http://www.poetsgate.com/poet_735.html
http://www.poetsgate.com/poem_18393.html
جميع دواوين الشعر العربى على مر العصور ـ محتويات موقع أدب (83/ 160)
العصر العباسي >> السيد الحميري >> راكبا نحو المدينة جرة
راكبا نحو المدينة جرة - رقم القصيدة : 56079
-----------------------------------
راكبا نحو المدينة جرة --- عذافرة يطوى بها كل سبسب
إذا ما هداك الله عاينت جعفرا --- فقل لولي الله وابن المهذب
إلا يا أمين الله وابن أمينه --- أتوب إلى الرحمن ثم تأوبي
إليك من الأمر الذي كنت مطنبا --- أحارب فيه جاهدا كل معرب
إليك رددت الأمر غير مخالف --- وفئت إلى الرحمن من كل مذهب
سوى ما تراه يا بن بنت محمد --- فإنه به عقدي وزلفي تقربي
وما كان قولي في ابن خولة مبطنا --- معاندة مني لنسل المطيب
ولكن روينا عن وصي محمد --- وما كان فيما قال بالمتكذب
بأن ولي الأمر يفقد لا يرى --- ستيرا كفعل الخائف المترقب
فيقسم أموال الفقيد كأنما --- تغيبه بين الصفيح المنصب
فيمكث حينا ثم ينبع نبعة --- كنبعة جدى من الأفق كوكب
يسير بنصر الله من بيت ربه --- على سؤدد منه وأمر مسبب
يسير إلى أعدائه بلوائه --- فيقتلهم قتلا كحران مغضب
فلما روى أن ابن خولة غائب --- صرفنا إليه قولنا لم نكذب
وقلنا هو المهدي والقائم الذي --- يعيش به من عدله كل مجدب
فإن قلت لا فالحق قولك والذي --- أمرت فحتم غير ما متعصب
وأشهد ربي أن قولك حجة --- على الخلق طرا من مطيع ومذنب
بأن ولي الأمر والقائم الذي --- تطلع نفسي نحوه بتطرب
له غيبة لا بد من أن يغيبها --- فصلي عليه الله من متغيب
فيمكث حينا ثم يظهر حينه --- فيملأ عدلا كل شرق ومغرب
بذاك أدين الله سرا وجهرة --- ولست وإن عوتبت فيه بمعتب
الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، ج2، ص: 206
[فصل في ما قاله السيد الحميري في الإمام الصادق ع]
(فصل) و فيه ع يقول السيد ابن محمد الحميري رحمه الله و قد رجع عن قوله بمذهب الكيسانية لما بلغه إنكار أبي عبد الله ع مقاله و دعاؤه له إلى القول بنظام الإمامة-
يا راكبا نحو المدينة جسرة --- عذافرة يطوي بها كل سبسب
إذا ما هداك الله عاينت جعفرا --- فقل لولي الله و ابن المهذب
ألا يا ولي الله و ابن وليه --- أتوب إلى الرحمن ثم تأوبي
إليك من الذنب الذي كنت مطنبا --- أجاهد فيه دائبا كل معرب
و ما كان قولي في ابن خولة دائبا --- معاندة مني لنسل المطيب
و لكن روينا عن وصي محمد --- و لم يك فيما قال بالمتكذب
بأن ولي الأمر يفقد لا يرى --- سنين كفعل الخائف المترقب
فتقسم أموال الفقيد كأنما --- تغيبه بين الصفيح المنصب
فإن قلت لا فالحق قولك و الذي --- تقول فحتم غير ما متغضب
و أشهد ربي أن قولك حجة --- على الخلق طرا من مطيع و مذنب
بأن ولي الأمر و القائم الذي --- تطلع نفسي نحوه و تطرب
له غيبة لا بد أن سيغيبها --- فصلى عليه الله من متغيب
فيمكث حينا ثم يظهر أمره --- فيملأ عدلا كل شرق و مغرب
و في هذا الشعر دليل على رجوع السيد رحمه الله عن مذهب الكيسانية و قوله بإمامة الصادق ع و وجود الدعوة ظاهرة من الشيعة في أيام أبي عبد الله ع إلى إمامته و القول بغيبة صاحب الزمان ع و أنها إحدى علاماته و هو صريح قول الإمامية الإثني عشرية
تجعفرت سيد حميري
طبقات الشعراء لابن المعتز (ص: 33)
المؤلف: عبد الله بن محمد ابن المعتز العباسي (المتوفى: 296هـ)
وحدثني محمد بن عبد الله قال: قال السدري راوية السيد: كان السيد أول زمانه كيسانياً يقول برجعة محمد بن الحنيفة وأنشدني في ذلك:
حتى متى؟ وإلى متى؟ ومتى المدى؟ ... يا بن الوصيّ وأنت حيّ ترزق
والقصيدة مشهورة.
