سال بعدالفهرستسال قبل

هولاكو بن تولي‌قان بن جنكزخان(615 - 663 هـ = 1218 - 1265 م)

هولاكو بن تولي‌قان بن جنكزخان(615 - 663 هـ = 1218 - 1265 م)
شناسنامه حدیث-ملاحم-مغول-چنگیز-هولاکو
إلا أن يعطي الله عبدا فهما في كتابه
کلمات فراء در باره قراءات-وبها كان علي بن أبي طالب يعلم الفتن
شناسنامه حدیث-ملاحم-مغول-چنگیز-هولاکو
شرح حملات مغول از ابن ابی الحدید
ذکر تطبیق سید بن طاوس قده روایت حاکم عدل را بر خودشان
الحروف المقطعة
فهرست علم الجفر

مرگ هلاكوخان شب یکشنبه ۱۹ ربیع‌الثانی ۶۶۳ ه. ق.

۲۷ بهمن ۶۴۳ -  - ۱۲۶۵ م. - - محل مرگ مراغه



دوران ۶۵۱ - ۶۶۳ ه. ق.
۱۲۵۶ - ۱۲۶۵ م.
زادروز ۶۱۵ ه. ق.
۱۲۱۷/۱۲۱۸ م.
مرگ شب یکشنبه ۱۹ ربیع‌الثانی ۶۶۳ ه. ق.
۲۷ بهمن ۶۴۳
۱۲۶۵ م.
محل مرگ مراغه
آرامگاه جزیره شاهی در دریاچه ارومیه یا قلعهٔ تلا در مراغه
پیش از اباقا
پس از وجود نداشت
دودمان ایلخانان


موقف ابن تيمية من الأشاعرة (1/ 96)
(5) كان لهولاكو زوجة مسيحية، وكان لها دور في الصلات بين التتار والنصارى، وقد اشترك عدد كبير من الأرمن والنساطرة في جيش هولاكو لما هاجم بغداد ولم يكونوا أقل قسوة ووحشية من التتار أنفسهم. انظر الحركة الصليبية (2/1060،1067،1075) وما بعدها.

فوات الوفيات (4/ 240)
ملك التتار
هولاكو بن تولي قان (2) بن جنكز خان ملك التتار ومقدمهم؛ كان طاغية من أعظم ملوك التتار، وكان شجاعا مقداما حازما مدبرا ذا همة عالية وسطوة ومهابة وخبرة بالحروب ومحبة في العلوم العقلية من غير أن يتعقل منها شيئا. اجتمع عنده جماعة من فضلاء العالم، وجمع حكماء مملكته وأمرهم أن يرصدوا الكواكب، وكان يطلق الكثير من الأموال والبلاد، وهو على قاعدة الترك في عدم التقيد بدين (3) ، لكن زوجته (4) تنصرت. وكان سعيدا في حروبه، طوف البلاد واستولى على الممالك في أيسر مدة. وفتح بلاد خراسان وفارس وأذربيجان وعراق العجم وعراق العرب والشام والجزيرة والروم وديار بكر، وقتل الخليفة المستعصم وأمراء العراق وصاحب الشام وصاحب ميافارقين.
قال الظهير الكازروني، حكى النجم أحمد بن البواب النقاش نزيل مراغة قال: عزم هولاكو على زواج بنت ملك الكرج فأبت حتى يسلم فقال: عرفوني ما أقول، فعرضوا عليه الشهادتين فأقر بهما، وشهد عليه بذلك خواجا نصير الدين الطوسي وفخر الدين المنجم، فلما بلغها ذلك أجابت، فحضر القاضي فخر الدين الخلاطي وتوكل لها النصير الطوسي، ولهولاكو الفخر المنجم، وعقدوا العقد باسم ماما خاتون بنت الملك داود إيواني على ثلاثين ألف دينار؛ قال ابن البواب: وأنا كتبت الكتاب في ثوب أطلس أبيض.
وتوفي هولاكو بعلة الصرع وأخفوا موته وصبروه وجعلوه في تابوت. وقال: كان ابنه أبغا غائبا فطلبوه المغل وملكوه، وهلك هولاكو وله ستون سنة أو نحوها في سنة أربع وستين وستمائة، وخلف من الأولاد سبعة عشر ولدا سوى البنات، وهم: أبغا وأشموط وتمنين (1) وتكسي (2) وأجاي وتسنتر (3) ومنكوتمر الذي التقى هو والملك المنصور قلاوون على حمص وانهزم جريحا؛ وباكودر وأرغون ونغاي (4) دمر والملك أحمد (5) . وقد جمع صاحب الديوان (6) كتابا في أخبارهم وهو عندي في مجلد.


هلاكو وقازان

هولاکوخان
نخستین ایلخان مغول
HulaguAndDokuzKathun.JPG
هولاکو در کنار ملکه و همسرش دوقوز خاتون
دوران ۶۵۱ - ۶۶۳ ه. ق.
۱۲۵۶ - ۱۲۶۵ م.
زادروز ۶۱۵ ه. ق.
۱۲۱۷/۱۲۱۸ م.
مرگ شب یکشنبه ۱۹ ربیع‌الثانی ۶۶۳ ه. ق.
۲۷ بهمن ۶۴۳
۱۲۶۵ م.
محل مرگ مراغه
آرامگاه جزیره شاهی در دریاچه ارومیه یا قلعهٔ تلا در مراغه
پیش از اباقا
پس از وجود نداشت
دودمان ایلخانان







كشف اليقين في فضائل أمير المومنين ع، ص: 80
. و من ذلك إخباره بعمارة بغداد و ملك بني العباس و ذكر أحوالهم و أخذ المغول الملك منهم رواه والدي رحمه الله تعالى و كان ذلك سبب سلامة أهل الحلة و الكوفة و المشهدين الشريفين من القتل لأنه لما وصل السلطان هولاكو إلى بغداد و قبل أن يفتحها هرب أكثر أهل الحلة إلى البطائح إلا القليل فكان من جملة القليل والدي رحمه الله و السيد مجد الدين بن طاوس و الفقيه ابن أبي العز فأجمع رأيهم على مكاتبة السلطان بأنهم مطيعون داخلون تحت الإيلية و أنفذوا به شخصا أعجميا فأنفذ السلطان إليهم فرمانا مع شخصين أحدهما يقال له تكلم و الآخر يقال له علاء الدين و قال لهما إن كانت قلوبهم كما وردت به كتبهم فيحضرون إلينا فجاء الأميران فخافوا لعدم معرفتهم بما ينتهي الحال إليه.
فقال والدي رحمه الله إن جئت وحدي كفى فقالا نعم فأصعد معهما فلما حضر بين يديه و كان ذلك قبل فتح بغداد و قبل قتل الخليفة قال له كيف أقدمتم على مكاتبتي و الحضور عندي قبل أن تعلموا ما ينتهي إليه أمري و أمر صاحبكم و كيف تأمنون أن صالحني و رحلت عنه فقال له والدي إنما أقدمنا على ذلك لأنا
رُوِّينَا عَنْ إِمَامِنَا عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنَّهُ قَالَ فِي بَعْضِ خُطَبِهِ: الزَّوْرَاءُ وَ مَا أَدْرَاكَ مَا الزَّوْرَاءُ أَرْضٌ ذَاتُ أَثْلٍ يَشْتَدُّ فِيهَا الْبُنْيَانُ وَ يَكْثُرُ فِيهَا السُّكَّانُ وَ يَكُونُ فِيهَا قهازم [قَهَارِمُ‏] وَ خُزَّانٌ يَتَّخِذُهَا وُلْدُ الْعَبَّاسِ مَوْطِناً وَ لِزُخْرُفِهِمْ مَسْكَناًتَكُونُ لَهُمْ دَارُ لَهْوٍ وَ لَعِبٍ يَكُونُ بِهَا الْجَوْرُ الْجَائِرُ وَ الْخَوْفُ الْمَخِيفُ وَ الْأَئِمَّةُ الْفَجَرَةُ وَ الْقُرَّاءُ الْفَسَقَةُ وَ الْوُزَرَاءُ الْخَوَنَةُ يَخْدُمُهُمْ أَبْنَاءُ فَارِسَ وَ الرُّومِ لَا يَأْتَمِرُونَ بِمَعْرُوفٍ إِذَا عَرَفُوهُ وَ لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ إِذَا أَنْكَرُوهُ يَكْتَفِي الرِّجَالُ مِنْهُمْ بِالرِّجَالِ وَ النِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ فَعِنْدَ ذَلِكَ الْغَمُّ الْغَمِيمُ وَ الْبُكَاءُ الطَّوِيلُ وَ الْوَيْلُ وَ الْعَوِيلُ لِأَهْلِ الزَّوْرَاءِ مِنْ سَطَوَاتِ التُّرْكِ وَ مَا هُمْ التُّرْكُ قَوْمٌ صِغَارُ الْحَدَقِ وُجُوهُهُمْ كَالْمَجَانِّ الْمُطْرَقَةِ لِبَاسُهُمُ الْحَدِيدُ جُرْدٌ مُرْدٌ يَقْدُمُهُمْ مَلِكٌ يَأْتِي مِنْ حَيْثُ بَدَا مُلْكُهُمْ جَهْوَرِيُّ الصَّوْتِ قَوِيُّ الصَّوْلَةِ عَالِي الْهِمَّةِ لَا يَمُرُّ بِمَدِينَةٍ إِلَّا فَتَحَهَا وَ لَا تُرْفَعُ لَهُ رَايَةٌ إِلَّا نَكَسَهَا الْوَيْلُ الْوَيْلُ لِمَنْ نَاوَاهُ فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَظْفَرَ فلما وصف لنا ذلك و وجدنا الصفات فيكم رجوناك فقصدناك. فطيب قلوبهم و كتب لهم فرمانا باسم والدي رحمه الله يطيب فيه قلوب أهل الحلة و أعمالها و الأخبار الواردة في ذلك كثيرة





