بسم الله الرحمن الرحیم
رسالة فى لقاء اللّه تعالى (هشت رساله عربی)، صفحه: 66-79
فان قلت: ان ما استفيد مما تقدم فى معنى التوحيد أحد لا بتأويل عدد، كما صرح به الامير عليه السّلام فى كلامه المذكور آنفا و قد قال سيد الساجدين و زين العابدين على بن الحسين عليه السّلام فى الدعاء الثامن و العشرين من الصحيفة السجادية و هو كان من دعائه عليه السّلام متفزعا الى اللّه عز و جل: «لك يا الهى وحدانية العد، و ملكة القدرة الصمد، و فضيلة الحول و القوة، و درجة العلو و الرفقة، و من سواك مرحوم فى عمره، مغلوب على أمره، مقهور على شأنه، مختلف الحالات، منتقل فى الصفات، فتعاليت عن الاشباه و الاضداد و تكبرت عن الامثال و الانداد، فسبحانك لا اله الا أنت».
فكيف التوفيق بين قوله عليه السّلام: لك يا الهى وحدانية العدد، و بين ما مر من أن اللّه تعالى منزه عن الوحدة العددية؟
قلت: قد أفاد العالم المحق صدر الدين المعروف بالسيد على خان رضوان اللّه عليه فى شرحه ما أتلوه عليك أولا ثم أذكر ما عندى، قال رحمه اللّه تعالى:
تقديم المسند لافادة قصر المسند اليه، أى لك وحدانية العدد لا تتخطاك الى غيرك و وحدانية الشىء كونه واحدا لان ياء النسب ان الحقت آخر الاسم و بعدها هاء التأنيث أفادت معنى المصدر كلالوهية و الربوبية و لالف و النون مزيدتان للمبالغة.
و العدد قيل: هو كثرة الاحاد و هى صورة تنطبع فى نفس العاد من تكرار الاحاد، و على هذا فالواحد ليس عددا، و قيل: هو ما يقع جوابا لكم فيكون الواحد عددا.
و قد اختلف أقوال الاصحاب فى معنى قوله عليه السّلام: لك يا الهى وحدانية العدد، لمنافاتها ظاهرا وجوب تنزيهه تعالى عن الوحدة العددية نقلا و عقلا.
أما النقل فمستفيض من أخبارهم عليهم السّلام و منه قول أمير المؤمنين عليه السّلام فى خطبة له:
الواحد بلا تأويل عدد، و قوله فى خطبة أخرى: واحد لا بعدد و دائم بأمد.
و منه ما رواه رئيس المحدثين فى كتاب التوحيد أن أعرابيا قام يوم الجمل الى امير المؤمنين عليه السّلام فقال يا امير المؤمنين أتقول ان اللّه واحد؟ فحمل الناس عليه و قالوا:
يا أعرابى أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسيم القلب؟ فقال أمير المؤمنين عليه السّلام: دعوه فان الذى يريده الاعرابى هو الذى نريده من القوم ثم قال: يا أعرابى ان القول بأن اللّه تعالى واحد على أربعة أقسام فوجهان منها لا يجوزان
على اللّه عز و جل، و وجهان يثبتان فيه:
فأما اللذان لا يجوزان عليه فقول القائل واحد يقصد به باب الاعداد فهذا ما لا يجوز لان ما لا ثانى له لا يدخل فى باب الاعداد، أما ترى أنه كفر من قال ثالث ثلاثة؟.
و قول القائل هو واحد من الناس يريد به النوع من الجنس فهذا ما لا يجوز عليه لانه تشبيه و جل ربنا عن ذلك و تعالى.
و أما الوجهان اللذان يثبتان فيه فقول القائل هو واحد ليس له فى الاشياء شبه كذلك ربنا، و قول القائل: انه عز و جل أحدى المعنى يعنى به انه لا ينقسم فى وجود و لا عقل و لا وهم كذلك ربنا عز و جل.
و أما العقل فلان الوحدة العددية انما تتقوم بتكررها الكثرة العددية و يصح بحسبها أن يقال ان المتصف بها أحد أعداد الوجود أو أحد آحاد الموجودات و عز جنابه سبحانه أن يكون كذلك، بل الوحدة العددية و الكثرة العددية التى هى فى مقابلتها جميعا من صنع وحدته المحضة الحقيقية التى هى نفس ذاته القيومة و هى وحدة حقة صرفة وجوبية قائمة بالذات لا مقابل لها و من لوازمها نفى الكثرة كما أشار اليه امير المؤمنين صلوات اللّه و سلامه عليه فى الحديث المذكور آنفا أنه أحدى المعنى لا ينقسم فى وجود و لا عقل و لا وهم.
اذا عرفت ذلك ظهر لك أن قوله عليه السّلام: لك يا الهى وحدانية العدد، ليس مرادا به الوحدة العددية بل لا بد له من معنى آخر يصح تخصيصه به تعالى و قصره عليه كما يقتضيه تقديم المسند على المسند اليه.
فقال بعضهم: المراد به نفى الوحدة العددية عنه تعالى لا اثباتها له، و هو غير ظاهر.
و قيل: معناه ان لك من جنس العدد صفة لوحدة و هو كونك واحدا لا شريك لك و لا ثانى لك فى الربوبية.
و قيل: معناه اذا عدت الموجودات كنت أنت المتفرد بالوحدانية من بينها.
و قيل: أريد به أن لك وحدانية بالخلق و الايجاد لها فان الوحدة العددية من صنعه و فيض وجوده وجوده و لا يخفى أنه بمعزل عن المقام.
و قال بعضهم: أراد بوحدانية العدد جهة وحدة الكثرات واحدية جمعها لا اثبات الوحدة العددية له تعالى.
