بسم الله الرحمن الرحیم

معنی اختیار القرائة

فهرست مباحث علوم قرآنی
نافع بن عبد الرحمن المدني القراء السبعة(000 - 169 هـ = 000 - 785 م)

كان نافع يقرئ الناس بجميع القراءات-أأحرم من نفسي ثواب القرآن؟-إذا جاء من يطلب حرفي أقرأته به
قول نافع ما اجتمع عليه اثنان منهم فأخذته وما شذ فيه واحد فتركته حتى ألفت هذه القراءة
التمهيد في علوم القرآن-فالارجح ان عاصما هو الذى قرأ بالضم فيما اقرأه على حفص‏
متفردات حفص
المهر-الصداق-تعیین الحرف-لقنها الجائز
شواهد کلام قرطبی در تعدد اختیار برای هر قاری
شواهد کلام علامه طباطبائي قده در تعدد مصحف برای هر صحابی مقری



المبسوط في القراءات العشر (ص: 83)
المؤلف: أحمد بن الحسين بن مِهْران النيسابورىّ، أبو بكر (المتوفى: 381هـ)
ذكر إسناد خلف
وهو أبو محمد خلف بن هشام بن طال بن غراب الزار أخذ القراءة على سليم بن عيسى عن حمزة الزيات وعلى غيره [ .... ]. وكان عالماً بوجوه القراءات، واختلاف الروايات، فاختار اختياراً حسنا غير خارج من الأثر.
وحدثونا عن إدريس قال: سمعت سلمة بن عاصم صاحب الفراء، وهو أستاذ أبي العباس ثعلب، يقول: كتبت الحروف من غير [ ... ] ما اعتمدت إلا ما حدثني به خلف بن هشام لأنه درى كيف أخذ وكيف أدى.




تفسير القرطبي (1/ 46)
(فصل) [قول كثير من العلماء أن القراءات السبع التي تنسب لهؤلاء القراء السبعة، ليست هي الأحرف السبعة]
قال كثير من علمائنا كالداودي وابن أبي صفرة وغيرهما: هذه القراءات السبع التي تنسب لهؤلاء القراء السبعة، ليست هي الأحرف السبعة التي اتسعت الصحابة في القراءة بها، وإنما هي راجعة إلى حرف واحد من تلك السبعة، وهو الذي جمع عليه عثمان المصحف، ذكره ابن النحاس وغيره.
وهذه القراءات المشهورة هي اختيارات أولئك الأئمة القراء، وذلك أن كل واحد منهم اختار فيما روى وعلم وجهه من القراءات ما هو الأحسن عنده والأولى، فالتزمه طريقة ورواه وأقرأ به واشتهر عنه، وعرف به ونسب إليه، فقيل: حرف نافع، وحرف ابن كثير، ولم يمنع واحد منهم اختیار الآخر ولا أنكره بل سوغه وجوزه، وكل واحد من هؤلاء السبعة روى عنه اختیاران أو أكثر، وكل صحيح. وقد أجمع المسلمون في هذه الأعصار على الاعتماد على ما صح عن هؤلاء الأئمة مما رووه وراؤه من القراءات وكتبوا



النشر في القراءات العشر (1/ 43)
وقال الإمام شيخ الإسلام أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي بعد أن ذكر الشبهة التي من أجلها وقع بعض العوام الأغبياء في أن أحرف هؤلاء الأئمة السبعة هي المشار إليها بقوله: - صلى الله عليه وسلم -: أنزل القرآن على سبعة أحرف، وأن الناس إنما ثمنوا القراءات وعشروها وزادوا على عدد السبعة الذين اقتصر عليهم ابن مجاهد لأجل هذه الشبهة، ثم قال: وإني لم أقتف أثرهم تثمينا في التصنيف، أو تعشيرا، أو تفريدا إلا لإزالة ما ذكرته من الشبهة، وليعلم أن ليس المراعى في الأحرف السبعة المنزلة عددا من الرجال دون آخرين ولا الأزمنة ولا الأمكنة، وأنه لو اجتمع عدد لا يحصى من الأمة فاختار كل واحد منهم حروفا بخلاف صاحبه وجرد طريقا في القراءة على حدة في أي مكان كان وفي أي أوان أراد بعد الأئمة الماضين في ذلك بعد أن كان ذلك المختار بما اختاره من الحروف بشرط الاختيار، لما كان بذلك خارجا عن الأحرف السبعة المنزلة، بل فيها متسع إلى يوم القيامة.


البرهان في علوم القرآن (1/ 226)
المؤلف: أبو عبد الله بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي (المتوفى: 794هـ)
وقال بعض المتأخرين الأشبه بظواهر الأحاديث أن المراد بهذه الأحرف اللغات وهو أن يقرأ كل قوم من العرب بلغتهم وما جرت عليه عادتهم من الإظهار والإدغام والإمالة والتفخيم والإشمام والهمز والتليين والمد وغير ذلك من وجوه اللغات إلى سبعة أوجه منها في الكلمة الواحدة فإن الحرف هو الطرف والوجه كما قال تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف} أي على وجه واحد وهو أن يعبده في السراء دون الضراء وهذه الوجوه هي القراءات السبع التي قرأها القراء السبعة فإنها كلها صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي جمع عليه عثمان المصحف
وهذه القراءات السبع اختيارات أولئك القراء فإن كل واحد اختار فيما روى وعلم وجهه من القراءة ما هو الأحسن عنده والأولى ولزم طريقة منها ورواها وقرأ بها واشتهرت عنه ونسبت إليه فقيل حرف نافع وحرف ابن كثير ولم يمنع واحد منهم حرف الآخر ولا أنكره بل سوغه وحسنه وكل واحد من هؤلاء السبعة روي عنه اختياران وأكثر وكل صحيح
وقد أجمع المسلمون في هذه الأعصار على الاعتماد على ما صح عنهم وكان الإنزال على الأحرف السبعة توسعة من الله ورحمة على الأمة إذ لو كلف كل فريق منهم ترك لغته والعدول عن عادة نشئوا عليها من الإمالة والهمز والتليين والمد وغيره لشق عليهم
ويشهد لذلك ما رواه الترمذي عن أبي بن كعب أنه لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل فقال: "يا جبريل إني بعثت إلى أمة أميين منهم العجوز والشيخ الكبير والغلام والجارية والرجل الذي لم يقرأ كتابا قط فقال يا محمد إن القرآن أنزل على سبعة أحرف" وقال حسن صحيح



قراءة الإمام نافع عند المغاربة (1/ 398)
د. عبد الهادي حميتو
ولقد فوجئ به أحد تلامذته من المصريين يأخذ بهذا المنهج حينما رحل إليه، قال معلى بن دحية:
"سافرت بكتاب الليث(3)إلى نافع لأقرأ عليه، فوجدته يقرئ الناس بجميع القراءات، فقلت له: يا أبا رؤيم ما هذا؟ فقال لي: سبحان الله، أأحرم ثواب القرآن؟ أنا أقرئ الناس بجميع القراءات، حتى إذا كان من يريد حرفي أقرأته به"(4).
ومعنى هذا أنه كان يترك القارئ يقرأ عليه بما اعتاده من الوجوه تيسيرا عليه، فتكون قراءته عليه بذلك رواية على سبيل الإقرار، لا على سبيل الاختيار، وبذلك تختلف الروايات عنه باختلاف العارضين.
__________
(3) - هو الليث بن سعد الفهمي سيأتي في أصحاب نافع.
(4) - نقله الونشريسي في المعيار 12/105 عن الإمام أبي عمرو الداني، ومثله في معرفة القراء 1/132-133.



تاريخ بغداد ت بشار (2/ 608)
587 - محمد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن بن الحسين بن محمد بن سليمان بن داود بن عبيد الله بن مقسم أبو بكر المقرئ العطار ...
ومما طعن عليه به، أنه عمد إلى حروف من القرآن فخالف الإجماع فيها، وقرأها، وأقرأها على وجوه، ذكر أنها تجوز في اللغة والعربية، وشاع ذلك عنه أهل العلم فأنكروه عليه، وارتفع الأمر إلى السلطان، فأحضره، واستتابه بحضرة القراء والفقهاء، فأذعن بالتوبة، وكتب محضر بتوبته، وأثبت جماعة من حضر ذلك المجلس خطوطهم فيه بالشهادة عليه، وقيل: إنه لم ينزع عن تلك الحروف، وكان يقرئ بها إلى حين وفاته.
وقد ذكر حاله أبو طاهر بن أبي هاشم المقرئ صاحب أبي بكر بن مجاهد في كتابه الذي سماه كتاب البيان، فقال: فيما أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ، قال: أخبرنا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم، قال: وقد نبغ نابغ في عصرنا هذا، فزعم أن كل ما صح عنده وجه في العربية لحرف من القرآن يوافق خط المصحف فقراءته جائزة في الصلاة وغيرها، فابتدع بقيله ذلك بدعة ضل بها عن قصد السبيل، وأورط نفسه في مزلة عظمت بها جنايته على الإسلام وأهله، وحاول إلحاق كتاب الله من الباطل ما لا يأتيه من بين يديه ولا من خلفه، إذ جعل لأهل الإلحاد في دين الله بسيئ رأيه طريقا إلى مغالطة أهل الحق، بتخير القراءات من جهة البحث، والاستخراج بالأراء دون الاعتصام والتمسك بالأثر المفترض.
وقد كان أبو بكر شيخنا، نضر الله وجهه، نشله من بدعته المضلة باستتابته منها، وأشهد عليه الحكام والشهود المقبولين عند الحكام، بتركه ما أوقع نفسه فيه من الضلالة بعد أن سئل البرهان على صحة ما ذهب إليه فلم يأت بطائل، ولم يكن له حجة قوية ولا ضعيفة، واستوهب أبو بكر رضي الله تعالى عنه تأديبه من السلطان عند توبته، وإظهاره الإقلاع عن بدعته، ثم عاود في وقتنا هذا إلى ما كان ابتدعه واستغوى من أصاغر المسلمين ممن هو في الغفلة والغباوة دونه، ظنا منه أن ذلك يكون للناس دينا، وأن يجعلوه فيما ابتدعه إماما، ولن يعدو ما ضل به مجلسه، لأن الله قد أعلمنا أنه حافظ كتابه من لفظ الزائغين، وشبهات الملحدين بقوله: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}.
ثم ذكر أبو طاهر كلاما كثيرا وقال بعده: وقد دخلت عليه شبهة لا تخيل بطولها وفسادها على ذي لب وفطنة صحيحة، وذلك أنه قال: لما كان لخلف ابن هشام، وأبي عبيد، وابن سعدان، أن يختاروا، وكان ذلك لهم مباحا غير منكر، كان ذلك لي أيضا مباحا غير مستنكر.
فلو كان حذا حذوهم فيما اختاروه، وسلك طريقا كطريقهم، كان ذلك مباحا له ولغيره غير مستنكر، وذلك أن خلفا ترك حروفا من حروف حمزة، واختار أن يقرأ على مذهب نافع، وأما أبو عبيد وابن سعدان فلم يتجاوز واحد منهما قراءة أئمة القراءة بالأمصار، ولو كان هذا الغافل نحا نحوهم كان مسوغا لذلك غير ممنوع منه، ولا معيب عليه، بل إنما كان النكير عليه شذوذه عما عليه الأئمة الذين هم الحجة فيما جاءوا به مجتمعين ومختلفين.
وذكر أبو طاهر كلاما كثيرا نقلنا منه هذا المقدار، ومن آثر الوقوف عليه فليعمد للنظر في أول كتاب البيان فإنه مستقصى هناك.
حدثني أبو بكر أحمد بن محمد المستملي الغزال، قال: سمعت أبا أحمد الفرضي غير مرة يقول: رأيت في المنام كأني في المسجد الجامع أصلي مع الناس، وكان محمد بن الحسن بن مقسم قد ولي ظهره القبلة وهو يصلي مستدبرها، فأولت ذلك مخالفته الأئمة فيما اختاره لنفسه من القراءات.
قلت: ذكرت هذه الحكاية لأبي يعلى بن السراج المقرئ، فقال: وأنا سمعتها من أبي أحمد الفرضي.



سير أعلام النبلاء ط الرسالة (15/ 272)
121 - ابن مجاهد أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس *
قال ابن أبي هاشم: قال رجل لابن مجاهد: لم لا تختار لنفسك حرفا؟ قال: نحن إلى أن تعمل أنفسنا في حفظ ما مضى عليه أئمتنا، أحوج منا إلى اختيار (3) .


معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار (ص: 153)
وقال عبد الواحد بن أبي هاشم: سأل رجل ابن مجاهد، لم لا يختار الشيخ لنفسه حرفا يحمل عنه؟ فقال: نحن أحوج إلى أن نعمل أنفسنا في حفظ ما مضى عليه أئمتنا، أحوج منا إلى اختيار حرف يقرأ به من بعدنا.




المحكم في نقط المصاحف (ص: 21)
ومن الدلالة على كراهة ذلك والمنع منه سوى ما قدمناه من الأخبار عن ابن مسعود والحسن وغيرهما ما حدثناه خلف بن إبراهيم بن محمد قال نا احمد بن محمد قال نا علي بن عبد العزيز قال نا القاسم بن سلام قال نا هشيم عن ابي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس انه قرأ {عباد الرحمن} قال سعيد فقلت لابن عباس إن في مصحفي عند الرحمن فقال امحها واكتبها عباد الرحمن ألا ترى ابن عباس رحمه الله قد آمر سعيد بن جبير بمحو إحدى القراءتين وإثبات الثانية مع علمه بصحة القراءتين في ذلك وأنهما منزلتان من عند الله تعالى وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بهما جميعا وأقرأ بهما أصحابه غير أن التي أمره بإثباتها منهما كانت اختياره إما لكثرة القارئين بها من الصحابة وإما لشيء صح عنده عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أمر شاهده من عليه الصحابة
فلو كان جمع القراءات وإثبات الروايات والوجوه واللغات في مصحف واحد جائزا لامر ابن عباس سعيدا بإثباتهما معا في مصحفه بنقطة يجعلها فوق الحرف الذي بعد العين وضمه امام الدال دون ألف مرسومة بينهما إذ قد تسقط من الرسم في نحو ذلك كثيرا لخفتها وتترك النقطة التي فوق ذلك الحرف والفتحة التي على الدال فتجتمع بذلك القراءتان في الكلمة المتقدمة ولم يأمره بتغيير إحداهما ومحوها وإثبات الثانية خاصة فبان بذلك صحة ما قلناه وما ذهب إليه العلماء من كراهة ذلك لأجل التخليط على القارئين والتغيير للمرسوم






جمال القراء وكمال الإقراء (ص: 522)
علي بن محمد بن عبد الصمد الهمداني المصري الشافعي، أبو الحسن، علم الدين السخاوي (المتوفى: 643هـ)
وإذا اجتمع للحرف قوته في العربية، وموافقة المصحف.
واجتماع العامة عليه، فهو المختار عند أكثرهم.
وإذا قالوا: قراءة العامة، فإنما يريدون: ما اتفق عليه أهل المدينة، وأهل الكوفة، فهو عندهم سبب قوي يوجب الاختيار، وربما اختاروا ما اجتمع عليه أهل الحرمين وسموه أيضاً بالعامة.




جمال القراء وكمال الإقراء (ص: 329)
قال الأصمعي: سمعت نافعًاً يقرأ: (يَقُصُّ الْحَقَّ) فقلت له: إن أبا عمرو يقرأ: (يَقْضِي الْحَقَّ) ، وقال: القضاء مع الفصل، فقال نافع:
وي يا أهل العراق! تقيسون في القرآن!!.
قلت: معنى قول أبي عمرو: القضاء مع الفصل: أي أني اخترت هذه القراءة لهذا، ولم يرد ردَّ القراءة الأخرى، ومعنى قول نافع: تقيسون في القرآن، لم يرد به أن قراءهم أخذوها بالقياس وإنما يريد أنهم اختاروا ذلك كذلك، والقراءتان ثابتتان عندهما.
قال ابن أبي هاشم: قال: يريد أنا لم نأخذ القراءة على قياس




المبسوط في القراءات العشر (ص: 46)
المؤلف: أحمد بن الحسين بن مِهْران النيسابورىّ، أبو بكر (المتوفى: 381هـ)
هذه الرواية ببغداد وبالكوفة أعني رواية يحيى فما وجدتها عند أحد إلا رواية ولم أجدها قراءة، وقالوا لي قد صح وثبت أن بعض القرآن، قال وأخبرني أنه قرأ القرآن على محمد بن غالب أحد بل سمع منه الكتاب، فهذه رواية لا قراءة، ولو جاز أن يؤخذ بها لجاز أن يؤخذ بجميع القراءات المروية عن الأئمة، لأنها اتصلت رواية وإن لم تتصل قراءة. وعلى ذاك فإني قرأت بها مع ضعفها، وسيأتي ذكرها بعد إن شاء الله تعالى.







