بسم الله الرحمن الرحیم

أمیر المؤمنین صلوات اللّه علیه



هم فاطمة و

أمير المؤمنين علیه السلام---فهرست




حرم اميرالمؤمنين ع و نجف اشرف





مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏3، ص: 214
و نظير هذه الرؤيا في الدلالة على علو مقامه، ما نقله الفاضل السيد علي خان في الدرجات الرفيعة قال: و كان المفيد (رحمه الله) رأى في منامه فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه و آله دخلت إليه و هو في مسجده بالكرخ، و معها ولداها الحسن و الحسين عليهما السلام صغيرين، فسلمتهما إليه و قالت له: علمهما الفقه، فانتبه متعجبا من ذلك. فلما تعالى النهار في صبيحة تلك الليلة التي رأى فيها الرؤيا، دخلت إليه المسجد فاطمة بنت الناصر، و حولها جواريها، و بين يديها ابناها علي المرتضى و محمد الرضي صغيرين، فقام إليها و سلم عليها، فقالت له: أيها الشيخ هذان ولداي قد أحضرتهما إليك لتعلمهما الفقه، فبكى الشيخ، و قص عليها المنام. و تولى تعليمهما، و أنعم الله تعالى عليهما، و فتح لهما من أبواب العلوم و الفضائل ما اشتهر عنهما في آفاق الدنيا، و هو باق ما بقي الدهر «2».
و نظيرها أيضا في الدلالة على قربه منهم عليهم السلام، و أن جده عليه السلام ذكره باللقب المذكور في المنام، ما نقله السيد الجليل بهاء الدين علي بن عبد الحميد في الدر النضيد، على ما في الرياض: عن الشيخ الصالح عز الدين حسن بن عبد الله بن حسن التغلبي: أن السلطان مسعود بن بويه لما بنى سور المشهد الشريف دخل الحضرة الشريفة، و قبل العتبة المنيفة، و جلس على حسن الأدب، فوقف أبو عبد الله- أعني الحسين بن أحمد بن الحجاج البغدادي- بين يديه، و أنشد القصيدة على باب أمير المؤمنين صلوات الله عليه، فلما وصل إلى الهجاء الذي فيها، أغلظ له السيد المرتضى في الكلام، و نهاه أن ينشد ذلك في‏
__________________________________________________
(1) أربعين الشهيد: 13.
(2) الدرجات الرفيعة: 459.



مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏3، ص: 215
باب حضرة الإمام، فقطع عليه الإنشاد، فانقطع عن الإيراد، فلما جن عليه الليل رأى الإمام عليا عليه السلام في المنام و هو يقول له: لا ينكسر خاطرك، فقد بعثنا المرتضى علم الهدى يعتذر إليك، فلا تخرج إليه، و قد أمرناه أن يأتي دارك فيدخل عليك.
ثم رأى السيد المرتضى في تلك الليلة النبي صلى الله عليه و آله و الأئمة عليهم السلام حوله جلوس، فوقف بين أيديهم عليهم السلام فسلم عليهم (عليهم السلام)، فلم يقبلوا عليه، فعظم ذلك عنده، و كبر لديه، فقال: يا موالي، أنا عبدكم و ولدكم و مولاكم، فبم استحققت هذا منكم؟
فقالوا: بما كسرت خاطر شاعرنا أبي عبد الله بن الحجاج، فتمضي إلى منزله، و تدخل عليه، و تعتذر إليه، و تأخذه و تمضي إلى مسعود بن بويه، و تعرفه عنايتنا فيه، و شفقتنا عليه.
فقام السيد المرتضى من ساعته، و مضى إلى أبي عبد الله، فقرع عليه باب حجرته، فقال: يا سيدي، الذي بعثك إلي أمرني أن لا أخرج إليك، و قال: إنه سيأتيك و يدخل عليك، فقال: نعم، سمعا و طاعة لهم، و دخل عليه، و اعتذر إليه، و مضى به إلى السلطان و قصا القصة عليه كما رأياه، فكرمه و أنعم عليه، و حياه و خصه بالرتبة الجليلة، و اعترف له بالفضيلة، و أمر بإنشاد القصيدة في تلك الحال، فقال:
يا صاحب القبة البيضاء على النجف من زار قبرك و استشفى لديك شفي «1»
القصيدة، و هي طويلة ذكرناها في كتابنا دار السلام «2»، و أشرنا فيه ان‏
__________________________________________________
(1) رياض العلماء 2: 13، و فيه: في النجف.
(2) دار السلام 1: 321.



مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏3، ص: 216
النسخة كذا، و الموجود في التواريخ أن الباني عضد الدولة من آل بويه، فلعله من تصحيف النساخ.
و في قصة الجزيرة الخضراء «1» التي نقلها علي بن فاضل المازندراني، و ذكرنا في كتابنا النجم الثاقب «2»، قرائن تدل على اعتبارها.
قال علي بن فاضل في آخر القصة: و ما رأيتهم يذكرون أحدا من علماء الشيعة إلا خمسة: السيد المرتضى، و الشيخ أبو جعفر الطوسي، و محمد بن يعقوب الكليني، و ابن بابويه، و الشيخ أبو القاسم الحلي «3».








