يزيد بن معاوية(25 - 64 هـ = 645 - 683 م)

و ليكن مع الجواب رأس الحسين بن علي ع












الأمالي( للصدوق)، النص، ص: 150

المجلس الثلاثون‏


و هو يوم السبت لتسع خلون من المحرم و العاشر يوم الأحد من سنة ثمان و ستين و ثلاثمائة و هو مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب ع‏

1- حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي رحمه الله قال حدثنا محمد بن عمر البغدادي الحافظ رحمه الله قال حدثنا أبو سعيد الحسن بن عثمان بن زياد التستري من كتابه قال حدثنا إبراهيم بن عبيد الله بن موسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي قاضي بلخ قال حدثتني مريسة بنت موسى بن يونس بن أبي إسحاق و كانت عمتي قالت حدثتني صفية

الأمالي( للصدوق)، النص، ص: 151

بنت يونس بن أبي إسحاق الهمدانية و كانت عمتي قالت حدثتني بهجة بنت الحارث بن عبد الله التغلبي عن خالها عبد الله بن منصور و كان رضيعا لبعض ولد زيد بن علي ع قال: سألت جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ع فقلت حدثني عن مقتل ابن رسول الله ص فقال حدثني أبي عن أبيه قال لما حضرت معاوية الوفاة دعا ابنه يزيد لعنه الله فأجلسه بين يديه فقال له يا بني إني قد ذللت لك الرقاب الصعاب و وطدت لك البلاد و جعلت الملك و ما فيه لك طعمة و إني أخشى عليك من ثلاثة نفر يخالفون عليك بجهدهم و هم عبد الله بن عمر بن الخطاب و عبد الله بن الزبير و الحسين بن علي فأما عبد الله بن عمر فهو معك فالزمه و لا تدعه و أما عبد الله بن الزبير فقطعه إن ظفرت به إربا إربا فإنه يجثو لك كما يجثو الأسد لفريسته و يواربك مواربة الثعلب للكلب و أما الحسين ع فقد عرفت حظه من رسول الله ص و هو من لحم رسول الله و دمه و قد علمت لا محالة أن أهل العراق سيخرجونه إليهم ثم يخذلونه و يضيعونه فإن ظفرت به فاعرف حقه و منزلته من رسول الله ص و لا تؤاخذه بفعله و مع ذلك فإن لنا به خلطة و رحما و إياك أن تناله بسوء و يرى منك مكروها قال فلما هلك معاوية و تولى الأمر بعده يزيد بعث عامله على مدينة رسول الله و هو عمه عتبة بن أبي سفيان فقدم المدينة و عليها مروان بن الحكم و كان عامل معاوية فأقامه عتبة من مكانه و جلس فيه لينفذ فيه أمر يزيد فهرب مروان فلم يقدر عليه و بعث عتبة إلى الحسين بن علي فقال إن أمير المؤمنين أمرك أن تبايع له فقال الحسين ع يا عتبة قد علمت أنا أهل بيت الكرامة و معدن الرسالة و أعلام الحق الذين أودعه الله عز و جل قلوبنا و أنطق به ألسنتنا فنطقت بإذن الله عز و جل و لقد سمعت‏

الأمالي( للصدوق)، النص، ص: 152

جدي رسول الله ص يقول إن الخلافة محرمة على ولد أبي سفيان و كيف أبايع أهل بيت قد قال فيهم رسول الله ص هذا فلما سمع عتبة ذلك دعا الكاتب و كتب بسم الله الرحمن الرحيم إلى عبد الله يزيد أمير المؤمنين من عتبة بن أبي سفيان أما بعد فإن الحسين بن علي ليس يرى لك خلافة و لا بيعة فرأيك في أمره و السلام فلما ورد الكتاب على يزيد لعنه الله كتب الجواب إلى عتبة أما بعد فإذا أتاك كتابي هذا فعجل علي بجوابه و بين لي في كتابك كل من في طاعتي أو خرج عنها و ليكن مع الجواب رأس الحسين بن علي ع فبلغ ذلك الحسين فهم بالخروج من أرض الحجاز إلى أرض العراق فلما أقبل الليل راح إلى مسجد النبي ص ليودع القبر فلما وصل إلى القبر سطع له نور من القبر فعاد إلى موضعه فلما كانت الليلة الثانية راح ليودع القبر فقام يصلي فأطال فنعس و هو ساجد فجاءه النبي ص و هو في منامه فأخذ الحسين ع و ضمه إلى صدره و جعل يقبل عينيه و يقول بأبي أنت كأني أراك مرملا بدمك بين عصابة من هذه الأمة يرجون شفاعتي ما لهم عند الله من خلاق يا بني إنك قادم على أبيك و أمك و أخيك و هم مشتاقون إليك و إن لك في الجنة درجات لا تنالها إلا بالشهادة فانتبه الحسين ع من نومه باكيا فأتى أهل بيته فأخبرهم بالرؤيا و ودعهم و حمل أخواته على المحامل و ابنته و ابن أخيه القاسم بن الحسن بن علي ع ثم سار في أحد و عشرين رجلا من أصحابه و أهل بيته منهم أبو بكر بن علي و محمد بن علي و عثمان بن علي و العباس بن علي و عبد الله بن مسلم بن عقيل و علي بن الحسين‏

الأمالي( للصدوق)، النص، ص: 153

الأكبر و علي بن الحسين الأصغر ع و سمع عبد الله بن عمر بخروجه فقدم راحلته و خرج خلفه مسرعا فأدركه في بعض المنازل فقال أين تريد يا ابن رسول الله قال العراق قال مهلا ارجع إلى حرم جدك فأبى الحسين ع عليه فلما رأى ابن عمر إباءه قال يا أبا عبد الله اكشف لي عن الموضع الذي كان رسول الله ص يقبله منك فكشف الحسين ع عن سرته فقبلها ابن عمر ثلاثا و بكى و قال أستودعك الله يا أبا عبد الله فإنك مقتول في وجهك هذا فسار الحسين ع و أصحابه فلما نزلوا ثعلبية ورد عليه رجل يقال له بشر بن غالب فقال يا ابن رسول الله ص أخبرني عن قول الله عز و جل- يوم ندعوا كل أناس بإمامهم قال إمام دعا إلى هدى فأجابوه إليه و إمام دعا إلى ضلالة فأجابوه إليها هؤلاء في الجنة و هؤلاء في النار و هو قوله عز و جل- فريق في الجنة و فريق في السعير ثم سار حتى نزل العذيب فقال فيها قائلة الظهيرة ثم انتبه من نومه باكيا فقال له ابنه ما يبكيك يا أبت فقال يا بني إنها ساعة لا تكذب الرؤيا فيها و إنه عرض لي في منامي عارض فقال تسرعون السير و المنايا تسير بكم إلى الجنة ثم سار حتى نزل الرهيمة فورد عليه رجل من أهل الكوفة يكنى أبا هرم فقال يا ابن النبي ما الذي أخرجك من المدينة فقال ويحك يا أبا هرم شتموا عرضي فصبرت و طلبوا مالي فصبرت و طلبوا دمي فهربت و ايم الله ليقتلني ثم ليلبسنهم الله ذلا شاملا

