اان الله تعالی خلو من خلقه و خلقه خلو منه

فهرست علوم
سه برهان تنبیهی بر مبرهن البرهان
شواهد برهان مبدئیت مطلقة
التوحید الخالص-کمال الاخلاص
شواهد وجود اشاری در روایات
فطرهم علی التوحید-نبوت عامة
مباحث توحيد
متن کتاب التوحید للصدوق
ليس القول ما قال الهشامان
النمل الصغار تتوهم





الكافي (ط - الإسلامية)، ج‏1، ص: 82
3- علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن أبي المغراء «6» رفعه عن أبي جعفر ع قال قال: إن الله خلو من خلقه و خلقه خلو منه و كل ما وقع عليه اسم شي‏ء فهو مخلوق ما خلا الله.
4- عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي عن أبيه عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن زرارة بن أعين قال سمعت أبا عبد الله‏
__________________________________________________
(1) البهر الإضاءة أو الغلبة، يقال: بهر القمر إذا أضاء حتى غلب ضوؤه ضوء الكواكب. (آت)
(2) أي معرفته متوحدا بحقيقته و صفاته، و قوله: «أتوهم شيئا» أي أدركه و أتصوره شيئا و أصفه بالشيئية؟ و قوله: «نعم غير معقول» أي نعم توهمه و تصوره شيئا غير معقول أي: غير مدرك بالعقل بكنهه إدراكا كليا. (رف)
(3) محمد بن إسماعيل هذا هو صاحب الصومعة، عينه الصدوق (ره) في التوحيد.
(4) في بعض النسخ [الحسن بن سعيد].
(5) حد التعطيل هو عدم اثبات الوجود أو الصفات الكمالية و الفعلية و الاضافية له؛ و حد التشبيه الحكم بالاشتراك مع الممكنات في حقيقة الصفات و عوارض الممكنات. (آت)
(6) بفتح الميم و سكون الغين المعجمة و الراء، مقصورا و هو حميد بن المثنى الكوفي العجلي الصيرفى.

الكافي (ط - الإسلامية)، ج‏1، ص: 83
ع يقول إن الله خلو من خلقه «1» و خلقه خلو منه و كل ما وقع عليه اسم شي‏ء ما خلا الله فهو مخلوق و الله خالق كل شي‏ء تبارك الذي ليس كمثله شي‏ء- و هو السميع البصير.
5- علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن علي بن عطية عن خيثمة «2» عن أبي جعفر ع قال: إن الله خلو من خلقه و خلقه خلو منه و كل ما وقع عليه اسم شي‏ء ما خلا الله تعالى فهو مخلوق و الله خالق كل شي‏ء.



***************
التوحيد (للصدوق)، ص: 142
7- حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله قال حدثنا محمد بن يحيى العطار عن الحسين بن الحسن بن أبان عن محمد بن أورمة عن علي بن الحسن بن محمد عن خالد بن يزيد عن عبد الأعلى عن أبي عبد الله ع قال: اسم الله غير الله و كل شي‏ء وقع عليه اسم شي‏ء فهو مخلوق ما خلا الله فأما ما عبرت الألسن عنه أو عملت الأيدي فيه فهو مخلوق «6» و الله غاية من غاياه و المغيا غير الغاية و الغاية موصوفة

