بسم الله الرحمن الرحیم
حدیث سهل بن ذبیان-خواب امام رضا ع-شعر سید حمیری-لأم عمرو
هم فاطمة و
الامام الرضا علیه السلام
توسل ابن خزيمة و ابن حبان
شرح حال إسماعيل بن محمد السيد الحميري(105 - 173 هـ = 723 - 789 م)
سيد حميري شاعر
ديوان السيد الحميري
نسخ شروح قصائد سيد حميري
رساله شيخ مفيد قده در غيبت و استشهاد به شعر سيد حميري
قصيده ايا راكبا و فيقسم اموال الفقيد و روايت غيبت
تجعفرت سيد حميري
حدیث سهل بن ذبیان-خواب امام رضا ع-شعر سید حمیری-لأم عمرو
بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج47 ؛ ص328
أقول وجدت في بعض تأليفات أصحابنا أنه روى بإسناده عن سهل بن ذبيان قال: دخلت على الإمام علي بن موسى الرضا ع في بعض الأيام قبل أن يدخل عليه أحد من الناس فقال لي مرحبا بك يا ابن ذبيان الساعة أراد رسولنا أن يأتيك لتحضر عندنا فقلت لما ذا يا ابن رسول الله فقال لمنام رأيته البارحة و قد أزعجني و أرقني فقلت خيرا يكون إن شاء الله تعالى فقال يا ابن ذبيان رأيت كأني قد نصب لي سلم فيه مائة مرقاة فصعدت إلى أعلاه فقلت يا مولاي أهنيك بطول العمر و ربما تعيش مائة سنة لكل مرقاة سنة فقال لي ع ما شاء الله كان ثم قال يا ابن ذبيان فلما صعدت إلى أعلى السلم رأيت كأني دخلت في قبة خضراء يرى ظاهرها من باطنها و رأيت جدي رسول الله ص جالسا فيها و إلى يمينه و شماله غلامان حسنان يشرق النور من وجوههما و رأيت امرأة بهية الخلقة و رأيت بين يديه شخصا بهي الخلقة جالسا عنده و رأيت رجلا واقفا بين يديه و هو يقرأ هذه القصيدة-
لأم عمرو باللوى مربع
فلما رآني النبي ص قال لي مرحبا بك يا ولدي يا علي بن موسى الرضا سلم على أبيك علي فسلمت عليه ثم قال لي سلم على أمك فاطمة الزهراء فسلمت عليها فقال لي و سلم على أبويك الحسن و الحسين فسلمت عليهما ثم
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج47، ص: 329
قال لي و سلم على شاعرنا و مادحنا في دار الدنيا- السيد إسماعيل الحميري فسلمت عليه و جلست فالتفت النبي إلى السيد إسماعيل فقال له عد إلى ما كنا فيه من إنشاد القصيدة فأنشد يقول
لأم عمرو باللوى مربع- طامسة أعلامه بلقع
فبكى النبي ص فلما بلغ إلى قوله-
و وجهه كالشمس إذ تطلع-
بكى النبي ص و فاطمة ع معه و من معه و لما بلغ إلى قوله
قالوا له لو شئت أعلمتنا إلى من الغاية و المفزع
رفع النبي ص يديه و قال إلهي أنت الشاهد علي و عليهم أني أعلمتهم أن الغاية و المفزع علي بن أبي طالب و أشار بيده إليه و هو جالس بين يديه صلوات الله عليه قال علي بن موسى الرضا ع فلما فرغ السيد إسماعيل الحميري من إنشاء القصيدة التفت النبي ص إلي و قال لي يا علي بن موسى احفظ هذه القصيدة و مر شيعتنا بحفظها و أعلمهم أن من حفظها و أدمن قراءتها ضمنت له الجنة على الله تعالى قال الرضا ع و لم يزل يكررها علي حتى حفظتها منه و القصيدة هذه «1»
لأم عمرو باللوى مربع- طامسة أعلامه بلقع-
تروح عنه الطير وحشية- و الأسد من خيفته تفزع-
برسم دار ما بها مونس- إلا صلال في الثرى وقع-