الأمالي( للصدوق)، النص، ص: 154

و سيفا قاطعا و ليسلطن عليهم من يذلهم قال و بلغ عبيد الله بن زياد لعنه الله الخبر و أن الحسين ع قد نزل الرهيمية [الرهمية [الرهيمة]] فأرسل إليه الحر بن يزيد في ألف فارس قال الحر فلما خرجت من منزلي متوجها نحو الحسين ع نوديت ثلاثا يا حر أبشر بالجنة فالتفت فلم أر أحدا فقلت ثكلت الحر أمه يخرج إلى قتال ابن رسول الله ص و يبشر بالجنة فرهقه عند صلاة الظهر فأمر الحسين ع ابنه فأذن و أقام و قام الحسين ع فصلى بالفريقين جميعا فلما سلم وثب الحر بن يزيد فقال السلام عليك يا ابن رسول الله و رحمة الله و بركاته فقال الحسين ع و عليك السلام من أنت يا عبد الله فقال أنا الحر بن يزيد فقال يا حر أ علينا أم لنا فقال الحر و الله يا ابن رسول الله لقد بعثت لقتالك و أعوذ بالله أن أحشر من قبري و ناصيتي مشدودة إلى رجلي و يدي مغلولة إلى عنقي و أكب على حر وجهي في النار يا ابن رسول الله أين تذهب ارجع إلى حرم جدك فإنك مقتول فقال الحسين ع‏

سأمضي فما بالموت عار على الفتى إذا ما نوى حقا و جاهد مسلما

و واسى الرجال الصالحين بنفسه و فارق مثبورا و خالف مجرما

فإن مت لم أندم و إن عشت لم ألم كفى بك ذلا أن تموت و ترغما

ثم سار الحسين ع حتى نزل القطقطانية فنظر إلى فسطاط مضروب فقال لمن هذا الفسطاط فقيل لعبيد الله بن الحر الحنفي [الجعفي‏] فأرسل إليه الحسين ع فقال أيها الرجل إنك مذنب‏

الأمالي( للصدوق)، النص، ص: 155

خاطئ إن الله عز و جل آخذك بما أنت صانع إن لم تتب إلى الله تبارك و تعالى في ساعتك هذه فتنصرني و يكون جدي شفيعك بين يدي الله تبارك و تعالى فقال يا ابن رسول الله و الله لو نصرتك لكنت أول مقتول بين يديك و لكن هذا فرسي خذه إليك فو الله ما ركبته قط و أنا أروم شيئا إلا بلغته و لا أرادني أحد إلا نجوت عليه فدونك فخذه فأعرض عنه الحسين ع بوجهه ثم قال لا حاجة لنا فيك و لا في فرسك- و ما كنت متخذ المضلين عضدا و لكن فر فلا لنا و لا علينا فإنه من سمع واعيتنا أهل البيت ثم لم يجبنا كبه الله على وجهه في نار جهنم ثم سار حتى نزل كربلاء فقال أي موضع هذا فقيل هذا كربلاء يا ابن رسول الله فقال هذا و الله يوم كرب و بلاء و هذا الموضع الذي يهراق فيه دماؤنا و يباح فيه حريمنا فأقبل عبيد الله بن زياد بعسكره حتى عسكر بالنخيلة و بعث إلى الحسين ع رجلا يقال له عمر بن سعد في أربعة آلاف فارس و أقبل عبد الله بن الحصين التميمي في ألف فارس يتبعه شبث بن ربعي في ألف فارس و محمد بن الأشعث بن قيس الكندي أيضا في ألف فارس و كتب لعمر بن سعد على الناس و أمرهم أن يسمعوا له و يطيعوه فبلغ عبيد الله بن زياد أن عمر بن سعد يسامر الحسين ع و يحدثه و يكره قتاله فوجه إليه شمر بن ذي الجوشن في أربعة آلاف فارس و كتب إلى عمر بن سعد إذا أتاك كتابي هذا فلا تمهلن الحسين بن علي و خذ بكظمه و حل بين الماء و بينه كما حيل بين عثمان و بين الماء يوم الدار فلما وصل الكتاب إلى عمر بن‏

الأمالي( للصدوق)، النص، ص: 156

سعد لعنه الله أمر مناديه فنادى إنا قد أجلنا حسينا و أصحابه يومهم و ليلتهم فشق ذلك على الحسين ع و على أصحابه فقام الحسين ع في أصحابه خطيبا فقال اللهم إني لا أعرف أهل بيت أبر و لا أزكى و لا أطهر من أهل بيتي و لا أصحابا هم خير من أصحابي و قد نزل بي ما قد ترون و أنتم في حل من بيعتي ليست لي في أعناقكم بيعة و لا لي عليكم ذمة و هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا و تفرقوا في سواده فإن القوم إنما يطلبوني و لو ظفروا بي لذهلوا عن طلب غيري فقام إليه عبد الله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب فقال يا ابن رسول الله ما ذا يقول لنا الناس إن نحن خذلنا شيخنا و كبيرنا و سيدنا و ابن سيد الأعمام و ابن نبينا سيد الأنبياء لم نضرب معه بسيف و لم نقاتل معه برمح لا و الله أو نرد موردك و نجعل أنفسنا دون نفسك و دماءنا دون دمك فإذا نحن فعلنا ذلك فقد قضينا ما علينا و خرجنا مما لزمنا و قام إليه رجل يقال له زهير بن القين البجلي فقال يا ابن رسول الله وددت أني قتلت ثم نشرت ثم قتلت ثم نشرت ثم قتلت ثم نشرت فيك و في الذين معك مائة قتلة و إن الله دفع بي عنكم أهل البيت فقال له و لأصحابه جزيتم خيرا ثم إن الحسين ع أمر بحفيرة فحفرت حول عسكره شبه الخندق و أمر فحشيت حطبا و أرسل عليا ابنه ع في ثلاثين فارسا و عشرين راجلا ليستقوا الماء و هم على وجل شديد و أنشأ الحسين ع يقول-

يا دهر أف لك من خليل كم لك في الإشراق و الأصيل‏





الأمالي( للصدوق)، النص، ص: 157

من طالب و صاحب قتيل و الدهر لا يقنع بالبديل‏

و إنما الأمر إلى الجليل و كل حي سالك سبيلي‏

ثم قال لأصحابه قوموا فاشربوا من الماء يكن آخر زادكم و توضئوا و اغتسلوا و اغسلوا ثيابكم لتكون أكفانكم ثم صلى بهم الفجر و عبأهم تعبئة الحرب و أمر بحفيرته التي حول عسكره فأضرمت بالنار ليقاتل القوم من وجه واحد و أقبل رجل من عسكر عمر بن سعد على فرس له يقال له ابن أبي جويرية المزني فلما نظر إلى النار تتقد صفق بيده و نادى يا حسين و أصحاب الحسين أبشروا بالنار فقد تعجلتموها في الدنيا فقال الحسين ع من الرجل فقيل ابن أبي جويرية المزني فقال الحسين ع اللهم أذقه عذاب النار في الدنيا فنفر به فرسه فألقاه في تلك النار فاحترق ثم برز من عسكر عمر بن سعد رجل آخر يقال له تميم بن الحصين الفزاري فنادى يا حسين و يا أصحاب الحسين أ ما ترون إلى ماء الفرات يلوح كأنه بطون الحيات [الحيتان‏] و الله لا ذقتم منه قطرة حتى تذوقوا الموت جزعا فقال الحسين ع من الرجل فقيل تميم بن حصين فقال الحسين ع هذا و أبوه من أهل النار اللهم اقتل هذا عطشا في هذا اليوم قال فخنقه العطش حتى سقط عن فرسه فوطئته الخيل بسنابكها فمات ثم أقبل آخر من عسكر عمر بن سعد يقال له محمد بن أشعث بن قيس الكندي فقال يا حسين بن فاطمة أية حرمة لك من رسول الله ليست لغيرك قال الحسين ع هذه الآية- إن الله اصطفى آدم و نوحا و آل إبراهيم و آل عمران على العالمين ذرية الآية ثم قال‏

