فهرست عامالسورةفهرست قرآن كريم

بسم الله الرحمن الرحیم

آية بعدآية [736] در مصحف از مجموع [6236]آية قبل

5|67|يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ










(5:67:1:1) ya`^ VOC PREFIX|ya+ -24936-@@@@(5:67:1:2) >ay~uhaA N STEM|POS:N|LEM:>ay~uhaA|NOM -24937-@@@@(5:67:2:1) {l DET PREFIX|Al+ -24938-@@@@(5:67:2:2) r~asuwlu N STEM|POS:N|LEM:rasuwl|ROOT:rsl|M|NOM -24939-@@@@(5:67:3:1) bal~igo V STEM|POS:V|IMPV|(II)|LEM:bal~ago|ROOT:blg|2MS -24940-@@@@(5:67:4:1) maA^ REL STEM|POS:REL|LEM:maA -24941-@@@@(5:67:5:1) >unzila V STEM|POS:V|PERF|PASS|(IV)|LEM:>anzala|ROOT:nzl|3MS -24942-@@@@(5:67:6:1)





دیتای صرفی-کامپیوتر نور
<Word entry="يَا" sureh="5" aye="68" id="17200">
<Subword subEntry="يَا" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="أَيُّهَا" root="ءيي" sureh="5" aye="68" id="17201">
<Subword subEntry="أَيُّهَا" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="الرَّسُولُ" root="رسل" sureh="5" aye="68" id="17202">
<Subword subEntry="الْ" IsBase="0" />
<Subword subEntry="رَسُولُ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="بَلِّغْ" root="بلغ" sureh="5" aye="68" id="17203">
<Subword subEntry="بَلِّغْ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="مَا" sureh="5" aye="68" id="17204">
<Subword subEntry="مَا" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="أُنْزِلَ" root="نزل" sureh="5" aye="68" id="17205">
<Subword subEntry="أُنْزِلَ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="إِلَيْكَ" sureh="5" aye="68" id="17206">
<Subword subEntry="إِلَيْ" IsBase="0" />
<Subword subEntry="كَ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="مِنْ" sureh="5" aye="68" id="17207">
<Subword subEntry="مِنْ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="رَبِّكَ" root="ربب" sureh="5" aye="68" id="17208">
<Subword subEntry="رَبِّ" IsBase="1" />
<Subword subEntry="كَ" IsBase="0" /></Word>
<Word entry="وَ" sureh="5" aye="68" id="17209">
<Subword subEntry="وَ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="إِنْ" sureh="5" aye="68" id="17210">
<Subword subEntry="إِنْ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="لَمْ" sureh="5" aye="68" id="17211">
<Subword subEntry="لَمْ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="تَفْعَلْ" root="فعل" sureh="5" aye="68" id="17212">
<Subword subEntry="تَفْعَلْ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="فَمَا" sureh="5" aye="68" id="17213">
<Subword subEntry="فَ" IsBase="0" />
<Subword subEntry="مَا" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="بَلَّغْتَ" root="بلغ" sureh="5" aye="68" id="17214">
<Subword subEntry="بَلَّغ" IsBase="1" />
<Subword subEntry="ْتَ" IsBase="0" /></Word>
<Word entry="رِسَالَتَهُ" root="رسل" sureh="5" aye="68" id="17215">
<Subword subEntry="رِسَالَةَ" IsBase="1" />
<Subword subEntry="هُ" IsBase="0" /></Word>
<Word entry="وَ" sureh="5" aye="68" id="17216">
<Subword subEntry="وَ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="اللَّهُ" root="ءله" sureh="5" aye="68" id="17217">
<Subword subEntry="اللَّهُ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="يَعْصِمُكَ" root="عصم" sureh="5" aye="68" id="17218">
<Subword subEntry="يَعْصِمُ" IsBase="1" />
<Subword subEntry="كَ" IsBase="0" /></Word>
<Word entry="مِنَ" sureh="5" aye="68" id="17219">
<Subword subEntry="مِنْ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="النَّاسِ" root="ءنس" sureh="5" aye="68" id="17220">
<Subword subEntry="الْ" IsBase="0" />
<Subword subEntry="نَاسِ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="إِنَّ" sureh="5" aye="68" id="17221">
<Subword subEntry="إِنَّ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="اللَّهَ" root="ءله" sureh="5" aye="68" id="17222">
<Subword subEntry="اللَّهَ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="لَا" sureh="5" aye="68" id="17223">
<Subword subEntry="لَا" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="يَهْدِي" root="هدي" sureh="5" aye="68" id="17224">
<Subword subEntry="يَهْدِي" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="الْقَوْمَ" root="قوم" sureh="5" aye="68" id="17225">
<Subword subEntry="الْ" IsBase="0" />
<Subword subEntry="قَوْمَ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="الْكَافِرِينَ" root="كفر" sureh="5" aye="68" id="17226">
<Subword subEntry="الْ" IsBase="0" />
<Subword subEntry="كَافِرِينَ" IsBase="1" /></Word>








