فهرست عامالسورةفهرست قرآن كريم

بسم الله الرحمن الرحیم

آية بعدآية [3431] در مصحف از مجموع [6236]آية قبل

30|22|وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ



فهرست علوم
صفحه اصلي مباحث لغت
العربية

أوي

الف
أوي

حروف-کلمات-آیات-سور-أجزاء






التحقيق فى كلمات القرآن الكريم ؛ ج‏1 ؛ ص200
أوى‏
مصبا- أَوَى‏ الى منزله يَأْوِي أَوْياً من باب ضرب: أقام، و ربّما عدّى بنفسه فقيل أوى منزله. و المأوى بفتح الواو: لكلّ حيوان سكنه. و آويت زيدا. و الْآيَةُ: العلامة، و الجمع آي و آيات. و الآية من القرآن: ما يحسن السكوت عليه. و الآية العبرة. قال سيبويه: العين واو و اللام ياء من باب شوى. و قال الفرّاء: الأصل آيية فحذفت الّلام تخفيفا.
صحا- أَوَىَ‏: الْمَأْوَى‏ كلّ مكان يأوي اليه شي‏ء ليلا أو نهارا. و قد أوى فلان الى منزله يَأْوِي أُوِيّاً على فعول و إِوَاءً. و قوله تعالى: سَآوِي‏ إِلى‏ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ. و آويته إيواءً.
مقر- أَوَى‏: المأوى مصدر أوى يأوى أويّا و مأوى، تقول- أوى الى كذا: انضمّ اليه. و آواه غيره يؤويه إيواء.
لسا- أَوَا: أويت منزلي و الى منزلي أُوِيّا و إِوِيّا، و أَوَّيْتُ و تَأَوَّيْتُ و اتّويت: كلّه عدت.
مقا- أَوَى‏: أصلان، أحدهما التجمّع، و الثاني الإشفاق. قال الخليل:
يقال أوى الرجل الى منزله و آوَى‏ غيره أويّا و إيواء، و يقال أوى إواء أيضا، و الاوىّ أحسن.



التحقيق فى كلمات القرآن الكريم، ج‏1، ص: 201
و المأوى مكان كلّ شي‏ء يأوى اليه ليلا أو نهارا، و أوت الإبل الى‏أهلها تأوى أويّا فهي آوية. قال الخليل: التأوّى التجمّع. يقال تأوّت الطير، إذا انضمّ بعضها الى بعض، و هنّ أوىّ و متأويّات. و الأصل الآخر: قولهم أويت لفلان آوى له مأوية: و هو أن يرقّ له و يرحمه.
و التحقيق‏
أنّ أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة: هو القصد ابتداء أو عودا الى مقام ماديّا أو معنويّا بقصد السكنى و الاستقرار أو الاستراحة.
إِذْ أَوَى‏ الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ‏- 18/ 10.
أى قصدوا الكهف و ساروا اليه، ليستريحوا فيه و ليتخلّصوا من شرور الأعداء.
إِذْ أَوَيْنا إِلَى الصَّخْرَةِ- 18/ 63.
أى حين أن قصدناها للاستراحة.
سَآوِي‏ إِلى‏ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي‏- 11/ 43.
أى أسير اليه للتخلّص من الماء و للعصمة.
آوى‏ إِلَيْهِ أَخاهُ‏- 12/ 69.
أى دعاه ليجلسه عنده و يضمّه اليه و يجعله في كنفه.
هذا هو المعنى الحقيقي، و أمّا التجمّع و الإشفاق و الانضمام و الرقّة و الرحمة و العود و غيرها: فهي من لوازم هذا المعنى و تستفاد منها بالقرائن.
فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ‏ الْمَأْوى‏ ...، وَ مَأْواكُمُ‏ النَّارُ* ...، وَ مَأْواهُ‏ جَهَنَّمُ* ...، وَ مَأْواهُمُ‏ النَّارُ*.
فانّ‏ مَنْ طَغى‏ عن سبيل الحقّ‏ وَ آثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا على الحيوة العليا و اتّخذ من‏



