فهرست مباحث مربوط به حضرت فاطمة سلام الله علیها
فهرست مباحث فدك
متفرقات و پیش نوشت مباحث فدك

توجيهات هجر حضرت نسبت به ابوبكر

هجر حضرت نسبت به ابوبكر
هجر حضرت در كتب مختلف
صحيح البخاري
حرمت هجران
توجيهات هجر حضرت نسبت به ابوبكر
عمدة القاري
فتح الباري
السيرة الحلبية
كشف المشكل--أتراها اتهمته
جواب حضرت زيد به بترية
جسارت ابن تيميه
أنكما أسخطتماني
منابع و مناظره محاكمه ابن كثير
مقاله محاكمه ابن كثير-نگارش اول
مقاله محاكمه ابن كثير-نگارش دوم
توضیح پيرامون مطلب محاكمه ابن كثير







شرح صحيح البخارى لابن بطال (5/ 251)
المؤلف: ابن بطال أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك (المتوفى: 449هـ)
قال المهلب: ووجه هجران فاطمة لأبى بكر أنها لم يكن عندها قوله (صلى الله عليه وسلم) : (لا نورث، ما تركنا صدقة) ولا علمته، ثم أنفت أن تكون لا ترث أباها كما يرث الناس فى الإسلام والجاهلية، مع احتمال الحديث عندها أنه (صلى الله عليه وسلم) أراد بعض المال دون بعض، وأنه لم يرد به الأصول والعقار، فانقادت وسلمت للحديث. وإنما كان هجرها له اقباضًا عن لقائه وترك مواصله وليس هذا من الهجران المحرم، وإنما المحرم من ذلك أن يلتقيا فلا يسلم أحدهما على صاحبه، ولم يرو أحد أنهما التقيا وامتنعا من التسليم، ولو فعلا ذلك لم يكونا بذلك متهاجرين إلا أن تكون النفوس مظهرة للعداوة والهجران، لكنها وجدت عليه أن حرمها ما لم يحرم أحد. ولسنا نظن بهم إضمار الشحناء والعداوة، وإنما هم كما وصفهم الله) رحماء بينهم (وروى عن على أنه لم يغير شيئًا من سنة أبى بكر وعمر بعد ولايته فى تركة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بل أجرى الأمر على ما أجرياه فى حياتهما.




إكمال المعلم بفوائد مسلم (6/ 81)
المؤلف: عياض بن موسى بن عياض بن عمرون اليحصبي السبتي، أبو الفضل (المتوفى: 544هـ)
وفى ترك فاطمة منازعة أبى بكر - رضى الله عنهما - بعد احتجاجه عليها بالحديث التسليم والإجماع على القضية، وأنها لما بلغها الحديث أو بين لها التأويل تركت رأيها إذ لم يكن بعد ولا أحد من ذريتها فى ذلك طلب بالميراث، وإذ قد ولى على - رضى الله عنه - الأمر فلم يعدل به عما فعل فيه أبو بكر وعمر - رضى الله عنهما - فدل أن طلب على والعباس إنما كان طلب العباس تولى القيام على ذلك بأنفسهما أو قسمته بينهما كما تقدم.
وما ذكر من هجران فاطمة لأبى بكر - رضى الله عنهما - إنما معناه انقباضها عن ترك لقائه وترك مواصلته، وليس مثله هذا من الهجران المحرم من ترك السلام والإعراض - هنا فلم تكلمه، أى فى هذا الأمر أو فى غيرها لانقباضهما عنه، فلم تطلب منه حاجة ولا اضطرت إلى كلامه، ولم يأت فى خبر أنهما التقيا فلم تسلم عليه ولا كلمته.





