يزيد بن معاوية(25 - 64 هـ = 645 - 683 م)

ليت أشياخي ببدر لعبت هاشم بالملك


ليت أشياخي ببدر لعبت هاشم بالملك
منابع شعرخوانی یزید به ترتیب تاریخ
فهرست ترتیب کتب بر حسب زمان
تشکیک و انکار
اصل شعر ابن الزبعری-لیت أشیاخي ببدر
فو الله لا تمحو ذکرنا و لا تمیت وحینا-یزید به تبع پدرش در صدد محو وحی بود


تشکیک و انکار



نهاية الأرب في فنون الأدب (20/ 495)
المؤلف: أحمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الدائم القرشي التيمي البكري، شهاب الدين النويري (المتوفى: 733هـ)
وقيل: إن يزيد بن معاوية لمّا بلغه ما كان من خبر هذه الوقعة قال:
ليت أشياخى ببدر شهدوا ... جزع الخزرج من وقع الأسل
لأهلّوا واستهلّوا فرحا ... ثم قالوا يا يزيد لا تشل
لست من عتبة إن لم أثّئر [1] ... من بنى أحمد ما كان فعل
هكذا حكى [2] عن بعض المؤرخين. والذى أعتقده أن هذه الأبيات مفتعلة عنه ومنسوبة [3] إليه، فإنها لا تصدر إلّا ممن نزع ربقة [4] الإسلام من عنقة. والله أعلم.


البداية والنهاية ط إحياء التراث (8/ 256)
وروى المدائني أن مسلم بن عقبة بعث روح بن زنباع إلى يزيد ببشارة الحرة، فلما أخبره بما وقع قال: واقوماه، ثم دعا الضحاك بن قيس القهري فقال له: ترى ما لقي أهل المدينة؟ فما الذي يجبرهم؟ قال: الطعام والأعطية، فأمر بحمل الطعام إليهم وأفاض عليهم أعطيته.
وهذا خلاف ما ذكره كذبة الروافض عنه من أنه شمت بهم واشتفى بقتلهم، وأنه أنشد ذكرا وأثرا شعر ابن الزبعرى المتقدم ذكره.








البداية والنهاية ط إحياء التراث (8/ 208)
ولما وضع رأس الحسين بين يدي يزيد قال: أما والله لو أني صاحبك ما قتلتك، ثم أنشد قول الحسين بن الحمام المري الشاعر: يفلقن هاما من رجال أعزة (2) * علينا وهم كانوا أعق وأظلما قال أبو مخنف: فحدثني أبو جعفر العبسي قال: وقام يحيى بن الحكم (3) - أخو مروان بن الحكم - فقال:
لهام بجنب الطف أدنى قرابة * من ابن زياد العبد في الحسب الوغل سمية أضحى (1) نسلها عدد الحصى * وليس لآل المصطفى اليوم من نسل قال: فضرب يزيد في صدر يحيى بن الحكم وقال له: اسكت، وقال محمد بن حميد الرازي - وهو شيعي -: ثنا محمد بن يحيى الأحمري ثنا ليث عن مجاهد قال، لما جئ برأس الحسين فوضع بين يدي يزيد تمثل بهذه الأبيات: ليت أشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج في وقع الأسل فأهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا لي هنيا لا تسل حين حكت بفناء بركها * واستحر القتل في عبد الأسل قد قتلنا الضعف من أشرافكم * وعدلنا ميل بدر فاعتدل (2) قال مجاهد: نافق فيها، والله ثم والله ما بقي في جيشه أحد إلا تركه أي ذمه وعابه.
وقد اختلف العلماء بعدها في رأس الحسين هل سيره ابن زياد إلى الشام إلى يزيد أم لا، على قولين، الأظهر منهما أنه سيره إليه، وقد ورد في ذلك آثار كثيرة فالله أعلم.


الاسم : محمد بن حميد بن حيان التميمى ، أبو عبد الله الرازى
الطبقة : 10 : كبار الآخذين عن تبع الأتباع
الوفاة : 248 هـ
روى له : د ت ق ( أبو داود - الترمذي - ابن ماجه )
رتبته عند ابن حجر : حافظ ضعيف ، و كان ابن معين حسن الرأى فيه
رتبته عند الذهبي : الحافظ ، وثقه جماعة و الأولى تركه



البداية والنهاية ط إحياء التراث (8/ 222)
وذكر ابن عساكر في تاريخه في ترجمته ريا حاضنة يزيد بن معاوية، أن يزيد حين وضع رأس الحسين بين يديه تمثل بشعر ابن الزبعرى يعني قوله: ليت أشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الأسل





البداية والنهاية ط إحياء التراث (8/ 245)
وأما ما يوردونه عنه من الشعر في ذلك واستشهاده بشعر ابن الزبعرى في وقعة أحد التي يقول فيها: ليت أشياخي ببدر شهدوا * جزع (2) الخزرج من وقع الأسل حين حلت بفنائهم (3) بركها * واستحر القتل في عبد الأشل قد قتلنا الضعف من أشرافهم * وعدلنا ميل بدر فاعتدل (4)
وقد زاد بعض الروافض فيها فقال: لعبت هاشم بالملك فلا * ملك جاءه ولا وحي نزل فهذا إن قاله يزيد بن معاوية فلعنة الله عليه ولعنة اللاعنين، وإن لم يكن قاله فلعنة الله على من وضعه عليه ليشنع به عليه، وسيذكر في ترجمة يزيد بن معاوية قريبا، وما ذكر عنه وما قيل فيه وما كان يعانيه من الأفعال والقبائح والأقوال في السنة الآتية، فإنه لم يمهل بعد وقعة الحرة وقتل الحسين إلا يسيرا حتى قصمه الله الذي قصم الجبابرة قبله وبعده، إنه كان عليما قديرا.




تاريخ دمشق لابن عساكر (69/ 158)
المؤلف: أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر (المتوفى: 571هـ)
9343 - ريا حاضنة زيد بن معاوية امرأة شاعرة عاشت إلى أن أدركت دولة بني العباس وحكت أن أمها أدركت النبي (صلى الله عليه وسلم) وسمعت من عمر بن الخطاب يحكي عنها حمزة بن يزيد الحضرمي والد يحيى بن حمزة أنبأنا أبو القاسم النسيب نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني وحدثني أبو القاسم بن السمرقندي قال وجدت في كتاب جدي لأمي (1) أبي القاسم عبد الرحمن بن بكران المقرئ الدربندي (2) قالا أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو الحارث أحمد بن محمد بن عمارة بن أحمد ابن أبي الخطاب أنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة حدثني أبي عن أبيه يحيى بن حمزة بن يزيد (3) أخبرني أبي حمزة بن يزيد الحضرمي قال رأيت امرأة من أجمل النساء وأعقلهن يقال لها ريا كان بنو أمية يكرمونها وكان هشام يكرمها وكانت إذا جاءت إلى هشام تجئ راكبة فكل من رآها من بني أمية أكرمها ويقولون ريا حاضنة يزيد بن معاوية فكانوا يقولون قد بلغت من السن مائة سنة وحسن وجهها وجمالها باق بنضارته فلما كان من الأمر الذي كان استترت في بعض منازل أهلنا فسمعتها وهي تقول وتعيب بني أمية مداراة لنا قالت دخل بعض بني أمية على يزيد فقال أبشر يا أمير المؤمنين فقد أمكنك الله من عدو الله وعدوك يعني الحسين بن علي قد قتل ووجه برأسه إليك فلم يلبث إلا أياما حتى جئ برأس الحسين فوضع بين يدي يزيد في طشت (4) فأمر الغلام فرفغ الثوب الذي كان عليه فحين رآه خمر وجهه بكمه كأنه يشم منه رائحة وقال الحمد لله الذي كفانا المؤنة بغير مؤنة " كل ما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله " (5) قالت ريا فدنوت منه فنظرت إليه وبه ردع (6) من حناء قال حمزة فقلت لها اقرع ثناياه بالقضيب كما يقولون قالت أي والذي ذهب بنفسه وهو قادر على أن يغفر له لقد رأيته يقرع ثناياه بقضيب في يده ويقول أبياتا من شعر ابن الزبعري ولقد جاء رجل من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال له قد أمكنك الله من عدو الله وابن عدو أبيك فاقتل هذا الغلام (1) ينقطع هذا النسل فإنك لا ترى ما تحب وهم أحياء (2) آخر من ينازع فيه يعني علي بن حسين بن علي لقد رأيت ما لقي أبوك من أبيه وما لقيت أنت منه وقد رأيت ما صنع مسلم بن عقيل (3) فاقطع أصل هذا البيت فإنك إن قتلت هذا الغلام انقطع نسل الحسين خاصة وإلا فالقوم ما بقي منهم أحد طالبك بهم وهم قوم ذوو (4) مكر والناس إليهم مائلون وخاصة غوغاء أهل العراق يقولون ابن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ابن علي وفاطمة اقتله فليس هو بأكرم من صاحب هذا الرأس فقال لا قمت ولا قعدت فإنك ضعيف مهين بل أدعهم كلما طلع منهم طالع أخذته سيوف آل أبي سفيان قال إني قد سميت الرجل الذي من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولكن لا أسميه أبدا ولا أذكره قال حمزة فسألتها من هي فقالت كانت أمي امرأة من كلب وكان أبي رجلا من موالي بني أمية وقالت لي ماتت أمي يوم ماتت ولها مائة سنة وعشر سنين وذكرت أن أمها عجيبة عاشت تسعين سنة وأنها أدركت زمن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وسمعت وهي امرأة أم أولاد وأنها رأت عمر بن الخطاب حين قدم الشام وهي مسلمة قال أحمد قال أبي قال لي يحيى بن حمزة قال أبي يعني حمزة بن يزيد (5) قد رأيت ديا بعد ذلك مقتولة مطروحة على درج جيرون (6) مكشوفة الفرج في فرجها قصبة مغروزة قال حمزة وقد كان حدثني بعض أهلنا أنه رأى رأس الحسين مصلوبا بدمشق ثلاثة أيام قال أبي فحدثني أبي عن أبيه أنه حدثه أن ريا حدثته أن الرأس مكث في خزائن السلاح حتى ولي سليمان بن عبد الملك فبعث إليه فجاء به وقد قحل (1) وبقي عظم أبيض فجعله في سفط وطيبه (2) وجعل عليه ثوبا ودفنه في مقابر المسليمن فلما ولي عمر بن عبد العزيز بعث إلى الخازن خازن بيت السلاح وجه إلي رأس الحسين بن علي فكتب إليه أن سليمان أخذه وجعله في سفط وصلى عليه ودفنه فصح ذلك عنده فما دخلت المسودة سألوا عن موضع الرأس فنبشوه وأخذوه والله أعلم ما صنع به (3) قال حمزة ما رأيت في النساء أجود من ريا قلت كيف علمت أنه شعر ابن الزبعري قال أنشدتني مائة بيت من قولها ترثي بها يزيد وذهبت في عهد عبد الله بن طاهر قال محمد كنت ذكرتها لبعض من جاء مع عبد الله فاستعارها مني ومطلني بها وأنسيتها وخرج وهي عنده فذهبت