و قيل: معناه انه لا كثرة فيك أى لا جزء لك و لا صفة لك يزيدان على ذلك و هو أنسب المعانى المذكورة بالمقام، و توضيح المراد أن قوله عليه السّلام لك يا الهى وحدانية العدد يفسره قوله عليه السّلام: و من سواك مختلف الحالات منتقل فى الصفات فانه عليه السّلام قابل كل
فقرة من الفقرات الاربع المتضمنة للصفات التى قصرها عليه سبحانه بفقرة متضمنة لخلافها فمن سواه على الطريق اللف و النشر الذى يسميه أرباب البديع معكوس الترتيب و هو أن يذكر متعدد تفصيلا ثم تذكر أشياء على عدد ذلك كل واحد يرجع الى واحد من المتقدم من غير تعيين ثقة بأن السامع يرد كل واحد الى ما يليق به و يكون الاول من النشر للاخر من اللف و الثانى لما قبله و هكذا على الترتيب كعبارة الدعاء فان قوله عليه السّلام: مختلف الحالات منتقل فى الصفات راجع الى قوله: لك يا الهى وحدانية العدد، و قوله:
مقهور على شأنه راجع الى قوله: و ملكة القدرة الصمد، و قوله: مغلوب على أمره راجع الى قوله: و فضيلة الحول و القوة، قوله: مرحوم فى عمره راجع الى قوله: درجة العلو و الرفعة.
[ما المراد من وحدانية العدد له تعالى]
اذا علمت ظهر لك ان المراد بوحدانية العدد له تعالى معنى يخالف معنى اختلاف الحالات و التنقل فى الصفات لغيره سبحانه فيكون المقصود اثبات وحدانية ما تعدد من صفاته و تكثر من جهاته و أن عددها و كثرتها فى الاعتبارات و المفهومات لا يقتضى اختلافا فى الجهات و الحيثيات و لا تركيبا من الاجزاء بل جميع نعوته و صفاته المتعددة موجودة بوجود ذاته، و حيثية ذاته بعينها حيثية علمه و قدرته و سائر صفاته الا - يجابية فلا تعدد و لا تكثر فيها أصلا بل هى وحدانية العدد موجودة بوجود واحد بسيط من كل وجه اذ كل منها عين ذاته فلو تعددت لزم كون الذات الواحدة ذواتا تعالى اللّه عن ذلك علوا كبيرا.
و هذا معنى قولهم واجب الوجود بالذات واجب الوجود من جميع الجهات فجميع صفاته الايجابية عين ذاته من غير لزوم تكثر.
فان قلت: كيف تكون صفاته عين ذاته و مفهوم الصفة غير مفهوم الذات؟ و أيضا فان مفهوم كل صفة غير مفهوم صفة اخرى فكيف تتحد بالذات؟.
قلت: قد تكون المفهومات المتعددة موجودة بوجود واحد فالصفات بحسب المفهوم و ان كانت غير الذات و بعضها يغاير بعضها الا أنها بحسب الوجود ليست أمرا وراء الذات أعنى أن ذاته الاحدية تعالى شأنه هى بعينها صفاته الذاتية بمعنى أن ذاته بذاته وجود و علم و قدرة و حياة و سمع و بصر، و هى أيضا موجود عالم قادر حى سميع بصير يترتب عليها آثار جميع الكمالات و يكون هو من حيث ذاته مبدء لها من غير افتقار
الى معان اخر قائمة به تسمى صفاتا تكون مصدرا للاثار لمنافاته الوحدة و لغناء الذاتيين و الاختصاص بالقدم فذاته صفاته و صفاته ذاته لا زائدة عليها كصفات غيره من - المخلوقين. فان العلم مثلا فى غيره سبحانه صفة زائدة على ذاته مغايرة للسمع فيه و فيه نفسه تعالى و هو بعينه سمعه و قس على ذلك سائر الصفات الثبوتية.
فتبين أن المراد بقصر وحدانية العدد عليه تعالى هذا المعنى المخالف لصفات من سواه و حالاته فانها كيفيات نفسانية انفعالية و حالات متغايرة و معان مختلفة له اذ كان يسمع بغير ما يبصر، و يبصر بغير ما يسمع الى غير ذلك من صفاته المتعددة المتكثرة التى توجب اختلاف الحالات و التنقل فى الصفات و بالجملة فمعنى قصر وحدانية العدد عليه سبحانه نفى التعدد و التكثر و الاختلاف عن الذات و الصفات على الاطلاق، و هذا المعنى مقصور عليه تعالى لا يتجاوزه الى غيره. و اللّه أعلم بمقاصد أوليائه، و فى المقام كلام طويل طويناه على عزه. انتهى كلامه رفع مقامه.
أقول: أولا ان حديث الاعرابى يوم الجمل قد نقله العلامة الشيخ بهاء الدين قدس سره أيضا فى أوائل المجلد الثالث من الكشكول (ص ٢٥٨ من طبع نجم الدولة) من كتاب أعلام الدين تأليف أبى محمد الحسن بن أبى الحسن ديلمى، عن مقداد بن شريح البرهانى، عن أبيه قال: قام رجل يوم الجمل الى على عليه السّلام - الخ.
و ثانيا الحكم فى اصول العقائد و المعيار فيها هو العقل فحسب فما حكم به العقل الناصع فهو المتبع فاذا ورد أمر من أهل بيت الوحى و خزنة أسرار اللّه فان كان مما يدركه العقل، و الافان عجز عن ادراكه فاما كان العجز من حيث انه كلام عال سام لا تبلغه العقول بلا تلطيف سر و تدقيق فكر و نور علم فلا بد من الورود فيها من أبوابها، أو من حيث ان ظاهره ينافى حكم صريح العقل فلا بد من التأمل فيه حق التأمل لان اللام حيئذ ليس محمولا على ظاهره قطعا و ذلك للعلم القطعى بأن ما صدر عن أولياء اللّه تعالى لا سيما عن حججه و وسائط فيضه ليس ما ينافى حكم العقل واقعا بل منطقهم عقل ليس الا.
