بسم الله الرحمن الرحیم

شواهد برهان مبدئیت مطلقة

فهرست علوم
سه برهان تنبیهی بر مبرهن البرهان
مباحث توحيد
ذو العرش-عرش جمیع الحقائق-روایات مسبوقیت مطلقه حقائق-الیه یرجع الامر کله
التوحید الخالص-کمال الاخلاص


ولقد صرفنا في هذا القرآن ليذكروا وما يزيدهم إلا نفورا (41) قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا (42) اسراء
ولله غيب السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون (123)هود
صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور (53)شوری
.. يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله ..(154)آلعمران
لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير (28) آلعمران
ولله ملك السماوات والأرض وإلى الله المصير (42) نور
إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه وإلى الله المصير (18) فاطر




التوحيد (للصدوق) ؛ ؛ ص58
16- و بهذا الإسناد عن علي بن العباس قال حدثنا يزيد بن عبد الله عن الحسين بن سعيد الخزاز عن رجاله عن أبي عبد الله ع قال: الله غاية من غياه و المغيا غير الغاية توحد بالربوبية و وصف نفسه بغير محدودية فالذاكر الله غير الله و الله غير أسمائه‏ «5» و كل شي‏ء وقع عليه اسم شي‏ء سواه فهو مخلوق‏ «1» أ لا ترى إلى قوله‏ العزة لله* العظمة لله و قال‏ و لله الأسماء الحسنى فادعوه بها «2» و قال‏ قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى‏ «3» فالأسماء مضافة إليه و هو التوحيد الخالص‏ «4».




الكافي (ط - الإسلامية) ؛ ج‏1 ؛ ص117
9- و رواه محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن مروك بن عبيد عن جميع بن عمير قال قال أبو عبد الله ع‏ أي شي‏ء الله أكبر فقلت الله أكبر من كل شي‏ء فقال و كان ثم شي‏ء فيكون أكبر منه فقلت و ما هو قال الله أكبر من أن يوصف.


المحاسن ؛ ج‏1 ؛ ص242
228 عنه عن أبيه عن بعض أصحابه عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال: إن الله تبارك و تعالى كان و ليس شي‏ء غيره نورا لا ظلام فيه و صدقا لا كذب فيه و علما لا جهل فيه و حياة لا موت فيه و كذلك هو اليوم و كذلك لا يزال أبدا «2».



ولم یکن له کفوا أحد

الصحيفة السجادية ؛ ؛ ص146
(32) (و كان من دعائه عليه السلام بعد الفراغ من صلاة الليل لنفسه في الاعتراف بالذنب:)
(1) اللهم يا ذا الملك المتأبد بالخلود (2) و السلطان الممتنع بغير جنود و لا أعوان. (3) و العز الباقي على مر الدهور و خوالي الأعوام و مواضي الأزمان و الأيام (4) عز سلطانك عزا لا حد له بأولية، و لا منتهى له بآخرية (5) و استعلى ملكك علوا سقطت الأشياء دون بلوغ أمده (6) و لا يبلغ أدنى ما استأثرت به من ذلك أقصى نعت الناعتين. (7) ضلت فيك الصفات، و تفسخت دونك النعوت، و حارت في كبريائك لطائف الأوهام (8) كذلك أنت الله الأول في أوليتك، و على ذلك أنت دائم لا تزول (9) و أنا العبد الضعيف عملا، الجسيم أملا،...



الكافي (ط - الإسلامية) ج‏8 350 حديث إسلام علي ع ..... ص : 338
...قال فلما أصبح عبد الله بن نافع غدا في صناديد أصحابه و بعث أبو جعفر ع إلى جميع أبناء المهاجرين و الأنصار فجمعهم ثم خرج إلى الناس في ثوبين ممغرين و أقبل على الناس كأنه فلقة قمر فقال الحمد لله محيث الحيث‏ و مكيف الكيف و مؤين الأين الحمد لله الذي‏ لا تأخذه سنة و لا نوم له ما في السماوات و ما في الأرض‏







الكافي (ط - الإسلامية) ؛ ج‏1 ؛ ص103
11- محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن حماد بن عيسى عن ربعي بن عبد الله عن الفضيل بن يسار قال سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ إن الله لا يوصف و كيف يوصف و قد قال في كتابه- و ما قدروا الله حق قدره‏ «2» فلا يوصف بقدر إلا كان أعظم من ذلك.
12- علي بن محمد عن سهل بن زياد و عن غيره عن محمد بن سليمان عن علي بن إبراهيم عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال قال: إن الله عظيم رفيع لا يقدر العباد على صفته و لا يبلغون كنه عظمته‏ لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار و هو اللطيف الخبير و لا يوصف بكيف و لا أين و حيث و كيف أصفه بالكيف و هو الذي كيف الكيف‏ «3» حتى صار كيفا فعرفت الكيف بما كيف لنا من الكيف- أم كيف أصفه بأين و هو الذي أين الأين حتى صار أينا فعرفت الأين بما أين لنا من الأين أم كيف أصفه بحيث و هو الذي حيث الحيث حتى صار حيثا فعرفت الحيث بما حيث لنا من الحيث فالله تبارك و تعالى داخل في كل مكان و خارج من كل شي‏ء لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار لا إله إلا هو العلي العظيم‏ و هو اللطيف الخبير.




کمال الاخلاص که متعدد آمده، شاهد روشن بر الیه یرجع الامر کله است
تجهیر جواهر-سبق الاوقات کونه و العدم وجوده--غایة الغایات--العزة لله و هو التوحید الخالص-به توصف الصفات-به تعرف المعارف-لا یدرک مخلوق شیئا-العرش مما یصفون-لم یکن له کفوا احد-



التوحيد (للصدوق) ؛ ؛ ص115
14- حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن يعقوب الكليني عن علي بن محمد عن سهل بن زياد و غيره عن محمد بن سليمان عن علي بن إبراهيم الجعفري عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال قال: إن الله عظيم رفيع لا يقدر العباد على صفته و لا يبلغون كنه عظمته- لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار و هو اللطيف الخبير و لا يوصف بكيف و لا أين و لا حيث‏ «1» فكيف أصفه بكيف و هو الذي كيف الكيف حتى صار كيفا فعرفت الكيف بما كيف لنا من الكيف أم كيف أصفه بأين و هو الذي أين الأين حتى صار أينا فعرفت الأين بما أين لنا من الأين أم كيف أصفه بحيث و هو الذي حيث الحيث حتى صار حيثا فعرفت الحيث بما حيث لنا من الحيث فالله تبارك و تعالى داخل في كل مكان و خارج من كل شي‏ء- لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار لا إله إلا هو العلي العظيم‏- و هو اللطيف الخبير.




مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول ؛ ج‏1 ؛ ص353
قوله: حتى صار كيفا أي هو موجد الكيف و محقق حقيقته في موضوعه حتى صار كيفا له.
قوله: أم كيف أصفه بأين، المراد به كون الشي‏ء في المكان أو الهيئة الحاصلة للمتمكن باعتبار كونه في المكان، و حيث‏ اسم للمكان للشي‏ء.




بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج‏4 ؛ ص298
بيان الحيث تأكيد للأين أو هو بمعنى الجهة أو الزمان كما مر سابقا.






مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول ؛ ج‏26 ؛ ص514
قوله عليه السلام:" محيث الحيث" أي جاعل المكان مكانا بإيجاده، و على مجعولية الماهيات ظاهر.
قوله عليه السلام:" مؤين الأين" أي موجد الدهر و الزمان، فإن الأين يكون بمعنى الزمان، يقال: آن أينك: أي حان حينك، ذكره الجوهري‏ «3» و يحتمل أن يكون بمعنى المكان إما تأكيدا للأول، أو بأن يكون حيث للزمان.
قال ابن هشام قال الأخفش: و قد ترد حيث للزمان، و يحتمل أن يكون حيث تعليلية، أي هو علة العلل، و جاعل العلل عللا.



قوله ع محيث الحيث‏ أي جاعل المكان بإيجاده و على القول بمجعولية المهيات ظاهر و مؤين الأين أي موجد الدهر و الزمان فإن الأين يكون بمعنى الزمان أيضا كما قيل و لكنه غير معتمد و يحتمل أن يكون بمعنى المكان إما تأكيدا أو بأن يكون حيث للزمان قال ابن هشام قال الأخفش و قد ترد حيث للزمان و يحتمل أن تكون حيث تعليلية أي هو علة العلل و جاعل العلل عللا
________________________________________
هلالى، سليم بن قيس، كتاب سليم بن قيس الهلالي، 2جلد، الهادى - ايران ؛ قم، چاپ: اول، 1405ق.




مجمع البحرين ؛ ج‏2 ؛ ص250
و" حيث‏" كلمة تدل على المكان لأنه ظرف في الأمكنة بمنزلة حين في الأزمنة، و هو اسم مبني، و إنما حرك آخره لالتقاء الساكنين، فمن العرب من يبنيها على الضم تشبيها بالغايات لأنها لم تجئ إلا مضافة إلى جملة، و منهم من يبنيها على الفتح مثل كيف استثقالا للكسر مع الياء، و هي من الظروف التي لا يجازى بها إلا مع" ما" يقول" حيثما تجلس أجلس" في معنى أينما- كذا نقلا عن الجوهري.
و في حديث نفي الصفات عنه تعالى‏:" كيف أصفه‏ بحيث‏ و هو الذي‏ حيث‏ الحيث‏ حتى صار حيثا"
قيل‏ الحيث‏ أعم من الأين و مرادف للتحيز.




بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج‏87 ؛ ص146
و أنت علام الغيوب و ساتر العيوب لأنك الباقي الرحيم الذي تسربلت بالربوبية و توحدت‏ بالإلهية و تنزهت عن الحيثوثية فلم يحدك واصف محدودا بالكيفوفية و لم تقع عليك الأوهام بالمائية و الحينونية فلك الحمد عدد نعمائك على الأنام و لك الشكر على كرور الليالي و الأيام إلهي بيدك الخير و أنت وليه متيح الرغائب و غاية ال

بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج‏87 ؛ ص233
عن الحيثوثية «4» أي الحاجة إلى المكان أو العلة بالكيفوفية أي بالاتصاف بالكيفيات الجسمانية أو بالصفات الزائدة أو بالوصول إلى كنه ذاتك و صفاتك بالماهية و في بعض النسخ بالمائية أي بما يجاب عن السؤال بما هو و هو كنه الحقيقة و الحينونية أي جعل حين و زمان لك أو لأول وجودك و ظاهره نفي الزمان مطلقا.









الكافي (ط - الإسلامية) ج‏1 25 كتاب العقل و الجهل ..... ص : 10
23- عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد مرسلا قال قال أبو عبد الله ع‏ دعامة الإنسان العقل و العقل منه الفطنة و الفهم و الحفظ و العلم و بالعقل يكمل و هو دليله و مبصره و مفتاح أمره فإذا كان تأييد عقله من النور كان عالما حافظا ذاكرا فطنا فهما فعلم بذلك كيف و لم و حيث‏ و عرف من نصحه و من غشه فإذا عرف ذلك عرف مجراه و موصوله و مفصوله و أخلص الوحدانية لله و الإقرار بالطاعة فإذا فعل ذلك كان مستدركا لما فات و واردا على ما هو آت يعرف ما هو فيه و لأي شي‏ء هو هاهنا و من أين يأتيه و إلى ما هو صائر و ذلك كله من تأييد العقل.



الكافي (ط - الإسلامية) ج‏1 53 باب التقليد ..... ص : 53
1- عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عبد الله بن يحيى عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال: قلت له- اتخذوا أحبارهم‏ و رهبانهم أربابا من دون الله‏ فقال أما و الله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم و لو دعوهم ما أجابوهم و لكن أحلوا لهم حراما و حرموا عليهم حلالا فعبدوهم من حيث‏ لا يشعرون.




الكافي (ط - الإسلامية) ج‏1 58 باب البدع و الرأي و المقاييس ..... ص : 54
جعفر عن أبيه ع أن عليا ص قال: من نصب نفسه للقياس لم يزل دهره في التباس و من دان الله بالرأي لم يزل دهره في ارتماس- قال و قال أبو جعفر ع من أفتى الناس برأيه فقد دان الله بما لا يعلم و من دان الله بما لا يعلم فقد ضاد الله حيث‏ أحل و حرم فيما لا يعلم.