التحقيق فى كلمات القرآن الكريم، ج‏1، ص: 202
دون اللّه أربابا و نسى لقاء اللّه: فانّ مقصده و مأواه ليس إلّا الجحيم و لا يرى مأوى له إلّا النار و لا يجد مقاما للاستراحة إلّا جهنّم‏ وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ*.
و هذا الْمَأْوَى‏ اختياره بسوء نظره، كما أنّ الحيوة الدنيا في هذه النشأة المادّيّةإنّما تحقّقت و اختيرت بسوء انتخابه و اختياره، فهو لا يحبّ سواه و لا يريد غيره و لا يختار إلّا النار و لا يسير إلّا اليه.
أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى‏ شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ‏- 9/ 109.
آية
مقا- أَيِيَ: و أصل آخر و هو التعمّد، يقال: تَآيَيْتُ‏ على تفاعلت، و أصله تعمّدت آيته و شخصّه. قالوا و أصل آية: أءية بوزن أعية، مهموز همزتين فخفّفت الأخيرة.
قال سيبويه: موضع العين من الآية واو، لأنّ ما كان موضع العين منه واوا و الّلام ياء اكثر ممّا موضع العين و الّلام منه ياءان. قال الأصمعىّ: آية الرجل شخصه. قال الخليل: خرج القوم بآيتهم أى بجماعتهم، و منه آية القرآن لأنّها جماعة حروف، و الجمع آي و إِيَاةُ الشمس ضوءها، و هو من ذاك لأنّه كالعلامة.
لسا- قال ابن برى: لم يذكر سيبويه أنّ عين آية واو، و انّما قال أصلها ياء و هو أيّة، فأبدلت الياء الساكنة ألفا.
و التحقيق‏
أنّ هذه الكلمة مأخوذة من مادّة أوى يأوى بمعنى التوجّه و القصد الى مقام ليستريح فيه، فهي على وزان فعلة، و هذه المادّة كثير استعمالها من اليأى [أيى‏] و إن‏



التحقيق فى كلمات القرآن الكريم، ج‏1، ص: 203
كان معناه قريبا منها و هو التعمّد.
فالآية ما يكون موردا للتوجّه و القصد الى المقصود و وسيلة للوصول بها اليه، و هذا المعنى منظور في جميع موارد استعمالها.
وَ لا تَتَّخِذُوا آياتِ‏ اللَّهِ هُزُواً- 2/ 231.
فهي كلّ ما يكون موردا للقصد و التوجّه للوصول الى اللّه تعالى و معرفته. تِلْكَ‏ آياتُ‏ الْكِتابِ‏ 10/ 1.
أى آيات من الكتاب الّذى عند اللّه تعالى من الحقائق و المعارف و العلوم الثابتة، و هو الكتاب المبين و الكتاب الحكيم، و القرآن المبين- تِلْكَ‏ آياتُ‏ الْكِتابِ وَ قُرْآنٍ مُبِينٍ‏ فانّ ذلك الكتاب باعتبار الضبط كتاب و باعتبار قرائته قرآن. راجع الكتاب و القرآن.
و اطلاق كتاب و القرآن على هذه المجموعة باعتبار أنّها مظهر تامّ و مصداق كامل و مرتبة نازلة جامعة منه، و هي في الحقيقة آيات منه.
ذلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ‏ الْآياتِ‏ وَ الذِّكْرِ الْحَكِيمِ‏ ...، تِلْكَ‏ آياتُ‏ اللَّهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ* ...، قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ‏ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ‏ ...، وَ كَذلِكَ أَنْزَلْناهُ‏ آياتٍ‏ بَيِّناتٍ‏ ...، تِلْكَ‏ آياتُ‏ الْقُرْآنِ وَ كِتابٍ مُبِينٍ‏ ...، يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ‏ آياتِ‏ رَبِّكُمْ‏ ...، رَسُولًا يَتْلُوا عَلَيْكُمْ‏ آياتِ‏ اللَّهِ مُبَيِّناتٍ‏ ...، كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ‏.
فأطلقت الآيات على مجموع أجزاء القرآن.
بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ...، إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ‏ ...، إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ‏ ...، الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ‏.



