بسم الله الرحمن الرحیم
5- زيارة اخرى لأمير المؤمنين و الحسين بن علي صلوات الله عليهما
روى محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة قال: خرجت مع صفوان بن مهران الجمال و جماعة من أصحابنا إلى الغري بعد ما ورد أبو عبد الله عليه السلام، فزرنا أمير المؤمنين عليه السلام، فلما فرغنا من الزيارة صرف صفوان وجهه إلى ناحية أبي عبد الله عليه السلام و قال: نزور الحسين بن علي عليهما السلام من هذا المكان من عند رأس أمير المؤمنين عليه السلام، و قال صفوان:
وردت مع سيدي أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد صلوات الله عليه ففعل مثل هذا و دعا بهذا الدعاء، بعد أن صلى و ودع، ثم قال لي: يا صفوان تعاهد هذه الزيارة و ادع بهذا الدعاء و زرهما بهذه الزيارة، فإني ضامن على الله لكل من زارهما بهذه الزيارة و دعا بهذا الدعاء من قرب أو بعد أن زيارته مقبولة، و أن سعيه مشكور، و سلامه واصل غير محجوب، و حاجته مقضية من الله بالغا ما بلغت، و أن الله يجيبه.
يا صفوان وجدت هذه الزيارة مضمونة بهذا الضمان عن أبي، و أبي عن أبيه علي بن الحسين، و علي بن الحسين عن أبيه الحسين، و الحسين عن أخيه الحسن، عن أمير المؤمنين مضمونا بهذا الضمان، و أمير المؤمنين عن رسول الله صلى الله عليه و آله، عن جبرئيل عليه السلام مضمونا بهذا الضمان، قد آلى الله على نفسه عز و جل أن من زار الحسين بن علي عليهما السلام
المزار الكبير (لابن المشهدي)، ص: 215
بهذه الزيارة من قرب أو بعد في يوم عاشوراء، و دعا بهذا الدعاء، قبلت زيارته و شفعته في مسألته بالغا ما بلغ و أعطيته سؤله، ثم لا ينقلب عني خائبا و أقلبه مسرورا قريرا عينه، بقضاء حوائجه و الفوز بالجنة و العتق من النار، و شفعته في كل من شفع له ما خلا الناصب لنا أهل البيت، آلى الله تعالى بذلك على نفسه، و أشهد ملائكته على ذلك، و قال جبرئيل: يا محمد إن الله أرسلني إليك مبشرا لك و لعلي و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة من ولدك إلى يوم القيامة، فدام سرورك يا محمد و سرور علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة و شيعتكم إلى يوم البعث.
و قال صفوان: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا صفوان إذا حدث لك إلى الله حاجة فزره بهذه الزيارة من حيث كنت، و ادع بهذا الدعاء و سل ربك حاجتك تأتك من الله، و الله غير مخلف وعده و رسوله صلى الله عليه و آله بمنه، و الحمد لله.
و هذه الزيارة «1»:
السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا صفوة الله، السلام عليك يا أمين الله، السلام على من اصطفاه الله و اختصه و اختاره من
__________________________________________________
(1) كذا، ما ذكره من رواية صفوان هو وارد في شأن زيارة عاشوراء المعروفة، لا ما نقله المؤلف بعيد هذا، فتذكر.
المزار الكبير (لابن المشهدي)، ص: 216
بريته، السلام عليك يا خليل الله ما دجى الليل و غسق «1»، و أضاء النهار و أشرق، السلام عليك ما صمت صامت و نطق ناطق و ذر شارق «2» و رحمة الله و بركاته.
السلام على مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، صاحب السوابق و المناقب، و النجدة «3»، و مبيد الكتائب «4»، الشديد البأس، العظيم المراس «5»، المكين الأساس، ساقي المؤمنين بالكأس من حوض الرسول المكين الأمين.
السلام على صاحب النهى «6» و الفضل و الطوائل «7»، و المكرمات و النوائل «8»، السلام على فارس المؤمنين، و ليث الموحدين، و قاتل المشركين، و وصي رسول رب العالمين و رحمة الله و بركاته.
السلام على من أيده الله بجبرئيل، و أعانه بميكائيل، و أزلفه في الدارين، و حباه بكل ما تقر به العين، صلى الله عليه و على آله الطيبين الطاهرين، و على أولاده المنتجبين، و على الأئمة الراشدين، الذين
__________________________________________________
(1) دجى الليل: أظلم، و غسق بمعناه.
(2) ذرت الشمس: إذا طلعت، و الشارق: الشمس حين تشرق.
(3) النجدة: الشجاعة.
(4) الإبادة: الإهلاك، الكتائب جمع الكتيبة و هي الجيش.
(5) المراس: الشدة.
(6) النهى: العقل.
(7) الطول: الفضل و العلو على الأعداء.
(8) المكرمة: فعل الكرم، النائل: العطاء.
المزار الكبير (لابن المشهدي)، ص: 217
أمروا بالمعروف، و نهوا عن المنكر، و فرضوا لنا الصلوات، و أمروا بإيتاء الزكاة، و عرفونا صيام شهر رمضان، و قراءة القرآن.
السلام عليك يا أمير المؤمنين، السلام عليك يا يعسوب الدين و قائد الغر المحجلين، السلام عليك يا باب الله، السلام عليك يا عين الله الناظرة «1»، و يده «2» الباسطة، و أذنه الواعية «3»، و حكمته البالغة «4»، و نعمته السابغة «5»، السلام على قسيم الجنة و النار، السلام على نعمة الله على الأبرار و نقمته على الفجار، السلام على سيد المتقين الأخيار.
السلام على أخي رسول الله و ابن عمه، و زوج ابنته و المخلوق من طينته، السلام على الأصل القديم «6» و الفرع الكريم، السلام على الثمر الجني، السلام على أبي الحسن علي، السلام على شجرة طوبى و سدرة المنتهى «7»
__________________________________________________
(1) أي شاهدة على عباده، فكما أن الرجل ينظر بعينه ليطلع على الأمور كذلك خلقه الله ليكون شاهدا على الخلق ناظرا في أمورهم.