الأمالي( للصدوق)، النص، ص: 158

و الله إن محمدا لمن آل إبراهيم و إن العترة الهادية لمن آل محمد من الرجل فقيل محمد بن أشعث بن قيس الكندي فرفع الحسين ع رأسه إلى السماء فقال اللهم أر محمد بن الأشعث ذلا في هذا اليوم لا تعزه بعد هذا اليوم أبدا فعرض له عارض فخرج من العسكر يتبرز فسلط الله عليه عقربا فلذعه فمات بادي العورة فبلغ العطش من الحسين ع و أصحابه فدخل عليه رجل من شيعته يقال له يزيد بن الحصين الهمداني قال إبراهيم بن عبد الله راوي الحديث هو خال أبي إسحاق الهمداني فقال يا ابن رسول الله أ تأذن لي فأخرج إليهم فأكلمهم فأذن له فخرج إليهم فقال يا معشر الناس إن الله عز و جل بعث محمدا بالحق بشيرا و نذيرا- و داعيا إلى الله بإذنه و سراجا منيرا و هذا ماء الفرات تقع فيه خنازير السواد و كلابها و قد حيل بينه و بين ابنه فقالوا يا يزيد فقد أكثرت الكلام فاكفف فو الله ليعطش الحسين كما عطش من كان قبله فقال الحسين اقعد يا يزيد ثم وثب الحسين ع متوكئا على سيفه فنادى بأعلى صوته فقال أنشدكم الله هل تعرفوني قالوا نعم أنت ابن رسول الله و سبطه قال أنشدكم الله هل تعلمون أن جدي رسول الله ص قالوا اللهم نعم قال أنشدكم الله هل تعلمون أن أمي فاطمة بنت محمد قالوا اللهم نعم قال أنشدكم الله هل تعلمون أن أبي علي بن أبي طالب قالوا اللهم نعم قال أنشدكم الله هل تعلمون أن جدتي خديجة بنت خويلد أول نساء

الأمالي( للصدوق)، النص، ص: 159

هذه الأمة إسلاما قالوا اللهم نعم قال أنشدكم الله هل تعلمون أن سيد الشهداء حمزة عم أبي قالوا اللهم نعم قال فأنشدكم الله هل تعلمون أن جعفر الطيار في الجنة عمي قالوا اللهم نعم قال فأنشدكم الله هل تعلمون أن هذا سيف رسول الله و أنا متقلده قالوا اللهم نعم قال فأنشدكم الله هل تعلمون أن هذه عمامة رسول الله أنا لابسها قالوا اللهم نعم قال فأنشدكم الله هل تعلمون أن عليا كان أولهم إسلاما و أعلمهم علما و أعظمهم حلما و أنه ولي كل مؤمن و مؤمنة قالوا اللهم نعم قال فبم تستحلون دمي و أبي الذائد عن الحوض غدا يذود عنه رجالا كما يذاد البعير الصادر عن الماء و لواء الحمد في يد جدي يوم القيامة قالوا قد علمنا ذلك كله و نحن غير تاركيك حتى تذوق الموت عطشا فأخذ الحسين ع بطرف لحيته و هو يومئذ ابن سبع و خمسين سنة ثم قال اشتد غضب الله على اليهود حين قالوا عزير ابن الله و اشتد غضب الله على النصارى حين قالوا المسيح ابن الله و اشتد غضب الله على المجوس حين عبدوا النار من دون الله و اشتد غضب الله على قوم قتلوا نبيهم و اشتد غضب الله على هذه العصابة الذين يريدون قتل ابن نبيهم قال فضرب الحر بن يزيد فرسه و جاز عسكر عمر بن سعد لعنه الله إلى عسكر الحسين ع واضعا يده على رأسه و هو يقول اللهم إليك أنيب [أنبت‏] فتب علي فقد أرعبت قلوب أوليائك و أولاد نبيك يا ابن رسول الله هل لي من توبة قال نعم تاب الله عليك قال يا ابن رسول الله أ تأذن لي فأقاتل عنك فأذن له فبرز و هو يقول-

أضرب في أعناقكم بالسيف عن خير من حل بلاد الخيف‏





الأمالي( للصدوق)، النص، ص: 160

فقتل منهم ثمانية عشر رجلا ثم قتل فأتاه الحسين ع و دمه يشخب فقال بخ بخ يا حر أنت حر كما سميت في الدنيا و الآخرة ثم أنشأ الحسين يقول-

لنعم الحر حر بني رياح و نعم الحر عند مختلف الرماح‏

و نعم الحر إذ نادى حسينا فجاد بنفسه عند الصباح‏

ثم برز من بعده زهير بن القين البجلي و هو يقول مخاطبا للحسين ع‏

اليوم نلقى جدك النبيا و حسنا و المرتضى عليا

فقتل منهم تسعة عشر رجلا ثم صرع و هو يقول-

أنا زهير و أنا ابن القين أذبكم بالسيف عن حسين‏

ثم برز من بعده حبيب بن مظاهر [مظهر] الأسدي رضوان الله عليه و هو يقول-

أنا حبيب و أبي مظاهر لنحن أزكى منكم و أطهر

ننصر خير الناس حين يذكر


فقتل منهم أحدا و ثلاثين رجلا ثم قتل رضوان الله عليه ثم برز من بعده عبد الله بن أبي عروة الغفاري و هو يقول-

قد علمت حقا بنو غفار أني أذب في طلاب الثار

بالمشرفي و القنا الخطار


فقتل منهم عشرين رجلا ثم قتل رحمه الله ثم برز من بعده برير [بدير] بن خضير الهمداني‏

الأمالي( للصدوق)، النص، ص: 161

و كان أقرأ أهل زمانه و هو يقول-

أنا برير و أبي خضير لا خير فيمن ليس فيه خير

فقتل منهم ثلاثين رجلا ثم قتل رضوان الله عليه ثم برز من بعده مالك بن أنس الكاهلي و هو يقول-

قد علمت كاهلها و دودان و الخندفيون و قيس عيلان‏

بأن قومي قصم الأقران يا قوم كونوا كأسود الجان‏

آل علي شيعة الرحمن و آل حرب شيعة الشيطان‏

فقتل منهم ثمانية عشر رجلا ثم قتل رضوان الله عليه و برز من بعده زياد بن مهاصر [مهاجر] الكندي فحمل عليهم و أنشأ يقول-