النشر في القراءات العشر (1/ 51)
وبهذا افترق اختلاف القراء من اختلاف الفقهاء، فإن اختلاف القراء كل حق وصواب نزل من عند الله وهو كلامه لا شك فيه واختلاف الفقهاء اختلاف اجتهادي والحق في نفس الأمر فيه واحد، فكل مذهب بالنسبة إلى الآخر صواب يحتمل الخطأ، وكل قراءة بالنسبة إلى الأخرى حق وصواب في نفس الأمر نقطع بذلك ونؤمن به،

نعتقد أن معنى إضافة كل حرف من حروف الاختلاف إلى من أضيف إليه من الصحابة وغيرهم، إنما هو من حيث إنه كان أضبط له وأكثر قراءة وإقراء به، وملازمة له، وميلا إليه، لا غير ذلك.

وكذلك إضافة الحروف والقراءات إلى أئمة القراءة ورواتهم المراد بها أن ذلك القارئ وذلك الإمام اختار القراءة بذلك الوجه من اللغة حسبما قرأ به، فآثره على غيره، وداوم عليه ولزمه حتى اشتهر وعرف به، وقصد فيه، وأخذ عنه ; فلذلك أضيف إليه دون غيره من القراء، وهذه الإضافة إضافة اختيار ودوام ولزوم لا إضافة اختراع ورأي واجتهاد.





التمهيد في علوم القرآن ج‏2 249 حفص و قراءتنا الحاضرة ..... ص : 245
و هل خالف حفص شيخه عاصما فى شى‏ء من قراءته؟.
قال ابن الجزرى: و ذكر حفص انه لم يخالف عاصما فى شى‏ء من قراءته الا فى حرف الروم (س 30 آ 54): اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ... قرأه بالضم و قرأه عاصم بالفتح‏ .
قال ابو محمد مكى: قرأ ابو بكر و حمزة بفتح الضاد فى الثلاثة .
و قد ذكر عن حفص انه رواه عن عاصم و اختار هو الضم لرواية ابن عمر،
قال: قرأت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله «من ضعف» بالفتح،
قال: فرد على النبى صلّى اللّه عليه و آله «من ضعف» بالضم فى الثلاثة.
قال مكى: و روى عن حفص انه قال: ما خالفت عاصما فى شى‏ء مما قرأت به عليه الا فى ضم هذه الثلاث كلمات‏ .
لكن الصحيح ان هذه النسبة غير ثابتة، و من ثم لم يبت مكى فى اسناد ذلك الى حفص، و انما ذكره عن ترديد و شك بلفظة المجهول:
«ذكر عن حفص». «روى عن حفص». كانه لم تثبت عنده صحة ذلك قطعيا. و هذا هو الذى نرجحه نحن، نظرا لان وثوق مثل حفص، بابن عمر الهائم فى مذاهبه، لم يكن بمرتبة توجب ترجيحه على الوثوق بشيخه الضابط الامين، اذ كانت قراءة عاصم ترتفع الى مثل على عليه السلام فى سلسلة اسناد ذهبى رفيع، و قد اتقنه عاصم اتقانا، فاودعه ربيبه و ثقته حفصا. الامر الذى لا ينبغى الارتياب فيه لمجرد رواية رواها رجل غير موثوق به اطلاقا.
اذ كيف يخفى مثل هذا الامر- فى قراءة آية قرآنية- على سائر الصحابة الكبار الامناء، و يبديه النبى صلّى اللّه عليه و آله لابن عمر اختصاصا به؟! و هل يعقل ان يترك حفص قراءة ضمن شيخه الثقة انها قراءة على عليه السلام فى جميع حروفها كاملة أخذها عن شيخه السلمى فى اخلاص و امانة، لمجرد رواية لم تثبت صحتها؟! و اذ كنا نعرف مبلغ تدقيق الكوفيين و لا سيما فى عصر التابعين، و مدى ولائهم لآل البيت عليهم السلام و اتهامهم لامثال ابن عمر المتفكك الشخصية، نقطع بكذب الاسناد المذكور و ان حفصا لم يخالف شيخه عاصما فى شى‏ء من حروفه اطلاقا، كما لم يخالف عاصم شيخه السلمى فى شى‏ء من قراءته، لان السلمى لم يخالف عليا امير المؤمنين عليه السلام. هذا هو الصحيح عندنا.
فالارجح ان عاصما هو الذى قرأ بالضم فيما اقرأه على حفص.
************************
تنبیه:
در مصحف کنونی ضعف به روایت حفص از عاصم همان فتحة است، کما اینکه در متن تمهید هم آمده: و قد ذكر عن حفص انه رواه عن عاصم و اختار هو الضم لرواية ابن عمر، و حفص اصلا با عاصم مخالفت به معنای رد و ترک مطلق قرائت عاصم نکرده، بلکه اختیار خود او ضمه است، و لذا در مصحف کنونی ضم نیست، اما صاحب تمهید به مصحف کنونی ما ضم را نسبت دادند، یعنی به عاصم ضمه را نسبت دادند و حال آنکه قرائت عاصم قتحه است در هر دو روایتش، و ضمه اختیار حفص است نه روایت او، معنای اختیار یک مصطلح نزد قراء است، و توضیح بیشتر اینجا: متفردات حفص


البته عبارت در کتاب علوم قرآنی صاحب التمهید تغییر کرده، یعنی قرائت عاصم را طبق مصحف کنونی آورده، اما نسبت را تکذیب کرده طبق متن التمهید، و حال آنکه اساس بحث بر سر تفاوت اختیار حفص از روایت اوست:


علوم قرآنى(معرفت) 241 آيا حفص مخالفتى با عاصم دارد؟ ..... ص : 241
آيا حفص مخالفتى با عاصم دارد؟
ابن جزرى مى‏گويد: «حفص گفته است: من در هيچ موردى با قرائت عاصم مخالفتى نداشتم، مگر در مورد كلمه «ضعف» كه سه بار در اين آيه تكرار شده است:
«اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً» عاصم، كلمه «ضعف» را به فتح ضاد و حفص، به ضمّ ضاد خوانده است» . ابو محمد مكى مى‏گويد: «ابو بكر و حمزه اين كلمه را در هر سه مورد به فتح ضاد خوانده‏اند و گفته شده است كه حفص نيز آن را به فتح ضاد از عاصم روايت كرده؛ ولى خود بر مبناى روايت عبد اللّه بن عمر، آن را به ضمّ ضاد خوانده است. ابن عمر گفته است كه من اين كلمه را در حضور پيامبر صلّى اللّه عليه و آله به فتح ضاد خواندم و پيامبر صلّى اللّه عليه و آله قرائت مرا تصحيح كرد و در هر سه مورد به ضمّ ضاد خواند». مكى اضافه مى‏كند كه: «از حفص روايت شده كه گفته است: من در قرائتى كه از عاصم فرا گرفتم، در هيچ مورد با وى اختلافى نداشتم و مخالفتى نكردم، مگر در مضموم خواندن اين سه كلمه» .
به نظر مى‏رسد اين نسبت كاملا ناروا است و هرگز حفص بر خلاف قرائت عاصم قرائت نكرده و چنين چيزى نگفته است و لذا مكى به صراحت آن را به حفص نسبت نداده و با لفظ مجهول‏ (گفته شده و روايت شده) اين موضوع را با شك و ترديد نقل مى‏كند. به ‏طورى كه گويى صحّت و درستى آن برايش روشن نيست. اين نكته‌‏اى است كه ما نيز آن را ترجيح مى‏دهيم؛ زيرا اعتماد شخصيّتى مانند حفص به‏ ابن عمر، كه در زندگى با سردرگمى روز مى‏گذراند و ترجيح دادن وى بر شيخ و استاد خود عاصم، كه مورد وثوق و امانت و ضبط بوده، معقول به نظر نمى‏آيد.
به خصوص كه قرائت عاصم به موجب اسناد صحيح و عالى مأخوذ از على عليه السّلام است و عاصم آن را به دست‌‏پرورده خود «حفص» كه مورد وثوق او بوده، به وديعت سپرده است اين موضوعى نيست كه به مجرد روايتى كه شخص فاقد اعتبارى نقل كرده، بتوان آن را مورد شك و ترديد قرار داد. چگونه ممكن است چنين موضوعى در مورد آيه‏اى از آيات قرآن بر ديگر صحابه بزرگ و امين پيامبر پوشيده باشد و تنها ابن عمر از آن اطلاع داشته باشد؟! آيا معقول است كه حفص، قرائت شيخ مورد وثوق خود را كه عينا قرائت على عليه السّلام است و با اخلاص و امانت تمام از سلمى اخذ كرده، كنار گذارد؛ تنها به علت روايتى كه صحّت آن ثابت نشده است به گونه ديگر قرائت كند؟! با توجه به اين كه ما به ميزان دقت كوفى‌‏ها، به‏خصوص در عصر تابعين؛ و نيز به ميزان دوستى آنان نسبت به اهل بيت عليهم السّلام آگاه بوده، ناباورى‏‌هايى كه نسبت به افرادى سست عنصر مانند ابن عمر از خود نشان مى‏دادند، به نادرستى نسبت ياد شده و عدم صحت آن يقين داريم و معتقديم كه حفص در هيچ موردى با قرائت استاد خود، عاصم اختلافى نداشته است. چنان‏كه عاصم با سلمى اختلافى نداشته، زيرا سلمى با على عليه السّلام مخالفتى نداشته است. نظرى را كه مى‏توان ترجيح داد اين است كه اين كلمه را حفص هرگز به ضم نخوانده و با شيخ خود هيچ‏گاه مخالفتى نورزيده است.








تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (19/ 34)
واختلفت قراء الأمصار في قراءة ذلك، فقرأ ذلك بعض قراء أهل مكة، وبعض أهل المدينة، وبعض أهل البصرة (تترا) بالتنوين. وكان بعض أهل مكة، وبعض أهل المدينة، وعامة قراء الكوفة يقرءونه: (تترى) بإرسال الياء على مثال (فعلى) ، والقول في ذلك أنهما قراءتان مشهورتان، ولغتان معروفتان في كلام العرب، بمعنى واحد، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب، غير أني مع ذلك أختار القراءة بغير تنوين؛ لأنه أفصح



تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (20/ 543)
واختلف القراء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قراء المدينة وبعض الكوفيين (جبلا) بكسر الجيم وتشديد اللام، وكان بعض المكيين وعامة قراء الكوفة يقرءونه (جبلا) بضم الجيم والباء وتخفيف اللام. وكان بعض قراء البصرة يقرؤه: (جبلا) بضم الجيم وتسكين الباء، وكل هذه لغات معروفات، غير أني لا أحب القراءة في ذلك إلا بإحدى القراءتين اللتين إحداهما بكسر الجيم وتشديد اللام، والأخرى: ضم الجيم والباء وتخفيف اللام، لأن ذلك هو القراءة التي عليها عامة قراء الأمصار.


تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (12/ 110)
وكل هذه القراءات متقاربات المعانى، وبأيها قرأ القارئ فهو مصيب، غير أني أختار القراءة في ذلك بقراءة من قرأه: (كأنما يصعد) ، بتشديد الصاد بغير ألف، بمعنى:"يتصعد"، لكثرة القرأة بها، (1)
__________
(1) انظر تفسير ((الصعود)) فيما سلف 7: 299 - 302.




تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (12/ 269)
ومصير أهله شيعا متفرقين غير مجتمعين، فهم لدين الله الحق مفارقون، وله مفرقون. (1) فبأي ذلك قرأ القارئ فهو للحق مصيب، غير أني أختار القراءة بالذي عليه عظم القرأة، وذلك تشديد"الراء" من"فرقوا".



تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (13/ 284)
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك، أنهما لغتان بمعنى واحد، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب الصواب في ذلك. غير أني أختار القراءة بضم الياء على لغة من قال: "ألحد"، لأنها أشهر اللغتين وأفصحهما.




تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (19/ 34)
واختلفت قراء الأمصار في قراءة ذلك، فقرأ ذلك بعض قراء أهل مكة، وبعض أهل المدينة، وبعض أهل البصرة (تترا) بالتنوين. وكان بعض أهل مكة، وبعض أهل المدينة، وعامة قراء الكوفة يقرءونه: (تترى) بإرسال الياء على مثال (فعلى) ، والقول في ذلك أنهما قراءتان مشهورتان، ولغتان معروفتان في كلام العرب، بمعنى واحد، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب، غير أني مع ذلك أختار القراءة بغير تنوين؛ لأنه أفصح اللغتين وأشهرهما.




تفسير ابن عطية = المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (1/ 70)
قال أبو علي: «حكى أبو بكر بن السراج عن بعض من اختار القراءة ب «ملك» أن الله سبحانه قد وصف نفسه بأنه مالك كل شيء بقوله (رب العالمين) فلا فائدة في قراءة من قرأ مالك لأنها تكرير» .
قال أبو علي ولا حجة في هذا، لأن



تفسير ابن كثير ت سلامة (1/ 46)
قال القرطبي: وقد سوغ كل واحد من القراء السبعة قراءة الآخر وأجازها، وإنما اختار القراءة المنسوبة إليه لأنه رآها أحسن والأولى (1) عنده. قال: وقد أجمع المسلمون في هذه الأمصار على الاعتماد على ما صح عن هؤلاء الأئمة فيما رووه ورأوه من القراءات، وكتبوا في ذلك مصنفات واستمر الإجماع على الصواب وحصل ما وعد الله به من حفظ الكتاب (2) .




حاشيه الشهاب علي تفسير البيضاوي =عنايه القاضي وكفاية الراضي (6/ 121)
فتكون بهذا الاعتبار زاكية أبلغ وأنسب بالمقام لأنه صغير لم يبلغ عنده ولذا اختار القراءة به وان كان كل منهما متواتراً منقولاً عنه صلى الله عليه وسلم وهذا لا ينافي كون زكية أبلغ لأنها تدل على الرفع وهو أقوى من الدفع ومن لم يدر هذا قال: كان يجب على أبي عمرو القراءة بالزكية على مقتضى فرقه المذكور بينها وبين زاكية
بالألف فيكون المعنى أنه اختار الأوّل مع عدم تجويزه القراءة بالثاني انتهى.




جامع البيان في القراءات السبع (1/ 129)
109 - وأن معنى إضافة كل حرف مما أنزل الله تعالى إلى من أضيف من الصحابة كأبي وعبد الله وزيد وغيرهم من قبل أنه «1» كان أضبط له وأكثر قراءة وإقراء به وملازمة له وميلا إليه لا غير ذلك. وكذلك «2» إضافة الحروف والقراءات إلى أئمة القراءة بالأمصار، المراد بها «3» أن ذلك القارئ وذلك الإمام اختار القراءة بذلك الوجه من اللغة وآثره على غيره وداوم عليه ولزمه حتى اشتهر وعرف به وقصد فيه وأخذ عنه، فلذلك أضيف إليه دون غيره من القراء، وهذه الإضافة إضافة اختيار ودوام ولزوم لا إضافة اختراع ورأي واجتهاد.