(2) اليد كناية عن النعمة و الرحمة أو القدرة.
(3) وجه الاستعارة لأن الله تعالى- على ما ورد في الروايات في تفسير: «و تعيها أذن واعية»- خلقه ليسمع و يحفظ علوم الأولين و الآخرين.
(4) كلمته (خ ل)، أي مظهرها أو مخزنها.
(5) السابغة: الكاملة.
(6) المراد بالقديم المتقادم في الزمان لا الأزلي، لكون نورهم سابقا في الخلق على سائر المخلوقات.
(7) التشبيه بالثمرة و الشجرة و السدرة لوفور منافعه و عموم فوائده لجميع المخلوقات.
المزار الكبير (لابن المشهدي)، ص: 218
السلام على آدم صفوة الله، و نوح نبي الله، و إبراهيم خليل الله، و موسى كليم الله، و عيسى روح الله، و محمد حبيب الله، و من بينهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا.
السلام على نور الأنوار، و سليل «1» الأطهار، و عناصر «2» الأخيار، السلام على والد الأئمة الأبرار، السلام على حبل الله المتين «3»، و جنبه المكين، و رحمة الله و بركاته.
السلام على أمين الله في أرضه و خليفته في عباده، و الحاكم بأمره، و القيم بدينه، و الناطق بحكمته، و العامل بكتابه، أخي الرسول، و زوج البتول، و سيف الله المسلول، السلام على صاحب الدلالات و الآيات الباهرات و المعجزات القاهرات، المنجي من الهلكات، الذي ذكره الله في محكم الآيات، فقال تعالى «و إنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم» «4» السلام على اسم الله الرضي، و وجهه المضيء، و جنبه العلي و رحمة الله و بركاته، السلام على حجج الله و أوصيائه، و خاصة الله و أصفيائه، و خالصته و أمنائه، و رحمة الله و بركاته.
__________________________________________________
(1) السليل: الولد.
(2) العنصر- بضم الصاد و قد يفتح- الأصل و الحسب، و الجمع للمبالغة، أو المراد أحد العناصر.
(3) المتانة: الشدة.
(4) الزخرف: 4.
المزار الكبير (لابن المشهدي)، ص: 219
قصدتك يا مولاي يا أمين الله و حجته، زائرا عارفا بحقك، مواليا لأوليائك، معاديا لأعدائك، متقربا إلى الله بزيارتك، فاشفع لي عند الله ربي و ربك في خلاص رقبتي من النار و قضاء حوائجي حوائج الدنيا و الآخرة.
ثم انكب على القبر فقبله و قل:
سلام الله و سلام ملائكته المقربين، و المسلمين لك بقلوبهم يا أمير المؤمنين، و الناطقين بفضلك، و الشاهدين على أنك صادق أمين، و أشهد أنك طهر طاهر مطهر، من طهر طاهر مطهر.
أشهد لك يا ولي الله و ولي رسوله بالبلاغ و الأداء، و أشهد أنك جنب الله و بابه، و حبيب الله و وجهه الذي يؤتى منه، و أنك سبيل الله، و أنك عبد الله و أخو رسوله صلى الله عليه و آله.
أتيتك متقربا إلى الله بزيارتك، راغبا إليك في الشفاعة، أبتغي بشفاعتك خلاص رقبتي من النار، متعوذا بك من النار، هاربا من ذنوبي التي احتطبتها على ظهري، فزعا إليك رجاء رحمة ربي.
أتيتك أستشفع بك يا مولاي، و أتقرب إلى الله ليقضي بك حوائجي، فاشفع لي يا أمير المؤمنين إلى الله، فإني عبد الله و مولاك و زائرك، و لك عند الله المقام المحمود، و الجاه العظيم، و الشأن الكبير، و الشفاعة المقبولة.
اللهم صل على محمد و آل محمد، و صل على أمير المؤمنين
المزار الكبير (لابن المشهدي)، ص: 220
عبدك المرتضى، و أمينك الأوفى، و عروتك الوثقى، و يدك العليا، و جنبك «1» الأعلى، و كلمتك الحسنى، و حجتك على الورى، و صديقك الأكبر، و سيد الأوصياء، و ركن الأولياء، و عماد الأصفياء، أمير المؤمنين، و يعسوب الدين، و قدوة الصالحين، و إمام المخلصين، و المعصوم من الخلل، المهذب من الزلل، المطهر من العيب، المنزه من الريب، أخي نبيك و وصي رسولك، البائت على فراشه، و المواسي «2» له بنفسه، و كاشف الكرب عن وجهه.
الذي جعلته سيفا لنبوته، و آية لرسالته، و شاهدا على أمته، و دلالة لحجته، و حاملا لرايته، و وقاية لمهجته، و هاديا لأمته، و يدا لبأسه، و تاجا لرأسه، و بابا لسره، و مفتاحا لظفره، حتى هزم جيوش الشرك بإذنك، و أباد عساكر الكفر بأمرك، و بذل نفسه في مرضاة رسولك، و جعلها وقفا على طاعته، فصل اللهم عليه صلاة دائمة باقية.
ثم قل:
السلام عليك يا ولي الله، و الشهاب الثاقب، و النور العاقب «3»،
__________________________________________________
(1) المراد بالجنب إما القرب، فالمعنى أنت أقرب أفراد الخلق إلى الله، من باب تسمية الحال باسم المحل، و إما الطاعة، فالمراد أن طاعتك طاعة الله.
(2) المواساة: المشاركة و المساهمة في المعاش، أي لم يضن بنفسه بل بذل نفسه في وقايته صلى الله عليه و آله.
(3) العاقب: الذي يخلف من كان قبله في الخير، و المراد الآتي بعد الرسول صلى الله عليه و آله و خليفته.
المزار الكبير (لابن المشهدي)، ص: 221
يا سليل الأطائب، يا سر الله، إن بيني و بين الله تعالى ذنوبا قد أثقلت ظهري، و لا يأتي عليه إلا رضاه «1»، فبحق من ائتمنك على سره، و استرعاك أمر خلقه، كن إلى الله لي شفيعا، و من النار مجيرا، و على الدهر ظهيرا، فإني عبد الله و وليك و زائرك صلى الله عليك.