الكافي (ط - الإسلامية)، ج‏1، ص: 456
5- عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن صفوان الجمال قال: كنت أنا و عامر و عبد الله بن جذاعة الأزدي عند أبي عبد الله ع قال فقال له عامر جعلت فداك إن الناس يزعمون أن أمير المؤمنين ع دفن بالرحبة قال لا قال فأين دفن قال إنه لما مات احتمله الحسن ع فأتى به ظهر الكوفة قريبا من النجف يسرة عن الغري يمنة عن الحيرة فدفنه بين ركوات «2» بيض قال فلما كان بعد ذهبت إلى الموضع فتوهمت موضعا منه ثم أتيته فأخبرته فقال لي أصبت رحمك الله ثلاث مرات.
__________________________________________________
(2) كذا في أكثر نسخ الحديث و لعله أراد التلال الصغيرة التي كانت محيطة بقبره صلوات الله عليه.
شبهها لضيائها و توقدها عند شروق الشمس عليها لاشتمالها على الحصيات البيض و الدرارى بالجمرة الملتهبة كما ذكره اللغويون (آت) أو هو تصحيف «ربوات» جمع ربوة و هو التل.




الكافي (ط - دارالحديث)، ج‏2، ص: 484
1237/ 5. عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن صفوان الجمال، قال: كنت أنا و عامر بن «3» عبد الله بن جذاعة الأزدي عند أبي عبد الله عليه السلام، قال: فقال له عامر: جعلت فداك، إن الناس يزعمون أن أمير المؤمنين عليه السلام دفن بالرحبة «4»؟ قال: «لا». قال: فأين دفن؟ قال: «إنه لما مات احتمله الحسن عليه السلام، فأتى به ظهر الكوفة قريبا من النجف يسرة «5» عن الغري «6»، يمنة «7» عن‏ الحيرة «1»، فدفنه بين ذكوات «2» بيض».
قال: فلما كان بعد، ذهبت إلى الموضع، فتوهمت موضعا منه، ثم أتيته، فأخبرته، فقال لي: «أصبت «3» رحمك الله» ثلاث مرات. «4»
__________________________________________________
(3). في النسخ و المطبوع: «عامر و عبد الله بن جذاعة الأزدي» لكن الخبر أورده السيد عبدالكريم بن طاووس في‏فرحة ا لغري، ص 62، بسنده عن محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن صفوان الجمال قال: كنت أنا و عامر بن عبدالله بن خزاعة الأزدي. و الخبر مأخوذ من الكافي كما يشهد بذلك ظاهره. و ورد الخبر في كامل الزيارات، ص 33، ح 1، بسند آخر عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن صفوان الجمال قال: كنت و عامر بن عبدالله بن جذاعة الأزدي. و عامر بن عبد الله هو المذكور في كتب الرجال. راجع: رجال النجاشي، ص 293، الرقم 794؛ رجال البرقي، ص 36؛ رجال الكشي، ص 9، الرقم 20؛ و رجال الطوسي، ص 255، الرقم 3606.
(4) رحبة المكان و رحبته: ساحته و متسعه. و الرحبة هذه: محلة بالكوفة. قال في المرآة، ج 5، ص 305: «و كأن المراد هنا ميدان الكوفة أو ساحة مسجدها». راجع: القاموس المحيط، ج 1، ص 167 (رحب).
(5) يجوز فيها الضم أيضا كما في «بح».
(6). «الغري»: الحسن من الرجال و غيرهم، و الحسن الوجه، و كل بناء حسن غري، و من الغريان- و هما بناءان طويلان مشهوران بالكوفة- سميا غريين؛ لأن النعمان بن المنذر كان يغريهما بدم من يقتله في يوم بؤسه. لسان العرب، ج 15، ص 122 (غرا).
(7). يجوز فيها الضم أيضا كما في «بح».
__________________________________________________
(1). «الحيرة»: مدينة كان يسكنها النعمان بن المنذر، و هي على رأس ميل من الكوفة. المغرب، ص 134 (حير).
(2). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بس، بف» و حاشية بدرالدين و شرح المازندراني و الوافي و مرآة العقول. و الذكوات و احدة الذكوة، و هي الجمرة الملتهبة. راجع: لسان العرب، ج 14، ص 287 (ذكا). و في «بر» و المطبوع: «زكوات» بالزاي. قال في الوافي: «و اريد بالذكوات البيض الحصيات التي يقال لها: در النجف، تشبيها لها بالجمرة المتوقدة. و من جعلها بالراء و فسرها بالآبار التي جدرانها أحجار بيض فلم يبعد. و يأتي ما يؤيده في باب فضل الحصى، إلاأنه لا يساعده أكثر النسخ؛ فإنها مكتوبة فيه بالذال المعجمة». و قال في المرآة: «و لعله أراد التلال التي كانت محيطة بقبره صلوات الله عليه، شبهها لضيائها و توقدها عند شروق الشمس عليها؛ لاشتمالها على الحصيات البيض و الدراري بالجمرة الملتهبة ... و قيل: إن أصله: ذكاوات جمع ذكاء بمعنى التل الصغير».
(3). في «ف»: «أصبته».
(4). كامل الزيارات، ص 33، الباب التاسع، ح 1، بسنده عن أحمد بن محمد بن عيسى الوافي، ج 14، ص 1411، ح 14458.