نهج الحق و كشف الصدق، ص: 243
«4». و أخبر بعمارة بغداد «5». و ملك بني عباس و أحوالهم. و أخذ المغول الملك منهم «6».
__________________________________________________
(1) منتخب كنز العمال ج 5 ص 454، و البداية و النهاية ج 6 ص 237، و شرح نهج البلاغة ج 1 ص 209، و ابن منظور في لسان العرب.
(2) شرح النهج ج 1 ص 208، و مقاتل الطالبيين ص 71
(3) شرح النهج ج 2 ص 508 و أرجح المطالب ص 282، و مناقب المرتضوي ص 251
(4) شرح النهج ج 2 ص 508 و ينابيع المودة ص 216 و دلائل النبوة ص 509، و ذخائر العقبى ص 97، و نور الأبصار ص 117
(5) مناقب آل أبي طالب لابن شهر اشوب، كما في بحار الأنوار ج 41 ص 125
(6) شرح النهج ج 2 ص 125 و 241، و تهذيب التهذيب ج 7 ص 358
نهج الحق و كشف الصدق، ص: 244
و بواسطة هذا الخبر سلمت الحلة و الكوفة و المشهدان من القتل في وقعة هلاكو لأنه لما ورد بغداد كاتبه والدي و السيد بن طاوس و الفقيه ابن أبي المعز و سألوا الأمان قبل فتح بغداد فطلبهم فخافوا فمضى والدي إليه خاصة فقال كيف أقدمت قبل الظفر فقال له والدي‏
لِأَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع أَخْبَرَ بِكَ وَ قَالَ: إِنَّهُ يَرِدُ التُّرْكُ عَلَى الْأَخِيرِ مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ يَقْدَمُهُمْ مَلِكٌ يَأْتِي مِنْ حَيْثُ بَدَأَ مُلْكُهُمْ جَهْوَرِيُّ الصَّوْتِ لَا يَمُرُّ بِمَدِينَةٍ إِلَّا فَتَحَهَا وَ لَا تُرْفَعُ لَهُ رَايَةٌ إِلَّا نَكَّسَهَا الْوَيْلُ الْوَيْلُ لِمَنْ نَاوَاهُ فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَظْفَرَ
. و الأخبار بذلك كثيرة




إثبات الهداة، ج‏3، ص: 525
الفصل الثامن و الثلاثون‏
330- و قال العلامة الحسن بن يوسف بن المطهر في كتاب نهج الحق و كشف الصدق: الإخبار بالغيب قد وقع من علي بن أبي طالب عليه السّلام في عدة مواطن، ثم ذكر منها الإخبار بقتل عمر بن سعد الحسين عليه السّلام، و قتل ذي الثدية من الخوارج، و عدم عبور الخوارج النهر، و قتل نفسه، و قطع يدي جويرية بن مسهر و صلبه، و بصلب ميثم التمار و بقطع يدي رشيد الهجري، و رجليه، و صلبه، و قتل قنبر، و بأفعال الحجاج و بخروج خالد بن عرفطة، و أن حبيب بن حماد صاحب رايته، و أن البراء بن عازب لا ينصر الحسين و بقتل الحسين و أصحابه بكربلاء «2».
ثم قال العلامة: و أخبر عليه السّلام بعمارة بغداد، و ملك بني العباس و أحوالهم، و أخذ المغول الملك منهم، و بواسطة هذا الخبر سلمت الحلة و الكوفة و المشهدان من القتل في وقعة هلاكو، لأنه لما ورد بغداد، كاتبه والدي، و السيد ابن طاوس و الفقيه ابن أبي العز، و سألوا الأمان قبل فتح بغداد فطلبهم، فخافوا فمضى والدي إليه خاصة، فقال له: كيف أقدمت على المكاتبة قبل الظفر؟ قال: لأن أمير المؤمنين عليه السّلام أخبر بك و قال: إن الترك ترد على الأخير من بني العباس يقدمهم ملك يأتي من حيث بدأ ملكهم، جهوري الصوت لا يمر بمدينة إلا فتحها، و لا ترفع له راية إلا نكسها، الويل الويل لمن ناوأه، فلا يزال كذلك حتى يظفر، قال:
و الأخبار في ذلك كثيرة.