وحدثني محمد بن عبد الله قال: قال السدري: ما زال السيد يقول: بذلك حتى لقي الصادق عليه السلام. بمكة أيام الحج، فناظره وألزمه الحجة فرجع عن ذلك. فذلك قوله في تركه تلك المقالة، ورجوعه عما كان عليه ويذكر الصادق عليه السلام:
تجعفرت باسم الله والله أكبر ... وأيقنت أن الله يعفو ويغفر
ويثبت مهما شاء ربي بأمره ... ويمحو ويقضي في الأمور ويقدر
كتاب : أخبار السيد الحميري - جلد : ص164
نويسنده : المرزباني الخراساني - وفات : 384
وكان السيد بن محمد رحمه الله بلا شك كيسانيا ( 3 ) يذهب إلى أن محمد بن الحنفية رضي الله عنه ( 4 ) هو القائم المهدي وأنه مقيم في جبال رضوى وشعره في ذلك يدل على أنه كما ذكرنا كيسانيا فمن قوله :
يا شعب رضوى ما لمن بك لا يرى * وبنا إليه من الصبابة ألوق
حتى متى وإلى متى وكم المدى * يا ابن الوصي وأنت حي ترزق
إني لآمل أن أراك وأنني * من أن أموت ولا أراك لأفرق ( 1 )
غير أنه رحمه الله رجع عن ذلك وذهب إلى إمامة الصادق عليه السلام وقال :
تجعفرت باسم الله والله أكبر * وأيقنت أن الله يعفو ويغفر ( 2 )
ومن زعم أن السيد أقام على الكيسانية فهو بذلك كاذب عليه وطاعن فيه ، ومن أوضح ما دل على بطلان ذلك دعاء الصادق عليه السلام وثناؤه عليه فمن ذلك : ما أخبرنا به أبو عبيد الله المرزباني قال أخبرني محمد بن يحيى اللؤلؤي قال حدثنا أبو العيناء قال حدثني علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال : قيل لأبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام : وذكر عنده السيد بأنه ينال من الشراب فقال عليه السلام : إن كان السيد زلت به قدم فقد ثبت له أخرى ( 3 ) .
وأخبرنا أبو عبيدة المرزباني قال : حدثني بعض أصحابنا عن محمد بن زكريا الغلابي عن محمد بن عباد بن صهيبي عن أبيه قال : كنت عند أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام فذكر السيد فدعا له فقال له يا ابن رسول الله : أتدعو له وهو يشرب الخمر ويشتم أبا بكر وعمر ويوقن بالرجعة ؟ فقال حدثني أبي عن أبيه علي بن الحسين إن محبي آل محمد لا يموتون إلا
تائبين وأنه قد تاب ثم رفع رأسه وأخرج من مصلى عليه كتابا من السيد يتوب فيه مما كان عليه ( 1 ) وفي آخر الكتاب :
أيا راكبا نحو المدينة جسرة * إلى آخرها . . .
أخبرنا أبو عبيد الله المرزباني قال أخبرني الصولي قال حدثنا عمر بن تركي القاضي قال حدثنا الفخدمي قال حدثني خلف الحادي ( 2 ) قال : قدم السيد من الأهواز بمال ورقيق وكراع فجأته مهنئا له فقال لي : إن أبا بجير ( 3 ) إمامي وكان يعيرني بمذهبي ويأمل مني تحولا إلى مذهبه فكتبت أقول له قد انتقلت إليه وقلت :
أيا راكبا نحو المدينة جسرة * عذافرة يطوي بها كل سبب
إذا ما هداك الله عاينت جعفرا * فقل لولي الله وابن المهذب
ألا يا أمين الله وابن أمينه * أتوب إلى الرحمان ثم تأوبي
إليك من الأمر الذي كنت مبطنا * معاندة مني لنسل المطيب
ولكن روينا عن وصي محمد * وما كان فيما قال بالمتكذب
بأن ولي الأمر يفقد لا يرى * ستيرا كفعل الخائف المترقب
فيقسم أموال الفقيد كأنما * تعيبه بين الصفى المنصب
فيمكث حينا ثم ينبع نبعة * كنبعة جدي من الأفق كوكب
يسير بنصر الله من بيت ربه * على سؤدد منه وأمر مسبب
يسير إلى أعدائه بلوائه * فيقتلهم قتلا كحران مغضب
فلما روى أن ابن خولة غايب * صرفنا إليه قولنا لم نكذب
وقلنا هو المهدي والقائم الذي * يعيش به من عدله كل مجدب
فإن قلت لا فالحق قولك والذي أمرت فحتم غير ما متعصب
وأشهد ربي أن قولك حجة * على الخلق طرا من مطيع ومذنب
بأن ولي الأمر والقائم الذي * تطلع نفسي نحوه يتطرب
له غيبة لا بد من أن يغيبها * فصلى عليه الله من متغيب
فيمكث حينا ثم يظهر حينه * فيملأ عدلا كل شرق ومغرب
بذاك أدين الله سرا وجهرة * ولست وإن عوتبت فيه بمعتب ( 1 )
ثم قال : فقال له أبو بجير يوما : لو كان مذهبك الإمامة لقلت فيها شعرا فأنشدته هذه القصيدة فسجد ، وقال : الحمد لله الذي لم يذهب حبي لك باطلا ثم أمر لي بما ترى .