الكافي (ط - الإسلامية) ج‏1 68 باب اختلاف الحديث ..... ص : 62
... و من أخذ بالشبهات ارتكب المحرمات و هلك من حيث‏ لا يعلم


الكافي (ط - الإسلامية) ج‏1 77 باب حدوث العالم و إثبات المحدث ..... ص : 72
عبد الكريم سألتني عن مسألة لم يسألني عنها أحد قبلك و لا يسألني أحد بعدك عن مثلها فقال أبو عبد الله ع هبك علمت أنك لم تسأل فيما مضى فما علمك أنك لا تسأل فيما بعد على أنك يا عبد الكريم نقضت قولك- لأنك تزعم أن الأشياء من الأول سواء فكيف قدمت و أخرت ثم قال يا عبد الكريم أزيدك وضوحا أ رأيت لو كان معك كيس فيه جواهر فقال لك قائل هل في الكيس دينار فنفيت كون الدينار في الكيس فقال لك صف لي الدينار و كنت غير عالم بصفته هل كان لك أن تنفي كون الدينار عن الكيس و أنت لا تعلم قال لا فقال أبو عبد الله ع فالعالم أكبر و أطول و أعرض من الكيس فلعل في العالم صنعة من حيث‏ لا تعلم صفة الصنعة من غير الصنعة فانقطع عبد الكريم و أجاب إلى الإسلام بعض أصحابه و بقي معه بعض فعاد في اليوم الثالث فقال أقلب السؤال فقال له أبو عبد الله ع سل عما شئت فقال ما الدليل على حدث الأجسام فقال إني ما وجدت شيئا صغيرا و لا كبيرا إلا و إذا ضم إليه مثله صار أكبر و في ذلك زوال و انتقال عن الحالة الأولى و لو كان قديما ما زال و لا حال لأن الذي يزول و يحول يجوز أن يوجد و يبطل فيكون بوجوده بعد عدمه دخول في الحدث و في كونه في الأزل دخوله في العدم و لن تجتمع صفة الأزل و العدم و الحدوث و القدم في شي‏ء واحد فقال عبد الكريم هبك علمت في جري الحالتين و الزمانين على ما ذكرت و استدللت بذلك على حدوثها فلو بقيت الأشياء على صغرها من أين كان لك أن تستدل على حدوثهن فقال العالم ع إنما نتكلم على هذا العالم الموضوع فلو رفعناه و وضعنا عالما آخر كان لا شي‏ء أدل على الحدث من رفعنا إياه و وضعنا غيره و لكن أجيبك من حيث‏ قدرت أن تلزمنا فنقول إن الأشياء لو دامت على صغرها لكان في الوهم أنه متى ضم شي‏ء إلى مثله كان أكبر و في جواز التغيير عليه خروجه من القدم كما أن في تغييره دخوله في الحدث ليس لك وراءه شي‏ء يا عبد الكريم فانقطع و خزي فلما كان من العام القابل التقى معه في الحرم فقال له بعض شيعته إن ابن أبي العوجاء قد أسلم فقال العالم ع هو أعمى من ذلك لا يسلم فلما بصر بالعالم‏




الكافي (ط - الإسلامية) ج‏1 323 باب الإشارة و النص على أبي الحسن الثالث ع ..... ص : 323
1- علي بن إبراهيم عن أبيه عن إسماعيل بن مهران قال: لما خرج أبو جعفر ع من المدينة إلى بغداد في الدفعة الأولى من خرجتيه قلت له عند خروجه جعلت فداك إني أخاف عليك في هذا الوجه فإلى من الأمر بعدك فكر بوجهه إلي ضاحكا و قال ليس الغيبة حيث‏ ظننت في هذه السنة فلما أخرج به الثانية إلى المعتصم صرت إليه فقلت له جعلت فداك أنت خارج فإلى من هذا الأمر من بعدك فبكى حتى اخضلت لحيته ثم التفت إلي فقال عند هذه يخاف علي الأمر من بعدي إلى ابني علي.





التوحيد (للصدوق) 174 28 باب نفي المكان و الزمان و السكون و الحركة و النزول و الصعود و الانتقال عن الله عز و جل
3- حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله قال حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن الموصلي عن أبي عبد الله ع قال: جاء حبر من الأحبار إلى أمير المؤمنين ع فقال له يا أمير المؤمنين متى كان ربك فقال له ثكلتك أمك و متى لم يكن حتى يقال متى كان كان ربي قبل‏ القبل‏ بلا قبل و يكون بعد البعد بلا بعد و لا غاية و لا منتهى لغايته انقطعت الغايات عنه فهو منتهى كل غاية فقال يا أمير المؤمنين فنبي أنت فقال ويلك إنما أنا عبد من عبيد




فقال رحمك الله أوجدني كيف هو و أين هو فقال ويلك إن الذي ذهبت إليه غلط هو أين‏ الأين‏ بلا أين و كيف الكيف بلا كيف فلا يعرف بالكيفوفية و لا بأينونية و لا يدرك بحاسة و لا يقاس بشي‏ء فقال الرجل فإذا إنه لا شي‏ء إذا لم يدرك بحاسة من الحواس فقال أبو الحسن ع ويلك لما عجزت حواسك عن إدراكه أنكرت ربوبيته و نحن إذا عجزت حواسنا عن إدراكه أيقنا أنه ربنا بخلاف شي‏ء من الأشياء قال الرجل فأخبرني متى كان قال أبو الحسن ع أخبرني متى لم يكن فأخبرك متى كان‏
________________________________________
هلالى، سليم بن قيس، كتاب سليم بن قيس الهلالي، 2جلد، الهادى - ايران ؛ قم، چاپ: اول، 1405ق.




الكافي (ط - الإسلامية) ج‏1 138 باب جوامع التوحيد ..... ص : 134
الطريق في منصرفي من مكة إلى خراسان و هو سائر إلى العراق فسمعته يقول من اتقى الله يتقى و من أطاع الله يطاع فتلطفت في الوصول إليه فوصلت فسلمت عليه فرد علي السلام ثم قال يا فتح من أرضى الخالق لم يبال بسخط المخلوق و من أسخط الخالق فقمن أن يسلط الله عليه سخط المخلوق و إن الخالق لا يوصف إلا بما وصف به نفسه و أنى يوصف الذي تعجز الحواس أن تدركه و الأوهام أن تناله و الخطرات أن تحده و الأبصار عن الإحاطة به جل عما وصفه الواصفون و تعالى عما ينعته الناعتون نأى في قربه و قرب في نأيه فهو في نأيه قريب و في قربه بعيد كيف الكيف فلا يقال كيف و أين‏ الأين‏ فلا يقال أين إذ هو منقطع الكيفوفية و الأينونية.




