عليه، و زاد: و وقع النص على جدتيهما له من جهة الأم في مواضع كثيرة من مصنفات نفسه، فليلاحظ «3». انتهى.
و لا يخفى أن الذي يظهر من مؤلفات السيد أن أمه بنت الشيخ ورام الزاهد، و أنه ينتهي نسبه من طرف الأب إلى الشيخ أبي جعفر الطوسي رحمه الله، و لذا يعبر عنه أيضا بالجد، و أما كيفية الانتساب إليه فقال السيد في الإقبال: فمن ذلك ما رويته عن والدي- قدس الله روحه، و نور ضريحه- فيما قرأته عليه من كتاب المقنعة بروايته عن شيخه الفقيه حسين بن رطبة (رحمه الله) عن خال والدي السعيد أبي علي الحسن بن محمد، عن والده محمد بن الحسن الطوسي- جد والدي من قبل أمه- عن الشيخ المفيد «4». إلى آخره فظهر أن انتساب السيد إلى الشيخ من طرف والده أبي إبراهيم موسى الذي أمه بنت الشيخ، لا من طرف أمه بنت الشيخ ورام.
و ما ذكروه من أن أم أم السيد- يعني زوجة ورام- بنت الشيخ، فباطل‏
__________________________________________________
(1) بحار الأنوار 107: 39.
(2) لؤلؤة البحرين: 236.
(3) روضات الجنات 4: 325.
(4) الإقبال: 87.



مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏2، ص: 458
من وجوه:
أما أولا: فلأن وفاة ورام في سنة 605، و وفاة الشيخ في سنة 460 فبين الوفاتين مائة و خمسة و أربعون سنة، فكيف يتصور كونه صهرا للشيخ على بنته؟ و إن فرضت ولادة هذه البنت بعد وفاة الشيخ، مع أنهم ذكروا أن الشيخ أجازها.
و أما ثانيا: فلأنه لو كان كذلك لأشار السيد في موضع من مؤلفاته، لشدة حرصه على ضبط هذه الأمور.
و أما ثالثا: فلعدم تعرض أحد من أرباب الإجازات و أصحاب التراجم لذلك، فإن صهرية الشيخ من المفاخر التي يشيرون إليها، كما تعرضوا في ترجمة ابن شهريار الخازن و غيره.
و يتلو ما ذكروه هنا في الغرابة ما في اللؤلؤة «1» و غيرها أن أم ابن إدريس بنت شيخ الطائفة، فإنه في الغرابة بمكان يكاد يلحق بالمحال في العادة. فإن وفاه الشيخ في سنة ستين بعد الأربعمائة، و ولادة ابن إدريس كما ذكروه في سنة ثلاث و أربعين بعد خمسمائة، فبين الوفاة و الولادة ثلاثة و ثمانون سنة. و لو كانت أم ابن إدريس في وقت إجازة والدها لها في حدود سبعة عشر سنة مثلا كانت بنت الشيخ ولدت ابن إدريس في سن مائة سنة تقريبا، و هذه من الخوارق التي لا بد أن تكون في الاشتهار كالشمس في رابعة النهار.
و العجب من هؤلاء الأعلام كيف يدرجون في مؤلفاتهم أمثال هذه الأكاذيب، بمجرد أن رأوها مكتوبة في موضع من غير تأمل و نظر.
ثم إن تعبيرهما عن الشيخ ورام بالمسعود الورام أو مسعود بن ورام اشتباه‏
__________________________________________________
(1) لؤلؤة البحرين: 278.



مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏2، ص: 459
آخر، لعلنا نشير إليه فيما بعد إن شاء الله، فإن المسعود الورام أو مسعود بن ورام غير الشيخ ورام الزاهد صاحب تنبيه الخاطر، فلا تغفل.
الرابع: في مجموعة الشهيد: تولى السيد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس العلوي الحسني، صاحب المقامات و الكرامات و المصنفات، نقابة العلويين من قبل هولاكو خان، و ذكر أنه كان قد عرضت عليه في زمان المستنصر، و كان بينه و بين الوزير مؤيد الدين محمد بن أحمد بن العلقمي و بين أخيه و ولده عز الدين أبي الفضل محمد بن محمد صاحب المخزن صداقة متأكدة، أقام ببغداد نحوا من خمس عشرة سنة، ثم رجع إلى الحلة، ثم سكن بالمشهد الشريف برهة، ثم عاد في دولة المغول إلى بغداد، و لم يزل على قدم الخير و الآداب و التنزه عن الدنيات، إلى أن توفي بكرة الاثنين خامس ذي القعدة من سنة أربع و ستين و ستمائة، و كان مولده يوم الخميس منتصف محرم سنة تسع و ثمانين و خمسمائة، و كانت مدة ولايته النقابة ثلاث سنين و أحد عشر شهرا «1». انتهى. و ظاهر هذه العبارة أنه توفي ببغداد.
و قال السيد (رحمه الله) في كتابه فلاح السائل: ذكر صفة القبر، ينبغي أن يكون القبر قدر قامة إلى الترقوة، و يكون فيه لحد من جهة القبلة بمقدار ما يجلس الجالس فيه، فإنه منزل الخلوة و الوحدة، فيوسع بحسب ما أمر الله جل جلاله مما يقرب إلى مراضيه، و قد كنت مضيت بنفسي، و أشرت إلى من حفر لي قبرا كما اخترته في جوار جدي و مولاي علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، متضيفا و مستجيرا و رافدا و سائلا و آملا، و متوسلا بكل ما توسل به أحد من الخلائق إليه، و جعلته تحت قدمي والدي رضوان الله جل جلاله عليهما، لأني‏
__________________________________________________
(1) مجموعة الشهيد: 143.



مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏2، ص: 460
وجدت الله جل جلاله يأمرني بخفض الجناح لهما، و يوصيني بالإحسان إليهما، فأردت أن يكون رأسي مهما بقيت تحت القبور تحت قدميهما «1». انتهى.
و مقتضى ما ذكره هنا أنه أوصى بحمله إليه و دفنه فيه، و إلا فلا بد أن يكون قبره في جوار الكاظمين عليهما السلام. و لكن في الحلة في خارج البلد قبة عالية في بستان تنسب إليه، و يزار قبره و يتبرك فيها، و لا يخفى بعده لو كان الوفاة ببغداد، و الله العالم.
الخامس: في مشايخه، و هم جماعة، صرح بهم متفرقا في مؤلفاته و غيره في إجازاتهم:
أ- العالم الصالح الشيخ حسين بن محمد «2» السوراوي. قال في الفلاح:
أجازني في جمادى الآخرة سنة تسع و ستمائة «3».
عن الشيخ الجليل عماد الدين الطبري، صاحب بشارة المصطفى، الآتي في مشايخ شاذان بن جبرئيل القمي «4».
ب- أبو الحسن علي «5» بن يحيى بن علي، الفقيه الجليل الحناط- بالحاء المهملة، و النون المشددة- كما هو المضبوط في نسخ جمال الأسبوع «6»، و فلاح السائل «7»، و أربعين الشهيد «8»، نسبة إلى بيع الحنطة. أو الخياط كما هو
__________________________________________________
(1) فلاح السائل: 73.
(2) كذا، و لعل الصحيح: احمد، و قد تقدم، و يؤيده ما في الفلاح.
(3) فلاح السائل: 14، و في كشف اليقين: 79 تاريخ الإجازة سنة 607.
(4) يأتي في الجزء الثالث: 13.
(5) لا يوجد له ذكر في المشجرة و لا لمشايخه الثمان كرواة عنه، نعم يوجد بعضهم كما سنذكر.
(6) جمال الأسبوع: 23، و فيه: الخياط.
(7) فلاح السائل: 14، و فيه: الخياط.
(8) أربعين الشهيد: 3، و فيه: الخياط.



مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏2، ص: 461
المضبوط في كتابه فتح الأبواب «1»، نسبته إلى عمل الخياطة.
و قال رحمه الله في كتاب كشف اليقين: أخبرني بذلك- يعني بكتاب تفسير محمد بن العباس الماهيار- الشيخ علي بن يحيى الحافظ «2»، و لعله تصحيف الحناط أو الخياط، أو هو لقب مخصوص. و صرح في الفلاح «3» و الفتح «4» و اليقين «5» و الجمال «6» أنه أجازه سنة تسع و ستمائة.
عن جماعة:
1- منهم: الشيخ عربي بن مسافر، الآتي في مشايخ مشايخ المحقق «7».
2- و منهم: نصير الدين علي بن حمزة بن الحسن الطوسي، في الأمل:
فاضل جليل، له مصنفات يرويها علي بن يحيى الخياط «8».
3- و منهم: الشيخ علي بن نصر الله بن هارون- المعروف جده بالكمال- الحلي، صرح بهما في الرياض «9»، و صاحب المعالم في إجازته الكبيرة «10». لم أعثر على طريقيهما.
4- و منهم: الشيخ المحقق محمد بن إدريس الحلي «11».
__________________________________________________
(1) فتح الأبواب: 51- أ-، و فيه: الحناط، و في الطبعة المحققة: 264: الحافظ، و في الهامش عن نسخة: الخياط و لعلها التي كانت لدى الشيخ المصنف.
(2) كشف اليقين: 79.
(3) فلاح السائل: 15.
(4) فتح الأبواب: 51- أ-، و لم يرد فيه ذكر لتاريخ الإجازة.
(5) كشف اليقين: 80.
(6) جمال الأسبوع: 23.
(7) يأتي في الجزء الثالث: 31.
(8) أمل الآمل 2: 186/ 552.
(9) رياض العلماء 4: 287.
(10) انظر بحار الأنوار 109: 47- 67.
(11) يأتي في الجزء الثالث: 18 و 40.



مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏2، ص: 462
5- و منهم: العالم النحرير ابن بطريق الحلي، و يأتي ذكر طرقهما «1».
6- و منهم: برهان الدين الحمداني القزويني، الذي مر ذكره «2».
7- و منهم: الشيخ المقري جعفر بن أبي الفضل محمد بن محمد بن شعرة الجامعي.
8- و منهم: الشيخ الفقيه العالم أبو طالب نصير الدين عبد الله بن حمزة ابن عبد الله بن حمزة بن الحسن بن علي بن نصير الطوسي، صرح بجميع ذلك صاحب المعالم في الإجازة الكبيرة «3». و هذا الشيخ عظيم الشأن، جليل القدر، من أعيان علماء الإمامية.
قال محمد بن الحسين القطب الكيدري- تلميذه- في كتاب كفاية البرايا في معرفة الأنبياء و الأوصياء: حدثني مولاي و سيدي الشيخ الأفضل العلامة، قطب الملة و الدين، نصير الإسلام و المسلمين، مفخر العلماء، و مرجع الفضلاء، عمدة الخلق، ثمال الأفاضل، عبد الله بن حمزة بن عبد الله بن حمزة الطوسي، أدام الله تعالى ظل سموه و فضله للأنام و أهله ممدودا، و شرع نكتة و فوائده لعلماء العصر مشهودا، قراءة عليه بساتروار بهق «4» في شهور سنة ثلاث و سبعين و خمسمائة.
عن الشيخ الإمام عفيف الدين محمد بن الحسين الشوهاني.
عن شيخه الفقيه علي بن محمد القمي.
عن شيخه المفيد عبد الجبار بن عبد الله المقري.
عن شيخ الطائفة «5». انتهى.
__________________________________________________
(1) يأتي في الجزء الثالث: 13، 20.
(2) تقدم في صفحة: 420، 428.
(3) انظر بحار الأنوار 109: 21.
(4) كذا في الحجرية: و لعل الصواب: بسابزوار بيهق كما في معجم البلدان 1: 537.
(5) كفاية البرايا: غير متوفر لدينا، و لا يوجد هذا الطريق في المشجرة.



مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏2، ص: 463
و في المنتجب: الشيخ الإمام نصير الدين أبو طالب عبد الله بن حمزة بن عبد الله الطوسي المشهدي المشارحي، فقيه ثقة وجه «1».
و قال في الرياض: رأيت من مؤلفاته: الوافي بكلام المثبت و النافي، و هو مختصر، و هو غير ابن حمزة صاحب الوسيلة «2».
ج- الشيخ الفاضل الجليل أبو السعادات أسعد بن عبد القاهر بن أسعد الأصفهاني، العالم الفاضل المعروف، صاحب كتاب رشح الولاء في شرح دعاء صنمي قريش، الذي نقل عنه الشيخ إبراهيم الكفعمي في حواشي جنته و غيرها.
قال في الفلاح: أخبرني في مسكني بالجانب الشرقي من بغداد الذي أسكنني به الخليفة المستنصر جزاه الله جل جلاله عنا جزاء المحسنين، في صفر سنة خمس و ثلاثين و ستمائة «3».
و في الأمل: قرأ عليه الخواجه نصير الدين و ابن ميثم «4».
عن الشيخ الإمام عماد الدين أبي الفرج علي ابن الشيخ الإمام قطب الدين أبي الحسين الراوندي، الفقيه الثقة، كما في المنتجب «5».
عن والده قطب الدين الراوندي، الآتي ذكره «6».
و عن جماعة كثيرة نذكرهم في مشايخ نجيب الدين ابن نما.
د- الشيخ نجيب الدين ابن نما.
__________________________________________________
(1) فهرس منتجب الدين: 125/ 272.
(2) رياض العلماء 3: 215.
(3) فلاح السائل: 15.
(4) أمل الآمل 2: 33/ 89.
(5) فهرس منتجب الدين: 127/ 275.
(6) يأتي في الجزء الثالث: 79.



مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏2، ص: 464
قال السيد في الدروع الواقية: و أخبرني شيخي الفقيه محمد بن نما، فيما أجازه لي من كل ما رواه، لما كنت أقرأ عليه في الفقه «1». و يأتي في مشايخ المحقق (رحمه الله) «2».
ه- السيد شمس الدين فخار بن معد الموسوي، الآتي ذكره «3».
و- الشيخ تاج الدين الحسن بن الدربي.
قال في الدروع: و أخبرني الشيخ الزاهد حسن بن الدربي، فيما أجازه لي من كل ما رواه، أو سمعه أو أنشأه، أو قرأه «4». و يأتي طريقه في مشايخ المحقق «5».
ز- الشيخ صفي الدين محمد بن معد الموسوي، الذي مر ذكره في مشايخ والد العلامة «6».
ح- الشيخ سديد الدين سالم بن محفوظ بن عزيزة بن وشاح السوراوي الحلي، الفقيه العالم الفاضل، صاحب المنهاج في الكلام، الذي قرأ عليه المحقق علم الكلام و شيئا من علم الأوائل:
قال الشهيد- في الحديث التاسع من أربعينه-: أخبرنا السيد الإمام شيخنا عميد الدين أيضا قال: أخبرني خالي الإمام السعيد الحجة شيخ الإسلام جمال الدين، قال: أخبرنا السيد الإمام العالم الطاهر أزهد أهل زمانه، ذو الكرامات رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد
__________________________________________________
(1) الدروع الواقية: لم نعثر عليه في النسخة التي بأيدينا.
(2) يأتي في الجزء الثالث: 18.
(3) يأتي في الجزء الثالث: 32.
(4) الدروع الواقية: 78.
(5) يأتي في الجزء الثالث: 56.
(6) مر في صفحة: 421.



مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏2، ص: 465
ابن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد الطاوس، عن الشيخ الإمام العلامة رئيس المتكلمين، سالم بن محفوظ بن عزيزة الحلي، عن الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد الأكبر «1». إلى آخره و هو جد المحقق، و يأتي ذكره «2».
ط- السيد أبو حامد محي الدين محمد بن عبد الله بن زهرة الحسيني الإسحاقي، ابن أخي ابن زهرة الحلبي، صاحب الغنية، كما صرح به الشهيد في الحديث الثاني و الثلاثين من أربعينه «3».
ي- نجيب الدين محمد السوراوي «4»، كما في بعض الإجازات، و لكن في الرياض: الشيخ يحيى بن محمد بن يحيى بن الفرج السوراوي، كان فاضلا صالحا، يروي عن ابن شهرآشوب، و يروي العلامة عن أبيه عنه. كذا أفاد الشيخ المعاصر في أمل الأمل «5».
و أقول: يروي العلامة عن هذا الشيخ بتوسط جماعة أخرى أيضا، منهم: الشيخ أبو القاسم جعفر بن سعيد المحقق الحلي، و السيد جمال الدين بن طاوس، و غيرهما، كلهم عن هذا الشيخ. و هو يروي عن الشيخ الفقيه الحسين بن هبة الله بن رطبة أيضا، عن ولد الشيخ الطوسي.
ثم قد وقع في أوائل عوالي اللآلي لابن جمهور الأحسائي، أن والد العلامة يروي عن الشيخ نجيب الدين محمد السوراوي، عن الشيخ هبة الله‏
__________________________________________________
(1) أربعين الشهيد: 7.
(2) يأتي في الجزء الثالث: 5.
(3) أربعين الشهيد: 74/ 32.
(4) و ذكر هنا للسيد ابن طاوس (رحمه الله) عشرة مشايخ مع طرقهم، و لم يذكر في المشجرة سوى: الشيخ صفي الدين محمد بن الموسوي (ز) بعنوان محمد بن سعد الموسوي، و الشيخ نجيب الدين محمد السوراوي، و انظر صحيفة: 438، هامش: 5.
(5) أمل الآمل 2: 349/ 1075، رياض العلماء 5: 375.



مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏2، ص: 466
ابن رطبة، عن الشيخ أبي علي [ابن‏] الشيخ الطوسي «1». و هو سهو في سهو، إذ الصواب: يحيى بن محمد السوراوي، عن الحسين بن هبة الله بن رطبة، اللهم إلا أن يقال: إن والد العلامة يروي عن الوالد و الولد معا، و كذا الشيخ نجيب الدين محمد السوراوي أيضا يروي عن الوالد و الولد جميعا، فلا حظ، و تأمل، انتهى.
[التاسع خاله الشيخ أبو القاسم نجم الدين جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الهذلي الحلي الملقب بالمحقق الحلي‏]








بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏53، ص: 199
جنة المأوى في ذكر من فاز بلقاء الحجة ع أو معجزته في الغيبة الكبرى لمؤلفه العلامة الحاج ميرزا حسين النوري قدس سره النوري‏
.......
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏53، ص: 302
الحكاية الخامسة و الخمسون [تشرف السيد علي بن طاووس رحمه الله في السرداب الشريف سحرا يسمع دعاءه عليه السلام‏]
رأيت في ملحقات كتاب أنيس العابدين و هو كتاب كبير في الأدعية و الأوراد ينقل عنه العلامة المجلسي في المجلد التاسع عشر من البحار و الآميرزا عبد الله تلميذه في الصحيفة الثالثة ما لفظه نقل عن ابن طاوس رحمه الله أنه سمع سحرا في السرداب عن صاحب الأمر ع أنه يقول اللهم إن شيعتنا خلقت من شعاع أنوارنا و بقية طينتنا و قد فعلوا ذنوبا كثيرة اتكالا على حبنا و ولايتنا فإن كانت ذنوبهم بينك و بينهم فاصفح عنهم فقد رضينا و ما كان منها فيما بينهم فأصلح بينهم و قاص بها عن خمسنا و أدخلهم الجنة و زحزحهم عن النار و لا تجمع بينهم و بين أعدائنا في سخطك قلت و يوجد في غير واحد من مؤلفات جملة من المتأخرين الذين قاربنا عصرهم و المعاصرين هذه الحكاية بعبارة تخالف العبارة الأولى و هي هكذا



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏53، ص: 303
اللهم إن شيعتنا منا خلقوا من فاضل طينتنا و عجنوا بماء ولايتنا اللهم اغفر لهم من الذنوب ما فعلوه اتكالا على حبنا و ولائنا يوم القيامة و لا تؤاخذهم بما اقترفوه من السيئات إكراما لنا و لا تقاصهم يوم القيامة مقابل أعدائنا فإن خففت موازينهم فثقلها بفاضل حسناتنا.
و لم نجد أحدا منهم إلى الآن أسند هذه الحكاية إلى أحد رواها عن السيد أو رآها في واحد من كتبه و لا نقله العلامة المجلسي و معاصروه و من تقدم عليه إلى عهد السيد و لا يوجد في شي‏ء من كتبه الموجودة التي لم يكن عندهم أزيد منها نعم الموجود في أواخر المهج و قد نقله في البحار أيضا هكذا كنت أنا بسرمن‏رأى فسمعت سحرا دعاء القائم ع فحفظت منه من الدعاء لمن ذكره الأحياء و الأموات «1» و أبقهم أو قال و أحيهم في عزنا و ملكنا و سلطاننا و دولتنا و كان ذلك في ليلة الأربعاء ثالث عشر ذي القعدة سنة ثمان و ثلاثين و ستمائة.
و أظن و إن كان بعض الظن إثما أن ما نقلناه أولا مأخوذ من كلام الحافظ الشيخ رجب البرسي و نقل كلماته بالمعنى فإنه قال في أواخر مشارق الأنوار بعد نقل كلام المهج إلى قوله ملكنا ما لفظه و مملكتنا و إن كان شيعتهم منهم و إليهم و عنايتهم مصروفة إليهم فكأنه ع يقول.
اللهم إن شيعتنا منا و مضافين إلينا و إنهم قد أساءوا و قد قصروا و أخطئوا
__________________________________________________
(1) كذا في الأصل المطبوع و هكذا المصدر ص 368، لكنه ذكر قبل ذلك دعاء عن الحجة عليه السلام و لفظه:
«الهى بحق من ناجاك، و بحق من دعاك، في البر و البحر، تفضل على فقراء المؤمنين و المؤمنات، بالغناء و الثروة، و على مرضى المؤمنين و المؤمنات، بالشفاء و الصحة، و على أحياء المؤمنين و المؤمنات، باللطف و الكرم، و على أموات المؤمنين و المؤمنات، بالمغفرة و الرحمة، و على غرباء المؤمنين و المؤمنات بالرد الى أوطانهم سالمين غانمين بحق محمد و آله الطاهرين» فكأنه يريد أنه سمع ذلك الدعاء و قد زيد فيه عند ذكر أحياء المؤمنين قوله «و أحيهم في عزنا و ملكنا» الخ فتحرر.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏53، ص: 304
رأونا صاحبا لهم رضا منهم و قد تقبلنا عنهم بذنوبهم و تحملنا خطاياهم لأن معولهم علينا و رجوعهم إلينا فصرنا لاختصاصهم بنا و اتكالهم علينا كانا أصحاب الذنوب إذ العبد مضاف إلى سيده و معول المماليك إلى مواليهم.
اللهم اغفر لهم من الذنوب ما فعلوه اتكالا على حبنا و طمعا في ولايتنا و تعويلا على شفاعتنا و لا تفضحهم بالسيئات عند أعدائنا و ولنا أمرهم في آخره كما وليتنا أمرهم في الدنيا و إن أحبطت أعمالهم فثقل موازينهم بولايتنا و ارفع درجاتهم بمحبتنا انتهى..
و هذه الكلمات كما ترى من تلفيقاته شرحا لكلمات الإمام ع تقارب العبارة الشائعة و عصره قريب من عصر السيد و حرصه على ضبط مثل هذه الكلمات أشد من غيره فهو أحق بنقلها من غيره لو صحت الرواية و صدقت النسبة و إن لم يكن بعيدا من مقام السيد بعد كلام مهجه بل له في كتاب كشف المحجة كلمات تنبئ عن أمر عظيم و مقام كريم.
منها قوله و اعلم يا ولدي محمد ألهمك الله ما يريده منك و يرضى به عنك أن غيبة مولانا المهدي صلوات الله عليه التي تحيرت المخالف و بعض المؤالف هي من جملة الحجج على ثبوت إمامته و إمامة آبائه الطاهرين صلوات الله على جده محمد و عليهم أجمعين لأنك إذا وقفت على كتب الشيعة و غيرهم مثل كتاب الغيبة لابن بابويه و كتاب الغيبة للنعماني و مثل كتاب الشفاء و الجلاء و مثل كتاب أبي نعيم الحافظ في أخبار المهدي و نعوته و حقيقة مخرجه و ثبوته و الكتب التي أشرت إليها في الطوائف وجدتها أو أكثرها تضمنت قبل ولادته أنه يغيب ع غيبة طويلة حتى يرجع عن إمامته بعض من كان يقول بها فلو لم يغب هذه الغيبة كان طعنا في إمامة آبائه و فيه فصارت الغيبة حجة لهم ع و حجة له على مخالفيه في ثبوت إمامته و صحة غيبته مع أنه ع حاضر مع الله على اليقين و إنما غاب من لم يلقه عنهم لغيبتهم عن حضرة المتابعة له و لرب العالمين.
و منها قوله فيه و إن أدركت يا ولدي موافقة توفيقك لكشف الأسرار عليك‏