سير أعلام النبلاء ط الرسالة (3/ 319)
أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة: حدثني أبي، عن أبيه، قال:
أخبرني أبي حمزة بن يزيد الحضرمي، قال:
رأيت امرأة من أجمل النساء وأعقلهن، يقال لها: ريا؛ حاضنة يزيد - يقال: بلغت مائة سنة - قالت:
دخل رجل على يزيد، فقال: أبشر، فقد أمكنك الله من الحسين.
وجيء برأسه، قال: فوضع في طست، فأمر الغلام، فكشف، فحين رآه، خمر وجهه، كأنه شم منه.
فقلت لها: أقرع ثناياه بقضيب؟
قالت: إي والله.
ثم قال حمزة: وقد حدثني بعض أهلنا: أنه رأى رأس الحسين مصلوبا بدمشق ثلاثة أيام.
وحدثتني ريا: أن الرأس مكث في خزائن السلاح حتى ولي سليمان، فبعث، فجيء به، وقد بقي عظما أبيض، فجعله في سفط، وطيبه، وكفنه، ودفنه في مقابر المسلمين.
فلما دخلت المسودة، سألوا عن موضع الرأس، فنبشوه، وأخذوه، فالله أعلم ما صنع به.
وذكر باقي الحكاية وهي قوية الإسناد.










تاريخ الإسلام ت بشار (2/ 636)
وقال أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة: حدثني أبي، عن أبيه قال: أخبرني أبي حمزة بن يزيد الحضرمي قال: رأيت امرأة من أجمل النساء وأعقلهن يقال لها: ريا، حاضنة يزيد بن معاوية، يقال: بلغت مائة سنة، قالت: دخل رجل على يزيد فقال: يا أمير المؤمنين، أبشر؛ فقد مكنك الله من الحسين، قتل وجيء برأسه إليك، قالت: فوضع في طست، فأمر الغلام فكشفه، فحين رآه خمر وجهه كأنه يشم منه رائحة، قال حمزة: فقلت لها: أقرع ثناياه بقضيب؟ قالت: إي والله، ثم قال حمزة: وقد كان حدثني بعض أهلنا أنه رأى رأس الحسين مصلوبا بدمشق ثلاثة أيام. [ص:638]
وحدثتني ريا أن الرأس مكث في خزائن السلاح حتى ولي سليمان الخلافة، فبعث فجيء به وقد بقي عظما أبيض، فجعله في سفط وطيبه وكفنه ودفنه في مقابر المسلمين، فلما دخلت المسودة سألوا عن موضع الرأس فنبشوه وأخذوه، فالله أعلم ما صنع به. وذكر الحكاية وهي طويلة قوية الإسناد. رواه عبد الرحمن بن أبي نصر، عن أحمد بن محمد بن عمارة، عن المذكور.




الكتاب: الجزء المتمم لطبقات ابن سعد [الطبقة الخامسة في من قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهم أحداث الأسنان]
المؤلف: أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع الهاشمي بالولاء، البصري، البغدادي المعروف بابن سعد (المتوفى: 230هـ)
تحقيق: محمد بن صامل السلمي
الناشر: مكتبة الصديق - الطائف
الطبعة: الأولى، 1414 هـ - 1993 م
عدد الأجزاء: 2

الطبقات الكبرى - متمم الصحابة - الطبقة الخامسة (1/ 490)
قال: وبعث يزيد برأس الحسين إلى عمرو بن سعيد بن العاص وهو عامل له يومئذ على المدينة «6» فقال عمرو: وددت أنه لم يبعث به إلي. فقال
__________
(1) في المحمودية:، من موالي علي،.
(2) انظر نسب قريش (ص: 58) .
(3) النص من قول سكينة بنت الحسين: يا يزيد ... إلى هنا أورده الطبري في تاريخه: 5/ 457- 462 بسياق مختلف في التقديم والتأخير والزيادة. من رواية أبي مخنف.
(4) في المحمودية، حريث بن مسعود،.
(5) في المحمودية، من بني بهراء، وبهراء قبيلة نزل أكثرها مدينة حمص من الشام وهم من قضاعة أخو بلي بن عمرو (انظر اللباب في تهذيب الأنساب: 1/ 191) .
(6) ذكر المصنف هذا القول ضمن الإسناد الجمعي الذي قدم به مقتل الحسين رضي الله عنه وذلك الإسناد لا تقوم به حجة. وقد أشار ابن كثير في البداية والنهاية: 8/ 204 إلى هذا القول ونسبه إلى ابن سعد ثم نقل عن ابن أبي الدنيا من طريق عثمان بن عبد الرحمن عن محمد بن عمر بن صالح- قال: وهما ضعيفان- أن الرأس لم يزل في خزانة يزيد حتى توفي. فأخذ من خزانته فكفن ودفن داخل باب الفراديس من مدينة دمشق. وفي رواية أخرى أخرجها ابن عساكر في ترجمة ريا حاضنة يزيد أن رأس الحسين وضع في خزائن السلاح حتى كان زمن سليمان بن عبد الملك فدفن في مقبرة المسلمين. ثم لما جاءت دولة بني العباس نبشوه وأخذوه معهم (مختصر تاريخ دمشق: 8/ 369) ، وأورد الذهبي في السير: 3/ 319 سند هذه الحكاية عن ابن عساكر هكذا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة ابن يزيد الحضرمي: حدثني أبي عن أبيه قال أخبرني أبي. حمزة بن يزيد الحضرمي. قال: رأيت امرأة ... ثم قال الذهبي: وهي قوية الإسناد. قلت: ريا حاضنة يزيد. قال ابن عساكر: إنها عمرت إلى زمن الدولة العباسية ولم يذكر فيها جرحا ولا تعديلا فهي مستورة الحال. ومحمد بن يحيى ابن حمزة قال فيه ابن حبان في الثقات 9/ 74: ثقة في نفسه. ويتقى حديثه ما روى عنه أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة وأخوه عبيد فإنهما يدخلان عليه كل شيء. وهذا الخبر من رواية ابنه أحمد. فهو مما يتقى ويترك. وقال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية 8/ 204: وادعت الطائفة المسمون بالفاطميين أن رأس الحسين وصل إلى الديار المصرية ودفنوه بها وبنوا عليه المشهد المشهور به في مصر قال: وقد نص غير واحد من أئمة أهل العلم على أنه لا أصل لذلك. وقال أيضا 8/ 165:، والصحيح إنه لم يبعث برأس الحسين إلى الشام،. ثم قال في 8/ 204: فالمشهور عند أهل التاريخ وأهل السير أنه بعث به ابن زياد إلى يزيد بن معاوية ومن الناس من أنكر ذلك. وعندي أن الأول أشهر فالله أعلم. قلت: لا يلزم من اشتهار القول أن يكون هو الصواب. وقد صحح ابن كثير القول بأن رأس الحسين لم يبعث إلى الشام صراحة كما ترى. وهذا هو الذي قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في مواضع متعددة من الفتاوى: 3/ 411 و 4/ 486. وانظر سؤال في يزيد ص 17. والروايات في حمل الرأس إلى الشام ثم إلى المدينة كلها ضعيفة ومتناقضة. والذي صححه الأئمة وثبت في صحيح البخاري كما تقدم في التعليق على الإسناد رقم (444) أن الرأس حمل إلى عبيد الله بن زياد في الكوفة. وانظر مزيدا من الأقوال في هذه المسألة (النويري، نهاية الأرب: 20/ 476) .





