بسم الله الرحمن الرحیم

روایات عرش و کرسي از دیدگاه رسم و نقط

فهرست مباحث علوم قرآنی
رسم المصحف
نقط المصحف
روایات مرتبط با خط و کتابت
روایات حروف المعجم از دیدگاه نقط الإعجام
روایات حروف الجمل از دیدگاه رسم
الحروف المقطعة

الإسراء : 41 وَ لَقَدْ صَرَّفْنا في‏ هذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَ ما يَزيدُهُمْ إِلاَّ نُفُوراً
الإسراء : 89 وَ لَقَدْ صَرَّفْنا لِلنَّاسِ في‏ هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبى‏ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً
الكهف : 54 وَ لَقَدْ صَرَّفْنا في‏ هذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَ كانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْ‏ءٍ جَدَلاً
طه : 113 وَ كَذلِكَ أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا وَ صَرَّفْنا فيهِ مِنَ الْوَعيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً
الأعراف : 52 وَ لَقَدْ جِئْناهُمْ بِكِتابٍ فَصَّلْناهُ عَلى‏ عِلْمٍ هُدىً وَ رَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
يونس : 37 وَ ما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى‏ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ لكِنْ تَصْديقَ الَّذي بَيْنَ يَدَيْهِ وَ تَفْصيلَ الْكِتابِ لا رَيْبَ فيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمينَ
هود : 1 الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكيمٍ خَبيرٍ
ص : 20 وَ شَدَدْنا مُلْكَهُ وَ آتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَ فَصْلَ الْخِطابِ
فصلت : 3 كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
فصلت : 44 وَ لَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْ لا فُصِّلَتْ آياتُهُ ءَ أَعْجَمِيٌّ وَ عَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذينَ آمَنُوا هُدىً وَ شِفاءٌ وَ الَّذينَ لا يُؤْمِنُونَ في‏ آذانِهِمْ وَقْرٌ وَ هُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعيدٍ
الطارق : 13 إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ
الرعد : 21 وَ الَّذينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ
القصص : 51 وَ لَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ


این حدیث شریف محتملاتی در استعمال در اکثر معنا دارد، و شاید قرائنی بر آن باشد مثل: «و علم الالفاظ و الحرکات و الترک»، و نگاه در این صفحه به نحوه تدوین تکوین در بستر نشانه‌شناسی توسط خط مصحف شریف است، و کیفوفیة در تکوین مربوط به هلیة مرکبة اشیأء است، و کرسی اصل کل شیء است و بر او مینشینند، و عرش سقف است، پس کرسی میتواند رسم ظاهر باشد و عرش باطن آن که ضبط غیر ظاهر است:



التوحيد (للصدوق) ؛ ؛ ص321
50 باب العرش و صفاته‏
1- حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال حدثنا الحسين بن الحسن قال حدثني أبي عن حنان بن سدير قال: سألت أبا عبد الله ع عن العرش و الكرسي
فقال إن للعرش صفات كثيرة مختلفة له في كل سبب وضع في القرآن صفة على حدة «1»
فقوله‏ رب العرش العظيم‏ يقول الملك العظيم و قوله‏ الرحمن على العرش استوى‏ يقول على الملك احتوى
و هذا ملك الكيفوفية في الأشياء «2»
ثم العرش في الوصل متفرد من الكرسي‏ «3» لأنهما بابان من أكبر أبواب الغيوب و هما جميعا غيبان
و هما في الغيب مقرونان لأن الكرسي هو الباب الظاهر «4» من الغيب الذي منه مطلع البدع و منه الأشياء كلها و العرش هو الباب الباطن الذي يوجد فيه علم الكيف و الكون و القدر و الحد و الأين و المشية و صفة الإرادة و علم الألفاظ و الحركات و الترك و علم العود و البدء «5»
فهما في العلم بابان مقرونان لأن ملك العرش سوى ملك الكرسي و علمه أغيب من علم الكرسي فمن ذلك قال‏ رب العرش العظيم‏ أي صفته أعظم من صفة الكرسي و هما في ذلك مقرونان
قلت جعلت فداك فلم صار في الفضل جار الكرسي
قال إنه صار جاره لأن علم الكيفوفية فيه و فيه الظاهر من أبواب البداء و أينيتها «6» و حد رتقها و فتقها- فهذان جاران أحدهما حمل صاحبه في الصرف‏ «7» و بمثل صرف العلماء «8» و يستدلوا [ليستدلوا] على صدق دعواهما «9» لأنه‏ يختص برحمته من يشاء و هو القوي العزيز
فمن اختلاف صفات العرش‏ «10» أنه قال تبارك و تعالى- رب العرش عما يصفون‏ «11» و هو وصف عرش الوحدانية لأن قوما أشركوا كما قلت لك‏ «12» قال تبارك و تعالى‏ رب العرش‏ رب الوحدانية عما يصفون‏ و قوما وصفوه بيدين فقالوا يد الله مغلولة و قوما وصفوه بالرجلين فقالوا وضع رجله على صخرة بيت المقدس فمنها ارتقى إلى السماء «13» و قوما وصفوه بالأنامل فقالوا إن محمدا ص قال إني وجدت برد أنامله على قلبي فلمثل هذه الصفات قال‏ رب‏ العرش عما يصفون‏ يقول رب المثل الأعلى عما به مثلوه‏ «14»- و لله المثل الأعلى‏ الذي لا يشبهه شي‏ء و لا يوصف و لا يتوهم فذلك المثل الأعلى و وصف الذين لم يؤتوا من الله فوائد العلم فوصفوا ربهم بأدنى الأمثال و شبهوه بالمتشابه منهم فيما جهلوا به‏ «15» فلذلك قال‏ و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا فليس له شبه و لا مثل و لا عدل و له الأسماء الحسنى‏ التي لا يسمى بها غيره و هي التي وصفها في الكتاب فقال- فادعوه بها و ذروا الذين يلحدون في أسمائه‏ «16» جهلا بغير علم فالذي يلحد في أسمائه بغير علم يشرك و هو لا يعلم و يكفر به و هو يظن أنه يحسن فلذلك قال- و ما يؤمن أكثرهم بالله إلا و هم مشركون‏ «17» فهم‏ الذين يلحدون في أسمائه‏ بغير علم فيضعونها غير مواضعها يا حنان إن الله تبارك و تعالى أمر أن يتخذ قوم أولياء فهم الذين أعطاهم الله الفضل و خصهم بما لم يخص به غيرهم فأرسل محمدا ص فكان الدليل على الله بإذن الله عز و جل حتى مضى دليلا هاديا فقام من بعده وصيه ع دليلا هاديا على ما كان هو دل عليه من أمر ربه من ظاهر علمه ثم الأئمة الراشدون ع.
______________________________
(1). «سبب» مضاف الى «وضع» بصيغة المصدر، أي للعرش في كل مورد في القرآن اقتضى سبب وضعه و ذكره في ذلك المورد صفة على حدة، و في نسخة (ه) «له في كل سبب وضع في القرآن و صفة على حدة» و في نسخة (ط) و البحار «له في كل سبب و صنع في القرآن صفة على حدة». و بعض الأفاضل قرأ الجملة «فى كل سبب وضع» على صيغة المجهول.
(2). الكيفوفية بمعنى الكيفية مأخوذة من الكيف، و هو سؤال عن حال الشي‏ء يقال:
كيف أصبحت أي على أي حال أصبحت، فملك الكيفوفية ملك الأحوال الواقعة في الأشياء و الأمور الحاصلة فيها بعد ايجادها، فانه تعالى مالك الايجاد و مالك ما يقع في الموجودات بعد الايجاد «ألا له الخلق و الأمر تبارك الله رب العالمين»
(3). أي ثم العرش في حال كونه متصلا بالكرسي مرتبطا به متفرد منه متميز عنه، أو المعنى: ثم العرش متفرد من الكرسي و متميز عنه في وصله بالامور الواقعة في الكون فانه متصل بها مؤثر فيها بلا واسطة، و أما العرش فمقدم على الكرسي و مؤثر فيها بواسطته،-- و حاصل كلامه عليه السلام أن العرش و الكرسي موجودان من الموجودات الملكوتية غائبان عن ادراكنا، في كل منهما علم الأشياء و من كل منهما تدبيرها من حيث سلسلة عللها و خصوصياتها، الا أن العرش مقدم في ذلك على الكرسي، و من العرش يجرى الى الكرسي ما يجرى في الأشياء، كما أن عرش السلطان يجرى منه تدبير الأمور الى الامير صاحب الكرسي ثم منه الى المقامات العاملة المباشرة لأمور المملكة.
(4). في نسخة (ب) «لان الكرسي هو التأويل الظاهر- الخ» و في نسخة (ج) «الا ان الكرسي- الخ».
(5). في نسخة (ب) و (ج) و (د) «و علم العود و البداء».
(6). من الاين أي أمكنة أبواب البداء و مواضعها، و في نسخة (ب) و (د) «انيتها» أي ثبوتها، و في نسخة (و) و (ن) «أبنيتها» جمع البناء و هذا يرجع الى المعنى الأول، و بيانه أن الكرسي صار جار العرش و قرينا له لان علم الكيفوفية فيه كما هو في العرش أيضا، و لكنه يمتاز عن العرش بأن فيه البداء دونه، و انما هو مكان البداء و فيه يرتق و يفتق لان في العرش علم كل شي‏ء مع ارساله و تعليقه، و أما الكرسي فيصل إليه علم كل شي‏ء من العرش بالارسال سواء كان مرسلا في الواقع أو معلقا، و البداء يأتي بيانه في بابه ان شاء الله تعالى، و في نسخة (ه) «و فيه الظاهر من أبواب البدء» و في نسخة (ب) «و فيه الظاهر من علم أبواب البداء».
(7). أي تعبير الحمل باعتبار صرف الكلام من غير المحسوس الى المحسوس و بيان غير المحسوس بالمحسوس، فانهما جاران الا أن الكرسي قائم بالعرش كما أن المحمول من الاجسام قائم بالحامل، و في نسخة (ب) و (و) و (ج) و حاشية نسخة (ط) و البحار «فى الظرف» أي في الوعاء أي حمل صاحبه في وعاء علمه و سعة تأثيره.
(8). «مثل» بفتحتين مفرد أو بضمتين جمع المثال، و «صرف» فعل ماض من التصريف و فاعله العلماء، أي بالامثال يصرف العلماء في الكلام حتى يقرب من الذهن ما غاب عن الحس، و يستدلون بها على صدق دعواهم.
(9). هكذا في النسخ بصيغة المثنى، و يمكن أن يكون من خطأ النساخ، و يحتمل إضافة (دعوى) الى العرش و الكرسي بالحذف و الايصال أي دعواهم فيهما، و كذا لا وجه لحذف النون من قوله: و يستدلوا، و لكن في حاشية نسخة (ط) و البحار «ليستدلوا» و على هذا فتقدير الكلام: و ذكرت هذا البيان في العرش و الكرسي ليستدل العلماء على صدق دعواهم فيهما به.
(10). أي فمن صفاته المختلفة المشار إليها في صدر الحديث.
(11). الأنبياء: 22، الزخرف: 82.
(12). في نسخة (و) «و هو عرش وصف الوحدانية لا قوام اشركوا- الخ»، و لفظ «قوم» فى المواضع الثلاثة بعده غير مكتوب بالالف فهو مجرور أو مرفوع.
(13). مضى ذكر هذه الفرية في الحديث الثالث عشر من الباب الثامن و العشرين.
(14). كلمة «عن» فى كلامه عليه السلام متعلقة بسبحان في الآية، أو بالاعلى في كلامه.
(15). «ما» هذه مصدرية، أي و شبهوه بالمتشابه منهم في حال جهلهم به.
(16). الأعراف: 180.
(17). يوسف: 106.




بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج‏55 ؛ ص30
51- و منه، عن علي بن أحمد الدقاق عن محمد بن جعفر الأسدي عن محمد بن إسماعيل البرمكي عن الحسين بن الحسن عن أبيه عن حنان بن سدير قال: سألت أبا عبد الله ع عن العرش و الكرسي فقال إن للعرش صفات كثيرة مختلفة له في كل سبب و صنع‏ «1» في القرآن صفة على حدة فقوله‏ رب العرش العظيم‏ يقول الملك العظيم و قوله‏ الرحمن على العرش استوى‏ يقول على الملك احتوى و هذا ملك الكيفوفية في الأشياء ثم العرش في الوصل مفرد «2» من الكرسي لأنهما بابان من أكبر أبواب الغيوب و هما جميعا غيبان و هما في الغيب مقرونان لأن الكرسي هو الباب الظاهر من الغيب الذي منه مطلع البدع و منها «3» الأشياء كلها و العرش هو الباب الباطن الذي يوجد فيه علم الكيف و الكون و القدر و الحد و الأين و المشية و صفة الإرادة و علم الألفاظ و الحركات و الترك و علم العود و البداء فهما في العلم بابان مقرونان لأن ملك العرش سوى ملك الكرسي و علمه أغيب من علم الكرسي فمن ذلك قال‏ رب العرش العظيم‏ أي صفته أعظم من صفة الكرسي و هما في ذلك مقرونان قلت جعلت فداك فلم صار في الفضل جار الكرسي قال ع إنه صار جاره لأن علم الكيفوفية فيه و فيه الظاهر من أبواب البداء و أينيتها «4» و حد رتقها و فتقها فهذان جاران أحدهما حمل صاحبه في الظرف و بمثل صرف العلماء و ليستدلوا «5» على صدق دعواهما لأنه‏ يختص برحمته من يشاء و هو القوي العزيز فمن اختلاف صفات العرش أنه قال تبارك و تعالى‏ رب العرش‏ رب الوحدانية عما يصفون‏ و قوم وصفوه بيدين فقالوا يد الله مغلولة و قوم وصفوه بالرجلين فقالوا وضع رجله على صخرة بيت المقدس فمنها ارتقى إلى السماء و
______________________________
(1) وضع (خ).
(2) في بعض النسخ و في المصدر: متفرد.
(3) في المصدر: «منه» و هو الظاهر.
(4) في بعض النسخ: ابنيتها.
(5) في المصدر: يستدلوا.


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏55، ص: 31
وصفوه‏ «1» بالأنامل فقالوا إن محمدا ص قال إني وجدت برد أنامله على قلبي فلمثل هذه الصفات قال‏ رب العرش عما يصفون‏ يقول رب المثل الأعلى عما به مثلوه و لله المثل الأعلى الذي لا يشبهه شي‏ء و لا يوصف و لا يتوهم فذلك المثل الأعلى و وصف الذين لم يؤتوا من الله فوائد العلم فوصفوا ربهم بأدنى الأمثال و شبهوه بالمتشابه منهم فيما جعلوا به فلذلك قال‏ و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا فليس له شبه و لا مثل و لا عدل و له الأسماء الحسنى‏ التي لا يسمى بها غيره و هي التي وصفها في الكتاب فقال‏ فادعوه بها و ذروا الذين يلحدون في أسمائه‏ جهلا بغير علم فالذي يلحد في أسمائه جهلا بغير علم يشرك و هو لا يعلم و يكفر به و هو يظن أنه يحسن فلذلك قال‏ و ما يؤمن أكثرهم بالله إلا و هم مشركون‏ فهم الذين يلحدون في أسمائه بغير علم فيضعونها غير مواضعها يا حنان إن الله تبارك و تعالى أمر أن يتخذ قوم أولياء فهم الذين أعطاهم الفضل و خصهم بما لم يخص به غيرهم فأرسل محمدا ص فكان الدليل على الله بإذن الله عز و جل حتى مضى دليلا هاديا فقام من بعده وصيه ع دليلا هاديا على ما كان هو دل عليه من أمر ربه من ظاهر علمه ثم الأئمة الراشدون ع‏ «2».
بيان صفات كثيرة أي معان شتى و إطلاقات مختلفة ملك الكيفوفية في الأشياء أي كيفية ارتباطه سبحانه بمخلوقاته و تدبيره لها و علمه بها و مباينته عنها و لذا وصف ذلك بالاستواء فليس بشي‏ء أقرب من شي‏ء و رحمته و علمه وسعا كل شي‏ء و يحتمل أن يكون المراد تدبير صفات الأشياء و كيفياتها و أوضاعها و أحوالها و لعله أظهر ثم العرش في الوصل مفرد أي إذا عطف أحدهما على الآخر و وصل بينهما في الذكر فالعرش مفرد عن الكرسي و مباين له و في غير ذلك قد يطلقان على معنى واحد كالعلم و هما جميعا غيبان أي مغيبان عن الحواس قوله ع لأن الكرسي هو الباب الظاهر يظهر منه مع غاية غموضه أن المراد
______________________________
(1) في المصدر: و قوم و صفوه.
(2) التوحيد: 236.


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏55، ص: 32
بالكرسي و العرش هنا نوعان من علمه سبحانه فالكرسي العلم المتعلق بأعيان الموجودات و منه يطلع و يظهر جميع الموجودات بحقائقها و أعيانها و الأمور البديعة في السماوات و الأرض و ما بينهما و العرش العلم المتعلق بكيفيات الأشياء و مقاديرها و أحوالها و بدئها و عودها و يمكن أن يكون أحدهما عبارة عن كتاب المحو و الإثبات و الآخر عن اللوح المحفوظ قوله ع لأن علم الكيفوفية أي أنهما إنما صارا جارين مقرونين لأن أحدهما عبارة عن العلم المتعلق بالأعيان و الآخر عن العلم المتعلق بكيفيات تلك الأعيان فهما مقرونان و من تلك الجهة صح جعل كل منها ظرفا للآخر لأن الأعيان لما كانت محال للكيفيات فهي ظروفها و أوسع منها و لما كانت الكيفيات محيطة بالأعيان فكأنها ظرفها و أوسع منها و بهذا الوجه يمكن الجمع بين الأخبار و لعله أشير إلى هذا بقوله أحدهما حمل صاحبه في الظرف بالظاء المعجمة أي بحسب الظرفية و في بعض النسخ بالمهملة أي حيث ينتهي طرف أحدهما بصاحبه إذا قرئ بالتحريك و إذا قرئ بالسكون فالمراد نظر القلب و بمثل صرف العلماء أي علماء أهل البيت ع عبروا عن هذه الأمور بالعبارات المتصرفة المتنوعة على سبيل التمثيل و التشبيه فتارة عبروا عن العلم بالعرش و تارة بالكرسي و تارة جعلوا العرش وعاء الكرسي و تارة بالعكس و تارة أرادوا بالعرش و الكرسي الجسمين العظيمين و إنما عبروا بالتمثيل ليستدلوا على صدق دعواهما أي دعواهم لهما و ما ينسبون إليهما و يبينون من غرائبهما و أسرارهما و في أكثر النسخ و ليستدلوا فهو عطف على مقدر أي لتفهيم أصناف الخلق و ليستدلوا و لعل الأظهر دعواهم.
قوله ع فمن اختلاف صفات العرش أي معانيه قال في سورة الأنبياء فسبحان الله رب العرش عما يصفون‏ فالمراد بالعرش هنا عرش الوحدانية إذ هي أنسب بمقام التنزيه عن الشريك إذ المذكور قبل ذلك‏ أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون‏ و قال سبحانه في سورة الزخرف‏ قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين‏


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏55، ص: 33
سبحان رب السماوات و الأرض رب العرش عما يصفون‏ و المناسب هنا عرش التقدس و التنزه عن الأشباه و الأمثال و الأولاد فالعرش في كل مقام يراد به معنى يعلمه الراسخون في العلم ثم إنه ظاهر الكلام يوهم أن الظرف في قوله‏ عما يصفون‏ متعلق بالعرش و هو بعيد بل الظاهر تعلقه بسبحان و على ما قررنا عرفت أنه لا حاجة إلى ارتكاب ذلك و يدل الخبر على أن خطاب‏ و ما أوتيتم‏ متوجه إلى السائلين عن الروح و أضرابهم لا إلى النبي ص قوله ع من ظاهر علمه إنما خص بالظاهر لأن باطن علمه لا يطيقه سائر الخلق سوى أوصيائه ع.
و اعلم أن هذا الخبر من المتشابهات و غوامض المخبيات و الظاهر أنه وقع من الرواة و النساخ لعدم فهمهم معناه تصحيفات و تحريفات أيضا فلذا أجملت الكلام فيه و ما ذكرته إنما هو على سبيل الاحتمال و الله يعلم و حججه حقائق كلامهم ع.




عيون أخبار الرضا عليه السلام ؛ ج‏2 ؛ ص228
3- حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبي الصلت الهروي قال: كان الرضا ع يكلم الناس بلغاتهم و كان و الله أفصح الناس و أعلمهم بكل لسان و لغة فقلت له يوما يا ابن رسول الله إني لأعجب من معرفتك بهذه اللغات على اختلافها فقال يا أبا الصلت أنا حجة الله على خلقه و ما كان الله ليتخذ حجة على قوم و هو لا يعرف لغاتهم أ و ما بلغك قول أمير المؤمنين ع أوتينا فصل الخطاب‏ فهل فصل الخطاب إلا معرفة اللغات‏ «2».
______________________________
(2). لا ريب ان وجود الامام لطف و تصرفه لطف آخر و لطفيته لا تختص بطائفة من الطوائف و الرسول صلى الله عليه و آله مبعوث الى جميع الطوائف لعموم نبوته و اوصيائه عليهم السلام قائمون مقامه بالنسبة الى الجميع فلو لم يعرف الامام جميع اللغات لاختلت الحكمة الناشئة عن ذلك اللطف و كان الحكيم ناقضا لغرضه. من هامش بعض النسخ.
لا يخفى ان الرواية ترشدنا الى هذا الدليل العقلى فتأمل.





















بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج‏55 ؛ ص22
39- تفسير علي بن إبراهيم، عن أبيه عن النضر عن موسى بن بكر عن زرارة عن أبي عبد الله ع‏ في قوله‏ وسع كرسيه السماوات و الأرض‏ قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله تعالى‏ وسع كرسيه السماوات و الأرض‏ السماوات و الأرض وسعن الكرسي أم الكرسي وسع السماوات و الأرض قال بل الكرسي‏ وسع السماوات و الأرض و العرش و كل شي‏ء خلق الله في الكرسي‏ «1».
بيان لعل سؤال زرارة لاستعلام أن في قرآن أهل البيت‏ كرسيه‏ منصوب أو مرفوع و إلا فعلى تقدير العلم بالرفع لا يحسن هذا السؤال لا سيما من مثل زرارة و يروى عن الشيخ البهائي ره أنه قال سألت عن ذلك والدي فأجاب ره بأن بناء السؤال على قراءة وسع بضم الواو و سكون السين مصدرا مضافا و على هذا يتجه السؤال و إني تصفحت كتب التجويد فما ظفرت على هذه القراءة إلا هذه الأيام رأيت كتابا في هذا العلم مكتوبا بالخط الكوفي و كانت هذه القراءة فيه و كانت النسخة بخط مصنفه و قوله و العرش لعله منصوب بالعطف على الأرض أو مرفوع بالابتدائية فالمراد بالكرسي العلم أو بالعرش فيما ورد أنه محيط بالكرسي العلم و قيل العرش معطوف على الكرسي أي و العرش أيضا وسع السماوات و الأرض فالمعنى أن الكرسي و العرش كلا منهما وسع السماوات و الأرض فالمراد بكل شي‏ء خلق الله كل ما خلق فيهما.
40- التوحيد، عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار عن أبيه عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عبد الله بن محمد الحجال عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة قال: سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل‏ وسع كرسيه‏ إلى قوله و العرش و كل شي‏ء في الكرسي‏


مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول ؛ ج‏2 ؛ ص79
الحديث الرابع‏: صحيح.
قوله: السماوات و الأرض وسعن، و لعل سؤال زرارة لاستعلام أن في قرآن أهل البيت كرسيه منصوب أو مرفوع، و إلا فعلى تقدير العلم بالرفع لا يحسن منه هذا السؤال، و يروي عن الشيخ البهائي قدس سره أنه قال: سألت عن ذلك والدي، فأجاب رحمه الله بأن بناء السؤال على قراءة وسع بضم الواو و سكون السين مصدرا مضافا، و على هذا يتجه السؤال، و إني تصفحت كتب التجويد فما ظفرت على هذه القراءة إلا هذه الأيام رأيت كتابا في هذا العلم مكتوبا بالخط الكوفي و كانت هذه القراءة فيه، و كانت النسخة بخط مصنفه.
و قوله عليه السلام: و العرش، لعله منصوب بالعطف على الأرض، فالمراد بالكرسي العلم أو بالعرش فيما ورد أنه محيط بالكرسي العلم، و روى الصدوق في التوحيد عن حفص قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز و جل" وسع كرسيه السماوات و الأرض‏" قال: علمه، و قيل: العرش معطوف على الكرسي أي و العرش أيضا وسع السماوات و الأرض، فالمراد أن الكرسي و العرش كلا منهما وسع السماوات و الأرض و قيل: العرش مرفوع بالابتدائية، أي و العرش و كل شي‏ء من أجزاء العرش و دوائره وسع الكرسي بنصب الكرسي، و على الاحتمالين الأولين‏ قوله: و كل شي‏ء، جملة مؤكدة لما سبق في التوحيد في آخر الخبر: و كل شي‏ء في الكرسي.



التوحيد (للصدوق) ؛ ؛ ص328
5- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال حدثنا الحسين بن أبان عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن عبد الله بن بكير عن زرارة قال: سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل- وسع كرسيه السماوات و الأرض‏ السماوات و الأرض وسعن الكرسي أم الكرسي وسع السماوات و الأرض فقال إن كل شي‏ء في الكرسي‏ «1».
______________________________
(1). قال العلامة المجلسي- رحمه الله- في الرابع عشر من البحار: لعل سؤال زرارة لاستعلام أن في قرآن أهل البيت كرسيه مرفوع أو منصوب و الا فعلى تقدير العلم بالرفع لا يحسن هذا السؤال لا سيما من مثل زرارة، و يروى عن الشيخ البهائى- رحمه الله- انه قال: سألت عن ذلك والدى فأجاب- رحمه الله- بأن بناء السؤال على قراءة «وسع» بضم الواو و سكون السين مصدرا مضافا و على هذا يتجه السؤال، و انى تصفحت كتب التجويد فما ظفرت على هذه القراءة الا هذه الأيام رأيت كتابا في هذا العلم مكتوبا بالخط الكوفي و كانت هذه القراءة فيه و كانت النسخة بخط مصنفه، انتهى، أقول: على هذه القراءة «فوسع كرسيه» مبتدأ و السماوات و الأرض خبره، أي سعة كرسيه و ظرفية تأثيره السماوات و الأرض، لا أن يكون أحدهما فاعل وسع و الآخر مفعوله حتى يحتاج الى تقدير الخبر، فعدم اتجاه السؤال باق على هذا التقدير، فتأمل.