أخبرنا أبو عبيدة المرزباني قال : حدثني محمد بن يحيى قال : حدثنا أبو حفص السلمي قال حدثنا المازني قال : أخبرني حردان عن أبي حردان . . . عن خلف الحادي قال : قلت للسيد ما معنى قولك :
عجبت لكر صروف الزمان * وأمر أبي خالد ذي البيان
ومن رده الأمر لا ينثني * إلى الطيب الطهر نور الجنان
علي ومن كان من عمه * برد الإمامة عطف العنان
وتحكيمه حجرا أسودا * وما كان من نطقه المستبان
بتسليم عم بغير امتراء * إلى ابن أخ منطقا باللسان
شهدت بذلك صدقا كما * شهدت بتصديق آي القرآن
علي إمامي لا أمتري * وخليت قولي بكان وكان
قال لي كان حدثني علي بن شجرة عن أبي بجير عن الصادق أبي عبد الله عليه السلام أن أبا خلد الكابلي كان يقول بإمامة محمد بن الحنفية ، فقدم من كابل شاه إلى المدينة فسمع محمدا يخاطب علي بن الحسين فيقول : يا سيدي ، فقال أبو خلد : أتخاطب ابن أخيك بما لا يخاطبك بمثله ، فقال : إنه حاكمني إلى الحجر الأسود وزعم أنه ينطقه فصرت معه إليه فسمعت الحجر يقول : يا محمد سلم الأمر إلى ابن أخيك فإنه أحق منك . فقلت شعري هذا قال : وصار أبو خلد الكابلي إماميا ( 1 ) . قال : فسألت بعض الإمامية عن هذا ، فقال لي : ليس بإمامي من لا يعرف هذا فقلت للسيد : فأنت على هذا المذهب أو على ما أعرف ؟ فأنشدني بيت عقيل بن علفة ( 2 ) :
الوافي بالوفيات (9/ 119)
وقال الصولي حدثنا محمد بن الفضل بن الأسود حدثنا علي بن محمد بن سليمان قال كان السيد كيسانيا ثم رجع وقال قصيدته التي أولها من الطويل
(تجعفرت باسم الله والله أكبر ... وأيقنت أن الله يقضي ويقدر)
وقال الصولي كان السيد يزعم أن عليا عليه السلام سمى محمدا ابنه المهدي وأنه الذي بشر به النبي صلى الله عليه وسلم أنه يخرج في آخر الزمان وأنه حي بجبال رضوى على ما تقدم
وقال الصولي حدثنا أبو العيناء قال السيد مذبذب يقول بالرجعة وقد قال له رجل من ثقيف بلغني يا أبا هاشم أنك تقول بالرجعة قال هو ما بلغك قال فأعطني دينارا بمائة دينار إلى الرجعة فقال له السيد على أن توثق لي بمن يضمن السيد إذا سئل عن مذهبه أنشد من قصيدته من الوافر
(سمي نبينا لم يبق منهم ... سواه فعنده حصل الرجاء)
(فغيب غيبة من غير موت ... ولا قتل وصار به القضاء)
(إلى رضوى فحل بها بشعب ... تجاوره الخوامع والظباء)
(وحين الوحش ترعى في رياض ... من الآفات مرتعها خلاء)
(فحل فما بها بشر سواه ... بعقوته له عسل وماء)
(إلى وقت ومدة كل نذل ... يطيف به وأنت له فداء)
(كأنا بابن خولة عن قليل ... ورب العرش يفعل ما يشاء)
كمال الدين و تمام النعمة، ج1، ص: 33
.... فقلت له يا ابن رسول الله قد روي لنا أخبار عن آبائك ع في الغيبة و صحة كونها فأخبرني بمن تقع فقال ع إن الغيبة ستقع بالسادس من ولدي و هو الثاني عشر من الأئمة .... قال السيد فلما سمعت ذلك من مولاي الصادق جعفر بن محمد ع تبت إلى الله تعالى ذكره على يديه و قلت قصيدتي ... إلى آخر القصيدة و هي طويلة و قلت بعد ذلك قصيدة أخرى-
