بسم الله الرحمن الرحیم
جزئیت بسم الله در سوره حمد
1|1|بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
فهرست مباحث علوم قرآنی
فهرست القرائات
*************
القرائة-1|1|بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
جهر به بسم الله الرحمن الرحیم
نهي از بسم الله در سوره حمد
والضحی و الم نشرح سورة واحدة-کذا الفیل و لایلاف-فصل بین دو سوره به بسم الله الرحمن الرحیم
حکم وجوب اعاده بسمله در صورت عدول در کلمات فقهاء
حکم جواز اکتفاء به بسمله در تفریق در نماز آیات
حکم بسمله در فتاوای عامه
در نرم افزار نور فقط جلد اول مشرق الشمسین آمده، و در این سایت جلد دوم هم هست:
مشرق الشمسين - البهائي العاملي - الصفحة ٣٩٢
ثم في هذا المقام بحث يحسن التنبيه عليه وهو أنه لا خلاف بين فقهائنا رضوان الله عليهم في أن كلما تواتر من القراءات يجوز القراء به في الصلاة ولم يفرقوا بين تخالفها في الصفات أو في إثبات بعض الحروف والكلمات كملك ومالك وقوله تعالى " تجري من تحتها الأنهار " بإثبات لفظة من وتركها فالمكلف مخير في الصلاة بين الترك والإثبات إذ كل منهما متواتر وهذا يقتضي الحكم بصحة صلاة من ترك البسملة أيضا لأنه قد قرء بالمتواتر من قراءة أبي عمرو وحمزة وابن عامر وورش عن نافع وقد حكموا ببطلان صلاته فقد تناقض الحكمان فأما أن يصار إلى القدح في تواتر الترك وهو كما ترى أو يقال بعدم كلية تلك القضية ويجعل حكمهم هذا منبها على تطرق الاستثناء إليها فكأنهم قالوا كلما تواتر يجوز القراءة به في الصلاة إلا ترك البسملة قبل السورة ولعل هذا هون وللكلام في هذا المقام مجال واسع والله أعلم
تواتر القرآن، ص: 107
الحادي عشر [عدم استحالة تواتر هذه القراءات عن النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله]
إنّه لا يستحيل عقلا و لا نقلا كون هذه القراءات متواترة عن النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله كما صرّح به علماء الخاصّة و العامّة و كثيرا ممّا أورده سابقا شاهد عليه، و ذلك إمّا أن يكون نزل على وجه واحد ثمّ جوّز النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله بأمر من اللّه الوجه الآخر أو الباقي. أو قرأ عليه السّلام بكلّ واحدة مرّة أو جبرئيل قرأ كذلك. و لا ينافيه نسبة القراءة فإنّها بسبب الاختصاص و الاختيار و الإضافة صادقة بأدنى ملابسة و لا ينافي ذلك تواترها قبله و في زمانه و بعده و لا يلزم حرف غالبا مع كثرة القراءات و لا ينافي ذلك قراءة نصف القرآن بحذف البسملة فإنّ ذلك مستثنى بإجماع أصحابنا و نصوصهم على عدم جواز تركها في الصّلاة، فما المانع من أن يكون تواتر عن النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله قراءتها تارة و تركها في غير الصّلاة أخرى دلالة و نصّا منه على الحكمين فاختلف القرّاء في الاختيار؟ و قد عرفت سابقا أنّ الإماميّة روت أنّ القرآن نزل على سبعة أحرف و روت أيضا أنّه نزل بحرف واحد، و الجمع ممكن بأن يكون نزل على حرف واحد و نزل أيضا أنّه يجوز القراءة بسبعة أحرف فيصدق الخبران من غير منافاة.
قال ابو على الطّبرسيّ في مجمع البيان:
«الشائع في أخبارهم «1» أنّ القرآن نزل بحرف «2» واحد و ما روته العامّة عن النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله نزل القرآن....
....
أقول: إذا ثبت هذا فيصدق أنّ السّبعة أحرف منزلة إمّا حقيقة و تفصيلا [و] إمّا بأن يكون نزل واحد ثمّ نزل تجويز ستّة و يصدق أنّ السّبعة لم ينزل و إنّما نزل واحد كما روى المعاصر سابقا و لا منافاة بين الأمرين.
********************
ممکن است گفته شود بسم الله برای هر سوره، جزئیت به نحو وضعی دارد(نه فقط جزء تکلیفی یا جزء به نحو مکمل)، اما نه جزئیت وضعیه به نحو عزیمت، ولذا میتوان آن را مستقلا در یک رکوع نماز آیات خواند، و نیز میتوان آن را بین دو سوره ضحی و الم نشرح خواند و یا ترک کرد. والله العالم
و لذا میتوان گفت جزء غیر مقوم و در عین حال غیر مکمل است، یعنی جزء ماهوی غیر رکنی است، شبیه لا صلاة الا بفاتحة الکتاب، که در عین حال جزء رکنی نیست، یعنی نه مثل محاسن برای مرد است و نه مثل سر برای بدن، بلکه مثل چشم برای بدن است.
****************
مستمسك العروة الوثقى؛ ج6، ص: 174
(مسألة 8): البسملة جزء من كل سورة (2)، فيجب قراءتها عدا سورة براءة.
(مسألة 9): الأقوى اتحاد سورة (الفيل) و (لإيلاف) و كذا (و الضحى) و (ألم نشرح) فلا يجزئ في الصلاة إلا جمعهما مرتبتين مع البسملة بينهما
---------------------
(2) إجماعا كما عن الخلاف، و مجمع البيان، و نهاية الاحكام، و الذكرى و جامع المقاصد، و ظاهر السرائر و غيرها، و في المعتبر نسبته إلى علمائنا، و يشهد له جملة من النصوص
كصحيح ابن مسلم: «سألت أبا عبد اللّه (ع) عن السبع المثاني و القرآن العظيم أ هي الفاتحة؟ قال (ع): نعم. قلت: بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ من السبع؟ قال (ع): نعم هي أفضلهن» «4».
و خبر يحيى بن عمران الهمداني: «كتبت إلى أبي جعفر (ع): جعلت فداك ما تقول في رجل ابتدأ ب بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ في صلاته وحده بأم الكتاب فلما صار إلى غير أم الكتاب من السورة تركها فقال العباسي: ليس بذلك بأس؟ فكتب (ع) بخطه: يعيدها مرتين على رغم أنفه» «1».
- يعني العباسي.
نعم في بعض النصوص: جواز تركها من السورة «2»، و في بعضها:
جواز تركها إلا في افتتاح القراءة من الركعة الأولى «3»، و في بعضها:
جواز تركها من الفاتحة في الأولى «4»، و الجميع لا مجال للعمل به بعد حكاية الإجماعات القطعية على خلافه، فليحمل على التقية.
****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Tuesday - 30/4/2024 - 13:31
الخلاف، ج 1، ص 328-331
مسألة 82 [البسملة آية من كل سورة] «بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ» * آية من كل سورة من جميع القرآن، و هي آية من أول سورة الحمد. و قال الشافعي: انها آية من أول الحمد بلا خلاف بينهم ، و في كونها آية من كل سورة قولان: أحدهما: انها آية من أول كل سورة، و الآخر: انها بعض آية من كل سورة، و انما تتم مع ما بعدها فتصير آية . و قال أحمد، و إسحاق، و أبو ثور، و أبو عبيدة، و عطاء، و الزهري، و عبد الله بن المبارك : إنها آية من أول كل سورة حتى انه قال: من ترك «بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ» * ترك مائة و ثلاث عشرة آية . و قال أبو حنيفة، و مالك، و الأوزاعي، و داود: ليست آية من فاتحة الكتاب، و لا من سائر السور . و قال مالك و الأوزاعي و داود: يكره أن يقرأها في الصلاة بل يكبر، و يبتدى بالحمد، إلا في شهر رمضان. و المستحب أن يأتي بها بين كل سورتين تبركا للفصل، و لا يأتي بها في أول الفاتحة .
و قال أبو الحسن الكرخي: ليس عن أصحابنا رواية في ذلك، و مذهبهم الإخفاء في قراءتها، فاستدللنا بذلك على أنها ليست من فاتحة الكتاب عندهم، إذ لو كانت منها لجهر بها كما يجهر بسائر السور . و كان أبو الحسن الكرخي يقول: ليست من هذه السورة و لا من سائر السور، سوى سورة النمل. هكذا روى عنه أبو بكر الرازي ، و قال أبو بكر: ثم سمعناه بعد ذلك يقول انها آية تامة مفردة في كل موضع أثبتت فيه الا في سورة النمل، فإنها بعض آية في قوله تعالى «إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمٰانَ وَ إِنَّهُ بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ» . دليلنا: إجماع الفرقة، و قد بينا أن إجماعها حجة. و أيضا روت أم سلمة ان رسول الله صلى الله عليه و آله قرأ في الصلاة «بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ» فعدها آية «اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ» اثنتين، «اَلرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ» ثلاث آيات «مٰالِكِ يَوْمِ الدِّينِ» أربع آيات. و قال: هكذا «إِيّٰاكَ نَعْبُدُ وَ إِيّٰاكَ نَسْتَعِينُ» و جمع خمس أصابعه هكذا، ذكره أبو بكر بن المنذر في كتابه. و روى معاوية بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام إذا قمت إلى الصلاة أقرأ «بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ» في فاتحة الكتاب؟ قال: «نعم»، قلت: فإذا قرأت ما عدا فاتحة الكتاب أقرأ «بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ» * مع السورة؟ قال: «نعم» . و روى علي بن مهزيار عن يحيى بن أبي عمران الهمداني قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السلام جعلت فداك ما تقول في رجل ابتدء ب «بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ» * في صلاته وحده في أم الكتاب، فلما صار إلى غير أم الكتاب من السورة تركها. فقال العباسي ليس بذلك بأس، فكتب بخطه يعيدها مرتين على رغم أنفه، يعني العباسي
***************************
وسائل الشيعة ؛ ج6 ؛ ص57
وسائل الشيعة، ج6، ص: 57
«1» 11 باب أن البسملة آية من الفاتحة و من كل سورة عدا براءة و وجوب الإتيان بها و بطلان الصلاة بتعمد تركها و وجوب إعادتها
7336- 1- «2» محمد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن صفوان قال: صليت خلف أبي عبد الله ع أياما فكان يقرأ في فاتحة الكتاب ب بسم الله الرحمن الرحيم- فإذا كانت صلاة لا يجهر فيها بالقراءة جهر ب بسم الله الرحمن الرحيم و أخفى ما سوى ذلك.
7337- 2- «3» و بإسناده عن محمد بن علي بن محبوب عن العباس عن محمد بن أبي عمير عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله ع عن السبع المثاني و القرآن العظيم أ هي الفاتحة قال نعم قلت بسم الله الرحمن الرحيم من السبع قال نعم هي أفضلهن.
7338- 3- «4» و عنه عن محمد بن الحسين عن محمد بن حماد بن زيد عن عبد الله بن يحيى الكاهلي عن أبي عبد الله ع عن أبيه قال: بسم الله الرحمن الرحيم أقرب إلى اسم الله الأعظم من ناظر العين إلى بياضها.
7339- 4- «5» و بالإسناد عن الكاهلي قال: صلى بنا أبو عبد الله ع
______________________________
(1)- الباب 11 فيه 12 حديثا.
(2)- التهذيب 2- 68- 246، و الاستبصار 1- 310- 1154 أورده أيضا في الحديث 2 من الباب 57 من هذه الأبواب.
(3)- التهذيب 2- 289- 1157.
(4)- التهذيب 2- 289- 1159.
(5)- التهذيب 2- 288- 1155، و الاستبصار 1- 311- 1157.
وسائل الشيعة، ج6، ص: 58
في مسجد بني كاهل- فجهر مرتين ب بسم الله الرحمن الرحيم 1: 1- و قنت في الفجر و سلم واحدة مما يلي القبلة.
7340- 5- «1» محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن معاوية بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله ع إذا قمت للصلاة أقرأ بسم الله الرحمن الرحيم في فاتحة القرآن «2»- قال نعم قلت فإذا قرأت فاتحة القرآن- أقرأ بسم الله الرحمن الرحيم 2: 0 مع السورة قال نعم.
7341- 6- «3» و عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن مهزيار عن (يحيى بن أبي عمران) «4» قال: كتبت إلى أبي جعفر ع جعلت فداك ما تقول في رجل ابتدأ ب بسم الله الرحمن الرحيم- في صلاته وحده في أم الكتاب- فلما صار إلى غير أم الكتاب من السورة تركها فقال العباسي ليس بذلك بأس فكتب بخطه يعيدها مرتين على رغم أنفه.
- يعني العباسي «5» و رواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب «6» و كذا الذي قبله.
7342- 7- «7» و عن أحمد بن محمد الكوفي عن علي بن الحسن بن علي عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن هارون عن أبي عبد الله ع قال: قال لي كتموا بسم الله الرحمن الرحيم 1: 1- فنعم و الله الأسماء كتموها
______________________________
(1)- الكافي 3- 312- 1، و رواه في التهذيب 2- 69- 251، و الاستبصار 1- 311- 1155.
(2)- في هامش الأصل عن نسخة- الكتاب.
(3)- الكافي 3- 313- 2، أورده أيضا في الحديث 3 من الباب 27 من هذه الأبواب.
(4)- في هامش المخطوط عن التهذيب 2- 69- 252 يحيى بن عمران، و هو الصواب و في نسخة الاستبصار 1- 311- 1156 عثمان.
(5)- في نسخة- العياشي (هامش المخطوط).
(6)- التهذيب 2- 69- 252، و الاستبصار 1- 311- 1156.
(7)- الكافي 8- 266- 387، أورده بتمامه في الحديث 2 من الباب 21 من هذه الأبواب.
وسائل الشيعة، ج6، ص: 59
الحديث.
7343- 8- «1» و عن محمد بن يحيى عن علي بن الحسن بن علي عن عباد بن يعقوب عن عمرو بن مصعب عن فرات بن أحنف عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول أول كل كتاب نزل من السماء- بسم الله الرحمن الرحيم 1: 1- فإذا قرأت بسم الله الرحمن الرحيم 1: 1- فلا تبالي أن لا تستعيذ و إذا قرأت بسم الله الرحمن الرحيم 1: 1- سترتك فيما بين السماء و الأرض.
