أنسابالأشراف،ج3،ص:225(چاپزكار،ج3،ص:423)
و أقبل الحسين و هو لا يشعر بشيء حتى لقي الأعراب فسألهم فقالوا:
و الله ما ندري غير أنّا لا نقدر على أن نخرج أو نلج. فانطلق يسير نحو الشام إلى يزيد، فلقيته جنود بكربلاء فناشدهم الله.
و كان بعث إليه عمر بن سعد، و شمر بن ذي الجوشن و حصين بن تميم، فناشدهم الله أن يسيروه إلى يزيد فيضع يده في يده [1] فقالوا: لا إلّا على حكم ابن زياد! و كان فيمن بعث إليه الحر بن يزيد الحنظلي فقال لهم: يا قوم لو سألتكم هذا الترك و الديلم ما حل لكم أن تمتنعوا منه!!! فأبوا إلا أن يحملوه على حكم ابن زياد، فركب (الحر) و صار مع الحسين، ثم كر على أصحاب ابن زياد فقاتلهم فقتل منهم رجلين ثم قتل.
و ذكر (وا) أن زهير بن القين العجلي [2] لقي الحسين و كان حاجا فأقبل معه.
__________________________________________________
[1] هذا من مختلقات رواة آل أمية، و قد ذكرنا قبل عن عقبة بن سمعان غلام رباب زوج الإمام الحسين عليه السلام انه قال: صاحبت الحسين من المدينة إلى ان استشهد في كربلاء و لم أفارقه في حال من الحالات، و لم أسمع منه أن يطلب من القوم أن يسيروه إلى يزيد حتى يضع يده في يده.
[2] كذا في الأصل.
تاريخالطبري،ج5،ص:413
سنه 61 قال ابو مخنف: و اما ما حدثنا به المجالد بن سعيد و الصقعب بن زهير الأزدي و غيرهما من المحدثين، فهو ما عليه جماعه المحدثين، قالوا: انه قال: اختاروا منى خصالا ثلاثا: اما ان ارجع الى المكان الذى اقبلت منه، و اما ان أضع يدي في يد يزيد بن معاويه فيرى فيما بيني و بينه رايه، و اما ان تسيرونى الى اى ثغر من ثغور المسلمين شئتم، فأكون رجلا من اهله، لي ما لهم و على ما عليهم.
قال ابو مخنف: فاما عبد الرحمن بن جندب فحدثني عن عقبه بن سمعان قال: صحبت حسينا فخرجت معه من المدينة الى مكة، و من مكة الى العراق، و لم افارقه حتى قتل، و ليس من مخاطبته الناس كلمه بالمدينة و لا بمكة و لا في الطريق و لا بالعراق و لا في عسكر الى يوم مقتله الا و قد سمعتها الا و الله ما اعطاهم ما يتذاكر الناس و ما يزعمون، من ان يضع يده في يد يزيد بن معاويه، و لا ان يسيروه الى ثغر من ثغور المسلمين، و لكنه قال: دعوني فلاذهب في هذه الارض العريضة حتى ننظر ما يصير امر الناس.
تثبيت دلائل النبوة، ج2، ص: 574 --قاضى عبد الجبار -وفات: 415 ق
...و قد أرسل الحسين إلى أهل الكوفة و طلبها، و خرج إليهم لأجلها، فلما أحاط به عدوه أرادوه أن ينزل على حكم عبيد اللّه بن زياد و على حكم يزيد بن معاوية و يبايعه و يقر له بالخلافة و يبرأ من الخلافة، فما فعل حتى قتل، فأية رغبة تكون أشد من هذه الرغبة.