شرح النووي على مسلم (12/ 73)
المؤلف: أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)
وأما ما ذكر من هجران فاطمة أبا بكر رضي الله عنه فمعناه انقباضها عن لقائه وليس هذا من الهجران المحرم الذي هو ترك السلام والإعراض عند اللقاء قوله في هذا الحديث (فلم تكلمه) يعني في هذا الأمر أو لانقباضها لم تطلب منه حاجة ولا اضطرت إلى لقائه فتكلمه ولم ينقل قط أنهما التقيا فلم تسلم عليه ولا كلمته



التوضيح لشرح الجامع الصحيح (18/ 372)
المؤلف: ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري (المتوفى: 804هـ)
فصل:
ووجه هجران فاطمة للصديق كما قال المهلب أنه لم يكن عندها قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا نورث ما تركنا صدقة" ولا علمته ثم أنفت أن تكون لا ترث أباها كما لا يرث الناس في الجاهلية والإسلام، مع احتمال الحديث عندها أنه أراد به بعض المال دون بعض. وأنه لم يرد به الأصول والعقار، فانقادت وسلمت للحديث وإنما كان هجرانها له انقباضا عن لقائه وترك مواصلته. وليس هذا من الهجران المحرم، وإنما المحرم من ذلك أن يلتقيا فلا يسلم أحدهما على صاحبه. ولم يرو واحد أنهما التقيا وامتنعا من التسليم، ولو فعلا ذلك لم يكونا بذلك متهاجرين، إلا أن تكون النفوس مضمرة للعداوة والهجران، وإنما لازمت بينهما، فعبر الراوي عنه بالهجران. هذا وجه هجرانها له، لكنها وجدت عليه أن (أحرمها) (1) ما لم يحرم أحد، ولسنا نظن به إضمار الشحناء والعداوة، وإنما هم كما وصفهم الله رحماء بينهم.
وروي عن علي أنه لم يغير شيئا من سيرة أبي بكر وعمر بعد ولايته في تركة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بل أجرى الأمر فيها على ما أجرياه في حياتهما.









شرح القسطلاني = إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (5/ 192)
المؤلف: أحمد بن محمد بن أبى بكر بن عبد الملك القسطلاني القتيبي المصري، أبو العباس، شهاب الدين (المتوفى: 923هـ)
(فغضبت فاطمة بنت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت وعاشت بعد رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ستة أشهر) وفي رواية معمر: فهجرته فاطمة فلم تكلمه حتى ماتت، ووقع عند عمر بن شبة وجه آخر عن معمر فلم تكلمه في ذلك المال. ولذا نقل الترمذي عن بعض مشايخه أن معنى قول فاطمة لأبي بكر وعمر: لا أكلمكما أي في هذا الميراث، وتعقب بأن قرينة قوله غضبت يدل على أنها امتنعت من الكلام جملة وكذا صريح الهجر قاله في الفتح. وقال الكرماني: وأما غضب فاطمة فهو أمر حصل على مقتضى البشرية وسكن بعد ذلك أو الحديث كان متأولاً عندها بما فضل من معاش الورثة وضروراتهم ونحوها، وأما هجرانها فمعناه انقباضها عن لقائه لا الهجران المحرم من ترك السلام ونحوه ولفظ مهاجرته بصيغة اسم الفاعل لا المصدر اهـ.
ولعل فاطمة -رضي الله عنها- لما خرجت غضبى من عند أبي بكر تمادت في اشتغالها بشأنها ثم بمرضها والهجران المحرم إنما هو أن يلتقيا فيعرض هذا وهذا.




شرح القسطلاني = إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (6/ 375)
فوجدت) بالجيم أي غضبت (فاطمة على أبي بكر في ذلك) لما فيها من مقتضى البشرية ثم سكن بعد (فهجرته) هجران انقباض عن لقائه لا الهجران المحرّم ولعلها تمادت في اشتغالها بشؤونها ثم بمرضها (فلم تكلمه حتى توفيت. وعاشت بعد النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ستة أشهر) على الصحيح المشهور.
(فلما توفيت دفنها زوجها علي) -رضي الله عنه- (ليلاً) بوصية منها كما عند ابن سعد إرادة لزيادة التستر (ولم يؤذن) بغير همزة في اليونينية وبه في الناصرية ولم يعلم (بها أبا بكر) لأنه ظن أن ذلك لا يخفى عنه وليس فيه ما يدل على أنه لم يعلم بموتها ولا صلّى عليها (وصلّي عليها) أي علي، وعند ابن سعد أن العباس صلّى عليها



شرح القسطلاني = إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (9/ 424)
قال: فهجرته فاطمة) -رضي الله عنها- أي هجرت أبا بكر -رضي الله عنه- (فلم تكلمه حتى ماتت) قريبًا من ذلك بنحو ستة أشهر وليس المراد الهجران المحرّم من ترك السلام ونحوه، بل المراد أنها انقبضت عن لقائه قاله في الكواكب.








أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه (1/ 181)
المؤلف: عَلي محمد محمد الصَّلاَّبي
5 - تسامح السيدة فاطمة مع أبي بكر: وقد ثبت عن فاطمة - رضي الله عنها- أنها رضيت عن أبي بكر بعد ذلك، وماتت وهي راضية عنه، على ما روى البيهقي بسنده عن الشعبي أنه قال: لما مرضت فاطمة أتاها أبو بكر الصديق فاستأذن عليها، فقال على: يا فاطمة هذا أبو بكر يستأذن عليك؟ فقالت: أتحب أن آذن له؟ قال: نعم، فأذنت له فدخل عليها يترضاها، فقال: والله ما تركت الدار والمال، والأهل والعشيرة، إلا ابتغاء مرضاة الله، ومرضاة رسوله، ومرضاتكم أهل البيت، ثم ترضَّاها حتى رضيت (1) قال ابن كثير: وهذا إسناد جيد قوى والظاهر أن عامر الشعبي سمعه من على، أو ممن سمعه من على (2).
وبهذا تندحض مطاعن الرافضة على أبي بكر التي يعلقونها على غضب فاطمة عليه، فلئن كانت غضبت على أبى بكر في بداية الأمر فقد رضيت عنه بعد ذلك وماتت وهى راضية عنه، ولا يسع أحدًا صادقًا في محبته لها، إلا أن يرضي عمن رضيت عنه (3) , ولا يعارض هذا ما ثبت في حديث عائشة: إنما يأكل آل محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من هذا المال، وإني والله لا أغير شيئًا من صدقة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فأبي أبو بكر أن يدفع لفاطمة منها شيئًا، فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت (4). فإن هذا بحسب علم عائشة - رضي الله عنها - رواية الحديث، وفي حديث الشعبي زيادة علم، وثبوت زيارة أبي بكر لها وكلامها له ورضاها عنه، فعائشة - رضي الله عنها - نفت والشعبي أثبت، ومعلوم لدى العلماء أن قول المثبت مقدم على قول النافي، لأن احتمال الثبوت حصل بغير علم النافي، خصوصًا في مثل هذه المسألة، فإن عيادة أبي بكر لفاطمة - رضي الله عنها- ليست من الأحداث الكبيرة التي تشيع في الناس، ويطلع عليها الجميع، وإنما هي من الأمور العادية التي تخفي على من لم يشهدها، والتي لا يعبأ بنقلها لعدم الحاجة لذكرها، على أن الذي ذكره العلماء أن فاطمة - رضي الله عنها - لم تتعمد هجر أبي بكر - رضي الله عنه - أصلاً، ومثلها ينزه عن ذلك لنهي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن الهجر فوق ثلاث، وإنما لم تكلمه لعدم الحاجة لذلك (1) , قال القرطبي صاحب المفهم في سياق شرحه لحديث عائشة المتقدم: ثم إنها (أي فاطمة) لم تلتق بأبي بكر لشغلها بمصيبتها برسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولملازمتها بيتها، فعبر الراوى عن ذلك بالهجران، وإلا فقد قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث» (2)
, وهى أعلم الناس بما يحل من ذلك ويحرم، وأبعد الناس عن مخالفة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وكيف لا تكون كذلك وهي بضعة من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وسيدة نساء أهل الجنة (3).