تاریخ نجف اشرف






وسائل الشيعة، ج‏3، ص: 161
«1» 12 باب استحباب بذل الأرض المملوكة ليدفن فيها المؤمن‏
3290- 1- «2» عبد الكريم بن أحمد بن طاوس في كتاب فرحة الغري قال روى أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي الحسني في كتاب فضل الكوفة بإسناده إلى عقبة بن علقمة قال: اشترى أمير المؤمنين ع أرضا ما بين الخورنق إلى الحيرة إلى الكوفة- و في خبر آخر ما بين النجف إلى الحيرة إلى الكوفة- من الدهاقين بأربعين ألف درهم و أشهد على شرائه قال فقلت له يا أمير المؤمنين- تشتري هذا بهذا المال و ليس ينبت حظا «3» فقال سمعت رسول الله ص يقول كوفان كوفان يرد أولها على آخرها «4» يحشر من ظهرها سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب فاشتهيت أن يحشروا من ملكي.
أقول: و تقدم ما يدل على ذلك «5».
__________________________________________________
(1)- الباب 12 فيه حديث واحد.
(2)- فرحة الغري- 29.
(3)- في المصدر- قط.
(4)- في هامش المخطوط ما لفظه- قول- يرد أولها على آخرها- إما مخفف من الورود أي يرد على الحوض يوم القيامة فهو إخبار عن صلاح أهلها و نجاتهم أو أكثرهم، أو مشدد من الرد أي تخرب فيعطف أولها على آخرها كالثوب الذي يطوى بعد نشره فيرد أوله على آخره، و له احتمالات أخرى." منه قده".
(5)- تقدم ما يدل على ذلك في الباب السابق.





جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام، ج‌4، ص: 347‌
(عليه السلام) «1» على دفن يونس بن يعقوب بالبقيع، و حكاية دفن الحسن (عليه السلام) مع جده (صلى الله عليه و آله) «2» إلى غير ذلك، و قد ورد «3» في فضل الغري مع قطع النظر عن دفن أمير المؤمنين (عليه السلام) فيه، و شراء إبراهيم له «4» معللا ذلك بأنه يحشر منه سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب، يشفع كل واحد منهم لكذا و كذا، و كذلك اشتراه أمير المؤمنين (عليه السلام) «5» معللا له بمثل ذلك من أنه يحشر منه سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب، و غير ذلك مما هو غني عن البيان، كما قد يشعر ما مر من خبر الزانية «6» التي لم تقبلها الأرض حتى وضع معها شي‌ء من أرض كربلاء، و غيره بفضل كربلاء كذلك أيضا، فضلا عما ورد فيها من الأخبار «7».و الحاصل أن من أيقظته أخبار الأئمة الهداة (عليهم السلام) لا يحتاج إلى خصوص أخبار في التمسك على رجاء النفع للميت و دفع الضرر عنه بالدفن قرب من له أهلية الشفاعة لذلك، و الأرض المباركة المشرفة بدفنهم بها أو بغيره، سيما ما كان لفضلها تعلق بالدفن و نحوه كمقبرة براثا



البداية والنهاية ط إحياء التراث (13/ 248)
ثم إنه قتل أولاد أستاذه غيلة واحدا بعد واحد إلى أن لم يبق معه أحد منهم، فاستقل هو بالملك، وصفت له الأمور، وكان يبعث في كل سنة إلى مشهد علي قنديلا ذهبا زنته ألف دينار، وقد بلغ من العمر قريبا من تسعين سنة، وكان شابا حسن الشباب من نضارة وجهه، وحسن شكله، وكانت العامة تلقبه قضيب الذهب، وكان ذا همة عالية وداهية شديد المكر بعيد الغور، وبعثه إلى مشهد علي بذلك القنديل الذهب في كل سنة دليل على قلة عقله وتشيعه والله أعلم.










البداية والنهاية ط إحياء التراث (11/ 393)
ثم دخلت سنة أربعمائة من الهجرة في ربيع الآخر نقصت دجلة نقصا كثيرا، حتى ظهرت جزائر لم تغرق، وامتنع سير السفن في أعاليها من أذنة (2) والراشدية، فأمر بكرى تلك الأماكن، وفيها كمل السور على مشهد أمير المؤمنين علي عليه السلام الذي بناه أبو إسحاق الأرجاني، وذلك أن أبا محمد بن سهلان مرض فنذر إن عوفي ليبنينه فعوفي،.





الكامل في التاريخ (10/ 286)
وفيها، في جمادى الأولى، توفي معز الدين أبو المعالي سعد بن علي المعروف بابن حديد، الذي كان وزير الخليفة الناصر لدين الله، وكان قد ألزم بيته، ولما توفي حمل تابوته إلى مشهد أمير المؤمنين علي، عليه السلام، بالكوفة، وكان حسن السيرة في وزارته، كثير الخير والنفع للناس.