تفصیل مباحث غدیر خم
حدیث کنا نقرأ ابن مسعود


کتاب تفسیر ابن مرودیه






تهذيب الأحكام (تحقيق خرسان)، ج‏1، ص: 361
1091- 21- عنه عن حماد عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول جمع عمر بن الخطاب أصحاب النبي ع و فيهم علي ع و قال ما تقولون في المسح على الخفين فقام المغيرة بن شعبة فقال رأيت رسول الله ص يمسح على الخفين فقال علي ع قبل المائدة أو بعدها فقال لا أدري فقال علي ع سبق الكتاب الخفين إنما أنزلت المائدة قبل أن يقبض بشهرين أو ثلاثة.






بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏55، ص: 368
و كذا ما يتوهم مما في كتاب الحجة من الكافي في أثناء رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع حيث قال: بعد بيان نزول الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج ثم نزلت الولاية و إنما أتاه ذلك يوم الجمعة بعرفة أنزل الله عز و جل اليوم أكملت لكم دينكم «2» الحديث.
و كونه توهما لأنه لا يصح أن يكون المراد بلفظ عرفة هاهنا يوم عرفة لمكان الباء و لا الموقف لا لأن اسمه عرفات و إطلاق عرفة عليه شبيه بمولد








بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏55، ص: 368
و من ذلك اختلاف القوم بعد اتفاقهم على وقوع نص غدير خم في ثامن عشر ذي الحجة من السنة العاشرة الهجرية في خصوص يوم «1» الأسبوعي فنقل عن ابن مردويه و عن أخطب خوارزم مرويا عن أبي سعيد الخدري أنه كان يوم الخميس و قال بعض الشيعة إنه كان يوم الجمعة و ما نقل في حبيب السير من اتفاق المورخين على أن يوم عرفة في حجة الوداع كان مطابقا ل يوم الجمعة مقتض للقول منهم بكونه يوم الأحد
و كذا ما يتوهم مما في كتاب الحجة من الكافي في أثناء رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع حيث قال: بعد بيان نزول الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج ثم نزلت الولاية و إنما أتاه ذلك يوم الجمعة بعرفة أنزل الله عز و جل اليوم أكملت لكم دينكم «2» الحديث.
و كونه توهما لأنه لا يصح أن يكون المراد بلفظ عرفة هاهنا يوم عرفة لمكان الباء و لا الموقف لا لأن اسمه عرفات و إطلاق عرفة عليه شبيه بمولد كما في الصحاح و القاموس فإنها مستعملة فيه في كثير من روايات‏
__________________________________________________
(1) كذا، و الصواب «اليوم الاسبوعى».
(2) الكافي: ج 1، ص 290.