التحقيق فى كلمات القرآن الكريم، ج‏1، ص: 204
فتدلّ على أنّ القرآن مرتبة نازلة من اللوح و الكتاب المكنون.
لا رَطْبٍ وَ لا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ‏ ...، ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْ‏ءٍ ...، كَفى‏ بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ‏ ...، وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ‏ ...، كُلٌّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ‏ ...، إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ* ...، كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً*.
فتدلّ على أنّ الكتاب المبين و أمّ الكتاب هو الّذى عند اللّه تعالى.
وَ إِنْ يَرَوْا كُلَ‏ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها- 6/ 25.
كلّ آية تكوينيّة أو تشريعيّة.
هذِهِ ناقَةُ اللَّهِ لَكُمْ‏ آيَةً- 7/ 73.
يتوجّه اليها و يسلك بها الى اللّه تعالى.
أىّ‏
مقا- أيي‏: أصل واحد و هو النظر، يقال تَأَيَّى يَتَأَيَّى تَأَيِّياً: تمكّث.
تَأَيَّيْتُ‏ الأمر: انتظرت إمكانه. و أصل آخر و هو التعمّد، تَآيَيْتُ: تعمّدت.
صحا- أيا: و أَيٌ‏ اسم معرب يستفهم بها، و يجازى، فيمن يعقل و فيما لا يعقل، تقول‏ أَيُّهُمْ‏ أخوك، و أيّهم يكر منى أكرمه و هو معرفة للإضافة، و قد تترك الاضافة و فيه معناها. و قد يكون بمنزلة الّذى فيحتاج الى صلة تقول أيّهم في الدار أخوك. و قد يكون نعتا- مررت برجل أىّ رجل، و قد يتعجّب بها. قال الفرّاء: أىّ يعمل فيه ما بعده و لا يعمل فيه ما قبله. و إذا ناديت اسما فيه الألف و اللام أدخلت بينه و بين حرف النداء: أَيُّهَا فتقول يا أيّها الرجل، فأىّ اسم مبهم مفرد معرّفة بالنداء مبنىّ على الضمّ، و ها حرف تنبيه و هي عوض ممّا كانت أىّ تضاف إليه، و ترفع الرجل لأنّه صفة أىّ‏



التحقيق فى كلمات القرآن الكريم، ج‏1، ص: 205
و قد تدخل على أىّ الكاف فينقل الى تكثير العدد بمعنى كم في الخبر، و تكتب تنوينه نونا، نحو كأيّن رجلا لقيت، تنصب ما بعده على التمييز. و أى و أيا من حروف النداء في القريب، و الثاني في البعيد أيضا. و أى كلمة تتقدّم التفسير. و إي كلمة تتقدّم القسم و معناها بلى.
مصبا- أَيٌ‏: تكون شرطا و استفهاما و موصولة، و هي بعض ما تضاف اليه، و ذلك البعض مبهم مجهول، و تزاد ما، عليها نحو أَيُّمَا إهاب دبغ فقد طهر. و الاضافة لازمة لها لفظا أو معنى، و هي مفعول إن أضيفت اليه، و ظرف زمان أو مكان إن أضيفت اليهما. و الأفصح استعمالها في الشرط و الاستفهام بلفظ واحد للمذكّر و المؤنّث- فَأَيَ‏ آياتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ‏. و الأحسن في الموصولة كذلك.
لسا- أَيَّا: و تَأَيَّا أى توقّف و تمكّث، تقديره تعيّا، و يقال قد تأيّيت على تفعّلت أى تلبّثت و تحبّست. و يقال ليس منزلكم بدار تئيّة أى بمنزلة تلبّث و تحبّس.
و التحقيق‏
أنّ كلمة أىّ مأخوذة من هذه المادّة، و الإبهام يناسب التلبّث و التمكّث و التحبّس، فانّ المتكلّم يتلبّث و يتمكّث في إظهار مراده و لا يحبّ التصريح به لأىّ غرض كان.
ثمّ إنّ المعنى الحقيقىّ لهذه الكلمة: هو الأمر المطلق و الشي‏ء المبهم، و هذا المعنى يتقيّد بقيود مختلفة باختلاف الموارد و القرائن الحاليّة و المقاميّة و الكلاميّة، من الشرط و الاستخبار و الصلة و غيرها، فهي قابلة لأن تكون وسيلة للاستفهام أو للشرط أو للموصول أو للتّعجّب، بأن تقع في كلّ من هذه الموارد و المقامات، و ليست هذه المعاني جزءا من مفهومها:



التحقيق فى كلمات القرآن الكريم، ج‏1، ص: 206
فَبِأَيِ‏ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ* ...، فَبِأَيِ‏ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى‏ ...، فَأَيَ‏ آياتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ‏.
تدلّ على الاستفهام بلحن الكلام.
أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‏.
أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَ‏- 28/ 28.
تدلّ على الشرط و الجزاء باللحن و القرينة المقاليّة.
ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ‏ أَشَدُّ ...، لا تَدْرُونَ‏ أَيُّهُمْ‏ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً.
فقد وقعت في مقام يقتضى أن تكون موصولة بمعنى الّذى هم أشدّ.
أَيُّهَا النَّاسُ* ...، أَيُّهَا الَّذِينَ* ...، يا أَيُّهَا النَّبِيُّ* ...، يا أَيُّهَا الرَّسُولُ* ...، يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ...، يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ‏.
فقد وقعت‏ أيٌ‏ موصولة مع ها للتنبيه بين يا حرف النداء و المنادى المعرّف بالّلام: للدلالة على التعظيم و التفخيم للمنادى أو لتفخيم الموضوع أو للتنبيه على أهميّة الحكم، أو لجلب التوجّه أو غيرها.
وَ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ‏- 24/ 31.
في نثر المرجان، قال الداني: و كلّ شي‏ء في القرآن من ذكر أيّها فهو بالألف إلّا ثلثة مواضع، أوّلها في النور، و إنّما حذف الألف لالتقاء الساكنين و هما الألف و اللام بعدها.
يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ...، أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ‏.
قد ذكرت مؤنثّة في الموردين- إشارة الى التعيين و التثبيت الكامل، و توجيه المخاطب و تنبيهه على الحكم.



التحقيق فى كلمات القرآن الكريم، ج‏1، ص: 207
إيّا
شرح الرضى- الضمائر: و اختلف النحاة فقال سيبويه و الخليل و الأخفش و المازني و أبو على: إنّ الاسم المضمر هو إيّا، إلّا أنّ سيبويه قال: ما يتّصل به بعده حرف يدلّ على أحوال المرجوع اليه من التكلّم و الغيبة و الخطاب، لما كان‏ إيّا مشتركا كما هو مذهب البصريّين في التاء الّتى بعد أن في أنت، و قال الآخرون: ما يتّصل به أسماء أضيفت‏ إيّاه‏ اليها، و هو ضعيف لأنّ الضمائر لا تضاف و قال بعض الكوفيّين و ابن كيسان من البصريّين: إنّ الضمائر هي اللاحقة بإيّا و إيّا دعامة لها ليصير بسببها منفصلة، و ليس هذا القول ببعيد من الصواب.
و التحقيق‏
أنّ هذه الكلمة مأخوذة من مادّة أىّ بمعنى التعمّد و التلبّث و التمكّث، و لمّا كان المفعول بالنسبة الى الفعل و الفاعل متأخّرا في الرتبة و الذكر و التفهيم و التفاهم: فناسب أن يتّصل ضميره الراجع اليه، لفظ يدلّ على التأخّر و التلبّث حتى يتوجّه المخاطب بالكلام الى المقصود، و هذا بخلاف الفاعل المتّصل بالفعل الملازم له على أىّ حال لازما أو متعديّا.
إِيَّاكَ‏ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ‏ نَسْتَعِينُ‏ ...، فَإِيَّايَ‏ فَاعْبُدُونِ‏ ...، إِنْ كُنْتُمْ‏ إِيَّاهُ‏ تَعْبُدُونَ* ...، نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَ إِيَّاكُمْ‏.
أى، إي‏
صحا- أَيَا: و أيا من حروف النداء ينادى بها القريب و البعيد، تقول أيا زيد