توصيف ابن بطوطة نجف و كرامت حضرت را








الكتاب: رحلة ابن بطوطة (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار)
المؤلف: محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم اللواتي الطنجي، أبو عبد الله، ابن بطوطة (المتوفى: 779هـ)
الناشر: أكاديمية المملكة المغربية، الرباط
عام النشر: 1417 هـ
عدد الأجزاء: 5
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
.....
رحلة ابن بطوطة ط أكاديمية المملكة المغربية (1/ 421)
مدينة النّجف
ثم رحلنا منها [أي القادسية] فنزلنا مدينة مشهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه «1» بالنّجف، وهي مدينة حسنة في أرض فسيحة صلبة من أحسن مدن العراق وأكثرها ناسا وأتقنها بناء، ولها أسواق حسنة نظيفة، دخلناها من باب الحضرة فاستقبلنا سوق البقالين والطباخين والخبازين، ثم سوق الفاكهة ثم سوق الخياطين والقيسارية، ثم سوق العطارين ثم باب الحضرة حيث القبر الذي يزعمون «2» أنه قبر عليّ عليه السلام، وبإزائه المدارس والزوايا والخوانق معمورة أحسن عمارة وحيطانها بالقاشاني «3» ، وهو شبه الزّليج عندنا، لكن لونه أشرق ونقشه أحسن.
ذكر الروضة والقبور التي بها
ويدخل من باب الحضرة إلى مدرسة عظيمة يسكنها الطلبة والصوفية من الشيعة، ولكل وارد عليها ضيافة ثلاثة أيام من الخبز واللحم والتمر مرتين في اليوم، ومن تلك المدرسة يدخل إلى باب القبة وعلى بابها الحجّاب والنقباء والطواشية «4» ، فعندما يصل الزائر يقوم إليه أحدهم أو جميعهم، وذلك على قدر الزائر فيقفون معه على العتبة ويستأذنون له، ويقولون: عن أمركم يا أمير المؤمنين هذا العبد الضّعيف يستأذن على دخوله للروضة العلية، فإن أذنتم له وإلّا رجع! وان لم يكن أهلا لذلك فأنتم أهل المكارم والسّتر! ثم يأمرونه بتقبيل العتبة، وهي من الفضة وكذلك العضادتان، ثم يدخل القبّة، وهي مفروشة بأنواع البسط من الحرير وسواه وبها قناديل الذهب والفضة، منها الكبار والصغار، وفي وسط القبة مصطبة مربعة مكسوة بالخشب عليه صفاح الذهب المنقوشة المحكمة مسمّرة بمسامير الفضة، قد غلبت على الخشب بحيث لا يظهر منه شيء، وارتفاعها دون القامة وفوقها ثلاثة من القبور، يزعمون أن أحدها قبر آدم عليه الصلاة والسلام، والثاني قبر نوح عليه الصلاة والسلام، والثالث قبر عليّ رضي الله عنه، وبين القبور طسوت ذهب وفضة فيها ماء الورد والمسك وأنواع الطيب يغمس الزائر يده في ذلك، ويدهن به وجهه تبركا.
وللقبة باب آخر عتبته أيضا من الفضة وعليه ستور من الحرير الملوّن يفضي إلى مسجد مفروش بالبسط الحسان مستورة حيطانه وسقفه بستور الحرير، وله أربعة أبواب، عتبتها فضة وعليها ستور الحرير، وأهل هذه المدينة كلهم رافضيّة.
وهذه الروضة ظهرت لها كرامات ثبت بها عندهم أن بها قبر عليّ رضي الله عنه، فمنها أن في ليلة السابع والعشرين من رجب، وتسمى عندهم ليلة المحيا «5» يؤتى الى تلك الروضة بكل مقعد من العراقين وخرسان وبلاد فارس والروم فيجتمع الثلاثون والأربعون ونحو ذلك، فإذا كان بعد العشاء الآخرة جعلوا فوق الضريح المقدس، والناس ينتظرون قيامهم وهم ما بين مصلّ وذاكر وتال ومشاهد للروضة فإذا مضى من الليل نصفه أو ثلثاه أو نحو ذلك قام الجميع أصحّاء من غير سوء، وهم يقولون: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، عليّ ولي الله «6» .
وهذا أمر مستفيض عندهم سمعته من الثقات ولم أحضر تلك الليلة، لكني رأيت بمدرسة الضياف ثلاثة من الرجال أحدهم من أرض الروم والثاني من إصبهان والثالث من خراسان وهم مقعدون فاستخبرتهم عن شأنهم فأخبروني أنهم لم يدركوا (ليلة المحيا) وأنهم منتظرون أوانها من عام آخر، وهذه الليلة يجتمع لها الناس من البلاد ويقيمون سوقا عظيمة مدة عشرة أيام وليس بهذه المدينة مغرم ولا مكاس ولا وال، وإنما يحكم عليهم نقيب الأشراف، وأهلها تجار، يسافرون في الأقطار، وهم أهل شجاعة وكرم، ولا يضام جارهم، صحبتهم في الأسفار، فحمدت صحبتهم، لكنهم غلوا في علي رضي الله عنه.
ومن الناس في بلاد العراق وغيرها من يصيبه المرض فينذر للروضة نذرا إذا برىء ومنهم من يمرض رأسه فيصنع رأسا من ذهب أو فضة وياتي به إلى الروضة فيجعله النقيب في الخزانة، وكذلك اليد والرجل وغيرهما من الأعضاء، وخزانة الروضة عظيمة فيها من الأموال ما لا يضبط لكثرته.
........
النجف الأشرف حيث مشهد الإمام علي مع شكرنا للسفارة العراقية بالرباط






