بسم الله الرحمن الرحیم

بيعت يا ذلت؟-هیهات منا الذلة

السبط الشهیدعلیه السلام
بیعت یا ذلت-بلاگفا
بيعت يا ذلت؟-هیهات منا الذلة
بيعت يا ذلت؟-پاورقی رحمت واسعه
گفتگو و پرسش و پاسخ راجع به بيعت يا ذلت؟




الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، ج‏2، ص: 87
[نزول الإمام الحسين ع في كربلاء و ما جرى عليه فيها قبل عاشوراء]
و لما رأى الحسين نزول العساكر مع عمر بن سعد بنينوى و مددهم لقتاله أنفذ إلى عمر بن سعد أني أريد أن ألقاك «4» فاجتمعا ليلا فتناجيا طويلا ثم رجع عمر بن سعد إلى مكانه و كتب إلى عبيد الله بن زياد.
أما بعد فإن الله قد أطفأ النائرة و جمع الكلمة و أصلح أمر الأمة هذا حسين قد أعطاني عهدا أن يرجع إلى المكان الذي أتى منه أو أن يسير إلى ثغر من الثغور فيكون رجلا من المسلمين له ما لهم و عليه ما عليهم أو أن يأتي أمير المؤمنين يزيد فيضع يده في يده فيرى فيما بينه و بينه رأيه و في هذا لكم «5» رضى و للأمة صلاح. فلما قرأ عبيد الله الكتاب قال هذا كتاب ناصح مشفق على قومه فقام إليه شمر بن ذي الجوشن فقال أ تقبل هذا منه و قد نزل بأرضك و إلى جنبك و الله لئن رحل من بلادك و لم يضع يده في يدك ليكونن أولى بالقوة و لتكونن أولى بالضعف و العجز فلا تعطه هذه المنزلة فإنها من الوهن و لكن لينزل على حكمك هو و أصحابه فإن عاقبت فأنت أولى بالعقوبة «1» و إن عفوت كان ذلك لك.
قال له ابن زياد نعم ما رأيت الرأي رأيك اخرج بهذا الكتاب إلى عمر بن سعد فليعرض على الحسين و أصحابه النزول على حكمي فإن فعلوا فليبعث بهم إلي سلما و إن هم أبوا فليقاتلهم فإن فعل فاسمع له و أطع و إن أبى أن يقاتلهم فأنت أمير الجيش و اضرب عنقه و ابعث إلي برأسه.
و كتب إلى عمر بن سعد أن.....





الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، ج‏2، ص: 86
... فقال له الحسين كتب إلي أهل مصركم هذا أن اقدم فأما إذ كرهتموني فأنا أنصرف عنكم ...بجواب رسالته و أرى رأيي قال فانصرف إلى عمر بن سعد فأخبره الخبر فقال عمر أرجو أن يعافيني الله من حربه و قتاله و كتب إلى عبيد الله بن زياد (بسم الله الرحمن الرحيم) أما بعد:
فإني حين نزلت بالحسين بعثت إليه رسلي فسألته عما أقدمه و ما ذا يطلب فقال كتب إلي أهل هذه البلاد و أتتني رسلهم يسألونني القدوم ففعلت فأما إذ كرهوني و بدا لهم غير ما أتتني به رسلهم فأنا منصرف عنهم.
قال حسان بن قائد العبسي و كنت عند عبيد الله حين أتاه هذا الكتاب فلما قرأه قال:
الآن إذ علقت مخالبنا به يرجو النجاة و لات حين مناص‏
.
و كتب إلى عمر بن سعد أما بعد فقد بلغني كتابك و فهمت ما ذكرت فاعرض على الحسين أن يبايع ليزيد هو و جميع أصحابه فإذا فعل هو ذلك رأينا رأينا و السلام.
فلما ورد الجواب على عمر بن سعد قال قد خشيت أن لا يقبل ابن زياد العافية.
......
[نزول الإمام الحسين ع في كربلاء و ما جرى عليه فيها قبل عاشوراء]
و لما رأى الحسين نزول العساكر مع عمر بن سعد بنينوى و مددهم لقتاله أنفذ إلى عمر بن سعد أني أريد أن ألقاك «4» فاجتمعا ليلا فتناجيا طويلا ثم رجع عمر بن سعد إلى مكانه و كتب إلى عبيد الله بن زياد.
أما بعد فإن الله قد أطفأ النائرة و جمع الكلمة و أصلح أمر الأمة هذا حسين قد أعطاني عهدا أن يرجع إلى المكان الذي أتى منه أو أن يسير إلى ثغر من الثغور فيكون رجلا من المسلمين له ما لهم و عليه ما عليهم أو أن يأتي أمير المؤمنين يزيد فيضع يده في يده فيرى فيما بينه و بينه رأيه و في هذا لكم «5» رضى و للأمة صلاح.
فلما قرأ عبيد الله الكتاب قال هذا كتاب ناصح مشفق على قومه فقام إليه شمر بن ذي الجوشن فقال أ تقبل هذا منه و قد نزل بأرضك و إلى جنبك و الله لئن رحل من بلادك و لم يضع يده في يدك ليكونن أولى بالقوة و لتكونن أولى بالضعف و العجز فلا تعطه هذه المنزلة فإنها من الوهن و لكن لينزل على حكمك هو و أصحابه فإن عاقبت فأنت أولى بالعقوبة «1» و إن عفوت كان ذلك لك.
قال له ابن زياد نعم ما رأيت الرأي رأيك اخرج بهذا الكتاب إلى عمر بن سعد فليعرض على الحسين و أصحابه النزول على حكمي فإن فعلوا فليبعث بهم إلي سلما و إن هم أبوا فليقاتلهم فإن فعل فاسمع له و أطع و إن أبى أن يقاتلهم فأنت أمير الجيش و اضرب عنقه و ابعث إلي برأسه.
و كتب إلى عمر بن سعد أني لم أبعثك إلى الحسين لتكف عنه و لا لتطاوله و لا لتمنيه السلامة و البقاء و لا لتعتذر له و لا لتكون له عندي شافعا انظر فإن نزل حسين و أصحابه على حكمي و استسلموا فابعث بهم إلي سلما و إن أبوا فازحف إليهم حتى تقتلهم و تمثل بهم فإنهم لذلك مستحقون

...قد كنا رجونا أن يصلح لا يستسلم و الله حسين إن نفس أبيه لبين جنبيه
...ثم نادى عمر بن سعد يا خيل الله اركبي و أبشري فركب الناس ثم زحف نحوهم بعد العصر .... فقال لهم العباس ما بدا لكم و ما تريدون قالوا جاء أمر الأمير أن نعرض عليكم أن تنزلوا على حكمه أو نناجزكم قال فلا تعجلوا حتى أرجع ....فمضى العباس إلى القوم و رجع من عندهم و معه رسول من قبل عمر بن سعد يقول إنا قد أجلناكم إلى غد فإن استسلمتم سرحناكم إلى أميرنا عبيد الله بن زياد و إن أبيتم فلسنا تاركيكم و انصرف.

