بسم الله الرحمن الرحیم
قال حدثني مصعب بن سلام «3» قال أبو حيان التميمي عن أبي عبيدة عن هرثمة بن سليم قال:: غزونا مع علي بن أبي طالب غزوة صفين فلما نزلنا بكربلاء صلى بنا صلاة فلما سلم رفع إليه من تربتها فشمها ثم قال: «واها لك أيتها التربة ليحشرن منك قوم يدخلون الجنة ... بغير حساب». فلما رجع هرثمة من غزوته «4» إلى امرأته و هي جرداء بنت سمير و كانت شيعة لعلي فقال لها زوجها هرثمة أ لا أعجبك من صديقك أبي الحسن لما نزلنا كربلاء رفع إليه من تربتها فشمها و قال: «واها لك يا تربة ليحشرن منك قوم
__________________________________________________
(1) زف النعام، بالكسر: ريشه الصغير.
(2) في اللسان: «و تسقطه و استسقطه: طلب سقطه و عالجه على أن يسقط فيخطئ أو يكذب، أو يبوح بما عنده». و في الأصل: «فنسقطه» تحريف:.
(3) في الأصل: «سلم» تحريف. و ترجمة مصعب في تاريخ بغداد (13: 108).
(4) ح (1: 278): «من غزاته».
وقعة صفين، النص، ص: 141
يدخلون الجنة ... بغير حساب» و ما علمه بالغيب فقالت: دعنا منك أيها الرجل فإن أمير المؤمنين لم يقل إلا حقا فلما بعث عبيد الله بن زياد بالبعث الذي بعثه إلى الحسين بن علي و أصحابه قال: كنت فيهم في الخيل التي بعث إليهم فلما انتهيت إلى القوم و حسين و أصحابه عرفت المنزل الذي نزل بنا علي فيه و البقعة التي رفع إليه من ترابها و القول الذي قاله فكرهت مسيري فأقبلت على فرسي حتى وقفت على الحسين فسلمت عليه و حدثته بالذي سمعت من أبيه في هذا المنزل فقال الحسين: «معنا أنت أو علينا؟» فقلت: يا ابن رسول الله:
لا معك و لا عليك تركت أهلي و ولدي «1» أخاف عليهم من ابن زياد فقال الحسين فول هربا حتى لا ترى لنا مقتلا فو الذي نفس محمد بيده لا يرى مقتلنا اليوم رجل و لا يغيثنا «2» إلا أدخله الله النار قال فأقبلت في الأرض هاربا حتى خفي علي مقتله «3».
. نصر مصعب بن سلام قال حدثنا الأجلح بن عبد الله الكندي عن أبي جحيفة قال جاء عروة البارقي إلى سعيد بن وهب فسأله و أنا أسمع فقال حديث حدثتنيه «4» عن علي بن أبي طالب قال نعم بعثني مخنف بن سليم إلى علي فأتيته بكربلاء فوجدته يشير بيده و يقول: «هاهنا هاهنا» فقال له رجل و ما ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال: «ثقل لآل محمد ينزل هاهنا فويل لهم منكم و ويل لكم منهم» فقال له الرجل: ما معنى هذا الكلام
__________________________________________________
(1) ح: «ولدى و عيالى».
(2) ح: «ثم لا يعيننا».
(3) ح: «مقتلهم».
(4) في الأصل: «حدثنيه» محرف. و في ح: «حدثتناه».
وقعة صفين، النص، ص: 142
يا أمير المؤمنين؟ قال: «ويل لهم منكم تقتلونهم و ويل لكم منهم يدخلكم الله بقتلهم إلى النار» و قد روي هذا الكلام على وجه آخر أنه ع قال: «فويل لكم منهم و ويل لكم عليهم» قال الرجل: أما ويل لنا منهم فقد عرفت «1» و ويل لنا عليهم ما هو؟ قال: «ترونهم يقتلون و لا تستطيعون نصرهم».
نصر سعيد بن حكيم العبسي عن الحسن بن كثير عن أبيه أن عليا أتى كربلاء فوقف بها فقيل: يا أمير المؤمنين هذه كربلاء قال: «ذات كرب و بلاء» ثم أومأ بيده إلى مكان فقال: «هاهنا موضع رحالهم و مناخ ركابهم» و أومأ بيده إلى موضع آخر فقال: «هاهنا مهراق دمائهم».
قرب الاسناد، ص 26
87- و عنه، عن عبد الله، عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال:
«مر علي بكربلاء في اثنين من أصحابه. قال: فلما مر بها ترقرقت عيناه للبكاء، ثم قال: هذا مناخ ركابهم، و هذا ملقى رحالهم، و هاهنا تهراق دماؤهم.
طوبى لك من تربة عليك تهراق دماء الأحبة» «3».
الهدایه الکبری، ص184-185
و لما حضرت الحسن الوفاة قال لأخيه الحسين (عليهما السلام) إن جعدة لعنها الله و لعن أباها و جدها فإن جدها خالف أمير المؤمنين (عليه السلام) و قعد عنه بالكوفة بعد الرجوع من صفين معاندا منحرفا مخالفا طاعته بعد أن خلعه بالكوفة من الإمارة و بايع الضب دونه و كان لعنه الله لا يشهد له جمعة و لا جماعة و لا يشيع جنازة لأحد من الشيعة و لا يصلي عليهم منذ سمع أمير المؤمنين (عليه السلام) على منبره يقول ويح لفراخ أفراخ آل محمد و ريحانتي و قرة عيني ابني الحسن من ابنتك التي من صلبك يا أشعث و هو ملع متمرد و جبار يملك من بعد أبيه فقام إليه أبو بحر الأحنف بن قيس التميمي فقال له يا أمير المؤمنين ما اسمه قال يزيد بن معاوية و يؤمر على قتل ابني الحسين (عليه السلام) عبيد الله بن زياد لعنه الله على الجيش السائر إلى ابني بالكوفة فتكون وقعتهم بكربلاء غربي الفرات كأني أنظر إلى مناخ ركابهم و رحالهم و إحاطة جيوش أهل الكوفة بهم و إغماد سيوفهم و رماحهم و سقيهم في جسومهم و دمائهم و لحومهم و سبي أولادي و ذراري رسول الله (صلى الله عليه و آله) و حملهم ناشرين الأقتاب و قتل الشيوخ و الكهول و الأطفال فقام الأشعث بن قيس على قدميه و قال ما ادعى رسول الله ما تدعيه من العلم من أين لك هذا فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) ويلك يا من عنق النار لابنك محمد ابنك من قوادهم إي و الله و شمر بن ذي جوشن و شبث بن ربعي و الزبيدي و عمرو بن حريث فأسرع الأشعث و قطع الكلام و قال يا ابن أبي طالب أفهمني ما تقول حتى أجيبك عنه فقال له ويلك يا أشعث أ ما سمعت فقال يا ابن أبي طالب ما سوي كلامك يمر و ولى فقام الناس على أقدامهم و مدوا أعينهم إلى أمير المؤمنين ليأذن لهم في قتله فقال لهم مهلا يرحمكم الله إني أقدر على هلاكه منكم و لا بد أن تحق كلمة العذاب على الكافرين
11- حدثني أبي و جماعة مشايخي رحمهم الله عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن جعفر بن محمد بن عبيد الله عن عبد الله بن ميمون القداح عن أبي عبد الله ع قال: مر أمير المؤمنين ع بكربلاء في أناس من أصحابه فلما مر بها اغرورقت عيناه بالبكاء ثم قال هذا مناخ ركابهم و هذا ملقى رحالهم-
كامل الزيارات، النص، ص: 270
و هنا تهرق دماؤهم طوبى لك من تربة عليك تهرق دماء الأحبة.
خصائص الائمه، ص 47
الحميري عن أحمد بن محمد عن جعفر بن محمد بن عبيد الله عن عبد الله بن ميمون عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ع قال مر أمير المؤمنين ع في ناس من أصحابه بكربلاء فلما مر بها اغرورقت عيناه بالبكاء ثم قال هذا مناخ ركابهم وهذا ملقى رحالهم و هاهنا تهراق دماؤهم طوبى لك من تربة عليها تهراق دماء الأحبة «4».
الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، ج1، ص: 332
و هذا أيضا لاحق بما قدمنا ذكره من الإنباء بالغيوب و الأعلام القاهرة للقلوب
[في إخباره ع عن كربلاء و مصرع الحسين و أصحابه فيها]
(فصل)
و من ذلك ما رواه عثمان بن عيسى العامري عن جابر بن الحر عن جويرية بن مسهر العبدي قال: لما توجهنا مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع إلى صفين فبلغنا طفوف كربلاء وقف ع ناحية من العسكر ثم نظر يمينا و شمالا و استعبر ثم قال هذا و الله مناخ ركابهم و موضع منيتهم فقيل له يا أمير المؤمنين ما هذا الموضع قال هذا كربلاء يقتل فيه قوم يدخلون الجنة ... بغير حساب ثم سار فكان الناس لا يعرفون تأويل ما قال حتى كان من أمر أبي عبد الله الحسين بن علي ع و أصحابه بالطف ما كان فعرف حينئذ من سمع مقاله مصداق الخبر فيما أنبأهم به «1».
و كان ذلك من علم الغيب و الخبر بالكائن قبل كونه و هو المعجز الظاهر و العلم الباهر حسب ما ذكرناه.
و الأخبار في هذا المعنى يطول بها الشرح و فيما أثبتناه منها كفاية فيما قصدناه
و إن عيسى على نبينا و عليه السلام مر بكربلاء فرأى ظباء فدعاها فقال لها هاهنا لا ماء و لا مرعى فلم مقامك فيها قالت يا روح الله إن الله ألهمنا أن هذه البقعة حرم الحسين ع فأوينا إليها فدعا الله عيسى ع أن يبقي أثرا يعلم آل محمد أن عيسى كان مساعدا لهم في مصيبتهم فلما مر علي بن أبي طالب ع بها و جعل يقول هاهنا مناخ ركابهم و هاهنا مهراق دمائهم فسأله ابن عباس عن ذلك فأخبره بقتل الحسين ع بها «4»
__________________________________________________
(1) «على شجرة فقال للناس: انه قال (يا ربى) رب» م، و البحار. «على صخرة، فروى من كان معه أنه قال رب» ه.
(2) «أهل بيته عليهم السلام» ه، ط، و البحار.
(3) راجع أبواب معجزاتهم عليهم السلام، ففيها ما يفى.
(4) «فيها» البحار.
الخرائج و الجرائح، ج2، ص: 920
و إن عيسى على نبينا و عليه السلام مر هاهنا و دعا و من قصته كيت و كيت «1» فاطلب بعرات تلك الظباء فإنها باقية فوجدوا كثيرا من البعر قد صار مثل الزعفران.
کشف الغمه، ج 1، ص 279
و من ذلك أنه وقف في كربلاء في بعض أسفاره ناحية من عسكره فنظر يمينا و شمالا و استعبر باكيا ثم قال هذا و الله مناخ ركابهم و موضع منيتهم فقلنا يا أمير المؤمنين ما هذا الموضع قال هذه كربلاء يقتل فيه قوم يدخلون الجنة ... بغير حساب ثم سار و لم يعرف الناس تأويل قوله حتى كان من أمر الحسين ع ما كان.