تفسير الألوسي = روح المعاني (11/ 296)
وقرأ نافع وابن عامر وجماعة «منساته» بألف وأصله منسأته فأبدلت الهمزة ألفا بدلا غير قياسي.
وقال أبو عمرو: أنا لا أهمزها لأني لا أعرف لها اشتقاقا فإن كانت مما لا تهمز فقد احتطت وإن كانت مما تهمز فقد يجوز لي ترك الهمز فيما يهمز، ولعله بيان لوجه اختيار القراءة بدون همزة وبالهمز جاءت في قول الشاعر:




التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا (2/ 542)
الشاذة التي لا توافق المصحف العثماني مع حرية اختيار القراءة دون التزام بقراءة مصر معين، وذلك بعد بعثة عمر بن عبد العزيز سنة 99 هـ. (1)
ثم ظهر في أواخر القرن الثاني يحيى بن السلام المفسر الذي ظهر له اختيار في القراءات (2) كما سبق ذكره في ترجمته وذلك من خلال مروياته الواسعة في القراءات عن أهل البصرة والكوفة وأهل المدينة ويظهر سعة علمه في ذلك من خلال تفسيره الذي تأثر تأثرا بليغا بمحصلة صاحبه في القراءات. (3)





أثر القراءات القرآنية في الصناعة المعجمية تاج العروس نموذجا (ص: 49)
قرأ أبَو عَمْرٍو: {أَمَّنْ لا يَهَدِّي} بَفَتْحَ الهاءِ. والمعروف أن أبا عمرو يتخير قراءته وهو هنا اختار القراءة الأسهل في النطق؛ ومصدر السهولة جاء من كون الحركة فتحة وكونها مماثلة لحركة الياء قبلها. ومثل هذه القراءة وُجِدَتْ في حروف مشابهة هي:






أرشيف ملتقى أهل التفسير (ص: 0)
حقيقة وقوع الاختيار من القراء توضيحات وردود

ـ[أمين الشنقيطي]•---------------------------------•[31 Jan 2008, 09:51 ص]ـ
((حقيقة وقوع الاختيار من القراء توضيحات وردود))
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه أجمعين. أما بعد:
فهذا بحث سيجلي -إن شاء الله - مسألة (وقوع الاختيار من القراء وحقيقتها)، ويرد على شبهة كان قد طرحها الباحث الموريتاني الأستاذ الحسن ولد ماديك -حفظه الله-في ملتقى أهل التفسير، ثم أصدر فيها حكمه الجرئ بأن القراء كانوا من الجرأة بحيث قرأوا بغير مانزل، وأن اختيارات كبار القراء منهم كابن مجاهد. والداني -رحمهما الله .. وغيرهما، هي اختيارات مبكية.
ويظهر والله أعلم أن الأمر غير ذلك، وأن (الاختيار) له حجيته عند القراء،وله تعلقه الواضح بتاريخ علم القراءات، وبأدلته التاريخية الموثوقة، وبمراجعه الوافية الأصيلة، وبتأصيلات العلماء الدقيقة له في كتبهم، كمكي في الإبانة،وأبي شامة في المرشد الوجيز،وغيرهما، التي وصلوا فيها إلى الاستناد إلى الاختيارات الثابتة، الواردة عن كبار القراء كالإمام نافع بن أبي نعيم الليثي وغيره، وعن العلماء المدققين كأبي عبيد القاسم بن سلام، وأبي حاتم السجستاني، والإمام الطبري، والإمام أبي القاسم الهذلي، وغيرهم،
وهذا كله جعل عددا من الباحثين المحققين المعاصرين، يؤلف في الاختيار بحوثا مهمة، ككتاب الاختيار في القراءات منشؤه ومشروعيته وتبرئة الإمام الطبري من تهمة إنكار القراءات المتواترة، للدكتور عبد الفتاح اسماعيل شلبي، وكتاب الاختيار في القراءات القرانية وموقف الهذلي منه، للدكتور نصر سعيد وغيرهما ..
وزيادة في توضيح هذه المسألة للقراء الكرام، وإبراز حقيقتها الجلية عند القراء، سأعرض -إن شاء الله - لما أورده هذان الكتابان الجليلان من أدلة وبراهين، ونتائج مهمة فيه، ثم أكشف عن مسائل جديدة في الموضوع ظهرت لي بعد البحث والتأمل.
وليعذرني القارئ في كثير من الاختصارات، في المسميات، والإحالات، والنقول، وبإمكان من أراد متابعة ذلك مراجعة ذلك في أصول مانقلته.
(1) البحث الأول: فيه معنى الاختيار ومنشؤه:
وإليك أخي القارئ بعض ماعرضه هذا البحث القيم:
يقول عبد الفتاح شلبي: " لعل أول من ذكر معنى الاختيار، ومنشأه الإمام أبوجعفر الطبري ... جاء في كتاب المرشد الوجيز: قال الإمام أبوجعفر الطبري " الأمة أمرت بحفظ القرآن، وخيرت في قراءته وحفظه بأي تلك الأحرف السبعة شاءت .... وخيرت في قراءته بأي الأحرف السبعة شاءت فرات لعلة من العلل أوجبت عليها الثبات على حرف واحد -قراءته بحرف واحد- ورفض القراءة بالأحرف الستة الباقية،ولم تحظر قراءته بجميع حروفه على قارئه بما أذن في قراءته به". مرشد/139، شلبي 6.
ويقول أيضا "والطبري في هذا النص يشرح رأيه في أن القراءات التي يحتملها رسم المصحف العثمان رضي الله عنهي إنما هي حرف واحد من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن الكريم والأمة مخيرة بين هذه القراءات التي يشتمل عليها الحرف الواحد .. "تفسير الطبري1/ 58.
ويقول أيضا: "والإمام أبوعمر رضي الله عنه و الداني أكثر وضوحا من الطبري في شرحه معنى الاختيار ومنشأه في القراءات، إذقال في جامع البيان " وجه الاختلاف في القراءات أن رسول الله كان يعرض القرآن ... فكان جبريل يأخذ عليه في كل عرضة بوجه وقراءة من هذه الأوجه والقراءات المختلفة .. ولذلك أباح لأمته القراءة بماشاءت منه مع الإيمان بجميعها ولم يلزم أمته حفظها كلها .. بل هي مخيرة في القراءة بأي حرف شاءت منها ... كتخييرها ... بأي الكفارات شاءت ... فكذا أمروا بحفظ القرآن .. ثم خيروا في قراءته بأي الأحرف السبعة شاءوا .. إذلم يلزموا باستيعابها كلها .. جامع البيان / ... شلبي/7
ويضيف: " أن الداني قال في موضع آخر "إن معنى إضافة كل حرف مما أنزل الله .. إلى من أضيف من الصحابة كأبي .. من قبل أنه كان أضبط له وأكثر قراءة وإقراء به وملازمة له .. وكذلك إضافة الحروف والقراءات إلى أئمة القراءة بالأمصار المراد بها أن ذلك القارئ .. اختار القراءة بذلك الوجه من اللغة وآثره على غيره وداوم عليه ولزمه حتى اشتهر وعرف به وقصد فيه وأخذ عنه فلذلك أضيف إليه دون غيره من القراء وهذه الإضافة إضافة اختيار ودوام ولزوم لا إضافة اختراع ورأي واجتهاد. شلبي/7.

(يُتْبَعُ)

ثم عرض لبعض القضايا المتصلة بالاختيار:
كالقراءة سنة، وهي قضية مرتبطة لأن اختيار القراء مشروط بأن يكون مما تلقاه رسول الله .. فتبين أن أصحاب القراءات من أهل الحجاز والشام والعراق كان منهم من عزى قراءته التي اختارها إلى رجل من الصحابة قرأها على رسول الله ... /10 شلبي. تفسير القرطبي /58.
قال ابن مجاهد: " القراءة التي عليها الناس هي القراءة التي تلقوها عن أوليهم وقام بها في كل مصر رجل ممن أخذ من التابعين أجمعت الخاصة والعامة على قراءته وسلكوا فيه طريقه وتمسكوا بمذهبه. البرهان1/ 338. شلبي/11.
ثم قرر شلبي: أن الاصل في سنة القراءة ... وأن الأصل الذي يعتمد عليه أن ماصح سنده واستقام وجهه في العربية ووافق لفظه خط المصحف ... ومتى فقد واحدا فاحكم بأنها شاذة .. النشر 1/ 44
قال شلبي: "وعلى هذا فالاختيار مشروط بسنة القراءة .. فلواجتمع عدد لايحصى .. فاختار كل منهم حروفا بخلاف صاحبه وجرد طريقا في القراءة على حدة في أي مكان كان وفي أي أوان بعد الأئمة الماضيين .. بعد أن كان ذلك المختار بما اختاره من الحروف بشرط الاختيار لما كان ذلك خارجا عن الأحرف السبعة .. بل فيها متسع إلى يوم القيامة. غاية ابن الجزري1/ 361.شلبي 13
وقال شلبي: ويلخص السخاوي سنية القراءة فيقول: "واعلم أن أئمة الدين أجمعوا على قراءة السبعة حين اعتبروا قراءتهم ... إلى أن يقول: "ومما يوضح تمسك هؤلاء الأئمة بالنقل مانراه في قراءاتهم من قراءة حرف في موضع على وجه وقراءة ذلك الحرف في غير الموضع على خلاف ذلك كما قرأ نافع يحزن .. ثم ختم كلامه بقوله: "وهذا واضح في التمسك بالأثر".جمال القراء 2/ 644.شلبي 15.
وقال شلبي أيضا: "مايوضح صلة القراءات بالسند المتصل .. وأن ذلك ركن القراءة قول ابن الجزري في تعريف القراءات هي علم بكيفية اداء كلمات القرآن واختلافها بعزو الناقلة. منجد/3.
وما أخبر به الأصمعي .. أن أبا عمرو بن العلاء ... يقول لولا أنه ليس لي أن أقرا إلا بماقد قرئ لقرأت حرف كذا كذا، وحرف كذا كذا / السبعة /48.
وماجاء عن علي رضي الله عنه: " قال نزل القرآن بلسان قريش وليسوا بأصحاب نبر ولولا أن جبريل نزل بالنبر على النبي صلى الله عليه وسلم ماهمزنا وهو لغة قريش وأهل الحجاز.المفصل لابن يعيش 9/ 108.
وفي السبعة قال: حدثني ... قال قلت لأبي عمرو بن العلاء (وبركنا عليه) في موضع (وتركنا عليه) في موضع أيعرف هذا؟ فقال مايعرف إلا أن يسمع من المشايخ الأوليين.
وقال الأصمعي: سمعت نافعا يقرا (يقص الحق) فقلت له إن أباعمرو يقرأ (يقض الحق) .. وقال: القضاء مع الفصل، فقال نافع: وي ياأهل العراق تقيسون في القرآن.
ومعنى قول أبي عمرو " القضاء مع الفصل" أي إني اخترت هذه لهذا، ولم يرد رد القراءة الأخرى ..
ومعنى قول نافع: "تقيسون في القرآن" لم يرد به أن قراءتهم أخذوها بالقياس، وإنما يريد أنهم اختارو ذلك لذلك، والقراءتان ثابتتان ...
وقال ابن أبي هاشم: "يريد أنا لم نأخذ القراءة على قياس العربية إنما أخذناها بالرواية"./16.
•---------------------------------•
(2) البحث الثاني (الاختيار في القراءات القرانية وموقف الهذلي ت465هـ منه)،
وهو بحث مستل من رسالة دكتوراة للدكتور نصر سعيد، وعنوانها اختيارات أبي القاسم الهذلي من خلال كتابه الكامل في القراءات الخمسين،
وإليك أخي القارئ بعض ماعرضه هذا البحث القيم:
قام الدكتور بذكر عشرة فصول مسبوقة بمقدمة ومشفوعة بخاتمة، في الفصل الأول بين معنى الاختيار في باب القراءة، نشاة الاختيار، فشروط الاختيار،وفي الفصل السادس معايير الهذلي في اختيار القراءات،وفي التاسع موازنة بين اختيارات أبي عبيد وأبي حاتم والهذلي،والعاشر اختيارات الهذلي في الميزان، ثم النتائج.
- في الفصل الأول أورد معاني الاختيار اللغوية، كالاصطفاء والانتقاء ثم فرق بينها فالاصطفاء أخص من الاختيار ويختلف عن الانتقاء، والفرق بينه وبين الإرادة على أساس أصل الاختيار وهو أن المختار المريد لخير شيئين، ولو اضطر إلى إنسان إرادة شيء لم يسم مختارا /14،
وذكر الفرق بين الاختيار والإيثار وهو أن الإيثار هو الاختيار المقدم، وكان العلماء اصطلحوا على الاختيار وليس الإيثار.

(يُتْبَعُ)

-ثم عرّف معنى الاختيار في باب القراءة: بأن يعمد من كان أهلا له إلى القراءات المروية فيختار منها ماهو الراجح عنده ويجرد من ذلك طريقا في القراءة على حدة/ التبيان للجزائري 121، نصر سعيد 15.
ثم قال نصر سعيد: "ومعنى ذلك أن ينتقي من له الاختيار من القراءات المروية ماهو راجح عنده بناء على فكرة معينة سواء ذكرها أم لم يذكرها ثم هو لم يتقيد بمذهب بعينه ولم ينسب الى مصدر بذاته، فأبو القاسم الهذلي مثلا انتقى أصول قراءته ومفراداتها من عدد كبير من شيوخ عصره بلغ عددهم ثلاثمائة وخمسة وخمسين إماما من أرباب الاختيارات الذين بلغوا رتبتها أي السبعة والعشرة فهو لم يترك إماما ... حتى فند قراءته ثم اختار من مجموع هذه القراءات مارءاه راجحا عنده/15
- ثم عرض للتوسع في إطلاق الاختيار:
وذكر أنّ توسع العلماء في الإطلاق ... لبيان سبب نسبة القراءة إلى القارئ .. وأنه اختياره وليس اختراعه أو اجتهاده/17.
وذكر أن من التوسع قول الداني: " إن معنى إضافة الاختيار .. إلى من أضيف إليه .. أنه كان أضبط .. وإضافة الحروف والقراءات الى أئمة القراء بالأمصار .. أي اختار ذلك الإمام (القراءة بذلك الوجه من اللغة) وأثره على غيره .. حتى اشتهر به .. وأخذ عنه، فلذلك أضيف إليه دون غيره .. وهي إضافة اختيار ودوام لاإضافة اختراع .. /جامع الداني. نصر سعيد/18.
ثم ذكر منهج الاختيار في تاريخ القراءات وأنه نشأ عنه ماعرف بالقراءات السبع أو العشر./18 نصر سعيد
وأنه ابن مجاهد قد اختار القراءات السبع للقراء السبعة وارتضى الأكثرون اختياره وإن عارضه بعضهم. /السابق
وأن شوقي ضيف محقق السبعة سمى الانفرادات اختيارات، ولم يوافقه على ذلك أي نصر سعيد .. نصر سعيد /19
وأن لفظ اختار ورد عند ابن الباذش 1/ 55، وشعبة غاية نهاية 1/ 292 والبغوي، والنشر1/ 38، وقابة /262،
والحاصل إطلاق اللفظ (الاختيار) على القراءة جائز عندما نريد أن نوضح معنى إضافة القراءة الى فلان .. وإطلاقها على مافعله ابن مجاهد في انتقاء السبعة ... جائز من باب المعنى اللغوي للاختيار فهي كلمة موجودة منذ نشأت الاختيار.
كما فرق بين القراءة والاختيار: فذكر أن القراءة هي أن يكون للمقرئ قراءة ... والاختيار أن يأخذ من مجموع القراءات .. حروفا يفضلها لسبب .. قد يكون حرف منها من قراءة في حين يكون الحرف الآخر من قراءة اخرى /16، قراءات القراء المعروفين للاندراي/28.
- وفرق كذلك بين الاختيار والانفراد: وأنهما بمعنى الانتقاء لبعض القراءات والأوجه القرآنية التي يرجحها من اختارها أوانفرد بها بسند صحيح،ولكن الانفراد فيه معنى يختلف عن الاختيار فهو ماانفرد به إمام أو راو من قواعد وأحكام قرائية أوحروف معينة من أول القرآن إلى آخره مع التزامه في بقية المواضع بماقرأ به الشيخ الإمام ولذلك سمي انفرادا أي أنه سار على قراءة معينة من أول القرآن في حروف معينة انفرد بها روضات الجنات فيما انفرد به ثلاثة الدرة محمود علي بسة /6.
مثال الانفراد انفرد أبوجعفر عن غيره من العشرة من تسهيل همز (اسرائيل) مع التوسط وصلا فقط في القرآن كله /السابق
فهذه انفرادات ألف فيها البعض.السابق 16.
متى نشأ الاختيار: لمعرفة ذلك نبحث في المراحل التي مرت بها القراءة .. في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .. ومعنى قولهم اختار النبي صلى الله عليه وسلم؟ وهذه قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؟
وكان جوابه قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، أو اختار النبي صلى الله عليه وسلم ... تطلق على كل قراءة ليست منسوبة إلى أحد من أئمة الرواية ونقلها المحدثون وهي كثيرة في محتسب ابن جني وغيره .. /26
ولمعرفة ذلك أيضا ذهب الدكتور نصر إلى أن إنزال القرآن على سبعة أحرف من أول مانزل في مكة /32.
اختيار الصحابة: في العهد المدني يختار بعض الصحابة من الأحرف حرفا معينا تعلمه من رسول الله ... لحديث البخاري عمر رضي الله عنه مع هشام بن حكيم ... /35.
الأحرف السبعة (وعلاقتها بالاختيار):
-في عهد النبي صلى الله عليه وسلم:

(يُتْبَعُ)

القراءات في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانت وحيا .. وليس مافهم من الحديث أنه التوسيع على المسلمين أول الامر .. بحجة الأمية .. وغيره كله لاحجة فيه .. لأن المسلمين كان لديهم فسحة في أن يختاروا من القراءات المختلفة مايناسب ألسنتهم ... والعربي قد ينتقل لسانه من لهجته إلى لهجة أخرى فيستعملها كما ذكر ابن جني فيصعب عليه نطق لفظة من لهجة عربية غير لهجته في القرآن.
وأن الأمر في قراءة القرآن أمر إتاحة في اتباع القراءة لا أمر إباحة في اختراع قراءة حتى لايظن ظان أن المسلمين في أول أمرهم كانوا يتعبدون بقرآن اخترعوه تيسيرا ثم نسخه الله وأقر قرانه، نعوذ بالله من هذا القول/43.
وقد رد الألوسي على السيوطي بقوله: "فكم من صحابي هو من قبيلة وعى كلمة نزلت بلغة قبيلة أخرى .. وليس له أن يغير ماوعى .. وهذا يدل على أن مرجع السبع الرواية لا الدراية .. فرَدُّ الإمام السيوطي لا أدري ماذا أراد منه؟ روح المعاني1/ 21. نصر سعيد 44
ملاحظات للدكتور نصر سعيد:
- من القراءات مامرده اللهجات، ومنها الإعراب والاختلاف في الصيغ،والمرادف، وعليه فتفسير الأحرف بأنها القراءات المتعددة قول سديد .. ولايحدد الرقم سبعة بل يطلقه .. كما يلاحظ التكلف في تفسير الأحرف بسبعة لغات أو سبعة أوجه كقول الرازي .. كما أن من التكلف الوقوف عند رأي واحد .. حيث يمكن أن تكون الآراء الأخرى مجتمعة داخلة في مفهوم الحديث صالحة لتفسيره ... /47.
في عهد أبي بكر رضي الله عنه:
-هو أول من جمع القرآن بالأحرف واليه تنسب المصاحف البكرية جمعها في سنة واحدة تقريبا/48.
-لم يحرص الصحابة على أن يكون لدى كل واحد نسخة لأن جمعه لسبب هو خوف ذهاب الحملة، وليس لحدوث خلل في قراءته /49.
اختصاص زيد بهذ الجمع كان لأمور/49، هذا الجمع يحتمل أن له علاقة بالاختيار في القراءة .. يفسر باختيار زيد .. وأنه شهد العرضة الأخيرة .. فكان أبوبكر رضي الله عنه أراد جمعه من العسب .. وجمعه بالقراءات التي استقرت بالعرضة الاخيرة/50.
وفي عهد عمر رضي الله عنه: ظهرت المصاحف في الأمصار بإملاء كبار الصحابة الذين كانوا يعلمون القرآن فكان ابن مسعود رضي الله عنه يملي المصاحف في الكوفة في خلافة عمر رضي الله عنه. ابن أبي داود 137.
وكان اختيار عمر رضي الله عنه هو لغة قريش حيث أنكر على ابن مسعود رضي الله عنه لغة هذيل ..
وابن عبد البر قال: "يحتمل أن هذا من عمر رضي الله عنه على سبيل الاختيار لا على أن قراءة ابن مسعود رضي الله عنه (بلغة هذيل) لاتجوز، وقال ابن عبد البر: إذ أبيحت قراءته على سبعة أوجه أنزلت، جاز الاختيار فيما أنزل. الكلم الحسان/20،نصر سعيد 51
ورأي عمر رضي الله عنه في اختيار أبي رضي الله عنه، قال" إنا لنرغب عن كثير من لحن أبي يعني لغة أبي رضي الله عنه. المصاحف 41.نصر 51.
نتائج هذه البحث القيم:
-الأصل في الاختيار صحة السند وليس لهجة القبيلة/121.
-حد الاختيار انتقاء القارئ لحروف معينة لعلة ما من جملة قراءات بشرط أن يكون أهلا للاختيار ... واختياره ضمن القراءات المروية.
ويختلف عنه الانفراد في التزام المنفرد قراءة معينة مع اختيار بعض الحروف الأخرى من قراءات غيرها .. /121
- الاختيار نشأ منذ عهد الصحابة/121
- اختيارات الهذلي من أهم الاختيارات إذ كلما كثرت القراءات صعبت الاختيارات./122.
- عدم الجزم بنزول الأحرف بالمدينة وخلو المكي من القراءات حكم بظن، لاحتمال وجود قراءات أنزلت في العهد المكي لنزول أكثر القرآن في مكة وحاجة الدعوة لعدد من القراءات.
- ثم طرح الباحث موضوعا جديدا وهو دراسة موضوع الاختيار في القراءات دراسة متأنية تشمل جوانبه التاريخية واللغوية والمنهجية، وكذلك دراسة علل الاختيار ات وبيان الفروق الأساسية بين اختيارات القراء/122.
أخيرا: هذا بعض ماأردت بيانه في مسألة وقوع الاختيار من القراء،
وبعد التعرف على ماسبق من دراسات قيمة، أجد من المهم البحث عن
أمر مهم أشار علي به بعض المتخصصين في القراءات ألا وهو الخاجة إلى تبيين صورة هذا الاختيار في واقع القراءات الحالي:
على أساس هل الاختيارات كانت معروفة وصورتها هي أن تكون من أول القرآن الى آخره .. باختيار واحد؟ مثلا: هل تكون على شكل رواية حفص بطريق عمرو، ثم من طريق عبيد .. كل واحدة من اول القرآن إلى آخره ...
وهو أمر معمول به في الإقراء الآدائي ..
- أو أن يكون بجمع حروف ثم قراءتها مجموعة كحروف منتقاة خلال القراءة على الشيوخ أو من الكتب، لكل قارئ، أوراو أوطريق على حدة، أي أننا عند القراءة نذكرقارئا نذكر له حروفا قرأها في هذا الموضع، أو أخرى في مواضع أخرى، دون أن يكون ذلك من أول القرآن الى اخره ....
- وهذا معمول به في القراءات المدونة في الكتب والمتون التي جمعتها. مما لايعد قرانا لكنه طريقة لجمع الاختيارات في وقت واحد لقارئ أو مجموعة قراء ..
وأختم أخيرا: بأن الإجابة عن هذا الأمر المهم شديد الأهمية عند القراء اليوم، وتتطلب معرفته بحوثا جديدة. والله أعلم.

(يُتْبَعُ)

ـ[حسام خوجة]•---------------------------------•[31 Jan 2008, 10:14 ص]ـ
كلام نفيس حقيقة ..

ومفيد جدا لطالب القراءات ..

وأذكر عندنا في جامعة أم القرى رسالة ماجستير قيمة جدا لفضيلة الشيخ: أمين إدريس فلاتة

في نفس هذا الباب

.. شكرا لك شيخ أمين .. أفدتنا أفادك الله ..

وافر التحية

ـ[أمين الشنقيطي]•---------------------------------•[31 Jan 2008, 01:56 م]ـ
لك الشكر أخي حفيد البخاري، على كلماتك الطيبة وعلى تنويهك برسالة الشيخ أمين إدريس فلاتة،سلمه الله وإياك،
وحبذا لو حصلت منه على ملخص لبعض ماجاء فيها، ففي ذلك إثراء لبحث الاختيار وللمتخصص في القراءات وعلومها، وحفظا لهما من كل الشوائب والظنون. والله يحفظكم ويرعاكم.

ـ[حسام خوجة]•---------------------------------•[31 Jan 2008, 02:11 م]ـ
إن يسر الله ..

في الفصل الدراسي الثاني .. بإن الله عز وجل ..

وافر التحية

ـ[خالدعبدالرحمن]•---------------------------------•[31 Jan 2008, 07:00 م]ـ
معكم نتابع بإهتمام بالغ

بارك الله فيكم

ـ[محمد سعيد الأبرش]•---------------------------------•[20 Feb 2008, 11:49 ص]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك ونفع بعلمك.

ـ[أمين الشنقيطي]•---------------------------------•[21 Jun 2008, 06:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
في البحث أعلاه حقيقة وقوع الاختيار من القراء عند بعض المعاصرين، وليعذرني القارئ في عدم ترتيبه ترتيبا جيدا، حيث صادفت كتابته زمن انشغال، لكن رأيت من المهم فتحه مرة أخرى كملف علمي متعلق بتاريخ القراءات في مرحلة مهمة من تاريخها،
بدأت البحث فيها من خلال التعرف على ماقيل عن الاختيار في المصادر الحديثة، ثم يأتي من بعد ذلك تبيين بعض مؤلفات العلماء في الاختيار وأسمائهم، ثم خطوات أخرى ليستفيد من ذلك القارئ الكريم. والله الموفق.

ـ[أمين الشنقيطي]•---------------------------------•[23 Jun 2008, 07:25 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:
فهذه أسماء لبعض مصادر النشر لابن الجزري تتضمن اختيارات القراء المعروفين وغير المعروفين، المقروءة وغير المقروءة.
1 - المبهج في القراءات الثمان، وقراءة الأعمش، وابن محيصن، واختيار خلف، واليزيدي.
2 - الكفاية في القراءات الست (قراءة نافع وابن كثير، وأبي عمرو، وعاصم، والكسائي، وخلف في اختياره)،
3 - الإشارة بلطيف العبارة في القراءات المأثورات بالروايات المشهورات (في القراءات العشر واختيار أبي حاتم).
4 - الغاية في القراءات العشر، واختيار أبي حاتم السجستاني.
5 - المستنير فى القراءات العشر، واختيار اليزيدي.
6 - بستان الهداة فى اختلاف الأئمة والرواة،فى القراءات الثلاث عشرة واختيار اليزيدي.
7 - المنتهى في القراءات الخمسة عشر، (القراءات العشر واختيار أبي بحرية وسلام وأيوب بن المتوكل، وأبي حاتم، وأبي عبيد).
8 - الكامل في القراءات الخمسين (القراءات العشر، والأربعين الزائدة عليها).والله الموفق.

ـ[أمين الشنقيطي]•---------------------------------•[07 Sep 2008, 06:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فقد وجدت بعض الاخوة لازال يتساءل عن حقيقة وقوع الاختيار من القراء
وقد سبق في البحثين اعلاه أجوبة سؤاله في المسالة.
وفي الموضوع نفسه رسالة جامعية للشيخ امين إدريس فلاتة فلعله يتيسر إرفاقها في هذه المشاركة إن شاء الله. وفق الله الجميع.

ـ[أمين الشنقيطي]•---------------------------------•[08 Sep 2008, 01:53 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طرح علي احد الاخوة سؤالا جاء فيه
(ما فقهمته ان الاختيار فيه خلاف علي امرين
الاول:ان الاختيار يكون للقارئ من بين الروايات التي عنده فيختار روايه كما هي ويدوام عليها فيشتهر بها وتصير باسمه
الثاني: ان الاختيار يكون عن طريق اختيار حروف من بين الروايت الثابته عند القاري وتكوين قراءه خاصه به من بين الروايات والقراءات التي تلقاها عن شيوخه
ارجو من حضرتك التعليق علي كلامي وارجو منك ايضا ان تقول روايه حفص عن عاصم من اي الامرين هي).
وأقول للسائل هذا السؤال قد طرحته على نفسي وإخواني من قبل في آخر المشاركة اعلاه وهو يحتاج الى جهود من الباحثين للوصول الى اجابته. والله الموفق.

ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]•---------------------------------•[08 Sep 2008, 01:25 م]ـ
السلام عليكم
قلتم " (ما فقهمته ان الاختيار فيه خلاف علي امرين:
الاول:ان الاختيار يكون للقارئ من بين الروايات التي عنده فيختار روايه كما هي ويدوام عليها فيشتهر بها وتصير باسمه)

الجواب:هذا صحيح وهو عين ما ذكره حفص عن عاصم "ما خالفت عاصما إلا في "ضعف" في الروم " وقد أخبره عاصم بأنه أقرأه بما قرأ به علي عبد الرحمن السلمي وأقرأ شعبة بما قرأ به علي زر بن حبيش.

يعني ظاهر هذا الكلام إلتزام شعبة وحفص لرواية واحدة كل بحسب طريقه. وكونه ـ أي حفص ـ خالف في اختيار حرف واحد "ضعف" لا يضر وخاصة أنه أخذ بما رواه عن عاصم في ضعف أيضا "أي بفتح الضاد". والله أعلم

قلتم "الثاني: ان الاختيار يكون عن طريق اختيار حروف من بين الروايت الثابته عند القاري وتكوين قراءه خاصه به من بين الروايات والقراءات التي تلقاها عن شيوخه)

الجواب: هذا صحيح وهو عين ماقاله نافع بأنه قرأ علي سبعين من التابعين ثم ألف قراءته التي يُقرئ بها من طلبها منه.

وكلا الأمرين ينطبقان علي خلف العاشر فقد التزم بما رواه عن حمزة. واختار لنفسه قراءة من بين الروايات الثابتة عنده. والله أعلم

أما وإن قلت: نختار نحن أيضا كما اختاروا. في هذا الرابط جواب عن هذه النقطة هل لنا أن نختار من بين الروايات العشر التي بين أيدينا؟
وكذا هل لنا أن نختار من بين الرواية الواحد؟ وكل ذلك في هذا العصر.
والجواب عن ذلك في المشاركة الأخيرة من النقاش.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=81408
والسلام عليكم

(يُتْبَعُ)

ـ[محمد يحيى شريف]•---------------------------------•[08 Sep 2008, 04:43 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد

إنّ التمثيل في الحالة الأولى المذكورة بمخالفة حفص لشيخه عاصم في كلمة {ضعف} يحتاج إلى نظر فيما يبدو لي لسببين:

الأوّل: إنّ رواية حفص مقيّدة بقراءته على عاصم دون غيره فهو انفراد ومخالفة لما قرأ به على عاصم وليس اختياراً من بين مروياته، خلافاً لنافع فقراته ليست مقيّدة بشيخ واحداً. لذا فلا بدّ من تقييد الاختيار بالقراء كنافع وابن كثير وأبي عمرو وغيرهم لأنّ قراءتهم ليست مقيّدة بشيخ واحدا خلافاً للرواة أو من كان دونهم في الطبقة. والدليل على ذلك أننا لا ندري على من قرأ نافع بوجه إبدال الهمز المفرد أو بوجه ترقيق الراءات وتغليظ اللامات وغير ذلك. خلافاً لورش فإننا نعلم أنّ جميع مروياته المنقولة عن الأئمّة هي من قراءته على نافع دون غيره لأنّ الرواية مقيّدة ومحصورة بشيخ واحد معلوم، ونعلم أن ترقيق الراءات وتغليظ اللامات وتمكين البدل هو من رواية الأزرق عن ورش ونعلم أن قصر المنفصل هو من رواية الأصبهاني عن ورش وهكذا. فكلّ ما كان دون المقرئ في الطبقة فشيخه يكون معلوماً فلا اختيار حينئذ.

ثانياً: اختيار حفص في كلمة {ضعف} يخرج عن مجاله المعتبر عند الأئمّة وهو روايته للقرءان عن نافع إذ لا تعرف رواية ورش عن غير نافع عند الأئمّة. خلافاً لنافع فإنّ المجال مفتوح لتعلّق قراءته المعتمدة والمعتبرة عند الأئمّة بعدد من شيوخه.

أمّا الحالة الثانية المشار إليها آنفاً: فلا ندري على سبيل القطع واليقين أنّ ما رواه ورش عن نافع هو عبارة عن قراءة مركبة من عدة روايات قرأ بها نافع عن شيوخه أم هي من قراءته على شيخ واحد فيما اختصت روايته بالنقل الهمزات مثلاً، وما يترتّب عن تلك الرواية من تمكين مدّ البدل وترقيق الراءات وتغليظ وغير ذلك. فيبقى الأمر في ناظري ظنّيّاً وليس قطعياً لعدم توفّر الأدلّة الصريحة في ذلك. مع أنّ الأصل في نقل الأخبار عدم الخلط بينها كما هو الحال عند رواة الحديث والآثار.