إثبات الهداة، ج‏3، ص: 529
الفصل الثالث و الأربعون‏
و روى العلامة الحسن بن يوسف بن المطهر في كتاب كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام جملة من المعجزات السابقة، و الإخبار بالمغيبات، و روى أيضا فيه إخباره بعمارة بغداد، كما رواها في نهج الحق، و قد تقدمت، لكني أذكر هذه الرواية أيضا لما فيها من الزيادات، فإنه قال:
349- و من ذلك إخباره بعمارة بغداد و ملك بني العباس، و ذكر أحوالهم، و أخذ المغول الملك منهم، رواه والدي (ره)، و كان ذلك سبب سلامة أهل الحلة و الكوفة، و المشهدين الشريفين من القتل، لأنه لما وصل السلطان هلاكو إلى بغداد قبل أن يفتحها، هرب أكثر أهل الحلة إلى البطائح إلا القليل، فكان من جملة القليل، والدي و السيد رضيّ الدين بن طاوس، و الفقيه ابن أبي العز، فأجمع رأيهم على مكاتبة السلطان بأنهم مطيعون، و أنفذوا به شخصا أعجميا، فأنفذ السلطان إليهم فرمانا مع شخصين، فقال لهم: إن كانت قلوبهم كما وردت به كتبهم يحضرون إلينا، فجاء الأميران فخافوا فقال والدي: إن جئت أنا كفى؟ قالا: نعم، فاصعد معهما فلما حضر بين يديه و ذلك قبل فتح بغداد، و قبل قتل الخليفة، قال: كيف أقدمتم على مكاتبتي قبل أن تعلموا بما ينتهي إليه أمري، و أمر صاحبكم، و كيف تأمنون إن صالحني و رجعت عنه؟ فقال والدي: إنما أقدمنا على ذلك لأنا روينا عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام أنه قال في خطبته: الزوراء و ما أدراك ما الزوراء أرض ذات أثل يشيد فيها البنيان، و تكثر فيها السكان، و يكون فيها محارم و خزان، يتخذها ولد العباس موطنا، و لزخرفهم مسكنا، تكون لهم دار لهو و لعب، يكون بها الجور الجائر و الخوف المخيف، و الأئمة العجزة، و القواد الفسقة، و الوزراء الخونة! تخدمهم أبناء فارس و الروم، لا يأمرون بمعروف إذا عرفوه، و لا ينهون عن منكر إذا نكروه و تكتفي الرجال منهم بالرجال و النساء بالنساء فعند ذلك الغم الغميم، و البكاء الطويل و الويل و العويل لأهل الزوراء من سطوات الترك و ما هم الترك؟ قوم صغار الحدق، وجوههم كالمجان المطرقة، لباسهم الحديد، جرد مرد، يقدمهم ملك يأتي من حيث بدأ ملكهم جهوري الصوت، قوي الصولة، عالي الهمة، لا يمرّ بمدينة إلا فتحها، و لا ترفع له راية إلا نكسها، الويل الويل لمن ناوأه، فلا يزال كذلك حتى يظفر، فلما وصف لنا ذلك، و وجدنا الصفات فيكم، رجوناك فقصدناك، فطيب قلوبهم، و كتب لهم فرمانا باسم والدي (ره) يطيب فيه قلوب أهل الحلة و أعمالها «1».
__________________________________________________
(1) كشف اليقين: ص 81.
إثبات الهداة، ج‏3، ص: 530
و روى في كتاب منهاج الكرامة جملة من المعجزات السابقة.







منهاج السنة النبوية (8/ 134)
وأخبر بملك بني العباس، وأخذ الترك الملك منهم، فقال: ملك بني العباس يسير (2) لا عسر فيه، لو اجتمع عليهم الترك والديلم والهند (3) والبربر والطيلسان على أن يزيلوا ملكهم ما قدروا أن يزيلوه، حتى يشذ عنهم (4) مواليهم وأرباب دولتهم، ويسلط (5) . عليهم ملك من الترك يأتي عليهم من حيث بدأ (6) . ملكهم، لا يمر بمدينة إلا فتحها، ولا يرفع له راية إلا نكسها، الويل ثم (7) الويل لمن ناوأه، فلا يزال كذلك حتى يظفر بهم (8) ، ثم يدفع ظفره إلى رجل من عترتي، يقول بالحق ويعمل به (9) .، ألا وإن الأمر (10) كذلك ; حيث ظهر هولاكو من ناحية (11) . خراسان.
ومنه ابتدأ (1) ملك بني العباس حتى بايع لهم (2) . أبو مسلم الخراساني ". (3) .






منهاج الكرامة في معرفة الإمامة (168)
الخامس:
إخباره بالغائب والكائن قبل كونه.
فأخبر بأن طلحة والزبير لما استأذناه في الخروج إلى العمرة: " لا والله ما يريدان العمرة وأخبر بقتل ذي الثدية، وكان كذلك(4) وأخبره شخص بعبور القوم في قضية النهروان، فقال " لم يعبروا " ثم أخبره آخر بذلك، فقال: " لم يعبروه، وإنه - الله - لمصرعهم " فكان كذلك(5) وأخبر بقتل نفسه الشريفة(6)، وأخبر جويرية بن مسهر بأن اللعين يقطع يديه ورجليه ويصلبه، ففعل به معاوية ذلك(7)، وأخبر ميثم التمار بأنه يصلب على باب عمرو بن حريث عاشر عشرة، وهو أقصرهم خشبة، وأراه النخلة التي يصلب عليها.
فوقع كذلك(8).
وأخبر رشيد الهجري بقطع يديه ورجليه وصلبه وقطع لسانه، فوقع(9)، وأخبر كميل بن زياد بأن الحجاج يقتله، فوقع(10)، وإن قنبرا يذبحه الحجاج، فوقع(11) وقال للبراء بن عازب: " إن ابني الحسين يقتل ولا تنصره " فكان كما قال وأخبر بموضع قتله(1).
وأخبر بملك بني العباس وأخذ الترك الملك منهم، فقال: " ملك بني العباس يسر لا عسر فيه، لو اجتمع عليهم الترك والديلم والسند والهند والبربر والطيلسان على أن يزيلوا ملكهم لما قدروا أن يزيلوه، حتى يشد عنهم مواليهم وأرباب دولتهم، ويسلط عليهم ملك من الترك يأتي عليهم من حيث بدأ ملكهم، لا يمر بمدينة إلا فتحها، ولا ترفع له راية إلا نكسها، الويل الويل لمن ناواه، فلا يزال كذلك حتى يظفر، ثم يدفع بظفره إلى رجل من عترتي يقول بالحق ويعمل به " وكان الأمر كذلك حيث ظهر هولاكو من ناحية خراسان، ومنه ابتدأ ملك بني العباس، حيث بايع لهم أبو مسلم الخراساني.
السادس: أنه كان مستجاب الدعاء.
____________
(1) الإرشاد: 166، وإعلام الوري: 169 - 170.
(2) ما بين القوسين سقط من " ش 1 ".
(3) الإرشاد للمفيد: 166 - 167، وإعلام الورى: 170.
(4) الإرشاد: 167، وإعلام الورى: 170.
(5) الإرشاد: 167 - 168، وإعلام الورى: 171، ومناقب ابن شهرآشوب 2: 268 - 269.
(6) الإرشاد: 168، وتذكرة الخواص: 172 - 175، والفصول المهمة لابن الصباغ: 131، ومناقب ابن شهرآشوب 3: 310 - 311.
(7) الإرشاد: 170، وإعلام الورى: 172، وشرح النهج 1: 209، في إخباره بالمغيبات.
(8) الإرشاد للمفيد: 170، وإعلام الورى: 172 - 173، وشرح النهج 1: 210.
(9) الإرشاد للمفيد: 171 - 172، وإعلام الورى: 174، ومناقب ابن شهرآشوب 2: 269.
(10) الإرشاد للمفيد: 172 - 173، ومناقب ابن شهرآشوب 2: 271 - 272.
(11) الارشاد للمفيد: 173، ومناقب ابن شهرآشوب 2: 271 - 272.
____________
(1) الإرشاد للمفيد: 174، وإعلام الورى: 175، ومناقب ابن شهرآشوب 2: 270.