وقال النووي: وأما ما ذكر من هجران فاطمة أبا بكر - رضي الله عنه- فمعناه انقباضها عن لقائه، وليس هذا من الهجران المحرم، الذي هو ترك السلام والإعراض عند اللقاء، وقوله في هذا الحديث: (فلم تكلمه) يعنى في هذا الأمر، أو لانقباضها لم تطلب منه حاجة ولا اضطرت إلى لقائه فتكلمه، ولم ينقل قط أنهما التقيا فلم تسلم عليه ولا كلمته (4) , لقد انشغلت فاطمة - رضي الله عنها - عن كل شيء بحزنها لفقدها أكرم الخلق، وهي مصيبة تزرى بكل المصائب، كما أنها أنشغلت بمرضها الذي ألزمها الفراش عن أية مشاركة في أي شأن من الشئون فضلاً عن لقاء خليفة المسلمين المشغول - لكل لحظة من لحظاته - بشئون الأمة، وحروب الردة وغيرها، كما أنها كانت تعلم بقرب لحوقها بأبيها، فقد أخبرها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بأنها أول من يلحق به من أهله (5) , ومن كان في مثل علمها لا يخطر بباله أمور الدنيا، وما أحسن قول المهلب الذي نقله العينى: ولم يرو أحد أنهما التقيا وامتنعا عن التسليم، إنما لازمت بيتها، فعبر الراوى عن ذلك بالهجران (6).
ومما يدل على أن العلاقة كانت وطيدة بين الصديق والسيدة فاطمة إلى حد أن زوجة أبي بكر أسماء بنت عميس هي التي كانت تمرض فاطمة بنت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -،ورضي الله عنها، في مرض موتها، وكانت معها حتى الأنفاس الأخيرة، وشاركت في غسلها وترحيلها إلى مثواها، وكان على رضي الله عنه يمرضها بنفسه وتعينه على ذلك أسماء بنت عميس، رضي الله عنها، وقد وصتها بوصايا في كفنها ودفنها وتشييع جنازتها، فعملت أسماء بها (1) , فقد قالت السيدة فاطمة لأسماء: إني قد استقبحت ما يُصنع بالنساء، إنه يطرح على المرأة الثوب فيصفها، فقالت أسماء: يا بنت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ألا أريك شيئًا رأيته بأرض الحبشة، فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوبًا، فقال فاطمة: ما أحسن هذا وأجمله! به تعرف المرأة من الرجال (2). وعن ابن عبد البر: أن فاطمة رضي الله عنها أول من غطى نعشها في الإسلام، ثم زينب بنت جحش، وكان الصديق دائم الاتصال بعلي من ناحية ليسأله عن أحوال بنت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خلاف ما يزعمه القوم، فمرضت (أي فاطمة رضي الله عنها) وكان على يصلي في المسجد الصلوات الخمس، فلما صلى قال له أبو بكر وعمر: كيف بنت رسول الله؟ ومن ناحية أخرى من زوجه أسماء حيث كانت هي المشرفة والممرضة الحقيقية لها، ولما قبضت فاطمة من يومها فارتجت المدينة بالبكاء من الرجال والنساء، ودهش الناس كيوم قبض فيه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فأقبل أبو بكر وعمر يعزيان عليًا ويقولان: يا أبا الحسن، لا تسبقنا بالصلاة على ابنة رسول الله (3)
, وقد توفيت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من رمضان سنة إحدى عشرة، روى ابن مالك بن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده على بن الحسين، قال: ماتت فاطمة بين المغرب والعشاء فحضرها أبو بكر وعمر وعثمان والزبير وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم، فلما وضعت ليصلي عليها، قال على: تقدم يا أبا بكر، قال أبو بكر رضي الله عنه: وأنت يا أبا الحسن؟ قال: نعم، فوالله لا يصلي عليها غيرك، فصلى عليها أبو بكر رضي الله عنه ودفنت ليلاً. وجاء في رواية: صلى أبو بكر رضي الله عنه على فاطمة بنت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فكبر عليها أربعًا (1) , وفي رواية مسلم: صلى عليها على بن أبي طالب وهي الرواية الراجحة (2).