7344- 9- «2» محمد بن علي بن الحسين في المجالس و عيون الأخبار عن محمد بن القاسم المفسر عن يوسف بن محمد بن زياد و علي بن محمد بن سيار عن أبويهما عن الحسن بن علي العسكري عن آبائه عن أمير المؤمنين ع في حديث أنه قال: بسم الله الرحمن الرحيم آية من فاتحة الكتاب- و هي سبع آيات تمامها بسم الله الرحمن الرحيم.
7345- 10- «3» و في عيون الأخبار بهذا السند قال: قيل لأمير المؤمنين ع- أخبرنا عن بسم الله الرحمن الرحيم- أ هي من فاتحة الكتاب قال فقال نعم كان رسول الله ص يقرؤها و يعدها آية منها و يقول فاتحة الكتاب هي السبع المثاني.
و أورده العسكري في تفسيره و كذا الذي قبله «4».
7346- 11- «5» و عن محمد بن الحسن عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن الرضا ع قال: بسم
______________________________
(1)- الكافي 3- 313- 3، أورد ذيله في الحديث 1 من الباب 58 من هذه الأبواب.
(2)- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1- 301، و أمالي الصدوق 148، و تفسير الامام العسكري (عليه السلام) 29- 10.
(3)- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1- 300- 59.
(4)- تفسير الامام العسكري (عليه السلام) 59- 30.
(5)- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2- 11.
وسائل الشيعة، ج6، ص: 60
الله الرحمن الرحيم- أقرب إلى اسم الله الأعظم (من بياض العين إلى سوادها) «1».
7347- 12- «2» أحمد بن أبي عبد الله البرقي في المحاسن عن بعض أصحابنا عن الحسن بن علي بن يوسف عن هارون بن الخطاب التميمي عن صفوان الجمال عن أبي عبد الله ع قال: ما نزل كتاب من السماء إلا أوله بسم الله الرحمن الرحيم-.
أقول: و تقدم ما يدل على ذلك في كيفية الصلاة «3» و يأتي ما ظاهره المنافاة و أنه محمول على التقية أو نحوها «4».
«5» 12 باب جواز ترك البسملة للتقية و جواز ترك الجهر بها في محل الإخفات و في التقية
7348- 1- «6» محمد بن الحسن بإسناده عن سعد بن عبد الله (عن أحمد بن محمد) «7» عن العباس بن معروف عن صفوان بن يحيى عن أبي جرير «8»
______________________________
(1)- في المصدر- من سواد العين إلى بياضها.
(2)- المحاسن 40- 49 الباب 37.
(3)- تقدم ما يدل على ذلك في الحديث 10 و 11 من الباب 1 من أبواب أفعال الصلاة، و في الحديث 11 من الباب 1 من أبواب تكبيرة الاحرام.
(4)- يأتي ما يدل على ذلك في الباب 21 من هذه الأبواب، و يأتي ما ينافيه في الباب 12 من هذه الأبواب.
(5)- الباب 12 فيه 5 أحاديث.
(6)- التهذيب 2- 68- 248، و الاستبصار 1- 312- 1160.
(7)- في الاستبصار 1- 312- 1160 عن أحمد و محمد، عن العباس بن معروف.
(8)- في الاستبصار 1- 312- 1160 أبي حريز.
وسائل الشيعة، ج6، ص: 61
زكريا بن إدريس القمي قال: سألت أبا الحسن الأول ع عن الرجل يصلي بقوم يكرهون أن يجهر ب بسم الله الرحمن الرحيم 1: 1- فقال لا يجهر.
7349- 2- «1» و عنه عن أحمد بن محمد عن محمد بن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن عبيد الله بن علي الحلبي و عن الحسين بن سعيد عن علي بن النعمان و محمد بن سنان و عبد الله بن مسكان جميعا عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد الله ع أنهما سألاه عمن يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم- حين يريد يقرأ فاتحة الكتاب قال نعم إن شاء سرا و إن شاء جهرا فقالا أ فيقرؤها مع السورة الأخرى فقال لا.
7350- 3- «2» و عنه عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبان بن عثمان عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال: سألته عن الرجل يفتتح القراءة في الصلاة أ و يقرأ «3» ب بسم الله الرحمن الرحيم «4» 1: 1 قال نعم إذا استفتح «5» الصلاة فليقلها «6» في أول ما يفتتح ثم يكفيه ما بعد ذلك.
و عنه عن أحمد بن محمد عن عبد الرحمن بن أبي نجران و الحسين بن سعيد جميعا عن حماد بن عيسى عن حريز بن عبد الله عن محمد بن مسلم مثله «7»
______________________________
(1)- التهذيب 2- 68- 249، و الاستبصار 1- 312- 1161.
(2)- التهذيب 2- 69- 250، و الاستبصار 1- 313- 1162.
(3)- في المصدر- أ يقرأ.
(4)- و فيه- بسم الله الرحمن الرحيم.
(5)- و فيه- افتتح.
(6)- في نسخة- فليقل، (هامش المخطوط).
(7)- التهذيب 2- 68- 247 باختلاف في الألفاظ.
وسائل الشيعة، ج6، ص: 62
بإسناده عن محمد بن علي بن محبوب عن علي بن السندي عن حماد عن حريز مثله «1».
7351- 4- «2» و عنه عن محمد بن الحسين عن صفوان عن عبد الله بن بكير عن مسمع البصري قال: صليت مع أبي عبد الله ع- فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين- ثم قرأ السورة التي بعد الحمد- و لم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم 2: 0- ثم قام في الثانية فقرأ الحمد- و لم يقرأ ب بسم «3» الله الرحمن الرحيم- ثم قرأ بسورة أخرى.
7352- 5- «4» و عنه عن أحمد بن محمد عن عبد الرحمن بن أبي نجران و الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن حريز عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله ع عن الرجل يكون إماما يستفتح بالحمد و لا يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم- قال لا يضره و لا بأس به.
و عنه عن علي بن السندي عن حماد مثله «5» أقول: ذكر الشيخ و غيره أن هذه الأحاديث محمولة على التقية و القرائن في بعضها ظاهرة أو على عدم الجهر بها في محل الإخفات أو على عدم سماع الراوي لها لبعده أو على النافلة لجواز تبعيض السورة فيها بل تركها و يأتي ما يدل على الجهر بالبسملة «6» و بعض ما تقدم يحتمل الحمل على الإنكار «7».
______________________________
(1)- التهذيب 2- 288- 1156، و الاستبصار 1- 312- 1159 باختلاف.
(2)- التهذيب 2- 288- 1154، و الاستبصار 1- 311- 1158.
(3)- في المصدر- بسم.
(4)- التهذيب 2- 68- 247.
(5)- التهذيب 2- 288- 1156، و الاستبصار 1- 312- 1159.
(6)- يأتي ما يدل على الجهر بالبسملة في الباب 21 من هذه الأبواب.
(7)- تقدم في الحديث 1 من هذا الباب.
________________________________________
شيخ حر عاملى، محمد بن حسن، تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة، 30جلد، مؤسسة آل البيت عليهم السلام - قم، چاپ: اول، 1409 ق.
الكتاب: الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف
المؤلف: أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري (المتوفى: 319هـ)
تحقيق: أبو حماد صغير أحمد بن محمد حنيف
الناشر: دار طيبة - الرياض - السعودية
الطبعة: الأولى - 1405 هـ، 1985 م
عدد الأجزاء: طُبع منه 6 مجلدات: 1 - 5، 11 فقط
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، وهو ضمن خدمة التخريج]
ذكر افتتاح القراءة ب {الحمد لله رب العالمين} [الفاتحة: 2]
(3/119)
************
1342 - حدثنا يحيى بن محمد، قال: ثنا أبو عمر قال: ثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر، وعمر كانوا يستفتحون القراءة ب {الحمد لله رب العالمين} [الفاتحة: 2] "
(3/119)
************
1343 - حدثنا علي بن عبد العزيز، قال: ثنا حجاج بن منهال، قال: ثنا حماد، عن قتادة، وثابت، عن أنس: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر، وعمر، وعثمان كانوا يستفتحون القراءة بـ {الحمد لله رب العالمين} [الفاتحة: 2] "
(3/119)
************
ذكر الخبر الذي يحتج به من جعل بسم الله الرحمن الرحيم آية من فاتحة الكتاب
(3/119)
************
1344 - حدثنا علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد، قال: ثنا يحيى بن سعيد الأموي، قال: ثنا ابن جريج، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن أم سلمة، قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته {بسم الله الرحمن الرحيم} [الفاتحة: 1] ، {الحمد لله رب العالمين} [الفاتحة: 2] ، {الرحمن الرحيم} [الفاتحة: 1] ، {مالك يوم الدين} "
(3/119)
************
وروى أصحابنا
1345 - عن الصغاني، قال: أخبرنا خالد بن خداش، قال: ثنا عمر بن هارون عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قرأ في الصلاة {بسم الله الرحمن الرحيم} [الفاتحة: 1] فعدها آية، {الحمد لله رب العالمين} [الفاتحة: 2] اثنتين [ص:120]، {الرحمن الرحيم} [الفاتحة: 1] ثلاث آيات {مالك يوم الدين} أربعا، وقال: هكذا {إياك نعبد وإياك نستعين} [الفاتحة: 5] وجمع خمس أصابعه "
(3/119)
************
ذكر خبر احتج به من توهم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقرأ ببسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة في فاتحة الكتاب
(3/120)
************
1346 - حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: ثنا أبو جابر، قال: ثنا شعبة، عن قتادة، قال: " سألت أيقرأ الرجل في الصلاة بسم الله الرحمن الرحيم؟ فقال: صليت وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعمر فلم أسمع أحدا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم "
(3/120)
************
ذكر الدليل على أن أنسا إنما أراد بقوله: لم أسمع أحدا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، وأنهم كانوا يسرون بسم الله الرحمن الرحيم
(3/120)
************
1347 - حدثنا إسماعيل بن قتيبة قال: ثنا أبو بكر، قال: ثنا وكيع، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس، قال: «صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر فلم يجهروا ببسم الله الرحمن الرحيم»
(3/120)
************
1348 - حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: ثنا أحمد بن خليل، قال: ثنا أبو الجواب، عن عمار بن زريق، عن الأعمش، عن شعبة، عن ثابت، عن أنس، قال: «[ص:121] صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع أبي بكر، وعمر فلم يجهروا ببسم الله الرحمن الرحيم»
(3/120)
************
قال أبو بكر وروى أصحابنا عن
1349 - أحمد بن شريح الرازي قال: أخبرنا سويد بن عبد العزيز، قال: ثنا عمران القصير، عن الحسن، عن أنس بن مالك: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسر بسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة وأبو بكر، وعمر» واحتج بعض أصحابنا بهذا قال: هذا صريح بخلاف ما توهم بعض من لم يسع في العلم فظن أن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر، وعمر لم يكونوا يقرءون في الصلاة بسم الله الرحمن الرحيم
(3/121)
************
ذكر اختلاف أهل العلم في القراءة ببسم الله الرحمن الرحيم، وهي آية من كتاب الله أم لا؟ اختلف أهل العلم في قراءة بسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة، فقالت طائفة: لا يقرأ بها سرا ولا جهرا، كذلك قال مالك، والأوزاعي، وقال عبد الله بن معبد الزماني، والأوزاعي: ما أنزل في القرآن بسم الله الرحمن الرحيم إلا في النمل: {إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم} [النمل: 30] ، وكان مالك يقول: إذا صلى الرجل في قيام شهر رمضان استفتح في السورة
(3/121)
************
ببسم الله الرحمن الرحيم إذا ابتدأ فواتحها، ولا يستفتح بها في أم القرآن. واحتج بعض من يقول بهذا القول بحديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر، وعمر كانوا يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين، وقال هذا القائل: وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن الخلفاء الراشدين المهديين أنهم كانوا يفتتحون القراءة ب {الحمد لله رب العالمين} [الفاتحة: 2] ، ولو كانت آية من فاتحة الكتاب لبدءوا بها، فإن ادعى مدع أنهم كانوا يسرون بسم الله الرحمن الرحيم قيل: هذه دعوى غيب، ولا يجوز إثبات خلاف ظاهر هذا الحديث إلا بخبر مثله. وقال آخر: لو كانت بسم الله الرحمن الرحيم آية في كل سورة لعدت في آي السور، فقد كتب الناس المصاحف، وكتبوا عدد آي كل سورة فلم يعدوها في عدد آي السور، فمن ذلك أنهم كتبوا سورة الكوثر ثلاث آيات، ولو عدوا بسم الله الرحمن الرحيم منها لكتبوا عددها أربع آيات، وكذلك جميع السور لا اختلاف بينهم في شيء منها إلا في فاتحة الكتاب، وقد أجمعوا أنها سبع آيات، واختلفوا بسم الله الرحمن الرحيم أهي آية منها أم لا، فعدها أهل العراق سبع آيات، جعلوا بسم الله الرحمن الرحيم آية منها، وفي عدد أهل المدينة سبع آيات، ليس بسم الله الرحمن الرحيم منها. وليس في قوله: كنا لا نعرف انتهاء السورة حتى تنزل بسم الله الرحمن
(3/122)
************
الرحيم: دليل على أنها آية من كل سورة، لأنها إنما جعلت علما بين السورة والتي بعدها، لا أنها آية من إحدى السورتين، كما كتبت في أول كل كتاب
(3/123)
************
1350 - حدثنا يحيى بن محمد، قال: ثنا مسدد، قال: ثنا بشر، قال: ثنا الجريري، عن قيس بن عباية، عن أبي عبد الله بن مغفل، قال: سمعني أبي وأنا أقرأ في صلاتي بسم الله الرحمن الرحيم، فقال: أي بني إياك والحدث: " فإني قد صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم، ومع أبي بكر، وصليت مع عمر، وصليت مع عثمان فلم أسمع أحدا منهم يقرأها، إذا قرأت فقل: {الحمد لله رب العالمين} [الفاتحة: 2] " وقالت طائفة: فاتحة الكتاب سبع آيات بسم الله الرحمن الرحيم آية منها، كذلك قال الشافعي، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وأبو عبيد، وكثير من أهل العراق. واحتج بعض أهل العلم بأنها مثبتة في مصاحف المسلمين، مدرجا فيها، مكتوبا بالسواد مع سائر آي القرآن غير مميز بينها وبين سائر القرآن، كما ميزوا بين عدد الآي المثبتة بغير السواد في أوائل السور، لأنهم كتبوا عدد الآي بالخضرة، أو بالحمرة، وبغير السواد. واحتجوا بحديث
(3/123)
************
رواه ابن جريج، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أنه قال: " {ولقد آتيناك سبعا من المثاني} [الحجر: 87] : أم القرآن ". وقال: وقرأها [ص:124] علي سعيد كما قرأتها عليك، ثم قال: {بسم الله الرحمن الرحيم} [الفاتحة: 1] الآية السابعة، قال ابن عباس: «لقد أخرجها الله لكم، فما أخرجها لأحد قبلكم»
(3/123)
************
1351 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن ابن جريج، قال: أخبرني أبي أن سعيد بن جبير أخبره أن ابن عباس قال: " {ولقد آتيناك سبعا من المثاني} [الحجر: 87] : أم القرآن، قال: وقرأ علي سعيد كما قرأتها عليك، ثم قال: بسم الله الرحمن الرحيم، الآية السابعة، قال ابن عباس: قد أخرجها الله لكم، فما أخرجها لأحد قبلكم "
(3/124)
************
1352 - حدثنا علي، قال: ثنا أبو عبيد، ثنا حجاج، عن أبي بكر الهذلي، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي هريرة، قال: " {صراط الذين أنعمت عليهم} [الفاتحة: 7] الآية السادسة " قال أبو عبيد: وقول أهل العراق في هذا أعجب إلي لحديث ابن عباس. قال أبو بكر: يعني حديث ابن جريج، عن أبيه، عن سعيد بن جبير. وقال قتادة في قوله: " {سبعا من المثاني} [الحجر: 87] قال: هي فاتحة الكتاب، تثنى في كل ركعة مكتوبة أو تطوع ". واحتج آخر بحديث رويناه عن أبي هريرة، وقد احتج بهذا الحديث من رأى الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة
(3/124)
************
1353 - حدثنا موسى بن هارون، قال: ثنا محمد بن عبد الحكم، قال: ثنا أبي وشعيب، عن الليث قال: ثنا خالد، عن ابن أبي هلال، عن نعيم المجمر قال: " صليت وراء أبي هريرة، فقرأ ببسم الله الرحمن الرحيم، ثم قرأ بأم القرآن [ص:125] حتى بلغ {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} [الفاتحة: 7] ، قال: آمين، وقال الناس: آمين، ويقول: كلما سجد قال: الله أكبر، وإذا قام من الجلوس في اثنتين قال: الله أكبر، وإذا سلم قال: أما والذي نفسي بيده، إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم " وكان الزهري يفتتح ببسم الله الرحمن الرحيم، فيقول: آية من كتاب الله تركها الناس، وقال عطاء: لا أدع أبدا بسم الله الرحمن الرحيم في مكتوبة وتطوع إلا ناسيا لأم القرآن والسورة التي أقرأ بعدها، هي آية من القرآن. قال ابن المبارك: من ترك بسم الله الرحمن الرحيم من القراءة فقد ترك مائة آية وثلاثة عشر آية
(3/124)
************
ذكر اختلاف أهل العلم في الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم اختلف أهل العلم في الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، فقالت طائفة: يجهر بها، كذلك قال الشافعي، واحتج بحديث رواه عن معاوية أنه: قرأ بسم الله الرحمن الرحيم لأم القرآن، ولم يقرأ بها للسورة التي بعدها حتى قضى تلك الركعة، ولم يكبر حين يهوي حتى قضى تلك الركعة، فلما سلم ناداه من سمع ذلك من المهاجرين من كل مكان: يا معاوية أسرقت الصلاة أم نسيت؟ فلما صلى بعد ذلك قرأ بسم الله الرحمن الرحيم للسورة التي بعد أم القرآن وكبر حين يهوي ساجدا.