نكت النهاية؛ ج‌1، ص: 101
نكت النهاية، ج‌1، ص: 101‌
دور الحلة في الحد من هجوم التتار:
كان سقوط بغداد أمرا حتميا لا مفر منه و كان رجال المسلمين في العراق ينظرون الى هذه الحقيقة المأساوية بأسى و أسف بالغين، فلم يكن للخليفة العباسي المستعصم قدرة على صد الهجوم و إحباطه، و لم يكن لديه استعداد على امتصاص ضراوة التتار ببعض الهدايا و التنازلات، كما اقترح عليه وزيره مؤيد الدين بن العلقمي، و بقيت بغداد بين ضعف الخليفة العباسي و غروره و اعتداده بنفسه مهددة بالخطر الحقيقي من قبل هولاكو، و ظل المسلمون ينظرون الى هذا الخطر المقبل على قلب العالم الإسلامي بجزع.
و تمت محاصرة بغداد من قبل التتار فكان لا بد من عمل سريع من قبل رجال المسلمين بعد عجز الخليفة عن درء الخطر عن نفسه و عن مركز سلطانه بغداد للحد من الخسائر و تقليلها مهما أمكن، و إنقاذ ما يمكن إنقاذه من دماء المسلمين و أعراضهم و أموالهم و تراثهم و أفكارهم من الغزو المغولي الذي يطوق بغداد.
و كانت مدينة الحلة يومذاك من أهم المراكز العلمية في العراق، و كانت هذه المدينة مركزا معروفا للشيعة يسكنها في أوان هذه المحنة علماء بارزون من الشيعة من أمثال المحقق الحلي و الإمام سديد الدين يوسف بن علي بن مطهر- والد العلامة- و الامام رضي الدين بن طاوس و السيد مجد الدين محمد بن الحسن بن طاوس و الفقيه ابن أبي العز، و غيرهم من رجال الشيعة و زعمائها و أصحاب الشأن منهم.


نكت النهاية، ج‌1، ص: 102‌
فأدرك هؤلاء ضرورة التحرك السريع لدرء الخطر المقبل، و امتصاص ضراوة التتار و نقمتهم، و العمل على دفع هجوم التتار من سائر بقاع العراق، و لا سيما المراكز الدينية منها.
و كان الناس من بعد ما سمعوا فروا من المدينة إلى المناطق النائية ليسلموا بأنفسهم و ما يمكن نقله من أموالهم.
فاستقر رأي علماء الشيعة و علماؤها في الحلة على أن يكتبوا إلى هولاكو كتابا يطلبون منه الأمان للحلة و ما والاها من المناطق.
الوفد الأول:
يقول العلامة الحلي- رحمه الله- في كتابه «كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين»:
لما وصل السلطان هولاكو إلى بغداد قبل أن يفتحها هرب أكثر الحلة إلى البطائح إلا القليل، فكان من جملة القليل والدي- رحمه الله- و السيد مجد الدين بن طاوس و الفقيه ابن ابي العرفاء، اجتمع رأيهم على مكاتبة السلطان بأنهم مطيعون داخلون تحت الإيلية، و أنفذوا به شخصا أعجميا، فأنفذ السلطان إليهم فرمانا مع شخصين أحدهما يقال له: نكلة، و الآخر يقال له: علاء الدين، و قال لهما: قولا لهم: إن كانت قلوبكم كما وردت به كتبكم تحضرون إلينا، فجاء الأميران فخافوا لعدم معرفتهم بما ينتهي الحال إليه. فقال والدي- رحمه الله-: إن جئت وحد? ك‍ في؟ فقالا: نعم، فاصعد معهما.
فلما حضر بين يديه و كان ذلك قبل فتح بغداد و قبل قتل الخليفة قال له: كيف قدمتم على مكاتبتي و الحضور عندي قبل أن تعلموا بما ينتهي اليه أمري و أمر صاحبكم؟ و كيف تأمنون أن يصالحني و رحلت عنه؟ فقال والدي: انما أقدمنا على ذلك لأنا روينا عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال في خطبته:
الزوراء، و ما أدراك ما الزوراء، أرض ذات أثل يشيد فيها البنيان، و تكثر فيها‌


نكت النهاية، ج‌1، ص: 103‌
السكان، و يكون فيها مهادم و خزان، يتخذها ولد العباس موطنا، و لزخرفهم مسكنا، تكون لهم دار لهو و لعب، يكون بها الجور و الجائر و الخوف المخيف و الأئمة الفجرة و الأمراء الفسقة و الوزراء الخونة، تخدمهم أبناء فارس و الروم، لا يأمرون بمعروف إذا عرفوه، و لا يتناهون عن منكر إذ أنكروه، تكتفي الرجال منهم بالرجال و النساء بالنساء، فعند ذلك الغم العميم و البكاء الطويل و الويل و العويل لأهل الزوراء من سطوات الترك، و هم قوم صغار الحدق، وجوههم كالمجال المطوقة، لباسهم الحديد، جرد مرد، يقدمهم ملك يأتي من حيث بدا ملكهم، جهور? الصوت، قوي الصولة، عالي الهمة، لا يمر بمدينة إلا فتحها، و لا ترفع عليه رأيه إلا يكشفها، الويل الويل لمن ناواه، فلا يزال كذلك حتى يظفر.
فلما وصف لنا ذلك و وجدنا الصفات فيكم رجوناك فقصدناك، فطيب قلوبهم، و كتب لهم فرمانا لهم باسم والدي- رحمه الله- يطيب فيه قلوب أهل الحلة و أعمالها «1».
الوفد الثاني:
و هناك رواية أخرى بشأن الوفد الذي التقى هولاكو من مدينة الحلة، و بناء على هذه الرواية يتكون الوفد من جمع من وجهاء العلويين بصحبة السيد مجد الدين ابن طاوس الذي ألف فيما بعد كتاب «البشارة» و أهداه إلى السلطان المغولي درء لشره و أذاه عن المسلمين. و هذه الرواية يرويها المؤرخ المعروف بن الفوطي في «الحوادث الجامعة».
و لما كانت الرواية الاولى من رواية العلامة الحلي و هو شاهد و حاضر في هذه القصة، و كان الأمر يتعلق بوالده الامام سديد الدين بن المطهر، و ليس لدينا من سبب للتشكيك في إسناد كتاب «كشف اليقين» إلى العلامة الحلي و الكتاب‌
______________________________
(1) روضات الجنات: 8- 200 و 201.


نكت النهاية، ج‌1، ص: 104‌
مطبوع أكثر من مرة، و يذكره العلامة في كتابه «نهج الحق» و توجد منه نسخ مخطوطة متعددة «1» كما توجد منه طبعات متعددة، و عليه فلا سبيل للتشكيك في هذه الرواية.
كما لا سبيل للتشكيك في رواية ابن الفوطي، فإن الشيخ كمال الدين عبد الرزاق ابن الفوطي عاصر هذه الكارثة (646- 700 ه‍) و هو راوية ثقة و ليس من سبيل للتشكيك في صحة روايته. و عليه فنحن نتصور أن الحلة أوفدت الى هولاكو وفدين، و ليس وفدا واحدا: الوفد الأول برئاسة الامام سديد الدين بن المطهر والد العلامة- رحمهما الله- (أو الإمام سديد الدين وحده كما يظهر من رواية العلامة). و الوفد الثاني برئاسة السيد مجد الدين بن طاوس صاحب كتاب «البشارة».
و كان الوفد الثاني وفدا كبيرا يتكون من جمع من وجهاء العلويين، يترأسهم السيد مجد الدين بن طاوس، و يبدو أن هذا الوفد التقى هولاكو بعد أن اطمأنوا الى هولاكو، و مهما يكن من أمر فسوف نستعرض قصة الوفد الثاني برواية ابن الفوطي.
يروي ابن الفوطي أنه في سنة ست و خمسين و ستمائة سار السلطان هولاكو خان من بلاده نحو بغداد، و كان أهالي الحلة و الكوفة قد انتزحوا الى البطائح بأولادهم و ما قدروا عليهم من أموالهم، و حضر أكابر من العلويين و الفقهاء مع مجد الدين بن طاوس العلوي إلى حضرة السلطان و سألوه حقن دماءهم، فأجاب سؤالهم و عين لهم شحنة، فعادوا الى بلادهم، و أرسلوا الى من في البطائح من الناس يعرفونهم ذلك، فحضروا بأهليهم و أموالهم و جمعوا مالا عظيما و حملوه الى السلطان «2».
و يقول النسابة الشهير السيد جمال الدين أحمد بن علي بن الحسين المعروف بابن عنبة المتوفى سنة 828 في ترجمة مجد الدين بن طاوس: خرج الى السلطان هولاكو خان‌
______________________________
(1) الذريعة الى تصانيف الشيعة: 18- 69.
(2) الحوادث الجامعة لابن الفوطي: ص 223.