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏53، ص: 305
عرفتك من حديث المهدي صلوات الله عليه ما لا يشتبه عليك و تستغني بذلك عن الحجج المعقولات و من الروايات فإنه ص حي موجود على التحقيق و معذور عن كشف أمره إلى أن يأذن له تدبير الله الرحيم الشفيق كما جرت عليه عادة كثير من الأنبياء و الأوصياء فاعلم ذلك يقينا و اجعله عقيدة و دينا فإن أباك عرفه أبلغ من معرفة ضياء شمس السماء.
و منها قوله و اعلم يا ولدي محمد زين الله جل جلاله سرائرك و ظواهرك بموالاة أوليائه و معاداة أعدائه أنني كنت لما بلغتني ولادتك بمشهد الحسين ع في زيارة عاشوراء قمت بين يدي الله جل جلاله مقام الذل و الانكسار و الشكر لما رأفني به من ولادتك من المسار و المبار و جعلتك بأمر الله جل جلاله عبد مولانا المهدي ع و متعلقا عليه و قد احتجنا كم مرة عند حوادث حدث لك إليه و رأيناه في عدة مقامات في مناجات و قد تولى قضاء حوائجك بإنعام عظيم في حقنا و حقك لا يبلغ وصفي إليه.
فكن في موالاته و الوفاء له و تعلق الخاطر به على قدر مراد الله جل جلاله و مراد رسوله و مراد آبائه ع و مراده ع منك و قدم حوائجه على حوائجك عند صلاة الحاجات و الصدقة عنه قبل الصدقة عنك و عمن يعز عليك و الدعاء له قبل الدعاء لك و قدمه ع في كل خير يكون وفاء له و مقتضيا لإقباله عليك و إحسانه إليك و اعرض حاجاتك عليه كل يوم الإثنين و يوم الخميس من كل أسبوع بما يجب له من أدب الخضوع.
و منها قوله بعد تعليم ولده كيفية عرض الحاجة إليه ع و اذكر له أن أباك قد ذكر لك أنه أوصى به إليك و جعلك بإذن الله جل جلاله عبده و أنني علقتك عليه فإنه يأتيك جوابه صلوات الله و سلامه عليه.
و مما أقول لك يا ولدي محمد ملأ الله جل جلاله عقلك و قلبك من التصديق لأهل الصدق و التوفيق في معرفة الحق إن طريق تعريف الله جل جلاله لك بجواب مولانا المهدي صلوات الله و سلامه عليه على قدرته جل جلاله و رحمته.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏53، ص: 306
فمن ذلك ما رواه محمد بن يعقوب الكليني في كتاب الوسائل عمن سماه قال: كتبت إلى أبي الحسن ع أن الرجل يحب أن يفضي إلى إمامه ما يحب أن يفضي به إلى ربه قال فكتب إن كانت لك حاجة فحرك شفتيك فإن الجواب يأتيك.
و من ذلك ما رواه هبة الله بن سعيد الراوندي في كتاب الخرائج عن محمد بن الفرج قال: قال لي علي بن محمد ع إذا أردت أن تسأل مسألة فاكتبها و ضع الكتاب تحت مصلاك و دعه ساعة ثم أخرجه و انظر فيه قال ففعلت فوجدت ما سألته عنه موقعا فيه و قد اقتصرت لك على هذا التنبيه و الطريق مفتوحة إلى إمامك لمن يريد الله جل جلاله عنايته به و تمام إحسانه إليه.
و منها قوله في آخر الكتاب ثم ما أوردناه بالله جل جلاله من هذه الرسالة ثم عرضناه على قبول واهبه صاحب الجلالة نائبه ع في النبوة و الرسالة و ورد الجواب في المنام بما يقتضي حصول القبول و الإنعام و الوصية بأمرك و الوعد ببرك و ارتفاع قدرك انتهى. و عليك بالتأمل في هذه الكلمات التي تفتح لك أبوابا من الخير و السعادات و يظهر منها عدم استبعاد كل ما ينسب إليه من هذا الباب و الله الموفق لكل خير و ثواب.