(3/125)
************
قال أبو بكر: وقد روينا عن عمر بن الخطاب أنه كان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، وروينا عن ابن عمر، وابن عباس أنهما كانا يستفتحان ببسم الله الرحمن الرحيم، وروينا عن ابن الزبير أنه كان: يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ويقول: ما يمنعهم منها إلا الكبر. وروينا عن عطاء، وطاوس ومجاهد، وسعيد بن جبير أنهم كانوا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم
(3/126)
************
1354 - أخبرنا الربيع، قال: أخبرنا الشافعي، قال: أخبرنا عبد المجيد، عن ابن جريج، قال: حدثني عبد الله بن عثمان بن خثيم، أن أبا بكر بن حفص بن عمر، أخبره أن أنس بن مالك أخبره قال: " صلى معاوية بالمدينة صلاة فجهر فيها بالقراءة، فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم لأم القرآن، ولم يقرأ بها للسورة التي بعدها حتى قضى تلك الركعة، ولم يكبر حين يهوي ساجدا حتى قضى تلك الصلاة، فلما سلم ناداه من سمع ذلك من المهاجرين من كل مكان: يا معاوية أسرقت الصلاة أم نسيت؟ فلما صلى بعد ذلك قرأ بسم الله الرحمن الرحيم للسورة التي بعد أم القرآن وكبر حين يهوي ساجدا "
(3/126)
************
1355 - حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر: «أنه كان يفتتح القراءة ببسم الله الرحمن الرحيم»
(3/126)
************
1356 - حدثنا علي بن عبد العزيز، قال: ثنا أبو النعمان، قال: ثنا حماد [ص:127] بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة، أن ابن عباس: " كان يستفتح القراءة ببسم الله الرحمن الرحيم ويقول: إنما هو شيء استرقه الشيطان من الناس "
(3/126)
************
1357 - حدثنا علي، قال: ثنا مسلم بن إبراهيم، قال: ثنا شعبة، عن الأزرق بن قيس، قال: " صليت خلف ابن الزبير فاستفتح القراءة ببسم الله الرحمن الرحيم، فلما قرأ: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} [الفاتحة: 7] قال: بسم الله الرحمن الرحيم "
(3/127)
************
1358 - حدثنا موسى بن هارون، قال: ثنا أبو بكر، قال: ثنا خالد بن مخلد، عن عمر بن ذر، عن أبيه، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، أن عمر: «كان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم»
(3/127)
************
1359 - حدثنا علي بن الحسن، قال: ثنا عبد الله، عن سفيان، عن عبد الملك بن أبي بشير، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: «الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم قراءة الأعراب» وقالت طائفة: لا يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، ويقرأها الإمام في أول الحمد ويخفيها، هذا قول سفيان الثوري، وأصحاب الرأي، وكان أحمد وأبو عبيد لا يريان الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم. وممن روينا عنه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وعمار بن ياسر، وابن الزبير
(3/127)
************
1360 - حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، عن معمر، قال: سمعت أيوب يسأل عاصم بن أبي النجود: ما سمعت من قراءة بسم الله الرحمن الرحيم؟ قال: أخبرني أبو وائل أنه سمع عمر بن الخطاب: " يفتتح ب {الحمد لله رب العالمين} [الفاتحة: 2] "
(3/128)
************
1361 - حدثنا إسماعيل، قال: ثنا أبو بكر، قال: ثنا إسحاق بن سليمان الرازي، عن أبي سنان، عن حماد، عن إبراهيم، عن الأسود، قال: «صليت خلف عمر سبعين صلاة، فلم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم»
(3/128)
************
1362 - حدثنا إسماعيل، قال: ثنا أبو بكر، قال: ثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن أبي وائل، أن عليا وعمارا: «كانا لا يجهران ببسم الله الرحمن الرحيم»
(3/128)
************
1363 - حدثنا إسماعيل، قال: ثنا أبو بكر، قال: ثنا هشيم، عن سعيد بن المرزبان، عن أبي وائل، عن عبد الله: «أنه كان يخفي بسم الله الرحمن الرحيم»
(3/128)
************
1364 - حدثنا إسماعيل، قال: ثنا أبو بكر، قال: ثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه وابن الزبير: «أنهما كانا لا يجهران» وروي ذلك عن ابن سيرين، وقال الحكم، وحماد، وأبو إسحاق: اقرأ بسم الله الرحمن الرحيم في نفسك. وقال النخعي: جهر الإمام ببسم الله الرحمن الرحيم بدعة. وقال الأوزاعي: خمس يخفيهن الإمام، فذكر بسم الله الرحمن الرحيم. [ص:129] قال أبو بكر: وقد روينا في هذا الباب عن الحكم قولا ثالثا، وهو: إن شاء جهر بسم الله الرحمن الرحيم، وإن شاء أخفاها. وكذلك قال إسحاق بن راهويه، وكان يميل إلى الجهر بها. قال أبو بكر: وقد اختلف أهل العلم في تأويل الحديث الذي رويناه عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر، وعمر كانوا يستفتحون القراءة ب {الحمد لله رب العالمين} [الفاتحة: 2] فقالت طائفة: ظاهر هذا الحديث يوجب أنهم كانوا لا يجهرون بسم الله الرحمن الرحيم ويخفونها، هذا مذهب الثوري ومن وافقه. وفي قول بعض من يميل إلى مذهب أهل المدينة: هذا الحديث يدل على أنهم كانوا لا يجهرون بها، ولا يصح أنهم قرءوها سرا، فلا يقرأ بها سرا ولا جهرا. وفي قول من يرى الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم: معنى قوله كانوا يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين، أي يفتتحون بقراءة الحمد، يعني بقراءة سورة الحمد، كما يقال: افتتح سورة البقرة لأن ذلك اسم للسورة، لا أنهم كانوا لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم. وقال آخرون: لما ثبت أنهم كانوا لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم، وثبت حديث أبي هريرة أنه جهر ببسم الله الرحمن الرحيم كان المصلي بالخيار إن شاء جهر بقراءة فاتحة الكتاب، وإن شاء أخفاها، وهذا موافق مذهب الحكم وإسحاق، وفي هذا الباب حجج قد ذكرتها غير هذا الموضع
(3/128)
************
ذكر الجهر بآمين عند الفراغ من قراءة فاتحة الكتاب في الصلاة التي يجهر فيها الإمام بالقراءة ثبتت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا أمن القارئ فأمنوا»
(3/129)
************
1365 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: أنا ابن وهب قال: أخبرنا مالك بن أنس، ويونس بن يزيد، عن ابن شهاب، قال: أخبرني سعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا أمن القارئ فأمنوا، فإن الملائكة تؤمن، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه»
(3/130)
************
اشکال فخر رازی بر تواتر قرائات سبع
تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (1/ 172)
المسألة الرابعة: قال الشافعي رضي الله عنه: بسم الله الرحمن الرحيم آية من أول سورة الفاتحة، وتجب قراءتها مع الفاتحة، وقال مالك والأوزاعي رضي الله تعالى عنهما: إنه ليس من القرآن إلا في سورة النمل، ولا يقرأ لا سرا، ولا جهرا إلا في قيام شهر رمضان فإنه يقرؤها وأما أبو حنيفة فلم ينص عليه، وإنما قال: يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ويسر بها، ولم يقل إنها آية من أول السورة أم لا، قال يعلى: سألت محمد بن الحسن عن بسم الله الرحمن الرحيم فقال: ما بين الدفتين قرآن، قال: قلت: فلم تسره؟ قال: فلم يجبني، وقال الكرخي لا أعرف هذه المسألة بعينها لمتقدمي أصحابنا، إلا أن أمرهم بإخفائها يدل على أنها ليست من السورة، وقال بعض فقهاء الحنفية: تورع أبو حنيفة وأصحابه عن الوقوع في هذه المسألة لأن الخوض في إثبات أن التسمية من القرآن أو ليست منه أمر عظيم، فالأولى السكوت عنه.
واعلم أن هذه المسألة تشتمل على ثلاث مسائل: إحداها: أن هذه المسألة هل هي مسألة اجتهادية حتى يجوز الاستدلال فيها بالظواهر وأخبار الآحاد، أو ليست من المسائل الاجتهادية بل هي من المسائل القطعية.
وثانيتها: أن بتقدير أنها من المسائل الاجتهادية فما الحق فيها؟.
تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (1/ 173)
وثالثتها: الكلام في أنها تقرأ بالإعلان أو بالإسرار، فلنتكلم في هذه المسائل الثلاث.
المسألة الخامسة: في تقرير أن هذه المسألة ليست من المسائل القطعية، وزعم القاضي أبو بكر أنها من المسائل القطعية، قال: والخطأ فيها إن لم يبلغ إلى حد التكفير فلا أقل من التفسيق، واحتج عليه بأن التسمية لو كانت من القرآن لكان طريق إثباته إما التواتر أو الآحاد والأول باطل، لأنه لو ثبت بالتواتر كون التسمية من القرآن لحصل العلم الضروري بأنها من القرآن، ولو كانت كذلك لامتنع وقوع الخلاف فيه بين الأمة. والثاني:
أيضا باطل، لأن خبر الواحد لا يفيد إلا الظن، فلو جعلناه طريقا إلى إثبات القرآن لخرج القرآن عن كونه حجة يقينية ولصار ذلك ظنيا، ولو جاز ذلك لجاز ادعاء الروافض في أن القرآن دخله الزيادة والنقصان والتغيير والتحريف، وذلك يبطل الإسلام.
واعلم أن الشيخ الغزالي عارض القاضي فقال: نفي كون التسمية من القرآن إن ثبت بالتواتر لزم أن لا يبقى الخلاف، وإن ثبت بالآحاد فحينئذ يصير القرآن ظنيا، ثم أورد على نفسه سؤالا وهو أنه لو قال قائل:
«ليس من القرآن عدم» فلا حاجة في إثبات هذا العدم إلى النقل، لأن الأصل هو العدم، وأما قولنا: (إنه قرآن) فهو ثبوت فلا بد فيه من النقل، ثم أجاب عنه بأن قال: هذا وإن كان عدما إلا أن كون التسمية مكتوبة بخط القرآن يوهم كونها من القرآن، فههنا لا يمكننا الحكم بأنها ليست من القرآن إلا بدليل منفصل، وحينئذ يعود التقسيم المذكور من أن الطريق إما أن يكون تواترا أو آحادا، فثبت أن الكلام الذي أورده القاضي لازم عليه، فهذا آخر ما قيل في هذا الباب.