الكتاب: رحلة ابن بطوطة المسماة تحفة النظار في غرائب الامصار وعجائب الأسفار
المؤلف: محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم اللواتي الطنجي، أبو عبد الله، ابن بطوطة (المتوفى: 779هـ)
الناشر: دار الشرق العربي
عدد الأجزاء: 2
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي]
.......
رحلة ابن بطوطة ط دار الشرق العربي (1/ 134)
ثم رحلنا من القادسية فنزلنا مدينة مشهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالنجف وهي مدينة حسنة في أرض فسيحة صلبة من أحسن مدن العراق وأكثرها ناسا وأتقنها بناء ولها أسواق حسنة نظيفة دخلناها من باب الحضرة فاستقبلنا سوق البقالين والطباخين والخبازين ثم سوق الفاكهة ثم سوق الخياطين والقيسارية ثم سوق العطارين ثم الحضرة حيث القبر الذي يزعمون أنه قبر علي عليه السلام وبإزائه المدارس والزوايا والخوانق معمورة أحسن عمارة وحيطانها بالقاشاني وهو شبه الزليج عندنا لكن لونه أشرق ونقشه أحسن.
خبر الروضة والقبور التي فيها:
ويدخل من باب الحضرة إلى مدرسة عظيمة يسكنها الطلبة والصوفية من الشيعة ولكل وارد عليها ضيافة ثلاثة أيام من الخبز واللحم والتمر مرتين في اليوم ومن تلك المدرسة يدخل باب القبة وعلى بابها الحجاب والنقباء والطواشية فعندما يصل الزائر يقوم إليه أحدهم أو جميعهم وذلك على قدر الزائر فيقفون معه العتبة ويستأذنون له ويقولون عن أمركم يا أمير المؤمنين هذا العبد الضعيف يستأذن على دخوله الروضة العلية فإن أذنتم وإلا رجع وإن لم يكن أهلاً لذلك فأنتم أهل المكارم والستر ثم يأمرونه بتقبيل العتبة وهي من فضة وكذلك العضادتان ثم يدخل القبة وهي مفروشة بأنواع البسط من الحرير وسواه وبها قناديل الذهب والفضة منها الكبار والصغار وفي وسط القبة مسطبة مربعة مكسوة بالخشب عليه صفائح الذهب المنقوشة المحكمة العمل مسمرة بمسأمير الفضة قد غلبت على الخشب بحيث لا يظهر منه شيء وارتفاعها دون القامة وفوقها ثلاثة من القبور يزعمون أن أحدها قبر آدم عليه الصلاة والسلام والثاني قبر نوح عليه الصلاة والسلام والثالث قبر علي رضي الله تعالى عنه وبين القبور طسوت ذهب وفضة فيها ماء الورد والمسك وأنواع الطيب يغمس الزائر يده في ذلك ويدهن به وجهه تبركاً، وللقبة باب آخر عتبته أيضا من الفضة وعليه ستور الحرير الملون يفضي إلى المسجد مفروش بالبسط الحسان مستورة حيطانه وسقفه بستور الحرير وله أربعة أبواب عتابها فضة وعليها ستور الحرير وأهل هذه المدينة كلهم رافضية وهذه الروضة ظهرت بها كرامات لأن بها قبر علي رضي الله عنه فمنها أن في ليلة السابع والعشرين من رجب وتسمى عندهم ليلة المحيا يؤتى إلى تلك الروضة بكل مقعد من العراقين وخراسان وبلاد فارس والروم فيجتمع منهم الثلاثون والأربعون نحو ذلك فإذا كان بعد العشاء الآخرة جعلوا فوق الضريح المقدس والناس ينتظرون قيامهم وهم ما بين مصل وذاكر وتال ومشاهد للروضة فإذا مضى من الليل نصفه أو ثلثاه أو نحو ذلك قام الجميع أصحاء من غير سوء وهم يقولون لا إله إلا الله محمدا رسول الله علي ولي الله وهذا أمر يستفيض عندهم سمعته من الثقات ولم أحضر تلك الليلة لكني رأيت بمدرسة الضياف ثلاثة من الرجال أحدهم من أرض الروم والثاني من أصبهان والثالث من خراسان وهم مقعدون فاستخبرتهم عن شأنهم فأخبروني أنهم لم يدركوا ليلة المحيا وأنهم منتظرون أوانها من عام آخر وهذه الليلة يجتمع لها الناس من البلاد ويقيمون سوقا عظيمة مدة عشرة أيام، وليس بهذه المدينة مغرم ولا مكاس ولا وال إنما يحكم عليهم نقيب الأشراف وأهلها تجار يسافرون في الأقطار وهو أهل شجاعة وكرم ولا يضام جارهم صحبتهم في الأسفار فحمدت صحبتهم لكنهم غلوا في علي رضي الله عنه ومن الناس في بلاد العراق وغيرها من يصيبه المرض فينذر للروضة نذراً إذا بريء، ومنهم من يمرض رأسه فيصنع رأسا من ذهب أو فضة ويأتي به إلى الروضة فيجعله النقيب في الخزانة وكذلك اليد والرجل وغيرهما من الأعضاء وخزانة الروضة عظيمة فيها من الأموال ما لا يضبط لكثرته.