عمدة القاري






عمدة القاري شرح صحيح البخاري (15/ 20)
قوله: (فهجرت أبا بكر) قال المهلب: إنما كان هجرها انقباضا عن لقائه وترك مواصلته، وليس هذا من الهجران المحرم، وأما المحرم من ذلك أن يلتقيا فلا يسلم أحدهما على صاحبه ولم يرو أحد أنهما التقيا وامتنعا من التسليم، ولو فعلا ذلك لم يكونا متهاجرين إلا أن تكون النفوس مظهرة للعداوة والهجران، وإنما لازمت بيتها فعبر الراوي عن ذلك بالهجران. وقد ذكر في كتاب (الخمس) تأليف أبي حفص بن شاهين عن الشعبي: أن أبا بكر قال لفاطمة: يا بنت رسول الله، صلى الله عليه وسلم ما خير عيش حياة أعيشها وأنت علي ساخطة؟ فإن كان عندك من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في ذلك عهد فأنت الصادقة المصدقة المأمونة على ما قلت. قال: فما قام أبو بكر حتى رضيت ورضي. وروى البيهقي عن الشعبي قال: لما مرضت فاطمة، رضي الله تعالى عنها، أتاها أبو بكر، رضي الله تعالى عنه، فاستأذن عليها فقال علي، رضي الله تعالى عنه: يا فاطمة هذا أبو بكر يستأذن عليك فقالت: أتحب أن آذن له؟ قال: نعم، فأذنت له فدخل عليها يترضاها، فقال: والله ما تركت الدار والمال والأهل والعشيرة إلا ابتغاء مرضاة الله ومرضاة رسوله ومرضاتكم أهل البيت، ثم ترضاها حتى رضيت، وهذا قوي جيد، والظاهر أن الشعبي سمعه من علي، رضي الله تعالى عنه، أو ممن سمعه من علي. فإن قلت: روى أحمد وأبو داود عن أبي الطفيل، قال: لما قبض رسول الله، صلى الله عليه وسلم أرسلت فاطمة إلى أبي بكر: لأنت ورثت رسول الله، صلى الله عليه وسلم أم أهله؟ فقال: لا بل أهله. قالت: فأين سهم رسول الله، صلى الله عليه وسلم؟ فقال أبو بكر: إني سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله تعالى إذا أطعم نبيا طعمة ثم قبضه جعله للذي يقوم من بعده، فرأيت أن أرده على المسلمين. قالت: فأنت وما سمعت من رسول الله، صلى الله عليه وسلم. قلت: في لفظة غرابة ونكارة، وفي إسناده من يتشيع، وأحسن ما فيه قولها: أنت وما سمعت من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهذا هو المظنون بها، واللائق بأمرها وسيادتها وعلمها ودينها.






عمدة القاري شرح صحيح البخاري (17/ 258)
قوله: (فوجدت) ، أي: غضبت، من الموجدة. وهو الغضب، وكان ذلك أمرا حصل على مقتضى البشرية ثم سكن بعد ذلك. والحديث كان مؤولا عندها بما فضل عن ضرورات معاش الورثة. قوله: (فهجرته) ، أي: هجرت فاطمة أبا بكر، رضي الله تعالى عنهما، ومعنى هجرانها انقباضها عن لقائه وعدم الانبساط لا الهجران المحرم من ترك السلام. ونحوه.



عمدة القاري شرح صحيح البخاري (23/ 233)
قوله فهجرته فاطمة رضي الله تعالى عنها أي هجرت أبا بكر يعني انقبضت عن لقائه وليس المراد منه الهجران المحرم من ترك الكلام ونحوه وهي ماتت قريبا من ذلك بستة أشهر بل أقل منها -