والذي عندي فيه أن النقل المتواتر ثابت بأن بسم الله الرحمن الرحيم كلام أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم، وبأنه مثبت في المصحف بخط القرآن وعند هذا ظهر أنه لم يبق لقولنا إنه من القرآن أو ليس من القرآن فائدة إلا أنه حصل فيها أحكام شرعية هي من خواص القرآن مثل أنه هل يجب قراءتها في الصلاة أم لا، وهل يجوز للجنب قراءتها أم لا وهل يجوز للمحدث مسها أم لا، ومعلوم أن هذه الأحكام اجتهادية، فلما رجع حاصل قولنا إن التسمية هل هي من القرآن إلى ثبوت هذه الأحكام وعدمها، وثبت أن ثبوت هذه الأحكام وعدمها أمور اجتهادية ظهر أن البحث اجتهادي لا قطعي، وسقط تهويل القاضي.
المسألة السادسة: في بيان أن التسمية هل هي من القرآن وأنها آية من الفاتحة، قال قراء/ المدينة والبصرة وفقهاء الكوفة إنها ليست من الفاتحة، وقال قراء مكة والكوفة وأكثر فقهاء الحجاز إنها آية من الفاتحة، وهو قول ابن المبارك والثوري، ويدل عليه وجوه:
الحجة الأولى:
روى الشافعي رضي الله عنه عن مسلم عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة أنها قالت: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتحة الكتاب فعد بسم الله الرحمن الرحيم آية، الحمد لله رب العالمين آية، الرحمن الرحيم آية، مالك يوم الدين آية، إياك نعبد وإياك نستعين آية، اهدنا الصراط المستقيم آية، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الظالمين آية، وهذا نص صريح.
الحجة الثانية:
روى سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فاتحة الكتاب سبع آيات أولاهن بسم الله الرحمن الرحيم.
تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (1/ 174)
الحجة الثالثة:
روى الثعلبي في «تفسيره» بإسناده عن أبي بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبرك بآية لم تنزل على أحد بعد سليمان بن داود غيري، فقلت بلى، فقال: بأي شيء تفتتح القرآن إذا افتتحت الصلاة؟ قلت: ببسم الله الرحمن الرحيم، قال: هي هي،
فهذا الحديث يدل على أن التسمية من القرآن.
الحجة الرابعة:
روى الثعلبي بإسناده عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: كيف تقول إذا قمت إلى الصلاة، قال: أقول الحمد لله رب العالمين، قال: قل: بسم الله الرحمن الرحيم.
وروى أيضا بإسناده عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين.
وروى أيضا بإسناده عن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه كان إذا افتتح السورة في الصلاة يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، وكان يقول: من ترك قراءتها فقد نقص.
وروى أيضا بإسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: ولقد آتيناك سبعا من المثاني [الحجر: 87] قال: فاتحة الكتاب، فقيل لابن عباس: فأين السابعة؟ فقال: بسم الله الرحمن الرحيم.
وبإسناده عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا قرأتم أم القرآن فلا تدعوا بسم الله الرحمن الرحيم فإنها إحدى آياتها.
وبإسناده أيضا عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يقول الله تعالى: «قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فإذا قال العبد بسم الله الرحمن الرحيم قال الله سبحانه مجدني/ عبدي، وإذا قال الحمد لله رب العالمين قال الله تبارك وتعالى حمدني عبدي، وإذا قال الرحمن الرحيم قال الله عز وجل أثنى علي عبدي، وإذا قال مالك يوم الدين قال الله فوض إلي عبدي، وإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين قال الله تعالى هذا بيني وبين عبدي، وإذا قال اهدنا الصراط المستقيم قال الله تعالى هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل» .
وبإسناده عن أبي هريرة قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم يحدث أصحابه إذ دخل رجل يصلي، فافتتح الصلاة وتعوذ، ثم قال: الحمد لله رب العالمين، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، فقال له: يا رجل، قطعت على نفسك الصلاة أما علمت أن بسم الله الرحمن الرحيم من الحمد، من تركها فقد ترك آية منها، ومن ترك آية منها فقد قطع صلاته، فإنه لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب، فمن ترك آية منها فقد بطلت صلاته.
وبإسناده عن طلحة بن عبيد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ترك بسم الله الرحمن الرحيم فقد ترك آية من كتاب الله» .
واعلم أني نقلت جملة هذه الأحاديث من تفسير الشيخ أبي إسحاق الثعلبي رحمه الله.
الحجة الخامسة: قراءة بسم الله الرحمن الرحيم واجبة في أول الفاتحة وإذا كان كذلك وجب أن تكون آية منها، بيان الأول قوله تعالى: اقرأ باسم ربك [العلق: 1] ولا يجوز أن يقال: الباء صلة زائدة، لأن الأصل أن يكون لكل حرف من كلام الله تعالى فائدة، وإذا كان هذا الحرف مفيدا كان التقدير اقرأ مفتتحا باسم ربك، وظاهر الأمر للوجوب ولم يثبت هذا الوجوب في غير القراءة في الصلاة، فوجب إثباته في القراءة في الصلاة صونا للنص عن التعطيل.
تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (1/ 175)
الحجة السادسة: التسمية مكتوبة بخط القرآن، وكل ما ليس من القرآن فإنه غير مكتوب بخط القرآن، ألا ترى أنهم يمنعوا من كتابة أسامي السور في المصحف، ومنعوا من العلامات على الأعشار والأخماس، والغرض من ذلك كله أن يمنعوا من أن يختلط بالقرآن ما ليس منه فلو لم تكن التسمية من القرآن لما كتبوها بخط القرآن، ولما أجمعوا على كتبها بخط القرآن، ولما أجمعوا على كتبها بخط القرآن علمنا أنها من القرآن.
الحجة السابعة: أجمع المسلمون على أن ما بين الدفتين كلام الله والتسمية موجودة بين الدفتين، فوجب جعلها من كلام الله تعالى، ولهذا السبب حكينا أن يعلى لما أورد هذا الكلام على محمد بن الحسن بقي ساكتا.
واعلم أن مذهب أبي بكر الرازي أن التسمية من القرآن ولكنها ليست آية من سورة/ الفاتحة، بل المقصود من تنزيلها إظهار الفصل بين السور، وهذان الدليلان لا يبطلان قول أبي بكر الرازي.
الحجة الثامنة: أطبق الأكثرون على أن سورة الفاتحة سبع آيات إلا أن الشافعي رضي الله تعالى عنه، قال:
قوله بسم الله الرحمن الرحيم آية واحدة، وقوله صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين آية واحدة، وأما أبو حنيفة رحمه الله تعالى فإنه قال: بسم الله ليس بآية منها، لكن قوله صراط الذين أنعمت عليهم آية، وقوله غير المغضوب عليهم ولا الضالين آية أخرى وسنبين في مسألة مفردة أن قول أبي حنيفة مرجوح ضعيف، فحينئذ يبقى أن الآيات لا تكون سبعا إلا إذا اعتقدنا أن قوله بسم الله الرحمن الرحيم آية منها تامة.
الحجة التاسعة: أن نقول: قراءة التسمية قبل الفاتحة واجبة، فوجب أن تكون آية منها بيان الأول أن أبا حنيفة يسلم أن قراءتها أفضل، وإذا كان كذلك فالظاهر أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأها فوجب أن يجب علينا قراءتها لقوله تعالى: واتبعوه وإذا ثبت وجوب قرأتها ثبت أنها من السورة لأنه لا قائل بالفرق.
الحجة العاشرة:
قوله عليه السلام: «كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه باسم الله فهو أبتر أو أجذم وأعظم الأعمال بعد الإيمان بالله الصلاة،
فقراءة الفاتحة فيها بدون قراءة بسم الله يوجب كون هذه الصلاة بتراء، ولفظ الأبتر يدل على غاية النقصان والخلل، بدليل أنه تعالى ذكره في معرض الذم للكافر الذي كان عدوا للرسول عليه السلام فقال: إن شانئك هو الأبتر، [الكوثر: 3] فلزم أن يقال: الصلاة الخالية عن قراءة بسم الله الرحمن الرحيم تكون في غاية النقصان والخلل وكل من أقر بهذا الخلل النقصان قال بفساد هذه الصلاة، وذلك يدل على أنها من الفاتحة وأنه يجب قراءتها.
الحجة الحادية عشرة: ما
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب: «ما أعظم آية في كتاب الله تعالى؟» فقال:
بسم الله الرحمن الرحيم فصدقه النبي عليه السلام في قوله.
وجه الاستدلال أن هذا الكلام يدل على أن هذا القدر آية، ومعلوم أنها ليست آية تامة في قوله: إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم [النمل: 30] بل هذا بعض آية، فلا بد وأن يكون آية تامة في غير هذا الموضع، وكل من قال بذلك قال إنه آية تامة في أول سورة الفاتحة.
الحجة الثانية عشرة: إن معاوية قدم المدينة فصلى بالناس صلاة يجهر فيها فقرأ أم القرآن/ ولم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، فلما قضى صلاته ناداه المهاجرون والأنصار من كل ناحية أنسيت؟ أين بسم الله الرحمن
تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (1/ 176)
الرحيم حين استفتحت القرآن؟ فأعاد معاوية الصلاة وقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، وهذا الخبر يدل على إجماع الصحابة رضي الله عنهم على أنه من القرآن ومن الفاتحة، وعلى أن الأولى الجهر بقراءتها.
الحجة الثالثة عشرة: أن سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كانوا عند الشروع في أعمال الخير يبتدئون بذكر بسم الله، فوجب أن يجب على رسولنا صلى الله عليه وسلم ذلك، وإذا ثبت هذا الوجوب في حق الرسول ثبت أيضا في حقنا، وإذا ثبت الوجوب في حقنا ثبت أنه آية من سورة الفاتحة، أما المقدمة الأولى: فالدليل عليها أن نوحا عليه السلام لما أراد ركوب السفينة قال: اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها [هود: 41] وأن سليمان لما كتب إلى بلقيس كتب بسم الله الرحمن الرحيم، فإن قالوا: أليس أن قوله تعالى: إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم [النمل: 30] يدل على أن سليمان قدم اسم نفسه على اسم الله تعالى؟ قلنا: معاذ الله أن يكون الأمر كذلك، وذلك لأن الطير أتى بكتاب سليمان ووضعه على صدر بلقيس، وكانت المرأة في بيت لا يقدر أحد على الدخول فيه لكثرة من أحاط بذلك البيت من العساكر والحفظة، فعلمت بلقيس أن ذلك الطير هو الذي أتى بذلك الكتاب، وكانت قد سمعت باسم سليمان، فلما أخذت الكتاب قالت هي من عند نفسها: إنه من سليمان، فلما فتحت الكتاب رأت التسمية مكتوبة فقالت: وإنه بسم الله الرحمن الرحيم. فثبت أن الأنبياء عليهم السلام كلما شرعوا في عمل من أعمال الخير ابتدءوا بذكر بسم الله الرحمن الرحيم، والمقدمة الثانية: أنه لما ثبت هذا في حق سائر الأنبياء وجب أن يجب على رسولنا ذلك، لقوله تعالى: أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده [الأنعام: 90] وإذا ثبت ذلك في حق الرسول وجب أن يجب علينا ذلك لقوله تعالى:
واتبعوه وإذا ثبت وجوب قراءته علينا ثبت أنه آية من الفاتحة، لأنه لا قائل بالفرق.
الحجة الرابعة عشرة: أنه تعالى متقدم بالوجود على وجود سائر الموجودات، لأنه تعالى قديم وخالق وغيره محدث ومخلوق، والقديم الخالق يجب أن يكون سابقا على المحدث المخلوق، وإذا ثبت أنه تعالى سابق على غيره وجب بحكم المناسبة العقلية أن يكون ذكره سابقا على ذكر غيره، وهذا السبق في الذكر لا يحصل إلا إذا كان قراءة بسم الله الرحمن الرحيم سابقة على سائر الأذكار والقراءات، وإذا ثبت أن القول بوجوب هذا التقدم حسن في/ العقول وجب أن يكون معتبرا في الشرع
لقوله عليه الصلاة والسلام: «ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن،
وإذا ثبت وجوب القراءة ثبت أيضا أنها آية من الفاتحة، لأنه لا قائل بالفرق.
الحجة الخامسة عشرة: أن بسم الله الرحمن الرحيم لا شك أنه من القرآن في سورة النمل ثم إنا نراه مكررا بخط القرآن، فوجب أن يكون من القرآن كما أنا لما رأينا قوله تعالى: فبأي آلاء ربكما تكذبان [الرحمن: 13] وقوله تعالى: فويل يومئذ للمكذبين [المرسلات: 15] مكررا في القرآن بخط واحد وصورة واحدة، قلنا: إن الكل من القرآن.
الحجة السادسة عشرة:
روي أنه صلى الله عليه وسلم كان يكتب في أول الأمر على رسم قريش «باسمك اللهم» حتى نزل قوله تعالى: اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها [هود: 41] فكتب «بسم الله» فنزل قوله: قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن [الإسراء: 110] فكتب «بسم الله الرحمن» فلما نزل قوله تعالى إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم [النمل: 30] كتب مثلها،
وجه الاستدلال أن أجزاء هذه الكلمة كلها من القرآن، ومجموعها
تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (1/ 177)
من القرآن، ثم إنه ثبت في القرآن فوجب الجزم بأنه من القرآن، إذ لو جاز إخراجه من القرآن مع هذه الموجبات الكثيرة ومع الشهرة لجاز إخراج سائر الآيات كذلك، وذلك يوجب الطعن في القرآن.
الحجة السابعة عشرة: قد بينا أنه ثبت بالتواتر أن الله تعالى كان ينزل هذه الكلمة على محمد عليه الصلاة والسلام وكان يأمر بكتبه بخط المصحف، وبينا أن حاصل الخلاف في أنه هل هو من القرآن فرجع إلى أحكام مخصوصة مثل أنه هل يجب قراءته، وهل يجوز للجنب قراءته، وللمحدث مسه؟ فنقول: ثبوت هذه الأحكام أحوط فوجب المصير إليه،
لقوله عليه الصلاة والسلام: دع ما يريبك إلا ما لا يريبك.