______________________________
(1) نقل القاضي نور الله في مجالسه ج 2 ص 508 عن رجال الكشي حديث سهل بن ذبيان و قصة المنام و لم نقف عليه في المطبوع منه، كما أن أبا على في رجاله ص 59 و المامقاني في رجاله ج 1 ص 143 نقلا عن العيون لشيخنا الصدوق قصة المنام، و ذكر شيخنا الامينى في الغدير ج 2 ص 223 خلو نسخ العيون المخطوطة و المطبوعة من ذلك. و نقل عن جماعة ذكروا المنام في مؤلفاتهم فراجع.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج47، ص: 330
رقش يخاف الموت نفثاتها و السم في أنيابها منقع
لما وقفن العيس في رسمها و العين من عرفانه تدمع
ذكرت من قد كنت ألهو به فبت و القلب شجا موجع
كأن بالنار لما شفني من حب أروى كبدي تلذع
عجبت من قوم أتوا أحمدا بخطة ليس لها موضع
قالوا له لو شئت أعلمتنا إلى من الغاية و المفزع
إذا توفيت و فارقتنا و فيهم في الملك من يطمع
فقال لو أعلمتكم مفزعا كنتم عسيتم فيه أن تصنعوا
صنيع أهل العجل إذ فارقوا هارون فالترك له أودع
و في الذي قال بيان لمن كان إذا يعقل أو يسمع
ثم أتته بعد ذا عزمة من ربه ليس لها مدفع
أبلغ و إلا لم تكن مبلغا و الله منهم عاصم يمنع
فعندها قام النبي الذي كان بما يأمره يصدع
يخطب مأمورا و في كفه كف علي ظاهرا تلمع
رافعها أكرم بكف الذي يرفع و الكف الذي يرفع
يقول و الأملاك من حوله و الله فيهم شاهد يسمع
من كنت مولاه فهذا له مولى فلم يرضوا و لم يقنعوا
فاتهموه و حنت منهم على خلاف الصادق الأضلع
و ضل قوم غاظهم فعله كأنما آنافهم تجدع
حتى إذا واروه في قبره و انصرفوا عن دفنه ضيعوا
ما قال بالأمس و أوصى به و اشتروا الضر بما ينفع
و قطعوا أرحامه بعده فسوف يجزون بما قطعوا
و أزمعوا غدرا بمولاهم تبا لما كان به أزمعوا
لا هم عليه يردوا حوضه غدا و لا هو فيهم يشفع
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج47، ص: 331
حوض له ما بين صنعا إلى أيلة «1» و العرض به أوسع
ينصب فيه علم للهدى و الحوض من ماء له مترع
يفيض من رحمته كوثر أبيض كالفضة أو أنصع
حصاه ياقوت و مرجانة و لؤلؤ لم تجنه إصبع
بطحاؤه مسك و حافاته يهتز منها مونق مربع
أخضر ما دون الورى ناضر و فاقع أصفر أو أنصع
فيه أباريق و قدحانه يذب عنها الرجل الأصلع
يذب عنها ابن أبي طالب ذبا كجربا إبل شرع
و العطر و الريحان أنواعه زاك و قد هبت به زعزع
ريح من الجنة مأمورة ذاهبة ليس لها مرجع
إذا دنوا منه لكي يشربوا قيل لهم تبا لكم فارجعوا
دونكم فالتمسوا منهلا يرويكم أو مطعما يشبع
هذا لمن والى بني أحمد و لم يكن غيرهم يتبع
فالفوز للشارب من حوضه و الويل و الذل لمن يمنع
و الناس يوم الحشر راياتهم خمس فمنها هالك أربع
فراية العجل و فرعونها و سامري الأمة المشنع
و راية يقدمها أدلم عبد لئيم لكع أكوع
و راية يقدمها حبتر للزور و البهتان قد أبدعوا
و راية يقدمها نعثل لا برد الله له مضجع «2»
أربعة في سقر أودعوا ليس لها من قعرها مطلع
و راية يقدمها حيدر و وجهه كالشمس إذ تطلع
______________________________
(1) أيلة: بالفتح مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام قيل هي آخر الحجاز و أول الشام.
(2) كذا.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج47، ص: 332
غدا يلاقي المصطفى حيدر و راية الحمد له ترفع
مولى له الجنة مأمورة و النار من إجلاله تفزع
إمام صدق و له شيعة يرووا من الحوض و لم يمنعوا
بذاك جاء الوحي من ربنا يا شيعة الحق فلا تجزعوا
الحميري مادحكم لم يزل و لو يقطع إصبع إصبع
و بعدها صلوا على المصطفى- و صنوه حيدرة الأصلع«1».