فتح الباري




فتح الباري لابن حجر (6/ 202)
قوله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية معمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يرد تأويل الداودي الشارح في قوله إن فاطمة حملت كلام أبي بكر على أنه لم يسمع ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما سمعه من غيره ولذلك غضبت وما قدمته من التأويل أولى قوله فغضبت فاطمة فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته في رواية معمر فهجرته فاطمة فلم تكلمه حتى ماتت ووقع عند عمر بن شبة من وجه آخر عن معمر فلم تكلمه في ذلك المال وكذا نقل الترمذي عن بعض مشايخه أن معنى قول فاطمة لأبي بكر وعمر لا أكلمكما أي في هذا الميراث وتعقبه الشاشي بأن قرينة قوله غضبت تدل على أنها امتنعت من الكلام جملة وهذا صريح الهجر وأما ما أخرجه أحمد وأبو داود من طريق أبي الطفيل قال أرسلت فاطمة إلى أبي بكر أنت ورثت رسول الله صلى الله عليه وسلم أم أهله قال لا بل أهله قالت فأين سهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله إذا أطعم نبيا طعمة ثم قبضه جعلها للذي يقوم من بعده فرأيت أن أرده على المسلمين قالت فأنت وما سمعته فلا يعارض ما في الصحيح من صريح الهجران ولا يدل على الرضا بذلك ثم مع ذلك ففيه لفظة منكرة وهي قول أبي بكر بل أهله فإنه معارض للحديث الصحيح أن النبي لا يورث نعم روى البيهقي من طريق الشعبي أن أبا بكر عاد فاطمة فقال لها علي هذا أبو بكر يستأذن عليك قالت أتحب أن آذن له قال نعم فأذنت له فدخل عليها فترضاها حتى رضيت وهو وإن كان مرسلا فإسناده إلى الشعبي صحيح وبه يزول الإشكال في جواز تمادي فاطمة عليها السلام على هجر أبي بكر وقد قال بعض الأئمة إنما كانت هجرتها انقباضا عن لقائه والاجتماع به وليس ذلك من الهجران المحرم لأن شرطه أن يلتقيا فيعرض هذا وهذا وكأن فاطمة عليها السلام لما خرجت غضبى من عند أبي بكر تمادت في اشتغالها بحزنها ثم بمرضها وأما سبب غضبها مع احتجاج أبي بكر بالحديث المذكور فلاعتقادها تأويل الحديث على خلاف ما تمسك به أبو بكر وكأنها اعتقدت تخصيص العموم في قوله لا نورث ورأت أن منافع ما خلفه من أرض وعقار لا يمتنع أن تورث عنه وتمسك أبو بكر بالعموم واختلفا في أمر محتمل للتأويل فلما صمم على ذلك انقطعت عن الاجتماع به لذلك فإن ثبت حديث الشعبي أزال الإشكال وأخلق بالأمر أن يكون كذلك لما علم من وفور عقلها ودينها عليها السلام وسيأتي في الفرائض زيادة في هذه القصة ويأتي الكلام فيها إن شاء الله تعالى وقد وقع في حديث أبي سلمة عن أبي هريرة عند الترمذي جاءت فاطمة إلى أبي بكر فقالت من يرثك قال أهلي وولدي قالت فما لي لا أرث أبي قال أبو بكر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا نورث ولكني أعول من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوله قوله وكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة هذا يؤيد ما تقدم من أنها لم تطلب من جميع ما خلف وإنما طلبت شيئا مخصوصا فأما خيبر






السيرة الحلبية





السيرة الحلبية = إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون (3/ 511)
فغضبت رضي الله تعالى عنها من أبي بكر رضي الله تعالى عنه وهجرته إلى أن ماتت، أي فإنها عاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر على ما تقدم. ومعنى هجرانها لأبي بكر رضي الله تعالى عنه أنها لم تطلب منه حاجة ولم تضطر إلى لقائه، إذ لم ينقل أنها رضي الله تعالى عنها لقيته ولم تسلم عليه، ولا كلمته.
وروى ابن سعد أن أبا بكر رضي الله تعالى عنه جاء إلى بيت علي لما مرضت فاطمة فاستأذن عليها، فقال علي كرم الله وجهه: هذا أبو بكر على الباب يستأذن، فإن شئت أن تأذني له فأذني، قالت: وذاك أحب إليك؟ قال نعم، فأذنت له رضي الله تعالى عنه، فدخل واعتذر إليها فرضيت عنه، وأن أبا بكر رضي الله تعالى عنه صلى عليها.
وقال الواقدي: وثبت عندنا أن عليا كرم الله وجهه دفنها رضي الله تعالى عنها ليلا، وصلى عليها ومعه العباس والفضل رضي الله تعالى عنهم ولم يعلموا بها أحدا.
قال بعضهم: وكأنها تأولت قوله صلى الله عليه وسلم: «لا نورث» وحملت ذلك على الأموال. أي الدراهم والدنانير كما جاء في بعض الروايات: «لا تقسم ورثتي دينارا ولا درهما» بخلاف الأراضي، ولعل طلب إرثها من فدك كان منها بعد أن ادعت رضي الله تعالى








الطبقات الكبرى ط دار صادر (8/ 27)
أخبرنا عبد الله بن نمير، حدثنا إسماعيل عن عامر قال: " جاء أبو بكر إلى فاطمة حين مرضت فاستأذن فقال علي: هذا أبو بكر على الباب فإن شئت أن تأذني له، قالت: وذلك أحب إليك؟ قال: نعم، فدخل عليها واعتذر إليها وكلمها فرضيت عنه ".






الطبقات الكبرى ط العلمية (8/ 22)
أخبرنا عبد الله بن نمير. حدثنا إسماعيل عن عامر قال: جاء أبو بكر إلى فاطمة حين مرضت فاستأذن فقال علي: هذا أبو بكر على الباب فإن شئت أن تأذني له. قالت:
وذلك أحب إليك؟ قال: نعم. فدخل عليها واعتذر إليها وكلمها فرضيت عنه.