واحتج المخالف بأشياء: الأول: تعلقوا بخبر أبي هريرة، وهو
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين يقول الله تعالى حمدني عبدي، وإذا قال الرحمن الرحيم يقول الله تعالى أثنى علي عبدي وإذا قال مالك يوم الدين يقول الله تعالى مجدني عبدي، وإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين يقول الله تعالى هذا بيني وبين عبدي
والاستدلال بهذا الخبر من وجهين: الأول: أنه عليه الصلاة والسلام لم يذكر التسمية، ولو كانت آية من الفاتحة لذكرها، والثاني: أنه تعالى قال: جعلت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، والمراد من الصلاة الفاتحة، وهذا التنصيف إنما يحصل إذا قلنا إن التسمية/ ليست آية من الفاتحة، لأن الفاتحة سبع آيات فيجب أن يكون فيها لله ثلاث آيات ونصف وهي من قوله الحمد لله إلى قوله إياك نعبد- وللعبد ثلاث آيات ونصف- وهي من قوله وإياك نستعين إلى آخر السورة- أما إذا جعلنا بسم الله الرحمن الرحيم آية من الفاتحة حصل لله أربع آيات ونصف، وللعبد آيتان ونصف، وذلك يبطل التنصيف المذكور.
الحجة الثانية:
روت عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفتتح الصلاة بالتكبير، والقراءة بالحمد لله رب العالمين،
وهذا يدل على أن التسمية ليست آية من الفاتحة.
الحجة الثالثة: لو كان قوله بسم الله الرحمن الرحيم آية من هذه السورة: لزم التكرار في قوله الرحمن الرحيم، وذلك بخلاف الدليل.
والجواب عن الحجة الأولى من وجوه: الأول:
أنا نقلنا أن الشيخ أبا إسحاق الثعلبي روى بإسناده أن النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر هذا الحديث عد بسم الله الرحمن الرحيم آية تامة من سورة الفاتحة،
ولما تعارضت الروايتان فالترجيح معنا، لأن رواية الإثبات مقدمة على رواية النفي.
الثاني: روى أبو داود السختياني عن النخعي عن مالك عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وإذا قال العبد مالك يوم الدين يقول الله تعالى مجدني عبدي وهو بيني وبين عبدي،
إذا عرفت هذا فنقول: قوله في مالك يوم الدين هذا بيني وبين عبدي، يعني في القسمة، وإنما يكون كذلك إذا حصلت ثلاثة قبلها وثلاثة بعدها، وإنما يحصل ثلاثة قبلها لو كانت التسمية آية من الفاتحة فصار هذا الخبر حجة لنا من هذا الوجه.
الثالث: أن لفظ النصف كما يحتمل النصف في عدد الآيات فهو أيضا يحتمل النصف في المعنى،
قال عليه الصلاة والسلام: الفرائض نصف العلم،
وسماه بالنصف من حيث إنه بحث عن أحوال الأموات، والموت والحياة قسمان، وقال شريح: أصبحت ونصف الناس علي غضبان، سماه نصفا من حيث إن بعضهم راضون وبعضهم ساخطون،
الرابع: إن دلائلنا في أن بسم الله الرحمن الرحيم آية من الفاتحة صريحة، وهذا الخبر الذي تمكسوا به ليس المقصود منه بيان أن بسم
تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (1/ 178)
الله الرحمن الرحيم هل هي من الفاتحة أم لا، لكن المقصود منه بيان شيء آخر، فكانت دلائلنا أقوى وأظهر.
الخامس: أنا بينا أن قولنا أقرب إلى الاحتياط.
والجواب عن حجتهم الثانية ما قال الشافعي فقال: لعل عائشة جعلت الحمد لله رب العالمين اسما لهذه السورة، كما يقال: قرأ فلان «الحمد لله الذي خلق السموات» والمراد أنه قرأ هذه/ السورة، فكذا هاهنا، وتمام الجواب عن خبر أنس سيأتي بعد ذلك.
والجواب عن الحجة الثالثة أن التكرار لأجل التأكيد كثير في القرآن، وتأكيد كون الله تعالى رحمانا رحيما من أعظم المهمات، والله أعلم.
المسألة السابعة: في بيان عدد آيات هذه السورة، رأيت في بعض الروايات الشاذة أن الحسن البصري كان يقول: هذه السورة ثمان آيات، فأما الرواية المشهورة التي أطبق الأكثرون عليها أن هذه السورة سبع آيات، وبه فسروا قوله تعالى: ولقد آتيناك سبعا من المثاني [الحجر: 87] إذا ثبت هذا فنقول: الذين قالوا إن بسم الله الرحمن الرحيم آية من الفاتحة قالوا إن قوله: صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين آية تامة، وأما أبو حنيفة فإنه لما أسقط التسمية من السورة لا جرم قال قوله: صراط الذين أنعمت عليهم آية، وقوله: غير المغضوب عليهم ولا الضالين آية أخرى، إذا عرفت هذا فنقول: الذي قاله الشافعي أولى، ويدل عليه وجوه: الأول: أن مقطع قوله صراط الذين أنعمت عليهم لا يشابه مقطع الآيات المتقدمة ورعاية التشابه في المقاطع لازم، لأنا وجدنا مقطاع القرآن على ضربين متقاربة ومتشاكلة فالمتقاربة كما في سورة «ق» والمتشاكلة كما في سورة القمر، وقوله: أنعمت عليهم ليس من القسمين، فامتنع جعله من المقاطع.
الثاني: أنا إذا جعلنا قوله غير المغضوب عليهم ابتداء آية فقد جعلنا أول الآية لفظ غير، وهذا اللفظ إما أن يكون صفة لما قبله أو استثناء عما قبله، والصفة مع الموصوف كالشيء الواحد، وكذلك الاستثناء مع المستثنى منه كالشيء الواحد وإيقاع الفصل بينهما على خلاف الدليل، أما إذا جعلنا قوله صراط الذين أنعمت عليهم إلى آخر السورة آية واحدة، كنا قد جعلنا الموصوف مع الصفة والمستثنى مع المستثنى منه كلاما واحدا وآية واحدة، وذلك أقرب إلى الدليل. الثالث: أن المبدل منه في حكم المحذوف، فيكون تقدير الآية اهدنا صراط الذين أنعمت عليهم لكن طلب الاهتداء بصراط من أنعم الله عليهم لا يجوز إلا بشرطين: أن يكون ذلك المنعم عليه غير مغضوب عليه، ولا ضالا، فإنا لو أسقطنا هذا الشرط لم يجز إلا الاهتداء به، والدليل عليه قوله تعالى: ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا [إبراهيم: 28] وهذا يدل على أنه قد أنعم عليهم إلا أنهم لما صاروا من زمرة المغضوب عليهم ومن زمرة الضالين لا جرم لم يجز الاهتداء بهم، فثبت أنه لا يجوز فصل قوله: صراط الذين أنعمت عليهم عن قوله: غير المغضوب عليهم بل هذا المجموع كلام واحد، فوجب القول بأنه آية واحدة، فإن قالوا: أليس أن قوله الحمد لله رب العالمين آية واحدة، وقوله/ الرحمن الرحيم آية ثانية، ومع أن هذه الآية غير مستقلة بنفسها، بل هي متعلقة بما قبلها؟ قلنا: الفرق أن قوله الحمد لله رب العالمين كلام تام بدون قوله الرحمن الرحيم، فلا جرم لم يمتنع أن يكون مجرد قوله الحمد لله رب العالمين آية تامة، ولا كذلك هذا، لما بينا أن مجرد قوله اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم ليس كلاما تاما، بل ما لم يضم
تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (1/ 179)
إليه قوله غير المغضوب عليهم ولا الضالين لم يصح قوله اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم، فظهر الفرق.
المسألة الثامنة: ذكر بعض أصحابنا قولين للشافعي في أن بسم الله الرحمن الرحيم هل هي آية من أوائل سائر السور أم لا: أما المحققون من الأصحاب فقد اتفقوا على أن بسم الله قرآن من سائر السور، وجعلوا القولين في أنها هل هي آية تامة وحدها من أول كل سورة أو هي وما بعدها آية، وقال بعض الحنفية إن الشافعي خالف الإجماع في هذه المسألة لأن أحدا ممن قبله لم يقل إن بسم الله آية من أوائل سائر السور، ودليلنا أن بسم الله مكتوب في أوائل السور بخط القرآن فوجب كونه قرآنا، واحتج المخالف بما
روى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في سورة الملك: إنها ثلاثون آية، وفي سورة الكوثر: إنها ثلاث آيات،
ثم أجمعوا على أن هذا العدد حاصل بدون التسمية، فوجب أن لا تكون التسمية آية من هذه السور، والجواب أنا إذا قلنا بسم الله الرحمن الرحيم مع ما بعده آية واحدة فهذا الإشكال زائل، فإن قالوا: لما اعترفتم بأنها آية تامة من أول الفاتحة فكيف يمكنكم أن تقولوا إنها بعض آية من سائر السور؟ قلنا: هذا غير بعيد، ألا ترى أن قوله الحمد لله رب العالمين آية تامة، ثم صار مجموع قوله: وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين [يونس: 10] آية واحدة: فكذا هاهنا وأيضا فقوله سورة الكوثر ثلاث آيات يعني ما هو خاصية هذه السورة ثلاث آيات، وأما التسمية فهي كالشيء المشترك فيه بين جميع السور، فسقط هذا السؤال.
الجهر بالبسملة في الصلاة:
المسألة التاسعة [الجهر بالبسملة في الصلاة] : يروى عن أحمد بن حنبل أنه قال: التسمية آية من الفاتحة إلا أنه يسر بها في كل ركعة، وأما الشافعي فإنه قال: إنها آية منها ويجهر بها، وقال أبو حنيفة: ليست آية من الفاتحة إلا أنها يسر بها في كل ركعة ولا يجهر بها أيضا، فنقول: الجهر بها سنة، ويدل عليه وجوه وحجج.
الحجة الأولى: قد دللنا على أن التسمية آية من الفاتحة، وإذا ثبت هذا فنقول: الاستقراء دل على أن السورة الواحدة إما أن تكون بتمامها سرية أو جهرية، فأما أن يكون بعضها سريا/ وبعضها جهريا فهذا مفقود في جميع السور، وإذا ثبت هذا كان الجهر بالتسمية مشروعا في القراءة الجهرية.
الحجة الثانية: أن قوله بسم الله الرحمن الرحيم لا شك أنه ثناء على الله وذكر له بالتعظيم فوجب أن يكون الإعلان به مشروعا لقوله تعالى: فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا [البقرة: 200] ومعلوم أن الإنسان إذا كان مفتخرا بأبيه غير مستنكف منه فإنه يعلن بذكره ويبالغ في إظهاره أما إذا أخفى ذكره أو أسره دل ذلك على كونه مستنكفا منه، فإذا كان المفتخر بأبيه يبالغ في الإعلان والإظهار وجب أن يكون إعلان ذكر الله أولى عملا بقوله: فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا.
الحجة الثالثة: هي أن الجهر بذكر الله يدل على كونه مفتخرا بذلك الذكر غير مبال بإنكار من ينكره، ولا شك أن هذا مستحسن في العقل، فيكون في الشرع كذلك،
لقوله عليه السلام: «ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن»
ومما يقوي هذا الكلام أيضا أن الإخفاء والسر لا يليق إلا بما يكون فيه عيب ونقصان فيخفيه الرجل ويسره، لئلا ينكشف ذلك العيب. أما الذي يفيد أعظم أنواع الفخر والفضيلة والمنقبة فكيف يليق بالعقل إخفائه؟ ومعلوم أنه لا منقبة للعبد أعلى وأكمل من كونه ذاكرا الله بالتعظيم، ولهذا
قال عليه السلام: «طوبى لمن
تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (1/ 180)
مات ولسانه رطب من ذكر الله»
وكان علي بن أبي طالب عليه السلام يقول: يا من ذكره شرف للذاكرين.
ومثل هذا كيف يليق بالعاقل أن يسعى في إخفائه؟ ولهذا السبب
نقل أن عليا رضي الله عنه كان مذهبه الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في جميع الصلوات،
وأقول إن هذه الحجة قوية في نفسي راسخة في عقلي لا تزول البتة بسبب كلمات المخالفين.
الحجة الرابعة: ما رواه الشافعي بإسناده، أن معاوية قدم المدينة فصلى بهم، ولم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، ولم يكبر عند الخفض إلى الركوع والسجود، فلما سلم ناداه المهاجرون والأنصار. يا معاوية، سرقت منا الصلاة، أين بسم الله الرحمن الرحيم؟ وأين التكبير عند الركوع والسجود؟ ثم إنه أعاد الصلاة مع التسمية والتكبير، قال الشافعي: إن معاوية كان سلطانا عظيم القوة شديد الشوكة فلولا أن الجهر بالتسمية كان كالأمر المتقرر عند كل الصحابة من المهاجرين والأنصار وإلا لما قدروا على إظهار الإنكار عليه بسبب ترك التسمية.
الحجة الخامسة:
روى البيهقي في «السنن الكبير» عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر في الصلاة ببسم الله الرحمن الرحيم،
ثم إن الشيخ البيهقي روى الجهر عن/ عمر بن الخطاب، وابن عباس، وابن عمر، وابن الزبير، وأما أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان يجهر بالتسمية فقد ثبت بالتواتر، ومن اقتدى في دينه بعلي بن أبي طالب فقد اهتدى، والدليل عليه
قوله عليه السلام: اللهم أدر الحق مع علي حيث دار.
الحجة السادسة: أن قوله بسم الله الرحمن الرحيم يتعلق بفعل لا بد من إضماره، والتقدير بإعانة اسم الله اشرعوا في الطاعات، أو ما يجري مجرى هذا المضمر، ولا شك أن استماع هذه الكلمة ينبه العقل على أنه لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله، ولا قوة على طاعة الله إلا بتوفيق الله، وينبه العقل على أنه لا يتم شيء من الخيرات والبركات إلا إذا وقع الابتداء فيه بذكر الله، ومن المعلوم أن المقصود من جميع العبادات والطاعات حصول هذه المعاني في العقول، فإذا كان استماع هذه الكلمة يفيد هذه الخيرات الرفيعة والبركات العالية دخل هذا القائل تحت قوله: كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، [آل عمران: 110] لأن هذا القائل بسبب إظهار هذه الكلمة أمر بما هو أحسن أنواع الأمر بالمعروف، وهو الرجوع إلى الله بالكلية والاستعانة بالله في كل الخيرات، وإذا كان الأمر كذلك فكيف يليق بالعاقل أن يقول إنه بدعة.