التوحيد (للصدوق)، ص: 143
و كل موصوف مصنوع و صانع الأشياء غير موصوف بحد مسمى لم يتكون فتعرف كينونته بصنع غيره و لم يتناه إلى غاية إلا كانت غيره لا يذل من فهم هذا الحكم أبدا «1» و هو التوحيد الخالص فاعتقدوه و صدقوه و تفهموه بإذن الله عز و جل و من زعم أنه يعرف الله بحجاب أو بصورة أو بمثال فهو مشرك «2» لأن الحجاب و المثال و الصورة غيره «3» و إنما هو واحد موحد فكيف يوحد من زعم أنه عرفه بغيره إنما عرف الله من عرفه بالله «4» فمن لم يعرفه به فليس يعرفه إنما يعرف غيره و الله خالق الأشياء لا من شي‏ء يسمى بأسمائه فهو غير أسمائه و الأسماء غيره و الموصوف غير الواصف «5» فمن زعم أنه يؤمن بما لا يعرف فهو ضال عن المعرفة لا يدرك مخلوق شيئا إلا بالله و لا تدرك معرفة الله إلا بالله و الله خلو من خلقه و خلقه خلو منه إذا أراد الله شيئا كان كما أراد بأمره من غير نطق لا ملجأ لعباده مما قضى و لا حجة لهم فيما ارتضى لم يقدروا على عمل و لا معالجة مما أحدث في أبدانهم المخلوقة إلا بربهم فمن زعم أنه يقوى على عمل لم يرده الله عز و جل فقد زعم أن إرادته تغلب إرادة الله «6»- تبارك الله رب العالمين.



*************
شرح أصول الكافي (صدرا)، ج‏3، ص: 45
الحديث الثالث و هو التاسع عشر و المائتان‏
«علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن ابي المغراء».
«1»، اسمه حميد بن المثنى بالثاء المثلثة و النون بعدها المشددة، العجلي الكوفي الصيرفي ثقة، له اصل قال النجاشي: انه روى عن ابي عبد الله و ابي الحسن عليهما السلام و كان كوفيا مولى بني عجل ثقة ثقة، و وثقه أيضا محمد بن علي بن بابويه رحمه الله «صه» و في الفهرست: روى عنه صفوان يحيى و ابن ابي عمير. «رفعه عن ابي جعفر عليه السلام قال قال ان الله خلو من خلقه و خلقه خلو عنه و كل ما وقع عليه اسم شي‏ء فهو مخلوق ما خلا الله».
الشرح‏
خلو بالكسر مصدر بمعنى خال، و الغرض انه تعالى لا يشارك احدا من المخلوقات في ذاته و لا في شي‏ء من صفاته الحقيقية لانها عين ذاته، و انما الاشتراك له معهم في امور خارجة عن ذاته و هي كالسلوب و الاضافات و المعاني الاعتبارية، فالاولى كالقدوسية و الفردية و نحوهما و الثانية كالمبدئية و الاولية و الرازقية و غيرها و الثالثة كالشيئية و الموجودية و الهوية و الذاتية، كل ذلك بالمعنى العام كما ذكرنا في الشيئية، فان هذه الاقسام كلها خارجة عن الذات.
فان قلت: كيف يتصور عدم اشتراكه تعالى مع شي‏ء من المخلوقات؟ و الحال انها موجودات خاصة و للوجود حقيقة خارجية ليس مجرد المفهوم العام- كالشي‏ء و الممكن و نحوهما- بل الوجود نفس ما به يتحقق كل موجود.
__________________________________________________
(1)- عن يونس عن ابن المغراء (الكافي).