أيا راكبا نحو المدينة جسرة عذافرة يطوي بها كل سبسب «3»
إذا ما هداك الله عاينت جعفرا فقل لولي الله و ابن المهذب
ألا يا أمين الله و ابن أمينه أتوب إلى الرحمن ثم تأوبي
إليك من الأمر الذي كنت مطنبا «4» أحارب فيه جاهدا كل معرب
و ما كان قولي في ابن خولة مطنبا معاندة مني لنسل المطيب
و لكن روينا عن وصي محمد و ما كان فيما قال بالمتكذب
بأن ولي الأمر يفقد لا يرى ستيرا «5» كفعل الخائف المترقب
فتقسم أموال الفقيد كأنما تغيبه بين الصفيح المنصب «1»
فيمكث حينا ثم ينبع نبعة كنبعة جدي من الأفق كوكب «2»
يسير بنصر الله من بيت ربه على سؤدد منه و أمر مسبب «3»
يسير إلى أعدائه بلوائه فيقتلهم قتلا كحران مغضب «4»
فلما روى أن ابن خولة غائب صرفنا إليه قولنا لم نكذب
و قلنا هو المهدي و القائم الذي يعيش به من عدله كل مجدب
فإن قلت لا فالحق قولك و الذي أمرت «5» فحتم غير ما متعصب
و أشهد ربي أن قولك حجة على الناس طرا من مطيع و مذنب
بأن ولي الأمر و القائم الذي تطلع نفسي نحوه بتطرب
له غيبة لا بد من أن يغيبها فصلى عليه الله من متغيب
فيمكث حينا ثم يظهر حينه «6» فيملك من في شرقها و المغرب «7»
بذاك أدين الله سرا و جهرة و لست و إن عوتبت فيه بمعتب «8»
و أقام ابن الحنفية بالطائف لا يرى ابن الزبير و لا يذكره، و يقولون إن هذا الرجل في نفر من أصحابه، و قيل: إنهم كانوا أربعين رجلا. قال: و أنشد في ذلك:
ألا قل للوصي فدتك نفسي أطلت بذلك الجبل المقاما
أضر [1] بمعشر زاروك منا و سموك الخليفة و الإماما
و عادوا فيك [2] أهل الأرض طرّا مقامك عنهم ستين [3] عاما
و ما ذاق ابن خولة طعم موت و لا وارت له أرض عظاما
لقد أمسى برونق [4] شعب رضوى تراجعه الملائكة الكلاما [5]
و قال السيد بن محمد الحميري في ذلك:
يا شعب رضوى بالمزية لا ترى حتى متى تحمى و أنت قريب
غاب ابن خولة غيبة ما غابها قبل ابن خولة في الحياء غريب
إني لأرجو أن أؤمله كما قد كان يؤمل يوسف يعقوب
لو غاب عنا ألف عام أيقنت منا النفوس بأنه سيئوب
[و قال أيضا في قصيدة له:
أيا راكبا نحو المدينة جسرة عذافرة تهوى [6] بها كل سبسب
إذا ما هداك الله عاينت [7] جعفرا فقل يا أمين الله و ابن المهذّب
ألا يا أمين الله و ابن رسوله أتوب إلى الرحمن ثم تأوبي
إليك من الأمر الذي كنت مطنبا معاندة منى لنسل المطيب
و ما كان قولي في ابن خولة مطنبا أحارب فيه جاهدا كل معرب
و لكن روينا عن وصي محمد و ما كان فيما قال بالمتكذب
بأن ولي الأمر يفقد [8] لا يرى ستيرا كفعل الخائف المترقب [9]
__________________________________________________
[1] في الأصل: «أظل» و ما أثبت عن الديوان.
[2] عن الديوان و مروج الذهب و بالأصل قل.
[3] في الديوان و مروج الذهب: سبعين.
[4] في الديوان: بمورق.
[5] عن مروج الذهب، و بالأصل:
بنا حفة الملائكة الكراما
[6] عن الأغاني و بالأصل: و فيها غدا نطوي.