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏55، ص: 369
كتاب الحج من الكافي و الفقيه بل لظاهر الروايات عن أهل البيت ع بأن نزولها ما بين مكة و المدينة بعد الانصراف من حجة الوداع موافقا لما نقل في مجمع البيان عن الربيع بن أنس إما قبل وصوله إلى غدير خم كما روي في تفسير علي بن إبراهيم عن أبي جعفر ع و إما بعده كما روي في مجمع البيان و غيره عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع موافقا لما رواه المخالفون عن أبي سعيد الخدري و وجه الجمع حمل النزول في الأول على تمهيد ما ينزل أو في الثاني على إقامة ما نزل بالتبليغ فلو كان هذا اللفظ هاهنا من كلام الإمام ع لاحتمل أن يكون عرفة بالضم إذ هي كما في القاموس اسم لثلاثة عشر موضعا فلا يبعد أن يكون أحدها قريبا من غدير خم هذا و لكن التحقيق أن ليس شي‏ء من هذه الأيام الثلاثة موافقا للتواريخ المضبوطة المعلومة مع اختلافها بالنسبة إليه قربا و بعدا فإن أقربها منه غرة صفر في السنة الحادية عشرة من الهجرة سنة وفاة النبي ص و هي كما ظهر مما مر كانت مطابقة للثلاثاء فكانت غرة المحرم فيها موافقة للأحد أو الإثنين فكانت غرة ذي الحجة من السنة السابقة العاشرة من الهجرة غير خارجة عن الجمعة و السبت و الأحد فكانت الثامن عشر منه لا يخلو من الإثنين و الثلاثاء و الأربعاء و إن أبعدها عنه غرة ذي الحجة من سنة سبع و ثمانين و ألف قبيل ما نحن فيه من الزمان و هي كانت يوم الخميس بحسب الحساب و الرؤية جميعا بلا اشتباه و غرة ذي الحجة من السنة العاشرة مقدمة عليها بألف و سبع و سبعين سنة تامة فبطريق الحساب الذي مر بيانه يكون الباقي منها بعد طرح أسبوعاتها ستة فتكون مطابقة للجمعة فكان ثامن عشرة مصادفا ليوم الإثنين فيدل كل من هذين التاريخين المعلومين على خلاف كل من الأقوال الثلاثة و يدل على تعين رابع هو يوم الإثنين و يطابقه أيضا ما ضبط ابن الجوزي في التلقيح من أن قتل عثمان كان في يوم الجمعة لثمان عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس و ثلاثين فإن ما بينهما خمس و عشرون سنة كاملة و الباقي بعد طرح أسبوعاتها أربعة فإذا كان هذا يوم الجمعة فكان ذلك مقدما عليه بأربعة أيام فكان يوم الإثنين و يوافقه أيضا

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏55، ص: 370
ما ذكره الطبري في تاريخه من أن أول جمعة صلى علي ع بالناس و خطب بهم بعد قتل عثمان كان مطابقا للخامس و العشرين من ذي الحجة كما لا يخفى.
فإن قلت الصدوق ره‏
قال في الفقيه و روي أنه ما طلعت الشمس في يوم أفضل من يوم الجمعة و كان اليوم الذي نصب فيه رسول الله ص أمير المؤمنين ع بغدير خم يوم الجمعة «1».
الحديث قلنا أولا أن دأبه ره في هذا الكتاب أن يذكر ما لم يعتمد عليه من الروايات بهذا السياق.
و ثانيا أن قوله و كان اليوم الذي إلى آخره يجوز أن يكون من عبارة الراوي أو من عبارته على طبق طريقته في هذا الكتاب من إدراج كلامه كثيرا بين الأحاديث بدون علامة فاصلة بينهما و يؤيدهما أن مثل صدر هذا الحديث مروي في التهذيب و الكافي عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع بدون هذه التتمة «2» و في الكافي أيضا عن إبراهيم بن أبي البلاد عن بعض أصحابه عن أبي جعفر أو أبي عبد الله ع مع تتمة أخرى «3». و ثالثا أنه يمكن أن يوجه فيحمل اليوم الذي نصب فيه علي على اليوم الذي نزل فيه الأمر بالنصب المذكور أو على اليوم المقدر فيه ذلك و هو يوم الميثاق أو يقال أفاد ع أحد هذين المعنيين بلفظ آخر فنقله بعض الرواة بهذا اللفظ على طبق وهمه فيطابق على الأول ما مر من رواية أبي الجارود و على الثاني ما روي في الباب المذكور من الكافي و التهذيب‏
عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال: قال له رجل كيف سميت الجمعة قال إن الله عز و جل جمع فيها خلقه لولاية محمد ص و وصيه في الميثاق فسماه يوم الجمعة لجمعه فيه خلقه «4».
الحديث فتأمل.
__________________________________________________
(1) الفقيه: 113.
(2) الكافي: ج 3، ص 413.
(3) الكافي: ج 3، ص 415.
(4) الكافي: ج 3، ص 415.




















تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (10/ 468)
12270 - حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله:"يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته"، يعني: إن كتمت آية مما أنزل عليك من ربك، لم تبلغ رسالاتي. (1)



تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (10/ 471)
12280 - حدثنا هناد قال، حدثنا وكيع، عن ابن أبي خالد، عن عامر، عن مسروق قال، قالت عائشة: من حدثك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتم شيئا من الوحي فقد كذب! ثم قرأت:"يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك"، الآية. (1)
12281 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا جرير، عن المغيرة، عن الشعبي قال، قالت عائشة: من قال إن محمدا صلى الله عليه وسلم كتم، فقد كذب وأعظم الفرية على الله! قال الله تعالى ذكره:"يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك" الآية.
12282 - حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا ابن علية قال: أخبرنا داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن مسروق قال، قالت عائشة: من زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم كتم شيئا من كتاب الله، فقد أعظم على الله الفرية! والله يقول:"يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك"، الآية. (2)
12283 - حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني الليث قال، حدثني خالد، عن سعيد بن أبي هلال، عن محمد بن الجهم، عن مسروق بن الأجدع قال: دخلت على عائشة يوما فسمعتها تقول: لقد أعظم الفرية من قال إن محمدا كتم شيئا من الوحي! والله يقول:"يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك". (1)