التحقيق فى كلمات القرآن الكريم، ج‏1، ص: 208
أقبل. و أي‏ مثال كى، حرف ينادى بها القريب دون البعيد، تقول‏ أَي‏ زيد أقبل، و هي أيضا كلمة تتقدّم التفسير، تقول أى كذا بمعنى يريد كذا. كما انّ إي بالكسر كلمة تتقدّم القسم معناها بلى، تقول‏ إِي وَ رَبِّي‏، إي و اللّه.
كافيه- حروف النداء، الإيجاب: أَيَا و هيا للبعيد، و أى و الهمزة للقريب. نعم و بلى و إِي‏ و أجل، فنعم مقرّرة لما سبقها. و بلى مختصّة بإيجاب النفي.
و إي إثبات بعد الاستفهام و يلزمها القسم.
المغني- إِي‏: حرف جواب بمعنى نعم. فيكون لتصديق المخبر و لإعلام المستخبر و لوعد الطالب، فتقع بعد قام زيد، و هل قام زيد، و اضرب زيدا، كما تقع نعم بعد هنّ. و زعم ابن الحاجب: إنّها إنّما تقع بعد الاستفهام نحو- وَ يَسْتَنْبِئُونَكَ أَ حَقٌّ هُوَ قُلْ‏ إِي‏ وَ رَبِّي‏، و لا تقع عند الجميع إلّا قبل القسم.
و التحقيق‏
أنّ هذه الكلمات حروف تدلّ على معاني في متعلّقاتها، من احداث معاني النداء و الإيجاب و التفسير في مدخولاتها، و ليس ببعيد أن نقول: إنّ الواضع حين وضعها كان متوجّها الى مادّة أوى- أيى، لوجود المناسبة بين تلك الموادّ و هذه الكلمات لفظا و معنى كما لا يخفى.
فانّ التعمّد و القصد في النداء، و كذا في التفسير، ظاهر. و أمّا الإيجاب: فهو ايضا تعيين أحد طرفى القضيّة و قصده بعينه.





********************
المعجم الاشتقاقي المؤصل (4/ 2329)
محمد حسن حسن جبل (1931 - 2015 م = 1350 - 1436 هـ)
تراكيب مكونة من أحرف علة
• (أوو / أوى):
{وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات: 40 - 41].
"أَوَيت منزلي، وإلى منزلي. أويت الرجلَ إلى وآويته. أويت فلانًا: أويت إليه. المأوَى: المنزل، كل مكان يأوي إليه شيء ليلًا أو نهارًا. "على أن تُؤْوُني وتنصروني أي تضموني إليكم وتحوطوني ". أوى إليه أَوْيةً وأيّةً: رَقّ ورَثَى له أَشْفَقَ عليه. اسْتَأْوَيته: استرحمته. تأوَّى الجُرْح: تقارب للبرء ".

° المعنى المحوري ضَمٌّ مع ضعف ما -كما في الإيواء للنصرة والحياطة، وكما في تأوِّى الجُرْح، فإنّ تقاربه للبرء يتمثل في تضامّه. وكما في الأُويّ إلى المنزل، وكذا إيواء الرجل، وكذا المأوى المنزل، فكل ذلك لا يستعمل فيه (أَوَى) إلا لضعفٍ ما - كالحاجة إلى الحماية من عدوّ أو مخوف أو جوٍّ يضر التعرض له، وكالحاجة إلى الراحة أو إحساس الآوى بحاجة المأويّ إلى العطف ونحوه. وقولهم: "أَوَى له: رَقَّ ورَثَى له أشفق عليه "هو مما برز فيه الضعف أكثر، ويتمثل الضم في التألم له والرثاء والإشفاق فكل ذلك مشاركة في الألم وانضمام إلى من يعاني منه فيه. وقولهم: "الأوَّة- بالضم: الداهية "هي من نفس هذا المعنى المحوري لكن مع زيادة الضعف. فالداهية - والعياذ بالله - مُضْعِفة مُوهِية، والضم فيها إصابتها -كما تسمى نازلة. ومن هذه الواوية أيضًا قالوا: "أوِّ مِن كذا: على معنى التحزن / تشكِّى مشقةٍ أو همٍّ أو حُزن ".
والذي في القرآن من التركيب أكثره من الأُوِيّ أو الإيواء: الضمّ لمعنى مما ذكرناه: الحماية .. {إذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ} [الكهف: 10] {وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا} [الأنفال: 72] {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوي إِلَيكَ مَنْ تَشَاءُ} [الأحزاب: 51] .. وسائر ما في القرآن من التركيب مثل {وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ} [آل عمران: 162] {وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ} [آل عمران: 151] {فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات: 39] .. هو مما اقتُصِر فيه على معنى الضم. وقد ينظر إلى الأصل فيحمل معنى التهكم أيضًا.
وأما (أَوْ) العاطفة فهي من المعنى المحوري أيضًا لأن العطف ضَمّ. ويتمثل الضعف في معناها في التردد بصوَرِه الكثيرة. فمنه تعديد الحالات {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [النساء: 43، المائدة 6] (أو) الأولى تخيير (تعديد حالات) و (أو) في (أو جاء أحد منكم من الغائط) بمعنى واو الحال، (أو) الثالثة معطوفة على ما قبلها بمعناها (أي هذه من تعديد الحالات) {وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا} [الإنسان: 24] هذه للتخيير، ولكنها في النفي تعني لا هذا ولا هذا. فالنهي هو عن طاعة كل منهما. {لَيسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ} [آل عمران: 128] قيل إنها للتخيير وجملة {لَيسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيءٌ} معترضة. وقيل إنها بمعنى (إلا أن) [ينظر بحر 8/ 56]. {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ} [الصافات: 147] قيل إن الترديد حسب نظر البشر وحَزْرهم لو رأوهم، وقيل إنها بمعنى الواو، وبمعنى بل. [ينظر بحر 7/ 360 {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [سبأ: 24] هي للإبهام وله هنا غرضان: عدم صدم الخصم باتهامه بالضلال مباشرة- وهذا ما عبر عنه باللطف في الدعوة، ثم دفع الخصم للتفكير والموازنة [ينظر بحر 7/ 267] وينظر [ل] أيضًا في كل ما ذكر عن أو- تركيب [أوا].