واحتج المخالف بوجوه وحجج: الحجة الأولى:
روى البخاري بإسناده عن أنس أنه قال صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلف أبي بكر وعمر وعثمان، وكانوا يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين، وروى مسلم هذا الخبر في «صحيحه» ، وفيه أنهم لا يذكرون «بسم الله الرحمن الرحيم» وفي رواية أخرى «ولم أسمع أحدا منهم قال بسم الله الرحمن الرحيم» وفي رواية رابعة «فلم يجهر أحد منهم ببسم الله الرحمن الرحيم» .
الحجة الثانية: ما
روى عبد الله بن المغفل أنه قال: سمعني أبي وأنا أقول بسم الله الرحمن الرحيم فقال:
يا بني إياك والحدث في الإسلام، فقد صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلف أبي بكر، وخلف عمر، وعثمان، فابتدءوا القراءة بالحمد لله رب العالمين، فإذا صليت فقل: الحمد لله رب العالمين،
وأقول: إن أنسا وابن المغفل خصصا عدم ذكر بسم الله الرحمن الرحيم بالخلفاء الثلاثة، ولم يذكرا عليا، وذلك يدل على إطباق الكل على أن عليا كان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم.
تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (1/ 181)
الحجة الثالثة: قوله تعالى: ادعوا ربكم تضرعا وخفية، [الأعراف: 55] واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة [الأعراف: 205] وبسم الله الرحمن الرحيم ذكر الله، فوجب إخفاؤه، وهذه الحجة استنبطها الفقهاء/ واعتمادهم على الكلامين الأولين.
والجواب عن خبر أنس من وجوه: الأول: قال الشيخ أبو حامد الإسفرايني: روي عن أنس في هذا الباب ست روايات، أما الحنفية فقد رووا عنه ثلاث روايات: إحداها:
قوله صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلف أبي بكر وعمر وعثمان، فكانوا يستفتحون الصلاة بالحمد لله رب العالمين.
وثانيتها:
قوله: إنهم ما كانوا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم.
وثالثتها:
قوله: لم أسمع أحدا منهم قال بسم الله الرحمن الرحيم،
فهذه الروايات الثلاث تقوي قول الحنفية، وثلاث أخرى تناقض قولهم: إحداها: ما ذكرنا أن أنسا روى أن معاوية لما ترك بسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة أنكر عليه المهاجرون والأنصار، وقد بينا أن هذا يدل على أن الجهر بهذه الكلمات كالأمر المتواتر فيما بينهم. وثانيتها:
روى أبو قلابة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر كانوا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم.
وثالثتها: أنه سئل عن الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم والإسرار به فقال:
لا أدري هذه المسألة فثبت أن الرواية عن أنس في هذه المسألة قد عظم فيها الخبط والاضطراب، فبقيت متعارضة فوجب الرجوع إلى سائر الدلائل، وأيضا ففيها تهمة أخرى، وهي أن عليا عليه السلام كان يبالغ في الجهر بالتسمية، فلما وصلت الدولة إلى بني أمية بالغوا في المنع من الجهر، سعيا في إبطال آثار علي عليه السلام، فلعل أنسا خاف منهم فلهذا السبب اضطربت أقواله فيه، ونحن وإن شككنا في شيء فإنا لا نشك أنه مهما وقع التعارض بين قول أنس وابن المغفل وبين قول علي بن أبي طالب عليه السلام الذي بقي عليه طول عمره فإن الأخذ بقول علي أولى، فهذا جواب قاطع في المسألة.
ثم نقول: هب أنه حصل التعارض بين دلائلكم ودلائلنا، إلا أن الترجيح معنا، وبيانه من وجوه: الأول:
أن راوي أخباركم أنس وابن المغفل، وراوي قولنا علي بن أبي طالب عليه السلام وابن عباس وابن عمر وأبو هريرة، وهؤلاء كانوا أكثر علما وقربا من رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنس وابن المغفل. والثاني: أن مذهب أبي حنيفة أن خبر الواحد إذا ورد على خلاف القياس لم يقبل، ولهذا السبب فإنه لم يقبل خبر المصراة مع أنه لفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأن القياس يخالفه إذا ثبت هذا فنقول قد بينا أن صريح العقل ناطق بأن إظهار هذه الكلمة أولى من إخفائها، فلأي سبب رجح قول أنس وقول ابن المغفل على هذا البيان الجلي البديهي؟ والثالث: أن من المعلوم بالضرورة أن النبي/ عليه السلام كان يقدم الأكابر على الأصاغر، والعلماء على غير العلماء، والأشراف على الأعراب، ولا شك أن عليا وابن عباس وابن عمر كانوا أعلى حالا في العلم والشرف وعلو الدرجة من أنس وابن المغفل، والغالب على الظن أن عليا وابن عباس وابن عمر كانوا يقفون بالقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أنس وابن المغفل يقفان بالعبد منه، وأيضا أنه عليه السلام ما كان يبالغ في الجهر امتثالا لقوله تعالى: ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها [الإسراء: 110] وأيضا فالإنسان أول ما يشرع في القراءة إنما يشرع فيها بصوت ضعيف ثم لا يزال يقوى صوته ساعة فساعة، فهذه أسباب ظاهرة في أن يكون علي وابن عباس وابن عمر وأبو هريرة سمعوا الجهر بالتسمية من رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن أنسا وابن المغفل ما سمعاه. الرابع:
قال الشافعي: لعل المراد من قول أنس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح الصلاة بالحمد لله رب العالمين أنه كان يقدم
تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (1/ 182)
هذه السورة في القراءة على غيرها من السور فقوله الحمد لله رب العالمين المراد منه تمام هذه فجعل هذه اللفظة اسما لهذه السورة. الخامس: لعل المراد، من عدم الجهر في حديث ابن المغفل عدم المبالغة في رفع الصوت، كما قال تعالى: ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها [الإسراء: 110] . السادس: الجهر كيفية ثبوتية، والإخفاء كيفية عدمية، والرواية المثبتة أولى من النافية. السابع: أن الدلائل العقلية موافقة لنا، وعمل علي بن أبي طالب عليه السلام معنا، ومن اتخذ عليا إماما لدينه فقد استمسك بالعروة الوثقى في دينه ونفسه.
وأما التمسك بقوله تعالى: واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة [الأعراف: 205] فالجواب أنا نحمل ذلك على مجرد الذكر، أما قوله بسم الله الرحمن الرحيم فالمراد منه قراءة كلام الله تعالى على سبيل العبادة والخضوع، فكان الجهر به أولى.
المسألة العاشرة: في تفاريع التسمية وفيه فروع: - فروع أحكام التسمية:
الفرع الأول: قالت الشيعة: السنة هي الجهر بالتسمية، سواء كانت في الصلاة الجهرية أو السرية، وجمهور الفقهاء يخالفونهم فيه.
الفرع الثاني: الذين قالوا التسمية ليست آية من أوائل السور اختلفوا في سبب إثباتها في المصحف في أول كل سورة وفيه قولان: الأول: أن التسمية ليست من القرآن، وهؤلاء فريقان: منهم من قال إنها كتبت للفصل بين السور، وهذا الفصل قد صار الآن معلوما فلا حاجة إلى إثبات التسمية، فعلى هذا لو لم تكتب لجاز، ومنهم من قال: إنه يجب إثباتها/ في المصاحف، ولا يجوز تركها أبدا. والقول الثاني: أنها من القرآن، وقد أنزلها الله تعالى، ولكنها آية مستقلة بنفسها، وليست آية من السورة، وهؤلاء أيضا فريقان: منهم من قال:
إن الله تعالى كان ينزلها في أول كل سورة على حدة ومنهم من قال: لا، بل أنزلها مرة واحدة، وأمر بإثباتها في أول كل سورة، والذي يدل على أن الله تعالى أنزلها، وعلى أنها من القرآن ما
روي عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعد بسم الله الرحمن الرحيم آية فاصلة،
وعن إبراهيم بن يزيد قال: قلت لعمرو بن دينار: إن الفضل الرقاشي يزعم أن بسم الله الرحمن الرحيم ليس من القرآن، فقال: سبحان الله ما أجرأ هذا الرجل!
سمعت سعيد بن جبير يقول: سمعت ابن عباس يقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم علم أن تلك السورة قد ختمت وفتح غيرها،
وعن عبد الله بن المبارك أنه قال: من ترك بسم الله الرحمن الرحيم فقد ترك مائة وثلاث عشرة آية، وروي مثله عن ابن عمر، وأبي هريرة.
الفرع الثالث: القائلون بأن التسمية آية من الفاتحة وأن الفاتحة يجب قراءتها في الصلاة لا شك أنهم يوجبون قراءة التسمية أما الذين لا يقولون به فقد اختلفوا، فقال أبو حنيفة وأتباعه والحسن بن صالح بن جني وسفيان الثوري وابن أبي ليلى: يقرأ التسمية سرا، وقال مالك: لا ينبغي أن يقرأها في المكتوبة لا سرا ولا جهرا، وأما في النافلة فإن شاء قرأها وإن شاء ترك.
الفرع الرابع: مذهب الشافعي يقتضي وجوب قراءتها في كل الركعات، أما أبو حنيفة فعنه روايتان روى يعلى عن أبي يوسف عن أبي حنيفة أنه يقرأها في كل ركعة قبل الفاتحة، وروى أبو يوسف ومحمد والحسن بن
تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (1/ 183)
زياد ثلاثتهم جميعا عن أبي حنيفة، أنه قال: إذا قرأها في أول ركعة عند ابتداء القراءة لم يكن عليه أن يقرأها في تلك الصلاة حتى يفرغ منها، قال: وإن قرأها مع كل سورة فحسن.
الفرع الخامس: ظاهر قول أبي حنيفة أنه لما قرأ التسمية في أول الفاتحة فإنه لا يعيدها في أوائل سائر السور، وعند الشافعي أن الأفضل إعادتها في أول كل سورة،
لقوله عليه السلام كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر.
الفرع السادس: اختلفوا في أنه هل يجوز للحائض والجنب قراءة بسم الله الرحمن الرحيم؟ والصحيح عندنا أنه لا يجوز.
اشکال فخر رازی بر تواتر قرائات سبع
****************
ارسال شده توسط:
عباس
Tuesday - 30/4/2024 - 21:42
نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار للشوكاني: 2/ 233
وَلَا خِلَافَ أَنَّهَا آيَةٌ فِي أَثْنَاءِ سُورَةِ النَّمْلِ وَلَا خِلَافَ فِي إثْبَاتِهَا خَطًّا فِي أَوَائِلِ السُّوَرِ فِي الْمُصْحَفِ إلَّا فِي أَوَّلِ سُورَةِ التَّوْبَةِ. وَأَمَّا التِّلَاوَةُ فَلَا خِلَافَ بَيْنَ الْقُرَّاءِ السَّبْعَةِ فِي أَوَّلِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَفِي أَوَّلِ كُلِّ سُورَةٍ إذَا ابْتَدَأَ بِهَا الْقَارِئُ مَا خَلَا سُورَةَ التَّوْبَةِ. وَأَمَّا فِي أَوَائِلِ السُّوَرِ مَعَ الْوَصْلِ بِسُورَةٍ قَبْلَهَا فَأَثْبَتَهَا ابْنُ كَثِيرٍ وقالون وَعَاصِمٌ وَالْكِسَائِيُّ مِنْ الْقُرَّاءِ فِي أَوَّلِ كُلِّ سُورَةٍ إلَّا أَوَّلَ سُورَةِ التَّوْبَةِ وَحَذَفَهَا مِنْهُمْ أَبُو عَمْرٍو وَحَمْزَةُ وَوَرْشٌ وَابْنُ عَامِرٍ.
****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Wednesday - 1/5/2024 - 9:29
النشر في القراءات العشر (1/ 263)
(الثالث) أن كلا من الفاصلين بالبسملة والواصلين والساكتين إذا ابتدأ سورة من السور بسمل بلا خلاف عن أحد منهم، إلا إذا ابتدأ (براءة) كما سيأتي، سواء كان الابتداء عن وقف أم قطع، أما على قراءة من فصل بها فواضح، وأما على قراءة من ألغاها فللتبرك والتيمن، ولموافقة خط المصحف ; لأنها عند من ألغاها إنما كتبت لأول السورة تبركا، وهو لم يلغها في حالة الوصل إلا لكونه لم يبتدئ، فلما ابتدأ لم يكن بد من الإتيان بها؛ لئلا يخالف المصحف وصلا ووقفا، فيخرج عن الإجماع، فكأن ذلك عنده كهمزات الوصل تحذف وصلا وتثبت ابتداء ; ولذلك لم يكن بينهم خلاف في إثبات البسملة أول الفاتحة سواء وصلت بسورة الناس قبلها أو ابتدئ بها لأنها ولو وصلت لفظا فإنها مبتدأ بها حكما ; ولذلك كان الواصل هنا حالا مرتحلا، وأما ما رواه الخرقي عن ابن سيف، عن الأزرق، عن ورش أنه ترك البسملة أول الفاتحة فالخرقي هو شيخ الأهوازي، وهو محمد بن عبد الله بن القاسم مجهول لا يعرف إلا من جهة الأهوازي، ولا يصح ذلك عن ورش، بل المتواتر عنه خلافه، قال الحافظ أبو عمرو في كتابه " الموجز ": اعلم أن عامة أهل الأداء من مشيخة المصريين رووا أداء عن أسلافهم، عن أبي يعقوب، عن ورش أنه كان يترك البسملة بين كل سورتين في جميع القرآن إلا في أول فاتحة الكتاب، فإنه يبسمل في أولها لأنها أول القرآن، فليس قبلها سورة يوصل آخرها بها.
****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Tuesday - 7/5/2024 - 9:52
در فتاوای عامه
الجواب
أجمع العلماءُ على أن البسملةَ الواردةَ في سورة النمل هي جزء من آية في قوله تعالى: ﴿إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ [النمل: 30]، ولكنهم اختلفوا فيها أهي آية من أول الفاتحة ومن أول كل سورة، أم لا؟ على أقوال:
الأول: هي آيةٌ من الفاتحة ومن كل سورة، وهو مذهب الشافعي رحمه الله.
الثاني: ليست آيةً لا من الفاتحة ولا من شيءٍ من سور القرآن، وهو مذهب مالك رحمه الله.
الثالث: هي آيةٌ تامّة من القرآن أنزلت للفصل بين السور وليست آية من الفاتحة، وهو مذهب أبي حنيفة رحمه الله.