و صل ست ركعات صلاة الزيارة و ادع بما أحببت، ثم قل:
السلام عليك يا أمير المؤمنين، عليك مني سلام الله أبدا ما بقيت و بقي الليل و النهار.
ثم أومئ إلى الحسين عليه السلام و قل:
السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا ابن رسول الله، أتيتكما زائرا، و متوسلا إلى الله ربي و ربكما، و متوجها إليه بكما، و مستشفعا بكما إلى الله في حاجتي هذه، فاشفعا لي، فإن لكما عند الله المقام المحمود و الجاه الوجيه، و المنزل الرفيع و الوسيلة.
إني أنقلب عنكما منتظرا لتنجز الحاجة و قضائها و نجاحها من الله بشفاعتكما لي إلى الله في ذلك، فلا أخيب، و لا يكون منقلبي عنكما منقلبا خاسرا، بل يكون منقلبي منقلبا راجحا مفلحا، منجحا مستجابا لي بقضاء جميع الحوائج، فاشفعا لي.
أنقلب على ما شاء الله، لا حول و لا قوة إلا بالله، مفوضا أمري إلى الله، ملجئا ظهري إلى الله، متوكلا على الله، و أقول حسبي الله و كفى،
__________________________________________________
(1) أتى عليه الدهر: أهلكه و استأصله، و المراد أنه لا يذهبها و لا يفنيها إلا رضاك.
المزار الكبير (لابن المشهدي)، ص: 222
سمع الله لمن دعا، ليس وراء الله و وراءكم يا ساداتي منتهى، ما شاء الله ربي كان، و ما لم يشأ لم يكن.
يا سيدي يا أمير المؤمنين و مولاي، و أنت يا أبا عبد الله، سلامي عليكما متصل ما اتصل الليل و النهار، واصل إليكما غير محجوب عنكما سلامي إن شاء الله، و أسأله بحقكما أن يشاء ذلك و يفعل فإنه حميد مجيد.
أنقلب يا سيدي عنكما تائبا حامدا لله شاكرا راضيا «1»، مستيقنا للإجابة، غير آيس و لا قانط، عائدا راجعا إلى زيارتكما، غير راغب عنكما، بل راجع إن شاء الله تعالى إليكما، يا ساداتي رغبت إليكما بعد أن زهد فيكما و في زيارتكما أهل الدنيا، فلا يخيبني الله فيما رجوت و ما أملت في زيارتكما، إنه قريب مجيب.
ثم انفتل إلى القبلة و قل:
يا الله يا الله، يا مجيب دعوة المضطرين، و يا كاشف كرب المكروبين، و يا غياث المستغيثين، و يا صريخ المستصرخين، و يا من هو أقرب إلي من حبل الوريد.
يا من يحول بين المرء و قلبه، و يا من هو بالمنظر الأعلى و بالأفق المبين، و يا من هو الرحمن الرحيم*، يا من على العرش استوى، يا من يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور، و يا من لا تخفى عليه خافية.
__________________________________________________
(1) راجيا (خ ل).
المزار الكبير (لابن المشهدي)، ص: 223
يا من لا تشتبه عليه الأصوات، يا من لا تغلطه الحاجات، يا من لا يبرمه إلحاح الملحين، يا مدرك كل فوت، يا جامع كل شمل، يا بارئ النفوس بعد الموت، يا من هو كل يوم في شأن.
يا قاضي الحاجات، يا منفس الكربات، يا معطي السؤلات، يا ولي الرغبات، يا كافي المهمات، يا من يكفي من كل شيء و لا يكفي منه شيء في السماوات و الأرض.
أسألك بحق محمد و علي أمير المؤمنين، و بحق فاطمة بنت نبيك، و بحق الحسن و الحسين، فإني بهم أتوجه إليك في مقامي هذا، و بهم أتوسل، و بهم أستشفع إليك، و بحقهم أسألك و أقسم و أعزم عليك، و بالشأن الذي لهم عندك، و بالذي فضلتهم على العالمين، و باسمك الذي جعلته عندهم، و به خصصتهم دون العالمين، و به أبنتهم و أبنت فضلهم من كل فضل، حتى فاق فضلهم فضل العالمين جميعا.
و أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تكشف عني غمي و همي و كربي، و أن تكفيني المهم من أموري، و تقضي عني ديني، و تجيرني من الفقر و الفاقة، و تغنيني عن المسألة إلى المخلوقين، و تكفيني هم من أخاف همه، و عسر من أخاف عسره، و حزونة من أخاف حزونته، و شر من أخاف شره، و مكر من أخاف مكره، و بغي من أخاف بغيه، و جور من أخاف جوره، و سلطان من أخاف سلطانه، و كيد من أخاف كيده، و اصرف عني كيده و مكره، و مقدرة من أخاف مقدرته
المزار الكبير (لابن المشهدي)، ص: 224
علي، و ترد عني كيد الكيدة و مكر المكرة.
اللهم من أرادني بسوء فأرده، و من كادني فكده، و اصرف عني كيده و بأسه و أمانيه، و امنعه عني كيف شئت و أنى شئت، اللهم اشغله عني بفقر لا تجبره، و بلاء لا تستره، و بفاقة لا تسدها، و بسقم لا تعافيه، و بذل لا تعزه، و مسكنة لا تجبرها.
اللهم اجعل الذل نصب عينيه، و أدخل عليه الفقر في منزله، و السقم في بدنه، حتى تشغله عني بشغل شاغل لا فراغ له، و أنسه ذكري كما أنسيته ذكرك، و خذ عني بسمعه و بصره و لسانه، و يده و رجله و قلبه و جميع جوارحه، و أدخل عليه في جميع ذلك السقم و لا تشفه، حتى تجعل له ذلك شغلا شاغلا عني و عن ذكري، و اكفني يا كافي ما لا يكفي سواك.