ذکر تطبیق سید بن طاوس قده روایت حاکم عدل را بر خودشان:

شواهد کبروي و صغروي برای مدل وظیفه در زمان غیبت
شناسنامه حدیث-ملاحم-مغول-چنگیز-هولاکو

الإقبال بالأعمال الحسنة (ط - الحديثة) ؛ ج‏3 ؛ ص95
فصل فيما نذكره عن يوم ثامن و عشرين من محرم‏
اعلم ان في مثل هذا يوم ثامن و عشرين محرم، و كان يوم الاثنين سنة ست و خمسين و ستمائة فتح ملك الأرض زيدت رحمته و معدلته ببغداد، و كنت مقيما بها في داري بالمقيدية، و ظهر في ذلك تصديق الاخبار النبوية و معجزات باهرة للنبوة المحمدية، و بتنا في ليلة هائلة من المخاوف الدنيوية.
فسلمنا الله جل جلاله من تلك الأهوال و لم نزل في حمى السلامة الإلهية و تصديق ما عرفناه من الوعود النبوية، الى ان استدعاني ملك الأرض إلى دركاته المعظمة، جزاه الله بالمجازاة المكرمة في صفر و ولاني على العلويين و العلماء و الزهاد، و صحبت معي نحو الف نفس، و معنا من جانبه من حمانا، الى ان وصلت الحلة ظافرين بالآمال.
و قد قررت مع نفسي انني أصلي في كل يوم من مثل اليوم المذكور ركعتي الشكر للسلامة من ذلك المحذور و لتصديق جدنا محمد صلوات الله و سلامه عليه و آله فيما كان أخبر به من متجددات الدهور، و أدعو لملك الأرض بالدعاء المبرور، و في ذلك اليوم زالت دولة بني العباس كما وصف مولانا علي عليها السلام زوالها في الاخبار التي شاعت بين الناس.
و ينبغي ان يختم شهر محرم بما قدمناه من خاتمة أمثاله، و نسأل الله تعالى ان لا يخرجنا من حماه عند انفصاله، و هذا الفصل زيادة في هذا الجزء بعد تصنيفه في التاريخ الذي ذكرناه.



الإقبال بالأعمال الحسنة (ط - الحديثة) ؛ ج‏3 ؛ ص98
فصل (3) فيما نذكره في يوم عاشر صفر مما يخصني و يخص ذريتي و انه من أيام سعادتي‏
اعلم ان يوم عاشر صفر سنة ست و خمسين و ستمائة كان يوم حضوري بين يدي ملك الأرض زيدت رحمته و معدلته، و شملتني فيه عنايته و ظفرت فيه بالأمان و الإحسان، و حقنت فيه دماؤنا، و حفظت فيه حرمنا و أطفالنا و نساؤنا، و سلم على أيدينا خلق كثير من الأصدقاء و الأسرة و الاخوان، و دخلوا بطريقنا في الأمان كما أشرنا إليه في أواخر محرم، فهو يوم من أعظم الأعياد.
فيلزمني الشكر فيه و الدعاء على مقتضى رضا سلطان المعاد مدة حياتي بين العباد، و يلزم من يأتي بعدي من الذرية و الأولاد، فإنه يوم كان سبب بقائهم و بقاء من يأتي من أبنائهم و سعادة دار فنائهم و دار بقائهم، فلا يهملوا فضل هذا اليوم و ما يجب فيه، وفقنا الله تعالى و إياهم لمراضيه، و هذا الفصل استدركناه بعد تصنيف الكتاب في التاريخ الذي قدمناه.