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، ج‏2، ص: 98
...فأخذوا لا يكلمونه فنادى يا شبث بن ربعي يا حجار بن أبجر يا قيس بن الأشعث يا يزيد بن الحارث أ لم تكتبوا إلي أن قد أينعت الثمار و اخضر الجناب و إنما تقدم على جند لك مجند فقال له قيس بن الأشعث ما ندري ما تقول و لكن انزل على حكم بني عمك فإنهم لم يروك إلا ما تحب فقال له الحسين لا و الله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل و لا أفر فرار العبيد .... فلما رأى الحر بن يزيد أن القوم قد صمموا على قتال الحسين ع قال لعمر بن سعد أي عمر «1» أ مقاتل أنت هذا الرجل قال إي و الله قتالا أيسره أن تسقط الرءوس و تطيح الأيدي قال أ فما لكم فيما عرضه عليكم رضى قال عمر أما لو كان الأمر إلي لفعلت و لكن أميرك قد أبى .... و ما ظننت أن القوم يردون عليك ما عرضته عليهم و لا يبلغون منك هذه المنزلة و الله لو علمت أنهم ينتهون بك إلى ما أرى ما ركبت منك الذي ركبت و إني تائب إلى الله تعالى مما صنعت ... أ دعوتم هذا العبد الصالح حتى إذا أتاكم أسلمتموه و زعمتم أنكم قاتلو أنفسكم دونه ثم عدوتم عليه لتقتلوه أمسكتم بنفسه و أخذتم بكظمه «2» و أحطتم به من كل جانب لتمنعوه التوجه في بلاد الله العريضة فصار كالأسير في أيديكم لا يملك لنفسه نفعا و لا يدفع عنها ضرا

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، ج‏2، ص: 106
و لم يزل يتقدم رجل رجل من أصحابه فيقتل حتى لم يبق مع الحسين ع إلا أهل بيته خاصة فتقدم ابنه علي بن الحسين ع و أمه ليلى بنت أبي مرة «3» بن عروة بن مسعود الثقفي و كان من أصبح الناس وجها و له يومئذ بضع عشرة سنة فشد على الناس و هو يقول-
أنا علي بن الحسين بن علي نحن و بيت الله أولى بالنبي‏
تالله لا يحكم فينا ابن الدعي أضرب بالسيف أحامي عن أبي‏
ضرب غلام هاشمي قرشي‏

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، ج‏2، ص: 118
فروى عبد الله بن ربيعة الحميري فقال إني لعند يزيد بن معاوية بدمشق إذ أقبل زحر بن قيس حتى دخل عليه فقال له يزيد ويلك ما وراءك و ما عندك فقال أبشر يا أمير المؤمنين بفتح الله و نصره ورد علينا الحسين بن علي في ثمانية عشر من أهل بيته و ستين من شيعته فسرنا إليهم فسألناهم أن يستسلموا أو ينزلوا على حكم الأمير عبيد الله بن زياد أو القتال فاختاروا القتال على الاستسلام فغدونا عليهم مع شروق الشمس فأحطنا بهم من كل ناحية ... فأطرق يزيد هنيهة ثم رفع رأسه فقال قد كنت أرضى من طاعتكم «3» بدون‏ قتل الحسين أما لو أني صاحبه لعفوت عنه.





تنزيه الأنبياء عليهم السلام، ص: 175
أبو عبد الله الحسين بن علي ع‏
مسألة فإن قيل ما العذر في خروجه ع من مكة بأهله و عياله إلى الكوفة و المستولي عليها أعداؤه و المتأمر فيها من قبل يزيد اللعين منبسط الأمر و النهي و قد رأى ع صنع أهل الكوفة بأبيه و أخيه و أنهم غدارون خوانون و كيف خالف ظنه ظن جميع أصحابه في الخروج و ابن عباس يشير بالعدول عن الخروج و يقطع على العطب فيه و ابن عمر لما ودعه ع يقول أستودعك الله من قتيل إلى غير ما ذكرناه ممن تكلم في هذا الباب ثم لما علم بقتل مسلم بن عقيل ع و قد أنفذه رائدا له كيف لم يرجع لما علم الغرور من القوم و تفطن بالحيلة و المكيدة ثم كيف استجاز أن يحارب بنفر قليل لجموع عظيمة خلفها مواد لها ثم لما عرض ابن زياد اللعين الأمان و أن يبايع يزيد لعنه الله تعالى كيف لم يستجب حقنا لدمه و دماء من معه من أهله و شيعته و مواليه و لم ألقى بيده إلى التهلكة و بدون هذا الخوف سلم أخوه الحسن ع الأمر إلى معاوية فكيف يجمع بين فعليهما بالصحة