وترتيبًا على ذلك اختلف الفقهاء في حكم قراءة البسملة في الصلاة:
1- ذهب مالك رحمه الله إلى منعِ قراءتها في الصلاة المكتوبة جهرًا كانت أو سرًّا لا في استفتاح أمّ القرآن ولا في غيرها من السور، وأجازوا قراءتها في النافلة.
2- وذهب أبو حنيفة رحمه الله إلى أنّ المصلّي يقرؤها سرًّا مع الفاتحة في كل ركعة من ركعات الصلاة، وإن قرأَها مع كل سورة فحسنٌ.
3- وقال الشافعي رحمه الله: يقرؤها المصلي وجوبًا في الجهر جهرًا وفي السر سرًّا.
4- وقال أحمد بن حنبل رضي الله عنه: يقرؤها سرًّا ولا يُسنّ الجهر بها.
ونقول للسائل بعد هذا البيان: لك أن تتبع أيّ مذهب من هذه المذاهب؛ فالكل على صوابٍ ولكلٍّ دليله، ولتبعد عنك وساوس الشيطان حتى لا يُفسِدَ عليك عبادتك. ومما ذكر يعلم الجواب عن السؤال.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
[هل هناك من القراء من يعد البسملة آية من الفاتحة ومن كل سورة؟]
ـ[أبو يوسف الشافعى]ــــــــ[05 - 05 - 10, 08:08 ص]ـ
أرجو الإيضاح
ـ[أم عمران السلفية]ــــــــ[06 - 05 - 10, 02:58 ص]ـ
لم يختلف ائمة القراءات في قراءة البسملة في أوائل السور، وقد اتفق الصحابة رضي الله عنهم على إثباتها في أوائل السور إلا سورة التوبة وذلك في المصحف الذي كتبه عثمان بن عفان رضي الله عنه وبعث به إلى الأمصار .. و هناك من استدل على أن االبسملة ليست من الفاتحة لماثبت في صحيح البخاري من حديث ابي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي.
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله:
"اختلف العلماء في البسملة، هل هي آية من أول كل سورة، أو من الفاتحة فقط، أو ليست آية مطلقا، أما قوله في سورة النمل: {إنه من سليمان وإنه باسم الله الرحمن الرحيم} فهي آية من القرآن إجماعا.
وأما سورة " براءة ": فليست البسملة آية منها اجماعا، واختلف فيما سوى هذا، فذكر بعض أهل الأصول أن البسملة ليست من القرآن، وقال قوم: هي منه في الفاتحة فقط، وقيل: هي آية من أول كل سورة، وهو مذهب الشافعي رحمه الله تعالى.
ومن أحسن ما قيل في ذلك: الجمع بين الأقوال: بأن البسملة في بعض القراءات - كقراءة ابن
كثير - آية من القرآن، وفي بعض القرآءات ليست آية.
مذكرة في أصول الفقه " (ص 66، 67)
وللمزيد من الفائدة وتفاديا للتكرار انظر الرابط فبعض الاخوة ناقشو هذه المسألة في الملتقى.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=30930
للمعلومة أحد الاخوة أشار إلى كتاب الباعث الحثيث شرح إختصار علوم الحديث (أحمد شاكر) لم يذكر الصفحة أو الباب، فراجعت الكتاب: باب المعلل من الحديث (ص 74،75)
ـ[عمار الأثري]ــــــــ[06 - 05 - 10, 03:46 ص]ـ
عندنا في علم الفواصل والعدد يوجد من يعد البسملة فقط في الفاتحة
ولا يوجد في علماء العدد قط من يعد البسملة في غيرها
ـ[نافع أبو نور]ــــــــ[06 - 05 - 10, 03:48 ص]ـ
في ما يلي كتاب مفيد في المسألة للشيخ الليبي أحمد العالم
ـ[نافع أبو نور]ــــــــ[06 - 05 - 10, 03:58 ص]ـ
حكم البسملة في القرآن الكريم
--------
ج 19، ص331 - أرشيف ملتقى أهل الحديث - هل هناك من القراء من يعد البسملة آية من الفاتحة ومن كل سورة - المكتبة الشاملة الحديثة
--------
الرابط:https://al-maktaba.org/book/31616/9333#p1
وأما السكت: فإن آخر السورة الأولى وأول السورة الثانية آيتان وسورتان وفيه إشعار بالإنفصال لكنهم رجحوا واستحسنوا السكت في أربع سور وهن ما أوله لا , وذلك ما جاء في قوله تعالى: في آخر سورة المدثر (هو أهل التقوى وأهل المغفرة)
ذكر بعدها مباشرة قوله تعالى (لا أقسم بيوم القيامة) (القيامة 1)
وكرهوا ذكر لا بعد ذكر الجنة في مثل قوله تعالى: في آخر سورة الفجر (فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)
ذكر بعدها مباشرة (لا أقسم بهذا البلد) (البلد 1)
وكرهوا الوصل بين قوله تعالى (يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله) (الانفطار 19) , وبين قوله (ويل للمطففين) (المطففين 1)
كما كرهوا الوصل بين قوله (وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) (العصر 3) وبين قوله (ويل لكل همزة لمزة) (الهمزة 1)
والكراهة إنما هي للتلاصق لا للبس وأما السكت فلحصول الفصل الدافع للتوهم.
واتفق جميع العلماء على عدم البسملة وصلا وابتداء بين سورتي الأنفال وبراءة لأن البسملة أمان وبراءة ليس فيها أما لنزولها بالسيف أو لأن قصة إحدى السورتين شبيهة بقصة الأخرى وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البيان فظن وحدتهما.
وهذا القول مردود , لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يجوز له أن يؤخر البيان عن وقت الحاجة , كما قال علماء أصول الفقوالصحيح ما ذكر السيوطي في كتابه الإتقان أن التسمية لم تكن فيها , لأن جبريل لم ينزل بها.
وقد اتفق القراء على الإتيان بالبسملة في أول سورة ما عدا سورة براءة أما أجزاء السور في غير براءة فالقارئ مخير فيها بين الإتيان والترك.
وقال: وليحافظ على قراءة البسملة أول كل سورة غير براءة , لأم أكثر العلماء نص على أنها آية فإذا أخل بها القاريء كان تاركا لبعض الختمة عند الأكثرين وإذا قرأ من أثناء السورة استحب له ذلك أيضا.
وبعد أن ذكرنا آراء علماء القراءات في حكم البسملة , نذكر الآن رأي الفقهاء في حكم البسملة هل هي آية من سورة النمل فقط؟ أن آية من الفاتحة؟ أم آية من القرآن الكريم؟
ونذكر آراء الفقهاء وأدلتهم وما يترتب على هذا الخلاف من أثار فقهية مستعينين بالله تعالى في بيان هذا الخلاف:
آراء الفقهاء في حكم البسملة
رأي أبي حنيفة: يرى الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه أن البسملة آية تامة من القرآن الكريم أنزلت للفصل بين السور وليست آية من الفاتحة.
رأي مالك: ويرى الإمام مالك رضي الله عنه أن البسملة ليست آية من الفاتحة ولا من شيء من سور القرآن.
رأي الشافعية والحنابلة: ويرى الشافعية والحنابلة رضي الله عنهما أن البسملة آية من الفاتحة ومن كل سورة.
دليل الحنفية: واستدل الحنفية على ما ذهبوا إليه بما روي عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يعرف فضل السورة , وأنها قد انتهت حتى ينزل عليه (بسم الله الرحمن الرحيم) واستدلوا بالأحاديث الواردة التي تدل على عدم قراءة البسملة في الصلاة الجهرية قبل قراءة الفاتحة وحكموا بأن البسملة آية من سورة النمل وهي آية من القرآن الكريم وليست آية من الفاتحة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم وكثيرا من أصحابه رضي الله عنهم كانوا لا يجهرون بالبسملة أثناء صلاتهم.
كما قالوا: إن كتابة البسملة في المصحف يدل على أنها من القرآن ولكن هذا لا يدل على أنها آية من كل سورة واستدلوا على قرآنيتها بتنزيلها.
وقالوا: إن مجرد تنزيل البسملة يستلزم قرآنيتها.الفاتحة أم لا؟ فعدها قراء الكوفة آية منها ولم يعدها قراء البصريين.
وقال: وحكي شيخنا أبوالحسن الكرخي عدم الجهر بها وهذا يدل على أن البسملة ليست من الفاتحة ومذهب أصحابنا أنها ليست بآية من أوائل السور لترك الجهر بها ولأنها إذا لم تكن من فاتحة الكتاب فكذلك حكمها في غيرها.
ثم يقول: ومما يدل على أنها ليست من أوائل السور ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: سورة في القرآن ثلاثون آية شفهت لصاحبها حتى غفر له (تبارك الذي بيده الملك) , وقال الترمذي هذا حديث حسن.
¥
--------
ص332 - أرشيف ملتقى أهل الحديث - هل هناك من القراء من يعد البسملة آية من الفاتحة ومن كل سورة - المكتبة الشاملة الحديثة
--------
الرابط:https://al-maktaba.org/book/31616/9334#p1
ولو كانت البسملة آية من سورة الملك لكانت ‘حدى وثلاثين آية وهذا يخالف قول النبي صلى الله عليه وسلم لأنه عد السورة ثلاثين آية فقط يدل على أن البسملة ليسة آية من الفاتحة أو من أوائل السور , إجماع القراء والفقهاء على أن سورة الكوثر ثلاث آيات ولو كانت البسملة آية منها لكان عدد آياتها أربع آيات لا ثلاث.
وعلى هذا القول تكون البسملة عند الحنفية ليست من الفاتحة ولا من أوائل السور وإنما جيء بها للفصل بين السور فقط وهي آية من القرآن الكريم فقط.
دليل المالكية: واستدل المالكية على ما ذهبوا إليه بأن البسملة ليست آية من الفاتحة ولا من القرآن وإنما جيء بها للتبرك فقط بالأدلة الآية: استدلوا بحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: صليت
وقال الجصاص في كتابه أحكام وهو حنفي المذهب: وقد اختلف العلماء في البسملة أهي آية منخلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا يستفتحون (بالحمد لله رب العالمين)
وفي رواية عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: قمت وراء أبي بكر وعمر وعثمان فكلهم كان لا يقرأ (بسم الله الرحمن الرحيم) إذا افتتح الصلاة.
وفي هذا الحديث دليل على أن البسملة ليست آية من الفاتحة أو من القرآن الكريم لأنها لو كانت من الفاتحة أو القرآن لسمعها الصحابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولكن ثبت أن أبابكر وعمر وعثمان كانوا لا يقرءون البسملة فإن هذا يدل على عدم ثبوتها آية من الفاتح أو القرآن كما استدلوا أيضا بحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله عزوجل: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل , فإن قال العبد (الحمد لله رب العالمين) قال الله تعالي: حمدني عبدي. وإذا قال العبد (الرحمن الرحيم) قال الله تعالى: أثنى علي عبدي. وإذا قال العبد (مالك يوم الدين) قال الله تعالى: مجدني عبدي. فإذا قال (إياك نعبد وإياك نستعين) قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل. فإذا قال (إهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين أنعمت عليهم غير المغصوب عليهم ولا الضالين) قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل.
ووجه الدلالة من هذا: أن قوله عزوجل: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي , يريد بالصلاة هنا: الفاتحة وسماها صلاة لأن الصلاة لا تصح إلا بالفاتحة فلو كانت البسملة آية من الفاتحة لذكرت في
هذا الحديث القدسي الشريف.
واستدل المالكية أيضا بقولهم: لو كانت البسملة آية من الفاتحة لكان هناك تكرار في (الرحمن الرحيم) في وصفين: واصبحت السورة هكذا (بسم الله الرحمن الرحيم) (الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم) وذلك مخل ببلاغة النظم الكريم.
كما استدلوا أيضا بقولهم: إن كتابة البسملة في أوائل السور وإنما هو للتبرك: ولامتثال الأمر بطلبها والبدء بها في أوائل الأمور وهي وإن تواترت كتابتها في أوائل السور فلم يتواتر كونها قرآنا فيها.
ويقول ابن العربي: ويكفيك أنها ليست من القرآن إختلاف الناس الناس فيها والقرآن لا يختلف فيه والأخبار الصحاح التي اتفق عليها العلماء ولم يرد عليها طعن تدل على أن البسملة لسيت آية من الفاتحة ولا غيرها إلا في النمل وحدها.
ثم يقول: إن مذهبنا يترجح في ذلك بوجه عظيم وهو المنقول وذلك أن مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة انقضت عليه العصور , ومرت عليه الأزمنة والدهور , من لدن رسول الله صلى الله عدليل الشافعية والحنابلة: استدل الشافعية والحنابلة على أن البسملة آية من الفاتحة بما يأتي: عن قتادة رضي الله عنه قال: سئل أنس كيف كانت قراءة النبي عليه الصلاة والسلام فقال: كانت مدا ثم قرأ (بسم الله الرحمن الرحيم) يمد ببسم الله ويمد بالرحمن ويمد بالرحيم.
وهذا الحديث يدل على مشروعية قراءة البسملة وعلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمد قراءته في البسملة وقد استدل بهذا الحديث القابلون بقراءة البسملة في الصلاة , لأن كون قراءته على الصفة التي وصفها أنس تستلزم سماع أنس لقراءة الرسول صلى الله عليه وسلم وما ذكره أنس يدل على مطلق قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم في الصلاة أو خارجها.
¥
--------
ص333 - أرشيف ملتقى أهل الحديث - هل هناك من القراء من يعد البسملة آية من الفاتحة ومن كل سورة - المكتبة الشاملة الحديثة
--------
الرابط:https://al-maktaba.org/book/31616/9335#p1
واستدلوا أيضا بما روته السيدة أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ (بسم الله الرحمن الرحيم) (الحمد لله رب العالمين) وعد البسملة آية من الفاتحة.
كما أن الصحابة رضوان الله عليه أجمعين أثبتوا البسملة فيما جمعوا من القرآن وكتبوها في المصحف من غير أن ينكر عليهم أحد صنيعهم فدل ذلك على أن البسملة آية من الفاتحة.
المناقشة
يتضح لنا مما ذكرناه من أدلة الفقهاء أن كل واحد منهم حاول أم يؤكد رأيه بما ذكره من أدلة فيرى أبوحنيفة فيما ذهب إليه أن البسملة آية من القرآن الكريم وقال الشافعية والحنابلة أن البسملة آية من الفاتحة ومن كل سورة أنا الإمام مالك رضي الله عنه فقد قال: إن البسملة ليست آية من الفاتحة أو من القرآن ما عدا ما جاء في سورة النمل.