تفسير الزمخشري = الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل (1/ 658)
[سورة المائدة (5) : آية 67]
يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ (67)
بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ جميع ما أنزل إليك وأى شيء أنزل إليك غير مراقب في تبليغه أحداً «3» ، ولا خائف أن ينالك مكروه وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ وإن لم تبلغ جميعه كما أمرتك فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وقرئ: رسالاته، فلم تبلغ إذاً ما كلفت من أداء الرسالات، ولم تؤدّ منها شيئاً قط، وذلك أن بعضها ليس بأولى بالأداء من بعض، وإن لم تؤدّ بعضها فكأنك أغفلت أداءها جميعا، كما أن من لم يؤمن ببعضها كان كمن لم يؤمن بكلها، لإدلاء كل منها بما يدليه «1» غيرها. وكونها كذلك «2» في حكم شيء واحد. والشيء الواحد لا يكون مبلغا غير مبلغ، مؤمنا به غير مؤمن به. وعن ابن عباس رضى اللَّه عنهما: إن كتمت آية لم تبلغ رسالاتي.
وروى عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم «بعثني اللَّه برسالاته فضقت بها ذرعا، فأوحى اللَّه إلىّ إن لم تبلغ رسالاتي عذبتك. وضمن لي العصمة فقويت «3» . فإن قلت: وقوع قوله فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ جزاء للشرط ما وجه صحته؟ قلت: فيه وجهان، أحدهما: أنه إذا لم يمتثل أمر اللَّه في تبليغ الرسالات وكتمها كلها كأنه لم يبعث رسولا كان أمراً شنيعاً لا خفاء بشناعته، فقيل: إن لم تبلغ منها أدنى شيء وإن كان كلمة واحدة، فأنت كمن ركب الأمر الشنيع الذي هو كتمان كلها، كما عظم قتل النفس بقوله: (فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً) والثاني: أن يراد: فإن لم تفعل فلك ما يوجبه كتمان الوحى كله من العقاب فوضع السبب موضع المسبب، ويعضده قوله عليه الصلاة والسلام «فأوحى اللَّه إلىّ إن لم تبلغ رسالاتي عذبتك» وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ عدة من اللَّه بالحفظ والكلاءة والمعنى: واللَّه يضمن لك العصمة من أعدائك، فما عذرك في مراقبتهم؟ فإن قلت: أين ضمان العصمة وقد شجّ في وجهه يوم أحد وكسرت رباعيته «4» صلوات اللَّه عليه؟ قلت: المراد أنه يعصمه من القتل. وفيه: أن عليه أن يحتمل كل ما دون النفس في ذات اللَّه، فما أشد تكليف الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وقيل: نزلت بعد يوم أحد، والناس الكفار بدليل قوله إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ ومعناه أنه لا يمكنهم مما يريدون إنزاله بك من الهلاك. وعن أنس: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يحرس حتى نزلت، فأخرج رأسه من قبة أدم وقال: انصرفوا يا أيها الناس فقد عصمنى اللَّه من الناس «1» .
__________
(3) . قال محمود: «معناه بلغ غير مراقب في التبليغ أحداً، ولا خائف أن ينالك مكروه. (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ) معناه:
وإن لم تبلغ جميعه كما أمرتك فما بلغت رسالته، فلم تبلغ إذاً ما كلفت من أداء الرسالة ولم تؤد منها شيئاً قط. وذلك أن بعضها ليس بأولى بالأداء من البعض، فكأنك أغفلت أداءها جميعها، كما أن من يؤمن ببعضها كان كمن لم يؤمن بكلها، لادلاء كل منها بما يدليه غيرها. وكونها كذلك في حكم الشيء الواحد لا يكون مبلغا غير مبلغ، مؤمنا به غير مؤمن، إلى أن قال: «فان قلت وقوع قوله: (فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ) جزاء للشرط ما وجه صحته؟ قلت: فيه وجهان، أحدهما: أنه إذا لم تمثل ... الخ» قال أحمد: وهذا الاتحاد بين الشرط والجزاء ظاهر لأن حاصله إن لم تبلغ الرسالة لم تبلغ الرسالة، باتحاد المبتدأ والخبر، حتى لا يزيد الخبر عليه شيئا في الظاهر كقوله:
أنا أبو النجم وشعري شعري
فجعل الخبر عن المبتدإ بلا مزيد في اللفظ، وأراد: وشعري شعري المشهور بلاغته والمستفيض فصاحته، ولكنه أفهم بالسكوت عن هذه الصفات التي بها تحصل الفائدة أنها من لوازم شعره في أفهام الناس السامعين، لاشتهاره بها، وأنه غنى عن ذكرها لشهرتها وذياعها، وكذلك أريد في الآية لأن عدم تبليغ الرسالة أمر معلوم عند الناس مستقر في الأفهام أنه عظيم شنيع ينقم على مرتكبه، بل عدم نشر العلم من العالم أمر فظيع فضلا عن كتمان الرسالة من الرسول، فاستغنى عن ذكر الزيادات التي يتفاوت بها الشرط والجزاء للصوقها بالجزاء في الأفهام وإن كل من سمع عدم تبليغ الرسالة فهم ما وراءه من الوعيد والتهديد. وحسن هذا الأسلوب في الكتاب العزيز بذكر الشرط عاما بقوله (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ) ولم يقل وإن لم تبلغ الرسالة فما بلغت الرسالة، حتى يكون اللفظ متغايراً، وهذه المغايرة اللفظية وإن كان المعنى واحداً أحسن رونقاً وأظهر طلاوة من تكرار اللفظ الواحد في الشرط والجزاء، وهذه الذروة انحط عنها أبو النجم بذكر المبتدإ بلفظ الخير، وحق له أن تتضاءل فصاحته عند فصاحته المعجز فلا يعاب عليه في ذلك، وهذا الفصل كاللباب من علم البيان، واللَّه الموفق.











تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (12/ 399)
[سورة المائدة (5) : آية 67]
يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين (67)
قوله تعالى: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك أمر الرسول بأن لا ينظر إلى قلة المقتصدين وكثرة الفاسقين ولا يخشى مكروههم فقال بلغ أي واصبر على تبليغ ما أنزلته إليك من كشف أسرارهم وفضائح أفعالهم، فإن الله يعصمك من كيدهم ويصونك من مكرهم.
وروى الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله بعثني برسالته فضقت بها ذرعا وعرفت أن الناس يكذبوني واليهود والنصارى وقريش يخوفوني، فلما أنزل الله هذه الآية زال الخوف بالكلية»
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أيام إقامته بمكة يجاهر ببعض القرآن ويخفي بعضه إشفاقا على نفسه من تسرع المشركين إليه وإلى أصحابه، فلما أعز الله الإسلام وأيده بالمؤمنين قال له: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك
أي لا تراقبن أحدا، ولا تترك شيئا مما أنزل إليك خوفا من أن ينالك مكروه.



تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (12/ 400)
المسألة الثانية: لقائل أن يقول: إن قوله وإن لم تفعل فما بلغت رسالته معناه فإن لم تبلغ رسالته فما بلغت رسالته، فأي فائدة في هذا الكلام؟
أجاب جمهور المفسرين بأن المراد: إنك إن لم تبلغ واحدا منها كنت كمن لم يبلغ شيئا منها، / وهذا الجواب عندي ضعيف، لأن من أتى بالبعض وترك البعض لو قيل: إنه ترك الكل لكان كذبا ولو قيل أيضا: إن مقدار الجرم في ترك البعض مثل مقدار الجرم في ترك الكل فهو أيضا محال ممتنع، فسقط هذا الجواب.
والأصح عندي أن يقال: إن هذا خرج على قانون قوله:
أنا أبو النجم وشعري شعري
ومعناه أن شعري قد بلغ في الكمال والفصاحة إلى حيث متى قيل فيه: إنه شعري فقد انتهى مدحه إلى الغاية التي لا يمكن أن يزاد عليها، فهذا الكلام يفيد المبالغة التامة من هذا الوجه، فكذا هاهنا: فإن لم تبلغ رسالته فما بلغت رسالته، يعني أنه لا يمكن أن يوصف ترك التبليغ بتهديد أعظم من أنه ترك التبليغ، فكان ذلك تنبيها على غاية التهديد والوعيد والله أعلم.




تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (12/ 400)
المسألة الثالثة: ذكر المفسرون في سبب نزول الآية وجوها: الأول: أنها نزلت في قصة الرجم والقصاص على ما تقدم في قصة اليهود. الثاني: نزلت في عيب اليهود واستهزائهم بالدين والنبي سكت عنهم، فنزلت هذه الآية. الثالث: لما نزلت آية التخيير، وهو قوله يا أيها النبي قل لأزواجك [الأحزاب: 28] فلم يعرضها عليهن خوفا من اختيارهن الدنيا فنزلت. الرابع: نزلت في أمر زيد وزينب بنت جحش. قالت عائشة رضي الله عنها: من زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتم شيئا من الوحي فقد أعظم الفرية على الله، والله تعالى يقول: يا أيها الرسول بلغ ولو كتم رسول الله شيئا من الوحي لكتم قوله وتخفي في نفسك ما الله مبديه [الأحزاب: 37] الخامس: نزلت في الجهاد، فإن المنافقين كانوا يكرهونه، فكان يمسك أحيانا عن حثهم على الجهاد.
السادس: لما نزل قوله تعالى: ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم [الأنعام: 108] سكت الرسول عن عيب آلهتهم فنزلت هذه الآية وقال بلغ يعني معايب آلهتهم ولا تخفها عنهم، والله يعصمك منهم. السابع: نزلت في حقوق المسلمين، وذلك لأنه
قال في حجة الوداع لما بين الشرائع والمناسك (هل بلغت) قالوا نعم، قال عليه الصلاة والسلام: «اللهم فاشهد»
الثامن:
روي أنه صلى الله عليه وسلم نزل تحت شجرة في بعض أسفاره وعلق سيفه عليها، فأتاه أعرابي وهو نائم فأخذ سيفه واخترطه وقال: يا محمد من يمنعك مني؟ فقال «الله» فرعدت يد الأعرابي وسقط السيف من يده وضرب برأسه الشجرة حتى انتثر دماغه، فأنزل الله هذه الآية
وبين أنه يعصمه من الناس. التاسع: كان يهاب قريشا واليهود والنصارى، فأزال الله عن قلبه تلك الهيبة بهذه الآية. العاشر: نزلت الآية في فضل علي بن أبي طالب عليه السلام،
ولما نزلت هذه الآية أخذ بيده وقال: «من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه» فلقيه عمر/ رضي الله عنه فقال:
هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، وهو قول ابن عباس والبراء بن عازب ومحمد بن علي.
واعلم أن هذه الروايات وإن كثرت إلا أن الأولى حمله على أنه تعالى آمنه من مكر اليهود والنصارى، وأمره بإظهار التبليغ من غير مبالاة منه بهم، وذلك لأن ما قبل هذه الآية بكثير وما بعدها بكثير لما كان كلاما مع اليهود والنصارى امتنع إلقاء هذه الآية الواحدة في البين على وجه تكون أجنبية عما قبلها وما بعدها.