الجواب قلنا قد علمنا أن الإمام متى غلب في ظنه أنه يصل إلى حقه و القيام بما فوض إليه بضرب من الفعل وجب عليه ذلك و إن كان فيه ضرب من المشقة يتحمل مثلها تحملها و سيدنا أبو عبد الله ع لم يسر طالبا للكوفة إلا بعد توثق من القوم و عهود و عقود و بعد أن كاتبوه ع طائعين غير مكرهين و مبتدءين غير مجيبين و قد كانت المكاتبة من وجوه أهل الكوفة و أشرافها و قرائها تقدمت إليه ع في أيام معاوية و بعد الصلح الواقع بينه و بين الحسن ع فدفعهم و قال في الجواب ما وجب ثم كاتبوه بعد وفاة الحسن ع و معاوية باق فوعدهم و مناهم و كانت أياما صعبة لا يطمع في مثلها فلما مضى معاوية عادوا المكاتبة و بذلوا الطاعة و كرروا الطلب و الرغبة و رأى ع من قوتهم على من كان يليهم في الحال من قبل يزيد اللعين و تشحنهم عليه و ضعفه عنهم ما قوى في ظنه أن المسير هو الواجب تعين عليه ما فعله من الاجتهاد و التسبب و لم يكن في حسابه أن القوم يغدر بعضهم و يضعف أهل الحق عن نصرته و يتفق ما اتفق من الأمور الغريبة فإن مسلم بن عقيل رحمة الله عليه لما دخل الكوفة أخذ البيعة على أكثر أهلها و لما وردها عبيد الله بن زياد لعنة الله عليه و قد سمع بخبر مسلم و دخوله الكوفة و حصوله في دار هاني بن عروة المرادي رحمة الله عليه على ما شرح في السيرة و حصل شريك بن الأعور بها جاءه ابن زياد عائدا و قد كان شريك وافق مسلم بن عقيل على قتل ابن زياد اللعين عند حضوره لعيادة شريك و أمكنه ذلك و تيسر له فما فعل و اعتذر بعد فوت الأمر إلى شريك بأن ذلك فتك‏ و أن النبي ص قال إن الإيمان قيد الفتك‏ و لو كان فعل مسلم بن عقيل بابن زياد ما تمكن منه و وافقه شريك عليه لبطل الأمر و دخل الحسين ع الكوفة غير مدافع عنها و حسر كل أحد قناعة في نصرته و اجتمع له من كان في قلبه نصرته و ظاهره مع أعدائه و قد كان مسلم بن عقيل أيضا لما حبس ابن زياد هانيا سار إليه في جماعة من أهل الكوفة حتى حصره في قصره و أخذ يكظمه و أغلق ابن زياد الأبواب دونه خوفا و جبنا حتى بث الناس في كل وجه يرغبون الناس و يرهبونهم و يخذلونهم عن ابن عقيل فتقاعدوا عنه و تفرق أكثرهم حتى أمسى في شرذمة ثم انصرف و كان من أمره ما كان و إنما أردنا بذكر هذه الجملة أن أسباب الظفر بالأعداء كانت لائحة متوجهة و أن الاتفاق عكس الأمر و قلبه حتى تم فيه ما تم

و قد هم سيدنا أبو عبد الله ع لما عرف بقتل مسلم بن عقيل و أشير عليه بالعود فوثب إليه ع بنو عقيل و قالوا و الله لا ننصرف حتى تدرك ثارنا أو نذوق ما ذاق أبونا فقال ع لا خير في العيش بعد هؤلاء ثم لحقه الحر بن يزيد و من معه من الرجال الذين أنفذهم ابن زياد اللعين و منعه من الانصراف و سامه أن يقدمه على ابن زياد اللعين نازلا على حكمه فامتنع

و لما رأى أن لا سبيل له إلى العود و لا إلى دخول الكوفة سلك طريق الشام سائرا نحو يزيد بن معاوية اللعين لعلمه ع بأنه على ما به أرأف من ابن زياد لعنه الله و أصحابه فسار ع حتى قدم عليه عمر بن سعد لعنة الله عليه في العسكر العظيم و كان من أمره ما قد ذكر و سطر فكيف يقال إنه ع ألقى بيده إلى التهلكة و قد روي أنه صلوات الله و سلامه عليه و آله قال لعمر بن سعد اللعين-: اختاروا مني إما الرجوع إلى المكان الذي أقبلت منه أو أن أضع يدي في يد يزيد فهو ابن عمي ليرى في رأيه و إما أن تسيروني إلى ثغر من ثغور المسلمين فأكون رجلا من أهله لي ما له و علي ما عليه‏ و أن عمر كتب إلى عبيد الله بن زياد اللعين بما سئل فأبى عليه و كاتبه بالمناجزة و تمثل بالبيت المعروف و هو
الآن قد علقت مخالبنا به يرجو النجاة و لات حين مناص‏

فلما رأى ع إقدام القوم عليه و أن الدين منبوذ وراء ظهورهم و علم أنه إن دخل تحت حكم ابن زياد اللعين تعجل الذل و العار و آل أمره من بعد إلى القتل التجأ إلى المحاربة و المدافعة بنفسه و أهله و من صبر من شيعته و وهب دمه له و وقاه بنفسه و كان بين إحدى الحسنيين إما الظفر فربما ظفر الضعيف القليل أو الشهادة و الميتة الكريمة.

و أما مخالفة ظنه ع لظن جميع من أشار عليه من النصحاء كابن عباس و غيره‏ فالظنون إنما تغلب بحسب الأمارات و قد تقوى عند واحد و تضعف عند آخر و لعل ابن عباس لم يقف على ما كوتب به من الكوفة و ما تردد في ذلك من المكاتبات و المراسلات و العهود و المواثيق و هذه أمور تختلف أحوال الناس فيها و لا يمكن الإشارة إلا إلى جملتها دون تفصيلها.
فأما السبب في أنه ع لم يعد بعد قتل مسلم بن عقيل‏ فقد بينا و ذكرنا أن الرواية وردت بأنه ع هم بذلك فمنع منه و حيل بينه و بينه.
فأما محاربة الكثير بالنفر القليل‏ فقد بينا أن الضرورة دعت إل....







صحت وسقم بعضي از احاديث-اسقونی شربة من الماء-إنّ الحیاة عقیدة و جهاد-إن کان دین محمّد لم یستقم إلّا بقتلی یا سیوف خذینی-مَهلاً مَهلا یَابنَ الزَّهراء

بحار الأنوار (ط - بيروت) ج‏44 325
ثم أقبل على الوليد فقال أيها الأمير إنا أهل بيت النبوة و معدن الرسالة و مختلف الملائكة و بنا فتح الله و بنا ختم الله و يزيد رجل فاسق شارب الخمر قاتل النفس المحرمة معلن بالفسق و مثلي لا يبايع مثله و لكن نصبح و تصبحون و ننظر و تنظرون أينا أحق بالبيعة و الخلافة ثم خرج ع.