نكت النهاية، ج‌1، ص: 105‌
و صنف له كتاب «البشارة» و سلم الحلة و النيل و المشهدين الشريفين من القتل و النهب، ورد اليه حكم النقابة بالبلاد الفراتية، فحكم في ذلك قليلا ثمَّ مات [1].
الوفد الثالث:
و هناك وفد ثالث أعظم منهما ترأسه الإمام الزاهد رضي الدين بن طاوس- رحمه الله- و قد صحبه في هذا الوفد نحو ألف من الناس. و يظهر من الرواية أن السيد رضي الدين التقى هولاكو هنا المرة برغبة من هولاكو نفسه، و قد أولاه هولاكو في هذه المقابلة نقابة العلويين، و لنذكر الحديث برواية رضي الدين بن طاوس- رحمه الله- نفسه في كتابه الكبير «الإقبال»: فصل فيما نذكره عن يوم الثامن و العشرين من محرم، و كان يوم الاثنين سنة ست و خمسين و ستمائة فتح ملك الأرض بغداد، و كنت مقيما بها في داري بالمقيدية، و بتنا في ليلة هائلة من المخاوف?الدنيوية، فسلمنا الله جل جلاله من تلك الأهوال، و لم نزل في حمى السلامة الإلهية و تصديق ما عرفناه من الوعود النبوية. الى أن استدعاني ملك الأرض إلى دركاته في صفر و ولاني على العلويين و العلماء و الزهاد، و صحبت معي نحو ألف نفس و معنا من جانبه من حمانا، إلى أن وصلت الحلة ظافرين بالآمال، و قد قررت مع نفسي أنني أصلي في كل يوم من مثل اليوم المذكور ركعتي الشكر للسلامة من ذلك المحذور «1».
و مهما كان من أمر فقد نجحت خطة علماء الشيعة في الحد من غزو التتار، و إيقاف الهجوم المغولي عند سقوط بغداد، و إنقاذ ما أمكن إنقاذه من دماء المسلمين و أعراضهم و تراثهم و أموالهم. و لو كان يقدر للجيش المغولي أن يعمل في الإبادة‌
______________________________
[1] عمدة الطالب: ص 190 و 191 و أشار عمر رضا كحاله في معجم المؤلفين: 9- 224 الى كتاب «البشارة» الذي أهداه السيد مجد الدين الى هولاكو.
______________________________
(1) الإقبال للسيد ابن طاوس: ص 586.


نكت النهاية، ج‌1، ص: 106‌
و التخريب و النهب و الحرق في سائر مناطق العراق ما صنعه ببغداد لكانت أبعاد الكارثة أعظم مما حصل بكثير، و مما يؤسف له أن الذين أرخوا هذه الفترة لم يعرفوا قيمة الدور الذي نهض به علماء الشيعة في هذه الكارثة من درء الخطر عن وسط و جنوب العراق.
و لا نعدم من المؤرخين من حاول أن يفسر تحرك علماء الشيعة في هذه الفترة بهذا الاتجاه تفسيرا سلبيا مغاليا في السلبية مفرطا في سوء الظن، و ليس يعنينا من أمر هؤلاء شي‌ء، فإن أمثال هؤلاء كثير من الذين يحاولون أن يعكروا الماء ليصيدوا في الماء العكر.
و لكن الحقيقة من وراء هذا أو ذاك أن علماء الشيعة حدوا كثيرا من ضراوة هذا الغزو و أنقذوا الكثير مما كان لا يمكن إنقاذه لو لا هذا التحرك السياسي، فقد استطاع المحقق نصير الدين الطوسي- رحمه الله- مثلا من إنقاذ الكثير من المدن العراقية من الغزو المغولي، كما استطاع أن ينقذ الكثير من علماء بغداد و مدارسها و مكتباتها، و قد سلم بفضل هذا العالم الجليل الكثير من التراث و الكتب و المكتبات من سقوط بغداد.
يقول محمد شاكر الكشي في «فوات الوفيات» في ترجمة نصير الدين الطوسي: كان رأسا في علم الأوائل و لا سيما في الإرصاد و المجسطي فإنه فاق الكبار و قرأ على المعين سالم بن بدران المعتزلي الرافضي و غيره، و كان ذا حرمة وافرة و منزلة عالية عند هولاكو، و كان يطيعه فيما يشير به عليه، و الأموال في تصريفه و ابتنى بمراغة قبة، و رصدا عظيما شرع في تأسيسه سنة 657، و جعل في الرصد دارا واسعة و استنبط آلات عديدة شريفة للارصاد، و اتخذ في ذلك خزانة عظيمة فسيحة الإرجاء و ملأها من الكتب التي نهبت من بغداد و الشام و الجزيرة حتى تجمع ?يها زيادة على أربعمائة ألف مجلد «1».
______________________________
(1) تعليقة السيد محمد صادق بحر العلوم على اللؤلؤة: ص 245 و 246 نقلا عن «فوات الوفيات».


نكت النهاية، ج‌1، ص: 107‌
مدرسة الحلة:
كان واحدا من أبرز نتائج الخطة التي رسمها علماء الشيعة لمواجهة الغزو المغولي أن المغول لم يتمكنوا من القضاء على العلم في بغداد.
فقد كانت بغداد أعظم مراكز العلم في العالم الإسلامي على الإطلاق، و لو كان التخريب الذي أصاب سائر مرافق الحياة في بغداد كان يصيب مراكز العلم في بغداد لعظمت محنة المسلمين في هذه الكارثة أضعافا مضاعفة.
و لكن الذي حدث أن الحلة استطاعت أن تكسب أمان السلطان المغولي، و استطاع علماء الشيعة أن ينقلوا ما تبقى من مراكز العلم و الكتب و العلماء في بغداد إلى الحلة، و كان للمحقق نصير الدين الطوسي- رحمه الله- الذي احتبسه السلطان لنفسه و الذي كان يحظى باحترام كبير من قبل هولاكو الدور الكبير في إنقاذ ما أمكن إنقاذه من العلماء و المكتبات في بغداد.
و قد أصبحت الحلة منذ هذا التاريخ مركزا علميا من كبريات مراكز العلم في العالم الإسلامي، و ازدهرت هذه المدينة بالفقهاء و المحدثين و المفسرين و الحكماء
________________________________________
حلّى، محقق، نجم الدين، جعفر بن حسن، نكت النهاية، 3 جلد، دفتر انتشارات اسلامى وابسته به جامعه مدرسين حوزه علميه قم، قم - ايران، اول، 1412 ه‍ ق