المؤلف: ابن الوزير، محمد بن إبراهيم بن علي بن المرتضى بن المفضل الحسني القاسمي، أبو عبد الله، عز الدين، من آل الوزير (المتوفى: 840هـ)
حققه وضبط نصه، وخرج أحاديثه، وعلّق عليه: شعيب الأرنؤوط

العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (8/ 126)
وقد تركتُ ما يختص الشيعة بروايته مما لم أعرف له إسناداً، مثل ما يروى عن يزيد من قوله:
ليت أشياخي ببدرٍ شَهِدُوا ... جزعَ الخزرجِ مِنْ وقع الأسل (7)
__________
(7) البيت لعبد الله بن الزبعرى قاله يوم أحد من قصيدة مطلعها: == يا غراب البين أسمعتَ فَقُلْ ... إنما تَنْطِقُ شيئاً قد فُعِلْ
وأجابه حسان بن ثابت بقصيدة مطلعها:
ذَهَبَتْ بابنِ الزِّبعرى وقعةٌ ... كان منا الفَضْلُ فيها لو عَدَلْ
انظر " سيرة ابن هشام " 3/ 143 - 145، و" العقد الفريد " 5/ 131، و" شرح شواهد المغني " 4/ 254، و" الكامل " 3/ 1372، و" ديوان حسان " ص 358.




الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة (2/ 630)
واعلم أن اهل السنة اختلفوا في تكفير يزيد بن معاوية وولي عهده من بعده فقالت طائفة إنه كافر لقول سبط ابن الجوزي وغيره المشهور أنه لماجاء رأس الحسين رضي الله عنه جمع أهل الشام وجعل ينكت رأسه بالخيزران وينشد ابيات ابن الزبعرى (ليت أشياخي ببدر شهدوا ... ) الأبيات المعروفةوزاد فيها بيتين مشتملين على صريح الكفر
وقال ابن الجوزي فيما حكاه سبطه عنه ليس العجب من قتال ابن زياد للحسين وإنما العجب من خذلان يزيد وضربه بالقضيب ثنايا الحسين وحمله آل رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا على أقتاب الجمال
وذكر أشياء من قبيح ما اشتهر عنه ورده الرأس إلى المدينة وقد تغيرت ريحه ثم قال وما كان مقصوده إلا الفضيحة وإظهار الرأس أفيجوز أن يفعل هذا بالخوارج ليس بإجماع المسلمين أن الخوارج والبغاة يكفنون ويصلى عليهم ويدفنون ولو لم يكن في قلبه أحقاد جاهلية وأضغان بدرية لاحترم الرأس لما وصل إليه وكفنه ودفنه وأحسن إلى آل رسول الله صلى الله عليه وسلم
انتهى وقالت طائفة ليس بكافر فإن الأسباب الموجبة للكفر لم يثبت عندنا منها شيء والأصل بقاؤه على إسلامه حتى يعلم ما يخرجه عنه وما سبق أنه المشهور يعارضه ما حكي أن يزيد لما وصل إليه رأس الحسين قال رحمك الله يا حسين لقد قتلك رجل لم يعرف حق الأرحام
وتنكر لابن زياد وقال قد زرع لي العداوة في قلب البر والفاجر ورد نساء الحسين ومن بقي من بنيه مع رأسه إلى المدينة ليدفن الرأس بها وأنت خبير بأنه لم يثبت موجب واحدة من المقالتين والأصل أنه مسلم فنأخذ بذلك الأصل حتى يثبت عندنا ما يوجب الإخراج عنه ومن ثم قال جماعة من المحققين إن الطريقة الثابتة القويمة في شأنه التوقف فيه وتفويض أمره إلى الله سبحانه وتعالى لأنه العالم بالخفيات والمطلع على مكنونات السرائر وهواجس الضمائر فلا نتعرض لتكفيره أصلا لأن هذا هو الأحرى والأسلم
وعلى القول بأنه مسلم فهو فاسق شرير سكير جائر كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم فقد أخرج أبو يعلى في مسنده بسند لكنه ضعيف عن أبي عبيدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يزال أمر أمتي قائما بالقسط حتى يكون أول من يثلمه رجل من بني أمية يقال له يزيد) وأخرج الروياني في مسنده عن أبي ذر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول (أول من يبدل سنتي رجل من بني أمية يقال له يزيد)
وفي هذين الحديثين دليل أي دليل لما قدمته أن معاوية كانت خلافته ليست كخلافة من بعده من بني أمية فإنه صلى الله عليه وسلم أخبر أن أول من يثلم أمر أمته ويبدل سنته يزيد فافهم أن معاوية لم يثلم ولم يبدل وهو كذلك لما مر أنه مجتهد ويؤيد ذلك ما فعله الإمام المهدي كما عبر به ابن سيرين وغيره عن عمر بن عبد العزيز بأن رجلا نال من معاوية بحضرته فضربه ثلاثة أسواط مع ضربه لمن سمى ابنه يزيد أمير المؤمنين عشرين سوطا كما سيأتي فتأمل فرقان ما بينهما
وكان مع أبي هريرة رضي الله عنه علم من النبي صلى الله عليه وسلم بما مر عنه صلى الله عليه وسلم في يزيد فإنه كان يدعو اللهم إني أعوذ بك من رأس الستين وإمارة الصبيان
فاستجاب الله له وتوفاه سنة تسع وخمسين وكان وفاة معاوية وولاية ابنه سنة ستين فعلم أبو هريرة بولاية يزيد في هذه السنة فاستعاذ منها لما علمه من قبيح أحواله بواسطة إعلام الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم بذلك
وقال نوفل بن أبي الفرات كنت عند عمر بن عبد العزيز فذكر رجل يزيد فقال قال أمير المؤمنين يزيد بن معاوية
فقال تقول أمير المؤمنين فأمر به








مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى (5/ 660)
وقال الكمال بن أبي شريف؛ وأما نحن فلم يخرج عندنا يعني القول بكفره عن حد الشهرة إلى التواتر، ولكن إن ثبت عنه ما نسب إليه من أنه قال: ليت أشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل فذلك مؤذن بالكفر، وبالجملة فالأولى لمن لم يثبت ذلك عنده قطعا الإمساك؛ إذ لا خطر في السكوت عن لعنة إبليس فضلا عن غيره. انتهى.









تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري (8/ 96)
وذكر إسحاق الموصلي أن الصباح بن خاقان التميمي، قال: حدثني رجل من أهلي، عن أبيه، قال: ذكر الوليد عند المنصور ايام نزوله بغداد وفروغه من المدينة، وفراغه من محمد وإبراهيم ابني عبد الله، فقالوا: لعن الله الملحد الكافر- قال: وفي المجلس أبو بكر الهذلي وابن عياش المنتوف والشرقي ابن القطامي، وكل هؤلاء من الصحابة- فقال أبو بكر الهذلي: حدثني ابن عم للفرزدق، عن الفرزدق، قال: حضرت الوليد بن يزيد وعنده ندماؤه وقد اصطبح، فقال لابن عائشة: تغن بشعر ابن الزبعرى:
ليت أشياخي ببدر شهدوا ... جزع الخزرج من وقع الأسل
وقتلنا الضعف من ساداتهم ... وعدلنا ميل بدر فاعتدل
فقال ابن عائشة: لا أغني هذا يا أمير المؤمنين، فقال: غنه وإلا جدعت لهواتك، قال: فغناه، فقال: أحسنت والله! إنه لعلى دين ابن الزبعرى يوم قال هذا الشعر قال: فلعنه المنصور ولعنه جلساؤه، وقال: الحمد لله على نعمته وتوحيده.









البدء والتاريخ (4/ 207)
ليت أشياخي ببدر شهدوا ... جزع الخزرج من وقع الأسل




_________
(5) منهاج السنة (4/ 550).







تاريخ دمشق لابن عساكر (52/ 235)
عن عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو الحسين الميداني أنبأنا أبو سليمان بن زبر أنبأنا عبد الله بن أحمد أنبأنا أبو جعفر الطبري قال (2) ذكر عن إسحاق الموصلي إن الصباح بن خاقان قال (3) حدثني رجل من اهلي عن ابيه قال ذكر الوليد عند المنصور أيام نزوله من بغداد وفراغه من محمد وإبراهيم ابني عبد الله قال لعن الله الملحد الكافر قال وفي المجلس أبو بكر الهذلي وابن عياش المنتوف والشرقي بن قطامي وكل هؤلاء من أصحابه فقال أبو بكر الهذلي (4) حدثني أبن عم الفرزدق عن الفرزدق قال حضرت الوليد بن يزيد وعنده ندماؤه وقد أصبح (5) فقال لابن عائشة تغن بشعر ابن الزبعري (6) * ليت أشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الأسل (7) فقتلنا الصيد من ساداتهم (8) * وعدلنا ميل (9) بدر فاعتدل * فقال ابن عائشة لا أغني هذا يا أمير المؤمنين فقال غنه وإلا جرعت (10) لهواتك الأمرين قال فغناه فقال أحسنت والله أنا علي دين ابن الزبعرى يوم قال هذا الشعر قال فلعنه المنصور ولعنه جلساؤه وقال الحمد لله على نعمته وتوحيده بلغني أن ابن عائشة لما انصرف من عند الوليد بن يزيد نزل بذي خشب (11) فلحقه طرب فغنى على قصر ذي خشب ومشى على الشرفات فسقط فمات (1) (2)




الوافي بالوفيات (7/ 58)
وتمثلت عندما بلغني من وقعة الحرة
(ليت أشياخي ببدر شهدوا ... جزع الخزرج من وقع الأسل)
ورجمت الكعبة وصلبت العائذ بها على الثنية




















جامع المسائل لابن تيمية - عزير شمس (5/ 148)
وإنه قتل الحسين تشفيا وأخذا بثأر أقاربه من الكفار فهو أيضا كاذب مفتر، ومن قال إنه تمثل لما أتي برأس الحسين:
لما بدت تلك الحمول وأشرفت ... تلك الرؤوس على ربى جيرون
نعق الغراب فقلت نح أو لا تنح ... فلقد قضيت من النبي ديوني (1)
أو "من الحسين ديوني".
والديوان الشعري الذي يعزى إليه عامته كذب، وأعداء الإسلام كاليهود وغيرهم يكتبونه للقدح في الإسلام، ويذكرون فيه ما هو كذب ظاهر، كقولهم إنه أنشد (2) :
ليت أشياخي ببدر شهدوا … جزع الخزرج من وقع الأسل
قد قتلنا الكبش من أقرانهم … وعدلناه ببدر فاعتدل
وأنه تمثل بهذا ليالي الحرة فهذا كذب.
وهذا الشعر لعبد الله بن الزبعرى أنشده عام أحد لما قتل المشركون حمزة، وكان كافرا ثم أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه، وقال أبياتا يذكر فيها إسلامه وتوبته.
__________
(1) الشعر ليزيد في "تذكرة الخواص" لسبط ابن الجوزي (ص 261) والمصادر الشيعية، ولا شك أنه كذب عليه.
(2) ذكر ذلك محمد بن حميد الرازي وهو شيعي، ونقله عنه ابن الجوزي في "المنتظم" (5/343) وابن كثير في "البداية والنهاية" (11/558) . والبيتان من قصيدة لعبد الله بن الزبعري في سيرة ابن هشام (2/136-137) .






مجموع الفتاوى (4/ 481)
قال شيخ الإسلام رحمه الله:
فصل: افترق الناس في " يزيد " بن معاوية بن أبي سفيان ثلاث فرق: طرفان ووسط.
فأحد الطرفين قالوا: إنه كان كافرا منافقا وأنه سعى في قتل سبط رسول الله تشفيا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتقاما منه وأخذا بثأر جده عتبة وأخي جده شيبة وخاله الوليد بن عتبة وغيرهم ممن قتلهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بيد علي بن أبي طالب وغيره يوم بدر وغيرها؛ وقالوا: تلك أحقاد بدرية وآثار جاهلية وأنشدوا عنه:
لما بدت تلك الحمول وأشرفت ... تلك الرءوس على ربي جيرون
نعق الغراب فقلت نح أو لا تنح ... فلقد قضيت من النبي ديوني
وقالوا: إنه تمثل بشعر ابن الزبعرى الذي أنشده يوم أحد:
ليت أشياخي ببدر شهدوا ... جزع الخزرج من وقع الأسل
قد قتلنا الكثير من أشياخهم ... وعدلناه ببدر فاعتدل
وأشياء من هذا النمط. وهذا القول سهل على الرافضة الذين يكفرون أبا بكر وعمر وعثمان؛ فتكفير يزيد أسهل بكثير.





منهاج السنة النبوية (4/ 549)
[الناس في يزيد طرفان ووسط]
(فصل) .
إذا تبين هذا فنقول: الناس في يزيد طرفان ووسط. قوم يعتقدون أنه كان (5) من الصحابة، أو من الخلفاء الراشدين المهديين، أو من الأنبياء، وهذا [كله] باطل (6) . وقوم يعتقدون أنه كان كافرا منافقا (7) في الباطن، وأنه كان له قصد في أخذ ثأر كفار (8) أقاربه من أهل المدينة وبني هاشم، و [أنه] أنشد (9)
لما بدت تلك الحمول وأشرفت (10)
تلك الرءوس على ربى جيرون ... نعق الغراب فقلت نح أو لا تنح
فلقد قضيت من النبي ديوني
وأنه تمثل بشعر ابن الزبعرى (1) :
ليت أشياخي ببدر شهدوا ... جزع الخزرج من وقع الأسل
قد قتلنا القرن من ساداتهم ... وعدلناه ببدر فاعتدل.
وكلا القولين باطل، يعلم بطلانه كل عاقل ; فإن الرجل ملك من ملوك المسلمين، وخليفة من الخلفاء الملوك، لا هذا ولا هذا. وأما مقتل الحسين - رضي الله عنه - فلا ريب أنه قتل مظلوما شهيدا، كما قتل أشباهه من المظلومين الشهداء.