24- كتاب مقتضب الأثر، لابن عياش عن عبد الله بن محمد المسعودي عن الحسن بن محمد الوهبي عن علي بن قادم عن عيسى بن دأب قال: لما حمل أبو عبد الله جعفر بن محمد ع على سريره و أخرج إلى البقيع ليدفن قال أبو هريرة «2»
______________________________
(1) قد شرح هذه القصيدة جملة من الاعلام في القرون الأربعة المتأخرة، وقفنا على ذكرهم في الذريعة ج 14 ص 9- 11 لشيخنا الرازي دام ظله و الغدير ج 2 ص 224 لشيخنا الامينى سلمه الله فمن شاء المزيد فليراجع.
(2) هو أبو هريرة الأبار من شعراء أهل البيت المتقين ذكره ابن شهرآشوب في المعالم ص 140 طبع ايران و ذكره المرحوم السماوى و السيد الأمين في الطليعة و اعيان الشيعة ج 7 ص 260 وصفه السماوى بالعجلي أيضا و قال: كان راوية شاعرا ناسكا لقى الباقر و الصادق عليهما السلام و كان يسكن البصرة، و الذي يظهر من صاحب المعالم تعدد الأبار و العجلي، و قد أورد ابن شهرآشوب في المناقب ج 3 ص 341 في مدح الباقر عليه السلام لابى هريرة قوله:
أبا جعفر انت الامام احبه و أرضى الذي يرضى به و اتابع
اتانا رجال يحملون عليكم أحاديث قد ضاقت بهن الاضالع
و في المناقب أيضا ج 3 ص 356 قرأت في بعض التواريخ لما اتى كتاب ابى مسلم الخراساني الى الصادق «ع» بالليل قرأه ثم وضعه على المصباح فحرقه فقال الرسول- و ظن ان حرقه له تغطية و سترا و صيانة للامر- هل من جواب قال: الجواب ما قد رايت، فقال ابو هريرة الأبار صاحب الصادق «ع»:.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج47، ص: 333
أقول و قد راحوا به يحملونه- على كاهل من حامليه و عاتق-
أ تدرون ما ذا تحملون إلى الثرى- ثبيرا ثوى من رأس علياء شاهق-
غداة حثا الحاثون فوق ضريحه- ترابا و أولى كان فوق المفارق-
أيا صادق ابن الصادقين ألية «1»- بآبائك الأطهار حلفة صادق-
لحقا بكم ذو العرش أقسم في الورى- فقال تعالى الله رب المشارق-
نجوم هي اثنتا عشرة كن سبقا- إلى الله في علم من الله سابق«2».
______________________________
و لما دعا الداعون مولاى لم يكن ليثنى اليهم عزمه بصواب
و لما دعوه بالكتاب اجابهم بحرق الكتاب دون رد جواب
و ما كان مولائى كمشرى ضلالة و لا ملبسا منها الردى بصواب
و لكنه لله في الأرض حجة دليل الى خير و حسن مآب
اه و إذا صح اتحاد الأبار مع العجلي كما ذكره العلامة السماوى «ره» فهو من شعراء اهل البيت المجاهرين. و قد ذكره ابن شهرآشوب في معالم العلماء ص 136 فيهم و قال:
قال أبو بصير قال أبو عبد الله «ع» من ينشدنا شعر ابى هريرة؟ قلت: جعلت فداك انه كان يشرب فقال: رحمه الله و ما ذنب يغفره الله لو لا بغض على اه.
و ورد في الخلاصة أبو هريرة البزاز قال العقيقى: ترحم عليه أبو عبد الله «ع» و قيل له انه كان يشرب النبيذ فقال: أ يعز على الله ان يغفر لمحب على شرب النبيذ و الخمر اه فيحتمل أن يكون هو العجلي و إذا تم فيكون الجميع واحدا.
(1) الالية القسم و جمعها ألايا.
(2) مقتضب الاثر ص 54 و أخرجه ابن شهرآشوب في المناقب ج 3 ص 398 و عنهما السيد الأمين في الأعيان ج 7 ص 261.
________________________________________
مجلسى، محمد باقر بن محمد تقى، بحار الأنوارالجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار (ط - بيروت)، 111جلد، دار إحياء التراث العربي - بيروت، چاپ: دوم، 1403 ق.
حدیث سهل بن ذبیان-خواب امام رضا ع-شعر سید حمیری-لأم عمرو