بسم الله الرحمن الرحیم

روایت الناس یقولون نزل القرآن علی سبعة أحرف-کذبوا اعداء الله-حرف واحد نزل من عند واحد

فهرست مباحث علوم قرآنی
روایات سبعة أحرف از کتب شیعة
مصادیق تعدد قرائات در کافی شریف و جمع آن با حدیث حرف واحد
تعدد قرائات رایج همگی حرف واحد است-سبعة احرف،مرادف گویی اختیاری و تلاوت به معنا است-سفیان بن عیینة-ابن وهب-ابن أشتة-طبری
دو قرن برای سبعة احرف-بیش از ده نفر از معاریف قدماء که قائل به تلاوت به معنا بودند
درجات قوت و ضعف دلالت عبارات بر هر یک از مبنای وحدت یا تعدد نزول قراءات
علامة در منتهی-مذهب اهل البیت ع عدم إجزاء ترجمه و مرادف-محمل نفی سبعة أحرف و اثبات حرف واحد


١٧ روایت در مقدمه کتاب القرائات سیاری





الكافي (ط - الإسلامية) ج‏2 630 باب النوادر ..... ص : 627
12- الحسين بن محمد عن علي بن محمد عن الوشاء عن جميل بن دراج عن محمد بن مسلم عن زرارة عن أبي جعفر ع قال: إن القرآن واحد نزل من عند واحد و لكن الاختلاف يجي‏ء من قبل الرواة.
13- علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن الفضيل بن يسار قال: قلت لأبي عبد الله ع إن الناس يقولون إن القرآن نزل على سبعة أحرف فقال كذبوا أعداء الله و لكنه نزل على حرف واحد من عند الواحد.



الكافي (ط - الإسلامية) ج‏2 630 باب النوادر ..... ص : 627
__________________________________________________
(1) في النهاية: «فيه انزل القرآن على سبعة أحرف كلها كاف شاف» أراد بالحروف اللغة يعنى على سبع لغات من لغات العرب أي انها متفرقة في القرآن فبعضه بلغة قريش و بعضه بلغة هذيل و بعضه بلغة هوازن و بعضه بلغة اليمن و ليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه. على أنه قد جاء في القرآن ما قد قرء بسبعة و عشرة كقوله: «مالك يوم الدين» و «عبد الطاغوت» و مما يبين ذلك قول ابن مسعود: انى سمعت القراء فوجدتهم متقاربين فاقرءوا كما علمتم انما هو كقول أحدكم: هلم و تعال و أقبل و فيه أقوال غير ذلك هذا أحسنها. انتهى. و مثله في القاموس و انت خبير بأن قوله عليه السلام: «نزل على حرف واحد من عند الواحد» لا يلائم هذا التفسير بل إنما يناسب اختلاف القراءة فلعله عليه السلام انما كذب ما فهموه من هذا الكلام من اختلاف القراءة لا ما تفوهوا به منه كما حقق في نظائره فلا ينافى تكذيبه نقله الحديث بهذا المعنى في صحته بمعنى اختلاف اللغات أو غير ذلك (فى).


روایت القرآن واحد نزل من عند واحد و لکن الاختلاف یجیء من قبل الرواة

اعتقادات الإماميه (للصدوق)، ص: 86
و قال الصادق- عليه السلام: «القرآن واحد، نزل من عند واحد على واحد، و إنما الاختلاف من جهة الرواة» «5».
__________________________________________________
(5) رواه الكليني في الكافي 2: 461 باب النوادر ح 12 باختلاف يسير. و صيغة الحديث في ر: «انزل من واحد على واحد، و انما الاختلاف وقع من جهة الرواية».