تفسير الألوسي = روح المعاني (13/ 227)--شهاب الدين محمود الألوسي (المتوفى: 1270هـ)
ثم قرأ فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ثم قال: وأي قطيعة أقطع من أن تباع أم امرئ فيكم قالوا فاصنع ما بدا لك فكتب في الآفاق أن لا تباع أم حر فإنها قطيعة رحم وأنه لا يحل واستدل بها أيضا على جواز لعن يزيد عليه من الله تعالى ما يستحق نقل البرزنجي في الإشاعة والهيثمي في الصواعق أن الإمام أحمد لما سأله ولده عبد الله عن لعن يزيد قال كيف لا يلعن من لعنه الله تعالى في كتابه فقال عبد الله قد قرأت كتاب الله عز وجل فلم أجد فيه لعن يزيد فقال الإمام إن الله تعالى يقول: فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله الآية وأي فساد وقطيعة أشد مما فعله يزيد انتهى.
وهو مبني على جواز لعن العاصي المعين من جماعة لعنوا بالوصف، وفي ذلك خلاف فالجمهور، على أنه لا يجوز لعن المعين فاسقا كان أو ذميا حيا كان أو ميتا ولم يعلم موته على الكفر لاحتمال أن يختم له أو ختم له بالإسلام بخلاف من علم موته على الكفر كأبي جهل.
وذهب شيخ الإسلام السراج البلقيني إلى جواز لعن العاصي المعين لحديث الصحيحين «إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء فبات غضبان لعنتها الملائكة حتى تصبح» وفي رواية «إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح» واحتمال أن يكون لعن الملائكة عليهم السلام إياها ليس بالخصوص بل بالعموم بأن يقولوا: لعن الله من باتت مهاجرة فراش زوجها بعيد وإن بحث به معه ولده الجلال البلقيني.
وفي الزواجر لو استدل لذلك بخبر مسلم «أنه صلى الله عليه وسلم مر بحمار وسم في وجهه فقال: لعن الله من فعل هذا» لكان أظهر إذ الإشارة بهذا صريحة في لعن معين إلا أن يؤول بأن المراد الجنس وفيه ما فيه انتهى.
وعلى هذا القول لا توقف في لعن يزيد لكثرة أوصافه الخبيثة وارتكابه الكبائر في جميع أيام تكليفه ويكفي ما فعله أيام استيلائه بأهل المدينة ومكة فقد روى الطبراني بسند حسن «اللهم من ظلم أهل المدينة وأخافهم فأخفه وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل»
والطامة الكبرى ما فعله بأهل البيت ورضاه بقتل الحسين على جده وعليه الصلاة والسلام واستبشاره بذلك وإهانته لأهل بيته مما تواتر معناه وإن كانت تفاصيله آحادا، وفي الحديث «ستة لعنتهم (1) وفي رواية: لعنهم الله وكل نبي مجاب الدعوة المحرف لكتاب الله- وفي رواية-: الزائد في كتاب الله والمكذب بقدر الله والمتسلط بالجبروت ليعز من أذل الله ويذل من أعز الله والمستحل من عترتي والتارك لسنتي»
وقد جزم بكفره وصرح بلعنه جماعة من العلماء منهم الحافظ ناصر السنة ابن الجوزي وسبقه القاضي أبو يعلى، وقال العلامة التفتازاني: لا نتوقف في شأنه بل في إيمانه لعنة الله تعالى عليه وعلى أنصاره وأعوانه، وممن صرح بلعنه الجلال السيوطي عليه الرحمة وفي تاريخ ابن الوردي. وكتاب الوافي بالوفيات أن السبي لما ورد من العراق على يزيد خرج فلقي الأطفال والنساء من ذرية علي. والحسين رضي الله تعالى عنهما والرؤوس على أطراف الرماح وقد أشرفوا على ثنية جيرون فلما رآهم نعب غراب فأنشأ يقول:
لما بدت تلك الحمول وأشرفت ... تلك الرؤوس على شفا جيرون

نعب الغراب فقلت قل أو لا تقل ... فقد اقتضيت من الرسول ديوني
يعني أنه قتل بمن قتله رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر كجده عتبة وخاله ولد عتبة وغيرهما وهذا كفر صريح فإذا صح عنه فقد كفر به ومثله تمثله بقول عبد الله بن الزبعري قبل إسلامه:
ليت أشياخي الأبيات، وأفتى الغزالي عفا الله عنه بحرمة لعنه وتعقب السفاريني من الحنابلة نقل البرزنجي والهيثمي السابق عن أحمد رحمه الله تعالى فقال: المحفوظ عن الإمام أحمد خلاف ما نقلا، ففي الفروع ما نصه ومن أصحابنا من أخرج الحجاج عن الإسلام فيتوجه عليه يزيد ونحوه ونص أحمد خلاف ذلك وعليه الأصحاب، ولا يجوز التخصيص باللعنة خلافا لأبي الحسين وابن الجوزي وغيرهما، وقال شيخ الإسلام: يعني والله تعالى أعلم ابن تيمية ظاهر كلام أحمد الكراهة، قلت: والمختار ما ذهب إليه ابن الجوزي. وأبو حسين القاضي. ومن وافقهما انتهى كلام السفاريني.
وأبو بكر بن العربي المالكي عليه من الله تعالى ما يستحق أعظم الفرية فزعم أن الحسين قتل بسيف جده صلى الله عليه وسلم وله من الجهلة موافقون على ذلك كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا [الكهف: 5] .
قال ابن الجوزي عليه الرحمة في كتابه السر المصون: من الاعتقادات العامة التي غلبت على جماعة منتسبين إلى السنة أن يقولوا: إن يزيد كان على الصواب وإن الحسين رضي الله تعالى عنه أخطأ في الخروج عليه ولو نظروا في السير لعلموا كيف عقدت له البيعة وألزم الناس بها ولقد فعل في ذلك كل قبيح ثم لو قدرنا صحة عقد البيعة فقد بدت منه بواد كلها توجب فسخ العقد ولا يميل إلى ذلك إلا كل جاهل عامي المذهب يظن أنه يغيظ بذلك الرافضة. هذا ويعلم من جميع ما ذكره اختلاف الناس في أمره فمنهم من يقول: هو مسلم عاص بما صدر منه مع العترة الطاهرة لكن لا يجوز لعنه، ومنهم من يقول: هو كذلك ويجوز لعنه مع الكراهة أو بدونها ومنهم من يقول: هو كافر ملعون، ومنهم من يقول: إنه لم يعص بذلك ولا يجوز لعنه وقائل هذا ينبغي أن ينظم في سلسلة أنصار يزيد وأنا أقول: الذي يغلب على ظني أن الخبيث لم يكن مصدقا برسالة النبي صلى الله عليه وسلم وأن مجموع ما فعل مع أهل حرم الله تعالى وأهل حرم نبيه عليه الصلاة والسلام وعترته الطيبين الطاهرين في الحياة وبعد الممات وما صدر منه من المخازي ليس بأضعف دلالة على عدم تصديقه من إلقاء ورقة من المصحف الشريف في قذر، ولا أظن أن أمره كان خافيا على أجلة المسلمين إذا ذاك ولكن كانوا مغلوبين مقهورين لم يسعهم إلا الصبر ليقضي الله أمرا كان مفعولا، ولو سلم أن الخبيث كان مسلما فهو مسلم جمع من الكبائر ما لا يحيط به نطاق البيان، وأنا أذهب إلى جواز لعن مثله على التعيين ولو لم يتصور أن يكون له مثل من الفاسقين، والظاهر أنه لم يتب، واحتمال توبته أضعف من إيمانه، ويلحق به ابن زياد وابن سعد وجماعة فلعنة الله عز وجل عليهم أجمعين، وعلى أنصارهم وأعوانهم وشيعتهم ومن مال إليهم إلى يوم الدين ما دمعت عين على أبي عبد الله الحسين، ويعجبني قول شاعر العصر ذو الفضل الجلي عبد الباقي أفندي العمري الموصل وقد سئل عن لعن يزيد اللعين:
يزيد على لعني عريض جنابه ... فأغدو به طول المدى ألعن اللعنا

ومن كان يخشى القال والقيل من التصريح بلعن ذلك الضليل فليقل: لعن الله عز وجل من رضي بقتل الحسين ومن آذى عترة النبي صلى الله عليه وسلم بغير حق ومن غصبهم حقهم فإنه يكون لاعنا له لدخوله تحت العموم دخولا أوليا في نفس الأمر، ولا يخالف أحد في جواز اللعن بهذه الألفاظ ونحوها سوى ابن العربي المار ذكره وموافقيه فإنهم على ظاهر ما نقل عنهم لا يجوزون لعن من رضي بقتل الحسين رضي الله تعالى عنه، وذلك لعمري هو الضلال البعيد الذي يكاد يزيد على ضلال يزيد أفلا يتدبرون القرآن....




غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (1/ 124)
المؤلف : شمس الدين، أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي (المتوفى : 1188هـ)
وفي المجلد السادس عشر من الوافي بالوفيات أن إلكيا الهراس سئل عن لعن يزيد فقال: فيه لأحمد قولان تلويح وتصريح، ولمالك قولان تلويح وتصريح، ولنا قول واحد التصريح دون التلويح، وكيف لا يكون كذلك وهو اللاعب بالرند، والمتصيد بالفهد ومدمن الخمر، وذكر من شعره أشياء ثم ذكر أنه سبى أهل البيت لما ورد من العراق على يزيد خرج فلقي الأطفال والنساء من ذرية علي والحسين والرءوس على أسنة الرماح، وقد أشرفوا على ثنية العقاب، فلما رآهم الخبيث أنشأ يقول:
لما بدت تلك الحمول وأشرفت ... تلك الرءوس على شفا جيرون
نعب الغراب فقلت قل أو لا تقل ... فقد اقتضيت من الرسول ديوني
يعني بذلك أنه قتل بمن قتله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر عتبة جده أبو أمه وخاله وغيرهما.
قلت: أنا لا أشك أن قائل هذا الكلام خارج من ربقة الإسلام، والله ورسوله بريئان منه، ثم إن الخبيث لما أتي برأس سيدنا الحسين رضوان الله عليه تناوله بقضيب فكشف عن ثناياه وهي أبيض من البرد، فقال عليه غضب المتعال:
نفلق هاما من رجال أعزة ... علينا وهم كانوا أعق وأظلما
وقال أيضا لما فعل بأهل المدينة ما فعل وجاءه رسوله بالأخبار التي لا تفعلها إلا الكفار.
فتمثل بقول ابن الزبعرى:
ليت أشياخي ببدر علموا ... جزع الخزرج من وقع الأسل
والحاصل أن العلماء منهم من صرح بلعنه، ومنهم من لوح، ومنهم من منع، وهو ظاهر النظم، والله أعلم.
(تتمة) ألحق كثير من العلماء الحجاج بن يوسف الثقفي بيزيد، فخبثه كخبثه أو يزيد.





الأمالي( للصدوق)، النص، ص: 152
...فلما سمع عتبة ذلك دعا الكاتب و كتب بسم الله الرحمن الرحيم إلى عبد الله يزيد أمير المؤمنين من عتبة بن أبي سفيان أما بعد فإن الحسين بن علي ليس يرى لك خلافة و لا بيعة فرأيك في أمره و السلام فلما ورد الكتاب على يزيد لعنه الله كتب الجواب إلى عتبة أما بعد فإذا أتاك كتابي هذا فعجل علي بجوابه و بين لي في كتابك كل من في طاعتي أو خرج عنها و ليكن مع الجواب رأس الحسين بن علي ع فبلغ ذلك الحسين فهم بالخروج من أرض الحجاز إلى أرض العراق....



الفتوح،ج‏4،ص:347
و أمر معاوية لابنه يزيد أن يلبس ثياب الخلافة و يخرج إلى الناس فيصعد المنبر و يخطب.
قال: فخرج يزيد و على رأسه عمامة معاوية و معه سيفه و خاتمه و قد لبس قميص عثمان الذي قتل عثمان فيه ملطخا بالدم حتى صعد المنبر، فلم يزل يخطب و يتكلم إلى أن انتصف النهار، ثم نزل عن المنبر و قد بايعه الصغير و الكبير،









الإحتجاج على أهل اللجاج (للطبرسي) ج‏2 309 احتجاج زينب بنت علي بن أبي طالب حين رأت يزيد لعنه الله يضرب ثنايا الحسين ع بالمخصرة ..... ص : 307
احتجاج زينب بنت علي بن أبي طالب حين رأت يزيد لعنه الله يضرب ثنايا الحسين ع بالمخصرة
روى شيخ صدوق من مشايخ بني هاشم و غيره من الناس: أنه لما دخل علي بن الحسين ع و حرمه على يزيد و جي‏ء برأس الحسين ع و وضع بين يديه في طست فجعل يضرب ثناياه بمخصرة كانت في يده و هو يقول:
لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء و لا وحي نزل‏
ليت أشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل‏
لأهلوا و استهلوا فرحا و لقالوا يا يزيد لا تشل‏
فجزيناه ببدر مثلا و أقمنا مثل بدر فاعتدل‏
لست من خندف إن لم أنتقم من بني أحمد ما كان فعل‏
قالوا فلما رأت زينب ذلك فأهوت إلى جيبها فشقته ثم نادت بصوت حزين تقرع القلوب يا حسيناه يا حبيب رسول الله يا ابن مكة و منى يا ابن فاطمة الزهراء سيدة النساء يا ابن محمد المصطفى.
الإحتجاج على أهل اللجاج (للطبرسي)، ج‏2، ص: 308
قال فأبكت و الله كل من كان و يزيد ساكت ثم قامت على قدميها و أشرفت على المجلس و شرعت في الخطبة إظهارا لكمالات محمد ص و إعلانا بأنا نصبر لرضاء الله لا لخوف و لا دهشة فقامت إليه زينب بنت علي و أمها فاطمة بنت رسول الله و قالت الحمد لله رب العالمين* و الصلاة على جدي سيد المرسلين صدق الله سبحانه كذلك يقول- ثم كان عاقبة الذين أساؤا السواى أن كذبوا بآيات الله و كانوا بها يستهزؤن «1»- أ ظننت يا يزيد حين أخذت علينا أقطار الأرض و ضيقت علينا آفاق السماء فأصبحنا لك في إسار نساق إليك سوقا في قطار و أنت علينا ذو اقتدار أن بنا من الله هوانا و عليك منه كرامة و امتنانا و أن ذلك لعظم خطرك و جلالة قدرك فشمخت بأنفك و نظرت في عطفك «2» تضرب أصدريك فرحا «3» و تنفض مذرويك مرحا «4» حين رأيت الدنيا لك مستوسقة «5» و الأمور لديك متسقة «6» و حين صفا لك ملكنا و خلص لك سلطاننا فمهلا مهلا لا تطش جهلا أ نسيت قول الله عز و جل- و لا يحسبن ا لذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما و لهم عذاب مهين «7» أ من العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك و إماءك و سوقك بنات رسول الله سبايا قد هتكت ستورهن و أبديت وجوههن تحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد و تستشرفهن المناقل «8» و يتبرزن لأهل المناهل «9» و يتصفح وجوههن القريب و البعيد و الغائب و الشهيد و الشريف و الوضيع و الدني و الرفيع ليس معهن من رجالهن ولي و لا من حماتهن حمي عتوا منك على الله «10» و جحودا لرسول الله و دفعا لما جاء به من عند الله- و لا غرو منك و لا عجب من فعلك و أنى ترتجى مراقبة من لفظ فوه أكباد الشهداء و نبت لحمه بدماء السعداء و نصب الحرب لسيد الأنبياء و جمع الأحزاب و شهر الحراب و هز السيوف في وجه رسول الله ص أشد العرب جحودا و أنكرهم له رسولا و أظهرهم له عدوانا و أعتاهم على الرب كفرا و طغيانا ألا إنها نتيجة خلال الكفر و صب يجرجر في الصدر لقتلى يوم بدر «11» فلا يستبطئ في بغضنا أهل البيت من كان نظره إلينا شنفا و إحنا و أضغانا يظهر كفره برسول الله و يفصح ذلك بلسانه- و هو يقول فرحا بقتل ولده و سبي ذريته غير متحوب «12» و لا مستعظم يهتف بأشياخه-
لأهلوا و استهلوا فرحا و لقالوا يا يزيد لا تشل‏
منحنيا على ثنايا أبي عبد الله و كان مقبل رسول الله ص ينكتها بمخصرته قد التمع السرور بوجهه لعمري لقد نكأت القرحة و استأصلت الشافة بإراقتك دم سيد شباب أهل الجنة و ابن يعسوب دين العرب و شمس آل عبد المطلب و هتفت بأشياخك و تقربت بدمه إلى الكفرة من أسلافك ثم صرخت بندائك و لعمري لقد ناديتهم لو شهدوك و وشيكا تشهدهم و لن يشهدوك و لتود يمينك كما زعمت شلت بك عن مرفقها و جذت و أحببت أمك لم تحملك و إياك لم تلد أو حين تصير إلى سخط الله و مخاصمك رسول الله ص اللهم خذ بحقنا و انتقم من ظالمنا و احلل غضبك على من سفك دماءنا و نفض ذمارنا و قتل حماتنا و هتك عنا سدولنا و فعلت فعلتك التي فعلت و ما فريت إلا جلدك و ما جزرت إلا لحمك و سترد على رسول الله بما تحملت من دم ذريته و انتهكت من حرمته و سفكت من دماء عترته و لحمته حيث يجمع به شملهم و يلم به شعثهم و ينتقم من ظالمهم و يأخذ لهم بحقهم من أعدائهم فلا يستفزنك الفرح بقتلهم و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله و حسبك بالله وليا و حاكما و برسول الله خصما و بجبرائيل ظهيرا و سيعلم من بوأك و مكنك من رقاب المسلمين أن بئس للظالمين بدلا- و أيكم شر مكانا و أضل سبيلا و ما استصغاري قدرك و لا استعظامي تقريعك توهما لانتجاع الخطاب فيك بعد أن تركت عيون المسلمين به عبرى و صدرهم عند ذكره حرى فتلك قلوب قاسية و نفوس طاغية و أجسام محشوة بسخط الله و لعنة الرسول قد عشش فيها الشيطان و فرخ و من هناك مثلك ما درج فالعجب كل العجب لقتل الأتقياء و أسباط الأنبياء و سليل الأوصياء بأيدي الطلقاء الخبيثة و نسل العهرة الفجرة تنطف أكفهم من دمائنا و تتحلب أفواههم من لحومنا تلك الجثث الزاكية على الجيوب الضاحية تنتابها العواسل و تعفرها أمهات الفواعل فلئن اتخذتنا مغنما لتجد بنا وشيكا مغرما حين لا تجد إلا ما قدمت يداك و ما الله بظلام للعبيد* فإلى الله المشتكى و المعول و إليه الملجأ و المؤمل ثم كد كيدك و اجهد جهدك فو الله الذي شرفنا بالوحي و الكتاب و النبوة و الانتخاب لا تدرك أمدنا و لا تبلغ غايتنا و لا تمحو ذكرنا و لا يرحض عنك الإحتجاج على أهل اللجاج (للطبرسي)، ج‏2، ص: 310
عارنا و هل رأيك إلا فند و أيامك إلا عدد و جمعك إلا بدد يوم ينادي المنادي ألا لعن الله الظالم العادي و الحمد لله الذي حكم لأوليائه بالسعادة و ختم لأصفيائه بالشهادة ببلوغ الإرادة نقلهم إلى الرحمة و الرأفة و الرضوان و المغفرة و لم يشق بهم غيرك و لا ابتلي بهم سواك و نسأله أن يكمل لهم الأجر و يجزل لهم الثواب و الذخر و نسأله حسن الخلافة و جميل الإنابة إنه رحيم ودود فقال يزيد مجيبا لها-
يا صيحة تحمد من صوائح ما أهون الموت على النوائح‏
- ثم أمر بردهم و قيل إن فاطمة بنت الحسين كانت وضيئة الوجه و كانت جالسة بين النساء فقام إلى يزيد رجل من أهل الشام أحمر فقال يا أمير المؤمنين هب لي هذه الجارية يعني فاطمة بنت الحسين فأخذت بثياب عمتها زينب بنت علي بن أبي طالب ع فقالت أوتم و أستخدم فقالت زينب للشامي كذبت و لؤمت و الله ما ذاك لك و لا له فغضب يزيد ثم قال إن ذلك لي و لو شئت أن أفعل لفعلت قالت زينب كلا و الله ما جعل الله ذلك لك إلا أن تخرج من ملتنا و تدين بغير ديننا فقال يزيد إنما خرج من الدين أبوك و أخوك قالت زينب بدين الله و دين أبي و دين أخي اهتديت أنت إن كنت مسلما قال يزيد كذبت يا عدوة الله فقالت زينب أنت أمير تشتم ظلما و تقهر بسلطانك فكأنه استحيا فسكت فعاد الشامي فقال يا أمير المؤمنين هب لي هذه الجارية فقال يزيد اعزب وهب الله لك حتفا قاضيا