يا مفرج من لا مفرج له سواك، و مغيث من لا مغيث له سواك، و جار من لا جار له سواك، و ملجأ من لا ملجأ له غيرك، أنت ثقتي و رجائي، و مفزعي و مهربي، و ملجئي و منجاي، فبك أستفتح و بك أستنجح، و بمحمد و آل محمد أتوجه إليك و أتوسل و أتشفع.
يا الله يا الله يا الله، و لك الحمد و لك المنة، و إليك المشتكى و أنت المستعان، فأسألك بحق محمد و آل محمد أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تكشف عني غمي و همي و كربي في مقامي هذا، كما كشفت عن نبيك غمه و همه و كربه، و كفيته هول عدوه، فاكشف عني
المزار الكبير (لابن المشهدي)، ص: 225
كما كشفت عنه، و فرج عني كما فرجت عنه، و اكفني كما كفيته، و اصرف عني هول ما أخاف هوله، و مئونة من أخاف مئونته، و هم من أخاف همه، بلا مئونة على نفسي من ذلك، و اصرفني بقضاء حاجتي و كفاية ما أهمني همه من أمر دنياي و آخرتي، يا أرحم الراحمين.
ثم تلتفت إلى أمير المؤمنين عليه السلام و تقول:
السلام عليك يا أمير المؤمنين، و السلام على أبي عبد الله الحسين ما بقيت و بقي الليل و النهار، لا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكما، و لا فرق الله بيني و بينكما- ثم تنصرف «1».
مصباح الزائر للسید ابن طاووس، ص 149
ابتدا نقل زیارت امیرالمومنین
سپس زیارت عاشورا
و بعد دعای صفوان پس از زیارت عاشورا یا الله یا مجیب دعوه المضطرین
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج97، ص: 305
23- ثم قال السيد رحمه الله زيارة خامسة ورد فيها ثواب مضاعف يزار بها صلوات الله عليه تقف على ضريحه الشريف و تقول أقول أورد الشيخ المفيد ره هذه الزيارة بأدنى تغيير مع زيادات فنتبع لفظه لأنه أسبق و أوثق قال ره تتمة في ذكر زيارة مولانا أبي الحسن أمير المؤمنين- و أبي عبد الله الحسين صلوات الله عليهما جميعا و هي مروية عن أبي عبد الله ع إذا أردت ذلك فقف متوجها إلى قبر أمير المؤمنين- صلوات الله عليه و قل السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا صفوة الله السلام عليك يا أمين الله السلام على من اصطفاه الله و اختصه و اختاره من بريته السلام عليك يا خليل الله ما دجا الليل و غسق و أضاء النهار و أشرق السلام عليك ما صمت صامت و نطق ناطق و ذر شارق و رحمة الله و بركاته السلام على مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب- صاحب السوابق و المناقب و النجدة و مبيد الكتائب الشديد البأس العظيم المراس المكين الأساس ساقي المؤمنين بالكأس من حوض الرسول المكين الأمين السلام على صاحب النهى و الفضل و الطوائل و المكرمات و النوائل السلام على فارس المؤمنين و ليث الموحدين و قاتل المشركين و وصي رسول رب العالمين- و رحمة الله و بركاته السلام على من أيده الله بجبرئيل و أعانه بميكائيل و أزلفه في الدارين و حباه بكل ما تقر به العين و صلى الله عليه و على آله الطاهرين و على أولاده المنتجبين و على الأئمة الراشدين الذين أمروا بالمعروف و نهوا عن المنكر و فرضوا علينا الصلوات و أمروا بإيتاء الزكاة و عرفونا صيام شهر رمضان و قراءة القرآن السلام عليك يا أمير المؤمنين و يعسوب الدين و قائد الغر المحجلين السلام عليك يا باب الله السلام عليك يا عين الله الناظرة و يده الباسطة و أذنه الواعية و حكمته البالغة و نعمته السابغة السلام على قسيم الجنة و النار السلام على نعمة الله على الأبرار و نقمته على الفجار السلام على سيد المتقين الأخيار السلام على أخي رسول الله و ابن عمه و زوج ابنته و المخلوق من طينته السلام على الأصل القديم و الفرع الكريم السلام على الثمر الجني السلام
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج97، ص: 306
على أبي الحسن علي- السلام على شجرة طوبى و سدرة المنتهى- السلام على آدم صفوة الله و نوح نبي الله و إبراهيم خليل الله و موسى كليم الله و عيسى روح الله و محمد حبيب الله و من بينهم من الصديقين و النبيين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا السلام على نور الأنوار و سليل الأطهار و عناصر الأخيار السلام على والد الأئمة الأطهار السلام على حبل الله المتين و جنبه المكين و رحمة الله و بركاته السلام على أمين الله في أرضه و خليفته و الحاكم بأمره و القيم بدينه و الناطق بحكمته و العامل بكتابه أخي الرسول و زوج البتول و سيف الله المسلول السلام على صاحب الدلالات و الآيات الباهرات و المعجزات القاهرات و المنجي من الهلكات الذي ذكره الله في محكم الآيات فقال تعالى و إنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم السلام على اسم الله الرضي و وجهه المضيء و جنبه العلي و رحمة الله و بركاته السلام على حجج الله و أوصيائه و خاصة الله و أصفيائه و خالصته و أمنائه و رحمة الله و بركاته قصدتك يا مولاي يا أمين الله و حجته زائرا عارفا بحقك مواليا لأوليائك معاديا لأعدائك متقربا إلى الله بزيارتك فاشفع لي عند الله ربي و ربك في خلاص رقبتي من النار و قضاء حوائجي حوائج الدنيا و الآخرة- «1» ثم انكب على القبر فقبله و قل سلام الله و سلام ملائكته المقربين و المسلمين لك بقلوبهم يا أمير المؤمنين- و الناطقين بفضلك و الشاهدين على أنك صادق أمين صديق عليك و رحمة الله و بركاته أشهد أنك طهر طاهر مطهر من طهر طاهر مطهر أشهد لك يا ولي الله و ولي رسوله بالبلاغ و الأداء و أشهد أنك جنب الله و بابه و أنك حبيب الله و وجهه الذي يؤتى منه و أنك سبيل الله و أنك عبد الله و أخو رسول الله ص- أتيتك متقربا إلى الله عز و جل بزيارتك راغبا إليك في الشفاعة أبتغي بشفاعتك خلاص رقبتي من النار متعوذا بك من النار هاربا من ذنوبي التي احتطبتها على ظهري فزعا إليك رجاء رحمة ربي أتيتك أستشفع بك يا مولاي و