وبالمناسبة أريد لفت انتباه شيخنا أمين الشنقيطي على الفرق بين أسلوب المحدّثين وأهل الأداء، فقد يُحتمل أن تكون قراءة القراء المشهورين مركبة من عدّة روايات ولا يُعدّ ذلك اضطراباً في المتن، خلافاً لأهل الحديث الذي يعدون ذلك اضطراباً في المتن فيسقط الحديث بذلك. وهذا يرجع إلى اختلاف نوعية المتن، فاختلاف الروايات للقرءان الكريم تشترك في تقارب المعاني والحروف والرسم وغير ذلك بخلاف متون الحديث فإنّها تمتاز بكثرتها وتنوّعها في اللفظ والمعنى والحجم وغير ذلك.

ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]•---------------------------------•[08 Sep 2008, 08:25 م]ـ
السلام عليكم
(يا فتَّاح يا عليم يا رزَّاق يا كريم .. محمد يحيي يخرج لي في كل موضوع زي العفريت)
كل عام وأنت بخير يا شيخ محمد يحيي.
أود أن أنبه في مداخلتي علي هذه الفقرة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد

إنّ التمثيل في الحالة الأولى المذكورة بمخالفة حفص لشيخه عاصم في كلمة {ضعف} يحتاج إلى نظر فيما يبدو لي لسببين:

الأوّل: إنّ رواية حفص مقيّدة بقراءته على عاصم دون غيره فهو انفراد ومخالفة لما قرأ به على عاصم وليس اختياراً من بين مروياته،.

أولا: الانفرادة لا تطلق إلا إذا انفرد الراوي أو صاحب الطريق بشئ نقله عن إمامه.
أما قضية "ضعف" لحفص فليست انفرادة لأنه لم يأخذها عن عاصم، بل رواها من طريق هو فيه كعاصم .. قال في النشر (واختلفوا" في (من ضعف، ومن بعد ضعف، وضعفاً) فقرأ عاصم وحمزة بفتح الضاد في الثلاثة واختلف عن حفص فروى عنه عبيد وعمرو أنه اختار فيها الضم خلافاً لعاصم للحديث الذي رواه عن الفضيل بن مرزوق عن عطية العوفي عن ابن عمر مرفوعاً، وروينا عنه من طرق أنه قال: "ما خالفت عاصماً في شيء من القرآن إلا في هذا الحرف "وقد صح عنه الفتح والضم جميعاً فروى عنه عبيد وأبو الربيع الزهراني والفيل عن عمرو عنه ابن هبيرة والقواس وزرعان عن عمرو عنه الضم اختياراً. قال الحافظ أبو عمرو واختياري في رواية حفص من طريق عمرو وعبيد الآخذ بالوجهين الفتح والضم فأتابع بذلك عاصماً على قراءته وأوافق به حفصاً على اختياره.قلت: وبالوجهين قرأت له وبهما آخذ وقرأ الباقون بضم الضاد فيها .. ) ا. هـ

انظر يا شيخ محمد إلي قوله (وأوافق به حفصاً على اختياره) ولم يقل علي انفرادته.
والله الموفق

قلتم:فكلّ ما كان دون المقرئ في الطبقة فشيخه يكون معلوماً فلا اختيار حينئذ.

ويطلق أيضا لفظة "الاختيار" كما أن المقرئ إختار من مجموع ما قرأ به، وكذا الراوي يجوز أن يختار من طرق شيخه.
قال في النشر: على أن الداني قال في جامع البيان: وبالوجهين قرأت ذلك واختار الإدغام لاطراده وجريه على قياس نظائره.) ا. هـ

وقال أيضا: (بل طبع) .......... ورواه الجمهور عن خلاد بالإظهار وبه قرأ الداني عن أبي الحسن بن غلبون واختار الإدغام وقال في التيسير وبه آخذ.) ا. هـ

وقال أيضا: (وزرك، وذكرك) ......... وحكى الوجهين في جامع البيان وقال إنه قرأ بالتفخيم على أبي الفتح واختار الترقيق.)) ا. هـ
إذن إطلاق لفظ "اختار " جائز وهو معروف عند القراء.والله أعلم
والسلام عليكم

(يُتْبَعُ)

ـ[أمين الشنقيطي]•---------------------------------•[09 Sep 2008, 06:12 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في كلمة سريعة حول المشاركتين الأخيرتين، أشكر الشيخين الفاضلين وأنعم بهما وبتعليقاتهما الوافية حفظهما الله،
ثم اقول نبهبني الشيخ محمد يحي الى قضية الاختيار في مرحلته الأولى،
والاختيار في مرحلته الثانية،
فهذا التقسيم وجيه جدا يعطي تصورا واضحا عن المصطلح في العرف القرائي،
ويعني أن الاختيار في مرحلته الأولى له تعريف خاص وهو في هذه المرحلة مسموح،
وأما الاختيار في المرحلة الثانية فهو اختيار داخل القراءة، فهو يحتاج إلى تبرير،
على هذا فالمصطلح له دلالة معينة تعرف بحسب سياقها في كتب القراءات،
ولعل الاخوة ينتبهون إلى أن مصنفي القراءات لما جمعوا القراءات جمعوا معها الاختيارات لكن دون خلط بينهما في العنونة وهذا جلي في توضيح مابين أيدينا.
ولهذا أعيد للأخوين معنى الاختيار الذي ذكره نصر سعيد في الكلام أعلاه فلعل فيه التوضيح الذي توصلت إليه:
- (معنى الاختيار في باب القراءة: بأن يعمد من كان أهلا له إلى القراءات المروية فيختار منها ماهو الراجح عنده ويجرد من ذلك طريقا في القراءة على حدة/ التبيان للجزائري 121، نصر سعيد 15.
ثم قال نصر سعيد: "ومعنى ذلك أن ينتقي من له الاختيار من القراءات المروية ماهو راجح عنده بناء على فكرة معينة سواء ذكرها أم لم يذكرها ثم هو لم يتقيد بمذهب بعينه ولم ينسب الى مصدر بذاته، فأبو القاسم الهذلي مثلا انتقى أصول قراءته ومفراداتها من عدد كبير من شيوخ عصره بلغ عددهم ثلاثمائة وخمسة وخمسين إماما من أرباب الاختيارات الذين بلغوا رتبتها أي السبعة والعشرة فهو لم يترك إماما ... حتى فند قراءته ثم اختار من مجموع هذه القراءات مارءاه راجحا عنده/15
- ثم عرض للتوسع في إطلاق الاختياروأنّ توسع العلماء في الإطلاق ... لبيان سبب نسبة القراءة إلى القارئ .. وأنه اختياره وليس اختراعه أو اجتهاده/17.
وأن من التوسع قول الداني: " إن معنى إضافة الاختيار .. إلى من أضيف إليه .. أنه كان أضبط .. وإضافة الحروف والقراءات الى أئمة القراء بالأمصار .. أي اختار ذلك الإمام (القراءة بذلك الوجه من اللغة) وأثره على غيره .. حتى اشتهر به .. وأخذ عنه، فلذلك أضيف إليه دون غيره .. وهي إضافة اختيار ودوام لاإضافة اختراع .. /جامع الداني. نصر سعيد/18.
- و الفرق بين الاختيار والقراءة والانفراد:
- فالفرق بين القراءة والاختيار: أن القراءة هي أن يكون للمقرئ قراءة ... والاختيار أن يأخذ من مجموع القراءات .. حروفا يفضلها لسبب .. قد يكون حرف منها من قراءة في حين يكون الحرف الآخر من قراءة اخرى /16، قراءات القراء المعروفين للاندراي/28.
- والفرق بين الاختيار والانفراد: أنهما بمعنى الانتقاء لبعض القراءات والأوجه القرآنية التي يرجحها من اختارها أوانفرد بها بسند صحيح،ولكن الانفراد فيه معنى يختلف عن الاختيار فهو ماانفرد به إمام أو راو من قواعد وأحكام قرائية أوحروف معينة من أول القرآن إلى آخره مع التزامه في بقية المواضع بماقرأ به الشيخ الإمام ولذلك سمي انفرادا أي أنه سار على قراءة معينة من أول القرآن في حروف معينة انفرد بها روضات الجنات فيما انفرد به ثلاثة الدرة محمود علي بسة /6.
أرجو ان يتضح التعليق ونصل إلى المراد وهو إجابة السائل. والله أعلم

ـ[محمد يحيى شريف]•---------------------------------•[09 Sep 2008, 05:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الشيخ عبد الرازق حفظك الله

لم يعترض على ما تفضّلت به، وإنّما أردتّ التفصيل والتفريق بين اختيار القراء وبين اختيار من كان دونهم في الطبقة لاختلاف نوعية الاختيار، وقد فهِم جيّداً شيخنا أمين استشكالي للموضوع من هذه الناحية عند قوله:
"ويعني أن الاختيار في مرحلته الأولى له تعريف خاص وهو في هذه المرحلة مسموح، وأما الاختيار في المرحلة الثانية فهو اختيار داخل القراءة، فهو يحتاج إلى تبرير"

أقول: فما الفرق بين الصنفين أو بين المرحلتين؟

(يُتْبَعُ)

الصنف الأوّل وهم قراء الأمصار الذي تلقّوا على عدد من الشيوخ فقاموا باختيار جزء من جملة مروياتهم فأقرءوا به غيرهم مع عدم عزو كلّ مروياّتهم إلى مصدرها الأصلية لاحتمال التركيب والخلط بينها، فلا ندري مصادر ما رواه تلامذة نافع من شيوخه. فمصدر رواية قالون من شيوخ نافع مجهول وهكذا مع باقي رواة نافع. ويؤيّد ذلك قول نصر سعيد " ثمّ هو لم يتقيّد بمذهب بعينه ولم ينسب إلى مصدر بذاته ". أقول هذا كلام وجيه للغاية يبيّن تفريق الاختيار بين الصنفين، فالصنف الأوّل يمتاز بكثرة المصادر إذ أصول قراءتهم تتعدّى إلى غير واحد من الشيوخ مع عدم إمكان عزو مروياتهم إلى شيوخهم، إضافة أنّهم لا يتقيّدون بمذهب معيّن في الجملة فقد روى نافع إشباع المدّ وقصره في المنفصل وروى نقل الهمزات وتحقيقها، وتقليل الذوات وفتحها، وترقيق الراءات وتفخيمها، وتغليظ اللامات وترقيقها بحسب اختلاف رواياته واختياره.

وهذا النوع من الاختيار مسموح كما قال شيخنا أمين لعدّة أسباب أهّمها:

- أنّ قراء الأمصار بلغوا مرتبة من الأمانة والعدالة إضافة إلى اشتهار وتواتر قراءاتهم في الأمصار مما جعل المتأخرين من الأئمّة في غنىً عن البحث وحصر مصادر رواياتهم.

- بعض هؤلاء القراء من التابعين وبعضهم من أتباع التابعين، وطبقة التابعين هي من ضمن القرون المشهود لها بالخيرية ولا نستثني من أخذ عنهم من قراء الأمصار ممن بلغ الغاية في الإتقان والعدالة.

أمّا الصنف الثاني وهم الرواة عنهم ومن دونهم في الطبقة فإنّها تمتاز بكثرة الروايات مع تفاوت الرواة في الإتقان لذا أسقط أئمّتنا الكثير من الروايات والطرق واقتصروا على أصحّها وأشهرها وأعلاها إسناداً. فلزم من ذلك إسناد الرواية إلى قراء الأمصار فكثرت بذلك الروايات وتشعّبت الطرق ممّا أوجب حصرها و عزوها إلى أصولها ومصادرها.

أمّا اختيار حفص لضمّ الضاد في "ضعف" وإن كان اختيارا في حدّ ذاته إلاّ أنّه ليس من ضمن روايته عن عاصم فهي خارجة عن إطار روايته المسندة المعتبرة عند الأئمّة، خلافاً لنافع فاختياره داخل ضمن مروياته المسندة،لأجل ذلك جاز للأئمّة إسقاط وجه الضمّ في {ضعف} لحفص لأجل عدم اتصالها رواية عنه وهو السبب الذي حمل بعضهم الاقتصار على وجه الفتح مع ثبوت الوجهين عن عبيد ابن الصباح وعمرو ابن الصباح عن حفص. ولا يمكن إسقاط أيّ وجه ثابت عن نافع أو عاصم لأجل نفس العلّة لأن اختيارهما للقراءة اختيار مطلق مسموح به خلافاً للرواة ومن كان دونهم في الطبقة فهو مقيّد لا بدّ له من تبرير كما قال شيخنا أمين.

أمّا اختيار الأئمّة لبعض الطرق والأوجه كما فعل الداني والهذلي وابن الجزري في نشره وغيرهم، فلا يخرج من مروياتهم المسندة إضافة إلى أنّ اختيارهم كان من ضمن طرق وأوجه معلومة المصدر والإسناد من غير تركيب ولا خلط بينها.

فنخلص مما سبق أنّ اختيار قراء الأمصار يختلف عن اختيار الآخذين عنهم ومن كان دونهم في الطبقة لامتيازهم ب:
- الاختيار المطلق،
- جهالة مصدر القراءة المروية عنهم،
- احتمال التركيب والخلط بين مروياتهم لكثرة مشايخهم،

خلافاً لاختيار غيرهم الذي يمتاز ب:

- الاختيار المقيّد بالشيخ الذي روى عنه
- وضوح مصدر الرواية المسندة إلى الشيخ المعلوم
- عدم احتمال التركيب لكونه روى عن شيخ واحد.

والعلم عند الله تعالى,

ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]•---------------------------------•[09 Sep 2008, 06:13 م]ـ
السلام عليكم
قلتم " (ما فقهمته ان الاختيار فيه خلاف علي امرين:
الاول:ان الاختيار يكون للقارئ من بين الروايات التي عنده فيختار روايه كما هي ويدوام عليها فيشتهر بها وتصير باسمه)

الجواب:هذا صحيح وهو عين ما ذكره حفص عن عاصم "ما خالفت عاصما إلا في "ضعف" في الروم " وقد أخبره عاصم بأنه أقرأه بما قرأ به علي عبد الرحمن السلمي وأقرأ شعبة بما قرأ به علي زر بن حبيش.

يعني ظاهر هذا الكلام إلتزام شعبة وحفص لرواية واحدة كل بحسب طريقه. وكونه ـ أي حفص ـ خالف في اختيار حرف واحد "ضعف" لا يضر وخاصة أنه أخذ بما رواه عن عاصم في ضعف أيضا "أي بفتح الضاد". والله أعلم

قلتم "الثاني: ان الاختيار يكون عن طريق اختيار حروف من بين الروايت الثابته عند القاري وتكوين قراءه خاصه به من بين الروايات والقراءات التي تلقاها عن شيوخه)

الجواب: هذا صحيح وهو عين ماقاله نافع بأنه قرأ علي سبعين من التابعين ثم ألف قراءته التي يُقرئ بها من طلبها منه.

وكلا الأمرين ينطبقان علي خلف العاشر فقد التزم بما رواه عن حمزة. واختار لنفسه قراءة من بين الروايات الثابتة عنده. والله أعلم

أما وإن قلت: نختار نحن أيضا كما اختاروا. في هذا الرابط جواب عن هذه النقطة هل لنا أن نختار من بين الروايات العشر التي بين أيدينا؟
وكذا هل لنا أن نختار من بين الرواية الواحد؟ وكل ذلك في هذا العصر.
والجواب عن ذلك في المشاركة الأخيرة من النقاش.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=81408
والسلام عليكم

فضيلة د/ أمين وفضيلة الشيخ محمد بارك الله فيكما
لو تأملتما مشاركتي المنقولة لعلمتم أنني فرقت بين اختيار الأئمة (من بين ما روي من مروياته) وبين اختيار الراوي (اختياره من بين ما رواه عن إمامه فقط) وبين اختيار من دونهم (يختارمن بين رواه الراوي فقط)، وجواز الاختيار للقارئ من مجموع ما رواه الراوي.

أما قضية الانفراد قد كنت بينت في مشاركة سابقة أنواع الانفرادات وأي الأنواع يدخل فيه إشكال القراء.