أشجع من ليث العرين [العزيز] الخادر يا رب إني للحسين ناصر

و لابن سعد تارك مهاجر


فقتل منهم تسعة ثم قتل رضوان الله عليه و برز من بعده وهب بن وهب و كان نصرانيا أسلم على يد الحسين ع هو و أمه فاتبعوه إلى كربلاء فركب فرسا و تناول بيده عود الفسطاط [عمود الفسطاط] فقاتل و قتل من القوم سبعة أو ثمانية ثم استؤسر فأتي به عمر بن سعد لعنه الله فأمر بضرب عنقه و رمي به إلى عسكر الحسين ع و أخذت أمه سيفه و برزت فقال لها الحسين ع يا أم وهب اجلسي-

الأمالي( للصدوق)، النص، ص: 162

فقد وضع الله الجهاد عن النساء إنك و ابنك مع جدي محمد ص في الجنة ثم برز من بعده هلال بن حجاج و هو يقول-

أرمي بها معلمة أفواقها [أفواهها] و النفس لا ينفعها إشفاقها

فقتل منهم ثلاثة عشر رجلا ثم قتل رضوان الله عليه و برز من بعده عبد الله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب و أنشأ يقول-

أقسمت لا أقتل إلا حرا و قد وجدت الموت شيئا مرا

أكره أن أدعى جبانا فرا إن الجبان من عصى و فرا

فقتل منهم ثلاثة ثم قتل رضوان الله عليه و رحمته و برز من بعده علي بن الحسين ع فلما برز إليهم دمعت عين الحسين ع فقال اللهم كن أنت الشهيد عليهم فقد برز إليهم ابن رسولك و أشبه الناس وجها و سمتا به فجعل يرتجز و هو يقول-

أنا علي بن الحسين بن علي نحن و بيت الله أولى بالنبي‏

أ ما ترون كيف أحمي عن أبي‏


فقتل منهم عشرة ثم رجع إلى أبيه فقال يا أبت العطش فقال له الحسين ع صبرا يا بني يسقيك جدك بالكأس الأوفى فرجع فقاتل حتى قتل منهم أربعة و أربعين رجلا ثم قتل ص و برز من بعده القاسم بن الحسن بن علي ع و هو يقول-

الأمالي( للصدوق)، النص، ص: 163

لا تجزعي نفسي فكل فان اليوم تلقين ذرى الجنان‏

فقتل منهم ثلاثة ثم رمي عن فرسه رضوان الله عليه و صلواته و نظر الحسين ع يمينا و شمالا و لا يرى أحدا فرفع رأسه إلى السماء فقال اللهم إنك ترى ما يصنع بولد نبيك و حال بنو كلاب بينه و بين الماء و رمي بسهم فوقع في نحره و خر عن فرسه فأخذ السهم فرمى به و جعل يتلقى الدم بكفه فلما امتلأت لطخ بها رأسه و لحيته و يقول ألقى الله عز و جل و أنا مظلوم متلطخ بدمي ثم خر على خده الأيسر صريعا و أقبل عدو الله سنان الإيادي و شمر بن ذي الجوشن العامري لعنه الله في رجال من أهل الشام حتى وقفوا على رأس الحسين ع فقال بعضهم لبعض ما تنتظرون أريحوا الرجل فنزل سنان بن أنس الإيادي لعنه الله و أخذ بلحية الحسين ع و جعل يضرب بالسيف في حلقه و هو يقول و الله إني لأجتز رأسك و أنا أعلم أنك ابن رسول الله ص و خير الناس أما و أبا و أقبل فرس الحسين ع حتى لطخ عرفه و ناصيته بدم الحسين و جعل يركض و يصهل فسمعت بنات النبي ص صهيله فخرجن فإذا الفرس بلا راكب فعرفن أن حسينا ص قد قتل و خرجت أم كلثوم بنت الحسين واضعة يدها على رأسها تندب و تقول وا محمداه هذا الحسين بالعراء قد سلب العمامة و الرداء و أقبل سنان لعنه الله حتى أدخل رأس الحسين بن علي ع على عبيد الله بن زياد لعنه الله و هو يقول-

املأ ركابي فضة و ذهبا إني قتلت الملك المحجبا

قتلت خير الناس أما و أبا و خيرهم إذ ينسبون نسبا





الأمالي( للصدوق)، النص، ص: 164

فقال له عبيد الله بن زياد ويحك فإن علمت أنه خير الناس أبا و أما لم قتلته إذا فأمر به فضرب عنقه و عجل الله بروحه إلى النار و أرسل ابن زياد لعنه الله قاصدا إلى أم كلثوم [أخت‏] بنت الحسين ع فقال الحمد لله الذي قتل رجالكم فكيف ترون ما فعل بكم فقالت يا ابن زياد لئن قرت عينك بقتل الحسين ع فطال ما قرت عين جده به و كان يقبله و يلثم شفتيه و يضعه على عاتقه يا ابن زياد أعد لجده جوابا فإنه خصمك غدا.

المجلس الحادي و الثلاثون‏







الأمالي( للصدوق)، النص، ص: 152

...فلما سمع عتبة ذلك دعا الكاتب و كتب بسم الله الرحمن الرحيم إلى عبد الله يزيد أمير المؤمنين من عتبة بن أبي سفيان أما بعد فإن الحسين بن علي ليس يرى لك خلافة و لا بيعة فرأيك في أمره و السلام فلما ورد الكتاب على يزيد لعنه الله كتب الجواب إلى عتبة أما بعد فإذا أتاك كتابي هذا فعجل علي بجوابه و بين لي في كتابك كل من في طاعتي أو خرج عنها و ليكن مع الجواب رأس الحسين بن علي ع فبلغ ذلك الحسين فهم بالخروج من أرض الحجاز إلى أرض العراق....










****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Tuesday - 1/7/2025 - 8:16

در نقل طبری از نامه یزید ملعون به ولید بن عتبه و همین طور در نقل بلاذری در انساب الاشرف،تصریح اخذ بیعت شدیده است:فخذ حسینا...بالبیعة اخذا شدیدا لیست فیه رخصة حتی یبایعوا(تاریخ الطبری، ج 5، ص 338)نامه ای که به قدر موش گوش است و به صورت سرّی به دست حاکم مدینه رسیده است. اما در نقل ابن اعثم دو تفاوت وجود دارد:
اولا زیادتی دستور به قتل امام علیه السلام:«فمن أبي عليك منهم فاضرب عنقه و ابعث إليّ‌ برأسه»(الفتوح، ج 5، ص 10)
ثانیا صحبت از دو نامه شده است. نامه ای که در ابتدا یزید ملعون نوشت و متن آن گذشت و نامه دومی که پس از بیان حاکم بر اصرار امام بر عدم بیعت و در مقام پاسخ به او نوشت که «و ليكن مع جوابك إليّ‌ رأس الحسين بن علي»(الفتوح، ج 5، ص 18)



الفتوح لابن اعثم الکوفی، ج 5، ص9 

ذكر الكتاب إلى أهل البيعة بأخذ البيعة من عبد اللّه يزيد بن معاوية أمير المؤمنين إلى الوليد بن عتبة، أما بعد فإن

 