__________________________________________________
(1) مصباح الزائر ص 77- 78.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج97، ص: 307
أتقرب بك إلى الله ليقضي بك حوائجي فاشفع يا أمير المؤمنين إلى الله فإني عبد الله و مولاك و زائرك و لك عند الله المقام المحمود و الجاه العظيم و الشأن الكبير و الشفاعة المقبولة اللهم صل على محمد و آل محمد و صل على أمير المؤمنين عبدك المرتضى و أمينك الأوفى و عروتك الوثقى و يدك العليا و جنبك الأعلى و كلمتك الحسنى و حجتك على الورى و صديقك الأكبر و سيد الأوصياء و ركن الأولياء و عماد الأصفياء أمير المؤمنين- و يعسوب الدين و قدوة الصالحين و إمام المخلصين و المعصوم من الخلل المهذب من الزلل المطهر من العيب المنزه من الريب أخي نبيك و وصي رسولك- البائت على فراشه و المواسي له بنفسه و كاشف الكرب عن وجهه الذي جعلته سيفا لنبوته و آية لرسالته و شاهدا على أمته و دلالة لحجته و حاملا لرايته و وقاية لمهجته و هاديا لأمته و يدا لبأسه و تاجا لرأسه و بابا لسره و مفتاحا لظفره حتى هزم جيوش الشرك بإذنك و أباد عساكر الكفر بأمرك و بذل نفسه في مرضاة رسولك- و جعلها وقفا على طاعته فصل اللهم عليه صلاة دائمة باقية- ثم قل السلام عليك يا ولي الله و الشهاب الثاقب و النور العاقب يا سليل الأطايب يا سر الله إن بيني و بين الله تعالى ذنوبا قد أثقلت ظهري و لا يأتي عليها إلا رضاه فبحق من ائتمنك على سره و استرعاك أمر خلقه كن لي إلى الله شفيعا و من النار مجيرا و على الدهر ظهيرا فإني عبد الله و وليك و زائرك صلى الله عليك- «1» و صل ست ركعات صلاة الزيارة و ادع بما أحببت و قل السلام عليك يا أمير المؤمنين- عليك مني سلام الله أبدا ما بقيت و بقي الليل و النهار- ثم أومئ إلى الحسين ع و قل السلام عليك يا أبا عبد الله- السلام عليك يا ابن رسول الله- أتيتكما زائرا و متوسلا إلى الله تعالى ربي و ربكما و متوجها إلى الله بكما مستشفعا بكما إلى الله في حاجتي هذه فاشفعا لي فإن لكما عند الله المقام المحمود و الجاه الوجيه و المنزل الرفيع و الوسيلة إني أنقلب عنكما منتظرا
__________________________________________________
(1) مصباح الزائر ص 78- 89.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج97، ص: 308
لتنجز الحاجة و قضائها و نجاحها من الله بشفاعتكما لي إلى الله في ذلك فلا أخيب و لا يكون منقلبي عنكما منقلبا خاسرا بل يكون منقلبي منقلبا راجحا مفلحا منجحا مستجابا لي بقضاء جميع الحوائج فاشفعا لي أنقلب على ما شاء الله لا حول و قوة إلا بالله مفوضا أمري إلى الله ملجئا ظهري إلى الله متوكلا على الله و أقول حسبي الله و كفى سمع الله لمن دعا ليس وراء الله و وراءكم يا سادتي منتهى ما شاء الله ربي كان و ما لم يشأ لم يكن يا سيدي يا أمير المؤمنين و مولاي و أنت يا أبا عبد الله- سلامي عليكما متصل ما اتصل الليل و النهار واصل إليكما غير محجوب عنكما سلامي إن شاء الله و أسأله بحقكما أن يشاء ذلك و يفعل فإنه حميد مجيد أنقلب يا سيدي عنكما تائبا حامدا لله شاكرا راضيا مستيقنا للإجابة غير آيس و لا قانط عائدا راجعا إلى زيارتكما غير راغب عنكما بل راجع إن شاء الله تعالى إليكما يا ساداتي رغبت إليكما بعد أن زهد فيكما و في زيارتكما أهل الدنيا فلا يخيبني الله فيما رجوت و ما أملت في زيارتكما إنه قريب مجيب- ثم استقبل إلى القبلة و قل يا الله يا الله يا مجيب دعوة المضطرين و يا كاشف كرب المكروبين و يا غياث المستغيثين و يا صريخ المستصرخين و يا من هو أقرب إلي من حبل الوريد يا من يحول بين المرء و قلبه و يا من هو الرحمن الرحيم يا من على العرش استوى يا من يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور و يا من لا تخفى عليه خافية يا من لا تشتبه عليه الأصوات يا من لا تغلطه الحاجات يا من لا يبرمه إلحاح الملحين يا مدرك كل فوت يا جامع كل شمل يا بارئ النفوس بعد الموت يا من هو كل يوم في شأن يا قاضي الحاجات يا منفس الكربات يا معطي السؤلات يا ولي الرغبات يا كافي المهمات يا من يكفي من كل شيء و لا يكفي منه شيء في السماوات و الأرض أسألك بحق محمد و علي أمير المؤمنين- و بحق فاطمة بنت نبيك و بحق الحسن و الحسين- فإني بهم أتوجه إليك في مقامي هذا و بهم أتوسل و بهم أستشفع إليك و بحقهم أسألك و أقسم و أعزم عليك و بالشأن الذي لهم عندك و بالذي فضلتهم على العالمين و باسمك
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج97، ص: 309
الذي جعلته عندهم و به خصصتهم دون العالمين و به أبنتهم و أبنت فضلهم من كل فضل حتى فاق فضلهم فضل العالمين جميعا و أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تكشف عني غمي و همي و كربي و أن تكفيني المهم من أمري و تقضي عني ديني و تجيرني من الفقر و الفاقة و تغنيني عن المسألة إلى المخلوقين و تكفيني هم من أخاف همه و عسر من أخاف عسره و حزونة من أخاف حزونته و شر من أخاف شره و مكر من أخاف مكره و بغي من أخاف بغيه و جور من أخاف جوره و سلطان من أخاف سلطانه و كيد من أخاف كيده و اصرف عني كيده و مكره و مقدرة من أخاف مقدرته علي و ترد عني كيد الكيدة و مكر المكرة اللهم من أرادني بسوء فأرده و من كادني فكده و اصرف عني كيده و بأسه و أمانيه و امنعه عني كيف شئت و أنى شئت اللهم اشغله عني بفقر لا تجبره و بلاء لا تستره و بفاقة لا تسدها و بسقم لا تعافيه و