بحار الأنوار (ط - بيروت) ج‏44 329
بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به الحسين بن علي بن أبي طالب إلى أخيه محمد المعروف بابن الحنفية أن الحسين يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله جاء بالحق من عند الحق و أن الجنة و النار حق و أن الساعة آتية لا ريب فيها و أن الله يبعث من في القبور و أني لم أخرج أشرا و لا بطرا و لا مفسدا و لا ظالما و إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي ص أريد أن آمر بالمعروف و أنهى عن المنكر و أسير بسيرة جدي و أبي



بحار الأنوار (ط - بيروت) ج‏44 326
قال السيد فلما أصبح الحسين ع خرج من منزله يستمع الأخبار فلقيه مروان بن الحكم فقال له يا أبا عبد الله إني لك ناصح فأطعني ترشد فقال الحسين ع و ما ذاك قل حتى أسمع فقال مروان إني آمرك ببيعة يزيد أمير المؤمنين فإنه خير لك في دينك و دنياك فقال الحسين ع إنا لله و إنا إليه راجعون و على الإسلام السلام إذ قد بليت الأمة براع مثل يزيد و لقد سمعت جدي رسول الله ص يقول الخلافة محرمة على آل أبي سفيان و طال الحديث بينه و بين مروان حتى انصرف مروان و هو غضبان.



بحار الأنوار (ط - بيروت) ج‏44 382
أما بعد فقد علمتم أن رسول الله ص قد قال في حياته من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ناكثا لعهد الله مخالفا لسنة رسول الله يعمل في عباد الله بالإثم و العدوان ثم لم يغير بقول و لا فعل كان حقيقا على الله أن يدخله مدخله و قد علمتم أن هؤلاء القوم قد لزموا طاعة الشيطان و تولوا عن طاعة الرحمن و أظهروا الفساد و عطلوا الحدود و استأثروا بالفي‏ء و أحلوا حرام الله و حرموا حلاله و إني أحق بهذا الأمر لقرابتي من رسول الله ص و قد أتتني كتبكم و قدمت علي رسلكم ببيعتكم أنكم لا تسلموني و لا تخذلوني فإن وفيتم لي ببيعتكم فقد أصبتم حظكم و رشدكم و نفسي مع أنفسكم و أهلي و ولدي مع أهاليكم و أولادكم فلكم بي أسوة و إن لم تفعلوا و نقضتم عهودكم و خلعتم بيعتكم فلعمري ما هي منكم بنكر لقد فعلتموها بأبي و أخي و ابن عمي و المغرور من اغتر بكم فحظكم أخطأتم و نصيبكم ضيعتم- فمن نكث فإنما ينكث على نفسه و سيغني الله عنكم و السلام.












بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏45، ص: 96
تذنيب‏
قال السيد رحمه الله في كتاب تنزيه الأنبياء فإن قيل ما العذر في خروجه صلوات الله عليه من مكة بأهله و عياله إلى الكوفة و المستولي عليها أعداؤه و المتأمر فيها من قبل يزيد اللعين يتسلط الأمر و النهي «3» و قد رأى صنع أهل الكوفة بأبيه و أخيه صلوات الله عليهما و أنهم غادرون خوانون و كيف خالف ظنه ظن جميع نصحائه في الخروج و ابن عباس رحمه الله يشير بالعدول عن الخروج و يقطع على العطب فيه و ابن عمر لما ودعه ع يقول له أستودعك الله من قتيل إلى غير ذلك ممن تكلم في هذا الباب.
ثم لما علم بقتل مسلم بن عقيل و قد أنفذه رائدا له كيف لم يرجع و يعلم الغرور من القوم و يفطن بالحيلة و المكيدة ثم كيف استجاز أن يحارب بنفر قليل لجموع عظيمة خلفها مواد لها كثيرة ثم لما عرض عليه ابن زياد الأمان و أن يبايع يزيد كيف لم يستجب حقنا لدمه و دماء من معه من أهله و شيعته و مواليه و لم ألقى بيده إلى التهلكة و بدون هذا الخوف سلم أخوه الحسن ع الأمر إلى معاوية فكيف يجمع بين فعليهما في الصحة.
__________________________________________________
(3) منبسط الامر و النهى. خ.


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏45، ص: 97
الجواب قلنا قد علمنا أن الإمام متى غلب على ظنه أنه يصل إلى حقه و القيام بما فوض إليه بضرب من الفعل وجب عليه ذلك و إن كان فيه ضرب من المشقة يتحمل مثلها و سيدنا أبو عبد الله ع لم يسر طالبا الكوفة إلا بعد توثق من القوم و عهود و عقود و بعد أن كاتبوه ع طائعين غير مكرهين و مبتدئين غير مجيبين و قد كانت المكاتبة من وجوه أهل الكوفة و أشرافها و قرائها تقدمت إليه في أيام معاوية و بعد الصلح الواقع بينه و بين الحسن ع فدفعهم و قال في الجواب ما وجب ثم كاتبوه بعد وفاة الحسن ع و معاوية باق فوعدهم و مناهم و كانت أيام معاوية صعبة لا يطمع في مثلها.
فلما مضى معاوية و أعادوا المكاتبة و بذلوا الطاعة و كرروا الطلب و الرغبة و رأى ع من قوتهم على ما كان يليهم في الحال من قبل يزيد و تسلطهم عليه و ضعفه عنهم ما قوي في ظنه أن المسير هو الواجب تعين عليه ما فعله من الاجتهاد و التسبب و لم يكن في حسبانه ع أن القوم يغدر بعضهم و يضعف أهل الحق عن نصرته و يتفق ما اتفق من الأمور الغريبة فإن مسلم بن عقيل لما دخل الكوفة أخذ البيعة على أكثر أهلها.
و لما وردها عبيد الله بن زياد و قد سمع بخبر مسلم و دخوله الكوفة و حصوله في دار هانئ بن عروة المرادي على ما شرح في السيرة و حصل شريك بن الأعور بها جاء ابن زياد عائدا و قد كان شريك وافق مسلم بن عقيل على قتل ابن زياد عند حضوره لعيادة شريك و أمكنه ذلك و تيسر له فما فعل و اعتذر بعد فوت الأمر إلى شريك بأن ذلك فتك و
أن النبي ص قال إن الإيمان قيد الفتك «1».
و لو كان فعل مسلم من قتل ابن زياد ما تمكن منه و وافقه شريك عليه لبطل الأمر و دخل الحسين ع الكوفة غير مدافع عنها و حسر كل أحد قناعه في نصرته و اجتمع له من كان في قلبه نصرته و ظاهره مع أعدائه.
و قد كان مسلم بن عقيل أيضا لما حبس ابن زياد هانئا سار إليه في جماعة من‏
__________________________________________________
(1) مر ذكر الحديث في ج 44 ص 344 فراجع.