فما يحرى على الفاحض مغزا كلامهم، و المستفيد من مأدبة مرامهم أن يسأل اللّه فهم ما أفاضوه، و نيل ما أفادوه، فقد روى ثقة الاسلام الكلينى فى باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب من كتاب الحجة من اصول الكافى
باسناده عن جابر قال: قال أبو جعفر عليه السّلام قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله: ان حديث آل محمد صعب مستصعب لا يؤمن به الا ملك مقرب أو نبى مرسل أو عبد امتحن اللّه قلبه للايمان، فما ورد عليكم من حديث آل محمد صلى اللّه عليه و اله فلانت له قلوبكم و عرفتموه فاقبلوه، و ما اشمأزت منه قلوبكم و أنكرتموه فردوه الى اللّه و الى الرسول و الى العالم من آل محمد صلى اللّه عليه و اله و انما الهالك أن يحدث أحدكم بشىء منه لا يحتمله فيقول: و اللّه ما كان هذا، و اللّه ما كان هذا و الانكار هو الكفر (٣٣٠ ج ١ من الكافى المشكول)
و قريب منه ما قد أتى به السيد الرضى عن أمير المؤمنين على عليه السّلام فى الخطبة ١٨٧ من النهج أولها: فمن الايمان ما يكون ثابتا مستقرا فى القلوب.
فنقول: العقل حاكم على أنه تعالى ليس بواحد عددى أى شخصى لان ما لا ثانى له لا يدخل فى باب الاعداد و الوحدة العددية معروضها هويات آحاد عالم الامكان، على أنه قد تحقق فى محله أن العدد لا يعرض المفارق العقلى لا بالذات و لا بالعرض و هو عارض للنفوس بواسطة البدن، بل اللّه تعالى واحد بالوحدة الحقة التى هى حق الوحدة اذ لا ماهية له سوى الوجود البحت البسيط و الوجود هو الوحدة القائمة بذاتها و الوحدة هى الوجود.
فاعلم أن الوحدة هى ما يقال به لشىء ما واحد، و العدد هو الكمية المتألفة من - الوحدات، كما فى صدر المقالة السابعة من اصول اقليدس، فالوحدة ليست بعدد لان العدد ما فيه انفصال لانه كم و الكم يقبل الانقسام و الوحدة لا تقبله، و من جعلها عددا أراد بالعدد ما يدخل تحت العد، كما قال العلامة الخواجة الطوسى فى الصدر المذكور: «و قد يقال لكل ما يقع فى مراتب العد عدد فيقع اسم العدد على الواحد أيضا بهذا الاعتبار» فالنزاع لفظى، و قد يحد العدد بأنه نصف مجموع حاشيته كالاربعة مثلا حاشيتاها ثلاثة و خمسة و هى نصف مجموعها، فيخرج الواحد منه أيضا.
و الوحدة مبدء العدد المتقوم بها فالحق كما صرح به العلامة الشيخ البهائى فى خلاصة الحساب أن الواحد ليس بعدد و ان تألفت منه الاعداد كما أن الجوهر الفرد عند مثبتيه ليس بجسم و ان تألفت منه الاجسام، مثلا أن العشرة متقومة بالواحد عشر مرات و ليست متقومة بخمسة و خمسة و لا بستة و أربعة و لا بسبعة و ثلاثة و لا بثمانية و
اثنين لان تركبها من الخمستين ليس بأولى من تركبها من الستة و الاربعة و غيرها من أنواع الاعداد التى تحتها و لهذا قال الفيلسوف المقدم ارسطاطاليس - كما فى الخامس من ثالثة الهيات الشفاء: لا تحسبن أن ستة ثلاثة و ثلاثة بل هو ستة مرة واحدة.
و قال الشيخ فى الفصل المذكور: وحد كل واحد من الاعداد ان أردت التحقيق هو أن يقال انه عدد من اجتماع واحد واحد و واحد و تذكر الا حاد كلها و ذالك لانه لا يخلو اما أن يحدد العدد من غير أن يشار الى تركيبه مما ركب منه بل بخاصية من خواصه فذلك يكون رسم ذلك العدد لاحده من جوهره، و اما أن يشار الى تركيبه مما ركب منه، فان اشير الى تركيبه من عددين دون الاخر مثلا أن يجعل للعشرة من تركيب خمسة و خمسة لم يكن ذلك أولى من تركيب ستة مع أربعة و ليس تعلق هويتها بأحدهما أولى من الاخر و هو بما هو عشرة ماهية واحدة و محال أن تكون ماهية واحدة و ما يدل على ماهية من حيث هى واحدة حدود مختلفة فاذا كان كذلك فحده ليس بهذا و لا بذاك بل بما قلنا و يكون اذا كان ذلك فقد كان له التراكيب من خمسة و خمسة و من ستة و أربعة و من ثلاثة و سبعة لازما لذلك و تابعا فيكون هذه رسوما له.
فنقول: كما أن الوحدة مبدء العدد و ليست منه و تتألف منه الاعداد بكثرتها و لم تجد فى مراتبها المختلفة بعد الفحص و التفتيش غير الوحدة و قد علمت أن مفاهيم الاعداد تتحقق بتكرر المفهوم الوحدة لا غير كذلك الوحدة الحقة التى هى حق الوحدة مبدء للحقائق و بتكرر تجلياته تتحقق الحقائق بلا تكثر فى المتجلى، و كأن ما فى زبور آل محمد صلى اللّه عليه و اله من أن له تعالى وحدانية العدد يشير الى هذا السر المكنون و قد سلك أهل السر هذا المسلك الاقوم و الطريق الاوسط.
فقال السيد المحقق الداماد قدس اللّه روحه معناه: أن الوحدة العددية ظل لوحدة الحقة الصرفة القيومة، و قال مولانا محسن الفيض قدس سره: وحدانية العدد أى جهة وحدة الكثرات و أحدية جمعها لان العددية منتفية عنه سبحانه تعالى البتة و انما الثابت له معنى الوحدة ليس الا الوحدة الحقيقة كما ثبت فى محله عقلا و نقلا.
و قال صدر المتألهين قدس سره فى الشواهد الربوبية: و من اللطائف أن العدد مع غاية تباينه عن الوحدة و كون كل مرتبة منه حقيقة برأسها موصوفة بخواص و لوازم لا توجدان فى غيرها اذا فتشت فى حالة و حال مراتبه المختلفة لم تجد فيها غير الواحدة.
