بسم الله الرحمن الرحیم

ليس القول ما قال الهشامان

فهرست علوم
مباحث توحيد
ليس القول ما قال الهشامان



الكافي (ط - الإسلامية) ؛ ج‏1 ؛ ص104
باب النهي عن الجسم و الصورة
1- أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن علي بن أبي حمزة قال: قلت لأبي عبد الله ع سمعت هشام بن الحكم يروي عنكم أن الله جسم صمدي نوري معرفته ضرورة يمن بها على من يشاء من خلقه فقال ع سبحان من لا يعلم أحد كيف هو إلا هو ليس كمثله شي‏ء و هو السميع البصير لا يحد و لا يحس و لا يجس و لا تدركه الأبصار و لا الحواس و لا يحيط به شي‏ء و لا جسم و لا صورة و لا تخطيط و لا تحديد «1».
2- محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن حمزة بن محمد قال: كتبت إلى أبي الحسن ع أسأله عن الجسم و الصورة فكتب سبحان من‏ ليس كمثله شي‏ء لا جسم و لا صورة.
- و رواه محمد بن أبي عبد الله‏ «2» إلا أنه لم يسم الرجل‏
.______________________________
(1) أي تشكل. (فى)
(2) هو محمد بن جعفر بن عون و قوله: لم يسم الرجل أي الراوي. (آت)



الكافي (ط - الإسلامية)، ج‏1، ص: 105
3- محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن محمد بن زيد قال: جئت إلى الرضا ع أسأله عن التوحيد فأملى علي الحمد لله فاطر الأشياء إنشاء و مبتدعها ابتداعا بقدرته و حكمته‏ «1» لا من شي‏ء فيبطل الاختراع و لا لعلة فلا يصح الابتداع خلق ما شاء كيف شاء متوحدا بذلك لإظهار حكمته و حقيقة ربوبيته لا تضبطه العقول و لا تبلغه الأوهام و لا تدركه الأبصار و لا يحيط به مقدار عجزت دونه العبارة و كلت دونه الأبصار و ضل فيه تصاريف الصفات احتجب بغير حجاب محجوب و استتر بغير ستر مستور عرف بغير رؤية و وصف بغير صورة و نعت بغير جسم لا إله إلا الله الكبير المتعال.
4- محمد بن أبي عبد الله عمن ذكره عن علي بن العباس عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن محمد بن حكيم قال: وصفت لأبي إبراهيم ع قول هشام بن سالم الجواليقي و حكيت له قول هشام بن الحكم أنه جسم فقال إن الله تعالى لا يشبهه شي‏ء أي فحش أو خنا «2» أعظم من قول من يصف خالق الأشياء بجسم أو صورة أو بخلقة «3» أو بتحديد و أعضاء تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
5- علي بن محمد رفعه عن محمد بن الفرج الرخجي‏ «4» قال: كتبت إلى أبي الحسن ع أسأله عما قال هشام بن الحكم في الجسم و هشام بن سالم في الصورة فكتب دع عنك حيرة الحيران و استعذ بالله من الشيطان ليس القول ما قال الهشامان‏ «5».
______________________________
(1) متعلق بالابتداع أو به و بالفطر و الانشاء (آت). و قد مر شرح بعض تلك الفقرات في شرح خطبة الكتاب.
(2) الخنى- بالخاء المعجمة و النون-: الفحش و الفساد.
(3) أي مخلوقية أو باعضاء المخلوقين. (آت). و في بعض النسخ [بخلقه‏].
(4) الرخجى بالراء المهملة المضمومة و الخاء المعجمة المفتوحة مخففا و قد يشدد و الجيم.
(5) المراد بالهشامين هشام بن الحكم و هشام بن سالم الجواليقي و هما من أجلاء أصحاب أبي عبد الله و أبى الحسن موسى عليهما السلام و أما ما نسب إليهما من القول بالتشبيه و التجسيم فغير صحيح عند عظماء أصحابنا كما أن السيد المرتضى قدس سره بالغ في براءة ساحتهما عن مثل هذه الأقوال في كتاب الشافي مستدلا بدلائل شافية و من أراد الاطلاع فليراجع هناك و نقول: إن بعضها ناش من عدم فهم كلامهما كما مر في الحديث الثالث من باب النهى عن الصفة بغير ما وصف به نفسه ص 101.
و بعضها ناش من خلط كلام المخالفين بكلامهما عند الاحتجاج و بعضها تقول عليهم من المخالفين فنسبوا اليهما هذه الآراء التافهة كما نسبوا المذاهب الشنيعة الى زرارة و مؤمن الطاق و الميثمى و غيرهم من أكابر الشيعة: و أما قول الامام في الحديث السابع قاتله الله لمصالح ذكروها في كتب التراجم.



الكافي (ط - الإسلامية)، ج‏1، ص: 106
6- محمد بن أبي عبد الله عن محمد بن إسماعيل عن الحسين بن الحسن عن بكر بن صالح عن الحسن بن سعيد عن عبد الله بن المغيرة عن محمد بن زياد قال سمعت يونس بن ظبيان يقول‏ دخلت على أبي عبد الله ع فقلت له إن هشام بن الحكم يقول قولا عظيما إلا أني أختصر لك منه أحرفا فزعم أن الله جسم لأن الأشياء شيئان جسم و فعل الجسم فلا يجوز أن يكون الصانع بمعنى الفعل و يجوز أن يكون بمعنى الفاعل فقال أبو عبد الله ع ويحه أ ما علم أن الجسم محدود متناه و الصورة محدودة متناهية فإذا احتمل الحد احتمل الزيادة و النقصان و إذا احتمل الزيادة و النقصان كان مخلوقا قال قلت فما أقول قال لا جسم و لا صورة و هو مجسم الأجسام و مصور الصور لم يتجزأ و لم يتناه و لم يتزايد و لم يتناقص لو كان كما يقولون لم يكن بين الخالق و المخلوق فرق و لا بين المنشئ و المنشإ لكن هو المنشئ فرق بين من جسمه و صوره و أنشأه إذ كان لا يشبهه شي‏ء و لا يشبه هو شيئا.
7- محمد بن أبي عبد الله عن محمد بن إسماعيل عن علي بن العباس عن الحسن بن عبد الرحمن الحماني قال: قلت لأبي الحسن موسى بن جعفر ع إن هشام بن الحكم زعم أن الله جسم‏ ليس كمثله شي‏ء «1» عالم سميع بصير قادر متكلم ناطق و الكلام و القدرة و العلم يجري مجرى واحد ليس شي‏ء منها مخلوقا فقال قاتله الله أ ما علم أن الجسم محدود و الكلام غير المتكلم معاذ الله و أبرأ إلى الله من هذا القول لا جسم و لا صورة و لا تحديد و كل شي‏ء سواه مخلوق إنما تكون الأشياء بإرادته و مشيئته من غير كلام و لا تردد في نفس و لا نطق بلسان.
8- علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن محمد بن حكيم قال: وصفت لأبي الحسن ع قول هشام الجواليقي و ما يقول في الشاب الموفق و وصفت له قول هشام بن الحكم فقال إن الله لا يشبهه شي‏ء.
______________________________
(1) قوله ليس كمثله شي‏ء يومى الى أنه لم يقل بالجسمية الحقيقية بل أخطأ في اطلاق لفظ الجسم عليه تعالى و نفى عنه صفات الاجسام كلها، فنفى (ع) اطلاق هذا اللفظ عليه تعالى بأن الجسم انما يطلق على الحقيقة التي يلزمها التقدر و التحدد فكيف يطلق عليه؛ و قوله «يجرى مجرى واحد» اشارة الى عينية الصفات و كون الذات قائمة مقامها فنفى (ع) كون الكلام كذلك و لم ينفه في سائر الصفات. (آت)






الأمالي( للصدوق) ؛ النص ؛ ص277
المجلس السابع و الأربعون‏
يوم الجمعة لخمس خلون من شهر ربيع الأول من سنة ثمان و ستين و ثلاثمائة
1- حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي رحمه الله قال حدثنا محمد بن محمد بن عصام [عاصم‏] الكليني رضوان الله عليه قال حدثنا محمد بن يعقوب الكليني عن علي بن محمد المعروف بعلان عن محمد بن الفرج الرخجي قال: كتبت إلى أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع أسأله عما قال هشام بن الحكم في الجسم و هشام بن سالم في الصورة فكتب ع دع عنك حيرة الحيران و استعذ بالله من الشيطان الرجيم ليس القول ما قال الهشامان.
2- حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضوان الله عليه قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن الصقر بن دلف قال: سألت أبا الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا ص عن التوحيد و قلت له إني أقول بقول هشام بن الحكم فغضب ع ثم قال ما لكم و لقول هشام إنه ليس منا من زعم أن الله جسم نحن منه براء في الدنيا و الآخرة يا ابن دلف إن الجسم محدث و الله محدثه و مجسمه.
3- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن المعروف عن علي بن مهزيار قال: كتبت إلى أبي جعفر محمد بن علي بن موسى الرضا ع جعلت فداك أصلي خلف من يقول بالجسم و من يقول بقول يونس يعني ابن عبد الرحمن فكتب ع لا تصلوا خلفهم و لا تعطوهم من الزكاة و ابرءوا منهم برئ الله منهم.




التوحيد (للصدوق) ؛ ؛ ص97
6 باب أنه عز و جل ليس بجسم و لا صورة
1- حدثنا حمزة بن محمد العلوي رحمه الله قال أخبرنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن محمد بن حكيم قال: وصفت لأبي الحسن ع قول هشام الجواليقي و ما يقول في الشاب الموفق‏ «1» و وصفت له قول هشام بن الحكم فقال إن الله عز و جل لا يشبهه شي‏ء.
2- حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله قال حدثنا محمد بن يعقوب قال حدثنا علي بن محمد رفعه عن محمد بن الفرج الرخجي قال: كتبت إلى أبي الحسن ع أسأله عما قال هشام بن الحكم في الجسم و هشام بن سالم في الصورة فكتب ع دع عنك حيرة الحيران و استعذ بالله من الشيطان ليس القول ما قال الهشامان‏ «2».
3- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن سهل بن زياد عن حمزة بن محمد قال: كتبت إلى أبي الحسن ع أسأله عن الجسم و الصورة فكتب ع سبحان من‏ ليس كمثله‏
______________________________
(1). الموفق على بناء الفاعل من باب الافعال: الذي حسنت خلقته و جملت صورته لتوافق أعضائه و تناسب هندسة أشكاله.
(2). لا ريب في جلالة قدر الهشامين عند الاصحاب، و في كتب الرجال و الاخبار توجيهات لما يزريهما. راجع هامش شرح أصول الكافي للمولى صالح المازندرانى ج 3 ص 288.



التوحيد (للصدوق)، ص: 98
شي‏ء لا جسم و لا صورة.
4- أبي رحمه الله قال حدثنا أحمد بن إدريس قال حدثنا محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن علي بن أبي حمزة قال: قلت لأبي عبد الله ع سمعت هشام بن الحكم يروي عنكم أن الله جل و عز جسم صمدي نوري معرفته ضرورة يمن بها على من يشاء من خلقه‏ «1» فقال ع سبحان من لا يعلم أحد كيف هو إلا هو- ليس كمثله شي‏ء و هو السميع البصير لا يحد و لا يحس و لا يجس و لا يمس و لا تدركه الحواس و لا يحيط به شي‏ء لا جسم و لا صورة و لا تخطيط و لا تحديد.
5- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن سهل بن زياد عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن محمد بن زيد قال: جئت إلى الرضا ع أسأله عن التوحيد فأملى علي الحمد لله فاطر الأشياء إنشاء و مبتدعها ابتداء بقدرته و حكمته لا من شي‏ء فيبطل الاختراع و لا لعلة فلا يصح الابتداع‏ «2» خلق ما شاء كيف شاء متوحدا بذلك لإظهار حكمته و حقيقة ربوبيته لا تضبطه العقول و لا تبلغه الأوهام و لا تدركه الأبصار و لا يحيط به مقدار عجزت دونه العبارة و كلت دونه الأبصار و ضل فيه تصاريف الصفات احتجب بغير حجاب محجوب و استتر بغير ستر مستور عرف بغير رؤية و وصف بغير صورة و نعت بغير جسم لا إله إلا الله‏ الكبير المتعال‏.
______________________________
(1). أي ليست معرفته من صنع العباد بل ضرورية بالفطرة كما يأتي الاخبار بذلك في الباب الثالث و الستين.
(2). العلة المنفية ليست الفاعلية لأنه تعالى فاعل الأشياء، و لا المادة اذ نفاها قبل هذا، و لا الصورة اذ هي في الحقيقة نفس الشي‏ء المعلول، و لا الغاية اذ لا يناسب التفريع، بل المراد بها مثال سابق خلق الأشياء على ذلك المثال كما وقع كثيرا في كلامه و كلام آبائه عليهم السلام في هذا الكتاب و غيره، و يستفاد ذلك من التفريع لان الابتداع هو إنشاء الشي‏ء من دون أن يكون له مثال سبقه.



التوحيد (للصدوق)، ص: 99
6- حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي رضي الله عنه عن أبيه عن جده أحمد بن أبي عبد الله عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن محمد بن حكيم قال: وصفت لأبي إبراهيم ع قول هشام الجواليقي و حكيت له قول هشام بن الحكم إنه جسم فقال إن الله لا يشبهه شي‏ء أي فحش أو خنى أعظم من قول من يصف خالق الأشياء بجسم أو صورة أو بخلقة أو بتحديد أو أعضاء تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
7- حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي عن الحسين بن الحسن و الحسين بن علي عن صالح بن أبي حماد «1» عن بكر بن صالح عن الحسين بن سعيد عن عبد الله بن المغيرة عن محمد بن زياد قال سمعت يونس بن ظبيان يقول‏ دخلت على أبي عبد الله ع فقلت له إن هشام بن الحكم يقول قولا عظيما إلا أني أختصر لك منه أحرفا يزعم أن الله جسم لأن الأشياء شيئان جسم و فعل الجسم فلا يجوز أن يكون الصانع بمعنى الفعل و يجوز أن يكون بمعنى الفاعل فقال أبو عبد الله ع ويله أ ما علم أن الجسم محدود متناه و الصورة محدودة متناهية فإذا احتمل الحد احتمل الزيادة و النقصان و إذا احتمل الزيادة و النقصان كان مخلوقا قال قلت فما أقول قال لا جسم و لا صورة و هو مجسم الأجسام و مصور الصور لم يتجزأ و لم يتناه و لم يتزايد و لم يتناقص لو كان كما يقول لم يكن بين الخالق و المخلوق فرق و لا بين المنشئ و المنشأ لكن هو المنشئ فرق بين من جسمه و صوره و أنشأه إذ كان لا يشبهه شي‏ء و لا يشبه هو شيئا «2».
______________________________
(1). هذا الحديث بعين السند و المتن مذكور في الكافي باب النهى عن الجسم و الصورة و ليس هناك في السند: «و الحسين بن على، عن صالح بن أبي حماد».
(2). فرق على صيغة المصدر، و معادل كلمة بين محذوف أي و بينه، و مر نظير هذا في الحديث السابع عشر من الباب الثاني بذكر المعادل، و كون فرق بصيغة الفعل الماضى حتى-



التوحيد (للصدوق)، ص: 100
8- حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن محمد بن إسماعيل البرمكي عن علي بن العباس عن الحسن بن عبد الرحمن الحماني‏ «1» قال: قلت لأبي الحسن موسى بن جعفر ع إن هشام بن الحكم زعم أن الله جسم- ليس كمثله شي‏ء عالم سميع بصير قادر متكلم ناطق و الكلام و القدرة و العلم تجري مجرى واحدا ليس شي‏ء منها مخلوقا فقال قاتله الله أ ما علم أن الجسم محدود و الكلام غير المتكلم‏ «2» معاذ الله و أبرأ إلى الله من هذا القول لا جسم و لا صورة و لا تحديد و كل شي‏ء سواه مخلوق و إنما تكون الأشياء بإرادته و مشيته من غير كلام و لا تردد في نفس و لا نطق بلسان.
9- حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله عن محمد بن يعقوب الكليني عن علي بن محمد عن سهل بن زياد عن إبراهيم بن محمد الهمداني قال: كتبت إلى الرجل يعني أبا الحسن ع أن من قبلنا من مواليك قد اختلفوا في التوحيد فمنهم من يقول جسم و منهم من يقول صورة فكتب ع بخطه سبحان من لا يحد و لا يوصف- ليس كمثله شي‏ء و هو السميع العليم‏ أو قال‏ البصير.
10- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا محمد بن أحمد قال حدثنا محمد بن عيسى عن هشام بن إبراهيم‏
______________________________
- لا يحتاج الى المعادل بعيد المناسبة لما قبله، و قوله: «اذ كان- الخ» بيان و تعميم للفرق أى من جميع الجهات.
(1). المظنون أن الحسن بن الحسين بن عبد الله مكان هذا الرجل كما في نسخة (ط) و (ن) اشتباه من النساخ لشهادة سائر النسخ و الحديث السابع باب النهى عن الجسم و الصورة من الكافي و الحديث التاسع عشر باب نفى الجسم و الصورة من البحار.
(2). تعرض عليه السلام لابطال شيئين في كلام هشام ليسا بالحق: كونه تعالى جسما و كلامه تعالى كالعلم و القدرة من صفات الذات، و سكت عن الباقي لكونه حقا.



التوحيد (للصدوق)، ص: 101
قال قال العباسي‏ قلت له يعني أبا الحسن ع جعلت فداك أمرني بعض مواليك أن أسألك عن مسألة قال و من هو قلت الحسن بن سهل‏ «1» قال في أي شي‏ء المسألة قال قلت في التوحيد قال و أي شي‏ء من التوحيد قال يسألك عن الله جسم أو لا جسم قال فقال لي إن للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب مذهب إثبات بتشبيه و مذهب النفي و مذهب إثبات بلا تشبيه فمذهب الإثبات بتشبيه لا يجوز و مذهب النفي لا يجوز و الطريق في المذهب الثالث إثبات بلا تشبيه.
11- حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رحمه الله قال حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا محمد بن أحمد عن عمران بن موسى عن الحسن بن العباس بن حريش الرازي عن بعض أصحابنا عن الطيب يعني علي بن محمد و عن أبي جعفر الجواد ع أنهما قالا من قال بالجسم فلا تعطوه من الزكاة و لا تصلوا وراءه.
12- حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله قال حدثنا محمد بن يحيى العطار عن سهل بن زياد عن محمد بن علي القاساني قال: كتبت إليه ع أن من قبلنا قد اختلفوا في التوحيد قال فكتب ع سبحان من لا يحد و لا يوصف- ليس كمثله شي‏ء و هو السميع البصير.
13- حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله عن أبيه عن أبي سعيد الأدمي عن بشر بن بشار النيسابوري قال: كتبت إلى أبي الحسن ع بأن من قبلنا قد اختلفوا في التوحيد منهم من يقول هو جسم و منهم من يقول صورة فكتب ع سبحان من لا يحد و لا يوصف و لا يشبهه شي‏ء و ليس كمثله شي‏ء و هو السميع البصير.
14- حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رحمه الله عن أبيه عن سهل بن زياد قال: كتبت إلى أبي محمد ع سنة خمس و خمسين و مائتين قد اختلف يا سيدي أصحابنا في التوحيد منهم من يقول هو جسم و منهم من يقول هو صورة فإن رأيت يا سيدي أن تعلمني من ذلك ما أقف عليه و لا أجوزه فعلت متطولا على‏
______________________________
(1). في نسخة (ب) و (د) «الحسين بن سهل».



التوحيد (للصدوق)، ص: 102
عبدك فوقع ع بخطه سألت عن التوحيد و هذا عنكم معزول‏ «1» الله تعالى واحد أحد صمد لم يلد و لم يولد. و لم يكن له كفوا أحد خالق و ليس بمخلوق يخلق تبارك و تعالى ما يشاء من الأجسام و غير ذلك و يصور ما يشاء و ليس بمصور جل ثناؤه و تقدست أسماؤه و تعالى عن أن يكون له شبيه هو لا غيره‏ «2» ليس كمثله شي‏ء و هو السميع البصير.
15- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال حدثنا العباس بن معروف قال حدثنا ابن أبي نجران عن حماد بن عثمان عن عبد الرحيم القصير قال: كتبت على يدي عبد الملك بن أعين إلى أبي عبد الله ع بمسائل فيها أخبرني عن الله عز و جل هل يوصف بالصورة و بالتخطيط فإن رأيت جعلني الله فداك أن تكتب إلي بالمذهب الصحيح من التوحيد فكتب ع بيدي عبد الملك بن أعين سألت رحمك الله عن التوحيد و ما ذهب إليه من قبلك فتعالى الله الذي‏ ليس كمثله شي‏ء و هو السميع البصير تعالى الله عما يصفه الواصفون المشبهون الله تبارك و تعالى بخلقه المفترون على الله و اعلم رحمك الله أن المذهب الصحيح في التوحيد ما نزل به القرآن من صفات الله عز و جل فانف عن الله البطلان و التشبيه فلا نفي و لا تشبيه هو الله الثابت الموجود تعالى الله عما ى صفه الواصفون و لا تعد القرآن فتضل بعد البيان.
16- حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رحمه الله عن أبيه عن سهل بن زياد عن بعض أصحابنا قال: كتبت إلى أبي الحسن ع أسأله عن الجسم و الصورة فكتب سبحان من‏ ليس كمثله شي‏ء و لا جسم و لا صورة.
17- حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه عن أبيه عن سهل‏
______________________________
(1). أي البحث عن ذاته تعالى و أنها ما هي لانه خارج عن طوق المخلوق فيقع في الباطل كما وقع كثير، بل صفوه بصفاته و دلوا عليه بآياته.
(2). اما عطف على هو أي هو ليس كمثله شي‏ء لا غيره لان غيره من المخلوق له الامثال، أو خبر له أي هو لا يكون غيره بل مباين له بالذات و الصفات.



التوحيد (للصدوق)، ص: 103
بن زياد الآدمي عن حمزة بن محمد قال: كتبت إلى أبي الحسن ع أسأله عن الجسم و الصورة فكتب سبحان من‏ ليس كمثله شي‏ء.
18- حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي رحمه الله عن أبيه عن جده أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن عبد الله بن بحر عن أبي أيوب الخزاز عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر ع عما يروون أن الله عز و جل خلق آدم على صورته‏ «1» فقال هي صورة محدثة مخلوقة اصطفاها الله و اختارها على سائر الصور المختلفة فأضافها إلى نفسه كما أضاف الكعبة إلى نفسه و الروح إلى نفسه فقال‏ بيتي‏ «2» و قال‏ و نفخت فيه من روحي‏ «3».
19- حدثني محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن يعقوب السراج قال: قلت لأبي عبد الله ع إن بعض أصحابنا يزعم أن لله صورة مثل صورة الإنسان و قال آخر إنه في صورة أمرد جعد قطط فخر أبو عبد الله ساجدا ثم رفع رأسه فقال سبحان الله الذي‏ ليس كمثله شي‏ء و لا تدركه‏
______________________________
(1). في هذا الكلام وجوه محتملة: فان الضمير اما يرجع إلى الله تعالى فالمعنى ما ذكره الامام عليه السلام هنا على أن يكون الإضافة تشريفية كما في نظائرها أو المعنى أنه تعالى خلق آدم على صفته في مرتبة الإمكان و جعله قابلا للتخلق باخلاقه و مكرما بالخلافة الإلهية، و اما يرجع الى آدم عليه السلام فالمعنى أنه تعالى خلق جوهر ذات آدم على صورته من دون دخل الملك المصور للاجنة في الارحام كما لا دخل لغيره في تجهيز ذاته و ذات غيره أو المعنى أنه تعالى خلق آدم على صورته هذه من ابتداء أمره و لم يكن لجوهر جسمه انتقال من صورة الى صورة كالصورة المنوية الى العلقة الى غيرهما، أو المعنى أنه تعالى خلق آدم على صورته التي قبض عليها و لم يتغير وجهه و جسمه من بدئه إلى آخر عمره، و اما يرجع الى رجل يسبه رجل آخر كما فسر به في الحديث العاشر و الحادي عشر من الباب الثاني عشر فراجع.
(2). البقرة: 125.
(3). الحجر: 29.



التوحيد (للصدوق)، ص: 104
الأبصار و لا يحيط به علم- لم يلد لأن الولد يشبه أباه- و لم يولد فيشبه من كان قبله- و لم يكن له‏ من خلقه‏ كفوا أحد تعالى عن صفة من سواه علوا كبيرا.
20- حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن الصقر بن أبي دلف قال: سألت أبا الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا ع عن التوحيد و قلت له إني أقول بقول هشام بن الحكم فغضب ع ثم قال ما لكم و لقول هشام إنه ليس منا من زعم أن الله عز و جل جسم‏ «1» و نحن منه برآء في الدنيا و الآخرة يا ابن أبي دلف إن الجسم محدث و الله محدثه و مجسمه.
و أنا أذكر الدليل على حدوث الأجسام في باب الدليل على حدوث العالم من هذا الكتاب إن شاء الله‏
______________________________
(1). قوله: «من زعم- الخ» اسم ليس و «منا» خبره قدم على اسمه.








الوافي ؛ ج‏1 ؛ ص387
باب 37 نفي الجسم و الصورة و التحديد
[1]
309- 1 الكافي، 1/ 102/ 5/ 1 علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل عن إبراهيم بن محمد الهمداني‏ «1» قال‏ كتبت إلى الرجل ع أن من قبلنا من مواليك قد اختلفوا في التوحيد فمنهم من يقول جسم و منهم من يقول صورة «2»
______________________________
(1). الهمذاني بفتح الميم و اعجام الذال نسبة الى بلدة همذان لا الى القبيلة المعروفة التي منها الحارث الهمداني صاحب أمير المؤمنين عليه السلام و خلق كثير كمحمد بن الحسين بن أبي الخطاب الزيات و محمد بن الأصبغ و محفوظ بن نصر الكوفي و غيرهم من الرواة و هي باهمال الدال و تسكين الميم و من هذه البلدة علي بن الحسين من أصحاب الجواد عليه السلام و أبو جعفر محمد بن موسى بن عيسى و إبراهيم محمد بن علي بن إبراهيم وكيل الناحية المقدسة و أبوه علي و غيرهم و الرجل من وكلاء الناحية الموثوق بهم و قد كان حج أربعين حجة و قد ورد جلالة قدره في بعض التوقيعات «عهد» غفر الله له و الرجل هو المذكور في ج 1 ص 33 جامع الرواة و في ج 1 ص 70 مجمع الرجال و في الأخير ذكر روايتين يكشف عنهما جلالة قدره «ض. ع».
(2). قوله: «من يقول جسم و منهم من يقول صورة» أي ذات مصورة مشكلة و الظاهر أنهم ظنوا أن الجسم عبارة عن الذات و الحقيقة و أن ذاته سبحانه ذات و حقيقة يتصف في الحصول الشعوري بصفات التشكيك و التخليط فاطلق بعضهم عليه الجسم كما حكي عن هشام بن الحكم و بعضهم أطلق عليه الصورة كما حكي عن هشام بن سالم و حاصل جوابه (عليه السلام) أن الجسم حقيقة محدودة بالامتدادات الثلاث الطولي و العرضي و العمقي.
و هو سبحانه منزه عن أن يحد بالحدود المغايرة لذاته متوحد بذاته فلا يصح اطلاق الجسم عليه و موضع خطأ هذا القائل أولا معنى الجسم و فهمه من الجسم غير ما وضع له و ثانيا تجويز لحوق ما يحدد الله سبحانه من المغايرات له به فان المشكل المصور يكون له صفات حقيقية زائدة عليه لا حقة به و لحوق الصفات الزائدة في الحصول الشعوري له مع أنه إنما يصح على ما يصح حصوله في المشاعر و المدارك و هو سبحانه منزه عن حلول الصفات الزائدة فيه و قابلية لها و عن صحة الحصول في المشاعر و خطأ هذا القائل فيهما فجوز عليه سبحانه الحصول في المشاعر و الاتصاف بصفات الحقيقية الزائدة و القابلية لها و صرح (عليه السلام) بنفي الحقيقة الكلية عنه سبحانه و الصفات الزائدة بقوله‏ «ليس كمثله شي‏ء» و باتصافه بالصفات الكمالية بذاته لا بصفة زائدة بقوله: «و هو السميع العليم»*. رفيع- (رحمه الله).



الوافي، ج‏1، ص: 388
فكتب بخطه سبحان من لا يحد و لا يوصف ليس كمثله شي‏ء و هو السميع العليم أو قال البصير
[2]
310- 2 الكافي، 1/ 102/ 9/ 1 سهل عن بشر بن بشار النيسابوري قال‏ كتبت إلى الرجل ع الحديث بأدنى تفاوت و زاد و لا يشبهه شي‏ء بعد قوله و لا يوصف‏
بيان‏
المراد بالرجل في الحديثين أبو الحسن الثالث ع‏
[3]
311- 3 الكافي، 1/ 103/ 10/ 1 سهل قال‏ كتبت إلى أبي محمد ع سنة خمس و خمسين و مائتين قد اختلف يا سيدي أصحابنا في التوحيد منهم من يقول جسم و منهم من يقول‏ «1» صوره فإن رأيت يا سيدي أن تعلمني من ذلك ما أقف عليه و لا أجوزه فعلت متطولا على عبدك فوقع بخطه ع سألت عن التوحيد و هذا عنكم معزول‏ «2» الله واحد أحد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد خالق و ليس بمخلوق يخلق تبارك و تعالى ما يشاء من الأجسام و غير ذلك- و ليس بجسم و يصور ما يشاء و ليس بصورة جل ثناؤه و تقدست أسماؤه أن يكون له شبه هو لا غيره‏ ليس كمثله شي‏ء و هو السميع البصير
______________________________
(1). في الكافي المطبوع: هو جسم و منهم من يقول هو صورة.
(2). قوله: «سألت عن التوحيد و هو عنكم معزول» أي سألت عن تحقيق ما هو الحق في التوحيد و هو عنكم معزول أي تحقيقه بمدارككم و عقولكم، ساقط عنكم لعجز عقولكم عن الإحاطة به و عن الوصول الى حق تحقيقه إنما المرجع لكم في التوحيد وصفه سبحانه بما وصف به نفسه من ان الله واحد أحد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد و أنه خالق كل شي‏ء و ليس بمخلوق و يخلق ما يشاء من الأجسام و غيره و يصور ما يشاء و ليس بجسم و لا صورة كما في محكم كتابه‏ (ليس كمثله شي‏ء و هو السميع البصير). رفيع- (رحمه الله).



الوافي، ج‏1، ص: 389
بيان‏
هذا عنكم معزول إذ ليس لكل أحد أن يخوض في أمر التوحيد لقصور أكثر الناس عن دركه بل يكفيهم أن يعتقدوا أن الله واحد أحد إلى آخر ما ذكره ع‏
[4]
312- 4 الكافي، 1/ 104/ 1/ 1 القميان عن صفوان عن علي بن أبي حمزة قال‏ قلت لأبي عبد الله ع سمعت هشام بن الحكم يروي عنكم أن الله جسم صمدي نوري معرفته ضرورة يمن بها على من يشاء من خلقه فقال ع- سبحان من لا يعلم أحد كيف هو إلا هو ليس كمثله شي‏ء و هو السميع البصير لا يحد و لا يحس و لا يجس و لا تدركه الأبصار و لا الحواس و لا يحيط به شي‏ء و لا جسم و لا صورة و لا تخطيط و لا تحديد
[5]
313- 5 الكافي، 1/ 104/ 2/ 1 محمد بن الحسن عن سهل عن حمزة بن محمد قال‏ كتبت إلى أبي الحسن ع أسأله عن الجسم و الصورة فكتب سبحان من ليس كمثله شي‏ء لا جسم و لا صورة و رواه محمد بن أبي عبد الله إلا أنه لم يسم الرجل‏
[6]
314- 6 الكافي، 1/ 105/ 4/ 1 محمد بن أبي عبد الله عمن ذكره عن علي بن العباس عن البزنطي عن محمد بن حكيم قال‏ وصفت لأبي إبراهيم ع قول هشام بن سالم الجواليقي و حكيت له قول هشام بن الحكم أنه جسم- فقال إن الله تعالى لا يشبهه شي‏ء أي فحش أو خناء أعظم من قول من يصف خالق الأشياء بجسم أو صورة أو بخلقة أو بتحديد و أعضاء تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا



الوافي، ج‏1، ص: 390
بيان‏
الخناء بالخاء المعجمة و النون الفحش‏
[7]
315- 7 الكافي، 1/ 105/ 5/ 1 علي بن محمد رفعه عن محمد بن الفرج الرخجي قال‏ كتبت إلى أبي الحسن ع أسأله عما قال هشام بن الحكم في الجسم و هشام بن سالم في الصورة فكتب ع دع عنك حيرة الحيران- و استعذ بالله من الشيطان الرجيم ليس القول ما قال الهشامان‏
بيان‏
الرخجي‏ «1» بالراء المهملة ثم الخاء المعجمة المفتوحة و الجيم بعده‏
[8]
316- 8 الكافي، 1/ 106/ 6/ 1 محمد بن أبي عبد الله عن محمد بن إسماعيل عن الحسين بن الحسن عن بكر بن صالح عن الحسن بن سعيد عن ابن المغيرة عن محمد بن زياد قال سمعت يونس بن ظبيان يقول‏ دخلت على أبي عبد الله ع فقلت له إن هشام بن الحكم يقول قولا عظيما إلا أني أختصر لك منه أحرفا- فزعم أن الله تعالى جسم لأن الأشياء شيئان جسم و فعل الجسم فلا يجوز أن يكون الصانع بمعنى الفعل و يجوز أن يكون بمعنى الفاعل فقال أبو عبد الله ع ويله أ ما علم أن الجسم محدود متناه و الصورة محدودة متناهية- فإذا احتمل الحد احتمل الزيادة و النقصان و إذا احتمل الزيادة و النقصان كان مخلوقا- قال قلت فما أقول قال لا جسم و لا صورة و هو مجسم الأجسام و مصور
______________________________
(1). قرية بكرمان: هذا بهامش «ف» و لكن قال بعضهم: رخجي بضم الراء المهملة و تشديد الخاء المعجمة منسوب الى «رخج» و هي قرية من قرى كابل و قال بعضهم هي قرية بكرمان و بقول آخر «هي قرية بقرب بغداد» «ض. ع».



الوافي، ج‏1، ص: 391
الصور لم يتجز «1» و لم يتناه و لم يتزايد و لم يتناقص لو كان كما يقولون لم يكن بين الخالق و المخلوق فرق و لا بين المنشئ و المنشأ لكن هو المنشئ فرق بين من جسمه و صوره و أنشأه إذ كان لا يشبهه شي‏ء و لا يشبه هو شيئا
بيان‏
في توحيد الصدوق عن صالح بن أبي حماد بعد الحسين بن الحسن و كأنه سقط عن نسخ الكافي فرق بين من جسمه أي بينه و بين من جسمه‏
[9]
317- 9 الكافي، 1/ 106/ 7/ 1 محمد بن أبي عبد الله عن محمد بن إسماعيل عن علي بن العباس عن الحسن بن عبد الرحمن الحماني قال‏ قلت لأبي الحسن موسى بن جعفر ع إن هشام بن الحكم زعم أن الله جسم ليس كمثله شي‏ء سميع بصير عالم‏ «2» قادر متكلم ناطق و الكلام و القدرة و العلم يجري مجرى واحد ليس شي‏ء منها مخلوقا فقال قاتله الله أ ما علم أن الجسم محدود و الكلام غير المتكلم معاذ الله و أبرأ إلى الله من هذا القول لا جسم و لا صورة و لا تحديد و كل شي‏ء سواه مخلوق إنما يكون الأشياء بإرادته و مشيته من غير كلام و لا تردد في نفس و لا نطق بلسان‏
بيان‏
إنما يكون الأشياء بإرادته إشارة إلى دفع شبهة نشأت من قوله تعالى‏ إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون‏ «3» و هي أن الكلام لو كان مخلوقا لكان مسبوقا بكلام آخر و هو قوله تعالى كن فيلزم التسلسل و الجواب أن المراد منه إرادته و مشيته قال‏
______________________________
(1). لم يتحيز- خ ل.
(2). عالم سميع بصير، كذا في جميع نسخ الكافي التي مررنا عليها و المرآة و شرح المولى خليل (رحمه الله). «ض. ع».
(3). يس/ 82



الوافي، ج‏1، ص: 392
الزمخشري في قوله تعالى‏ كن‏ إنه مجاز من الكلام و تمثيل لأنه لا يمتنع عليه شي‏ء من المكونات و أنه بمنزلة المأمور المطيع إذا ورد عليه أمر الآمر المطاع و في هذا المقام كلام آخر ليس هنا محل ذكره‏
[10]
318- 10 الكافي، 1/ 106/ 8/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن محمد بن حكيم قال‏ وصفت لأبي الحسن ع قول هشام الجواليقي و ما يقول في الشاب الموفق و وصفت له قول هشام بن الحكم فقال إن الله لا يشبهه شي‏ء
بيان‏
يأتي حديث الشاب الموفق و كل ما نسب إلى الهشامين من التشبيه فظني أنه إنما نشأ من سوء الفهم لكلامهما و إلا فالرجلان أجل قدرا من ذلك و أما قول الإمام ع ويله و قاتله الله فإنما ذلك لتكلمهما بمثل ذلك عند ما لا يفهم و كان لهما و لأمثالهما من موالي أئمتنا ع مرموزات كمرموزات الحكماء الأوائل و تجوزات كتجوزاتهم لا تصل إليها أفهام الجماهير و لهذا نسبوهم إلى التجسيم و التصوير و لعل نقله كلامهم أيضا تصرفوا في الألفاظ و حرفوا الكلم عن مواضعها.
قال الشهرستاني في كتاب الملل و النحل بعد ما نقل أن هشام بن الحكم غلا في حق علي ع و هذا هشام بن الحكم صاحب غور في الأصول لا يجوز أن يغفل عن إلزاماته على المعتزلة فإن الرجل وراء ما يلزم به على الخصم و دون ما يظهره من التشبيه و ذلك أنه ألزم أبا هذيل العلاف فقال إنك تقول الباري تعالى عالم بعلم و علمه ذاته فيشارك المحدثات في أنه عالم بعلم و يباينها في أن علمه ذاته فيكون عالما لا كالعالمين فلم لا تقول أنه جسم لا كالأجسام و صورة لا كالصور و له قدر لا كالأقدار انتهى كلامه و لا شك أن أقوالهما بحسب الظاهر أقوال باطلة و آراء سخيفة متناقضة لكن الرجلين ممدوحان مقبولان وردت في مدحهما روايات فلعل هذه الأقوال رموزات و تجوزات ظواهرها فاسدة و بواطنها صحيحة.
و لها تأويلات و محامل أولهما في التقول بها مصلحة دينية أو غرض صحيح‏