*******************


۱۷ روایت در مقدمه کتاب القراءات(التنزیل و التحریف) للسیاري:
أحمد بن محمد السياري
صفحه ۶
۱- أبوعبدالله أحمد بن محمد السياري قال: حدثنا البرق وغيره، عن ابن أبي عمير وصفوان بن يحيى وأحمد بن محمد بن أبي نصر، عن جميل بن دراج، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: القرآن واحد نزل من عند رب واحد على نبی واحد ولكن الاختلاف يجيء من قبل الرواة.
۲- البرقي وغيره، عن حماد بن عيسى، عن جابر بن يزيد قال: قيل لأبي عبد الله عليه السلام: إن الناس يقولون إن القرآن نزل على سبعة أحرف، فقال: كذبوا، نزل حرف واحد من عند رب واحد «على» نبی واحد.
۳- وعنه، عن محمد بن سليمان، عن «هارون بن الجهم، عن محمد بن مسلم قال: تلا" أبو جعفر عليه السلام بين يدي آيات من كتاب الله جل ثناؤه فقلت له: جعلت فداك، إنا لا نقرأها هكذا، فقال: صدقت، نقرأه والله كما نزل به جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله، إنما يعرف القرآن من خوطب به.
ص۷
۴- وعنه، عن محمد بن عيسى، عن عبد الله بن إبراهيم المدني، عن الحكم بن عتيبة، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لرجل من أهل الكوفة وسأله عن شيء: لو رأيتك بالمدينة لأريتك أثر جبرئیل علیه السلام في دورنا ونزوله على جذي صلى الله عليه وآله بالوحي والقرآن والعلم (فيستسقي الناس العلم من عندنا، أفيدون" هم وضللنا نحن؟
۵- وعنه قال: حدثنا (الخيبري»، عن الحسين بن سيف بن عميرة" عن أخيه، عن أبيه سیف بن عميرة النخعي، عن يحيى بن صالح، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: «يقول الناس: نزل القرآن على سبعة أحرف، فقال: واحد من عند واحد.
۶- و باسناده، عن زرارة بن أعين قال: سأل سائل " أبا عبد الله عليه السلام عن رواية الناس في القرآن: نزل على سبعة أحرف فقال: كذب الناس في رواياتهم، بل هو حرف واحد من عند واحد نزل به ملك واحد على نبي واحد.
۷- سيف، عن" جميل بن دراج، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن القرآن لواحد نزل من عند واحد ولكن الاختلاف يجيء من قبل الرواة.
ص۸
۸- سیف، عن أبي بكر بن محمد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لو قرئ القرآن على ما أنزل ما اختلف فيه اثنان.
۹- سيف، عن غير واحد، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: لو ترك القرآن كما أنزل لألفينا فيه مسمين كما سمي من كان قبلنا.
۱۰- الحسين بن سيف، عن أخيه، عن أبيه، عن أبي بكر بن الربيع الأسدي، عن الحسن الصيقل قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: على كم حرف نزل القرآن؟ فقال: على حرف واحد، قلت: من أين جاء هذا الاختلاف؟ قال:" من قبل الرواة، إن القرآن كان مكتوبا في الجريد والأدم وكان الناس يأتون فيأخذون منه.
۱۱- وعنه، عن الحسين، عن أخيه، عن أبيه، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: نزل القرآن أرباعا، ربعا في عدونا و ربعا فينا و ربعا سنن وأمثال وربعاء فرائض وأحكام، ولنا أهل البيت فضائل القرآن.
۱۲- محمد بن جمهور، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن القرآن نزل آية فينا وآية في عدونا فمن أحب أن يعلم ذلك فليقرأ سورة محمد صلى الله عليه وآله فإنهاء • آية فينا وآية في عدونا۔
ص۹
۱۳- وعنه قال: ما جرت المواسي على رجل من قريش إلا وقد نزل فيه آية من كتاب الله عز وجل تهديه إلى الضياء أوتسوقه إلى النار.
۱۴- حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن القرآن فيه خبر ما مضى وما يحدث وماكان" وما هو كائن وكانت فيه أسماء رجال فألقيت.
۱۵- على بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان (...) عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: لولا أنه زيد في القرآن وقص دمنه» ما خفي حقنا على ذي جمي، ولوقد قام قائمنا فنطق صدقه القرآن.
۱۶- علي بن الحكم عن هشام بن سالم قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: القرآن الذي جاء به جبرئيل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وآله (سبعة عشر ألف آية.
۱۷- ابن فضال، عن داود بن أبي يزيد، عن بريد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نزل القرآن في سبعة بأسمائهم فحت قریش ستة وتركت أبا لهب.







مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏12، ص: 520
[الحديث 12]
12 الحسين بن محمد عن علي بن محمد عن الوشاء عن جميل بن دراج عن محمد بن مسلم عن زرارة عن أبي جعفر ع قال إن القرآن واحد نزل من عند واحد و لكن الاختلاف يجي‏ء من قبل الرواة
[الحديث 13]
13 علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن الفضيل بن يسار قال قلت لأبي عبد الله ع إن الناس يقولون إن القرآن نزل على سبعة أحرف فقال كذبوا أعداء الله و لكنه نزل على حرف واحد من عند الواحد
__________________________________________________
الحديث الثاني عشر: ضعيف.
الحديث الثالث عشر: حسن.
و قال في النهاية: فيه نزل القرآن على سبعة أحرف كلها كاف شاف أراد بالحرف اللغة يعني على سبع لغات من لغات العرب أي أنها متفرقة في القرآن فبعضه بلغة قريش، و بعضه بلغة هذيل، و بعضه بلغة هوازن، و بعضه بلغة اليمن، و ليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه، على أنه قد جاء في القرآن ما قد قرئ بسبعة و عشرة كقوله (مالك يوم الدين) و عبد الطاغوت، و مما يبين ذلك قول ابن مسعود: إني سمعت القراء فوجدتهم متقاربين فاقرؤوا كما علمتم إنما هو كقول أحدكم هلم، و يقال و اقبل و فيه أقوال غير ذلك هذا أحسنها، و الحرف في الأصل الطرف و الجانب و به سمي الحرف حروف الهجاء.




الوافي، ج‏9، ص: 1775
باب 269 اختلاف القراءات و عدد الآيات‏
[1]
9083- 1 الكافي، 2/ 630/ 12/ 1 الاثنان عن الوشاء عن جميل بن دراج عن محمد عن زرارة عن أبي جعفر ع قال إن القرآن واحد نزل من عند واحد و لكن الاختلاف يجي‏ء من قبل الرواة
[2]
9084- 2 الكافي، 2/ 630/ 13/ 1 الثلاثة عن ابن أذينة عن الفضيل بن يسار قال قلت لأبي عبد الله ع إن الناس يقولون إن القرآن نزل على سبعة أحرف فقال كذبوا أعداء الله و لكنه نزل على حرف واحد من عند الواحد

بيان‏
فسر السبعة الأحرف هنا بسبع لغات من لغات العرب لا القراءات السبع.
قال ابن الأثير في نهايته في الحديث نزل القرآن على سبعة أحرف كلها كاف شاف أراد بالحرف اللغة يعني على سبع لغات من لغات العرب أي أنها مفرقة في القرآن فبعضه بلغة قريش و بعضه هذيل و بعضه بلغة هوازن و بعضه بلغة اليمن و ليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه على أنه قد جاء في‏ القرآن ما قرئ بسبعة و عشرة كقوله مالك يوم الدين- و عبد الطاغوت و مما يبين ذلك قول ابن مسعود إني قد سمعت القراء فوجدتهم متقاربين فاقرءوا كما علمتم إنما هو كقول أحدكم هلم و تعال و أقبل و فيه أقوال غير ذلك هذا أحسنها انتهى كلامه و مثله قال في القاموس.
و أنت خبير بأن قوله ع نزل على حرف واحد من عند الواحد لا يلائم هذا التفسير بل إنما يناسب اختلاف القراءة فلعله ع إنما كذب ما فهموه من هذا الكلام من اختلاف القراءة إلا ما تفوهوا به منه كما حقق في نظائره فلا ينافي تكذيبه نقله الحديث بهذا المعنى صحته بمعنى اختلاف اللغات أو غير ذلك‏
[3]
9085- 3 الكافي، 2/ 634/ 27/ 1 محمد عن أحمد عن علي بن الحكم عن عبد الله بن فرقد و المعلى بن خنيس قالا كنا عند أبي عبد الله ع و معنا ربيعة الرأي فذكر القرآن «1» فقال أبو عبد الله ع إن كان ابن مسعود لا يقرأ على قراءتنا فهو ضال فقال ربيعة ضال فقال نعم ضال ثم قال أبو عبد الله ع أما نحن فنقرأ على قراءة أبي

بيان‏
المستفاد من هذا الحديث أن القراءة الصحيحة هي قراءة أبي بن كعب و أنها الموافقة لقراءة أهل البيت ع إلا أنها اليوم غير مضبوطة عندنا إذ لم يصل إلينا قراءته في جميع ألفاظ القرآن و ربما يجعل المكتوب بصورة أبي في هذا الحديث الأب المضاف إلى ياء المتكلم «2» و هو بعيد جدا
[4]
9086- 4 الكافي، 2/ 619/ 2/ 1 العدة عن سهل عن محمد بن سليمان عن بعض أصحابه عن أبي الحسن ع قال قلت له جعلت فداك إنا نسمع الآيات في القرآن ليس هي عندنا كما نسمعها و لا نحسن أن نقرؤها كما بلغنا عنكم فهل نأثم فقال لا اقرءوا كما تعلمتم فسيجيئكم من يعلمكم‏



