يزيد بن معاوية(25 - 64 هـ = 645 - 683 م)

يزيد بن معاوية(25 - 64 هـ = 645 - 683 م)
فهرست مطالب بني أمیة
الأمويون(41 - 132 هـ = 661 - 750 م)

ليت أشياخي ببدر لعبت هاشم بالملك
منابع شعرخوانی یزید به ترتیب تاریخ
توارث بنی امیه شعر ابن زبعری
فهرست ترتیب کتب بر حسب زمان
تشکیک و انکار
اصل شعر ابن الزبعری-لیت أشیاخي ببدر
فو الله لا تمحو ذکرنا و لا تمیت وحینا-یزید به تبع پدرش در صدد محو وحی بود
رمز منع لعن يزيد
يزيد لبس قميص عثمان الذي قتل عثمان فيه ملطخا بالدم
هل يجوز لعن يزيد بن معاوية؟
معوية چرا يزيد را خليفه كرد؟
و ليكن مع الجواب رأس الحسين بن علي ع

يزيد بن معاوية(25 - 64 هـ = 645 - 683 م)



الأعلام للزركلي (8/ 189)
يَزِيد بن معاوية
(25 - 64 هـ = 645 - 683 م)
يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي: ثاني ملوك الدولة الأموية في الشام. ولد بالماطرون، ونشأ بدمشق. وولي الخلافة بعد وفاة أبيه (سنة 60 هـ وأبى البيعة له عبد الله بن الزبير والحسين ابن علي، فانصرف الأول إلى مكة والثاني إلى الكوفة. وكان من أمرهما ما تقدمت الإشارة إليه في ترجمتيهما، وفي أيام يزيد هذا كانت فاجعة المسلمين بالسبط الشهيد " الحسين بن علي" سنة 61 هـ وخلع أهل المدينة طاعته (سنة 63) فأرسل إليهم مسلم بن عقبة المري، وأمره أن يستبيحها ثلاثة أيام وأن يبايع أهلها على أنهم خول وعبيد ليزيد، ففعل بها مسلم الأفاعيل القبيحة، وقتل فيها كثيرا من الصحابة وأبنائهم وخيار التابعين. وفي زمن يزيد فتح المغرب الأقصى على يد الأمير " عقبة بن نافع " وفتح " سلم بن زياد " بخارى وخوارزم. ويقال إن يزيد أول من خدم الكعبة وكساها الديباج الخسرواني. ومدته في الخلافة ثلاث سنين وتسعة أشهر إلا أياما.
توفي بحوارين (من أرض حمص) وكان نزوعا إلى االلهو، يروى له شعر رقيق، وإليه يُنسب " نهر يزيد " في دمشق، وكان نهرا صغيرا يسقي ضيعتين، فوسعه فنسب إليه. ولابن تيمية " سؤال في يزيد بن معاوية - ط " رسالة نشرها المنجّد. ولمحمد بن علي ابن طولون " قيد الشريد، من أخبار يزيد - خ " سيرته في دار الكتب (5: 300) . وقال مكحول: " كان يزيد مهندسا ". وكان نقش خاتمه " يزيد بن معاوية " ولعمر أبي النصر: " يزيد بن معاوية - ط " مختصر، فيه بعض أخباره (1) .
__________
(1) الطبري: حوادث سنة 64 وتاريخ الخميس 2: 300 ومنهاج السنة 2: 237 - 254 وابن الأثير 4: 49 ومختصر تاريخ العرب 71 - 76 والبدء والتاريخ 6: 6 - 16 وفيه قول أحد الشعراء:
" يا أيها القبر بحوارينا ... ضممت شر الناس أجمعينا "
واليعقوبي 2: 215 وجمهرة الأنساب 103 وبلغة الظرفاء 19 والمسعودي 2: 67، 73 والقلائد الجوهرية 262 والوسائل إلى مسامرة الأوائل 33، 34 ورغبة الآمل 4: 83 - 84، و 5: 129 والحهشياري: انظر فهرسته. وفي تاريخ المانوزي - الجزء السادس من مخطوطة المعسول قبل طبعة الصفحة 105، 106 من نسخة مصنفه - أن ليزيد هذا، سلالة باقية إلى الآن في جهة تازونت بسوس المغرب الأقصى، يعرفون ببني يزيد، ويقدر عددهم بمئتي أسرة، انتقل أسلافهم من الأندلس لما اضمحل فيها ملك بني عمهم بني مروان في القرن الرابع الهجري، وفيهم بقية من العلماء، ولهم مكتبة من أعظم الخزائن العلمية في السوس.


الإشراف في منازل الأشراف لابن أبي الدنيا (ص: 255)
321 - حدثنا سليمان بن أبي شيخ، قال: حدثنا سليمان بن زياد، عن أخيه يحيى بن زياد قال: كان عبد الملك بن مروان يكتب إلى الحجاج: جنبني دماء بني عبد المطلب فإني رأيت بني حرب أصابوها فلم يمهل لهم





المعجم الكبير للطبراني جـ 13، 14 (ص: 182)
14813 - حدثنا علي بن المبارك، قال: ثنا زيد بن المبارك، قال: ثنا عبدالملك بن عبدالرحمن الذماري، قال: ثنا القاسم بن معن، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: لما مات معاوية، تثاقل عبدالله بن الزبير عن طاعة يزيد بن معاوية، وأظهر شتمه، فبلغ ذلك [ص:183] يزيد، فأقسم: لا يؤتى به إلا مغلولا، وإلا أرسل إليه ...
قال: فدخل مسلم بن عقبة المدينة، وهرب منه بقايا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعبث فيها وأسرف في القتل (5) ، ثم خرج منها، فلما [ص:184] كان في بعض الطريق إلى مكة مات،.....
__________
[14813] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/252-255) ، ثم قال: «رواه الطبراني، وفيه عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري؛ وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه أبو زرعة وغيره» .
ورواه أبو نعيم في "الحلية" (1/331) ، وفي "معرفة الصحابة" (4144) من طريق المصنف مختصرا، ومن طريق أبي نعيم رواه ابن عساكر (28/229) .
ورواه الحاكم في "المستدرك" (3/550) عن محمد بن علي بن عبد الحميد الصنعاني، عن علي بن المبارك الصنعاني، عن عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري، به، ولم يذكر في إسناده: «زيد بن المبارك» .
ورواه الفاكهي في "أخبار مكة" (1652) من طريق مهدي بن أبي المهدي، عن عبد الملك الذماري، به.
ورواه ابن أبي شيبة (26481 و38332) مختصرا، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (1/333) ، وفي "معرفة الصحابة" (4142) مختصرا؛ من طريق عبد العزيز بن معاوية؛ كلاهما (ابن أبي شيبة، وعبد العزيز) عن جعفر بن عون، عن هشام بن عروة، به، إلا أن ابن أبي شيبة لم يذكر «عروة» في إسناده. [ص:183]
ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (585) ، والحاكم في "المستدرك" (3/550) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (28/209) ؛ من طريق شعيب بن إسحاق، وابن عبد البر في "الاستيعاب" (ص 400-401) من طريق عبد الله بن الأجلح؛ كلاهما (شعيب، وعبد الله) عن هشام بن عروة، به، وتصحف «شعيب بن إسحاق» في "المستدرك" إلى: «سعيد بن أبي إسحاق السبيعي» .
(1) أي: أرسل إليه من يأتي به عنوة. وفيه حذف المفعول به، لفهمه من السياق. وانظر التعليق على الحديث [14843] .
(2) في الأصل: «فتيل» ، والمثبت من مصادر التخريج.
(3) البيت من بحر البسيط.
(4) في الأصل: «بسيف» ، والتصويب من مصادر التخريج.
(5) كذا ورد في هذه الرواية الضعيفة، وأسوأ منها: ما ذكرته بعض المصادر التاريخية في قصة إرسال مسلم بن عقبة إلى المدينة، ومحاربته لأهلها الذين خلعوا بيعة يزيد: أن مسلم بن عقبة أباح المدينة لجنوده ثلاثة أيام؛ يقتلون، وينهبون، ويفجرون بالنساء، وهذا خبر كذب ليس له سند يثبت به، وإنما يرويه الأخباريون التالفون [ص:184] الهلكى؛ أمثال أبي مخنف لوط بن يحيى، وحاشا أهل ذلك العصر الذي هو خير القرون أن يقع بينهم مثل هذا الحدث العظيم وينتهي هكذا! ولو حصل مثل هذا الحدث لوجدنا الأسانيد تصيح به، ولا يبقى نقله محصورا في أبي مخنف خسفه الله في قعر جهنم. وقد أتى الدكتور الفاضل حمد بن محمد العريفان على هذه الحادثة، وهدم بناءها من أساسه، وبين بطلانها في كتاب طبع عام 1403هـ بمكتبة ابن تيمية بالكويت؛ بعنوان: "إباحة المدينة وحريق الكعبة في عهد يزيد، بين المصادر القديمة والحديثة"، فليراجعه من شاء.





رمز منع لعن يزيد

تحاميا عن أن يرتقي إلى الأعلى

شرح المقاصد ج2/ص307 فإن قيل فمن علماء المذهب من لم يجوز اللعن على يزيد مع علمهم بأنه يستحق ما يربوا على ذلك ويزيد قلنا تحاميا عن أن يرتقي إلى الأعلى فالأعلى كما هو شعار الروافض على ما يروى في أدعيتهم ويجري في أنديتهم فرأى المعتنون بأمر الدين إلجام العوام بالكلية طريقا إلى الاقتصاد في الاعتقاد وبحيث لا تزل الأقدام على السواء ولا تضل الأفهام بالأهواء وإلا فمن يخفى عليه الجواز والاستحقاق وكيف لا يقع عليهما الاتفاق وهذا هو السر فيما نقل عن السلف من المبالغة في مجانبة أهل الضلال وسد طريق لا يؤمن أن يجر إلى الغواية في المآل مع علمهم بحقيقة الحال وجلية المقال وقد انكشف لنا ذلك حين اضطربت الأحوال واشرأبت الأهوال وحيث لا متسع ولا مجال والمشتكى إلى عالم الغيب والشهادة الكبير المتعالي

الخلاصة في بيان رأي شيخ الإسلام ابن تيمية في الرافضة (ص: 151):

وسئل الحافظ عبد الغني المقدسي عن يزيد بن معاوية فأجاب بقوله: " خلافته صحيحة، وقال بعض العلماء: بايعه ستون من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم، منهم ابن عمر، وأما محبته: فمن أحبه فلا ينكر عليه، ومن لم يحبه فلا يلزمه ذلك، لأنه ليس من الصحابة الذين صحبوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيلزم محبتهم إكراماً لصحبتهم، وليس ثم أمر يمتاز به عن غيره من خلفاء التابعين، كعبد الملك وبنيه، وإنما يمنع من التعرض للوقوع فيه، خوفاً من التسلق إلى أبيه، وسداً لباب الفتنة "

ذيل طبقات الحنابلة (3/ 55)
ذكر شيء من فتاوى الحافظ عبد الغني ومسائله
وسئل عن يزيد بن معاوية؟ فأجاب: خلافته صحيحة. قال: وقال بعض العلماء: بايعه ستون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم ابن عمر. وأما محبته: فمن أحبه فلا ينكر عليه، ومن لم يحبه فلا يلزمه ذلك؛ لأنه ليس من الصحابة الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيلتزم محبتهم إكراما لصحبهم وليس ثم أمر يمتاز به عن غيره من خلفاء التابعين، كعبد الملك وبنيه. وإنما يمنع من التعرض للوقوع فيه؛ خوفا من التسلق إلى أبيه، وسدا لباب الفتنة.
وقال: روى عن إمامنا أحمد: أنه قال: من قال: الإيمان مخلوق، فهو كافر ومن قال: قديم، فهو مبتدع. قال: وإنما كفر من قال بخلقه؛ لأن الصلاة من الإيمان، وهي تشتمل على قراءة وتسبيح وذكر الله عز وجل. ومن قال بخلق ذلك كفر. وتشتمل على قيام وقعود وحركة وسكون، ومن قال بقدم ذلك ابتدع.



تاريخ دمشق لابن عساكر (59/ 208)
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أحمد بن عبد الغفار أنا محمد بن محمد بن سليمان أنا عبد الله بن محمد بن جعفر نا عبد الرحمن بن داود نا علي بن سلمون قال سمعت علي بن جميل (1) قال سمعت عبد الله بن المبارك يقول معاوية عندنا محنة فمن رأيناه ينظر إلى معاوية شزرا اتهمناه على القوم أعني على أصحاب محمد (صلى الله عليه وسلم) (2) قال وأنا عبد الله نا محمود بن أحمد بن الفرج نا إسماعيل بن عمرو البجلي نا أصحابنا عن سفيان قال جاءه رجل فقال ما تقول في شتم معاوية فقال متى عهدك بشتيمة فرعون قال ما خطر ببالي قال ففرعون أولى بالشتم أنبأنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد وحدثنا أبو الحسن المرادي عنه أنا أبو بكر البيهقي إجازة أنا أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنا أبو محمد بن حيان نا الحسن بن علي الطوسي قال سمعت أبا سعيد الدارمي قال سمعت أبا توبة الحلبي يقول معاوية ستر لأصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) فإذا كشف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه (3) أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي نا أبو منصور محمد بن عبد الملك أنا أبو بكر الحافظ (4) أنا محمد بن أحمد بن رزق البزاز (5) نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى النبيسابوري نا أبو عمرو أحمد بن محمد بن أحمد الحيري قراءة عليه نا عثمان بن سعيد قال سمعت الربيع بن نافع يقول معاوية بن أبي سفيان ستر أصحاب النبي (6) (صلى الله عليه وسلم) فإذا كشف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه


تاريخ دمشق لابن عساكر (59/ 210)
أخبرنا (6) أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي في كتابه أنا أبو الفتح محمد بن أحمد سمكويه الحافظ الأصبهاني إجازة أنا أبو محمد الحنظلي أنا أبو الفضل الحافظ أخبرني أحمد بن زكريا بن يحيى الساجي بالبصرة قال سمعت موسى بن هارون يقول بلغني عن بعض أهل العلم وأظنه وكيع أنه قال معاوية بمنزلة حلقة الباب من حركه اتهمناه على من فوقه


تاريخ دمشق لابن عساكر (59/ 214)
عن مجالد عن الشعبي قال لما أصاب معاوية اللقوة (3) بكى فقال له مروان ما يبكيك يا أمير المؤمنين فقال راجعت عنه عزوفا (4) كبرت سني ورق عظمي وكثر الدمع في عيني ورميت في أحسني وما يبدو مني ولولا هواي في يزيد لأبصرت قصدي (5) ......... ولولا هواي في يزيد لأبصرت أمري وذكر حديثا طويلا


تاريخ دمشق لابن عساكر (59/ 215)
فبكى معاوية فلما خرجوا من عنده قال له مروان بن الحكم يا أمير المؤمنين لم بكيت قال يا مروان كبر سني ورق (5) عظمي وابتليت في أحسن ما يبدو مني وخشيت أن تكون عقوبة من ربي ولولا هواي في يزيد لأبصرت رشدي



تاريخ دمشق لابن عساكر (59/ 217)
ثم اعمد إلي منديل في الخزانة فيه ثوب من ثياب النبي (صلى الله عليه وسلم) وقراضه من شعره (1) وأظفاره فاستودع القراضة أنفي وأذني وعيني (2) واجعل الثوب يلي جلدي دون أكفاني ويا يزيد احفظ وصية الله في الوالدين فإذا أدرجتموني في جريدتي ووضعتموني في حفرتي فخلوا معاوية وأرحم الراحمين










معوية چرا يزيد را خليفه كرد؟

تاريخ ابن خلدون (1/ 262):

فالأول منها ما حدث في يزيد من الفسق أيام خلافته فإياك أن تظن بمعاوية رضي الله عنه أنه علم ذلك من يزيد فإنه أعدل من ذلك وأفضل بل كان يعذله أيام حياته في سماع الغناء وينهاه عنه وهو أقل من ذلك وكانت مذاهبهم فيه مختلفة ولما حدث في يزيد ما حدث من الفسق اختلف الصحابة حينئذ في شأنه فمنهم من رأى الخروج عليه ونقض بيعته من أجل ذلك كما فعل الحسين وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهما ومن اتبعهما في ذلك ومنهم من أباه لما فيه من إثارة الفتنة وكثرة القتل مع العجز عن الوفاء به لأن شوكة يزيد يومئذ هي عصابة بنى أمية وجمهور أهل الحل والعقد من قريش وتستتبع عصبية مضر أجمع وهي أعظم من كل شوكة ولا تطاق مقاومتهم فأقصروا عن يزيد بسبب ذلك وأقاموا على الدعاء بهدايته والراحة منه وهذا كان شأن جمهور المسلمين والكل مجتهدون ولا ينكر على أحد من الفريقين فمقاصدهم في البر وتحري الحق معروفة وفقنا الله للاقتداء بهم




يزيد لبس قميص عثمان الذي قتل عثمان فيه ملطخا بالدم






الفتوح،ج‏4،ص:347

المسلمين، و من مال عنه برأسه في بيعته ملنا عليه بسيوفنا، هكذا وجدنا بأنفسنا دون نفسه.

قال: فسر معاوية بما سمع من كلام أهل الشام و نشط لذلك، ثم استوى جالسا و أمر بجميع من على الباب من الناس بالدخول عليه، فدخلوا حتى غصت الدار بهم، فأقبل عليهم معاوية بوجهه ثم قال: أيها الناس! إنكم قد علمتم أن كل شي‏ء في هذه الدنيا فإلى زوال و قد حضرني من القضاء المحتوم ما ترون، فسلوني من تحبون أن أولي عليكم! فقالوا بكلمة واحدة: إنا قد رضينا بابنك يزيد، فوله عهدك فهو الرضى لنا. فقال معاوية: إني قد سمعت إذا كلامكم غير أني قادم على رب رحيم لا يتعاظمه ذنب أو يغفره، و إنه يسألني عن الصغير و الكبير، فسلوني ما تحبون أن أولي عليكم! قال: فضج الناس بأجمعهم و قالوا: نريد أن تولي علينا يزيد، فنعم الخلف و المستخلف.

قال: فعندها قال معاوية للضحاك: بايع ليزيد، فبايع الضحاك و بايع مسلم بن عقبة، و أمر الناس بالبيعة حتى بايع الناس أجمعون. ثم خرجوا و أمر معاوية لابنه يزيد أن يلبس ثياب الخلافة و يخرج إلى الناس فيصعد المنبر و يخطب.

قال: فخرج يزيد و على رأسه عمامة معاوية و معه سيفه و خاتمه و قد لبس قميص عثمان الذي قتل عثمان فيه ملطخا بالدم حتى صعد المنبر، فلم يزل يخطب و يتكلم إلى أن انتصف النهار، ثم نزل عن المنبر و قد بايعه الصغير و الكبير، فدخل على أبيه معاوية و معاوية في غشيانه و كربه لا يعقل يومه ذلك شيئا من أمره حتى مضى من الليل ما مضى، فلما أفاق من غشوته و فتح عينيه و نظر إلى ولده يزيد عند رأسه فقال له: ما صنعت؟ فقال: يا أمير المؤمنين! قد بايعني الناس و دخلوا في طاعتي فرحين مسرورين. قال: فدعى معاوية بالضحاك بن قيس و مسلم بن عقبة فقال لهما:

أخرجا ما في وسادتي! فأخرجا كتابا كتب فيه معاوية بخطه قبل ذلك.

ذكر الكتاب و العهد إلى يزيد

بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما عهده معاوية بن أبي سفيان أمير المؤمنين إلى ابنه يزيد، انه قد بايعه و عهد إليه، و جعل له الخلافة من بعده، و أمره بالرعية و القيام بهم و الإحسان إليهم، و قد سماه «أمير المؤمنين»، و أمره أن يسير بسيرة أهل العدل‏
















تاريخ الإسلام ت بشار (2/ 768)
وفيها خطبهم عبد الملك بمكة لما حج، فحدث أبو عاصم، عن ابن جريج، عن أبيه قال: خطبنا عبد الملك بن مروان بمكة، ثم قال: أما بعد، فإنه كان من قبلي من الخلفاء يأكلون من هذا المال ويؤكلون، وإني والله لا أداوي أدواء هذه الأمة إلا بالسيف، ولست بالخليفة المستضعف - يعني عثمان - ولا الخليفة المداهن - يعني معاوية - ولا الخليفة المأبون - يعني يزيد - وإنما نحتمل لكم ما لم يكن عقد راية، أو وثوب على منبر، هذا عمرو بن سعيد حقه حقه وقرابته قرابته، قال برأسه هكذا، فقلنا بسيفنا هكذا، ألا فليبلغ الشاهد الغائب.
وفيها ضرب الدنانير والدراهم عبد الملك، فهو أول من ضربها في الإسلام.



البداية والنهاية ط هجر (12/ 383)
وقال ابن جريج عن أبيه: حج علينا عبد الملك سنة خمس وسبعين بعد مقتل ابن الزبير بعامين، فخطبنا فقال: أما بعد، فإنه كان من قبلي من الخلفاء يأكلون من المال، ويؤكلون، وإني والله لا أداوي أدواء هذه الأمة إلا بالسيف، ولست بالخليفة المستضعف - يعني عثمان - ولا الخليفة المداهن - يعني معاوية - ولا الخليفة المأبون - يعني يزيد بن معاوية - أيها الناس، إنا نحتمل منكم كل اللغوبة ما لم يكن عقد راية، أو وثوب على منبر.




تاريخ دمشق لابن عساكر (37/ 135)
اخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا أحمد بن عمران نا موسى نا خليفة قال (1) وقال أبو عاصم عن ابن جريج عن ابيه قال حج علينا عبد الملك بن مروان سنة خمس وسبعين بعد مقتل ابن الزبير عامين فخطبنا وقال أما بعد فإنه كان من قبلي من الخلفاء يأكلون من المال ويوكلون وإني والله لا أداوي أدواء هذه الأمة إلا بالسيف ولست بالخليفة المستضعف يعني عثمان ولا الخليفة المداهن يعني معاوية ولا الخليفة المأبون يعني يزيد بن معاوية (2) أيها الناس إنما يحتمل لكم كل اللغوبة ما لم يكن عقد راية أو وثوب على منبر هذا عمرو بن سعيد حقه وحقه وقرابته قرابته قال براسه هكذا فقلنا بسيفنا هكذا وإن الجامعة (4) التي خلعها من عنقه عندي وقد اعطيت الله عهدا إلا أضعها في عنق احد إلا أخرجها الصعداء (5) فليبلغ الشاهد الغائب