شرح أصول الكافي (صدرا)، ج‏3، ص: 46
قلت: ليس اشتراك طبيعة الوجود بين الموجودات كاشتراك المعنى الكلي بين افراده، اذ طبيعة الوجود لو كانت امرا كليا كانت مبهمة محتاجة في تحققها الى ما به يتحقق في الواقع، كحال المعنى الجنسي او النوعي او العرضي حيث ان شيئا منها لا يتحقق بنفس معناه بل بوجود زائد عليه، فلو كان الوجود كذلك لكان للوجود وجود اخر و يتسلسل الى لا نهاية.
فاذن الوجود في كل موجود نفس تعينه الخاص و وحدته الشخصية، و ليس حال طبيعته في الاشتراك و الاختلاف كحال الكليات الطبيعية في اشتراكها و اختلاف افرادها، اذ اشتراكها بامر و اختلافها في افرادها بامر اخر زائد عليها و هذا بخلاف طبيعة الوجود، فان ما به الاشتراك فيه عين ما به الاختلاف. و التفاوت بين احاد الوجود اما بالشدة و الضعف و التمام و النقص و اما بعوارض خارجية و لواحق مادية فيما يقبل التكثر و الانقسام.
فالوجود الصرف التام الذي لا اتم منه، لا يشوبه نقص و لا عموم، و لا معنى خارج عن الحقيقة، يمتاز عن ما سواه بنفس هويته و تمام ذاته البسيطة، و ليس وجوده شي‏ء و تماميته و شدته شي‏ء اخر.
فثبت انه خلو عن مخلوقاته و مخلوقاته خلو عنه، لان وجوداتها رشحات خارجة عن بحر وجوده و اضواء تابعة لشمس حقيقته.
و اما قوله عليه السلام: و كلما وقع عليه اسم الشي‏ء فهو مخلوق ما خلا الله، فلان كل شي‏ء غيره اما ماهية او وجود، اما الماهية فلكونها غير الوجود يحتاج في موجوديتها الى جاعل يجعلها موجودا، اذ الماهية لا تقتضي وجود نفسها و الا لكان وجودها قبل وجودها و هو محال، ضرورة تقدم المقتضي على المقتضي. فكل ماهية او ذو ماهية فهو مخلوق، و اما الوجود فلان كل وجود غير وجوده تعالى فهو يشو به عدم و نقص فيحتاج الى موجد، و له حد من مراتب الوجود يحتاج الى محدد، اذ لو كانت نفس طبيعة الوجود يقتضي ذلك الحد لكان الجميع كذلك و ليس كذلك. هذا خلف.
فاذن كل ماله حد وجودي فله علة محدة تحدده على ذلك الحد، و هذا بخلاف الوجود الالهي الذي لا ينتهي شدته الى حد و نهاية، بل هو وراء ما لا يتناهى بما لا يتناهى، فلا قاهر فوقه و لا محدد له، اذ ليس فيه شي‏ء الا محض الحقيقة القدسية، و كل وجود سواه مخلوق. فثبت ما هو المطلوب‏
...
شرح أصول الكافي (صدرا)، ج‏3، ص: 49
. الحديث الخامس و هو الحادي و العشرون و المائتان‏
«علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن علي بن عطية». هذا الاسم مشترك بين ثلاثة رجال: احدها الحناط الكوفي ثقة روى عن ابي عبد الله عليه السلام «صه» و الثاني من اصحاب الكاظم عليه السلام، كوفي له كتاب روى عنه ابن ابي عمير «ست» و هو ابن عطية السلمي مولاهم، و الثالث علي بن عطية الكوفي من اصحاب الباقر عليه السلام، قيل: و الظاهر ان الجميع واحد، و الله اعلم «عن خيثمة». بالثاء المثلثة بعد الياء، ابن عبد الرحمن الجعفي، قال علي بن احمد العقيقي: انه كان فاضلا و هذا لا يقتضي التعديل و ان كان من المرجحات عندي «صه» «عن ابي جعفر عليه السلام قال ان الله خلو من خلقه و خلقه خلو منه و كل ما وقع عليه اسم شي‏ء ما خلا الله تعالى فهو مخلوق و الله خالق كل شي‏ء».
الشرح‏
قد مضى شرح مثله فلا حاجة الى الاعادة، و لكن قد بقيت فيه دقيقة ينبغي التنبيه عليها و هي انه قال عليه السلام: كل ما وقع عليه اسم الشي‏ء، و لم يقل كل شي‏ء، لنكتة و هي ان المخلوق او المجعول ليس مفهومات الاشياء، بل افرادها و وجوداتها كما هو التحقيق سواء كانت في الخارج او الذهن، فان المجعول من الانسان ليس مفهوم الانسان من حيث مفهومه، بل الصادر بالذات هو وجود فرد من افراده، ثم هو بنفسه انسان و ناطق و حيوان و جسم و حساس و نام و غيرها من اجناسه و فصوله و ذاتياته من غير تخلل جعل مستأنف بينه و بينها، و كذا هو بذاته شي‏ء و ذات مفهوم و ممكن و غيرها من لوازم الماهيات، و لكن كل منها اذا اعتبر او لوحظ و لو بوجه انه شي‏ء لكان موجودا، لان صدق الشي‏ء على شي‏ء و اعتباره او ادراكه يقتضي وجوده، فكل شي‏ء، اي ما يطلق عليه اسم الشي‏ء و مفهومه موجود و ان لم يكن مفهوم الشي‏ء موجودا الا بعد اعتباره، و كل موجود ما خلا الله فهو مخلوق له، فافهم.