بذل لا تعزه و مسكنة لا تجبرها اللهم اجعل الذل نصب عينيه و أدخل الفقر في منزله و السقم في بدنه حتى تشغله عني بشغل شاغل لا فراغ له و أنسه ذكري كما أنسيته ذكرك و خذ عني بسمعه و بصره و لسانه و يده و رجله و قلبه و جميع جوارحه و أدخل عليه في جميع ذلك السقم و لا تشفه حتى تجعل له ذلك شغلا شاغلا عني و عن ذكري و اكفني يا كافي ما لا يكفي سواك يا مفرج من لا مفرج له سواك و مغيث من لا مغيث له سواك و جار من لا جار له سواك و ملجأ من لا ملجأ له غيرك أنت ثقتي و رجائي و مفزعي و مهربي و ملجئي و منجاي فبك أستفتح و بك أستنجح و بمحمد و آل محمد أتوجه إليك و أتوسل و أتشفع يا الله يا الله يا الله و لك الحمد و لك المنة و إليك المشتكى و أنت المستعان فأسألك بحق محمد و آل محمد أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تكشف عني غمي و همي و كربي في مقامي هذا كما كشفت عن نبيك غمه و كربه و همه و كفيته هول عدوه فاكشف عني كما كشفت عنه و فرج عني كما فرجت عنه و اكفني كما كفيته و اصرف عني هول ما أخاف هوله و مئونة من أخاف مئونته و هم من أخاف همه بلا مئونة على نفسي من ذلك و اصرفني
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج97، ص: 310
بقضاء حاجتي و كفاية ما أهمني همه من أمر دنياي و آخرتي يا أرحم الراحمين- ثم تلتفت إلى أمير المؤمنين ع و تقول السلام عليك يا أمير المؤمنين و السلام على أبي عبد الله الحسين ما بقيت و بقي الليل و النهار و لا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكما و لا فرق الله بيني و بينكما ثم تنصرف «1».
أقول: أورد السيد رحمه الله هذه الزيارة إلى قوله و على الدهر ظهيرا فإني عبد الله و وليك و زائرك صلى الله عليك و سلم كثيرا ثم قال ثم صل صلاة الزيارة ست ركعات له و لآدم و نوح ع لكل واحد منهم ركعتان ثم قم فزر الحسين ع من عند رأس أمير المؤمنين ع بالزيارة الثانية من زيارتي عاشوراء اتباعا لما ورد إن شاء الله.
أقول سيظهر مما سننقله من الزيارات المخصوصة ليوم عاشوراء بمعونة ما ذكره السيد هاهنا و سيعيده هناك أن هذه الزيارة منقولة من طريق صفوان عن الصادق ع و سيأتي إسناده و سيتضح لك ما فعله المفيد و السيد ره من التغيير و الاختصاص و ينبغي ضم تلك الزيارة مع ما سيأتي ليحوز الزائر تلك الفضيلة الجليلة التي اشتملت عليها تلك الرواية المعتبرة الآتية.
الزيارة السادسة لأمير المؤمنين عليه السلام
السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا صفوة الله السلام عليك يا أمين الله السلام على من اصطفاه الله و اختصه و اختاره من بريته، السلام عليك يا خليل الله ما دجا الليل و غسق و أضاء النهار و أشرق، السلام عليك ما صمت صامت و نطق ناطق و ذر شارق و رحمة الله و بركاته، السلام على مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صاحب السوابق و المناقب و النجدة و مبيد الكتائب الشديد البأس العظيم المراس المكين الأساس ساقي المؤمنين بالكأس من حوض الرسول المكين الأمين، السلام على صاحب النهى و الفضل و الطوائل و المكرمات و النوائل، السلام على فارس المؤمنين و ليث الموحدين و قاتل المشركين و وصي رسول رب العالمين و رحمة الله و بركاته السلام على من أيده الله بجبرائيل و أعانه بميكائيل و أزلفه في الدارين و حباه بكل ما تقر به العين و صلى الله عليه و على آله الطاهرين و على أولاده المنتجبين و على الأئمة الراشدين الذين أمروا بالمعروف و نهوا عن المنكر و فرضوا
زاد المعاد - مفتاح الجنان، ص: 462
علينا الصلوات و أمروا بإيتاء الزكاة و عرفونا صيام شهر رمضان و قراءة القرآن، السلام عليك يا أمير المؤمنين و يعسوب الدين و قائد الغر المحجلين، السلام عليك يا باب الله السلام عليك يا عين الله الناظرة و يده الباسطة و أذنه الواعية و حكمته البالغة و نعمته السابغة و نقمته الدامغة، السلام على قسيم الجنة و النار السلام على نعمة الله على الأبرار و نقمته على الفجار، السلام على سيد المتقين الأخيار السلام على أخي رسول الله و ابن عمه و زوج ابنته و المخلوق من طينته، السلام على الأصل القديم و الفرع الكريم السلام على الثمر الجني السلام على أبي الحسن علي السلام على شجرة طوبى و سدرة المنتهى السلام على آدم صفوة الله و نوح نبي الله و إبراهيم خليل الله و موسى كليم الله و عيسى روح الله و محمد حبيب الله و من بينهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا السلام على نور الأنوار و سليل الأطهار و عناصر الأخيار السلام على والد الأئمة الأبرار الأطهار السلام على حبل الله المتين و جنبه المكين و رحمة الله و بركاته السلام على أمين الله في أرضه و خليفته و الحاكم بأمره و القيم بدينه و الناطق بحكمته و العامل بكتابه أخي الرسول و زوج البتول و سيف الله المسلول، السلام على صاحب الدلالات و الآيات الباهرات و المعجزات القاهرات الزاهرات و المنجي من الهلكات الذي ذكره الله في محكم الآيات فقال تعالى: و إنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم السلام على اسم الله الرضي و وجهه المضيء و جنبه العلي و رحمة الله و بركاته السلام على نعمة الله الشاملة و كلمته الباقية و حجته الوافية و رحمة الله و بركاته السلام على حجج الله و أوصيائه و خاصة الله و أصفيائه و خالصته و أمنائه و رحمة الله و بركاته قصدتك يا مولاي يا أمين الله و حجته زائرا عارفا بحقك مواليا لأوليائك معاديا لأعدائك متقربا إلى الله بزيارتك فاشفع لي عند الله ربي و ربك في خلاص رقبتي من النار و قضاء حوائجي حوائج الدنيا و الآخرة.