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏45، ص: 98
أهل الكوفة حتى حضره في قصره و أخذ بكظمه و أغلق ابن زياد الأبواب دونه خوفا و جبنا حتى بث الناس في كل وجه يرغبون الناس و يرهبونهم و يخذلونهم عن نصرة ابن عقيل فتقاعدوا و تفرق أكثرهم حتى أمسى في شرذمة و انصرف و كان من أمره ما كان.
و إنما أردنا بذكر هذه الجملة أن أسباب الظفر بالأعداء كانت لائحة متوجهة و أن الاتفاق السيئ عكس الأمر إلى ما يروون من صبره و استسلامه و قلة ناصره على الرجوع إلى الحق دينا أو حمية فقد فعل ذلك نفر منهم حتى قتلوا بين يديه ع شهداء و مثل هذا يطمع فيه و يتوقع في أحوال الشدة. فأما الجمع بين فعله و فعل أخيه الحسن ع فواضح صحيح لأن أخاه سلم كفا للفتنة و خوفا على نفسه و أهله و شيعته و إحساسا بالغدر من أصحابه و هذا ع لما قوي في ظنه النصرة ممن كاتبه و وثق له و رأى من أسباب قوة نصار الحق و ضعف نصار الباطل ما وجب معه عليه الطلب و الخروج فلما انعكس ذلك و ظهرت أمارات الغدر فيه و سوء الاتفاق رام الرجوع و المكافة و التسليم كما فعل أخوه ع فمنع من ذلك و حيل بينه و بينه فالحالان متفقان إلا أن التسليم و المكافة عند ظهور أسباب الخوف لم يقبلا منه ع و لم يجب إلى الموادعة و طلبت نفسه ع فمنع منها بجهده حتى مضى كريما إلى جنة الله تعالى و رضوانه و هذا واضح لمتأمله انتهى.

أقول قد مضى في كتاب الإمامة و كتاب الفتن أخبار كثيرة دالة على أن كلا منهم ع كان مأمورا بأمور خاصة مكتوبة في الصحف السماوية النازلة على الرسول ص فهم كانوا يعملون بها و لا ينبغي قياس الأحكام المتعلقة بهم على أحكامنا و بعد الاطلاع على أحوال الأنبياء ع و إن كثيرا منهم كانوا يبعثون فرادى على ألوف من الكفرة و يسبون آلهتهم و يدعونهم إلى دينهم و لا يبالون بما ينالهم من المكاره و الضرب و الحبس و القتل و الإلقاء في النار و غير ذلك لا ينبغي الاعتراض على أئمة الدين في أمثال ذلك مع أنه بعد ثبوت عصمتهم بالبراهين‏


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏45، ص: 99
و النصوص المتواترة لا مجال للاعتراض عليهم بل يجب التسليم لهم في كل ما يصدر عنهم.
على أنك لو تأملت حق التأمل علمت أنه ع فدى نفسه المقدسة دين جده و لم يتزلزل أركان دول بني أمية إلا بعد شهادته و لم يظهر للناس كفرهم و ضلالتهم إلا عند فوزه بسعادته و لو كان ع يسالمهم و يوادعهم كان يقوى سلطانهم و يشتبه على الناس أمرهم فيعود بعد حين أعلام الدين طامسة و آثار الهداية مندرسة مع أنه قد ظهر لك من الأخبار السابقة أنه ع هرب من المدينة خوفا من القتل إلى مكة و كذا خرج من مكة بعد ما غلب على ظنه أنهم يريدون غيلته و قتله حتى لم يتيسر له فداه نفسي و أبي و أمي و ولدي أن يتم حجة فتحلل و خرج منها خائفا يترقب و قد كانوا لعنهم الله ضيقوا عليه جميع الأقطار و لم يتركوا له موضعا للفرار.
و لقد رأيت في بعض الكتب المعتبرة «1» أن يزيد أنفذ عمرو بن سعيد بن العاص في عسكر عظيم و ولاه أمر الموسم و أمره على الحاج كلهم و كان قد أوصاه بقبض الحسين ع سرا و إن لم يتمكن منه بقتله غيلة ثم إنه دس مع الحاج في تلك السنة ثلاثين رجلا من شياطين بني أمية و أمرهم بقتل الحسين ع على أي حال اتفق فلما علم الحسين ع بذلك حل من إحرام الحج و جعلها عمرة مفردة.
و قد روي بأسانيد: أنه لما منعه ع محمد بن الحنفية عن الخروج إلى الكوفة قال و الله يا أخي لو كنت في جحر هامة من هوام الأرض- لاستخرجوني منه حتى يقتلوني.
. بل الظاهر أنه صلوات الله عليه لو كان يسالمهم و يبايعهم لا يتركونه لشدة عداوتهم و كثرة وقاحتهم بل كانوا يغتالونه بكل حيلة و يدفعونه بكل وسيلة و إنما كانوا يعرضون البيعة عليه أولا لعلمهم بأنه لا يوافقهم في ذلك أ لا ترى‏
__________________________________________________
(1) كما في المنتخب ص 304.


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏45، ص: 100
إلى مروان لعنه الله كيف كان يشير على والي المدينة بقتله قبل عرض البيعة عليه و كان عبيد الله بن زياد عليه لعائن الله إلى يوم التناد يقول اعرضوا عليه فلينزل على أمرنا ثم نرى فيه رأينا أ لا ترى كيف أمنوا مسلما ثم قتلوه.
فأما معاوية فإنه مع شدة عداوته و بغضه لأهل البيت ع كان ذا دهاء و نكراء حزم و كان يعلم أن قتلهم علانية يوجب رجوع الناس عنه و ذهاب ملكه و خروج الناس عليه فكان يداريهم ظاهرا على أي حال و لذا صالحه الحسن ع و لم يتعرض له الحسين و لذلك كان يوصي ولده اللعين بعدم التعرض للحسين ع لأنه كان يعلم أن ذلك يصير سببا لذهاب دولته.
اللهم العن كل من ظلم أهل بيت نبيك و قتلهم و أعان عليهم و رضي بما جرى عليهم من الظلم و الجور لعنا وبيلا و عذبهم عذابا أليما و اجعلنا من خيار شيعة آل محمد و أنصارهم و الطالبين بثأرهم مع قائمهم صلوات الله عليهم أجمعين.