الفتوح، ج 5، ص 10

 معاوية كان عبد اللّه من عباده أكرمه اللّه و استخلفه و خوله و مكّن له ثم قبضه إلى روحه و ريحانه و رحمته و غفرانه، عاش بقدر و مات بأجل، عاش برا تقيا و خرج من الدنيا رضيا زكيا، فنعم الخليفة كان لا أزكيه على اللّه، هو أعلم به مني، و قد كان عهد إليّ‌ عهدا و جعلني له خليفة من بعده، و أوصاني أن أحدث آل أبي تراب بآل أبي سفيان لأنّهم أنصار الحق و طلاب العدل، فإذا ورد عليك كتابي هذا فخذ البيعة على أهل المدينة - و السلام -. قال: ثم كتب إليه في صحيفة صغيرة كأنها أذن فأرة: أما بعد فخذ الحسين بن علي و عبد الرحمن بن أبي بكر و عبد اللّه بن الزبير و عبد اللّه بن عمر بن الخطاب أخذا عنيفا ليست فيه رخصة، فمن أبي عليك منهم فاضرب عنقه و ابعث إليّ‌ برأسه. قال: فلما ورد كتاب يزيد على الوليد بن عتبة و قرأه قال: إِنّٰا لِلّٰهِ‌ وَ إِنّٰا إِلَيْهِ‌ رٰاجِعُونَ‌ ، يا ويح الوليد بن عتبة من أدخله في هذه الإمارة، ما لي و للحسين ابن فاطمة! قال: ثم بعث إلى مروان بن الحكم فأراه الكتاب فقرأه و استرجع، ثم قال: يرحم اللّه أمير المؤمنين معاوية! فقال الوليد: أشر عليّ‌ برأيك في هؤلاء القوم كيف ترى أن أصنع، فقال مروان: ابعث إليهم في هذه الساعة فتدعوهم إلى البيعة و الدخول في طاعة يزيد ، فإن فعلوا قبلت ذلك منهم، و أن أبوا قدّمهم و اضرب أعناقهم قبل أن يدروا بموت بمعاوية فإنّهم إن علموا ذلك وثب كل رجل منهم فأظهر الخلاف و دعا إلى نفسه، فعند ذلك أخاف أن يأتيك من قبلهم ما لا قبل لك به و ما لا يقوم له إلا عبد اللّه بن عمر، فإني لا أراه ينازع في هذا الأمر أحدا إلا أن تأتيه الخلافة فيأخذها عفوا، فذر عنك ابن عمر و ابعث إلى الحسين بن علي و عبد الرحمن بن

...

الفتوح، ج 5، ص 17

قال: فقال له الحسين: ويلك يا مروان! إليك عني فإنك رجس و إنا أهل بيت الطهارة الذين أنزل اللّه عزّ و جلّ‌ على نبيه محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال: إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ‌ لِيُذْهِبَ‌ عَنْكُمُ‌ الرِّجْسَ‌ أَهْلَ‌ الْبَيْتِ‌ وَ يُطَهِّرَكُمْ‌ تَطْهِيراً . قال: فنكس مروان رأسه لا ينطق بشيء، فقال له الحسين: أبشر يا بن الزرقاء بكل ما تكره من الرسول عليه السلام يوم تقدم على ربك فيسألك جدي عن حقي و حق يزيد. قال: فمضى مروان مغضبا حتى دخل على الوليد بن عتبة فخبره بما سمع من الحسين بن علي. قال: فعندها كتب الوليد إلى يزيد بن معاوية يخبره بما كان من أهل المدينة

 

الفتوح، ج 5، ص 18

 و ما كان من ابن الزبير و أمر السجن، ثم ذكر له بعد ذلك أمر الحسين بن علي أنه ليس يرى لنا عليه طاعة و لا بيعة. قال: فلما ورد الكتاب على يزيد غضب لذلك غضبا شديدا، و كان إذا غضب انقلبت عيناه فعاد أحول، قال: فكتب إلى الوليد بن عتبة. ذكر كتاب يزيد بن معاوية إلى الوليد بن عتبة من عبد اللّه يزيد أمير المؤمنين إلى الوليد بن عتبة، أما بعد، فإذا ورد عليك كتابي هذا فخذ البيعة ثانيا على أهل المدينة بتوكيد منك عليهم، و ذر عبد اللّه بن الزبير فإنه لن يفوتنا و لن ينجو منا أبدا ما دام حيا، و ليكن مع جوابك إليّ‌ رأس الحسين بن علي، فإن فعلت ذلك فقد جعلت لك أعنة الخيل و لك عندي الجائزة و الحظ‍‌ الأوفر و النعمة واحدة و السلام. قال: فلما ورد الكتاب على الوليد بن عتبة و قرأه تعاظم ذلك و قال: لا و اللّه لا يراني اللّه قاتل الحسين بن علي! و أنا [لا] أقتل ابن بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و لو أعطاني يزيد الدنيا بحذافيرها. قال: و خرج الحسين بن علي من منزله ذات ليلة و أتى إلى قبر جده صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: السلام عليك يا رسول اللّه! أنا الحسين ابن فاطمة، أنا فرخك و ابن فرختك و سبطك في الخلف الذي خلفت على أمتك فاشهد عليهم يا نبي اللّه أنهم قد خذلوني و ضيعوني و أنهم لم يحفظوني، و هذا شكواي إليك حتى ألقاك - صلّى اللّه عليك و سلّم -. ثم وثب قائما و صفّ‌ قدميه و لم يزل راكعا و ساجدا. قال: و أرسل الوليد بن عتبة إلى منزل الحسين لينظر هل خرج من المدينة أم لا، فلم يصبه في منزله فقال: الحمد للّه الذي لم يطالبني اللّه عزّ و جلّ‌ بدمه! و ظن أنه خرج من المدينة. قال: و رجع الحسين إلى منزله مع الصبح، فلما كانت الليلة الثانية خرج إلى

 

الفتوح، ج 5، ص 19

 القبر أيضا فصلى ركعتين ، فلما فرغ من صلاته جعل يقول: اللّهم! إن هذا قبر نبيك محمد و أنا ابن بنت محمد و قد حضرني من الأمر ما قد علمت، اللّهم! و إنّي أحب المعروف و أكره المنكر، و أنا أسألك يا ذا الجلال و الإكرام بحق هذا القبر و من فيه ما اخترت من أمري هذا ما هو لك رضى. قال: ثم جعل الحسين يبكي حتى إذا كان في بياض الصبح وضع رأسه على القبر فأغفى ساعة، فرأى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قد أقبل في كبكبة من الملائكة عن يمينه و عن شماله و من بين يديه و من خلفه حتى ضم الحسين إلى صدره و قبل بين عينيه و قال: يا بني! يا حسين! كأنك عن قريب أراك مقتولا مذبوحا بأرض كرب و بلاء من عصابة من أمتي و أنت في ذلك عطشان لا تسقى و ظمآن لا تروى و هم مع ذلك يرجون شفاعتي، ما لهم لا أنالهم اللّه شفاعتي يوم القيامة! فما لهم عند اللّه من خلاق، حبيبي يا حسين! إن أباك و أمك [و أخاك] قد قدموا عليّ‌ و هم إليك مشتاقون، و إن لك في الجنة درجات لن تنالها إلا بالشهادة. قال: فجعل الحسين ينظر في منامه إلى جده صلّى اللّه عليه و سلّم و يسمع كلامه و هو يقول: يا جداه! لا حاجة لي في الرجوع إلى الدنيا أبدا فخذني إليك و اجعلني معك إلى منزلك. قال: فقال له النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: يا حسين! إنه لا بد لك من الرجوع إلى الدنيا حتى ترزق الشهادة و ما كتب اللّه لك فيها من الثواب العظيم فإنك و أباك و أخاك و عمك و عم أبيك تحشرون يوم القيامة في زمرة واحدة حتى تدخلوا الجنة . قال: فانتبه الحسين من نومه فزعا مذعورا فقص رؤياه على أهل بيته و بني عبد المطلب، فلم يكن ذلك اليوم في شرق و لا غرب أشد غما من أهل بيت الرسول صلّى اللّه عليه و سلّم و لا أكثر منه باكيا و باكية. و تهيأ الحسين بن علي و عزم على الخروج من المدينة و مضى في جوف الليل إلى قبر أمه فصلى عند قبرها و ودعها، ثم قام عن قبرها و صار إلى قبر أخيه الحسن

 

الفتوح، ج 5، ص 20

 ففعل مثل ذلك ثم رجع إلى منزله. و في وقت الصبح أقبل إليه أخوه محمد ابن الحنفية.