قال الشيخ محمد يحيي: (فنخلص مما سبق أنّ اختيار قراء الأمصار يختلف عن اختيار الآخذين عنهم ومن كان دونهم في الطبقة لامتيازهم ب:
- الاختيار المطلق،
- جهالة مصدر القراءة المروية عنهم،
- احتمال التركيب والخلط بين مروياتهم لكثرة مشايخهم،)) ا. هـ
الاختيار المطلق نوافقك عليه.
أما الآخران .. كان يفضل التقييد لأن عاصما مصادره ليست مجهولة قال في النشر: قال أبو بكر بن عياش قال لي عاصم ما أقرأني أحد حرفاً إلا أبو عبد الرحمن السلمي وكنت أرجع من عنده فأعرض على زر) ا. هـ 1/ 344
إذن ليس كل الأئمة مثل نافع. والله أعلم
والسلام عليكم

(يُتْبَعُ)

ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]•---------------------------------•[10 Sep 2008, 12:02 ص]ـ
قال في النشر: قال أبو بكر بن عياش قال لي عاصم ما أقرأني أحد حرفاً إلا أبو عبد الرحمن السلمي وكنت أرجع من عنده فأعرض على زر) ا. هـ 1/ 344
إذن ليس كل الأئمة مثل نافع. والله أعلم
والسلام عليكم
السلام عليكم

معذرة علي هذا السهو "قال في غاية النهاية " وليس في النشر وأرقام الصفحات هي هي في غاية النهاية.
والسلام عليكم

ـ[أمين الشنقيطي]•---------------------------------•[10 Sep 2008, 03:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فتحية طيبة للشيخ عبد الحكيم عبد الرازق حفظه الله على مداخلاته القيمة،
وأحب أن أنوه بمسألة مهمة، بعد أن تجاوزنا مسألة المصطلح، وهي أننا أمام اسئلة تحتاج إلى إجابة مقنعة،
ومسألة الاختيار كما أجاب الشيخ محمد يحي حفظه الله يبدو ان لهااعتبارات ماخوذة من وحي المراحل التي مرت بها.
هذا الامر جعل غير المتابع لتاريخ القراءات يجد نفسه أمام نصوص توحي باجتهادات شخصية للأوائل في القراءة أداها إليهم ذلك الاختيار.
وهذا فهم بعيد،
ولابد من إعطائه جوابا معقولا،
ولذا أجد نفسي أتساءل مع الآخرين
لماذا يختار الراوي بعد أن عرف قراءة شيخه بلفظ الاختيار؟
هل هناك نصوص عن علماء القراءات بجواز الاختيار بعد ابن مجاهد؟
هل أمثلة الاختيارهي في الكلمات الفرشية، أو الكلمات الأصولية؟
هل هناك من جمع أمثلة لهذه الاختيارات كاليزيدي مثلا في جميع القرآن الكريم وقام بدراستها؟
هل أمثلة الاختيارات توافق المتواتر؟ هل توافق الشاذ؟
هذه الأسئلة لعلها تكون محاور لنا للحديث في هذه المسألة والله الموفق.

ـ[محمد يحيى شريف]•---------------------------------•[10 Sep 2008, 02:17 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد

شيخنا أمين أشكرك على هذه التساؤلات القيّمة والتي من خلالها يمكننا الإلمام بالموضوع والخوض في جزئياته عسى الله أن يرينا الصواب في ذلك.

ولست بصدد الإجابة على تساؤلات شيخنا لأنّ ذلك منوط باستقراء شاسع في الباب وإنّما هي أراء يعضد بعضها لنصل جميعاً إلى نتيجة مقنعة.

بالنسبة للسؤال الأول: وهو: لماذا يختار الراوي بعد أن عرف قراءة شيخه بلفظ الاختيار؟
إنّ الراوي ليس ملزماً أن يُقرئ بجميع ما قرأ به على شيخه، فيختار له وجه من بين الأوجه التي رواها عن شيخه. فقد اختار ورش لتلميذه عبد الصمد القصر في البدل والتسهيل في الهمزتين واختار لتلميذه أبي يعقوب الأزرق غير ذلك بل زيادات على ما اختاره لعبد الصمد، واختار لتلاميذه الذين روى عنهم الأصبهاني خلاف ما أختار لأبي يعقوب وعبد الصمد وهكذا. وهذا هو السبب الذي حمل علماؤنا إطلاق اصطلاح الاختيار حتّى في الطبقات المتأخرة لأنّ الشيخ لا يلزمه الإقراء بجميع مروياته.

السؤال الثاني: هل هناك نصوص عن علماء القراءات بجواز الاختيار بعد ابن مجاهد؟
إنّ صنيع الأئمّة يدلّ أنّ الاختيار كان معمولاً به بعد ابن مجاهد باختيارهم لقراءة يعقوب وأبي جعفر وخلف العاشر وغيرهم وهو صنيع ابن الجزري في تحبيره ونشره فضلا عن من لم يقتصر على القراء العشرة. مع العلم أنّ عصر تدوين القراءات أي القرن الخامس كان بعد عهد ابن مجاهد.

السؤال الثالث: هل أمثلة الاختيار هي في الكلمات الفرشية، أو الكلمات الأصولية؟
ليس هناك فرق بين الأصول والفرش في ذلك لأنّ الخلاف بين القراءات والروايات وحتّى الطرق يدور بين الأصول والفرش، وهي في حدّ ذاتها حُصِرت بالاختيار (أي القراءات والروايات والطرق).
وهذا يقال أيضا بالنسبة للشواذ لأنّ القراءة لا تخلوا من الاختيار إلاّ بالدليل الذي يُثبت أنّ تلك القراءة منحصرة في إسناد واحد لا تتعداه.

ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]•---------------------------------•[11 Sep 2008, 02:28 ص]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيرا شيخنا د/ أمين لأن هذه الأسئلة هي خلاصة الموضوع .. وجزي الله خيرا شيخنا محمد يحيي علي ما تقدم به من توضيح.
وكما قال الشيخ محمد (ولست بصدد الإجابة على تساؤلات شيخنا لأنّ ذلك منوط باستقراء شاسع في الباب وإنّما هي أراء يعضد بعضها لنصل جميعاً إلى نتيجة مقنعة.) ا. هـ
وتكملة لما أجاب به الشيخ محمد أضع بعض النصوص.

السؤال: هل هناك نصوص عن علماء القراءات بجواز الاختيار بعد ابن مجاهد؟

(يُتْبَعُ)

الجواب: كما قال الشيخ محمد يحيي عدم التزام الراوي بإقراء الطالب بجميع ما قرأ، وأحيانا يخير الشيخ الطالب بأن يختار هو ما شاء. .. وإليك بعض الأدلة:
كتاب الوجيز للأهوازي (466) ذكر فيها ثماني قراءات أي اختار قراءة يعقوب زيادة علي ما اختاره ابن مجاهد.
كتاب الغاية في القراءات العشر (ت569)
كتاب المستنير في القراءات العشر لابن سوار (ت496)
كتاب المبسوط في القراءات العشر (381)
وهذه أمثلة من غاية النهاية لابن الجزر (أحمد بن رضوان ابن محمد بن جالينوس الأستاذ أبو الحسين الصيدلاني البغدادي المقرىء مصنف كتاب الواضح في القراءات العشر (ت423)
(أبو الفتح بن شيطا هو المقرىء الأستاذ عبد الواحد بن الحسين بن أحمد بن عثمان ابن شيطا البغدادي مصنف كتاب التذكار في القراءات العشر (ت450)
(نصرالله بن علي ابن منصور أبو الفتح ابن الكيال الواسطي المقرئ الفقيه الحنفي شيخ الإقراء بواسط ... وصنف كتاب المفيدة في القراءات العشر (ت580)
(إبراهيم بن عمر ابن ابراهيم الشيخ الإمام العالم المقرئ الأستاذ برهان الدين أبو اسحاق الجعبري شيخ بلد الخليل عليه السلام من بضع وعشرين سنة له شرح كبير للشاطبية كامل في معناه وشرح الرائية وقصيدة لامية في القراءات العشر)

وكل هؤلاء وغيرهم كانت لهم اختيار قبل عصر ابن الجزري فمنهم من اختار ثماني قراءات ومنهم من اختار العشر قراءات.

وأوردت أسماء هؤلاء لأن أحدا لم يعترض علي اختياراتهم بعد تسبيع ابن ابن مجاهد للسبعة فدل سكوتهم علي ارتضاء اختياراتهم، بل وقرأ بمضمونها كثير من الشيوخ كما في غاية النهاية والنشر.

السؤال الثالث: هل أمثلة الاختيار هي في الكلمات الفرشية، أو الكلمات الأصولية؟
الاختيار يشمل الأمرين:
امثلة الأصول:

قال ابن مجاهد في السبعة (وعن يونس بن حبيب عن أبي عمرو (هل ثوب الكفار) مدغم وروى عبيد بن عقيل عن هرون عن أبي عمرو قال: إن شئت أدغمت ما كان مثل هذا وإن شئت بينت) ا. هـ120

قال في أبو شامة في إبراز المعاني (قال صاحب التيسير في هذا النوع (في وقف حمزة "التسهيل بعد الألف": إن شئت مكنت الألف قبلها وإن شئت قصرتها والتمكين أقيس .... ) ا. هـ1/ 235
قال في النشر: (واشتعل الرأس شيبا):وكان ابن مجاهد يخير فيها يقول: إن شئت أدغمتها وإن شئت تركتها.) 1/ 335
(أأذهبتم طيباتكم) وذكر الحافظ أبو العلاء في غايته أن الصوري عن ابن ذكوان يخير بين تحقيق الهمزتين معاً بلا فصل وبين تحقيق الأولى وتليين الثانية مع الفصل.) ا. هـ1/ 417

أمثلة الفرش:

قال ابن مجاهد في السبعة: (تسآءلون به) وقال عباس عنه إن شئت خففت وإن شئت شددت قال وقرأته بالتخفيف .. ) ا. هـ226

قال ابن الفحام (516ت) في كتابه المعروف بالتجريد لبغية المريد في القراءات السبع: .... وأما عبد الباقي فقال: قرأت في ذلك لهشام (أي كلمة إبراهيم) بالوجهين،، وخيرني فاخترت المعروف في الأداء وهو الياء ............ ) 156

فدل علي أنهم يجيزون التخيير للطالب كما سبقت الأمثلة .. والله أعلم
والسلام عليكم

ـ[أمين الشنقيطي]•---------------------------------•[11 Sep 2008, 06:09 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل البدء في عملية استقصائية كما نوه الشيخان الفاضلان حفظهما الله وبارك في علمهما، وتقبل منا جميعا صيام هذا الشهر وقيامه، ورزقنا فيه العتق من النار وأدخلنا الجنة بغير حساب .. آمين ..
هناك أمر ملح وهو:
الحاجة إلى:
1 - تصنيف المصادرفي القراءات على حسب عناوينها، وإعطاء تفصيلات عن اي ملاحظة تفيد في التعرف على معنى الاختيار.
2 - تصنيف المصادر على عدد روايات الاختيار فيها، وخلاله يجب تفهّم معنى الاختيار.
3 - التوقف عند كل اختيار، والتساؤل لماذا الاختيار في كل مسألة بعينها للوقوف على مبرر معقول يفيده السياق.
4 - إعطاء معلومة بان الاختيار المقصود بالدراسة هو في مرحلته الثانية بدء من كتاب السبعة لأنه أقدم المصادر في السبعة، وغاية ابن مهران في العشرة.
5 - إعطاء معلومة بانتهاء الاختيار في الرواية الواحدة في عصر ابن الجزري حيث انهى ذلك ابن الجزري بعد تأليف النشر وبقية كتب ابن الجزري.
6 - اعطاء معلومة بان الاختيارات (التي كانت موجودة في تلك الحقبة) قد لاتظهر في الأسانيد التي بايدي القراء لأن المحرر من القراءات هو الذي في النشر وبقية كتب ابن الجزري، وأعني اختيار احد الرواة أو الطرق أو مؤلفي الكتب.
أرجو إن وافقني الشيخان حفظهما الله أن نمضي في ذلك في مايستقبل إن شاء الله من الفرص والأوقات. والله اعلم.

ـ[عبدالسلام شيث]•---------------------------------•[13 Oct 2008, 10:06 م]ـ
أشكركم يا فضيلة الدكتور أمين على هذه الكلمات المفيدة وخاصة لطلاب القراءات, وأطلب منك طلب خاص وهو تزويدي بتلك المراجع التي أعددتها في المراجع المهة في القراءات العشر الكبرى والصغرى وتوجيه القراءات, فأنا في أمس الحاجة إلى تلك المراجع وجزاك الله خير الجزاء.

(يُتْبَعُ)

ـ[أمين الشنقيطي]•---------------------------------•[14 Oct 2008, 04:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أحي الشيخ عبد السلام شيث سلمه الله،
وأتمنى له مزيد التقدم والعلم في طلب العلم الشرعي،
وبالنسبة لما طلبته أخي الكريم فاسأحاول أن اصورها لكم ان شاء الله من اوراق قديمة لدي، وأحيطكم بها علما وقت ماتريد. والله الموفق.

ـ[عبدالسلام شيث]•---------------------------------•[17 Oct 2008, 03:28 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء يا شيخي الفاضل وأحسن إليك وبارك فيك, إن شاء الله سأنتظر حتى ييسر الله لكم إخراجها.







أرشيف ملتقى أهل الحديث - 3 (18/ 408)
هل يمكن للمسلم أن يختار له قراءة خاصة؟

ـ[أبو عائشة المغربي]•---------------------------------•[02 - 02 - 10, 01:38 م]ـ
استوقفتني كلمة للإمام ابن العربي المالكي ذكر فيها أنه يختار قراءة قالون إلا في صلة الميم المعروفة عند قالون فغنه يختار فيها قراءة الجمهور، فقلت مالمانع من أن يختار المسلم من كل القراءات المتواترة ما يلائمه، لا في فرش الحروف ولا في المدود ولا في الإمالات ولا في الصلات، ويكون له حرف خاص به، مادام الكل من الله، ويكون له حرف خاص به، فأنا مثلا لي حب خاص لرواية ورش عن نافع وعن طريق الأزرق، لكن قد لا ألتزم بالإمالات ولا المدود الطويلة ولا تسهيل الهمز ولا أحكام الراء واللام، وقد أخالف في بعض الفرش، فما المانع من ذلك، علما أن القراءات المتواترة ليست إلا اختيارات لأصحابها؟

ـ[أبو قتادة وليد الأموي]•---------------------------------•[02 - 02 - 10, 01:57 م]ـ
وهذا قول مشهور رفع الشيخ الألباني به عقيرته، وهو قول حسن ومئنة فقه لمن اختاره وطبقه.
ويراجع هذا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=55629

ـ[المتولى]•---------------------------------•[02 - 02 - 10, 04:11 م]ـ
استوقفتني كلمة للإمام ابن العربي المالكي ذكر فيها أنه يختار قراءة قالون إلا في صلة الميم المعروفة عند قالون فغنه يختار فيها قراءة الجمهور، فقلت مالمانع من أن يختار المسلم من كل القراءات المتواترة ما يلائمه، لا في فرش الحروف ولا في المدود ولا في الإمالات ولا في الصلات، ويكون له حرف خاص به، مادام الكل من الله، ويكون له حرف خاص به، فأنا مثلا لي حب خاص لرواية ورش عن نافع وعن طريق الأزرق، لكن قد لا ألتزم بالإمالات ولا المدود الطويلة ولا تسهيل الهمز ولا أحكام الراء واللام، وقد أخالف في بعض الفرش، فما المانع من ذلك، علما أن القراءات المتواترة ليست إلا اختيارات لأصحابها؟

بسم الله الرحمن الرحيم:

بداية انقل اليك هذا الموقف عن ابن مجاهد وهو من هو فى القراءات

" سئل بعض تلاميذ ابن مجاهد: لم لا تختار لنفسك قراءة تحمل عنك؟ فقال: نحن الى ان نعمل انفسنا فى حفظ ما مضى عليه أئمتنا احوج منا الى اختيار حرف يقرأ به من بعدنا "

اخى الفاضل -بارك الله فيك -

ما معنى الاختيار فى علم القراءات؟؟؟

الاختيار هو:" ان يعمد من كان اهلا له الى القراءات المروية من بين مروياته فيختار منها ما هو الراجح عنده ويجرد فى ذلك طريقا فى القراءة على حده "

ونستخلص من التعريف شروط الاختيار:

1 - الاهلية: ومعناها ان يكون صاحب الاختيار اهلا لذلك ويتحقق هذا الشرط بما يلى:

أ- ان يكون منتهيا لا مبتدئا , جامعا للقراءات المتاحة له حتى يعلم الصحيح من غيره

وفى ذلك يقول الامام الهذلى: "ويومىء الى ان احدا من القراء لم يختر الا بعد تتبع جميع القراءات"

ب_ ان يكون ذا خلق و دين وعلم باللغة و الرسم و الاسناد

انظر رحمك الله الى كلام ابن مجاهد:

1. فمن حملة القراءات المعرب العالم بوجوه الإعراب والقراءات العارف باللغات ومعاني الكلمات البصير بعيب القراءات المنتقد للآثار فذلك الإمام الذي يفزع إليه حفاظ القرآن في كل مصر من أمصار المسلمين.

2. ومنهم من يعرب ولا يلحن ولا علم له بغير ذلك فذلك كالأعرابي الذي يقرأ بلغته ولا يقدر علي تحويل لسانه فهو مطبوع علي كلامه.

3. قال ابن مجاهد فيمن لا يؤخذ العلم ومنهم من يؤدي ما سمعه ممن أخذ عنه ليس عنده إلا الأداء لما تعلم لا يعرف الإعراب ولا غيره فذلك الحافظ فلا يلبث مثله أن ينسي إذا طال عهده فيضع الإعراب لشدة تشابهه .... وقد ينسي الحافظ فيضع السماع وتشتبه عليه الحروف فيقرأ بلحن لا يعرفه وتدعوه الشبهة إلي أن يرويه عن غيره ويبرئ نفسه عسي أن يكون عند الناس مصدقا فيحمل ذلك عنه وقد نسيه ووهم فيه وجسر علي لزومه والإصرار عليه، أو يكون قد قرأ علي من نسي وضيع الإعراب ودخلته الشبهة فتوهم.فذلك لا يقلد في القراءة ولا يحتج بقوله.

(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)

4. ومنهم من يعرب قراءته ويبصر المعاني ويعرف اللغات ولا علم له بالقراءات واختلاف الناس والآثار فربما دعاه بصره بالإعراب إلي أن يقرأ بحرف جائز في العربية لم يقرأ به أحد من الماضين فيكون مبتدعا وقد رويت في كراهة ذلك أحاديث ... (وقد روي ابن مجاهد آثارا تأمر القراء باتباع الأثر ونكتفي باثنين) عن ابن مسعود:" اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم " وروي أن عليا ـ رضي الله عنه ـ قال: إن رسول الله ـصلي الله عليه وسلم ـ يأمركم أن تقرءوا القرآن كما علمتم ".ا. هـ السبعة صـ 45ـ46

وانظر الى قول النويرى رحمه الله:

" في شرط المقرئ وما يجب عليه" ... وبعد ذكره لما يجب علي المقرئ من إخلاص النية وشهرته بالأمانة وتحذيره من الرياء ومن كراهة قراءة أصحابه علي غيره ثم قال:" ... ويجب عليه قبل أن ينصب نفسه للاشتغال بالقراءة أن يعلم من الفقه ما يصلح به أمر دينه،، ويعلم من الأصول قدر ما يدفع به شبهة طاعن في قراءة،، ومن النحو والصرف طرفا لتوجيه ما يحتاج إليه، بل هما أهم ما يحتاج إليه المقرئ وإلا فخطأه أكثر من إصابته وما أحسن قول الحصري فيه:
لقد يدعي علم القراءات معشر وباعهم في النحو أقصر من شبر
فإن قيل ما إعراب هذا ووجه رأيت طويل الباع يقصر عن فتر
ويعلم من التفسير واللغة طرفا صالحا،، وأما معرفة الناسخ والمنسوخ فمن علوم المجتهدين فلا يلزم المقرئ خلافا للجعبري،، ويلزم حفظ كتاب يشتمل علي القراءة التي يقرأ بها وإلا داخله الوهم والغلط في أشياء،، وإن قرأ وهو غير حافظ فلا بد أن يكون ذاكرا كيفية تلاوته به حال تلقيه من شيخه،،فإن شك فليسأل رفيقه أو غيره ممن قرأ بذلك الكتاب حتي يتحقق، وإلا فلينبه علي ذلك في الإجازة،،فأما من نسي او ترك فلا يقرا عليه إلا لضرورة مثل أن ينفرد بسند عال أو طريق لا يوجد عند غيره، فحينئذ إن القارئ عليه ذاكرا عالما بما يقرأ عليه جاز الأخذ عنه وإلا حرم، وليحذر الإقراء بما يحسن رأيا أو وجها أو لغة دون رواية.

فاذا كنا اخى الحبيب نقسم الناس فى الاتباع فى المسائل الفقهية الى:

تابع وطالب علم وفقيه مقيد و فقيه مطلق فهل نجوّز لانفسنا الاختيار فى كتاب الله ونحن ادرى بحالنا

اخيرا اخى الحبيب: هناك فرق بين الاختيار على سبيل الرواية وقراءة القرآن عموما

فان كنت تقصد قراءة القرآن ولن تقول هى رواية فذلك يجوز كما قال ابن الجزرى رحمه الله

اما على سبيل الرواية فهذا لا يجوز اخى الفاضل

والله تعالى اعلى و اعلم

ـ[محمد الأمين]•---------------------------------•[02 - 02 - 10, 06:09 م]ـ
استوقفتني كلمة للإمام ابن العربي المالكي ذكر فيها أنه يختار قراءة قالون إلا في صلة الميم المعروفة عند قالون فغنه يختار فيها قراءة الجمهور،

أخي الفاضل، قراءة قالون تجوز بها الوجهين.

فأنا مثلا لي حب خاص لرواية ورش عن نافع وعن طريق الأزرق، لكن قد لا ألتزم بالإمالات ولا المدود الطويلة ولا تسهيل الهمز ولا أحكام الراء واللام، وقد أخالف في بعض الفرش،

فماذا بقي إذا من قراءة الأزرق عن ورش؟!

على أية حال انظر لقراءة الأصبهاني عن ورش فأظنها تعجبك، لكن فيها تسهيل المدود أيضا كما كان يفعل أكثر العرب.

فما المانع من ذلك، علما أن القراءات المتواترة ليست إلا اختيارات لأصحابها؟

لا مانع من ذلك. وأنا أحب أن أقرأ قراءة ورش من طريق الأصبهاني مع تغليظ اللام مثل الأزرق (لهجة قريش) ومع تسهيل الهمزات الساكنة مثل أبي جعفر (لهجة عامة قبائل العرب)، لكن أقرئ بهذا في بيتي أما عندما أكون إماماً للناس فلا

ـ[أبو عائشة المغربي]•---------------------------------•[03 - 02 - 10, 02:56 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:

بداية انقل اليك هذا الموقف عن ابن مجاهد وهو من هو فى القراءات

" سئل بعض تلاميذ ابن مجاهد: لم لا تختار لنفسك قراءة تحمل عنك؟ فقال: نحن الى ان نعمل انفسنا فى حفظ ما مضى عليه أئمتنا احوج منا الى اختيار حرف يقرأ به من بعدنا "

اخى الفاضل -بارك الله فيك -

ما معنى الاختيار فى علم القراءات؟؟؟

الاختيار هو:" ان يعمد من كان اهلا له الى القراءات المروية من بين مروياته فيختار منها ما هو الراجح عنده ويجرد فى ذلك طريقا فى القراءة على حده "

ونستخلص من التعريف شروط الاختيار:

1 - الاهلية: ومعناها ان يكون صاحب الاختيار اهلا لذلك ويتحقق هذا الشرط بما يلى:

(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)


أ- ان يكون منتهيا لا مبتدئا , جامعا للقراءات المتاحة له حتى يعلم الصحيح من غيره

وفى ذلك يقول الامام الهذلى: "ويومىء الى ان احدا من القراء لم يختر الا بعد تتبع جميع القراءات"

ب_ ان يكون ذا خلق و دين وعلم باللغة و الرسم و الاسناد

انظر رحمك الله الى كلام ابن مجاهد:

1. فمن حملة القراءات المعرب العالم بوجوه الإعراب والقراءات العارف باللغات ومعاني الكلمات البصير بعيب القراءات المنتقد للآثار فذلك الإمام الذي يفزع إليه حفاظ القرآن في كل مصر من أمصار المسلمين.

2. ومنهم من يعرب ولا يلحن ولا علم له بغير ذلك فذلك كالأعرابي الذي يقرأ بلغته ولا يقدر علي تحويل لسانه فهو مطبوع علي كلامه.

3. قال ابن مجاهد فيمن لا يؤخذ العلم ومنهم من يؤدي ما سمعه ممن أخذ عنه ليس عنده إلا الأداء لما تعلم لا يعرف الإعراب ولا غيره فذلك الحافظ فلا يلبث مثله أن ينسي إذا طال عهده فيضع الإعراب لشدة تشابهه .... وقد ينسي الحافظ فيضع السماع وتشتبه عليه الحروف فيقرأ بلحن لا يعرفه وتدعوه الشبهة إلي أن يرويه عن غيره ويبرئ نفسه عسي أن يكون عند الناس مصدقا فيحمل ذلك عنه وقد نسيه ووهم فيه وجسر علي لزومه والإصرار عليه، أو يكون قد قرأ علي من نسي وضيع الإعراب ودخلته الشبهة فتوهم.فذلك لا يقلد في القراءة ولا يحتج بقوله.

4. ومنهم من يعرب قراءته ويبصر المعاني ويعرف اللغات ولا علم له بالقراءات واختلاف الناس والآثار فربما دعاه بصره بالإعراب إلي أن يقرأ بحرف جائز في العربية لم يقرأ به أحد من الماضين فيكون مبتدعا وقد رويت في كراهة ذلك أحاديث ... (وقد روي ابن مجاهد آثارا تأمر القراء باتباع الأثر ونكتفي باثنين) عن ابن مسعود:" اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم " وروي أن عليا ـ رضي الله عنه ـ قال: إن رسول الله ـصلي الله عليه وسلم ـ يأمركم أن تقرءوا القرآن كما علمتم ".ا. هـ السبعة صـ 45ـ46

وانظر الى قول النويرى رحمه الله:

" في شرط المقرئ وما يجب عليه" ... وبعد ذكره لما يجب علي المقرئ من إخلاص النية وشهرته بالأمانة وتحذيره من الرياء ومن كراهة قراءة أصحابه علي غيره ثم قال:" ... ويجب عليه قبل أن ينصب نفسه للاشتغال بالقراءة أن يعلم من الفقه ما يصلح به أمر دينه،، ويعلم من الأصول قدر ما يدفع به شبهة طاعن في قراءة،، ومن النحو والصرف طرفا لتوجيه ما يحتاج إليه، بل هما أهم ما يحتاج إليه المقرئ وإلا فخطأه أكثر من إصابته وما أحسن قول الحصري فيه:
لقد يدعي علم القراءات معشر وباعهم في النحو أقصر من شبر
فإن قيل ما إعراب هذا ووجه رأيت طويل الباع يقصر عن فتر
ويعلم من التفسير واللغة طرفا صالحا،، وأما معرفة الناسخ والمنسوخ فمن علوم المجتهدين فلا يلزم المقرئ خلافا للجعبري،، ويلزم حفظ كتاب يشتمل علي القراءة التي يقرأ بها وإلا داخله الوهم والغلط في أشياء،، وإن قرأ وهو غير حافظ فلا بد أن يكون ذاكرا كيفية تلاوته به حال تلقيه من شيخه،،فإن شك فليسأل رفيقه أو غيره ممن قرأ بذلك الكتاب حتي يتحقق، وإلا فلينبه علي ذلك في الإجازة،،فأما من نسي او ترك فلا يقرا عليه إلا لضرورة مثل أن ينفرد بسند عال أو طريق لا يوجد عند غيره، فحينئذ إن القارئ عليه ذاكرا عالما بما يقرأ عليه جاز الأخذ عنه وإلا حرم، وليحذر الإقراء بما يحسن رأيا أو وجها أو لغة دون رواية.

فاذا كنا اخى الحبيب نقسم الناس فى الاتباع فى المسائل الفقهية الى:

تابع وطالب علم وفقيه مقيد و فقيه مطلق فهل نجوّز لانفسنا الاختيار فى كتاب الله ونحن ادرى بحالنا

اخيرا اخى الحبيب: هناك فرق بين الاختيار على سبيل الرواية وقراءة القرآن عموما

فان كنت تقصد قراءة القرآن ولن تقول هى رواية فذلك يجوز كما قال ابن الجزرى رحمه الله

اما على سبيل الرواية فهذا لا يجوز اخى الفاضل

والله تعالى اعلى و اعلم
بارك الله فيك و حفظك على التفاعل مع كل ما يطرح من القضايا، والذي فهمته أنه لا مانع عندك من ذلك ما لم يكن ذلك على سبيل الرواية، وهذا ما أردت أيضا وفقك الله.

ـ[أبو عائشة المغربي]•---------------------------------•[03 - 02 - 10, 03:07 ص]ـ
على أية حال انظر لقراءة الأصبهاني عن ورش فأظنها تعجبك، لكن فيها تسهيل المدود أيضا كما كان يفعل أكثر العرب.
بارك الله فيك
نعم أنا أقرأ بالأصبهاني، لكن لا أحب تسهيل الهمز فيه.

ـ[ميسرة الغريب]•---------------------------------•[03 - 02 - 10, 04:10 ص]ـ
بارك الله فيكم
هلّا حدثتمونا عن الفرق بين طريق الأصبهاني وطريق الأزرق، وفيما إذا كان هناك كبير فرق ... فلو أني درست الأصبهاني على يد شيخ ... هل يمكنني أن أتلقى الباقي لوحدي لتشابههما في الأصول .. أم أن ذلك لا يستقيم للإختلاف في الأصول؟

ـ[أبو عائشة المغربي]•---------------------------------•[03 - 02 - 10, 05:10 ص]ـ
بارك الله فيكم
هلّا حدثتمونا عن الفرق بين طريق الأصبهاني وطريق الأزرق، وفيما إذا كان هناك كبير فرق ... فلو أني درست الأصبهاني على يد شيخ ... هل يمكنني أن أتلقى الباقي لوحدي لتشابههما في الأصول .. أم أن ذلك لا يستقيم للإختلاف في الأصول؟
إذ كنت تتقن الأزرق فالأمر يسير بإذن الله، وهناك بعض المتون والمنظومات في تحديد الفروق بينهما

(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)


ـ[عبد الحكيم بن عبد القادر]•---------------------------------•[03 - 02 - 10, 05:24 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=87441

ـ[ميسرة الغريب]•---------------------------------•[03 - 02 - 10, 05:45 ص]ـ
بوركت أخي
ولكن أنا سأدرس الأصبهاني أولا وليس العكس ... !!

ـ[ميسرة الغريب]•---------------------------------•[03 - 02 - 10, 06:25 ص]ـ
بارك الله فيكم أجمعين
لكن لم يجبني أحد منكم عن سؤالي ... هل يمكن أخذ طريق الأزرق بالدراسة الفردية بعد أخذ الأصبهاني على يد شيخ؟

ـ[أبو عائشة المغربي]•---------------------------------•[03 - 02 - 10, 06:31 ص]ـ
إذن أنصحك أخي الكريم بتحميل مصحف قارئ تونس أبي عبد الله المظفر، لكن رواية الأصبهاني عن ورش وقد سجلها بفاس المغربية وليس برواية قالون، فقد أبدع وأمتع.

ملحوظة: من عنده خبر عن أبي عبد الله المظفر، فقد غابت عنا أخباره.

ـ[عبد الحكيم بن عبد القادر]•---------------------------------•[03 - 02 - 10, 06:58 ص]ـ
رشيد بلعالية برواية ورش عن نافع من طريق الأصبهاني

http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=souraview&qid=1351&rid=31

ـ[محمد الأمين]•---------------------------------•[03 - 02 - 10, 07:02 ص]ـ
بارك الله فيكم أجمعين
لكن لم يجبني أحد منكم عن سؤالي ... هل يمكن أخذ طريق الأزرق بالدراسة الفردية بعد أخذ الأصبهاني على يد شيخ؟

قراءة ورش فيها أحكام لا توجد في طريق الأصبهاني، ولا بد من شيخ تقرئها عليه مثل الإمالة وترقيق الراء وتفخيم اللام.