• (أبي، إِي):
{الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ} [يونس: 1] جاء في [ل رنب] "قال خطام المجاشعي:
لم يَبْقَ من آي بها يُحَلَّيْن ... غيرُ خِطام ورَمادٍ كِنفين ... وغيرُ وَدٍّ جاذل أو وَدَّيْن
وصاليات ككما يُؤَثْفين) اهـ.
وقال آخر {لم يُبقِ هذا الدهرُ من آيائه ... غيرَ أثافيه وأرمدائه}
"آيةُ الرجل: شخصُه. خرج القوم بآيتهم. بجماعهم لم يَدَعوا شيئًا ".

° المعنى المحوري بقاء الشيء في مكانه شاخصًا (أي مجسمًا) علامةً لشيء. كالآي التي ذكرها خطام المجاشعي في شعره (الخِطام، والرَماد، والوَتِد، والأَثافي)، وفي البيت الآخر أطلق الآيات على الأثافي أيضًا والرماد. وكشخص الرجل. وقول الشاعر:
توهمت آياتٍ لها فعرفتها ... لستة أعوان، وذا العامُ سابعُ
فهذه كلها أشياء مادية شاخصة باقية في المكان دالة عل ما كان فيه. وقولهم "خرج القوم بآيتهم أي جماعتهم لم يَدَعوا شيئًا، معناه أنهم حملوا ما شأنه أو المعتاد أن يكون قائمًا. وفي العبارة معنى الكثرة والجسامة أيضًا. ومن هذه الجسامة المادية {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ} [الشعراء: 128] عَلَمًا أو قصورًا طوالًا .. [بحر 31/ 7] وربما كان معها مقصد من الدلالة كبيان العظمة أو القدرة.
ومن معنى البقاء قالوا "التأيَى: التنظُّر والتُؤّدة / التوقف والتمكث. تأيَّيتُ عليه: تثبتُّ وتمكثثُ، دار تَئِية - كغنِيّة: تلبُّث وتحبُّس ". ثم قالوا "موضعٌ مَأبيُّ الكلأ أي وخيمُه "ووخامة المطعم تتمثل في عدم هضمه وجريانه في مجاريه إلى نهايته، فهذا بقاء، وهو يلزمه الثقل والإحساس بالجسامة.
ومن ملحظ البقاء والشخوص (القيام) والجسامة كذلك "إِيَا النَبْتِ وأَياؤه: حُسْنُه وزَهره على التشبيه ولا تشبيه. ومن الإصابة "تَأَيَّيته: تعمدتُ آيته آي شخصه وقَصَدتُه ".
ومن الجسامة الآية من القرآن الكريم "لجماعة من حروف القرآن "أي كلماته {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا} [البقرة: 106] وهذا الاستعمال كثير في القرآن. ويجزم به وجود التلاوة في السياق، أو السمع، أو الدرس، أو الإحكام، أو العلم، أو النسخ، أو التبديل، أو القَصّ، أو إضافة لفظ آية أو آيات إلى الكتاب أو القرآن، فالآية جملة كلمات كما قالوا، وهي من الجسامة في المعنى المحوري مع ما فيها ووراءها من دلالات أيضًا.
ومن كون الشيء المجسم الشاخص علامة على شيء كان كما سبق: كثُر في القرآن الكريم لفظ (آية) بمعنى (أ) علامة إعجازية {هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً} [الأعراف: 73] أي علامة على صدق النبي - عليه السلام - (سيدنا صالح هنا) وأنه مرسل من عند الله. (ب) علامة لأمر من عند الله وإن لم يكن من باب المعجزات {قَال رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَال آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إلا رَمْزًا} [آل عمران: 41]. (ج) علامة دالة على وجود الخالق وصُنعه في هذا الكون من مثل {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ} [فصلت: 53]. والمناسب للاستقبال في {سَنُرِيهِمْ} هو ما كشفه العلم (في الآفاق) عن غلاف الأرض والمجموعة الشمسية والمجرات إلخ. و {وَفِي أَنْفُسِهِمْ} عن أسرار بدن الإنسان وأسرار الأرض والنبات إلخ. [وينظر بحر 7/ 483] عما قاله بعض المفسرين القدماء.