الوافي، ج‏1، ص: 393
و بالجملة فلعل صدور مثل هذه الكلمات عن مثل هذه الموالي ليس عن محض الجهالة و الغفلة عن معنى الإلهية و التوحيد الخالص عن شوب الكثرة أو صدوره عنهم إنما كان من قبل رجوعهم إلى الحق فقد قيل إن هشام بن الحكم كان قبل وصوله إلى خدمة الصادق ع على رأى جهم بن صفوان فلما وصل إلى خدمته ع تاب و رجع إلى الحق و الله تعالى أعلم بسرائر عباده‏






مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول ؛ ج‏2 ؛ ص1
باب النهي عن الجسم و الصورة
[الحديث 1]
1 أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن علي بن أبي حمزة قال‏ قلت لأبي عبد الله ع سمعت هشام بن الحكم يروي عنكم أن الله جسم صمدي نوري معرفته ضرورة يمن بها على من يشاء من خلقه فقال ع سبحان من لا يعلم أحد كيف هو إلا هو ليس كمثله شي‏ء و هو السميع البصير لا يحد
______________________________
باب النهي عن الجسم و الصورة الحديث الأول‏: موثق.
قوله: معرفته ضرورة: أي تقذف في القلب من غير اكتساب أو تحصل بالرؤية تعالى الله عن ذلك، و قد يؤول كلامه بأن مراده‏ بالجسم‏ الحقيقة العينية القائمة بذاتها لا بغيرها و بالصمدي‏ ما لا يكون خاليا في ذاته عن شي‏ء فيستعد أن يدخل هو فيه، أو مشتملا على شي‏ء يصح عليه خروجه عنه، و بالنوري‏ ما يكون صافيا عن ظلم المواد و قابلياتها، بل عن المهية المغايرة للوجود و قابليتها.
قيل: و لما كان السائل فهم من هذا الكلام ما هو الظاهر و لم يحمله على ما ذكر، أجاب عليه السلام لا بتخطئة إطلاق الجسم بل بنفي ما فهمه عنه سبحانه، فقال: سبحان من لا يعلم أحد كيف هو إلا هو، أي ليس لأحد أن يصفه بصفة يعرفها من صفات ذاته الفانية و صفات أشباهه من الممكنات، فإنه لا يكون معرفة شي‏ء منها معرفة" ليس كمثله شي‏ء و هو السميع البصير" أي لا بآلة و قوة و هو" لا يحد" و كل جسم محدود متناه‏" و لا يجس" أي لا يمس و كل جسم يصح عليه أن يمس‏" و لا تدركه الأبصار" أي الأوهام، و لا الحواس الظاهرة و الجسم يدرك بالحواس الباطنة و الظاهرة" و لا



مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏2، ص: 2
و لا يحس و لا يجس و لا تدركه الأبصار و لا الحواس و لا يحيط به شي‏ء و لا جسم و لا صورة و لا تخطيط و لا تحديد
[الحديث 2]
2 محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن حمزة بن محمد قال‏ كتبت إلى أبي الحسن ع أسأله عن الجسم و الصورة فكتب سبحان من‏ ليس كمثله شي‏ء لا جسم و لا صورة
و رواه محمد بن أبي عبد الله‏ إلا أنه لم يسم الرجل‏
[الحديث 3]
3 محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن محمد بن زيد قال‏ جئت إلى الرضا ع أسأله عن التوحيد فأملى علي الحمد لله فاطر الأشياء إنشاء و مبتدعها ابتداعا بقدرته و حكمته لا من شي‏ء فيبطل الاختراع و لا لعلة فلا يصح الابتداع خلق ما شاء كيف شاء متوحدا بذلك لإظهار حكمته و حقيقة ربوبيته لا تضبطه العقول و لا تبلغه الأوهام و لا تدركه الأبصار و لا يحيط به مقدار عجزت دونه العبارة و كلت دونه الأبصار و ضل فيه تصاريف الصفات احتجب بغير حجاب محجوب و استتر بغير ستر مستور عرف بغير رؤية و وصف بغير صورة و نعت بغير جسم لا إله إلا الله الكبير المتعال‏
______________________________
يحيط به شي‏ء" إحاطة عقلية أو وهمية أو حسية" و لا جسم" لأن معناه حقيقة مقتدر محدود" و لا صورة و لا تخطيط" أي تشكل كيف، و الصورة و التشكل لا ينفك عن التحديد و لا تحديد.
الحديث الثاني‏: ضعيف و آخره مرسل و محمد بن أبي عبد الله هو محمد بن جعفر ابن عون.
قوله: لم يسم الرجل‏ أي الراوي.
الحديث الثالث‏: ضعيف.
قوله: بقدرته و حكمته، متعلق بالابتداع أو به و بالفطر و الإنشاء و قد مر شرح تلك الفقرات في شرح خطبة الكتاب.



مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏2، ص: 3
[الحديث 4]
4 محمد بن أبي عبد الله عمن ذكره عن علي بن العباس عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن محمد بن حكيم قال‏ وصفت لأبي إبراهيم ع قول هشام بن سالم الجواليقي و حكيت له قول هشام بن الحكم أنه جسم فقال إن الله تعالى لا يشبهه شي‏ء أي فحش أو خنا أعظم من قول من يصف خالق الأشياء بجسم أو صورة أو بخلقة أو بتحديد و أعضاء تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا
[الحديث 5]
5 علي بن محمد رفعه عن محمد بن الفرج الرخجي قال‏ كتبت إلى أبي الحسن ع أسأله عما قال هشام بن الحكم في الجسم و هشام بن سالم في الصورة فكتب دع عنك حيرة الحيران و استعذ بالله من الشيطان ليس القول ما قال الهشامان‏
______________________________
الحديث الرابع‏: مرسل‏ و الجواليقي‏ بائع الجواليق و هو جمع جولق معرب جوال، و الخنى: الفحش و الفساد.
قوله: أو بخلقة، أي مخلوقية أو بأعضاء كأعضاء المخلوقين.
الحديث الخامس‏: مرفوع و لا ريب في جلالة قدر الهشامين و براءتهما عن هذين القولين، و قد بالغ السيد المرتضى قدس الله روحه في براءة ساحتهما عما نسب إليهما في كتاب الشافي مستدلا عليها بدلائل شافية، و لعل المخالفين نسبوا إليهما هذين القولين معاندة كما نسبوا المذاهب الشنيعة إلى زرارة و غيره من أكابر المحدثين، أو لعدم فهم كلامهما، فقد قيل إنهما قالا بجسم لا كالأجسام، و بصورة لا كالصور فلعل مرادهم بالجسم الحقيقة القائمة بالذات، و بالصورة المهية و إن أخطئا في إطلاق هذين اللفظين عليه تعالى.
قال المحقق الدواني: المشبهة منهم من قال: أنه جسم حقيقة ثم افترقوا فقال بعضهم: إنه مركب من لحم و دم، و قال بعضهم: هو نور متلألئ كالسبيكة البيضاء، طوله سبعة أشبار بشبر نفسه، و منهم من قال: أنه على صورة إنسان، فمنهم من يقول:
إنه شاب أمرد جعد قطط، و منهم من قال: إنه شيخ أشمط الرأس و اللحية، و منهم من قال: هو من جهة الفوق مماس للصفحة العليا من العرش، و يجوز عليه الحركة



مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏2، ص: 4
..........
______________________________
و الانتقال، و تبدل الجهات، و تأط العرش تحته أطيط الرحل الجديد تحت الراكب الثقيل، و هو يفصل عن العرش بقدر أربع أصابع، و منهم من قال: هو محاذ للعرش غير مماس له و بعده عنه بمسافة متناهية، و قيل: بمسافة غير متناهية، و لم يستنكف هذا القائل عن جعل غير المتناهي محصورا بين حاصرين، و منهم من تستر بالبلكفة «1» فقال: هو جسم لا كالأجسام و له حيز لا كالأحياز، و نسبته إلى حيزه ليس كنسبة الأجسام إلى أحيازها، و هكذا ينفي جميع خواص الجسم عنه حتى لا يبقى إلا اسم الجسم و هؤلاء لا يكفرون بخلاف المصرحين بالجسمية" انتهى".
قال الشهرستاني: حكى الكعبي عن هشام بن الحكم أنه قال: هو جسم ذو أبعاض له قدر من الأقدار، و لكن لا يشبه شيئا من المخلوقات و لا تشبهه، و نقل عنه أنه قال: هو سبعة أشبار بشبر نفسه، و أنه في مكان مخصوص، و جهة مخصوصة و أنه يتحرك و حركته فعله، و ليست من مكان إلى مكان، و قال: هو متناه بالذات غير متناه بالقدر، و حكي عنه أبو عيسى الوراق أنه قال: أن الله تعالى مماس لعرشه لا يفضل عنه شي‏ء من العرش، و لا يفصل عنه شي‏ء، و قال هشام بن سالم: أنه تعالى على صورة إنسان أعلاه مجوف و أسفله مصمت، و هو نور ساطع يتلألأ، و له حواس خمس و يد و رجل و أنف و إذن، و عين، و فم، و له وفرة سوداء، هو نور أسود لكنه ليس بلحم و لا دم، ثم قال: و غلا هشام بن الحكم في حق علي عليه السلام، حتى قال: إنه إله واجب الطاعة، و هذا هشام بن الحكم صاحب غور في الأصول لا يجوز أن يغفل عن إلزاماته على المعتزلة، فإن الرجل وراء ما يلزمه على الخصم، و دون ما يظهره من التشبيه و ذلك أنه ألزم العلاف، فقال: إنك تقول إن الباري تعالى عالم بعلم، و علمه ذاته فيشارك المحدثات في أنه عالم بعلم و يباينها في أن علمه ذاته فيكون عالما لا كالعالمين، فلم لا تقول هو جسم لا كالأجسام، و صورة لا كالصور، و أنه قدرة لا كالأقدار إلى غير ذلك.
______________________________
(1)- نسخة «بالبفكة» و لم أقف على معنى لها- على اختلاف النسخ- في كتب اللغة.



مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏2، ص: 5
[الحديث 6]
6 محمد بن أبي عبد الله عن محمد بن إسماعيل عن الحسين بن الحسن عن بكر بن صالح عن الحسن بن سعيد عن عبد الله بن المغيرة عن محمد بن زياد قال سمعت يونس بن ظبيان يقول‏ دخلت على أبي عبد الله ع فقلت له إن هشام بن الحكم يقول قولا عظيما إلا أني أختصر لك منه أحرفا فزعم أن الله جسم لأن‏
______________________________
أقول: فظهر أن نسبة هذين القولين إليهما إما لتخطئة رواة الشيعة و علمائهم لبيان سفاهة آرائهم، أو أنهم لما ألزموهم في الاحتجاج أشياء إسكاتا لهم، نسبوها إليهم، و الأئمة عليهم السلام لم ينفوها عنهم إبقاء عليهم، أو لمصالح أخر، و يمكن أن يحمل هذا الخبر على أن المراد: ليس القول الحق ما قال الهشامان بزعمك أو ليس هذا القول الذي تقول، ما قال الهشامان بل قولهما مباين لذلك، و يحتمل أن يكون هذان مذهبهما قبل الرجوع إلى الأئمة عليهم السلام، و الأخذ بقولهم، فقد قيل: إن هشام بن الحكم قبل أن يلقي الصادق عليه السلام كان على رأي جهم بن صفوان، فلما تبعه عليه السلام تاب و رجع إلى الحق، و يؤيده ما ذكره الكراجكي في كنز الفوائد من الرد على القائلين بالجسم بمعنييه، حيث قال: و أما موالاتنا هشاما (ره) فهي لما شاع عنه و استفاض من تركه للقول بالجسم الذي كان ينصره، و رجوعه عنه و إقراره بخطائه فيه و توبته منه، و ذلك حين قصد الإمام جعفر بن محمد عليهما السلام إلى المدينة فحجبه و قيل له:
إنه أمرنا أن لا نوصلك إليه ما دمت قائلا بالجسم، فقال: و الله ما قلت به إلا لأني ظننت أنه وفاق لقول إمامي عليه السلام، فأما إذا أنكره علي فإنني تائب إلى الله منه فأوصله الإمام عليه السلام إليه، و دعا له بخير، و حفظ عن الصادق عليه السلام أنه قال لهشام: إن الله تعالى لا يشبه شيئا و لا يشبهه شي‏ء، و كل ما وقع في الوهم فهو بخلافه، و روي عنه أيضا أنه قال: سبحان من لا يعلم أحد كيف هو إلا هو، ليس كمثله شي‏ء و هو السميع البصير لا يحد و لا يحس و لا تدركه الأبصار، و لا يحيط به شي‏ء، و لا هو جسم و لا صورة و لا بذي تخطيط و لا تحديد.
الحديث السادس‏: ضعيف.



مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏2، ص: 6
الأشياء شيئان جسم و فعل الجسم فلا يجوز أن يكون الصانع بمعنى الفعل و يجوز
______________________________
قوله: جسم و فعل الجسم، هذا الكلام يحتمل وجهين" الأول" أن يكون مبنيا على ما يذهب إليه و هم أكثر الناس من أن الموجود منحصر في المحسوس و ما في حكمه و كل ما لا وضع له و لا إشارة حسية إليه، فعندهم فرض وجوده مستحيل، فالشي‏ء عندهم إما جسم و إما عرض قائم بالجسم و هو المراد بفعل الجسم لأنه تابع له في الوجود.
الثاني: أن يكون أراد بالجسم الحقيقة القائمة بذاتها المغايرة للأفعال من غير اعتبار التقدر و التحدد كما مرت الإشارة إليه، فالمراد بقوله عليه السلام: أ ما علم أن الجسم محدود، أنه مخطئ في إطلاق الجسم على كل حقيقة قائمة بالذات، و على التقديرين‏ قوله: فإذا احتمل، استدلال على نفي جسميته سبحانه بأنه لو كان جسما لكان محدودا بحدود متناهيا إليها لاستحالة لا تناهي الأبعاد و كل محتمل للحد قابل للانقسام بأجزاء متشاركة في الاسم و الحد، فله حقيقة كلية غير متشخصة بذاتها و لا موجودة بذاتها أو هو مركب من أجزاء، حال كل واحد منها ما ذكر فيكون مخلوقا أو بأن كل جسم متناه، و إذا كان متناهيا كان محدودا بحد واحد معين أو حدود معينة فيكون مشكلا، فذلك الحد المعين و الشكل المخصوص إما أن يكون من جهة طبيعة الجسمية بما هي جسمية، أو لأجل شي‏ء آخر، و الأول باطل، و إلا لزم كون جميع الأقسام محدودة بحد واحد و شكل واحد، لاشتراكها في معنى الجسمية بل يلزم أن يكون مقدار الجزء و الكل و شكلهما واحد، فيلزم أن لا جزء و لا كل و لا تعدد في الأجسام و هو محال، و الثاني أيضا باطل، لأن ذلك الشي‏ء إما جسم أو جسماني أو مفارق عنهما، و الكل محال، لأنه إن كان جسما آخر فيعود المحذور و يلزم التسلسل و إن كان جسمانيا فيلزم الدور إذ وجوده لكونه جسمانيا يتوقف على تحدد ذلك الجسم، لأن الجسم ما لم يتحدد لم يوجد، و إذا كان وجود ذلك الجسم و تحدده متوقفين عليه كان وجوده متوقفا على ما يتوقف عليه وجوده، فيتوقف وجود ذلك الشي‏ء على وجوده، و كان تحدد الجسم متوقفا على ما يتوقف على تحدده، فيتوقف‏



مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏2، ص: 7
أن يكون بمعنى الفاعل فقال أبو عبد الله ع ويحه أ ما علم أن الجسم محدود متناه و الصورة محدودة متناهية فإذا احتمل الحد احتمل الزيادة و النقصان و إذا احتمل الزيادة و النقصان كان مخلوقا قال قلت فما أقول قال لا جسم و لا صورة و هو مجسم الأجسام و مصور الصور لم يتجزأ و لم يتناه و لم يتزايد و لم يتناقص لو كان كما يقولون لم يكن بين الخالق و المخلوق فرق و لا بين المنشئ و المنشإ لكن هو المنشئ فرق بين من جسمه و صوره و أنشأه إذ كان لا يشبهه شي‏ء و لا يشبه هو شيئا
[الحديث 7]
7 محمد بن أبي عبد الله عن محمد بن إسماعيل عن علي بن العباس عن الحسن بن عبد الرحمن الحماني قال‏ قلت لأبي الحسن موسى بن جعفر ع إن هشام‏
______________________________
تحدد ذلك الجسم على تحدده، فيلزم تقدم الشي‏ء على نفسه و هذا محال، و إن كان أمرا خارجا عن الأجسام و الجسمانيات فيلزم كون الجسم المفروض إلها مفتقرا في وجوده إلى أمر مفارق لعالم الأجسام، فيكون هو إلا له لا الجسم، و قد فرض الجسم إلها و هذا خلف، على أنه عين المطلوب، و هو نفي كونه جسما و لا صورة في جسم.
ثم استدل عليه السلام بوجه آخر و هو ما يحكم به الوجدان: من كون الموجد أعلى شأنا و أرفع قدرا من الموجد، و عدم المشابهة و المشاركة بينهما، و إلا فكيف يحتاج أحدهما إلى العلة دون الآخر، و كيف صار هذا موجدا لهذا بدون العكس، و يحتمل أن يكون المراد عدم المشاركة و المشابهة فيما يوجب الاحتياج إلى العلة فيحتاج إلى علة أخرى.
قوله: فرق، بصيغة المصدر أي الفرق حاصل بينه و بين من صوره، و يمكن أن يقرأ على الماضي المعلوم، أي فرق بين من جسمه و صوره، و بين من لم يجسمه و لم يصوره، أو بين كل ممن جسمه و غيره من المجسمات، و قوله: إذ كان لا يشبهه شي‏ء أي من غير مشابهة شي‏ء له، أو مشابهته لشي‏ء أو المراد أنه لما لم يكن بينه و بين الأشياء المفرقة مشابهة صح كونه فارقا بينها.
الحديث السابع‏: ضعيف.



مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏2، ص: 8
بن الحكم زعم أن الله جسم‏ ليس كمثله شي‏ء عالم سميع بصير قادر متكلم ناطق و الكلام و القدرة و العلم يجري مجرى واحد ليس شي‏ء منها مخلوقا فقال قاتله الله أ ما علم أن الجسم محدود و الكلام غير المتكلم معاذ الله و أبرأ إلى الله من هذا القول لا جسم و لا صورة و لا تحديد و كل شي‏ء سواه مخلوق إنما تكون الأشياء بإرادته و مشيئته من غير كلام و لا تردد في نفس و لا نطق بلسان‏
[الحديث 8]
8 علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن محمد بن حكيم قال‏ وصفت لأبي الحسن ع قول هشام الجواليقي و ما يقول في الشاب الموفق‏ و وصفت له قول هشام بن الحكم فقال إن الله لا يشبهه شي‏ء
______________________________
قوله: ليس كمثله شي‏ء، يومئ إلى أنه لم يقل بالجسمية الحقيقية، بل أخطأ في إطلاق لفظ الجسم عليه تعالى، و نفي عنه صفات الأجسام كلها، و يحتمل أن يكون مراده أنه لا يشبهه شي‏ء من الأجسام، بل هو نوع مباين لسائر أنواع الأجسام فعلى الأول نفي عليه السلام إطلاق هذا اللفظ عليه تعالى، بأن الجسم إنما يطلق على الحقيقة التي يلزمهما التقدر و التحدد فكيف يطلق عليه تعالى.
و قوله: يجري مجرى واحد، إشارة إلى عينية الصفات و كون الذات قائمة مقامها، فنفى عليه السلام كون الكلام كذلك و لم ينفه من سائر الصفات، ثم نبه على بطلان ما يوهم كلامه من كون الكلام من أسباب وجود الأشياء، فلفظة" كن*" في الآية الكريمة كناية عن تسخيره للأشياء، و انقيادها له من غير توقف على التكلم بها، كما قال سيد الساجدين عليه السلام:" فهي بمشيتك دون قولك مؤتمرة، و بإرادتك دون نهيك منزجرة" على أقرب الاحتمالين، ثم نفي عليه السلام كون الإرادة على نحو إرادة المخلوقين من خطور بال أو تردد في نفس، و يحتمل أن يكون المقصود بما نسب إلى هشام: كون الصفات كلها مع زيادتها مشتركة في عدم الحدوث و المخلوقية فنفاه عليه السلام بإثبات المغايرة أولا، ثم بيان أن كل ما سواه مخلوق، و الأول أظهر، و قوله: تكون‏ يمكن أن يقرأ على المعلوم من المجرد أو المجهول من بناء التفعيل.
الحديث الثامن‏: مجهول.





بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج‏3 ؛ ص288
3- لي، الأمالي للصدوق محمد بن محمد بن عاصم عن الكليني عن علان‏ «2» عن محمد بن الفرج الرخجي‏ «3» قال: كتبت إلى أبي الحسن علي بن محمد ع أسأله عما قال هشام بن الحكم في الجسم و هشام بن سالم في الصورة فكتب ع دع عنك حيرة الحيران و استعذ بالله من الشيطان ليس القول ما قال الهشامان.
يد، التوحيد الدقاق عن الكليني عن علي بن محمد رفعه عن الرخجي‏ مثله
بيان لا ريب في جلالة قدر الهشامين و براءتهما عن هذين القولين و قد بالغ السيد المرتضى قدس الله روحه في براءة ساحتهما عما نسب إليهما في كتاب الشافي مستدلا عليها بدلائل شافية و لعل المخالفين نسبوا إليهما هذين القولين معاندة كما نسبوا المذاهب الشنيعة إلى زرارة و غيره من أكابر المحدثين أو لعدم فهم كلامهما فقد قيل إنهما قالا بجسم لا كالأجسام و بصورة لا كالصور فلعل مرادهما بالجسم الحقيقة القائمة بالذات و بالصورة الماهية و إن أخطئا في إطلاق هذين اللفظين عليه تعالى.
______________________________
(1) لان العباد يتوجهون بهم إلى الله تعالى و الله تعالى يخاطب العباد و يواجههم بهم عليهم السلام.
(2) الظاهر أنه هو علي بن محمد بن إبراهيم بن أبان الرازي الكليني، أستاد محمد بن يعقوب الكليني و خاله. قال النجاشي: يكنى أبا الحسن ثقة، عين. أقول: علان بالعين المهملة المفتوحة ثم اللام المشددة و حكى عن الشهيد الثاني رحمه الله في تعليقته على الخلاصة أن علان مخفف اللام.
(3) بالراء المهملة المضمومة و الخاء المعجمة المفتوحة و الجيم و الياء نسبة إما إلى «رخج» كورة و مدينة من نواحي كابل، و قد يشدد الخاء، أو إلى الرخجة أو الرخجية بتشديد الخاء فيهما، قرية على نحو فراسخ من بكلواذى.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏3، ص: 289
قال المحقق الدواني المشبهة منهم من قال إنه جسم حقيقة ثم افترقوا فقال بعضهم إنه مركب من لحم و دم و قال بعضهم هو نور متلألئ كالسبيكة البيضاء طوله سبعة أشبار بشبر نفسه و منهم من قال إنه على صورة إنسان فمنهم من يقول إنه شاب أمرد جعد قطط «1» و منهم من قال إنه شيخ أشمط الرأس و اللحية «2» و منهم من قال هو في جهة الفوق مماس للصفحة العليا من العرش و يجوز عليه الحركة و الانتقال و تبدل الجهات و تئط العرش تحته أطيط الرحل الجديد تحت الراكب الثقيل و هو يفضل عن العرش بقدر أربع أصابع و منهم من قال هو محاذ للعرش غير مماس له و بعده عنه بمسافة متناهية و قيل بمسافة غير متناهية و لم يستنكف هذا القائل عن جعل غير المتناهي محصورا بين حاصرين و منهم من تستر بالكفة «3» فقال هو جسم لا كالأجسام و له حيز لا كالأحياز و نسبته إلى حيزه ليس كنسبة الأجسام إلى أحيازها و هكذا ينفي جميع خواص الجسم عنه حتى لا يبقى إلا اسم الجسم و هؤلاء لا يكفرون بخلاف المصرحين بالجسمية انتهى.
و قال الشهرستاني حكى الكعبي عن هشام بن الحكم أنه قال هو جسم ذو أبعاض له قدر من الأقدار و لكن لا يشبه شيئا من المخلوقات و لا تشبهه و نقل عنه أنه قال هو سبعة أشبار بشبر نفسه و أنه في مكان مخصوص و جهة مخصوصة و أنه يتحرك و حركته فعله و ليست من مكان إلى مكان و قال هو متناه بالذات غير متناه بالقدر.
و حكى عنه أبو عيسى الوراق أنه قال إن الله تعالى مماس لعرشه لا يفضل منه شي‏ء من العرش و لا يفضل عنه شي‏ء.
و قال هشام بن سالم إنه تعالى على صورة إنسان أعلاه مجوف و أسفله مصمت و هو نور ساطع يتلألأ و له حواس خمس و يد و رجل و أنف و أذن و عين و فم و له وفرة سوداء «4» و هو نور أسود لكنه ليس بلحم و لا دم.
______________________________
(1) الجعد من الشعر: خلاف الاسترسال. و قط الشعر: كان قصيرا جعدا فهو قطط.
(2) شمط شمطا: خالط بياض رأسه سواد فهو [أشمط].
(3) الكفة- بضم الكاف- حاشية الشي‏ء، و كفة القميص ما استدار حول الذيل. و في نسخة:
«البلفكة» و لم نجد له معنى.
(4) الوفرة: ما سال من الشعر على الأذنين.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏3، ص: 290
ثم قال و غلا هشام بن الحكم في حق علي ع حتى قال إنه إله واجب الطاعة و هذا هشام بن الحكم صاحب غور في الأصول لا يجوز أن يغفل عن إلزاماته على المعتزلة فإن الرجل وراء ما يلزمه على الخصم و دون ما يظهره من التشبيه و ذلك أنه ألزم العلاف فقال إنك تقول إن البارئ تعالى عالم بعلم و علمه ذاته فيشارك المحدثات في أنه عالم بعلم و يباينها في أن علمه ذاته فيكون عالما لا كالعالمين فلم لا تقول هو جسم لا كالأجسام و صورة لا كالصور و له قدر لا كالأقدار إلى غير ذلك انتهى.
أقول فظهر أن نسبة هذين القولين إليهما إما لتخطئة رواة الشيعة و علمائهم لبيان سفاهة آرائهم أو أنهم لما ألزموهم في الاحتجاج أشياء إسكاتا لهم نسبوها إليهم و الأئمة ع لم ينفوها عنهم إما للتبري عنهم إبقاء عليهم أو لمصالح أخر و يمكن أن يحمل هذا الخبر على أن المراد ليس هذا القول الذي تقول ما قال الهشامان بل قولهما مباين لذلك و يحتمل أن يكون هذان مذهبهما قبل الرجوع إلى الأئمة ع و الأخذ بقولهم فقد قيل إن هشام بن الحكم كان قبل أن يلقى الصادق ع على رأي جهم بن صفوان فلما تبعه ع تاب و رجع إلى الحق و يؤيده ما ذكره الكراجكي في كنز الفوائد في الرد على القائلين بالجسم بمعنييه حيث قال و أما موالاتنا هشاما رحمه الله فهي لما شاع عنه و استفاض من تركه للقول بالجسم الذي كان ينصره و رجوعه عنه و إقراره بخطائه فيه و توبته منه و ذلك حين قصد الإمام جعفر بن محمد ع إلى المدينة فحجبه و قيل له إنه أمرنا أن لا نوصلك إليه ما دمت قائلا بالجسم فقال و الله ما قلت به إلا لأني ظننت أنه وفاق لقول إمامي فأما إذا أنكره علي فإنني تائب إلى الله منه فأوصله الإمام ع إليه و دعا له بخير و حفظ.
4- عن الصادق ع‏ أنه قال لهشام إن الله تعالى لا يشبه شيئا و لا يشبهه شي‏ء و كل ما وقع في الوهم فهو بخلافه.
















اثبات الوصية ؛ ؛ ص249
و عنه عن أبي هاشم الجعفري قال: سأل محمد بن صالح الأرمني أبا محمد عليه السلام عن قول الله عز و جل‏ «يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب» فقال: هل يمحو إلا ما كان، و هل يثبت الا ما لم يكن؟
فقلت في نفسي: هذا خلاف ما يقول هشام الفوطي. انه لا يعلم الشي‏ء حتى يكون.
فنظر إلي شزرا و قال: تعالى الله الجبار العالم بالشي‏ء قبل كونه الخالق إذ لا مخلوق و الرب إذ لا مربوب و القادر قبل المقدور عليه.
فقلت: اشهد انك ولي الله و حجته و القائم بقسطه و انك على منهاج أمير المؤمنين عليه السلام.
________________________________________
مسعودى، على بن حسين، إثبات الوصية للإمام عليّ بن أبي طالب، 1جلد، انصاريان - ايران ؛ قم، چاپ: سوم، 1426 / 1384.