الإقبال بالأعمال الحسنة (ط - الحديثة)، ج‏3، ص: 116
فصل (7) فيما نذكره مما يختص باليوم الثالث عشر من شهر ربيع الأول‏
من فضل شملني فيه قبل أن أتوسل «2» ليعلم ذريتي و ذوو مودتي انني كنت قد صمت يوم ثاني عشر ربيع الأول كما ذكرناه من فضله و شرف محله و عزمت على إفطار يوم ثالث عشر، و ذلك في سنة اثنتين و ستين و ستمائة، و قد أمرت بتهيئة الغذاء، فوجدت حديثا في كتاب الملاحم للبطائني عن الصادق عليه السلام يتضمن وجود الرجل من أهل بيت النبوة بعد زوال ملك بني العباس، يحتمل ان يكون «3» الإشارة إلينا و الانعام علينا.
و هذا ما ذكره بلفظه من نسخة عتيقة بخزانة مشهد الكاظم عليه السلام، و هذا ما رويناه و رأينا عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال:
الله أجل و أكرم و أعظم من ان يترك الأرض بلا امام عادل، قال: قلت له: جعلت فداك فأخبرني بما أستريح إليه، قال: يا أبا محمد ليس يرى امة محمد صلى الله عليه‏ و آله فرجا ابدا ما دام لولد بني فلان ملك حتى ينقرض ملكهم، فإذا انقرض ملكهم أتاح الله لامة محمد رجلا «1» منا أهل البيت، يشير بالتقى و يعمل بالهدي و لا يأخذ في حكمه الرشى، و الله اني لا عرفه باسمه و اسم أبيه، ثم يأتينا الغليظ القصرة ذو الخال و الشامتين، القائم العادل الحافظ لما استودع يملأها قسطا و عدلا كما ملأها الفجار جورا و ظلما - ثم ذكر تمام الحديث.
أقول: و من حيث انقرض ملك بني العباس لم أجد و لا أسمع برجل من أهل البيت يشير بالتقي و يعمل بالهدي و لا يأخذ في حكمه الرشا، كما قد تفضل الله به علينا باطنا و ظاهرا، و غلب ظني أو عرفت ان ذلك إشارة إلينا و إنعام، فقلت ما معناه:
يا الله ان كان هذا الرجل المشار إليه أنا فلا تمنعني من صوم هذا يوم ثالث عشر ربيع الأول، على عادتك و رحمتك في المنع مما تريد منعي منه و إطلاقي فيما تريد تمكيني منه، فوجدت إذنا و أمرا بصوم هذا اليوم و قد تضاحى نهاره، فصمته.
و قلت في معناه: يا الله ان كنت انا المشار إليه فلا تمنعني من صلاة الشكر و أدعيتها، فقمت فلم امنع بل وجدت لشي‏ء مأمور فصليتها و دعوت بأدعيتها، و قد رجوت ان يكون الله تعالى برحمته قد شرفني بذكري في الكتب السالفة على لسان الصادق عليه السلام.
فاننا قبل الولاية على العلويين كنا في تلك الصفات مجتهدين، و بعد الولاية على العلويين زدنا في الاجتهاد في هذه الصفات و السيرة فيهم بالتقوى و المشورة بها و العمل معهم بالهدي، و ترك الرشى قديما و حديثا، لا يخفى ذلك على من عرفنا، و لم يتمكن أحد في هذه الدولة القاهرة من العترة الطاهرة، كما تمكنا نحن من صدقاتها المتواترة و استجلاب الأدعية الباهرة و الفرامين المتضمنة لعدلها و رحمتها المتظاهرة.
و قد وعدت ان كل سنة أكون متمكنا على عادتي من عبادتي اعمل فيه ما يهديني الله إليه من الشكر و سعادة دنياي و آخرتي، و كذلك ينبغي ان تعمله ذريتي، فإنهم‏ مشاركون فيما تضمنته كرامتي.
و وجدت بشارتين فيما ذكرته في كتاب البشارات في الملاحم، تصديق ان المراد نحن بهذه المراحم و المكارم.

سید قده خود را مصداق مبسوط الید (به صیغه مفعول) میدانستند.