شرح الكافي-الأصول و الروضة (للمولى صالح المازندراني)، ج‏3، ص: 82
[الحديث الثالث‏]
«الاصل»
3- «علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أبي المغراء رفعه» «عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال إن الله خلو من خلقه و خلقه خلو منه و كل ما وقع عليه» «اسم شي‏ء فهو مخلوق ما خلا الله».
__________________________________________________
«الشرح»
(علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أبي المغراء) نقل عن الحسن بن داود ضبطه بالمد و فتح الميم، و عن العلامة في الإيضاح بالقصر و هو حميد بن المثنى بالتصغير (رفعه عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال إن الله خلو من خلقه و خلقه خلو منه) الخلو بالكسر و السكون الخالي. يقال: فلان خلو من كذا أي خال بري‏ء منه يعنى أن بينه و بين خلقه مباينة في الذات و الصفات لا يتصف كل واحد منهما بصفات الآخر «1» و إليه أشار أمير المؤمنين عليه السلام بقوله: «بان‏
__________________________________________________
(1) قوله «لا يتصف كل منهما بصفات الاخر» أخذ الشارح هذا المعنى من الكلام المنقول عن أمير المؤمنين (ع) «دليله آياته و وجوده اثباته و توحيده تمييزه عن خلقه و حكم التمييز بينونة صفة لا بينونة عزلة فهو رب و نحن مربوبون» و مقتضى هذا الكلام الشريف بينونته تعالى بينونة صفة أي بينونة لا يتصف بها كل من المتباينين بصفات الاخر و أما معنى ساير الفقرات فيؤيد هذا المعنى قوله «وجوده اثباته» معنى الوجود الادراك فى اصل اللغة العربية و هو فعل متعد و يقال: وجده أى ادركه و هو واجد له و اما المعنى المصطلح عندنا فليس فى اصل اللغة بل منقول و هذا يدل على أن هذا الحديث الشريف ليس موضوعا و لو كان موضوعا من ناحية بعض الصوفية لاستعمل الوجود على اصطلاحهم فمعنى قوله (ع) وجوده اثباته أن ادراكه غير ممكن و غايته أن تعترف بأنه ثابت و أما كيفيته و ماهيته فغير ممكن ثم بين (ع) حكم البينونة بان صفاته غير صفات خلقه لا انه معزول عنهم و مباين منهم و الدليل على ذلك أنه رب و نحن مربوبون و لا يمكن التربية الا بالاحاطة و القرب فهو أقرب إليكم من حبل الوريد و مقتضى القادرية و الغالبية و الاستيلاء ان لا يكون بينه و بين خلقه بينونة عزلة و هذا المعنى مكرر فى كلام أمير المؤمنين (ع) فى نهج البلاغة و غيره كما قال «داخل فى الاشياء لا بالممازجة و خارج عنها لا بالمباينة، و هذا اصل وحدة الوجود التى يقول بها الصوفية لكن بعبارة لا يشمئز الطبع منه. (ش).

شرح الكافي-الأصول و الروضة (للمولى صالح المازندراني)، ج‏3، ص: 83
من الأشياء بالقهر لها و القدرة عليها، و بانت الأشياء منه بالخضوع له و الرجوع إليه» «1» ذكر عليه السلام في بينونته من مخلوقاته ما ينبغي له من الصفات و في بينونتها منه ما ينبغي لها فالذي ينبغي له كونه قاهرا لها غالبا عليها مستوليا على إيجادها و إعدامها و الذي ينبغي لها كونها خاضعة في ذل الإمكان و الحاجة لعزته و قهره و راجعة في وجودها و كمالاتها إلى وجوده، و بذلك حصل التباين بينه و بينها (و كل ما وقع عليه اسم شي‏ء فهو مخلوق ما خلا الله) لأن الله كان و لم يكن معه شي‏ء فكل شي‏ء غيره محدث مخلوق، و هذا كالتعليل للسابق لأنه يفيد أنه لا يجوز اتصافه تعالى بصفات خلقه لأن صفات خلقه مخلوقة و لا يجوز اتصافه بما هو مخلوق لاستحالة لحوق النقص به و افتقاره إلى الممكن و أنه لا يجوز اتصاف‏
__________________________________________________
(1) النهج قسم الخطب تحت رقم 150 أولها «الحمد لله الدال على وجوده بخلقه».