و قال الحكيم المتأله السبزوارى رضوان اللّه عليه فى الحاشية: فكل عدد من الاعداد التى من النسب الاربع فيه التباين مع الاخر ليس أجزاؤه الا الواحد فالاثنان واحد و واحد، و الثلاثة واحد و واحد و واحد و هكذا فالواحد رسم بتكراره الاعداد المتباينة و لو فى غاية التباين، و تكرار الشىء ليس الا ظهوره ثانيا و ثالثا بالغا ما بلغ، و ظهورات الشىء ليست مكثرة له فاذا ظهر زيد فى البيت مرة بعد اولى و كرة غب اخرى لم يتعدد تعددا شخصيا أو نوعيا، و هذا الواحد لا بشرط صار باللحاظات الكثيرة أعدادا متباينة لها أحكام و آثار متخالفة مما هى مشروحة فى علم الحساب و علم الاعداد و غيرهما فمفهوم الواحد فى مفاهيم الاعداد كحقيقة الوجود بالنسبة الى أنحاء الوجودات و لعل هذا معنى قول سيد الساجدين على بن الحسين عليه السّلام: يا الهى لك وحدانية العدد، أى لك وحدانية آيتها الوحدانية التى هى راسمة الاعداد و علة قوامها و عادها و مفنيها، انتهى.
و قد نقلنا بيان هؤلاء العظام من تعليقة الحكيم المتأله البارع الاخوند الهيدجى على الفريدة الثالثة من المقصد الاول من غرر الفرائد للمتأله السبزوارى قدس سرهما.
و أنت تعلم أن كلامهم مبنى على ذلك السر المشار اليه و قد بسط القول فيه غير واحد أجلة المتالهين منهم محيى الدين فى الفص الا دريسى من كتاب فصوص الحكم، و منهم المولى صدرا فى الفصل الرابع من المرحلة الخامسة من السفر الاول من الاسفار الاربعة و منهم المولى محسن الفيض فى عين اليقين.
و نأتى بكلام الاولين تتميما للفائدة و تكميلا لها. قال أوسطهم: فصل فى بعض الاحكام الوحدة و الكثرة، ان الوحدة ليست بعدد و ان تألف منها لان العدد كم يقبل الانقسام و الوحدة لا يقبله و من جعل الوحدة من العدد أراد بالعدد ما يدخل فى تحت العد فلا نزاع معه لانه راجع الى اللفظ بل هى مبدء للعدد لان العدد لا يمكن تقومه الا بالواحدة لا بما دون ذلك العدد من الاعداد فان العشرة لو تقويت بغير الوحدات لزم الترجيح
من غير مرجح فان تقومها بخمسة و خمسة ليس أولى من تقومها بستة و أربعة، و لا من تقومها بسبعة و ثلاثة و التقوم بالجميع غير ممكن و الالزم تكرر أجزاء المهية المستلزم لاستغناء الشىء عما هو ذاتى له لان كلا منها كان فى تقومها فيستغنى به عما عداه، و ان أخذ تقويمها باعتبار القدر المشترك بين جميعها لا باعتبار الخصوصيات كان اعترافا بما هو المقصود اذ القدر المشترك بينها هو الوحدات.
و من الشواهد انه يمكن تصور كل عدد بكنهه مع الغفلة عما دونه من الاعدادفلا يكون شىء منها داخلا فى حقيقته فالمقوم لكل مرتبة من العدد ليس الا الوحدة المتكررة فاذا انضم الى الوحدة مثلها حصلت الاثنينية و هى نوع من العدد و اذا انضم اليها مثلاها حصلت الثلاثة و هكذا يحصل أنواع لا تتناهى بتزايد واحد واحد لا الى نهاية اذا التزايد لا ينتهى الى حد لا يزاد عليه فلا ينتهى الانواع الى نوع لا يكون فوقه نوع آخر.
و أما كون مراتب العدد متخالفة الحقائق كما هو عند الجمهور فلاختلافها باللوازم و الاوصاف من الصمم و المنطقية و التشارك و التباين و العادية و المعدودية و التجذير و المالية و التكعب و أشباهها، و اختلاف اللوازم يدل على اختلاف الملزومات.
و هذا مما يؤيد ما ذهبنا اليه فى باب الوجود من أن الاختلاف بين حقائقها انما نشأ من نفس وقوع كل حقيقة فى مرتبة من المراتب فكما أن مجرد كون العدد واقعا فى مرتبة بعد الاثنينية هو نفس حقيقة الثلاثة اذ يلزمها خواص لا توجد فى غيره من المراتب قبلها أو بعدها فكذلك مجرد كون الوجود واقعا فى مرتبة من مراتب الاكوان يلزمه معان لا توجد فى غير الوجود الواقع فى تلك المرتبة فالوحدة لا بشرط فى مثالنا بازاء الوجود المطلق، و الوحدة المحضة المتقدمة على جميع المراتب العددية بازاء الوجود الواجبى الذى هو مبدأ كل وجود بلا واسطة و مع واسطة أيضا، و المحمولات الخاصة المنتزعة من نفس كل مرتبة من العدد بازاء الماهيات المتحدة مع كل مرتبة من الوجود.
و كما أن الاختلاف بين الاعداد بنفس ما به الاتفاق فكذلك التفاوت بين الوجودات بنفس هو ياتها المتوافقة فى سنخ الموجودية.
و على ما قررنا يمكن القول بالتخالف النوعى بين الاعداد نظرا الى التخالف الواقع بين المعانى المنتزعة عن نفس ذواتها
بذواتها و هى التى بازاء المتخالفة الماهيات المنتزعة عن نفس الوجودات.
و يمكن القول بعدم تخالفها النوعى نظرا الى أن التفاوت بين ذواتها ليس الا بمجرد القلة و الكثرة فى الوحدات و مجرد التفاوت بحسب قلة الاجزاء و كثرتها فى شىء لا يوجب الاختلاف النوعى فى أفراد ذالك الشىء، و أما كون اختلاف اللوازم دليلا على اختلاف الملزومات فالحق دلالته على القدر المشترك بين التخالف بحسب القوة و الضعف و الكمال و النقص. انتهى كلامه رفع مقامه.
و أما ما أفاده فى المقام أولهم فى الفص الادريسى، فلما كان كشف دقائقة على طالبيه مبتنيا على زيادة ايضاح فالحرى بنا أن نأتى به مع شرح كاشف معضلات كتابه فصوص الحكم داود بن محمود القيصرى مشيرا الى المتن بحرف الميم و الى الشرح بالشين، كما يلى:
(م) فاختلطت الامور و ظهرت الاعداد فى المراتب المعلومة.