[7] في الأغاني لاقيت.
[8] من الديوان ص 116 و بالأصل: «يقعد».
[9] بالأصل: «سنيا كمثل الخائف المترهب»
و أثبتنا عجزه عن الديوان.
الفتوح،ج6،ص:181
يسير بنصر الله من بيت ربه على سؤدة منه و أمر مسبب
يسير إلى أعدائه بلوائه فيفاهم قتلى بحران مغضب
و لما روى أن ابن خولة غائب [1] صرفنا إليه قولنا لم نكذب
و قلنا هو المهدي و العالم الذي يعيش به من عدله كل مجدب
فإن قلت لا فالحق [2] قولك و الذي أمرت فحتم غير ما متعصّب
فأشهد ربي أن قولك حجة على الخلق طرا من مطيع و مذنب
فإن ولي الأمر و العالم الذي تطلع نفسي نحوه بتطرب [3]
له غيبة لا بد من أن يغيبها [4] فصلى عليه الله من متغيب
ألا أيها اللاحى علينا دع الجفا فما أنت فيما قلته بمصوّب [5]
أتلحى أمين الله بعد أمينه و صاحب حوض شربه غير مشرب
له من لجين صير الدهر كله و من كوثر المعروف عينا بمنقب
و بطحاؤه مسك و در حصاؤه و مطهر ما بين اللجين و مذهب [6]
متى ما يرد مولاه يسقى و من يرد عدو له ممن برى الله يضرب
فتب توبة من ضيم آل محمد إلى الله تنجو من عظيم التحوب].
__________________________________________________
[1] بالأصل: «غائبا».
[2] عن الديوان و بالأصل: «و الحق».
[3] عجزه بالأصل:
«به تطلع نفسي دونه تتقرب»
و ما أثبت عن الديوان.
[4] بالأصل: «أن يستعينها» و ما أثبت عن ديوانه.
[5] من هنا الأبيات من قصيدة أخرى، انظر ديوان السيد الحميري ص 119.
[6] البيت في الديوان:
و حافاته در و مسك ترابه و قد حاز ماء من لجين مذهب
كتاب : شرح الأخبار
نويسنده : القاضي النعمان المغربي
جلد : 3 - 294
وفات : 363
[ سلوني قبل أن تفقدوني ]
[ 1200 ] صالح بن أبي الأسود ( 6 ) ، قال : سمعت جعفر بن محمد عليه
السلام يقول : سلوني قبل أن تفقدوني فإنه لا يحدثكم أحد بعدي مثلي
حتى يقوم صاحبكم .
وكذلك استترت الأئمة من بعد للتقية ، فلم يقم أحد منهم بظاهر علم ، ولا
أظهره حتى قام المهدي ( 1 ) .
والى أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام نسبت الجعفرية ، وهي قرية
من قرى الشيعة ( 2 ) كانوا قبل ذلك يقولون بإمامة محمد بن الحنفية ثم اختلفوا ،
فتفرقوا فرقا كثيرة بعد ذلك ، وحسبت هذه القرية على أن الامام في زمانه محمد
بن الحنفية ، ثم جعفر بن محمد من بعده ، وفي ذلك يقول السيد الحميري - وكان
منهم - شعرا :
تجعفرت باسم الله والله أكبر * وأيقنت أن الله يعفو ويغفر
في شعر طويل ( 3 ) .
وقال يعتذر إلى جعفر بن محمد صلوات الله عليه :
أيا راكبا نحو المدينة جسرة * همرجانة نطوي بها كل سبسب ( 1 )
إذا ما هداك الله عاينت جعفرا * فقل لولي الله وابن المهذب
ألا يا ولي الله وابن نبيه ( 2 ) * أتوب إلى الرحمان ثم تأوبي
إليك من الذنب الذي كنت مطنبا * أجاهد فيه دائبا كل معتب ( 3 )
وما كان قولي في ابن خولة مبطنا * معاندة مني لنسل المطيب
ولكن روينا عن وصي محمد ( 4 ) * ولم يك فيما قال بالمكذب
بأن ولي الأمر يفقد لا يرى * سنينا كفقد الخائف المترقب
ويقسم أموال الفقيد كأنما * تغيبه بين الصفيح المنصب ( 5 )
فان قلت لا فالحق قولك والذي * تقف فحتم غير ما متعصب
فان ولي الأمر والقائم الذي * تطلع نفسي نحوه يتطرب
له غيبة لا بد أن يستغيبها * فصلى عليه الله من متغيب