شرح الكافي-الأصول و الروضة (للمولى صالح المازندراني)، ج‏3، ص: 84
الخلق بصفاته و إلا لكان له صفة زائدة مشتركة فتكون تلك الصفة غيره فتكون مخلوقة، و قد عرفت أنه لا يتصف بما هو مخلوق و هذا كما ترى دل على أن صفاته تعالى عين ذاته يعني ليس لصفته معنى موجود مغاير لذاته فليس له مثلا قدرة موجودة و لا علم موجود إلى غير ذلك بل ذاته المقدسة من حيث التعلق بالمقدورات قدرة و بالمعلومات علم من غير تكثر للذات أصلا و هذا كما أن الواحد نصف للاثنين و ثلث للثلاثة و ربع للأربعة إلى غير ذلك مع أن ذلك لا يوجب تعدده و تكثره أصلا و التكثر إنما وقع في الإضافة و المضاف إليه الخارجين عنه و المقصود من هذا الحديث و من اللذين يأتيان بعده هو ما يفيد الاستثناء و هو ما خلا الله من أنه تعالى شي‏ء.


الوافي، ج‏1، ص: 334
[5]
260- 5 الكافي، 1/ 82/ 3/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن أبي المغراء رفعه عن أبي جعفر ع قال قال إن الله خلو من خلقه «2» و خلقه خلو منه و كل ما وقع عليه اسم شي‏ء فهو مخلوق ما خلا الله.
بيان‏
الخلو بالكسر الخالي و السر في خلو كل منهما عن الآخر أن الله سبحانه وجود بحت خالص لا ماهية له سوى الإنية و الخلق ماهيات صرفة لا إنية لها من حيث هي و إنما وجدت به سبحانه و بإنيته فافترقا



مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏1، ص: 282
[الحديث 3]
3 علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن أبي المغراء رفعه عن أبي جعفر ع قال قال: إن الله خلو من خلقه و خلقه خلو منه و كل ما وقع عليه‏
__________________________________________________
الحديث الثالث: مرفوع.
قوله عليه السلام: خلو من خلقه، و الخلو بكسر الخاء و سكون اللام الخالي، فقوله: خلو من خلقه أي من صفات خلقه، أو من مخلوقاته، فيدل على نفي ما ذهبت إليه الأشاعرة من الصفات الموجودة الزائدة لأنها لا بد أن يكون مخلوقة لله تعالى، بانضمام المقدمتين الأخيرتين المبنيتين على التوحيد، و اتصافه بمخلوقه مستحيل، لما تقرر من أن الشي‏ء لا يكون فاعلا و قابلا لشي‏ء واحد، و أيضا الفاقد للشي‏ء لا يكون معطيا له، و كذا يدل على نفي ما ذهبت إليه الكرامية من اتصافه سبحانه بالصفات الموجودة الحادثة، و على نفي ما ذهب إليه بعض الصوفية من عروض المهيات الممكنة للوجود القائم بالذات تعالى عن ذلك علوا كبيرا.
قوله: و خلقه خلو منه: أي من صفاته أو المراد أنه لا يحل في شي‏ء بوجه من الوجوه، فينفى كونه عارضا لشي‏ء أو حالا فيه أو متمكنا فيه، إذ ما من شي‏ء إلا و هو مخلوق له بحكم المقدمتين الأخيرتين، فيدل على نفي قول النصارى القائلين بأنه‏
__________________________________________________
(1)- و في المتن «إنما يتوهم شي‏ء ....» كما هو بيمينك، و لعله من باب النقل بالمعنى.

مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏1، ص: 283
اسم شي‏ء فهو مخلوق ما خلا الله‏
__________________________________________________
سبحانه جوهر واحد ثلاثة أقانيم هي الوجود و العلم و الحياة المعبر عنها عندهم بالأب و الابن و روح القدس، و يقولون: الجوهر: القائم بنفسه، و الأقنوم: الصفة، و جعل الواحد ثلاثة إما جهالة محضة، أو ميل إلى أن الصفات عين الذات، لكنه لا يستقيم ذلك مع سائر كلماتهم و اقتصارهم على العلم و الحياة دون القدرة و غيرها جهالة أخرى و كأنهم يجعلون القدرة راجعة إلى الحياة، و السمع و البصر إلى العلم، ثم قالوا: الكلمة و هي أقنوم العلم اتحدت بجسد المسيح و تدرعت بناسوته، بطريق الامتزاج كالخمر بالماء عند الملكائية، و بطريق الإشراق كما تشرق الشمس من كوة على بلور عند النسطورية و بطريق الانقلاب لحما و دما بحيث صار الإله هو المسيح عند اليعقوبية، و منهم من قال: ظهر اللاهوت بالناسوت كما يظهر الملك في صورة البشر، و قيل: تركبت اللاهوت و الناسوت كالنفس مع البدن، و قيل: إن الكلمة قد تداخل الجسد فيصدر عنه خوارق العادات، و قد تفارقه فتحله الآلام و الآفات إلى غير ذلك من الهذيانات، و ينفي أيضا مذهب بعض الغلات القائلين بأنه لا يمتنع ظهور الروحاني بالجسماني كجبرئيل في صورة دحية الكلبي، و كبعض الجن و الشياطين في صورة الأناسي، فلا يبعد أن يظهر الله تعالى في صورة بعض الكاملين، و أولى الناس بذلك أمير المؤمنين و أولاده المخصوصون الذين هم خير البرية في العلم و الكمالات العلمية و العملية فلهذا كان يصدر عنهم من العلوم و الأعمال ما هو فوق الطاقة البشرية، و ينفى أيضا مذاهب أكثر الصوفية فإن بعضهم يقال: بأن السالك إذا أمعن في السلوك و خاض لجة الوصول فربما يحل الله- سبحانه و تعالى عما يقولون- فيه كالنار في المجمر، بحيث لا تمايز أو يتحد به بحيث لا اثنينية و لا تغاير و صح أن يقول، هو أنا و أنا هو، و حينئذ يرتفع الأمر و النهي، و يظهر منه من الغرائب و العجائب ما لا يتصور من البشر، و يظهر من كلام بعضهم أن الواجب تعالى هو الموجود المطلق، و هو واحد لا كثرة فيه أصلا، و إنما الكثرة في الإضافات و التعينات التي هي بمنزلة الخيال و السراب، إذا لكل في الحقيقة واحد يتكرر على المظاهر، لا بطريق‏

مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏1، ص: 284
__________________________________________________
المخالطة و يتكثر في النواظر لا بطريق الانقسام، فأمره دائر بين القول باتحاد جميع الموجودات مع الواجب تعالى، أو القول بعدم تحقق موجود آخر غير الواجب في الواقع، و كل منهما سفسطة تحكم بديهة العقل ببطلانه، و ضرورة الدين بفساده و طغيانه.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏3، ص: 263
20- يد، التوحيد ابن الوليد عن الصفار عن البرقي عن أبيه عن النضر عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن زرارة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن الله تبارك و تعالى خلو من خلقه و خلقه خلو منه و كل ما وقع عليه اسم شي‏ء ما خلا الله عز و جل فهو مخلوق و الله خالق كل شي‏ء تبارك الذي ليس كمثله شي‏ء.
يد، التوحيد حمزة بن محمد العلوي عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن علي بن عطية عن أبي جعفر ع مثله إلى قوله خالق كل شي‏ء.
يد، التوحيد ماجيلويه عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن أبي المعزى رفعه عن أبي جعفر ع مثله إلى قوله فهو مخلوق ما خلا الله عز و جل.
إيضاح الخلو بكسر الخاء و سكون اللام الخالي و قوله ع خلو من خلقه أي من صفات خلقه أو من مخلوقاته فيدل على نفي الصفات الموجودة الزائدة لأنها لا بد أن تكون مخلوقة لله تعالى بانضمام المقدمتين الأخيرتين المبنيتين على التوحيد و اتصافه بمخلوقه مستحيل لما تقرر من أن الشي‏ء لا يكون فاعلا و قابلا لشي‏ء واحد و يدل أيضا على بطلان ما ذهب إليه جماعة من كونه تعالى معروضا لماهيات الممكنات و قوله ع و خلقه خلو منه أي من صفاته أو المراد أنه لا يحل في شي‏ء بوجه من الوجوه فينفي كونه عارضا لشي‏ء أو حالا فيه أو متمكنا فيه إذ ما من شي‏ء إلا و هو مخلوق له بحكم المقدمتين الأخيرتين.



مجمع البحرين، ج‏1، ص: 129
و في الحديث:" إن الله خلو من خلقه و خلقه خلو منه «2»".
بكسر الخاء و تسكين اللام، و المراد المباينة الذاتية و الصفاتية بين الخالق و المخلوق، فكل منهما خلو من شبه الآخر. و


**************
مفردات ألفاظ القرآن، ص: 471
شي‏ء
الشي‏ء قيل: هو الذي يصح أن يعلم و يخبر عنه، و عند كثير من المتكلمين هو اسم مشترك المعنى إذ استعمل في الله و في غيره، و يقع على الموجود و المعدوم. و عند بعضهم: الشي‏ء عبارة عن الموجود «2»، و أصله: مصدر شاء، و إذا وصف به تعالى فمعناه: شاء، و إذا وصف به غيره فمعناه المشي‏ء، و على الثاني قوله تعالى: قل الله خالق كل شي‏ء [الرعد/ 16]، فهذا على العموم بلا مثنوية إذ كان الشي‏ء هاهنا مصدرا في معنى المفعول. و قوله: قل أي شي‏ء أكبر شهادة [الأنعام/ 19]، فهو بمعنى الفاعل كقوله: فتبارك الله أحسن الخالقين [المؤمنون/ 14]


المحكم و المحيط الأعظم، ج‏8، ص: 133
***باب الثلاثى اللفيف‏
الشين و الياء و الهمزة

شيأ * شئت الشى‏ء أشاؤه شيئا، و مشيئة، و مشاءة، و ما شاء الله: أردته. و الاسم: الشيئة، عن اللحيانى.
* و الشى‏ء: معلوم.
قال سيبويه حين أراد أن يجعل المذكر أصلا للمؤنث: ألا ترى أن الشى‏ء مذكر، و هو يقع على كل ما أخبر عنه.



شمس العلوم، ج‏6، ص: 3594
همزة
[الشي‏ء]: كل ما صح أن يعلم و يخبر عنه «2» فهو: شي‏ء.
و شي‏ء: أعم «3» الأسماء كلها، و هو على ضربين: معدوم و موجود «4»، و قال بعضهم: لا يسمى المعدوم شيئا، و ذلك لا يصح، لقوله تعالى: و لا تقولن لشي‏ء إني فاعل ذلك غدا «5» فسماه شيئا قبل أن يوجد.
و قال قوم منهم الباطنية: لا يسمى الله شيئا، و ذلك لا يصح، لأن تسمية مسميين باسم بعلة كونهما معلومين لا يوجب التشبيه، كما يقال: موجود و معلوم؛ و إنما

شمس العلوم، ج‏6، ص: 3595
غرض الباطنية الإلحاد و نفي الصانع عز و جل «1». و قال بعضهم: لا يسمى غير الله شيئا، و ذلك باطل، لأن اللغة مركبة عليه، و القرآن ناطق به.























فایل قبلی که این فایل در ارتباط با آن توسط حسن خ ایجاد شده است