جامع المقاصد في شرح القواعد؛ ج‌3، ص: 466
[المطلب الرابع: في المهادنة]
المطلب الرابع: في المهادنة: و هي المعاهدة على ترك الحرب مدة من غير عوض.
و هي جائزة مع المصلحة للمسلمين، و واجبة مع حاجتهم إليها، (1) إما لقلتهم، أو لرجاء إسلامهم مع الصبر، (2) أو ما يحصل به الاستظهار، (3)
______________________________
(1) في التذكرة «1» و المنتهى «2»: إنها لا تجب بحال، لعموم الأمر بالقتال، و لفعل الحسين صلوات اللّه عليه.
و جوابه ظاهر، فإن الأمر بالقتال مقيد بمقتضى (وَ لٰا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) «3». و أما فعل الحسين صلوات اللّه عليه فإنه لا نعلم منه أنّ المصلحة كانت في المهادنة و تركها، و لعله عليه السلام علم أنه لو هادن يزيد عليه اللعنة لم يف له، أو أنّ أمر الحق يضعف كثيرا بحيث يلتبس على الناس، مع أن يزيد لعنه اللّه كان متهتكا في فعله، معلنا بمخالفة الدين، غير مداهن كأبيه لعنة اللّه عليهما، و من هذا شأنه لا يمتنع أن يرى إمام الحق وجوب جهاده و إن علم أنه يستشهد، على أنه عليه السلام في الوقت الذي تصدى للحرب فيه لم يبق له طريق إلى المهادنة، فإن ابن زياد لعنه اللّه كان غليظا في أمرهم عليهم السلام، فربما فعل بهم ما هو فو? القتل أضعافا مضاعفة.
________________________________________
عاملى، كركى، محقق ثانى، على بن حسين، جامع المقاصد في شرح القواعد، 13 جلد، مؤسسه آل البيت عليهم السلام، قم - ايران، دوم، 1414 ه‍ ق









مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام؛ ج‌3، ص: 82
قوله: «و هي جائزة إذا تضمّنت مصلحة».
(2) يمكن أن يريد بالجواز هنا معناه الأعم، و هو ما عدا الحرام، ليدخل فيه الوجوب. و حينئذ فيجوز للإمام الهدنة مع المصلحة. لكن مع حاجة المسلمين إليها لضعفهم، أو رجاء تألّف الكفار و دخولهم في الإسلام، تجب. و بهذا صرّح في القواعد «3». و يمكن أن يريد به معناه الأخص، فلا يجب قبولها مطلقا، و إن كانت جائزة مع المصلحة. و بهذا المعنى قطع في التذكرة، لقوله تعالى وَ إِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهٰا «4» فيتخير المسلم في فعل ذلك برخصة قوله تعالى وَ لٰا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ «5» و بما تقدم، و ان شاء قاتل حتى يلقى اللّٰه شهيدا، لقوله تعالى وَ قٰاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّٰهِ الَّذِينَ يُقٰاتِلُونَكُمْ «6». قال: و كذلك فعل مولانا الحسين عليه السلام و النفر الّذين وجّههم رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و آله و سلّم و كانوا عشرة فقاتلوا حتى قتلوا «7».
________________________________________
عاملى، شهيد ثانى، زين الدين بن على، مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام، 15 جلد، مؤسسة المعارف الإسلامية، قم - ايران، اول، 1413 ه‍ ق






رياض المسائل (ط - الحديثة)؛ ج‌8، ص: 62
و لو اقتضت المصلحة المهادنة و هي المعاقدة مع من يجوز قتاله من الكفار علىٰ ترك الحرب مدّة معينة، لقلّة المسلمين، أو رجاء إسلامهم، أو ما يحصل به الاستظهار و الاستعانة و القوة جاز بالإجماع علىٰ الظاهر، المصرّح به في المنتهىٰ «2»، و نصّ الكتاب، قال اللّٰه سبحانه وَ إِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهٰا «3» و ليست بمنسوخة عندنا.
و إطلاقه كغيره من الآيات يعمّ ما لو كان بغير عوض، و عليه الإجماع في المنتهىٰ «4»، و بعوض يأخذه الإمام منهم بلا خلاف كما فيه، أو يعطيه إيّاهم، لضرورة أو غيرها.
خلافاً للمنتهىٰ، فخصّه بالضرورة و منع غيرها، بل قال: يجب القتال و الجهاد لقوله تعالىٰ قٰاتِلُوا الَّذِينَ لٰا يُؤْمِنُونَ بِاللّٰهِ وَ لٰا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ إلىٰ قوله تعالىٰ حَتّٰى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ «5». و لأن فيه صغاراً و هواناً. أمّا مع الضرورة فإنّما صرنا إلىٰ الصغار دفعاً لصغار أعظم منه من القتل و السبي و الأسر الذي يفضي إلىٰ كفر الذريّة، بخلاف غير الضرورة «6». انتهىٰ.
و يمكن أن يقال: إنّ الآية الأُولىٰ أخصّ من الثانية، فلتكن عليها مقدّمة. و مراعاة المصلحة تغني عن التفصيل بين الضرورة و غيرها؛ إذ لو فرض وجودها في غير الضرورة جاز معها و لو في غيرها، كما جاز معها في حال الضرورة، فإنّ مناط الجواز المصلحة لا الضرورة، و مع فقدها لم يجز مطلقاً.
نعم، للتفصيل وجه في الوجوب لا الجواز، فعليه فيجب الدفع مع الضرورة و لا مع عدمها و إن جاز.
كما أنّ الحال في نفس الهدنة كذلك، فتجب في حال الضرورة و الحاجة و لا مع عدمها و إن جاز مع المصلحة، كما صرّح به جماعة و منهم الفاضل المقداد في كنز العرفان «1»، و شيخنا في الروضة فقال: ثم مع الجواز قد تجب مع حاجة المسلمين إليها، و قد تباح لمجرد المصلحة التي لا تبلغ حدّ الحاجة، و لو انتفت انتفت الصحة «2».
خلافاً له أيضاً، فأطلق أنها ليست واجبة، قال: سواء كان في المسلمين قوة أو ضعف، لكنها جائزة، بل المسلم يتخيّر في فعل ذلك، برخصة ما تقدم يعني ما دلّ علىٰ جواز المهادنة و بقوله تعالىٰ وَ لٰا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ «3» و إن شاء قاتل حتى يلقىٰ اللّٰه تعالىٰ شهيداً، عملًا بقوله تعالىٰ وَ قٰاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّٰهِ الَّذِينَ يُقٰاتِلُونَكُمْ «4» إلىٰ أن قال: و كذلك فعل سيّدنا الحسين (عليه السّلام) «5».
و فيه نظر؛ فإن آية النهي عن الإلقاء في التهلكة لا تفيد الإباحة المختصة، بل التحريم، خرج منه صورة فقد المصلحة، لوجوب القتال حينئذ إجماعاً.
و حبّ لقاء اللّٰه تعالىٰ شهيداً و إن كان مستحسناً لكن حيث يكون مشروعاً، و هو ما إذا لم تدعو حاجة و لا ضرورة، و أما معها فاستحسانه أوّل الدعوىٰ.
مع أنه معارض بما ذكره في صورة جواز بذل الإمام المال، من الصغار الحاصل من القتل و السبي و الأسر الذي يفضي إلىٰ كفر الذرية.
فإنّ هذه أجمع لعلّه عند اللّٰه سبحانه أعظم من لقاء اللّٰه تعالىٰ شهيداً.
و أمّا فعل سيّدنا الحسين (عليه السّلام) فربما يمنع كون خلافه مصلحة، و أنّ فعله كان جوازاً لا وجوباً، بل لمصلحة كانت في فعله خاصّة لا تركه. كيف لا؟! و لا ريب أنّ في شهادته إحياءً لدين اللّٰه قطعاً، لاعتراض الشيعة علىٰ أخيه الحسن في صلحه مع معاوية، و لو صالح (عليه السّلام) هو أيضاً لفسدت الشيعة بالكلية، و لتقوىٰ مذهب السنة و الجماعة، و أيّ مصلحة أعظم من هذا، و أيّ مفسدة أعظم من خلافه؟ كما لا يخفىٰ.
________________________________________
حائرى، سيد على بن محمد طباطبايى، رياض المسائل (ط - الحديثة)، 16 جلد، مؤسسه آل البيت عليهم السلام، قم - ايران، اول، 1418 ه‍ ق










جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام؛ ج‌21، ص: 295
و كيف كان فظاهر المتن أنها جائزة في جميع أحوالها على معنى عدم وجوبها بحال كما هو صريح المنتهى و محكي التحرير و التذكرة جمعا بين ما دل على الأمر بها المؤيد بالنهي عن الإلقاء باليد في التهلكة «1» و بين الأمر بالقتال حتى يلقى اللّٰه شهيدا بحمل الأول على الرخصة في ذلك، و منها ما وقع من النبي صلى اللّٰه عليه و آله و الحسن عليه السلام، كما أن من الثاني ما وقع من الحسين عليه السلام و من النفر الذين وجههم النبي صلى اللّٰه عليه و آله إلى هذيل و كانوا عشرة فقاتلوا حتى قتلوا و لم يفلت منهم إلا حبيب، فإنه أسر و قتل بمكة إذ القتل في سبيل اللّٰه ليكون من الشهداء الذين هم أحياء عند ربهم يرزقون ليس من الإلقاء في التهلكة، كما سمعته في حرمة الفرار من الزحف، لكن في القواعد يجب على الإمام الهدنة مع حاجة المسلمين إليها، و يمكن إرادته من المتن بحمل الجواز فيه على المعنى الأعم، و هو ما عدا الحرام، فيشمل الواجب حينئذ في الفرض المزبور ترجيحا لما دل على وجوب حفظ النفس و الإسلام من عقل و نقل مقتصرا في الخروج منهما على المتيقن كالفرار من الزحف و نحوه، و ما وقع من الحسين عليه السلام مع أنه من الأسرار الربانية و العلم المخزون يمكن أن يكون لانحصار الطريق في ذلك، علما منه عليه السلام أنهم عازمون على قتله على كل حال كما هو الظاهر من أفعالهم و أحوالهم و كفرهم و عنادهم، و لعل النفر العشرة كذلك أيضا، مضافا إلى ما ترتب عليه
________________________________________
نجفى، صاحب الجواهر، محمد حسن، جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام، 43 جلد، دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان، هفتم، 1404 ه‍ ق









الرسائل للجاحظ (2/ 12)
ثم الذي كان من يزيد ابنه ومن عُمَّاله وأهل نُصرته، ثم غزو مكّة، ورمي الكعبة، واستباحة المدينة، وقتل الحسين عليه السلام في أكثر أهل بيته مصابيح الظلام، وأوتاد الإسلام؛ بعد الذي أعطى من نفسه من تفريق أتْباعه، والرجوع إلى داره وحرمه، أو الذَّهاب في الأرض حتى لا يُحسَّ به، أو المقام حيث أمر به، فأبوا إلاَّ قَتْله والنُّزول على حكمهم.
وسواء قتل نفسه بيده، أو أسلمها إلى عدوِّه وخيَّر فيها من لا يبرد غليله إلاَّ بُشرْب دمه.



أنساب‏الأشراف،ج‏3،ص:225(چاپ‏زكار،ج‏3،ص:423)
و أقبل الحسين و هو لا يشعر بشي‏ء حتى لقي الأعراب فسألهم فقالوا:
و الله ما ندري غير أنّا لا نقدر على أن نخرج أو نلج. فانطلق يسير نحو الشام إلى يزيد، فلقيته جنود بكربلاء فناشدهم الله.
و كان بعث إليه عمر بن سعد، و شمر بن ذي الجوشن و حصين بن تميم، فناشدهم الله أن يسيروه إلى يزيد فيضع يده في يده [1] فقالوا: لا إلّا على حكم ابن زياد! و كان فيمن بعث إليه الحر بن يزيد الحنظلي فقال لهم: يا قوم لو سألتكم هذا الترك و الديلم ما حل لكم أن تمتنعوا منه!!! فأبوا إلا أن يحملوه على حكم ابن زياد، فركب (الحر) و صار مع الحسين، ثم كر على أصحاب ابن زياد فقاتلهم فقتل منهم رجلين ثم قتل.
و ذكر (وا) أن زهير بن القين العجلي [2] لقي الحسين و كان حاجا فأقبل معه.
__________________________________________________
[1] هذا من مختلقات رواة آل أمية، و قد ذكرنا قبل عن عقبة بن سمعان غلام رباب زوج الإمام الحسين عليه السلام انه قال: صاحبت الحسين من المدينة إلى ان استشهد في كربلاء و لم أفارقه في حال من الحالات، و لم أسمع منه أن يطلب من القوم أن يسيروه إلى يزيد حتى يضع يده في يده.
[2] كذا في الأصل.