ترجمه سفرنامه ابن بطوطه در نرم افزار نور، جغرافیای جهان اسلام، موجود است، با ترجمه خوب دکتر محمدعلی موحد، و تمام قسمت مربوط به مجف اشرف:



رحله ابن بطوطة/ترجمه، ج‏1، ص: 219
6. نجف، بصره، آبادان، ماهشهر
از قادسيه حركت كرديم و به شهر نجف كه مدفن على بن ابي طالب (ع) است رسيديم. اين شهر نيكو در زمينى پهناور و سخت واقع شده است و يكى از بهترين و پر جمعيت‏ترين شهرهاى عراق مى‏باشد كه بازارهاى خوب و تميز دارد. از باب الحضرة وارد نجف شديم و بعد از عبور از بازار بقالان و طباخان و خبازان به بازار ميوه فروشان و خياطان و قيصريه و بازار عطاران رسيديم. آخر بازار عطاران باب حضرت است و قبرى كه معتقداند از آن على (ع) مى‏باشد در اين محل است. روبروى مقبره، مدارس و زوايا و خانقاههائى قرار دارد كه داير و با رونق مى‏باشد ديوارهاى مقبره از كاشى است كه چيزى همانند «زليج» (1) اما از حيث جلا و نقش زيباتر از آن است.
روضه امير المؤمنين (ع)
از باب حضرت وارد مدرسه بزرگى مى‏شود كه طلاب و صوفيان شيعه در آن سكونت دارند. در اين مدرسه از هر مسافر تازه وارد تا سه روز پذيرائى مى‏شود و هر روز دو بار غذائى مركب از نان و گوشت و خرما به مهمانان مى‏دهند. از مدرسه وارد باب القبه مى‏شود. حاجبان و نقيبان و سرايداران در اين محل مراقب زوار مى‏باشند و چون كسى براى زيارت وارد مى‏شود به نسبت وضع و مقام او همگى آن جماعت يا يكى از آنها بلند مى‏شوند و با او در آستانه حرم مى‏ايستند و اذن‏ دخول مى‏خوانند باين مضمون:
«به فرمان شما اى امير المؤمنين، اين عبد ضعيف اذن مى‏خواهد به روضه عليه وارد شود. اگر اذن مى‏فرمائيد كه بيايد و گرنه باز گردد و اگر او اهليت و شايستگى اين مقام را ندارد بارى شما اهليت كرامت و عفو و اغماض را داريد.»؛ سپس اشارت مى‏كنند كه زائر آستانه را ببوسد و آنگاه داخل حرم بشود.
اين آستانه و دو طرف چارچوبه در ورودى از نقره است.
داخل حرم به انواع فرشهاى ابريشمين و غيره مفروش است و قنديلهاى بزرگ و كوچك از طلا و نقره در آن آويخته، در وسط حرم مصطبه چارگوشى است كه با تخته پوشيده و بر آن صفحات طلاى پر نقش و نگار كه در ساختن آن كمال استادى و مهارت را به كار برده‏‌اند با ميخهاى نقره فرو كوفته‏‌اند چنانكه از هيچ جهت چيزى از چوب نمودار نيست. ارتفاع مصطبه كمتر از ارتفاع قامت آدمى است و در روى آن سه قبر هست كه مى‏گويند يكى از آن آدم (ع) و ديگرى از آن نوح (ع) و سومى از آن على (ع) مى‏باشد و بين اين سه قبر در طشتهاى زرين و سيمين، گلاب و مشك و انواع عطريات ديگر گذاشته‏‌اند كه زوار دست خود را در آن فرو برده به عنوان تبرك بر سر و روى خود مى‏كشند.
در ديگر حرم كه آن هم آستانه نقره‌‏اى دارد و پرده‌‏هاى ابريشمين الوان بر آن آويخته است بسوى مسجدى باز مى‏شود كه آن خود چهار در دارد و هر چهار در داراى آستانه‏‌هاى نقره و پرده‏هاى ابريشم مى‏باشد. داخل مسجد نيز فرشهاى عالى انداخته‏‌اند و ديوارها و سقف آن با پرده‏هاى حرير مستور است. مردم شهر همه بر مذهب رافضى‏‌اند. از اين روضه كرامتها ظاهر مى‏شود و از همين جا بر آنان ثابت شده كه قبر على (ع) در آن واقع است. از جمله آنكه در شب بيست و هفتم رجب كه ليلة المحيا ناميده مى‏شود بيماران زمين‏گير را از عراقين و خراسان و فارس و روم به آن جا مى‏آورند و بدينگونه سى چهل بيمار گرد مى‏آيند. بيماران را پس از نماز خفتن روى ضريح مقدس جاى مى‏دهند و خود در انتظار شفا يافتن آنان به نماز و ذكر و تلاوت و زيارت مى‏پردازند. چون نيمى يا در حدود دو پاره از شب گذشت همه بيماران صحيح و سالم، لا اله الّا اللّه، محمّد رسول اللّه، على ولى اللّه‏ گويان از جاى بر مى‏خيزند. اين حكايت در ميان آنان بحد استفاضه رسيده و گرچه من خود آن شب را درك نكردم داستان آن را از اشخاص مورد اعتماد شنيدم و در مدرسه حرم سه تن از اين اشخاص را ديدم كه هر سه زمين گير بودند يكى از روم آمده بود و ديگرى از اصفهان و سومى از خراسان، از حالشان جويا شدم گفتند امسال به ليلة المحيا نرسيده‏‌اند و منتظرند كه سال آينده آن را درك كنند.
در اين شب مردم از شهرهاى مختلف در نجف گرد مى‏آيند و بازار بزرگى در شهر بر پا مى‏شود كه تا مدت ده روز برقرار مى‏ماند.
در شهر نجف نه مأمور عوارض و ماليات هست و نه والى. تمام كارهاى شهر دست نقيب الاشراف است. اهل نجف تجارت پيشه‏‌اند و در اقطار جهان به مسافرت و بازرگانى مى‏پردازند. به شجاعت و سخاوت موصوف‏اند، كسى كه در پناه آنان باشد زيانى نمى‏بيند. من با آنان همسفر بوده و معاشرتشان را دلپذير يافته‏‌ام، امّا درباره على رضى اللّه عنه غلو مى‏كنند. برخى از مردم عراق يا جاهاى ديگر كه بيمار مى‏شوند براى شفاى خود نذر مى‏كنند. مثلا اگر كسى از ناحيه سر دچار مرضى مى‏شود از طلا يا نقره چيزى به شكل سر آدمى مى‏سازد و به روضه على مى‏آورد. نقيب اين نذرها را در خزانه حرم مى‏گذارد. همچنين آنها كه دست يا پا يا يكى ديگر از اعضاى بدنشان آسيبى ديده چيزى به شكل همان عضو به عنوان نذر به خزانه هديه مى‏كنند. خزانه مزبور بسيار بزرگ و موجودى آن به قدرى هنگفت است كه قابل ضبط نمى‏باشد.