ومن البقاء علامةً ودلالةً "الآية: العبرة " [ل] فإنما العبرة أمر وقع ومضى لكن بقي ما يُتَّعَظ به منه ويتخذ مثلًا- وهي من: "العبور: المجاوزة "أي من زمن إلى زمن ومن حدث وموقف إلى حدث وموقف آخر ثم مع ذلك من الشخوص كما سُمِّي المَثَل من المثول لانتصابه مَضرِبا. {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} [يوسف: 7]. وقد فسرت الآيات هنا أيضًا بالعلامات والدلائل [بحر 5/ 282] فـ (الآية) و (الآيات) لا يخرج معناها عما ذكرنا. والسياق يميز.
ومن التشخص والتجسم (أيّ) التي ينادَي بها ما فيه (ال) كقولك (يا أيها الرجل ويا أيتها المرأة). فالنداء موجه لشخص المنادَى أو المخاطَب {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} [البقرة: 21] {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} [الفجر: 27].
وكذلك الأمر في (أيّ) في استعمالاتها الأخرى وهي تعود إلى كونها اسم موصول. واسم الموصول يعبر (في الأصل) عن شيء (شخص / جسم) تُعيّنُ المقصودَ به صلتُه- كقوله تعالى {ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ} [مريم: 69] أي الذي هو أشد. ومنه أيّ الشرطية {أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الإسراء: 110]. وهي والموصولية من باب واحد بدليل دخول الفاء في قولهم "الذي يأتي (السوق) فله درهم "فالموصول شبيه بالشرط، والفاء داخلة على شبه جواب الشرط [مغني اللبيب تحـ المبارك وحمد الله 1/ 219] وتستعمل (أيّ) للاستفهام {فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا} [التوبة: 124 {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} [المرسلات: 50]. ولاستعمالها في الاستفهام رافدان (أ) كونها في الأصل تعبر عن شيءٍ عام، أعني غيرَ معين بالذات (أي أَثَر من آثار الرَبع الباقية كما أسلفنا) (ب) أنها تعبر في الأصل أيضًا عن كثرةٍ (أخذا من التجسم). وعدم التعيين والكثرة يتطلبان تحديدًا وتعيينًا، ومن هنا استعملت في الاستفهام المطلوب به التعيين.
وتستعمل أيّ معبرة عن الكمال مثل "زيد رجل أيّ رجل "والكمال يؤخذ من الجسامة في المعنى المحوري.
أما (إي) بالكسر فهي حرف جواب بمعنى نعم، وهو إثبات يؤخذ من بقاء الشيء في مكانه في المعنى المحوري. وتختص بالمجيء مع القسم إيجابا لما سبقه من الاستعلام [تاج {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ} [يونس: 53].
* * *
اللهم ألق القبول الحسن على ما في هذا الكتاب من حق، وارزقه الذيوع، ويسر التفهم، وانفعني وذريتي والمسلمن وأهل الدراسات العربية بما فيه في الدنيا والآخرة. وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان اللهم آمين. والحمد لله رب العالمين.
تم الكتاب بعون الله تعالى
والحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات