بسم الله الرحمن الرحیم

روایات حروف الجمل از دیدگاه رسم

فهرست مباحث علوم قرآنی
رسم المصحف
نقط المصحف
روایات مرتبط با خط و کتابت
روایات حروف المعجم از دیدگاه نقط الإعجام
روایات عرش و کرسي از دیدگاه رسم و نقط
الحروف المقطعة




التوحيد (للصدوق)، ص: 236
33 باب تفسير حروف الجمل
1- حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال حدثنا أحمد بن محمد الهمداني مولى بني هاشم قال حدثنا جعفر بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب ع قال حدثنا كثير بن عياش القطان عن أبي الجارود زياد بن المنذر عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ع قال:
لما ولد عيسى ابن مريم ع كان ابن يوم كأنه ابن شهرين فلما كان ابن سبعة أشهر أخذت والدته بيده و جاءت به إلى الكتاب‏ «1» و أقعدته بين يدي المؤدب فقال له المؤدب قل‏ بسم الله الرحمن الرحيم‏ فقال عيسى ع‏ بسم الله الرحمن الرحيم* فقال له المؤدب قل أبجد فرفع عيسى ع رأسه فقال هل تدري ما أبجد
فعلاه بالدرة ليضربه فقال يا مؤدب لا تضربني إن كنت تدري و إلا فاسألني حتى أفسر لك قال فسره لي
فقال عيسى ع الألف آلاء الله و الباء بهجة الله و الجيم جمال الله و الدال دين الله هوز الهاء هول جهنم و الواو ويل لأهل النار و الزاي زفير جهنم حطي حطت الخطايا عن المستغفرين كلمن كلام الله‏ لا مبدل لكلماته‏ سعفص صاع بصاع و الجزاء بالجزاء قرشت قرشهم فحشرهم فقال المؤدب أيتها المرأة خذي بيد ابنك فقد علم و لا حاجة له في المؤدب.

2- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب و أحمد بن الحسن بن‏ علي بن فضال عن علي بن أسباط عن الحسن بن زيد قال حدثني محمد بن سالم عن الأصبغ بن نباتة قال قال أمير المؤمنين ع‏ سأل عثمان بن عفان رسول الله ص عن تفسير أبجد
فقال رسول الله ص تعلموا تفسير أبجد فإن فيه الأعاجيب كلها ويل لعالم جهل تفسيره
فقيل يا رسول الله ما تفسير أبجد
فقال ص أما الألف فآلاء الله حرف من حروف أسمائه‏ «2» و أما الباء فبهجة الله و أما الجيم فجنة الله و جلال الله و جماله و أما الدال فدين الله و أما هوز فالهاء هاء الهاوية فويل لمن هوى في النار و أما الواو فويل لأهل النار و أما الزاي فزاوية في النار فنعوذ بالله مما في الزاوية يعني زوايا جهنم و أما حطي فالحاء حطوط الخطايا عن المستغفرين في ليلة القدر و ما نزل به جبرئيل مع الملائكة إلى مطلع الفجر و أما الطاء ف طوبى لهم و حسن مآب‏ و هي شجرة غرسها الله عز و جل و نفخ فيها من روحه و إن أغصانها لترى من وراء سور الجنة تنبت بالحلي و الحلل متدلية على أفواههم و أما الياء فيد الله فوق خلقه- سبحانه و تعالى عما يشركون‏ و أما كلمن فالكاف كلام الله‏ لا مبدل لكلمات الله‏- و لن تجد من دونه ملتحدا و أما اللام فإلمام أهل الجنة بينهم في الزيارة و التحية و السلام و تلاوم أهل النار فيما بينهم و أما الميم فملك الله الذي لا يزول و دوام الله الذي لا يفنى و أما النون ف ن و القلم و ما يسطرون‏ فالقلم قلم من نور و كتاب من نور في لوح محفوظ- يشهده المقربون‏- و كفى بالله شهيدا و أما سعفص فالصاد صاع بصاع و فص بفص يعني الجزاء بالجزاء و كما تدين تدان إن الله لا يريد ظلما للعباد و أما قرشت يعني قرشهم الله فحشرهم و نشرهم إلى يوم القيامة ف قضي بينهم بالحق و هم لا يظلمون‏ «3». ______________________________
(1). ليس المراد أنه نشأ في كل يوم كنش‏ء غيره في شهرين في كل شي‏ء حتى يكون في سبعة أشهر على صورة رجل ذى خمس و ثلاثين سنة، بل المعنى أنه كان ابن يوم كانه ابن شهرين في نموه و رشد بدنه الى مدة حتى كان في الشهر السابع كالطفل المميز القابل لان يجاء به الى الكتاب، و الكتاب بضم الكاف و تشديد التاء مفرد بمعنى المكتب جمعه الكتاتيب.
(2). في البحار في اواخر الجزء الثاني من الطبعة الحديثة و في نسخة (و) و (ج) و (د) حرف من أسمائه.
(3). عدم ذكر ثخذ و ضظغ لما ذكره ابن النديم في أول الفهرست فراجع، و للمجلسي رحمه الله حل اشكال عن الابجد في البحار في الباب الثالث عشر من الجزء العاشر من الطبعة الحديثة.




الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا عليه السلام ؛ ؛ ص318
66 باب اللسان‏
سألت العالم ع عن رجل طرف لغلام فقطع بعض لسانه فأفصح ببعض الكلام و لم يفصح ببعض فقال يقرأ حروف المعجم فما أفصح به طرح من الدية و ما لم يفصح به ألزم من الدية فقلت كيف ذلك قال بحساب الجمل و هو حروف أبي جاد «1» من واحد إلى ألف و عدد حروفه ثمانية و عشرون حرفا فيقسم لكل حرف جزءا من الدية الكاملة ثم يحط من ذلك ما بين عنه و يلزم الباقي‏ «2» و دية اللسان دية كاملة «3».
______________________________
(1)- في نسخة «ش»: «أبجد».
(2)- ورد مؤداه في الفقيه 4: 83/ 266، و التهذيب 10: 263/ 1039- 1042.
(3)- ورد مؤداه في الفقيه 4: 55، و المقنع: 180.




******************
الكافي (ط - الإسلامية) ؛ ج‏1 ؛ ص449
32- علي بن محمد بن عبد الله و محمد بن يحيى عن محمد بن عبد الله رفعه عن أبي عبد الله ع قال: إن أبا طالب أسلم بحساب الجمل قال بكل لسان.
33- محمد بن يحيى عن أحمد و عبد الله ابني محمد بن عيسى عن أبيهما عن عبد الله بن المغيرة عن إسماعيل بن أبي زياد عن أبي عبد الله ع قال: أسلم أبو طالب بحساب الجمل و عقد بيده ثلاثا و ستين.
________________________________________
كلينى، محمد بن يعقوب بن اسحاق، الكافي (ط - الإسلامية)، 8جلد، دار الكتب الإسلامية - تهران، چاپ: چهارم، 1407 ق.



الكافي (ط - دارالحديث) ؛ ج‏2 ؛ ص465
1223/ 32. علي بن محمد بن عبد الله و محمد بن يحيى، عن محمد بن عبد الله رفعه:
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: «إن أبا طالب أسلم بحساب الجمل‏ «5»» قال‏ «6»: «بكل لسان». «7»
1224/ 33. محمد بن يحيى‏ «8»، عن أحمد و عبد الله ابني محمد بن عيسى، عن أبيهما، عن عبد الله بن المغيرة، عن إسماعيل بن أبي زياد:
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: «أسلم أبو طالب بحساب الجمل، و عقد بيده‏ «9» ثلاثا و ستين‏ «1»». «2»
______________________________
(5). «حساب الجمل»: الحروف المقطعة على أبجد. قال المازندراني: «لعل المراد بالحساب العدد و القدر، و بالجمل- بتخفيف الميم- جمع الجملة و هي الطائفة؛ يعني أنه آمن بعدد كل طائفة و قدرهم». راجع: لسان العرب، ج 11، ص 128 (جمل).
(6). في مرآة العقول: «و يمكن أن يكون ضمير «قال» أولا راجعا إلى الراوي، و ثانيا إلى الإمام عليه السلام بأن يكون الراوي قال من نفسه أو ناقلا عن غيره: إن أبا طالب أظهر إسلامه للرسول صلى الله عليه و آله بحساب الجمل ... فأجاب عليه السلام بأنه أظهر إسلامه بجميع الألسن؛ فإنه كان عارفا بها».
(7). الوافي، ج 3، ص 700، ح 1309؛ البحار، ج 35، ص 78، ح 16.
(8). في البحار: «محمد بن عبدالله». و هو سهو ظاهرا؛ فإن المراد من محمد بن عبدالله في مشايخ الكليني هومحمد بن عبدالله بن جعفر الحميري و هو لا يروي في أسناد الكافي إلاعن أبيه.
(9). في «بف»: «به».
______________________________
(1). في «بح، بف»:+/ «سنة». في معاني الأخبار، ص 286، ح 2: «سئل أبوالقاسم الحسين بن روح عن معنى هذا الخبر، فقال: عنى بذلك «إله أحد جواد» قال: و تفسير ذلك أن الألف و احد، و اللام ثلاثون، و الهاء خمسة، و الألف و احد، و الحاء ثمانية، و الدال أربعة، و الجيم ثلاثة، و الواو ستة، و الألف و احد، و الدال أربعة؛ فذلك ثلاثة و ستون». و قال في الوافي: «لعل المراد بالحديث أنه أظهر إسلامه بكلمات كان عددها بحساب الجمل ثلاثة و ستين؛ ففسر ابن روح تلك الكلمات و عددها».
(2). كمال الدين، ص 519، ح 48؛ و معاني الأخبار، ص 286، ح 2، بسند آخر عن أبي القاسم الحسين بن روح الوافي، ج 3، ص 700، ح 1310؛ البحار، ج 35، ص 78، ح 17.




كمال الدين و تمام النعمة ؛ ج‏2 ؛ ص509
و حكي عن أبي القاسم بن روح قدس الله روحه أنه قال: في الحديث الذي روي في أبي طالب أنه أسلم بحساب الجمل و عقد بيده ثلاثة و ستين إن معناه إله‏ أحد جواد «1».
40- حدثنا أحمد بن هارون القاضي‏ «2» رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن إسحاق بن حامد الكاتب قال: كان بقم رجل بزاز مؤمن و له شريك مرجئي فوقع بينهما ثوب نفيس فقال المؤمن يصلح هذا الثوب لمولاي فقال له شريكه لست أعرف مولاك و لكن افعل بالثوب ما تحب فلما وصل الثوب إليه شقه ع بنصفين طولا فأخذ نصفه و رد النصف و قال لا حاجة لنا في مال المرجئي.


كمال الدين و تمام النعمة ؛ ج‏2 ؛ ص519
48- حدثنا أبو الفرج محمد بن المظفر بن نفيس المصري الفقيه قال حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد الداودي‏ «1» عن أبيه قال: كنت عند أبي القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه فسأله رجل ما معنى قول العباس للنبي ص إن‏ عمك أبا طالب قد أسلم بحساب الجمل و عقد بيده ثلاثة و ستين‏ «1» فقال عنى بذلك إله أحد جواد و تفسير ذلك أن الألف واحد و اللام ثلاثون و الهاء خمسة و الألف واحد و الحاء ثمانية و الدال أربعة و الجيم ثلاثة و الواو ستة و الألف واحد و الدال أربعة فذلك ثلاثة و ستون.
______________________________
(1). راجع تفصيل ذلك هامش معاني الأخبار ص 285.



معاني الأخبار ؛ النص ؛ ص285
باب معنى إسلام أبي طالب بحساب الجمل و عقده بيده على ثلاثة و ستين‏
1- حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب و علي بن عبد الله الوراق و أحمد بن زياد الهمداني قالوا حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن المفضل بن عمر قال قال أبو عبد الله ع‏ أسلم أبو طالب رضي الله عنه بحساب الجمل و عقد بيده ثلاثة و ستين‏ «1» ثم قال ع إن مثل أبي طالب مثل أصحاب‏ الكهف أسروا الإيمان و أظهروا الشرك فآتاهم الله‏ أجرهم مرتين‏
2- حدثنا أبو الفرج محمد بن المظفر بن نفيس المصري الفقيه قال حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد الداودي عن أبيه قال: كنت عند أبي القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه فسأله رجل ما معنى قول العباس للنبي ص إن عمك أبا طالب قد أسلم بحساب الجمل و عقد بيده ثلاثة و ستين فقال عنى بذلك إله أحد جواد و تفسير ذلك أن الألف واحد و اللام ثلاثون و الهاء خمسة و الألف واحد و الحاء ثمانية و الدال أربعة و الجيم ثلاثة و الواو ستة و الألف واحد و الدال أربعة فذلك ثلاثة و ستون.
______________________________
(1). لا يخفى أن مبنى هذا على قاعدة وضعها العلماء المتقدمون في مفاصل أصابع اليدين لبيان عقود العدد و ضبطها من الواحد الى عشرة آلاف، فصورة الثلاثة و الستين على القاعدة الممهدة أن يثنى الخنصر و البنصر و الوسطى و الآحاد و هي الثلاثة جاريا على منهج المتعارف من الناس في عد الواحد الى الثلاثة لكن بوضع الانامل في هذه العقود قريبة من اصولها و أن يوضع لستين بابهام اليمنى على باطن العقدة الثانية من السبابة كما يفعله المرماة. و مخلص هذه القاعدة التي ذكرها القدماء هو ان الخنصر و البنصر و الوسطى العقد الآحاد فقط و المسبحة و الإبهام الاعشار فقط فالواحد أن تضم الخنصر مع نشر الباقي، و الأربعة نشر الخنصر و ترك البنصر و الوسطى مضمومتين و الخمسة نشر البنصر مع الخنصر و ترك الوسطى مضمومة، و الستة نشر جميع الأصابع و ضم البنصر.
و السبعة: أن يجعل الخنصر فوق البنصر منشورة مع نشر الباقي أيضا و الثمانية ضم الخنصر و البنصر فوقها. و التسعة ضم الوسطى اليهما. و هذه تسع صور جمعتها ثلاث أصابع: الخنصر و البنصر و الوسطى، هذه بالنسبة الى الآحاد.
و اما الاعشار فالمسبحة و الإبهام فالعشرة أن يجعل ظفر المسبحة في مفصل الإبهام من جنبها، و العشرون وضع رأس الإبهام بين المسبحة و الوسطى، و الثلاثون ضم رأس المسبحة مع رأس الإبهام و الأربعون أن تضع الإبهام معكوفة الرأس الى ظاهر الكف، و الخمسون أن تضع الإبهام على باطن الكف معكوفة الانملة ملصقة بالكف، و الستون أن تنشر الإبهام، و تضم الى جانب الكف أصل المسبحة، و السبعون عكف باطن المسبحة على باطن رأس الإبهام، و الثمانون ضم الإبهام و عكف باطن المسبحة على ظاهر أنملة الإبهام المضمومة. و التسعون ضم المسبحة الى أصل الإبهام و وضع الإبهام عليها. و إذا أردت آحادا و أعشارا عقدت من الآحاد ما شئت مع ما شئت من الاعشار المذكورة و إذا اردت آحادا بغير اعشار عقدت في اصابع الآحاد من يد اليسرى مع نشر اصابع الاعشار.
و أما المئات فهي عقد اصابع الآحاد من اليد اليسرى فالمائة كالواحد و المائتان كالاثنين و هكذا إلى التسعمائة.
و أما الالوف و هي عقد اصابع عشرات منها، فالالف كالعشر و الالفان كالعشرين الى التسعة آلاف، هذا خلاصة القاعدة المذكورة فتدبر في هذه القاعدة فان لها نفعا عظيما و الحمد لله رب العالمين.
أقول: هذا الكلام نقلناه من هامش النسخة التي تفضل بها النسابة الكبير الآية الحجة السيد شهاب الدين النجفي المرعشي- مد ظله- و في مجمع البحرين قال: قوله: «عقد بيده إلخ» أي عقد خنصره و بنصره و الوسطى و وضع ابهامه عليها و أرسل السبابة.




المقنعة ؛ ؛ ص757
و في اللسان إذا قطع من أصله الدية كاملة و في قطع بعضه بحساب ذلك.
و العبرة فيما ينقص من اللسان بحساب حروف المعجم و هي ثمانية و عشرون حرفا لكل حرف منها جزء من الدية بحساب الجمل في ألف واحد و في باء اثنان و في جيم ثلاثة تجزأ الدية على حساب الجمل ثم يعطى المصاب منها بحساب ما نقص من لسانه بعبرة الحروف على ما ذكرناه.
________________________________________
مفيد، محمد بن محمد، المقنعة، 1جلد، كنگره جهانى هزاره شيخ مفيد - رحمة الله عليه - قم، چاپ: اول، 1413 ق.




الخرائج و الجرائح ؛ ج‏3 ؛ ص1075
11- و قال ابن بابويه حدثنا أبو الفرج محمد بن المظفر «2» بن نفيس المصري الفقيه حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد الداودي عن أبيه قال‏ كنت عند أبي القاسم بن روح فسأله رجل ما معنى قول العباس للنبي ص إن عمك أبا طالب قد أسلم بحساب الجمل و عقد بيده ثلاثا و ستين‏ «3».
فقال عنى بذلك إله أحد جواد.
و تفسير ذلك أن الألف واحد و اللام ثلاثون و الهاء خمسة و الألف واحد و الحاء ثمانية و الدال أربعة و الجيم ثلاثة و الواو ستة و الألف واحد و الدال أربعة فذلك ثلاثة و ستون.
12- و بإسناده عن محمد بن الحسن الصفار عن أيوب بن نوح عن العباس بن عامر عن علي بن أبي سارة عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله ع قال‏ إن أبا طالب أسر الإيمان فلما حضرته الوفاة أوحى الله إلى رسوله اخرج منها يعني مكة فليس لك بها ناصر فهاجر إلى المدينة.
______________________________
(2) «أحمد بن المطهر» ط. تصحيف. و هو من مشايخ الصدوق، و ذكره مترحما عليه، و كناه بأبى الفرج، و وصفه بالفقيه. راجع رجال السيد الخوئي: 17/ 265 رقم 11802.
(3) تفسير قاعدة الجمل: نقلا عن هامش معاني الأخبار- تحقيق على أكبر غفارى- نقله عن هامش نسخة خطية ما لفظه:
لا يخفى أن مبنى هذا على قاعدة وضعها العلماء المتقدمون في مفاصل اصابع اليدين لبيان عقود العدد و ضبطها من الواحد الى عشرة آلاف، فصورة الثلاثة و الستين على القاعدة الممهدة أن يثنى الخنصر و البنصر و الوسطى و الآحاد و هي الثلاثة جاريا على منهج المتعارف من الناس في عد الواحد الى الثلاثة و لكن يوضع الانامل في هذه العقود قريبة من اصولها و أن يوضع لستين بابهام اليمنى على باطن العقدة الثانية من السبابة كما يفعله الرماة.
و ملخص هذه القاعدة التي ذكرها القدماء هو ان الخنصر و البنصر و الوسطى العقد الآحاد فقط و المسبحة و الإبهام الاعشار فقط.
فالواحد أن تضم الخنصر مع نشر الباقي، و الأربعة نشر الخنصر و ترك البنصر و الوسطى مضمومتين، و الخمسة: نشر البنصر مع الخنصر و ترك الوسطى مضمومة، و الستة: نشر جميع الأصابع و ضم البنصر، و السبعة: أن يجعل الخنصر فوق البنصر منشورة مع نشر الباقي أيضا، و الثمانية: ضم الخنصر و البنصر فوقها، و التسعة: ضم الوسطى اليهما.-


الخرائج و الجرائح، ج‏3، ص: 1076
______________________________
- و هذه تسع صور جمعتها ثلاث أصابع: الخنصر و البنصر و الوسطى، هذه بالنسبة الى الآحاد و أما الاعشار: فالمسبحة و الإبهام فالعشرة ان يجعل ظفر المسبحة في مفصل الإبهام من جنبها و العشرون: وضع رأس الإبهام بين المسبحة و الوسطى، و الثلاثون: ضم رأس المسبحة مع رأس الإبهام، و الأربعون: أن تضع الإبهام معكوفة الرأس الى ظاهر الكف، و الخمسون: أن تضع الإبهام على باطن الكف معكوفة الانملة ملصقة بالكف، و الستون: أن تنشر الإبهام، و تضم الى جانب الكف أصل المسبحة، و السبعون: عكف باطن المسبحة على باطن رأس الإبهام، و الثمانون: ضم الإبهام و عكف باطن المسبحة على ظاهر أنملة الإبهام المضمومة.
و التسعون: ضم المسبحة الى أصل الإبهام و وضع الإبهام عليها.
و إذا أردت آحادا و أعشارا عقدت من الآحاد ما شئت مع ما شئت من الاعشار المذكورة.
و إذا أردت آحادا بغير أعشار عقدت في أصابع الآحاد من يد اليسرى مع نشر أصابع الاعشار.
و أما المئات: فهى عقد أصابع الآحاد من يد اليسرى فالمائة كالواحد، و المائتان كالاثنين و هكذا الى التسعمائة.
و اما الالوف: و هي عقد اصابع عشرات منها، فالالف كالعشرة، و الالفان كالعشرين الى التسعة آلاف.
هذا خلاصة القاعدة المذكورة فتدبر في هذه القاعدة فان لها نفعا عظيما و الحمد لله رب العالمين.
قال المجلسي (ره): لعل المعنى أن أبا طالب أظهر إسلامه للنبى صلى الله عليه و آله أو لغيره بحساب العقود بأن أظهر الالف أولا بما يدل على الواحد ثم اللام بما يدل على الثلاثين و هكذا. و ذلك لانه كان يتقى من قريش كما عرفت.
و قيل: يحتمل أن يكون العاقد هو العباس حين أخبر النبي صلى الله عليه و آله بذلك.
فظهر على التقديرين أن اظهار إسلامه كان بحساب الجمل، اذ بيان ذلك بالعقود لا يتم الا بكون كل عدد مما يدل عليه العقود دالا على حرف من الحروف بذلك الحساب.
و قد قيل في حل أصل الخبر وجوه أخر: منها أنه أشار باصبعه المسبحة: «لا إله إلا الله، محمد رسول الله» فان عقد الخنصر و البنصر و عقد الإبهام على الوسطى يدل على الثلاث و الستين على اصطلاح أهل العقود، و كأن المراد بحساب الجمل هذا.
و الدليل على ما ذكرته ما ورد في رواية شعبة، عن قتادة، عن الحسن- في خبر طويل-


الخرائج و الجرائح، ج‏3، ص: 1077
______________________________
- ننقل منه موضع الحاجة، و هو- أنه لما حضرت أبا طالب الوفاة دعا رسول الله صلى الله عليه و آله و بكى و قال: يا محمد انى أخرج من الدنيا و ما لي غم الا غمك- الى أن قال صلى الله عليه و آله و سلم-: يا عم انك تخاف على أذى أعادى و لا تخاف على نفسك عذاب ربى؟! فضحك أبو طالب و قال: يا محمد دعوتنى و كنت قدما أمينا، و عقد بيده على ثلاث و ستين:
عقد الخنصر و البنصر و عقد الإبهام على اصبعه الوسطى، و أشار باصبعه المسبحة، يقول:
«لا إله إلا الله محمد رسول الله».
فقام علي عليه السلام و قال: الله أكبر و الذي بعثك بالحق نبيا لقد شفعك في عمك و هداه بك فقام جعفر و قال: لقد سدتنا في الجنة يا شيخي كما سدتنا في الدنيا.
فلما مات أبو طالب أنزل الله تعالى: «يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون» سورة العنكبوت: 56 رواه ابن شهرآشوب في المناقب.
و هذا حبل متين لكنه لم يعهد اطلاق الجمل على حساب العقود.
و منها: أنه أشار الى كلمتى «لا» و «الا» و المراد كلمة التوحيد، فان العمدة فيها و الأصل النفي و الاثبات.
و منها: أن أبا طالب و أبا عبد الله عليه السلام امرا بالاخفاء اتقاء، فاشار بحساب العقود الى كلمة سبح من التسبيحة، و هي التغطية أي غط و استر فانه من الاسرار.
و هذا هو المروى عن شيخنا البهائى طاب رمسه.
و منها: أنه إشارة الى أنه أسلم بثلاث و ستين لغة، و على هذا كان الظرف في مرفوعة محمد بن عبد الله متعلقا بالقول.
و منها: أن المراد أن أبا طالب علم نبوة نبينا صلى الله عليه و آله قبل بعثته بالجفر، و المراد بسبب حساب مفردات الحروف بحساب الجمل.
و منها: أنه إشارة الى سن أبى طالب حين أظهر الإسلام.
و لا يخفى ما في تلك الوجوه من التعسف و التكلف سوى الوجهين الاولين المؤيدين بالخبرين، و الأول منهما أوثق و أظهر لان المظنون أن الحسين بن روح لم يقل ذلك الا بعد سماعه من الإمام عليه السلام. انتهى.
و راجع كتاب ايمان أبى طالب لفخار بن معد: 107.




مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ؛ ج‏1 ؛ ص137
فصل في المفردات من المعجزات‏
قدم حي بن أخطب المدينة و كان ملك خيبر و حضر عند النبي ع و قال عجبت‏ لمن يدخل في دينك فإن مدة ملكك إحدى و سبعون سنة فسئل عن ذلك فقال‏ الم‏ بحساب الجمل الألف واحد و اللام ثلاثون و الميم أربعون فذلك إحدى و سبعون سنة فقال يا محمد هل غيرها قال‏ المص‏ فقال هذا أثقل فالألف واحد و اللام ثلاثون و الميم أربعون و الصاد تسعون فذلك مائة و إحدى و ستون سنة فقال هل غيرها قال‏ الر فقال هذا أطول فهل غيرها قال‏ المر فقال هل غيرها قال نعم‏ كهيعص‏ و حم عسق‏ طسم‏ فقال حي قد التبس علينا أمرك‏



مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين عليه السلام ؛ ؛ ص52
و روى ابن عباس في قوله تعالى: و كل شي‏ء فصلناه تفصيلا «1» قال: معناه شرحناه شرحا بينا بحساب الجمل فهم من فهم و هذا هو العلم الذي أسره الله إلى نبيه ليلة المعراج‏ و جعله عند أمير المؤمنين عليه السلام في عقبه إلى آخر الدهر و هي «8» كلمات و «28» حرفا و كل حرف منها يتضمن اسم محمد و علي ظاهرا و باطنا يخرجه من له وقوف على أسرار علم الحروف و أعدادها.
فصل [معاني القرآن في أربعة أحرف‏]
________________________________________
حافظ برسى، رجب بن محمد، مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين عليه السلام، 1جلد، أعلمي - بيروت، چاپ: اول، 1422 ق.




الوافي ؛ ج‏3 ؛ ص700
1309- 11 الكافي، 1/ 449/ 32/ 1 علي بن محمد بن عبد الله و محمد عن محمد بن عبد الله رفعه عن أبي عبد الله ع قال‏ إن أبا طالب أسلم بحساب الجمل قال بكل لسان‏
[12]
1310- 12 الكافي، 1/ 449/ 33/ 1 محمد عن ابن عيسى و أخيه بنان عن أبيهما عن ابن المغيرة عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال‏ أسلم أبو طالب بحساب الجمل و عقد بيده ثلاثا و ستين‏
بيان‏
قال في معاني الأخبار سئل أبو القاسم الحسين بن روح عن معنى هذا الخبر فقال عني بذلك إله أحد جواد قال و تفسير ذلك أن الألف واحد و اللام ثلاثون و الهاء خمسة و الألف واحد و الحاء ثمانية و الدال أربعة و الجيم ثلاثة و الواو ستة و الألف واحد و الدال أربعة فذلك ثلاثة و ستون.
أقول لعل المراد بالحديث أنه أظهر إسلامه بكلمات كان عددها بحساب الجمل ثلاثة و ستين ففسر ابن روح تلك الكلمات و عددها




مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول ؛ ج‏5 ؛ ص257
32 علي بن محمد بن عبد الله و محمد بن يحيى عن محمد بن عبد الله رفعه عن أبي عبد الله ع قال‏ إن أبا طالب أسلم بحساب الجمل قال بكل لسان‏
______________________________
الحديث الثاني و الثلاثون‏: مرفوع.
و حساب الجمل‏ بضم الجيم و فتح الميم المشددة كما في الصحاح و في القاموس و قد يخفف: حساب الأبجد، و يمكن أن يكون ضمير" قال" أولا راجعا إلى الراوي و ثانيا إلى الإمام عليه السلام بأن يكون الراوي قال من نفسه أو ناقلا عن غيره إن أبا طالب أظهر إسلامه للرسول صلى الله عليه و آله و سلم بحساب الجمل كما سيأتي في الخبر الثاني؟ فأجاب عليه السلام بأنه أظهر إسلامه بجميع الألسن فإنه كان عارفا بها، و يحتمل أن يكون المراد أنه أظهر عند موته بحساب الجمل بعقود الأنامل، لكن قبل ذلك تكلم بعقائد الإيمان‏ بكل لسان ردا على بعض العامة القائلين بأنه إنما أسلم بلسان الحبشة، أو المراد أن إسلامه بحساب الجمل كان بكل لسان.



مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏5، ص: 258
[الحديث 33]
33 محمد بن يحيى عن أحمد و عبد الله ابني محمد بن عيسى عن أبيهما عن عبد الله بن المغيرة عن إسماعيل بن أبي زياد عن أبي عبد الله ع قال‏ أسلم أبو طالب بحساب الجمل و عقد بيده ثلاثا و ستين‏
______________________________
الحديث الثالث و الثلاثون‏: ضعيف على المشهور.
و هو من معضلات الأخبار و قد تحير في حله العلماء الأخيار و لنذكر منها وجوها:
الأول: ما رواه الصدوق (ره) في كتاب معاني الأخبار عن محمد بن المظفر عن محمد بن أحمد الداودي عن أبيه قال: كنت عند أبي القاسم الحسين بن روح قدس سره فسأله رجل ما معنى قول العباس للنبي صلى الله عليه و آله و سلم إن عمك أبا طالب قد أسلم بحساب الجمل و عقد بيده ثلاثة و ستين؟ فقال: عنى بذلك إله أحد جواد، و تفسير ذلك أن الألف واحد، و اللام ثلاثون، و الهاء خمسة، و الألف واحد، و الحاء ثمانية و الدال أربعة، و الجيم ثلاثة و الواو ستة و الألف واحد و الدال أربعة فذلك ثلاثة و ستون.
و اعترض عليه بعض الأفاضل في العصر السابق بعد حكمه بالبعد بأن قوله بيده لا فائدة له حينئذ سواء كان الضمير للعباس أو لأبي طالب.
أقول: الاعتراض على الأخبار و إن بعدت عن الأفهام ليس من طريقة الأتقياء الأخيار، إذ هؤلاء الأجلاء و الفائزون بدرجة السفارة كانوا في تلو رتبة العصمة و كثيرا ما كانوا يقولون: لا نقول شيئا برأينا، و لا نروي و لا نبدي إلا ما سمعناه من الحجة عليه السلام، مع أن اعتراضه (ره) مبني على عدم فهم المراد إذ المقصود أن أبا طالب عليه السلام أظهر إسلامه للنبي صلى الله عليه و آله أو لغيره بحساب العقود، بأن أظهر الألف أولا ثم اللام ثم الهاء و هكذا، و إنما أظهر كذلك للتقية من قريش و ليتمكن من معاونة النبي صلى الله عليه و آله و سلم، و به تظهر فائدة ذكر حساب الجمل، إذ دلالة الأعداد المبنية بالعقود


مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏5، ص: 259
..........
______________________________
على الحروف إنما هو بحساب الجمل فتأمل.
و قيل: يحتمل في هذا الخبر الذي رواه الصدوق أن يكون العاقد العباس حين أخبر النبي بذلك و لا يخفى بعده و عدم انطباقه على خبر الكتاب.
الثاني: أنه أشار بإصبعه المسبحة إلى قول لا إله إلا الله محمد رسول الله، أو قالهما مشيرا لذلك فإن عقد الخنصر و البنصر و عقد الإبهام على الوسطى يدل على الثلاث و الستين على اصطلاح أهل العقود، فيكون المراد بالجمل حساب العقود، و يؤيده ما رواه الشيخ ابن شهرآشوب المازندراني في كتاب المناقب بإسناده عن شعبة عن قتادة عن الحسن في خبر طويل نقلنا منه موضع الحاجة، و هو أنه لما حضرت أبا طالب الوفاة دعا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و بكى، و قال: يا محمد إني أخرج من الدنيا و ما لي غم إلا غمك، إلى أن قال النبي صلى الله عليه و آله و سلم: يا عم إنك تخاف علي أذى أعادي و لا تخاف على نفسك عذاب ربي، فضحك أبو طالب و قال: يا محمد دعوتني و قد كنت قدم أمينا و عقد بيده على ثلاث و ستين عند الخنصر و البنصر، و عقد الإبهام على إصبعه الوسطى و أشار بإصبعه المسبحة بقول لا إله إلا الله محمد رسول الله، فقام علي عليه السلام و قال: الله أكبر، و الذي بعثك بالحق نبيا لقد شفعك في عمك و هداه بك، فقام جعفر و قال: لقد سدتنا في الجنة يا شيخي كما سدتنا في الدنيا، فلما مات أبو طالب أنزل الله تعالى:" يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون‏" انتهى.
و هذا حل متين مؤيد بالخبر، لكن يرد عليه أنه لم يعهد إطلاق الجمل على حساب العقود.
الثالث: أنه أشار بذلك إلى كلمتي لا و إلا، و المراد كلمة التوحيد فإن الأصل و العمدة فيها النفي و الإثبات.
الرابع: أن أبا طالب أو أبا عبد الله عليه السلام أمر بالإخفاء اتقاء، فأشار بحساب العقود إلى كلمة سج من التسجية و هي التغطية أي غط و استر هذا فإنه من الأسرار


مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏5، ص: 260
..........
______________________________
و هذا هو المروي عن شيخنا البهائي طيب الله مضجعه، و لا يستقيم هذان إلا بما ذكرنا في الوجه الأول.
الخامس: أنه أشار بذلك إلى أنه أسلم بثلاث و ستين لغة، و يؤيده الخبر السابق بأن يكون الظرف فيه متعلقا بالقول، و على هذا الوجه و الوجه السابق ضمير" عقد" و" بيده" راجعان إلى أبي عبد الله، و على الوجه الثالث يحتمل ذلك و رجوعه إلى أبي طالب.
السادس: أن أبا طالب علم بنبوة نبينا صلى الله عليه و آله قبل بعثته بالجفر، فالمراد أنه أسلم بسبب حساب مفردات الحروف بحساب الجمل.
السابع: أنه أشار بذلك إلى عمر أبي طالب حين أظهر الإسلام و آمن بالله زمان تكليفه و هي ثلاث و ستون سنة.
الثامن: أنه إشارة إلى أن أبا طالب قال ثلاث و ستين قصيدة في مدح النبي صلى الله عليه و آله كل منهما يدل على إيمانه، ذكره بعض الأفاضل و ذكر وجها أغرب من ذلك و هو أن يكون المقصود هذه الصورة الدالة على هذا العدد بدون قصد إلى الدلالة عليه ليكون إشارة إلى أن أبا طالب رمى بإلهام على قلوب مشركي قريش، و هذا يدل على إيمانه و لا يخفى بعد هذه الوجوه و ركاكتها سوى الوجهين الأولين المؤيدين بالخبرين، و الأول منهما أوثق و أظهر.
فائدة لما ذكر في حل هذا الخبر حساب العقود، و كثيرا ما يبتني على معرفته حل الأخبار الموردة في الأصول المعتبرة أردت أن أذكرها هيهنا، اعلم أن القدماء قد وضعوا ثمان عشرة صورة من أوضاع الأصابع الخمسة اليمنى لضبط الواحد إلى تسعة و تسعين و مثلها من أوضاع الأصابع الخمسة اليسرى لضبط المائة إلى تسعة آلاف و وضعا لعشرة آلاف، فيضبطون بتلك الأوضاع من الواحد إلى عشرة آلاف، و ذلك أنهم جعلوا


مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏5، ص: 261
..........
______________________________
الخنصر و البنصر و الوسطى من اليمين لعقود الآحاد، أي للواحد إلى التسعة و من اليسرى لعقود الآحاد الألوف التي هي من الألف إلى تسعة آلاف، و جعلوا السبابة و الإبهام من اليمين لعقود العشرات، أي للعشرة إلى تسعين، و من اليسرى العقود المئات أي للمائة إلى التسعمائة.
و تفصيلها أن تثني الخنصر فقط للواحد و تضم إليه البنصر للاثنين و تضم إليهما الوسطى للثلاثة كما هو المعهود بين الناس في عد الواحد إلى الثلاثة لكن نضع رؤوس الأنامل في هذا العقود قريبة من أصولها، و للأربعة ترفع الخنصر و تقعد البنصر و الوسطى، و للخمسة ترفع البنصر أيضا و تثني الوسطى فقط، و للستة تثني البنصر فقط، و للسبعة تثني الخنصر فقط، و للثمانية تضم إليه البنصر و للتسعة تضم إليهما الوسطى، و لكن في هذه الثلاثة تبسط الأصابع على الكف مائلة أناملها إلى جهة الرسغ لئلا يلتبس بالثلاثة الأول، و للعشرة تضع رأس ظفر السبابة على مفصل أنملة الإبهام ليصير الإصبعان معا كحلقة مدورة، و للعشرين تضع ظفر الإبهام تحت طرف العقدة التحتانية من السبابة التي تلي الوسطى بحيث يظن أن أنملة الإبهام أخذت بين أصل السبابة و الوسطى و إن لم يكن الوضع الوسطى مدخل في ذلك، لكون أوضاعها متغيرة بعقود الآحاد و للثلاثين تضع رأس أنملة السبابة على طرف ظفر الإبهام الذي يليها ليصير وضع السبابة و الإبهام كهيأة القوس مع وترها، و يجوز أن يعرض للإبهام انحناء أيضا و للأربعين تضع باطن الأنملة الإبهام على ظهر العقدة التحتانية من السبابة بحيث لا يبقى بينهما فرجة أصلا، و للخمسين تجعل السبابة منتصبة و تضع الإبهام على الكف محاذيا للسبابة، و للستين تأخذ ظفر الإبهام بباطن العقدة الثانية للسبابة كما تفعله الرماة، و للسبعين تأخذ الإبهام منتصبا و تضع على رأس أنملته باطن أنملة السبابة، أو عقدتها الثانية بحيث يبقى تمام ظفره مكشوفا، و للثمانين تأخذ الإبهام منتصبا و تضع على مفصل أنملته طرف أنملة السبابة، و للتسعين‏


مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏5، ص: 262
______________________________
تضع رأس ظفر السبابة على مفصل العقدة الثانية من الإبهام.
ثم كل وضع يدل على عقد من الآحاد في اليمنى يدل على ذلك العقد من آحاد الألوف في اليسرى، و كل وضع يدل على عقد من العشرات في اليمنى يدل على ذلك العقد من المئات في اليسرى، فبهذه العقود الستة و الثلاثين تضبط من الواحد إلى تسعة آلاف و تسعمائة و تسعة و تسعين، و لعشرة آلاف تضع طرف أنملة الإبهام على طرف السبابة بحيث يصير ظفراهما متحاذيين، فلخمسة آلاف و سبعمائة و ستة و ثلاثين مثلا تثني وسط اليسرى و تأخذ إبهام اليسرى منتصبا واضعا على رأس أنملته باطن أنملة السبابة، و تثني بنصر اليمنى و تضع رأس أنملة السبابة على طرف ظفر الإبهام الذي يليها ليصيرا كالقوس و الوتر، و قس عليه ما عداه.
و قال أستاذنا في الرياضيات قدس الله لطيفه: لو جعل وضع عشرة آلاف مختصا باليسرى لأمكن ضبط العدد من الواحد إلى عشرة آلاف و تسعة و تسعين.
________________________________________
مجلسى، محمد باقر بن محمد تقى، مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، 26جلد، دار الكتب الإسلامية - تهران، چاپ: دوم، 1404 ق.




بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج‏35 ؛ ص77
14- مع، معاني الأخبار ابن موسى عن الكليني عن الحسن بن محمد عن محمد بن يحيى الفارسي عن أبي حنيفة محمد بن يحيى عن الوليد بن أبان عن محمد بن عبد الله بن مسكان عن أبيه قال قال أبو عبد الله ع‏ إن فاطمة بنت أسد رحمها الله جاءت إلى أبي طالب رحمه الله تبشره‏ «3» بمولد النبي ص فقال لها أبو طالب اصبري لي سبتا آتيك بمثله إلا النبوة و قال السبت ثلاثون سنة و كان بين رسول الله ص و أمير المؤمنين ع ثلاثون سنة «4».
بيان: قال الفيروزآبادي السبت الدهر «5».
15- مع، معاني الأخبار المكتب‏ «6» و الوراق و الهمداني جميعا عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن المفضل قال قال أبو عبد الله ع‏ آمن‏ «7» أبو طالب بحساب الجمل‏


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏35، ص: 78
و عقد بيده ثلاثة و ستين‏ «1» ثم قال ع إن مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف أسروا الإيمان و أظهروا الشرك فآتاهم الله‏ أجرهم مرتين‏ «2».
16- كا، الكافي علي بن محمد بن عبد الله و محمد بن يحيى عن محمد بن عبد الله رفعه عن أبي عبد الله ع قال: إن أبا طالب أسلم بحساب الجمل قال بكل لسان‏ «3».
17- كا، الكافي محمد بن عبد الله‏ «4» عن أحمد و عبد الله ابني محمد بن عيسى عن أبيهما عن عبد الله بن المغيرة عن إسماعيل بن أبي زياد عن أبي عبد الله ع قال: أسلم أبو طالب بحساب الجمل و عقد بيده ثلاثا و ستين‏ «5».
18- قب، المناقب لابن شهرآشوب تفسير الوكيع قال حدثني سفيان عن منصور عن إبراهيم عن أبيه عن أبي ذر الغفاري قال: و الله الذي لا إله إلا هو ما مات أبو طالب حتى أسلم بلسان الحبشة و قال لرسول الله ص أ تفقه الحبشة قال يا عم إن الله علمني جميع الكلام قال يا محمد اسدن لمصافا قاطالاها يعني أشهد مخلصا لا إله إلا الله فبكى رسول الله ص و قال إن الله أقر عيني بأبي طالب‏ «6».
بيان: هذا الخبر يدل على أن قوله ع في الخبر السابق بكل لسان رد لما يتوهم من ظاهر هذا الخبر أنه إنما أسلم بلسان الحبشة فقط و نفى ذلك فقال بل أسلم بكل لسان و يمكن حمل هذا الخبر على أنه أظهر إسلامه في بعض المواطن لبعض المصالح بتلك اللغة فلا ينافي كونه أظهر الإسلام بلغة أخرى أيضا في مواطن أخر.
19- ك، إكمال الدين مع، معاني الأخبار أبو الفرج محمد بن المظفر بن نفيس المصري عن محمد بن أحمد الداودي عن أبيه قال: كنت عند أبي القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه فسأله رجل ما
______________________________
(1) في مجمع البحرين: قوله «عقد بيده إلخ» أي عقد خنصره و بنصره و الوسطى و وضع ابهامه عليها و أرسل السبابة. اقول: و مبنى ذلك على ما ذكره العلماء المتقدمون في مفاصل أصابع اليدين و بيان عقود العدد و ضبطها من الواحد إلى عشرة آلاف، و لا نطيل الكلام بشرحه و سيأتي حل معنى الخبر عن المصنف قدس سره الشريف.
(2) معاني الأخبار: 285 و 286.
(3) أصول الكافي 1: 449.
(4) في المصدر: محمد بن يحيى.
(5) أصول الكافي 1: 449.
(6) تفحصنا المصدر و لم نجده.


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏35، ص: 79
معنى قول العباس للنبي ص إن عمك أبا طالب قد أسلم بحساب الجمل و عقد بيده ثلاثة و ستين فقال عنى بذلك إله أحد جواد و تفسير ذلك أن الألف واحد و اللام ثلاثون و الهاء خمسة و الألف واحد و الحاء ثمانية و الدال أربعة و الجيم ثلاثة و الواو ستة و الألف واحد و الدال أربعة فذلك ثلاثة و ستون‏ «1».
بيان: لعل المعنى أن أبا طالب أظهر إسلامه للنبي ص أو لغيره بحساب العقود بأن أظهر الألف أولا بما يدل على الواحد ثم اللام بما يدل على الثلاثين و هكذا و ذلك لأنه كان يتقي من قريش كما عرفت و قيل يحتمل أن يكون العاقد هو العباس حين أخبر النبي ص بذلك فظهر على التقديرين أن إظهار إسلامه كان بحساب الجمل إذ بيان ذلك بالعقود لا يتم إلا بكون كل عدد مما يدل عليه العقود دالا على حرف من الحروف بذلك الحساب.
و قد قيل في حل أصل الخبر وجوه أخر منها أنه أشار بإصبعه المسبحة لا إله إلا الله محمد رسول الله فإن عقد الخنصر و البنصر و عقد الإبهام على الوسطى يدل على الثلاث و الستين على اصطلاح أهل العقود و كأن المراد بحساب الجمل هذا و الدليل على ما ذكرته.
ما ورد في رواية شعبة عن قتادة عن الحسن في خبر طويل ننقل منه موضع الحاجة و هو أنه‏ لما حضرت أبا طالب الوفاة دعا رسول الله ص و بكى و قال يا محمد إني أخرج من الدنيا و ما لي غم إلا غمك إلى أن قال ص يا عم إنك تخاف علي أذى أعادي و لا تخاف على نفسك عذاب ربي فضحك أبو طالب و قال يا محمد دعوتني و كنت قدما أمينا و عقد بيده على ثلاث و ستين عقد الخنصر و البنصر و عقد الإبهام على إصبعه الوسطى و أشار بإصبعه المسبحة «2» يقول- لا إله إلا الله محمد رسول الله فقام علي ع و قال الله أكبر و الذي بعثك بالحق نبيا لقد شفعك في عمك و هداه بك فقام جعفر و قال لقد سدتنا في الجنة يا شيخي كما سدتنا في الدنيا فلما مات أبو طالب أنزل الله تعالى- يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون‏ «3».
رواه‏ ابن شهرآشوب في المناقب‏ «1» و هذا حل متين لكنه لم يعهد إطلاق الجمل على حساب العقود.
و منها أنه أشار إلى كلمتي لا و إلا و المراد كلمة التوحيد فإن العمدة فيها و الأصل النفي و الإثبات.
و منها أن أبا طالب و أبا عبد الله ع‏ «2» أمرا بالإخفاء اتقاء فأشار بحساب العقود إلى كلمة سبح من التسبيحة و هي التغطية أي غط و استر فإنه من الأسرار و هذا هو المروي عن شيخنا البهائي طاب رمسه.
و منها أنه إشارة إلى أنه أسلم بثلاث و ستين لغة و على هذا كان الظرف في مرفوعة محمد بن عبد الله‏ «3» متعلقا بالقول.
و منها أن المراد أن أبا طالب علم نبوة نبينا ص قبل بعثته بالجفر و المراد «4» بسبب حساب مفردات الحروف بحساب الجمل.
و منها أنه إشارة إلى سن أبي طالب حين أظهر الإسلام و لا يخفى ما في تلك الوجوه من التعسف و التكلف سوى الوجهين الأولين المؤيدين بالخبرين و الأول منهما أوثق و أظهر لأن المظنون أن الحسين بن روح لم يقل ذلك إلا بعد سماعه من الإمام ع و أقول في رواية السيد فخار كما سيأتي بكلام الجمل و هو يقرب التأويل الثاني.





بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج‏53 ؛ ص191
20- ك، إكمال الدين محمد بن المظفر المصري عن محمد بن أحمد الداودي‏ «2» عن‏ أبيه قال: كنت عند أبي القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه فسأله رجل ما معنى قول العباس للنبي ص إن عمك أبا طالب قد أسلم بحساب الجمل و عقد بيده ثلاثة و ستين‏ «1» قال عنى بذلك إله أحد جواد و تفسير ذلك أن الألف واحد و اللام ثلاثون و الهاء خمسة و الألف واحد و الحاء ثمانية و الدال أربعة و الجيم ثلاثة و الواو ستة و الألف واحد و الدال أربعة فذلك ثلاثة و ستون.
______________________________
المصنف- رضوان الله عليه- في الباب الثالث من تاريخ أمير المؤمنين تحت الرقم 19 عن كمال الدين و معاني الأخبار معا، تراه في ج 35 ص 78 من الطبعة الحديثة، و في الأصل المطبوع «محمد بن أحمد الروزانى» فتحرر.
(1) قال المصنف رضوان الله عليه في حل الخبر: لعل المعنى أن أبا طالب أظهر إسلامه للنبى صلى الله عليه و آله أو لغيره بحساب العقود، بأن أظهر الالف أولا بما يدل على الواحد، ثم اللام بما يدل على الثلاثين و هكذا، و ذلك لانه كان يتقى من قريش كما عرفت.
ثم قال: و قد قيل في حل أصل الخبر وجوه أخر: منها أنه أشار بإصبعه المسبحة:
لا إله إلا الله، محمد رسول الله» فان عقد الخنصر و البنصر و عقد الإبهام على الوسطى يدل على الثلاث و الستين على اصطلاح أهل العقود، و كان المراد بحساب الجمل هذا، و الدليل على ما ذكرته ما ورد في رواية شعبة، عن قتادة، عن الحسن في خبر طويل ننقل منه موضع الحاجة، و هو انه لما حضرت أبا طالب الوفاة دعا رسول الله صلى الله عليه و آله و بكى و قال:
يا محمد انى أخرج من الدنيا و ما لي غم الا غمك- الى أن قال- يا عم! انك تخاف على أذى اعادى، و لا تخاف على نفسك عذاب ربى؟. فضحك أبو طالب و قال: يا محمد دعوتنى و كنت قدما أمينا، و عقد بيده على ثلاث و ستين: عقد الخنصر و البنصر، و عقد الإبهام على إصبعه الوسطى، و أشار بإصبعه المسبحة: يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله إلى آخر ما نقله في ج 35 ص 79. فراجع.
أقول: أما حساب العقود فهو على ما نقله صديقنا الفاضل الغفارى في ذيل الحديث (معاني الأخبار ص 286) أن صورة الثلاثة و الستين على القاعدة الممهدة التي وضعها العلماء المتقدمون: «ان يثنى الخنصر و البنصر و الوسطى و هي الثلاثة جاريا على منهج المتعارف.
من الناس في عد الواحد الى الثلاثة، لكن بوضع الانامل في هذه العقود قريبة من أصولها و أن يوضع لستين بابهام اليمنى على باطن العقدة الثانية من السبابة كما يفعله الرماة.
و مخلص هذه القاعدة التي ذكرها القدماء هو أن الخنصر و البنصر و الوسطى لعقد الآحاد فقط، و المسبحة و الإبهام للاعشار فقط، فالواحد أن تضم الخنصر مع نشر الباقي، و الاثنين أن تضمه مع البنصر، و الثلاث أن تضمها مع الوسطى، و الأربعة نشر الخنصر و ترك البنصر و الوسطى مضمومتين، و الخمسة نشر البنصر مع الخنصر و ترك الوسطى مضمومة، و الستة نشر جميع الأصابع و ضم البنصر، و السبعة أن يجعل الخنصر فوق البنصر منشورة مع نشر الباقي أيضا و الثمانية ضم الخنصر و البنصر فوقها، و التسعة ضم الوسطى اليهما، و هذه تسع صور جمعتها أصابع الخنصر و البنصر و الوسطى بالنسبة الى عد الآحاد.
و أما الاعشار: فالمسبحة و الإبهام، فالعشرة أن يجعل ظفر المسبحة في مفصل الإبهام.
من جنبها، و العشرون وضع رأس الإبهام بين المسبحة و الوسطى، و الثلاثون ضم رأس المسبحة مع رأس الإبهام، و الأربعون أن تضع الإبهام معكوفة الرأس الى ظاهر الكف و الخمسون أن تضع الإبهام على باطن الكف معكوفة الأنملة ملصقة بالكف، و الستون أن تنشر الإبهام و تضم الى جانب الكف أصل المسبحة، و السبعون عكف باطن المسبحة على باطن رأس الإبهام، و الثمانون ضم الإبهام و عكف باطن المسبحة على ظاهر أنملة الإبهام المضمومة، و التسعون ضم المسبحة الى أصل الإبهام وضع الإبهام عليها.
و إذا أردت آحادا و أعشارا عقدت من الآحاد ما شئت مع ما شئت من الاعشار المذكورة و اما المئات فهي عقد أصابع الآحاد من اليد اليسرى فالمائة كالواحد و المائتان كالاثنين و هكذا الى التسعمائة.
و أما الالوف و هي عقد اصابع عشرات منها، فالالف كالعشر و الالفان كالعشرين.
الى التسعة آلاف».
و كيف كان، المعول في ايمان أبى طالب على ذبه عن رسول الله صلى الله عليه و آله طيلة حياته و أشعاره المستفيضة المصرحة بأنه كان مؤمنا في قلبه، لكنه لم يظهره لئلا يسقط عن أنظار قريش، فيفوته الذب عنه و لذلك قال:
لو لا الملامة أو حذاري سبة لوجدتني سمحا بذاك مبينا