 

 

 

مقتل الحسین للخوارزمی، ج 1، ص 254

6 - و ذكر الإمام أحمد بن أعثم الكوفي:...

مقتل الحسین للخوارزمی، ج 1، ص 262

و كتب إلى جميع البلاد بأخذ البيعة له، فكان على المدينة يومئذ مروان بن الحكم فعزله و ولى مكانه ابن عمّه - الوليد بن عتبة بن أبي سفيان - و كتب إليه: بِسْمِ‌ اللّٰهِ‌ الرَّحْمٰنِ‌ الرَّحِيمِ‌ من عبد اللّه يزيد أمير المؤمنين إلى الوليد بن عتبة: أما بعد، فإن معاوية كان عبدا من عبيد اللّه أكرمه و استخلفه و مكن له، ثمّ‌ قبضه إلى روحه و ريحانه و رحمته و ثوابه، عاش بقدر و مات بأجل، و قد كان عهد إلي و أوصاني: أن أحذر - آل أبي تراب - و جرأتهم على سفك الدّماء، و قد علمت يا وليد أن اللّه تعالى منتقم للمظلوم عثمان بن عفان من آل أبي تراب بآل سفيان، لأنهم أنصار الحقّ‌ و طلاب العدل، فإذا ورد عليك كتابي هذا، فخذ البيعة لي على جميع أهل المدينة. قال: ثمّ‌ كتب - صحيفة صغيرة - كأنها اذن فارة فيها: أما بعد - فخذ الحسين؛ و عبد اللّه بن عمر؛ و عبد الرحمن بن أبي بكر؛ و عبد اللّه بن الزبير، بالبيعة أخذا عنيفا ليست فيه رخصة، فمن أبى عليك منهم، فاضرب عنقه، و ابعث إلي برأسه و السّلام.

 

 

مقتل الحسين خوارزمی، ج 1، ص 267

از مقتل ابن اعثم کوفی

و هذا كتاب أمير المؤمنين يزيد. فقال الحسين: «إنا للّه و إنا إليه راجعون، و عظّم اللّه لك الأجر أيها الأمير!، و لكن لما ذا دعوتني»؟ فقال: دعوتك للبيعة التي قد اجتمع الناس عليها، فقال الحسين: «أيها الأمير! إنّ‌ مثلي لا يعطي بيعته سرا، و إنما يجب أن تكون البيعة علانية بحضرة الجماعة، فإذا دعوت النّاس غدا إلى البيعة دعوتنا معهم، فيكون الأمر واحدا»، فقال الوليد: أبا عبد اللّه! و اللّه، لقد قلت فأحسنت القول، و أجبت جواب مثلك، و هكذا كان ظني بك، فانصرف راشدا، و تأتينا غدا مع النّاس. فقال مروان: أيها الأمير! إن فارقك الساعة و لم يبايع، فإنك لم تقدر منه على مثلها أبدا، حتّى تكثر القتلى بينك و بينه، فاحبسه عندك، و لا تدعه يخرج، أو يبايع و إلا فاضرب عنقه. فالتفتّ‌ إليه الحسين و قال: «ويلي عليك، يا ابن الزرقاء! أ تأمر بضرب عنقي، كذبت و اللّه، و لؤمت، و اللّه لو رام ذلك أحد لسقيت الأرض من دمه قبل ذلك، فإن شئت ذلك فرم أنت ضرب عنقي إن كنت صادقا» ثمّ‌ أقبل الحسين على الوليد، فقال: «أيها الأمير! إنّا أهل بيت النبوّة، و معدن الرسالة؛ و مختلف الملائكة؛ و مهبط‍‌ الرحمة؛ بنا فتح اللّه و بنا ختم؛ و يزيد رجل فاسق شارب خمر؛ قاتل نفس؛ معلن بالفسق، فمثلي لا يبايع لمثله و لكن نصبح و تصبحون؛ و ننظر و تنظرون أينا أحق بالخلافة و البيعة»؟ قال: و سمع من بالباب صوت الحسين، و قد علا فهمّوا أن يقتحموا عليهم بالسيوف، و لكن خرج إليهم الحسين، فأمرهم بالانصراف إلى منازلهم، و ذهب إلى منزله. فقال مروان للوليد: عصيتني أيها الأمير! حتى أفلت الحسين من

 

مقتل الحسین خوارزمی،ج 1،  ص268 

يديك، أم و اللّه، لا تقدر منه على مثلها أبدا، و و اللّه، ليخرجنّ‌ عليك و على أمير المؤمنين فاعلم ذلك، فقال الوليد لمروان: و يحك، إنك قد أشرت عليّ‌ بقتل الحسين، و في قتله: ذهاب ديني و دنياي، و اللّه، إني لا احب أن أملك الدّنيا بأسرها شرقها و غربها و إني قتلت - الحسين بن فاطمة -، و اللّه، ما أظن أحدا يلقى اللّه يوم القيامة بدمه إلاّ و هو خفيف الميزان عند اللّه، لا ينظر إليه و لا يزكيه و له عذاب أليم. قال: و أصبح الحسين من غده يستمع الأخبار فاذا هو بمروان بن الحكم قد عارضه في طريقه، فقال: أبا عبد اللّه! إني لك ناصح فأطعني ترشد و تسدد، فقال: «و ما ذاك‌؟ قل أسمع»، فقال: إني أرشدك لبيعة يزيد، فإنها خير لك في دينك و في دنياك، فاسترجع الحسين، و قال: «إنا للّه و إنا إليه راجعون، و على الإسلام السّلام إذا بليت الامة براع مثل يزيد، ثم قال: يا مروان! أ ترشدني لبيعة يزيد، و يزيد رجل فاسق، لقد قلت شططا من القول و زللا، و لا ألومك فإنك - اللعين - الذي لعنك رسول اللّه، و أنت في صلب أبيك - الحكم بن العاص -، و من لعنه رسول اللّه فلا ينكر منه أن يدعو لبيعة يزيد، إليك عني يا عدو اللّه! فإنّا أهل بيت رسول اللّه، الحقّ‌ فينا ينطق على ألسنتنا، و قد سمعت جدّي رسول اللّه يقول: الخلافة محرّمة على آل أبي سفيان الطلقاء و أبناء الطلقاء، فإذا رأيتم معاوية على منبري فأبقروا بطنه، و لقد رآه أهل المدينة على منبر رسول اللّه فلم يفعلوا به ما امروا، فابتلاهم بابنه يزيد». فغضب مروان من كلام الحسين فقال: و اللّه، لا تفارقني حتّى تبايع ليزيد صاغرا، فإنكم - آل أبي تراب - قد ملئتم شحناء، و اشربتم بغض - آل أبي سفيان -، و حقيق عليهم أن يبغضوكم.