(ش) أى فاختلطت الامور و اشتبهت بالتكثر الواقع فيها على المحجوب الغير المنفتح عين بصيرته و ان كانت ظاهرة راجعة الى الواحد الحقيقى عند من رفعت الاستار عن عينه و انكشف الحق اليه بعينه، و الاختلاط بالتجليات المختلفة صار سببا لوجود الكثرة كما ظهرت الاعداد بظهور الواحد فى المراتب المعلومة، و لما كان ظهور الواحد فى المراتب المتعددة مثالا تاما لظهور و الحق فى مظاهره جعل هذا الكلام توطئة و شرع فى تقرير العدد و ظهور الواحد فيه ليستدل المحجوب به على الكثرة الواقعة فى الوجود المطلق مع عدم خروجه عن كونه واحدا حقيقيا و قال:
(م) فأوجد الواحد العدد و فصل العدد الواحد.
(ش) أى أوجد الواحد بتكرر العدد اذ لو لم يتكرر الواحد لم يكن حصول العدد، و فصل العدد مراتب الواحد مثل الاثنين و الثلاثة و الاربعة و غير ذلك الى ما لا يتناهى لان كل مرتبة من مراتب الاحاد و العشرات و المآت و الالوف ليس غير الواحد المتجلى بها لان الاثنين مثلا ليس الا واحدا و واحدا اجتمعا بالهيئة الوحدانية فحصل منها الاثنان فمادته هو الواحد المتكرر و صورته أيضا واحدة فليس فيه شىء سوى الواحد المتكرر فهو مرتبة من مراتبه و كذلك البواقى، فايجاد الواحد بتكراره العدد مثال لايجاد الحق الخلق بظهوره فى الصورة الكونية، و تفصيل العدد مراتب الواحد مثال لاظهار الاعيان أحكام الاسماء
الالهية و الصفات الربانية و الارتباط بين الواحد و العدد مثال للارتباط بين الحق و الخلق و كون الواحد نصف الاثنين و ثلث الثلاثة و ربع الاربعة و غير ذلك مثال للنسب اللازمة التى هى الصفات للحق.
(م) و ما ظهر حكم العدد الا بالمعدود فالمعدود منه عدم و منه وجود، فقد يعدم الشىء من حيث الحس و هو موجود من حيث العقل.
(ش) أى العدد لكونه كما منفصلا و عرضا غير قائم بنفسه لا بدّ أن يقع فى معدود ما سواء كان ذلك المعدود موجودا فى الحس أو معدوما فيه موجودا فى العقل و ظهور العدد بالمعدود مثال لظهور الاعيان الثابتة فى العلم بالموجودات و هى بعضها حسية و بعضها غيبية كما أن بعض المعدود فى الحس و بعضه فى العقل.
(م) فلا بد من عدد و معدود و لا بد من واحد ينشىء ذلك فينشأ بسببه.
(ش) أى اذا كان لا يظهر حكم العدد الا بالمعدود، و لا يتبين مراتب الواحد الا بالعدد فلا بد من عدد و معدود، و لما كان العدد ينشأ بتكرار الواحد فلا بد من واحد ينشىء ذلك العدد فينشأ، أى يظهر الواحد فى مراتبه و مقاماته المختلفة بسبب ظهور العدد فالسبب هنا السبب القابلى، و لا بد من واحد ينشىء العدد فينشأ العدد بسبب ذلك الواحد فالسبب السبب الفاعلى و الاول أنسب.
(م) فان كان كل مرتبة من العدد حقيقة واحدة كالتسعة مثلا و العشرة الى أدنى و أكثر الى غير نهاية ما هى مجموع و لا ينفك عنها اسم جمع الاحاد فان الاثنين حقيقة واحدة و الثلاثة حقيقة واحدة بالغا ما بلغت هذه المراتب.
(ش) و فى بعض النسخ فان لكل مرتبة من العدد حقيقة و الظاهر أنه تصرف ممن لا يعرف معناه و مقصوده رضى اللّه عنه أن كان كل مرتبة حقيقة واحدة أى ان عبرنا فى كل مرتبة ما به يمتاز العدد المعين فيها من غيرها و هو ما به الاثنان اثنان و الثلاثة ثلاثة مثلا فما هى مجموع الاحاد فقط بل ينضم اليها أمر آخر يميزها و لا ينفك عنها اسم جمع الاحاد لانه كالجنس لها فلا بد منها فان الاثنين حقيقة واحدة ممتازة من الثلاثة و هى أيضا كذلك حقيقة واحدة متميزة عن الاخرى الى ما لا نهاية له، فقوله: ما هى مجموع جواب الشرط و الجملة الاسمية اذا وقعت جواب الشرط يجوز حذف الفاء منه عند الكوفيين كقول الشاعر: من يفعل الحسنات اللّه يجزيها، و ان لم تعتبر الامور المتميزة بعضها
الالهية و الصفات الربانية و الارتباط بين الواحد و العدد مثال للارتباط بين الحق و الخلق و كون الواحد نصف الاثنين و ثلث الثلاثة و ربع الاربعة و غير ذلك مثال للنسب اللازمة التى هى الصفات للحق.
(م) و ما ظهر حكم العدد الا بالمعدود فالمعدود منه عدم و منه وجود، فقد يعدم الشىء من حيث الحس و هو موجود من حيث العقل.
(ش) أى العدد لكونه كما منفصلا و عرضا غير قائم بنفسه لا بدّ أن يقع فى معدود ما سواء كان ذلك المعدود موجودا فى الحس أو معدوما فيه موجودا فى العقل و ظهور العدد بالمعدود مثال لظهور الاعيان الثابتة فى العلم بالموجودات و هى بعضها حسية و بعضها غيبية كما أن بعض المعدود فى الحس و بعضه فى العقل.
(م) فلا بد من عدد و معدود و لا بد من واحد ينشىء ذلك فينشأ بسببه.
