تربة حمراء


المستدرك بتعليق الذهبي (4 / 440) :

8202 - أخبرناه أبو الحسين علي بن عبد الرحمن الشيباني بالكوفة ثنا أحمد بن حازم الغفاري ثنا خالد بن مخلد القطواني قال: حدثني موسى بن يعقوب الزمعي أخبرني هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص عن عبد الله بن وهب بن زمعة قال: أخبرني أم سلمة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اضطجع ذات ليلة للنوم فاستيقظ وهو حائر ثم اضطجع فرقد ثم استيقظ وهو حائر دون ما رأيت به المرة الأولى ثم اضطجع فاستيقظ وفي يده تربة حمراء يقبلها فقلت: ما هذه التربة يا رسول الله؟ قال: أخبرني جبريل عليه الصلاة السلام أن هذا يقتل بأرض العراق للحسين فقلت لجبريل أرني تربة الأرض التي يقتل بها فهذه تربتها

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه

تعليق الذهبي قي التلخيص: مر هذا على شرط البخاري ومسلم

الآحاد والمثاني (1 / 339) :

424- حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: لَمَّا أُحِيطَ بِالْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: مَا اسْمُ هَذِهِ الأَرْضِ؟ فَقِيلَ: كَرْبَلاءُ، فَقَالَ: صَدَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، إِنَّمَا هِيَ أَرْضُ كَرْبٍ وَبَلاءٍ

425- حَدَّثَنَا هدبة بن خالد حَدَّثَنَا حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن أم سلمة رَضِيَ الله تعالى عنهما أنها قالت سمعت الجن تنوح على الحسين رَضِيَ الله تعالى عنه

426- حَدَّثَنَا إبراهيم بن حجاج حَدَّثَنَا حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن ميمونة قالت سمعت الجن تنوح على الحسين رَضِيَ الله تعالى عنه

الآحاد والمثاني (1 / 340) :

427- حدثنا أبو بكر، حدثنا محمد بن عبيد، حدثني شرحبيل بن مدرك الجعفي، عن عبد الله بن نجي، عن أبيه، أنه سافر مع علي رضي الله عنه، وكان صاحب مطهرته، فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين، فنادى علي: صبرا أبا عبد الله بشاطئ الفرات، فقلت: ماذا أبا عبد الله؟ فقال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعيناه تفيضان، فقلت: يا رسول الله، ما لعينيك تفيضان، أغضبك أحد؟ فقال: بل قام جبريل عليه السلام من عندي قبيل، فحدثني أن الحسين بن علي يقتل بشاطئ الفرات، فقال: هل لك أن أريك من تربته؟ فقلت: نعم، فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها، ما ملكت عيني أن فاضتا

الآحاد والمثاني (1 / 341) :

428- حدثنا أبو بكر، حدثنا يعلى بن عبيد، عن موسى الجهني، عن صالح بن أربد النخعي قال: قالت أم سلمة: دخل الحسين بن علي على النبي صلى الله عليه وسلم، فتطلعت فرأيت في يد النبي صلى الله عليه وسلم، شيئا يقلبه وهو نائم على بطنه، فقلت: يا رسول الله، تطلعت فرأيتك تقلب شيئا ودموعك تسيل، فقال: إن جبريل عليه السلام أتاني بتربته التي يقتل عليها، فأخبرني أن أمتي يقتلونه

الآحاد والمثاني (1 / 342) :

429- حدثنا فضل بن سهل الأعرج، حدثنا محمد بن خالد بن عثمان، حدثنا موسى بن يعقوب، عن هاشم بن هاشم، عن عبد الله بن وهب، أن أم سلمة رضي الله عنها حدثته، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اضطجع ذات يوم للنوم، فاستيقظ وهو خائر النفس، ثم اضطجع، ثم استيقظ وفي يده تربة حمراء يقلبها في يده، فقالت أم سلمة رضي الله عنها: يا نبي الله، ما هذه التربة؟ قال: أخبرني جبريل عليه السلام، أن هذا يقتل بأرض العراق للحسين، فقلت: يا جبريل، أرني تربة الأرض التي يقتل فيها وهي هذه




موسوعة التخريج (ص: 2369) :

* 5806 -) حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني ثنا سليمان بن بلال عن كثير بن زيد عن عبد المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أم سلمة قال * كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ذات يوم في بيتي فقال لا يدخل علي أحد فانتظرت فدخل الحسين رضي الله عنه فسمعت نشيج رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي فاطلعت فإذا حسين في حجره والنبي صلى الله عليه وسلم يمسح جبينه وهو يبكي فقلت والله ما علمت حين دخل فقال إن جبريل عليه السلام كان معنا في البيت فقال تحبه قلت أما من الدنيا فنعم قال إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء فتناول جبريل عليه السلام من تربتها فأراها النبي صلى الله عليه وسلم فلما أحيط بحسين حين قتل قال ما اسم هذه الأرض قالوا كربلاء قال صدق الله ورسوله أرض كرب وبلاء

الطبراني في معجمه الكبير ج 3/ ص 109 حديث رقم: 2819

* 5807 -) حدثنا الحسين بن إسحاق ثنا يحيى الحماني ثنا سليمان بن بلال عن كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أم سلمة قالت * كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ذات يوم في بيتي فقال لا يدخل علي أحد فانتظرت فدخل الحسين فسمعت نشيج رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي فاطلعت فإذا الحسين في حجره أو إلى جنبه يمسح رأسه وهو يبكي فقلت والله ما علمته حين دخل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن جبريل كان في البيت فقال أتحبه قلت أما في الدنيا فنعم قال إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء فتناول جبريل من تربتها فأراه النبي صلى الله عليه وسلم فلما أحيط بالحسين حين قتل قال ما اسم هذه الأرض قالوا كربلاء قال صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم أرض كرب وبلاء

الطبراني في معجمه الكبير ج 23/ ص 290 حديث رقم: 637

موسوعة التخريج (ص: 4302) :

* 10064 -) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع قال حدثني عبد الله بن سعيد عن أبيه عن عائشة أو أم سلمة قال وكيع شك هو يعنى عبد الله بن سعيد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لأحدهم * لقد دخل على البيت ملك لم يدخل على قبلها فقال لي ان ابنك هذا حسين مقتول وان شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل به قال فاخرج تربة حمراء \26681\

ابن حنبل في مسنده ج 6/ ص 294 حديث رقم: 26567

* 10065 -) حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا وكيع قال حدثني عبد الله بن سعيد عن أبيه عن عائشة أو أم سلمة قال وكيع شك هو أن النبي - عليه الصلاة والسلام - قال لأحداهما * لقد دخل على البيت ملك لم يدخل على قبلها فقال لي إن ابنك هذا حسين مقتول فإن شئت آتيك من تربة الأرض التي يقتل بها قال فأخرج إلى تربة حمراء

ابن حنبل في فضائل الصحابة ج 2/ ص 770 حديث رقم: 1357

* 10066 -) حدثنا إبراهيم بن عبد الله نا حجاج نا حماد عن أبان عن شهر بن حوشب عن أم سلمة قالت كان جبريل عليه السلام عند النبي صلى الله عليه وسلم والحسين معي فبكى فتركته فدنا من النبي صلى الله عليه وسلم فقال جبريل أتحبه يا محمد فقال نعم فقال أن أمتك ستقتله وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها فأراه إياه فإذا الأرض يقال لها كربلاء

ابن حنبل في فضائل الصحابة ج 2/ ص 782 حديث رقم: 1391

موسوعة التخريج (ص: 7219) :

* 17952 -) حدثنا يعقوب ثنا سفيان بن حمزة عن كثير بن زيد عن المطلب قال * لما أحيط بالحسين بن علي رضي الله عنهما قال ما اسم هذه الأرض فقيل كربلاء فقال صدق النبي صلى الله عليه وسلم إنما هي أرض كرب وبلاء

ابن عمرو الشيباني في الآحاد والمثاني ج 1/ ص 308 حديث رقم: 424

* 17953 -) حدثنا محمد بن علي الصائغ حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا سفيان بن حمزة عن كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب * قال لما أحيط بالحسين بن علي قال ما اسم هذه الأرض قيل كربلاء فقال صدق النبي صلى الله عليه وسلم إنها أرض كرب وبلاء

الطبراني في معجمه الكبير ج 3/ ص 106 حديث رقم: 2812

* 17954 -) حدثنا علي بن سعيد الرازي ثنا يعقوب بن حميد ثنا سفيان بن حمزة عن كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله قال * لما أحيط بالحسين بن علي رضي الله عنه قال ما اسم هذا الموضع قالوا كربلاء قال صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم هي كرب وبلاء

الطبراني في معجمه الكبير ج 3/ ص 133 حديث رقم: 2902

موسوعة التخريج (ص: 12399) :

* 38802 -) أخبرناه أبو الحسين علي بن عبد الرحمن الشيباني بالكوفة ثنا أحمد بن حازم الغفاري ثنا خالد بن مخلد القطواني قال حدثني موسى بن يعقوب الزمعي أخبرني هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص عن عبد الله بن وهب بن زمعة قال أخبرتني أم سلمة رضي الله عنها * أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اضطجع ذات ليلة للنوم فاستيقظ وهو حائر ثم اضطجع فرقد ثم استيقظ وهو حائر دون ما رأيت به المرة الأولى ثم اضطجع فاستيقظ وفي يده تربة حمراء يقبلها فقلت ما هذه التربة يا رسول الله قال أخبرني جبريل صلى الله عليه وسلم أن هذا يقتل بأرض العراق للحسين فقلت لجبريل أرني تربة الأرض التي يقتل بها فهذه تربتها هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه

الحاكم في مستدركه ج 4/ ص 440 حديث رقم: 8202

* 38803 -) حدثني بكر بن سهل الدمياطي ثنا جعفر بن مسافر التنيسي ثنا بن أبي فديك ثنا موسى بن يعقوب الزمعي عن هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص عن عتبة بن عبد الله بن زمعة عن أم سلمة * أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اضطجع ذات يوم فاستيقظ وهو خاثر النفس وفي يده تربة حمراء يقلبها فقلت ما هذه التربة يا رسول الله فقال أخبرني جبريل عليه السلام أن هذا يقتل بأرض العراق للحسين فقلت لجبريل عليه السلام أرني تربة الأرض التي يقتل بها فهذه تربتها

الطبراني في معجمه الكبير ج 3/ ص 110 حديث رقم: 2821

* 38804 -) حدثنا إبراهيم بن دحيم ثنا موسى بن يعقوب حدثني هاشم بن هاشم عن وهب بن عبد الله بن زمعة قال أخبرتني أم سلمة * أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اضطجع ذات يوم للنوم فاستيقظ وهو خائر النفس فاضطجع فرقد فاستيقظ وفي يده تربة حمراء يقبلها فقلت ما هذه التربة يا رسول الله قال أخبرني جبريل أن هذا يقتل بأرض العراق لحسين فقلت لجبريل أرني تربة الأرض التي يقتل فيها فهذه تربتها

الطبراني في معجمه الكبير ج 23/ ص 308 حديث رقم: 697

* 38805 -) حدثنا فضل بن سهل الأعرج نا محمد بن خالد بن عثمان نا موسى بن يعقوب عن هاشم بن هاشم عن عبد الله بن وهب * أن أم سلمة رضي الله عنها حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اضطجع ذات يوم للنوم فاستيقظ وهو خائر النفس ثم اضطجع ثم استيقظ وفي يده تربة حمراء يقلبها في يده فقالت أم سلمة رضي الله عنها يا نبي الله ما هذه التربة قال أخبرني جبريل عليه السلام أن هذا يقتل بأرض العراق للحسين فقلت يا جبريل أرني تربة الأرض التي يقتل فيها وهي هذه

ابن عمرو الشيباني في الآحاد والمثاني ج 1/ ص 310 حديث رقم: 429

* 38806 -) حدثنا إبراهيم بن عبد الله نا حجاج نا حماد عن أبان عن شهر بن حوشب عن أم سلمة قالت * كان جبريل عليه السلام عند النبي - عليه الصلاة والسلام - والحسين معي فبكى فتركته فدنا من النبي - عليه الصلاة والسلام - فقال جبريل أتحبه يا محمد فقال نعم فقال أن أمتك ستقتله وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها فأراه إياه فإذا الأرض يقال لها كربلاء

ابن حنبل في فضائل الصحابة ج 2/ ص 782 حديث رقم: 1391

موسوعة التخريج (ص: 12437) :

* 38988 -) حدثنا بشر بن موسى ثنا عبد الصمد بن حسان المروذي ح وحدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ومحمد بن محمد التمار البصري وعبدان بن أحمد قالوا ثنا شيبان بن فروخ قالا ثنا عمارة بن زاذان الصيدلاني قالا ثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك قال * أستأذن ملك القطر ربه عز وجل أن يزور النبي صلى الله عليه وسلم فأذن له فجاءه وهو في بيت أم سلمة فقال يا أم سلمة احفظي علينا الباب لا يدخل علينا أحد فبينما هم على الباب إذ جاء الحسين ففتح الباب فجعل يتقفز على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم يلتئمه ويقبله فقال له الملك تحبه يا محمد قال نعم قال أما إن أمتك ستقتله وإن شئت أن أريك من تربة المكان الذي يقتل فيها قال فقبض قبضة من المكان الذي يقتل فيه فأتاه بسهلة حمراء فأخذته أم سلمة فجعلته في ثوبها قال ثابت كنا نقول إنها كربلاء

الطبراني في معجمه الكبير ج 3/ ص 107 حديث رقم: 2813

* 38989 -) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا مؤمل ثنا عمارة بن زاذان ثنا ثابت عن أنس بن مالك * أن ملك المطر استأذن ربه أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فأذن له فقال لأم سلمة املكي علينا الباب لا يدخل علينا أحد قال وجاء الحسين ليدخل فمنعته فوثب فدخل فجعل يقعد على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم وعلى منكبه وعلى عاتقه قال فقال الملك للنبي صلى الله عليه وسلم أتحبه قال نعم قال أما إن أمتك ستقتله وإن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه فضرب بيده فجاء بطينة حمراء فأخذتها أم سلمة فصرتها في خمارها قال قال ثابت بلغنا انها كربلاء \13608\

ابن حنبل في مسنده ج 3/ ص 242 حديث رقم: 13563

* 38990 -) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الصمد بن حسان قال أنا عمارة يعني بن زاذان عن ثابت عن أنس قال * استأذن ملك المطران يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فأذن له فقال لأم سلمة احفظي علينا الباب لا يدخل أحد فجاء الحسين بن علي رضي الله عنهما فوثب حتى دخل فجعل يصعد على منكب النبي صلى الله عليه وسلم فقال له الملك أتحبه قال النبي صلى الله عليه وسلم نعم قال فإن أمتك تقتله وإن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه قال فضرب بيده فأراه ترابا أحمر فأخذت أم سلمة ذلك التراب فصرته في طرف ثوبها قال فكنا نسمع يقتل بكربلاء \13865\

ابن حنبل في مسنده ج 3/ ص 265 حديث رقم: 13820

* 38991 -) حدثنا شيبان حدثنا عمارة بن زاذان حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك قال * استأذن ملك القطر ربه أن يزور النبي صلى الله عليه وسلم فأذن له وكان في يوم أم سلمة فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أم سلمة احفظي علينا الباب لا يدخل علينا أحد قال فبينما هي على الباب إذ جاء الحسين بن علي فاقتحم ففتح الباب فدخل فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يلتزمه ويقبله فقال الملك أتحبه قال نعم قال إن أمتك ستقتله إن شئت أريتك المكان الذي تقتله فيه قال نعم قال فقبض قبضة من المكان الذي قتل به فأراه فجاء سهلة أو تراب أحمر فأخذته أم سلمة فجعلته في ثوبها قال ثابت فكنا نقول إنها كربلاء \3404\

أبي يعلى في مسنده ج 6/ ص 130 حديث رقم: 3402

* 38992 -) أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا شيبان بن فروخ قال حدثنا عمارة بن زاذان قال قال حدثنا ثابت عن أنس بن مالك قال * استأذن ملك القطر ربه أن يزور النبي صلى الله عليه وسلم فأذن له فكان في يوم أم سلمة فقال النبي صلى الله عليه وسلم احفظي علينا الباب لا يدخل علينا أحد فبينا هي على الباب إذ جاء الحسين بن علي فظفر فاقتحم ففتح الباب فدخل فجعل يتوثب على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم وجعل النبي يتلثمه ويقبله فقال له الملك أتحبه قال نعم قال أما إن أمتك ستقتله إن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه قال نعم فقبض قبضة من المكان الذي يقتل فيه فأراه إياه فجاءه بسهلة أو تراب أحمر فأخذته أم سلمة فجعلته في ثوبها قال ثابت كنا نقول إنها كربلاء \6741\

ابن حبان في صحيحه ج 15/ ص 144 حديث رقم: 6742

موسوعة التخريج (ص: 21286) :

* 152287 -) حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي حدثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا أبو الأعمش عن سلام أبي شرحبيل عن أبي هرثمة قال كنت مع علي رضي الله عنه بنهري كربلاء فمر بشجرة تحتها بعر غزلان فأخذ منه قبضة فشمها ثم قال * يحشر من هذا الظهر سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب

الطبراني في معجمه الكبير ج 3/ ص 111 حديث رقم: 2825

موسوعة التخريج (ص: 21286) :

* 152301 -) حدثنا أبو معاوية قال حدثنا الأعمش عن سلام أبي شرحبيل عن أبي هرثمة قال بعرت شاة له فقال لجارية له يا جرداء لقد أذكرني هذا البعر حديثا سمعته من أمير المؤمنين وكنت معه بكربلاء فمر بشجرة تحتها بعر غزلان فأخذ منه قبضة فشمها ثم قال يحشر من هذا الظهر سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب

عبد الرزاق في مصنفه ج 7/ ص 478 حديث رقم: 37368

^^^^^^

^^^^^




البداية والنهاية - ابن كثير (6 / 257) :

الاخبار بمقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما

وقد ورد في الحديث بمقتل الحسن فقال الامام أحمد: حدثنا عبد الصمد بن حسان، ثنا عمارة - يعني ابن زاذان - عن ثابت عن أنس قال: استأذن ملك المطر أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم، فأذن له، فقال لام سلمة: احفظي علينا الباب: لا يدخل علينا أحد، فجاء الحسين بن علي، فوثب حتى دخل، فجعل يصعد على منكب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له الملك: أتحبه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم، قال: فإن أمتك تقتله، وإن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه، قال: فضرب بيده فأراه ترابا أحمر، فأخذت أم سلمة ذلك التراب فصرته في طرف ثوبها، قال: فكنا نسمع يقتل بكربلاء (1) * ورواه البيهقي من حديث بشر بن موسى عن عبد الصمد عن عمارة، فذكره، ثم قال: وكذلك رواه

سفيان بن فروخ عن عمارة، وعمارة بن زاذان هذا هو الصيدلاني أبو سلمة البصري اختلفوا فيه، وقد قال فيه أبو حاتم، يكتب حديثه ولا يحتج به ليس بالمتين، وضعفه أحمد مرة ووثقه أخرى، وحديثه هذا قد روي عن غيره من وجه آخر، فرواه الحافظ البيهقي من طريق عمارة بن غزية (2) عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها نحو هذا * وقد قال البيهقي: أنا الحاكم في آخرين (3) ، قالوا: أنا الاصم، أنا عباس الدوري، ثنا محمد بن خالد بن مخلد، ثنا موسى بن يعقوب، عن هاشم بن هاشم عن عتبة بن أبي وقاص عن عبد الله بن وهب بن زمعة، أخبرتني أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اضطجع ذات يوم فاستيقظ وهو حائر، ثم اضطجع فرقد، ثم استيقظ وهو حائر دون ما رأيت منه في المرة الاولى، ثم اضطجع واستيقظ وفي يده تربة حمراء وهو يقلبها، فقلت: ما هذه التربة يا رسول الله؟ فقال: أخبرني جبريل أن هذا يقتل بأرض العراق - للحسين - قلت له: يا جبريل أرني تربة الارض التي يقتل بها، فهذه تربتها * ثم قال البيهقي: تابعه أبو موسى الجهني، عن صالح بن يزيد النخعي عن أم سلمة، وأبان عن شهر بن حوشب عن أم سلمة (4) * وقال الحافظ أبو بكر البزار في مسنده: ثنا إبراهيم بن يوسف الصيرفي، ثنا الحسين بن عيسى، ثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان الحسين جالسا في حجر النبي صلى الله عليه وسلم فقال جبريل: أتحبه؟ فقال: وكيف لا أحبه وهو ثمرة فؤادي؟ فقال؟ أما إن أمتك ستقتله، ألا أريك من موضع قبره؟ فقبض قبضة فإذا تربة حمراء * ثم قال

----------

(1) أخرجه الامام أحمد في المسند 3 / 242، 265.

ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد وقال: " رواه الطبراني واسناده حسن " والبيهقي في الدلائل 6 / 469.

(2) من الدلائل، وفي الاصل عرفة تحريف.

وهو ابن الحارث الانصاري المازني المدني لا بأس به روى عن أنس مرسله من السادسة مات سنة أربعين (تقريب التهذيب) .

(3) في الدلائل: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، وأبو محمد بن أبي حامد المقري... (4) رواه البيهقي في الدلائل 6 / 468.

(*)

البداية والنهاية - ابن كثير (6 / 258) :

البزار: لا نعلمه يروى إلا بهذا الاسناد، والحسين بن عيسى قد حدث عن الحكم بن أبان بأحاديث لا نعلمها عند غيره.

قلت: هو الحسين بن عيسى بن مسلم الحنفي أبو عبد الرحمن الكوفي أخو سليم القاري، قال البخاري: مجهول - يعني مجهول الحال - وإلا فقد روى عنه سبعة نفر، وقال أبو زرعة: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، روي عن الحكم بن أبان أحاديث منكرة، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عدي: قليل الحديث، وعامة حديثه غرائب، وفي بعض أحاديثه المنكرات * وروى البيهقي عن الحكم وغيره عن أبي الاحوص: محمد بن الهيثم القاضي (1) : ثنا محمد بن مصعب، ثنا الاوزاعي، عن أبي عمار شداد بن عبد الله، عن أم الفضل بنت الحارث أنها دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إني رأيت حلما منكرا الليلة، قال.

وما هو؟ قالت: رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري، قال: رأيت خيرا، تلك فاطمة إن شاء الله تلد غلاما فيكون في حجرك، فولدت فاطمة الحسين، فكان في حجري كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوضعته في حجره ثم حانت مني التفاتة فإذا عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تهريقان الدموع، قالت: قلت يا نبي الله بأبي أنت وأمي، مالك؟ قال: أتاني جبريل عليه السلام فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا، فقلت: هذا؟ قال: نعم، وأتاني بتربة من تربته حمراء (2) * وقد روى الامام أحمد، عن عفان، عن وهيب عن أيوب عن صالح أبي الخليل، عن عبد الله بن الحارث عن أم الفضل قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني رأيت في منامي أن في بيتي أو حجري عضوا من أعضائك، قال: تلد فاطمة إن شاء الله غلاما فتكفلينه، فولدت له فاطمة حسينا، فدفعته إليها فأرضعته بلبن قثم، فأتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما أزوره، فأخذه فوضعه على صدره فبال فأصاب البول إزاره، فزخخت بيدي على كتفيه، فقال: أوجعت ابني أصلحك الله، أو قال: رحمك الله، فقلت: اعطني إزارك أغسله، فقال: إنما يغسل بول الجارية ويصب على بول الغلام (3) * ورواه أحمد أيضا عن يحيى بن بكير عن إسرائيل عن سماك عن قابوس بن مخارق عن أم الفضل فذكر مثله سواء، وليس فيه الاخبار بقتله فالله أعلم * وقال

الامام أحمد: حدثنا عفان، ثنا حماد، أنا عمار بن أبي عمارة عن ابن عباس.

قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم بنصف النهار وهو قائل، أشعث أغبر، بيده قارورة فيها دم، فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما هذا؟ قال: دم الحسين وأصحابه، لم أزل التقطه منذ اليوم، قال: فأحصينا ذلك اليوم فوجدوه قتل في ذلك اليوم رضي الله عنه (4) * قال قتادة: قتل الحسين يوم الجمعة، يوم عاشوراء سنة إحدى وستين، وله أربع وخمسون سنة وستة أشهر ونصف شهر *

----------

(1) كان قاضي عكبرا وهي بليدة على دجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ كما في المراصد.

(2) رواه البيهقي في الدلائل 6 / 469.

(3) أخرجه الامام أحمد في مسنده 6 / 339، 340.

(4) أخرجه الامام أحمد في مسنده 1 / 243، 283.

(*)

البداية والنهاية - ابن كثير (6 / 259) :

وهكذا قال الليث وأبو بكر بن عياش الواقدي والخليفة بن خياط وأبو معشر وغير واحد: إنه قتل يوم عاشوراء عام إحدى وستين، ووزعم بعضهم أنه قتل يوم السبت، والاول أصح * وقد ذكروا في مقتله أشياء كثيرة أنها وقعت من كسوف الشمس يومئذ، وهو ضعيف، وتغيير آفاق السماء، ولم ينقلب حجر إلا وجد تحته دم، ومنهم من خصص ذلك بحجارة بيت المقدس، وأن الورس استحال رمادا، وأن اللحم صار مثل العلقم وكان فيه النار، إلى غير ذلك مما في بعضها نكارة، وفي بعضها إحتمال، والله أعلم * وقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سيد ولد آدم في الدنيا والآخرة، ولم يقع شئ من هذه الاشياء، وكذلك الصديق بعده، مات ولم يكن شئ من هذا، وكذا عمر بن الخطاب قتل شهيدا وهو قائم يصلي في المحراب صلاة الفجر، وحصر عثمان في داره وقتل بعد ذلك شهيدا، وقتل علي بن أبي طالب شهيدا بعد صلاة الفجر، ولم يكن شئ من هذه الاشياء، والله أعلم * وقد روى حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمارة عن أم سلمة أنها سمعت الجن تنوح على الحسين بن علي * وهذا صحيح، وقال شهر بن حوشب: كنا عند أم سلمة فجاءها الخبر بقتل الحسين فخرت مغشيا عليها * وكان سبب قتل الحسين أنه كتب إليه أهل العراق

يطلبون منه أن يقدم إليهم ليبايعوه بالخلافة، وكثر تواتر الكتب عليه من العامة ومن ابن عمه مسلم بن عقيل، فلما ظهر على ذلك عبيد الله بن زياد نائب العراق ليزيد بن معاوية، فبعث إلى مسلم بن عقيل يضرب عنقه ورماه من القصر إلى العامة، فتفرق ملؤهم وتبددت كلمتهم، هذا وقد تجهز الحسين من الحجاز إلى العراق، ولم يشعر بما وقع، فتحمل بأهله ومن أطاعه وكانوا قريبا من ثلثمائة (1) ، وقد نهاه عن ذلك جماعة من الصحابة، منهم أبو سعيد، وجابر، وابن عباس، وابن عمر، فلم يطعهم، وما أحسن ما نهاه ابن عمر عن ذلك، واستدل له على أنه لا يقع ما يريده فلم يقبل، فروى الحافظ البيهقي من حديث يحيى بن سالم الاسدي ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده عنه قال: سمعت الشعبي يقول: كان ابن عمر قدم المدينة فأخبر أن الحسين بن علي قد توجه إلى العراق، فلحقه على مسيرة ليلتين أو ثلاث من المدينة، قال: أين تريد؟ قال: العراق ومعه طوامير وكتب، فقال: لا تأتهم، فقال: هذه كتبهم وبيعتهم، فقال: إن الله خير نبيه صلى الله عليه وسلم بين الدنيا والآخرة، فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا، وإنكم بضعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله لا يليها أحد منكم أبدا، وما صرفها عنكم إلى الذي هو خير منكم، فارجعوا، فأبى وقال: هذه كتبهم وبيعتهم، قال: فاعتنقه ابن عمر وقال: أستودعك الله من قتيل (2) ، وقد وقع ما فهمه عبد الله بن عمر من ذلك سواء، من أنه لم يل أحد من أهل البيت الخلافة على سبيل الاستقلال ويتم له الامر، وقد قال ذلك عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب إنه لا يلي أحد من أهل البيت أبدا * ورواه عنهما أبو صالح الخليل بن أحمد بن عيسى بن الشيخ في كتابه الفتن والملاحم.

قلت:

-----------




(1) في فتوح ابن الاعثم: كان معه اثنان وثمانون رجلا من شيعته وأهل بيته.

(2) رواه البيهقي في الدلائل 6 / 470 - 471.

(*)

البداية والنهاية - ابن كثير (6 / 260) :

وأما الخلفاء الفاطميون الذين كانوا بالديار المصرية، فإن أكثر العلماء على أنهم أدعياء وعلي بن أبي طالب ليس من أهل البيت، ومع هذا لم يتم له الامر كما كان للخلفاء الثلاثة قبله، ولا اتسعت يده في البلاد كلها، ثم تنكدت عليه الامور، وأما ابنه الحسن رضي الله عنه فإنه لما جاء في جيوشه

وتصافي هو وأهل الشام، ورأى أن المصلحة في ترك الخلافة، تركها لله عز وجل، وصيانة لدماء المسلمين، أثابه الله ورضي عنه، وأما الحسين رضي الله عنه فإن ابن عمر لما أشار عليه بترك الذهاب إلى العراق وخالفه، اعتنقه مودعا وقال: أستودعك الله من قتيل، وقد وقع ما تفرسه ابن عمر، فإنه لما استقل ذاهبا بعث إليه عبيدالله بن زياد بكتيبة فيها أربعة آلاف يتقدمهم عمر (1) بن سعد بن أبي وقاص، وذلك بعد ما استعفاه فلم يعفه، فالتقوا بمكان يقال له كربلاء بالطف، فالتجأ الحسين بن علي وأصحابه إلى مقصبة هنالك، وجعلوها منهم بظهر، وواجهوا أولئك، وطلب منهم الحسين إحدى ثلاث: إما أن يدعوه يرجع من حيث جاء، وإما أن يذهب إلى ثغر من الثغور فيقاتل فيه، أو يتركوه حتى يذهب إلى يزيد بن معاوية فيضع يده في يده.

فيحكم فيه بما شاء، فأبوا عليه واحدة منهن، وقالوا: لا بد من قدومك على عبيد الله بن زياد فيرى فيك رأيه، فأبى أن يقدم عليه أبدا، وقاتلهم دون ذلك، فقتلوه رحمه الله، وذهبوا برأسه إلى عبيدالله بن زياد فوضعوه بين يديه، فجعل ينكت بقضيب في يده على ثناياه، وعنده أنس بن مالك جالس، فقال له: يا هذا، ارفع قضيبك، قد طال ما رأيت رسول الله يقبل هذه الثنايا، ثم أمر عبيد الله بن زياد أن يسار بأهله ومن كان معه إلى الشام، إلى يزيد بن معاوية، ويقال: إنه بعث معهم بالرأس حتى وضع بين يدي يزيد فأنشد حينئذ قول بعضهم (2) : نفلق هاما من رجال أعزة (3) * علينا وهم كانوا أعق وأظلما ثم أمر بتجهيزهم إلى المدينة النبوية، فلما دخلوها تلقتهم امرأة من بنات عبد المطلب ناشرة شعرها، واضعة كفها (4) على رأسها تبكي وهي تقول: ماذا تقولون إن قال النبي لكم * ماذا فعلتم وأنتم آخر الامم

----------




(1) من ابن الاعثم، وفي الاصل عمرو.

5 / 151.

(2) البيت للحصين بن حمام وقبله: أبى قومنا أن ينصفونا فأنصفت * قواضب في إيماننا تقطر الدما (3) في مروج الذهب: أحبة.

(4) في الطبري: كمها، وفي مروج الذهب: خرجت بنت عقيل بن أبي طالب في نساء من قومها حواسر حائرات.

وقيل اسمها أم لقمان بنت عقيل ومعها أخواتها أم معافى واسماء، ورملة، وزينب، وقال ابن أعثم في فتوحه: قائل الابيات علي بن الحسين.

(*)

البداية والنهاية - ابن كثير (6 / 261) :

بعترتي وبأهلي بعد مفتقدي (1) * منهم أسارى وقتلى ضرجوا بدم (2) ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم (3) * أن تخلفوني بشر (4) في ذوي رحمي وسنورد هذا مفصلا في موضعه إذا أنتهينا إليه إن شاء الله، وبه الثقة وعليه التكلان * وقد رثاه الناس بمراث كثيرة ومن أحسن ذلك ما أورده الحاكم أبو عبد الله النيسابوري وكان فيه تشيع: جاءوا برأسك يا ابن بنت محمد * متزملا بدمائه تزميلا فكأنما بك يا ابن بنت محمد * قتلوا جهارا عامدين رسولا قتلوك عطشانا ولم يترقبوا * في قتلك التنزيل والتأويلا ويكبرون بأن قتلت وإنما * قتلوا بك التكبير والتهليلا

^^^^^^^^

دلائل النبوة للبيهقي (7 / 366، بترقيم الشاملة آليا) :

باب ما روي في إخباره بقتل ابن ابنته أبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه فكان كما أخبر صلى الله عليه وسلم، وما ظهر عند ذلك من الكرامات التي هي دالة على صحة نبوة جده عليه السلام.

2804 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، وأبو محمد بن أبي حامد المقرئ، قالوا: أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا خالد بن مخلد، حدثنا موسى بن يعقوب، عن هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، عن عبد الله بن وهب بن زمعة، قال: أخبرتني أم سلمة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اضطجع ذات يوم للنوم فاستيقظ وهو حائر، ثم اضطجع فرقد، ثم استيقظ وهو حائر دون ما رأيت منه في المرة الأولى، ثم اضطجع واستيقظ وفي يده تربة حمراء يقلبها فقلت: ما هذه التربة يا رسول الله؟ قال: «أخبرني جبريل عليه السلام أن هذا يقتل بأرض العراق - للحسين - فقلت: يا جبريل، أرني تربة الأرض التي يقتل بها، فهذه تربتها» . تابعه موسى الجهني، عن صالح بن زيد النخعي، عن أم سلمة، وأبان، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة

2805 - حدثني محمد عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي الجوهري ببغداد، حدثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم القاضي، حدثنا محمد بن مصعب، حدثنا الأوزاعي، عن أبي عمار، شداد بن عبد الله، عن أم الفضل بنت الحارث، أنها دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إني رأيت حلما منكرا الليلة. قال: «وما هو؟» قالت: إنه شديد. قال: «وما هو؟» قالت: رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأيت خيرا، تلد فاطمة إن شاء الله غلاما فيكون في حجرك. فولدت فاطمة الحسين فكان في حجري كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخلت يوما على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعته في حجره، ثم حانت مني التفاتة، فإذا عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تهريقان الدموع. قالت: فقلت: يا نبي الله، بأبي أنت وأمي، ما لك؟ قال:» أتاني جبريل عليه السلام فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا «، فقلت: هذا؟ قال:» نعم، وأتاني بتربة من تربته حمراء «

2806 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار، حدثنا بشر بن موسى، حدثنا عبد الصمد يعني ابن حسان، حدثنا عمارة يعني ابن زاذان، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: استأذن ملك المطر أن يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن له، فقال لأم سلمة: «احفظي علينا الباب لا يدخلن أحد» قال: فجاء الحسين بن علي فوثب حتى دخل فجعل يقع على منكب (1) النبي صلى الله عليه وسلم، فقال الملك: أتحبه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «نعم» ، قال: فإن أمتك تقتله، وإن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه. قال: فضرب بيده فأراه ترابا أحمر، فأخذته أم سلمة فصرته (2) في طرف ثوبها، فكنا نسمع أن يقتل بكربلاء. وكذلك رواه شيبان بن فروخ، عن عمارة بن زاذان

----------

(1) المنكب: مُجْتَمَع رأس الكتف والعضد

(2) صرته: ربطته

2807 - وأنبأني أبو عبد الله الحافظ، إجازة، أن أبا الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى أخبره، حدثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي، حدثنا سعيد بن أبي مريم، وأنبأني أبو عبد الرحمن السلمي، أن أبا محمد بن زياد السمذي، أخبرهم: حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي، حدثنا سعيد هو ابن الحكم بن أبي مريم، قال: حدثني يحيى بن أيوب، قال: حدثني ابن غزية وهو عمارة، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال: كان لعائشة مشربة فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد لقي جبريل لقيه فيها فرقيها مرة من ذلك وأمر عائشة أن لا يطلع إليهم أحد، قال: وكان رأس الدرجة في حجرة عائشة، فدخل حسين بن علي فرقي ولم تعلم حتى غشيها فقال جبريل: من هذا؟ قال: «ابني» ، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعله على فخذه، قال جبريل عليه السلام: سيقتل، تقتله أمتك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمتي؟» قال: نعم، وإن شئت أخبرتك بالأرض التي يقتل فيها، فأشار جبريل عليه السلام إلى الطف بالعراق فأخذ تربة حمراء، فأراه إياها. هكذا رواه يحيى بن أيوب، عن عمارة بن غزية مرسلا. ورواه إبراهيم بن أبي يحيى، عن عمارة موصولا، فقال: عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن عائشة

2808 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي المقرئ، أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق الإسفراييني، حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي، حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه، أخبرنا شبابة بن سوار، حدثنا يحيى بن سالم الأسدي، قال: سمعت الشعبي، يقول: كان ابن عمر قدم المدينة فأخبر أن الحسين بن علي قد توجه إلى العراق فلحقه على مسيرة ليلتين أو ثلاث من المدينة فقال: أين تريد؟ قال: العراق، ومعه طومير وكتب، فقال: لا تأتهم، فقال: هذه كتبهم وبيعتهم، فقال: إن الله عز وجل خير نبيه بين الدنيا وبين الآخرة، فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا، وإنكم بضعة (1) من رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله لا يليها أحد منكم أبدا، وما صرفها الله عز وجل عنكم إلا للذي هو خير لكم، فارجعوا، فأبى وقال: هذه كتبهم وبيعتهم قال: فاعتنقه ابن عمر قال: أستودعك الله من قتيل

----------

(1) البضعة: القطعة من اللحم والمقصود جزء منه

2809 - وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ، أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق، حدثنا يوسف بن يعقوب، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا عمار بن أبي عمار، أن ابن عباس، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم ذات يوم بنصف النهار أشعث أغبر (1) ، بيده قارورة (2) فيها دم، فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما هذه؟ قال: «هذا دم الحسين وأصحابه، لم أزل ألتقطه منذ اليوم،» فأحصي ذلك الوقت فوجد قد قتل ذلك اليوم

----------

(1) أغبر: عليه الغبار، وهو ما صَغُر من التراب والرماد

(2) القارورة: وعاء من زجاج

2810 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثتنا أم شوق العبدية، قالت: حدثتني نضرة الأزدية، قالت: لما قتل الحسين بن علي مطرت السماء دما، فأصبحت وكل شيء ملآن دما

2811 - وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن معمر، قال أول ما عرف الزهري تكلم في مجلس الوليد بن عبد الملك، فقال الوليد: أيكم يعلم ما فعلت أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين بن علي؟ فقال الزهري: «بلغني أنه لم يقلب حجر إلا وجد تحته دم عبيط (1) »

----------

(1) العبيط: الخالص الطري

2812 - وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا إسماعيل بن الخليل، حدثنا علي بن مسهر، قال: حدثتني جدتي، قالت: «كنت أيام الحسين جارية شابة، فكانت السماء أياما علقة»

2813 - أخبرنا أبو الحسين، أخبرنا عبد الله، حدثنا يعقوب، حدثنا أبو بكر الحميدي، حدثنا سفيان، قال: حدثتني جدتي، قالت: لقد رأيت الورس (1) عاد رمادا، ولقد رأيت اللحم كأن فيه النار حين قتل الحسين

----------

(1) الورس: نبت أصفر يُصبغ به

2814 - أخبرنا أبو الحسن، أخبرنا عبد الله، حدثنا يعقوب، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثني حميد بن مرة، قال: أصابوا إبلا في عسكر الحسين يوم قتل فنحروها (1) وطبخوها. قال: فصارت مثل العلقم، فما استطاعوا أن يسيغوا منها شيئا

----------

(1) النحر: الذبح

^^^^^^^^^

^^^^^^^



تاريخ الإسلام ت تدمري (5/ 9)
وقد كتبت إليه عمرة بنت عبد الرحمن تعظم عليه ما يريد أن يصنع، وتأمره بلزوم الجماعة، وتخبره أنه إنما يساق إلى مصرعه وتقول: أشهد لحدثتني عائشة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يقتل حسين بأرض بابل» [1] وكتب إليه عبد الله بن جعفر كتابا يحذره أهل الكوفة، ويناشده الله أن يشخص إليهم.
فكتب إليه الحسين: إني رأيت رؤيا، ورأيت فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمرني بأمر أنا ماض له، ولست بمخبر أحدا بها حتى ألاقي عملي [2]
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 332، 333.
[2] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 333.



سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (3/ 159)
1171 - " قام من عندي جبريل قبل، فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات ".

أخرجه أحمد (1 / 85) عن عبد الله بن نجي عن أبيه أنه سار مع علي وكان
صاحب مطهرته، فلما حاذى (نينوى) وهو منطلق إلى صفين، فنادى علي: أصبر أبا
عبد الله: أصبر أبا عبد الله بشط الفرات، قلت: وماذا؟ قال: " دخلت على
النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم وعيناه تفيضان، قلت: يا نبي الله أغضبك
أحد؟ ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: بل قام ... قال: فقال: هل لك إلى أن أشمك
من تربته؟ قال: قلت: نعم، فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها، فلم أملك
عيني أن فاضتا ".
قلت: وهذا إسناد ضعيف، نجي والد عبد الله لا يدرى من هو كما قال الذهبي ولم
يوثقه غير ابن حبان وابنه أشهر منه، فمن صحح هذا الإسناد فقد وهم.
والحديث
قال الهيثمي (9 / 187) : " رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني ورجاله
ثقات ولم ينفرد نجي بهذا ".
قلت: يعني أن له شواهد تقويه وهو كذلك.
1 - روى عمارة بن زاذان حدثنا ثابت عن أنس قال: " استأذن ملك القطر ربه أن
يزور النبي صلى الله عليه وسلم، فأذن له، فكان في يوم أم سلمة ... فبينا هي
على الباب إذ دخل الحسين بن علي ... فجعل يتوثب على ظهر النبي صلى الله عليه
وسلم وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يتلثمه ويقبله، فقال له الملك: تحبه؟
قال: نعم. قال: أما إن أمتك ستقتله إن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه؟ قال
: نعم، فقبض قبضة من المكان الذي يقتل فيه، فأراه إياه فجاء سهلة، أو تراب
أحمر، فأخذته أم سلمة، فجعلته في ثوبها، قال ثابت: كنا نقول: إنها كربلاء
". أخرجه أحمد (3 / 242 و 265) وابن حبان (2241) وأبو نعيم في " الدلائل
" (202) .
قلت: ورجاله ثقات غير عمارة هذا قال الحافظ: " صدوق كثير الخطأ ". وقال
الهيثمي: " رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني بأسانيد وفيها عمارة بن
زاذان وثقه جماعة وفيه ضعف وبقية رجال أبي يعلى رجال الصحيح ".
2 - وروى محمد بن مصعب: حدثنا الأوزاعي عن أبي عمار شداد بن عبد الله عن أم
الفضل بنت الحارث أنها دخلت ... يوما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعته
(تعني الحسين) في حجرة، ثم حانت مني التفاتة، فإذا عينا رسول الله صلى الله
عليه وسلم تهريقان من الدموع، قالت: فقلت: يا نبي الله بأبي أنت وأمي مالك
؟ قال: أتاني جبريل عليه الصلاة والسلام فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا،
فقلت: هذا؟ فقال: نعم وأتاني بتربة من تربته حمراء ". أخرجه الحاكم (3 /
176 و 177) وقال: " صحيح على شرط الشيخين "! ورده الذهبي بقوله: " قلت:
بل منقطع ضعيف، فإن شدادا لم يدرك أم الفضل، ومحمد بن مصعب ضعيف ".
3 - وروى عبد الله بن سعيد عن أبيه عن عائشة أو أم سلمة - شك عبد الله بن سعيد
- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لإحداهما: " لقد دخل علي البيت ملك لم يدخل
علي قبلها، فقال لي: إن ابنك هذا حسين مقتول وإن شئت أريتك من تربة الأرض
التي يقتل بها. قال: فأخرج تربة حمراء ".
أخرجه أحمد (6 / 294) : حدثنا
وكيع قال: حدثني عبد الله بن سعيد.
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين، فهو صحيح إن كان سعيد وهو
ابن أبي هند سمعه من عائشة أو أم سلمة ولم أطمئن لذلك، فإنهم لم يذكروا له
سماعا منهما وبين وفاته ووفاة أم سلمة نحو أربع وخمسين سنة وبين وفاته
ووفاة عائشة نحو ثمان وخمسين. والله أعلم. وأخرجه الطبراني عن عائشة نحوه
بلفظ: " يا عائشة إن جبريل أخبرني أن ابني حسين مقتول في أرض الطف ... "
قال الهيثمي (9 / 188) : " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " وفي
إسناد " الكبير " ابن لهيعة وفي إسناد " الأوسط " من لم أعرفه ".
4 - وأخرجه الطبراني أيضا عن أم سلمة نحوه بلفظ: " إن أمتك ستقتل هذا بأرض
يقال لها كربلاء، فتناول جبريل من تربتها، فأراها النبي صلى الله عليه وسلم
... ". (انظر الاستدراك رقم 161 / 21) . قال الهيثمي (9 / 189) : " رواه
الطبراني بأسانيد، ورجال أحدها ثقات ". (انظر الاستدراك رقم 161 / 26) .
5 - وعن أبي الطفيل قال: " استأذن ملك القطر أن يسلم على النبي صلى الله عليه
وسلم ... ".
قلت: فذكره نحو حديث أنس المتقدم. قال الهيثمي (9 / 190) . " رواه الطبراني
وإسناده حسن ".
6 - ويروي حجاج بن نصير: حدثنا قرة بن خالد حدثنا عامر بن عبد الواحد عن أبي
الضحى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " ما كنا نشك وأهل البيت متوافرون أن
الحسين بن علي يقتل بـ (الطف) ". أخرجه الحاكم (3 / 179) وسكت عليه،
وتعقبه الذهبي بقوله: " قلت: حجاج متروك ".
قلت: بالجملة فالحديث المذكور أعلاه والمترجم له صحيح بمجموع هذه الطرق وإن
كانت مفرداتها لا تخلو من ضعف ولكنه ضعف يسير، لاسيما وبعضها قد حسنه
الهيثمي، والله أعلم.
(تنبيه) حديث عائشة وعلي عزاهما السيوطي (فتح 1 / 55 و 56) لابن سعد في
" الطبقات " ولم أره فيها، فلعله في القسم الذي لم يطبع منها، والله أعلم.
فائدة: ليس في شيء من هذه الأحاديث ما يدل على قداسة كربلاء وفضل السجود على
أرضها واستحباب اتخاذ قرص منها للسجود عليه عند الصلاة كما عليه الشيعة اليوم
ولو كان ذلك مستحبا لكان أحرى به أن يتخذ من أرض المسجدين الشريفين المكي
والمدني ولكنه من بدع الشيعة وغلوهم في تعظيم أهل البيت وآثارهم، ومن
عجائبهم أنهم يرون أن العقل من مصادر التشريع عندهم ولذلك فهم يقولون بالتحسين
والتقبيح العقليين ومع ذلك فإنهم يروون في فضل السجود على أرض كربلاء من
الأحاديث ما يشهد العقل السليم ببطلانه بداهة، فقد وقفت على رسالة لبعضهم وهو
المدعو السيد عبد الرضا (!) المرعشي الشهرستاني بعنوان " السجود على التربة
الحسينية ". ومما جاء فيها (ص 15) : " وورد أن السجود عليها أفضل لشرفها
وقداستها وطهارة من دفن فيها.
فقد ورد الحديث عن أئمة العترة الطاهرة عليهم
السلام أن السجود عليها ينور إلى الأرض السابعة. وآخر: أنه يخرق الحجب
السبعة، وفي (آخر) : يقبل الله صلاة من يسجد عليها ما لم يقبله من غيرها،
وفي (آخر) أن السجود على طين قبر الحسين ينور الأرضين ". ومثل هذه
الأحاديث ظاهرة البطلان عندنا وأئمة أهل البيت رضي الله عنهم براء منها وليس
لها أسانيد عندهم ليمكن نقدها على نهج علم الحديث وأصوله وإنما هي مراسيل
ومعضلات! ولم يكتف مؤلف الرسالة بتسويدها بمثل هذه النقول المزعومة على أئمة
البيت حتى راح يوهم القراء أنها مروية مثلها في كتبنا نحن أهل السنة، فها هو
يقول: (ص 19) : " وليس أحاديث فضل هذه التربة الحسينية وقداستها منحصرة
بأحاديث الأئمة عليهم السلام، إذ أن أمثال هذه الأحاديث لها شهرة وافرة في
أمهات كتب بقية الفرق الإسلامية عن طريق علمائهم ورواتهم، ومنها ما رواه
السيوطي في كتابه " الخصائص الكبرى " في " باب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم
بقتل الحسين عليه السلام، وروى فيه ما يناهز العشرين حديثا عن أكابر ثقاتهم
كالحاكم والبيهقي وأبي نعيم والطبراني (1) والهيثمي في " المجمع " (9 /
191) وأمثالهم من مشاهير رواتهم ". فاعلم أيها المسلم أنه ليس عند السيوطي
ولا الهيثمي ولو حديث واحد يدل على فضل التربة الحسينية وقداستها، وكل ما
فيها مما اتفقت عليه مفرداتها إنما هو إخباره صلى الله عليه وسلم بقتله فيها،
وقد سقت لك آنفا نخبة منها، فهل ترى فيها ما ادعاه الشيعي في رسالته على
السيوطي والهيثمي؟ ! اللهم لا، ولكن الشيعة في سبيل تأييد ضلالاتهم وبدعهم
يتعلقون بما هو أوهى من بيت العنكبوت! .
_________
(1) الأصل: الطبري! . اهـ.
ولم يقف أمره عند هذا التدليس على
القراء بل تعداه إلى الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو يقول (ص 13)
: " وأول من اتخذ لوحة من الأرض للسجود عليها هو نبينا محمد صلى الله عليه
وسلم في السنة الثالثة من الهجرة لما وقعت الحرب الهائلة بين المسلمين وقريش
في أحد وانهدم فيها أعظم ركن للإسلام وهو حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله
صلى الله عليه وسلم أمر النبي صلى الله عليه وسلم نساء المسلمين بالنياحة عليه
في كل مأتم، واتسع الأمر في تكريمه إلى أن صاروا يأخذون من تراب قبره
فيتبركون به ويسجدون عليه لله تعالى، ويعملون المسبحات منه كما جاء في كتاب
" الأرض والتربة الحسينية " وعليه أصحابه، ومنهم الفقيه ... ". والكتاب
المذكور هو من كتب الشيعة، فتأمل أيها القارىء الكريم كيف كذب على رسول الله
صلى الله عليه وسلم فادعى أنه أول من اتخذ قرصا للسجود عليه، ثم لم يسق لدعم
دعواه إلا أكذوبة أخرى وهي أمره صلى الله عليه وسلم النساء بالنياحة على حمزة
في كل مأتم ومع أنه لا ارتباط بين هذا لو صح وبين اتخاذ القرص كما هو ظاهر،
فإنه لا يصح ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف وهو قد صح عنه أنه أخذ
على النساء في مبايعته إياهن ألا ينحن كما رواه الشيخان وغيرهما عن أم عطية (
أنظر كتابنا " أحكام الجنائز " ص 28) ويبدو لي أنه بنى الأكذوبتين السابقتين
على أكذوبة ثالثة وهي قوله في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: " واتسع
الأمر في تكريمه إلى أن صاروا يأخذون من تراب قبره فيتبركون به ويسجدون عليه
لله تعالى ... "، فهذا كذب على الصحابة رضي الله عنهم وحاشاهم من أن يقارفوا
مثل هذه الوثنية، وحسب القارىء دليلا على افتراء هذا الشيعي على النبي صلى
الله عليه وسلم وأصحابه أنه لم يستطع أن يعزو ذلك لمصدر معروف من مصادر
المسلمين، سوى كتاب " الأرض والتربة الحسينية " وهو من كتب بعض متأخريهم
ولمؤلف مغمور منهم، ولأمر ما لم يجرؤ الشيعي على تسميته والكشف عن هويته حتى
لا يفتضح أمره بذكره إياه مصدرا لأكاذيبه! ولم يكتف حضرته بما سبق من الكذب
على السلف الأول بل تعداه إلى الكذب على من بعدهم، فاسمع إلى تمام كلامه
السابق:
" ومنهم الفقيه الكبير المتفق عليه مسروق بن الأجدع المتوفى سنة (62
) تابعي عظيم من رجال الصحاح الست كان يأخذ في أسفاره لبنة من تربة المدينة
المنورة يسجد عليها (!) كما أخرجه شيخ المشايخ الحافظ إمام السنة أبو بكر ابن
أبي شيبة في كتابه " المصنف " في المجلد الثاني في " باب من كان يحمل في
السفينة شيئا يسجد عليه، فأخرجه بإسنادين أن مسروقا كان إذا سافر حمل معه في
السفينة لبنة من تربة المدينة المنورة يسجد عليها ".
قلت: وفي هذا الكلام عديد من الكذبات: الأولى: قوله: " كان يأخذ في أسفاره
" فإنه بإطلاقه يشمل السفر برا وهو خلاف الأثر الذي ذكره!
الثانية: جزمه بأنه كان يفعل ذلك يعطي أنه ثابت عنه وليس كذلك بل ضعيف منقطع
كما يأتي بيانه.
الثالثة: قوله " ... بإسنادين " كذب وإنما هو إسناد واحد مداره على محمد بن
سيرين، اختلف عليه فيه، فرواه ابن أبي شيبة في " المصنف " (2 / 43 / 2) من
طريق يزيد بن إبراهيم عن ابن سيرين قال: " نبئت أن مسروقا كان يحمل معه لبنة
في السفينة. يعني يسجد عليها ". ومن طريق ابن عون عن محمد " أن مسروقا كان
إذا سافر حمل معه في السفينة لبنة يسجد عليها ". فأنت ترى أن الإسناد الأول من
طريق ابن سيرين، والآخر من طريق محمد وهو ابن سيرين، فهو في الحقيقة إسناد
واحد ولكن يزيد بن إبراهيم قال عنه: نبئت "، فأثبت أن ابن سيرين أخذ ذلك
بالواسطة عن مسروق ولم يثبت ذلك ابن عون وكل منهما ثقة فيما روى إلا أن يزيد
ابن إبراهيم قد جاء بزيادة في السند، فيجب أن تقبل كما هو مقرر في " المصطلح "
لأن من حفظ حجة على من لم يحفظ، وبناء عليه فالإسناد بذلك إلى مسروق ضعيف لا
تقوم به حجة لأن مداره على راو لم يسم مجهول، فلا يجوز الجزم بنسبة ذلك إلى
مسروق رضي الله عنه ورحمه كما صنع الشيعي.
الرابعة: لقد أدخل الشيعي في هذا الأثر زيادة ليس لها أصل في " المصنف " وهي
قوله: " من تربة المدينة المنورة "! فليس لها ذكر في كل من الروايتين عنده
كما رأيت. فهل تدري لم أفتعل الشيعي هذه الزيادة في هذا الأثر؟ لقد تبين له
أنه ليس فيه دليل مطلقا على اتخاذ القرص من الأرض المباركة (المدينة المنورة)
للسجود عليه إذا ما تركه على ما رواه ابن أبي شيبة ولذلك ألحق به هذه الزيادة
ليوهم القراء أن مسروقا رحمه الله اتخذ القرص من المدينة للسجود عليه تبركا،
فإذا ثبت له ذلك ألحق به جواز اتخاذ القرص من أرض كربلاء بجامع اشتراك الأرضين
في القداسة! ! وإذا علمت أن المقيس عليه باطل لا أصل له وإنما هو من اختلاف
الشيعي عرفت أن المقيس باطل أيضا لأنه كما قيل: وهل يستقيم الظل والعود أعوج
؟ ! فتأمل أيها القارىء الكريم مبلغ جرأة الشيعة على الكذب حتى على النبي صلى
الله عليه وسلم في سبيل تأييد ما هم عليه من الضلال، يتبين لك صدق من وصفهم من
الأئمة بقوله: " أكذب الطوائف الرافضة "! ومن أكاذيبه قوله (ص 9) : " ورد
في صحيح البخاري صحيفة (!) (331 ج 1) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره
الصلاة على شيء دون الأرض "! وهذا كذب من وجهين: الأول: أنه ليس في " صحيح
البخاري " هذا النص لا عنه صلى الله عليه وسلم ولا عن غيره من السلف.
الآخر: أنه إنما ذكره الحافظ ابن حجر في " شرحه على البخاري " (ج 1 / ص 388 -
المطبعة البهية) عن عروة فقال: " وقد روى ابن أبي شيبة عن عروة بن الزبير
أنه كان يكره الصلاة على شيء دون الأرض ".
قلت: وأكاذيب الشيعة وتدليسهم على الأمة لا يكاد يحصر وإنما أردت بيان
بعضها مما وقع في هذه الرسالة بمناسبة تخريج هذا الحديث على سبيل التمثيل وإلا
فالوقت أعز من أن يضيع في تتبعها.