تفسير الصافي، ج‏1، ص: 61
أقول: و التوفيق بين الروايات كلها أن يقال: إن للقرآن سبعة أقسام من‏ الآيات و سبعة بطون لكل آية. و نزل على سبع لغات. و اما حمل الحديث على سبعة أوجه من القراءات ثم التكلف في تقسيم وجوه القراءات على هذا العدد كما نقله في مجمع البيان عن بعضهم فلا وجه له مع أنه يكذبه ما رواه في الكافي بإسناده عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن القرآن واحد نزل من عند واحد و لكن الاختلاف يجي‏ء من قبل الرواة. و بإسناده عن الفضيل بن يسار قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام إن الناس يقولون إن القرآن نزل على سبعة أحرف. فقال: كذبوا أعداء الله و لكنه نزل على حرف واحد من عند الواحد، و معنى هذا الحديث معنى سابقه و المقصود منهما واحد و هو أن القراءة الصحيحة واحدة الا أنه عليه السلام لما علم أنهم فهموا من الحديث الذي رووه صحة القراءات جميعا مع اختلافها كذبهم. و على هذا فلا تنافي بين هذين الحديثين و شي‏ء من أحاديث الأحرف ايضا.




تواتر القرآن، ص: 107
الحادي عشر [عدم استحالة تواتر هذه القراءات عن النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله‏]
إنّه لا يستحيل عقلا و لا نقلا كون هذه القراءات متواترة عن النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله كما صرّح به علماء الخاصّة و العامّة و كثيرا ممّا أورده سابقا شاهد عليه، و ذلك إمّا أن يكون نزل على وجه واحد ثمّ جوّز النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله بأمر من اللّه الوجه الآخر أو الباقي. أو قرأ عليه السّلام بكلّ واحدة مرّة أو جبرئيل قرأ كذلك. و لا ينافيه نسبة القراءة فإنّها بسبب الاختصاص و الاختيار و الإضافة صادقة بأدنى ملابسة و لا ينافي ذلك تواترها قبله و في زمانه و بعده و لا يلزم حرف غالبا مع كثرة القراءات و لا ينافي ذلك قراءة نصف القرآن بحذف البسملة فإنّ ذلك مستثنى بإجماع أصحابنا و نصوصهم على عدم جواز تركها في الصّلاة، فما المانع من أن يكون تواتر عن النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله قراءتها تارة و تركها في غير الصّلاة أخرى دلالة و نصّا منه على الحكمين فاختلف القرّاء في الاختيار؟ و قد عرفت سابقا أنّ الإماميّة روت أنّ القرآن نزل على سبعة أحرف و روت أيضا أنّه نزل بحرف واحد، و الجمع ممكن بأن يكون نزل على حرف واحد و نزل أيضا أنّه يجوز القراءة بسبعة أحرف فيصدق الخبران من غير منافاة.
قال ابو على الطّبرسيّ في مجمع البيان:
«الشائع في أخبارهم «1» أنّ القرآن نزل بحرف «2» واحد و ما روته العامّة عن النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله نزل القرآن....
....
أقول: إذا ثبت هذا فيصدق أنّ السّبعة أحرف منزلة إمّا حقيقة و تفصيلا [و] إمّا بأن يكون نزل واحد ثمّ نزل تجويز ستّة و يصدق أنّ السّبعة لم ينزل و إنّما نزل واحد كما روى المعاصر سابقا و لا منافاة بين الأمرين.






تفسير الصافي، ج‏1، ص: 59
لمقدمة الثامنة في نبذ مما جاء في أقسام الآيات و اشتمالها على البطون و التأويلات و انواع اللغات و القراءات، و المعتبرة منها
قد اشتهرت الرواية من طريق العامة عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم أنه قال: نزل القرآن على سبعة أحرف كلها كاف شاف و قد ادعى بعضهم تواتر أصل هذا الحديث الا انهم اختلفوا في معناه على ما يقرب من أربعين قولا.
و روت العامة عنه عليه السلام ايضا انه قال: نزل القرآن على سبعة أحرف أمر و زجر و ترغيب و ترهيب و جدل و قصص و مثل. و في رواية أخرى: زجر و أمر و حلال و حرام و محكم و متشابه و أمثال، و المستفاد من هاتين الروايتين أن الأحرف إشارة إلى اقسامه و أنواعه.
و يؤيده ما رواه أصحابنا عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: إن الله تبارك و تعالى أنزل القرآن على سبعة أقسام كل قسم منها كاف شاف و هي: أمر و زجر و ترغيب و ترهيب و جدل و مثل و قصص.
و روت العامة ايضا عن النبي صلى الله عليه و آله أن القرآن أنزل على سبعة أحرف لكل آية منها ظهر و بطن و لكل حرف حد و مطلع.
و في رواية أخرى أن للقرآن ظهرا و بطنا و لبطنه بطنا إلى سبعة أبطن.
و ربما يستفاد من هاتين الروايتين أن الأحرف إشارة إلى بطونه و تأويلاته و لا نص فيهما على ذلك لجواز أن يكون المراد بهما أن الكل من الأقسام ظهرا و بطنا و لبطنه بطنا (بطن خ ل) إلى سبعة أبطن.
و من طريق الخاصة ما رواه في الخصال بإسناده عن حماد قال: قلت لأبي‏
تفسير الصافي، ج‏1، ص: 60
عبد الله عليه السلام إن الأحاديث تختلف منكم، قال: فقال: إن القرآن نزل على سبعة أحرف و أدنى ما للإمام أن يفتي على سبعة وجوه. ثم قال: هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب، و هذا نص في البطون و التأويلات. و رووا في بعض ألفاظ هذا الحديث أن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا بما تيسر منه.
و في بعضها قال النبي صلى الله عليه و آله و سلم لجبرئيل عليه السلام:
إني بعثت إلى أمة أميين، فيهم الشيخ الفاني و العجوز الكبيرة و الغلام. قال:
فمرهم فليقرءوا القرآن على سبعة أحرف.
و من طريق الخاصة ما رواه في الخصال بإسناده عن عيسى بن عبد الله الهاشمي عن أبيه عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم:
أتاني آت من الله عز و جل فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد. فقلت: يا رب وسع على أمتي. فقال: إن الله عز و جل يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف و يستفاد من هذه الروايات ان المراد بسبعة أحرف اختلاف اللغات كما قاله ابن الأثير في نهايته فانه قال في الحديث نزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف أراد بالحرف اللغة يعني على سبع لغات من لغات العرب أي انها متفرقة (مفرقة خ ل) في القرآن فبعضه بلغة قريش و بعضه بلغة هذيل و بعضه بلغة الهوازن (هوازن خ ل) و بعضه بلغة اليمن. قال: و مما يبين ذلك قول ابن مسعود إني قد سمعت القراء فوجدتهم متقاربين فاقرأوا كما علمتم إنما هو كقول أحدكم: هلم تعال و اقبل. و قال في مجمع البيان: إن قوما قالوا إن المراد بالأحرف اللغات مما لا يغير حكما في تحليل و لا تحريم مثل: هلم و اقبل و تعال. و قالوا: و كانوا مخيرين في مبتدإ الإسلام في أن يقرءوا بما شاءوا منها ثم أجمعوا على أحدها و إجماعهم حجة فصار ما أجمعوا عليه مانعا مما اعرضوا عنه.
أقول: و التوفيق بين الروايات كلها أن يقال: إن للقرآن سبعة أقسام من‏
تفسير الصافي، ج‏1، ص: 61
الآيات و سبعة بطون لكل آية. و نزل على سبع لغات. و اما حمل الحديث على سبعة أوجه من القراءات ثم التكلف في تقسيم وجوه القراءات على هذا العدد كما نقله في مجمع البيان عن بعضهم فلا وجه له مع أنه يكذبه ما رواه في الكافي بإسناده عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن القرآن واحد نزل من عند واحد و لكن الاختلاف يجي‏ء من قبل الرواة. و بإسناده عن الفضيل بن يسار قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام إن الناس يقولون إن القرآن نزل على سبعة أحرف. فقال: كذبوا أعداء الله و لكنه نزل على حرف واحد من عند الواحد، و معنى هذا الحديث معنى سابقه و المقصود منهما واحد و هو أن القراءة الصحيحة واحدة الا أنه عليه السلام لما علم أنهم فهموا من الحديث الذي رووه صحة القراءات جميعا مع اختلافها كذبهم. و على هذا فلا تنافي بين هذين الحديثين و شي‏ء من أحاديث الأحرف ايضا.
و بإسناده عن عبد الله بن فرقد و المعلى بن خنيس قالا كنا عند أبي عبد الله عليه السلام و معنا ربيعة الرأي فذكر القرآن فقال أبو عبد الله عليه السلام: إن كان ابن مسعود لا يقرأ على قراءتنا فهو ضال. قال (فقال خ ل): ربيعة ضال. فقال: نعم ضال. ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: أما نحن فنقرأ على قراءة أبي.
و لعل آخر الحديث ورد على المسامحة مع ربيعة مراعاة لحرمة الصحابة و تداركا لما قاله في ابن مسعود ذلك لأنهم عليهم السلام لم يكن يتبعون احدا سوى آبائهم عليهم السلام لأن علمهم من الله و في هذا الحديث اشعار بأن قراءة أبي كانت موافقة لقراءتهم عليهم السلام أو كانت أوفق لها من قراءة غيره من الصحابة.
ثم الظاهر أن الاختلاف المعتبر ما يسري من اللفظ إلى المعنى مثل مالك و ملك دون ما لا يجاوز اللفظ أو يجاوزه و لم يخل بالمعنى المقصود سواء كان بحسب اللغة مثل كفؤا بالهمزة و الواو و مخففا و مثقلا او بحسب الصرف مثل يرتد
تفسير الصافي، ج‏1، ص: 62
و يرتدد أو بحسب النحو مثل ما لا يقبل منها شفاعة بالتاء، و الياء و ما يسري إلى المعنى و لم يخل بالمقصود مثل الريح و الرياح للجنس و الجمع فان في أمثال هذه موسع علينا القراءات المعروفة.
و عليه يحمل ما ورد عنهم عليهم السلام من اختلاف القراءة في كلمة واحدة و ما ورد أيضا في تصويبهم القراءتين جميعا كما يأتي في مواضعه أو يحمل على أنهم لما لم يتمكنوا أن يحملوا الناس على القراءة الصحيحة جوزوا القراءة بغيرها كما أشير إليه بقولهم عليهم السلام: اقرؤا كما تعلمتم فسيجيئكم من يعلمكم و ذلك كما جوزوا قراءة أصل القرآن بما هو عند الناس دون ما هو محفوظ عندهم و على التقديرين في سعة منها جميعا، و قد اشتهر بين الفقهاء وجوب التزام عدم الخروج عن القراءات السبع أو العشر المعروفة لتواترها و شذوذ غيرها.
و الحق: أن المتواتر من القرآن اليوم ليس إلا القدر المشترك بين القراءات جميعا دون خصوص آحادها إذ المقطوع به ليس إلا ذاك فان المتواتر لا يشتبه بغيره و أما نحن فنجعل الأصل في هذا التفسير أحسن القراءات كانت قراءة من كانت كالأخف على اللسان و الأوضح في البيان و الآنس للطبع السليم و الأبلغ لذي الفهم القويم و الأبعد عن التكلف في إفادة المراد و الأوفق لأخبار المعصومين. فان تساوت أو أشبهت فقراءة الأكثرين في الأكثر.
و لا نتعرض لغير ذلك إلا ما يتغير به المعنى المراد تغييرا يعتد به أو يحتاج إلى التفسير و ذلك لأن التفسير إنما يتعلق بالمعنى دون اللفظ و ضبط اللفظ إنما هو للتلاوة فيخص به المصاحف، و أما ما دونوه في علم القراءة و تجويدها من القواعد و المصطلحات فكل ما له مدخل في تبيين الحروف و تمييز بعضها عن بعض لئلا يشتبه أو في حفظ الوقوف بحيث لا يختل المعنى المقصود به أو في صحة الإعراب و جودته لئلا تصير ملحونة أو مستهجنة أو في تحسين الصوت و ترجيعه بحيث يلحقها بألحان العرب و أصواتها الحسنة فله وجه وجيه.
تفسير الصافي، ج‏1، ص: 63
و قد وردت الإشارة إليه في الروايات المعصومية و إنما ينبغي مراعاة ذلك فيما اتفقوا عليه لاتفاق السلائق عليه دون ما اختلفوا فيه لاختلافها لديه.