الغيبة (للطوسي)/ كتاب الغيبة للحجة، النص، ص: 430
و روى سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا ع قال [قال‏] «4» علي بن الحسين و علي بن أبي طالب قبله و محمد بن علي و جعفر بن محمد ع‏ كيف لنا بالحديث مع هذه الآية يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب‏ «5» فأما من قال بأن الله تعالى لا يعلم بشي‏ء «6» إلا بعد كونه فقد كفر و خرج عن التوحيد «7»
و قد روى سعد بن عبد الله عن أبي هاشم الجعفري قال‏ سأل محمد بن صالح الأرمني‏ «8» أبا محمد العسكري ع عن قول الله عز و جل‏ يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب‏ فقال أبو محمد و هل يمحو إلا ما كان و يثبت إلا ما لم يكن فقلت في نفسي هذا خلاف ما يقول هشام بن الحكم إنه لا يعلم الشي‏ء حتى يكون فنظر إلي أبو محمد ع فقال تعالى الجبار العالم بالأشياء قبل كونها.
و الحديث مختصر. «1»


بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج‏4 ؛ ص115
ما رواه سعد عن ابن عيسى عن البزنطي عن أبي الحسن الرضا ع‏ قال علي بن الحسين و علي بن أبي طالب قبله و محمد بن علي و جعفر بن محمد ع كيف لنا بالحديث مع هذه الآية يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب‏ فأما من قال بأن الله تعالى لا يعلم الشي‏ء إلا بعد كونه فقد كفر و خرج عن التوحيد.
و قد روى سعد بن عبد الله عن أبي هاشم الجعفري قال: سأل محمد بن صالح الأرمني أبا محمد العسكري ع عن قول الله عز و جل‏ يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب‏ فقال أبو محمد و هل يمحو إلا ما كان و يثبت إلا ما لم يكن فقلت في نفسي هذا خلاف ما يقول هشام بن الحكم إنه لا يعلم الشي‏ء حتى يكون فنظر إلي أبو محمد فقال تعالى الجبار العالم بالأشياء قبل كونها.





كشف الغمة في معرفة الأئمة (ط - القديمة) ج‏2 419 باب ذكر طرف من أخبار أبي محمد ع و مناقبه و آياته و معجزاته ..... ص : 407
و عن أبي هاشم قال‏ سأل محمد بن صالح الأرمني أبا محمد عن قول الله‏ يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب‏ فقال أبو محمد هل يمحو الله إلا ما كان و هل يثبت إلا ما لم يكن فقلت في نفسي هذا خلاف ما يقول هشام بن الحكم لا يعلم‏ الشي‏ء حتى‏ يكون‏ فنظر إلي أبو محمد فقال تعالى الجبار الحاكم العالم بالأشياء قبل كونها الخالق إذ لا مخلوق و الرب إذ لا مربوب و القادر قبل المقدور عليه فقلت أشهد أنك ولي الله و حجته و القائم بقسطه و أنك على منهاج أمير المؤمنين و علمه.




بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج‏4 ؛ ص90
33- يج، الخرائج و الجرائح قال أبو هاشم الجعفري‏ سأل محمد بن صالح الأرمني أبا محمد ع عن قوله تعالى‏ يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب‏ فقال هل يمحو إلا ما كان و هل يثبت إلا ما لم يكن فقلت في نفسي هذا خلاف قول هشام بن الحكم إنه لا يعلم بالشي‏ء حتى يكون‏ «1» فنظر إلي فقال تعالى الجبار الحاكم العالم بالأشياء قبل كونها قلت أشهد أنك حجة الله.
______________________________
(1) و في نسخة: انه لا يعلم الشي‏ء حتى يكون.




بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج‏4 ؛ ص115
و قد روى سعد بن عبد الله عن أبي هاشم الجعفري قال: سأل محمد بن صالح الأرمني أبا محمد العسكري ع عن قول الله عز و جل‏ يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب‏ فقال أبو محمد و هل يمحو إلا ما كان و يثبت إلا ما لم يكن فقلت في نفسي هذا خلاف ما يقول هشام بن الحكم إنه لا يعلم الشي‏ء حتى يكون فنظر إلي أبو محمد فقال تعالى الجبار العالم بالأشياء قبل كونها.
و الحديث مختصر و الوجه في هذه الأخبار ما قدمنا ذكره من تغير المصلحة فيه و اقتضائها تأخير الأمر إلى وقت آخر على ما بيناه دون ظهور الأمر له تعالى فإنا لا نقول به و لا نجوزه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. فإن قيل هذا يؤدي إلى أن لا نثق بشي‏ء من أخبار الله تعالى قلنا الأخبار على ضربين ضرب لا يجوز فيه التغير في مخبراته فإنا نقطع عليها لعلمنا بأنه لا يجوز أن يتغير المخبر في نفسه كالإخبار عن صفات الله و عن الكائنات فيما مضى و كالإخبار بأنه يثيب المؤمنين و الضرب الآخر هو ما يجوز تغيره في نفسه لتغير المصلحة عند تغير شروطه فإنا نجوز جميع ذلك كالإخبار عن الحوادث في المستقبل إلا أن يرد الخبر على وجه يعلم أن مخبره لا يتغير فحينئذ نقطع بكونه و لأجل ذلك قرن الحتم بكثير من المخبرات فأعلمنا أنه مما لا يتغير أصلا فعند ذلك نقطع به.




بحار الأنوار (ط - بيروت) ج‏90 5ص باب 128
..و منه رد على من زعم أن الله عز و جل لا يعلم‏ الشي‏ء حتى‏ يكون‏ ...









رجال الكشي - إختيار معرفة الرجال ؛ النص ؛ ص168
282 حدثني محمد بن مسعود، قال حدثني جبريل بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن عامر بن عبد الله بن جذاعة، قال‏ قلت لأبي عبد الله (ع) إن امرأتي تقول بقول زرارة و محمد بن مسلم في الاستطاعة و ترى رأيهما فقال ما للنساء و الرأي و القول لها أنهما ليسا بشي‏ء في ولاية «1» قال فجئت إلى امرأتي فحدثتها فرجعت عن ذلك القول.
283 حدثني محمد بن مسعود، قال حدثني جبريل بن أحمد، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس، عن أبي الصباح، قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول‏ يا أبا الصباح هلك المترئسون في أديانهم منهم زرارة و بريد و محمد بن مسلم و إسماعيل الجعفي، و ذكر آخر لم أحفظ.
284 حدثني محمد بن مسعود، قال حدثني جبريل بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن عيسى بن سليمان و عدة، عن مفضل بن عمر، قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول‏ لعن الله محمد بن مسلم كان يقول إن الله لا يعلم الشي‏ء حتى يكون.




رجال الكشي - اختيار معرفة الرجال (مع تعليقات مير داماد الأسترآبادي) ؛ ج‏1 ؛ ص394
284- حدثنى محمد بن مسعود، قال حدثني جبريل بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن عيسى بن سليمان و عدة، عن مفضل بن عمر، قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: لعن الله محمد بن مسلم كان يقول ان الله لا يعلم الشى‏ء حتى يكون. (1)
قوله (ع): لعن الله- الى قوله- حتى يكون‏ تفصيل القول أن هناك شكا معضلا «1» عويصا، هو مزلقة الاقدام و مدحضة الافهام، و ذلك أن العلم بالشي‏ء: اما حصولي انطباعي بوجود المعلوم في ذهن العالم وجودا ظليا، و تمثل صورته فيه تمثلا ارتساميا. و اما حضوري انكشافي بحضور جوهر ذات المعلوم بوجوده الاصيل العيني عند العالم منكشفا عليه غير عازب عنه.
و اذ قد استبان بالبرهان أن الله سبحانه بنفس حقيقته الحقة القيومية عين الوجود الحق الاصيل المتأصل المتأكد العيني، فهو بعلو كبريائه متأبه و متنزه عن الظلية و التمثل مطلقا، فلا له وجود ظلي تمثلي في ذهن ما من الاذهان، و لا لشي‏ء من الاشياء فيه وجود ذهني و تقرر ظلي انطباعي أصلا، بل أن له التأصل الحق و الحقية المحضة من كل جهة.
فاذن علمه بكل شي‏ء يجب أن يكون علما حقا حضوريا بحضوره بجوهر ذاته عنده منكشفا متكشفا، ظاهرا غير عازب و لا متستر و لا محتجب أبدا، فعلمه تعالى بالاشياء قبل وجودها و تقررها في الاعيان مما تكل عن بيانه ألسنة العقول و الاذهان، و تحار في سبيله أبصار الاحلام و البصائر.
فمحمد بن مسلم كأنه قد اعتراه هذا الشك، و لم يجد عنه مخرجا و محيصا فوقع فيما وقع.
و نحن قد يسرنا الله بفضله العظيم لتحقيق المعضلات و تبيين المهمات، حققنا في كتاب التقديسات، و في كتاب تقويم الايمان، و كتاب قبسات حق اليقين، و في شرح كتاب التوحيد من كتاب الكافي‏ «1»: أن الجاعل التام الذي من كنه ذاته ينبعث و ينبجس جوهر ذات المجعول، فان ظهور كنه ذاته و حضور سنخ حقيقته أقوى في إفادة انكشاف المجعول، و ظهوره من حضور عين هويته و وجود جوهر ذاته.
فالله سبحان حيث أنه بنفس ذاته الاحدية هو المبدع الصانع الجاعل التام لنظام الكل، من الصادر الاول الى أقصى نظام الوجود على الترتيب السبي و المسببي، النازل منه و العائد اليه جل سلطانه طولا و عرضا.
و هو ظاهر بذاته لذاته أتم الظهور، و عالم بذاته و لوازم ذاته من نفس ذاته على أكمل الوجوه، و هو تعالى مجده ينال الكل من نفس ذاته و لا يعزب عنه مثقال ذرة في الارض و لا في السماء، من غير أن يكون لوجود الاشياء مدخلية ما في تصحيح ظهورها لديه و انكشافها عليه أصلا.
فعلمه التام سبحانه بكل شي‏ء قبل وجود الاشياء و مع وجودها على سبيل واحد ليس يزداد بوجود الاشياء علما و لا يستفيد من كونها خبرا، فهذا سبيل الحق و سنن البرهان.
و اذ كان المختلفون الى مولانا الصادق عليه السلام ينسبون الى محمد بن مسلم أنه يقول:
ان الله جل و عز انما يعلم الشي‏ء حين هو كائن لا قبل ان يكون، فهو عليه السلام قال: لعن الله‏ (1) من كان يقول: انه سبحانه لا يعلم الشي‏ء الا حين كونه، لا قبل كون الاشياء رأسا فليعرف.