تفسير ابن كثير ت سلامة (3/ 150)
{يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين (67) }
يقول تعالى مخاطبا عبده ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم باسم الرسالة، وآمرا له بإبلاغ جميع ما أرسله الله به، وقد امتثل صلوات الله وسلامه عليه ذلك، وقام به أتم القيام.
قال البخاري عند تفسير هذه الآية: حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا سفيان، عن إسماعيل، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة قالت: من حدثك أن محمدا صلى الله عليه وسلم (1) كتم شيئا مما أنزل عليه (2) فقد كذب، الله (3) يقول: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} الآية.
هكذا رواه ههنا مختصرا، وقد أخرجه في مواضع من صحيحه مطولا. وكذا رواه مسلم في "كتاب الإيمان"، والترمذي والنسائي في "كتاب التفسير" من سننهما من طرق، عن عامر الشعبي، عن مسروق بن الأجدع، عنها رضي الله عنها. (4)
وفي الصحيحين عنها أيضا (5) أنها قالت: لو كان محمد صلى الله عليه وسلم كاتما من القرآن شيئا لكتم هذه الآية: {وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه} [الأحزاب:37] . (6)
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا عباد، عن (7) هارون بن عنترة، عن أبيه قال: كنت عند ابن عباس فجاء (8) رجل فقال له: إن ناسا يأتونا فيخبرونا أن عندكم شيئا لم يبده رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس. فقال: ألم تعلم أن الله تعالى قال: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} والله ما ورثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء في بيضاء.
وهذا إسناد جيد، وهكذا في صحيح البخاري من رواية أبي جحيفة وهب بن عبد الله السوائي قال: قلت لعلي بن أبي طالب، رضي الله عنه: هل عندكم شيء من الوحي مما ليس في القرآن؟ فقال: لا والذي (9) فلق الحبة وبرأ النسمة، إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن، وما في هذه الصحيفة. قلت: وما في هذه الصحيفة؟ قال: العقل، وفكاك الأسير، وألا يقتل مسلم بكافر (10) .
وقال البخاري: قال الزهري: من الله الرسالة، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التسليم. (1)
وقد شهدت له أمته ببلاغ الرسالة وأداء الأمانة، واستنطقهم بذلك في أعظم المحافل، في خطبته يوم حجة الوداع، وقد كان هناك من الصحابة (2) نحو من أربعين ألفا (3) كما ثبت في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته يومئذ: "أيها الناس، إنكم مسئولون عني، فما أنتم قائلون؟ " قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت. فجعل يرفع إصبعه إلى السماء ويقلبها (4) إليهم ويقول: "اللهم هل بلغت، اللهم هل بلغت". (5)




تفسير ابن كثير ت سلامة (3/ 151)
وقوله: {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} يعني: وإن لم تؤد إلى الناس ما أرسلتك به {فما بلغت رسالته} أي: وقد علم ما يترتب على ذلك لو وقع.
وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} يعني: إن كتمت آية مما أنزل إليك من ربك لم تبلغ رسالته.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي: حدثنا قبيصة بن عقبة (8) حدثنا سفيان، عن رجل، عن مجاهد قال: لما نزلت: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} قال: "يا رب، كيف أصنع وأنا وحدي؟ يجتمعون علي". فنزلت {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته}
ورواه ابن جرير، من طريق سفيان -وهو الثوري-به.








آية بعدالفهرستآية قبل