 

مقتل الحسین خوارزمی،ج 1،  ص269

فقال الحسين: «إليك عني، فإنك رجس، و إني من أهل بيت الطهارة قد أنزل اللّه فينا: إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ‌ لِيُذْهِبَ‌ عَنْكُمُ‌ الرِّجْسَ‌ أَهْلَ‌ الْبَيْتِ‌ وَ يُطَهِّرَكُمْ‌ تَطْهِيراً » الأحزاب/ 33، فنكس رأسه و لم ينطق. ثمّ‌ قال له الحسين: «ابشر، يا ابن الزرقاء! بكل ما تكره من رسول اللّه، يوم تقدم على ربّك فيسألك جدي عن حقي و حق يزيد»، فمضى مروان الى الوليد و أخبره بمقالة الحسين. قال: و كان - عبد اللّه بن الزبير - مضى إلى مكة حين اشتغلوا بمحاورة الحسين، و تنكب الطريق، فبعث الوليد بثلاثين رجلا في طلبه، فلم يقدروا عليه، فكتب الوليد إلى يزيد يخبره بما كان من أمر ابن الزبير؛ و من أمر الحسين، و أنّه لا يرى عليه طاعة و لا بيعة. فلما ورد الكتاب على يزيد غضب غضبا شديدا، و كان إذا غضب احولّت عيناه، فكتب إلى الوليد: بِسْمِ‌ اللّٰهِ‌ الرَّحْمٰنِ‌ الرَّحِيمِ‌ من يزيد أمير المؤمنين إلى الوليد بن عتبة أما بعد، فإذا ورد عليك كتابي هذا، فخذ البيعة ثانية على - أهل المدينة - توكيدا منك عليهم، و ذر عبد اللّه بن الزبير فإنه لن يفوتنا، و لن ينجو منا أبدا ما دمنا أحياء، و ليكن مع جواب كتابي هذا رأس الحسين، فإن فعلت ذلك، جعلت لك أعنة الخيل، و لك عندي الجائزة العظمى؛ و الحظ‍‌ الأوفر، و السّلام. فلما ورد الكتاب على الوليد أعظم ذلك، و قال: و اللّه، لا يراني اللّه، و أنا قاتل الحسين بن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و لو جعل لي يزيد الدنيا و ما فيها. قال: و خرج الحسين من منزله ذات ليلة و أتى قبر جدّه صلّى اللّه عليه و آله فقال: «السلام عليك يا رسول اللّه! أنا الحسين بن فاطمة، فرخك و ابن فرختك،

 

مقتل الحسین خوارزمی، ج 1، ص 270

و سبطك و الثقل الذي خلفته في امتك، فاشهد عليهم، يا نبيّ‌ اللّه! أنهم قد خذلوني، و ضيّعوني، و لم يحفظوني، و هذه شكواي إليك حتّى ألقاك - صلّى اللّه عليك». ثم صفّ‌ قدميه، فلم يزل راكعا ساجدا. قال: و أرسل الوليد بن عتبة إلى منزل الحسين لينظر: أخرج من المدينة أم لا؟ فلم يصب في منزله، فقال: الحمد للّه إذ خرج و لم يبتلني اللّه في دمه، قال: و رجع الحسين إلى منزله عند الصبح.

 

 

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب)، ج‏4، ص: 88
غيره و أما ابن أبي بكر فإنه مولع بالنساء و اللهو و أما ابن الزبير فإنه يراوغك روغان الثعلب و يجثم عليك جثوم الأسد «1» فإن قدرت عليه فقطعه إربا إربا و أما الحسين فإن أهل العراق لن يدعوه حتى يخرجوه فإن قدرت عليه فاصفح عنه فإن له رحما ماسة و حقا عظيما. قال فلما مات معاوية كتب يزيد إلى الوليد بن عقبة بن أبي سفيان بالمدينة يأخذ البيعة من هؤلاء الأربعة أخذا ضيقا ليست فيه رخصة فمن تأبى عليك منهم فاضرب عنقه و ابعث إلي برأسه

 

 

الدر النظيم في مناقب الأئمة اللهاميم، ص: 540

المؤلف: جمال الدین یوسف بن حاتم شامی از علمای قرن هفتم

فصل‏
قال ابن عباس رضي الله عنهما: لما اشتد برسول الله صلى الله عليه و آله مرضه الذي مات فيه حضرته و قد ضم الحسين عليه السلام الى صدره يسيل من عرقه عليه و هو يجود بنفسه و يقول: مالي و ليزيد، لا بارك الله فيه، اللهم العن يزيد. ثم غشي عليه طويلا و أفاق و جعل يقبل الحسين و عيناه تذرفان و يقول: أما ان لي و لقاتلك مقاما بين يدي الله «2».
فلما مات معاوية و ذلك في النصف من رجب سنة ستين من الهجرة كتب يزيد الى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان- و كان واليا على المدينة من قبل معاوية- يأمره بأخذ البيعة ليزيد من أهل الحجاز و أن يدعو الحسين بن علي عليهما السلام و عبد الله بن عمر و عبد الله بن الزبير و عبد الرحمن بن أبي بكر و أن لا يفارقهم دون البيعة، و من أبى منهم قتله.

 

 

 

تسلية المجالس و زينة المجالس (مقتل الحسين عليه السلام)، ج‏2، ص: 154
فكتب الوليد إلى يزيد يخبره الخبر بما كان من ابن الزبير، ثم ذكر له بعد ذلك أمر الحسين، فلما ورد الكتاب على يزيد و قرأه غضب غضبا شديدا، و كان إذا غضب انقلبت عيناه فصار أحول،
 [كتاب يزيد إلى الوليد بن عتبة يأمره بأخذ البيعة ثانية على أهل المدينة و بقتل الحسين عليه السلام‏]
فكتب إلى الوليد بن عتبة:
من عبد الله أمير المؤمنين يزيد إلى الوليد بن عتبة.
أما بعد:
فإذا ورد عليك كتابي هذا فخذ البيعة ثانيا على أهل المدينة و ذر عبد الله ابن الزبير فإنه لا يفوتنا، و ليكن مع جواب كتابي رأس الحسين، فإن فعلت ذلك فقد جعلت لك أعنة الخيل، و لك عندي الجائزة العظمى و الحظ الأوفر، و السلام.
فلما ورد الكتاب على الوليد و قرأه عظم ذلك عليه، ثم قال: لا و الله لا يراني الله بقتل ابن نبيه «2» و لو جعل يزيد لي الدنيا بما فيها.