مسجد يا مشهد صندوديا يا صندوداء






الاعتبار (ص: 173)
المؤلف: أبو المظفر مؤيد الدولة مجد الدين أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الكناني الكلبي الشيزري (المتوفى: 584هـ)
علي يداوي قيم مسجده
حدثني الأجل شهاب الدين أبو الفتح المظفر بن مسعود بن بختكين ابن سبكتكين مولى معز الدولة ابن بويه بالموصل في ثامن عشر شهر رمضان سنة خمس وستين وخمس مائة قالزار المقتفي بأمر الله أمير المؤمين رحمه الله مسجد صندوديا بظاهر الأنبار على الفرات الغربي ومعه الوزير وأنا حاضر، فدخل المسجد وهو يعرف بمسجد أمير المؤمنين علي رضوان الله عليه، وعليه ثوب دمياطي وهو متقلد سيفاً حليته حديد لايدري انه أمير المؤمنين إلا من يعرفه. فجعل في قيم المسجد يدعوا للوزير، فقال الوزيرويحك أدع لأمير المؤمنين. فقال له المقتفي رحمه اللهسله عما ينفع، قل له ما كان المرض الذي في وجهه؟ وكان في وجهه سلعة قد غطت أكثر وجهه فإذا أراد الأكل سدها بمنديل حتى يصل الطعام إلى فمه. فقال القيمكنت كما تعلم وأنا أتردد إلى هذا المسجد من الأنبار، فلقيني إنسان فقاللو كنت تتردد إلى فلان يعني مقدم الأنبار، كما تتردد إلى هذا المسجد لأستدعي لك طبيباً يزيل هذا المرض من وجهك، فخامر قلبي من قوله شيء قد داق به صدري، فنمت تلك الليلة فرأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو في المسجد يقول ما هذه الحضرة؟ يعني حضرة في الأرض. فشكوت إليه ما بي، فاعرض عني، ثم راجعته وشكوت إليه ما قاله لي ذلك الرجل فقالأنت ممن يريد العجلة، ثم استيقظت والسلعة مطروحاً إلى جانبي وقد زال ما كان بي. فقال المقتفي رحمه اللهصدق. ثم قال ليتحدث معه وابصر ما يلتمسه واكتب به توقيعاً واحضره لأعلم عليه. فتحدث معه فقالأنا صاحب عائلة وبنات، وأريد في كل شهر ثلاثة دنانير فكنت عنه مطالعة وعنونها الخادمقيم مسجد علي، فوقع عليها بما طلب وقال ليأمض ثبتها في الديوان. فمضيت ولم أقرأ منها سوىيوقع له بذلك. وكان الرسم ان يكتب لصاحب المطالعة توقيع ويؤخذ منه ما فيه خط أمير المؤمنين. فلما فتحها الكاتب لينقلها وجد تحت قيم مسجد عليبخط المقتفي أمير المؤمنين. صلوات الله عليه. ولو كان طلب أكثر من ذلك لوقع له به.