و اما ايمانه بحساب الجمل و ان كان ورد من طرقنا أيضا، لكن الأصل في ذلك ما رواه شعبة، عن قتادة، عن الحسن كما عرفت، و الحسين بن الروح النوبختى انما فسر الحديث المرسل، لا غير.
على أنه لو كان يتقى الملامة أو السبة أو المعرة- كما في رواية اخرى- كان ذلك حين يتطاول على قريش بالذب عنه صلى الله عليه و آله و أما عند الممات، فلا وجه للتقية أبدا، فلم أسلم بحساب الحمل و لم‏يظهر إسلامه صريحا، و لو صح الحديث مع غرابته لم يفد في المقام شيئا فانه ليس بأصرح من قوله:
أ لم تعلموا أنا وجدنا محمدا نبيا كموسى خط في أول الكتب‏




مجمع البحرين ؛ ج‏3 ؛ ص105
و في حديث الجارية المعصر" ثم‏ عقد بيده اليسرى تسعين" ثم قال:" تستدخل القطنة ثم تدعها مليا"
التسعون هي من الأعداد، و هي بحساب اليد عبارة عن لف السبابة و وضع الإبهام بحيث لا يبقى بينهما إلا خلل يسير، و كأنه كناية عن حفظ السر حفظا محكما كإحكام القابض على تسعين، لأن ما قبله من الكلام هكذا
" ثم نهد إلي فقال: يا خلف سر الله سر الله لا تذيعوه" «1».
و ربما كان‏ العقد على تسعين بيانا لكيفيه إدخال القطنة، و قرينة اليسرى تدل عليه.
و في حديث الصادق ع‏:" أسلم أبو طالب بحساب الجمل"
ثم عقد بيده ثلاثة و ستين، يريد عنى بذلك إله أحد جواد، و تفسير ذلك على ما ذكر في معاني الأخبار أن الألف واحد و اللام ثلاثون و الهاء خمسة و الألف واحد و الحاء ثمانية و الدال أربعة و الجيم ثلاثة و الواو ستة و الألف واحد و الدال أربعة، فذلك ثلاثة و ستون‏ «2» و العقد من مواضعات الحساب يستعمل في الأصابع، و منه" و عقد عشرا" و سيجي‏ء في جمل مزيد كلام في هذا المقام. و" العقدة" بالضم: ما تمسكه و توثقه و منه" عقدة البيع" و نحوه من باب ضرب. و عقدت‏ اليمين و عقدتها بالتشديد توكيد. و" عقد عزيمات
________________________________________
طريحي، فخر الدين بن محمد، مجمع البحرين، 6جلد، مرتضوى - تهران، چاپ: سوم، 1375ش.




مجمع البحرين ؛ ج‏5 ؛ ص342
أجملت‏ الحساب: إذا رددته عن التفصيل إلى الجملة. و معناه أن‏ الإجمال‏ وقع على ما انتهى إليه التفصيل. و حساب‏ الجمل‏ بضم الجيم مخففا و مشددا: ما قطع على حروف" أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظع". الألف واحد، و الباء اثنان، و الجيم ثلاثة.


مجمع البحرين، ج‏5، ص: 343
ثم كذلك إلى الياء، و هي عشرة. ثم الكاف عشرون، و اللام ثلاثون، و الميم أربعون. ثم كذلك إلى القاف و هي مائة. ثم الراء مائتان، ثم الشين ثلاثمائة ثم التاء أربعمائة. ثم كذلك إلى الغين و هي ألف و هكذا. أيضا
وردت به الرواية عن أبي عبد الله ع حيث قال‏" الألف واحد، و الباء اثنان، و الجيم ثلاثة، و الدال أربعة، و الهاء خمسة، و الواو ستة، و الزاء سبعة، و الحاء ثمانية، و الطاء تسعة، و الياء عشرة، و الكاف عشرون، و اللام ثلاثون، و الميم أربعون، و النون خمسون، و السين ستون، و العين سبعون، و الفاء ثمانون، و الصاد تسعون، و القاف مائة، و الراء مائتان، و الشين ثلاثمائة، و التاء أربعمائة
إلى هنا و لم يذكر البواقي و لعل إهماله إياها لوضوح الأمر فيها. و قد أجرى هذا الحساب في مقاطع أصابع اليدين العشرة بعد مراتب الأعداد الأربعة، فإن يعبر في المقطع الأول عن الواحد، و بالثاني عن الاثنين، و بالثالث عن الثلاثة، و هكذا. و منه‏
الحديث‏" أسلم أبو طالب بحساب‏ الجمل‏، و عقد بيده ثلاثا و ستين، أي عقد على خنصره و بنصره الوسطى، و وضع إبهامه عليها و أرسل السبابة و قال لا إله إلا الله محمد رسول الله".
و لا شك أن هذه الهيئة من قبض اليد هيئة من عقد على ثلاثة و ستين بحساب الجمل، فإنا لو عبرنا عن العقد الأول بعشرين، و الثاني بثلاثين، و الثالث بأربعين، و الرابع بخمسين، و الخامس بستين، يبقى مما عدا السبعة ثلاثة عقود، و هي تمام ما ذكر من العدد فيتم المطلوب. و يكون حاصل الكلام: أسلم أبو طالب بحساب‏ الجمل‏ إسلاما محكما، هيئة من عقد على يده ثلاثة و ستين بحساب‏ الجمل‏. و ربما كان إرساله للسبابة على ما في بعض الأخبار ليشير بها إلى جهة الحق عند ذكر الجلالة ليتحقق التوكيد، و يطابق القول الاعتقاد.


مجمع البحرين، ج‏5، ص: 344
و في حديث الصادق ع‏" و قد سئل أن أبا طالب أسلم بحساب‏ الجمل‏؟ قال: بكل لسان".
و في كتاب كمال الدين لابن بابويه، و حكي عن أبي القاسم بن روح قدس سره قال‏: في الحديث الذي روي في أبي طالب أنه أسلم بحساب‏ الجمل‏ و عقد بيده ثلاثة و ستين" إن معناه إله أحد جواد"
انتهى. و من تدبر حروفها بالحساب المذكور وجدها كذلك و قد بيناه في (عقد).
و في كتاب المناقب لابن شهر آشوب: روى شعبة عن قتادة عن الحسن في حديث طويل، و فيه‏" قال رسول الله ص يا عم إنك تخاف علي أذى أعادي و لا تخاف على نفسك عذاب ربي! فضحك أبو طالب و قال: يا محمد دعوتني و زعمت أنك ناصحي و لقد صدقت و كنت قدما أمينا و عقد على ثلاث و ستين عقد الخنصر و البنصر، و عقد الإبهام على إصبعه الوسطى يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله".
و في حديث سفيان الثوري بسنده إلى أبي ذر الغفاري قال‏" و الله الذي لا إله إلا هو ما مات أبو طالب حتى آمن بلسان الحبشة، قال لرسول الله ص: يا محمد أ تفقه لسان الحبشة؟ قال: يا عم إن الله علمني جميع الكلام، قال: يا محمد اسدن لمصافا طالاها، يعني أشهد مخلصا لا إله إلا الله، فبكى رسول الله ص و قال إن الله قد أقر عيني بأبي طالب".