(ش) أى اذا كان لا يظهر حكم العدد الا بالمعدود، و لا يتبين مراتب الواحد الا بالعدد فلا بد من عدد و معدود، و لما كان العدد ينشأ بتكرار الواحد فلا بد من واحد ينشىء ذلك العدد فينشأ، أى يظهر الواحد فى مراتبه و مقاماته المختلفة بسبب ظهور العدد فالسبب هنا السبب القابلى، و لا بد من واحد ينشىء العدد فينشأ العدد بسبب ذلك الواحد فالسبب السبب الفاعلى و الاول أنسب.
(م) فان كان كل مرتبة من العدد حقيقة واحدة كالتسعة مثلا و العشرة الى أدنى و أكثر الى غير نهاية ما هى مجموع و لا ينفك عنها اسم جمع الاحاد فان الاثنين حقيقة واحدة و الثلاثة حقيقة واحدة بالغا ما بلغت هذه المراتب.
(ش) و فى بعض النسخ فان لكل مرتبة من العدد حقيقة و الظاهر أنه تصرف ممن لا يعرف معناه و مقصوده رضى اللّه عنه أن كان كل مرتبة حقيقة واحدة أى ان عبرنا فى كل مرتبة ما به يمتاز العدد المعين فيها من غيرها و هو ما به الاثنان اثنان و الثلاثة ثلاثة مثلا فما هى مجموع الاحاد فقط بل ينضم اليها أمر آخر يميزها و لا ينفك عنها اسم جمع الاحاد لانه كالجنس لها فلا بد منها فان الاثنين حقيقة واحدة ممتازة من الثلاثة و هى أيضا كذلك حقيقة واحدة متميزة عن الاخرى الى ما لا نهاية له، فقوله: ما هى مجموع جواب الشرط و الجملة الاسمية اذا وقعت جواب الشرط يجوز حذف الفاء منه عند الكوفيين كقول الشاعر: من يفعل الحسنات اللّه يجزيها، و ان لم تعتبر الامور المتميزة بعضها عن بعضها و تأخذ القدر المشترك بين
الكل الذى هو جمع الاحاد و تعتبره لا يبقى الامتياز بين كل منها كما نعتبر الجنس الذى بين النوعين كالانسان و الفرس فيحكم عليهما بأنهما حيوان فكذلك يحكم فى الاثنين و الثلاثة و الاربعة بأنها مجموع من الاحاد مع قطع النظر عما به يمتاز بعضه عن البعض الاخر و هو المراد بقوله:
(م) و ان كانت واحدة فما عين واحدة منهن عين ما بقى.
(ش) و هذا الشق يدل على ما ذهبنا اليه من أن الاصح فان كان كل مرتبة من العدد حقيقة أى و ان كانت المراتب كلها واحدة من تلك المراتب كلها واحدة فى كونها جمع الاحاد أو مجموعها فليس عين مرتبة واحدة من تلك المراتب عين ما بقى منها لان كل مرتبة منها حقيقة برأسها موصوفة بخواص لا توجد فى غيرها، و يجوز أن يكون ما بمعنى الذى أى و ان كانت المراتب كلها واحدة بحسب رجوعها الى حقيقة واحدة هى جمع الاحاد فالذى عين واحدة من مراتب الاثنين و الثلاثة و غير ذلك عين ما بقى فى كونه عبارة عن جمع الاحاد و هذا أنسب بقوله:
(م) فالجمع يأخذها فيقول بها منها و يحكم بها عليها.
(ش) أى اذا كان لا ينفك عنها اسم جمع الاحاد الذى هو كالجنس لتلك المراتب يأخذها و يجمعها و يتناولها و يصدق عليها صدق الجنس على أنواعه فنقول بتلك المراتب من تلك الحقيقة الجامعة اياها و يحكم بها عليها أى الجامع بين المراتب يحكم عليها بما يعطيه من الاحكام كما يحكم الحق على الاعيان بما يعطيه من الاحوال.
(م) و قد ظهر فى هذا القول عشرون مرتبة فقد دخلها التركيب.
(ش) أى حصل فى هذا القول و هو أن كان كل مرتبة حقيقة عشرون مرتبة أولها مرتبة الواحد المنشىء للعدد، ثم مرتبة الاثنين الى التسعة فصار تسعة ثم مرتبة العشرة و العشرين الى تسعين و هى تسعة اخرى فصار ثمانية عشر، ثم مرتبة المأة و الالف و على الباقى يدخل التركيب و ضمير دخلها يرجع الى المراتب العشرين.
(م) فما تنفك ثبت عين ما هو منفى عندك لذاته.
(ش) أى لا تزال ثبت فى كل مرتبة من المراتب عين ما تنفيه فى مرتبة اخرى كما ذكر من أن الواحد ليس من العدد باتفاق جمهور أهل الحساب مع أنه عين العدد اذا هو الذى بتكرره توجد الاعداد فيلزمه فى كل مرتبة من مراتب العدد لوازم و خصوصيات متعددة و كذلك نقول لكل مرتبة أنها جمع الاحاد و نثبت أنها ليست غير مجموع الاحاد مع أنه منفى عندك بأنها ليست
مجموع الاحاد فقط.
(م) و من عرف ما قررناه فى الاعداد و أن نفيها عين ثبتها علم أن الحق المنزه هو الخلق المشبه و ان كان قد تميز الخلق من الخالق فالامر الخالق المخلوق و الامر المخلوق الخالق.
(ش) أى و من عرف أن العدد بل هو عبارة عن ظهور الواحد فى مراتب متعددة و ليس من العدد بل هو مقومه و مظهره و لعدد أيضا فى الحقيقة ليس غيره، ان نفى العددية من الواحد عين اثباتها له لان الاعداد ليست الا عين مجموع الاحاد مادة و صورة علم أن الحق المنزه عن نقائص الامكان بل عن كمالات الاكوان هو بعينه الخلق المشبه، و ان كان قد تميز الخلق بامكانه من الخالق فالامر الخالق أى الشىء الذى هو الخالق هو المخلوق بعينه، لكن فى مرتبة اخرى غير المرتبة الخالقية، و الامر المخلوق هو الخالق بعينه لكن باعتبار ظهور الحق فيه.