التوحيد (للصدوق) 61 2 باب التوحيد و نفي التشبيه
أبي القاسم إبراهيم بن محمد العلوي عن الفتح بن يزيد الجرجاني قال: لقيته ع على الطريق عند منصرفي من مكة إلى خراسان و هو سائر إلى العراق فسمعته يقول من اتقى الله يتقى و من أطاع الله يطاع فتلطفت في الوصول إليه فوصلت فسلمت فرد علي السلام ثم قال يا فتح من أرضى الخالق لم يبال بسخط المخلوق و من أسخط الخالق فقمن أن يسلط عليه سخط المخلوق و إن الخالق لا يوصف إلا بما وصف به نفسه و أنى يوصف الذي+ تعجز الحواس أن تدركه و الأوهام أن تناله و الخطرات أن تحده و الأبصار عن الإحاطة به جل عما وصفه الواصفون و تعالى عما ينعته الناعتون نأى في قربه و قرب في نأيه فهو في بعده قريب و في قربه بعيد كيف الكيف فلا يقال له كيف و أين‏ الأين‏ فلا يقال له أين إذ هو مبدع الكيفوفية و الأينونية يا فتح كل جسم مغذى بغذاء إلا الخالق الرزاق فإنه جسم الأجسام و هو ليس بجسم و لا صورة لم يتجزأ و لم يتناه و لم يتزايد و لم يتناقص مبرأ من ذات ما ركب في ذات من جسمه- و هو اللطيف الخبير السميع البصير الواحد الأحد الصمد. لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد منشئ الأشياء و مجسم الأجسام و مصور الصور- لو كان كما يقول المشبهة لم يعرف الخالق من المخلوق و لا الرازق من المرزوق و لا المنشئ من المنشأ لكنه المنشئ فرق بين من جسمه و صوره و





التوحيد (للصدوق) 115 8 باب ما جاء في الرؤية
14- حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن يعقوب الكليني عن علي بن محمد عن سهل بن زياد و غيره عن محمد بن سليمان عن علي بن إبراهيم الجعفري عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال قال: إن الله عظيم رفيع لا يقدر العباد على صفته و لا يبلغون كنه عظمته- لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار و هو اللطيف الخبير و لا يوصف بكيف و لا أين و لا حيث فكيف أصفه بكيف و هو الذي كيف الكيف حتى صار كيفا فعرفت الكيف بما كيف لنا من الكيف أم كيف أصفه بأين و هو الذي أين‏ الأين‏ حتى صار أينا فعرفت الأين بما أين لنا من الأين أم كيف أصفه بحيث و هو الذي حيث الحيث حتى صار حيثا فعرفت الحيث بما حيث لنا من الحيث فالله تبارك و تعالى داخل في كل مكان و خارج من كل شي‏ء- لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار لا إله إلا هو العلي العظيم‏- و هو اللطيف الخبير.




التوحيد (للصدوق) 125 9 باب القدرة
3- حدثنا أبي رحمه الله قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: جاء قوم من وراء النهر إلى أبي الحسن ع فقالوا له جئناك نسألك عن ثلاث مسائل فإن أجبتنا فيها علمنا أنك عالم فقال سلوا فقالوا أخبرنا عن الله أين كان و كيف كان و على أي شي‏ء كان اعتماده فقال إن الله عز و جل كيف الكيف فهو بلا كيف و أين‏ الأين‏ فهو بلا أين و كان اعتماده على قدرته فقالوا نشهد أنك عالم.




التوحيد (للصدوق) 321 50 باب العرش و صفاته
1- حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال حدثنا الحسين بن الحسن قال حدثني أبي عن حنان بن سدير قال: سألت أبا عبد الله ع عن العرش و الكرسي فقال إن للعرش صفات كثيرة مختلفة له في كل سبب وضع في القرآن صفة على حدة فقوله‏ رب العرش العظيم‏ يقول الملك العظيم و قوله‏ الرحمن على العرش استوى‏ يقول على الملك احتوى و هذا ملك الكيفوفية في الأشياء ثم العرش في الوصل متفرد من الكرسي لأنهما بابان من أكبر أبواب الغيوب و هما جميعا غيبان و هما





التوحيد (للصدوق) 322 50 باب العرش و صفاته
في الغيب مقرونان لأن الكرسي هو الباب الظاهر من الغيب الذي منه مطلع البدع و منه الأشياء كلها و العرش هو الباب الباطن الذي يوجد فيه علم الكيف و الكون و القدر و الحد و الأين و المشية و صفة الإرادة و علم الألفاظ و الحركات و الترك و علم العود و البدء فهما في العلم بابان مقرونان لأن ملك العرش سوى ملك الكرسي و علمه أغيب من علم الكرسي فمن ذلك قال‏ رب العرش العظيم‏ أي صفته أعظم من صفة الكرسي و هما في ذلك مقرونان قلت جعلت فداك فلم صار في الفضل جار الكرسي قال إنه صار جاره لأن علم الكيفوفية فيه و فيه الظاهر من أبواب البداء و أينيتها و حد رتقها و فتقها-




التوحيد (للصدوق) 316 48 باب معنى قول الله عز و جل الرحمن على العرش استوى
3- حدثنا أبو الحسين محمد بن إبراهيم بن إسحاق الفارسي قال حدثنا أحمد بن محمد أبو سعيد النسوي قال حدثنا أبو نصر أحمد بن محمد بن عبد الله الصغدي بمرو قال حدثنا محمد بن يعقوب بن الحكم العسكري و أخوه معاذ بن يعقوب قالا حدثنا محمد بن سنان الحنظلي قال حدثنا عبد الله بن عاصم قال حدثنا عبد الرحمن بن قيس عن أبي هاشم الرماني عن زاذان عن سلمان الفارسي‏ في حديث طويل يذكر فيه قدوم الجاثليق المدينة ... أخبرني عن الرب أين هو و أين كان فقال علي ع لا يوصف الرب جل جلاله بمكان هو كما كان‏ و كان كما هو لم يكن في مكان و لم يزل من مكان إلى مكان و لا أحاط به مكان بل كان لم يزل بلا حد و لا كيف قال صدقت