مضمار الحقائق وسر الخلائق (ص: 177)
المؤلف: محمد بن عمر المظفر بن شاهنشاه، الأيوبي، أبو المعالي، ناصر الدين، المنصور ابن المظفر (المتوفى: 617هـ)
وفي هذه السنة سألت أم الخليفة أن يؤذن لها في زيارة مشهد سر من رأى على ساكنه السلام ومشهد صندوديا فتقدم الخليفة إلى المخزن المعمور أن يعمل لها ما تحتاج من الإقامة وتقدم إلى ابن يونس الوكيل بباب الحجرة الشريفة أن يكون على عزم السفر


بحار الأنوار - العلامة المجلسي (41/ 278، بترقيم الشاملة آليا)
4 - قب: أهل السير عن حبيب بن الجهم وأبي سعيد التميمي، والنطنزي في الخصائص، والاعثم في الفتوح
والطبري في كتاب الولاية بإسناد له عن محمد بن القاسم الهمداني، وأبو عبد الله
البرقي عن شيوخه عن جماعة من أصحاب علي عليه السلام أنه نزل أمير المؤمنين عليه
السلام بالعسكر عند وقعة صفين عند قرية صندوديا (3)، فقال مالك الاشتر: ينزل الناس
على غير ماء، فقال: يا مالك إن الله سيسقينا في هذا المكان، احتفر أنت وأصحابك،
فاحتفروا فإذا هم بصخرة سوداء عظيمة فيها حلقة لجين (4)، فعجزوا عن قلعها وهم مائة
رجل، فرفع أمير المؤمنين عليه السلام يده إلى السماء وهو يقول: " طاب طاب يا عالم
يا طيبو ثابوثة شميا كويا جانوثا توديثا برجوثا آمين آمين يا رب العالمين يا رب
موسى وهارون " ثم اجتذبها فرماها عن العين أربعين ذراعا، فظهر ماء أعذب من الشهد
وأبرد من الثلج وأصفى من الياقوت فشربنا وسقينا. ثم رد الصخرة وأمرنا أن نحثو عليها
التراب، فلما سرنا غير بعيد قال: من منكم يعرف موضع العين ؟ قلنا: كلنا، فرجعنا
فخفي مكانها علينا فإذا راهب مستقبل من صومعته، فلما بصر به أمير المؤمنين عليه
السلام قال: شمعون ؟ قال: نعم هذا اسم (5) سمتي به امي، ما اطلع عليه إلا الله ثم
أنت، قال: وما تشاء يا شمعون ؟ قال: هذا العين واسمه، قال: هذا عين زاحوما " وفي نسخة: راجوه " وهو من الجنة، شرب (1) منها ثلاث مائة وثلاثة عشر وصيا وأنا آخر الوصيين شربت منه، قال: هكذا وجدت في جميع كتب الانجيل، وهذا الدير بني على [طلب] قالع هذه الصخرة ومخرج الماء من تحتها، ولم يدركه عالم قبلي غيري وقد رزقنيه الله وأسلم. وفي رواية: أنه جب شعيب، ثم رحل أمير المؤمنين عليه السلام والراهب يقدمه حتى نزل صفين،



زيارت جلال الدولة





تاريخ الإسلام ت تدمري (29/ 319)
[زيارة جلال الدولة المشاهد]
وخرج الملك جلال الدولة لزيارة المشهدين بالحير والكوفة، ومعه أولاده والوزير كمال الملك، وجماعة من الأتراك فبدأ بالحائر [2] . ومشي حافيا من العلمي. ثم زار مشهد الكوفة فمشي حافيا من الخندق، وقدر ذلك فرسخ [3] .
__________
[1] المنتظم 8/ 104، 105، (الطبعة الجديدة لدار الكتب العلمية ببيروت) 15/ 273، 274، الكامل في التاريخ 9/ 471، وانظر: تاريخ ابن خلدون 3/ 450، والبداية والنهاية 12/ 47.
[2] في الأصل: «فيهم أبا الخير» ، وهذا وهم، والتصحيح من: المنتظم 8/ 105 (الطبعة الجديدة) 15/ 274.
و «الحائر» هو قبر الحسين بن علي رضي الله عنه. (معجم البلدان 2/ 208) .
[3] المنتظم 8/ 105 (15/ 274) ، نهاية الأرب 26/ 259.