تاريخ‏الطبري،ج‏5،ص:413
سنه 61 قال ابو مخنف: و اما ما حدثنا به المجالد بن سعيد و الصقعب بن زهير الأزدي و غيرهما من المحدثين، فهو ما عليه جماعه المحدثين، قالوا: انه قال: اختاروا منى خصالا ثلاثا: اما ان ارجع الى المكان الذى اقبلت منه، و اما ان أضع يدي في يد يزيد بن معاويه فيرى فيما بيني و بينه رايه، و اما ان تسيرونى الى اى ثغر من ثغور المسلمين شئتم، فأكون رجلا من اهله، لي ما لهم و على ما عليهم.
قال ابو مخنف: فاما عبد الرحمن بن جندب فحدثني عن عقبه بن سمعان قال: صحبت حسينا فخرجت معه من المدينة الى مكة، و من مكة الى‏ العراق، و لم افارقه حتى قتل، و ليس من مخاطبته الناس كلمه بالمدينة و لا بمكة و لا في الطريق و لا بالعراق و لا في عسكر الى يوم مقتله الا و قد سمعتها الا و الله ما اعطاهم ما يتذاكر الناس و ما يزعمون، من ان يضع يده في يد يزيد بن معاويه، و لا ان يسيروه الى ثغر من ثغور المسلمين، و لكنه قال: دعوني فلاذهب في هذه الارض العريضة حتى ننظر ما يصير امر الناس.




تثبيت دلائل النبوة، ج‏2، ص: 574 --قاضى عبد الجبار -وفات: 415 ق‏
...و قد أرسل الحسين إلى أهل الكوفة و طلبها، و خرج إليهم لأجلها، فلما أحاط به عدوه أرادوه أن ينزل على حكم عبيد اللّه بن زياد و على حكم يزيد بن معاوية و يبايعه و يقر له بالخلافة و يبرأ من الخلافة، فما فعل حتى قتل، فأية رغبة تكون أشد من هذه الرغبة.










http://bahjat.ir/fa/content/853


اشکال بر عبارت «ابن‌اثیر» درباره‌‏ی عدم پذیرش بیعتِ بدون ذلت با یزید از سوی امام حسین علیه‌‏السلام

اینکه ابن‌اثیر نقل کرده: «امام حسین علیه‌‏السلام تا آخر با یزید بیعت نکرد، یا حاضر به بیعت نشد» درست نیست؛ زیرا در آن مجلسی که عمرسعد با امام حسین علیه‌‏السلام در کربلا خلوت کردند و ابن‌سعد دو راه را به حضرت پیشنهاد کرد: اول «السِّلَّة» یعنی جنگ و شمشیر، و دوم «الذِّلَّة» یعنی ذلت و خواری و تسلیم حکم یزید شدن، نزول بر حکمی که اَفضح (مفتضح‏‌ترین، رسواترین) انواع تسلیم است. حضرت راه سوم، یعنی بیعت را ذکر نمود یعنی به شام بروند و با یزید بیعت کنند، ولی ابن‌سعد قبول نکرد و از حضرت تسلیم بدون قید و شرط خواست؛ یعنی دست‌بسته تسلیم عمربن‌سعد شده و او را نزد یزید ببرد و او هرچه خواست با حضرت بکند: بکُشد و یا رها کند.

اما اینکه حضرت در کلامشان می‏‌فرماید: «أَلا! وَ إِن الدعِی بْنَ الدعِی قَدْ رَکزَ بَینَ اثْنَتَینِ: بَینَ السلةِ وَالذلةِ، وَ هَیهاتَ مِنا الذلةُ، یأْبَی الله‏ُ لَنا ذلِک وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ؛ آگاه باشید که زنازاده‌‏ی فرزند زنازاده مرا بین دو چیز مخیر نموده است: جنگ و شمشیر و یا ذلت و خواری. و ذلت و خواری هرگز؛ زیرا خداوند و رسولش و مؤمنان، آن را برای ما نمی‌‏پذیرند»۱ و همچنین از فرموده‏‌ی حضرت علی‌‏اکبر علیه‌‏السلام که در رجزهاشان در عاشورا فرمودند: «وَ الله‏ِ، لا یحْکمُ فینَا ابْنُ الدعِی؛ به خدا سوگند، هرگز زنازاده درباره‏‌ی ما نمی‌‏تواند حکم کند»۲ مؤید آن است که حضرت سیدالشهدا به بیعت با یزید راضی بود، ولی می‌‏دانست که ابن‌زیاد به نفع حضرت حکم نخواهد کرد و او را تنها بین دو چیز «بَینَ السلةِ وَ الذلةِ» یعنی جنگ یا تسلیم مخیر نموده بودند و بیعت با ذلت و نزول بر حکم را از آن حضرت می‏‌خواستند که حضرت زیر بار آن نرفت و فرمود: «هَیهاتَ مِنا الذلةُ، یأْبَی‏الله‏ُ لَنا ذلِک وَ رَسُولُه وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ حُجُورٌ طابَتْ وَ طَهُرَتْ وَ أُنُوفٌ حَمِیةٌ وَ نُفُوسٌ أَبِیةٌ؛ ذلت از ما بسیار دور است، و خدا و رسول و مؤمنان و دامن‏‌های پاک و پاکیزه و افراد با حمیت و نفوس با غیرت آن را برای ما نمی‌‏پسندند».۳

در محضر بهجت، ج۳، ص۷۳
۱.
لهوف، ص۹۷. نیز ر.ک: بحارالانوار، ج۴۵، ص۸۳؛ احتجاج، ج۲، ص۳۰۰.
۲.
بحارالانوار، ج۴۵، ص۴۳ و ۶۵؛ ج۹۸، ص۲۶۹؛ اقبال الاعمال، ص۵۷۴.
۳.
لهوف، ص۹۷. نیز ر.ک: بحارالانوار، ج۴۵، ص۸۳؛ احتجاج، ج۲، ص۳۰۰.