التوحيد (للصدوق) ؛ ؛ ص178
12- حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي عن علي بن العباس عن الحسن بن راشد عن يعقوب بن جعفر الجعفري عن أبي إبراهيم‏ موسى بن جعفر ع أنه قال: إن الله تبارك و تعالى كان لم يزل بلا زمان و لا مكان و هو الآن كما كان لا يخلو منه مكان‏ «1» و لا يشغل به مكان و لا يحل في مكان- ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم و لا خمسة إلا هو سادسهم و لا أدنى من ذلك و لا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا «2» ليس بينه و بين خلقه حجاب غير خلقه احتجب بغير حجاب محجوب و استتر بغير ستر مستور لا إله إلا هو الكبير المتعال‏.




المحاسن ؛ ج‏1 ؛ ص242
228 عنه عن أبيه عن بعض أصحابه عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال: إن الله تبارك و تعالى كان و ليس شي‏ء غيره نورا لا ظلام فيه و صدقا لا كذب فيه و علما لا جهل فيه و حياة لا موت فيه و كذلك هو اليوم و كذلك لا يزال أبدا «2».



المحاسن ؛ ج‏1 ؛ ص241
225 عنه عن مروك بن عبيد عن جميع بن عمر عن رجل عن أبي عبد الله ع أنه قال: أي شي‏ء الله أكبر فقلت الله أكبر من كل شي‏ء قال و كان ثم شي‏ء فيكون أكبر منه قلت و ما هو فقال الله أكبر من أن يوصف‏ «6».



المحاسن ؛ ج‏2 ؛ ص329
87 و عنه عن يعقوب بن يزيد عن مروك بن عبيد عن جميع بن عمرو عمن رواه عن أبي عبد الله ع قال: قال لي أي شي‏ء الله أكبر فقلت لا و الله ما أدري إلا أني أراه أكبر من كل شي‏ء فقال و كان ثم شي‏ء سواه فيكون أكبر منه فقلت و أي شي‏ء هو الله أكبر قال أكبر من أن يوصف‏ «2».




الكافي (ط - الإسلامية) ؛ ج‏1 ؛ ص117
8- علي بن محمد عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال: قال رجل عنده الله أكبر فقال الله أكبر من أي شي‏ء فقال من كل شي‏ء فقال أبو عبد الله ع حددته‏ «2» فقال الرجل كيف أقول قال قل الله أكبر من أن يوصف.
9- و رواه محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن مروك بن عبيد عن جميع بن عمير قال قال أبو عبد الله ع‏ أي شي‏ء الله أكبر فقلت الله أكبر من كل شي‏ء فقال و كان ثم شي‏ء فيكون أكبر منه فقلت و ما هو قال الله أكبر من أن يوصف.



التوحيد (للصدوق) ؛ ؛ ص312
46 باب معنى الله أكبر
1- حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رحمه الله قال حدثنا أبي عن‏ سهل بن زياد الآدمي عن ابن محبوب عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال: قال رجل عنده الله أكبر فقال الله أكبر من أي شي‏ء فقال من كل شي‏ء فقال أبو عبد الله ع حددته فقال الرجل كيف أقول فقال قل الله أكبر من أن يوصف.
2- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن يحيى العطار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبيه عن مروك بن عبيد «1» عن جميع بن عمرو «2» قال: قال لي أبو عبد الله ع أي شي‏ء الله أكبر فقلت الله أكبر من كل شي‏ء فقال و كان ثم شي‏ء فيكون أكبر منه فقلت فما هو قال الله أكبر من أن يوصف‏ «3»







الصحيفة السجادية ؛ ؛ ص146
(32) (و كان من دعائه عليه السلام بعد الفراغ من صلاة الليل لنفسه في الاعتراف بالذنب:)
(1) اللهم يا ذا الملك المتأبد بالخلود (2) و السلطان الممتنع بغير جنود و لا أعوان. (3) و العز الباقي على مر الدهور و خوالي الأعوام و مواضي الأزمان و الأيام (4) عز سلطانك عزا لا حد له بأولية، و لا منتهى له بآخرية (5) و استعلى ملكك علوا سقطت الأشياء دون بلوغ أمده (6) و لا يبلغ أدنى ما استأثرت به من ذلك أقصى نعت الناعتين.
الصحيفة السجادية، ص: 148
(7) ضلت فيك الصفات، و تفسخت دونك النعوت، و حارت في كبريائك لطائف الأوهام (8) كذلك أنت الله الأول في أوليتك، و على ذلك أنت دائم لا تزول (9) و أنا العبد الضعيف عملا، الجسيم أملا،




مصباح المتهجد و سلاح المتعبد ؛ ج‏1 ؛ ص188
و من دعاء علي بن الحسين ع‏ «56»: بعد صلاة الليل في الاعتراف بذنبه من أدعية الصحيفة اللهم يا ذا الملك المتأبد «57» بالخلود و السلطان الممتنع بغير جنود و لا أعوان و العز الباقي على مر الدهور و خوالي الأعوام و مواضي الأزمان عز سلطانك عزا لا حد له بأولية «58» و لا منتهى له بآخرية «59» و استعلى ملكك علوا سقطت الأشياء دون بلوغ أمده و لا يبلغ أدنى ما استأثرت به من ذلك أقصى نعت الناعتين ضلت فيك الصفات‏ «60» و تفسخت دونك النعوت و حارت في كبريائك لطائف الأوهام كذلك أنت الله لا إله إلا أنت الأول في أزليتك‏ «61» و على ذلك أنت دائم لا تزول و أنا العبد الضعيف عملا الجسيم أملا خرجت من يدي‏




شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ؛ ج‏6 ؛ ص182
و من أدعيته ع و هو من أدعية الصحيفة
اللهم يا ذا الملك المتأبد بالخلود و السلطان الممتنع بغير جنود و المعز الباقي على مر الدهور عز سلطانك عزا لا حد له و لا منتهى لآخره و استعلى ملكك علوا سقطت الأشياء دون بلوغ أمده و لا يبلغ أدنى ما استأثرت به من ذلك نعوت أقصى نعت الناعتين ضلت فيك الصفات و تفسخت دونك النعوت و حارت في كبريائك لطائف الأوهام كذلك أنت الله في أوليتك و على ذلك أنت دائم لا تزول و كذلك أنت الله في آخريتك و كذلك أنت ثابت لا تحول و أنا العبد الضعيف عملا الجسيم‏...