تعليقات نقض، ج‏2، ص: 632
نويسنده: مير جلال الدين محدث ارموى‏
و نيز قاضى در مجلس اول از مجالس المؤمنين درباره «حله» گفته (ص 56 ج 1 چاپ اسلاميّه):
«حلّه- صاحب معجم گويد كه آن بكسر حا و تشديد لام بمعنى قومى است كه جايى نزول نمايند و در ايشان كثرتى باشد، و حلّه نام چند موضع است و مشهورترين آنها حلّه بنى مزيد است، و آن شهرى بزرگست ميان كوفه و بغداد كه در اصل آن موضع را جامعين ميگفتند و اوّل كسى كه آنجا عمارت كرد و در آنجا نزول نمود امير سيف الدولة صدقة بن منصور بن مزيد اسدى بود، و منازل پدران او پيش از آن در حوالى نيل فرات بود و چون در ايّامى كه ملوك سلجوقى بمدافعه همديگر اشتغال داشتند او را مال و سپاه و ترقيّات بهم رسيد در محرّم سنه خمس و تسعين و أربعمائة بجامعين آمد، آنجا را كه بيشه‏اى پر از سباع بود مضرب خيام اقبال فرمود، باندك روزى عمارت آن نموده از نفايس بلاد عراق شد و شعرا را در مدح حلّه اشعار بسيار است و تشيّع اهل حلّه حاجت باقامت ادّله ندارد و بسيارى از متأخّرين و فضلا و مجتهدين اماميّه از آنجااند و در تضاعيف اين كتاب شطرى از احوال ايشان مذكور خواهد شد انشاء اللّه تعالى».
از جمله امورى كه بر تشيّع اهل حلّه ميتواند أماره بلكه دليل باشد امريست كه هنگام محاصره بغداد بوسيله حمله مغول اتّفاق افتاده و آن چنين است:
صاحب و صاف در اوايل كتاب ضمن شرح قضايائى كه در اثناى محاصره بغداد روى داده چنين گفته است (ص 36 چاپ هند):
«و درين مساق مجد الدين محمّد بن الحسن بن طاووس الحلّي، و سديد الدين يوسف بن المطهّر، و شمس الدين محمّد بن الغر در صحبت رسولى مكتوبى بحضرت هلاكو خان فرستادند منبى‏ء از آنكه ما منقاد و ايليم و هكذا عيل الينا وايل علينا چه از اخبار اجداد خويش ائمّه اثنا عشر سيّما امير المؤمنين النجد القمقام، الباسل المقدام، المخصوص بدعاء «وال من والاه و عاد من عاداه» البطين الأنزع، الفصيح المصقع، ساحب ذيل الفخار صاحب ذي الفقار، المتصدّي لبثّ المكارم و الصلات،
تعليقات نقض، ج‏2، ص: 633
المتصدّق بخاتمه في الصلوة، قطب مدار الشجاعة و الحلم، باب مدينة العلم، الواسع العطا، الشاسع الخطى، أحذق من القطا، القائل: لو كشف الغطا، اسد اللّه الغالب علىّ ابن أبي طالب چنين يافته‏ايم كه شما مالك اين بلاد شويد و والى آن مقبوض قبضه اقتدار و مغلوب حكمه استكبار گردد.
و بدين اخبار اين كلمات خواسته‏اند از قول مرتضى عليه السلام:
اذا جاءت العصابة الّتي لا خلاق لها لتخربنّ و اللّه يا امّ الظّلمة و مسكن الجبابرة و امّ البلايا ويل لك يا بغداد و لدورك العامرة الّتي لها أجنحة كأجنحة الطواويس تماثين كما يماث الملح في الماء يأتي بنو قنطرة و مقدّمهم جهوريّ الصوت لهم وجوه كالمجانّ المطرّقة، و خراطيم كخراطيم الفيلة، لم يصل ببلدة الّا فتحها و لا براية الّا نكسها.
هلاكو خان مبتهج و بشّاش ميگردد و بسيورغاميشى و احضار ايشان يرليغ ميدهد و تكله و علاء الدين العجمى را براه شحنگى آنجا ميفرستد و بدين واسطه اهل حلّه حلّه سلامت پوشيدند و جام خلّت طاووسى نوشيدند».
نگارنده گويد: از اين عبارت ابن الأثير در ترجمه صدقه كه گذشت: «و اسر ابنه دبيس بن صدقة» و از اين عبارت ديگرش «فأطلق السلطان ابنها [اى ابن زوجة صدقة] دبيسا» و از اين عبارتش: «و استحلف ابنها دبيسا» معلوم شد كه دبيس پسر صدقه است و بعد از وى قائم مقام پدر بوده است قاضى نور اللّه (ره) در مجالس بعد از ذكر ترجمه صدقه گفته است:
«دبيس بن صدقه ملقّب بنور الدوله قائم مقام پدر شد، قاضى ابن خلّكان گفته كه او جوانى جواد كريم بود و از علم ادب و شعر نصيبى تمام داشت (تا آخر ترجمه او)».
اما «مهلهل» مذكور در دنبال اسم صدقه و دبيس را بطور تحقيق نميدانم كه از اين خاندان است يا نه ليكن از قضاياى تاريخى مهمّ مذكور در كتب سير و حوادث برمى‏آيد كه وى نيز يا از اين خاندان بوده، يا در شخصيّت و فرماندهى و امارت تالى و همرديف ايشان بوده است اينك ببرخى از موارد ذكر نام او در سوانح‏
تعليقات نقض، ج‏2، ص: 634
و حوادث آن ايّام كه در تواريخ معتبره مذكور است اشاره ميكنم.
ابن الاثير در «الكامل» (ج 10 ص 423 چاپ اروپ

شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد، ج‏8، ص: 218
فصل في ذكر جنكزخان و فتنة التتر
و اعلم أن هذا الغيب الذي أخبر ع عنه قد رأيناه نحن عيانا و وقع في زماننا و كان الناس ينتظرونه من أول الإسلام حتى ساقه القضاء و القدر إلى عصرنا و هم التتار الذين خرجوا من أقاصي المشرق حتى وردت خيلهم العراق و الشام و فعلوا بملوك الخطا و قفجاق و ببلاد ما وراء النهر و بخراسان و ما والاها من بلاد العجم ما لم تحتو التواريخ منذ خلق الله آدم إلى عصرنا هذا على مثله فإن بابك الخرمي لم تكن نكايته و إن طالت مدته نحو عشرين سنة إلا في إقليم واحد و هو أذربيجان و هؤلاء دوخوا المشرق كله و تعدت نكايتهم إلى بلاد أرمينية و إلى الشام و وردت خيلهم إلى العراق و بخت‏نصر الذي قتل اليهود إنما أخرب بيت المقدس و قتل من كان بالشام من بني إسرائيل و أي نسبة بين من كان بالبيت المقدس من بني إسرائيل إلى البلاد و الأمصار التي أخربها هؤلاء و إلى الناس الذين قتلوهم من المسلمين و غيرهم‏
شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد، ج‏8، ص: 219
و نحن نذكر طرفا من أخبارهم و ابتداء ظهورهم على سبيل الاختصار فنقول إنا على كثرة اشتغالنا بالتواريخ و بالكتب المتضمنة أصناف الأمم لم نجد ذكر هذه الأمة أصلا و لكنا وجدنا ذكر أصناف الترك من القفجاق و اليمك و البرلو و التفريه و اليتبه و الروس و الخطا و القرغز و التركمان و لم يمر بنا في كتاب ذكر هذه الأمة سوى كتاب واحد و هو كتاب مروج الذهب للمسعودي فإنه ذكرهم هكذا بهذا اللفظ التتر و الناس اليوم يقولون التتار بألف و هذه الأمة كانت في أقاصي بلاد المشرق في جبال طمغاج من حدود الصين و بينهم و بين بلاد الإسلام التي ما وراء النهر ما يزيد على مسير ستة أشهر و قد كان خوارزمشاه و هو محمد بن تكش استولى على بلاد ما وراء النهر و قتل ملوكها من الخطا الذين كانوا ببخارى و سمرقند و بلاد تركستان نحو كاشغر و بلاساغون‏

البداية والنهاية - (13 / 187)

خلافة المستعصم بالله أمير المؤمنين وهو آخر خلفاء بني العباس ببغداد، وهو الخليفة الشهيد الذي قتله التتار بأمر هلاكو بن تولى ملك التتار بن جنكيزخان لعنهم الله، في سنة ست وخمسين وستمائة كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى،

البداية والنهاية - (13 / 233)

ثم دخلت سنة ست وخمسين وستمائة فيها أخذت التتار بغداد وقتلوا أكثر أهلها حتى الخليفة، وانقضت دولة بني العباس منها.