وهناك فرق في أحكام المد قد تتمكن من تعلمها لوحدك بالاستعانة بمصحف ملون والاستماع لأشرطة المشايخ المتقنين.

ـ[ميسرة الغريب]•---------------------------------•[03 - 02 - 10, 07:21 ص]ـ
بارك الله فيك شيخ محمد ... هذا ما كنت أسأل عنه

ـ[حسين بن محمد]•---------------------------------•[03 - 02 - 10, 07:33 ص]ـ
يحسن بك الاطلاع على (الاختيار عند القراء) للدكتور أمين فلاته، رسالة علمية بجامعة أم القرى.

ـ[المتولى]•---------------------------------•[03 - 02 - 10, 11:30 ص]ـ
أخي الفاضل، قراءة قالون تجوز بها الوجهين.

لا مانع من ذلك. وأنا أحب أن أقرأ قراءة ورش من طريق الأصبهاني مع تغليظ اللام مثل الأزرق (لهجة قريش) ومع تسهيل الهمزات الساكنة مثل أبي جعفر (لهجة عامة قبائل العرب)، لكن أقرئ بهذا في بيتي أما عندما أكون إماماً للناس فلا

بارك الله فيكم اخى الحبيب

هل تفضلت و ذكرت لنا المرجع فى ان قريشا هم الذين يغلظون اللام؟؟؟

ومعذرة لو فيها اثقال عليكم بارك الله فيكم

ـ[محمد الأمين]•---------------------------------•[03 - 02 - 10, 04:37 م]ـ
أحدها هو كتاب لغة قريش لمختار الغوث

ـ[المتولى]•---------------------------------•[03 - 02 - 10, 04:54 م]ـ
جزاك الله خيرا والكتاب عندى ان شاء الله تعالى ولكنى لم اطاع بعد

بارك الله فيكم

ـ[أبو قتادة وليد الأموي]•---------------------------------•[04 - 02 - 10, 05:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:

بداية انقل اليك هذا الموقف عن ابن مجاهد وهو من هو فى القراءات

" سئل بعض تلاميذ ابن مجاهد: لم لا تختار لنفسك قراءة تحمل عنك؟ فقال: نحن الى ان نعمل انفسنا فى حفظ ما مضى عليه أئمتنا احوج منا الى اختيار حرف يقرأ به من بعدنا "

اخى الفاضل -بارك الله فيك -

ما معنى الاختيار فى علم القراءات؟؟؟

الاختيار هو:" ان يعمد من كان اهلا له الى القراءات المروية من بين مروياته فيختار منها ما هو الراجح عنده ويجرد فى ذلك طريقا فى القراءة على حده "

ونستخلص من التعريف شروط الاختيار:

1 - الاهلية: ومعناها ان يكون صاحب الاختيار اهلا لذلك ويتحقق هذا الشرط بما يلى:

أ- ان يكون منتهيا لا مبتدئا , جامعا للقراءات المتاحة له حتى يعلم الصحيح من غيره

وفى ذلك يقول الامام الهذلى: "ويومىء الى ان احدا من القراء لم يختر الا بعد تتبع جميع القراءات"

ب_ ان يكون ذا خلق و دين وعلم باللغة و الرسم و الاسناد

انظر رحمك الله الى كلام ابن مجاهد:

1. فمن حملة القراءات المعرب العالم بوجوه الإعراب والقراءات العارف باللغات ومعاني الكلمات البصير بعيب القراءات المنتقد للآثار فذلك الإمام الذي يفزع إليه حفاظ القرآن في كل مصر من أمصار المسلمين.

2. ومنهم من يعرب ولا يلحن ولا علم له بغير ذلك فذلك كالأعرابي الذي يقرأ بلغته ولا يقدر علي تحويل لسانه فهو مطبوع علي كلامه.

(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)



3. قال ابن مجاهد فيمن لا يؤخذ العلم ومنهم من يؤدي ما سمعه ممن أخذ عنه ليس عنده إلا الأداء لما تعلم لا يعرف الإعراب ولا غيره فذلك الحافظ فلا يلبث مثله أن ينسي إذا طال عهده فيضع الإعراب لشدة تشابهه .... وقد ينسي الحافظ فيضع السماع وتشتبه عليه الحروف فيقرأ بلحن لا يعرفه وتدعوه الشبهة إلي أن يرويه عن غيره ويبرئ نفسه عسي أن يكون عند الناس مصدقا فيحمل ذلك عنه وقد نسيه ووهم فيه وجسر علي لزومه والإصرار عليه، أو يكون قد قرأ علي من نسي وضيع الإعراب ودخلته الشبهة فتوهم.فذلك لا يقلد في القراءة ولا يحتج بقوله.

4. ومنهم من يعرب قراءته ويبصر المعاني ويعرف اللغات ولا علم له بالقراءات واختلاف الناس والآثار فربما دعاه بصره بالإعراب إلي أن يقرأ بحرف جائز في العربية لم يقرأ به أحد من الماضين فيكون مبتدعا وقد رويت في كراهة ذلك أحاديث ... (وقد روي ابن مجاهد آثارا تأمر القراء باتباع الأثر ونكتفي باثنين) عن ابن مسعود:" اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم " وروي أن عليا ـ رضي الله عنه ـ قال: إن رسول الله ـصلي الله عليه وسلم ـ يأمركم أن تقرءوا القرآن كما علمتم ".ا. هـ السبعة صـ 45ـ46

وانظر الى قول النويرى رحمه الله:

" في شرط المقرئ وما يجب عليه" ... وبعد ذكره لما يجب علي المقرئ من إخلاص النية وشهرته بالأمانة وتحذيره من الرياء ومن كراهة قراءة أصحابه علي غيره ثم قال:" ... ويجب عليه قبل أن ينصب نفسه للاشتغال بالقراءة أن يعلم من الفقه ما يصلح به أمر دينه،، ويعلم من الأصول قدر ما يدفع به شبهة طاعن في قراءة،، ومن النحو والصرف طرفا لتوجيه ما يحتاج إليه، بل هما أهم ما يحتاج إليه المقرئ وإلا فخطأه أكثر من إصابته وما أحسن قول الحصري فيه:
لقد يدعي علم القراءات معشر وباعهم في النحو أقصر من شبر
فإن قيل ما إعراب هذا ووجه رأيت طويل الباع يقصر عن فتر
ويعلم من التفسير واللغة طرفا صالحا،، وأما معرفة الناسخ والمنسوخ فمن علوم المجتهدين فلا يلزم المقرئ خلافا للجعبري،، ويلزم حفظ كتاب يشتمل علي القراءة التي يقرأ بها وإلا داخله الوهم والغلط في أشياء،، وإن قرأ وهو غير حافظ فلا بد أن يكون ذاكرا كيفية تلاوته به حال تلقيه من شيخه،،فإن شك فليسأل رفيقه أو غيره ممن قرأ بذلك الكتاب حتي يتحقق، وإلا فلينبه علي ذلك في الإجازة،،فأما من نسي او ترك فلا يقرا عليه إلا لضرورة مثل أن ينفرد بسند عال أو طريق لا يوجد عند غيره، فحينئذ إن القارئ عليه ذاكرا عالما بما يقرأ عليه جاز الأخذ عنه وإلا حرم، وليحذر الإقراء بما يحسن رأيا أو وجها أو لغة دون رواية.

فاذا كنا اخى الحبيب نقسم الناس فى الاتباع فى المسائل الفقهية الى:

تابع وطالب علم وفقيه مقيد و فقيه مطلق فهل نجوّز لانفسنا الاختيار فى كتاب الله ونحن ادرى بحالنا

اخيرا اخى الحبيب: هناك فرق بين الاختيار على سبيل الرواية وقراءة القرآن عموما

فان كنت تقصد قراءة القرآن ولن تقول هى رواية فذلك يجوز كما قال ابن الجزرى رحمه الله

اما على سبيل الرواية فهذا لا يجوز اخى الفاضل

والله تعالى اعلى و اعلم
ما دام اختيار قراءة ثابتة صحيحة ويصح إطلاق أنها قرآن يجوز له القاراءة بها بغض النظر عن كونه منتهيًا أو مبتدئًا ذا خلق أو ليس بذي خلق .... ما لم يخلط بين القراءات خلطًا لا يجوز بوجه كما مثل ابن الجزري بقوله (فتلقى آدمُ من ربه كلماتٌ) ونحو ذلك.

ـ[المتولى]•---------------------------------•[04 - 02 - 10, 11:43 ص]ـ
ما دام اختيار قراءة ثابتة صحيحة ويصح إطلاق أنها قرآن يجوز له القاراءة بها بغض النظر عن كونه منتهيًا أو مبتدئًا ذا خلق أو ليس بذي خلق .... ما لم يخلط بين القراءات خلطًا لا يجوز بوجه كما مثل ابن الجزري بقوله (فتلقى آدمُ من ربه كلماتٌ) ونحو ذلك.

ما دام اختيار قراءة ثابتة صحيحة ويصح إطلاق أنها قرآن يجوز له القاراءة بها بغض النظر عن كونه منتهيًا أو مبتدئًا ذا خلق أو ليس بذي خلق .... ما لم يخلط بين القراءات خلطًا لا يجوز بوجه كما مثل ابن الجزري بقوله (فتلقى آدمُ من ربه كلماتٌ) ونحو ذلك.

بارك الله فيكم ,

هذا ان كان سيقرأ بها لنفسه اما اذا كان سيجلس للإقراء فلابد من الشروط التى ذكرها العلماء

من ان يكون منتهيا فى هذا العلم و على دين ومؤتمن فى نقله

وخلاصة القول هو لكى تختار لابد من ان تتلقى اولا مشافهة ما تختار منه اما ان يأتى احد ويقرأ

كتابا فيه فرش القراءات ثم يختار ما يشاء فهذا نرده من باب درء المفاسد اخى الفاضل والا خرج

علينا كل يوم من يقول انا اخترت قراءة وهذا من حقى

ملحوظة اخيرة اخى الحبيب: نحن وان كان ابن الجزرى عندنا - اهل القراءات - هو امام الفن ولكن

هذا لايمنع بتاتا ان نرد كلامه فى بعض المواضع كما فعل المتولى الازميرى وبعض المحررون

فنحن مع الحجة و الدليل فكلام ابن الجزرى فى جواز الخلط عارضه ائمة من اهل الفن كثيرون

كما عارضوه فى اشتراط صحة السند بدلا من التواتر

وكما قال سيدنا زيد: " القراءة سنة متبعة يأخذها الاخر عن الاول " فلا تأخذ قرآنك من مصحفى

والله تعالى اعلى و اعلم

(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
ـ[أبو عبدالله الفاصل]•---------------------------------•[17 - 02 - 10, 10:58 ص]ـ
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=81408









****************
ارسال شده توسط:
عباس
Wednesday - 22/6/2022 - 8:25

و كان الكسائي يتخيّر القراءات و أدرك أشياخا بالكوفة من القرّاء و الفقهاء و اعتمد فى ما يختاره على حروف رفعت إلى النبيّ- صلّى اللّه عليه و آله-، و حروف رويت عن عليّ بن أبي طالب و الحسن بن عليّ و ابن عبّاس؛ و قرأ حرفا بغير قراءة ابن مسعود و هو قوله تعالى: وَ أَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ‏ و في مصحف عبد اللّه بن مسعود: «و اللّه لا يضيع أجر المؤمنين». (مفاتيح الأسرار و مصابيح الأبرار، للشهرستاني(م548): 1/ 35)

 

 فلا يظنّنّ ظانّ أنّ القراءات المنسوبة إلى هؤلاء القرّاء هي من اختراعاتهم، بل هي اختياراتهم ممّا سمعوها من أوائلهم خلفا عن سلف حتّى ينتهي إلى النبيّ- صلّى اللّه عليه و آله-؛ فقراءات أهل الكوفة و البصرة و كور العراق تنتهي إلى أمير المؤمنين عليّ- رضي اللّه عنه- و عبد اللّه بن مسعود؛ و قراءات أهل الحجاز و تهامة و نواحيها تنتهي إلى عثمان بن عفّان و أبيّ بن كعب و زيد بن ثابت- رضوان اللّه عليهم-؛ و قراءات أهل الشام و كورها تنتهي إلى عثمان بن عفّان- رضي اللّه عنه-؛ و مخرج قراءات هؤلاء من قراءة النبيّ- صلّى اللّه عليه و آله-، فليس لأحد من الصحابة و التابعين و غيرهم أن يقرأ بحرف من اختراعه لم يسبق إليه‏. (مفاتيح الأسرار و مصابيح الأبرار، للشهرستاني(م548): 1/ 37)

 

 






****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Tuesday - 11/10/2022 - 12:2

 

١٣٨ - أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني مالك قال: كان عبد الله بن الزبير يؤم الناس بمكة، فكان يقرأ قراءة، فعاب عليه بعض الناس قراءته، وقالوا له: إن الناس يقرؤون غير هذه القراءة؛ فقال: وددت أني أقرأ قراءتكم، ولكن جرى لساني على هذه القراءة.
--------
ص60 - كتاب تفسير القرآن من الجامع لابن وهب - في اختلاف حروف القرآن - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/37361/863#p1













****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Sunday - 11/12/2022 - 10:37

الاختيار في القراءات بعد أن عرفنا مصادر القراءات و وجوه و أسباب اختلافها، ننتقل الى التعريف باختياراتها، النابعة من تلكم المصادر و الوجوه.
قلت فيما مضى من تاريخ القراءات: في النصف الثاني من القرن الاول الهجري و النصف الاول من القرن الثاني الهجري كانت مرحلة نشوء الاختيار في القراءات، حيث قام كل فرد من القراء في تلكم الفترة بالنظر فيما روى من حروف قرائية مختلفة و اختار من بينها حروفه على أساس من مقياس معين انتهجه في الموازنة و الاختيار، قد يرجع الى مستوى وثاقة السند، و قد يرجع الى قوة الوجه في العربية و قد يرجع الى مطابقة الرسم، و ربما رجع الى عوامل أخرى.
ثم بعد اختياره يتبناه فينسب اليه، و يسمى اختياره و حرفه.
و في ضوئه: نستطيع أن نعرف الاختيار: بأنه الحرف الذي يختاره القارئ من بين مروياته مجتهدا في اختياره.
فنافع - مثلا - قرأ على سبعين من التابعين و اختار مما قرأه و رواه عنهم ما اتفق عليه اثنان و ترك ما سواه. و هكذا سائر القراء.
و عبارة القرطبي التالية تعطينا صورة واضحة عما قلت، قال في تفسيره :
«و هذه القراءات المشهورة هي اختيارات أولئك الأئمة القراء، و ذلك أن كل واحد منهم اختار مما روي و علم وجهه من القراءات ما هو الاحسن عنده و الاولى، فالتزمه طريقة و رواه و أقرأ به و اشتهر عنه و عرف به، و نسب اليه، فقيل حرف نافع و حرف ابن كثير».
و تعرفنا على معنى الاختيار في القراءات يؤكد لنا أيضا أن اجتهاد القراء لم يكن في وضع القراءات - كما توهم البعض - و انما في اختيار الرواية، و فرق بين الاجتهاد في اختيار الرواية و الاجتهاد في وضع القراءة.
و الحظر المجمع عليه عند المسلمين منصب على الاجتهاد في وضع القراءة لا الاجتهاد في اختيار الرواية. و اليه يشير ابن الجزري بقوله عن نسبة القراءة الى القارئ بأنها «اضافة اختيار و دوام و لزوم لا اضافة اختراع و رأي و اجتهاد.
و يعني بذلك أن القارئ يختار القراءة و يداوم عليها و يلزمها، حتى يشتهر بها و يقصد اليه فيها فتنسب اليه.

و الاختيار عند القراء الاوائل كالسبعة أو العشرة أو من سبقهم أو عاصرهم كان ينبع من المصادر و الوجوه كما أسلفت.و الاختيار عند العلماء و أهل الاداء ممن تأخر عن أولئك السلف الصالح من القراء كان اختيارا من و في حروف القراء السبعة أو العشرة كاختيارات الداني و ابن الجزري من المتقدمين، و اختيارات الضّباع و الحصري من المحدثين.(القراءات القرآنیه(للشیخ عبدالهادی الفضلی)، ص ١٠۵-١٠۶).