المصباح للكفعمي (جنة الأمان الواقية) ؛ ؛ ص55
و كان علي بن الحسين ع يدعو بهذا الدعاء بعد صلاة الليل في الاعتراف بذنبه و هو من أدعية الصحيفة- اللهم يا ذا الملك المتأبد بالخلود و السلطان الممتنع بغير جنود و لا أعوان و العز الباقي على مر الدهور و خوالي الأعوام و مواضي الأزمان و الأيام عز سلطانك عزا لا حد له بأولية و لا منتهى له بآخرية و استعلى ملكك علوا سقطت‏ الأشياء دون بلوغ أمده و لا يبلغ أدنى ما استأثرت به من ذلك أقصى نعت الناعتين ضلت فيك الصفات و تفسخت دونك النعوت و حارت في كبريائك لطائف الأوهام كذلك أنت الله‏ لا إله إلا أنت‏ الأول في أوليتك و على ذلك أنت دائم لا تزول و أنا العبد الضعيف ...




مفتاح الفلاح في عمل اليوم و الليلة من الواجبات و المستحبات (ط - القديمة) ؛ ؛ ص345
[فصل في الدعاء بعد الفراغ من صلاة الليل‏] فصل‏
و ينبغي أن تدعو بعد فراغك من صلاة الليل أعني الثلاث عشرة ركعة بما كان يدعو به سيد العابدين ع و هو من أدعية الصحيفة الكاملة اللهم يا ذا الملك المتأبد بالخلود و السلطان الممتنع بغير جنود و لا أعوان- و العز الباقي على مر الدهور و خوالي الأعوام و مواضي الأزمان و الأيام عز سلطانك عزا لا حد له بأولية و لا منتهى له بآخرية و استعلى ملكك علوا سقطت‏ الأشياء دون بلوغ أمده و لا يبلغ أدنى ما استأثرت به من ذلك أقصى نعت الناعتين ضلت فيك الصفات و تفسخت دونك النعوت و حارت في كبريائك لطائف الأوهام كذلك أنت الله الأول في أوليتك و على ذلك أنت دائم لا تزول و أنا العبد الضعيف عملا الجسيم أملا
________________________________________
شيخ بهايى، محمد بن حسين، مفتاح الفلاح في عمل اليوم و الليلة من الواجبات و المستحبات (ط - القديمة)، 1جلد، نشر دار الأضواء - بيروت، چاپ: اول، 1405 ق.





رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين ؛ ج‏5 ؛ ص22
و الحد: مصدر حد الشي‏ء حدا، إذا ميزه بغاية ينتهي إليها.
و المراد بالأولية و الآخرية: الابتداء و الانتهاء، فإن ياء النسبة إذا لحقت آخر الاسم، و بعدها تاء التأنيث أفادت معنى المصدر، نحو الانسانية.
الباء: للملابسة في الموضعين، أي: لا حد له ملتبسا بأولية، و لا منتهى له ملتبسا بآخرية.
و المعنى: أنه لا أول له، هو مبدأه، و لا آخر له يقف عنده، و ينتهي إليه، بل هو دائم سرمدي، لأنه ممتنع العدم دائما كما عرفت. و كل ما امتنع عدمه كان سرمديا ضرورة، أي لا أول له و لا آخر.
و عز سلطانه- جل شأنه- عبارة عن تمام قدرته الباهرة، و كمال غلبته القاهرة، و ذلك عين ذاته المقدسة، و لذلك وصفه بالسرمدية.
[ 924] و استعلى الشي‏ء علا، أي ارتفع. فالاستفعال هنا بمعنى الفعل.
و علوا: مصدر جار على غير الفعل، فهو نائب عن «استعلاء»، نحو: «و الله أنبتكم من الأرض نباتا» «1» و «تبتل إليه تبتيلا» «2».
و استعلاء ملكه تعالى: عبارة عن عظمته، باعتبار كمال اقتداره، و تمام استيلائه على مخلوقاته.
و لما كانت ذاته المقدسة هي مبدء كل موجود حسي و عقلي، و علته التامة المطلقة التي لا يتصور فيها نقصان بوجه، و كان أعلى مراتب الكمال العقلي هو مرتبة العلية كان المراد بعلوه تعالى العلو العقلي المطلق، بمعنى أنه لا رتبة فوق رتبته.
فكانت مرتبة ملكه و اقتداره، الذي هو عين ذاته المقدسة، أعلى المراتب العقلية مطلقا، و لها الفوق المطلق في الوجود العاري عن الإضافة إلى شي‏ء، و عن إمكان أن
______________________________
(1) سورة نوح: الآية 17.
(2) سورة المزمل: الآية 8.



رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين، ج‏5، ص: 23
..........
يكون في مرتبته أو فوقها شي‏ء، و ذلك معنى استعلاء ملكه علوا سقطت الأشياء دون بلوغ أمده، لتفرده في العلو المطلق، و فواته لكل شي‏ء غيره أن يلحقه فيه. فهو في أوج الكمال الأعلى و كل شي‏ء سواه في حضيض النقصان الذاتي، بذل الحاجة و خضوع الافتقار.
و سقط الشي‏ء سقوطا- من باب قعد-: وقع من أعلى إلى أسفل.
و «دون»: نقيض فوق، و هو تقصير عن الغاية. و قد سبق الكلام عليه مستوفى.
و الأمد: الغاية. و سقوط الأشياء دون بلوغ أمده، أي: قبل الوصول إلى غاية علو ملكه، عبارة عن عجزها و قصورها عن إدراك ما لقدرته من التمام و الكمال الذي لا نهاية له، حتى لو ارتفعت لتدرك منقطع علو قدرته لسقطت دونه، و وقعت قبل الوصول إليه. و هذا من باب نفي الشي‏ء بنفي لازمه، أي: لا أمد له و لا منقطع، فلا بلوغ و لا إدراك، كقوله: «و لا ترى الضب بها ينجحر» «1» أي: لا ضب و لا انجحار. و قد مر نظير ذلك في الروضة الأولى، و بسطنا الكلام على بيانه هناك، فليرجع إليه.
[ 925] قوله عليه السلام «و لا يبلغ أدنى ما استأثرت به من ذلك أقصى نعت الناعتين» أدنى: أفعل تفضيل من دنى يدنو دنوا، بمعنى: قرب.
و استأثر بالشي‏ء استبد به، و خص به نفسه.
و الأقصى: الأبعد.
و نعته نعتا- من باب نفع-: وصفه.
قال في محكم اللغة: نعته: وصفه، و رجل ناعت: واصف، من قوم نعاة، قال:
أنعتها إني من نعاتها. و النعت: ما نعت به، و الجمع نعوت، لا يكسر على غير ذلك‏ «2».
______________________________
(1) شرح نهج البلاغة لابن ميثم: ج 1 ص 115.
(2) محكم اللغة: ج 2 ص 39.



رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين، ج‏5، ص: 24
..........
و في النهاية لابن الأثير: النعت وصف الشي‏ء بما هو فيه من حسن. و لا يقال:
في القبيح إلا أن يتكلف متكلف فيقول: نعت سوء، و الوصف يقال: في الحسن و القبيح‏ «1». انتهى.
و الإشارة بذلك إلى عز سلطانه، و علو ملكه- جل شأنه- و ما فيه من معنى البعد، مع قرب العهد بالمشار إليه، للإيذان ببعده في مراتب العلو، و كونه في الغاية القصوى من العظمة و الجلال، تنزيلا لبعد درجته، و رفعة محله منزلة بعد المسافة.
و المعنى: أن غاية نعت جميع الناعتين- لأن الجمع المحلى باللام يفيد الاستغراق- لا تدرك أدنى ما خص به نفسه تعالى من عز السلطان، و علو الملك، لأن الناعتين إن بالغوا في النعت، و انتهوا به إلى أقصى غاياته، لم ينعتوه بما هو نعته، و لم يصفوه بما هو حقه، و لم ينالوا حقيقة وصفه على الوجه اللائق به، لأن لسان النعت و التعبير إنما يخبر عما في الضمير، و كل ما هو في الضمير مخلوق مثله، كما دل عليه قول الباقر عليه السلام «كل ما ميزتموه بأوهامكم في أدق معانيه مصنوع مثلكم، مردود اليكم» «2».
فإن قلت: قوله عليه السلام «أدنى ما استأثرت به من ذلك» يقتضي أن عز سلطانه، و علو ملكه، ينقسم إلى أدنى و أعلى، فيلزم أن يتطرق إليه الزيادة و النقصان، و لا شي‏ء من كمال الواجب الأول سبحانه كذلك، لتنزهه عن النقصان و التفاوت بوجه ما.
قلت: هو إما على حذف مضاف، أي أدنى نعت ما استأثرت به، و إما على أن الدنو و العلو و التفضيل فيهما إنما هو بالإضافة إلى نظر الناظرين، و معقولهم بحسب متعلقات القدرة و آثارها، و إلا فعز السلطان، و علو الملك، اللذان هما عبارة عن تمام الاقتدار، و كمال القدرة لا تفاوت فيه رأسا، و على ذلك جرى قوله تعالى:
______________________________
(1) النهاية لابن الأثير: ج 5 ص 79.
(2) شرح مسألة العلم: ص 43.



رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين، ج‏5، ص: 25
ضلت فيك الصفات، و تفسخت دونك النعوت، و حارت في‏ «و هو الذي يبدؤا الخلق ثم يعيده و هو أهون عليه» «1»، أي بالإضافة إلى نظركم و قياسكم من أن الإعادة أهون من الإبداء، و إلا فهما عليه سواء، لا تفاوت في قدرته القاهرة عليهما حتى يقع التفضيل على حده. و مثله قوله تعالى: «لخلق السموات و الأرض أكبر من خلق الناس» «2» أي بالإضافة إلى عقول البشر، و إذعانها بأنها خلق عظيم، لا يقادر «3» قدره، و خلق الناس بالقياس إليه شي‏ء قليل مهين، و إلا فالخلقان عند قدرته عز و جل على حد سواء.
إذا عرفت ذلك، فالمراد ب «أدنى ما استأثرت به من ذلك» قدرته المتعلقة بأدنى مقدوراته عند بديهة العقل، كالبعوضة مثلا، فإن في خلقها من العجائب و الغرائب و الإعجاز ما تقصر عن معرفة الطريق إليه أرباب الألباب، و تتحير في كيفيته حكمة الحكماء، و تتناهى دون علم ذلك عقول العقلاء، و ترجع خاسئة حسيرة، معترفة بالعجز عن الاطلاع على كنه صنعه في إنشائها، مقرة بالقصور عن نعت حقيقة إيجادها و تكوينها. و إلى هذا المعنى يشير قول أمير المؤمنين عليه السلام، في خطبة له:
«سبحانك ما أعظم ما نرى من خلقك، و ما أصغر عظيمة في جنب قدرتك، و ما أهول ما نرى من ملكوتك، و ما أحقر ذلك فيما غاب عنا من سلطانك‏ «4».
أي بالقياس إلى ما تعتبره العقول من مقدوراته تعالى، و ما يمكن في كمال قدرته من الممكنات الغير المتناهية. و الله أعلم.
[ 926] ضل الرجل يضل- من باب ضرب- ضلالا و ضلالة: عدل عن الطريق، فلم يهتد إليه. و الضلال في الدين: العدول عن الحق. و لم يعطف الجملة على ما قبلها لما بينهما من كمال الاتصال لكونها مؤكدة للاولى، و يحتمل الاستيناف البياني.
و تفسخت الفأرة في الماء: تقطعت. و تفسخ الفصيل تحت الحمل الثقيل:
______________________________
(1) سورة الروم: الآية 27.
(2) سورة غافر: الآية 57.
(3) «ألف»: بقادر.
(4) نهج البلاغة: ص 158- 159، الخطبة: 109.



رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين، ج‏5، ص: 26
كبريائك لطائف الأوهام، كذلك أنت الله، الأول في أوليتك، و على ذلك أنت دائم لا تزول.
ضعف و عجز.
و المعنى: أن الصفات لم تهتد إلى طريق ما يجب له، و يليق بشأنه تعالى، من مراتب الكمال، لأن ذلك موقوف على تعقلها كما هي، و هو بعيد عن مدارك العقل الواهي.
و كذلك النعوت تقطعت أو ضعفت و عجزت قبل الوصول إلى ما يستحقه- جل شأنه- من المدح و الثناء. فهي و إن بولغ فيها بالتعظيم و التكريم، كان له- عز شأنه- وراء ذلك أطوار من استحقاق المدحة و الثناء تقف دونها بمراحل، كما قال سيد المرسلين عليه الصلاة و السلام:
لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك‏ «1».
و حار في أمره يحار حيرة- من باب تعب-: لم يدر وجه الصواب.
و الكبرياء: الشرف و العظمة، و التجبر كالكبر، و صاحبها متكبر. و هي صفة مدح لله تعالى، و ذم لغيره. و ذلك أن حقيقة الكبر هيئة نفسانية، تنشأ من تصور الإنسان في نفسه أمرين أحدهما: كونه أكمل من غيره، و الثاني: كونه أعلى رتبة ممن سواه.
و لما كان هذان الاعتباران إنما يصدقان حقيقة على الله سبحانه، لعلمه بكمال ذاته المقدسة، و شرفه و علوه على مخلوقاته كان الكبر و الكبرياء له صفة مدح، و لغيره صفة ذم. و لذلك ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه و آله: يقول الله عز و جل:
«الكبرياء ردائي، و العظمة إزاري، فمن نازعني واحدا منهما ألقيته في جهنم» «2».
و الأوهام: جمع وهم. و هو قوة جسمانية، محلها آخر التجويف الأوسط من الدماغ، من شأنها إدراك المعاني الجزئية المتعلقة بالمحسوسات، كشجاعة زيد،
______________________________
(1) سنن أبي داود: ج 1 ص 232 ح 879.
(2) المحجة البيضاء: ج 6 ص 213.



رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين، ج‏5، ص: 27
..........
و سخاوة عمرو. و هذه القوة هي التي تحكم في الشاة بأن الذئب مهروب عنه، و أن الولد معطوف عليه. و هي قوة حاكمة على القوى الجسمانية كلها، مستخدمة إياها استخدام العقل القوي العقلية بأسرها.
و إضافة اللطائف إلى الأوهام، إما من باب إضافة النوع إلى الجنس مثل:
أكابر الناس، أي ما لطف و دق من الأوهام، أو من باب إضافة الفعل إلى الفاعل، أي ما لطف و دق من ملاحظة الأوهام و مداركها. و على كل تقدير، فالغرض تنزيه ساحة كبريائه تعالى عن مدارك الأوهام، إذ كانت الأوهام إنما تتعلق بالمعاني الجزئية، المتعلقة بالمحسوسات ذات الصور و الأحياز و المحال الجسمانية. فالوهم و إن تلطف في إرسال طرفه إلى قبلة وجوب الوجود، و تعمق في تقليب حدقته نحو حرم ذي الكبرياء و الجود، فلن يرجع إلا حيرانا خاسئا حسيرا، إذ كان غايته أن يرجع بمعنى جزئي يتعلق بمحسوس لا بد له في إدراكه من بعث المتخيلة على تشبيحه بمثال من الصور الجسمانية ليثبته، حتى أن الوهم إنما يدرك نفسه في مثال من صورة و حجم و مقدار. فأنى له إدراك ما ليس داخل العالم و لا خارجه، و لا في جهة، و ليس بجسم، و لا عرض و هو لا يثبت موجودا بهذه الصفة، و لا يتصوره بل ينكره، لأن من شأنه إنكار ما لا يتصوره، و من هنا كان أكثر الناس يرى ربه في جهة و يشير إليه، متحيزا ذا مقدار و صورة، و لذلك وردت الكتب الإلهية، و النواميس الشرعية مشحونة بصفات التجسم كالعين و اليد و الإصبع. و الاستواء على العرش و نحو ذلك خطابا للخلق بما تدركه أوهامهم، و توطينا لهم، و إيناسا، حتى أن الشارع لو أخذ في مبدء الأمر، يبين لهم أن الصانع ليس بجسم و لا عرض، و لا هو في مكان و لا زمان إلى غير ذلك من صفاته جل شأنه لاشتد نفار أكثرهم عن قبوله، و عظم إنكارهم له، لما علمت من أن الوهم في طبيعته لا يثبت هذا القسم من الموجودات بل ينكره.
و الخطابات الشرعية و إن وردت بصفات التجسيم، إلا أن الألفاظ الموهمة



رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين، ج‏5، ص: 28
..........
لذلك لما كانت قابلة للتأويل محتملة له، كانت وافية بالمقاصد، إذ العامي المغمور في ظلمات الجهل يحمله على ظاهره، و يحصل بذلك تقيده عن تشتت اعتقاده، و ذو البصيرة المترقي عن تلك الدرجة يحمله على ما يحتمله عقله من التأويل، و كذلك حال من هو أعلى منه، و الناس في ذلك على مراتب، فكان إيرادها حسنا و حكمة.
قال بعض أصحابنا المحققين: و يمكن أن يراد بالأوهام النفس و قواها، لأن النفس في معرفة الصانع- جل شأنه- كالوهم، في أن ما أحاطت به ليس هو الصانع سبحانه.
و يمكن أن يقال: إن التنزيه عن إدراك الأوهام يستلزم التنزيه عن إدراك سائر القوى الباطنة، لأن الوهم أعم إدراكا منها، لأنه يدرك كل ما يدركه غيره من القوى الباطنة من غير عكس.
و الأولى: أن يكون المراد بالوهم الإدراك المتعلق بالقوة العقلية المتعلقة بالمعقولات، و القوة الوهمية المتعلقة بالمحسوسات جميعا، و قد شاع ذلك في الاستعمال، و دل عليه مضامين الأخبار دون الأخير فقط، و قد أوضحنا ذلك في الروضة الأولى، فليرجع إليه.
________________________________________
كبير مدنى، سيد عليخان بن احمد، رياض السالكين في شرح صحيفة سيّد الساجدين، 7جلد، دفتر انتشارات اسلامى - ايران ؛ قم، چاپ: اول، 1409ق.