و اعلم أن الاثنين مثلا ليس عبارة الا عن ظهور الواحد مرتين مع الجمع بينهما، و الظاهر فرادى و مجموعا فيه ليس الا الواحد فما به الاثنان اثنان و تغاير الواحد ليس الا أمر متوهم لا حقيقة له كذلك شأن الحق فانه هو الذى يظهر بصور البسائط ثم بصور المركبات فيظن المحجوب أنها مغايرة بحقائقها و ما يعلم أنها امور متوهمة و لا موجود الا هو.
(م) كل ذلك من عين واحدة لا بل هو العين الواحدة و هو العيون الكثيرة.
(ش) أى كل ذلك الوجود الخلقى صادر من الذات الواحدة الالهية ثم أضرب عنه لانه مشعر بالمغايرة فقال: بل ذلك الوجود الخلقى هو عين تلك العين الواحدة الظاهرة فى مراتب متعددة و ذلك العين الواحدة التى هى الوجود المطلق هى العيون الكثيرة باعتبار المظاهر المتكثرة، كما قال:
(م) سبحان من أظهر ناسوته سـر سـنـا لاهوته الثاقب
ثـم بـدا فـى خـلـقـه ظـاهـرا فى صورة الاكل و الشاب
فانظر ماذا ترى.
(ش) أى انظر أيها السالك طريق الحق ماذا ترى من الواحدة و الكثرة جمعا و فرادى؟ فان كنت ترى الوحدة فقط فأنت مع الحق وحده لارتفاع الاثنينية، و ان كنت ترى الوحدة فقط فأنت مع الخلق وحده، و ان كنت ترى الوحدة فى الكثرة محتجبة و الكثرة فى الوحدة مستهلكة فقد جمعت بين الكمالين و فزت بمقام الحسنيين. هذا آخر ما أفاد هذا الفحل العارف المتأله فى المقام.
فبما قدمنا ظهر لك سر كلام ولى اللّه الاعظم زين العابدين و سيد الساجدين على بن الحسين عليه
السّلام: لك يا الهى وحدانية العدد، و كلام هؤلاء الاكبر سيما الاخير منهم تفصيل ذلك الكلام الموجز المفاض من صقع الملكوت و قد عرفه جده قدوة المتألهين و امام العارفين و برهان السالكين على امير المؤمنين عليه السّلام بقوله: «انا لامراء الكلام؛ و فينا تنشبت عروقه و علينا تهدلت غصونه» (المختار ٢٣١ من خطب النهج)، و بقوله: «هم عيش العلم و موت الجهل الخ» (المختار ٢٣٧ من خطب النهج) فراجع الى شرحنا عليهما فى المجلدين الاول و الثانى من تكملة مهناج البراعة.
و حيث انجر البحث الى التوحيد و ساقنا لقاء اللّه اليه فلنشر الى نبذة مما أودع فى سورة التوحيد أعنى سورة الاخلاص كى يستقر التوحيد على ما شاهده أهله فى قلوب مستعدية، و يتضح معنى اللقاء المبحوث عنه أتم ايضاح لمبتغيه على أن هذه السورة نسبته تبارك و تعالى و وصفه، و الحبيب يشتاق ذكر حبيبه و يلتذ بوصفه كما يجب الخلوة معه، و الانس به، و آثاره من رسوله و كتابه و أوليائه.
ففى آخر الباب الحادى و العشرين من ارشاد القلوب للديلمى قدس سره فى الذكر و المحافظة عليه: قال الصادق عليه السّلام ان النبى صلى اللّه عليه و اله صلى على سعد بن معاذ و قال: لقد وافى من الملائكة للصلاة عليه تسعون ألف ملك و فيهم جبرئيل يصلون عليه فقلت: يا جبرئيل بما استحق صلاتكم؟ قال: يقر أقل هو اللّه أحد قائما و قاعدا و راكبا و ماشيا و ذاهبا و جائيا.
و قد انعقد الشيخ أبو جعفر الصدوق رضوان اللّه عليه بابا فى كتاب التوحيد فى تفسير سورة قل هو اللّه أحد و أتى من أئمة الدين بأحاديث قيمة فليراجع الطالب اليه و الى شرح المقتبس من مشكاة الولاية القاضى السعيد القمى أعلى اللّه درجاته على ذلك الكتاب، و لكنا انما نكتفى بنقل بعضها.
و بما أفاده العارف المتأله الميرزا محمد رضا القمشئى قدس سره فى تعليقته على شرح الفصوص للقيصرى.
و الحكيم البارع المولى صدر اقدس سره فى شرح اصول الكافى فى تفسير سورة الاخلاص لان نقل جميع تلك الاحاديث ينجر الى الاطالة لكونها صعبا مستصعبا جدا لا بد من تفسيرها و كشف معضلاتها.
شرح فارسی الأسفار الأربعة (حسنزاده)، جلد: ۳، صفحه: ۱۵۷،
فأما قال القمشئى رضوان اللّه عليه فى تعليقته على الفصل الاول من مقدمات القيصرى على شرح الفصوص فى الاشارة الى بند مما فى سورة التوحيد فهو ما يلى:
فقد ظهر أنّ المفروض مستحيل من غير أن نستعين فى بيانه باستحالة ذهاب السلسلة الغير المتناهية مراد از مفروض در صورتى كه مستقيم معنا كنيم؛ يعنى «ما فرضته علة تامّة» محال است كه علت تامه باشد، و متفرع بر آن تحقق ممكن محال است، زيرا سدّ جميع انحاى عدم نكرده است. من غير أن نستعين في بيانه باستحالة ذهاب السلسلة الغير المتناهية من العلل و المعلولات، لأنّها استحالۀ تسلسل ممّا لميحن حينه بعد بعداً خواهد آمد كه تسلسل باطل است لذا ما نقداً مطلب را پياده و ثابت كرديم و احاله به نسيه نمىكنيم بل من جهة أنّ ما فرضناه علّة مخصّصة لم يكن إيّاها همان طور كه در المفروض، مستحيل معنا كرديم اينجا تصريح كرد به اينكه با فرض علت مخصّصه، علت مخصّصه نشد پس مفروض، مستحيل است و علت، علت نشد فكان الشيء غير نفسه مراد از شىء همان علت است؛ يعنى علت، علت نشد و شىء غير خودش شد.