 

 






****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Tuesday - 1/7/2025 - 9:37

قال أبو مخنف وعوانة وغيرهما: ولي يزيد بن معاوية وعمال أبيه: على الكوفة النعمان بن بشير الأنصاري، وعلى البصرة عبيد الله بن زياد، وعلى المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، وعلى مكة عمرو بن سعيد الأشدق - وقال بعضهم: كان على مكة الحارث بن خالد، وعلى المدينة الأشدق والأول أثبت - فلما ولي كتب إلى الوليد مع عبد الله بن عمرو بن أويس، أحد بني عامر بن لؤي: أما بعد فإن معاوية بن أبي سفيان كان عبدا من عبيد الله أكرمه الله واستخلفه وخوله ومكن له فعاش بقدر، ومات بأجل فرحمة الله عليه، فقد عاش محمودا، ومات برا تقيا. والسلام.
وكتب إليه في صحيفة كأنها أذن فأره: أما بعد فخذ حسينا وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير بالبيعة أخذا شديدا، ليست فيه رخصة ولا هوادة، حتى يبايعوا والسلام.
--------
ج 5 ص313 - كتاب أنساب الأشراف ط الفكر - ذكر ما كان من أمر الحسين بن علي وعبد الله بن عمر وابن الزبير في بيعة يزيد بعد موت معاوية بن أبي سفيان - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/9773/2045#p3

 

 

ما بعد، فخذ حسينا وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير بالبيعة أخذا شديدا ليست فيه رخصة حتى يبايعوا، والسلام.
--------
ج 5ص338 - كتاب تاريخ الطبري تاريخ الرسل والملوك وصلة تاريخ الطبري - خلافه يزيد بن معاويه - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/9783/2798#p6

 

 

وكتب إليه في صحيفة كأنها أذن فأرة: أما بعد، فخذ حسينا، وابن عمر، وابن الزبير بالبيعة أخذا شديدا ليست فيه رخصة. والسلام (٢).
--------
ج 8ص6 - كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان - الباب الثاني في ذكر يزيد بن معاوية - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/23644/3477#p5

 

وكتب إليه في صحيفة كأنها أذن الفأرة: أما بعد، فخذ حسينا وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير بالبيعة أخذا شديدا ليست فيه رخصة حتى يبايعوا، والسلام. فلما أتاه نعي معاوية فظع به وكبر عليه، فبعث إلى مروان، فقرأ عليه الكتاب، واستشاره في أمر هؤلاء النفر، فقال: أرى أن تدعوهم قبل أن يعلموا بموت معاوية إلى البيعة، فإن أبوا ضربت أعناقهم. فأرسل من فوره عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان إلى الحسين وابن الزبير وهما في المسجد، فقال لهما: أجيبا الأمير. فقالا: انصرف، الآن نأتيه. فلما انصرف عنهما قال الحسين لابن الزبير: إني أرى طاغيتهم قد هلك. قال ابن الزبير: وأنا ما أظن غيره. قال: ثم نهض حسين فأخذ معه مواليه، وجاء باب الأمير، فاستأذن فأذن له، فدخل وحده، وأجلس مواليه على الباب، وقال: إن سمعتم أمرا يريبكم فادخلوا. فسلم وجلس ومروان عنده، فناوله الوليد بن عتبة الكتاب، ونعى إليه
--------
 ج 11ص467 - كتاب البداية والنهاية ت التركي - إمارة يزيد بن معاوية وما جرى في أيامه من الحوادث والفتن - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/4445/6690#p2






****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Tuesday - 1/7/2025 - 7:40

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏44، ص: 310
باب 37 ما جرى عليه بعد بيعة الناس ليزيد بن معاوية إلى شهادته صلوات الله عليه و لعنة الله على ظالميه و قاتليه و الراضين بقتله و المؤازرين عليه‏
أقول بدأت أولا في إيراد تلك القصص الهائلة بإيراد رواية أوردها الصدوق رحمه الله ثم جمعت في إيراد تمام القصة بين رواية المفيد رحمه الله في الإرشاد و رواية السيد بن طاوس رحمه الله في كتاب الملهوف و رواية الشيخ جعفر بن محمد بن نما في كتاب مثير الأحزان و رواية أبي الفرج الأصفهاني في كتاب مقاتل الطالبيين و رواية السيد العالم محمد بن أبي طالب بن أحمد الحسيني الحائري من كتاب كبير جمعه في مقتله ع و رواية صاحب كتاب المناقب الذي ألفه بعض القدماء من الكتب المعتبرة و ذكر أسانيده إليها و مؤلفه إما من الإمامية أو من الزيدية و عندي منه نسخة قديمة مصححة و رواية المسعودي في كتاب مروج الذهب و هو من علمائنا الإمامية و رواية ابن شهرآشوب في المناقب و رواية صاحب كشف الغمة و غير ذلك مما قد نصرح باسم من ننقل عنه ثم نختم الباب بإيراد الأخبار المتفرقة.
1- لي، الأمالي للصدوق محمد بن عمر البغدادي الحافظ عن الحسن بن عثمان بن زياد التستري من كتابه عن إبراهيم بن عبيد الله بن موسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي قاضي بلخ قال حدثتني مريسة بنت موسى بن يونس بن أبي إسحاق و كانت عمتي قالت حدثتني صفية بنت يونس بن أبي إسحاق الهمدانية و كانت عمتي قالت حدثتني بهجة بنت الحارث بن عبد الله التغلبي عن خالها عبد الله بن منصور و كان رضيعا لبعض ولد زيد بن علي قال سألت جعفر بن محمد بن علي‏
                       

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏44، ص: 311
بن الحسين فقلت حدثني عن مقتل ابن رسول الله ص فقال حدثني أبي عن أبيه ع قال: ...
                       

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏44، ص: 312
 قال فلما هلك معاوية و تولى الأمر بعده يزيد لعنه الله بعث عامله على مدينة رسول الله ص و هو عمه عتبة بن أبي سفيان فقدم المدينة و عليها مروان بن الحكم و كان عامل معاوية فأقامه عتبة من مكانه و جلس فيه لينفذ فيه أمر يزيد فهرب مروان فلم يقدر عليه «2» و بعث عتبة إلى الحسين بن علي ع فقال إن أمير المؤمنين أمرك أن تبايع له فقال الحسين ع يا عتبة قد علمت أنا أهل بيت الكرامة و معدن الرسالة و أعلام الحق الذين أودعه الله عز و جل قلوبنا و أنطق به ألسنتنا فنطقت بإذن الله عز و جل و لقد سمعت جدي رسول الله يقول إن الخلافة محرمة على ولد أبي سفيان و كيف أبايع أهل بيت قد قال فيهم رسول الله هذا فلما سمع عتبة ذلك دعا الكاتب و كتب- بسم الله الرحمن الرحيم إلى عبد الله يزيد أمير المؤمنين من عتبة بن أبي سفيان أما بعد فإن الحسين بن علي ليس يرى لك خلافة و لا بيعة فرأيك في أمره و السلام فلما ورد الكتاب على يزيد لعنه الله كتب الجواب إلى عتبة أما بعد فإذا أتاك كتابي هذا فعجل علي بجوابه و بين لي في كتابك كل من في طاعتي أو خرج عنها و ليكن مع الجواب رأس الحسين بن علي فبلغ ذلك الحسين ع فهم بالخروج من أرض الحجاز إلى أرض العراق‏

 

عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد، ج‏17-الحسين‏ع، ص: 161
فلما ورد الكتاب على يزيد لعنه الله كتب الجواب إلى عتبة:
 «أما بعد فإذا أتاك كتابي هذا فعجل علي بجوابه، و بين لي في كتابك كل من في طاعتي أو خرج عنها و ليكن مع الجواب رأس الحسين بن علي عليهما السلام».