http://bahjat.ir/fa/content/853
اشکال بر عبارت «ابناثیر» دربارهی عدم پذیرش بیعتِ بدون ذلت با یزید از سوی امام حسین علیهالسلام
اینکه ابناثیر نقل کرده: «امام حسین علیهالسلام تا آخر با یزید بیعت نکرد، یا حاضر به بیعت نشد» درست نیست؛ زیرا در آن مجلسی که عمرسعد با امام حسین علیهالسلام در کربلا خلوت کردند و ابنسعد دو راه را به حضرت پیشنهاد کرد: اول «السِّلَّة» یعنی جنگ و شمشیر، و دوم «الذِّلَّة» یعنی ذلت و خواری و تسلیم حکم یزید شدن، نزول بر حکمی که اَفضح (مفتضحترین، رسواترین) انواع تسلیم است. حضرت راه سوم، یعنی بیعت را ذکر نمود یعنی به شام بروند و با یزید بیعت کنند، ولی ابنسعد قبول نکرد و از حضرت تسلیم بدون قید و شرط خواست؛ یعنی دستبسته تسلیم عمربنسعد شده و او را نزد یزید ببرد و او هرچه خواست با حضرت بکند: بکُشد و یا رها کند.
اما اینکه حضرت در کلامشان میفرماید: «أَلا! وَ إِن الدعِی بْنَ الدعِی قَدْ رَکزَ بَینَ اثْنَتَینِ: بَینَ السلةِ وَالذلةِ، وَ هَیهاتَ مِنا الذلةُ، یأْبَی اللهُ لَنا ذلِک وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ؛ آگاه باشید که زنازادهی فرزند زنازاده مرا بین دو چیز مخیر نموده است: جنگ و شمشیر و یا ذلت و خواری. و ذلت و خواری هرگز؛ زیرا خداوند و رسولش و مؤمنان، آن را برای ما نمیپذیرند»۱ و همچنین از فرمودهی حضرت علیاکبر علیهالسلام که در رجزهاشان در عاشورا فرمودند: «وَ اللهِ، لا یحْکمُ فینَا ابْنُ الدعِی؛ به خدا سوگند، هرگز زنازاده دربارهی ما نمیتواند حکم کند»۲ مؤید آن است که حضرت سیدالشهدا به بیعت با یزید راضی بود، ولی میدانست که ابنزیاد به نفع حضرت حکم نخواهد کرد و او را تنها بین دو چیز «بَینَ السلةِ وَ الذلةِ» یعنی جنگ یا تسلیم مخیر نموده بودند و بیعت با ذلت و نزول بر حکم را از آن حضرت میخواستند که حضرت زیر بار آن نرفت و فرمود: «هَیهاتَ مِنا الذلةُ، یأْبَیاللهُ لَنا ذلِک وَ رَسُولُه وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ حُجُورٌ طابَتْ وَ طَهُرَتْ وَ أُنُوفٌ حَمِیةٌ وَ نُفُوسٌ أَبِیةٌ؛ ذلت از ما بسیار دور است، و خدا و رسول و مؤمنان و دامنهای پاک و پاکیزه و افراد با حمیت و نفوس با غیرت آن را برای ما نمیپسندند».۳
در محضر بهجت، ج۳، ص۷۳
۱.
لهوف، ص۹۷. نیز ر.ک: بحارالانوار، ج۴۵، ص۸۳؛ احتجاج، ج۲، ص۳۰۰.
۲.
بحارالانوار، ج۴۵، ص۴۳ و ۶۵؛ ج۹۸، ص۲۶۹؛ اقبال الاعمال، ص۵۷۴.
۳.
لهوف، ص۹۷. نیز ر.ک: بحارالانوار، ج۴۵، ص۸۳؛ احتجاج، ج۲، ص۳۰۰.