اين مطلب را تنظير به رسيدن همۀ كثرات به واحد مىكنند. پس همان گونه كه كثرات بايد به واحد منتهى شوند ممكنات نيز بايد به حق سبحان منتهى شود. و در كلام حضرت سيد الساجدين كه فرمود: «لك يا الهي وحدانيّة العدد» گفتند: اگر حق سبحان واحد عددى نيست پس چگونه حضرت چنين فرمود؟ در پاسخ اين پرسش گفتند: اين جمله در اصل چنين بود: «لك يا إلهي وحدانية مثل وحدانية العدد» پس «وحدانية العدد» مفعول مطلق يا صفت «وحدانية» محذوف است كه مبتدا مىباشد، نه اينكه حق سبحانه واحد عددى باشد، چون در اين صورت، وجود صمدى و غير متناهى نخواهد بود «هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظّٰاهِرُ وَ الْبٰاطِنُ». پس همان گونه كه همۀ كثرات به وحدت منتهى مىشوند و همۀ اعداد به وحدانيت و وحدت بر مىگردند، همۀ ممكنات نيز به تو برمىگردند و قائم به تو بوده و تو اصل همه هستى.
جلسه 15 توحید صدوق-11/ 7/ 1397
جلسه 16 توحید صدوق-18/ 7/ 1397
جلسه 17 توحید صدوق- 22/ 8/ 1397
حاشیه بر نهایة الحکمة، ص ٢٣۵
لک وحدانیة العدد
در جمله شریفه صحیفه مبارکه «الهی لک وحدانیة العدد » نفرمود: الهی انت واحد بالعدد بلکه در جای دیگر فرمود: «واحد لا بالعدد» بلکه حتی نفرمود: لک وحدانیة الاعداد و یا لک وحدانیة عددیة پس آیا مراد آن است که بعضی فرمودهاند که یک خود با تکرار خود، عدد میسازد و اعداد درعینحالی که جز «یک» چیزی نیستند، غیر از او هستند؟ که البته این یک تمثیل میشود که جهت مبعّد دارد و آن، عدم موضوعیّت تکرّر در ممثّل است و از محدودۀ توصیف حقیقیِ عبد مخلَص در مقام دعاء خارج میشود،و یا اینکه بگوییم: مراد آن است که حقیقت و جنس عدد،منظور است که خودِ واحد عددی و کذا سائر اعداد و مصادیق آنها، همه و همه در تحت آن به حساب میآیند، و حاصل آنکه شاید مراد،همان جمله امیرالمؤمنین علیهالسلام باشد که «کل مسمی بالوحدة غیره قلیل» فافهم فتأمل*.-
«لقد کفر الذین قالوا ان الله ثالث ثلاثة» بل هو تبارک و تعالی رابع ثلاثة «و هو معکم اینما کنتم» و هذا عین تنزیعه عن المحدودیة و لذا لا یصیر معک اثنان و لا یحصل من کونه رابع ثلاثة، اربعةٌ بل هو تبارک و تعالی خامس اربعة و هو ظهور هذا الاسم الشریف فافهم.-
ولی در آیه شریفه در ردّ ثالث ثلاثة، ظهور الله و وحدت اوست [سبحانه] «و ما من اله الا اله واحد» «لا تقولوا ثلاثة انتهوا خیراً لکم انما الله اله واحد»[و لو در جای دیگر بعد از الهکم فرمود: لا اله الا هو فافهم]
٢-انارة
به حکم سیاق در جمله مبارکه فوق که «لک» در جمله دوم و بعد، توصیفی نیست بلکه «لک» مِلکی است میتوان معنی کرد که وحدانیّت عدد، از آن توست پس مملوک تو چگونه به خود تو برگردد لا یجری علیه ما احدثه کما ورد**
٣-(به وجهی و به وجهی ١) وجه دیگر آنکه هر عدد،نوع خاص است و وحدت مخصوص به خود دارد (و مراد از عدد، در این فرض، غیر واحد است) و وحدات در او منطوی هستند به نحو کثرت در وحدت و مراد، توصیف تمثیلی است نه تمثیل توصیفی و بنا بر این، معنا چنین میشود که درعینحالی که ذات واحد بسیط من جمیع الجهات داری، مستجمع جمیع صفات کمالیّه ای.
١-دعای ٢٨ صحیفه مبارکه در تعلیم انقطاع عن غیر الله الی الله است و لذا سیاق، به حکمت عملیه اقرب است تا حکمت نظریه و معنی، ملجأیّت او و وحدت ملجأیّت اوست یعنی از حیث مددرسانی، تو تنها هستی و بدلی برای تو متصوّر نیست «لک وحدانیة العدد و صمدیة القدرة و احاطة العلم» و بنا بر این از باب اضافه صفت به موصوف میشود بلکه از باب اضافه مصدر به فاعل میشود یعنی یا الهی انت واحد عددک فی الامداد و الملجأیة و یا حتی در وجوب وجود و ذات او وصفات مطلقه او. و شاید مؤید آن، ارداف این جملات به «و من سواک مرحوم فی عمره الخ» و میشود خواند: وجدانیة العُدَد یا لک وحدانیة المدد ١۴١۶
*گاهی جنس واحد، حیوان است برای انواعش و گاهی جنس واحد، تعدد است برای اعداد و آن، واحد است همانگونه که حرکت در تغیّر ثبات دارد پس وحدت این جنس تعدد، مقارن وصف قلّت نیست و وجه تأمل آنکه اوّلاً این باز به تمثیل برگشت نه توصیف و ثانیاً اینکه وحدت تعدّد در قبال غیر او از اجناس دیگر است، نه در قبال مصادیق و انواع او پس مقارن قلّت است و با حیوان فرقی نمیکند فلیتأمل
و جان کلام آن است که توصیف حقیقی فقط نصیب مخلَصین است و ما را یارای فهم توصیفات آنها نه، و بهترین وجوه همان است که با اشاره به ترتیب مشخص شده است.
**تطبیق الجملتین المختلفین المذکورین علی الفیض الاقدس و المقدس
اللهم انت اصل الوصف الجمیل و التعداد الکثیر خطبه الاشباح ٨٩