الطبقات الكبرى ط العلمية (8/ 24)
أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا معمر عن الزهري عن عروة أن عليا صلى على فاطمة.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا قيس بن الربيع عن مجالد عن الشعبي قال: صلى عليها أبو بكر. رضي الله عنه وعنها.
أخبرنا شبابة بن سوار. حدثنا عبد الأعلى بن أبي المساور عن حماد عن إبراهيم قال: صلى أبو بكر الصديق على فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكبر عليها أربعا.
أخبرنا مطرف بن عبد الله اليساري. حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن محمد بن عبد الله عن الزهري قال: دفنت فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلا ودفنها علي.
أخبرنا أنس بن عياض. حدثنا يونس بن يزيد الأيلي عن ابن شهاب قال: دفنت فاطمة ليلا. دفنها علي.
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي. حدثنا سفيان عن معمر عن الزهري عن عروة أن عليا دفن فاطمة ليلا.
أخبرنا عبيد الله بن موسى ووكيع قالا: حدثنا إسرائيل عن [جابر عن محمد بن علي قال: دفنت فاطمة ليلا] .
أخبرنا وكيع عن موسى بن علي عن بعض أصحابه أن فاطمة دفنت ليلا.
أخبرنا عمر بن سعد أبو داود الحفري عن سفيان عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة أن عليا دفن فاطمة ليلا.
أخبرنا محمد بن مصعب. حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن سعيد أن فاطمة دفنت ليلا.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا عمر بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن [علي بن حسين قال: سألت ابن عباس متى دفنتم فاطمة؟ فقال: دفناها بليل بعد هدأة





الطبقات الكبرى ط دار صادر (8/ 29)
أخبرنا محمد بن عمر، حدثنا قيس بن الربيع، عن مجالد عن الشعبي قال: «صلى عليها أبو بكر رضي الله عنه وعنها»
أخبرنا شبابة بن سوار، حدثنا عبد الأعلى بن أبي المساور، عن حماد عن إبراهيم قال: «صلى أبو بكر الصديق على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر عليها أربعا»









كشف المشكل--أتراها اتهمته

أتراها اتهمته--ابن جوزی ابوالفرج در کتاب کشف المشکل عبارات جالبی در مشکلات این حدیث دارد

كشف المشكل ج1/ص30
وأمرهما إلى من ولي الأمر ومعنى تعروه تغشاه وتنتابه ومما عاب الناس على عثمان أنه أقطع مروان بن الحكم فدكا قال أبو سليمان الخطابي لعله تأول قول رسول الله إذا أطعم الله نبيا طعمة فهو للذي يقوم من بعده فلما استغنى عثمان عنها بماله جعلها لأقربائه وفي هذا الحديث أن فاطمة هجرت أبا بكر وربما أشكل هذا فقال قائل أتراها اتهمته فيما روى والجواب أنها خرجت من عنده غضبى لأنها سمعت قولا يخالف ما عليه الناس من التوارث فكأنها ظنت في أبي بكر أنه شبه عليه فيما روى مما يخالف الكتاب واتفق مرضها وامتد فقيل هجرت أبا بكر ووافق ذلك امتناع علي من مبايعته ظنا منه أن النسب يؤثر في الولاية كما أثر في حمله براءة إلى أن بان له الصواب فبايع أبا بكر رضي الله عنهم أجمعين فإن قيل إذا كان علي عليه السلام انقطع عن البيعة ووافقه جميع بني هاشم فكيف يقال إن بيعة أبي بكر ثبتت بالإجماع فالجواب من وجهين أحدهما أن القوم انقطعوا عن البيعة وما أنكروها وإذا تكلم بعض العلماء في مسألة وسكت بعضهم لم يقدح سكوت الساكت فيما أجمع عليه المتكلمون لأنه يجوز أن يكون الساكت سكت راضيا أو لينظر والثاني أنه ما انقرض ذلك العصر حتى انعقد الإجماع فبايعه من تقاعد منه

نرم افزار المكتبة الكبري















فهرست مباحث فدك
متفرقات و پیش نوشت مباحث فدك