******************
****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Thursday - 26/6/2025 - 8:12
کلام مجمع البیان-لو ترک قتالهم قتله الملعون ابن زیاد صبرا
مجمع البيان في تفسير القرآن، ج2، ص: 516
«وَ لا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ» قيل في معناه وجوه (أحدها) أنه أراد لا تهلكوا أنفسكم بأيديكم بترك الإنفاق في سبيل الله فيغلب عليكم العدو عن ابن عباس و جماعة من المفسرين (و ثانيها) أنه عنى به لا تركبوا المعاصي باليأس من المغفرة عن البراء بن عازب و عبيدة السلماني (و ثالثها) أن المراد لا تقتحموا الحرب من غير نكاية في العدو و لا قدرة على دفاعهم عن الثوري و اختاره البلخي (و رابعها) أن المراد و لا تسرفوا في الإنفاق الذي يأتي على النفس عن الجبائي و يقرب منه ما
روي عن أبي عبد الله لو أن رجلا أنفق ما في يديه في سبيل الله ما كان أحسن و لا وفق لقوله سبحانه «وَ لا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَ أَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» يعني المقتصدين
و قال عكرمة معناه أحسنوا الظن بالله يبر بكم و قال عبد الرحمن بن زيد و أحسنوا بالعود على المحتاج و الأولى حمل الآية على جميع هذه الوجوه و لا تنافي فيها و في هذه الآية دلالة على تحريم الإقدام على ما يخاف منه على النفس و على جواز ترك الأمر بالمعروف عند الخوف لأن في ذلك إلقاء النفس إلى التهلكة و فيها دلالة على جواز الصلح مع الكفار و البغاة إذا خاف الإمام على نفسه أو على المسلمين كما فعله رسول الله ص عام الحديبية و فعله أمير المؤمنين (ع) بصفين و فعله الحسن (ع) مع معاوية من المصالحة لما تشتت أمره و خاف على نفسه و شيعته فإن عورضنا بأن الحسين (ع) قاتل وحده فالجواب أن فعله يحتمل وجهين (أحدهما) أنه ظن أنهم لا يقتلونه لمكانه من رسول الله ص و الآخر أنه غلب على ظنه أنه لو ترك قتالهم قتله الملعون ابن زياد صبرا كما فعل بابن عمه مسلم فكان القتل مع عز النفس و الجهاد أهون عليه.
****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Wednesday - 2/7/2025 - 15:50
انساب الاشراف، ج 3، ص 182-183
34 - قالوا (ظ): و تواقف الحسين و عمر بن سعد خلوين، فقال الحسين: اختاروا مني الرجوع إلى المكان الذي أقبلت منه، أو أن أضع يدي في يد يزيد فهو ابن عمي ليرى رأيه في و إما أن تسيروني إلى ثغر من ثغور المسلمين فأكون رجلا من أهله لي ما له و عليّ ما عليه!!! و يقال انه لم يسأله إلا أن يشخص إلى المدينة فقط. فكتب عمر بن سعد إلى عبيد اللّه بن زياد بما سأل ( الحسين) فأراد عبيد اللّه أن يجيبه إلى ذلك، فقال له شمر بن ذي الجوشن الكلابي ثم الضبابي: لا تقبلن (منه) إلا أن يضع يده في يدك فإنه ان لم يفعل ذلك كان أولى بالقوة و العز، و كنت أولى بالضعف و العجز فلا ترض (منه) إلا بنزوله على حكمك هو و أصحابه!!! فإن عاقبت كان ذلك لك، و إن غفرت كنت أولى بما يفعله، لقد بلغني أن حسينا و عمر يجلسان ناحية من العسكر يتناجيان و يتحادثان عامة الليل. فقال له ابن زياد: نعم ما رأيت فاخرج بهذا الكتاب إلى عمر بن سعد فلنعرض / 487 / على حسين و أصحابه النزول على حكمي فإن فعلوا بعث بهم إلي سلما، و إن هم أبوا قاتلهم فإن فعل فاسمع له و أطعه، و إن أبى أن 391/3 يقاتلهم فأنت أمير الناس وثب عليه فاضرب عنقه و ابعث إلي برأسه. و كان كتابه إلى عمر: أما بعد فإني لم أبعثك إلى حسين لتطاوله و تمنيه السلامة و تكون له عندي شافعا، فانظر فإن نزل حسين و أصحابه على الحكم (كذا) فابعث بهم إلي سلما، و إن أبوا فازحف إليهم حتى تقتلهم و تمثل بهم فإنهم لذلك مستحقون!!! و إن قتلت حسينا فأوطئ الخيل صدره و ظهره لنذر نذرته و قول قلته!!! فإنه عاق مشاق قاطع ظلوم، فإن فعلت ذلك جزيناك جزاء السامع المطيع، و إن أنت أبيت فاعتزل عملنا و جندنا و خل بين شمر بن ذي الجوشن و بين العسكر و أمر الناس، فإنا قد أمرناه فيك بأمرنا و السلام.
****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Thursday - 3/7/2025 - 7:20
مقتل الحسين از عمار الدهني به روايت ابن السماک بغدادي
متن مقتل الحسين از محدث کوفی با علائق شيعی عمار بن معاويه الدهني (د. 133ق)[1] وسيله مرشد بالله الجرجاني در الأمالي الخميسية نقل شده که در آن عمار مقتل را به روايت از امام باقر نقل می کند. در سند المرشد بالله نام محدث سني بغدادی ابن السماک آمده که بعيد نيست وی آنرا در تأليفی که در فضائل اهل بيت داشته نقل کرده بوده است[2]. می دانيم که روايت عمار الدهني در تاريخ طبري به صورت کم و بيش پراکنده نقل شده است ( نک: تاريخ الطبري،ج 4 ص 257 تا 292). طبری اين متن را از طريق زكرياء بن يحيى الضرير از أبو الوليد أحمد بن جناب المصيصى از خالد بن يزيد بن أسد بن عبد الله القسرى[3] از عمار الدهنى روايت می کند. به اين روايت احمد بن جناب از القسري از عمار الدهني در کتاب مقاتل الطالبيين ابوالفرج اصفهاني نيز اشاره شده و مضامين آن با روايات ديگر ترکيب شده است (نک: ص 63). متن مقتل عمار الدهني در سير اعلام النبلاء هم به روايت از احمد بن جناب المصيصي نقل شده است (نک: سير ذهبي، 3/306-310).
روايت ابن السماک هم از طريق همين احمد بن جناب است. در اينجا متن اين مقتل را بر اساس کتاب الأمالي الخميسية نقل می کنيم که به شکل کامل و يکجا نقل شده است.
مقتل الحسين (ع) از عمار الدهني
"أخبرنا أبو طاهر أحمد بن علي بن محمد بن عثمان السواق والبندار ابن أخي شيخنا أبي منصور بن السواق بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن برهان الغزال، قال أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد المعروف بابن السماك، قال حدثنا أبو الفضل أحمد بن ملاعب بن جنان (کذا و درست آن: أحمد بن ملاعب[4])، قال حدثنا أحمد بن غياث (کذا: جناب)، قال أخبرنا خالد بن يزيد بن أسد بن عبد الله القسري عن عمار الدهني قال:
قلت لأبي جعفر عليه السلام، حدثني بمقتل الحسين بن علي عليه السلام حتى كأني حضرته، قال: مات معاوية والوليد بن عتبة بن أبي سفيان على المدينة، فأرسل إلى الحسين بن علي عليهما السلام ليأخذ بيعته، فقال له أخرني ورفق به فأخره فخرج إلى مكة فأتاه رسل أهل الكوفة أنا قيد حبسنا أنفسنا عليك، ولسنا نحضر الجمعة مع الوالي فأقدم علينا، وكان نعمان بن بشير الأنصاري على الكوفة، قال فبعث الحسين بن علي عليهما السلام إلى مسلم بن عقيل ابن عمه فقال: سر إلى الكوفة فانظر ما كتبوا به إلي، فإن كان حقاً خرجت إليهم، فخرج مسلم حتى أتى المدينة، فأخذ منها دليلين فمرا به في البرية فأصابهم عطش، فمات أحد الدليلين، فكتب مسلم إلى الحسين بن علي عليهما السلام يستعفيه، فكتب إليه الحسين: أن أمض إلى الكوفة فخرج حتى قدمها فنزل على رجل من أهلها يقال له عوسجة، فلما تحدث أهل الكوفة بمقدمه دنوا إليه فبايعه منهم اثنا عشر ألفاً، فقام رجل ممن يهوى يزيد إلى النعمان، فقال له إنك لضعيف أو مستضعف قد فسد البلاد، فقال له النعمان: لأن أكون ضعيفاً في طاعة الله عز وجل أحب إلي مما أكون قوياً في معصية الله، وما كنت لأهتك ستراً ستره الله عز وجل، فكتب بقوله إلى يزيد بن معاوية، فدعا يزيد مولى له يقال له سرجون - قد كان يستشيره - فأخبره الخبر، فقال له: أكنت قابلاً من معاوية لو كان حياً؟ قال نعم، قال فاقبل مني، إنه ليس للكوفة إلا عبيد الله بن زياد فولها إياه، وكان يزيد ساخطاً، وكان قد هم بعزله وكان على البصرة، فكتب إليه يرضاه وأنه قد ولاه الكوفة مع البصرة، وكتب إليه أن يطلب مسلم بن عقيل فيقتله إن وجده، فأقبل عبيد الله في وجوه أهل البصرة حتى قدم الكوفة متلثماً، فلا يمر على مجلس من مجالسهم فيسلم عليهم إلا أن قالوا وعليك السلام يا بن بنت رسول الله، وهم يظنون أنه الحسين بن علي عليهما السلام، حتى نزل بالقصر، فدعا مولى له فأعطاه ثلاثة آلاف درهم، فقال له: اذهب حتى تسأل عن الرجل الذي يبايع أهل الكوفة، فأعلمه أنك رجل من أهل حمص جثت لهذا الأمر، وهذا مال فادفعه إليه ليقوى، فخرج إليه فلم يزل يتلطف ويرفق حتى دخل على شيخ يلي البيعة، فلقيه فأخبره الخبر، فقال له الشيخ: لقد سرني لقاؤك إياي، ولقد ساءني، فأما ما سرني من ذلك فما هداك الله عز وجل، وأما ما ساءني فإن أمرنا لم يستحكم بعد، فأدخله على مسلم فأخذ منه المال وبايعه، ورجع إلى عبيد الله فأخبره، وتجول مسلم حين قدم عبيد الله من الدار التي كان فيها إلى منزل هاني بن عروة المرادي، وكتب مسلم إلى الحسين ابن علي عليهما السلام يخبره ببيعة اثني عشر ألفاً من أهل الكوفة ويأمره بالقدوم، قال وقال عبد الله لوجوه أهل الكوفة: ما بال هاني بن عروة لم يأتني فيمن أتاني، قال فخرج إليه محمد بن الأشعث في أناس منهم، فأتوه وهو على باب داره، فقالوا له إن الأمير قد ذكر استبطاءك فانطلق إليه، فلم يزالوا به حتى ركب معهم، فدخل على عبيد الله وعنده شريح القاضي، فلما نظر إليه قال لشريح: أتتك بخائن رجلاه، فلما سلم عليه قال له يا هانئ: أين مسلم؟ قال لا أدري، فأمر عبيد الله صاحب الدراهم فخرج إليه، فلما رآه قطع به، قال أصلح الله الأمير، والله ما دعوته إلى منزلي ولكنه جاء فطرح نفسه علي، قال ائتني به، فقال والله لو كان تحت قدمي ما رفعتهما عنه، قال أدنوه إلي، فأدني فضربه بالقضيب فشجه على حاجبه، وأهوى هانئ إلى سيف شرطي ليسله فدفع عن ذلك وقال له: قد أحل الله دمك، فأمر به فحبس في جانب القصر، وخرج الخبر إلى مذحج فإذا على باب القصر جلبة سمعها عبيد الله بن زياد، فقال ما هذا؟ فقالوا مذحج، فقال لشريح: أخرج إليهم فأعلمهم أني إنما حسبته لأسائله، وبعث عيناً عليه من مواليه يسمع ما يقول، فمر شريح بهاني، فقال هاني يا شريح: اتق الله فإنه قاتلي، فخرج شريح حتى قام على باب القصر، فقال لا بأس عليه إنما حبسه الأمير ليسأله، فقالوا صدق ليس على صاحبكم بأس، فتفرقوا، وأتى مسلماً الخبر، فنادى بشعاره فاجتمع إليه أربعة آلاف من أهل الكوفة، فقدم مقدمة وهي ميمنة وميسرة وسار في القلب إلى عبيد الله، وبعث عبيد الله إلى وجوه أهل الكوفة فجمعهم عنده في القصر، فلما سار إليه مسلم فانتهى إلى باب القصر أشرفوا عليه من فوقه على عشائرهم، فجعلوا يكلمونهم ويردونهم، فجعلوا أصحاب مسلم يتسللون حتى أمسى في خمسمائة، فلما اختلط الظلام ذهب أولئك أيضاً، فلما رأى مسلم أنه قد بقي وحده تردد في الطرق، فأتى باباً فنزل عليه فخرجت إليه امرأة، فقال لها اسقيني ماء فسقته ثم مكث ما شاء الله، ثم خرجت فإذا هو على الباب، قالت يا عبد الله إن مجلسك مجلس ريبة فقم، فقال لها: أنا مسلم بن عقيل فهل عندك مأوى؟ قالت نعم، أدخل، وكان ابنها مولى لمحمد بن الأشعث، فلما علم به الغلام انطلق إلى محمد فأخبره، فانطلق محمد إلى عبيد الله فأخبره، فبعث عبيد الله عمرو بن حريث المخزومي صاحب شرطة إليه ومعه محمد فلم يعلم مسلم حتى أحيط بالدار، فلما رأى ذلك مسلم خرج بسيفه فقاتلهم، فأعطاه محمد الأمان فأمكن من يده، فجاء به إلى عبيد الله بن زياد، فأمر به فأصعد إلى أعلى القصر فضرب عنقه، وألقى جثته إلى الناس وأمر بهاني فسحب إلى الكناسة فصلب هناك، وقال شاعرهم:
فإن كنت لا تدرين ما الموت فانظري ... إلى هانئ بالسوق وابن عقيل
أصابهما أمر الإمام فأصبحا ... أحاديث من يسعى بكل سبيل
أتركب أسماء الهماليج آمناً ... وقد طلبته مذحج بقتيل
وأقبل الحسين عليه السلام بكتاب مسلم كان إليه، حتى إذا كان بينه وبين القادسية ثلاثة أميال لقيه الحر بن يزيد التميمي، فقال له: أين تريد؟ قال أريد هذا المصر، قال ارجع فإني لم أدع لك خلفي خيراً أرجوه، فهم أن يرجع، وكان معه إخوة مسلم بن عقيل، قال والله لا نرجع حتى يصيب بثأرنا أو يقتل، فقال لا خير في الحياة بعدكم، فسار فلقيه أول خيل عبيد الله بن زياد، فلما رأى ذلك عدل إلى كربلا فأسند ظهره إلى قصب أو خلاف لا يقاتل إلا من وجه واحد، فنزل وضرب أبنيته، وكان أصحابه خمسة وأربعين فارساً ونحواً من مائة رجل.
وكان عمر بن سعد بن أبي وقاص قد ولاه عبيد الله بن زياد الري وعهد إليه عهداً، فقال اكفني هذا الرجل، فقال اعفني، فأبى أن يعفيه، قال فانظرني الليل فأخره، فنظر في أمره، فلما أصح غدا عليه راضياً بما أمر به، فتوجه عمر بن سعد إلى الحسين بن علي عليهما السلام، فلما أتاه قال له الحسين: اختر واحدة من ثلاث: إما أن تدعوني فالحق بالثغور، وإما أن تدعوني فأذهب إلى يزيد، وإما أن تدعوني فأنصرف من حيث جئت، فقبل ذلك عمر بن سعد، فكتب إلى عبيد الله بن زياد بذلك، فكتب إليه عبيد الله: لا ولا كرامة حتى يضع يده في يدي، فقال الحسين بن علي عليهما السلام: لا والله لا يكون ذلك أبداً، فقاتله فقتل أصحابه كلهم وفيهم بضعة عشر شاباً من أهل بيته ونحى سهم، فيقع بابن له صغير في حجره فجعل يمسح الدم عنه ويقول: اللهم احكم بيننا وبين قومنا، دعونا لينصرونا ثم يقتلونا، ثم دعا بسراويل حبره فشقه ثم لبسه، ثم خرج بسيفه فقاتل حتى قتل عليه السلام، فقتله رجل من مذحج، وحز رأسه وانطلق به إلى عبيد الله لعنه الله فقال:
أوقر ركابي فضة وذهبا ... فقد قتلت الملك المحجبا
قتلت خير الناس أما وأباً ... وخيرهم إن ينسبون نسبا
فوفد هو إلى يزيد بن معاوية لعنهم الله تعالى ومعه الرأس، فوضع بين يديه وعنده أبو بزرة الأسلمي، فجعل يزيد ينكث بالقضيب على فيه ويقول:
نفلق هاماً من رجال أعزة ... علينا وهم كانوا أعق وأظلما
فقال له أبو برزة: ارفع قضيبك فوالله لربما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على فيه يلثمه، وسرح عمر بن سعد بحرمه وعياله إلى عبيد الله ولم يكن بقي من أهل بيت الحسين عليه السلام إلا غلام كان مريضاً مع النساء، فأمر به عبيد الله ليقتل فطرحت زينب بنت علي عليه السلام نفسها عليه، وقالت لا يقتل حتى تقتلوني فرق له فتركه وكف عنه ثم جهزهم وحملهم إلى يزيد، فلما قدموا عليه جمع من كان بحضرته من أهل الشام ثم أدخلوا عليه، فهنئوه بالفتح، فقام رجل منهم أزرق أحمر، فنظر إلى وصيفة من بناتهم، فقال يا أمير المؤمنين: هب لي هذه، فقالت زينب لا والله ولا كرامة لك ولا له، إلا أن يخرج من دين الله عز وجل، فأعادها الأزرق، فقال له يزيد: كف، ثم أدخلهم إلى عياله ثم جهزهم وحملهم إلى المدينة، فلما دخلوها خرجت امرأة من بني عبد المطلب ناشرة شعرها، واضعة كمها على رأسها تلقتهم وهي تقول:
ماذا تقولون لو قال النبي لكم ... ماذا فعلتم وأنتم خيرة الأمم
بعترتي وبأهلي بعد مفتقدي ... منهم أسارى وقتلى ضرجوا بدم
قال أبو الوليد هذا البيت لم أسمعه من خالد:
ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم ... أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي
--------------------------------------------------------------------------------
[1] برای او به طور نمونه نک: ذهبي، سير أعلام النبلاء، 6/138.
[2] اِبْنِ سَمّاك، ابوعمرو عثمان بن احمد بن عبدالله بن يزيد دَقّاق (د 26 ربيعالاول 344ق/20 ژوئية 955م)، محدِث بغداد. برای او و کتاب فضائل او نک: مقاله من در دائرة المعارف بزرگ اسلامی، ذيل همين مدخل که با امضای مستعار چاپ شده است.
[3] برای او نک: ذهبي، ميزان الاعتدال، 1/647
[4] برای او نک: ذهبي، سير اعلام النبلاء، 13/42