الدر المصون في علوم الكتاب المكنون (2/ 544)
المؤلف: أبو العباس، شهاب الدين، أحمد بن يوسف بن عبد الدائم المعروف بالسمين الحلبي (المتوفى: 756هـ)
قوله: {وسع كرسيه} الجمهور على «وسع» بفتح الواو وكسر السين وفتح العين فعلا ماضيا.
و «كرسيه» بالرفع على أنه فاعله، وقرىء «وسع» سكن عين الفعل تخفيفا نحو: علم في علم. وقرىء أيضا: «وسع كرسيه» بفتح الواو وسكون السين ورفع العين على الابتداء، «كرسيه» خفض بالإضافة، «السماوات» رفعا على أنه خبر للمبتدأ.
والكرسي الياء فيه لغير النسب واشتقاقه من الكرس وهو الجمع، ومنه الكراسة للصحائف الجامعة للعلم، ومنه قول العجاج:
*************







الميزان في أحكام تجويد القرآن (ص: 233)
المؤلف: فريال زكريا العبد
همزتا القطع والوصل
(أولا: همزة القطع):
هي حرف أصلي من حروف الكلمة ولم يكن لها رسم خاص بها حتى اتخذ لها الخليل بن أحمد رأس عين (ء) رمزا لذلك الحرف المنطوق من أقصى الحلق. وقد تأتي فوق الألف كما في (أحمد) فتكون الألف الخنجرية تحتها «كرسيا» لها. وقد تأتي مرسومة تحت الألف كما في (إبراهيم) وقد تأتي فوق الواو كما في (المؤمنات) وقد تأتي تحت الياء النبرة كما في (مطمئن) وقد تأتي على السطر كما في (جاء) أو على السطر وبعدها ألف كما في مد البدل (القرءان).
رسمها في المصحف: (رأس عين) (ء) ثابتة خطا ولفظا، ولا تسقط حال الوصل (1).

أحوالها:
1 - قد تأتي ساكنة أحيانا كما في (يأبى) و (مأمن) و (مؤمن).
2 - كما تأتي متحركة بإحدى الحركات الثلاث: الفتحة مثل (أخذ) (أحمد)، أو الضمة مثل (يئوده) (أوذينا)، أو الكسرة مثل (إسماعيل) (إلياس).
3 - كما تأتي في أول الكلمة نحو: (أجل)، (أنذر)، (أنا). أو في
__________
(1) الأرجح أن الحرف الأول من حروف الهجاء هو «الهمزة» وليس الألف التي تحمل الهمزة فوقها، لتظهرها بارزة لا تخفى، ولا تختلط بغيرها، فشأن الألف في هذا كشأن الواو، والياء اللتين تستقر فوقهما الهمزة في كتابة بعض الكلمات. أما الألف الأصلية، فمكانها في الترتيب الأبجدي بعد اللام مباشرة، حتى لقد اندمجت- بسبب سكونها واستحالة النطق بها منفردة- في اللام وصارتا «لا» مع أنهما حرفان، لا حرف واحد»، النحو الوافي، الأستاذ حسن عباس ج 1 ص 13.


الميزان في أحكام تجويد القرآن (ص: 234)
وسطها نحو: (ينبئكم)، (الملائكة)، (بئر). أو في آخرها نحو: (شيء)، (ماء)، (سيء).
1 - وقد تأتي في الأسماء كما في (إبراهيم)، وفي الأفعال كما في (أخذ)، (يؤمن)، وفي الحروف كما في (أو) و (إن) و (إلى).
2 - ننطق بها محققة «ابتداء»، و «وصلا».
سبب تسميتها: سميت همزة قطع لأنها تقطع الحرف الذي قبلها أثناء النطق بها عن الحرف الذي بعدها.

(ثانيا: همزة الوصل):
تعريفها: هي همزة مرسومة في أول الكلمة، ورسمها في المصحف رأس صاد (ص) ولا ترسم إلا فوق الألف، فالألف كرسيّ لها، ولا تأتي إلا في أول الكلمة فقط، وهي تحقق ابتداء، وتسقط وصلا في درج الكلام.
سبب تسميتها: سميت بهمزة الوصل لأنها يتوصل بها للنطق بالساكن فمن المعروف عند العرب أنه لا يبتدأ بساكن، كما لا يوقف على متحرك، فلا بد من الحركة في الابتداء فإن كان أول الكلمة ساكنا فلا بد من همزة الوصل للتوصل إلى النطق بالساكن ولهذا سماها الخليل بن أحمد (سلم اللسان) (1).
مواضعها: توجد همزة الوصل في: الأسماء، والأفعال، والحروف.

أولا: همزة الوصل في الأسماء:
(أ) تكون همزة الوصل في الأسماء المشتقة قياسيا وذلك في موضعين:
1 - مصدر الفعل الماضي الخماسي نحو: (اختلاف)، (ابتغاء)، (افتراء)، (انتقام).
2 - مصدر الفعل الماضي السداسي نحو: (استكبار)، (استغفار)، (واستفتحوا).
حكمها: «الكسر» في حالة الابتداء بها.
__________
(1) انظر: عمدة البيان، الشيخ محمد سعيد الأفغاني.