اللهوف على قتلى الطفوف / ترجمه فهرى، النص، ص: 180
الحسين ع ابن فاطمة ص أشهد لقد رأيت النبي ص يرشف ثناياه و ثنايا أخيه الحسن ع و يقول أنتما سيدا شباب أهل الجنة فقتل الله قاتلكما و لعنه و أعد له جهنم و ساءت مصيرا قال الراوي:
فغضب يزيد و أمر بإخراجه فأخرج سحبا.
قال و جعل يزيد يتمثل بأبيات ابن الزبعرى:
ليت أشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل‏
لأهلوا و استهلوا فرحا ثم قالوا يا يزيد لا تشل‏
قد قتلنا القوم من ساداتهم و عدلناه ببدر فاعتدل‏


اللهوف على قتلى الطفوف / ترجمه فهرى، النص، ص: 181
لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء و لا وحي نزل‏
لست من خندف إن لم أنتقم من بني أحمد ما كان فعل‏
قال الراوي:
فقامت زينب بنت علي بن أبي طالب ع فقالت الحمد لله رب العالمين و صلى الله على رسوله و آله أجمعين صدق الله سبحانه كذلك يقول ثم كان عاقبة الذين أساؤا السواى أن كذبوا بآيات الله و كانوا بها يستهزؤن أ ظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض و آفاق السماء فأصبحنا نساق كما تساق الأسراء أن بنا هوانا عليه و بك عليه كرامة و أن ذلك‏
اللهوف على قتلى الطفوف / ترجمه فهرى، النص، ص: 182
لعظم خطرك عنده فشمخت بأنفك و نظرت في عطفك جذلان مسرورا حيث رأيت الدنيا لك مستوثقة و الأمور متسقة و حين صفا لك ملكنا و سلطاننا فمهلا مهلا أ نسيت قول الله تعالى و لا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما و لهم عذاب مهين أ من العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك و إماءك و سوقك بنات رسول الله ص سبايا قد هتكت ستورهن و أبديت وجوههن تحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد و يستشرفهن أهل المناهل و المناقل و يتصفح وجوههن القريب و البعيد و الدني و الشريف ليس معهن من رجالهن ولي و لا من حماتهن حمي و كيف يرتجى مراقبة من لفظ فوه أكباد الأزكياء و نبت لحمه من‏
اللهوف على قتلى الطفوف / ترجمه فهرى، النص، ص: 183
دماء الشهداء و كيف يستبطئ في بغضنا أهل البيت من نظر إلينا بالشنف و الشنئان و الإحن و الأضغان ثم تقول غير متأثم و لا مستعظم-
لأهلوا و استهلوا فرحا ثم قالوا يا يزيد لا تشل‏
منتحيا على ثنايا أبي عبد الله سيد شباب أهل الجنة تنكتها بمخصرتك و كيف لا تقول ذلك و قد نكأت القرحة و استأصلت الشافة بإراقتك دماء ذرية محمد ص و نجوم الأرض من آل عبد المطلب و تهتف بأشياخك زعمت أنك تناديهم فلتردن وشيكا موردهم و لتودن أنك شللت و بكمت و لم تكن قلت ما قلت و فعلت ما فعلت اللهم خذ لنا بحقنا و انتقم من ظالمنا و أحلل غضبك بمن سفك دماءنا و قتل حماتنا فو الله ما فريت إلا جلدك و لا
اللهوف على قتلى الطفوف / ترجمه فهرى، النص، ص: 184
حززت إلا لحمك و لتردن على رسول الله ص بما تحملت من سفك دماء ذريته و انتهكت من حرمته في عترته و لحمته حيث يجمع الله شملهم و يلم شعثهم و يأخذ بحقهم و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون و حسبك بالله حاكما و بمحمد ص خصيما و بجبرئيل ظهيرا و سيعلم من سول لك و مكنك من رقاب المسلمين بئس للظالمين بدلا و أيكم شر مكانا و أضعف جندا و لئن جرت علي الدواهي مخاطبتك إني لأستصغر قدرك و أستعظم تقريعك و أستكثر توبيخك لكن العيون عبرى و الصدور حرى ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء فهذه الأيدي تنطف من دمائنا و الأفواه تتحلب من لحومنا-
اللهوف على قتلى الطفوف / ترجمه فهرى، النص، ص: 185
و تلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل و تعفرها أمهات الفراعل و لئن اتخذتنا مغنما لتجدنا وشيكا مغرما حين لا تجد إلا ما قدمت يداك و ما ربك بظلام للعبيد فإلى الله المشتكى و عليه المعول فكد كيدك و اسع سعيك و ناصب جهدك فو الله لا تمحو ذكرنا و لا تميت وحينا و لا تدرك أمدنا و لا ترحض عنك عارها و هل رأيك إلا فند و أيامك إلا عدد و جمعك إلا بدد يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين ف الحمد لله رب العالمين-
اللهوف على قتلى الطفوف / ترجمه فهرى، النص، ص: 186
الذي ختم لأولنا بالسعادة و المغفرة و لآخرنا بالشهادة و الرحمة و نسأل الله أن يكمل لهم الثواب و يوجب لهم المزيد و يحسن علينا الخلافة إنه رحيم ودود و حسبنا الله و نعم الوكيل.
فقال يزيد لعنه الله-
يا صيحة تحمد من صوائح ما أهون النوح على النوائح‏
.
قال الراوي:
ثم استشار أهل الشام فيما يصنع بهم فقالوا لا تتخذن من كلب سوء جروا فقال له النعمان بن بشير انظر ما كان الرسول يصنع بهم فاصنعه بهم.