زاد المعاد - مفتاح الجنان، ص: 463
ثم الصق بالقبر و قبله و قل: سلام الله و سلام ملائكته المقربين و المسلمين لك بقلوبهم يا أمير المؤمنين و الناطقين بفضلك و الشاهدين على أنك صادق أمين صديق عليك و رحمة الله و بركاته أشهد أنك طهر طاهر مطهر من طهر طاهر مطهر أشهد لك يا ولي الله و ولي رسوله بالبلاغ و الأداء و أشهد أنك جنب الله و بابه و أنك حبيب الله و وجهه الذي يؤتى منه و أنك سبيل الله و أنك عبد الله و أخو رسوله صلى الله عليه و آله أتيتك متقربا إلى الله عز و جل بزيارتك راغبا إليك في الشفاعة أبتغي بشفاعتك خلاص رقبتي من النار متعوذا بك من النار هاربا من ذنوبي التي احتطبتها على ظهري فزعا إليك رجاء رحمة ربي أتيتك أستشفع بك يا مولاي و أتقرب بك إلى الله ليقضي بك حوائجي فاشفع لي يا أمير المؤمنين إلى الله فإني عبد الله و مولاك و زائرك و لك عند الله المقام المحمود و الجاه العظيم و الشأن الكبير و الشفاعة المقبولة اللهم صل على محمد و آل محمد و صل على أمير المؤمنين عبدك المرتضى و أمينك الأوفى و عروتك الوثقى و يدك العليا و جنبك الأعلى و كلمتك الحسنى و حجتك على الورى و صديقك الأكبر و سيد الأوصياء و ركن الأولياء و عماد الأصفياء أمير المؤمنين و يعسوب الدين و قدوة الصالحين و إمام المخلصين المعصوم من الخلل المهذب من الزلل المطهر من العيب المنزه من الريب أخي نبيك و وصي رسولك البائت على فراشه و المواسي له بنفسه و كاشف الكرب عن وجهه الذي جعلته سيفا لنبوته و آية لرسالته و شاهدا على أمته و دلالة على حجته و حاملا لرايته و وقاية لمهجته و هاديا لأمته و يدا لبأسه و تاجا لرأسه و بابا لسره و مفتاحا لظفره حتى هزم جيوش الشرك بإذنك و أباد عساكر الكفر بأمرك و بذل نفسه في مرضاة رسولك و جعلها وقفا على طاعته فصل اللهم عليه صلاة دائمة باقية.
ثم قل: السلام عليك يا ولي الله و الشهاب الثاقب و النور العاقب يا سليل الأطايب يا سر الله إن بيني و بين الله تعالى ذنوبا قد أثقلت ظهري و لا يأتي عليها إلا
زاد المعاد - مفتاح الجنان، ص: 464
رضاه فبحق من ائتمنك على سره و استرعاك أمر خلقه كن لي إلى الله شفيعا و من النار مجيرا و على الدهر ظهيرا فإني عبد الله و وليك و زائرك صلى الله عليك.
ثم صل ست ركعات و ادع بما شئت، و قل: السلام عليك يا أمير المؤمنين عليك مني سلام الله أبدا ما بقيت و بقي الليل و النهار.
ثم أشر و توجه إلى قبر الإمام الحسين عليه السلام و قل: السلام عليك يا أبا عبد الله السلام عليك يا ابن رسول الله أتيتكما زائرا و متوسلا إلى الله تعالى ربي و ربكما و متوجها إلى الله بكما و مستشفعا بكما إلى الله في حاجتي هذه فاشفعا لي فإن لكما عند الله المقام المحمود و الجاه الوجيه و المنزل الرفيع و الوسيلة إني أنقلب عنكما منتظرا لتنجز الحاجة و قضائها و نجاحها من الله بشفاعتكما لي إلى الله عز و جل في ذلك فلا أخيب و لا يكون منقلبي عنكما منقلبا خائبا خاسرا بل يكون منقلبي منقلبا راجحا مفلحا منجحا مستجابا لي بقضاء جميع حوائجي و تشفعا لي إلى الله أنقلب على ما شاء الله و لا حول و لا قوة إلا بالله مفوضا أمري إلى الله ملجئا ظهري إلى الله و متوكلا على الله و أقول حسبي الله و كفى سمع الله لمن دعا ليس لي وراء الله و وراءكم يا سادتي منتهى ما شاء ربي كان و ما لم يشأ لم يكن و لا حول و لا قوة إلا بالله أستودعكما الله و لا جعله الله آخر العهد مني إليكما انصرفت يا سيدي يا أمير المؤمنين و مولاي و أنت يا أبا عبد الله يا سيدي و سلامي عليكما متصل ما اتصل الليل و النهار واصل ذلك إليكما غير محجوب عنكما سلامي إن شاء الله و أسأله بحقكما أن يشاء ذلك و يفعل فإنه حميد مجيد انقلبت يا سيدي عنكما تائبا حامدا لله شاكرا راضيا راجيا للإجابة غير آيس و لا قانط آيبا عائدا راجعا إلى زيارتكما غير راغب عنكما و لا عن زيارتكما بل راجع عائد إن شاء الله و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم يا سيدي رغبت إليكما و إلى زيارتكما بعد أن زهد فيكما و في زيارتكما أهل الدنيا فلا خيبني الله مما رجوت و ما أملت في زيارتكما إنه قريب مجيب.
زاد المعاد - مفتاح الجنان، ص: 465
ثم استقبل القبلة و ادع بهذا الدعاء العظيم الجليل القدر:
يا الله يا الله يا الله، يا مجيب دعوة المضطرين، يا كاشف كرب المكروبين، يا غياث المستغيثين، يا صريخ المستصرخين، و يا من هو أقرب إلي من حبل الوريد. و يا من يحول بين المرء و قلبه، و يا من هو بالمنظر الأعلى و بالأفق المبين، و يا من هو الرحمن الرحيم على العرش استوى، و يا من يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور، و يا من لا تخفى عليه خافية، و يا من لا تشتبه عليه الأصوات، و يا من لا تغلطه الحاجات، و يا من لا يبرمه إلحاح الملحين، يا مدرك كل فوت، و يا جامع كل شمل، و يا بارئ النفوس بعد الموت، و يا من هو كل يوم في شأن، يا قاضي الحاجات، يا منفس الكربات، يا معطي السؤلات، يا ولي الرغبات، يا كافي المهمات، يا من يكفي من كل شيء، و لا يكفي منه شيء في السماوات و الأرض، أسألك بحق محمد خاتم النبيين، و علي أمير المؤمنين، و بحق فاطمة بنت نبيك، و بحق الحسن و الحسين، فإني بهم أتوجه إليك في مقامي هذا، و بهم أتوسل، و بهم أتشفع إليك و بحقهم أسألك و أقسم و أعزم عليك، و بالشأن الذي لهم عندك، و بالقدر الذي لهم عندك، و بالذي فضلتهم على العالمين، و باسمك الذي جعلته عندهم، و به خصصتهم دون العالمين، و به أبنتهم و أبنت فضلهم من فضل العالمين، حتى فاق فضلهم فضل العالمين جميعا، أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد. و أن تكشف عني غمي و همي و كربي و تكفيني المهم من أموري، و تقضي عني ديني و تجيرني من الفقر و تجبرني من الفاقة، و تغنيني عن المسألة إلى المخلوقين، و تكفيني هم من أخاف همه، و جور من أخاف جوره، و عسر من أخاف عسره، و حزونة من أخاف حزونته، و شر من أخاف شره، و مكر من أخاف مكره، و بغي من أخاف بغيه، و سلطان من أخاف سلطانه، و كيد من أخاف كيده، و مقدرة من أخاف بلاء مقدرته علي، و ترد عني كيد الكيدة و مكر المكرة، اللهم من أرادني بسوء فأرده، و من كادني فكده، و اصرف عني كيده و مكره و بأسه و أمانيه،
زاد المعاد - مفتاح الجنان، ص: 466
و امنعه عني كيف شئت و أنى شئت، اللهم اشغله عني بفقر لا تجبره، و ببلاء لا تستره، و بفاقة لا تسدها، و بسقم لا تعافيه، و ذل لا تعزه، و بمسكنة لا تجبرها، اللهم اضرب بالذل نصب عينيه، و أدخل عليه الفقر في منزله، و العلة و السقم في بدنه، حتى تشغله عني بشغل شاغل، لا فراغ له، و أنسه ذكري كما أنسيته ذكرك و خذ عني بسمعه و بصره و لسانه و يده و رجله و قلبه و جميع جوارحه، و أدخل عليه في جميع ذلك السقم، و لا تشفه حتى تجعل ذلك له شغلا شاغلا به عني و عن ذكري، و اكفني يا كافي ما لا يكفي سواك فإنك الكافي لا كافي سواك و مفرج لا مفرج سواك، و مغيث لا مغيث سواك، و جار لا جار سواك، خاب من كان جاره سواك و مغيثه سواك و مفزعه إلى سواك، و مهربه إلى سواك، و ملجأه إلى غيرك و منجاه من مخلوق غيرك، فأنت ثقتي و رجائي و مفزعي و مهربي و ملجئي و منجاي، فبك أستفتح و بك أستنجح، و بمحمد و آل محمد أتوجه إليك و أتوسل و أتشفع، فأسألك يا الله يا الله يا الله فلك الحمد و لك الشكر، و إليك المشتكى و أنت المستعان، فأسألك يا الله يا الله يا الله بحق محمد و آل محمد، أن تصلي على محمد و آل محمد، و أن تكشف عني همي و غمي و كربي في مقامي هذا، كما كشفت عن نبيك همه و غمه و كربه، و كفيته هول عدوه، فاكشف عني كما كشفت عنه و فرج عني كما فرجت عنه، و اكفني كما كفيته و اصرف عني هول ما أخاف هوله، و مئونة ما أخاف مئونته، و هم ما أخاف همه بلا مئونة على نفسي من ذلك و اصرفني بقضاء حوائجي و كفاية ما أهمني همه من أمر آخرتي و دنياي يا أرحم الراحمين.
ثم التفت نحو قبر أمير المؤمنين عليه السلام و قل: السلام عليك يا أمير المؤمنين و السلام على أبي عبد الله الحسين ما بقيت و بقي الليل و النهار و لا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكما و لا فرق الله بيني و بينكما.
بین نقل مصباح الزائر و المزار الکبیر در مورد زیارت امام حسین علیه السلام تفاوت است. سید زیارت عاشورا را نقل می کند و ابن مشهدی زیارتی دیگر. اما دعاء بعد از زیارت مشترک است، علامه مجلسی نیز در مقام جمع بین دو نقل می فرماید: مناسب است که انسان زیارت عاشورا را نیز به زیارتی که در المزار ابن المشهدی نقل شده است ضمیمه کند تا به ثواب هر دو نائل آید.