ليه وسلم إلى زمان الإمام مالك رضي الله عنه ولم يقرأ فيه أحد قد (بسم الله الرحمن الرحيم) إتباعا للسنة.
بيد أن أصحابنا استحبوا قراءتها في النفل , وعليه تحمل الآثار الواردة في قراءتها.
دليل الشافعية والحنابلة: استدل الشافعية والحنابلة على أن البسملة آية من الفاتحة بما يأتي: عن قتادة رضي الله عنه قال: سئل أنس كيف كانت قراءة النبي عليه الصلاة والسلام فقال: كانت مدا ثم قرأ (بسم الله الرحمن الرحيم) يمد ببسم الله ويمد بالرحمن ويمد بالرحيم.
وهذا الحديث يدل على مشروعية قراءة البسملة وعلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمد قراءته في البسملة وقد استدل بهذا الحديث القابلون بقراءة البسملة في الصلاة , لأن كون قراءته على الصفة التي وصفها أنس تستلزم سماع أنس لقراءة الرسول صلى الله عليه وسلم وما ذكره أنس يدل على مطلق قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم في الصلاة أو خارجها.
واستدلوا أيضا بما روته السيدة أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ (بسم الله الرحمن الرحيم) (الحمد لله رب العالمين) وعد البسملة آية من الفاتحة.
كما أن الصحابة رضوان الله عليه أجمعين أثبتوا البسملة فيما جمعوا من القرآن وكتبوها في المصحف من غير أن ينكر عليهم أحد صنيعهم فدل ذلك على أن البسملة آية من الفاتحة.
المناقشة
يتضح لنا مما ذكرناه من أدلة الفقهاء أن كل واحد منهم حاول أم يؤكد رأيه بما ذكره من أدلة فيرى أبوحنيفة فيما ذهب إليه أن البسملة آية من القرآن الكريم وقال الشافعية والحنابلة أن البسملة آية من الفاتحة ومن كل سورة أنا الإمام مالك رضي الله عنه فقد قال: إن البسملة ليست آية من الفاتحة أو من القرآن ما عدا ما جاء في سورة النمل.
ونرى من أدلة الفقهاء التي ذكرنا بعضا منها أن رأي المالكية قد جانب الصواب وقولهم يحتاج إلى نظر إذ ليس بلازم أن يقال في كل آية أنها قرآن ويتواتر ذلك بل يكفي أن يقرأها الرسول صلى الله عليه وسلم ويأمر الكتبة بكتابتها في المصحف ويتواتر ذلك عنه.
وقد أجمعت الأمة الإسلامية على أن جميع ما في المصحف الشريف , من القرآن الكريم وصار ذلك إجماعا منهم على أن البسملة آية من القرآن ونرى المالكية قد استدلوا بحديث أنس بن مالك الذي ذكر فيه أنه صلى خلف الرسول صلى الله عليه وسلم وخلف أبي بكر وعمر وعثمان وكانوا جمعيا يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين ونلاحظ أن أبابكر كان من بين الصحابة الذين لا يقرؤن البسملة وكذا عثمان.
وقد جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه وكانت البسملة فيه ثم نسخ المصحف في عهد سيدنا عثمان وكتبت البسملة في أول الفاتحة وأول كل سورة ولم ينكر عثمان كتابة البسملة في المصحف الشريف.
أما الأحاديث الواردة بعدم سماع الصحابة لقراءة الرسول صلى الله عليه وسلم أو الأحاديث الواردة المؤكدة لسماع الصحابة للرسول صلى الله علالصحابي من الرسول صلى الله عليه وسلم أما من لم يسمع منه البسملة فقد كان ذلك لبعده عنه أو أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقرؤها سرا أو كان يقرؤها بصوت مرتفع.
والصحابة لم يسمعوها لأنهم كانوا مشغولين , بالنية والتكبير.
ما يترتب على هذا الخلاف من أثار فقهية
لقد رأينا أن الفقهاء اختلفوا في حكم البسملة هل هي آية من الفاتحة؟ أو من كل سور؟ أو ليست من القرآن؟
وقد ذكرنا أدلة كل فريق من هؤلاء ورأينا أن الباعث على اختلافهم هو تعارض الآثار الواردة في هذا والذي يترتب على هذا الخلاف أن من جعل البسملة آية من القرآن ولم يجعلها من الفاتحة على وجه الخصوص لم يوجب قراءتها في الصلاة , وإنما تقرأ على سبيل الإستحباب فقط وهذا مذهب الحنفية.
أما من يرى أن البسملة آية من الفاتحة ومن كل سورة من سور القرآن الكريم فإنه أوجب قراءة البسملة في الصلاة عند قراءة الفاتحة وهذا هو مذهب الشافعي وأحمد
وعلى ذلك فإن الصلاة لا تبطل بسبب ترك البسملة إلا عند الشافعي وأحمد رضي الله عنهما.
الترجيح
والأرجح في هذه المسألة هو القول بقرآنية البسملة وأنها من القرآن الكريم بقطع النظر عن كونها آية من الفاتحة أو آية من كل سورة وأن القول بعدم قرآنية البسملة قول باطل.
كما أن القول بعدم تواتر البسملة ممنوع لأن بعض القراء أثبتها ضمن القراءات المتواترة ولا يجوز إنكارها.
كما أن الاختلاف لا يستلزم عدم التواتر.
وعلى هذا تكون قراءة البسملة في أثناء الصلاة إنما هي على سبيل الندب لا على سبيل الوجوب قطعا للنزاع.
من كتاب أثر القراءات في الفقه الإسلامي
تأليف الدكتور صبري عبدالرءوف محمد عبدالقوي ص179 -
¥
--------
ص334 - أرشيف ملتقى أهل الحديث - هل هناك من القراء من يعد البسملة آية من الفاتحة ومن كل سورة - المكتبة الشاملة الحديثة
--------
الرابط:https://al-maktaba.org/book/31616/9336#p1
التحرير و التنوير، ج1، ص: 143
و اختلفوا في قراءة البسملة في غير الشروع في قراءة سورة من أولها، أي في قراءة البسملة بين السورتين.
فورش عن نافع في أشهر الروايات عنه و ابن عامر، و أبو عمرو، و حمزة، و يعقوب، و خلف، لا يبسملون بين السورتين و ذلك يعلل بأن التشبه بفعل كتاب المصحف خاص بالابتداء، و بحملهم رسم البسملة في المصحف على أنه علامة على ابتداء السورة لا على الفصل، إذ لو كانت البسملة علامة على الفصل بين السورة و التي تليها لما كتبت في أول سورة الفاتحة، فكان صنيعهم وجيها لأنهم جمعوا بين ما رووه عن سلفهم و بين دليل قصد التيمن، و دليل رأيهم أن البسملة ليست آية من أول كل سورة.
و قالون عن نافع و ابن كثير و عاصم و الكسائي و أبو جعفر يبسملون بين السورتين سوى ما بين الأنفال و براءة، و عدوه من سنة القراءة، و ليس حظهم في ذلك إلا اتباع سلفهم، إذ ليس جميعهم من أهل الاجتهاد، و لعلهم طردوا قصد التيمن بمشابهة كتاب المصحف في الإشعار بابتداء السورة و الإشعار بانتهاء التي قبلها.
و اتفق المسلمون على ترك البسملة في أول سورة براءة و قد تبين وجه ذلك آنفا، و وجهه الأئمة بوجوه أخر تأتي في أول سورة براءة، و ذكر الجاحظ في «البيان و التبيين» «1» أن مؤرجا السدوسي البصري سمع رجلا يقول: «أمير المؤمنين يرد على المظلوم» فرجع مؤرج إلى مصحفه فرد على براءةبسم الله الرحمن الرحيم، و يحمل هذا الذي صنعه مؤرج- إن صح عنه- إنما هو على التمليح و الهزل و ليس على الجد.
و في هذا ما يدل على أن اختلاف مذاهب القراء في قراءة البسملة في مواضع من القرآن ابتداء و وصلا كما تقدم لا أثر له في الاختلاف في حكم قراءتها في الصلاة، فإن قراءتها في الصلاة تجري على أحكام النظر في الأدلة، و ليس مذاهب القراء بمعدودة من أدلة الفقه، و إنما قراءاتهم روايات و سنة متبعة في قراءة القرآن دون استناد إلى اعتبار أحكام رواية القرآن من تواتر و دونه، و لا إلى وجوب و استحباب و تخيير، فالقارئ يقرأ كما روى عن معلميه و لا ينظر في حكم ما يقرؤه من لزوم كونه كما قرأ أو عدم اللزوم، فالقراء تجري أعمالهم في صلاتهم على نزعاتهم في الفقه من اجتهاد و تقليد، و يوضح غلط من ظن أن خلاف الفقهاء في إثبات البسملة و عدمه مبني على خلاف القراء، كما يوضح
__________________________________________________
(1) صفحة 130 جزء 2 طبع الرحمانية- القاهرة.
التحرير و التنوير، ج1، ص: 144
تسامح صاحب «الكشاف» في عده مذاهب القراء في نسق مذاهب الفقهاء. و إنما اختلف المجتهدون لأجل الأدلة التي تقدم بيانها، و أما الموافقة بينهم و بين قراء أمصارهم غالبا في هاته المسألة فسببه شيوع القول بين أهل ذلك العصر بما قال به فقهاؤه في المسائل، أو شيوع الأدلة التي تلقاها المجتهدون من مشايخهم بين أهل ذلك العصر و لو من قبل ظهور المجتهد مثل سبق نافع بن أبي نعيم إلى عدم ذكر البسملة قبل أن يقول مالك بعدم جزئيتها؛ لأن مالكا تلقى أدلة نفي الجزئية عن علماء المدينة و عنهم أو عن شيوخهم تلقى نافع بن أبي نعيم، و إذ قد كنا قد تقلدنا مذهب مالك و اطمأننا لمداركه في انتفاء كون البسملة آية من أول سورة البقرة كان حقا علينا أن لا نتعرض لتفسيرها هنا و أن نرجئه إلى الكلام على قوله تعالى في سورة النمل [30]: إنه من سليمان و إنه بسم الله الرحمن الرحيم غير أننا لما وجدنا من سلفنا من المفسرين كلهم لم يهملوا الكلام على البسملة في هذا الموضع اقتفينا أثرهم إذ صار ذلك مصطلح المفسرين.
****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Tuesday - 7/5/2024 - 10:1
مقاله «قرآنیة البسملة عند القراء»
من خلال بحثي وتتبعي لهذا الموضوع لم أجد أحداً خص البسملة عند علماء القراءات ببحث مستقل ناقش فيها المسائل المتعلقة بالبسملة من خلال كتب القراء فغالب من كتب في البسملة يتكلم فيه ما بين ثبوت البسملة آية من القرآن وعدمها، أو الجهر والاسرار بها سواء في الصلاة أو خارجها، ويستدلون في أدلتهم بالأحاديث النبوية أو المسائل الفقهية
موقع عبدالرحمن بن ناصر البراک
الحمدُ لله؛ أجمع العلماء على أنَّ البسملة في سورة "النَّمل" مِن كتاب سليمان أنَّها آية من القرآن: وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [النمل: 30]، وأمَّا البسملة التي في فواتح السُّور؛ فقد اختلفَ العلماءُ فيها على مذاهب:
فقيل: إنَّها آية مِن القرآن؛ ثم هل هي آية من كلّ سورة؟ أو آية مِن الفاتحة دون غيرها مِن السور؟ أو هي آية مستقلَّة أنزلت للإيذان بنزول السورة وافتتاح السورة بها؟
وقيل: ليست آية مِن القرآن؛ وإنَّما هي مِن ألفاظ الذّكر المستحب عند ابتداء القراءة بسورة مِن سور القرآن.
ولا ريب: أنَّها آية مِن القرآن، بدليل كتابة الصَّحابة لها في المصحف؛ فأظهرُ الأقوال أنَّها آية مستقلة، لا تدخل في عد آيات السورة، ولا الفاتحة، فالفاتحة سبع آيات بدونها.
ومن الدَّليل على أنَّ البسملة ليست آية مِن الفاتحة: حديث أنس في الصحيحين «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَانُوا يَفْتَتِحُونَ الصَّلَاةَ بالْحَمْدُ لِله رَبِّ الْعَالَمِينَ»، وعند مسلم: «لَا يَذْكُرُونَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فِي أَوَّلِ قِرَاءَةٍ وَلَا فِي آخِرِهَا»، [1] وهل ذلك لعدم قراءتها، أو للإسرار بها؟ قولان للعلماء، والأظهر: أنَّهم كانوا يسرّون بها، كالاستفتاح والتعوذ.
وأيضا ما ثبت في "صحيح مسلم"، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: «قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة: 2] قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: حَمِدَنِى عَبْدِى…» الحديث، [2] ولم يذكر [3]، وقد نبَّه إلى ذلك شيخُ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-. [4]
وقراءتُنا بقراءة حفص تقتضي أن نقرأ البسملة سرًّا أو جهرًا، وأما الحكم بوجوب قراءتها، أو عدم وجوبها في الفاتحة أو غيرها؛ فهي مسألة فقهية اجتهادية؛ فمَن يعدّها آية مِن الفاتحة يلزمه أن يقرأها، وإن تركها فقد ترك آية مِن الفاتحة، ومَن يُصحِّحُ الصَّلاةَ بدون قراءة البسملة لا يرى أنها آيةٌ مِن الفاتحة، وهو ما عليه مشايخُنا، وهو القول الصحيح؛ كما تقدم.
وعدُّ البسملة آيةً في مصحف المدينة النبوية (المطبوع برواية حفص) مبني على رأي، وعددُ آيات كل سورة مما يختلف فيه أصحاب القراءات والرسم، ولا ريب أن سورة الفاتحة سبع آيات؛ لقوله تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ [الحجر: 87]، وجاء في التفسير أن السبع المثاني آياتُ الفاتحة، وأولها: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ لما تقدم من الحديث القدسي، والآية الرابعة: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، وهي التي قالَ اللهُ فيها في الحديث القدسي: «هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل»، [5] والله أعلم.
قال ذلك:
عبدالرحمن بن ناصر البراك
حرر في: 2 ذو القعدة 1431 هـ