استهلت هذه السنة وجنود التتار قد نازلت بغداد صحبة الاميرين اللذين على مقدمة عساكر سلطان التتار، هولاكو خان، وجاءت إليهم أمداد صاحب الموصل يساعدونهم على البغاددة وميرته وهداياه وتحفه، وكل ذلك خوفا على نفسه من التتار، ومصانعة لهم قبحهم الله تعالى، وقد سترت بغداد ونصبت فيها المجانيق والعرادات وغيرها من آلات الممانعة التي لا ترد من قدر الله سبحانه وتعالى شيئا، كما ورد في الاثر " لن يغني حذر عن قدر " وكما قال تعالى (إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر) [نوح: 4] وقال تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوء فلا مرد له وما لهم من دونه من وال) [الرعد: 11] وأحاطت التتار بدار الخلافة يرشقونها بالنبال من كل جانب حتى أصيبت جارية كانت تلعب بين يدي الخليفة وتضحكه، وكانت من جملة حظاياه، وكانت مولدة تسمى عرفة، جاءها سهم من بعض الشبابيك فقتلها وهي ترقص بين يدي الخليفة، فانزعج الخليفة من ذلك وفزع فزعا شديدا، وأحضر السهم الذي أصابها بين يديه فإذا عليه مكتوب إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره أذهب من ذوي العقول عقولهم، فأمر الخليفة عند ذلك بزيادة الاحتراز، وكثرت الستائر على دار الخلافة - وكان قدوم هلاكو خان بجنوده كلها، وكانوا نحو مائتي ألف مقاتل - إلى بغداد في ثاني عشر المحرم من هذه السنة، وهو شديد الحنق على الخليفة بسبب ما كان تقدم من الامر الذي قدره الله وقضاه وأنفذه وأمضاه، وهوالبداية والنهاية - (13 / 234)

أن هلاكو لما كان أول بروزه من همدان متوجها إلى العراق أشار الوزير مؤيد الدين محمد بن العلقمي على الخليفة بأن يبعث إليه بهدايا سنية ليكون ذلك مداراة له عما يريده من قصد بلادهم فخذل الخليفة عن ذلك دويداره الصغير أيبك وغيره، وقالوا إن الوزير إنما يريد بهذا مصانعة ملك

التتار بما يبعثه إليه من الاموال، وأشاروا بأن يبعث بشئ يسير، فأرسل شيئا من الهدايا فاحتقرها هلاكو خان، وأرسل إلى الخليفة يطلب منه دويداره المذكور، وسليمان شاه، فلم يبعثهما إليه ولا بالا به حتى أزف قدومه، ووصل بغداد بجنوده الكثيرة الكافرة الفاجرة الظالمة الغاشمة، ممن لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر، فأحاطوا ببغداد من ناحيتها الغربية والشرقية، وجيوش بغداد في غاية القلة ونهاية الذلة، لا يبلغون عشرة آلاف فارس، وهم وبقية الجيش، كلهم قد صرفوا عن إقطاعاتهم حتى استعطى كثير منهم في الاسواق وأبواب المساجد، وأنشد فيهم الشعراء قصائد يرثون لهم ويحزنون على الاسلام وأهله، وذلك كله عن آراء الوزير ابن العلقمي الرافضي، وذلك أنه لما كان في السنة الماضية كان بين أهل السنة والرافضة حرب عظيمة نهبت فيها الكرخ ومحلة الرافضة حتى نهبت دور قرابات الوزير، فاشتد حنقه على ذلك، فكان هذا مما أهاجه على أن دبر على الاسلام وأهله ما وقع من الامر الفظيع الذي لم يؤرخ أبشع منه منذ بنيت بغداد، وإلى هذه الاوقات، ولهذا كان أول من برز إلى التتار هو، فخرج بأهله وأصحابه وخدمه وحشمه، فاجتمع بالسلطان هلاكو خان لعنه الله، ثم عاد فأشار على الخليفة بالخروج إليه والمثول بين يديه لتقع المصالحة على أن يكون نصف خراج العراق لهم ونصفه للخليفة، فاحتاج الخليفة إلى أن خرج في سبعمائة راكب من القضاة والفقهاء والصوفية ورؤس الامراء والدولة والاعيان، فلما اقتربوا من منزل السلطان هولاكو خان حجبوا عن الخليفة إلا سبعة عشر نفسا، فخلص الخليفة بهؤلاء المذكورين، وأنزل الباقون عن مراكبهم ونهبت وقتلوا عن آخرهم، وأحضر الخليفة بين يدي هلاكو فسأله عن أشياء كثيرة فيقال إنه اضطرب كلام الخليفة من هول ما رأى من الاهانة والجبروت، ثم عاد إلى بغداد وفي صحبته خوجه نصير الدين الطوسي، والوزير ابن العلقمي وغيرهما، والخليفة تحت الحوطة والمصادرة، فأحضر من دار الخلافة شيئا كثيرا من الذهب والحلي والمصاغ والجواهر والاشياء النفيسة، وقد أشار أولئك الملا من الرافضة وغيرهم من المنافقين على هولاكو أن لا يصالح الخليفة، وقال الوزير متى وقع الصلح على المناصفة لا يستمر هذا إلا عاما أو عامين ثم يعود الامر إلى ما كان عليه قبل ذلك، وحسنوا له قتل الخليفة، فلما عاد الخليفة إلى

السلطان هولاكو أمر بقتله، ويقال إن الذي أشار بقتله الوزير ابن العلقمي، والمولى نصير الدين الطوسي، وكان النصير عند هولاكو قد استصحبه في خدمته لما فتح قلاع الالموت، وانتزعها من أيدي الاسماعيلية، وكان النصير وزيرا لشمس الشموس ولابيه من قبله علاء الدين بن جلال الدين، وكانوا ينسبون إلى نزار بن المستنصر العبيدي، وانتخب هولاكو النصير ليكون في خدمته كالوزير المشير، فلما قدم هولاكو وتهيب من قتل الخليفة هون عليه الوزير ذلك فقتلوه رفسا، وهو في جوالق لئلا يقع على الارض شئ من دمه، خافوا أن يؤخذ بثأره فيما قيل لهم، وقيل بل خنق،

البداية والنهاية - (13 / 236)

وكان رحيل السلطان المسلط هولاكو خان عن بغداد في جمادى الاولى من هذه السنة إلى مقر ملكه، وفوض أمر بغداد إلى الامير علي بهادر، فوض

البداية والنهاية - (13 / 399)

ثم دخلت سنة أربع وتسعين وستمائة

البداية والنهاية - (13 / 401)

وفيها ملك التتار قازان بن أرغون بن أبغا بن تولى بن جنكيزخان فأسلم وأظهر الاسلام على يد الامير توزون رحمه الله، ودخلت التتار أو أكثرهم في الاسلام ونثر الذهب والفضة واللؤلؤ على رؤوس الناس يوم إسلامه، وتسمى بمحمود، وشهد الجمعة والخطبة، وخرب كنائس كثيرة، وضرب عليهم الجزية ورد مظالم كثيرة ببغداد وغيرها من البلاد، وظهرت السبح والهياكل مع التتار والحمد لله وحده.