التفسير البسيط (4/ 352)
وأما الكرسي، فأصله في اللغة: من تركب الشيء بعضه على بعض، قال الأصمعي: الكِرْسُ: أبوالُ الدواب وأَبْعَارُها، تَتَلَبَّدُ بعضها فوق بعض (4)، وأكرست الدار إذا كثر فيها الأبعار والأبوال (5)، وتلبد بعضها على بعض.
قال العجّاج (6):
يا صاحِ هل تَعْرِفُ رَسْمًا مُكرِسَا (7)
__________
(1) عَجْز بيتٍ، صدرُه:
حّمالُ أثقالِ أهلِ الودِّ آونةً
والبيت في "اللسان" 8/ 4834 (مادة: وسع)، وفي "تهذيب اللغة" 4/ 3890 (ماده: وسع)، قال الأزهري: فدع ما أحيط به وأقدر عليه، والمعنى: أعطيهم ما لا أجِدُه إلا بجهد، فدع ما أحيط به.
(2) أخرجه الإمام أحمد 3/ 338 بلفظ: "فإنه لو كان موسى حيًا بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني".
(3) ينظر في (مادة: وسع): "تهذيب اللغة" 4/ 3890، "المفردات" ص 538، "اللسان" 8/ 4835.
(4) نقله في "تهذيب اللغة" 4/ 3126 مادة "كرس".
(5) في (ي): (الأبوال والأبعار).
(6) ساقطة من (ي).
(7) البيت، من أرجوزة للعجاج، في "ديوانه" 1/ 185، وبعده قوله:
قال: نعم أعرفه وأبلسا
ضمن مجموع أشعار العرب 2/ 31، وذكره في "تهذيب اللغة" 4/ 3127، و"المفردات" ص430، و"لسان العرب" 7/ 3854 مادة "كرس".




اللباب في علوم الكتاب (4/ 322)
والكُرْسِيُّ: الياء فيه لغير النَّسب، واشتقاقه من الكِرْسٍ، وهو الجمع؛ ومنه الكُرَّاسة للصَّحائف الجامعة للعلم؛ ومنه قول العجَّاج: [الرجز]
1178 - يَا صَاحِ، هَلْ تَعْرِفُ رَسْماً مُكْرَسا؟ ... قَالَ: نَعَمْ، أَعْرِفُهُ وَأَبْلَسَا
وقيل: أصله من تراكب الشَّيء بعضه على بعض، ومنه الكرس أبوال الدَّوابِّ وأبعارها يتلبد بعضها فوق بعض. [وأكرست الدَّار: إذا كثرت الأبعار والأبوال فيها، وتلبَّد بعضها فوق بعض] ، وتكارس الشَّيء: إذا تركب ومنه الكرَّاسة، لتركب بعض الأوراق على بعضٍ. و «الكُرْسِيُّ» هو هذا الشَّيء المعروف لتركب خشباته بعضها فوق بعضٍ.
وجمعه كراسيّ كبُخْتِيّ وبَخَاتِيّ، وفيه لغتان: أشهرهما ضمُّ كافه، والثانية كسرها، وقد يعبَّر به عن الملك؛ لجلوسه عليه، تسميةً للحالِّ باسم المحلِّ؛ ومنه: [الرجز]





تفسير مقاتل بن سليمان (5/ 107)
وقد اختلف اللغويون فى تفسير معنى الكرسي، فالأصمعى قال: الكراسة:
الكتاب، سميت بذلك لأنه جمع فيها العلم والحكمة «41» .
ويقال للعلماء (الكراسي) لأنه المعتمد عليهم، كما يقال ارتاد الأرض، يعنى بذلك ان الأرض تصلح بهم. ومنه قول الشاعر:
يحف بهم بيض الوجوه وعصبة ... كراسي بالأحداث حين تنوب «42»
والعرب تسمى اصل كل شيء الكرسي، يقال: فلان كريم الكرسي: اى كريم الأصل «43» .
ويذهب الزجاج الى ان الكرسي فى اللغة الشيء الذي يعتمد عليه ويجلس عليه «44» .
اما الزمخشري فيذهب الى ان الكرسي منسوب الى كرسي الملك، كقولهم دهري «45» .
وأخيرا، نرى ان مقاتلا فسر الكرسي تفسيرا ماديا واعتمد فى وصفه على الاسرائيليات، ولذلك نرفض ما رواه مقاتل فى وصف الكرسي، ونقول: اما ان يكون من المتشابه الذي نؤمن به مع التفويض والتنزيه، او نحمله على معنى من المعاني اللغوية التي أوردناها.