بحار الأنوار (ط - بيروت) ج‏45 135 باب 39 الوقائع المتأخرة عن قتله صلوات الله عليه إلى رجوع أهل البيت ع إلى المدينة و ما ظهر من إعجازه صلوات الله عليه في تلك الأحوال ..... ص : 107
دمائنا و الأفواه تتحلب من لحومنا و تلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل و تعفوها أمهات الفراعل و لئن اتخذتنا مغنما لتجدنا وشيكا مغرما حين لا تجد إلا ما قدمت و ما ربك بظلام للعبيد فإلى الله المشتكى و عليه المعول فكد كيدك و اسع سعيك و ناصب جهدك فو الله لا تمحو ذكرنا و لا تميت وحينا و لا تدرك أمدنا و لا ترحض عنك عارها و هل رأيك إلا فند و أيامك إلا عدد و جمعك إلا بدد يوم يناد المناد- ألا لعنة الله على الظالمين فالحمد لله الذي ختم لأولنا بالسعادة و لآخرنا بالشهادة و الرحمة و نسأل الله أن يكمل لهم الثواب و يوجب لهم المزيد و يحسن علينا الخلافة إنه رحيم ودود و حسبنا الله و نعم الوكيل فقال يزيد-
يا صيحة تحمد من صوائح- ما أهون الموت على النوائح‏
قال ثم استشار أهل الشام فيما يصنع بهم فقالوا لا تتخذ من كلب سوء جروا فقال له النعمان بن بشير انظر ما كان الرسول يصنعه بهم فاصنعه بهم و قال المفيد رحمه الله ثم قال لعلي بن الحسين يا ابن حسين أبوك قطع رحمي و جهل حقي و نازعني سلطاني فصنع الله به ما قد رأيت فقال علي بن الحسين- ما أصاب من مصيبة في الأرض و لا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير فقال يزيد لابنه خالد اردد عليه فلم يدر خالد ما يرد عليه فقال له يزيد قل ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم و يعفوا عن كثير و قال صاحب المناقب بعد ذلك فقال علي بن الحسين يا ابن معاوية و هند و صخر لم تزل النبوة و الإمرة لآبائي و أجدادي من قبل أن تولد و لقد كان جدي علي بن أبي طالب في يوم بدر و أحد و الأحزاب في يده راية رسول الله ص و أبوك


بحار الأنوار (ط - بيروت) ج‏45 160 باب 39 الوقائع المتأخرة عن قتله صلوات الله عليه إلى رجوع أهل البيت ع إلى المدينة و ما ظهر من إعجازه صلوات الله عليه في تلك الأحوال ..... ص : 107
الفجرة تنطف أكفهم من دمائنا و تتحلب أفواههم من لحومنا و للجثث الزاكية على الجبوب الضاحية تنتابها العواسل و تعفرها الفراعل فلئن اتخذتنا مغنما لتتخذنا وشيكا مغرما حين لا تجد إلا ما قدمت يداك و ما الله بظلام للعبيد و إلى الله المشتكى و المعول و إليه الملجأ و المؤمل ثم كد كيدك و اجهد جهدك فو الذي شرفنا بالوحي و الكتاب و النبوة و الانتجاب- لا تدرك أمدنا و لا تبلغ غايتنا و لا تمحو ذكرنا و لا ترحض عنك عارنا و هل رأيك إلا فند و أيامك إلا عدد و جمعك إلا بدد يوم ينادي المنادي ألا لعن الظالم العادي و الحمد لله الذي حكم لأوليائه بالسعادة و ختم لأوصيائه ببلوغ الإرادة نقلهم إلى الرحمة و الرأفة و الرضوان و المغفرة و لم يشق بهم غيرك و لا ابتلى بهم سواك و نسأله أن يكمل لهم الأجر و يجزل لهم الثواب و الذخر و نسأله حسن الخلافة و جميل الإنابة إنه رحيم ودود فقال يزيد مجيبا لها شعرا-
يا صيحة تحمد من صوائح- ما أهون الموت على النوائح‏
ثم أمر بردهم.



مثير الأحزان 102 خطبة زينب ع في مجلس يزيد ..... ص : 101
اللهم خذ بحقنا و انتقم لنا من ظالمنا فما فريت إلا جلدك و لا حززت إلا لحمك- بئس للظالمين بدلا و ما ربك بظلام للعبيد فإلى الله المشتكى و عليه المتكل فو الله لا تمحو ذكرنا و لا تميت وحينا و الحمد لله الذي ختم لأولنا بالسعادة و لآخرنا بالشهادة و يحسن علينا الخلافة إنه رحيم ودود فقال يزيد
يا صيحة تحمد من صوائح ما أهون الموت على النوائح‏
.












تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري (5/ 467)
قال هشام: حدثني بعض أصحابنا، عن عمرو بن أبي المقدام، قال:
حدثني عمرو بن عكرمة، قال: أصبحنا صبيحة قتل الحسين بالمدينة، فإذا مولى لنا يحدثنا، قال: سمعت البارحة مناديا ينادي وهو يقول:
أيها القاتلون جهلا حسينا ... أبشروا بالعذاب والتنكيل
كل أهل السماء يدعو عليكم ... من نبي وملاك وقبيل
قد لعنتم على لسان ابن داود ... وموسى وحامل الإنجيل
قال هشام: حدثني عمر بن حيزوم الكلبي، عن أبيه، قال: سمعت هذا الصوت.




تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري (5/ 466)
قال عبد الملك: فقدمت المدينة، فلقيني رجل من قريش، فقال: ما الخبر؟ فقلت: الخبر عند الأمير، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون! قتل الحسين بن على، فدخلت على عمرو بن سعيد فقال:
ما وراءك؟ فقلت: ما سر الأمير، قتل الحسين بن علي، فقال: ناد بقتله، فناديت بقتله، فلم أسمع والله واعية قط مثل واعية نساء بني هاشم في دورهن على الحسين، فقال عمرو بن سعيد وضحك:
عجت نساء بني زياد عجة ... كعجيج نسوتنا غداة الأرنب
والأرنب: وقعة كانت لبني زبيد على بني زياد من بني الحارث بن كعب، من رهط عبد المدان، وهذا البيت لعمرو بن معديكرب، ثم قال عمرو:
هذه واعية بواعية عثمان بن عفان، ثم صعد المنبر فأعلم الناس قتله.






البداية والنهاية ط إحياء التراث (11/ 87)
ثم دخلت سنة أربع وثمانين ومائتين ...
وفيها عزم المعتضد على لعن معاوية بن أبي سفيان على المنابر فحذره ذلك وزيره عبد الله (2) بن وهب، وقال له: إن العامة تنكر قلوبهم ذلك وهم يترحمون عليه ويترضون عنه في أسواقهم وجوامعهم، فلم يلتفت إليه بل أمر بذلك وأمضاه وكتب به نسخا إلى الخطباء بلعن معاوية وذكر فيها ذمه وذم ابنه يزيد بن معاوية وجماعة من بني أمية (3) ، وأورد فيها أحاديث باطلة في ذم معاوية وقرئت في الجانبين من بغداد، ونهيت العامة عن الترحم على معاوية والترضي عنه، فلم يزل به الوزير حتى قال له فيما قال: يا أمير المؤمنين إن هذا الصنيع لم يسبقك أحد من الخلفاء إليه، وهو مما يرغب العامة في الطالبيين وقبول الدعوة إليهم، فوجم المعتضد عند ذلك لذلك تخوفا على الملك، وقدر الله تعالى أن هذا الوزير كان ناصبيا يكفر عليا فكان هذا من هفوات لمعتضد.







تاريخ ‏الطبري،ج‏8،ص:618
سنه 211
....
و فيها امر المأمون مناديا فنادى: برئت الذمة ممن ذكر معاويه بخير، او فضله على احد من اصحاب رسول الله ص.






























****************
ارسال شده توسط:
?
Thursday - 4/8/2022 - 13:14

پیشنهاد یا مطلب تحقیقی یا ویرایشی یا هر نوع چیزی که مناسب میدانید ارسال فرمایید تا به متن فعلی فورا ضمیمه شود.?