البداية والنهاية - (13 / 415)

وفيها قتل قازان الامير نوروز (1) الذي كان إسلامه على يديه، كان نوروز هذا هو الذي استسلمه ودعاه للاسلام فأسلم وأسلم معه أكثر التتر، فإن التتر شوشوا خاطر قازان عليه واستمالوه منه وعنه، فلم يزل به حتى قتله وقتل جميع من ينسب إليه، وكان نوروز هذا من خيار أمراء التتر عند قازان وكان ذا عبادة وصدق في إسلامه وأذكاره وتطوعاته، وقصده الجيد رحمه الله وعفا عنه، ولقد أسلم على يديه منهم خلق كثير لا يعلمهم إلا الله، واتخذوا السبح والهياكل وحضروا الجمع والجماعات وقرأوا القرآن والله أعلم.

ثم دخلت سنة سبع وتسعين وستمائة استهلت والخليفة الحاكم والسلطان لاجين ونائب مصر منكوتمر ونائب دمشق قبجق.

البداية والنهاية - (14 / 8)

ثم دخلت سنة تسع وتسعين وستمائة وفيها كانت وقعة قازان (3) ، وذلك أن هذه السنة استهلت والخليفة والسلطان هما المذكوران في التي قبلها، ونائب مصر سلار، ونائب الشام آقوش الافرم، وسائر الحكام هم المذكورون في التي قبلها، وقد تواترت الاخبار بقصد التتار بلاد الشام، وقد خاف الناس من ذلك خوفا شديدا، وجفل الناس من بلاد حلب وحماة، وبلغ كري الخيل من حماة إلى دمشق نحو المائتي درهم، فلما كان يوم الثلاثاء ثاني المحرم ضربت البشائر بسبب خروج السلطان من مصر قاصدا

الشام، فلما كان يوم الجمعة ثامن ربيع الاول دخل السلطان إلى دمشق في مطر شديد ووحل كثير، ومع هذا خرج الناس لتلقيه، وكان قد أقام بغزة قريبا من شهرين، وذلك لما بلغه قدوم التتار إلى الشام، فتهيأ لذلك وجاء فدخل دمشق فنزل بالطارمة، وزينت له والبلد، وكثرت له الادعية وكان وقتا شديدا، وحالا صعبا، وامتلا البلد من الجافين النازحين عن بلادهم، وجلس الاعسر وزير الدولة وطالب العمال واقترضوا أموال الايتام وأموال الاسرى لاجل تقوية الجيش وخرج السلطان بالجيش من دمشق يوم الاحد سابع عشر ربيع الاول ولم يتخلف أحد من الجيوش، وخرج معهم خلق كثير من المتطوعة، وأخذ الناس في الدعاء والقنوت في الصلوات بالجامع وغيره، وتضرعوا واستغاثوا وابتهلوا إلى الله بالادعية.

البداية والنهاية - (14 / 9)

هذا وسلطان التتار قد قصد دمشق بعد الوقعة، فاجتمع أعيان البلد (3) والشيخ تقي الدين بن تيمية في مشهد علي واتفقوا على المسير إلى قازان لتلقيه، وأخذ الامان منه لاهل دمشق، فتوجهوا يوم الاثنين ثالث ربيع الآخر فاجتمعوا به عند النبك (4) ، وكلمه الشيخ تقي الدين كلاما قويا شديدا فيهم مصلحة عظيمة عاد نفعها على المسلمين ولله الحمد.

البداية والنهاية - (14 / 12)

فحلفوا له، وفي هذا اليوم خرج الشيخ تقي الدين بن تيمية إلى مخيم بولاي فاجتمع به في

البداية والنهاية - (14 / 13)

فكاك من كان معه من أسارى المسلمين، فاستنقذ كثيرا منهم من أيديهم، وأقام عنده ثلاثة أيام ثم عاد، ثم راح إليه جماعة من أعيان دمشق ثم عا دوا من عنده فشلحوا عند باب شرقي وأخذ ثيابهم وعمائمهم ورجعوا في شر حالة، ثم بعث في طلبهم فاختفى أكثرهم وتغيبوا عنه، ونودي بالجامع بعد الصلاة ثالث رجب من جهة نائب القلعة بأن العساكر المصرية قادمة إلى الشام، وفي عشية يوم السبت رحل بولاي وأصحابه من التتر وانشمروا عن دمشق وقد أراح الله منهم وساروا من على عقبة دمر فعاثوا في تلك النواحي فسادا، ولم يأت سابع الشهر وفي حواشي البلد منهم أحد، وقد أزاح الله عز وجل شرهم عن العباد والبلاد، ونادى قبجق في الناس قد أمنت الطرقات ولم يبق بالشام من التتر أحد، وصلى قبجق يوم الجمعة عاشر رجب بالمقصورة،

البداية والنهاية - (14 / 34)

وفي أواخر السنة كان موت قازان وتولية أخيه خربندا (1) .

وهو ملك التتار قازان واسمه محمود بن أرغون بن أبغا، وذلك في رابع عشر شوال أو حادي عشره أو ثالث عشره، بالقرب من همدان ونقل إلى تربته بيبرين بمكان يسمى الشام، ويقال إنه مات مسموما، وقام في الملك بعده أخوه خربندا محمد بن أرغون، ولقبوه الملك غياث الدين، وخطب له على منابر العراق وخراسان وتلك البلاد.

البداية والنهاية - (14 / 102)

وكان يوم قازان في جملة من كان مع الشيخ تقي الدين بن تيمية لما تكلم مع قازان، فحكى عن كلام شيخ الاسلام تقي الدين لقازان وشجاعته وجرأته عليه، وأنه قال لترجمانه قل للقان: أنت تزعم أنك مسلم ومعك مؤذنون وقاض وإمام وشيخ على ما بلغنا فغزوتنا وبلغت بلادنا على ماذا؟ وأبوك وجدك هلاكو كانا كافرين وما غزوا بلاد الاسلام، بل عاهدوا قومنا، وأنت عاهدت فغدرت وقلت فما وفيت.

قال: وجرت له مع قازان وقطلوشاه وبولاي أمور ونوب، قام ابن تيمية فيها كلها لله، وقال الحق ولم يخش إلا الله عزوجل.

قال وقرب إلى الجماعة طعاما فأكلوا منه إلا ابن تيمية فقيل له ألا تأكل؟ فقال: كيف آكل من طعامكم وكله مما نهبتم من أغنام الناس وطبختموه بما قطعتم من أشجار الناس، قال: ثم إن قازان طلب منه الدعاء فقال في دعائه " اللهم إن كان هذا عبدك محمود إنما يقاتل لتكون كلمتك هي العليا وليكون الدين كله لك فانصره وأيده وملكه البلاد والعباد، وإن كان إنما قام رياء وسمعة وطلبا للدنيا ولتكون كلمته هي العليا وليذل الاسلام وأهله فأخذ له وزلزله ودمره وأقطع دبره " قال: وقازان يؤمن على دعائه، ويرفع يديه.

قال: فجعلنا نجمع ثيابنا خوفا من أن تتلوث بدمه إذا أمر بقتله.

قال: فلما خرجنا من عنده قال له قاضي القضاة نجم الدين بن صصرى وغيره: كدت أن تهلكنا وتهلك نفسك، والله لا نصحبك من هنا، فقال: وأنا والله لا أصحبكم.

قال: فانطلقنا عصبة وتأخر هو في خاصة نفسه ومعه جماعة من أصحابه، فتسامعت به والخواقين والامراء من أصحاب قازان فأتوه يتبركون بدعائه، وهو سائر إلى دمشق، وينظرون إليه، قال والله ما وصل إلى دمشق إلا في نحو ثلثمائة فارس في ركابه، وكنت أنا من جملة من كان معه، وأما أولئك الذي أبوا أن يصحبوه فخرج عليهم جماعه من التتر فشلحوهم عن آخرهم، هذا كلام أو نحوه، وقد سمعت هذه الحكاية من جماعة غيره، وقد تقدم ذلك.